32 نقد لغوي للقرآن، الأخطاء النحوية والصرفية واللغوية

نقد لغوي للقرآن، الأخطاء النحوية والصرفية

 

تخليص لأهم الأخطاء النحوية والصرفية في سور القرآن، قبل النقد التفصيلي للسور

 

التلخيص نقلًا عن موقع عزت أندراوس

 

الأخطاء اللغوية والنحوية في القرآن

1 -  أخطاء القرآن النحوية - رفع المعطوف على المنصوب : جاء في ( سورة المائدة 5: 69) : " إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ " . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول :  والصابئين في  كما فعل هذا  ورد في البقرة 2: 62 والحج 22: 17

2 - أخطاء القرآن النحوية - نصب الفاعل : جاء في  ( سورة البقرة 2: 124): " لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول : الظالمون .

3 - أخطاء القرآن النحوية - تأنيث العدد وجمع المعدود : جاء في ( سورة الأعراف 7: 160): " وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً " . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول : اثني عشر سبطاً .

4 - أخطاء القرآن النحوية - جزم الفعل المعطوف على المنصوب : جاء في ( سورة المنافقون 63: 10 ) : " وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين " َ وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون

5 - أخطاء القرآن النحوية - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً : جاء في ( سورة البقرة 2: 17 ) : "  مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ " . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول: استوقد... ذهب الله بنوره .

6 - أخطاء القرآن النحوية - نصب المعطوف على المرفوع : جاء في ( سورة النساء 4: 162 ) : " لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً " . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول :  والمقيمون الصلاة .

7 - أخطاء القرآن النحوية - نصب المضاف إليه : جاء في ( سورة هود 11: 10 ) : " وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ" . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول : بعد ضراءٍ

8 - أخطاء القرآن النحوية - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة : جاء في ( سورة البقرة 2: 80 ) : " لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً " . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول : أياماً معدودات

9 - أخطاء القرآن النحوية - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة : جاء في (  سورة البقرة 2: 183 و184 ) : " كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات " . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول: أياماً معدودة .

10 - أخطاء القرآن النحوية - جمع اسم علم حيث يجب إفراده : جاء في : " سورة الصافات 37: 123-132 " : " وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين " . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في (سورة التين 95: 1-3 )  : " وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِين " . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخط الغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.

11 - أخطاء القرآن النحوية - أتى باسم الفاعل بدل المصدر : جاء في ( سورة البقرة 2: 177 ) : " لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ". والصواب أن يُقال : ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.

12 - أخطاء القرآن النحوية - نصب المعطوف على المرفوع : جاء في ( سورة البقرة 2: 177) : " وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ " . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول : والموفون... والصابرون

13 - أخطاء القرآن النحوية - وضع الفعل المضارع بدل الماضي : جاء في : " سورة آل عمران 3: 59) : " إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون " . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول : قال له كن فكان .

14 - أخطاء القرآن النحوية - لم يأت بجواب لمّا : جاء في ( سورة يوسف 12: 15 ) : " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ " . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.

15 - أخطاء القرآن النحوية - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى : جاء في ( سورة الفتح 48: 8 و9 ) : " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!

16 - أخطاء القرآن النحوية - نوَّن الممنوع من الصرف جاء في ( سورة الإنسان 76: 15 ) : "وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا " بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.

وجاء في ( سورة الإنسان 76: 4 ) : "إِنَّا أَعْتَدْنَال لْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً " . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟

17 - أخطاء القرآن النحوية - أتى بتوضيح الواضح : جاء في ( سورة البقرة 2: 196 ) : " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ " . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟

18 - أخطاء القرآن النحوية - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل :  جاء في ( سورة الأنبياء 21: 3 ) : "وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا " .  مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .

19 - أخطاء القرآن النحوية - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى : جاء في ( سورة يونس 10: 21 ) : " حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ " . فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.

20 -  أخطاء القرآن النحوية - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى ك جاء في ( سورة التوبة 9: 62 ) : " وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ " . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول :  أن يرضوهما

21 - أخطاء القرآن النحوية -أتى باسم جمع بدل المثنى : جاء في ( سورة التحريم 66: 4 ) : " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا " . والخطاب (كما يقول البيضاوي).موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟

هل توجد اخطاء نحوية في القرآن؟

 موضوع منشور في موقع الذاكرة اللاديني التنويري www.alzakera.edu

 

 يوظف الزعيم العربي رجالا "للترقيع" لتسويق افكاره للشعب واقناع الناس بأن الاخطاء الفادحة التي يرتكبها ما هي الا قرارات حكيمة ملهمة تصب لصالح عامة الشعب , هذا الاسلوب نفسه نجد ان خدمة"الله" تطوعوا للقيام به وبدؤا ترقيع افكار واخطاء القرآن والتغطية عليها وتبريرها .... والمحدثين منطلقين من منطلقات "الاعجاز" اما السلف فمن منطلق " القرآن في الاثر لاتنتهي عجائبه". فما هي اخطاء القرآن اللغوية؟ اليك الامثلة.
1- في المجال اللغوي :
 أ- وقعت في القران اخطاء نحوية مثل :
  ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون....(المائدة 69)
حيث يجب نصب (الصابئون) فيقول :الصابئين, لانه عطف على اسم ان وحكمه النصب وجوبا .... وقد اصلح هذا الخطأ في اية اخرى وقال :
      ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين....(البقرة 62)
ووردت كذلك في قوله :ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى ... (الحج17 )
ب- في قوله : ان هذان لساحران (طه62 )  حيث رفع (هذان) وحقه النصب .هذا في القراءة التي تشدد (أن) , اما في التخفيف فلا مشكلة.
ج- زيادة في النص مثل : (فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب واوحينا اليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ).... يوسف15  
واضح هنا زيادة الواو في قوله (وأوحينا) والافضل (اوحينا) بدون واو حتى يستقيم النص, اقرأ الان  : فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب اوحينا اليه لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون. فتكون (اوحينا) جوابا للشرط في (فلما ذهبوا به)
قال المرقّع :   إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ  

قوله "والصابئون": مبتدأ وخبره محذوف لدلالة خبر الأول عليه، والنية به التأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا من آمن.... والصابئون كذلك. قوله "مَن": اسم شرط مبتدأ، وجملة "آمن" خبر، وجملة "فلا خوفٌ عليهم" جواب الشرط. جملة "والصابئون كذلك" معطوفة على المستأنفة لا محل لها. جملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر "إنَّ"، والرابط مقدر، أي: منهم.
قال المرقع :(اعراب مشكل القران) سورة يوسف
فلما ذهبوا" الفاء استئنافية، "لما" حرف وجوب لوجوب، والمصدر "أن يجعلوه" مفعول به، والفعل أجمع يتعدى بنفسه وبـ"على" ، و"جعل" هنا بمعنى ألقى، وجواب الشرط محذوف، أي: جعلوه فيها. و قوله " لتنبئنهم": اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، والهاء مفعول به، وجملة "وأوحينا" معطوفة على جواب الشرط المقدر "جعلوه"، وجملة "لتنبئنهم" جواب قسم مقدر لا محل لها، وجملة القسم وجوابه تفسيرية؛ لأنَّ "أوحينا" فيه معنى القول دون حروفه. قوله: "بأمرهم هذا" الإشارة نعت لأمرهم، بمعنى المشار إليه، وهو جامد مؤول بمشتق، وجملة "وهم لا يشعرون" حالية من الهاء في "لتنبئنَّهم" .
المضحك انه يقول : "وجملة "وأوحينا" معطوفة على جواب الشرط المقدر "جعلوه"" وهذا الكلام لا يعدو ان يكون ترقيعا فاسدا لان المعنى على ما تصور المرقّع لا يعقل اطلاقا , فكيف يكون (واوحينا) معطوف على جواب شرط مقدر وليس من جنسه في المعنى ولا يشترك معه في الحكم , فأين (جعلوه) من (أوحينا) ولا يمكن ان يكون الا من قبيل الاستئناف.
وما اكثر المرقعين في المجال اللغوي وهم من القدماء لانهم برعوا في علوم العربية وكانوا سادة الترقيع في عصرهم ذاك.

 اكتفي بهذا القدر من الترقيع اللغوي والى اللقاء مع تناقض الفهم في ظاهر النص كي لا تطول المداخلة وتصبح مملة
للأمانة فقط : أقول أن هناك ما يزيد عن17 اية على اقل تقدير  وقعت فيها اخطاء لغوية أو خلل لغوي . وذهب المرقعون كل مذهب في اللي والكي حتى تنضبط الامور ولا يتجرأ احد أن يقول اخطأ الإله. 

من الضروري الاشارة الى وجود راي اخر يبرر الامر من خلال ان القول بأخطاء نحوية في القرآن تعتبر مغالطة، لكون علم النحو قد جرى تأسيسه على القرآن بنسبة كبيرة جدا. يتفق هذا الرأي ان قواعد النحو كانت موجودة قبل القرآن بكثير، إذ ان الشعر الجاهلي اعتمد عليها، غير ان هذه القواعد لم تكن مكتوبة. كما يشيرون الى ان القرآن استخدم هذه القواعد الموجودة ولم يخترعها. كما يشار الى ان مؤسسي القواعد العربية المكتوبة، مثل الفراهيدي وسيبيويه والكسائي، كانوا يقومون بتطبيق ماتوصلوا اليه على القرآن اولا. ويستخلصون الى ان القرآن هو الذي يحكم على صحة القواعد وليس العكس. مع الاشارة الى ان علم النحو هو بطبيعته مطاط للغاية. ومع ذلك يجب التنبيه ان صحة او سوء النحو لاعلاقة له بالبلاغة، إذ يجوز ان يكون هناك نصا غير بليغ مع انه صحيح نحويا.

ولكن، وبإفتراض صحة ان القرآن يحكم على صحة النحو ، عندها كان يفترض ان يقوم النحويين بإسقاط قاعدة إن واخواتها، لان القرآن " مصدر القواعد" جاء بأن على الحالين عاملة وغير عاملة، ولو اعتمدنا القرآن وحده لتقعيد فسنخلص الى ان لاتعمل النصب في الاسم الذي تدخل عليه او لنقل انها تعمل الرفع والنصب معا. هنا مثال:
     ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون .................. ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى
اما الثانية فأين القاعدة في العطف على اسم ان حيث اتى بالمعطوف الاول منصوب واتي بالثاني مرفوع ...

تبرير اخر ينطلق من وجود قادة لم يعرها احد اتهماما، وهي قاعدة " الجمال الصوتي". ويشير في حجته انه "لو قيلت الصابؤن و الصابئين فهذا يعني أن العرب كانوا يقولونها على الحالين ، و هناك أمر نهمله في التعامل مع النحو لاعتيادنا على القاعدة ، و هو الجمال الصوتي ، فكيف نقول الكلام يتوقف على أمرين ، الأول أن يفهم المتلقي مقصدك بالضبط ، و الثاني أن نقوله بأجمل وقع صوتي ممكن ، لذا تجد الشاعر يطلق الألف إذا كان آخر البيت منونًا بالفتح لأن المد أجمل من السكون و كذلك نرى المد في آية ( فالله خير حافظًا ) حتى أن المفسرين قدروها بحفظًا و أنها نصبت على البيان ، و لكن في رأيي أنها أجمل و هذا هو السبب ، و الحالة الوحيدة التي لاحظتها في القرآن و فيها غرابة هي بداية سورة قريش ، و أقصد (لإيلاف قريش ..) ، فاللام هنا لام التعليل لذا يرى ابن كثير أنها متعلقة بالسورة التي قبلها و هي الفيل ، أي أن الله فعل كذا و كذا لإيلاف قريش ، و هذا ليس خطأ و لكن لم فصلتا ؟ ربما كان هذا في وقت لاحق لا أدري ، و قال ابن جرير النحوي أنها لام التعجب !! لماذا ؟ لإجماع المسلمين على فصل السورتين"

للخروج من هذه المعضلة يشير البعض الى ان النحو العربي بني على اساس لغة قريش ومن حولها من القبائل العربية التي لم تختلط بالاعاجم لهذا السبب فقد استبعدت اساليب ولهجات من اللغة العربية لكونها مخالفة للهجة قريش والقرآن، ووضع النحو العربي موافقا للهجة قريش. من هذا المنطلق يمكن اعتبار اخطاء القرآن النحوية مجرد مخالفات نحوية تماما كما يفعل الشعراء لحاجة الشعر وابهار للمستمع.

غير ان الحقيقة ان النحو لم يوضع بناء على لغة قريش وحدها ، إذ ان مصنفوا القواعد جمعوا اللغة من كبريات القبائل العربية واستشهدوا بشعراء هذه القبائل للتأسيس قواعد اللغة المقارنة. وفي هذا الشأن يمكن العودة الى شرح ابن عقيل على الية ابن مالك كما يمكن العودة الى "الكتاب" لسيبويه.
القران لم يشتمل عل جميع لغة العرب فهناك ابواب نحوية لم ترد في القران. ولو كان النحو مبنيا على القران وحده لما وجدنا هذه الابواب مثل
  1- في باب كان : ما انفك ... ما برح (لا ابرح ..في سورة الكهف ليس منها) ...
 2- في باب الشرط.. كيفما ..واينما..
3- باب النداء ... الندبة
4- باب المدح... حبذا ...ولا حبذا في الذم

بينما وضع القرآن النحاة في مآزق لغوية مما اضطرهم الى اختراع ابوابا ليست من صميم اللغة التي كان الناس يعرفها في الجاهلية. فقط لتبرير ورود كلمات في اوضاع اعرابية غريبة مثل قولهم : المدح باستعمال الفعل "اخُصُّ" لتبرير نصب : المقيمين الصلاة في الاية :
 لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما...النساء 162 ) لاحظ كل المعطوفات جاءت مرفوعة لعطفها على (الراسخون) لكن وقعت كلمة(المقيمين) منصوبة...
فهل يمكن ان نستخرج من هذه الحالة قاعدة نحوية؟

نعم، لقد تمكن اساتذة النحو من اخراج الارنب من الطاقية بالترقيع التالي :
"الراسخون" مبتدأ، "في العلم" متعلق بـ "الراسخون"، الجار "منهم" متعلق بحال من "الراسخون"، "والمؤمنون" اسم معطوف على "الراسخون"، جملة "يؤمنون" خبر "الراسخون". قوله "والمقيمين": مفعول لأمدح مقدرةً، والجملة معترضة بين المتعاطفين. قوله "والمؤتون": مبتدأ، "والمؤمنون" اسم معطوف على "المؤتون"، وجملة "أولئك سنؤتيهم" خبر "المؤتون"، وجملة " أولئك سنؤتيهم" معطوفة على جملة "لكن الراسخون يؤمنون".

كيف يمكن استخراج قاعدة من هذا،الا يدل ذلك على وجود معضلات نحوية في القران لا يجيزون الاعتراف بها؟

لقد اضطروا الى كسر جريان النص واقحم موضوع المدح في منتصف النص كي يبرر هذا النصب الغريب.
لكنني طالما ان القرآن يجري التعامل معه نحويا من منطلق انه معجز وانه مقدس لا يمكن ان يخطئ فسيستميت النحويون في تحويل الاخطاء الى اعاجيب لا يقدر على مثلها الا رب العالمين .. في حين هي في حقيقتها لا تعدو ان تكون هفوات
بل يستخرجون من هذه الهفوات اعجاز ما مثله اعجاز عوضا عن التعامل معه بشكل موضوعي لغويا

امرئ القيس يعد ملك شعراء الجاهلية وافصحهم وابلغهم وفحل الفحول , لكن النحاة لم يترددوا ان يقولوا اخطأ امرئ القيس في بيت الشعر التالي
  كأن ثبيرا في عرانين وبله ...... كبير اناس في بجاد مزملٍ

  حيث جر (مزمل) والصواب الرفع (مزملُ) لانه نعت ل(كبيرُ) وكبير خبر (كأن) ...... فقالوا : اخطأ امرؤ القيس ولم يخترعوا له حججا ولم يبحثوا عن اعجاز في جر هذه الكلمة , فقولهم ذاك لانه بشر والخطأ وارد من بشر .. وهي مخالفة نحوية واضحة مع ان كتب النحو تمتلئ بشعره وهو من اكثر الشعراء احتجاجا به في مجال التقعيد اللغوي ... ببساطة اخطأ امرؤ القيس لانه ليس الها ... اما "الله" فماذا نقول؟

واخيرا هذا المثال:
لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة، ومحرم مذكرة في قوله : " ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا" ( 6/13)؟؟

ورأى لها المفسرون حجة، وهي ان محرم ترجع الى (ما)، وخالصة ترجع الى (الانعام)، فهل هذا معقــول

 

سور الفترة المكية الأولى

 

96 سورة العلق

 

{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)}

 

من الذي رأى الإنسان؟ الإنسان رأى نفسه استغنى أي صار ذا مال، هذا شبيه بمسرحية مصرية كوميدية (العيال كبرت) التي يقول فيها سعيد صالح: "قمت ضربتني، وقلت لي...إلخ

 

74 المدثر

 

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}

 

هنا الخطاب لمحمد، كان محمد يخاطب نفسه دومًا في القرآن هكذا، وهذه صيغة منتقدة لأنها تحصر تجيه الكلام لشخصه وهو قد مات منذ قرون طوال، فهذا يجعل بعض هذه الآيات بلا معنى أو فائدة لنا، خاصة مثلًا الآيات التي ألّفها ليحل مشاكله مع زوجاته، راجع باب سخافة بعض أسباب الصياغة.

 

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)}

 

أي إلهٍ خالق للكون سيتكلم بهذه الطريقة البشرية البسيطة المضحكة المتهوّسة، بحيث يقول (ذرني ومن خلقت) على طريقة دعني وإياه، "سبني عليه"، ثم طريقة تصوير محمد للوليد بن المغيرة كرجل لم يؤمن بادعائه النبوة مضحكة طريفة حقًّا، لكنها ليست طريقة إله عظيم في الحديث، يفترض به أن يكون أعقل من هذا وأكثر تسامحًا ومرونة و...فصاحة ووقارًا.

 

وسبب صياغة محمد لهذا النص كما يقول ابن هشام في السيرة ومفسرو القرآن نحوه:

 

...ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش، وكان ذا سِن فيهم، وقد حضر الموسم فقال لهم: يا معشرَ قرَيش، إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدَمُ عليكم فيه، وقد سمعوا بأمرِ صاحبِكم هذْا، فأجمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيكذِّب بعضُكم بعضاً، ويردّ قولُكم بعضَه بعضاً؛ قالوا: فأنت يا أبا عبد شمس، فقل وأقم لنا رأياً نقول به؛ قال: بل أنتم فقولوا أسمع؛ قالوا: نقول كاهن؛ قال: لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بَزَمْزَمة الكاهن ولا سَجْعه؛ قالوا: فنقول: مجنون؛ قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخَنْقه، ولا تخالجه، ولا وسوسته؛ قالوا: فنقول: شاعر؛ قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رجَزَه، وهَزَجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعرة قالوا: فنقول: ساحر؛ قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السُّحَّار وسحرَهم، فما هو بنَفْثِهم ولا عَقْدِهم قالوا؛ فما نقول يا أبا عبد شمس؛ قال: واللّه إن لقوله لحلاوةً وإن أصلَه لعَذْقٍ، وإن فرعه لجَناة - قال ابن هشام: ويقال لغَدْق - وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر، جاء بقول هو سحر يفرِّق به بين المرءِ وابنه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته. فتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسُبُل الناس حين قدموا الموسم، ولا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه، وذكروا لهم أمره. فأنزل اللّه تعالى في الوليد بن المغيرة في ذلك من قوله: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا} [المدثر:11ـ 16] أي خصيما.

 

وعند ابن جرير الطبري في تفسيره:

 

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عليه الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَيْ عَمُّ، إِنَّ قَوْمَكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: يُعْطُونَكَهُ، فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا تَتَعَرض لِمَا قِبَلَهُ. قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي أَكْثَرُهَا مَالًا. قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يُعْلِمُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لِمَا قَالَ، وَأَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ. قَالَ: فَمَاذَا أَقُولُ فِيهِ؟ فَوَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمُ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمُ بِرَجْزِهِ وَلَا بِقَصِيدِهِ وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُهُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ. وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ لَحَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَيُحَطِّمُ مَا تَحْتَهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يَعْلَى. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَرْضَى قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ. قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ. فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ: إِنَّ هَذَا سِحْرٌ يَأْثِرُهُ عَنْ غَيْرِهِ. فَنَزَلَتْ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}

 

{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}

 

لا تختلف هذه الصياغة المكية المبكرة لمحمد في سوره الأولى عن سجع الكهّان أو كهنة الوثنيين وحكمائهم قبل الإسلام، نقرأ مثلًا للقس بن ساعدة من الحنفاء قبل الإسلام:

 

أيها الناس ؛اسمعوا وعوا ؛فإذا وعيتم فانتفعوا ،إنه من عاش مات ،ومن مات فات ،وكل ما هو آت آت .إن في السماء لخبرا .وإن في الأرض لعبرا ،جهاد موضوع ،وسقف مرفوع ،ونجوم تمور ،وبحار لن تغور ،ليل داج ،
وسماء ذات أبراج ،أقسم قس قسما حتما ،لئن كان في الأرض رضي ليكونن بعده سخطا ،وإن لله دينا هو أحب إليه من دينكم


الزبراء

( المرجع:العرب قبل الاسلام- سيد القمنى)

اشتهرت بالسجع وكانت تقسم باللوح والليل والنجم واللوح الخافق، والليل الفاسق، والصباح الشارق ،والنجم الطارق ،والمزن الوادق ،إن شجر الوادي ليأود ختلا،ويرق أنيابا عملا،وإن صخر الطوا لينذر ثقلا،لا تجدون عنه معلا


الكاهن الخزاعى

)المرجع: جواد على : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4: 71 والعرب قبل الاسلام- سيد القمني)
كان يقسم بالقمر والكوكب والغمام، ولقد ذكروا أن أمية بن عبد شمس ، وكان حسد عمه هاشماً على ماله ، فدعا هاشماً إلى المنافرة فرضى هذا الأخير مكرهاً على أن يتحاكما إلى الكاهن الخزاعى . وكان ذلك ، فغلب الكاهن هاشماً على أمية ، مصدراً قراره سجعاً يقول:" والقمر الباهر ،والكوكب الزاهر،والغمام الماطر، وما بالجو من طائر ،وما اهتدى بعلم مسافر ،من منجد وغائر ،قد سبق هاشم أمية إلى المفاخر". أما هاشم فأخذ إبل أمية فنحرها وأطعمها من حضره ، وأما أمية فخرج إلى بلاد الشام فأقام بها عشر سنين تنفيذاً لحكم الكاهن .

 

خالد بن سنان العبسي:

كان معتقدًا بتوحيد الربوبية والألوهية ناهجاً منهج الملة الحنيفية وكثير من الناس ذهب إلى أنه كان نبياً وجاء في الحديث: ذاك نبي ضيعه قومه ،ويذكر المسعودي: أن ناراً ظهرت في العرب فافتتنوا بها وكانت تنتقل فكادت العرب تتمجس وتغلب عليها المجوسية، فأخذ خالد بن سنان هراوة وشد عليها وهو يقول:
بدا بدا، كلٌّ هدى، مؤدٍّ إلى الله الأعلى، لأدخلنها وهي تتلظى، ولأخرجن منها وثيابي تتندى. فأطفأها.

 

{كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55)}

 

كلمة كلا الثانية ليس لها أي ضرورة ولا تليق بالسياق، وكان الأفضل أن يقول بدلًا عنها حقًّا أو ألا للتأكيد.

 

102 التكاثر

 

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)}

 

هنا تكرار بلا أي معنى ولا ضرورة وعلى نحو منتقد أدبيًّا في الآيات 1-3، خصوصًا أنه يتعلق بمجرد وعيد خرافي لا أكثر.

 

{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)}

أيضًا تكرار بلا معنى ولا ضرورة، وهذه الآيات المبكّرة بالذات لم تكن مهارة محمد قد اكتمل صقلها فيمكن توجيه نقد كثير لها من جهة الأسلوب والمعاني، لكنها على الأقل لم تكن شريرة بنفس درجة السور المكية.

 

92 الليل

 

{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}

 

وضع لام التوكيد في المبتدأ المؤخر صيغة غير مألوفة ولا صحيحة، ولا تضع التأكيد في مكانه السليم، والجملة أصلًا: إن الهدى لعلينا، لكنه قلبها لزوم السجع، لكن وضع لام التوكيد هكذا غير سليم

 

93 الضحى

 

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

 

ليست هذه السورة سوى مونولوج ذاتيّ بين محمد ونفسه بزعم أنه كلام الله له، ويعلنه ليواسي نفسه ويؤازرها أمام ما قالته له إحدى السيدات لما توقف عن إبداع آياته ربما حسب نظرية لتوقف هلاوسه لمرض نفسي كان عنده، أو حسب وجهة نظر أخرى أنه مرض لفترة مما أعاق إبداعه حتى تعافى. الحوار موجّه لمحمد لمواساته فلا فائدة له بالنسبة للقراء معنويًّا أو عمليًّا اليوم على أي نحو.

 

وروى مسلم:

 

[ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس أنه سمع جندبا يقول أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى }   

 [ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قال إسحاق أخبرنا وقال بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } 

 

وروى البخاري:

 

1125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ فَنَزَلَتْ {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

18804 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2]

 

ورواه أحمد بن حنبل (18796) و(18801) و (18804) و (18806) .والبيهقي في "السنن" 3/14 والبخاري  (4951) و (4983)، وأبو عوانة 4/304 و4/338 و4/339 و4/340 ، وابن حبان (6566) ، والطبراني في "الكبير" (1709) و(1711) و(1712)  والترمذي3345 وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2533) و(2534)  و(2535) ، والطبري في "التفسير" 30/231 والطيالسي (935) - ومن طريقه أبو عوانة 4/339- 340- والنسائي في "الكبرى" (11681) - وهو في "التفسير" له (701)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/58-59. عبد الرزاق في "التفسير" 2/379، والحميدي (777)، وابن حبان (6565) ، وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الحاكم 2/526-527. ورواه أحمد بن حنبل بالأرقام: (18801) و (18804) و (18806) .

 

86 الطارق

 

{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}

 

صيغة الآية الرابعة ثقيلة جدًّا بلا داعٍ وقد تُعتبَر غامضة لغير المتمرّسين في اللغة، الـ ما هنا زائدة بلا ضرورة وهي تصنع ثقلًا سمجًا بلا ضرورة، كان يمكن أن يقول على نحوٍ سلس: إن كلَّ نفسٍ لَعَليها حافظ.

 

80 عبس

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)} عبس

 

سورة عبس هي مونولوج أو حوار ذاتيّ بين محمد ونفسه، ككثير من الآيات الأخرى، يلوم فيه نفسَه (على لسان الله وهو دومًا انعكاس نفسيّ لذاته ورغباته) على إهماله للرجل الأعمى المسكين المتبع له (ابن أم مكتوم)، لكي يدعو وثنيًّا آخر غنيًّا ذا سلطة لدعوته الجديدة، وعلى أي حال الحوار كله موجَّه لمحمد بشخصه، وهي سمة لشخصٍ يركّز على ذاته ويعتبرها مركزية لاهتمامه لأنها ذاته، وليس موجَّهًا لجمهور المسلمين المؤمنين، وبالتالي ليس ذا فائدة كبيرة لهم على العموم. من الممكن أن تكون هذه حيلة متذاكية من محمد للإيحاء بأن الكلام لشخص آخر غيره حتى أنه يختلف معه، لكنه لم يفطن لكون هذا ليس دليلًا على أي شيء، بل قد يوحي كذلك بالفصام وانقسام الشخصية، فلا دليل على أي مزاعم.

 

{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} عبس

 

هذه الكلمة (أبًّا) غامضة، تحيَّر العرب المسلمون المفسّرون في فهمها، فقالوا ثلاثة آراء: كل ما أنبتت الأرض مما يأكل الإنسان أو الأنعام، أو كل ما أنبتت الأرض للبهائم فقط، أو الفاكهة. ورووا تحير عمر بن الخطاب نفسه في معناها مع كونه رجلًا عربيًّا قرشيًّا. ومن تفسير الطبري:

 

حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا حميد، قال أنس بن مالك: قرأ عمر (عَبَسَ وَتَوَلَّى) حتى أتى على هذه الآية (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) قال: قد علمنا ما الفاكهة، فما الأبّ؟ ثم أحسبه " شك الطبري " قال: إن هذا لهو التكلف.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن حميد، عن أنس، قال: قرأ عمر بن الخطاب رضى الله عنه (عَبَسَ وَتَوَلَّى) فلما أتى على هذه الآية (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) قال: قد عرفنا الفاكهة. فما الأبّ؟ قال: لعمرك يا بن الخطاب إن هذا لهو التكلف.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس، قال: قرأ عمر: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) ومعه عصا في يده، فقال: ما الأبّ، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس، عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن هذا هو التكلف.

قال: وحدثني قتادة، عن أنس، عن عمر بنحو هذا الحديث كله.

حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب ويعقوب قالوا: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: عدّ سبعا جعل رزقه في سبعة، وجعله من سبعة، وقال في آخر ذلك: الأبّ: ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس.

حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا عاصم، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: الأبّ: نبت الأرض مما تأكله الدوابّ، ولا يأكله الناس.

حدثنا أبو كُرَيب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال: ثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبير، قال: عدّ ابن عباس، وقال: الأبّ: ما أنبتت الأرض للأنعام، وهذا لفظ حديث أبي كريب. وقال أبو السائب في حديثه: قال: ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس وتأكل الأنعام.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: الأبّ: الكلأ والمرعى كله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن أبي رَزين، قال: الأبّ النبات.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن أبي رَزين، مثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش أو غيره، عن مجاهد، قال: الأبّ: المرعى.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهد: (وأبًّا) المرعى.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن مبارك، عن الحسن (وأبًّا) قال: الأبّ: ما تأكل الأنعام.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله (وأبًّا) قال: الأبّ: ما أكلت الأنعام.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: أما الأبّ: فلأنعامكم نعم من الله متظاهرة.

حدثنا ابن بشر، قال: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا يونس، عن الحسن، في قوله: (وأبًّا) قال: الأبّ: العشب.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، وقتادة، في قوله (وأبًّا) قال: هو ما تأكله الدوابّ.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (وأبًّا) يعني: المرعى.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وأبًّا) قال: الأبّ لأنعامنا، قال: والأبّ: ما ترعى. وقرأ: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ) .

قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: قال الله: (وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) كلّ هذا قد علمناه، فما الأبّ؟ ثم ضرب بيده، ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، قال عمر: وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه.

وقال آخرون: الأبّ: الثمار الرطبة.

* ذكر من قال ذلك.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (وأبًّا) يقول: الثمار الرطبة.

وقوله: (مَتاعا لَكُمْ) يقول: أنبتنا هذه الأشياء التي يأكلها بنو آدم متاعا لكم أيها الناس، ومنفعة تتمتعون بها، وتنتفعون، والتي يأكلها الأنعام لأنعامكم، وأصل الأنعام الإبل، ثم تستعمل في كلّ راعية.

وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، في قوله: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ) قال: متاعا لكم الفاكهة، ولأنعامكم العشب.

 

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه:

 

30729- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ عُمَرَ ، قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ : {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ الْفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا الأَبُّ ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ : إنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ يَا عُمَرُ.

 

30731- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سُئِلَ عَن {وفَاكِهَةً وَأَبًّا} فَقَالَ : أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لاَ أَعْلَمُ.

30732- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد اللهِ الزُّبَيْرِيُّ ، عَن سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : كَانَ إذَا سُئِلَ عَن شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ : قَدْ أَصَابَ اللَّهُ مَا أَرَادَ.

 

يعتقد البعض أننا إذا وجدنا كلمة فات القواميس العربية تحديدها بدقة، فمن الممكن أن نستعين باللغات الأقارب للعربية كالسريانية والآرامية والعبرية والأمهرية الحبشية، ويعتقد البعض كذلك أن لغة القرآن متأثّرة بالسريانية، ولنقتبس من كتاب المفردات الأعجمية في القرآن، لباحث فاضل هو آرثر جيفري، من ترجمة أخي العزيز (ابن المقفّع) المعطاء العراقيّ:

 

أب.
(النجم: 31)

عشب, كلأ

تظهر هذه الكلمة في فقرة مكية مبكرة تصف الأشياء الحسنة التي تسبب الله في نموها على الأرض بإنزاله المطر. احتارت المرجعيات المبكرة في الإسلام بهذه الكلمة كما يتوضح من النقاش الذي خاضه الطبري حول الآية, والارتياب الذي شهد عليه الزمخشري والبيضاوي في تعليقاتهم, ارتيابٌ تشاركهم فيه المعاجم (لسان العرب الجزء الأول ص 199 و النهاية, لابن الأثير, الجزء الأول ص 10), و تشاركهم فيه بالأخص القصة التعليمة المذكورة في كتاب البغوي الجزء السابع ص 175. يستدل  السيوطي في كتاب الإتقان إلى شيضدلة  فيقول بأنها كلمة أعجمية تعني عشبا في لغة "أهل الغرب," والتي يعني بها, كما نستشف من المطول ص 65, انه يعني اللسان البربري.


لا يكاد يكون هنالك شك في أنها كلمة איבא (ء ي ب ا) (אנבח (ء ن ب ه) المذكورة في سفر دانيال 4: 9 حيث حُولت نبرة ال"داگش" إلى نون. إن איבא ي ب ا) الترجومات مكافئة لאב (ء ب) العبرانية من אבב (ء ب ب) أي "خضُر" (راجع نشيد الأنشاد 6: 11, وسفر أيوب 8: 12). اعتقد فرانكل في عمله vocab. ان الكلمة العربية مأخوذة عن كلمة איבא (ء ي ب ا) الترجومية مباشرة, إلا الاحتمال الأعظم هو مجيئها من الكلمة السريانية ܐܒܐ  (ء ب ا), والتي تعني "كل ما تنتجه الأرض"quicquid terra product ( منگانا في "Syriac Influence", ص 88. كانت هذه على الأغلب استعارة مبكرة من العصر الرافديني.

 

هنا سؤال: ألم يكن الله المزعوم وجوده وأنه مؤلف هذا الكلام قادرًا على جعل كل كلامه واضح المعنى لناطقين باللغة التي أنزل بها كلامه المزعوم؟! يقول القرآن:

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} يوسف، و{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)} الرعد، و{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)} الزمر، و{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)} الشعراء، و{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)} فصلت، و{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} فصلت

 

أي اعوجاج وعدم إبانة ووضوح (عكس صفة مبين) أكثر من استعمال محمد لكلمات في ذهنه أو ربما هي تعريب لألفاظ سريانية أو نبطية لا يعرفها العرب ويتحيّرون فيها؟!

 

ملاحظة لي: من الذين بالغوا في هذه المسألة لوكسنبُرج في كتابه القراءة الآرامية السريانية للقرآن، لقد أدخل نفسه في مزالق وأمور مضحكة أحيانًا كقوله أن الحور العين تعني عنب مثلّج مجلّد مع كون سياق الآيات به أوصاف جنسية للحور، وسعى للقول بأن الكثير من مصطلحات القرآن هي مصطلحات مسيحية خاصة بعقائد الكفارة والفداء والقربان المقدّس الأفخارستا، مما يعكس مشاربه المسيحية، لكني لا أرفض أطروحاته بحكم متحيّز على عقيدته أو توجهه، بل لما أراه في الكتاب من طبيعة عبثية في الحقيقة، كذلك من ينفون وجود محمد وتاريخية مكة بتلاعبات وإنكار للتاريخ الدموي في الحقيقة لغزو محمد وجنده لبلاد شبه جزيرة العرب، أرى في الأمر استهتارًا بتاريخ حقيقيّ أبيد فيه أناس كثيرون، في سبيل عبث، ربما هو عبث ما بعد الحداثة!

 

68 القلم

 

{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6)}

 

هنا مرة أخرى الحوار موجَّه إلى محمد، حوار ذاتّي مع نفسه يُصرّح به علنًا زاعمًا أنه مواساة من الله، ليؤكِّد ويواسي ويدعم ذاته بذلك، وليس في النص ما يتعلق بأي شيء يهم إنسان العصر الحاليّ، لأن الكلام كله موجه لشخصية محمد.

 

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}

 

مرة أخرى يتهجّم محمد على شخصية ضايقته، بحيث خلّدها تقريبًا أو أطال عمر ذكرها كثيرًا في القرآن، وهي شخصية الأخنس بن شريق كما يقول الطبري وابن كثير في تفسيريهما وابن هشام في السيرة النبوية، من الراجح أن الأخنس كان رجلًا فيه روح الدعابة والسماجة في السخرية، ومحمد بأناه المتضخّمة لم يكن يحب ذلك بالتأكيد، هجوم محمد يدل على فقدانه أعصابه تمامًا فهو يعيب خِلقة أو تكوين الرجل الذي لا ذنب له فيه بأنه (عتل) أي شديد قويّ غليظ، ويشكّك في نسبه إلى أبيه متهمًّا بالتالي أمَّه وهو أسلوب تهجّم عربيّ قديم وفقًا للقيم والمفاهيم البدائية الرجعية، لكن الله المفترَض فيه العدالة لم يكن لينتقد أو يسبَّ شخصًا بنسبه الذي لا دخلَ له فيه، لو كان الكلام إلهيًّا لما كان ذكر هذه الشخصية بحرف، لكنها احتياجات محمد مؤلّف القرآن النفسية لا أكثر.

 

{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)}

 

هنا نفس أسلوب (اتركوني عليه)، أسلوب بشريّ ربما حتى سوقيّ بحت، لا يليق بنسبته إلى إله مزعوم، أي إله هذا الذي يضع رأسَه برأس إنسان بمثابة ذرَّة في كونه الفسيح؟!

 

85 البروج

 

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)}

العطف للجمع (الجنود) بعطف بيان على مفرد (فرعون وثمود) _وثمود اسم القوم يعامَل كمفرد كذلك_ برأيي هو خلل في الصياغة والسياق. لنقل مثلًا أني أقول: هل تعلم خبر العسكر، ريجان وبوش.

 

73 المزمّل

 

{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}

 

أيضًا كلام موجَّه إلى محمد، في حوار ذاتيّ، وزعم غريب بثقل كلام القرآن، وفي الأحاديث زعم بإتيان الوحي لمحمد على صورة صلصلة جرس كما في البخاري حديث 2 و4592 وغيره، لذلك افترض بعض علماء العصور الحديثة أنه مرض عقليّ ما أو عصبيّ، لكنهم يفترضون صحة تلك المزاعم ليقولوا ذلك. والبعض فسروه كما في كتب التفاسير بثقل العمل به، وهذا طبيعي لأنه تشريع دينيّ معيب به خلل في البوصلة الأخلاقية والمنطقية.

 

{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}

 

أيضًا أسلوب سوقيّ ودارج بين البشر، ولا يليق بإله خالق للكون ولا يُتصوَّر أن الكلام لو له كان سينزل وينحطّ إلى هذه الدرجة البشرية.

 

101 القارعة

 

{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}

 

صياغة مضحكة عجيبة تتكرّر في القرآن كثيرًا، كسورتي الحاقة والطارق، كذا، وما كذا، وما أدراك ما كذا، وما يدريك ما كذا، كقول الهازل: فإني وأني ثم إنني ...إذا انقطع شسع نعلي أُلصِقه! ثم يحدّثنا عن خرافات لتخويف الأطفال والناس السذّج ذوي عقول الأطفال عديمي الحس النقدي والمنطقي والفكري، ومعنى أمه أي: المكان الذي يؤمه ويكون مصيره، وقيل أي: أم رأسه يسقط بها، والحث على الخير والإحسان لا يحتاج إلى ربطه بخرافات قد يؤمن بها الشخص أو لا، وإذا ما اهتز إيمان المؤمن قد يهتز إيمانه بالأخلاق بالتالي غالبًا، لأن تركيبة عقله لا تفهم الأخلاق دون الاعتماد على خرافات تبرّر له ضرورة وسبب الأخلاق، هذه مشكلة لن يعاني منها ملحد مفكّر أصيل الفكر والثقافة اللادينية برأيي، لكن هؤلاء ربما لا يزالون قليلين جدًّا في بلاد العرب البدائية هذه. منذ القدم اعتبر الغرب في رسائلهم العرب مجموعة من الهمج أو البرابرة، كما في رسائل شمعون الأرشمي القديمة مثلًا، وحتى اليوم بالنسبة للشعوب الغربية العلمانية المعاصرة، وهم محقّون إلى حدٍ كبير.

 

53 النجم

 

{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)}

 

يقول ابن منظور في معجم (لسان العرب):

 

والقابُ ما بين المَقْبِضِ والسِّيَة ولكل قَوْس قابانِ وهما ما بين المَقْبِضِ والسِّيَةِ وقال بعضهم في قوله عز وجل فكان قابَ قَوْسَيْن أَراد قابَيْ قوْس فَقَلَبَه.....

 

وفي معجم اللغة العربية المعاصرة للدكتُر أحمد مختار عبد الحميد عمر:

 

قاب القوس: ما بين المقبض وطرف القَوْس

 

أي إنسان منا بالتأكيد عرضة أن يخطئ فينطق كلمة ما بشكل خاطئ مضحك بغفلة منه، مثلًا رجل فاضل مثقّف جدًّا ملحد كان يقول في برنامجه (صندوق الإسلام): الدولة البيزنطينية، بدلًا من الصيغة العربية المعروفة: البيزنطية، هنا كذلك كما نرى، محمد هنا عكس التعبير العربيّ الدارج في عصره، قابا القوس هما خشبتان ما بين طرفي القوس والمقبض، وهذه خطأ لم يكن سيقع فيه إله بالتأكيد، إلا إذا افترضنا أنه ليس كليَّ القدرة أو أن كلية قدرته ليس من ضمنها إتقان لغات البشر للتحدّث بها بدون أخطاء، ربما الله له أخطاء بعد كل شيء وله غفلاته وسهواته أو أنه خواجة استعرب في العرب؟! المعنى: هذا كلام إنسان مثلي ومثلك لك أخطاؤه وسقطاته وسهواته.

 

{وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)}

 

هنا الكلام موجَّه للوثنيين العرب القدماء الذين كانوا يعبدون نجم الشعرى، وكانت ممارسة قديمة مارسها البابليون والأنباط واليونان والرومان، وكان تسمى نجمة ﭬينوس أو Sirius. لكن بالنسبة لعالم اليوم تسود فيه أكثر العقائد كالإسلام والمسيحية واليهودية والبودية لا توجد فيه ممارسة كهذه، ربما يسهل أن نجد لها نظيرًا فقط عند البدائيين، وعند الهندوس في الهند لأنهم لا يزالون على ديانة وثنية قديمة جدًّا بها كل أشكال العبادات والفلسفات من أكثر سموًّا فكريًّا كالـﭭيدانتا التوحيدية ومذاهب الإصلاحيين كراما كرشنا وغيرهم وحتى أسخفها وأقلها تبصرًا من عبادة للكواكب والحيوانات وآلهة الحيوانات كجانيشا ذي رأس الفيل، والإله القرد، بالتالي بالنسبة لقراء القرآن اليوم هذه الآية بلا فائدة ولا علاقة لها باحتياجاتهم اليومية، ربما يحتاجون آيات جديدة عن حقوق العمال في أجور عادلة أو قواعد أخلاقية للأبحاث الجينية والخلوية الجذعية أو حل دائم للسلام في الشرق الأوسط والسلام بين الشرق والغرب وأخطاء كل فريق من الطرفين..إلخ. بالتأكيد لو أن شخصًا صاحب رسالة ظهر اليوم فستختلف محتويات رسالته كثيرًا. وكما قلت لا نجد في القرآن تصوُّرًا للنقاش أوسع مدى من بيئته، فهو لا يناقش الآراء الإلحادية لأنها لم تخطر على باله ولم يقابلها، ولا المعتقدات الكبيرة الانتشار كالبودية بمذاهبها والهندوسية بمقولاتها الفلسفية والدينية العديدة. بل هو يناقش ما كان في بيئته العربية من أديان كالمسيحية واليهودية والوثنية والآيات في النقاش معهم كثيرة، والمجوسية وربما بالاتصال بها مذاهب الغنوسية في نفي القرآن لوجود إلهين أو آلهة مثلًا محتجًّا بحجة فساد الكون واختلاف الآلهة لو كان الأمر كذلك حسب جدليته {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)} الأنبياء، وقوله: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)} النحل. لن نجد في الإسلام مثلًا نقاشًا موسَّعًا لحجج المذهب الماديّ أو الطبيعيّ أو التطوريّ أو الإلحاديّ عمومًا أو مذهب المصلحة الذاتية أو مصلحة المجتمع أو مذهب اللذة والألم الأبيقوري [الإبيكيورسي]، ولا احتجاجات ومقولات أديان الآسيويين مثلًا على تناسخ وإعادات انولاد الأرواح أو تعدد الآلهة الهندوسية وأنها متعاونة فيما بينها بلا خلافات كما قد يجادلون أو أنها كلها محكومة مثلًا كما قد يعتقدون بقانون أعظم يمثَّله أتمان أو براهمان الإله الأكبر الحالّ في كل الكون، أو أحد مذاهبهم القائل أن كل الآلهة الوثنية هي أشكال وصور أو لنقل أقنومات للإله الأوحد براهما وهو مذهب الـﭭيدانتا. كان الأمر سيكون ممتعًا أكثر لو قابل محمد كذلك مقولات "زملائه" اللاحقين مؤسسي الأديان الحديثة تاريخيًّا نسبيًّا كأخينا الإيرانيّ ميرزا مؤسس البهائية وما لديه من مقولات وآراء لاهوتية وتشريعات والآخر سِمِث الأمِرِكيّ مؤسس المورمونية القائل بوجود أنبياء أمِرِكيين منذ القدم وأن المسيح عاش بأمِرِكا لفترة والذي تمارس كنيسته اليوم خلافة في النبوة كلما مات نبيّ حل مكانه آخر، ومارسوا نسخ الأحكام كمحمد كإلغائهم تشريع تعدد الزوجات بسبب اعتراض قوانين الغرب عليها!

