16 نقد وفضح شخصية محمد: هل محمد هو خير البشر حقًّا؟!

 

هل محمد هو خير البشر حقًّا؟!

 

مذابح وحروب تسبب بها محمد: راجع الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية). وباب تعاليم العنف في هذا الكتاب.

 

إكراه محمد للوثنيين على الإسلام وتهديده لمن لا يحضرون الصلوات الجماعية بحرقهم: راجع باب تعاليم العنف

 

أمر محمد بقتل ناس لقولهم شعرًا ناقدًا هاجيًا له وضده: راجع باب مصادرة حرية الاعتقاد والرأي والتعبير

 

قبول محمد لمشاركة أطفال في جيشه في موقعة بدر: راجع باب تربية الأطفال في الإسلام.

 

أسلوب التربية الإسلامي القائم على العنف والقمع: راجع نفس الباب سالف الذكر

 

انتهاكات محمد للشريعة التي وضعها: راجع باب أول من خالف شريعته

 

زواج محمد من طفلة: راجع باب الزواج من الأطفال الإناث

 

بذاءة محمد وشتائمه: راجع باب البذاآت

 

نشر محمد للخرافات والتجهيل وكيف جعل الناس يتبركون ببصاقه ومخاطه: راجع البابين الأول والثاني وباب الخرافات والخزعبلات وباب المعجزات المزعومة

 

زواج محمد من زينب بنت جحش بالاغتصاب والإكراه وربما الشنباء، ومحاولته مع الجونية: راجع الباب المخصص للموضوع.

 

همجية تشريعات محمد وشذوذها وعيوبها: راجع أبواب التشريعات.

 

تحقير محمد للنساء ووصفهن بالفاسقات وصواحب يوسف وأكثر أهل النار مع جمعه للذهب منهن بحيلته لصنع قلق لديهن ليبترعن لحروبه: راجع باب العنصرية ضد المرأة.

 

امتلاك محمد للمستعبَدين وتسخيرهم: راجع باب الاستعباد وباب سبي النساء والأطفال وكذلك ج1

 

محمد مارس العبادات الوثنية قبل تصله لفكرة التوحيد وإنشاء ديانة الإسلام للعرب

 

 

{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)} غافر

 

{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)} الشرح

 

وجاء في كتاب الأصنام للكلبي:

 

وقد بلغنا أن رسول الله ‏"‏ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ ذكرها يوما فقال‏:‏ لقد أهديت للعزى شاةً عفراء وأنا على دين قومي‏.‏ وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول‏:‏ واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى‏!‏ فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى‏!‏ كانوا يقولون‏:‏ بنات الله ‏"‏ عز وجل عن ذلك‏!‏ ‏"‏ وهن يشفعن إليه‏.‏

 

قارن هذا مع زيد بن عمرو بن نفيل، الذي مات قبل دعوة محمد، كما روى البخاري:

 

3826 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ زَيْدٌ إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ وَيَقُولُ الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ لَهَا مِنْ السَّمَاءِ الْمَاءَ وَأَنْبَتَ لَهَا مِنْ الْأَرْضِ ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ

 

3827 - قَالَ مُوسَى حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تَحَدَّثَ بِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي فَقَالَ لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ قَالَ زَيْدٌ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ زَيْدٌ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ قَالَ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام خَرَجَ فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا

 

قوله أن على اليهود والمسيحيين لعنة الله وأنهم قالوا له ذلك كلام مغرض غير معقول قاله الراوي لتشويه الصورة، لكن كما نرى فزيد فكَّر بسموٍّ بالغ ووصل إلى مذهب اللادينية الربوبية أو شيء قريب لها لما وجده من لا معقوليات وتكاليف وخزعبلات وعنصرية في كل الأديان.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

1648- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَمَرَّ بِهِمَا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَدَعَوَاهُ إِلَى سُفْرَةٍ لَهُمَا ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، قَالَ : فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ وَبَلَغَكَ ، وَلَوْ أَدْرَكَكَ لآمَنَ بِكَ وَاتَّبَعَكَ ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَأَسْتَغْفِرُ لَهُ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ.

 

وانظر أحمد 5369 و5631 و6110

 

وفي المعجم الكبير للطبراني ج1:

350 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عبد الله بن رجاء أبنا المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد عن أبيه عن جده قال: خرج ورقة بن نوفل و زيد بن عمرو يطلبان الدين حتى مرا بالشام فأما ورقة فتنصر وأما زيد فقيل له : إن الذي تطلب أمامك فانطلق حتى أتى الموصل فإذا هو براهب فقال : من أين أقبل صاحب المرحلة ؟ قال : من بيت إبراهيم قال : ما تطلب ؟ قال : الدين فعرض عليه النصرانية فأبى أن يقبل وقال : لا حاجة لي فيه قال : أما إن الذي تطلب سيظهر بأرضك فأقبل وهو يقول :

لبيك حقا حقا تعبدا ورقا

 البر أبغي لا الحال وهل مهاجر كمن قال

عذت بما عاذ به إبراهيم وهو قائم وأنفي لك اللهم عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم

ثم يخر فيسجد للكعبة قال : فمر زيد بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وسلم و زيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما فدعياه فقال : يا ابن أخي لا آكل مما ذبح على النصب قال : فما رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل مما ذبح على النصب من يومه ذلك حتى بعث قال : وجاء سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن زيدا كان كما رأيت أو كما بلغك فاستغفر له قال : ( نعم فأستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده )

 

وفي مسند الربيع مرجع الحديث الأساسي للمذهب الإباضي:

 

63) ... قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَلَغَنِي عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ كَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو لأَوَّلَ مَنْ عَابَ عَلَيَّ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ وَالذَّبْحَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنِّي أَقْبَلْتُ مِنَ الطَّائِفِ وَمَعِي زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَمَعَنَا خُبْزَةٌ وَلَحْمٌ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ آذَتْ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا، فَمَرَرْتُ بِهِ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ السُّفْرَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَنْتُمْ تَذْبَحُونَ عَلَى أَصْنَامِكُمْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لاَ آكُلُهَا، ثُمَّ عَابَ الأَصْنَامَ وَالأَوْثَانَ وَمَنْ يُطْعِمُهَا وَمَنْ يَدْنُو مِنْهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ مَا دَنَوْتُ مِنَ الأَصْنَامِ شَيْئًا حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ». قَالَ: وَبُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَقُرِنَ مَعَهُ إِسْرَافِيلُ ثَلاَثَ سِنِينَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ، ثُمَّ عُزِلَ عَنْهُ إِسْرَافِيلُ وَقُرِنَ مَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَشْرَ سِنِينَ بِمَكَّةَ وَعَشْرَ سِنِينَ بِالْمَدِينَةِ، فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.

 

زيد بن عمرو بن نفيل ترك الخرافات والأصنام قبل محمد فبادعاء أن محمدًا نبيّ، يكون زيد رغم كونه بلا نبوة استطاع الوصول بعقله إلى هذا فهو خيرٌ من محمد الذي مارس الوثنية قبل ذلك، أعني على سبيل الجدل ضمن العقلية الإسلامية وأفكارها الدينية المحدودة. زيد هو كما وصفه فعلًا بعض المسيحيين الأستاذ والمعلم زيد بن عمرو الذي منه تعلم محمد ومن غيره من الحنفاء الربوبيين ومن المسحيين واليهود والغنوسيين والصابئة وغيرهم الكثير من أفكاره التي اقتبسها وجمعها وصنع منها دين الإسلام، وللأسف أنه شوَّه كل الفكرة والعقيدة البسيطة المتألِّهة الطيبة بتبنيه لنهج العنف والنهب والاستعباد والاغتيالات والتعذيب وقتل المعارضين.

 

محمد عاش بعد ادعائه النبوة معتمدًا على إحسانات أتباعه ثم على النهب والسلب

 

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)} الأعراف

 

ابتداءً من الفترة المكية لصعوبة حال محمد كشخصية عاداها القرشيون ولم يعد لها مصدر رزق، بدأ يعتمد على إحسانات أتباع بقدر استطاعتهم لشدة فقر معظمهم، عدا أثرياءهم كأبي بكر، وقال الطبري من ضمن تفاسير النص:

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: خذ العفو من أموال الناس، وهو الفضل. قالوا: وأمر بذلك قبل نزول الزكاة، فلما نزلت الزكاة نُسِخ.