 

84 الانشقاق

 

{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)}

 

في هذه الآيات لم يكن محمد قد انفصل تمامًا بعد واستقل عن أسلوب سجع الكهان قبله ومن معاصريه، كما عرضنا أمثلة من سجع الكهنة أعلاه، فهو يقسم بمشهد غروب الشمس والليل وحلول الظلام وباكتمال القمر، وكما قيل في أحد التفسيرات بأن قريشًا يتغيّر حالها من حال إلى حال، طبقًا عن طبق، وهذا بالضبط أسلوب الكهان: قول كلام مطاطيّ يحتمل أكثر من تفسير بحيث ينطبق على أي شيء، ومن منّا وأي الدول لا يتغير حالها ويستمر دائمًا على منوال واحد؟ وأذكر أني قرأت بكتاب (المعتقدات الدينية لدى الشعوب) نشر مكتبة مدبولي لكاتب إنجليزي تلك القصة الطريفة عن الكاهن اليوناني الذي استشاره امبراطور في خوض حرب، فتنبّأ له أنه لو خاض غمار الحرب فإن جيشًا عظيمًا سوف يُباد، وفي الواقع خاض القائد حربه، وجيشه هو نفسه الذي أبيد ودُمِّر!

 

79 النازعات

 

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}

 

باستثناء الآية الخامسة الواضحة المعنى التي لم يختلف المفسِّرون على معناها وأنها تعني الملائكة المعاونين لله، فالأربع آيات غامضة المعنى غير مفهومة المقصد، ولا أحد يفهم بدقة مقصد محمد من هذا الكلام الغامض المسجوع بالتحديد، ولنقرأ من تفسير الطبري مثلًا:

 

أقسم ربنا جلّ جلاله بالنازعات، واختلف أهل التأويل فيها، وما هي، وما تنزع؟ فقال بعضهم: هم الملائكة التي تنزع نفوس بني آدم، والمنزوع نفوس الآدميين.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا النضر بن شُمَيل، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضحى، عن مسروق، عن عبد الله (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: الملائكة.

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق أنه كان يقول في النازعات: هي الملائكة.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، قال: ثنا شعبة، عن السُّدِّي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في النازعات قال: حين تنزع نفسه.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: تنزع الأنفس.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: نزعت أرواحهم، ثم غرقت، ثم قذف بها في النار.

 

وقال آخرون: بل هو الموت ينزع النفوس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: الموت.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

وقال آخرون: هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق.

حدثنا الفضل بن إسحاق، قال: ثنا أبو قُتَيبة، قال: ثنا أبو العوّام، أنه سمع الحسن في (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: النجوم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: النجوم.

 

وقال آخرون: هي القسيّ تنزع بالسهم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: القسيّ.

 

وقال آخرون: هي النفس حين تُنزع.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدّي (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا) قال: النفس حين تَغرق في الصدر.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالنازعات غرقا، ولم يخصص نازعة دون نازعة، فكلّ نازعة غرقا، فداخلة في قسمه، ملكا كان أو موتا، أو نجما، أو قوسا، أو غير ذلك. والمعنى: والنازعات إغراقا كما يغرق النازع في القوس.

 

وقوله: (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) اختلف أهل التأويل أيضا فيهنّ، وما هنّ، وما الذي ينشط، فقال بعضهم: هم الملائكة، تنشِط نفس المؤمن فتقبضُها، كما ينشط العقال من البعير إذا حُلّ عنه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: الملائكة.

وكان الفرّاء يقول: الذي سمعت من العرب أن يقولوا: أنشطت، وكأنما أنشط من عقال، ورَبْطُها: نشطها، والرابط: الناشط؛ قال: وإذا رَبَطْتَ الحبل في يد البعير فقد نشطته تنشطه، وأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته.

 

وقال آخرون: (النَّاشِطاتِ نَشْطا) هو الموت يَنْشِط نفسَ الإنسان.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: الموت.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، قال: ثنا شعبة عن السديّ، عن ابن عباس (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: حين تَنشِط نفسه.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدي (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: نشطها حين تُنشط من القدمين.

 

وقال آخرون: هي النجوم تنشط من أفق إلى أفق.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: النجوم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: هنّ النجوم.

 

وقال آخرون: هي الأوهاق.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) قال: الأوهاق.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أقسم بالناشطات نشطا، وهي التي تنشط من موضع إلى موضع، فتذهب إليه، ولم يخصص الله بذلك شيئا دون شيء، بل عم القسم بجميع الناشطات والملائكة تنشط من موضع إلى موضع، وكذلك الموت، وكذلك النجوم والأوهاق وبقر الوحش أيضا تَنْشُط، كما قال الطِّرِمَّاح:

وَهَلْ بِحَلِيفِ الخَيْلِ مِمَّنْ عَهِدْتُه ... بِهِ غَيْرُ أُحْدانَ النَّوَاشِطِ رُوع

يعني بالنواشط: بقر الوحش، لأنها تنشط من بلدة إلى بلدة، كما قال رؤبة بن العجَّاج:

تَنَشَّطَتْهُ كُلُّ مِغْلاةِ الْوَهْق

والهموم تنشط صاحبها، كما قال هِيمان بن قحافة:

أمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَناشِطَا ... الشَّامَ بِي طَوْرًا وَطَوْرًا وَاسِطَا

فكل ناشط فداخل فيما أقسم به إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها بأن المعنيّ بالقسم من ذلك بعض دون بعض.

وقوله: (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) يقول تعالى ذكره: واللواتي تسبح سبحا.

 

واختلف أهل التأويل في التي أقسم بها جلّ ثناؤه من السابحات، فقال بعضهم: هي الموت تسبح في نفس ابن آدم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) قال: الموت، هكذا وجدته في كتابي.

وقد حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) قال: الملائكة، وهكذا وجدت هذا أيضا في كتابي، فإن يكن ما ذكرنا عن ابن حميد صحيحا، فإن مجاهدا كان يرى أن نزول الملائكة من السماء سبَّاحة، كما يقال للفرس الجواد: إنه لسابح إذا مرّ يُسرعُ.

 

وقال آخرون: هي النجوم تَسْبَح في فلكها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) قال: هِي النجوم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

 

وقال آخرون: هي السفن.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) قال: السفن.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أقسم بالسابحات سبحا من خلقه، ولم يخصص من ذلك بعضا دون بعض، فذلك كل سابح، لما وصفنا قبل في النازعات.

وقوله: (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) اختلف أهل التأويل فيها، فقال بعضهم: هي الملائكة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) قال: الملائكة.

وقد حدثنا بهذا الحديث أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) قال: الموت.

 

وقال آخرون: بل هي الخيل السابقة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) قال: الخيل.

 

وقال آخرون: بل هي النجوم يسبق بعضها بعضا في السير.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا) قال: هي النجوم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

والقول عندنا في هذه مثل القول في سائر الأحرف الماضية.

 

ألم يكن يستطيع الله لو أنه من كتب هذا الكلام الغامض المضحك العجيب أن يوضِّح معاني كلامه لكي لا تكون غامضة على هذا النحو المثير للشفقة والضحك في آنٍ واحد. ربما كما قالت كارِن أرْمْسْترُنج (الله لماذا The Case For God) أن الغموض وعدم وضوح أي معنى للكلام كتعويذة كان مطلوبًا وحاجة لنفوس جمهور المؤمنين السذَّج البؤساء. لِيتصوَّروا أنه كلام مطلسَم سحريّ عظيم!

 

{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)}

 

كلمة ساهرة اختلفوا في معناها وهي ليست من أصول ومشتقات الكلام العربي، ويعتقد آرثر جيفري في The Foreign Vocabularies in The Quran, p. 159(الألفاظ الأجنبية في القرآن) أنها من أصل سرياني يعني الضواحي أو الأرض، ويستشهد بتأثر الشاعر أمية بن أبي صلت المعروف باللغة السريانية واستعارته من كلامها غير العربي بسبب اطلاعه وتعلمه لها، حيث قال في قصيدة: عندنا صيدُ بحرٍ وصيدُ ساهرةٍ.

 

أود الإشارة إلى ما ذكره أحد الإخوة في مقال منشور على موقع الذاكرة لحمدي الراشدي، عن الشاعر الحنفيّ (من الأحناف الموحّدين) أمية بن أبي صلت:

 

...كما تذكر المصادر أنه استعمل كلاما غريبا على العرب في شعره كـ "الساهور" للقمر، وهي كلمة لم يسبق لهم أن استخدموها, وانه ذكر، "السلطيط"، اسماً لله, وانه أطلق كلمة "التغرور" عليه في موضع آخر وانه سمى السماء "صاقورة" و "حاقورة" . وكلها ألفاظ لم تكن تتداولها العرب ويردها المفسرين إلى ثقافته الواسعة فهو كان يقرأ السريانية ويكتب بها وجمع الكثير من المعرفة من أسفاره واتصالاته بالكهنة من اليمن للشام. هذا التفسير يبدو مقبولا حين نعلم أن كلمة " الساهور " مثلا المستخدمة في شعر أمية إنما هي كلمة آرامية الأصل من تلفظ على "سهرو" Sahro، بمعنى القمر، أي تماماً بالمعنى الوارد في شعر أمية. ويفسر بعض المحللين نزوع القرآن إلى بعض الألفاظ الغريبة، أو استخدامه للأحرف كترميز لم يفهم إلى اليوم مثل آلم ..الخ  أنها محاولة لمجاراة أمية الذي كان قد بهر نخب العرب الشعرية بمثل تلك الألفاظ فتناقلت بعض القوافل شعره وأنباء نبوته. وقد استمرت العلاقة بين الرجلين على حالها من التوتر حتى وقد أزفت المنية من أمية....

 

77 المرسلات

 

{وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)}

 

اختلف المفسرون في تفسير هذه الكلمات الغامضة المبهمة المعنى لمحمد، عدا الآيتين 5و6 التي لم يختلفوا على معناها، ولم يتمكّنوا من التيقُّن من مقاصده بالضبط، فيقول الطبري:

 

اختلف أهل التأويل في معنى قول الله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) فقال بعضهم: معنى ذلك: والرياح المرسلات يتبع بعضها بعضا، قالوا: والمرسَلات: هي الرياح.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا المحاربي، عن المسعودي، عن سَلَمة بن كهَيل، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود فقال: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: الريح.

حدثنا خلاد بن أسلم، قال: ثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود، فذكر نحوه.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله بن مسعود، فذكر نحوه.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) يعني: الريح.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثني أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السدي، عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: هي الرياح.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: الريح.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن سَلَمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله عن (المُرْسَلاتِ عُرْفا) قال: الريح.

ثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: هي الريح.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: والملائكة التي تُرسَل بالعرف.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، قال: كان مسروق يقول في المرسلات: هي الملائكة.

حدثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: ثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضحى، عن مسروق، عن عبد الله في قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: الملائكة.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا جابر بن نوح ووكيع عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: هي الرسل ترسل بالعُرف.

حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالح عن قوله: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) قال: هي الرسل ترسل بالمعروف؛ قالوا: فتأويل الكلام: والملائكة التي أرسلت بأمر الله ونهيه، وذلك هو العرف.

وقال بعضهم: عُني بقوله (عُرْفا) : متتابعا كعرف الفرس، كما قالت العرب: الناس إلى فلان عرف واحد، إذا توجهوا إليه فأكثروا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثت عن داود بن الزبرقان، عن صالح بن بريدة، في قوله: (عُرْفا) قال: يتبع بعضها بعضا.

والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا، وقد ترسل عُرْفا الملائكة، وترسل كذلك الرياح، ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ

ذلك أحد الحِزْبين دون الآخر، وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف، فكلّ من كان صفته كذلك، فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسولا من بني آدم مرسلا.

وقوله: (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا) يقول جلّ ذكره: فالرياح العاصفات عصفا، يعني: الشديدات الهبوب السريعات الممرّ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك: ...إلخ

وقوله: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عُني بالناشرات نَشْرًا: الريح.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا المحاربي، عن المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن (النَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال: الريح.

حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين، عن ابن مسعود، مثله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله بن مسعود، فذكر مثله.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن سَلَمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله، فذكر مثله.

قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال: الريح.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن إسماعيل السدي، عن أبي صالح صاحب الكلبي، في قوله: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال:

هي الرياح.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال: الرياح.

وقال آخرون: هي المطر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالح، عن قوله: (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال المطر.

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال: هي المطر.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح، مثله.

وقال آخرون: بل هي الملائكة التي تنشرُ الكتب.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أحمد بن هشام، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي صالح (وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) قال: الملائكة تنشرُ الكتب.

وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالناشرات نشرا، ولم يَخْصُص شيئا من ذلك دون شيء، فالريح تنشر السحاب، والمطر ينشر الأرض، والملائكة تنشر الكتب، ولا دلالة من وجه يجب التسليم له على أن المراد من ذلك بعض دون بعض، فذلك على كل ما كان ناشرا.

وقوله: (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم: عُنِي: بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) قال: الملائكة.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) قال: الملائكة.

قال: ثنا وكيع، عن إسماعيل، مثله.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) قال: الملائكة.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحق والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.

وقوله: (فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا) يقول: فالمبلِّغات وحي الله رسله، وهي الملائكة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك: ....إلخ

 

وكما نرى فلم يتمكن أحد هذه الهابرا كادابرا والـmumbo-jumbu الشبيه بالتعاويذ المسجوعة من الكلام غير المفهوم لمحمد، لو كان هذا كلام الله لكان واضحًا وبليغًا كله لا جزء منه غير واضح المقصد.

 

 

{انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)}

 

من مرويات البخاري لأحد تفسيرات هذه الكلمات:

 

4933 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ قَالَ كُنَّا نَعْمِدُ إِلَى الْخَشَبَةِ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ فَنَرْفَعُهُ لِلشِّتَاءِ فَنُسَمِّيهِ الْقَصَرَ {كَأَنَّهُ جِمَالَاتٌ صُفْرٌ} حِبَالُ السُّفُنِ تُجْمَعُ حَتَّى تَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّجَالِ

والبعض فسروا القصر بأصول الشجر وآخرون بأنها الحصون، كذلك فسّر البعض الجمالات بأنها الجمال السوداء وليس الحبال لوجود المعنيين في اللغة العربية، بعض المفسرين المسلمين وكتبة الإنجيل بالسريانية فهموا دخول الجمل في سم الخياط الواردة في القرآن والإنجيل بمعنى حبل ربط السفينة وليس الجمل الحيوان، وعلى كلٍّ، كما نرى فالقرآن ابن زمانه، وقد توقّف به الزمان، فيما تغيّرت وتطوّرت لغة وحضارة البشر كثيرًا، وأصبحت معاني هذه الكلمات واستعمالها مماتًا تمامًا، لا تحتوي قواميس العربية أبدًا على اصطلاح بين قوسين (مماتة)، على عكس القواميس الإنجليزية وغيرها، لأن الذهنية الإسلامية ترى أنها لغة الله المقدّسة النازلة من سمائه وليس أنها نشأت وتطورت وستتطور أو تنقرض كما الحال مع اللغات الأخرى، اللغة العربية لا تزال تحتاج تطوير أكثر ومرونة ومصطلحات وأسلوب عصريّ سلس، بالتأكيد لا أقول إلغاء القواعد العريقة لمجرد انتشار الجهل واستصعاب جاهلين لعدم وجود تعليم جيد كفء لتلك القواعد التي تعود إلى لغات سامية أقدم كانت فيها نفس هذه القواعد وما يشبهها (راجع نحو اللغات السامية المقارن)، لا شك أن الصحفيين والكتبة في العصر الحديث رغم ذلك قاموا بالكثير لإدخال تعابير أجنبية وأساليب غربية أضحت جزءً عاديًّا اليوم من اللغة العربية المعاصرة، ولا نزال نحتاج للتطوّر أكثر، لكن لا تطور للغة بدون تطور للفكر، مع الحفاظ الإسلامي على مصطلحات على غرار جنابة ونجاسة وعورة مغلّظة وكفر وردة وأسلوب اللغة واللهجة القرشية السلفية الخنفاء في بعض الحروف كالميم الخشنة في أخرى كالخاء والقاف المقلقلة، بالأحرى نرى أن لغة العربية تنهار كثيرًا، ولم يعد يتكلّم بها بصيغتها الكلاسيكية الرسمية سوى صفوة المثقفين، والشخصيات الدينية بأسلوبهم السلفيّ البغيض.

                                                                

78 النبإ

 

{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)}

 

كل هذا التكرار للجملة بلا فائدة، وهو يتحدّث عن فكرة البعث الخرافية ولم يعتقد بها الوثنيون أو معظمهم (يرى البعض في عادة ربط النوق "البلايا"على مقابر الموتى علامة على اعتقاد بعضهم بالبعث أو حياة ما في مملكة الأشباح الخرافية ربما)، متشابهين بذلك مع التقاليد الخاصة بديانات وتراث ميثيولوجي للبابليين والآشوريين القدماء، وكثرة التكرار لن تدل وتبرهن على خرافا مزعومة بأي حال. أغلب الوثنيين اتبعوا دين محمد قهرًا بالسيف، على طريقة شعر أبي العلاء المعري: تلَوْا باطلًا وجَلَوْا صارمًا....وقالوا حقٌ فقلنا نعم!

 

{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}

 

ما دام القرآن يزعم أنهم يخلدون في جهنم إلى الأبد، فلا معنى لورود كلمة أحقاب وهي الفترات الزمنية الطويلة والعهود، لأن الأبد أكبر من ذلك إلى حدٍّ لا نهائيّ، فهذا من قبيل اللغو عديم المعنى الذي لا يضيف.

 

75 القيامة

 

{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)}

 

صيغة السجع هنا مكثَّفة جدًّا، وتتسم الآيات بالقصر وهي سمة السور المكية الأولى لمحمد، وهي متأثِّرة بشدة بل تتطابق تقريبًا تمامًا مع أسلوب سجع الكهنة الوثنيين المتنبئين قبله، كما عرضنا أمثلة منها أعلاه.

 

83  المطفّفين

 

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)}

 

{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)}

 

هنا في هذه السورة المكية بدأ محمد يستعمل كلمات لا وجود لها من الأساس في اللغة العربية، وهي تقريبًا بلا معنى، وخطأ لُغويًّا وأدبيًّا، وانظر قوله أن كتاب أو مصير المؤمنين في مكان اسمه عليُّون، ثم يعود ليقول أن عليين هذا نفسه كتاب وليس مكانًا. محمد نتيجة الضغط النفسي بمضايقات قريش الوثنيين واضطهادهم وتحرُّشهم به كأي إنسان أصيب باضطراب نفسيّ وقال هذه الكلمات الغامضة كأنها كلمات وأشياء لا يعرفها عرب قريش كأسرار إلهية، وعلى الأقل يمكن أن نخمِّن أن سِجِّين اشتقّها محمد من كلمة سجن ربما، لكن كيف يكون السجن مكانًا وكتابًا في وقتٍ واحد، وكذلك عليُّون من العلا والارتفاع، لكن كيف كذلك يكون كتابًا ومكانًا فيه الكتاب أو المؤمنون في نفس الوقت، هنا مع عدم تخصصي في علم المنطق يمكنني القول بطريقة بديهية أن وضع جوهرين أو ماهيتين مختلفتين تمامًا لشيء واحد أمر غير متّسِق وخطأ منطقيًّا، كقولك لؤي إنسان وسمكة مثلًا، وقد حار المفسرون في معنى هاتين الكلمتين اللتين اخترعهما محمد في حالة اضطرابه النفسي وأخذوهما بجدية على أنهما كلمتان لهما معنى فعلًا، ويقول الطبري في تفسيره:

 

يقول تعالى ذكره: (كَلا) ، أي ليس الأمر كما يظنّ هؤلاء الكفار، أنهم غير مبعوثين ولا معذّبين، إن كتابهم الذي كتب فيه أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا (لَفِي سِجِّينٍ) وهي الأرض السابعة السفلى، وهو "فعيل" من السجن، كما قيل: رجل سِكِّير من السكر، وفِسيق من الفسق.

وقد اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: مثل الذي قلنا في ذلك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن مغيث بن سميّ: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: في الأرض السابعة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن مغيث بن سميّ، قال: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: الأرض السفلى، قال: إبليس مُوثَق بالحديد والسلاسل في الأرض السفلى.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: كنا جلوسا إلى كعب أنا وربيع بن خيثم وخالد بن عُرْعرة، ورهط من أصحابنا، فأقبل ابن عباس، فجلس إلى جنب كعب، فقال: يا كعب أخبرني عن سِجِّين، فقال كعب: أما سجِّين: فإنها الأرض السابعة السفلى، وفيها أرواح الكفار تحت حدّ إبليس.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) ذُكر أن عبد الله بن عمرو كان يقول: هي الأرض السفلى فيها أرواح الكفار، وأعمالهم أعمال السوء.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (فِي سِجِّينٍ) قال: في أسفل الأرض السابعة.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) يقول: أعمالهم في كتاب في الأرض السفلى.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (لَفِي سِجِّينٍ) قال: عملهم في الأرض السابعة لا يصعد.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا مطرِّف بن مازن قاضي اليمن، عن معمر، عن قتادة قال: (سِجِّينٍ) الأرض السابعة.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لَفِي سِجِّينٍ) يقول: في الأرض السفلى.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، قال: ثنا قتادة، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: الأرض السابعة السفلي.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: يقال سجين: الأرض السافلة، وسجين: بالسماء الدنيا.

 

وقال آخرون: بل ذلك حدّ إبليس.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القُمِّي، عن حفص بن حميد، عن شمر، قال: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار، فقال له ابن عباس: حدِّثني عن قول الله: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ... ) الآية، قال كعب: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها، ويُهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها، فتهبط فتدخل تحت سبع أرضين، حتى ينتهي بها إلى سجين، وهو حدّ إبليس، فيخرج لها من سجين من تحت حدّ إبليس، رَقّ فيرقم ويختم ويوضع تحت حدّ إبليس بمعرفتها الهلاك إلى يوم القيامة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: تحت حدّ إبليس.

وقال آخرون: هو جبّ في جهنم مفتوح، ورووا في ذلك خبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثنا به إسحاق بن وهب الواسطي، قال: ثنا مسعود بن مسكان الواسطي، قال: ثنا نضر بن خُزيمة الواسطي، عن شعيب بن صفوان، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الفَلَقُ جُبّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى، وأما سِجِّينٌ فمَفْتُوحٌ".

 

وقال بعض أهل العربية: ذكروا أن سجين: الصخرة التي تحت الأرض، قال: ويُرَى أن سجين صفة من صفاتها، لأنه لو كان لها اسما لم يجر، قال: وإن قلت: أجريته لأني ذهبت بالصخرة إلى أنها الحجر الذي فيه الكتاب كان وجها.

وإنما اخترت القول الذي اخترت في معنى قوله: (سِجِّينٍ) لما حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نمير، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمرو، عن البراء، قال: (سِجِّينٍ) الأرض السفلى.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وذكر نفس الفاجر، وأنَّهُ يُصعَدُ بها إلى السَّماء، قال: " فَيَصْعَدُون بها فَلا يمُرُّونَ بِها عَلى مَلإ مِنَ المَلائِكَة إلا قالُوا: ما هَذَا الرُّوحُ الخَبِيثُ؟ قال: فَيَقُولُونَ: فُلانٌ بأقْبَحِ أسمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بها في الدنيا حتى يَنْتَهوا بِهَا إلى السَّماء الدُّنْيا، فيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ. فَلا يُفْتَحُ لَهُ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) فَيَقُولُ اللهُ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي أسْفَلِ الأرْضِ فِي سجِّينٍ فِي الأرْضِ السُّفْلَى".

حدثنا نصر بن عليّ، قال: ثنا يحيى بن سليم، قال: ثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) قال: سجين: صخرة في الأرض السابعة، فيجعل كتاب الفجار تحتها.

 

.... وقوله: (لَفِي عِلِّيِّينَ) اختلف أهل التأويل في معنى عليين، فقال بعضهم: هي السماء السابعة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبًا وأنا حاضر عن العليين، فقال كعب: هي السماء السابعة، وفيها أرواح المؤمنين.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله - يعني: الْعَتَكي - عن قتادة، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) قال: في السماء العليا.

حدثني عليّ بن الحسين الأزدي، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أُسامة بن زيد، عن أبيه، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) قال: في السماء السابعة.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (عِلِّيِّينَ) قال: السماء السابعة.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لَفِي عِلِّيِّينَ) في السماء عند الله.

 

وقال آخرون: بل العِليُّون: قائمة العرش اليمنى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (كَلا إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) ذُكر لنا أن كعبًا كان يقول: هي قائمة العرش اليمنى.

حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، قال: ثنا مُطَرِّف بن مازن، قاضي اليمن، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) قال: عليون: قائمة العرش اليمنى.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (فِي عِلِّيِّينَ) قال: فوق السماء السابعة، عند قائمة العرش اليمنى.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القُمِّي، عن حفص، عن شمر بن عطية، قال: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فسأله، فقال: حدثْنِي عن قول الله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ... ) الآية، فقال كعب: إن الروح المؤمنة إذا قُبِضت، صُعد بها، فَفُتحت لها أبواب السماء، وتلقَّتها الملائكة بالبُشرَى، ثم عَرَجُوا معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لها من عند العرش فيُرقَم رَقّ، ثم يختم بمعرفتها النجاة بحساب يوم القيامة، وتشهد الملائكة المقرّبون.

 

وقال آخرون: بل عُنِي بالعليين: الجَنَّة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) قال: الجنة.

 

وقال آخرون: عند سِدْرَةِ المنتهى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني جعفر بن محمد البزوري من أهل الكوفة، قال: ثنا يعلى بن عبيد، عن الأجلح، عن الضحاك قال: إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء، فتنطلق معه المقرّبون إلى السماء الثانية، قال الأجلح: قلت: وما المقرّبون؟ قال: أقربهم إلى السماء الثانية، فتنطلق معه المقرّبون إلى السماء الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، حتى تنتهي به إلى سِدْرَة المنتهى. قال الأجلح: قلت للضحاك: لِمَ تُسمَّى سِدْرَة المنتهى؟ قال: لأنه يَنْتَهِي إليها كلّ شيء من أمر الله، لا يعدوها، فتقول: ربّ عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيبعث الله إليهم بصَكّ مختوم يؤمِّنه من العذاب، فذلك قول الله: (كَلا إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) .

 

وقال آخرون: بل عُنِي بالعِلِّيِّينَ: في السماء عند الله.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) يقول: أعمالُهُم في كتاب عند الله في السماء.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن كتاب الأبرار في عليين؛ والعليون: جمع معناه: شيء فوق شيء، وعلوّ فوق علوّ، وارتفاع بعد ارتفاع، فلذلك جُمعت بالياء والنون، كجمع الرجال، إذا لم يكن له بناء من واحده واثنيه، كما حُكِيَ عن بعض العرب سماعًا أطْعَمَنَا مَرَقَةَ مَرَقَيْنِ: يعني اللحم المطبوخ،  كما قال الشاعر:

قَدْ رَوَيَتْ إلا الدُّهَيْدِهِينَا ... قَلَيُّصَاتٍ وَأُبَيْكِرِينَا

فقال: وأبيكرينا، فجمعها بالنون إذ لم يقصد عددًا معلومًا من البكارة، بل أراد عددًا لا يحدّ آخره، وكما قال الآخر:

فَأَصْبَحَتِ المَذَاهِبُ قَدْ أذَاعَتْ ... بِهَا الإعْصَارُ بَعْدَ الْوَابِلينَا

يعني: مطرًا بعد مطر غير محدود العدد، وكذلك تفعل العرب في كلّ جمع لم يكن بناء له من واحده واثنيه، فجمعه في جميع الإناث والذكران بالنون على ما قد بيَّنا، ومن ذلك قولهم للرجال والنساء: عشرون وثلاثون. فإذا كان ذلك كالذي ذكرنا، فبين أنّ قوله: (لَفِي عِلِّيِّينَ) معناه: في علوّ وارتفاع في سماء فوق سماء، وعلوّ فوق علوّ وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى قائمة العرش، ولا خبر يقطع العذر بأنه معنيّ به بعض ذلك دون بعض.

والصواب أن يقال في ذلك، كما قال جلّ ثناؤه: إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حدّ قد علم الله جلّ وعزّ منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك.

 

يبدو أن "علا ذكره" الله خاصتهم عاجز تمامًا عن صياغة كلام واضح يفهمه الناس ويكون من ضمن بينة كلام العرب المعروف، وهذا مثال لبؤس العقل الإيماني ورزيَّة عدم استعمال العقل، إلى درجة تبرير ترديد كلام بلا معنى غامض لمجرد تقديس الشخصية التي تلفظَّتْ به يومًا وهي في حالة اضطراب عارض مؤقَّت للذهن وفقدان التوازن النفسيّ والسلوكيّ.

 

قال ابن الأثير في "النهاية" 3/294: هو اسم للسماء السابعة . وقيل: اسم لديوان الملائكة الحَفَظةِ تُرفَعُ إليه أعمالُ الصالحين .

وقيل: هو أعلى الأَمْكنة وأَشْرفُ المَراتبِ وأَقربُها من الله في الدار الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كقِنَّسرين وأَشباهِها على أنه جمعٌ أو واحد .

 

وجاء في زاد المسير في علم التفسير:

 

قوله تعالى ثم يقال أي يقول لهم خزنة النار هذا العذاب الذي كنتم به تكذبون كلا أي لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه ثم أعلم أين محل كتاب الأبرار فقال تعالى لفي عليين وفيها سبعة أقوال

 أحدها أنها الجنة رواه عطاء عن ابن عباس

 والثاني أنه لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش فيه أعمالهم مكتوبة روي عن ابن عباس أيضا

 والثالث أنها السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين قاله كعب وهو مذهب مجاهد وابن زيد

 والرابع أنها قائمة العرش اليمنى قاله قتادة وقال مقاتل ساق العرش

 والخامس أنه سدرة المنتهى قاله الضحاك

 والسادس أنه في علو وصعود الى الله عز و جل قاله الحسن وقال الفراء في ارتفاع بعد ارتفاع

 والسابع أنه أعلى الأمكنة قاله الزجاج

 

69 الحاقَّة

 

{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)}

 

كان محمدًا لا يزال في حالة لوثته النفسية واستعمله لألفاظ لا وجود لها من الأصل في اللغة العربية، ادّعاءً منه بمعرفة أشياء وأمور لا يعرفها أحد كشفها له الله المزعوم، واحتار المفسِّرون كالعادة في تفسير كلمة لا معنى لها ولا وجود من الأساس، وهو كما قلت نموذج لبؤس العقل الإيماني عديم التفكير السليم المنطقيّ والذي لا يبحث عن الحقّ والحقيقة، بل عن تبرير الدين والخرافة والتناقضات بأي سبيل، خاصّة أن المبرِّرين من رجال الدين لهم مصلحة في تبرير كل تناقض ومحاولة تبرير كل إشكالية، لأجل استمرار عملهم ومهنتهم ومصالحهم ونفوذهم ومكانتهم، هناك كتب كاملة تسعى لحل هذه الخزعبلات كعدة كتب بعنوان (مختلف الحديث)، وللطحاوي (شرح مشكل الآثار) وغيرها. ويقول الطبري:

 

... (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) يقول جلّ ثناؤه: ولا له طعام كما كان لا يحضّ في الدنيا على طعام المسكين، إلا طعام من غسلين، وذلك ما يسيل من صديد أهل النار.

وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: كلّ جرح غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجراح والدَّبر، وزيد فيه الياء والنون بمنزلة عفرين.

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) : صديد أهل النار.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) قال: ما يخرج من لحومهم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) : شرّ الطعام وأخبثه وأبشعه.

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: اخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) قال: الغسلين والزقُّوم لا يعلم أحد ما هو.

 

أما شيخنا ابن كثير فـ"فتح الله الخرافيّ عليه" بالتالي:

 

وقوله: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلا الْخَاطِئُونَ} أَيْ: لَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ مَنْ يُنْقِذُهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، لَا حَمِيمٌ -وَهُوَ الْقَرِيبُ-وَلَا شَفِيعٌ يُطَاعُ، وَلَا طَعَامٌ له هاهنا إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ.

قَالَ قَتَادَةُ: هُوَ شَرُّ طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ. وَقَالَ الرَّبِيعُ، وَالضَّحَّاكُ: هُوَ شَجَرَةٌ فِي جَهَنَّمَ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدَّبُ، عَنْ خُصَيف، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الْغِسْلِينُ، وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ.

وَقَالَ شَبِيب بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْغِسْلِينُ: الدَّمُ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لُحُومِهِمْ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ: الْغِسْلِينُ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ.

 

52 الطور

 

{فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}

 

الخطاب هنا مونولوج وحوار ذاتيّ بين محمد ونفسه على لسان الله المزعوم، وليس له فائدة لقراء اليوم ولا صلة البتة بمشاكل عصرهم الحاليّ، قضايا في عصر محمد ذات طابع لاهوتي مثل وجود بنات لله من عدمه ونقاشاته مع وثنيي عصره واتهاماتهم له مما لا يتعلَّق بعصرنا هذا وتعتبر أمورًا بلا أهمية.

 

56 الواقعة

 

{ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52)}

 

زقُّوم؟! أيضًا كلمة لم يكن لها وجود من الأصل في اللغة العربية، هي كلمة مضحكة، ربما اشتقَّها محمدٌ من قولهم تَزَقَّم الطعامَ أي ابتلعه، وقد أثارت هذه الكلمة سخرية القرشيين، وهي من ضمن اللوثة أو الاضطراب النفسيّ الذي أصاب محمدًا نتيجة صدِّهم لادعاآته ومشروعه الدينيّ، ومن ذلك قول عم محمد كما جاء في السيرة لابن هشام:

 

وأبو جهل بن هشام، لما ذكر اللّه عز وجل شجرةَ الزَقُّوم تخويفاً بها لهم قال: يا معشر قريش، هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد؟ قالوا: لا؛ قال: عَجْوة يثرب بالزُّبد، واللّه لئن استمكنا منها لنتزَقَّمَنَّها تَزَقُّمًا. فأنزل اللّه تعالى فيه: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 43ـ46]: أي ليس كما يقول.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

3546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ حَسَنٌ أَبُو زَيْدٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ نَاسٌ، قَالَ حَسَنٌ: نَحْنُ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ ؟ - فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ‍‍‍‍، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا ، وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ، لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ ...إلخ

 

إسناده صحيح، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/26. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول. وأخرجه أبو يعلى (2720) عن زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 408 من طريق أبي النعمان، عن ثابت بن يزيد، به. وأخرجه من أوله إلي قوله: "فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل" النسائي في "الكبرى" (11283) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به. وأخرج البيهقي في "كتاب البعث والنشور" (546) من طريق عباد بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لما ذكر الله الزقوم خوف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؟ قالوا: لا، قال: نتزبد بالزبدة، أما والله لئن أمكننا لنتزقمها تزقماً. فأنزل الله عز وجل فيه: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، يقول: المذمومة (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً)] الإسراء: 60] . وأورده بهذا اللفظ السيوطي في "الدر المنثور" 5/310، وزاد نسبته إلي ابن إسحاق وابن أبي حاتم. وأخرج الطبري في "جامع البيان" 15/113 عن محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس قوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، قال: هي شجرة الزقوم، قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم، ثم دعا بتمر وزبد، فجعل يقول: زقمني، فأنزل الله تعالي: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)] الصافات: 65 [، وأنزل: (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرا)] الإسراء: 60 [.

 

ومن آيات محمد الظريفة:

 

{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)} الإسراء

 

{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)} الصافّات

 

هنا يحاول محمد رد النقد العقليّ الذي وجهَه له وثنيو قريش وبعض زنادقتها المانويين والغنوسيين بالذات لأن لدينا معلومات من المنمق في أخبار قريش أن بعض أهم ناقدي محمد كانوا من هؤلاء بالذات تعلَّموها معظم من غنوسيي الحيرة، وجّهوه لخرافاته وهرائه وكلماته التي بلا معنى التي اخترعها كسجين وعليين وغسلين وزقوم وغيره من هراء، فادّعى أن الله أنزل هذه الكلمات عديمة الوجود في اللغة العربية وأوحى له برؤيا الإسراء  الكاذب إلى القدس والمعراج الخرافي إلى الله وعرشه وجناته الوهمية لكي تكون ابتلاءً وفتنة للبشر، وهذا تبرير ضعيف، كأن هذا الإله لا يريد أن يتبعه أحد، بدلًا من أن يدل الناس على وجوده، يعمل على تشكيكهم في نبوة محمد المكذوبة، لو اتبعنا تبرير محمد، هذا إله كالفتاة التي لا تريد الزواج فتنفِّر العريس بأفعال عجيبة، ربما يجب أن ندعو اللهَ_بعد كل شيء_أن يشفي نفسه من اضطرابه النفسيّ ونتمنى له الشفاء، وإلا فنعترف بأن كل هذا هراء محمديّ عن إله وهميّ لا وجود له.

 

55  الرحمن

 

{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)}

 

أي أسلوب بشريٍّ متدنٍ هذا الذي ينسبونه بزعمهم إلى إله خالق ومسيطر ومدير للكون اللانهائي؟! إله ينزل من مكانته ليضع عقله ونفسه ندًّا لمجموعة البشر الضئيلين القليلي الشأن والعلم مقارنة به! كلام محمد على نحوٍ واضح وأسلوبه البشريّ على طرقة "أنا هفضالك".

 

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)}

 

{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54)}

 

{وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}

 

هنا استعمل محمد كلمة {جنتان} لضرورة السجع فقط، وكذلك جعله كل شيء مثنىً هاهنا، كـ{عينان} و {زوجان}. وفي كل الآيات الأخرى خارج هذه السورة يذكر محمد جنة بالمفرد لمن يتّبِّعه، مثلًا:

 

{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)} الواقعة

 

{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)} الحاقّة

 

{أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)} المعارج

 

112 الإخلاص

 

مجرد كلمة {الصَّمَد} كصفة واردة عن الله لها عدة تفاسير مختلفة كلها ممكنة لُغويًّا، بعض ما أورد مفسِّرون لابن كثير حتى تخرج عن الإمكانية اللغوية والمعاني، وسأكتفي مثلًا بالاقتباس من معجم (لسان العرب)، وأنا بهذا أكون أكثر من عادل مع القرآن والمسلمين، لكثرة ما في التفاسير من اختلافات كقول عبد الله بن بريدة أن معناها نورٌ يتلألأ! ومما جاء في لسان العرب للعلّامة العظيم ابن منظور:

 

( صمد ) صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما قَصَدَه وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر قَصَدَ قَصْدَه واعتمده وتَصَمَّد له بالعصا قَصَدَ وفي حديث معاذ بن الجَمُوح في قتل أَبي جهل فَصَمَدْت له حتى أَمكنَتني منه غِرَّة أَي وثَبْتُ له وقَصَدْته وانتظرت غفلته وفي حديث علي فَصَمْداً صَمْداً حتى يَتَجلى لكم عمود الحق وبيت مُصَمَّد بالتشديد أَي مَقْصود وتَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا عَمَد لمعْظَمه وصَمَده بالعَصا صَمْداً إِذا ضربه بها وصَمَّدَ رأْسه تَصْميداً وذلك إِذا لف رأْسه بخرقة أَو ثوب أَو مِنْديلٍ ما خلا العمامةَ وهي الصِّمادُ والصِّمادُ عِفاصُ القارورة وقد صَمَدَها يَصْمِدُها ابن الأَعرابي الصِّمادُ سِدادُ القارُورة وقال الليث الصمادَةُ عِفاص القارورة وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر أَسْنَدَه والصَّمَد بالتحريك السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقْضى دونه أَمر وقيل الذي يُصْمَدُ إِليه في الحوائج أَي يُقْصَدُ قال أَلا بَكَّرَ النَّاعي بخَيْرَيْ بَني أَسَدْ بعَمْرو بنِ مَسْعُود وبالسَّيد الصَّمَدْ ويروى بِخَيْرِ بني أَسد وأَنشد الجوهري عَلَوْتُه بِجُسامٍ ثم قُلْتُ له خُذْها حُذَيفُ فأَنْتَ السَّيِّدِ الصَّمَدُ والصِّمَد من صفاته تعالى وتقدّس لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فلم يَقْضِ فيها غيره وقيل هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له وهذا لا يجوز على الله عز وجل والمُصْمَدُ لغة في المُصْمَت وهو الذي لا جَوف له وقيل الصَّمد الذي لا يَطْعَم وقيل الصمد السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّودَد وقيل الصمد السيد الذي قد انتهى سُودَدُه قال الأَزهري أَما الله تعالى فلا نهاية لسُودَدِه لأَن سُودَدَه غير مَحْدود وقيل الصمد الدائم الباقي بعد فناء خَلقه وقيل هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقْضَى دونه وهو من الرجال الذي ليس فوقه أَحد وقيل الصمد الذي صَمَد إِليه كل شيء أَي الذي خَلق الأَشياءَ كلها لا يَسْتَغْني عنه شيء وكلها دالّ على وحدانيته وروي عن عمر أَنه قال أَيها الناس إِياكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فيها فوَالذي نفسُ محمد بيده لو قلت لا يخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ ما خرج إِلا أَقَلُّكم وقيل الصَّمَد هو الذي انتهى في سَوْدَدِه والذي يُقْصَد في الحوائج وقال أَبو عمرو الصمد من الرجال الذي لا يَعْطَشُ ولا يَجوع في الحرب وأَنشد وسَاريةٍ فَوْقَها أَسْوَدُ بِكَفِّ سَبَنْتَى ذَفيفٍ صَمَدْ....

 

إذن، لدينا معنى السيد المسود والذي يقصده الناس والذي لا يُقضى أمرٌ بدونه والذين لا يجوع ولا يعطش والذي يبقى إلى الأبد. قد يرى البعض هذا غنىً لغويّ للغة العربية وللقرآن لكني أراه عدم تحديد للمعنى.

 

109 الكافرون

 

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}

 

واضح لأي طفل تعلَّم الكلام بالعربية مدى سخافة هذا التكرار، من صغري لاحظت ذلك، حينما كنت في السنة الأولى أو الثانية الابتدائية وكانوا يفرضون على الأطفال حفظ الجزء  الأخير من القرآن، لعله جزء {عمَّ} يعني من أول سورة عمَّ يتساءلون، لكن في الطفولة والمراهقة لم يكن الأمر يتوقَّف كثيرًا للتفكير في شكوكه وملاحظاته، هذا كتكرار جملة "خيط حرير على حيط خليل" أو أي سخافة مشابهة، المفسِّرون والشيوخ وقعوا في الحرج والقلق على مهنتهم ومصلحتهم لدى الناس بسبب اضطراب محمد النفسيّ بسبب ضغط قريش عليه ومقاومتهم لمشروعه القوميّ الدينيّ، مما جعله يريد التأكيد على قطيعته الدينية معهم لكن بطريقة منتقَدة لغويًّا وفيها لوثة ذهنية مؤقتة. ولنرَ بعض تفاسيرهم المحاولة لرأب الصدع حسب تفسير ابن كثير:

 

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ: {لَكُمْ دِينَكُمْ} الْكَفْرُ، {وَلِيَ دِينِ} الْإِسْلَامُ. وَلَمْ يَقُلْ: "دِينِي" لِأَنَّ الْآيَاتِ بِالنُّونِ، فَحُذِفَ الْيَاءُ، كَمَا قَالَ: {فَهُوَ يَهْدِينِ} [الشُّعَرَاءِ: 78] وَ {يَشْفِينِ} [الشُّعَرَاءِ:80] وَقَالَ غَيْرُهُ: لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الْآنَ، وَلَا أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي، وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [الْمَائِدَةِ: 64] .

انْتَهَى مَا ذَكَرَهُ. [من تفسير البخاري بعد حديث رقم 4966]

 

لو كان هذا التبرير سليمًا لُغويًّا ومنطقيًّا، لوجب أن يكون التكرار الثاني لجملة {ولا أنتم عابدون ما أعبد} معناه أنهم لن يؤمنوا به إلى الأبد، وهو ما لم يحدث لأنهم أسلموا بعد فتح مكة، إلا أن يكون الله المزعوم أخطأ وظنَّهم لن يسلموا أبدًا.

الثَّانِي: مَا حَكَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَادَ: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} فِي الْمَاضِي، {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} فِي الْمُسْتَقْبَلِ.

 

هذا أيضًا منتقَد بشكل فاضح، كيف يكون فعل مضارع معبرًا به عن الماضي؟! أي هراء هذا وأي فضيحة؟! مثال لبؤس العقل المؤمن المسلِّم الرافض للبحث عن الحقيقة فقط بل تبرير الخرافات والتناقضات.

 

وَنَقَلَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّأْكِيدِ، كَقَوْلِهِ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشَّرْحِ: 5، 6] وَكَقَوْلِهِ: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التَّكَاثُرِ: 6، 7] وَحَكَاهُ بَعْضُهُمْ -كَابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَغَيْرِهِ-عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ

 

التأكيد بتكرار الجمل بهذه الطريقة_والمفروض أنه كلام الله فلا يتنازل ويثرثر ويجعل كلامه متاحًا رخيصًا وافرًا هكذا_يعتبَر ركاكة لغوية ولَغْو وحشو كلام.

 

وَثَمَّ قَوْلٌ رَابِعٌ، نَصَرَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ تَيمية فِي بَعْضِ كُتُبِهِ، وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} نَفْيُ الْفِعْلِ لِأَنَّهَا جُمْلَةٌ فِعْلِيَّةٌ، {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ} نَفْيُ قَبُولِهِ لِذَلِكَ بِالْكُلِّيَّةِ؛ لِأَنَّ النَّفْيَ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ آكَدُ فَكَأَنَّهُ نَفَى الْفِعْلَ، وَكَوْنُهُ قَابِلًا لِذَلِكَ وَمَعْنَاهُ نَفْيُ الْوُقُوعِ وَنَفْيُ الْإِمْكَانِ الشَّرْعِيِّ أَيْضًا. وَهُوَ قَوْلٌ حَسَنٌ أَيْضًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 

أيضًا تفسير طريف ومعقول، لكنه يتركنا مع تكرار جملة {ولا أنتم عابدون ما أعبد} كحشو لغوي ولَغْو وثرثرة منسوبة إلى الله بلا داعٍ.

 

113 الفلق    

 

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}

 

إذا كان النص يقول أن الله أمرَ محمدًا أو الناسَ بالاستعاذة به، فمن غير المعقول أن يظل المسلم قارئ القرآن يردِّد في هذه الآية وما يشبهها لنفسه كلمة قلْ، هذا يبدو كبلاهة! أما الصحابيّ عبد الله بن مسعود فكان وفقًا لرأي ربما شاذّ خاصّ به لم يعتبر الفلق والناس من سور القرآن، بل رقيتان أمر الله محمدًا أن يقولهما وليسا قرآنًا، لا أعتقد أن رأيه سليم، لكنه يدل على عدم اتفاق أحد مرجعيات حُفّاظ محمد للقرآن على طريقة عثمان ولجنته في جمعه وتنقيحه، وكذلك يشير إلى صحة نقدنا لكلمة {قل} التي يظلون يرددونها لأنفسهم، هذا كقول طفل للسائل عن أبيه: "بابا يقول لك أنه غير  موجود الآن!".

 

114 الناس

 

نفس التعليق السابق. وكذلك قوله رب الناس، إله الناس، حشو كلام لتقارب المعنى الشديد للكلمتين. الرب معناها في الأصل السيِّد، والإله أي الرب أو ذو الألوهية وأصلها كلمة لاهي وجمعها لاهيم أو لاهين (أو إلوهيم العبرية) في بعض اللغات القديمة السامية قبل العربية تاريخًا.

 

من سور الفترة المكية الثانية

 

37 الصافّات

 

{أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)} الصافات، وهذا التعبير متكرّر في سورة الرحمن: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)}، وهذا التعبير منتقَد بما أن الإسلام يقول بأن الإله واحد، لأن هذا العبير قد يوحي للقارئ بوجود آلهة خالقين آخرين، وأن إله محمد أتقنهم وأحسنهم مثلًا.

 

76 الإنسان

 

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)}

هنا الخطاب موجه لمحمد بزعمه على لسان الله، كمونولوج حوار ذاتيّ-علنيّ يدّعي فيه صحة مزاعمه، ولمّا كان الحوار كله موجَّهًا لشخص محمد الميت فهو مما لا فائدة من قراءته للقارئ المعاصر، ويعكس تركيز محمد _ربما ككثير من البشر_على ذاته وشخصه، لكن اهتمام الشخص بذاته لا يعني أن يهتم كل الناس به ويجعلونه محور حياتهم واهتمامهم بأي حال.

 

44 الدخان

 

{ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)}

 

هاهنا خلل في السياق، فقد حول الضمير وشخص المتكلِّم بدون مقدِّمات من موسى إلى الله، وكان الأنسب لو قال: (فقلنا له: أسرِ).

 

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)}

 

هنا الخطاب لمحمد الذي مات منذ أكثر من 1400 عام، وهذه صيغة منتقدة، تعكس تركيز محمد على ذاته، ولا تصلح للقرّاء بالأزمنة بعد موته، ربما لو كان صاغها: (يسرناه بلسانه)   كانت ستكون أفضل، كذلك هناك نقد منطقيّ: فإذا كان القرآن ميسور الفهم للعرب، فإنه غير ميسور إطلاقًا لغيرهم من البشر، فما يمن به في عدة آيات هو حجة جيدة لغير العرب لعدم اتباع كلام لا يفهمونه على نحوٍ كافٍ، ولو كان كاتب القرآن يعلم الغيب لصاغة باللغة الإنجليزية لأنها أكثر لغة مشتركة اليوم بين كل البشر، أو لكان صاغ منه عدة نسخ بعدة ترجمات تصلح كلها للقراءة والتعبُّد بها، على افتراض أن الكاتب إله كرجل المستحيل أدهم صبري الخرافي (شخصية سلسلة رجل المستحيل البوليسية للصفتي) الذي يجيد عدة أو كل اللغات على نفس الجودة والطلاقة والفصاحة.

 

 

 

50 ق

 

{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)}

 

في كل آيات القرآن جرى الحديث عن ملائكة العذاب الخرافيين على أنهم بالجمع، وهنا كان الحديث عنهم أو عن واحد منهم لو اعتبرنا بالجملة الواردة، لكن محمدًا استعمل ضمير المثنى على طريقة الشعراء العرب القدماء حينما يشرعون في قصيدة بكاء على الأطلال أو في العشق والغرام! لا أعتقد أن أسلوبًا مجازيًّا إلى هذه الدرجة يليق بأن يستعمله إله مزعوم.

 

ويقول الطبري:

 

وقوله (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) فيه متروك استغني بدلالة الظاهر عليه منه، وهو: يقال ألقيا في جهنم، أو قال تعالى: ألقيا، فأخرج الأمر للقرين، وهو بلفظ واحد مخرج خطاب الاثنين. وفي ذلك وجهان من التأويل: أحدهما: أن يكون القرين بمعنى الاثنين، كالرسول، والاسم الذي يكون بلفظ الواحد في الواحد، والتثنية والجمع، فردّ قوله (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ) إلى المعنى. والثاني: أن يكون كما كان بعض أهل العربية يقول، وهو أن العرب تأمر الواحد والجماعة بما تأمر به الاثنين، فتقول للرجل ويلك أرجلاها وازجراها، وذكر أنه سَمِعها من العرب; قال: وأنشدني بعضهم:

فَقُلْتُ لصَاحِبي لا تَحْبسانا ... بنزعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شيحا (1)

قال: وأنشدني أبو ثروان:

فإنْ تَزْجُرانِي يا بْنَ عَفَّان أنزجِرْ ... وَإنْ تَدَعانِي أحْمِ عِرْضا مُمنَعَّا (2)

__________

(1) البيت لمضرس بن ربعي الفقعسي الأسدي، وليس ليزيد بن الطثرية كما نسبه الكسائي وثعلب إليه، وأخذه عنه الجوهري في الصحاح. قاله ياقوت فيما كتبه على الصحاح. وفي روايته: " لحاطبي " في موضع لصاحبي، وقوله: " لا تحبسانا "، فإن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين (انظر شرح شواهد الشافية لعبد القادر البغدادي طبع القاهرة) . وقال الفراء في معاني القرآن (الورقة 309 عند قوله تعالى " ألقيا في جهنم ". العرب تأمر الواحد والقوم بما يؤمر به الاثنان، فيقولان للرجل قوما عنا. وسمعت بعضهم يقول: ويحك ارحلاها وازجراها. وأنشدني بعضهم " فقلت لصاحبي ... البيت ". قال: ويروى: واجدز يريد: واجتز. أهـ.

 

(2) وهذا البيت أيضًا من شواهد الفراء في معاني القرآن (الورقة 309) على ما تقدم في نظيره من أن العرب قد تخاطب القوم والواحد بما تخاطب به الاثنين، قال بعد أن أنشد البيت: ونرى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه في إبله وغنمه اثنان، وكذلك الرفقة أدنى ما يكونون ثلاثة، فجرى كلام الواحد على صاحبيه. أهـ.

وقال في (اللسان: جزر) إن العرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين، كما قال سويد بن كراع العكلي: تقول ابنة العوفي ليلي ألا ترى ... إلى ابن كراع لا يزال مفزعا

مخافة هذين الأميرين سهدت ... رقادي وغشتني بياضا مقزعا

فإن أنتما أحكمتماني فازجرا ... أراهط تؤذي من الناس رضعا

وإن تزجراني ... البيت.

قال: وهذا يدل على أنه خاطب اثنين: سعيد بن عثمان، ومن ينوب عنه، أو يحضر معه. وقوله فإن أنتما أحكمتماني: دليل أيضا على أنه يخاطب اثنين. وقوله: أحكمتماني: أي منعتماني من هجائه. واصله من أحكمت الدابة: إذا جعلت فيها حكمة اللجام وقوله: " وإن تدعاني " أي إن تركتماني حميت عرضي ممن يؤذيني. وإن زجرتماني انزجرت وصبرت. والرضع: جمع راضع، وهو اللئيم. أهـ. وعلى هذا لا يكون في البيت شاهد للفراء، ولا للمؤلف.

 

قال: فيروى أن ذلك منهم أن الرجل أدنى أعوانه في إبله وغنمه اثنان، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة، فجرى كلام الواحد على صاحبيه، وقال: ألا ترى الشعراء أكثر قيلا يا صاحبيّ يا خليليّ، وقال امرؤ القَيس:

خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي على أُمّ جُنْدَبِ ... نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ (1)

ثم قال:

أَلمْ تَرَ أنّي كُلَّما جِئْتُ طارِفا ... وَجَدْتُ بِها طِيْبات وَإنْ لَّمْ تَطَيَّبِ (2)

فرجع إلى الواحد، وأوّل الكلام اثنان; قال: وأنشدني بعضهم:

خَلِيلَي قُوما في عَطالَةَ فانْظُرَا ... أنارٌ تَرَى مِنْ ذِي أبانَيْنِ أَمْ بَرْقا (3)

وبعضهم يروي: أنارا نرى.

__________

(1) هذا البيت مطلع قصيدة لامرئ القيس قالها في زوجته أم جندب من طيئ (مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا طبعة الحلبي ص 43) والشاهد فيه أن يخاطب خليله، بلفظ التثنية، لأنهم كانوا ثلاثة في سفر. وبعد هذا المطلع قوله: فإنكما إن تنظراني ساعة ... من الدهر تنفعني لدى أم جندب

(2) وهذا البيت هو ثالث البيتين في القصيدة، وهو لامرئ القيس أيضًا. قال الفراء بعد كلامه الذي سبق في الشاهد الذي قبله: ثم قال: ألم تر، فرجع إلى الواحد، وأول كلامه اثنان. قلت: وكلام الفراء بناء على روايته في البيت. وهناك رواية أخرى في قوله " ألم تر " وهي: " ألم تريا " بصيغة الخطاب للمثنى، وهما رفيقاه، وشاهد عليها في البيت. وهي رواية الأعلم الشنتمري في شرحه للأشعار الستة، وأثبتها شارح مختار الشعر الجاهلي.

(3) البيت لسويد بن كراع العكلي عن (التاج: عطل) وعطالة: جبل لبني تميم وذو وأبانين: أي المكان الذي فيه الجبلان: أبان الأبيض، وهو لبني جريد من بني فزارة خاصة، والأسود لبني والبة من بني الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، ويشركهم فيه فزارة. وبين الجبلين نحو فرسخ، ووادي الرمة يقطع بينهما. قاله البكري في (معجم ما استعجم ص 95) . وقال الفراء بعد أن روى البيت: بعضهم يرويه: " أنارا ترى ". أهـ. وعلى هذه الرواية الأخيرة لا يكون في البيت شاهد على ما أراده المؤلف من أن العرب تخاطب الواحد بما تخاطب به المثنى. وقوله " من ذى أبانين " هذه رواية الطبري في الأصل، وهي تختلف عن رواية الفراء في معاني القرآن (309) وهي: " من نحو بابين ". قال في التاج: وبابين - مثنى - موضع بالبحرين

 

لقد تعمدتُ إيراد هوامش أحد تحقيقات الطبريّ لأن فيه تفنيد لصحة بعض شواهده عن إمكانية مخاطبة شخص مفرَد على أنه مثنى، هذا شيء سخيف حقًّا. ولو صحَّ أن هناك لغة شاذّة كهذه فهل تليق مع عدم دقتها وفصاحتها أن يستعملها الله، أوليس أن علماء علوم القرآن وكتبهم مجمعة أن القرآن نزل بلهجة ولسان قريش، لسان محمد {يسرناه بلسانك}.

 

{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28)}

 

هنا محمد بطريقة تستحق النقد اللغويّ استعمل كلمة قرينه مرتين في جملتين متعاقبتين وراء بعضهما، كل مرة بمعنى مختلف، مما قد يثير اللَبْس والخلط، وكما قال المفسِّرون فالقرين الأول هو الملاك الحارس {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} الرعد:11 وانظر كذلك الطارق: 4 والأنعام: 16، وراجع ص117 من بحثي مصادر أساطير الإسلام من الهاجادة حيث ناقشت مصدرها اليهوديّ، والقرين الثاني الوارد المقصود به الشيطان الخرافيّ الذي يكون مع كل إنسان كموظف من السيد إبليس لإغوائه.

 

20 طه

 

{قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)}

 

إنْ هذه من أخوات إن، فهي تنصب اسمها وترفع خبرها، فهذه الآية_قياسًا على قواعد النحو القياسية ولهجة قريش من ضمنها مطابقة لها_بها خطأ نحويّ إعرابيّ، وصوابها : (إنْ هذين)، وقال ابن كثير في تفسيره:

 

وَقَوْلُهُ: وَأَسَرُّوا النَّجْوى أَيْ تَنَاجَوْا فِيمَا بَيْنَهُمْ قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ وهذه لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ، جَاءَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَلَى إِعْرَابِهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ قَرَأَ «إِنْ هَذَيْنَ لَسَاحِرَانِ» وَهَذِهِ اللُّغَةُ الْمَشْهُورَةُ، وَقَدْ تَوَسَّعَ النُّحَاةُ فِي الْجَوَابِ عَنِ الْقِرَاءَةِ الْأَوْلَى بِمَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ.

لماذا ليس موضعه؟ أمامنا متسع من الوقت والأوراق المتاحة، أم لعل ابن كثير شعر بالحرج وأن كلامه سيزيد الطين بلة فآثر السكوت لمصلحة الدين الخرافي وفوائد المادية للشيوخ؟!

 

أما الطبريّ فقال:

 

وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار (إنَّ هَذَانِ) بتشديد إن وبالألف في هذان، وقالوا: قرأنا ذلك كذلك، وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: "إن" خفيفة في معنى ثقيلة، وهي لغة لقوم يرفعون بها، ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي تكون في معنى ما، وقال بعض نحويي الكوفة: ذلك على وجهين: أحدهما على لغة بني الحارث بن كعب ومن جاورهم، يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف، وقد أنشدني رجل من الأسد عن بعض بني الحارث بن كعب:

فأطْرَقَ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وَلَوْ رَأى ... مَساغا لِناباه الشُّجاعُ لصَمما

 

.... قال: وزعم أبو الخطاب أنه سمع قوما من بني كنانة وغيرهم، يرفعون الاثنين في موضع الجر والنصب....

 

ألا يدلنا هذا لو صح أنه ليس خطأً نحويًّا، وأنها لهجة غير لهجة قريش، على أن عملية جمع وصياغة وتأليف القرآن تدخل فيها ناس كثيرون، وأنه ليس إنتاج الله ووحيه المزعومين أو محمد فقط؟! روى البخاري والترمذي والقاسم بن سلام في فضائل القرآن واللفظ للبخاري:

 

بَاب نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { قُرْآنًا عَرَبِيًّا } { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ }

4984 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا

 

4987 - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ

 

وعند الشيعة ذكره المجلسيّ في بحار الأنوار ج89/ باب 7 : ما جاء في كيفية جمع القرآن وما يدل على تغييره، لكن نقلًا عن كتب السنة البخاري والترمذي، وروى في ج75/ باب 23: مواعظ الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ووصاياه: 172 - وقال عليه السلام ، الهمز زيادة في القرآن، وفي الهامش: في رجال النجاشى في ترجمة أبان بن تغلب عن محمد بن موسى بن أبى مريم صاحب اللؤلؤ قال : سمعت أبان بن تغلب - وما رأيت أحدا أقرأ منه - قد يقول : " انما الهمز رياضة " وذكر قراءته - إلى آخر كلامه. وذكر بعض العلماء في الهامش : قد فصل في كتب الصرف أن العرب قد اختلفت في كيفية التكلم بالهمزة فالقريش وأكثر أهل الحجاز خففها لانها أدخل حروف الحلق ولها نبرة كريهة يجرى مجرى التهوع فثقلت بذلك على اللافظ ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : " نزل القرآن بلسان قريش وليسوا بأهل نبر - أى همز - ولو لا أن جبرئيل نزل بالهمزة على النبى صلى الله عليه وآله ماهمزنا " وأما باقى العرب كتميم وقيس حققها قياسا لها على سائر الحروف . ملاحظة: ورغم أن الشيعة يجمعون على التزام بالمصحف الحالي فإنهم يقولون بفقدان قرآن يعود به حسب خرافتهم المهدي المنتظر كما ورد بالجزء89.

 

حقيقةً معظم ما يقوله الطبري من تبريرات غير هذه يعتبَر هراءً لا أشتريه بمليم، ومن أقله قوله:

 

وقال بشر بن هلال: إن بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها، ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها، فترفع الخبر ولا تنصبه، كما نصبت الاسم، فكان مجاز "إن هذان لساحران"، مجاز كلامين، مَخْرجه: إنه إي نعم، ثم قلت: هذان ساحران. ألا ترى أنهم يرفعون المشترك كقول ضابئ:

فَمَنْ يَكُ أمْسَى بالمَدِينَةِ رَحْلُهُ ... فإنّي وَقيار بِهَا لَغَرِيبُ (1)

__________

(1) البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، وهو أول أبيات قالها وهو محبوس بالمدينة، في زمن عثمان بن عفان. وبعده ثلاثة أبيات أنشدها أبو العباس المبرد في الكامل (خزانة الأدب للبغدادي 4: 323 - 328) واستشهد به النحاة على أن قوله (قيار) مبتدأ حذف خبره، والجملة اعتراضية بين اسم إن وخبرها، والتقدير: فإني وقيار كذلك، لغريب. وإنما لم يجعل الخبر لقيار، ويكون خبر إن محذوفا؛ لأن اللام لا تدخل في خبر المبتدأ حتى يقدم، نحو لقائم زيد. وهذا تخريج له خلاف مذهب سيبويه، فإن الجملة عنده في نية التأخير، فهي معطوفة لا معترضة، وزعم الكسائي والفراء أن نصب إن ضعيف لأنها إنما تغير الاسم ولا تغير الخبر، قال الزجاج: وهذا غلط، لأن إن قد عملت عملين: الرفع والنصب، وليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع، لأن كل منصوب مشبه بالمفعول، والمفعول لا يكون بغير فاعل، إلا فيما لم يسم فاعله. وكيف يكون نصب إن ضعيفا وهي تتخطى الظروف وتنصب ما بعدها نحو " إن فيها قوما جبارين "، ونصب إن من أقوى المنصوبات أه.

...قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا (إنّ) بتشديد نونها، وهذان بالألف لإجماع الحجة من القرّاء عليه، وأنه كذلك هو في خطّ المصحف، ووجهه إذا قرئ كذلك مشابهته الذين إذ زادوا على الذي النون، وأقرّ في جميع الأحوال الإعراب على حالة واحدة، فكذلك (إنَّ هَذَانِ) زيدت على هذا نون وأقرّ في جميع أحوال الإعراب على حال واحدة، وهي لغة الحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، ومن وليهم من قبائل اليمن.

 

مجدَّدًا تعمدتُ نقل الهامش لأنه يدحض الاستشهاد المزعوم، لوجود تخريج وتعليل لغوي آخر أقوى أو ممكن، إنْ وإنَّ تنصب اسمها (أحب تسميته مبتدأها) وترفع خبرها، هذه قاعدة ثابتة، لا تبرير سيعالج كون هذه الآية غلطًا من الناحية النحوية، وإن قيل أنها على لهجة عربية غير قرشية فهذا يعطينا تأكيدًا نحن متأكدون منه منذ البدء لعدة أسباب بأن الإنتاج النهائي للقرآن ليس منتج محمد وحده.

 

{قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)}

 

طريقة صنع وتطوير واقتباس محمد من قصص التوراة والكتاب اليهوديّ المقدّس والهاجاديات (الهاجادوت) كتابات الأحبار الربانيين (ها ربينيم) وكتب الأبوكريفا لاحقة ومتأخرة التلفيق عن زمن الكتاب اليهوديّ والعهد الجديد، ذكرتها بالتفصيل في بحثين سابقين كلاهما يبدأ عنوانهما بعبارة: أصول أساطير الإسلام، ونلاحظ هنا أن محمد يستعمل إن جاز التعبير (تقفيلة) أو لمسة نهائية له بعمل منمنمات تخيّلها ككيفية شجار موسى مع أخيه، كما كان سيتشاجر أي رجلين.

 

26 الشعراء

 

{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}

 

هنا الكلام موجَّه لمحمد، محمد كان يستعمل قرآنه على طريقة الشعر كصحيفة يومية أو شهرية، ولم يكن فكَّر بشكل ممنهج في تسجيله كله، وإن رووا أنه دوَّن منه بعضه في رقاع وألواح عظام، والآيات التي هي حوار وكلام إلى محمد كحوار ومونولوج ذاتيّ بينه وبين نفسه ليست مما يفيدنا كقرّاء في شيء في العموم. وصيغة الكلام إلى محمد منتقَدة عمومًا لأنه مات منذ قرون ولا تزل النصوص تتكلم معه، كانعكاس لتركيز محمد على ذاتيته.

 

15 الحِجر

 

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)}

 

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}

 

هنا الخطاب موجَّه لمحمد وبالتالي بصيغة كأن محمدًا لا يزال حيًّا والخطاب له، وهي صيغة لا تصلح لديمومية نص غير مؤقَّت.

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87)}

 

العبارة غامضة وغير واضحة المعنى، المفسرون أوردوا عدة تفسيرات فمن قائل أنها السبع سور الأول الطويلة في القرآن لأن الأوامر والقصص تُثنَّى أي تتكرَّر فيها، ومن قائل أنه القرآن كله لتكرر وتثنية تعاليمه وألفاظه، ومن قائل أنها الفاتحة وهي أضعف الآراء برأيي وبها ورد حديث حكموا عليه بأنه صحيح رواه البخاري 4647 وغيره. يعتقد آرثر جيفري في (الألفاظ الأجنبية في القرآن) foreign vocabularies in Quran / حرم الميم، أن ربما لها أصل من كلمة عبرية تعني التقليد الشفويّ في اليهودية باعتباره إلى جوار التوراة كتشريع مكتوب، وختم بقوله مع ذلك يظل غير مفهوم ما هي تلك السبع وأن لغز مقصد محمد يظل باقيًا. وأرى شخصيًّا أنها كذلك شبيهة باسم سفر التثنية. 

 

38 ص

 

{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}

 

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}

 

صيغة كلام موجَّه لمحمد، الميت منذ قرون، فهي صيغة غير مُحدَّثة، كأنك تقرأ جريدة قديمة بها كلام لا يُطابِق الوضع.

 

36 يس

 

{وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}

 

لتقريب الأمر على الأذهان، هذا كأن تمسك بجريدة قديمة مصرية مثلًا فيها شكر وحديث خطابي مباشر لشخص الرجل الوطني العظيم جمال عبد الناصر مثلًا: إننا نحمد الله سيادة الرئيس أن أكرم البلاد برئيس مثلك....إلخ أو أي كلام مشابه من لغة عصره.

 

{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)}

 

صيغة ثقيلة جدًّا ومبهمة، خاصة بالنسبة للعربية المعاصرة، ربما لو علم الغيب وتطور اللغة لقال: وإنَّ كلَّهم جميعًا إلينا لمُحضَرون. ويقول ابن كثير عن اختلاف القرَّاء على قراءتها:

 

وَقَدِ اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي أَدَاءِ هَذَا الْحَرْفِ، فمنهم من قرأ وإن كلا لَمَا بِالتَّخْفِيفِ فَعِنْدَهُ أَنَّ إِنْ لِلْإِثْبَاتِ، وَمِنْهُمْ من شدد لَمَّا وجعل أن نافية، ولما بِمَعْنَى إِلَّا، تَقْدِيرُهُ وَمَا كُلٌّ إِلَّا جَمِيعٌ لدينا محضرون، ومعنى القراءتين واحد

 

43 الزخرف

 

{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}

 

{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}

 

هنا حوار ذاتيّ بين محمد ونفسه، بزعم أنه أوامر الله له، وهو كقراءة جريدة قديمة، هنا صيغة الخطاب لمحمدد لما كان كائنًا حيًّا، فهو منتقّد لُغويًّا وأدبيًّا لذلك، محمد كان يصيغ كثيرًا من آياته بمنطق مُصْدِر الجرائد اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية أو قائل الشعر بالمناسبات، وعلى الأغلب ربما لم تكن لديه فكرة وتصور واضحين لكون مونولوجاته الذاتية ستظل تُقرَأ بنفس الصيغة إلى أزمنة طويلة جدًّا. وصيغة الشك في مصير محمد هنا تدل على عدم إلهية مَصْدَر القرآن.

 

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}

 

هنا نلاحظ ظاهرة سماها مؤلف كتاب (كلام الله الجانب الشفاهي من الظاهرة القرآنية) بالصياغات أو القوالب الجاهزة، فالجنة تجري من تحتها الأنهار حسب وصف الله المزعوم، وفرعون يستعمل نفس أسلوب الله أو بالأحرى محمد يكرِّر نفس أساليبه وصياغاته.

72 الجن

 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}

 

لما وجد محمد أن جهده في مكة بدون إغراآت مادية ولا أوضاع مساعدة ممهدة ضاع تقريبًا، ولم يتبعه كما نصت كتب السيرة والأحاديث أكثر من ثلاثمئة شخص فقط تقريبًا، بدأ يلجأ إلى المزاعم الوهمية من عالم الخيالات والأساطير، فادعى أن الجن ككائنات خرافية لا وجود لها آمنت بها العرب اتبعه بعضهم وأسلموا، ثم شرع يلقي موعظة على لسان الجن للناس كالتي تلقيها لطفل صغير بشكل تدعي أنه تلميح وغير مباشر، فيما سيفكر حينئذ الطفل أنك شخص سمج وتستخفّ بعقله وكان الأفضل لو جعلت حديثك له مباشرة، كذلك بدلًا من أن يكون القرآن كلام الله المزعوم، هنا يصير جزء منه كلام عباده الجن (الخرافيين) طبعًا، من غير المفهوم أهو نص إلهيّ أم مسرحية يلقي كل ممثل أو شخص فيها كلمته ودوره؟! وبدءً من الآية 16 يحوَّل محمد الشخص المتكلم إلى الله مخاطبًا البشر بدون سابق إنذار لانقطاع كلام الجن، وهو أسلوب منتقد لغويًّا وضعيف، انتقد البعض ما يشبهه من ركاكات في كتاب اليهود بعدم الدقة في استعمال الضمائر وما شاكل، ومن السخيف حقًّا ترويج خرافات كهذه عن كائنات وهمية سخيفة، والأسخف أن كثيرين من السذج يصدِّقونها بدرجة أو أخرى.

 

{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}

 

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}

 

هنا الكلام كله موجَّه لمحمد فهو مما لا يفيدنا، وهو كما قلتُ كجريدة قديمة بصيغة لا تصلح للزمن التالي، بالأحرى العصر الحالي.

 

23 المؤمنون

 

{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)}

 

قد نفهم من هذا وجود عدة خالقين، وأن الله أفضلهم فقط، ولما كان هذا المعنى ليس هو المقصود، فتستحق الآية منها نقدها لُغويًّا لعدم إحكام صياغتها بحيث لا تحتمل لَبْسًا كهذا.

 

{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (20)}

 

لولا أن النص لم ينص صراحة على الحصر والاستثناء لكنت أوردته في باب الأخطاء العلمية، وهو يستحق ذلك، فالزيتون شجر دائم الخضرة ينبت في المناطق معتدلة المناخ في منطقة البحر المتوسط كمصر والمغرب وتونس وإيطاليا، وإنه لغيرُ مفهومٍ ذكر محمد لسيناء المصرية بالذات دون غيرها كموطن لشجر الزيتون، ربما لأن العرب كانوا يجلبونه من أقرب مكان من هناك، لكن هذا نص لا يخلو من نقد.

 

{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)}

 

نلاحظ أن وثنيي العرب فعلًا وباعتراف محمد نفسه كما في أول سورة الكهف وغيرها لم يأتهم نبيٌّ قط منذ النبي الخرافي إسماعيل وبعض الخرافيين المرسلين لكن ليس لهم بل للعرب"البائدة" حسب خرافات الإسلام،  كان الأنسب لو وضع كلمة (بل) بدل كلمة (أم)، لذلك هناك قراءة أخرى تزيل التناقض، يقول الطبري:

 

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأوَّلِينَ) قال: لعمري لقد جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين، ولكن (أو لم يأتهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين).

 

{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}

 

هنا وقع خطأ بالتأكيد ربما من محمد نفسه وليس من لجنة عثمان التي جمعت النص، لأن الإجابة السليمة لُغويًّا على السؤالين الثاني والثالث هي (اللهُ) وليس {للهِ}. لكن محمدًا ألحق حرف الجر المناسب للإجابة على السؤال الأول بالإجابتين الأخريين، وهذا سهو منه. ولو أخذنا بما وروه ونقله القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن، من أن مصحف أبي بن كعب به نفس الخطأ فيكون الخطأ أصليّ ومرتكبه محمد نفسه:

 

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: وَفِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ. . . . . . . . . لِلَّهِ) ، كُلُّهُنَّ بِغَيْرِ أَلْفٍ

 

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: كَانَتْ فِي الْإِمَامِ مُصْحَفِ عُثْمَانَ الَّذِي كَتَبَهُ لِلنَّاسِ (لِلَّهِ. . . لِلَّهِ) كُلُّهُنَّ بِغَيْرِ أَلْفٍ. فَقَالَ: قَالَ عَاصِمٌ: وَأَوَّلُ مَنْ أَلْحَقَ هَاتَيْنِ الْأَلِفَيْنِ فِي الْمُصْحَفِ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَرَأْتُ أَنَا فِي مُصْحَفٍ بِالثَّغْرِ قَدِيمٍ، بُعِثَ بِهِ إِلَيْهِمْ، فِيمَا أَخْبِرُونِي بِهِ قَبْلَ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا كُلُّهُنَّ (لِلَّهِ لِلَّهِ) بِغَيْرِ أَلْفٍ

 

والملاحظ أن أبا عمرو من القراء السبعة المعتمدين خالفهم فقرأ الثانية والثالثة: اللهُ. بإثبات ألف. وكذلك قراء آخرون مثله، واختلاف القراآت في هذه السورة وغيرها عندما نطالع معجم القراآت وغيره تنفي أي زعم لسلامة القرآن من الاختلاف. فمثلًا الآية71 قرؤوها أتيتُهم، و: أتَيْتَهم، و: آتيناهم، وقرؤوا: بذكرهم، بذكراهم، نُذكِّرُهم.

 

{قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94) وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)}

 

خطاب موجَّه لمحمد في زمنه في سياق أحداث محاولته للدعوة لمذهبه الجديد، فقرائتي له كقراءة جريدة قديمة، مما يدعو لانتقاد النص أدبيًّا. وبه وعيد محمد الوهميّ الأجوف لقريش بغضب السماء والأمور العظام الخارقة.

 

21 الأنبياء

 

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}

 

النص يقول "مُحدَث" يعني جديد مما قاله محمد حديثًا للوثنيين، فهذا يتصل بأحداث زمنه ولا يتكلم عن زمننا، حيث ليس هناك آيات جديدة أو محدَثة، بالتالي هذا كقراءة جريدة قديمة أيضًا. وكما قلت كان محمد يتكلم حسب المواقف والأحداث كطريقة الشعراء والكهنة في مواجهة المواقف، معظم قرآنه كان يؤلفه بحس قريب من الجريدة الشهرية أو السنوية نوعًا ما، لأنه لو صاغه لصياغة تصلح للأزمان القادمة لما صاغه هكذا.

 

{وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)}

 

هنا خلل في السياق لأنه قد يساء فهم النص على أن الراكضين هم القوم الآخرون، وليس هذا مقصوده.

 

{وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36)}

 

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)}

 

هنا الكلام مع محمد، إذا كان يحب الكلام مع نفسه فما ذنب القارئ المعاصر؟!

 

{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)}

 

من باب النقد الأدبيّ قد نسأل: هل يُعقَل أن هذه هي كل المعلومات المتاحة عن إسحاق ويعقوب كشخصيتين ميثيولوجيتين؟! لقد حذف محمد كل تفاصيل كان يمكن أخذها من التوراة عنهم لأنها خاصة بقومية وديانة اليهود وهذا مما لا يفيده، لكنه لم يستطع اختراع شيء لسد الفراغ، فسرد قصص وعد الله المزعوم بفلسطين لليهود أو بناء يعقوب لشيء سيكون أساسًا أسطوريًّا للهيكل، أو أن الذي كان سيُذبَح هو إسحاق، هذه نسخ من أساطير لا تفيد هدف محمد، لبناء دين للقومية العربية، وهو ما يكشف الأصل والسياق اليهودي لاقتباسات قرآن محمد.

 

{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)}

 

العالمين كلمة تعني كل الكائنات، وهي تقريبًا من أصل عبري هو كلمة (عوليم)، فمنذ زمن طالعت نصوصًا هاجادية وقرأت بعض كلمات عبرية بالحروف الإنجليزية، كيف ستكون مريم آية لكائنات لا تفهم ماهية الآية لمحدودية عقلها وإدراكها، هل يمكن لكلبي المسكين المشغول بأمور أهم له أن يفهم قصة معجزة مريم الخرافية المزعومة؟!

 

{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)}

 

هذه لهجة قريش التي كان محمد يتكلم بها، وهي هكذا تأتي أحيانًا بلا نافية زائدة، ولهذا أمثلة كثيرة في القرآن، وهي ركاكة لغوية في هذه اللهجة، لأنها قد تُفهَم بعكس المعنى، لأنه قصد أن يقول: أن يرجعوا، كان أقرب شيء لو قال: أنهم يرجعون.

 

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)}

 

الصياغة هنا منتقدة لأنها حوار من محمد إلى محمد، بدعوى أنه من الله، وصيغته لمحمد الحي، فليست مما يصلح للقراءة في عصر فيه محمد ميت، محمد كان يركز على ذاته كثيرًا وهي سمة بشرية، الكون لا يتمحور على شخص ولا يدور لأجل شخص، ولا يتوقف عليه، وهنا نرى صيغة الفعل المضارع {يوحى} و {أدري} فهي مما لا يناسب القارئ المعاصر. والآية الأخيرة تعكس بشرية واضحة لمؤلف القرآن برأيي فهو كان يحاول وضع كلامه على لسان الله الخرافي ليقول هو ما أراد قوله.

 

25 الفرقان

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)}

الحديث بصيغة المضارع عن أشخاص موتى غير مناسب ولا صحيح لُغويًّا، فكان يجب صياغتها في الماضي أو الماضي المستمر: (كانوا يأكلون) أو (أكلوا)، وعلى مثل ذلك سائر الأفعال في الجملة، ولو استعمل الماضي المستمر فوفقًا لقواعد العربية لن يحتاج لتكرار كلمة (كانوا).

 

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}

 

في الواقع محمد لم يأتٍ بقرآنه كقطعة واحدة على مرة واحدة، لعدم وجود خطة عنده لتنظيم وكتابة كتابه، كان يترك أفكاره وكلامه يتولد من النقاشات والمواقف والأحداث، أو اقتراحات الصحابة، وهو ما يُعرف بأسباب النزول التي ألفوا لها كتبًا مخصوصة كالتي للواحدي وللسيوطي، من يطالع النص القرآني يراه عمومًا بدون أي تنسيق لقصصه ومواضيعه، لو كان منسقًا لما اضطروا لتأليف كتب تنظم مواضيعه، مثل كتب قصص الأنبياء لابن كثير وللثعالبي  وعبد الوهاب النجار وابن الراوندي الشيعي، وأجزائهم عن قصة الخلق كما عند الطبري في تاريخه وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهما، وكتب أحكام النساء، وكتب أحكام الميراث، وغيرها. قارن هذه الفوضى وعدم الترابط وتعدد المواضيع والتكلم بعدة مواضيع متداخلة مع بعضها، مع النظام والتنسيق الواضح في أكثر الكتب بدائية ككتاب اليهود، وفي سائر الكتب الدينية تقريبًا، حقيقةً من جهة التنظيم والأدب يُعتبَر القرآن من أسوأ الكتب الدينية في هذه الناحية.

 

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

 

هنا الخطاب موجَّه لمحمد، كحوار ذاتي تخيلي، فهو مما لا يفيد القارئ والمتدين المعاصر، ولا يتعلق بقضاياه.

 

17 الإسراء

 

{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} لقمان

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)} الإسراء

 

نلاحظ هنا ما سماه مؤلف كتاب (كلام الله، الجانب الشفاهي من الظاهرة القرآنية) نمط القوالب الجاهزة، فنفس كلام لقمان في آية هو كلام الله في آية أخرى.

 

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)} الإسراء

 

والآیات في ذلك كثیرة نذكر منها :

 

{أَمْ یَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِینَ} يونس ٣٨

 

{وَإِن كُنتُمْ فِي رَیْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِه وَادْعُواْ شُهدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِینَ} البقرة ٢٣

 

{أَمْ یَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِه مُفْتَرَیَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّه إِن كُنتُمْ صَادِقِینَ} هود ١٣

 

{فَلْیَأْتُوا بِحَدِیثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِینَ} الطور ٣٤

 

والنتیجة یقررها القرآن سلفاً وبشكل واثق فیقول :

 

{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِینَ} البقرة: 24

 

محمد فخور جدًّا بكتابه، لكن من قال أنه تحفة الدهر وفريدته، من خلال ما نعرضه في جميع أبواب هذا العمل الضخم أعتقد أن البشرية كانت ستكون أفضل بكثير بدون الإسلام والقرآن، من ناحية أخرى كثير من المسيحيين والملحدين قلَّدوا القرآن وأجادوا، ممن أجادوا جدًّا كذلك شخص غير مشهور ضمن تراث البابيين والبهائيين تراثه محفوظ في موقع نت أجنبي طالعته ذات مرة به مخطوطاته، وبه تقليد ممتاز للقرآن، هو المسمى (صبح الأزل) أخو (البهاء)، أما تقليد الملحدين فبلغت جودته أني ذات مرة حملت من تقليداتهم عى يوتيوب ما سماه أحدنا بـ "سورة لادين قرآن الملحدين" ثم انشغلت ببعض العمل في صالة نت، من القراءة، لكني كنت تركت الصفحة مفتوحة بصوت منخفض تدور، وقد اعتقدت أن صاحب المحل عرف بدخولي مواقع الإلحاد فأراد التسامج عليَّ بتشغيل قرآنه، ثم اتضح لي أن الصوت هو من جهازي لتقليد أحد ملحدينا للقرآن وهو يتلوه! ، هناك على يوتيوب تقليد آخر اسمه "سورة العقيدة سورة قرآنية إلحادية تقرؤها الموسيقى" وهو ممتاز جدًّا. وعامة فلا أحد مثلًا قلَّد أدبيات شكسبير ومع ذلك لم يعتبره أحد نبيًّا للإنجليز وأوربا. ربما من أفضل نماذج التقليدات هو هذا، ونعرضه للاستدلال لا للسخرية من عقائد الآخرين، رغم أن بعض المقلّدين انطوى كلامهم على حدَّة في اللفظ:

 

سورة القرد َفَلَتْ : نصّ شتائمي على إيقاع الوحش الدّاعشي .

بيرم ناجي
الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 20:42
المحور: الادب والفن
    

و إذا الهَيولى انفجرت
صوب كلّ حدب ذهبت.

واذا المجرّات كانت
و الكواكب انكورت.

واذا الحياة ظهرت
تحت الماء نشأت.

و اذا الخليّة برزت
ثم بعدها انشطرت.

و اذا الأجسام تكوّنت
و تعقّدت و تطوّرت.

و اذا الكائنات نزَحت
خارج الماء غادرت.

و اذا الأرض اخضرّت
أزهرت ثمّ أثمرت.

واذا الزّواحف زحفت
ثم باضت و أنجبت.

و إذا الأسماك طارت
زقزقت ثم عشّشت.

وإذا الدوابّ قامت
و ترنّحت و مشت.
ثم كان أن أنفلت
في الغاب قرد فلت
واستقام واستوت
هيئته وما انحنت
هامته و توالت
قصّته و ما انتهت.

كانت أمّا حملت
ولدت وأرضعت
ثم صُبحا أيقظت
ثم ليلا أنشدت
و أبا حرث وبتْ
في الأمر و عاد بتْ
ويداه كتبت
لوْحَ حرف رسمت
ورقم حسبان نحت.

ثم الأيام تتالت
هبطت و تعالت
والسّنون انسابت
اعتدلت و ما استوت
و إلى اليوم وصلت
و إلى الغد توسلت
قطعت ما وصلت
ووصلت ما قطعت
لكنّها ما انقطعت
مثل النّهر استرسلت
صوب البحر ملأت
صوب القبر أفرغت
جسدا كان انفلت
والأرضَ كانت أعادت
سمّدت و أخصبت.


تلك سورةٌ أفلت
و الصّورة انقلبت
و قلبت ما قبلت
من حكايا حُكيت.
ربّ نفس عقلت
فسخت ما سطرت
وأعادت فكّرت
في الوجود حدّقت
حّررت ما عقلت
منذ دهور مضت
ربّ نفس حلّقت
المخيالَ حرّرت
و الخيالَ أطلقت
هذا إن كان انفلت
ذلك القرد فَلتْ
ومن أوهامه انجلت
فراديسٌ قد علت
وجحيم أُشعلت
لأخيه قد أعدّت
و إليه أحضرت
أخافت و أطمعت
سجنت واستعبدت
كائنا قد انفلت
من معابد خلت
فيها آلهة بدت
في حكايا حُكيت
على مقاييس بلت
هذا إن كان انفلت
ذلك القرد فَلتْ .
آيةٌ قد بدأت
حتى لو أخطأت
و كانت حواء زنت
فالدّنيا ما هزُلت
نقول هندا وعدت
وليلى كانت عانقت.

سورة و انقلبت
قصيدة~ وسجعت
انما فلت انفلت
كان عبدا و انفلت
صار حرّا وفلت
من صورته انفلت
نحو ذاته التفت
فرأى ما قد رأت
أمّه و ما جنت
تلك شمسٌ استدارت
وأ قمار استوت
ثم ثمَ أنجبت
فلت الذي انفلت
من الهيولى فلت
الى الهيولى انفلت
هذا إن كان انفلت
ذلك القرد فلت .

واذا الحياة انسحبت
أمام الموت انسحقت
والمكانَ غادرت
والزمانَ عانقت
تركت ما فعلت
أخابت أم أفلحت
أ آمنت أم كفرت
والهيولى قصدت.

كان أن فعلا فلت
قردٌ اسمه فلت
ثم عاد والتفت
صوب أصله التفت
عاد قردا وخلت
منه صفة سمت
عاد وحشا وخلت
منه قصّة أتت
ترسم ما قد خلت
من حكايا قد علت
ثم به انقلبت
و الرّزايا كثرت
و المنايا ارتسمت
في الحشايا انغرست
في زمان انفلت.


سورة القرد فلت
آيُها ما نُزّلت
لا بل هي صُعّدت
و لا إصحاح فلت
من كتاب انفلت
عقدهُ ثم التوت
معانيه وانحنت
لقرود مُسخت
بشرا مثل فلت .

هذي سورةُ فلت
انتهت و ما ارتوت
هذا نصّ قد فلت
هذا نصّ انفلت
من كل أرض زُلزلت
من كل أمّ وَلولت
بئس أرض أنجبت
بئس أمّ أرضعت
أيّها الوغد فلت
أيّها الوحش فلت
والجحيم المنفلت.

18/02/2015.