* ذكر من قال ذلك:

15543 - حدثني المثنى قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله (خذ العفو) ، يعني: خذ ما عفا لك من أموالهم، وما أتوك به من شيء فخذه. فكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها وما انتهت الصدقات إليه.

15544 - حدثني محمد بن الحسين. قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي: (خذ العفو) ، أما "العفو": فالفضل من المال، نسختها الزكاة.

15545 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك، يقول في قوله: (خذ العفو) ، يقول: خذ ما عفا من أموالهم. وهذا قبل أن تنزل الصدقة المفروضة.

وروى مسلم:

 

[ 2037 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسيا كان طيب المرق فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه فقال وهذه لعائشة فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فعاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه قال لا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه قال نعم في الثالثة فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله

 

 ورواه أحمد 12243   

 

[ 2038 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خلف بن خليفة عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجوع يا رسول الله قال وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان قالت ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا من هذه وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم

 

[ 2038 ] وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا أبو هشام يعني المغيرة بن سلمة حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا يزيد حدثنا أبو حازم قال سمعت أبا هريرة يقول بينا أبو بكر قاعد وعمر معه إذ أتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أقعدكما ههنا قالا أخرجنا الجوع من بيوتنا والذي بعثك بالحق ثم ذكر نحو حديث خلف بن خليفة

 

 [ 2039 ] حدثني حجاج بن الشاعر حدثني الضحاك بن مخلد من رقعة عارض لي بها ثم قرأه علي قال أخبرناه حنظلة بن أبي سفيان حدثنا سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت لي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن قال فذبحتها وطحنت ففرغت إلى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه قال فجئته فساررته فقلت يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع لكم سورا فحيهلا بكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت لي فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجينتنا أو كما قال الضحاك لتخبز كما هو

 

وروى أحمد:

 

12402 - حدثنا هاشم، وعفان، المعنى، قالا: حدثنا سليمان، عن ثابت قال: كنا عند أنس بن مالك فكتب كتابا بين أهله، فقال: اشهدوا يا معشر القراء، قال ثابت: فكأني كرهت ذلك، فقلت: يا أبا حمزة: لو سميتهم بأسمائهم قال: وما بأس ذلك أن أقول لكم قراء، أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القراء، فذكر أنهم كانوا سبعين، فكانوا إذا جنهم الليل، انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة، فيدرسون فيه القرآن حتى يصبحوا، فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة استعذب من الماء، وأصاب من الحطب، ومن كانت عنده سعة اجتمعوا، فاشتروا الشاة ، فأصلحوها فيصبح ذلك معلقا بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم...إلخ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (1276) من طريق هاشم بن القاسم وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/40-41، والبيهقي في "الدلائل" 3/349 من طريق عفان بن مسلم وحده، به. وأخرجه البخاري (4092) ، والنسائي في "الكبرى" (8297) من طريق عبد الله بن معمر، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس قال: لما طعن حرام ابن ملحان -وكان خاله- يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة. وسيأتي مختصرا برقم (13854) من طريق حماد عن ثابت. وانظر ما سلف برقم (12064) .

قوله: "جنهم الليل" ، قال السندي: سترهم بظلمته. "معلم" : بفتح ميم ولام (كما ضبط في ظ 4) : هو ما جعل علامة لشيء، فكأنهم جعلوه علامة لاجتماعهم فيه، وقيل: هي أرض مستوية ليس فيها حدب يرد البصر، ولا بناء يستر ما وراءه ولا علامة غيره.

وروى البخاري:

 

5434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ كَانَ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ وَكَانَ لَهُ غُلَامٌ لَحَّامٌ فَقَالَ اصْنَعْ لِي طَعَامًا أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ فَتَبِعَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ دَعَوْتَنَا خَامِسَ خَمْسَةٍ وَهَذَا رَجُلٌ قَدْ تَبِعَنَا فَإِنْ شِئْتَ أَذِنْتَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهُ قَالَ بَلْ أَذِنْتُ لَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيْلَ يَقُولُ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَائِدَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوا مِنْ مَائِدَةٍ إِلَى مَائِدَةٍ أُخْرَى وَلَكِنْ يُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي تِلْكَ الْمَائِدَةِ أَوْ يَدَعُ

 

2081 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي شَقِيقٌ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُكْنَى أَبَا شُعَيْبٍ فَقَالَ لِغُلَامٍ لَهُ قَصَّابٍ اجْعَلْ لِي طَعَامًا يَكْفِي خَمْسَةً فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَامِسَ خَمْسَةٍ فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْجُوعَ فَدَعَاهُمْ فَجَاءَ مَعَهُمْ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا قَدْ تَبِعَنَا فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَه فَأْذَنْ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ يَرْجِعَ رَجَعَ فَقَالَ لَا بَلْ قَدْ أَذِنْتُ لَهُ


رواه مسلم:

 

[ 2036 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وعثمان بن أبي شيبة وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود الأنصاري قال كان رجل من الأنصار يقال له أبو شعيب وكان له غلام لحام فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف في وجهه الجوع فقال لغلامه ويحك اصنع لنا طعاما لخمسة نفر فإني أريد أن أدعو النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة قال فصنع ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه خامس خمسة واتبعهم رجل فلما بلغ الباب قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا اتبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع قال لا بل آذن له يا رسول الله

 

ورواه أحمد 15268 و17085 و17093

 

وروى أحمد:

 

13101 - حدثنا محمد بن الحسن الواسطي وهو المزني قال: حدثني مصعب بن سليم، عن أنس بن مالك قال: " أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم تمر فجعل يقسمه بمكتل واحد، وأنا رسوله به حتى فرغ منه "، قال: " فجعل يأكل وهو مقع أكلا ذريعا ، فعرفت في أكله الجوع "

 

إسناده قوي، مصعب بن سليم: صدوق لا بأس به. وقد سلف مختصرا برقم (12860). وأخرجه أبو داود (3771) ، والنسائي في "الكبرى" (6744) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/336 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1221) ، وابن أبي شيبة 8/307، والدارمي (2062) ، ومسلم (2044) ، والترمذي في "الشمائل" (144) ، وأبو يعلى (3647) ، وأبو عوانة في المناقب، والبيهقي في "السنن" 7/283، وفي "شعب الإيمان" (5973) ، وفي "الآداب" (537) ، والبغوي في "شرح السنة" (2842) ، والمزي في ترجمة مصعب من "تهذيب الكمال" 28/27-28 من طرق عن مصعب بن سليم، به -وبعضهم يزيد فيه على بعض. ولفظه في إحدى الروايات عند مسلم: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقسمه وهو محتفز، يأكل منه أكلا ذريعا. وسيأتي برقم (13101) عن محمد بن الحسن الواسطي، عن مصعب بن سليم.

قوله: "مقع" ، قال في "النهاية" 4/89: أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا غير متمكن. قلنا: وهو المقصود بقوله: "محتفز" في رواية مسلم وغيره.

 

24232 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ، مَا يُوقِدُونَ فِيهِ نَارًا، لَيْسَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنْ نُؤْتَى بِاللَّحْمِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1456) من طريق الإمام أحمد، الأسناد. وأخرجه البخاري (6458) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20625) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1491) ، وإسحاق بن راهوية (851) و (890) و (891) ، وهنَّاد في "الزهد" (730) ، ومسلم (2972) (26) ، والترمذي (2471) ، وابن ماجه (4144) ، وابن حبان (6361) ، والبغوي في "شرح السنة" (4074) من طرق عن هشام، به. وسيأتي بنحوه مطولاً ومختصراً بالأرقام (24420) و (24561) و (24631) و (24768) و (25491) و (25825) و (26004) و (26077) . وفي الباب عن أبي هريرة، وقد سلف برقم (7962) . وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

 

أحاديث المعجزات كبعض ما سبق قيلت في أزمنة الجوع وهي في الواقع تدلك على العكس، فهذا هو توزيع الآمال الوهمية، كقصص الأناجيل عن إطعام المسيح للآلاف بسمكة ورغيف! محمد كان يذل نفسه لاحتياجه ويعيش على إحسانات الأتباع، ولم يتغير وضعه هذا إلا مع النهب والفتوحات فتكبر ومارس العنجهية بعد ذلك، لأنه لم يكن يتخذ أي وظيفة مفيدة نافعة، بل كانت وظيفته مؤسس دين وداعية ورجل دين، كرجال الدين الحاليين. يقول البعض أنه لا شيء اسمه شيوخ أو رجال دين في الإسلام الأصلي، ربما محمد كان أولهم يا سادة.

 

اليهود كانوا يضيفون محمدًا فما كان جزاؤهم سوى الإبادة والسبي والتهجير، روى أحمد:

 

13201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ ، " فَأَجَابَهُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان -وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم. وسيأتي عن عفان، عن أبان برقم (13861) .

 

12861 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ خَيَّاطًا دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامٍ، فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ وَقَدْ جَعَلَهُ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَقَرْعٍ . " فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتْبَعُ الْقَرْعَ مِنْ الصَّحْفَةِ "، قَالَ أَنَسٌ: " فَمَا زِلْتُ يُعْجِبُنِي الْقَرْعُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوْذي. وأخرجه أبو يعلى (2883) ، وابن حبان (5293) من طريق همام بن يحيى بهذا الإسناد. وانظر (12811) و (13201) .

قوله: "إهالة سنِخة" ، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/84: كل شيء من الأدْهان مما يُؤْتدم به إهالةٌ، وقيل: هو ما أُذِيب من الألْيةِ والشحم، وقيل: الدسم الجامد. والسَّنِخة: المتغيرة الريح.

 

13860 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ ، فَأَجَابَهُ " وَقَدْ قَالَ أَبَانُ أَيْضًا: أَنَّ خَيَّاطًا.

 

يعني حتى فقراؤهم كانوا يودونه، لا أحد سممه كما ترى أو ألقى عليه جلمود صخر كما سيدعي لاحقًا، وقد زعمتُ في ج1 أن محمدًا هو من بادأهم بالعدوان وقدمت براهيني على ذلك.

 

والإهالة السنخة يعني الزنخة متغيرة الريح، كان محمد بعد اغتنائه يقول أنه وأهله لا يأكلون الصدقات لأنها وسخ الناس، ألا يدخل الدسم متغير الريح في نفس التصنيف، قبل أن يغتني طبعًا.

 

سباب محمد لأتباعه:

 

روى أحمد بن حنبل:

 

24179 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا وَسَبَّهُمَا . قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمَنْ أَصَابَ مِنْكَ خَيْرًا، مَا أَصَابَ هَذَانِ مِنْكَ خَيْرًا ؟ قَالَتْ: فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتِ مَا عَاهَدْتُ عَلَيْهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: " اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ مَغْفِرَةً، وَعَافِيَةً، وَكَذَا وَكَذَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

9802 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْم بْنِ عَبْدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " لَمْ يُضْبَطْ إِسْنَادُهُ إِنَّمَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ صَاحِبُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

إسناده صحيح وأخرجه ابن أبي شيبة 10/340، ومسلم (2600) و(2601) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/206، والبيهقي في "السنن" 7/61، وأخرجه إسحاق بن راهوية (1461)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6003) من طريقين عن الأعمش، به. وأحمد بن حنبل 7311 و11290 ومواضع أخرى عديدة وأخرجه الحميدي (1041) ، وأبو يعلى (6313)  ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6010) وأخرجه ابن أبي شيبة 10/338- ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب" (998)، وأبو يعلى (1262)

 

وروى مسلم:

 

[ 2600 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدرى ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا

 

[ 2600 ] حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثناه علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير وقال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما

 

[ 2601 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة

 

 [ 2601 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعنى بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة

     

 [ 2601 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة

 

 [ 2601 ] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة

 

[ 2601 ] حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة

 

 [ 2602 ] حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا

 

[ 2603 ] حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا على نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطى على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة وقال أبو معن يتيمه بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث

 

[ 2604 ] حدثنا محمد بن المثنى العنزي ح وحدثنا بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن بن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال بن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة

 

وروى أحمد:

 

(24259) 24763- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، مَوْلَى عَائِشَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسِيرٍ ، فَلَهَوْتُ عَنْهُ ، فَذَهَبَ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا فَعَلَ الأَسِيرُ ؟ قَالَتْ : لَهَوْتُ عَنْهُ مَعَ النِّسْوَةِ فَخَرَجَ ، فَقَالَ : مَا لَكِ قَطَعَ اللَّهُ يَدَكِ ، أَوْ يَدَيْكِ ، فَخَرَجَ ، فَآذَنَ بِهِ النَّاسَ ، فَطَلَبُوهُ ، فَجَاؤُوا بِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ فَقَالَ : مَا لَكِ ، أَجُنِنْتِ ؟ قُلْتُ : دَعَوْتَ عَلَيَّ ، فَأَنَا أُقَلِّبُ يَدَيَّ ، أَنْظُرُ أَيُّهُمَا يُقْطَعَانِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي بَشَرٌ ، أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ ، أَوْ مُؤْمِنَةٍ ، دَعَوْتُ عَلَيْهِ ، فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَطُهُورًا. (6/52)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. وأخرجه إسحاق بن راهوية (1125) ، والبيهقي في "السنن" 9/89 من طريقين، عن ابن أبي ذئب. وقد سلف برقم (12431) من طريق حسين بن واقد المروزي، عن ثابت البناقي، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة رجلا.. فذكر الحديث. وحسين بن واقد، قال ابن حبان: ربما أخطا في الروايات، قلنا: وقد اختلف عليه في تسمية من أودع عندها الأسير، فقيل: حفصة، وقيل: عند إنسان لم يسمه، والصواب عائشة، كما في هذه الرواية. وانظر (24179) .

قال السندي: قوله: فقال: مالك، الخطاب لعائشة. قوله: فآذن- بالمد- أي: أعلم.

 

(12431) 12458- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ البُنَانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ إِلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عُمَرَ رَجُلاً ، فَقَالَ لَهَا : احْتَفِظِي بِهِ . قَالَ : فَغَفَلَتْ حَفْصَةُ ، وَمَضَى الرَّجُلُ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : يَا حَفْصَةُ ، مَا فَعَلَ الرَّجُلُ ؟ قَالَتْ : غَفَلْتُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَطَعَ اللَّهُ يَدَكِ ، فَرَفَعَتْ يَدَيْهَا هَكَذَا ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا شَأْنُكِ يَا حَفْصَةُ ؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُلْتَ : قَبْلُ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ لَهَا : ضَعِي يَدَيْكِ ، فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ : أَيُّمَا إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ مَغْفِرَةً. (3/141).

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1620) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الضياء أيضا (1621) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن حسين بن واقد، به. وفي هذه الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الأسير إلى إنسان، ولم يسمه. وقد روى البيهقي مثل هذه القصة لعائشة في "سننه" 9/89 من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة، عنها. والإسناد صحيح. وأخرج مسلم (2603) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 1/408، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6005) ، وابن حبان (5791) و (6514) ضمن حديث آخر من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي، أني اشترطت على ربي، فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فايما أحد دعوت عليه من أمتي، بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة تقربه بها منه يوم القيامة". ويشهد للحديث بنحو لفظ حديث اسحاق بن عبد الله هذا غير ما شاهد، انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7311) .

قوله: "دفع إلى حفصة رجلا" قال السندي: كان محبوسا في محل لم يكن له إغلاق، فقال لحفصة انظري لئلا يخرج من محله.  "ضعي" من الوضع، كذا في بعض النسخ، وهو الموافق للرفع فيما سبق، وكذلك هو في "المجمع" ، وفي بعض النسخ "صفي" من الصف بإهمال صاد وتشديد فاء.

 

هذه هي عائشة فعلًا _وليس حفصة_بشخصيتها الذكية المجادلة الساخرة.