تقليد لأثير العاني:

سورة " اللادینیون"

1اللادینیون ٢.قومٌ للعقل متّبعون ٣.بالعلم هم یستنیرون ٤.بغیره لا یقبَلون ٥.للخرافة هم .رافضون ٦.عن البرهان هم یَبحثون ٧.بدونه لا یصدّقون ٨.قولا لیس علیه دلیل ٩.ولا الى العلم بصدقِه سبیل ١٠ .قال المؤمنون ان قولهم لَهزیل. 11 لیس لكتابِ محمد مثیل ١٢ .وجحدُهُ حقا نكرانُ جمیل ١٣ .ان عذابَهم لطویل ١٤ .لیس لخلاصِهم منه سبیل ١٥ .ولن یجدوا لهم ما خلا الله أيّ كفیل ١٦ .أقََولَ اللهِ هم یرفضون؟ ١٧ .وبمثله أن یَأتُوا یُریدون ١٨ .وأخطاءً فیه یدّعون ١٩ .مع العلمِ خِلافا فیه یزعمون ٢٠ .وبمنطق الیونان هم یَقیسون ٢١ .كلامَ الله، وهم ومنطقهم مخلوقون 22 اقتلوهم انهم مرتدون ٢٣ .ونساءَهم بعد ذلك تَسبون ٢٤ .وأطفالَهم عبیدا تأخذون. 25 ذلك في . دینِنِا السمحِ تشریع ٢٦ .وفعلُه لیس بأمرٍ مُریع ٢٧ .ولا هو قبحٌ كما یَزعُمون فظیع ٢٨ .فجاء لا دینيّ فكرُهُ سلیم ٢٩ .ومذهبه في النظر جٍدُّ حكیم. 30 ودربه في الدفاع عن الحقّ دربٌ ألیم ٣١ .وفي الاختلاف مع النُظّار هو حلیم ٣٢ . و قلبه مع الجاهل قلبٌ رحیم ٣٣ . قال یاقوم هذا الكتابُ لیسَ بسلیم ٣٤ .اقواله مع العلم لا تستقیم ٣٥ .فالشمسُ لا تغرب في عَینٍ حامیة ولا من طِین ٣٦ .والارضُ شبه كرةٍ فأي أطرافٍ للكرةِ تَبِین ٣٧ .وهي تتحرك فیا جبالُ لم لا تُثبّتِین ٣٨ .وان قُصِدَ أن سَطحَ الارض ثابتٌ في الكتاب المبین ٣٩ .فبربّك یا أرضُ لِمَ تهتزّین٤٠ .وأطفالا في تسونامي وغیرها تقتلین ٤١ .وكتابكم قال بسبعة أرضین ٤٢ .فاذا بها واحدةٌ كالكرة، أین الستة الباقین؟ ٤٣ .والسماءُ تُذكر في الكتاب المبین ٤٤ .سبعٌ شدادٌ، أيّ شدة یا كُتُبُ تَعنِین؟ ٤٥ . هي لیست الا فراغا، فهل الفراغ مَتین؟ ٤٦ .یقولُ الكتابُ عنكِ یا سماء قولا، أفتینا لو تسمحین!! ٤٧ .لا فروج فیك، وبلا عمدٍ نراها ترتفعین. 48 !!والنجوم فیك جُعلت رجوما للشیاطین ٤٩ .فنظر الیهم، قال یا قوم هل هذا كلام یقوله خالقٌ، الا یعلم الخالقُ ما خلق، بربّكم ماذا تقدّسون؟؟ ٥٠ .واتركوا العلماءَ وتأویلاتِهم، وانظروا الى نصّ الكتابِ وَأفتون. ٥١ .والقدماءُ اهل اللغة فهموه كما فهمتُه، أفأصحابُ نبیّكم أعلَم، أم هؤلاءِ المفسّرون ٥٢ .فهل الصحابة كانوا مخطئین، ام انهم اللغة لا یُجیدون؟ ٥٣ .أو انه اُریدَ بالعینِ البحرَالمحیطَ، متى كانت العینُ بحرا، أيّ لغةٍ أنتم تتحدّثون؟ ٥٤ .أو بالارضین السبعِ عَنى ربُّكم طبقاتٍ، انما لأجل الدراسة سبعةً فَرَضوها، فهل على طبقاتكم تلكُمُ مَشیا تَستطیعون؟ ٥٥ .وذا القرنَین آتاه ربكم من كل شيء سببا، ومكن له في الارض، كذلك في كتابكم تقرأون ٥٦ .وبنى لقومٍ سدا عظیما،أمام یأجوج ومأجوج، فهم منذ وقتِه محجوزون. 57 وبالمعادن كان عالما، في بناء السد ذلك تلحظون ٥٨ .وسیاق الآیات التي تقرأون تصفُ رجلا عظیما، احقا انكم لا تفهمون؟ ٥٩ . ویرد غروبُ الشمسِ في قصّته لیُعلمَكُم ربّكم، انه لا جهل لعبدٍ اعطاه الله علما من ذلك المكنون ٦٠ . والصحابة كانوا عن عِلمِه غروبها في العین یروُون ٦١ .الا انكم حین علمتم حجمَ الارض وحجمَ الشمس، بدأتم بعلم الرجلِ تشكّكون ٦٢ .ومع ان الكتابَ مبینٌ، والصحابة لآیاته فاهمون. 63 صار القرآن بعد عِلم الغرب حین وَصَلَنا، قرآنا آخر لیس بمبینٍ ولا اصحاب محمدٍ به عالمون ٦٤ .هذا كلامُ وعظةُ لكل ذي عقلٍ سلیم، وتقولون انتظروا انا منتظرون ٦٥ .هل انتظارُكُم حلٌ سلیم ٦٦ .لا تعلمون وأنتم أحیاءٌ، كیف یأتي بعد الموتِ العلمُ الیقین؟ ٦٧ .أئنكم حقا بكتابكم ما زلتم مؤمنین ٦٨ .بعد كل الآیات التي عن معناها المراد منها تَصرِفون ٦٩ . وهو كتابٌ واضحٌ مبینٌ ٧٠ .وهل من أجله الابریاءَ ما زلتم تَقتلون ٧١ .والى الله هذا الكلامَ تَنسِبون ٧٢ .بكل ما فیه من جهلٍ وقصور، هل عَلمتم یا قوم انكم بالجهل ربّكم تصِفون ٧٣ .من حیث تَدرون او لا تَدرون ٧٤ . وانتم فرحون ٧٥ .ان كان الجاحد لم یصِفِ الله بِشَرّ وانتم الشرّ له تنسبون ٧٦ .فمن احب الى الهنا یا قومي، من جَحَدَ، ام الذین بالجهلِ . الاله یَنعَتون ٧٧ .ان كنتم الاله حقا تحبّون ٧٨ .ورضاه حقا تبتغون ٧٩ .فبالعلم دوما صِفوه ٨٠ وبالخلق رحمةً أروه ٨١ .وكتابَ محمدٍ الاميِّ الیه لا تنسبوه ٨٢ .والحبَّ لكل الخلق أبدُوه ٨٣ .والخیر لكل الناسِ اعطُوه ٨٤ .ومن جَهلَ مِنهم او كفرَ فاعذروه ٨٥ .وحاولوا ما امكن أن تنصحوه. 86 فان اصرّ فاتركوه ٨٧ .وبالشر لا تنعتوه ٨٨ .فهو من خلق الاله فلأجل الله اتركوه 89 الاله سمح برفضه والقبول ٩٠ .وبالكفر والایمان به دوما أو العدول ٩١ .لذلك لم یرسل الى . البشر أي رسول ٩٢ .لیبحث الناس عنه بالعقول ٩٣ .فأتى من الناسِ من یظنّ أنه للاله عبدٌ مقبول ٩٤ .أو ابنٌ له أو رسولٌ ٩٥ .یَنسِب الى الاله ما لا یقول. 96 فالایمان بالله لا بالخرافة والكذب یكونُ، بل بالعلمِ والعملِ الجلیلِ ٩٧ .وحبّ كل من خُلِق، واعمال العقل في كل الامور،ذلك هو القول الجمیل ٩٨ .وهو الذي الیه النفسُ الطیبةُ والعقلُ الراجحُ یَمیل. ٩٩ .هذا كلامٌ حكیمٌ فافهموه ١٠٠ .من لم ینفعه فلا دواءَ له بعد ذلك لتُشفُوه

سورة العلم

والعلم وما أدرى ١ قومكم به إن أتى ٢ یسبق به الشمال سبقا ٣ اذ تركوا التدین الأعمى ٤ ستأخذون من الاغریق علما قلیلا ٥ من غرب أوطانكم یجد الى الشمال سبیلا ٦ یدرسونه ویطورونه تطویرا ٧ ثم یبحثون ویعلمون علما كثیرا ٨ ستكفّرون علمائكم تكفیرا ٩ وتبدّعون حذّاقكم تبدیعا ١٠ وتبجّلون جهالكم تبجیلا ١١ وتنعتونهم علماءً زورا ١٢ فیتقدم الشمال وتتأخرون ١٣ ثم إصرارا تصرّون ١٤ أنكم أنتم الغالبون ١٥ بدینٍ ما نفعكم بعلم فتعلمون ١٦ ولا ترككم فأنتم عنه تبحثون ١٧ بل جعل الجهل دینا فأنتم إیاه تقدّسون ١٨ وكل علم خالف الدین ترفضون ١٩ اذ ظننتم أن كتاب نبیكم أوثق، إن خالفه العلماء فهم كاذبون ٢٠ سیأتي أقوامٌ یدرسون ٢١ وعلما كثیرا سیعلمون ٢٢ وأعمالا على قلوبكم ما خطرت، هم لها صانعون ٢٣ أجساما طائرةً یركبونها، وإلى علوِّ السماء یَصعَدون ٢٤ لكنهم بداخلها لا یبردون ٢٥ اذ البَردُ في العلوّ زمهریرٌ، لو أنكم كنتم تعلمون ٢٦ ومنهن للجیوش صُنِعن، فهم سرعة الصوت بهنّ یَصلون ٢٧ وعندها ضغطا شدیدا من الهواء یَجدون ٢٨ لكنهم عند الإسراع هم ینتصرون ٢٩ ستدرسون الفلك وتَعلمون ٣٠ أنكُم حول مركز الأرض تدورون ٣١ في كلِ یومٍ مرةً، فالشمس أو القمر تشاهدون ٣٢ وفي العامِ مرةً حول الشمس أنتم والأرضُ تلتفون ٣٣ وقالوا إن الشمس من المشرق تطلع، هل عندهم من علم فیُفتون ٣٤ قل بل إنكم نحو الشرق تتحرّكون ٣٥ ألا إن الكواكبَ حول نفسها وحول الشمس تدور، ألا إن الأرضَ واحدةٌ منهن لا سبعةٌ ولا سَبعون ٣٦ اذ قالوا عنها وعن السماء سبعا طباقا، إنا بزعمهم عالمون ٣٧ وقالوا انما الجبال رواسي من فوق الأرض جُعِلت لذا مید الأرض لا یَكُون ٣٨ ألا إنها من الأرض نفسِها خَرجَت، فإلقاءها من الفوقِ جُنون ٣٩ وقالوا من ماءٍ دافقٍ خُلقنا، وعن البویضة شیئا لا یعرفون ٤٠ قُل بل بالتقاء نطفةٍ مع بیضةٍ في الرحم فأنتم منهما تُخلَقون ٤١ اذ في النطفة أجسام صغیرة في الخصیة منشؤها، في كیسها الدفئ لصنعهن مضمون ٤٢ یُعطِین لِلجنینِ جنسا فَذكرا أو انثى یتصَیّرون ٤٣ ثم إنكم بعد السنین أشدَّكم تبلُغون ٤٤ والى السماء فوقكم تنظرون ٤٥ تظنونها شدادا مرفوعة وأنتم واهمون ٤٦ تزعمون أن لا فروج فیها، كلا إنا بحقیقتها عالمون ٤٧ إنما هي هواءٌ وشوائبٌ لِطَیفٍ من ضوء الشمسِ عاكسةٌ فأنتم ألواناً تُبصرون ٤٨ والأهلة ترَونها نورا یكبر ویصغر، وعن ذلك نبیكم تسألون ٤٩ فیخبركم أنها مواقیتٌ، ما كنتم عن ذلك تستفتون ٥٠ لكنكم في اختیار المسؤول عنها تُخطئون ٥١ سنخبركم عنها من علمنا المكنون ٥٢ إن هي الا ضیاءُ الشمس على كرةِ القمر أو بعضها ساقطٌ، فأنتم ذلك الجزء منه تبصرون ٥٣ إن وقع یوما في ظل الأرض خسف، اذ هي حینئذٍ بینه وبین الشمس تكون ٥٤ وإن توسطَ یوما بین الأرض وبین كرة الشمسِ كسفت فإذا أنتم مُظلِمون ٥٥ ما علمتم بهذا من نبیكم، فكنتم عند كُسوفِها تَفزَعون ٥٦ وإلى الصلاة تَهرعون ٥٧ وما علمتم أن الأرض ثالثُ كوكبٍ في بعده عن الشمس یكونُ ٥٨ اذ هي لا تجري فمكانها ثابتٌ والكلُّ حولها سَائرون ٥٩ حول نفسها دائرةٌ، واحدةٌ من شُموسٍ عددها في العوالم لا تُحصون ٦٠ وإنكم یا معشر الإنس على النفوذ من السماءِ إن اجتهدتم لقادرون ٦١ لا شواظٌ من نار ولا نحاسٌ أنكم بسببه لا تنتصرون ٦٢ ألا إن قوما نفوذا منها الى القمر یوما سیصلون ٦٣ وعندها حقا ستُذهلون ٦٤وثبورا كثیرا ستدعون ٦٥ أنكم بالعلم لم تكونوا تثقون ٦٦ تركتم العقل واتبعتم النقل، إنكم مذنبون ٦٧ وكلامَ جاهلٍ بكتاب الله العظیم تنعتون ٦٨ إن كنتم على ذلك حقا تُصرّون ٦٩ فهذا جزائكم أنكم بالجهل أبد الدهر ستنعمون

 

تقليد آخر:

سورة الحیاة

بقلم أین الله

كنت قد نشرت سورتي ھذه في مكان اخر من الموقع وعندما قرأت سورتك اعجبتني وقلت في نفسي لماذا لانجتمع نحن ((الالھة (في مكان واحد وننشر سورنا بین الناس في مكان واحد ونوفر

على البشر مشقة البحث عنا..............؟

)ن. ١.الذین كالقرود على المنابر یتسلقون. ٢..والذین ھم لبدو الجزیرة یتبعون. ٣.والذین على الناس یكذبون. 4. ومن ابیات امرؤى القیس ھم یسرقون . ٥..والذین للارھاب ھم یصدرون 6.الذین مع احد لا یتفاھمون. ٧.واذا غلبتھم الحجة بالسیوف یقتلون . ٨.الم تر الى الذین تبعوا .محمدا الى الفتوحات. ٩.الم ترى الخراب والفقر والاموات .. ١٠ .والذین للحجارة یعمرون ١١ ..ویزینون بیوت الله ویبالغون.. ١٢ .وینسون معاناة افریقیا، او یتناسون .. ١٣ .والذین ھم .للمرأة وحقوقھا هاضمون. ١٤ ..كلا ان مأوى ھؤلاء المجانین .، ١٥في درك الحیاة الدنیا منسیین ١٦ .لا یرون فیھا تطورا ولا صناعة  ١٧ .الم ترى كیف خلق ادیسون المصباح . ١٨ .ثم خلق .اخر التلفون والسماعة .. ١٩ .لا یرجون الحیاة الاخرة ولا ینتظرون الساعة  ٢٠ .ويل للذین یقتلون الناس ویفجرون انفسھم ھذه الساعة .، ٢١ ..علیھم سخط القانون . ٢٢ یا أیھا المجرمون ٢٣ .كیف تقدرون . ٢٤ على سفك دماء البشر . ٢٥ .كیف تسفكون في الارض من الدماء ستة .لتر. ٢٦ .یتبعھا ترمیل نساء. ٢٧ .واطفال یتامى وعویل وبكاء . ٢٨ .الم ترَ الى الزھرة كیف من بین الصخور أنبتت .. ٢٩ .والى جمال الطیر والحیاة. ٣٠ .والى ضحكة طفلة رأت اباھا بعد طول اناة. ٣١ .لا اقسم بالوجوه العبسة  ٣٢ .ولا بلحیة كأنھا مكنسة . ٣٣ .لا اقسم بالقلوب المتیبسة.. ٣٤ .انه قول حق ٣٥ .من عند الهٍ مل ما یفعله ھؤلاء الذین یكذبون باسم الدین

تقليد آخر:

ا ل ن ( ١) قل یاأیھا المسلمون ( ٢ (أتعرفون قرانكم الذي تحفظون فیه وتقرأون ( ٣) اسألوا عنه الملحدین ( ٤) یأتوكم بخبره الیقین ( ٥) ویفتحون بصائركم على مافیه من افك مبین ( ٦) تأملوا في الفجر والعادیات والفیل والتین ( ٧) هل تجدون فیهم غیر الهذر الهجین ( ٨ ) اقرأوا القارعة والغاشیة والجن والمطففین ( ٩) سور لانفع فیھا ولا سمین ( ١٠ ) ھل ترون في المسد والكوثر الا شتما لا یلیق بالمرسلین ( ١١ ) ولا یلیق أبدا باله عظیم ( ١٢ ) ألیس في لقمان والاسراء كثیر من خرافات الأولین ( ١٣ ) وفي البقرة احكام قتل وسلخ وتقطیع لأیادي المجرمین ( ١٤ ) تفكروا في الأحزاب والطلاق والنساء والتحریم ( ١٥ ) وما في الرحمن والنبأ من اغراء بأثداء الحور العین ١٦ ) سور یندى لھا من الخجل الجبین ( ١٧ ) وان وجدتم فیه من القول الصالح قلیلا فما ھو الا نقل )عن لسان الصالحین ( ١٨ ) أفتجدون فیه بعد ذلك كتابا ینسب الى رب العالمین ( ١٩ ) ان ھو الا( قول شیطان لعین( 20

صدق العقل العظیم

سُورَة الفينيق

بِسمِ الله الرَحمَنِ الرَحيمْ

فينيق@ و القُرآنِ العَظيم@ ذَلكَ الفينيقُ ھَدَىً وَ رَحمَةً للمُلحدين@ تَنزيلَ العَليّ الرَحيم @ واعبدوا الفينيقَ حَقَ عبادتھ ولا تَكونوا كاللذين نَسوا صلاتھم فأنساھمْ الفينيقُ أَنفسھمْ إِنَّ الفينيقَ يُحِبُ عِباده المتقينْ @وَمالَكمْ لاتُقاتِلونْ أَعداء الفينيقِ وأعدائكم وَمَنْ يتخِذ مِنْ دونِ الفينيقِ وَليا فَأَنْذِرْھُمْ العذاب العظيمْ @ وَما مِنْ عَمَل أَعظم عِندَ الفينيقِ مِنْ الجھادِ في سَبيلھِ تَقْتُلونَ أَعداء الفينيقِ لِيقطع الفينيقُ دابِرھمْ بِكُمْ وماذلكَ على الفينيقِ بعزيزْ @ وإِنْ لَمْ تُقاتِلوا في سَبيلِ الفينيقِ يُبْدِلكُمْ بِقَوم لايَعصون @ أشداء على الكُفارِ وَفيما بَيْنھم يَتراحَمونْ @ فَلاتَخافوا وَلاتَحْزَنوا سَيُمِدكم الفينيقُ بِملائِكة مِنْ عِندهِ يُقاتِلون في صُفوفِكمْ فاضْرِبوا رِقابَ الكُفارِ وافلقوا رُؤوسَھمْ بِالحَواسِمٍ وَقَّطِعوا أَطْرافھمْ لِيَجْزِيكُمْ الفينيقُ أَجر عظيمْ @ وَأَرھِبوھُمْ بالعُدةِ والعتادِ فأَنْفِقوا في سَبيلِ الفينيقِ واجْمَعوا لَھُمْ مااستَطَعْتُمْ مِنْ حَواسِمَ ورِماحِ ودُروع وَأَعِدوا العُدةَ لِلْحَربِ لِكَيْ يُظْھِرَ الفينيقَ دينھ على الدين كلھ والفينيقُ قَويُ مَتينْ @ وإِذا تَلاقَتْ جُيوشكم وجيوش جُند الشيطان فلا تُلوھمْ الأَدبار وأَعمِلوا فيھم الحديد لِيُثبت الفينيقُ أَقدامكمْ ويقذِفَ في قُلوبِھمْ الرُعبَ فَتَكونوا أَنْتُمْ الغالِبينْ @ وَمَنْ أَسَرتُمْ مِنْ رِجالِھمْ فَلا تُطْلِقوا سَراحَھمْ وانْحَروھمْ مِنَ الرِقابِ يُريدونَ لِيُطْفِئوا نورَ الفينيقِ بِأَفواھِھِمْ حَبُطَتْ أَعْمالھمْ فَھمْ الخاسِرونْ @ يا أَيُھا الناسُ إِنَّ مغانِم الحربِ لفينيقِ وَرَسولِھِ فينيقي فَلا تَقْرَبوا حُدودَ الفينيق ودَعوا الرَّسول فينيقي يَقْسِم الفيءَ بَيْنَكمْ بالحَقِ لَعَلكمْ تُفْلِحونْ @ ولا تَأْخذكمْ الغِرة فَلولا الفينيقِ وَجُندَهُ لَما انْتَصَرتُمْ فاذكُروا نِعمَ الفينيقِ عَليْكمْ أَنْ أَعزكمْ بَعدَ أَنْ كُنتْم أَذِلة والفينيقُ ذو العَرشِ العظيمْ@

 

سورة الفكر

بسم العلم منقذ الإنسان مبدد الأوھام

{الفكر( ١) إن الفكر لأبقى( ٢) إن أردتم بھ للإنسایة الحسنى( ٣) فجادل الذین ضلوا بمنطق ( العقل( ٤) خلد الإنسان إذا فكر( ٥) إن وضع لھ ھدفا وقدر( ٦) وسار على درب الكفاح وحرر( ٧ عقول طغى الخوف علیھا وتجبر{

 

أعوذ بالعلم من الجهل و الدجالين

بسم الإنفجار العظيم

 

إذ قالوا قولا إدًّا أن للكون ربا  {1} يكاد العاقل من الضحك ينكب علي وجهه كبا {2} و تبيض عيناه من الدمع وتنشق بطنه شقا {3} كيف يكون لهذا الكون ربٌّ ألم تروا الظلم والفقر والمرض يحصد الناس حصدا {4}  رب حالف الأقوياء واتخذهم ندا {1} لا يخافونه و على الضعفاء سوطا {5} لم يعبدوه إلا الجهال خوفاً وجهلا و زاد أتباعه جهلا {6} لم يتوكل عليه قومٌ إلا ازدادوا ضياعاً و خبالا {7} لم يتقن شيئا إلا تخفيه أتقنه صنعا  {8}

 

 

{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)}

 

يقول الطبري في تفسيره لسورة الشورى الآية 25:

 

وقوله: (وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ) في موضع رفع بالابتداء، ولكنه حُذفت منه الواو في المصحف، كما حُذفت من قوله: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) ومن قوله: (وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ) وليس بجزم على العطف على يختم.

 

ما يتضح لنا أنه قبل سيبويه وغيره لم تكن قواعد اللغة العربية قد نُظِّمَت ووُضِعت قواعدُها على أتم وجه، كان هناك نواقص، فهنا أفعال معتلة محذوف آخرها دون أن تكون مجزومة والأمثلة العديدة لأمور مماثلة في القرآن، يبدو أن الله المزعوم اختار لغة كانت في ذلك الزمن ناقصة التطور والقواعد ليصوغ بها  قرآنه؟! أم كان الأفضل لو تبنى اليونانية أو اللاتينية أو انتظر قليًل إلى حين ظهور الإنجليزية الحديثة، أو إلى حين ظهور شخص ما كسيبويه؟!

 

{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)}

 

{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)}

 

هنا الحوار مع محمد ويجادل مدافعًا عن قضايا مثارة في عصره، مما لا يهم قارئًا معاصرًا ذو مستوى ذكاء عالٍ.

 

{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}

 

قال الطبري في تفسيره:

 

وهذا حضّ من الله تعالى ذكره نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، على تبليغ رسالته، وإعلام منه أنه قد تقدّم منه إليه القول بأنه سيمنعه، من كلّ من بغاه سوءا وهلاكا، يقول جلّ ثناؤه: واذكر يا محمد إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس قدرة، فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته، ونحن مانعوك منهم، فلا تتهيَّب منهم أحدا، وامض لما أمرناك به من تبليغ رسالتنا.

 

مزاعم كبيرة وحوار بصيغة المخاطَب مع شخص ميت منذ قرون كان يعتبر نفسه محور اهتمام ودوران الكون.

 

{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)}

 

{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)}

 

{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)}

 

كل هذه النصوص هي حديث مع محمد، من محمد على لسان الله المزعوم، ومتعلقة بأحداث حياته ودعوته، وليست مما يتعلق بمشاكل عصرنا وقضاياه، مثلًا النص أو الآية110 مرتبط باضطهاد الوثنيين للمسلمين في مكة ولذلك أمر بخفوت الصوت في الصلاة، ما علاقة هذا بمسلمي اليوم ومؤذّنيهم وشيوخهم الممارسين لإزعاج الناس في الدول الإسلامية بمكبرات الصوت ليل نهار، وخاصة يوم الجمعة الأسبوعي؟!

 

27 النمل

 

{طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)}

 

عرضتُ_كما قام قبلي الكثيرون_عدة كلمات غير معروفة المعنى اخترعها محمد مثل أبًّا والزقُّوم وغسلين وعليُّون سِجِّين وغيرها، فوصف المُبِين أي الواضح لا ينطبق على كل كلام القرآن. انظر مثلًا الحروف المبهمة أول هذه السورة نفسها.

 

{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}

 

هنا قام محمد بإنشاء خطاب خيالي من الله إليه يردِّد فيه مزاعمه عن إلهية مصدر دعوته وكلامه، وهو هنا كالمعتاد لدارس القرآن كلام موجَّه لمحمد من الله المزعوم بأفعال المضارع وكأنه لا يزال حيًّا ويقوم بالدعوة.

 

{وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)}

 

كان يفترَض من السياق طالما أن الهدهد الخرافي المتكلم هو من يتكلم أن يقول: (ما يخفون وما يعلنون) في سياق حديثه عن قوم سبإ، لكن محمد غيَّر الضمير فجأة إلى ضمير المخاطَب لكونه يحب أسلوب الوعظ الطفوليّ بطريقة تلميح سخيفة برأيي، مستترًا خلف كلام الله وكائناته الخرافية المتكلمة، بطريقة حديث رجل سمح لطفل وهو يستهتر ويستخف بعقله، فيما يقول الطفل لنفسه: ياله من رجل سمج! أيحسبني بهذا الغباء والتفاهة؟!

 

{إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}

{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)}

 

خطاب موجه لمحمد كشخص حي.

 

18 الكهف

 

{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9)}

 

هنا الحوار مع محمد، بأسلوب أدبي مختلَق مفتعَل، ولأنه بصيغة المخاطبة لشخص حي، فلا يناسب العصر الحالي.

 

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}

 

هنا نفس التعليق، ونلاحظ عدم رده عن السؤال عن عدد الفتية في الخرافة المسيحية التي اقتبسها، ولو أن الكلام لله أما كان رد ببساطة لعلمه كل الأحداث؟! بدل كل هذا الجدال الذي كان يمكن أن يرد بكلام أقل منه، أو بعد أن يذكر اختلافهم يحدد هو العدد الصحيح لهذه الخرافة.

 

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}

 

نفس التعليق

 

الفترة المكية الثالثة

 

32 السجدة

 

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)}

نفس التعليق، حوار مع محمد كشخص حي.

 

41 فُصِّلت

 

{مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43)}

 

هنا حوار مع محمد وهو كما قلت كقراءة جريدة قديمة كان محمد حيًّا أثناء صدورها، وظلت كما هي بلا تحديث Update.

 

45 الجاثية

 

{تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)}

كلام موجه لمحمد كشخص حي.

 

{قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}

 

هنا الخطاب موجه إلى محمد، وكذلك هي تعاليم ألغاها وأبطلها محمد واتجه إلى العنف والتقتيل.

 

{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)}

 

أيضًا خطاب لمحمد، حوار ذاتي علني في آنٍ واحد، وهو ذو علاقة ببعض ما كان يعتمل في نفس محمد، والضغوط التي كان يتعرض لها من قريش في مكة ليجعلوه يميل إلى عقائدهم. كقصة الغرانيق بباب التناقضات.

 

{فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (31)}

 

هنا تحول مفاجئ من صيغة الغائب إلى صيغة المتكلم، هذا الاضطراب برأيي يدل على اختلاق محمد للكلام الذي ينسبه لله الخرافي، فتارة يتكلم هو عنه كضمير غائب، وتارة كأن الله هو من يتكلم بنفسه.

 

16 النحل

 

{تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}

 

{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}

خطاب وحوار كالعادة مع محمد، يظل القارئ المسلم في العصر الحالي يقرؤه ويردده بصيغة على أن محمدًا حي بين الأحياء. أغلب القراء عامة حتى من العرب لا يفهمون معظم الكلام لسوء تعليمهم رغم بساطته الشديدة ولا يفكرون في معانية وسياقاته.

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}

 

خطاب لمحمد كأنه حي ويمارس الدعوة، حوار من حواراته الذاتية، يذكر فيه مزاعمه زاعمًا أنه كلام الله له بأسلوب تظاهر واضح.

 

30 الروم

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)}

 

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)}

 

خطاب موجَّه لمحمد كشخص حي.

 

11 هود

 

{أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)}

 

روى البخاري:

 

4681 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ أُنَاسٌ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَتَخَلَّوْا فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ وَأَنْ يُجَامِعُوا نِسَاءَهُمْ فَيُفْضُوا إِلَى السَّمَاءِ فَنَزَلَ ذَلِكَ فِيهِمْ

 

4682 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَرَأَ أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ قُلْتُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ مَا تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ فَيَسْتَحِي أَوْ يَتَخَلَّى فَيَسْتَحِي فَنَزَلَتْ أَلَا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ

 

وقال الطبري في تفسيره من ضمن عدة تفاسير أوردها:

 

وقال آخرون: بل كانوا يفعلون ذلك جهلا منهم بالله وظنًّا أن الله يخفى عليه ما تضمره صدورهم إذا فعلوا ذلك.

*ذكر من قال ذلك:

17941- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد: (يثنون صدورهم) قال: شكًا وامتراءً في الحق، ليستخفوا من الله إن استطاعوا.

17942- حدثني المثني قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد: (يثنون صدورهم) ، شكًّا وامتراءً في الحق. (ليستخفوا منه) ، قال: من الله إن استطاعوا.

 

....وقال آخرون: كانوا يفعلون ذلك إذا ناجى بعضهم بعضًا.

*ذكر من قال ذلك:

17950- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه) ، قال: هذا حين يناجي بعضهم بعضًا. وقرأ: (ألا حين يستغشون ثيابهم) الآية.

* * *

وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك: (أَلا إِنَّهُمْ تَثْنَونِي صُدُورُهُمْ) ، على مثال: "تَحْلَولِي الثمرة"، "تَفْعَوْعِل".

17951- حدثنا. . . قال، حدثنا أبو أسامة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت ابن عباس يقرأ (أَلا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ) ، قال: كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط إلا وقد تغشوا بثيابهم، كراهة أن يُفْضُوا بفروجهم إلى السماء. (2)

17952- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول، سمعت ابن عباس يقرؤها: (أَلا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ) ، قال: سألته عنها فقال: كان ناس يستحيون أن يتخلَّوا فيُفْضُوا إلى السماء، وأن يصيبوا فيْفضُوا إلى السماء.

* * *

وروي عن ابن عباس في تأويل ذلك قول آخر، وهو ما:-

17953- حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال، أخبرت، عن عكرمة: أن ابن عباس قرأ (أَلا إِنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ) ، وقال ابن عباس: "تثنوني صدورهم"، الشكُّ في الله، وعمل السيئات = (يستغشون ثيابهم) ، يستكبر، أو يستكنّ من الله، والله يراه، يعلم ما يسرُّون وما يعلنون.

17954- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق، قال، أخبرنا معمر، عن رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قرأ: (أَلا إِنَّهُمْ تَثْنَونِي صُدُورُهُمْ) ، قال عكرمة: "تثنوني صدورهم"، قال: الشك في الله، وعمل السيئات، فيستغشي ثيابه، ويستكنّ من الله، والله يراه ويعلم ما يسرُّون وما يعلنون

 

هذا يتعلق بمعتقدات الوثنيين البداية عن الله واللاهوت، ولا يفيد النص أهل العصور الحديثة في أي شيء ولو من باب تقديم فكرة لاهوتية جديدة خرافية أو تطوير للفكر اللاهوتي.

 

{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)}

 

هنا يعرض محمد خواطره الذاتية على شكل خطاب من الله المزعوم إليه، وهو كقراءة جريدة قديمة للقارئ المعاصر، وهذه الخواطر المحمدية مرتبطة بضغوط قريش عليه مقاومة لدعوته وأفكاره الدينية الجديدة عليهم، ونرى شدة ضغوطهم وتأثيرها النفسي عليه في قصة ترديده لآية (الغرانيق العلى) مديحًا للإلهات الإناث الوثنية اللات والعزى ومناة وتوفيقًا بين الفكر التوحيدي التوراتي والوثنية باعتبارهن شفيعات ووسطيات بين البشر والله، رضوخًا منه في لحظة ضعف للوثنيين بمطلبهم التوفيقي synthesis، ثم تراجعه عن هذا. وفي باب آيات على غير لسان الله عرضت نصًّا آخر من نفس السورة يتكلم فيه محمد بوضوح بدلًا من نسبة الكلام لله وجعل الخطاب المزعوم منه.

 

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)}

 

سبق وأوردنا سابقًا نماذج لتقليدات جيدة للقرآن، ومن يصنع سورة واحدة يمكنه صنع ألف، وعرضنا عدة منها أعلاه. العقلانيون الملحدون والمسيحيون وصبح الأزل أخو البهاء ومؤسس مذهب البيانية أو الأزلية خاصة في مخطوطة له بعنوان كتاب المستيقِظ طالعتها على موقعٍ أرشيفيٍّ للدراسات البابية والبهائية، كلهم لهم تقليدات جيدة للقرآن. إننا استجبنا للمسلمين لنثبت لهم بطلان هذا الزعم كبرهان.

 

{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)}

 

لا يُعقَل أن الله المزعوم صاحب المنصب والوضع الأهم في الكون كمديرٍ ومالكٍ وحاكمٍ له كان سيتكلم بهذه الطريقة المتدنية كثيرة الكلام والمنطوية على عيوب في الكلام مما يصيب كلام البشر، مثل تكرار ضمير هم مرة ثانية بلا معنى ولا ضرورة في هذا النص.

 

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)}

 

{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)}

 

لا يوجد في الخرافة الأصلية للتوراة أن ابنًا لنوح قد غرق في الطوفان الأسطوريّ، وعلى الأرجح فهذا مثال وضعه محمد رمزًا لعاقبة عدم الإيمان حينما يجيء الهلاك أو يوم القيامة حسب مزاعمه الخرافية. هذا تحليلي الأدبي للسرد القصصي القرآني هنا.

 

{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)}

 

الواو في كلمة {ومن} زائدة على نحو خاطئ، لو أزيلت لكان أصح ليستقيم المعنى. فتصبح: نجينا صالحًا والذين آمنوا.......من خزي يومئذٍ. أو يمكن أن نقرأها: وَمَنْ خَزِيَ يومَئذٍ؟!، لكن لا أحد من قدمائهم قرأها هكذا وهي قراءة يحتملها النص العثماني الغير مشكَّل.

 

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}

 

{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}

 

{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}

 

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)}

 

{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}

 

كلام موجه إلى محمد الحيّ_وقتما كان حيًّا_من الله المزعوم، بعضه كوعظ للناس على شكل حوار بأسلوب تلميح واقتراح سخيف برأيي.

 

{وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111)}

 

هذه ركاكة لغوية ، فإما أن يقول: (ليُوَفِّيَنَّهم) فقط أو (لمَّا يُوَفِّهم)، أما وضع (لمَّا) زيادة هنا فخطأ وغير مقبول لغويًّا.

 

والطبري نقل كثيرًا من محاولات تبرير هذه الركاكة، تبريرات لا يشتري العاقل حفنةً منها بميلم أحمر لم يعد يُستعمل في مصر أو سنتٍ أمِرِكيّ! تبريرات هو نفسه ردَّ وفنَّد بعضَها، وذكر كثيرًا من محاولاتهم في تعدد قراآت النص، وكلا الأمرين يُسقِط أي عصمة مزعومة للقرآن:

 

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) }

قال أبو جعفر: اختلفت القراء في قراءة ذلك.

فقرأته جماعة من قراء أهل المدينة والكوفة: (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَّا) مشددة.

* * *

واختلف أهل العربية في معنى ذلك:

فقال بعض نحويي الكوفيين: معناه إذا قرئ كذلك: وإنّ كلا لممَّا ليوفينهم ربك أعمالهم = ولكن لما اجتمعت الميمات حذفت واحدة، فبقيت ثنتان، فأدغمت واحدة في الأخرى، كما قال الشاعر: (1)

وَإِنِّي لَمِمَّا أُصْدِرُ الأَمْرَ وَجْهَهُ ... إِذَا هُوَ أَعْيى بالسَّبِيلِ مَصَادِرُهُ (2)

ثم تخفف، كما قرأ بعض القراء: (وَالْبَغْيْ يَعِظُكُمْ) ، [سورة النحل: 90] ، تخفُّ الياء مع الياء. (3)

__________

(1) لم أعرف قائله.

(2) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية. في المطبوعة: " لما " و " أعيى بالنبيل "، وكلاهما خطأ، صوابه من المخطوطة ومعاني القرآن. وقوله " لمما " هنا، ليست من باب " لما " التي يذكرها، إلا في اجتماع الميمات. وذلك أن قوله: " وإن كلا لمما ليوفينهم "، أصلها: " لمن ما "، " من " بفتح فسكون، اسم. وأما التي في البيت فهي " لمن ما "، " من " حرف جر، ومعناها معنى " ربما " للتكثير، وشاهدهم عليه قول أبي حية النميري (سيبويه 1: 477) : وَإِنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً ... عَلَى رَأْسِهِ تُلْقِي اللِّسَانَ مِنَ الفَم.

(3) هكذا في المخطوطة: " تخف "، وفي المطبوعة: " يخفف "، وأما الذي في معاني القرآن للفراء، وهذا نص كلامه: " بحذف الياء "، وهو الصواب الجيد.

 

وذكر أن الكسائي أنشده: (1)

وَأشْمَتَّ العُدَاةَ بِنَا فَأضْحَوْا ... لدَيْ يَتَبَاشَرُونَ بِمَا لَقِينَا (2)

وقال: يريد "لديَّ يتباشرون بما لقينا"، فحذف ياء، لحركتهن واجتماعهن، قال: ومثله: (3)

كأنَّ مِنْ آخِرِها الْقادِمِ ... مَخْرِمُ نَجْدٍ فارعِ المَخَارِمِ (4)

وقال: أراد: إلى القادم، فحذف اللام عند اللام.

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: وإن كلا شديدًا وحقًّا، ليوفينهم ربك أعمالهم. قال: وإنما يراد إذا قرئ ذلك كذلك: (وإنّ كلا لمَّا) بالتشديد والتنوين، (5) ولكن قارئ ذلك كذلك حذف منه التنوين، فأخرجه على لفظ فعل "لمَّا"، كما فعل ذلك في قوله: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى) ، [سورة المؤمنون: 44] ، فقرأ "تترى"، بعضهم بالتنوين، كما قرأ من قرأ: "لمَّا" بالتنوين، وقرأ آخرون بغير تنوين، كما قرأ (لمَّا) بغير تنوين من قرأه. وقالوا: أصله من "اللَّمِّ" من قول الله تعالى: (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَمًّا) ، يعني: أكلا شديدًا.

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: وإنّ كلا إلا ليوفينهم، كما يقول القائل: " بالله لمَّا قمتَ عنا، وبالله إلا قمت عنا".

* * *

__________

(1) لم أعرف قائله.

(2) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية، وفي المطبوعة والمخطوطة: " وأشمت الأعداء "، وهو خطأ، صوابه من معاني القرآن.

(3) لم أعرف قائله.

(4) معاني القرآن للفراء، في تفسير الآية. وكان في المطبوعة: " من أحرها "، و " محرم " و " المحارم "، وهو خطأ. و " المخرم "، (بفتح فسكون فكسر) ، الطريق في الجبل، وجمعه " مخارم ".

(5) هذه قراءة الزهري، كما سيأتي ص: 498.

 

قال أبو جعفر: ووجدت عامة أهل العلم بالعربية ينكرون هذا القول، ويأبون أن يكون جائزًا توجيه "لمَّا" إلى معنى "إلا"، في اليمين خاصة. (1) وقالوا: لو جاز أن يكون ذلك بمعنى إلا جاز أن يقال: "قام القوم لمَّا أخاك" بمعنى: إلا أخاك، ودخولها في كل موضع صلح دخول "إلا" فيه.

قال أبو جعفر: وأنا أرى أنّ ذلك فاسد من وجه هو أبين مما قاله الذين حكينا قولهم من أهل العربية، في فساده، وهو أنّ "إنّ" إثبات للشيء وتحقيق له، و"إلا"، تحقيق أيضًا، (2) وإنما تدخل نقضًا لجحد قد تقدَّمها. فإذا كان ذلك معناها، فواجب أن تكون عندَ متأولها التأويلَ الذي ذكرنا عنه، أن تكون "إنّ" بمعنى الجحد عنده، حتى تكون "إلا نقضًا" لها. وذلك إن قاله قائل، قولٌ لا يخفى جهلُ قائله، اللهم إلا أن يخفف قارئ "إن" فيجعلها بمعنى "إن" التي تكون بمعنى الجحد. وإن فعل ذلك، فسدت قراءته ذلك كذلك أيضًا من وجه آخر، وهو أنه يصير حينئذ ناصبًا "لكل" بقوله: ليوفينهم، وليس في العربية أن ينصب ما بعد "إلا" من الفعل، الاسم الذي قبلها. لا تقول العرب: "ما زيدًا إلا ضربت"، فيفسد ذلك إذا قرئ كذلك من هذا الوجه، إلا أن يرفع رافع "الكل"، فيخالف بقراءته ذلك كذلك قراءة القراء وخط مصاحف المسلمين، ولا يخرج بذلك من العيب لخروجه من معروف كلام العرب. (3)

* * *

وقد قرأ ذلك بعض قراء الكوفيين: (وَإنْ كُلا) بتخفيف "إن" ونصب (كُلا لمَّا) مشدّدة.

* * *

وزعم بعض أهل العربية أن قارئ ذلك كذلك، أراد "إنّ" الثقيلة فخففها، وذكر عن أبي زيد البصري أنه سمع: "كأنْ ثَديَيْه حُقَّان"، فنصب ب "كأن"، والنون مخففة من "كأنّ"، ومنه قول الشاعر: (1)

وَوَجْهٌ مُشْرِقُ النَّحْرِ ... كَأَنْ ثَدْيَيْهِ حُقَّانِ (2)

* * *

وقرأ ذلك بعض المدنيين بتخفيف: (إنْ) ونصب (كُلا) ، وتخفيف (لَمَا) .

* * *

وقد يحتمل أن يكون قارئ ذلك كذلك، قصدَ المعنى الذي حكيناه عن قارئ الكوفة من تخفيفه نون "إن" وهو يريد تشديدها، ويريد ب"ما" التي في "لما" التي تدخل في الكلام صلة، (3) وأن يكون قَصَد إلى تحميل الكلام معنى: وإنّ كلا ليوفينهم.

ويجوز أن يكون معناه كان في قراءته ذلك كذلك: وإنّ كُلا ليوفينهم، أي: ليوفين كُلا = فيكون نيته في نصب "كل" كانت بقوله: "ليوفينهم"، فإن كان ذلك أراد، ففيه من القبح ما ذكرت من خلافه كلام العرب. وذلك أنها لا تنصب بفعل بعد لام اليمين اسمًا قبلَها.

* * *

__________

(1) من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها.

(2) سيبويه 1: 281، رفعًا " كأن ثدياه، وابن الشجري في أماليه 1: 237 رفعًا 2: 3، نصبا، والخزانة 4: 358، والعيني (هامش الخزانة) 2: 305.

(3) " صلة "، أي: زيادة، انظر فهارس المصطلحات فيما سلف.

 

وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز والبصرة: (وَإنَّ) مشددة (كُلا لَمَا) مخففة (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ) . ولهذه القراءة وجهان من المعنى:

أحدهما: أن يكون قارئها أراد: وإن كلا لمَنَ ليوفينهم ربك أعمالهم، فيوجه "ما" التي في "لما" إلى معنى "من" كما قال جل ثناؤه: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) ، [سورة النساء: 3] ، وإن كان أكثر استعمال العرب لها في غير بني آدم = وينوي باللام التي في "لما" اللام التي تُتَلقَّى بها "إنْ" جوابًا لها، وباللام التي في قوله: (ليوفينهم) ، لام اليمين، دخلت فيما بين ما وصلتها، كما قال جل ثناؤه: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) [سورة النساء: 72] ، وكما يقال: "هذا ما لَغَيرُه أفضلُ منه".

والوجه الآخر: أن يجعل "ما" التي في "لما" بمعنى "ما" التي تدخل صلة في الكلام، واللام التي فيها هي اللام التي يجاب بها، واللام التي في: (ليوفينهم) ، هي أيضًا اللام التي يجاب بها "إنّ" كررت وأعيدت، إذا كان ذلك موضعها، وكانت الأولى مما تدخلها العرب في غير موضعها، ثم تعيدها بعدُ في موضعها، كما قال الشاعر: (1)

فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي لَمْ يَكُونُوا أَعِزَّةً ... لَبَعْدُ لَقَدْ لاقَيْتُ لا بُدَّ مَصْرَعَا (2)

وقرأ ذلك الزهري فيما ذكر عنه: (وإنَّ كُلا) بتشديد "إنَّ"، و (لمَّا) بتنوينها، بمعنى: شديدًا وحقًا وجميعًا.