 

وجاء في المغازي للواقدي في سياق سَرِيّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى الْعِيصِ :

 

قَالَ مُحَمّدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ: فَأَخْبَرَنِى ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللّهُ عَنْهَا، أَنّ النّبِىّ ÷ قَالَ لَهَا: احْتَفِظِى بِهَذَا الأَسِيرِ، وَخَرَجَ النّبِىّ ÷، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَهَوْت مَعَ امْرَأَةٍ أَتَحَدّثُ مَعَهَا، فَخَرَجَ وَمَا شَعَرْت بِهِ فَدَخَلَ النّبِىّ ÷ وَلَمْ يَرَهُ فَقَالَ: أَيْنَ الأَسِيرُ؟ فَقُلْت: وَاَللّهِ مَا أَدْرِى، غَفَلْت عَنْهُ وَكَانَ هَاهُنَا آنِفًا. فَقَالَ: قَطَعَ اللّهُ يَدَك، قَالَتْ: ثُمّ خَرَجَ فَصَاحَ بِالنّاسِ فَخَرَجُوا فِى طَلَبِهِ فَأَخَذُوهُ بِالصّوْرَيْنِ فَأُتِىَ بِهِ إلَى النّبِىّ ÷. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَ عَلَىّ النّبِىّ ÷ وَأَنَا أُقَلّبُ بِيَدِى، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقُلْت: أَنْظُرُ كَيْفَ تُقْطَعُ يَدِى؛ قَدْ دَعَوْت عَلَىّ بِدَعْوَتِكُمْ، قَالَتْ: فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمّ قَالَ: اللّهُمّ إنّمَا أَنَا بَشَرٌ أَغْضَبُ وَآسَفُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيّمَا مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ دَعَوْت عَلَيْهِ بِدَعْوَةٍ فَاجْعَلْهَا لَهُ رَحْمَةً.

 

وروى الواقدي في سياق غزوة تبوك:

 

وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: إنّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إنْ شَاءَ اللّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنّكُمْ لَنْ تَنَالُوهَا حَتّى يُضْحِىَ النّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا فَلا يَمَسّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتّى آتِىَ، قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَ إلَيْهَا رَجُلانِ وَالْعَيْنُ مِثْلَ الزّلالِ تَبُضّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَسَأَلَهُمَا: هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟ قَالا: نَعَمْ، فَسَبّهُمَا النّبِىّ ÷ وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ قَلِيلاً قَلِيلاً حَتّى اجْتَمَعَ فِى شَنّ، ثُمّ غَسَلَ النّبِىّ ÷ فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَاءَتْ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاسْتَقَى النّاسُ، ثُمّ قَالَ النّبِىّ ÷: يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إنْ طَالَتْ بِك حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا .

 

وذكر ابن إسحاق:

 

فأقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة، لم يُجاوزها، ثم انصرف قافلا إلى المدينة. وكان في الطريق ماء يخرج من وَشلٍ، ما يروي الراكب والراكبين والثلاثة، بوادٍ يقال له وادي المُشَقَّقِ؛ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من سبقنا إلى ذلك الوادي فلا يستقيَنَّ منه شيئاً حتى نأتيَه. قال: فسبقه إليه نفر من المنافقين، فاستقوا ما فيه؛ فلما أتاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقف عليه، فلم يرَ فيه شيئا. فقال: من سبقنا إلى هذا الماء؟ فقيل له يا رسول اللّه، فلان وفلان؛ فقال: أو لم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيه! ثم لعنهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ودعا عليهم.

 

وروى أحمد:

 

23793 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي من، كتابه: حدثنا إبراهيم بن خالد، حدثنا رباح بن زيد، حدثني عمر بن حبيب، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، قال: دخلت على أبي الطفيل، فوجدته طيب النفس، فقلت: لأغتنمن ذلك منه، فقلت: يا أبا الطفيل، النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بينهم، من هم ؟ فهم أن يخبرني بهم، فقالت له امرأة سوداء: مه يا أبا الطفيل، أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة، فاجعلها له زكاة ورحمة"

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، وسودة زوج أبي الطفيل لم تذكر إلا في هذا الحديث. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، وعمر بن حبيب: هو المكي نزلي اليمن. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2330) من طريق محمد بن عبد الرحيم الصنعاني، عن رباح بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (950) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ... فأسقط منه سودة زوج أبي الطفيل، وإسماعيل بن عياش مخلط في حديث غير أهل بلده، وهذا منها فهو حمصي وعبد الله بن عثمان بن خثيم مكي. وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7311) و (8199) ، وانظر تتمة شواهده في الموضع الأول.

 

إذن هو ليس منزهًا عن الخطأ كما يزعم جمهور المسلمين، وقد ينفعل كأي بشر وتفلت أعصابه وتسوء أخلاقه ويلعن ويسب إلخ فلا داعي لأوهامهم وتذللهم وتعظيمهم له فهذه محض ضلالات وهو ليس فوق باقي البشر. وهذا يدلك على أن كثيرًا من كلامه كان نتيجة انفلات أعصاب وعدم كمال بشري كما عند الكل، وليس كما جاء في القرآن {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} النجم، إلا أن يقال أنه معصوم بزعمهم في إعلانه للقرآن فقط، ونقدنا للقرآن من مئات الجهات كما ترى في أبواب أو كتب الكتاب الضخم هذا.

 

تعامل محمد السيئ مع مريده وأتباعه

 

روى أحمد:

 

22510 - حدثنا عارم، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا السميط، عن أبي السوار، حدثه أبو السوار، عن خاله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال: ففجئني القوم يسعون قال: وأبقى القوم فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شيء كان معه قال: فوالله ما أوجعني . قال: فبت بليلة . قال: أو قلت: ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في . قال: وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال: فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنك راع فلا تكسر قرون رعيتك" . قال: فلما صلينا الغداة، أو قال: أصبحنا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إن أناسا يتبعوني، وإني لا يعجبني أن يتبعوني . اللهم فمن ضربت أو سببت، فاجعلها له كفارة وأجرا " أو قال: " مغفرة ورحمة " . أو كما قال.

 

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير السميط -وهو ابن عمير، ويقال ابن سمير السدوسي البصري- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به . أبو السوار: هو العدوي البصري، قيل: اسمه حسان بن حريث، وقيل بالعكس، وقيل: حريف، وقيل: منقذ، وقيل: حجير ابن الربيع . عارم: هو لقب محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان . وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2076) من طريق عبيد الله بن معاذ العنبري، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/362 من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وفي باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبعه أحد، عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6549). وعن جابر عند ابن ماجه (246) ، والطحاوي في "المشكل" (2074) و (2075) ، والحاكم 2/411 و4/281. ويشهد لقوله في آخره: "اللهم فمن ضربت أو سببت... إلخ" حديث أبي هريرة السالف برقم (7311) ، وانظر تتمة شواهده هناك .

قال السندي: يسعون: أي: يجرون، وكأن المراد: حتى يمشوا قدامه صلى الله عليه وسلم، وقد جاء أنه كان يسوقهم .  وأبقى القوم: أي: نظروه ورصدوه .

6549 - حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ، ولا يطأ عقبه رجلان" قال عفان: "عقبيه"

 

إسناده حسن، شعيب بن عبد الله بن عمرو: هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، والد عمرو بن شعيب، وقوله: "عن أبيه"، يريد أباه الأعلى، وهو جده عبد الله، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه، وسبق التصريح بذلك في إسناد (6545) بقول ثابت البناني: عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو. وشعيب هذا صدوق، روى عنه جمع، وأخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/642، ومن طريقه ابن ماجه (244) عن سويد بن عمرو، وأبو داود (3770) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5972) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقوله: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا": له شاهد من حديث أبي جحيفة عند البخاري (5398) ، والترمذي (1830) .

وقوله: "ولا يطأ عقبه رجلان": قال السندي: أي: لا يطأ الأرض خلفه، أي: لا يمشي رجلان خلفه، يعني أنه من غايته التواضع، لا يتقدم أصحابه في المشي، بل إما أن يمشي خلفهم كما جاء، أو يمشي فيهم، وحاصل الحديث: أنه لم يكن صلى الله عليه وسلم على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي. والرجلان: بفتح الراء، وضم الجيم، هو المشهور، ويحتمل [الرجلان] بكسر الراء وسكون الجيم، أي: القدمان، والمعنى: لا يمشي خلفه أحد ذو رجلين. والله تعالى أعلم.

قلنا: وقد ورد في تواضعه صلى الله عليه وسلم أخبار عدة، منها ما قال قدامة بن عبد الله بن عمار رضي الله عنه، فيما سيرد في "المسند" 3/314: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك.

 

ربما كان محمد حقًّا رغم كل ما أوردناه عن تكبره أقل تكبرًا في نواحٍ كثيرة عن خلفاء جاؤوا بعده، وربما كان طرده لمن يتبعونه لذلك، لكن أسلوب_كأسلوب عمر وخلفاء آخرين كمروان مثلًا في استعمالهم العصا والدرة مع الرعية-همجي وغير مقبول.