* * *

قال أبو جعفر: وأصح هذه القراءات مخرجًا على كلام العرب المستفيض فيهم، قراءة من قرأ: "وَإنَّ" بتشديد نونها، "كُلا لَمَا" بتخفيف "ما" (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ) ، بمعنى: وإن كل هؤلاء الذين قصَصَنا عليك، يا محمد، قصصهم في هذه السورة، لمن ليوفينهم ربك أعمالهم، بالصالح منها بالجزيل من الثواب، وبالطالح منها بالشديد من العقاب = فتكون "ما" بمعنى "مَن" واللام التي فيها جوابًا ل"إنّ"، واللام في قوله: (ليوفينهم) ، لام قسم.

* * *

__________

(1) لم أعرف قائله.

(2) معاني القرآن للفراء، في تفسير الآية. وكان في المخطوطة والمطبوعة: " مصرعي "، وأثبت ما في معاني القرآن.

 

تأويلات كلها ركيكة رديئة ليست مما في اللغة العربية عمومًا، فتأمَّلْ بؤس العقول الدينية المستعبَدة المستلَبة للأوهام الدينية والأخرى الساعية لمصالح مالية، لدرجة لي عنق اللغة وقواعدها والمنطق. وتكرار لام التوكيد مرتين في قوله: (وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) [سورة النساء: 72] ليس شاهدًا لغويًّا بل استمرار وتواصل عيوب وركاكة استعمال محمد للغة العربية.

 

عقول المسلمين مستلَبة تمامًا في هذه المسائل بفعل الدين، حتى المتبحِّرون في اللغة العربية، لقد عملت لفترة مراجعًا لُغويًّا بدار نشر، وكنت أصغر القوم سنًّا بعمري الثلاثينيّ، وكان مَن معي رجالًا شيوخًا شُيَّبَ الشعورِ قد حنى الزمان ظهورَهم وضعضعهم وكلهم خريجو دار العلوم قسم اللغة العربية من أساطين و"ديناصورات" اللغة العارفين بها لكن مع توجه سلفيّ متعصِّب جامد للغة كنت أتعمد مخالفته لسخافته وتعارضه مع استعمالات اللغة الحديثة [مثل رفضهم لاستعمال تعبير (ركّز على)، رغم اختلاف معناه عن (ركّز في) التي يصرون على أنها وحدها الصحيحة، رغم استشهادي آنذاك بمعجم اللغة العربية المعاصرة لأساتذة لغة عربية، ورفضهم ظرف أثناءَ، وأنه يجب تصحيحه إلى في أثناء، وقولهم قل ثأرَ القتيلَ، وليس ثأر للقتيلِ!]، وهم ممن يُفترَض أن لهم علمًا أغزر مني كخريج إعلاميّ، لكن خلال نقاشاتي وتلميحاتي لهم_لا يمكن لملحد مفكّر ذي قدر من الثقافة مع مرور الوقت مقاومة متعة وتسلية الاطلاع على عجز العقول المسلمة المستلَبة_ وجدتهم يُحرَجون من أمور كأخطاء القرآن النحوية والصرفية مثل قوله (إنْ هذان لساحران) وقوله (والصابئون) وغيرها، ويقولون التبريرات الركيكة المعتادة في كتب التراث، وينتهون إلى القول أن القرآن هو مقياس النحو والقواعد، وليس النحو والقواعد مقياسَ القرآن، وهكذا يقلبون المنطق ويغلِّبون النصوص الدينية بمنطقهم المعكوس. إن لمؤسفٌ ومما يؤسف ويُرثى له أن يصل بشر إلى أواخر العمر وقد ابيضت شعورهم ولم يصلوا للحكمة والعقلانية إلى أن يموتوا، مستلبين عائشين مع خرافات وأصدقاء وهميين.

 

{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)}

 

هنا حذف الياء من الفعل دون وجود سبب للجزم، مثل أداة جزم كـ لمْ و لمَّا أو أدوات شرط جازمة أو أن تكون جواب طلب. وهي ليست نتيجة خطأ لُغويّ في  الواقع بل لأن قواعد اللغة العربية لم تكن وُضِعت ونُظِّمَت بشكلها الدقيق قبل سيبويه وأمثاله، ينبغي أن يتفكَّر المسلمون في هذه النقطة: هل الله من دون كل اللغات اختار لغة كانت في زمن وضع أو تنزيل القرآن لم تُرسَ وتوضعْ قواعدها؟! لماذا لم يختَر لغة أكثر تنظيمًا لقوم أكثر تحضرًا أهل حضارة وكتابة كالفرس والهنود والجريكيين اليونانيين والبيزنطيين ناطقي اليونانية والرومان ناطقي اللاتينية أو حتى اللغة القبطية أو الآرامية أو السريانية؟!

 

ويقول الطبري في تفسيره:

 

واختلفت القراء في قراءة قوله: (يوم يأتي) .

فقرأ ذلك عامّة قراء أهل المدينة بإثبات الياء فيها (يَوْمَ يَأْتِي لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ) .

وقرأ ذلك بعض قراء أهل البصرة وبعض الكوفيين بإثبات الياء فيها في الوصل وحذفها في الوقف.

* * *

وقرأ ذلك جماعة من أهل الكوفة بحذف الياء في الوصل والوقف: (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ) .

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندي: (يَوْمَ يَأْتِ) ، بحذف الياء في الوصل والوقف اتباعًا لخط المصحف، وأنها لغة معروفة لهذيل، تقول: "مَا أدْرِ مَا تَقول"، ومنه قول الشاعر: (1)

كَفَّاكَ كَفٌّ مَا تُلِيقُ دِرْهَمَا ... جُودًا وأُخْرَى تُعْطِ بِالسَّيْفِ الدَّمَا (2)

______________

(1) لم أعرف قائله.

(2) معاني القرآن للفراء في تفسير الآية، اللسان (ليق) ، يقال: " ما يليق بكفه درهم " (بفتح الياء) أي: ما يحتبس = و " ما يلقيه القراء وهو "، أي: ما يحبسه.

 

ملاحظة: وممن أثبتوا الياء من القراء السبعة أبو عمرو والكسائي ونافع ففي مصاحفهم حرف الياء كرمز صغير وهو رسم الحروف غير المثبَتة في الرسم العثماني، وراجع معجم القراآت.

 

مثال لاختلاف القراآت وسقوط وهم عصمة القرآن، ونسأل أليس قد قالوا في البخاري والترمذي والكامل في التاريخ لابن الأثير وغيرهم أن القرآن نزل بلغة ولهجة قريش، وهذه كانت خطة عثمان لجمع القرآن؟! إما أن تفسيري لعدم ثبات ودقة وتنظيم وتعليم قواعد العربية زمن محمد هو التفسير، أو مرة أخرى احتمال وجود أيدي كثيرة صاغت ونقَّحت وألَّفتْ القرآن، على أقل تقدير في شكله النهائي الذي وصلنا.

 

بعض عقول السلفية اللغوية التي قابلتها لديها هوس وخيالات كثيرة مثل تفوق واستعلاء لغة العرب على غيرها، وأن الشعر العربي أفضل وأسمى من غيره، لا أعتقد بصحة خيالات كهذه، كل اللغات الكبيرة سواء بسواء، بل لغة الإنجليزية أفضل لعصريتها واحتوائها على أساليب وتعابير ومصطلحات اجتماعية ومجازية وعلمية وتركيبات عصرية لا توجد في اللغة العربية التقليدية بتخشبها الجديد وعدم تطور تمدن أهلها وركودهم وبالتالي انهيار استعمالهم للغة حتى بشكلها السلفي. توجد في العربية مئات الألفاظ المعبرة عن أمور مرتبطة بالأغنام ورعيها ومراحلها العمرية وأنواع ومراحل اللبن، بينما لا يوجد أي مصطلحات أخرى ضرورية علمية في حقول علمية كثيرة. كثير من ألفاظنا العربية لها أصول فارسية وحبشية أمهرية ويونانية، راجع الطبعة المحقَّقة للمعرَّب للجواليقي، وتحقيقها أهم من الكتاب نفسه تقريبًا. لا أقلِّل من قيمة العربية رغم شدة كلامي هنا، إنما أقول أن كل اللغات تمر بمراحل من النشوء والاستعارة الدائمة من غيرها ممن قبلها ومن حولها من اللغات، لغة الأنجليز عديدة المصادر كذلك من أنجلوسكسونية ولاتينية ويونانية وعربية ونرويجية وألمانية قديمة وحديثة وإسكندناﭬية وهندية وإسبانية وبرتغالية، وقد تتدهور بعص اللغات بل وتموت وتندثر كلغات قديمة كثيرة كاللاتينية واليونانية القديمة والأنجلوسكسونية والسنسكريتية الهندية والبارسية الفارسية القديمة والثمودية واللحيانية والنبطية والآرامية والسريانية والآشورية والكنعانية والكلدانية، وأربع من آخر خمسة عدا الكنعانية استعمالها اليوم قليل جدًّا يكاد يقتصر على الكنائس في طقوسها وبعض الدراسات الكتابية. احتكار السلفية في بلاد الجهل العربية للغة والثقافة عامل خطر ينفِّر الناسَ لا شعوريًّا من اللغة الفصحى الرسمية ويعمل على القضاء عليها.

 

ونبرة الاستعلاء نراها في الكثير من كتب التراث الدينية والسياسية والفكرية، أحدهم ربما الجاحظ كتب عن تفوق وفضل العرب بزعمه على سائر البشر، ويقول ابن كثير في تفسيره لأول سورة يوسف:

 

{إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ...إلخ

 

14 إبراهيم

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}

 

هذا مبدأ مهم، وهنا نسأل فكلمات الزقوم والغسلين والعليُّون وسِجِّين وأَبًّا هي كلمات بلا معنى وليست في لغة العرب، وكلمات من أصل أجنبي معرَّبة كطاغوت وفرقان وربيّون وغيرهن، فهذا إخلال بهذه القاعدة ولنعتبرها براءة إلهية سنزعمها على سبيل الدعابة للوثنيين وكل غير المسلمين من دين الإسلام ووجوب اتباعه الذي زعمه محمد ويزعمه المسلمون، لوجود كلام بلا معنى في القرآن أو بلا معنى محدد وواضح.

 

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}

 

خطاب موجَّه إلى محمد كشخص حي منذ أكثر من 1400 سنة، صيغة لا تصلح الآن.

 

12 يوسف

 

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}

 

هذا موجه له النقد من عدة وجوه، منها أن الإسلام في أوله كان للعرب فقط ولم تتبلور بوضوح في ذهن محمد فكرة نشره عالميًّا إلا لاحقًا، ومنها كون مَنِّه على القاري بعربية لغة كتابه سمة غير مفيدة لغير العرب، كملحد عربي ومسلم سابق أجيد العربية جيدًا للقيام بدراسات القرآن وتفاسيره والأحاديث، لكن آخرين ليدرسوا الإسلام يحتاجون لسنوات من الجهد لتعلم لغة العرب التقليدية كالفرس والباكستانيين والإندونيسيين والهنود والأذربيجانيين والطاجيكستانيين وغيرهم، ونفس الأمر بالنسبة للمستشرقين الغربيين الملحدين والمسيحيين.

 

{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)} يوسف

 

يحب الشعبيون في مصر خاصة الأكثر وفرة في البلاهة كما رأيت قصة وسورة يوسف جدًّا، لدرجة تشغيلها وحدها دونًا عن كل القرآن ليلَ نهارَ. ربما حالة هوس جنسيّ نتاج كبت، قصة يوسف كالقصص والأغاني الشعبية تحث على الفضيلة ظاهريًّا فيما تنطوي على عنصر الإثارة الجنسية في تحرش المرأة بالرجل عكس المعتاد، وتمسك الرجل بالفضيلة ورفضه الإغراء. قصة السكين والتفاح لم ترد في الأسطورة الأصلية التوراتية بل في التوشيات الخرافية الهاجادية الأكثر جموحًا وخيالًا لأنها تستهدف جذب جمهور اليهود للحكايات أكثر، يوجد خلل في سياق القصة مقارنة مع التوراة والهاجادة لأن سيد البيت حسب القصة الأصلية رغم علمه ببراءة يوسف قام بسجنه فورًا بعد ظهور براءته تجنبًا للغط والكلام، أما قصة زائرات زليخة زوجة سيد المنزل فوطيفار وجرحهن أياديهن انبهارًا بالجمال الخارق الخرافي ليوسف فترد بشكل منطقيّ قبل أكثر محاولات زليخة جموحًا للتحرش بيوسف ومن ثم سجنه، فيأتي سجنه بعد قصة الزائرات وبعد محاولة التحرش ثم اتهامها له، وترتيب القرآن هاهنا غلط منطقيًّا كقصة مرتَّبة.

 

يرجى مراجعة باقي النقد القصصيّ الأدبيّ لهذه القصة بباب المصادر.

 

{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}

 

خطاب لمحمد كشخص حي، وهو منطوٍ عمومًا على استدلالات غير منطقية كثيرة وخرافات مثل الاستدلال بخرافات إبادة القدماء، وبمظاهر الطبيعة، وخرافة وجود "سماوات" وخرافات التهديدات الجوفاء بعذاب إلهي وقيامة لحساب غير منطقي ولا عادل بزعمه يفترض عقوبة على عدم الاعتقاد بخرافات معينة.

 

40 غافر

 

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55)}

 

{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)}

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)}

 

حوار ذاتي بين محمد ونفسه، على شكل حوار علني خيالي بين محمد والله، يخاطب فيه محمدًا الحي، الذي كان منذ أكثر من 1400 سنة، وعما مر به في مراحل دعوته من اضطهاد، وكلها أمور قراءتها بهذه الصيغة كقراءة جريدة قديمة.

 

28 القصص

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}

 

{نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)}

 

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}

 

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}

 

حوار ذاتي، وكثير منه استدلالات غير منطقية عرضناها ببابها الخاص بها.

 

{وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}

 

نص يستحق النقد، لأنه عبّر عن المثنى بالمفرد، وهذا خطأ لغويًّا، عدم مراعاة هذا يخسِّرك درجة في امتحان لاجتياز التوظيف كمراجع لغة عربية، صدِّقني أنا أعرف عما أتكلم فقد عملت بوظيفة كهذه، كان يجب أن يقول: (لتسكنوا في أحدهما ولتبتغوا من فضله في الآخر).

 

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}

 

خطأ لغوي آخر، يجب أن يقول (أعلم بمن) بإضافة حر جر، ليصل لنا المعنى الذي يقصده، لأننا سنفهمها أن الله هو أعلم من جاؤوا بالهدى من بين الجائين (الآتين) بالهدى.

 

39 الزمر

 

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)}

 

خطاب إلى محمد أيام كان حيًّا منذ أكثر من 1400 سنة، حتمًا لم يكن جدي الرقم مئتين تقريبًا فكّر في الزواج من زوجته.

 

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)}

 

هنا خلل في السياق، يمكن تصحيحه بإضافة (ويقولون) أو (وقالوا)، فتصبح (ويقولون ما نعبدهم)، لأن الكلام هكذا سيوحي أن محمدًا أو الله نفسه من يعبدون الآلهة الوثنية، وهو ليس المعنى المرغوب المقصود. وكالعادة توجد قراءة تصحيحية لعبد الله بن مسعود كما كانت هي عادته، قال الطبري:

 

وقوله: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم، ويعبدونهم من دون الله، يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا، وهي فيما ذُكر في قراءة أبي:"ما نَعْبُدُكُمْ"، وفي قراءة عبد الله:" (قالوا ما نعبدهم) وإنما حسن ذلك لأن الحكاية إذا كانت بالقول مضمرا كان أو ظاهرا، جعل الغائب أحيانا كالمخاطب، ويترك أخرى كالغائب، وقد بيَّنت ذلك في موضعه فيما مضى.

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: هي في قراءة عبد الله:"قالُوا ما نَعْبُدُهُمْ".

 

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}

 

خطاب لمحمد، ويتعلق كذلك بأحداث ومشاكل انتهت. فهنا يذكر الهجرة بسبب اضطهاد قريش لأتباعه، وهي الهجرة الأولى إلى الحبشة وغيرها.

 

{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)}

واضح أن الكلمة باستعمالها هكذا هي من أصل غير عربي، لو كانت عربية فكما أعرف لغتي كنا سنستعملها كمفرد حسب تركيب كلامنا وقواعد الصرف والبناء، الكلمة استعملها وعاملها محمد على أنها جمع، الجمع المؤنث في لغات كالعبرية التي أعرف القليل منها ينتهي بواو وتاء، أو واو وثاء، مثل كلمة هاجادوت أو أجادوت[قصص] وهالاكوت [تشريعات] وحيوت [ملائكة العرش]، يقول السيوطي في الإتقان في علوم القرآن أن أصلها حبشيّ، رجعت إلى كتاب Foreign Vocabularies in The Quran, by Arthur Jeffery  (الألفاظ الأجنبية في القرآن) وهو للعلامة المعروف الأمين المحقق آرثر جيفري، وللأسف ليس هذا من ضمن كتبه المترجمة إلى العربية، لكني أعرف الإنجليزية بشكل يمكنني من قراءة ما أريد منه، ابن المقفع زميلنا لم يترجم الكثير منه لأنه ترجمه حتى حرف الجيم تقريبًا، يقول آرثر جيفري عالم اللغات السامية وعلوم القرآن واللغة العربية أن أبراهام جيجر [في كتابه اليهودية والإسلام] اعتقد أن الكلمة مستمدة من الكلمة الربينية طعيوث، والتي تعني الخطأ، واستعملت أحيانًا للإشارة إلى الوثنية والأصنام، كما ورد في التلمود الأورشليمي بسنهدرين jerushalmi Sanhedrin 10: 28d: أوي لِم ولطعيوثِم [الويل لهم ولطاغوتهم] وهي من العبرية طعا [طغى]، وفي الترجومات تستعمل كلمة طعيوتا أي الوثنية والأوثان، [هذه محاولتي لقراءة الحروف العبرية التي أوردها طيب الذكر جيفري، ولعلي أكون نجحت في ترجمتها لنطق وحروف عربية، لأني لا أحسن شكل هذه الحروف وأضطر لتهجئتها كطفل معوق بالمقارنة بينها وبين صور للحروف عندي]، آرثر جيفري ذكر في كتابه كلمات أخرى مشابهة في السريانية واللهجة الآرامية الفلسطينية والإثيوبية الأمهرية كمصدر مسيحي محتمل للكلمة من لغات هذه الثقافات، للأسف لا أعرف حروف هذه اللغات، [ابن المقفع يبدو أنه يعرف أبجدياتها بدرجة ما لأنه أورد النطق العربي فيما ترجم عدا الأمهرية ربما فليته كان ترجم باقي الكتاب] ويرى آخر الأمر أنها من الإثيوبية الحبشية كما قالت مصادر السيوطي، [خصوصًا مع بدء الهجرة الإسلامية للحبشة في هذه الفترة والسورة تشير لها في الآية10_لؤي] ،  وأن الكلمة الإثيوبية أصلها النهائيّ آراميّ. كيف يقال إذن_مع معلومة وجود الكثير من الألفاظ الأعجمية الأجنبية في القرآن، هذه إحداها كمثال فقط_ أنه عربي مبين، عربي بحت، أو تخيلهم للعربية كلغة نبوية تكلم بها إسماعيل أول شخص بفصاحة ممنوحة من الله؟! وتخيلهم لها كلغة جامدة لا تأخذ ولا تستعير وأنها لغة أهل الجنة! من الكتب المهمة كذلك اللغات في القرآن لأبي عمرو الداني ففيه يورد تعدد اللهجات العربية في القرآن، والفرقان لابن الخطيب، وكتاب لغات القبائل الواردة في القرآن للقاسم بن سلام. والمعرَّب للجواليقي بتحقيق ف. عبد الرحيم الهندي، والألفاظ الفارسية المعرَّبة لأردشير.

 

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22)}

 

ثم يقولون بتوهمهم أن القرآن أقصى قمة الفصاحة! هنا خلل كبير في الجملة يجعلها غير مترابطة وناقصة، هل هناك إله كان سيتكلم بهذه الطريقة المنتقَدة المعيبة؟! لا يوجد خبر للجملة الأولى التي يذكر لها مبتدأ فقط! المبتدأ وحده في أي لغة دون ذكر خبره يعني جملة ناقصة، أحيانًا قد نحذف المبتدأ لكونه معروفًا أو مفهومًا من الكلام، كأن أقول: ذكيّ! أي أنت ذكي، أو هو ذكيّ. لكن لا يمكنني أن أقول: الرجل....وأسكت، لأن هذه جملة غير تامة ولا تقدم معلومة، بالضبط كالنص أعلاه بسبب حذف الخبر، فكان يجب إكماله (كالقاسية قلوبهم فويل لهم) أو (كمن كفر فويل للقاسية قلوبهم) ليكون الكلام سليمًا. كلام كهذا بشريّ بحت فيه عيوب واضحة.

 

هناك خطأ ثان في قوله (من ذكر الله) فقد أبدل حرف الجر والصواب هو (عن ذكر الله)، والأستاذ عوض سامي الذيب أبو ساحلية أستاذ القانون في إحدى دول الغرب والمفكر العلماني الفلسطيني في جذوره له كتاب في شكل مقالات عن نقد لغة القرآن بعنوان (الأخطاء الإنشائية في القرآن) يتعرض لهذه النقطة كثيرًا وينتقد دعاوى السلفيين وكتبهم في تبريرها.

 

{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)}

 

{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}

 

مرة أخرى حذف الخبر من الجملة الاستفهامية، يبدو أنه كان يحسبها عبقرية وبراعة منه!

 

{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}

 

تكرار الكلام والصياغات المتشابهة (ظاهرة القوالب الجاهزة كما سماها مؤلف كتاب كلام الله الجانب الشفاهي من الظاهرة القرآنية) هو دليل واضح على بشرية مؤلف القرآن، لأن كلامنا كبشر محدود ونحن نكرر كلامنا وتعابيرنا كثيرًا لذلك، لو تأملت كتابي هذا ستجد فيه متشابهات وتكرارات أو لنقل (مثاني) كثيرة جدًّا.

 

{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33)}

 

يبدو أن محمدًا أثناء الصياغة لنصه هذا كان في أسوإ ظروف في الفترة المكية الثالثة كما سماها نولدكه، فقد سمح لأتباعه بالهجرة بسبب الاضطهاد الديني من قريش الوثنيين، وتعرض هو نفسه بوضوح لضغوط وعنف لفظي ونفسي وحتى بدنيّ إلى حدٍّ ما كثيرٍ. نتعاطف معه، لكن ليس هذا كلام إله، الإله المزعوم لم يكن سيتأثر بظروف محيطة فيسيء الصياغة ويخطئ فيها ويزِلّ. تصحيح النص يكون هكذا: (والذي جاء بالصدق ومن صدَّقَ به أولئك هم المتقون) ويمكن صياغته (ومن صدَّقوا به). أما صياغة محمد له فغلط لأنه تجعل الجمع مفردًا وتجعل من جاء بالصدق هو نفسه من صدَّق به. طبعًا أعني ما زعم محمد أنه الصدق.

 

ومن تفسيرات الطبري:

 

اختلف أهل التأويل في الذي جاء بالصدق وصدّق به، وما ذلك، فقال بعضهم: الذي جاء بالصدق رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. قالوا: والصدق الذي جاء به: لا إله إلا الله، والذي صدق به أيضا، هو رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ) يقول: من جاء بلا إله إلا الله (وَصَدَّقَ بِهِ) يعني: رسوله.

 

كيف يكون الجملتان عن محمد ثم يقول أولئك؟! التفاسير الأخرى للطبري تجعل من صدق به شخصًا أو أشخاصًا آخرين وينطبق عليها نقدي كذلك.

 

هناك تفسير ثالث قاله الطبري:

 

... قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قال: هم أهل القرآن يجيئون به يوم القيامة يقولون: هذا الذي أعطيتمونا، فاتبعنا ما فيه.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره عنى بقوله: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) كلّ من دعا إلى توحيد الله، وتصديق رسله، والعمل بما ابتعث به رسوله من بين رسل الله وأتباعه والمؤمنين به، وأن يقال: الصدق هو القرآن، وشهادة أن لا إله إلا الله، والمصدّق به: المؤمنون بالقرآن، من جميع خلق الله كائنا من كان من نبيّ الله وأتباعه.

وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن قوله تعالى ذكره: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) عَقيب قوله: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ) وذلك ذم من الله للمفترين عليه، المكذبين بتنزيله ووحيه، الجاحدين وحدانيته

 

كلمة الذي إذا استعمُلَت في الجملة لا يصح أن يأتي بعدها أولئك كجمع، لو استعمل مَن كأداة شرط لجاز ذلك حينئذٍ. وحتى لو استعمل أداة الشرط (مَنْ) فطالما جعل خبرها جملة اسمية وليس فعلية، فيجب بدء الجملة الاسمية بحرف الفاء للربط (فأولئك) وليس (أولئك). فالخطأ ثابت.

 

وطبعًا كما هو متوقع وكما هي عادة عبد الله بن مسعود فقراءته تصحيحية للنص، لعله كان يقوم بعقله أحيانًا لا شعوريًّا بالتصحيح أو ربما بحكم سماح محمد للقراءة بالمعنى في أول الإسلام، فقال الطبري:

 

ومن الدليل على صحة ما قلنا أن ذلك كذلك في قراءة ابن مسعود."وَالَّذِينَ جَاءُوا بِالصِّدْقِ وَصَدَّقُوا بِهِ" فقد بين ذلك من قراءته أن الذي من قوله (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ) لم يعن بها واحد بعينه، وأنه مراد بها جِمَاع ذلك صفتهم، ولكنها أخرجت بلفظ الواحد، إذ لم تكن موقتة. وقد زعم بعض أهل العربية من البصريين، أن"الذي"في هذا الموضع جُعل في معنى جماعة بمنزلة"مَن". ومما يؤيد ما قلنا أيضا قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) فجعل الخبر عن"الذي"جماعا، لأنها في معنى جماع.

 

{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)}

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}

 

{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39)}

 

{إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)}

 

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)}

 

خطاب لمحمد وقت حياته. خيالي مزعوم طبعًا يسرد فيه محمد مزاعمه وأفكاره كإطار.

 

{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)}

 

{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)}

 

وفقًا لهذا الكلام فهناك في  كلام الله المزعوم تفاضل ومفاضلة، وبعضه أحسن من الآخر.

 

29 العنكبوت

 

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}

 

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)}

 

{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)}

خطاب موجه إلى محمد، حوار ذاتي خيالي، أيام كان محمد حيًّا، منذ أكثر من 1400 عامٍ! يسرد فيه مزاعمه.

 

42 الشورى

 

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}

 

قال الطبري:

 

وَقَوْلُهُ: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} [الشورى: 24] فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَلَكِنَّهُ حُذِفَتْ مِنْهُ الْوَاوُ فِي الْمُصْحَفِ، كَمَا حُذِفَتْ مِنْ قَوْلِهِ: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] وَمَنْ قَوْلِهِ: {وَيَدَعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ} [الإسراء: 11] وَلَيْسَ بِجَزْمٍ عَلَى الْعَطْفِ عَلَى يَخْتِمْ

 

وهذا واضح، فالفعل بعده (ويحقُّ) مرفوع بضمة، هل كان الله سيختار لغة لم تستقر وتوضع لها قواعد النحو والقواعد والإملاء دونًا عن غيرها لكتابة كتابه المقدس المزعوم، لغة حتى يمكن قراءة حروفها المكتوبة بعدة قراآت ممكنة، لأنها كانت بدون تنقيط، وهو سبب اختلاف قراآت القرآن وعدم عصمته من الاختلاف والتناقض؟!

 

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}

 

هذا موجه له نقد لغوي، لأنه كان ينبغي أن يقول (لقُضِيَ بينكم) لأن الكلام يشمل الفصل بين المسلمين والوثنيين وغير المسلمين حسب زعم محمد.

 

{كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)}

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)}

 

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}

 

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)}

 

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}

 

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)}

 

خطاب موجه إلى محمد، من محمد طبعًا، وبفعل المضارع كحدث حاليّ مستمر، كقراءة جريدة قديمة، تتحدث عن سير عمليات بناء السد العالي على قدم وساق مثلًا بانتظام وزيارة عبد الناصر له! مع مراعاة أنه تشبيه فقط فعبد الناصر رجل فاضل لم يرتكب فظائع كمحمد وصحبه طبعًا، ولم يسعَ للإضرار بوطنه وشعبه.

 

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}

 

قال الطبري:

 

واختلف أهل التأويل في معنى قوله: (إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) . فقال بعضهم: معناه: إلا أن تودّوني في قرابتي منكم، وتصلوا رحمي بيني وبينكم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب ويعقوب، قالا ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن ابن عباس، في قوله: (لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: لم يكن بطن من بطون قريش إلا وبين رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبينهم قرابة، فقال:"قل لا أسألكم عليه أجرا أن تودّوني في القرابة التي بيني وبينكم".

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا أبو أسامة، قال: ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس، في قوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: سئل عنها ابن عباس، فقال ابن جبير: هم قربى آل محمد، فقال ابن عباس: عجلت، إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن بطن من بطون قريش إلا وله فيهم قرابة، قال: فنزلت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال:"إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها".

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: كان لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قرابة في جميع قريش، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال:"يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونُصرتي منكم".

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) يعني محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، قال لقريش:"لا أسألكم من أموالكم شيئا، ولكن أسألكم أن لا تؤذوني لقرابة ما بيني وبينكم، فإنكم قومي وأحقّ من أطاعني وأجابني".

 

... وقال آخرون: بل معنى ذلك: قل لمن تبعك من المؤمنين: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرا إلا أن تودّوا قرابتي.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا إسماعيل بن أبان، قال: ثنا الصباح بن يحيى المريّ، عن السديّ، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعليّ بن الحسين رضي الله عنهما أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قربى الفتنة، فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنهما: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ؟ قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال نعم.

 

... حدثني يعقوب، قال: ثنا مروان، عن يحيى بن كثير، عن أبي العالية، عن سعيد بن جُبير، في قوله: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: هي قُربى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

حدثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف قالا ثنا عبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سألت عمرو بن شعيبٍ، عن قول الله عزّ وجلّ: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قال: قُربى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

 

..... وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب، وأشبهها بظاهر التنزيل قول من قال: معناه: قل لا أسألكم عليه أجرا يا معشر قريش، إلا أن تودّوني في قرابتي منكم، وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم.

وإنما قلت: هذا التأويل أولى بتأويل الآية لدخول"في" في قوله: (إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ، ولو كان معنى ذلك على ما قاله من قال: إلا أن تودوا قرابتي، أو تقربوا إلى الله، لم يكن لدخول"في" في الكلام في هذا الموضع وجه معروف، ولكان التنزيل: إلا مودّة القُربى إن عُنِي به الأمر بمودّة قرابة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، أو إلا المودّة بالقُرْبَى، أو ذا القربى إن عُنِي به التودّد والتقرب.

 

آية تستحق الكثير من النقد الأدبيّ، لأن الحوار مع محمد كشخص حيّ، وأنه لا يطلب سوى مودة القرابة وصلة الرحم مع قومه من قريش، حتى ذلك الوقت فيما يُعرف بالفترة المكية الثالثة أو المتأخرة قبل الهجرة، كان دين الإسلام في المعظم دينًا لقريش ولدعوتها له، لو كان مؤلف القرآن إلهًا يعلم الغيب لما كان وضع نصًّا كهذا للتلاوة إلى أزمان متطاولة أو إلى الأبد لأنه كان سيعلم أن الإسلام سينتشر أكثر في العالم الشرقيّ ولن يكون دينًا لقريش فقط ولا حتى سكان شبه جزيرة العرب، وأن قريشًا ككيان وقبيلة بعد قرون ستندثر تمامًا كقبيلة وكيان واحد بحكم مرور الزمن وتفرّق وتبعثر نسبها ولم يعد كيان كهذا منذ قرون موجودًا بلهجته وثقافته وموطنه ومصالحه. وهي ملاحظة ابن خلدون في مقدمة كتابه عن التاريخ عن اضمحلال الأنساب والقبلية مع مرور الزمن. وحتى على معنى قرابة محمد والإحسان إليهم فهذا لم يعد له معنى في العصر الحالي لاضمحلال مثل هذا النسب وهذه العلاقات، دعك من سخافة السذّج في الموالد المصرية الفرحين بأحمق ما يركب حصانًا أبيض ويجمع منهم الأموال على أنه من أحفاد رسول الله وبعض الأولياء، هل تعلم أني ككاتبٍ لهذا الكتاب تدّعي بعض مخطوطات عشيرتي الصعيدية والوثائق التي اشترها وتكلفها بعضهم مما يسمّى بـ "نقابة الأشراف" أننا من نسل الحسين بن محمد! إن صحت هذه المزاعم الأسطورية، فالمعظم ينتسبون للحسين بالذات لشعبيته في مصر ووجود مقامه هناك، لا أدري ولماذا ليس الحسن مثلًا؟! أحد القاهريين أبناء مدينتي وهو رجل كبير وقور حسن الملبس المدنيّ جلس معي في مرة وسألني من أين أنت في أصولك؟ ثم قال كل أهل هذه القرية من "الأشراف". هههه بعد كل شيء ربما أطلب من كل قارئ لهذا الكتاب مبلغ خمسين جنيهًا كمودة لأحد قربى محمد، ربما أصبح ثريًّا!

 

10 يونس

 

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}

 

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}

 

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)}

 

خطاب إلى محمد، يسرد فيه مزاعمه وردوده، وبصيغة المضارع كالعادة.

 

{وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}

 

هذه هي لهجة قريش، والذائقة اللغوية العربية الفصحى السلمية الحالية تشعر بنفور منها وأنها غير مناسبة، فلولا هنا المقصود بها هلّا، أو كقولك لو يُنزَل، والمرء قد يفهمها فهمًا معكوسًا بهذه الصيغة بسبب زيادة لا على لو. وكلمة لولا تستعمل كثيرًا بهذه الطريقة في القرآن.

 

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)}

 

سبق الرد على هذا التحدي بما عرضناه من نماذج لتقليدات ممتازة.

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}

 

{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46)}

 

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (49) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آَمَنْتُمْ بِهِ آَلْآَنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}

 

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}

 

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}

 

{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}

 

هذا وما قبله خطاب لمحمد بصيغة المضارع. كله جدل محمد بطريقة مسرحية مفتعلة على أنه كلام الله. إن قراءة القرآن بهمجيته وتوقفه الزمنيّ أشبه بركوب آلة الزمن الخيالية إلى الزمن الماضي، إلى العصور الوسطى وقرون الجهل والظلام، كتب جلال عامر الكاتب الساخر الراحل العلماني ذات مرة في عموده الصحفي (تخاريف) أن مشكلة شعب مصر أنه يعيش في مكان واحد عصور مختلفة! هذه مشكلة كثير من العرب والمسلمين كذلك، لكن معظمهم ولا شك في عصر مظلم منذ أكثر من 1400 سنة، بنفس أفكاره وظلامه وجهله وتعصبه وتخلفه وتخشبه.

 

34 سبأ

 

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30)}

 

{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}

 

خطاب موجه من محمد إلى محمد.

 

35 فاطر

 

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}

 

خطاب إلى محمد وبصيغة المضارع على أنه حيٌّ.

 

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}

 

حذف خبر  الجملة، وهنا الجملة الاستفهامية، ليس براعة لغوية بأي حال ولا عبقرية، أول درس يتعلمه الطفل في أي مدرسة، سواء عربية أو إنجليزية أو فرنسية أو أي لغة، هو أن الجملة بدون خبر ليست جملة، وتكون ناقصة وبلا معنى. هنا الكلام غير مترابط وهذا ليس نموذج لفصاحة إلهية مزعومة، لو كان هذا كلام الله لأبلى بلاءً أفضل من ذلك في الأمر. وآخر النص خطاب لمحمد بصيغة المضارع كشخص حيّ.

 

{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}

 

هل الله المزعوم كان سيستعمل أسلوب بشريّ متدنٍّ وشعبيّ مثل هذا، كصديق أو رجل يكلم صاحبه، على غرار قولهم (على الخبير سقطت) أي عثرتَ.

 

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)}

 

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}

 

حوار لمحمد مع محمد، للتعبير عن ادعاآته بشكل مسرحي.

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}

 

هنا عكس محمد التعبير العربي المعروف في زمنه، وصوابه (سود غرابيب) يعني شديدة السواد كالغربان، وعلى الأغلب هذا خطأ منه وليس من أجل السجع والوزن، مثلما أخطأ وقال {قاب قوسين} بدلًا من صوابها (قابي قوس). يبدو أن هذه أخطاء مما كان عنده في كلامه، وليس منا من يخلو كلامه من خطإ لُغويّ ما بالتأكيد.

 

قال الطبري:

 

وقوله (مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا) يعني: مختلف ألوان الجدد (وَغَرَابِيبُ سُودٌ) وذلك من المقدم الذي هو بمعنى التأخير، وذلك أن العرب تقول: هو أسود غربيب، إذا وصفوه بشدة السواد، وجعل السواد ها هنا صفة للغرابيب.

 

7 الأعراف

 

{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

 

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)}

 

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)}

 

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}

 

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)}

 

كالعادة خطاب إلى محمد بصيغة المضارع.

 

{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}

 

هذا دليل على بشرية القرآن والتوراة، فكلام الله الخرافي لو كان له وجود فليس فيه حسنٌ وأحسن منه.

 

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}

 

مثال قويّ لعدم فصاحة القرآن وعدم صحة ما يزعمه المسلمون اتباعًا لمحمد بأن القرآن خلاصة وقمة الفصاحة والبلاغة في لغة العرب، من يقرأ الكلام سيفهم بطريقة ليست هي المقصودة أن الذين اتقوا غاوون ضالون وإخوانهم في الغي يمدونهم ويساعدونهم في غيهم وفسادهم! محمد تحدث عن الوثنيين من غير أتباعه، ثم تكلم عن أتباعه (الذين اتقوا) حسب وصفه، ثم عاد دون سابق إنذار ولا فاصل ولا أي توضيح لفظي للحديث عن الوثنيين، هل كلام الإله المزعوم كان سيكون فيه أوجه نقد وعيوب صياغة كهذه؟!

 

{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)} الأعراف

 

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} البقرة

 

هنا محمد قام بتعديل القصة، لكنه تعديل أدبي ولاهوتي يحتسب لصالح محمد، لأن القصة الأصلية تقول أنهم رأوا الله بصورة تجسدية بدائية فجة، وعرضت في كتابي (نقد العهد القديم) تناقض هذه القصة التوراتية مع نصوص توراتية وكتابية أخرى، ويقول النص:

 

(1وَقَالَ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ أَنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْجُدُوا مِنْ بَعِيدٍ. 2وَيَقْتَرِبُ مُوسَى وَحْدَهُ إِلَى الرَّبِّ، وَهُمْ لاَ يَقْتَرِبُونَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَلاَ يَصْعَدْ مَعَهُ».

3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».

9ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.) الخروج24

النص الآخر للقصة في سفر العدد لا يذكر رؤية السبعين لله:

 

(16فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعْ إِلَيَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ شُيُوخُ الشَّعْبِ وَعُرَفَاؤُهُ، وَأَقْبِلْ بِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ فَيَقِفُوا هُنَاكَ مَعَكَ. 17فَأَنْزِلَ أَنَا وَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ هُنَاكَ، وَآخُذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْكَ وَأَضَعَ عَلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُونَ مَعَكَ ثِقْلَ الشَّعْبِ، فَلاَ تَحْمِلُ أَنْتَ وَحْدَكَ. ....إلخ

24فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَالَيِ الْخَيْمَةِ. 25فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا. 26وَبَقِيَ رَجُلاَنِ فِي الْمَحَلَّةِ، اسْمُ الْوَاحِدِ أَلْدَادُ، وَاسْمُ الآخَرِ مِيدَادُ، فَحَلَّ عَلَيْهِمَا الرُّوحُ. وَكَانَا مِنَ الْمَكْتُوبِينَ، لكِنَّهُمَا لَمْ يَخْرُجَا إِلَى الْخَيْمَةِ، فَتَنَبَّآ فِي الْمَحَلَّةِ. 27فَرَكَضَ غُلاَمٌ وَأَخْبَرَ مُوسَى وَقَالَ: «أَلْدَادُ وَمِيدَادُ يَتَنَبَّآنِ فِي الْمَحَلَّةِ». 28فَأَجَابَ يَشُوعُ بْنُ نُونَ خَادِمُ مُوسَى مِنْ حَدَاثَتِهِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي مُوسَى، ارْدَعْهُمَا!» 29فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «هَلْ تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ».) العدد11

 

نلاحظ أن محمدًا يجعل صعود السبعين بعد صعود موسى الأول لجبل سيناء، يعني في صعوده الثاني لاستلام ألواح جديدة غير المكسورة، في حين تجعله التوراة في الصعود الأول، محمد يجعل صعود السبعين الأشراف كاعتذار لله على طريقة البشر البدائيين وعندنا في بعض بلداننا الشرقية عندما يُحضِرون كبارَ القوم ومشايخهم لحل مشكلة والاعتذار عما يسببه الفتيان والعامة من قومهم.

 

46 الأحقاف

 

{إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36)}

 

كلمة غسلين من الكلمات العجيبة التي اخترعها محمد في حالة اضطراب نفسيّ أو شخصيّ ما أصيب به، كالعادة، ليوحي للناس بأنه يستعمل ألفاظًا ويعرف أمورًا إلهية لا يعرفها الناس، وربما نقول تخمينًا فقط دون علم بما في ذهن محمد حقًّا أن لها علاقة بالمصدر غسل، وقال الطبري عدة احتمالات أو معاني مما حاول المسلمون تخمينه مما يدل على كونها كلمة بلا معنى من الأساس:

 

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) : صديد أهل النار.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) قال: ما يخرج من لحومهم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) : شرّ الطعام وأخبثه وأبشعه.

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: اخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَلا طَعَامٌ إِلا مِنْ غِسْلِينٍ) قال: الغسلين والزقوم لا يعلم أحد ما هو.

 

أما ابن كثير فقال:

 

قَالَ قَتَادَةُ: هُوَ شَرُّ طَعَامِ أَهْلِ النَّارِ. وَقَالَ الرَّبِيعُ، وَالضَّحَّاكُ: هُوَ شَجَرَةٌ فِي جَهَنَّمَ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدَّبُ، عَنْ خُصَيف، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الْغِسْلِينُ، وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ.

وَقَالَ شَبِيب بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْغِسْلِينُ: الدَّمُ وَالْمَاءُ يَسِيلُ مِنْ لُحُومِهِمْ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ: الْغِسْلِينُ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ.

 

إذا كان شيء واحد يتم تعريفه بعدة ماهيات مختلفة، فمعنى ذلك أنهم لا يعرفون ما هو ولا معنى اسمه من الأساس، وبالتأكيد يدل هذا كذلك على عدم وجود هذا الشيء لأنه خرافة، وهذا بديهيّ.

 

6 الأنعام

 

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6)}

 

هنا يتحول من ضمير الغائب (يروا) (مكّناهم) فجأة إلى ضمير المخاطَب (لكم) وهذا منتقد وغير صائب لغويًّا، أشبه بركاكة التوراة وكتاب اليهود التي ينتقدها الدارسون له.

 

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}

 

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}

 

{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}

 

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)}

 

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}

 

{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)}

 

خطاب لمحمد كشخص حي، متمركز حول ذاته ومشروعه الديني، من الله المزعوم، بالأحرى بين محمد ونفسه في حوار علني مسرحي لسرد مزاعمه ومواساته لنفسه بالأكاذيب لأتباعه.

 

{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}

 

{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}

 

{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)}

 

{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)}

 

{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}

 

أيضًا خطاب بين محمد ونفسه يتعلق بالتعليق على أحداث تاريخ دعوته وردوده على الوثنيين المكيين.

 

13 الرعد

 

{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)}

 

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}

 

{وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)}

 

خطاب موجَّه إلى محمد كشخصٍ حيٍّ، تمركز حول الذات الشخصية، يفترَض أن يكون كلام الله المزعوم لكل الناس، وليس لخطاب شخص واحد حتى لو كان الرسول المزعوم له، يفترَض أن يكون الخطاب عن الرسالة عمومًا وليس حاملها.

 

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)} الرعد

 

النص أو الآية 31 حذف محمد فيها خبر جملة الشرط لو، وهذا ليس مثالًا للروعة الأدبية والفصاحة اللغوية، لأن حذف خبر الجملة يجعلها ليست جملة، لأنها ناقصة وبلا معنى، والنص 32 خطاب إلى محمد كشخص حي.

 

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)}

 

مرة أخرى كرر نفس الغلطة، حذف خبر جملة الاستفهام ليس تصرفًا ذكيًّا بارعًا، وهذه جملة مفككة وتعتبر غلط لغويًّا وإنشائيًّا، هل لو أنك مدرس لغة عربية وكتب لك تلميذ في سؤال التعبير والإنشاء بهذه الطريقة ستكافؤه بأعلى الدرجات لأجل مهارته وحسن فهمه واستعماله للغة؟! شخصيًّا كنت سأخصم منه درجات كثيرة في هذا السؤال، ولو كان كل أسلوبه في باقي الأسئلة بذات الطريقة فعلى الأغلب سأجعله يرسب أو ينجح بالكاد.

 

{وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)} الرعد

 

خطاب إلى محمد، وهو دليل كما قلت في باب التناقضات بعد إيراده مع نظائره أنه دليل على بشرية القرآن وعدم معرفة المؤلف للغيب والمستقبل.

الفترة المدنية

 

2 البقرة

 

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

 

هنا يعطي محمد حكمًا مسبقًا بعدم الاستطاعة، وقد استجبنا للتحدي وعرضنا تقليدات ممتازة لقرآنه كأمثلة.