 

من ثرواته ومصادر ثرائه

 

خمس الغنائم والمنهوبات

 

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)} الأنفال

 

روى مسلم:

 

[ 1784 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب قالت زعمت أن الله وصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا قال مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد فقام بن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } وإن جاهداك على أن تشرك بي وفيها { وصاحبهما في الدنيا معروفا } [العنكبوت:8] قال وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت نفلني هذا السيف فأنا من قد علمت حاله فقال رده من حيث أخذته فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي فرجعت إليه فقلت أعطنيه قال فشد لي صوته رده من حيث أخذته قال فأنزل الله عز وجل { يسألونك عن الأنفال } [الأنفال: 1] قال ومرضت فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاني فقلت دعني أقسم مالي حيث شئت قال فأبى قلت فالنصف قال فأبى قلت فالثلث قال فسكت فكان بعد الثلث جائزا قال وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين فقالوا تعال نطعمك ونسقيك خمرا وذلك قبل أن تحرم الخمر قال فأتيتهم في حش والحش البستان فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر قال فأكلت وشربت معهم قال فذكرت الأنصار والمهاجرون عندهم فقلت المهاجرون خير من الأنصار قال فأخذ رجل أحد لحي الرأس فضربني به فجرح بأنفي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأنزل الله عز وجل في يعنى نفسه شأن الخمر {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان} [المائدة]

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

1538 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ شَفَانِي اللهُ الْيَوْمَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفُ . قَالَ: " إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لَكَ وَلا لِي ضَعْهُ " قَالَ: فَوَضَعْتُهُ . ثُمَّ رَجَعْتُ، قُلْتُ: عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا السَّيْفُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلائِي، قَالَ: إِذَا رَجُلٌ يَدْعُونِي مِنْ وَرَائِي قَالَ: قُلْتُ: قَدِ أنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ ؟ قَالَ: " كُنْتَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ، وَلَيْسَ هُوَ لِي، وَإِنَّهُ قَدْ وُهِبَ لِي، فَهُوَ لَكَ " قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن أبي النجود، فمن رجال أصحاب السنن وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث. أبو بكر: هو ابن عياش. وأخرجه أبو داود (2740) ، والترمذي (3079) ، والنسائي في "الكبرى" (11196) ، وأبو يعلى (735) ، والطبري 9/173، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312، والحاكم 2/132، والبيهقي 6/291 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 9/173 من طريق أبي الأحوص، عن عاصم، به.

 

1567 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي أَبِي أَرْبَعُ آيَاتٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: أَصَبْتُ سَيْفًا . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَفِّلْنِيهِ ، قَالَ: " ضَعْهُ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَفِّلْنِيهِ، أُجْعَلُ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ ؟ قَالَ: " ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ " فَنَزَلَتْ: " يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ " - قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ {قُلِ الْأَنْفَالُ} وَقَالَتْ أُمِّي: أَلَيْسَ اللهُ يَأْمُرُكَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ ؟ وَاللهِ لَا آكُلُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ . فَكَانَتْ لَا تَأْكُلُ حَتَّى يَشْجُرُوا فَمَهَا بِعَصًا، فَيَصُبُّوا فِيهِ الشَّرَابَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأُرَاهُ قَالَ: وَالطَّعَامَ - فَأُنْزِلَتْ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} وَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14-15]، وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ ؟ فَنَهَانِي . قُلْتُ: النِّصْفُ ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثُ ؟ فَسَكَتَ . فَأَخَذَ النَّاسُ بِهِ، وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَانْتَشَوْا مِنَ الخَمْرِ، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ فَتَفَاخَرُوا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: الْأَنْصَارُ خَيْرٌ، وَقَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ . فَأَهْوَى لَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ ، فَفَزَرَ أَنْفَهُ، فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا ، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إِلَى قَوْلِهِ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91]

 

إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (208) ، ومن طريقه الدورقي (43) ، وأبو عَوانة 4/104، وأخرجه عبد بن حميد (132) عن سَلْم بن قتيبة، والشاشي (78) من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم (الطيالسي وسلم والنضر) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1125) عن النضر بن شميل، وأبو عَوانة 4/103-104، والطحاوي 3/279، والبيهقي في "السنن" 6/291 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به. بقصة الأنفال. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7932) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. بقصة أم سعد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (24) من طريق إسرائيل، ومسلم 4/1877، وأبو يعلى (782) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سماك بن حرب، به. بطوله. وأخرجه مقطعاً ابن أبي شيبة 14/364، والدورقي (60) ، ومسلم (1748) (33) ، وأبو يعلى (696) و (729) و (751) ، والطبري 9/173 و174 و21/70، وأبو عَوانة  4/104 من طرق عن سماك بن حرب، به. وانظر أحمد بن حنبل برقم (1538) و (1614) .

 

1556 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قُتِلَ أَخِي عُمَيْرٌ، وَقَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْكَتِيفَةِ، فَأَتَيْتُ بِهِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبَضِ " قَالَ: فَرَجَعْتُ وَبِي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ مِنْ قَتْلِ أَخِي، وَأَخْذِ سَلَبِي ، قَالَ: فَمَا جَاوَزْتُ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَكَ ".

 

حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن فيه انقطاعاً، محمد بن عبيد الله الثقفي لم يُدرك سعداً، وقد تقدم معنى هذا الحديث برقم (1538) بإسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 155 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2689) ، وأبو عبيد في "الأموال" (756) ، وابن أبي شيبة 12/370، وابن زنجويه في "الأموال، (1126) ، والطبري 9/173 عن أبي معاوية، به

 

وروى أبو داوود في سننه:

 

2737 - حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر " من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا " قال فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها . فلما فتح الله عليهم قالت المشيخة كنا ردءا لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى فأبى الفتيان وقالوا جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } إلى قوله { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون } يقول فكان ذلك خيرا لهم فكذلك أيضا فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم .

 

قال الألباني: صحيح

 

2738 - حدثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر " من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا " ثم ساق نحوه وحديث خالد أتم .

 

صحيح، ورواه النسائي في "الكبرى" (11197) ، وصححه ابن حبان برقم (5093) .

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(22747) 23127- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ عَنِ الأَنْفَالِ . فَقَالَ : فِينَا مَعْشَرَ أَصْحَابِ بَدْرٍ نَزَلَتْ حِينَ اخْتَلَفْنَا فِي النَّفَلِ ، وَسَاءَتْ فِيهِ أَخْلاَقُنَا ، فَانْتَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا ، وَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ بَوَاءٍ يَقُولُ : عَلَى السَّوَاءِ.

 

صحيح لغيره، وإسناد هذا الحديث قد اختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، فمرة يرويه عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي سلام كما هنا، ومرة يرويه عن سليمان عن مكحول عن أبي أمامة بإسقاط أبي سلام كما في الروايتين الآتيتين برقم (22747) و (22753) ، ومرة يرويه عن سليمان عن أبي سلام بإسقاط مكحول كما في الرواية المطوَّلة الآتية برقم (22762) ، وعبد الرحمن بن الحارث هذا ليس بذاك القوي . وأخرجه ابن أبي شيبة 14/456-457، وابن ماجه (2852) ، والشاشي في "مسنده" (1171) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد . وأخرجه عبد الرزاق (9334) ، وأبو عبيد في "الأموال" (801) ، والترمذي في "السنن" (1561) ، وفي "العلل الكبير" 2/665، والشاشي (1170) و (1172) ، والبيهقي في "السنن" 6/313 من طرق عن سفيان الثوري، به . وسقط من سند عبد الرزاق وأبي عبيد أبو سلام، وهو خطأ، فقد أخرجه البيهقي من طريق عبد الرزاق، والشاشي (1172) من طريق أبي عبيد بإثبات أبي سلام على الجادة . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1865) ، والطبري في "التفسير" 9/172، والشاشي (1176) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/228 و240، وابن حبان (4855) ، والطبراني في "الشاميين" (3583) ، والحاكم 2/135-136، والبيهقي 6/315 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش، به - وروايتهم إلا الطبري مطولة بنحو الرواية الآتية برقم (22762) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/172-173، والحاكم 2/136 و326، والبيهقي 6/262 و315 و9/57 من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، وروايتهم مطولة نحو الرواية الآتية برقم (22762) . وأخرجه مطولاً أيضاً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/277-278 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، به . وسيأتي من طريق سليمان بن موسى، عن مكحول، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22747) و (22753) . وسيأتي أيضاً من طريق سليمان، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن عبادة برقم (22762) . وفي الباب عن حبيب بن مسلمة، سلف في مسنده بالأرقام (17462-17469) وإسناده صحيح . وانظر شرحه هناك .