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48)} الأنبياء

 

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} الفرقان

 

{وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)} البقرة

 

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} البقرة

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} الأنفال

 

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)} الأنفال

{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)} آل عمران

 

اختلف المفسرون في معنى كلمة فرقان وتخبطوا، فيقول الفراء في معاني القرآن:

وقوله : {وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)} البقرة

ففيه وجهان :

أحدهما - أن يكون أراد وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ يعنى التوراة ، ومحمدا صلى اللّه عليه وسلّم الْفُرْقانَ ، لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. وقوله : «وَ إِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ» كأنّه خاطبهم فقال : قد آتيناكم علم موسى ومحمد عليهما السلام «لعلكم تهتدون» لأن التوراة أنزلت جملة ولم تنزل مفرّقة كما فرّق القرآن فهذا وجه.

والوجه الآخر - أن تجعل التوراة هدى والفرقان كمثله ، فيكون : ولقد آتينا موسى الهدى كما آتينا محمّدا صلى اللّه عليه وسلّم الهدى. وكلّ ما جاءت به الأنبياء فهو هدى ونور. وإنّ العرب لتجمع بين الحرفين وإنّهما لواحد إذا اختلف لفظاهما، كما قال عدىّ بن زيد :

و قدّمت الأديم لراهشيه وألفى قولها كذبا ومينا

و قولهم: بعدا وسحقا ، والبعد والسّحق واحد ، فهذا وجه آخر. وقال بعض المفسّرين : الكتاب التّوراة ، والفرقان انفراق البحر لبنى إسرائيل. وقال بعضهم : الفرقان الحلال والحرام الذي فى التّوراة.

 

وفي سورة الأنفال قال:

 

وقوله : {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً (29)} الأنفال، يقول : فتحا ونصرا. وكذلك قوله يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ يوم الفتح والنصر.

 

وقال الطبري في تفسيره للبقرة: 53

 

القول في تأويل قوله تعالى {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) }

قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وإذ ءاتينا موسى الكتاب) : واذكروا أيضا إذ آتينا موسى الكتاب والفرقان. ويعني ب"الكتاب": التوراة، وب"الفرقان": الفصل بين الحق والباطل، كما:-

928 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال حدثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله: (وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان) ، قال: فرق به بين الحق والباطل.

929 - حدثني محمد بن عمرو الباهلي قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: (وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان) ، قال: الكتاب: هو الفرقان، فرقان بين الحق والباطل

... 932 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، وقال ابن عباس:"الفرقان": جماع اسم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

وقال ابن زيد في ذلك بما: -

933 - حدثني به يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب. قال: سألته -يعني ابن زيد- عن قول الله عز وجل: (وإذ ءاتينا موسى الكتاب والفرقان) فقال: أما"الفرقان" الذي قال الله جل وعز: (يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) [الأنفال: 41] ، فذلك يوم بدر، يوم فرق الله بين الحق والباطل، والقضاء الذي فرق به بين الحق والباطل. قال: فكذلك أعطى الله موسى الفرقان، فرق الله بينهم، وسلمه وأنجاه، فرق بينهم بالنصر. فكما جعل الله ذلك بين محمد صلى الله عليه وسلم والمشركين، فكذلك جعله بين موسى وفرعون.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى هذين التأويلين بتأويل الآية، ما روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد: من أن الفرقان الذي ذكر الله أنه آتاه موسى في هذا الموضع، هو الكتاب الذي فرق به بين الحق والباطل، وهو نعت للتوراة وصفة لها. فيكون تأويل الآية حينئذ: وإذ آتينا موسى التوراة التي كتبناها له في الألواح وفرقنا بها بين الحق والباطل.

فيكون"الكتاب" نعتا للتوراة أقيم مقامها، استغناء به عن ذكر التوراة، ثم عطف عليه ب"الفرقان"، إذ كان من نعتها.

 

وفي تفسيره للأنفال:

 

القول في تأويل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) }

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، إن تتقوا الله بطاعته وأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، وترك خيانته وخيانة رسوله وخيانة أماناتكم= يجعل لكم فرقانًا"، يقول: يجعل لكم فصلا وفرْقا بين حقكم وباطل من يبغيكم السوء من أعدائكم المشركين، بنصره إياكم عليهم، وإعطائكم الظفر بهم

 

الكلمة (فرقان) مستمدة من السريانية الآرامية كما قال آرثر جيفري (The foreign vocabularies in Quran) كما في ترجمة الترجوم (ربما ترجمة وتفسير من العبرية إلى العبرية الآرامية إذن) لصموئيل الأول11: 13 (13فَقَالَ شَاوُلُ: «لاَ يُقْتَلْ أَحَدٌ فِي هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ صَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا فِي إِسْرَائِيلَ».)، من كلمة يوم الخلاص (يوم فورقَنا). واختلف المسلمون والمحللون اللغويون في معناها بالعربية مما يدل على أن أصلها أجنبي، وهو كلمة (فورقن)، وهو نفس رأي أبراهام جيجر  Abraham Geigerالحبر اليهودي من المذهب الإصلاحي في كتابهJudaism and Islam  كما أشار جيفري. وأشار إلى رأي البعض بأن محمدًا ربط بين الخلاص (فورقن) وبين الوحي والكتب المقدسة كوسيلة لهذا الخلاص. كما في قوله في هذه الآية أعلاه. ويختتم جيفري بأن محمدًا استعار الكلمة كمصطلح من المسيحيين المتحدثين بالآرامية كلغة أولى لهم وأعطاه معانيه الخاصّة. أشار جيفري لكلمات سريانية ونظيرتها الحبشية والأرمينية وأن الكلمات الشبيهة بالكلمة الواردة في الترجوم في السريانية الآرامية هي ما استعار منه محمد على الأرجح من الدوائر المسيحية، للأسف مجمل كتاب جيفري يكتب كل لغة بحروفها، ولا علم لي بالحروف غير العربية والعبرية والكلام الإنجليزي لجيفري الذي يعلق به ويحلل. لكن هذه إشارة كافية عن الموضوع لغير المتخصصين في علم اللغات الساميّة، سمعت متخصصي السريانية ينطقونها فُرقَانا في برنامج صندوق الإسلام للعقلاني الملحد (حامد عبد الصمد) المتحالف المتعاون مع المسيحيين والذي مالأهم قليلًا ليفتحوا له منبرًا للتعبير. المعاني التي استعمل محمد بها الكلمة متعددة منها الخلاص، غفران الذنوب، أو التفرقة بين الحق والباطل، أو التوراة، أو الوحي [المزعوم] عمومًا والقرآن نفسه.

 

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) ....... وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}

 

بالمقارنة الأدبية بين هذه القصة والتي في التوراة في سفر العدد 11، ففيه أنهم لم يكن يأتيهم إلا المن فقط بدون لحم السلوى، لذلك احتجّوا وطلبوا اللحم والبقوليات والنباتات، والناظر إلى القصة يرى كاتبها في كلا الحالتين لا يفهم شيئًا عن طبيعة احتياجات الجسد البشري للتنوع في المصادر، وضرورة وجود النباتيات في طعامنا، وهو ما نقدته بباب الاستدلالات والأمور غير المنطقية.

 

(4وَاللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضًا وَبَكَوْا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ 5قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. 6وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!».)

 

لمن شاء قارن بين النصين، لكي لا نطيل بإيراده كله هنا.

 

{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)}

 

التحول من ضمير المخاطَب المفرَد إلى ضمير المخاطَب الجمع هو ركاكة وغلط لغويٌّ، جرِّب تفويت غلطة كهذه وعدم تصحيحها في اختبار تخوضه لتعمل كمراجع لغة عربية، أو أي لغة أخرى في العالم، صدِّقني قد عملت بوظيفة كهذه وخضت اختبارها وأعرف بدرجة ممتازة ما أتكلم عنهم.

 

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}

 

{تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)}

 

خطاب موجه إلى محمد كشخص حي، حوار ذاتي معتاد، استغراق في الذات. وكثير من السورة هو خطاب إلى محمد فلا داعي لتكرار المسألة لأن معظم آيات الحوار إلى محمد مع نفسه في أبواب نسخ الأحكام والبذاآت وتشويه الصورة والتعاليم العنصرية وغيرها. وسورة البقرة مليئة بالخطاب إلى محمد، مثل عبارة (ويسألونك)، (يسألونك)، وغيرها.

 

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}

 

روى أحمد:

 

25112 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَوُادَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: (1) قُلْتُ: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] قَالَ: فَقُلْتُ: فَوَاللهِ مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ (2) بِهِمَا، قَالَ: (3) فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " بِئْسَمَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي، إِنَّهَا لَوْ كَانَتْ عَلَى مَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ، (4) كَانَتْ: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، وَلَكِنَّهَا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ أَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ (5) لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ، وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا تَحَرَّجَ أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَسَأَلُوا عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] ، إِلَى قَوْلِهِ، {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] " قَالَتْ عَائِشَةُ: " ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّوَافَ بِهِمَا، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الطَّوَافَ بِهِمَا " (6)

 

(1) في النسخ الخطية: قالت، والمثبت من (م) وهو الصواب. (2) في (م) : يطوَّف. (3) كلمة قال ليست في (م) .

(14 لفظ: عليه، ليس في (م) . (5) في (ظ2) و (ق) : كانوا يهلّون.

(6) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن سليمان بن داود الهاشمي أخرج له أصحاب السنن والبخاري في "خلق أفعال العباد". إبراهيم ابن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهري.

وأخرجه مختصراً ابنُ أبي داود في "المصاحف" ص100 من طريق أبي داود، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (219) ، والبخاري (1643) و (4861) ، ومسلم (1277) (261) و (262) و (263) ، والترمذي (2965) ، والنسائي في "المجتبى" 5/237-238 و238-239، وفي "الكبرى" (3960) و (3961) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1405) ، وأبو يعلى (4730) ، والطبري في "تفسيره" (2350) ، وابن خزيمة (2766) و (2767) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص100، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3935) و (3936) ، وابن حبان (3840) ، والبيهقي في "السنن" 5/96-97 و97، وابن عبد البر في "الاستذكار" 12/218 و219-220 من طرق عن الزُّهري، به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/373 -ومن طريقه البخاري (1790) و (4495) ، وأبو داود (1901) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص 100، وابنُ حبان (3839) ، والبيهقي في "السنن" 5/96، والبغوي في "شرح السنة" (1920) ، وفي "التفسير" 1/133- عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

وأخرجه إسحاق (691) ، ومسلم (1277) (259) و (260) ، وابن ماجه (2986) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف" ص99-100 و100، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3938) ، وابن خزيمة (2769) ، والبيهقي في "السنن" 5/96 من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، به.

وسيرد برقمي (25298) و (25905) .

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1648) ، ومسلم (1278) .

قال السندي: قولها: إنما أنزلت أن الأنصار، بفتح الهمزة بتقدير لأن الأنصار.

قولها: عند المُشَلَّل، اسم موضع بين الحرمين.

 

(25298) 25812- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} قَالَتْ : كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِمَّنْ يُهِلُّ لِمَنَاةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنَاةُ : صَنَمٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، إِنَّا كُنَّا نَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَعْظِيمًا لِمَنَاةَ ، فَهَلْ عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ أَنْ نَطُوفَ بِهِمَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.

 

وروى مسلم:

 

[ 1277 ] حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال قلت لها إني لأظن رجلا لو لم يطف بين الصفا والمروة ما ضره قالت لم قلت لأن الله تعالى يقول { إن الصفا والمروة من شعائر الله }  إلى آخر الآية فقالت ما أتم الله حج امريء ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة ولو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما وهل تدري فيما كان ذاك إنما كان ذاك أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما إساف ونائلة ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا المروة ثم يحلقون فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون في الجاهلية قالت فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله }  إلى آخرها قالت فطافوا

[ 1277 ] حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر جميعا عن بن عيينة قال بن أبي عمر حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يحدث عن عروة بن الزبير قال قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا وما أبالي أن لا أطوف بينهما قالت بئس ما قلت يا بن أختي طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة فلما كان الإسلام سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }  ولو كانت كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الأنصار إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر به بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله }  قال أبو بكر بن عبد الرحمن فأراها فقد نزلت في هؤلاء وهؤلاء

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3070 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم الأصبهاني ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن عاصم قال  سألت أنس بن مالك عن الصفا والمروة قال : كانتا من مشاعر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا }

 

3073 - أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الصفار العدل ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما  في قوله تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله } قال : كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة وكانت فيهما آلهة لهم أصنام فلما جاء الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله : { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } يقول : ليس عليه إثم ولكن له أجر

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط مسلم

 

وهناك خبر معاكس المعنى رواه أحمد:

 

وروى البخاري:

 

4861 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ سَمِعْتُ عُرْوَةَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ إِنَّمَا كَانَ مَنْ أَهَلَّ بِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي بِالْمُشَلَّلِ لَا يَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ قَالَ سُفْيَانُ مَنَاةُ بِالْمُشَلَّلِ مِنْ قُدَيْدٍ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ عُرْوَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ كَانُوا هُمْ وَغَسَّانُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ مِثْلَهُ وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ كَانَ يُهِلُّ لِمَنَاةَ وَمَنَاةُ صَنَمٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ كُنَّا لَا نَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ تَعْظِيمًا لِمَنَاةَ نَحْوَهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 1277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة أخبرني أبي قال قلت لعائشة ما أرى علي جناحا أن لا أتطوف بين الصفا والمروة قالت لم قلت لأن الله عز وجل يقول { إن الصفا والمروة من شعائر الله }  الآية فقالت لو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما إنما أنزل هذا في أناس من الأنصار كانوا إذا أهلوا أهلوا لمناة في الجاهلية فلا يحل لهم أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم للحج ذكروا ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة

 

 [ 1277 ] حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر جميعا عن بن عيينة قال بن أبي عمر حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يحدث عن عروة بن الزبير قال قلت لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئا وما أبالي أن لا أطوف بينهما قالت بئس ما قلت يا بن أختي طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون فكانت سنة وإنما كان من أهل لمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة فلما كان الإسلام سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }  ولو كانت كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأعجبه ذلك وقال إن هذا العلم ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب يقولون إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال آخرون من الأنصار إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر به بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله }  قال أبو بكر بن عبد الرحمن فأراها فقد نزلت في هؤلاء وهؤلاء

 

 [ 1277 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا حجين بن المثنى حدثنا ليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني عروة بن الزبير قال سألت عائشة وساق الحديث بنحوه وقال في الحديث فلما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله عز وجل { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما }  قالت عائشة قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بهما 

 [ 1277 ] وحدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا هم وغسان يهلون لمناة فتحرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة وكان ذلك سنة في آبائهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة وإنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين أسلموا فأنزل الله عز وجل في ذلك { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم } 

 

 [ 1278 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أنس قال كانت الأنصار يكرهون أن يطوفوا بين الصفا والمروة حتى نزلت { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } 

 

النص مرتبط بإبطال طقوس وثنية قديمة، بالتالي مع زوالها منذ عصور طوال صار هذا النص بلا فائدة حتى للمسلمين المعتقدين بالخرافات والشعائر الإسلامية. والخبر الأول فيه عدم قيام اليثاربة بالطواف بين الصفا والمروة لتعظيم مناة.

 

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}

 

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}

 

البِرّ مصدر ومفهوم مجرَّد فإعطاؤه خبر (من) بضمير للعاقل هو خطأ وركاكة لغوية. وصياغة الجملة على نحو صحيح سليم ستكون (ولكن البر أن تؤمن...إلخ) أو (ولكن البر هو الإيمان...إلخ).

{...وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ...}

 

جمع مذكر سالم مرفوع بالواو، بعده جمع آخر مثله معطوف عليه، بدلًا من أن يتبعه في الإعراب، كما هي القاعدة النحوية، غلط محمد أو ناسخ مصحف عثمان، وجعلوه منصوبًا باليا (والصابرين)!

 

8 الأنفال

{كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)..... كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)}

 

تكرار غير مفيد للكلام، لا أعتقد أن الله لو كان له وجود سيكون كلامه رخيصًا ويثرثر ويكثر الكلام بهذه الطريقة المبتذلة، يمكنك تصور الأمر كأحد رؤساء أو ملوك الدول الوقورين العظماء، هل تعتقده كان سيكون مثرثرًا متباسطًا في الكلام منزلًا من هيبة نفسه وقوة شخصيته؟!

 

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59)}

 

وضع لام نفي زائدة قبل (يعجزون) تجعل المعنى معكوسًا، فنفهم منها أن الله يقول لغير المؤمنين لا تحسبوا أنكم لا تستطيعون الفرار والهرب مني، بل تستطيعون! وهو خطأ لغوي لذلك لأنه يقلب المعنى المقصود.

 

47 محمد

 

{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)}

 

نص منتقد إما لُغويا أو لاهوتيا، لأننا سنفهم منه أن الشيطان الخرافي يملي للبشر ويمهلهم مثل الله الخرافي.

 

قال الطبري:

وقوله (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) يقول تعالى ذكره: الشيطان زين لهم ارتدادهم على أدبارهم، من بعد ما تبين لهم الهدى.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) يقول: زين لهم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (سَوَّلَ لَهُمْ) يقول: زين لهم.

وقوله (وَأَمْلَى لَهُمْ) يقول: ومدّ الله لهم في آجالهم مُلاوة من الدهر، ومعنى الكلام: الشيطان سوّل لهم، والله أملى لهم.

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الحجاز والكوفة (وَأَمْلَى لَهُمْ) بفتح الألف منها بمعنى: وأملى الله لهم. وقرأ ذلك بعض أهل المدينة والبصرة (وَأُمْلِيَ لَهُمْ) على وجه ما لم يسمّ فاعله. وقرأ مجاهد فيما ذُكر عنه (وَأُمْلِي) بضم الألف وإرسال الياء على وجه الخبر من الله جلّ ثناؤه عن نفسه أنه يفعل ذلك بهم.

 

3 آل عمران

 

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}

 

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}

 

قام محمد هنا بتعديل أدبيّ، فليس في القصة الأصلية الأبوكريفية أن زكريا خالها هو من كفلها، بل هو خطيبها يوسف، ومحمد لم يشأ ذكر يوسف النجار في أي نص، لأن كل قصة مريم من وجهة نظرهم الدينية غير مشيرة لجودة سمعة مريم من وجهة نظر الرجعيين أصحاب القيم الدينية الجنسية التابوهية، راجع كتابي (نقد العهد الجديد)، فالأناجيل تقول أن مريم حملت قبل دخول يوسف عليها وزواجه منها، ويزعم التلمود أن يسوع ابن جندي روماني يدعى بانديرا، ورغم عدم التأكد من زعم أحبار التلمود، فالمؤكد تقريبًا أن يسوع ليس ابن يوسف، وأنه ابن شخص آخر ما كان على علاقة مع مريم، وذكرت في الكتاب المذكور نصوص الأناجيل المسيحية الصريحة في تعيير يسوع بذلك نقلًا عن كتاب لحسني يوسف الأطير اسمه (سر مريم) أم لعله (عقائد النصارى الموحِّدين)، مع كوني لا أراه عيبًا ولا مصدرًا لتعيير مريم ولا ابنها من وجهة نظر قيمنا اللادينية الحرة الشريفة. لا يوجد في العهد الجديد أي الأناجيل نفسها قصة دخول مريم منذ سن ثلاث سنوات الهيكل، بل هو من التخاريف الإضافية لكتب الأبوكريفا، راجع (أبوكريفا العهد الجديد) الجزء الأول، لإبراهيم سالم الطرزي، وحاولت كتب الأبوكريفا حل مشكلة عدم وجود دخول للإناث في الهيكل من الأساس حتى الأطفال منهن بقولها أن مريم لما بلغت سن 12 عامًا اقترعوا قرعة لمن يتسلمها بتشريع اليهود كوصي عليها وخطيب لها، فنزلت حمامة على عصا يوسف النجار حسب الأسطورة، وفي قصة يوسف خطيبها في الإنجيل معضلة إقامة امرأة مع خطيبها دون زواج، بخلاف التقاليد الدينية المحافظة التي لا تجيز الحرية الجنسية المشروعة في الإلحاد. لذلك حذف محمد كل هذه التفاصيل، لكن كلما اطلعنا على المراجع الأصلية للأديان تكشف لنا بصيص من الحقائق. ككون عذرية مريم وحمل يسوع من العدم خرافة سخيفة لا تصح علميًّا ومنطقيًّا، وأنه لا شيء يعيب مريم في حقيقة الأمر وقيم الإنسانية واللادينية من هذه الناحية، خصوصًا أنها حسب القصة لم تكن زوجة ليوسف فلا خيانة زوجية جنسية في الموضوع، وهكذا فحسب  قيمنا العلمانية لا سوء أخلاقي في أن تكون قد عاشرت شخصًا ما وهو شيء مؤكد.

 

{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)}

 

نموذج للركاكة وعدم الفصاحة القرآنية، وغموض والتباس وخلل الأسلوب والسياق، لإدخاله جملة من خارج السياق متخللة للكلام المنسوب إلى أهل الكتاب (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)، قال الطبري:

 

فقال بعضهم: قوله:"قل إنّ الهدى هدى الله"، اعتراضٌ به في وسط الكلام، خبرًا من الله عن أن البيان بيانُه والهدى هُداه. قالوا: وسائرُ الكلام بعدَ ذلك متصلٌ بالكلام الأول، خبرًا عن قِيل اليهود بعضها لبعض. فمعنى الكلام عندهم: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم، أو أنْ يحاجُّوكم عند ربكم = أي: ولا تؤمنوا أن يحاجّكم أحدٌ عند ربكم. ثم قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد:"إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء"، و"إن الهدى هدى الله".

ذكر من قال ذلك:

7249 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم"، حسدًا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم، وإرادةَ أن يُتَّبعوا على دينهم.

 

من الواضح أن الكلام بعد جملة (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) منسوب لليهود، لأنه مماثل لقوله: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)} البقرة

***

 

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)}

 

هناك شيء كان يجب أن أقوله في كتابي (تفنيد البشارات المزعومة)، اسم مكة المعروف هو مكة، لم يرد في أي شعر أو نص منسوب لفترة ما قبل الإسلام استعمال اسم (بكّة المزعوم) لها، يبدو لي أن محمد حاول بتغيير المسمَّيات وجعل أتباعه يجعلونها حقائق ومسميات جديدة أن يختلق لنفسه بشارة مزعومة به، فلعب على تغيير الباء بالميم، ليجعل الاسم مشابهًا لوادي البكاء المذكور في مزمور داوود كما ناقشتً وفنَّدتُ في الكتاب المذكور، لقد قيل من مفسيري المسيحيين واليهود أنه وادي البكائين (بوكيم) في فلسطين، وقيل كذلك أنه تعبير شعري مجازي، ونلاحظ هنا ما يدل على أن الاسم مختلق ولم يكن موجودًا قبل اختراع محمد له من خلال اختلاف المسلمين المفسرين واللغويين حول دلالة الاسم جغرافيًّا، قال الطبري:

 

وأصل"البكّ": الزحم، يقال: منه:"بكّ فلانٌ فلانًا" إذا زحمه وصدمه -"فهو يَبُكه بَكًّا، وهم يتباكُّون فيه"، يعني به: يتزاحمون ويتصادمون فيه. فكأن"بَكَّة""فَعْلة" من"بَكَّ فلان فلانًا" زحمه، سُميت البقعة بفعل المزدحمين بها.

* * *

فإذا كانت"بكة" ما وصفنا، وكان موضع ازدحام الناس حَوْل البيت، وكان لا طوافَ يجوز خارج المسجد = كان معلومًا بذلك أن يكون ما حَوْل الكعبة من داخل المسجد، وأن ما كان خارجَ المسجد فمكة، لا"بكة". لأنه لا معنى خارجَه يوجب على الناس التَّباكَّ فيه. وإذْ كان ذلك كذلك، كان بيّنًا بذلك فسادُ قول من قال:"بكة" اسم لبطن"مكة"، ومكة اسم للحرم.

* * *

*ذكر من قال في ذلك ما قلنا: من أن"بكة" موضع مزدحم الناس للطواف:

 

7435- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال،: حدثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك الغفاري في قوله:"إن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة" قال،"بكة" موضع البيت،"ومكة" ما سوى ذلك.

7436- حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم مثله.

7437- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن أبي جعفر قال: مرت امرأة بين يدي رجل وهو يصلي وهي تطوف بالبيت، فدفعها. قال أبو جعفر: إنها بَكَّةٌ، يبكّ بعضُها بعضًا.

7438- حدثنا ابن المثني قال: حدثنا عبد الصمد قال،: حدثنا شعبة قال، حدثنا سلمة، عن مجاهد قال: إنما سميت"بكة"، لأن الناس يتباكُّون فيها، الرجالَ والنساءَ.

7439- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن حماد، عن سعيد قال، قلت لأي شيء سُميت"بكة"؟ قال: لأنهم يتباكُّون فيها =قال: يعني: يزدحمون.

7440- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن أبيه، عن ابن الزبير قال، إنما سميت"بكة"، لأنهم يأتونها حُجّاجًا.

7441- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:"إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا"، فإن الله بَكَّ به الناس جميعًا، فيصلي النساءُ قدّام الرجال، ولا يصلح ببلد غيره.

7442- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة:"بكة"، بكّ الناس بعضهم بعضًا، الرجال والنساء، يصلي بعضُهم بين يدَيْ بعض، لا يصلح ذلك إلا بمكة.

7443- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي قال:"بكة"، موضع البيت، و"مكة": ما حولها.

7444- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني يحيى بن أزهر، عن غالب بن عبيد الله: أنه سأل ابن شهاب عن"بكة" قال،"بكة" البيت، والمسجد. وسأله عن"مكة"، فقال ابن شهاب:"مكة": الحرم كله.

7445- حدثنا الحسين قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حجاج، عن عطاء ومجاهد قالا"بكة": بكّ فيها الرجالَ والنساءَ.

7446- حدثني عبد الجبار بن يحيى الرملي. قال: قال ضمرة بن ربيعة،"بكة": المسجد،. و"مكة": البيوت.

* * *

وقال بعضهم بما:-

7447- حدثني به يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله:"إن أوّل بيت وُضع للناس للذي ببكة" قال، هي مكة.

 

ويقول ابن منظور في لسان العرب:

 

وبَكَّةُ مَكَّةُ سميت ذلك لأنها كانت تَبُكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم وقيل لأن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يتزاحمون وقال يعقوب بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في الطواف أي يَزْحَمُ حكاه في البدل وقيل سميت بَكَّة لأن الناس يبك بعضهم بعضاً في الطرق أي يدفع وقال الزجاج في قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببَكَّة مباركاً قيل إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله مَكَّة قال للذي ببَكَّة فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطواف أي دفع بعضهم بعضاً وقيل بَكة اسم بطن مَكَّة سميت بذلك لازدحام الناس وفي حديث مجاهد من أسماء مَكَّةَ بَكَّةُ قيل بَكَّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد وقيل هما اسما البلدة والباء والميم يتعاقبان...

 

{تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)}

 

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)}

 

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}

 

خطاب إلى محمد بصيغة المضارع.

 

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)}

 

نص لم يعد له لزوم، لمرور الأحداث منذ آلاف السنين، ولكون القرآن سواء عاش أو مات محمد كتاب خرافات وتحرض عنصري إجرامي.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}

 

يوجد هنا خطأ لغوي، قال الطبري:

 

وإنما قيل:"لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى"، فأصحبَ ماضي الفعل، الحرفَ الذي لا يصحب مع الماضي منه إلا المستقبل، فقيل:"وقالوا لإخوانهم"، ثم قيل:"إذا ضربوا"، وإنما يقال في الكلام:"أكرمتك إذْ زرتني"، ولا يقال:"أكرمتك إذا زرتني". لأن"القول" الذي في قوله:"وقالوا لإخوانهم"، وإن كان في لفظ الماضي فإنه بمعنى المستقبل. وذلك أن العرب تذهب بـ"الذين" مذهب الجزاء، وتعاملها في ذلك معاملة"من" و"ما"، لتقارب معاني ذلك في كثير من الأشياء، وإن جميعهنّ أشياء  مجهولات غير موقتات توقيت"عمرو" و"زيد". (1)

فلما كان ذلك كذلك = وكان صحيحًا في الكلام فصيحًا أن يقال للرجل:"أكرمْ من أكرمك""وأكرم كل رجل أكرمك"، فيكون الكلام خارجًا بلفظ الماضي مع"من"، و"كلٍّ"، مجهولَيْنِ ومعناه الاستقبال،  إذ كان الموصوف بالفعل غير مؤقت، وكان"الذين" في قوله:"لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض"، غير موقَّتين، = أجريت مجرى"من" و"ما" في ترجمتها التي تذهب مذهب الجزاء،

 

(1) الموقت، والتوقيت: هو المعرفة المحددة، والتعريف المحدد، وهو الذي يعني سماه تعيينًا مطلقًا غير مقيد، مثل"زيد"، فإنه يعين مسماه تعيينًا مطلقًا، أو محددًا

 

مَن مِن أصحاب العقول يشتري هذا الهراء بمليم؟! حتى لو اعتبرنا الذين بمعنى مَنْ، فلن تأتي هنا كأداة شرط، لأن الجملة نفسها لا تصلح لأن تكون جملة شرطية، لأنها تبدأ بقوله (لا تكونوا) فتكون (كالذين) في محل خبر تكونوا، وهي حرف جر والذين ضمير مبني على الفتح في محل جر. من منّا رأى جملة (كان) أو أي فعل جامد ناقص آخر يأتي خبرها جملة شرطية؟! أي تخريف واستلاب عقليّ هذا؟ لكل لغات البشر وكل لغاتنا الحديثة لا تكسر هذه القاعدة والنظام، وليس العربية فقط.

{الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)}

 

ذائقتي اللغوية السليقية ترى هذا النص غلطًا لغويًّا ومنطويًا على ركاكة، كان عليه أن يقول (الذين قالوا لإخوانهم وقد قعدوا) أو (الذين قالوا لإخوانهم وهم من القاعدين).

 

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}

 

ركاكة لغوية، جملة (فلا تحسبنهم) تكرار وزيادة بلا لزوم، وهذه غلطة نرتكبها نحن البشر، على الأقل في حدود ملاحظتي لممارستنا للغة العربية سواء فصحى أو عامية حينما نكرر جملة بالخطإ نتاج طول الكلام قبلها، نلاحظ أن محمدًا كان عندما يتعرض لضغوط نفسية شديدة، كالاضطهاد في مكة، وهنا في هذا النص إثر هزيمة موقعة أحد، يرتكب أخطاءً لغوية وإنشائية نتاج عدم تركيزه وتبلبل أفكاره وتشتتها، علامة على سوء حالتها النفسية، وهذا دليل على بشرية القرآن وأن مصدره محمد، لأن الله المزعوم لم يكن سيرتكب ركاكات لغوية وأخطاء إعرابية وإنشائية، ولا كان سيتعرض لضعف نفسي وتقلب في الحالة النفسية.

 

61 الصفّ

 

{آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)}

خطاب موجّه زعمًا إلى محمد من الله، بصيغة المضارع كشخص حي، تركيز محمد على ذاته المتكبرة.

 

57 الحديد

 

{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}

 

زيادة لا هنا تعكس معنى الجملة المقصود، لأن نفي النفي إثباتٌ، فصوابها هو: (ليعلم أهل الكتاب ألا يقدروا...إلخ). والمعنى الخطأ الذي يصلنا من الجملة أنهم يقدرون. وقال الطبري أن هناك قراءة أخرى لعبد الله بن مسعود الصحابي، تصحيحية كعادته:

 

وقيل (لِئَلا يَعْلَمَ) إنما هو ليعلم: وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله (لِكَيْ يَعْلَمَ أهْلُ الكِتابِ ألا يَقْدِرُونَ) ، لأن العرب تجعل "لا" صلة في كلّ كلام دخل في أوّله أو آخره جحد غير مصرّح، كقوله في الجحد السابق، الذي لم يصرّح به (مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) ، وقوله: (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) ، وقوله: (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا) ... الآية، ومعنى ذلك: أهلكناها أنهم يرجعون.

 

رغم هذا التبرير الواهي، فالأسلوب غلط لغويًّا ويظل كذلك لأنه يعطي عكس المعنى، القرآن بلغته ليس نهاية وغاية الفصاحة والبلاغة والأدب، وأسلوبه ليس محصًّنًا من الانتقاد والخلل، فقد اسنحب عليه هذا العيب والنقص من عيوب لهجة قريش.

 

وروى البخاري:

 

7190 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرٍو فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ أَتَاهُمْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَأَذَّنَ بِلَالٌ وَأَقَامَ وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ فَشَقَّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ قَالَ وَصَفَّحَ الْقَوْمُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْرُغَ فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لَا يُمْسَكُ عَلَيْهِ الْتَفَتَ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ أَنْ امْضِهْ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ قَالَ لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِلْقَوْمِ إِذَا رَابَكُمْ أَمْرٌ فَلْيُسَبِّحْ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّحْ النِّسَاءُ

 

ورواه أحمد (22816) 23204 وأخرجه الدارمي (1364)، وأبو داود (941) ، والنسائي 2/82-83، وأبو يعلى (7524) ، وابن خزيمة (853) و (1517) و (1623) ، وابن حبان (2261) ، والطبراني (5932) ، والبيهقي 3/123 من طرق عن حماد ابن زيد. ورواية الدرامي وأبي داود مختصرة .

 

4 النساء

 

{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12)}

 

عدم وضوح معنى كلمة الكلالة

 

في أي مجلس تشريعي لدولة متمدنة، يكون عدم وضوح صيغة قانون سببً لرفضه وإعادته لإعادة صياغته بصيغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا تعدد معانٍ محتملة، هنا لدينا حالة تجعل تشريعًا إسلاميًّا باطلًا لعدم وضوح وتحديد معناه:

 

قال ابن كثير فقال في آخر تفسيره لسورة النساء:

 

وَقَدْ أُشْكِل حُكْم الْكَلَالَةِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كان عَهِدَ إِلَيْنَا فِيهِنَّ عَهْدًا نَنْتَهِي إِلَيْهِ: الْجَدُّ، وَالْكَلَالَةُ، وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا.

وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ مَعْدان بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا سألتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْكَلَالَةِ، حَتَّى طَعَنَ بأُصْبُعِه فِي صَدْرِي وَقَالَ: " يَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ".

هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصَرًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مُطَوَّلًا أَكْثَرَ مِنْ هذا. (اهـ)

 

وروى البخاري:

 

5588 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ وَثَلَاثٌ وَدِدْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُفَارِقْنَا حَتَّى يَعْهَدَ إِلَيْنَا عَهْدًا الْجَدُّ وَالْكَلَالَةُ وَأَبْوَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 567 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر قال إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات وإني لا أراه إلا حضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري فقال يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن...إلخ

 

رواه بأسانيدهم كلٌّ من: أحمد (89) و(179) و (186) و (262) ومسلم  1617 والنسائي 2 / 43 ، والبزار (314) ، وأبو يعلى (184) من طريق يحيى بن سعيد ، بهذا الإسناد . وأخرجه الطيالسي (53) و (141) ، وابن سعد 3 / 335 ، والنسائي في " الكبرى " (11136) ، وأبو عوانة 1 / 407 من طرق عن هشام به . وأخرجه ابن سعد 3 / 335، والحميدي (10) و (29) ، والبزار (315) ، أبو يعلى (256) ، وأبو عوانة 1 / 408 و409، والطبري 6 / 43 و44، وابن حبان (2091) ، والبيهقي 6 / 224. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 304 ، و1 / 579 ، وعنه ابن ماجه (1014) و (2726) و (3363). وأخرجه ابن خزيمة (1666) ،

وروى أحمد:

 

179- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ مَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْكَلالَةِ حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ : تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة ، فمن رجال مسلم . إسماعيل : هو ابن عُلية . وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 304 ، و1 / 579 ، وعنه ابن ماجه (1014) و (2726) و (3363) كما عن إسماعيل بن علية بهذا الإسناد . وأخرجه ابن خزيمة (1666) ، وأبو عوانة 1 / 409 ، والطبري 6 / 44 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة به .

 

262- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَلالَةِ ، فَقَالَ : تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ فَقَالَ : لأَنْ أَكُونَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ.

 

صحيح لغيره ، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن إبراهيم - وهو ابن يزيد النخعي - لم يدرك عمر .

 

وروى البيهقي في الكبرى:

 

12051 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو بكر عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله يستفتونك في الكلالة فما الكلالة قال تجزيك آية الصيف قلت لأبي إسحاق هو من مات ولم يدع ولدا ولا والدا قال كذلك ظنوا أنه كذلك

 

12050 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا حامد بن محمد بن شعيب ثنا زهير بن حرب أبو خيثمة ثنا شبابة بن سوار ثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر الحديث قال فيه ما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أو ما نازلت رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء أكثر من آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك منها آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } إلى آخر الآية وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ وهو ما خلا الأب كذا أحسب رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب

 

12057 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نصر ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان قال قال عمرو سمعت الحسن بن محمد يحدث قال: سألت بن عباس عن الكلالة فقال من لا ولد له ولا والد فقلت له قال الله {إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت} فغضب وانتهرني وقال من لا ولد له ولا والد

 

وفي مسند أبي داوود الطيالسي:

 

60 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع مرة قال قال عمر: ثلاث لأن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عنها أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم الخلافة والكلالة والربا فقلت لمرة ومن يشك في الكلالة هو ما دون الولد والوالد قال إنهم يشكون في الوالد

 

26 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الله الحميري قال حدثنا بن عباس قال: أنا أول الناس أتى عمر رضي الله عنه حين طعن فقال يا بن عباس احفظ عني ثلاثا فإني أخاف أن لا يدركني الناس إني لم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس خليفة وكل مملوك لي عتيق فقيل له استخلف فقال أي ذلك فعلت فقد فعله من هو خير مني إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر رضي الله عنه وإن أدع الناس إلى أمرهم فقد تركه رسول الله صلى الله عليه و سلم ..إلخ

 

في قراءة سعد بن أبي وقاص التي رواها الطبري وابن كثير وغيرهما في التفاسير (وله أخ أو أخت من أم)، ذكر الطبري اختلافًا واسعًا بين المفسرين والصحابة عن معنى الكلالة، وكان أبو بكر وعمر متحيرين في معناها، فحدداه بمعنى من لا وراث له من والدين أو أجداد أو أبناء، وله إخوة من أم، وقال ابن عباس برأي آخر غيرهم أنه من لا أبناء له فقط وله والدان أو أحدهما وأخوة من أمه، وقال آخرون بل من لا وارث له من والدين وله ولد أو أولاد! كل ذلك أدى إلى اختلاف عند كل فريق في أحكام الميراث!

 

اختلاف المفسرين والفقهاء في معنى الكلالة، ولعله سبب من أسباب استشكال عمر في الأحاديث على عدم الوضوح:

 

قال الطبري:

 

واختلف أهل التأويل في"الكلالة".

فقال بعضهم: هي ما خلا الوالد والولد.

* ذكر من قال ذلك:

8745 - حدثنا الوليد بن شجاع السَّكوني قال، حدثني علي بن مسهر، عن عاصم، عن الشعبي قال: قال أبو بكر رحمه الله عليه: إني قد رأيت في الكلالة رأيًا = فإن كان صوابًا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان، والله منه بريء =: أن الكلالة ما خلا الولد والوالد. فلما استخلف عمر رحمة الله عليه قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه (1).

 

(1) الأثر: 8745 - أخرجه البيهقي في السنن 6: 223، 224، وابن كثير والبغوي 2: 370، والدر المنثور 2: 250، ونسبه أيضًا لعبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وفي الدر والبيهقي: "فلما طعن عمر"، وفي ابن كثير: "فلما ولي عمر"، وإحدى روايتي البيهقي، ورواية البغوي كرواية الطبري: "فلما استخلف".

 

8746 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا عاصم الأحول قال، حدثنا الشعبي: أن أبا بكر رحمه الله قال في الكلالة: أقول فيها برأيي، فإن كان صوابًا فمن الله: هو ما دون الولد والوالد. قال: فلما كان عمر رحمه الله قال: إني لأستحيي من الله أن أخالف أبا بكر.

 

8747 - حدثنا [يونس بن عبد الأعلى] قال، أخبرنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي: أن أبا بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالا الكلالة من لا ولد له ولا والد.

8748 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثني أبي، عن عمران بن حدير، عن السميط قال: كان عمر رجلا أيسر، فخرج يومًا وهو يقول بيده هكذا، يديرها، إلا أنه قال، أتى عليّ حين ولست أدري ما الكلالة، ألا وإنّ الكلالة ما خلا الولد والوالد.

 

... 8760 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"وإن كان رجل يورَث كلالة أو امرأة"، والكلالة الذي لا ولد له ولا والد، لا أب ولا جد، ولا ابن ولا ابنة، فهؤلاء الأخوة من الأم.

 

وقال آخرون:"الكلالة ما دون الولد"، وهذا قول عن ابن عباس، وهو الخبر الذي ذكرناه قبل من رواية طاوس عنه: أنه ورَّث الإخوة من الأم السدس مع الأبوين.

 

[8734 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال، السدس الذي حجبتْه الإخوة الأمَّ لهم، إنما حجبوا أمهم عنه ليكون لهم دون أمهم.]

 

وقال آخرون: الكلالة ما خلا الوالد.

* ذكر من قال ذلك:

8765 - حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا سهل بن يوسف، عن شعبة، قال: سألت الحكم عن الكلالة قال: فهو ما دون الأب.

 

بمراجعتي لقاموس لسان العرب اتضح لي أن العرب قبل محمد استعملوا الكلمة بمعنى الأقارب البعيدين، لكنهم لم يضعوا للكلمة تحديدًا دقيقًا:

 

...وقيل ما لم يكن من النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ وقالوا هو ابن عمِّ الكَلالِة وابنُ عمِّ كَلالةٍ وكَلالةٌ وابن عمي كَلالةً وقيل الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه بنسبك كابن العم ومن أَشبهه وقيل هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل وقال اللحياني الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم والعرب تقول لم يَرِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق قال الفرزدق ورِثْتم قَناةَ المُلْك غيرَ كَلالةٍ عن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شمسٍ وهاشم ابن الأَعرابي الكَلالةُ بنو العم الأَباعد وحكي عن أَعرابي أَنه قال مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم ويقال هو مصدر من تكَلَّله النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له منهما أَحد فسمي بالمصدر وفي التنزيل العزيز وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً. (اهـ)

 

 وقد احتار المسلمون في معناها، فمحمد لم يحدد معناها بدقة لهم، ألم يكن الله قادرًا على توضيح معاني كلامه وخاصةً أن الكلام هنا متعلق بأحكام شرعية، مواريث ومال، يعني من محكم الآيات حسب زعم محمد، وليس من الآيات المتشابهات عن اللاهوت والغيبيات؟! ويبدو أن عمر سأل محمدًا كثيرًا عن معنى الحكم والمصطلح، ولسببٍ ما لم يعطه محمد ردًّا شافيًا واضحًا، لسبب ما، ربما لأن محمدًا في آخر عمره ككل كبار السن أصابه ضيق الصدر وعدم طول البال حتى أنه نهاهم عن كثرة سؤاله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} المائدة، والمائدة هي آخر سورة صاغها محمد، وأدرك محمد الموت قبلَ ودونَ أن يعطي إجابة لأمته عن معنى التشريع بدقة ومعنى كلمة الكلالة! فظل التشريع الإسلامي فيه خلل ونقص وعدم وضوح معنى إلى الأبد من جهة ما كان يُقصَد بالتشريع. أما عمر فيبدو أنه ظل متحيرًا في معناها ومات قتيلًا قبل أن يصل إلى تحديد معناها.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)} النساء

 

روى البخاري:

 

4579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الشَّيْبَانِيُّ وَذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ السُّوَائِيُّ وَلَا أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ إِلَّا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ } قَالَ كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ إِنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا وَإِنْ شَاءُوا زَوَّجُوهَا وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ

 

وأخرجه والبيهقي في السنن الكبرى 7: 138، وأبو داود في سننه 2: 310 رقم: 2089، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 2: 131، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والنسائي وابن أبي حاتم. والطبري في تفسير سورة النساء.

 

هذه ممارسات لا توجد في أي مجتمع متحضر اليوم، وبانتهاء أسباب الصياغة "النزول"، يصير النص بلا ضرورة ولا معنى.

 

{ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)}

 

ممارسات وشعائر خاصة بوثنيي شبه جزيرة العرب في زمن محمد حيث كانوا يكرسون بعض المواشي والأنعام للآلهة الوثنية الخرافية ويعلّمونها بطقس شق أذنها بطريقة بشعة مؤلمة، وبانتهاء الوثنية العربية أصبحت نصوصًا بلا ضرورة، لا يوجد في القرآن بطبيعة الحال أي نقاش وجدال ونقد عن الهندوسية والبودية في فلسفاتهما وخرافاتهما وتشريعاتهما، لأن القرآن ابن بيئته ومحدود بها، وليس إلهيًّا.

 

{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)}

 

خطاب موجه إلى محمد في زمنه كشخص، ومفهوم منطوق النص أنه زعم أنه سيشهد على عدم نصرهم وتمويلهم لحروبه العدوانية الإرهابية يوم القيامة الخرافي، يعني يشهد على اليهود والمتظاهرين بالإسلام لحماية أنفسهم (المنافقين). بصرف النظر عن تأويلات خرافية أخرى للنص وردت في أحاديث، فبموته فهو حتمًا لا يعلم بأفعال باقي الناس من بعده، بل وحتى في حياته هو لا يعلم كل أفعال الناس من أمته وغيرها، بل المقصود الأشخاص الذين يتحدث عنهم النص ممن نصحوا نصيحة حكيمة فاضلة بعدم تمويل الإرهاب.

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)} النساء

 

سبق وترجمت ما استطعت عن كلمة طاغوت، وكلمة جبت كذلك عليها كلام، من راجع تفسير الطبري سيرى تخبطًا لانهائيًّا في معنى الكلمتين، مما يؤكد أنهما غير عربيتين في الأصل، ومن ترجمة أخينا ابن المقفع لقطعة من (المفردات الأجنبية في القرآن) لآرثر جيفري نقتبس:

 

جِبت


النساء: 54


تظهر فقط برفقة الكلمة الإثيوبية "طاغوت" في عبارة "ويؤمنون بالجبت والطاغوت." لم يعرف المفسرون ما عساهم يفعلون بها, ونستطيع من أعمالهم أن نجمع عشرين نظرية حول معناها, فهي إما تعني صنما أو كاهنا أو ساحرا أو سحرا أو شيطانا أو غير ذلك. من المتفق عليه عموما أنها كلمة عربية, على سبيل المثل يدعي البيضاوي أنها تعني "جبس" بلهجة أخرى, وهي نظرية أخذها عنه الراغب في المفردات ص83, وآخرون. إلا ان بعض القاموسيين اعترفوا بأنها كلمة أعجمية (انظر الجواهري ورأيه في هذه المفردة في لسان العرب2 ص325) , ومن السيوطي في كتابه الإتقان ص320 نتعلم أن بعضهم حتى عرفوا أنها مفردة إثيوبية

  اقترح مرگليوث في ERE, vi ص249 أنها نفسها الكلمة اليونانية glupte- γλυπτالمذكورة في الترجمة السبعينية والمشتقة من glufo - γλυφω بمعنى "ينحت أو ينقش" والمستخدمة لترجمة كلمة פסל في سفر اللاويين26: 1. هذا يعني بأن معناها قريب جدا من معنى كلمة طاغوت, ولهذه النظرية ثقل تمنحه شهادات تفضيل المفسرين لها. إلا أن من الصعب أن نرى كيف تدخل الكلمة اليونانية مباشرة إلى العربية من دون أن تترك أي أثر في السريانية. إن الأكثر احتمالا أن مرجعية السيوطي في هذا الشأن كانت مصيبة ولو لمرة, وأن الكلمة بالفعل كلمة حبشية.

 

لقد عرف ذلك دڤوراك في Fremdw ص50, ونولديكه في  New Beitrage ص48, والذي بين أن  አምላከ፡ግብት  (أ م ش ك – گ ب ت) مقابلة لعبارة θεός πρόφατυς أي إله مزيف, وفي مفردةግብት   (گ ب ت) نجد الصيغة التي نحتاجها.

 

قارن مع تخبط المفسرين كما نقل الطبري:

 

ثم اختلف أهل التأويل في معنى"الجبت" و"الطاغوت".

فقال بعضهم: هما صنمان كان المشركون يعبدونهما من دون الله.

*ذكر من قال ذلك:

9764 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر قال، أخبرني أيوب، عن عكرمة أنه قال:"الجبت" و"الطاغوت"، صنمان.

* * *

وقال آخرون:"الجبت" الأصنام، و"الطاغوت" تراجمة الأصنام.

*ذكر من قال ذلك:

9765 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت"،"الجبت" الأصنام، و"الطاغوت"، الذين يكونون بين أيدي الأصنام يعبّرون عنها الكذبَ ليضلوا الناس.

* * *

وزعم رجال أنّ"الجبت"، الكاهن، و"الطاغوت"، رجل من اليهود يدعى كعب بن الأشرف، وكان سيِّد اليهود.

* * *

وقال آخرون:"الجبت"، السحر، و"الطاغوت"، الشيطان.

*ذكر من قال ذلك:

9766 - حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد قال: قال عمر رحمه الله:"الجبت" السحر، و"الطاغوت" الشيطان.

9767 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد العبسي، عن عمر مثله. (2)

9768 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا عبد الملك، عمن حدثه، عن مجاهد قال:"الجبت" السحر، و"الطاغوت" الشيطان.

9769 - حدثني يعقوب قال، أخبرنا هشيم قال، أخبرنا زكريا، عن الشعبي قال:"الجبت"، السحر، و"الطاغوت"، الشيطان.

9770 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"يؤمنون بالجبت والطاغوت"، قال:"الجبت" السحر، و"الطاغوت"، الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم.

9771 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن عبد الملك، عن قيس، عن مجاهد قال:"الجبت" السحر، و"الطاغوت"، الشيطان والكاهن.

وقال آخرون:"الجبت"، الساحر، و"الطاغوت"، الشيطان.

*ذكر من قال ذلك:

9772 - حدثنا يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: كان أبي يقول:"الجبت"، الساحر، و"الطاغوت"، الشيطان.

* * *

وقال آخرون:"الجبت"، الساحر، و"الطاغوت"، الكاهن.

*ذكر من قال ذلك:

9773 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في هذه الآية:"الجبت والطاغوت"، قال:"الجبت" الساحر، بلسان الحبشة، و"الطاغوت" الكاهن.

9774 - حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن رفيع قال:"الجبت"، الساحر، و"الطاغوت"، الكاهن.

9775 - حدثنا ابن المثنى قال، حدثني عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن أبي العالية أنه قال:"الطاغوت" الساحر، و"الجبت" الكاهن.

9776 - حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن داود، عن أبي العالية، في قوله:"الجبت والطاغوت"، قال: أحدهما السحر، والآخر الشيطان.

* * *

وقال آخرون:"الجبت" الشيطان، و"الطاغوت" الكاهن.

*ذكر من قال ذلك:

9777 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"يؤمنون بالجبت والطاغوت"، كنا نحدَّث أن الجبت شيطان، والطاغوت الكاهن.

9778 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة مثله.

9779 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال:"الجبت" الشيطان، و"الطاغوت" الكاهن.

* * *

وقال آخرون:"الجبت" الكاهن، و"الطاغوت" الساحر.

*ذكر من قال ذلك:

9780 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن سعيد بن جبير قال:"الجبت" الكاهن، و"الطاغوت" الساحر.

9781 - حدثنا ابن بشار قال، حدثنا حماد بن مسعدة قال، حدثنا عوف، عن محمد قال في الجبت والطاغوت، قال:"الجبت" الكاهن، والآخر الساحر.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}

 

صيغة لا تصلح لأي عصر بعد زمن موت محمد، بعد لحظة واحدة حتى من موته، فكيف سيرجعون إليه ويردون إليه المسائل التي تستجد ويختلفون ويتنازعون فيها! نص لم يعد له لزوم أو استعمال.

 

{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)}

 

{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)}

 

نفس التعليق، خطاب إلى محمد وعن نفسه، دائمًا عن نفسه.

 

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)}

 

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}

 

خطاب وهمي إلى محمد، مرتبط بأحداث قديمة في حياته عن سرقة ابن أبيرق واتهامه لآخر بالسرقة، راجعها في باب هل هو خير البشر حقًّا.

 

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}

 

الجملة فيها غموض في الصياغة ونقص وعدم وضوح، وبالكاد يمكن فهم وتخمين مقصودها.

 

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}

 

جملة (وأحضرت الأنفس الشح) فيها غموض، ففعل أُحْضِرَتْ مبني للمجهول والأنفس نائب فاعل، فما موقع الشح في الجملة وما سبب نصبها بالفتحة؟!، جملة فيها شيء ما غلط في البناء، والعجب أن رغم تعدد القراآت لكثير من كلمات القرآن وآياته، فلا يوجد أي تنوع في القراءة لهذا الجملة، ربما لو كان لها: (وأَحْضَرَتْ الأنفسُ الشحَّ) بحيث تصير الأنفس فاعلًا، أو (وأُحْضِرَتْ الأنفسُ الشحُّ) فتصير الشح صفة، لكان كلاهما قراءة معقولة محتملة، ولا يصلح أن نعتبر الشحَّ بالفتحة_كما هي نص القرآن_حالًا، لأن الحال كان سيأتي نكرة (شحًّا أو شحيحةً أو أشحاءَ). واختلفوا في تفسيرها على أنه شح المرأة على نفس ومال زوجها في غيرتها على ضرائرها، أو أنه عدم تنازل أي من الزوجين عن شيء للآخر للتراضي.

 

{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)}

 

من أخطاء القرآن النحوية، لكنْ بالسكون لا تعمل ولا تنصب ما بعدها، فما بعدها مرفوع، والتزم محمد بهذه القاعدة، لكنه هو أو أحد من نسخوا المصحف ونقّحوه غلط ووضع في الكلمات المعطوف عليها التي تتبع نفس الإعراب كلمة (والمقيمين) منصوبة بالياء! تأويلات المفسرين وكتب إعراب القرآن عن ذلك مضحكة، لو استمعنا لهم فيجب أن نعطي تلميذًا في الامتحان يكتب بأغلاط كهذه علامة متفوق وممتاز وربما درجات إضافية لتشجيعه على غلطه، إذا قبلوا بهذا لإفساد تعليم اللغة فهم على حق والقرآن صحيح، ونحن آسفون لأننا اعتقدنا أن هناك شيئًا اسمه قواعد نحوية وصرفية للغة.

 

جاء في فضائل القرآن للقاسم بن سلام:

 

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عُرِضَتْ عَلَى عُثْمَانَ، فَوَجَدَ فِيهَا حُرُوفًا مِنَ اللَّحْنِ، فَقَالَ: " لَا تُغَيِّرُوهَا فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتُغَيِّرُهَا، أَوْ قَالَ: سَتُعَرِّبُهَا بِأَلْسِنَتِهَا، لَوْ كَانَ الْكَاتِبُ مِنْ ثَقِيفٍ، وَالْمُمَلِّي مِنْ هُذَيْلٍ لَمْ تُوجَدْ فِيهِ هَذِهِ الْحُرُوفُ "

 

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ: عَنْ قَوْلِهِ {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63] ، وَعَنْ قَوْلِهِ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] وَعَنْ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذَا عَمَلُ الْكُتَّابِ أَخْطَئُوا فِي الْكِتَابِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: " فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَكَانَ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 62] : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُرْوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ قَالَ: قُلْتُ لَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: مَا شَأْنُهَا كُتِبَتْ {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء: 162] ؟ قَالَ: إِنَّ الْكَاتِبَ لَمَّا كَتَبَ قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ فَقِيلَ لَهُ: اكْتُبْ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [النساء: 162]

 

وزعم رواة الطبري أنها في مصحف ابن مسعود: (والمقيمون الصلاة)، لكن ابن مسعود كانت بعض قراآته تصحيحية كما اتضح لنا.

 

65 الطلاق

 

{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}

 

خطاب بصيغة المضارع

 

33 الأحزاب

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}

 

خطاب إلى محمد وبصيغة المضارع كشخص حي منذ أكثر من 1400 سنة، بنفس الصيغة إلى اليوم!

 

24 النور

 

{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)} النور

 

منذ الزمن القديم وهذا النص وُجِّه له نقد، إن أردن تحصنًا، فإذن هل لو كانت المستعبَدة تهوى وتحترف وتعشق الدعارة، يجوز للقوّادين أن يقوّدنهن بسلام وسرور؟! وإذا كن مكرهات فما مغفرة الله لهن على ذلك وهن لم يذنبن لأنه فعل دون إرادتهن وبالإكراه، ونلاحظ أن النص لا يذكر عقوبة للاغتصاب هنا، لأن الإسلام في أصوله لم توجد به عقوبة للاغتصاب ولا تعريف قانوني وتجريم له، هناك فقط عقوبة على الحرية الجنسية بإقامة علاقة دون زواج، وهي عقوبة على الحرية الشخصية، أما الاعتداء على الآخرين وهو موضع وسبب وجود القوانين والتشريعات فأغفله وأهمله قرآن محمد، لو اغتصب شخصٌ امرأة فحسب الإسلام ليس عليه سوى "حد الزنا". القوّاد يتربح من استغلاله للنساء، ولذلك حتى أكثر الدول انفتاحًا من التي تسمح بالدعارة كنشاط، لا تسمح بالقوادة لأنها استغلال وبلطجة واستعباد للنساء، وقد تحاول بعضها إغراء النساء الساقطات بمبلغ مالي شهري تشجيعي مقابل إيجاد مهنة محترمة قد تساعدهن على إيجادها، والالتزام بحسن السلوك وعدم احتراف الدعارة.

 

{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}

 

جاء في كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي:

 

2241- حَدَّثَنا زيد بن أخرم أبو طالب الطائي ، حَدَّثَنا بشر بن عُمَر ، حَدَّثَنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عَن الزُّهْرِيّ ، عَن عُرْوَة ، عَن عَائشَة، قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمنائهم ويقولون لهم : قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم فكانوا يقولون : إنه لا يحل لنا إنهم أذنوا عن غير طيب نفس فأنزل الله عز وجل : {وليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أَو بيوت آباءكم أَو بيوت أمهاتكم أَو بيوت إخوانكم أَو بيوت أخواتكم أَو بيوت أعمامكم أَو بيوت عماتكم} إلى قوله : {أو ما ملكتم مفاتحه}.

قال البزار : لاَ نعلمُ رواه عَن الزُّهْرِيّ ، إلاَّ صالح.

 

قال الحافظ الهيثمي في المجمع ج7 ص84 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وقال السيوطي في لباب النقول سنده صحيح.

 

وجاء في أسباب النزول لابن أبي حاتم:

 

قَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا. [61] .

«654» - قَالَ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ: نَزَلَتْ فِي حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لَيْثِ بن عمرو، فكانوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ وَحْدَهُ، فَرُبَّمَا قَعَدَ الرَّجُلُ وَالطَّعَامُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الرَّوَاحِ- وَالشَّوْلُ حُفَّلٌ، وَالْأَحْوَالُ مُنْتَظِمَةٌ- تَحَرُّجًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ وَحْدَهُ، فَإِذَا أَمْسَى وَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا أَكَلَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.

«6541» م- وَقَالَ عِكْرِمَةُ: نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانُوا لَا يَأْكُلُونَ إِذَا نزل بهم ضعيف إِلَّا مَعَ ضَيْفِهِمْ، فَرَخَّصَ [اللَّهُ تَعَالَى] لَهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا كَيْفَ شَاءُوا جَمِيعًا:

مُتَحَلِّقِينَ أَوْ أَشْتَاتًا مُتَفَرِّقِينَ.

 

وقال الطبري:

 

حدثني عليّ، قال: ثني عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا) من بيوتكم ... إلى قوله: (أَوْ أَشْتَاتًا) وذلك لما أنزل الله (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) فقال المسلمون: إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام من أفضل الأموال، فلا يحلّ لأحد منا أن يأكل عند أحد، فكفّ الناس عن ذلك، فأنزل الله بعد ذلك (لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ) ... إلى قوله: (أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ) .

 

... حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ) ... الآية، كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض، فقال بعضهم: إنما كان بهم التقذّر والتقزّز. وقال بعضهم: المريض لا يستوفي الطعام، كما يستوفي الصحيح والأعرج المنحبس، لا يستطيع المزاحمة على الطعام، والأعمى لا يبصر طيب الطعام، فأنزل الله (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ) حرج في مؤاكلة المريض والأعمى والأعرج، فمعنى الكلام على تأويل هؤلاء: ليس عليكم أيها الناس في الأعمى حرج أن تأكلوا منه ومعه، ولا في الأعرج حرج، ولا في المريض حرج، ولا في أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم، فوجّهوا معنى "على" في هذا الموضع إلى معنى "في".

 

... حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ) قال: كان رجال زمنى. قال ابن عمرو في حديثه: عميان وعرجان. وقال الحارث: عمي عرج أولوا حاجة، يستتبعهم رجال إلى بيوتهم، فإن لم يجدوا طعاما ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم، ومن عدّد منهم من البيوت، فكره ذلك المستتبعون، فأنزل الله في ذلك (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ) وأحلّ لهم الطعام حيث وجدوه.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: كان الرجل يذهب بالأعمى والمريض والأعرج إلى بيت أبيه، أو إلى بيت أخيه، أو عمه، أو خاله، أو خالته، فكان الزمني يتحرّجون من ذلك، يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم، فنزلت هذه الآية رخصة لهم.

 

من نافلة القول أن أقول أن هذا ذكر لأمور بديهية باستفاضة وإسهاب كلامي بلا داعٍ، لأنها قواعد معروفة لأي مجتمع طبيعي، لا تتطلب تشريعًا، على غرار أنه لا عيب في أن أزور أحد أقاربي وآكل عنده، هذه أمور فطرية تتعلق بالاجتماع والمودّة عند البشر، أو أن آكل كيفما شئتُ وحدي أو مع جماعة. وقبل هذا النص نصٌّ كذلك عن الاستئذان عليه نفس التعليق، وبه عيوب ذكرتها بباب التشريعات الشاذّة.

 

22 الحج

 

{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)}

 

نص يستحق النقد اللغوي، فصواب الصيغة كان أن يقول إما (ولكنْ ما يناله التقوى منكم) أو (ولكنْ ينال التقوى منكم).

 

48 الفتح

 

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)}

 

خطاب إلى محمد كشخص حي. قراءة جريدة قديمة.

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) ِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}

 

الجملة فيها التباس وصيغة سيئة، لأن الضمير في تعزروه يعني تنصروه يعود على محمد، في حين أن الضمير في وتوقروه وتسبحوه يعود على الله الخرافي، لكن لا تنسَ أنه كما قال محللون نفسيون نقدوا شحصية وسيرة محمد أن الله الوهمي ليس سوى ذات محمد المتضخمة، وكما نقول نحن نقاد سيرته أنه نجدة وملاذ وهمي له لفرض رغباته وشهواته على الناس باسم الكائن الوهمي وسلطانه الخرافي.

 

49 الحجرات

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}

 

نصوص مرتبطة بأحداث في زمن محمد، لم يعد لها أي لزوم ولا استخدام اليوم، وهي مرتبطة بباب (سخافة بعض أسباب الصياغة)، وهي سخيفة الداعي لصياغتها عند محمد ومضمونها على السواء.

 

{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7)}

 

لم يعد هناك محمد حي، ولا مجال تشريعي ديني مفتوح للتعديل والإضافة في الإسلام، يوجد فقط حرية لعمل قوانين مدنية متحضرة غير دينية، لجمود التشريعات الدينية الهمجية بطبيعتها.

 

 

 

9 التوبة

 

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)} التوبة

 

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)} التوبة

 

{وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)} التوبة

 

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} التوبة

 

خطابات بلاغية من محمد إلى نفسه، بدعوى أنها من الله الخرافي، وفيها أنه يرى ما يفعلونه ويتابعهم، طبعًا هذا كان جزئيًّا أيام حياته، فهو حتمًا لم ير كل الأمور، ولا اهو يمكنه رؤيتها بعد موته إلا إن كان إلهًا يرى كل شيء!

 

{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)}

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)}

 

{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85) وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86)}

 

{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}

 

كلام محمد مع نفسه، وتركيزه وتمركزه الشديد حول ذاته، كأنها محور الكون، وبموت محمد وانتهاء الأحداث المذكورة وأسباب الصياغة "النزول كما يقولون" تصير كل هذه النصوص كأنها جريدة قديمة بالية.

 

5 المائدة

 

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69)}

 

عطف (الصابئون) مرفوعة بالواو على جملة (الذين آمنوا) وهي في محل نصب اسم إن، خطا نحويًّا، لأن الكلمة المصاغة على نحوٍ صحيح كانت ستكون: والصابئين.

 

جاء في فضائل القرآن للقاسم بن سلام:

 

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عُرِضَتْ عَلَى عُثْمَانَ، فَوَجَدَ فِيهَا حُرُوفًا مِنَ اللَّحْنِ، فَقَالَ: " لَا تُغَيِّرُوهَا فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتُغَيِّرُهَا، أَوْ قَالَ: سَتُعَرِّبُهَا بِأَلْسِنَتِهَا، لَوْ كَانَ الْكَاتِبُ مِنْ ثَقِيفٍ، وَالْمُمَلِّي مِنْ هُذَيْلٍ لَمْ تُوجَدْ فِيهِ هَذِهِ الْحُرُوفُ "

 

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ: عَنْ قَوْلِهِ {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63] ، وَعَنْ قَوْلِهِ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] وَعَنْ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُخْتِي، هَذَا عَمَلُ الْكُتَّابِ أَخْطَئُوا فِي الْكِتَابِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: " فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَكَانَ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 62] : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُرْوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ قَالَ: قُلْتُ لَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: مَا شَأْنُهَا كُتِبَتْ {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء: 162] ؟ قَالَ: إِنَّ الْكَاتِبَ لَمَّا كَتَبَ قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ فَقِيلَ لَهُ: اكْتُبْ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [النساء: 162]

 

{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103)} المائدة

 

بانتهاء وانقراض ممارسة طقوس ومعتقدات وثنية عربية كهذه من أكثر من 1400 عام، تكون بعض نصوص القرآن تراث بالٍ بلا فائدة، ربما لو عملوا إسلامًا من جديد وقرآنًا جديدًا لاحتاجوا نصوصًا تناقش باحترافية فلسفية وعلمأدينية البودية والهندوسية بفلسفاتهما، بل وإصلاح أخطاء محمد اللاهوتية في نقاشه مع المسيحيين حينما قال في سورة المائدة: 116 أن مريم من ضمن الأقانيم الثلاثة عندهم، وقوله أن اليهود مشركون ويعتقدون أن عزير ابن الله في سورة التوبة: 30، هذه أخطاء تحتاج لاستدراك في نسخة جديدة من قرآنهم الخرافي لو شاؤوا عمل تحديث وتنقيح له، وكذلك عمل نصوص جديدة تناقش البودية والهندوسية ومذاهب الفكر الحر المعاصر، لكن من قال أن خرافات دينية يمكنها أن تكون بقيمة وعقلانية ومنطقية الفكر الحر العلماني المستنير بالعلوم الحديثة البحتة وعلم الأخلاق الفلسفي؟!

 

ملاحظات عامة

 

روى البخاري:

 

5033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا

 

وروى مسلم:

 

[ 789 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت

 

 [ 789 ] حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالوا حدثنا يحيى وهو القطان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي كلهم عن عبيد الله ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن ح وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا أنس يعني بن عياض جميعا عن موسى بن عقبة كل هؤلاء عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث مالك وزاد في حديث موسى بن عقبة وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به نسيه

 

 [ 790 ] وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئسما لأحدهم يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها

 

 [ 790 ] حدثنا بن نمير حدثنا أبي وأبو معاوية ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله تعاهدوا هذه المصاحف وربما قال القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقله قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقل أحدكم نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي

 

 [ 790 ] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج حدثني عبدة بن أبي لبابة عن شقيق بن سلمة قال سمعت بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بئسما للرجل أن يقول نسيت سورة كيت وكيت أو نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي

 

 [ 791 ] حدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ولفظ الحديث لابن براد

 

وانظر أحمد 3620 و19546 و19685.

 

روى أحمد:

 

17317 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللهِ، وَتَعَاهَدُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي الْعُقُلِ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق المَرْوَزي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. موسى بن عُلَيّ: هو ابن رباح اللَّخْمي.

وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلاّم في "فضائل القرآن" ص29، وابن أبي شيبة 2/500 و10/477، والدارمي (3348) و (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (8034) ، وابن حبان (119) ، الطبراني في "الكبير" 17/ (801) ، وفي "الأوسط" (3211) من طرق عن موسى بن عُلَيّ، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (17361) و (17394) .

والحديث دون قوله: "وتغنَّوا به" سلف ما يشهد له في مسند عبد الله بن مسعود عند الحديث رقم (3620) . وأما قوله: "وتغنَّوا به" فيشهد له حديث أبي هريرة، بلفظ: "ما أذِن الله لشيء ما أذِن لنبيٍّ أن يتغنَّى بالقرآن"، وقد سلف برقم (7670) وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

وحديث سعد بن أبي وقاص، وقد سلف برقم (1476) ، بلفظ: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن".

قال السندي: قوله: "وتعاهدوه"، أي: حافظوا عليه بالتكرار والمداومة على تلاوته. "وتغنَّوا به"، أي: اقرؤوه بأحسن صوت. "تفلُّتاً": تخلُّصاً وفراراً من الصدور. "في العُقُل": جمع عقال.

 

طبيعي أن يكون حفظه قابلًا للذهاب والنسيان بسهولة، لأنه نص ممل باعتراف الحديث ضمنيًّا، مليء بالأفكار الخرافية مع تكرارها بصورة مملة لا تتوقف، مع أحكام وأفكار شمولية ورجعية وخرافية لا تقدم ولا تؤخر، بل الحريُّ بها أن تؤخر التقدم والعلم والتحضر.

 

 

 

نقد لغوي لبعض الأحاديث من جهة الأخطاء النحوية والصرفية والبلاغة

 

رفع خبر إن ومسألة استعمال كلمة قس وقسيسين على أنها شتيمة

 

روى أحمد:

 

* 17711 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، حَدَّثَهُ: أَنَّهُ، مَرَّ وَصَاحِبٌ لَهُ بِأَيْمَنَ وَفِتيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ ، فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ يَجْتَلِدُونَ بِهَا، وَهُمْ عُرَاةٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ قَالُوا: إِنَّ هَؤُلَاءِ قِسِّيسِينَ (1) فَدَعُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، حَتَّى دَخَلَ وَكُنْتُ أَنَا وَرَاءَ الْحُجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " سُبْحَانَ اللهِ، لَا مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا، وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا "، وَأُمُّ أَيْمَنَ عِنْدَهُ تَقُولُ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَبِلَأْيٍ مَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ

 

(1) كذا في سائر الأصول الخطية و"مسند" أبي يعلى، وعلى هذه الرواية شرح السندي كما سيأتي، وفي (م) و"فتوح مصر" و"شُعب الإيمان": قسيسون، وهو الجادة.

 

إسناده صحيح. هارون: هو ابن معروف المروزي، وعمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب المصري. وأخرجه-أبو يعلى (1540) ، عن هارون، بهذا الإسناد. وفى آخره: قال عبد الله: فبأبي ما استغفر لهم. وأخرجه البيهقي في "شعب الايمان" (7763) من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، به. وعنده: فلا والله ما استغفر لهم. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص301، والبزار (2029- كشف الأستار) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد، به. وقال في آخره: غفر الله له.

قال السندي: قوله: "وصاحبٌ له"، أي: مرَّ هو وصاحب له، ففيه العطف على الضمير المرفوع المتصل بلا فصل ولا توكيد. "مخاريق" جمع مخراق، وهو ثوب يُلف ويَضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً. "قسيسين" بكسر قاف وتشديد سين مكسورة، والقسيس: هو العالم في لغة الروم، والظاهر قسيسون بالواو رفعاً، إلا أن يقال التقدير: إنهم على فعلهم، أو على حالهم، فهو على تقدير المضاف ثم إبقاء المضاف إليه بعد حذف المضاف على الجر. "تبددوا"، أي: تفرقوا. "فبلأيِ" بفتح اللام بعدها همزة ساكنة وبعدها ياء، والباء جارة، أي: بعد مشقة وجهد وإبطاء.

 

 

يوجد خطأ لغوي ثابت في معظم أصول مسند أحمد هو نصب خبر إن بدل رفعها! "إن هؤلاء قسيسين"، إنه لمشكوكٌ فيه بدرجة كبيرة أن عربيًّا من القدماء الأوائل بما فيهم محمد كان سيرتكب غلطة في أساسيات اللغة البسيطة كهذه، قبل عصر الفتوحات وحصول النسل المختلط مع الشعوب (الموَلَّدين) مرتكبي الأخطاء النحوية والصرفية (اللحن في اللغة). أما تبرير السندي الذي يراه القارئ في الهامش المنقول عن حاشية السندي على مسند أحمد فمثله ككل ما سلف من تبريرات للفقهاء الكوميديين مسلوبي العقول والإرادات والضمائر والتمييز يجعلنا نتساءل هل هو يتكلم عن اللغة العربية التي نعرفها، أم يتكلم عن لغة أخرى ربما السنسكريتية؟! لو دققت النظر فكلامه الغير منطقي يخالف منطق اللغة العربية بل وجميع اللغات البشرية على الأقل الحديثة التي نعرفها. أولًا قال على حالهم (والحال منصوب)، لا يوجد ما يعمل عمل حال في الجملة، لو هناك مصدر مأوَّل لكان كلامه مقبولًا، كقولي :أكلي الفاكهةَ طازجةً، لكن هذه جملة اسمية لا مصدر مأوَّل فيها. واضحة كالشمس لا لبس فيها، ثم عاد وناقض نفسه وتكلم عن مضاف إليه مجرور (يعني علامة جره الياء مثل النصب) لكن لا يوجد في الجملة من حيث معرفتنا باللغة العربية ما يضع مضافًا مقدرًا في الجملة، لأن تقدير كلمة ما يمكن أن تكون أي كلمة في الوجود، فهل مطلوب منا ضرب الودع ووشوشته لأجل كلمة لا تقدير لها من الأساس في الجملة؟! لماذا لا نعترف ببساطة أن بعض مخطوطات المسند بل في الحقيقة معظمها وقت فيها غلطة أو أن الرواي أو الناسخ غلط، أو أن الحديث نفسه ملفق؟! لأن علم الإسناد الخزعبلي الوهمي الزائف يرفض ذلك كي لا ينهار الكيان المعرفي الزائف الذي بنوه من الرمال الواهنة!

 

ربما يخبرنا هذا أن الحديث على صحة إسناده وجماله وروعته وعلوه وثقة رجاله _كما يقولون في علم الأسانيد_ملفَّق غالبًا، لم يكن عنصر الثقافة الإسلامية قد اكتمل ليصف بعنصرية الناس بأنهم قسيسون كشتيمة، محمد لم يتعامل مع المسيحيين بحكم كونه في يثرب سوى قليلًا، كمصادر له مثلًا للأساطير، لكن لم يكن هناك كثيرون منهم في مكة ويثرب بحيث يحدث احتكاك كبير مع المسلمين الأوائل. الاحتكاك الحقيقي حدث بفتح مصر والشام في عصر الخلفاء الأربعة الأوائل والتعامل مع هذين الشعبين في عصر الأمويين والعباسيين مما ولد كراهيات دينية متبادلة مؤسسة على أسس نصية قرآنية قوية.

 

روى أحمد:

 

21962 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، أَنَّ أَبَا الْمُصَبِّحِ الْأَوْزَاعِيَّ، حَدَّثَهُمْ قَالَ: بَيْنَا نَسِيرُ فِي دَرْبِ قَلَمْيَةَ إِذْ نَادَى الْأَمِيرَ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْخَثْعَمِيَّ، رَجُلًا يَقُودُ فَرَسَهُ فِي عِرَاضِ الْجَبَلِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَلَا تَرْكَبُ ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ "

 

إسناده صحيح، ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، وأبو المُصَبِّح الأوزاعي: هو المَقْرَئي الحمصي، وأبو عبد الله المذكور في القصة: هو جابر بن عبد الله الصحابي، وهو الذي روى هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومالك بن عبد الله الخثعمي ذكره البخاري في "تاريخه" في الصحابة، وتبعه ابن حبان، وقيل: لم يكن له صحبة وإنما كان من التابعين والله أعلم، وهذا الحديث قد سمعه من جابر بن عبد الله، وقد مضى في مسنده برقم (14947) من طريق أبي المُصبِّح، عنه بالمرفوع دون ذكر القصة . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ورقة 216 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (661) ، وفي "مسند الشاميين" (609) و (780) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/55، وابن عساكر 16/ورقة 216 من طريق الوليد بن مسلم، به . وقرن الطبراني في رواياته جميعاً بابن جابر عبدَ الله بن العلاء . وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (33) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به . وأخرجه بنحوه الدارمي (2397) ، والطبراني 19/ (662) من طريق عبد الله ابن سليمان بن أبي زينب، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (114) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2777) من طريق زرعة بن عبد الله الوحاظي، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (5963) من طريق سليمان بن موسى الدمشقي، ثلاثتهم عن مالك بن عبد الله الخثعمي، به . ووقع في رواية ابن أبي زينب وحده: أن مالك بن عبد الله مرَّ على حبيب بن مسلمة، بدل جابر . وهذا خطأ، وابن أبي زينب هذا لم نجد له ترجمة . وانظر ما بعده. وانظر أحاديث الباب عند حديث جابر المذكور .

قوله: "في درب قلمية" قال السندي: الدرب في الأصل كل مدخل إلى بلاد الروم، وقلمية، قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم وياء خفيفة: كُورة واسعة من بلاد الروم قرب طَرَسُوس .

 

كلمة (رجلًا) هي الفاعل، فنصبها هنا غلط، فكان الصواب (رجلٌ) فاعل مرفوع بالضمة.

 

وروى أحمد:

 

6126 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا نَحْنُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَجَالَسْنَاهُ، قَالَ: فَإِذَا رِجَالٌ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ ؟ فَقَالَ: بِدْعَةٌ، فَقُلْنَا لَهُ: كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: " أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ " قَالَ: فَاسْتَحْيَيْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِي مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟! يَقُولُ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ "، فَقَالَتْ: " يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَعْتَمِرْ عُمْرَةً إِلَّا، وَهُوَ شَاهِدُهَا، وَمَا اعْتَمَرَ شَيْئًا فِي رَجَبٍ "

 

(2) في هامش (س) و (ظ 1) : ألا تسمعين.

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1775) و(1776) و(4253) و(4254) ، ومسلم (1255) (220) ، والنسائي في"الكبرى" (1421) ، وابن خزيمة (3070) ، وابن حبان (3945) ، والبيهقي 5/10-11 من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي (937) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد ورواية بعضهم مختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.// وقد سلف بنحوه برقم (5383).// وقول ابن عمر عن صلاة الضحى: إنها بدعة. قال ذلك لأنه لم يشاهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها ولا أبو بكر ولا عمر، ومع ذلك فقد استحسنها، وقال: وما أحدث الناس شيئاً أحب إلي منها، فقد روى البخاري (1175) عن مورق، قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر ؟ قال: لا، قلت: فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا إخاله. وهذا الحديث سلف برقم (4758).// ومعنى قوله: لا إخاله: لا أظنه، قال الحافظ: وكأن سبب توقف ابن عمر في ذلك أنه بلغه عن غيره أنه صلاها، ولم يثق بذلك عمن ذكره، وقد جاء عنه الجزم بكونها محدثة. فروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد، عن ابن عمر أنه قال: إنها محدثة، وإنها لمن أحسن ما أحدثوا.// وروى ابن أبي شيبة 2/406 بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج، عن الأعرج، قال: سألت ابن عمر عن صلاة الضحى، فقال: بدعة ونعمت البدعة.

وروى عبد الرزاق (4868) بإسناد صحيح: عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر، قال: لقد قتل عثمان وما أحد يسبحها، وما أحدث الناس شيئاً أحب إلي منها.

وأخرج الطبراني في"الكبير" (13524) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى بدعة.// وأخرج الطبراني في"الكبير"من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى بدعة، ونعمت البدعة.

والاستنان : قال ابن الأثير: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان، أي: يمره عليها، وقال الحافظ: أي: حس مرور السواك على أسنانها.

 

نص الحديث: ألا تسمعي، خطأ لأنه حذف نون المخاطب المؤنث بدون أن يسبق الفعل ناصب ولا جازم والفعل لم يرد جوابًا لجملة شرط ولا لجملة طلبية.

 

خبر ليس يرد في حديث مرفوعًا بدون ألف النصب المنون (حسب بعض مخطوطات ونسخ البخاري وغيره)

 

روى البخاري:

 

3750 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهُوَ يَقُولُ:

بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ       لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ

وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ

 

وروى أحمد:

 

40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَيَالٍ ، وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ :

وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ

قَالَ : وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عُقبة بن الحارث ، فمن رجال البخاري ، وهو صحابي . عمر بن سعيد : هو ابن أبي حسين النوفلي ، وابن أبي مليكة : هو عبد الله بن عُبيد الله. وأخرجه البزار (53) ، والمروزي (106) ، وأبو يعلى (38) ، والطبراني في " الكبير " (2528) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (3542) و (3750) ، والمروزي (107) ، والنسائي في " الكبرى " (8161) ، وأبو يعلى (39) ، والطبراني (2527) ، والحاكم 3 / 168 من طرق عن عمر بن سعيد ، به . وقد وقع في المطبوع من " مستدرك الحاكم " : عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن أبيه ، عن ابن أبي مليكة ، وهوخطأ ، فوالد عمر بن سعيد ليست له رواية ولا يعرف في الرواة .

قوله : " وا بأبي " ، قال السندي : بألف لينة في آخره ، اسمٌ لأعجب .

وقوله : " بأبي " ، أي : هو مفدّىً بأبي ، أو أفديه بأبي ، و" شِبْه " على الأول خبر بعد خبر لمقدر ، وعلى الثاني خبر لمقدر

، و" ليس شبيهاً " بالنصب في رواية الكتاب ، وكذا في بعض نسخ البخاري ، لكن في غالب نسخه " شبيه " بلا ألف ، فقيل : هو على أن " ليس" حرف عطف كما قاله الكوفيون ، ويحتمل على أن في " ليس " ضمير الشأن ، و" شبيه " خبر لمقدر ، ويمكن أن يُقرأ منصوباً ، وترك الألف خطأ على عادة أهل الحديث أنهم كثيراً ما يكتبون المنصوبَ بلا ألف ، والله تعالى أعلم .

 

وانظر لتبريرات عبد الخرافات المتدني السندي هذا، في أي كتاب نحو قيل أن ليس حرف عطف يجعل ما بعده تابعًا لمتبوعٍ قبله؟! فقد درست كتب النحو بتوسع حتى لهجات القبائل المنقرضة، كدراستي كتاب (النحو المصفّى) فليس فيه شيٌ كهذا (انظر قوله ص608: حروف العطف على ما هو مشهور عشرة أحرف هي (الواو _الفاف_ثُم_حتَّى_أمْ_بلْ_لكنْ_لاَ_إمًّا) لكن الحرف الأخير (إمَّا) موضع أخذ ورد كثير...إلخ). ونفس الكلام عن العشرة حروف يقوله مؤلف النحو الوافي في كتابه بموضوع عطف النسق، ولا يرد في أي كتابٍ للنحو فعل ليس الجامد كحرف عطف لأن الفعل لا يكون حرفًا أصلًا! هذا مخالف لتقسيم الكلام العربي وربما حتى الغير عربي ومنطق اللغة البديهي! أما ادعاؤه عدم كتابة كتبة الأحاديث للألف فادعاء مناقض لما قبله، ولو لم يكن الرجل يعرف أن تبريره الأول حقير وُمزرٍ مزدرى قيمته تتساوى مع القاذورات وما لا أصل له، لما كان احتاج لقول تبريره السخيف الثاني، ولدينا كتابات قديمة أركيولوجية ومصاحف قديمة أثرية اليوم بعضها من القرن الأول الهجري، وتوجد كتابات نادرة عربية من عصر ما قبل محمد وليس فيها عدم كتابة ألف التنوين المنصوب كما زعمه صاحبنا السندي أحد سدَنة أصنام عدم التفكير وهياكل الوهم. أما تبريره بأن ليس ضمير شأن أو فيها ضمير شأن فكيف تكون ليس وهي فعل جامد لا تصريف له ضميرَ شأنٍ في نفس الوقت؟! بأي انعدام منطق؟! ومن قال له أن ورود ضمير شأنٍ (وهو على غرار قولك: "هو: الزمان غدار، وهي: الأيام خائنة") إذا جاء بعده ليس يعطل عمل ليس، ثم من المتخلف الذي سيقتنع بأن ضمير الشأن وهو الغرض منه كما في كتاب النحو الوافي (كان العرب الفصحاء -ومن يحاكيهم اليوم- إذا أرادوا أن يذكروا جملة اسمية، أو فعلية، تشتمل على معنى هام، أو غرض فخم؛ يستحق توجيه الأسماع والنفوس إليه -لم يذكروها مباشرة، خالية مما يدل على تلك الأهمية والمكانة؛ وإنما يقدمون لها بضمير يسبقها؛ ليكون الضمير- بما فيه من إبهام وتركيز، وبخاصة إذا لم يسبقه مرجعه، مُشيرًا للشوق، والتطلع إلى ما يزيل إبهامه، باعثًا للرغبة فيما يبسط تركيزه؛ فتجيء الجملة بعده؛ والنفس متشوقة لها، مقبلة عليها، في حرص ورغبة. فتقديم الضمير ليس إلا تمهيدًا لهذه الجملة الهامة. لكنه يتضمن معناها تمامًا، ومدلوله هو مدلولها؛ فهو بمثابة رمز لها، ولمحة أو إشارة مُوَجّهة إليها.). اهـ. فكيف ستثير انتباهي وتشوقني وتعطيني ضمير شأن بدون أن يكون موجودًا في الجملة من الأصل؟! من قال أن ضمير الشأن الخاص بلفت الانتباه يمكن أن لا يأتي على الإطلاق ويعمل عمله على لفت الانتباه؟ هل مطلوب من الجمهور الساذج المتدين مستلب العقل أن يتسم بالبلاهة والجهل المطبق التام والبلادة ليصدق هراء تافهًا كهذا؟!

كلام  عجيب معناه ليست لنا عقول! على قول ومأثور شعر أبي العلاء المعري الملحد العقلاني القديم.

ويقول عباس حسن مؤلف النحو الوافي هكذا:

 

ولهذا الضمير أحكام، أهمها ستة، وهي أحكام يخالف بها القواعد والأصول العامة؛ ولذلك لا يلجأ إليه النحاة إذا أمكن اعتباره في سياق جملته نوعًا آخر من الضمير.

أولها: أنه لا بد أن يكون مبتدأ، أو أصله مبتدأ، ثم دخل عليه ناسخ، كالأمثلة السابقة. ومثل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ،} ، فقد وقع في الآية مبتدأ.

أو مثل قول الشاعر:

وما هو من يَأسو الكُلُوم ويُتَّقَى ... به نائباتُ الدهر، كالدائم البُخْل

فقد وقع اسمًا لـ"ما" الحجازية. ومثل قول الشاعر:

عَلمْتُه "الحقُّ لا يخفى على أحد" ... فكُنْ مُحِقًّا تَنَلْ مَا شِئْتَ مِن ظَفَرِ

ثانيا: أن يكون صيغته للمفرد؛ فلا يكون للمثنى، ولا للجمع مطلقًا. والكثير فيه أن يكون للمفرد المذكر، مرادًا به الشأن، أو: الحال، أو: الأمر. ويجوز أن يكون بلفظ المفردة المؤنثة عند إرادة القصة، أو: المسألة؛ وخاصة إذا كان فى الجملة بعده مؤنث عمدة2؛ كقوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ 3 أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، وكقوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} . ومثل: "هي؛ الأعمال بالنيات" و"هي؛ الأم مدرسة".

ثالثها: أنه لا بد له من جملة تفسره، وتوضح مدلوله، وتكون خبرًا له -الآن أو بحسب أصله4- مع التصريح بجزأيها؛ فلا يصح تفسيره بمفرد، وبخلاف غيره من الضمائر، ولا يصح حذف أحد طرفي الجملة، أو تقديره.

 

تعليقي على كلام السندي: الشرط الثالث أنه لا بد له من جملة بعده تفسره، ومن المغفل الذي قال أن (شبيهٌ) هي جملة؟! واضح أنها اسم، هذا نظرٌ لأول ثلاث شروط فقط. وباقي الشروط كذلك لا تنطبق، لأن السندي يتكلم عن معدوم وشيء غير موجود ويطلب من القارئ أن يكون مغفّلًا ويتخلى عن عقله ويشتري هذا الهراء منه ويصدقه. أما أنا فكما يقول التعبير الأمِرِكي: لا أشتريه، يعني لا أصدقه. ونحن لم نناقش باقي الشروط لعبثية ذلك فقد انتفى شرط أساسي وفسد ادعاء السندي بتفاهته وعبثيته وعدم احترامه لعلم اللغة وقواعدها المعقدة.

 

روى أحمد:

23245 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي (1) بَكْرٍ، وَعُمَرَ " (2)

 

(1) المثبت من (ظ 5) ، وفي (م) وبقية النسخ: أبو .

(2) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، بين عبد الملك بن عمير وربعي بن حراش: مولى لربعي كما سيأتي في رواية الثوري عن عبد الملك (23276) ، وهو ما رجحه أبو حاتم -كما في "العلل" 2/381- ثم عبد الملك قد توبع كما في الرواية الآتية برقم (23386). زائدة: هو ابن قدامة .

 

أبي بكر عطف بيان، في معظم المخطوطات وقعت أبو بكر كبداية كلام بدلًا من اتباعها ما قبلها في الإعراب كعطف بيان، فالخطأ أصيل في المسند كما يبدو، وما كان محمد ليخطئ خطأ لغويًّا كهذا.

 

16040 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عُلَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى سَطْحٍ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَبْسًا الْغِفَارِيَّ، وَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونِ، فَقَالَ عَبَسٌ: يَا طَاعُونُ خُذْنِي، ثَلَاثًا يَقُولُهَا، فَقَالَ لَهُ عُلَيْمٌ: لِمَ تَقُولُ هَذَا ؟ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ فَإِنَّهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِ، وَلَا يُرَدُّ فَيُسْتَعْتَبَ " فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَادِرُوا بِالْمَوْتِ سِتًّا: إِمْرَةَ السُّفَهَاءِ، وَكَثْرَةَ الشُّرَطِ ، وَبَيْعَ الْحُكْمِ، وَاسْتِخْفَافًا (1) بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَنَشْوًا يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهًا ".