 

(22762) 23142- حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدْتُ مَعَهُ بَدْرًا ، فَالْتَقَى النَّاسُ فَهَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ ، فَانْطَلَقَتْ طَائِفَةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمُونَ وَيَقْتُلُونَ ، وَأَكَبَّتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ يَحْوُونَهُ وَيَجْمَعُونَهُ ، وَأَحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يُصِيبُ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ ، وَفَاءَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالَ الَّذِينَ جَمَعُوا الْغَنَائِمَ : نَحْنُ حَوَيْنَاهَا وَجَمَعْنَاهَا فَلَيْسَ لأَحَدٍ فِيهَا نَصِيبٌ ، وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَبِ الْعَدُوِّ : لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ نَفَيْنَا عَنْهَا الْعَدُوَّ وَهَزَمْنَاهُمْ ، وَقَالَ الَّذِينَ أَحْدَقُوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَسْتُمْ بِأَحَقَّ بِهَا مِنَّا نَحْنُ أَحْدَقْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخِفْنَا أَنْ يُصِيبَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً وَاشْتَغَلْنَا بِهِ ، فَنَزَلَتْ : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَوَاقٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَغَارَ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ نَفَلَ الرُّبُعَ ، وَإِذَا أَقْبَلَ رَاجِعًا وَكُلَّ النَّاسِ نَفَلَ الثُّلُثَ ، وَكَانَ يَكْرَهُ الأَنْفَالَ وَيَقُولُ : لِيَرُدَّ قَوِيُّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ.

 

حسن لغيره، وهذا إسناد سلف الكلام عليه برقم (22726) . وأخرجه البيهقي 6/315 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد . ولم يسق لفظه . وأخرجه مختصراً بقصة تنفيل الربع الدارمي (2482) و (2486) من طريق محمد بن عيينة، عن أبي إسحاق، به . وأخرجه مختصراً كذلك الشاشي (1173) من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش، عن سليمان، عن مكحول، عن أبي أمامة، به . أسقط منه أبا سلام، وذكر مكحولاً! وسلف الحديث مختصراً بقصة تنفيل الربع والثلث برقم (22726) ، وذكرنا هناك شاهداً لها . وانظر (22747) .

ويشهد للحديث عموماً حديث ابن عباس عند أبي داود (2737-2739) ، والنسائي في "الكبرى" (11197) ، وصححه ابن حبان برقم (5093) .

 

17462 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: التَّمِيمِيُّ يَعْنِي زَيْدَ بْنَ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات، زيد بن جارية- وهو التميمي- قد ترجم له الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 9/439 في زياد بن جارية، وقال: ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد، يقال: إن له صحبة. وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". فتعقبه الحافظ ابن حجر في "تهذيبه" بقوله: ذكره ابن أبي عاصم وأبو نعيم في الصحابة، وأبو حاتم قد عبَّر بعبارة "مجهول " في كثير من الصحابة، لكن جزم بكونه تابعياً ابن حبان وغيره، وتوثيق النسائي له يدل على أنه عنده تابعي. قلنا: والصواب أنه تابعي، والله أعلم. سفيان: هو الثوري، ويزيد بن يزيد بن جابر: هو الدمشقي، ومكحول: هو الشامي. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9333) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (3519) ، وفي "الشاميين" (628) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/144. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/457، وابن ماجه (2851) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (852) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (798) ، والدارمي (2483) ، وأبو داود (2748) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/240، والحاكم 2/133، والبيهقي 6/314 من طرق عن سفيان الثوري، به، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (17468) عن يحيى بن سعيد، عن سفيان.

 

17465 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ الْخَيَّاطُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَلَ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي بَدْأَتِهِ، وَنَفَلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ فِي رَجْعَتِهِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1176) ، وأبو داود (2749) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/240، والطبراني في "الكبير" (3525) ، وفي "مسند الشاميين " (1518) و (3551) ، والبيهقي 6/314 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3524) ، وفي "الشاميين (3550) من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/456، وابن زنجويه (1177) ، وأبو داود (2750) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/190، والطبراني في "الكبير" (3522) و (3523) و (3524) و (3527) و (3531) ، وفي "الشاميين" (1365) و (3549) و (3550) و (3552) ، والحاكم 2/133 من طرق عن مكحول، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3532) من طريق عطية بن قيس، عن زياد ابن جارية، به.

 

وروى عبد الرزاق في مصنفه:

 

9483 - عبد الرزاق عن الثوري عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله كذا وكذا فقتلوا سبعين وأسروا سبعين فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيرين فقال يا رسول الله إنك وعدتنا من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا فقد جئت بأسيرين فقام سعد بن عبادة فقال يا رسول الله إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون وإنك إن تعط هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء قال فجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولون فنزلت {يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم} قال فسلموا الغنيمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم نزلت {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه}

 

لم يكن هناك إله يحدد طريقة قسمة المنهوبات منذ البداية وبحيث يستبق حدوث الخلاف، واعتمد محمد واحتاج إلى العرض للمشاكل وخلافات أتباعه ونزاعاتهم حتى يقرر عمل تشريع عن الأمر، ووفقًا لهذا النص ففي أول حروب محمد كانت الغنائم (الأنفال) من منهوبات الحروب خالصة كلها لمحمد يتصرف فيها كيفما شاء. وعلى أساسه أعطى المعترض السيف الثمين دون تقسيم على كل المقاتلين. لاحقًا نسخ وألغى هذا الحكم تشريع خمس الغنائم فقط المجلوبة بحربٍ لمحمد، وفقًا لنفس السورة في الآية41.

 

قال ابن كثير في تفسيره:

 

...أَمَّا مَا عَلَّقه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: "الْأَنْفَالُ": الْغَنَائِمُ، كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَةً، لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْهَا شَيْءٌ. وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَعَطَاءٌ، وَالضَّحَّاكُ، وقَتَادَةُ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّان، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهَا الْغَنَائِمُ.

 

... وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي سَاعِدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ مَالِكَ بْنَ رَبِيعَةَ يَقُولُ: أَصَبْتُ سَيْفَ ابْنِ عَائِذٍ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ السَّيْفُ يُدْعَى بِالْمَرْزُبَانِ، فَلَمَّا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ أَنْ يَرُدُّوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ النَّفَلِ، أَقْبَلْتُ بِهِ فَأَلْقَيْتُهُ فِي النَّفَلِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ، فَرَآهُ الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيُّ، فَسَأَلَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ [تفسير الطبري]

وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

 

... وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ أَتَى بِأَسِيرٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا". فَجَاءَ أَبُو اليَسَر بِأَسِيرَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَدْتَنَا، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ لَمْ يَبْقَ لِأَصْحَابِكَ شَيْءٌ، وَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنَا مِنْ هَذَا زَهَادَةٌ فِي الْأَجْرِ، وَلَا جُبْنٌ عَنِ الْعَدُوِّ، وَإِنَّمَا قُمْنَا هَذَا الْمَقَامَ مُحَافَظَةً عَلَيْكَ، نَخَافُ أَنْ يَأْتُوكَ مِنْ وَرَائِكَ، فَتَشَاجَرُوا، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ [وَلِلرَّسُولِ] } إِلَى آخَرِ الْآيَةِ [الْأَنْفَالِ: 41] [رواه عبد الرزاق في المصنف برقم (9483)]

 

وَقَالَ الْإِمَامُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي كِتَابِ "الْأَمْوَالِ الشَّرْعِيَّةِ وَبَيَانِ جِهَاتِهَا وَمَصَارِفِهَا": أَمَّا الْأَنْفَالُ: فَهِيَ الْمَغَانِمُ، وَكُلُّ نَيْلٍ نَالَهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْحَرْبِ، فَكَانَتِ الْأَنْفَالُ الْأُولَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} فَقَسَمَهَا يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى مَا أَرَادَهُ اللَّهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ، ثُمَّ نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ آيَةُ الْخُمُسِ، فَنَسَخَتِ الْأُولَى [الأموال (ص 426)]

 

قُلْتُ: هَكَذَا رَوَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَوَاءً. وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ والسُّدِّيّ.

وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: لَيْسَتْ مَنْسُوخَةً، بَلْ هِيَ مُحْكَمَةٌ.

 

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي ذَلِكَ آثَارٌ، وَالْأَنْفَالُ أَصْلُهَا جَمْعُ الْغَنَائِمِ، إِلَّا أَنَّ الْخُمُسَ مِنْهَا مَخْصُوصٌ لِأَهْلِهِ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ، وَجَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ.

 

...ثُمَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلِهَذَا سُمِّيَ مَا جَعَلَ الْإِمَامُ لِلْمُقَاتِلَةِ نَفَلًا وَهُوَ تَفْضِيلُهُ بَعْضَ الْجَيْشِ عَلَى بَعْضٍ بِشَيْءٍ سِوَى سِهَامِهِمْ، يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ عَلَى قَدْرِ الْغَنَاءِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالنِّكَايَةِ فِي الْعَدُوِّ. وَفِي النَّفَلِ الَّذِي يَنْفُلُهُ الْإِمَامُ سُنَنٌ أَرْبَعٌ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَوْضِعٌ غير موضع الأخرى:

 

فَإِحْدَاهُنَّ: فِي النَّفَلِ لَا خُمُسَ فِيهِ، وَذَلِكَ السَّلَبُ.

وَالثَّانِيَةُ: فِي النَّفَلِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بَعْدَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ، وَهُوَ أَنْ يُوَجِّهَ الْإِمَامُ السَّرَايَا فِي أَرْضِ الْحَرْبِ، فَتَأْتِي بِالْغَنَائِمِ فَيَكُونُ لِلسَّرِيَّةِ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّبُعُ أَوِ الثُّلْثُ بَعْدَ الْخُمُسِ.

وَالثَّالِثَةُ: فِي النَّفَلِ مِنَ الْخُمُسِ نَفْسِهِ، وَهُوَ أَنْ تُحَازَ الْغَنِيمَةُ كُلُّهَا، ثُمَّ تُخَمَّسُ، فَإِذَا صَارَ الْخُمُسُ فِي يَدَيِ الْإِمَامِ نَفَلَ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى.

وَالرَّابِعَةُ: فِي النَّفَلِ فِي جُمْلَةِ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ أَنْ يُخَمَّسَ مِنْهَا شَيْءٌ، وَهُوَ أَنْ يُعْطَى الْأَدِلَّاءُ وَرُعَاةُ الْمَاشِيَةِ والسَّوَّاق لَهَا، وَفِي كُلِّ ذَلِكَ اخْتِلَافٌ.

قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: الْأَنْفَالُ: أَلَّا يَخْرُجَ مِنْ رَأْسِ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْخُمُسِ شَيْءٌ غَيْرُ السَّلَبِ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ النَّفَلِ هُوَ شَيْءٌ زِيدُوهُ غَيْرَ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَذَلِكَ مِنْ خُمُسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ لَهُ خُمُسَ الْخُمُسِ مِنْ كُلِّ غَنِيمَةٍ، فَيَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَجْتَهِدَ، فَإِذَا كَثُرَ الْعَدُوُّ وَاشْتَدَّتْ شَوْكَتُهُمْ، وَقَلَّ مَنْ بِإِزَائِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، نَفَلَ مِنْهُ اتِّبَاعًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَمْ يَنْفُلْ.

وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ النَّفَلِ: إِذَا بَعَثَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا، فَقَالَ لَهُمْ قَبْلَ اللِّقَاءِ: مَنْ غَنِمَ شَيْئًا فَلَهُ بَعْدَ الْخُمُسِ، فَذَلِكَ لَهُمْ عَلَى مَا شَرَطَ الْإِمَامُ؛ لِأَنَّهُمْ عَلَى ذَلِكَ غَزَوْا، وَبِهِ رَضُوا. انْتَهَى كَلَامُهُ

وَفِيمَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَامِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ: "إِنَّ غَنَائِمَ بَدْرٍ لَمْ تُخَمَّسْ"، نَظَرٌ. وَيَرُدُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي شَارِفَيْهِ اللَّذَيْنِ حَصَلَا لَهُ مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَ بَدْرٍ، قَدْ بَيَّنْتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ السِّيرَةِ بَيَانًا شَافِيًا...

 

روى البخاري:

 

4645 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ

 

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)} الأنفال

 

يقول ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة:

 

وَقَدْ ذَكَرَ بعضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَنِمْنَا الْخُمُسَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ اللَّهُ تَعَالَى الْخُمُسَ مِنْ الْمَغَانِمِ، فَعَزَلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُمس الْعِيرِ، وقسَّم سَائِرَهَا بَيْنَ أصحابه.

 

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وقَد ذَكَرَ بعضُ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ: أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَمَ الْفَيْءَ حِينَ أحلَّه، فَجَعَلَ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ لِمَنْ أفاءَه اللَّهُ، وخُمسًا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَوَقَعَ عَلَى مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن جحش صنع في تلك العير.

 

ويقول الواقدي:

 

فَحَدّثَنِى عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِىّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَحْشٍ، قَالَ: كَانَ فِى الْجَاهِلِيّةِ الْمِرْبَاعُ، فَلَمّا رَجَعَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ جَحْشٍ مِنْ نَخْلَةَ خَمّسَ مَا غَنِمَ، وَقَسَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ سَائِرَ الْغَنَائِمِ، فَكَانَ أَوّلَ خُمُسٍ خُمِسَ فِى الإِسْلامِ حَتّى نَزَلَ بَعْدُ {وَاعْلَمُوا أَنّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنّ لِلّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: 41]

 

بهذا التشريع اغتنى محمد بدرجة كبيرة واكتسب سلطة واسعة بحكم قوة المال، الذي جعل الكثيرين يتقربون ويتزلّفون إليه، وتزوج حوالي اثني عشر زيجة أخرى غير المتوفية خديجة في مكة. وكان منه ينفق على الفقراء وغيرهم فيخلط بين الدولة وشخصه، وبالتالي يكتسب ثقة هؤلاء الفقراء لحروبه ولاتباع دينه. لاحقًا شّع محمد كذلك أن الغنائم التي يحصل عليها الجنود بدون حرب بانهزام وانسحاب عدو هي لمحمد فقط يتصرف فيها كيفما شاء، وليست للجنود، وكما ذكرت بالتوثيق في (حروب محمد) كان نصف ريع أراضي اليهود خيبر وفدك ووادي القرى لمحمد، وكانت أراضي زراعية بها نخيل.

 

ومن باب العلم باب العلم بالشيء فمحمد لم يساوِ في العطاء بين كل أقاربه، فبعض فروعهم لم يعطها شيئًا من الخمس، روى البخاري:

 

4229 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ قَالَ مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ فَقَالَ إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ قَالَ جُبَيْرٌ وَلَمْ يَقْسِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنِي نَوْفَلٍ شَيْئًا

 

3140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا وَنَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌ قَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ وَزَادَ قَالَ جُبَيْرٌ وَلَمْ يَقْسِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمٌ وَالْمُطَّلِبُ إِخْوَةٌ لِأُمٍّ وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ وَكَانَ نَوْفَلٌ أَخَاهُمْ لِأَبِيهِمْ

 

وروى أحمد:

 

16768 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْسِمْ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا كَمَا كَانَ يَقْسِمُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ وَعُثْمَانُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بين عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو داود (2979) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (16782) .

 

16782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ جَاءَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يُكَلِّمَانِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَسَمَ مِنْ خُمُسِ حُنَيْنٍ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي الْمُطَّلِبِ وَبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَلَمْ تُعْطِنَا شَيْئًا، وَقَرَابَتُنَا مِثْلُ قَرَابَتِهِمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَرَى هَاشِمًا وَالْمُطَّلِبَ شَيْئًا وَاحِدًا " قَالَ جُبَيْرٌ: وَلَمْ يَقْسِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَلَا لِبَنِي نَوْفَلٍ مِنْ ذَلِكَ الْخُمُسِ كَمَا قَسَمَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (845) ، وأبو داود (2978) ، والبيهقي في "السنن" 6/342 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 2/125، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن المبارك، به. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (843) ، وابن زنجويه في "الأموال" (1243) ، والبخاري (4229) ، والطبراني في "الكبير" (1593) ، والبيهقي في "السنن" 2/149 و6/341 من طريق الليث، والنسائي في "المجتبى" 7/130 من طريق نافع بن يزيد، وابن ماجه (2881) من طريق أيوب بن سويد، وابن حبان (3298) من طريق ابن وهب، كلهم عن يونس، به. وقد سلف برقم (16768) ، وانظر (16741) .