 

(1) في النسخ عدا (م) : واستخفاف. ومثله في "التاريخ الكبير" فيكون معطوفاً على مرفوع.

 

أيضًا خطأ نحوي، كيف تعطف مرفوع على منصوب؟! هذه غلطة لا نقبلها من طالب ابتدائية.

 

رفع الحال بدل نصبه

 

وروى أحمد:

 

(16020) 16116- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَارِظِيِّ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا لَهَبٍ بِعُكَاظٍ ، وَهُوَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا قَدْ غَوَى ، فَلاَ يُغْوِيَنَّكُمْ عَنْ آلِهَةِ آبَائِكُمْ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفِرُّ مِنْهُ ، وَهُوَ عَلَى أَثَرِهِ ، وَنَحْنُ نَتْبَعُهُ ، وَنَحْنُ غِلْمَانُ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ أَبْيَضَ النَّاسِ ، وَأَجْمَلَهُمْ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات، عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد: هو عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد الدراوردي، ضُعِّف في عبيد الله بن عمر العمري فحسب، ووثقه ابنُ سعد ومالك وابنُ مَعِين ويعقوب بن سفيان والعجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقد تُوبع، وابن أبي ذئب: هو

محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. وربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه لم تقع له رواية في شيء من الكتب الستة.

وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 2/214 من طريق عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (963) من طريق عبد الله بن موسى التيمي والطبراني في "الكبير" (4588) من طريق عبد الله بن وهب، وشعيب بن إسحاق، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4590) من طريق ابن وهب، أن بكير بن عبد الله بن الأشج حدثه عن ربيعة بن عباد، به.

وسيأتي بالأرقام: (16021) (16022) (16023) (16024) (16025) (16026) (16027) و4/341 و341-342.

قال السندي: قوله: "أحول": من الحَوَل- بفتحتين-، وهو عيب في العين

 

جملة (أحولُ ذو غديريتين) خطأ، وصوابها (أحولَ ذا غديرتين) وهو غلط من الرواة لا من المحدِّث الأصلي القديم، لأن العرب القدماء لم يكونوا يرتكبون أغلاطًا كهذه وهي غلطة فادحة لا يرتكبها طالب مذاكر جيدًا ومتعلم على نحوٍ حسَنٍ.

 

قرني بدل قرنا واقعة كاسم لفعل لم تزل

 

16637 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَالِهِ مُسَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ أُمِّ مَنْصُورٍ قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا، أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ ـ وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَأَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ ـ لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ، فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا ، فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ "، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ تَزَلْ قَرْنَا (1) الْكَبْشِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى احْتَرَقَ الْبَيْتُ فَاحْتَرَقَا (2)

 

(1) في النسخ الخطية: "قرني "، وضبب فوقها في (س) .

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين

 

روى مسلم:

 

[ 2900 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال ثم قلت لعله نجي معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه قال فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله قال فقال نافع يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم

 

ورواه أحمد 1540 و18972 وابن أبي شيبة 15/146-147، وعنه ابن ماجه (4091) ، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثاني" (642) وابن حبان (6672)، وابن قانع في "معجمه" 3/139

 

الفتح بمعنى الاحتلال والاقتحام لا يأتي بهذا المعنى إلا للدول، ولا يأتي بمعنى قتل شخص أو أشخاص، فلا يوجد تعبير سليم يقول (فيفتحه الله) أو (فتفتحونه)، وفي اللغة الدارجة عامةً استعمال تعبير أيْ فعل "فتح" لشخص كمفعول به (أنثى) للفعل يأتي عن فض العذرية أي غشاء البكارة للأنثى العذراء ويكون فاعل الفعل والجملة الفعلية هو رجل كالزوج أو العشيق أو المقيم لعلاقة معها، مما يجعل التعبير في الحديث مضحكًا بصورة خاصة لذلك.

 

عدم جزم الفعل المجزوم وجوبًا في جملة الشرط، وعدم حذف حرف المد قبل الحرف الأخير المجزوم

 

روى أحمد:

 

8134 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِينِي (1) فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي".

 

(1) في (س) : يَعْصِني، بحذف الياء على الجادة.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1835) (33) ، وأَبو عوانة 4/445، والبغوي (2451) . وانظر ما سلف برقم (7334)

 

وورد الفعل الثاني (يعصِ) مجزومًا بالطريقة الصحيحة المعروفة، ولا يوجد أي وجه أو لهجة معتمدة معترف بها نحويًّا تجيز الطريقة الوارد بها الفعل الأول (يعصيني) بدون تنفيذ جزمه الواجب. والمشكلة أن السلفيين الشموليين لا يريدون الاعتراف بوجود أغلاط كهذه من الرواة.

 

وروى أحمد:

 

8625 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ، كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشْحِهِ ، تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ (1) ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ الْأَكْبَرِ " (2)

 

(1) كذا في الأصول الخطية و (م) : يقوم، والجادة: يَقُم، كما في رواية الطبراني، وما هنا جائز على قلة، قال في "المغني" 1/277: "لم" حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضياً، نحو (لَم يَلِدْ ولم يولَدْ) الآية، وقد يرفع الفعل المضارع بعدها، كقوله:

لولا فوارسُ من نعمٍ وأسرتهم يومَ الصُّليعاءِ لم يوفونَ بالجارِ

فقيل: ضرورة، وقال ابن مالك: لغة.

(2) إسناده حسن، نافع بن سليمان، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مهران، فقد روى له مسلم في "صحيحه" حديثاً واحداً، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8140) من طريق ابن لهيعة، عن نافع بن سليمان، عن يحيى بن سليم، عن عبد الرحمن بن مهران، بهذا الِإسناد. فأدخل يحيى بنَ سليم بين نافعٍ وعبد الرحمن. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن مهران إلا يحيى بن سليم، ولا عن يحيى إلا نافع بن سليمان، تفرد به ابن لهيعة. قلنا: يحيى بن سليم: هو ابن رباح، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولاتعديلاً، وابن لهيعة سيئ الحفظ.

وانظر ما سلف برقم (7430) و (7729) .

 

هنا تكرار لنفس الخطإ، ولا توجد لغة صحيحة من لغات ولهجات العرب فيها إجازة لهذا الأسلوب، فهو غلط لغويًّا، وما يجوز في الشعر في العربية وحتى اللغات الأخرى من عمل أخطاء لأجل الوزن والسجع لا يجوز في الكلام العادي، لكن السلفيين والشراح يصابون بالذعر من أن يعترفوا بوجود أي أخطاء في الأحاديث، رغم أنها مليئة بآلاف الأخطاء من عشرات الأنواع كما ترى في كل أبواب كتابي هذا، ومنها الأخطاء اللغوية النحوية والصرفية والأدبية. ولو كان خطأ كهذا يجوز فلماذا يخطِّؤون من يتكلم به في امتحان في المدرسة أو في دار العلوم قسم اللغة العربية أو كلية التربية أو الآداب قسم اللغة العربية؟!

 

عدم حذف النون في فعل منصوب من الأفعال الخمسة

 

روى أحمد:

 

16143 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا تَذْكُرُونَ ؟ " قَالُوا: السَّاعَةَ، قَالَ: " إِنَّ السَّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ (1) عَشْرَ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تُرَحِّلُ النَّاسَ " - فَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ -: " تَنْزِلُ مَعَهُمْ حَيْثُ نَزَلُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا " قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ رَجُلٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَحَدُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " وَقَالَ الْآخَرُ: " رِيحٌ تُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ " (2)

 

(1) ضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: تروا، نسخة، قلنا: وهو الجادة.

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فإنه لم يخرج له سوى مسلم، لكن اختلف في رفعه ووقفه.

وأخرجه بتمامه مسلم (2901) (41) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم أيضاً (2901) (40) ، والترمذي (2183) ، وابن حبان (6791) ، والطبراني في "الكبير" (3028) من طرق عن شعبة، به.

وقوله: قال شعبة: وحدثني بهذا الحديث رجل عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، ولم يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: الرجل الذي روى عنه شعبة هو عبد العزيز بن رُفَيعْ، كما جاء مصرَحاً به عند مسلم وابن حبان، وقد وقفه، ورجح الدارقطني وقفه في "التتبع" ص258، فقال بعد ذكر رواية فرات بن القزاز المرفوعة: وهذا لم يرفعه غير فرات عن أبي الطفيل من وجه يصح مثله، ورواه عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن ميسرة عن أبي الطفيل موقوفًا، وأما النووي، فرجح رواية الرفع، فقال: في "شرح مسلم" بعد أن نقل كلام الدارقطني: وقد ذكر مسلم رواية ابن رفيع موقوفة كما قال، ولا يقدح هذا في الحديث فإن فرات بن القزاز (في "شرح مسلم": عبد العزيز بن رفيع وهو خطأ، فإن راوي الرفع فرات وليس عبد العزيز بن رفيع) . حافظ متفق على توثيقه فزيادته مقبولة.

وقد سلف برقم (16141) .

 

ورواه مسلم بنفس الخطإ:

 

[ 2901 ] حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون قال نذكر الساعة قال إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج ثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم

 

عدم رفع خبر إن

 

روى أحمد من حديث 11307:

....وَسَأَلْتُهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ ؟ قَالَ: سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ، قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ قَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ " فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَنْ صَامَ وَمِنَّا مَنْ أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مُصْبِّحِي (1) عَدُوِّكُمْ وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَأَفْطِرُوا، فَكَانَتْ عَزِيمَةً فَأَفْطَرْنَا "، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ (2)

 

(1) في (ق) و (م) ، ونسخة على هامش (س) : مُصَبِّحُو ، وهي الموافقة لرواية مسلم، وهي الجادة. قال السندي: ولعل النصب بتقدير: صرتم مصبحي عدوكم.

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معاوية بن صالح: وهو الحضرمي، فمن رجال مسلم. ربيعة بن يزيد: هو الإيادي الدمشقي، وقزعة: هو ابن يحيى أبو الغاوية البصري.

وقوله: وسألته عن الصوم في السفر...

أخرجه مسلم (1120) ، وابن خزيمة (2023) ، والبيهقي 4/242 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 12/330، وأبو داود (2406) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/65-66 من طريقين عن معاوية، به. وانظر (11083) .

وقوله: سألته عن الزكاة، سلف نحوه من حديث أبي بكر الصديق، برقم (72) ، وانظر شرحه هناك.

 

العجيب في السندي الشارح لمسند أحمد هو تخيله لأشياء وألفاظ تقديرية لا وجود لها ولا يمكن من الأصل تقديرها وفق قواعد وممارسات اللغة وقواعدها المعروفة، ومن يقبل انعدام المنطق والخرافات يقبل كل هراء وعبث عديم القيمة كهذا.

 

عدم اتباع المعطوف للمعطوف عليه

 

روى أحمد:

 

11296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا يَا رَسُولَ اللهِ نَأْتِيكَ فِيهِ، فَوَاعَدَهُنَّ مِيعَادًا، فَأَمَرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ: " مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، إِلَّا كَانُوا لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَوِ اثْنَيْنِ (1) ؟ فَإِنَّهُ مَاتَ لِي اثْنَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوِ اثْنَيْنِ" (2)

 

(1) في النسخ الخطية: اثنين في المواضع الثلاثة، وضبب في (ظ 4) و (س) على الثانية، قال السندي: أو اثنين: عطف على ثلاثة بالنظر إلى المعني، أي: تقدم ثلاثة أو اثنين كما في رواية البخاري في كتاب العلم، والمعنى: أي ما ذكرت مقتصر على ثلاثة، أو يشمل اثنين، وعلى الوجهين، فقولها: فإنه مات لي اثنين، نصبه على الحكاية، والله تعالى أعلم.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان.

وأخرجه البخاري (102) ، ومسلم (2633) (153) ، والنسائي في "الكبرى" (5896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (101) و (1249) ، ومسلم (2633) (153) ، وأبو يعلى (1279) ، وابن حبان (2944) ، والبغوي في "شرح السنة" (1546) من طرق عن شعبة، به.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (916) ، والبخاري (7310) ، ومسلم (2633) (152) ، والنسائي في "الكبرى" (5897) ، والبيهقي في "الشُعب" (9743) من طريقين عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، به.

وعلقه البخاري (125) بصيغة الجزم عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما. قال أبو هريرة: "لم يبلغوا الحنْث" .

وسيأتي برقم (11686) ، وانظر (11106) .

 

لفظ (اثنين) بدل (اثنان) كمعطوف على المرفوع الفاعل (ثلاثةٌ) هو سقطة وخطأ من الراوي لغلبة اللهجة العامية التي تلتزم بالياء في المثنى والجمع على لسانه.

 

عدم اتباع الفعل بالتذكير كالفاعل

 

روى أحمد:

 

(23316) 23705- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ حَتَّى أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لاَ تَدَعُ لِلَّهِ فِي الأَرْضِ عَبْدًا صَالِحًا إِلاَّ افْتَتَنَتْهُ وَأَهْلَكَتْهُ ، حَتَّى يُدْرِكَهَا اللَّهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُذِلَّهَا حَتَّى لاَ تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم . هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي .

وهو في "مسند" الطيالسي (420) .

وأخرجه البزار في "مسنده" (2797) من طريق معاذ بن هشام، والحاكم 4/469-470 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد . وزادا فيه قصة لأبي الطفيل وعمرو بن صُليع مع حذيفة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين .

وأخرجه البزار (2798) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، به .

وأخرج ابن أبي شيبة 15/11 من طريق الوليد بن عبد الله بن جُميع، عن أبي الطفيل قال: جاء رجل من محارب يقال له: عمرو بن صُليع إلى حذيفة، فقال له: يا أبا عبد الله، حدثنا ما رأيت وشهدت ؟ فقال حذيفة: يا عمرو بن صُليع، أرأيت محارب أم مضر ؟ قال: نعم . قال: فإن مضر لا تزال تقتل كل مؤمن وتفتنه أو يضربهم الله والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا بطن تلعة، أرأيت محارب أم قيس عيلان ؟ قال: نعم، فإذا رأيت عيلان قد نزلت بالشام فخذ حذرك . وإسناده حسن .

وأخرج ابن أبي شيبة 15/111، والبزار (2858) من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: ادنوا يا معشر مضر فوالله لا تزالون بكل مؤمن تفتنونه وتقتلونه حتى يضربكم الله وملائكته والمؤمنون حتى لا تمنعوا بطن تلعة، قالوا: فلِمَ تدنينا ونحن كذلك ؟ قال: إن منكم سيد ولد آدم وإن منكم سوابق كسوابق الخيل . وإسناده صحيح .

وسيأتي الحديث برقم (23349) من طريق عمرو بن حنظلة، وبرقم (23435) من طريق هزيل بن شرحبيل، كلاهما عن حذيفة .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11821) .

قال السندي: قوله: "إن هذا الحي من مضر" يريد قريش.  "فيذلها" من الإذلال.  "حتى لا تمنع" أي: قريش.

خطأ فادح فاضح، الحي كلمة مذكرة فكان يجب أن يرد الفعل (يدع).

 

عدم اتباع البدل في إعرابه للمبدَل منه (وهو بدل كلٍّ من كل)

 

روى أحمد:

 

17276 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فِي حَاجَةٍ لَهُمَا، فَتَفَرَّقَا، فَقُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ، وَوَجَدُوهُ قَتِيلًا قَالَ: فَجَاءَ مُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ابْنَا مَسْعُودٍ وَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ أَخُو الْقَتِيلِ، وَكَانَ أَحْدَثَهُمَا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ، فَبَدَأَ الَّذِي أَوْلَى بِالدَّمِ، وَكَانَا (1) هَذَيْنِ (2) أَسَنُّ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَبِّرِ الْكِبَرَ " ...إلخ

 

(1) في (ظ 13) و (س) و (ق) : وكان، وضبب فوقها في (س) ، وجاء في هامشها: وكانا، وعليها علامة الصحة.

(2) ضُبِّب فوقها في (س) . وقال السندي: الظاهر: هذان، والله تعالى أعلم.

 

(كانا هذان) من باب ركاكة ما يسمونه لغة (أكلوني البراغيث) يعني بدل (أكلني أو قرصتني البراغيث)، ويعتبرها الكثيرون أسلوبًا ركيكًا، لكن وردت نصوص أحاديث بهذه الطريقة مثل (يتعاقبون فيكم ملائكة) وهو حديث شهير (البخاري 7429 وغيره)، وبالجملة خطأ إعرابي لأن (هذان) بدل من ضمير مستتر للفاعل في محل اسم كانا تقديره هما، فلا يصح عدم رفع كلمة (هذان). وكما تلاحظ من الهوامش عدم أمانة بعض الناسخين لبعض المخطوطات في محاولتهم تصحيح الأغلاط الفاضحة.

 

استعمال ضمير المذكر للجمع المؤنث

 

روى أحمد:

 

15531 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا، وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ ".

 

حديث صحيح، وإسناده هو إسناد الحديث رقم (15529) .

وأخرجه الحاكم 4/604 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

قلنا: أبو راشد الحبراني، لم يخرج له مسلم، وخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

وسيرد ضمن الرواية المطولة (15666 /3) .

 

الصواب هو: ولكنهنَّ، والراوي للحديث محتمل التلفيق هذا غلب عليه كما يبدو صيغة المذكر التي تلتزم بها كل اللهجات العربية المتأخرة، عدا لهجات الشام التي تلتزم شذوذًا واستثناءً بلهجة المؤنث لكل ضمائر الجماعة كقولهم : (قلت لهن) بمعنى (قلت لهم)، (أهلا بيكن) بمعنى أهلًا بكم. وكذلك قوله الفساق خطأ وصوابها الفاسقات، لكنه خطأ جائز يمكن تمشيته باعتبار المتحدث يريد جعل كلامه القادم غامضًا في الأول لإثارة تساؤل السامع. وفي رواية أخرى في المسند جاء اللفظ على الصحيح:

 

15666/3 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَبَنَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ ".

 

إسناده صحيح كإسناد (15666/1) .

وأخرجه الحاكم 2/190- 191 من طريق عبد الرزاق، بالإسناد المشار إليه، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9803) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (15531) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.

 

أما عن العنصرية في الحديث فناقشتها في باب (العنصرية ضد المرأة) وباب (البذاآت)، ولكل مقامٍ مقال.

 

تنوين كلمة ممنوعة من الصرف على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء

 

روى أحمد:

 

16518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُدَيْبِيَةَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لَا تُرْوِيهَا، فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جبَالهَا، فَإِمَّا دَعَا وَإِمَّا بَسَقَ فَجَاشَتْ فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا "

قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِالْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، فَبَايَعَهُ (1) أَوَّلُ النَّاسِ، وَبَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ: " يَا سَلَمَةُ، بَايِعْنِي "، قُلْتُ (2) : قَدْ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَأَيْضًا فَبَايِعْ "، وَرَآنِي أَعْزَلًا (3) فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً ، ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: " أَلَا تُبَايِعُنِي ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايَعْتُ (4) أَوَّلَ النَّاسِ وَأَوْسَطَهُمْ وَآخِرَهُمْ (5) ، قَالَ: " وَأَيْضًا فَبَايِعْ "، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ دَرَقَتُكَ أَوْ حَجَفَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ أَعْزَلًا (6) فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكَ كَالَّذِي قَالَ: اللهُمَّ أبْغِنِي (1) حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي "، وَضَحِكَ،....إلخ

 

(3) كذا في النسخ الخطية و (م) ، وضبب فوقها في (س) ، وقال السندي: والظاهر أعزل بلا تنوين: وهو من لا سلاح معه.

(6) انظر الحاشية رقم (3) .

إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة بن عمار من رجاله، وهذا الحديث مما انتقاه له، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري في زياداته على "صحيح مسلم" بإثر الحديث (1807) ، والطبراني في "الكبير" (6256) مختصراً من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1807) ، وأبو عوانة 4/252-255، 264-268، والطبراني في "الكبير" (6246) مختصراً، والبيهقي في "الدلائل" 4/138- 141 من طرق عن عكرمة، به.

وسيأتي مختصراً برقم (16544) ، وانظر (16495) و (16502) و (16509) و (16513/2) و (16533) و (16539) و (16548) و (16549) .

 

خطأ من الراوي المتأخر، لم يكن سيقع به لا محمد ولا الرواة الأوائل. صفات من نوع أفعل الذي مؤنثه فعلاء لا تنون وتجر بالفتحة في حالة كونها نكرة كما هو معروف.

 

خطأ إعرابي في جملة خاصة بقاعدة المستثنى بإلا

 

روى أحمد:

 

24010 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ قَتْلِ جُنَّانِ الْبُيُوتِ، إِلَّا الْأَبْتَرَ ، وذو (1) الطُّفْيَتَيْنِ ، فَإِنَّهُمَا يَخْتَطِفَانِ "، أَوْ قَالَ: " يَطْمِسَانِ الْأَبْصَارَ، وَيَطْرَحَانِ الْحَبَلَ مِنْ بُطُونِ النِّسَاءِ، وَمَنْ تَرَكَهُمَا فَلَيْسَ مِنَّا ".

(1) كذا في (ظ 8) و (ظ 2) و (ق) و (هـ) ، ونسخة السندي، وضبب فوقها في (ظ 8) ، وجاء في هامشها: ذا، وقال السندي: قوله: إلا الأبتر، بالرفع، يدل عليه قوله: "وذو الطفيتين" وهو مرفوع على أنه بدل من الحيات، وذلك أن الحيات في محل رفع على أنه نائب الفاعل للمصدر المضاف إليه، وهو مصدر مبني للمفعول، وكأنه قيل: نهي أن تقتل الحيات القصيرة الذنب.

إسناده صحيح على شرط مسلم، عباد بن عباد -وهو أبو معاوية المهلبي- من رجال مسلم، وقد أخرج له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/226-227 من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (881) -ومن طريقه مسلم (2232) - عن أبي معاوية، والبخاري (3308) من طريق أبي أسامة، وابن أبي شيبة 5/404، ومسلم (2232) ، وابن ماجه (3534) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن هشام، به، إلا أن أبا أسامة وعبدة لم يذكرا قتلَ الأبتر.

وسيردُ بالأرقام: (24219) (24255) (24535) (25025) (25142) (25241) (25938) .

 

هنا وقع خطأ إعرابي في قوله (الأبتر وذا الطفتين)، لأنه كان يجب أن يعرب ما كبدل مما قبله مجرور، والمبدل منه إعرابه هنا مضاف إليه، أو يعرب كمستثنى بإلا باعتبار المستثنى في الجملة من نفس جنس المستثنى منه فيجوز الاتباع أو النصب. وتبرير السندي تلاعب سخيف رخيص لا يوجد في قواعد النحو المعروفة والممارَسة من القدم. يبدو ما يقوله السندي هنا كأنه ما كان سيقوله نحويٌّ أو مدرس لغة عربية أصيب بلوثة وجنون عقلي. فليأتونا بمثال سليم يثبت هراءً لا وجود له في اللغة العربية كهذا الذي زعمه السندي. وورد الحديث بالإعراب السليم في صحيح مسلم:

 

[ 2233 ] وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل وهو عندنا بن جعفر عن عمر بن نافع عن أبيه قال كان عبد الله بن عمر يوما عند هدم له فرأى وبيص جان فقال اتبعوا هذا الجان فاقتلوه قال أبو لبابة الأنصاري إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتتبعان ما في بطون النساء

 

عدم حذف حرف العلة وعدم جزم الفعل المجزوم وجوبًا بأداة نفي جازمة

 

روى أحمد:

 

8673 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِأَنْفُسِهِمْ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِمَوَالِي عَصَبَتِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا أَوْ كَلًّا ، فَأَنَا وَلِيُّهُ فَلْأُدْعَى لَهُ " (2)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم.

وأخرجه البخاري (6745) ، والنسائي في "الكبرى" (6347) ، وابن الجارود (957) ، والبيهقي 6/238 و10/302 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد.

وانظر ما سلف برقم (7861) .

قوله: "فلموالي عصبته"، قال السندي: الموالي: جمع مولى، والمراد الناصر، والإِضافة للبيان، والعصبة هم الذين ناصروه، والمراد: ما بني بعد الفرائض.

"فلأدعى له"، قال الحافظ في "الفتح" 12/28: قال ابن بطال: هي لام الأمر، أصلها الكسر، وقد تسكن مع الفاء والواو غالباً فيهما، وإثبات الألف بعد العين جائز، كقوله:

ألم يأتيك والأخبار تَنمي

والأصل عدم الإشباع للجزم. والمعنى: فادعو لي له أقوم بكَله وضياعه.

 

حاول بعضهم القول بوجود لهجة تجيز ذلك، لكن هذه اللهجة ليست لهجة قريش ولا محمد ولا القرآن، ونتحداهم تقديم مثال واحد على هذا من القرآن كنص أكثر أصالة من الأحاديث وبحرها الواسع المتلاطم المليء بالتلفيقات الكثيرة، والمثال الوحيد الذي ضربوه هو النص "الآية" من سورة طه:

 

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)} طه: 77

 

فقالوا:

 

وبهذه اللغة ورد قول قيس بين زهير من بني عبس:

ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد

وقيل لآخر:

هجوت زبان ثم جئت معتذرا ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع

وبتلك اللغة وردت القراءة في الآية الكريم من سورة "طه": {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} حيث بقيت الألف في آخر الفعل: "يخشى" مع أنه مجزوم، بسبب العطف على المجزوم" وكذا القراء في الآية الأخرى المدونة في "د" من ص205 أما النص على هذه اللغة وأمثلتها فمراجعه متعددة، منها: الهمع "جـ1 ص52، الباب السابع الخاص بإعراب المضارع المعتل الآخر. ومنها: الجزء الأول من كتاب معاني القرآن، للفراء ص161.

 

شاهدهم ومثالهم باطل لا وجه له، لأن يخشى هنا فعل معطوف على فعل مضارع عادي هو لا تخافُ، وهو لم يقل لا تخافْ. ولو كانت لغة صحيحة فلماذا لا يحيونها ويستعملونها، فهي قريبة جدًّا من الاستعمال العامي الدراج في كل اللهجات العامية العربية الحالية. بل يقول مؤلف النحو الوافي ج1 ص 158:

 

أ- هناك لغة تجيز إبقاء حرف العلة في آخر المضارع المجزوم؛ فيكون مجزومًا؛ وعلامة جزمه السكون المقدر على حرف العلة قبل مجيء الجازم.... وهذه لغة تذكر لمجرد العلم بها؛ لاستخدامها في فهم النصوص القديمة، الواردة بها، لا لتطبيقها في استعمالنا.

 

ووردت قراءة قرآنية لنص آخر من يوسف: 90

قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين} . فكلمة "مَنْ" هنا شرطية، والفعل "يَتَّقِ"؛ مضارع مجزوم؛ لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف الياء؛ "ويصبر": مضارع مجزوم، لأنه معطوف عليه، وقرأ بعض القراء: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ} بإثبات الياء فى آخر: "يتقي"، وإسكان الراء فى آخر "يصبرْ"، مع عدم الوقف عليها. فإثبات الياء إنما هو على اعتبار "من" شرطية و"يتقى" مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف السكون المقدر على الياء تبعاً لتلك اللغة، التى لا تحذف حرف العلَّة للجازم، وإنما تبقيه وتحذف الحركة المقدرة عليه فقط: و"يصبر" مضارع مجزوم معطوف عليه.

 

هذه قراءة ولهجة، لكنها ليست قراءة محمد نفسه ولا لهجته، بل تنويعة من تنويعات اللهجات التي ترد في القراآت المتعددة. ولا يوجد مثال رسمي قرآني حاسم تجمع عليه القراآت يصح به أمر كهذا على أنه من لهجة محمد القرشية. فاللفظ الوارد ينبغي أن نقر على الأقل بأنه إن لم يكن خطأ راوٍ فهو من لهجته المخالفة للهجة محمد. وهذا وارد كقول أبي هريرة في حديث صحيح مسلم وغيره (جلدُّه) كلهجة من (جلدْتُه)، مع كونه ليس من لفظ محمد بل رواية بلهجة ونطق أبي هريرة وقومه من اليمن من قبيلة دوس.

 

[ 2601 ] حدثناه بن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال أو جلده قال أبو الزناد وهي لغة أبي هريرة وإنما هي جلدته

 

روى أحمد:

 

17970 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَى (2) بِشَيْءٍ " (3)

 

(2) كذا في الأصول بإثبات الألف، والجادة حذفها، لأن الفعل مجزوم باللام، وما هنا يمكن تخريجه على أنه لغة لبعض العرب إجراء لحرف العلة مجرى الحرف الصحيح، أو أن الألف للإشباع.

(3) إسناده حسن لأجل أبي بكر بن عياش، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه أبو داود (4013) ، والنسائي 1/200، والطبراني في "الكبير" 22/ (670) ، والبيهقي في "السنن" 1/198، وفي "الأسماء والصفات" ص91 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4012) ، والنسائي في "المجتبى" 1/200، والبيهقي 1/198 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن يعلى. ولم يذكر فيه صفوان.

وأخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج، عن عطاء، مرسلاً. وذكر فيه قصة.

وانظر (17968) .

خطأ نحوي في بعض نسخ مسند أحمد

 

روى أحمد:

 

18901 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ، لَوْلَا خَلَّتَانِ (1) فِيكَ " قُلْتُ: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ " (2)

 

(1) في (ظ 13) و (س) و (ص) : لولا خلتين، وضبب فوقها في (س) وعند السندي: لولا خصلتين، قال: أي: وجود خلتين، فحذف المضاف وترك المضاف إليه على الجر على لغة قليلة، وفي بعض النسخ: خصلتان، وهو الأظهر.

(2) حديث حسن بطرقه، شمر بن عطية لم يدرك خريم بن فاتك، وأبو بكر: وهو ابن عياش- وإن كان سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي- توبع.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4157) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (18899) ، وسيكرر برقم (19037) سنداً ومتناً

 

وكالعادة يتخيل السندي أشياء لا وجود لها ويبرر تبريرات لا وجود لها في علم النحو واللغة العربية.

 

عدم رفع الخبر وهو اسم مثنى بالألف، ريحانَتَيَّ بدلًا من ريحانتاي

 

روى أحمد:

 

6406 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَنْ مُحْرِمٍ قَتَلَ ذُبَابًا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَسْأَلُونِي عَنْ مُحْرِمٍ قَتَلَ ذُبَابًا وَقَدْ قَتَلْتُمُ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي-، فمن رجال مسلم. وهو في"مسنده" (1927) .

وأخرجه أبو نعيم في"الحلية"5/70 و7/165 من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد.

 

5568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ سَأَلَهُ عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الذُّبَابَ ؟ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقَوب التميمي البصري، نسب إلى جده هنا، وابن أبي نُعْم - وقد تحرف في الأصول إلى نعيم - اسمه عبد الرحمن البجلي الكوفي، يكنى أبا الحكم.

وأخرجه البخاري (3753) ، وابن حبان (6969) ، والبغوي (3935) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (377) ، والنسائي في "الخصائص" (145) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن أبي يعقوب، به.

وسيأتي برقم (5675) و (5940) و (6406) .

 

في الجملة خطأ نحوي من الرواة للقول، لأن صوابها اللغوي حسب القواعد التي يجيدها أي طفل جيد التعليم هو (هما ريحانتاي). وقد ورد في روايات أخرى اللفظ السليم هكذا كما في البخاري:

 

3753 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ عَنْ الْمُحْرِمِ قَالَ شُعْبَةُ أَحْسِبُهُ يَقْتُلُ الذُّبَابَ فَقَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنْ الذُّبَابِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا

 

وبعض من شكَّلوا لفظ الحديث في المسند جعلوها (رَيْحَانَتِي) لتلافي الخطإ، ويجب أن نعترف أنها قراءة محتملة تزيل الخطأ اللغوي في هذه الرواية.

 

صياغة ركيكة

 

روى أحمد:

 

22369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَأَبَانُ قَالَا: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ: الْكِبْرِ، وَالدَّيْنِ، وَالْغُلُولِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبان: هو ابن يزيد العطار، وسالم: هو ابن أبي الجعد، ومعدان: هو ابن أبي طلحة اليعمري .

وسيتكرر برقم (22434) .

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7747) من طريق روح بن القاسم، والحاكم 2/26، والبيهقي في "السنن" 9/101، وفي "الشعب" (5540) من طريق أبي عوانة الوضاح، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد .

وسيأتي بالأرقام (22390) و (22427) و (22428) .

وأخرجه الترمذي (1572) عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن سالم، عن ثوبان، ليس فيه معدان . وقال: رواية سعيد أصح . قلنا: يعني برواية سعيد -وهو ابن أبي عروبة- الموصولة بذكر معدان، وستأتي في "المسند" برقم (22427) .

وأخرجه الحاكم 2/26، والبيهقي 5/355 من طريق عبد الوهاب بن عطاء وحده.

وأخرجه الدارمي (2592) ، وابن ماجه (2412) ، والترمذي (1573) ، والنسائي في "الكبرى" (8764) ، وابن حبان (198) ، والطبراني في "الأوسط" (7747) من طريق سعيد بن أبي عروبة. ورواية النسائي أوردها من طريقين، قال في إحداهما: الكنز (وتحرفت في المطبوع إلى: الكثر) ، وقال في الأخرى: الكبر .

 

صياغة ركيكة رديئة جدًّا، كأنها لهندي أو باكستاني يتكلم العربية بأسلوب مبتدئ مفككةً وبركاكة، وكان صوابها لتتضح لو قال (من فارق روحُه جسدَه).

 

لا وجود لكلمة (أَخْيَر) كصيغة تفضيل في العربية التقليدية القديمة

 

روى مسلم:

 

[ 2522 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه أن الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسب جهينة محمد الذي شك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسب جهينة خيرا من بنى تميم وبنى عامر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا فقال نعم قال فوالذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم وليس في حديث بن أبي شيبة محمد الذي شك

 

رواه أحمد 20423.

 

ورد اللفظ على الأصح في الروايات الأخرى: خيرًا أو خيرٌ، مثل مرويات مسلم:

 

[ 2521 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعنى الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد أخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لغفار وأسلم ومزينة ومن كان من جهينة أو قال جهينة ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد وطيىء وغطفان

 

[ 2521 ] حدثني زهير بن حرب ويعقوب الدورقي قالا حدثنا إسماعيل يعنيان بن علية حدثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة أو شيء من جهينة ومزينة خير عند الله قال أحسبه قال يوم القيامة من أسد وغطفان وهوازن وتميم

 

[ 2522 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه أن الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسب جهينة محمد الذي شك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسب جهينة خيرا من بنى تميم وبنى عامر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا فقال نعم قال فوالذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم وليس في حديث بن أبي شيبة محمد الذي شك

 

تشبيه الإيمان بالحية

 

روى مسلم:

 

[ 147 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها

 

ورواه أحمد 9471 و7846 و10440.

 

تشبيه الإيمان بالثعبان، وبالـﭭيرَس كذلك، هو تشبيه صحيح من وجهة نظر إلحادية، فهو شيء خبيث ضارّ وسامٌ مؤذٍ، يسمم عقول ونفسيات وحيوات ومجتمعات الكثير من البشر ويسلبهم ملكة التفكير والنقد والبحث ورفض الأمور الغير منطقية. بالتالي من الناحية الأدبية تعبير محمد هنا منتقَد وغير جيد، كان يمكنه أن يحاول إيجاد تعبير بحيوان آخر مناسب لا يشتهر بالخبث أو الافتراس من نوعيات الذئب والثعلب والثعابين، ولا الحقارة والتفاهة كالفئران والضِباب والسحالي واليرابيع. التشبيه بالثعلب والذئب كان سيكون أنبل من تشبيه الحية رغم ذلك. والحديث من أساطير مجتمع يثرب عند تعرضه لبطش الأمويين خاصةً بسبب تحالفه ومناصرته لابن الزبير والزبيريين في محاولتهم الانفصالية والثورة لتولي حكم الخلافة، فتصوروا أنهم أهل الإيمان المضطهَدين وغيرهم فاسقون وكفار كأهل الشام أنصار الأمويين آنذاك، وفكرة التكفير هذه كانت موجودة عند كثيرين ضد الأمويين والجيش الأموي تبناها الخوارج وجماعة التوابين وجماعة المختار الثقفي كما نقرأ في تاريخ الطبري عن حروبهم الرهيبة الملحمية الشجاعة رغم تعصبهم ومنهجهم هذا ضد الأمويين، ومنه سرد الطبري للحرب الشجاعة للتوابين ضد الجيوش الأموية حتى انقرضت كل جماعة التوابين وقتلوا جميعهم تقريبًا، في محاولة للثورة وخلع الدولة الأموية والمناداة بالثأر لمقتل الحسين بن علي حفيد محمد. وحديث مسلم هنا يتخذ طابعًا إسخاتولوجيًّا تنبؤيًّا وهو ملفق بطبيعة الحال.

 

استعمال نفس الفعل في الجملة بمعنيين أحدهما معنى جنسي بذيء

 

وروى أحمد:

 

9290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمٌ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.

 

حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو تميمة الهجيمي -واسمه طريف بن مجالد- لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 3/16-17، وحكيم الأثرم وثقه ابن المديني وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لا يتابع عليه، وقال البزار: حدث عنه حماد بحديث منكر، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس له غيره إلا اليسير.

وهذا الحديث قد ضعفه البخاري فيما نقله الترمذي، والبغوي فيما نقله المناوي في "الفيض"، وقال الذهبي في "الكبائر" ليس إسناده بالقائم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/252-253، والدارمي (1136) ، والبخاري في "تاريخه" 3/16-17، وأبو داود (3904) ، والترمذي (135) ، والنسائي في "الكبرى" (9017) ، وابن الجارود (107) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وفي "شرح مشكل الآثار" (6130) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/318، وابن عدي في "الكامل" 2/637، والبيهقي 7/198 من طرق عن حماد بن

سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (10167) عن وكيع، عن حماد بن سلمة.

وقال العقيلي بعدما خرجه: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسمى هؤلاء الجماعة في مكان آخر 1/149 وهم: سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعلي بن الفضيل.

قلنا: قد أخرجه هكذا النسائي في "سننه الكبرى" (9018) و (9019) و (9020) من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، به. لكن بقصة إتيان النساء من الدبر فقط.

وليث بن أبي سليم سيىء الحفظ إلا أنه قد توبع، فقد أخرجه النسائي أيضا (9021) من طريق أبي سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، به.  موقوفاً على أبي هريرة، وسنده حسن.

قلنا: وتضعيف أهل العلم هذا الحديث واستنكارهم له إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير أو البراءة مما أنزل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد ورد في غير ما حديثٍ التغليظُ على من أقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" الخ، وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ.

قلنا: وإتيان المرأة وهي حائض محرم باتفاق، لقوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المَحِيضِ ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ) [البقرة: 222] ، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصنعوا كل شيء إلا النكاحَ" أخرجه أحمد 3/132، ومسلم (302) وغيرهما من حديث أنس، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أقبِل وأدبِر، واتقوا الدبُرَ والحيضةَ". وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2703) ، وسنده حسن.

وانظر ما سلف برقم (7684) في الترهيب من إتيان المرأة في الدبر، وما سيأتي برقم (9536) في الترهيب من إتيان الكاهن والعَراف.

وفي باب الترهيب من إتيان الكهان والعرافين عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (2230) ، ولفظه: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وسيأتي في "المسند" 4/68 و5/380.

 

استعمال نفس الفعل وبدون تكراره وبمقصد أن يكون معناه في أول بندين غير البند الثالث الذي له معنى الإتيان الجنسي يعني الجماع والجنس، وليس الزيارة والقدوم والذهاب، هو شيء لا أستسيغه لغويَّا وأراه منفرًا ومنافيًا للذوق الأدبي وغير الأدبي.

 

الله المزعوم كان سيكون أسمى من الارتباطات اللغوية

 

روى البخاري:

 

5988 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ

 

5989 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّحِمُ شِجْنَةٌ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ

 

روى أحمد:

 

1680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّاد الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659) .

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20234) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695) ، والحاكم 4/157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/174.

وأخرجه البزار (993) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد.

وأخرجه الخرائطي (262) ، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول... فذكره.

وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره.

وأخرجه الخرائطيُّ (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686) .

 

1686 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ "

 

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680) .

وأخرجه الحميدي (65) ، وابن أبي شيبة 8/535-536، وأبو داود (1694) ، والترمذي (1907) ، والبزار (992) ، وأبو يعلى (840) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (265) و (266) ، والحاكم 4/158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح.

 

2953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ صَالِحًا، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لا بأس به، وهو- وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه زياد بن سعد، وهو ممن سمع منه قديماً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (538) ، والبزار (1883- كشف الأستار) ، والطبراني (10807) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس في رواية البزار جملة: "آخذة بحُجْزة الرحمن".

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/295و383 و406، والبخاري (5988) ، بلفظ: "إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعكِ قطعتُه".

وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/160 و189، والبخاري في "الأدب المفرد" (54) ، ولفظه: "الرحم شجنة من الرحمن من يصلها يصله، ومن يقطعها يقطعه، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة". وعن عائشة عند البخاري (5989) . وعن سعيد بن زيد سلف في "المسند" برقم (1651). وعن عبد الرحمن بن عوف سلف أيضاً برقم (1680) .

قوله: "شجنة من الرحمن"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/447: أي: قَرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتِّساعاً، وأصل الشجنة بكسر الشين وضمها: شُعبةٌ في غُصْن من غصون الشجرة.

وقوله: "آخذة بحجزة الرحمن"، قال ابن الأثير 1/44"3: أي: اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرةً، ويدل عليه قولُه في الحديث: "هذا مقامُ العائذ بكَ من القطيعة"، وقيل: معناه أن اسم "الرحم" مشتق من اسم "الرحمن"، فكأنه متعلَق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: "الرحم شجنة من الرحمن"، وأصل الحُجْزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للاِزار: حُجْزة للمجاورة، واحتَجَز الرجل بالإزار: إذا شذه على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء، والتمسك بالشيء والتعلق به.

(8367) 8349- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ، قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. (2/330).

 

في الحقيقة هذا تافه حقًّا، لأن تعبير صلة الرحم والأرحام وترطيب الأرحام من منظور اللغات الأخرى سيبدو غريبًا عجيبًا مضحكًا، لا يبدو في اللغات الأخرى سوى ذي معنى جنسي بذيء ومضحك! هذا شبيه بكلمة الإنجليزية seminal بمعنى أساسي وذي فكرة جديدة وهي من اللاتينية الإنجليزية semen بمعنى مني! يُفترَض أن الإله المزعوم لم يكن سيتقيد ويتحدد بقيود لغوية محدودة كهذه لأنه عالمي كوني فوق اللغات ولا تحصره لغة واحدة ومفاهيمها. مثلًا كلمة في merciful or gracious or compassionate الإنجليزية بمعنى رحيم لا علاقة لها اشتقاقيًّا ولفظيًّا بكلمة womb بمعنى رحم وهكذا في معظم أو كل باقي اللغات البشرية. كذلك علم اللغات وتفرعاتها إلى أسر، كل أسرة منها ذات صفات مشتركة وتشابهات صوتية وبنائية تركيبية ودلالية، كالأسرة السامية والأسرة الهندوأوربية والأسرة الطورانية والأسرة الحامية الأفريقية وغيرها يدل على تاريخ بشري لنشأة وتطور اللغات لا علاقة له بإله يصنع لنا الألفاظ والأسماء.

 

ومن عجائب الأحاديث خاصةً عند السنة تجسيد المفاهيم المجردة، وقد عرضنا بعض ذلك في باب الخرافات، وروى البخاري:

 

5987 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }

 

حديث مثير للعجب فهذا رحم أنثوي يتكلم وربما له قدمان، ربط ذهني غريب بين مفهوم مجرد مع العضو الأنثوي المجسَّد.

 

وهذا التعبير العربي يتخذ أشكالًا غريبة، فمثلًا روى مسلم:

 

[ 204 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما أنزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها

 

رواه أحمد 8402 و8726 و8727  و10725

 

بالتأكيد كل لغة لها عجائبها وغرائبها وعيوبها ونواقصها، فلا توجد منظومة لغوية بشرية مثالية تمامًا، بل العبرة بالوظيفة والاستعمال ومقاربتهما للكمال والعملية، ولو نظرنا لأصول الاشتقاقات الإنجليزية من اللاتينية والجريكية اليونانية والعربية والسكسونية والفرنسية وغيرها كما في قاموس مثلًا لوجدنا أمثلة ونظائر كثيرة، لك يجب أن نعترف بأن تعبير (صلة الأرحام) و(أن لكم رحمًا سأبلها) هي من منظور عام لغوي مضحكة وعجيبة، وأشبه لو فهمناها حرفيًا بكلام جنسيّ، فتعميمها على اللاهوت الخرافي فكرة حمقاء بالتأكيد، لأن اللاهوت لو كان له وجود فلا يمكن حصره بعيوب ونواقص إحدى اللغات ومميزاتها وسماتها الخاصة. وفي القرآن:

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} النساء

 

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)} محمد

ما ضمير لغير العاقل

 

روى مسلم:

 

[ 2581 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار

 

جملة (ما المفلس) خطأ لأن ضمير غير العاقل لا يصلح لمن يوصف بالإفلاس والثراء وتوسط الحال وهو الإنسان والبشر.

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.