 

إذن لم يساو محمد بين بطون أقاربه بني عبد مناف، وجاء في كتب التاريخ هكذا:

 

وكان إخوة هاشم: عبد شمس والمطلب - كان أصغر ولد أبيه وأمهم عاتكة بنت مرة بن هلال - وأيضاً نوفل من أم أخرى وهى واقدة بنت عمرو المازنية ولهم أخ ليس بمشهور وهو أبو عمرو واسمه عبد، واًصل اسمه عبد قصي. وكانوا قد سادوا قومهم بعد أبيهم وصارت لهم الرياسة وكان يقال لهم المجيرون، وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم، فكان هاشم قد أخذ أمانا من ملوك الشام والروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة، وأخذ لهم نوفل من الأكاسرة، وأخذ لهم المطلب أمانا من ملوك حمير.

 

النفل أو الفَيْء أيْ ما جلبه الجنود بدون حرب لمحمد بالكامل يتصرف فيه كما شاء

 

{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)} الحشر

 

وبوب البيهقي في الكبرى: باب ما أبيح له من أربعة أخماس الفيء وخمس خمس الفيء والغنيمة

 

روى البخاري:

 

4033 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ إِذْ جَاءَهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَدْخِلْهُمْ فَلَبِثَ قَلِيلًا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ يَسْتَأْذِنَانِ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا دَخَلَا قَالَ عَبَّاسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الَّذِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ فَاسْتَبَّ عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ فَقَالَ الرَّهْطُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنْ الْآخَرِ فَقَالَ عُمَرُ اتَّئِدُوا أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ قَالُوا قَدْ قَالَ ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَبَّاسٍ وَعَلِيٍّ فَقَالَ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ قَالَا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ { وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ إِلَى قَوْلِهِ قَدِيرٌ } فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَهَا عَلَيْكُمْ لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَقَسَمَهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ هَذَا الْمَالُ مِنْهَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ فَعَمِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ ثُمَّ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَأَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَقَالَ تَذْكُرَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهِ كَمَا تَقُولَانِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهِ لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ فَقَبَضْتُهُ سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أَعْمَلُ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهِ صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ جِئْتُمَانِي كِلَاكُمَا وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ فَجِئْتَنِي يَعْنِي عَبَّاسًا فَقُلْتُ لَكُمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَمَا عَمِلْتُ فِيهِ مُنْذُ وَلِيتُ وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فَقُلْتُمَا ادْفَعْهُ إِلَيْنَا بِذَلِكَ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ فَوَاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهِ بِقَضَاءٍ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهُ فَادْفَعَا إِلَيَّ فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهُ قَالَ فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ صَدَقَ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ أَنَا سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ ثُمُنَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَنَا أَرُدُّهُنَّ فَقُلْتُ لَهُنَّ أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ أَلَمْ تَعْلَمْنَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ بِذَلِكَ نَفْسَهُ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ فَانْتَهَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا أَخْبَرَتْهُنَّ قَالَ فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ مَنَعَهَا عَلِيٌّ عَبَّاسًا فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ كَانَ بِيَدِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ثُمَّ بِيَدِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ثُمَّ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ كِلَاهُمَا كَانَا يَتَدَاوَلَانِهَا ثُمَّ بِيَدِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ وَهِيَ صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا

 

4885 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَتِهِ ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي السِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ

 

وقال البيهقي في الكبرى:

 

13148 - وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا أبو داود ثنا نصر بن علي ثنا صفوان بن عيسى عن أسامة بن زيد عن الزهري عن مالك بن أوس قال كان فيما احتج به عمر رضي الله عنه أن قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا بنو النضير وخيبر وفدك فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت حبسا لابن السبيل وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء جزئين بين المسلمين وجزءا لنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المسلمين قال الشيخ رحمه الله واما الخمس فالآية ناطقة به مع ما روينا في كتاب قسم الفيء والله تعالى أعلم

 

وذكرت في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية) من كتب الأحاديث تقسيم محمد وأخذه من منهوبات اليهود والوثنييين كبني النضير وخيبر ووادي القرى وفدك وحنين-وأوطاس وغيرها، وأنه اغتنى واشترى بذلك ولاء قادة قبائل كبيرة كبني تميم وغطفان. لا داعي للإطالة هنا إذن.

 

ومن الأدلة على ثرائه ما رواه مسلم:

 

[ 983 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا علي بن حفص حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فقيل منع بن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقم بن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله وأما العباس فهي علي ومثلها معها ثم قال يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه

 

وبنحوه عند أحمد 725 و8284

 

ثروة محمد من النهب، ومصادرة أبي بكر وعمر لثروة محمد بعد موته لصالح بيت المال

 

لقد اغتنى محمد بنهبه لأموال اليهود وكذلك وثنيي العرب، ويقول البخاري:

 

2904 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


بَاب كَيْفَ قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ وَمَا أَعْطَى مِنْ ذَلِكَ فِي نَوَائِبِهِ

3128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخَلَاتِ حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ

 

3151 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ

 

4028 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَارَبَتْ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَهُمْ وَأَسْلَمُوا وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَيَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ وَكُلَّ يَهُودِ الْمَدِينَةِ

 

4031 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ حَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ فَنَزَلَتْ { مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ }

 

2328 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ مِائَةَ وَسْقٍ ثَمَانُونَ وَسْقَ تَمْرٍ وَعِشْرُونَ وَسْقَ شَعِيرٍ فَقَسَمَ عُمَرُ خَيْبَرَ فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ مِنْ الْمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ يُمْضِيَ لَهُنَّ فَمِنْهُنَّ مَنْ اخْتَارَ الْأَرْضَ وَمِنْهُنَّ مَنْ اخْتَارَ الْوَسْقَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ اخْتَارَتْ الْأَرْضَ

 

ورواه أحمد 4732 و4663 و4946 ومسلم 1551

 

نصف ريع خيبر كان ملكًا لمحمد

 

روى أحمد:

 

16417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَهُمْ يَذْكُرُونَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ وَصَارَتْ خَيْبَرُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ ضُعِفَ عَنْ عَمَلِهَا فَدَفَعُوهَا إِلَى الْيَهُودِ يَقُومُونَ عَلَيْهَا وَيُنْفِقُونَ عَلَيْهَا، عَلَى أَنَّ لَهُمْ نِصْفَ مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَقَسَمَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ سَهْمًا ، جَمَعَ كُلُّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، فَجَعَلَ نِصْفَ ذَلِكَ كُلِّهِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ النِّصْفِ سِهَامُ الْمُسْلِمِينَ، وَسَهْمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا، وَجَعَلَ النِّصْفَ الْآخَرَ لِمَنْ يَنْزِلُ بِهِ مِنَ الْوُفُودِ وَالْأُمُورِ وَنَوَائِبِ النَّاسِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ولا تضر جهالة الصحابة الذين روى عنهم بُشَيْر، وقد سمى أحدهم في أحد طرق الحديث، وهو سهل ابن أبي حثمة كما سيأتي في التخريج. محمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (95) ، وأبو داود (3012) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (94) ، ومن طريقه أبو داود (3011) عن أبي شهاب الحناط، عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه أبو داود (3010) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثْمَة، نحوه مختصراً. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (90) - ومن طريقه البلاذري في "فتوح البلدان" ص39- عن حماد بن سلمة، وأخرجه يحيى بن آدم كذلك (91) عن عبد السلام بن حرب، وأخرجه يحيى بن آدم كذلك (95) ، وأبو عبيد في "الأموال" (142) ، وابن سعد في "الطبقات" 2/113، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (219) ، والبلاذري في "فتوح البلدان " ص 38 من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود (3014) من طريق سليمان بن بلال، وأبو داود كذلك (3013) ، والبيهقي في "السنن" 6/317 من طريق أبي خالد الأحمر، خمستهم عن يحيى بن سعيد، عن بُشَيْر، مرسلاً. وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (4663) .

قال السندي: قوله: أدركهم، أي: بُشَيْر أدرك أولئك الصحابة.  قوله: ضَعُفَ، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي لعدم الفراغ عن الحروب ما تيسَر له الاشتغال بأمرها.  قوله: لمن ينزل به، أي: بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي "من" تغليب يظهر ذلك من بيانه بالوفود والأمور والنوائب.

 

مصادرة أبي بكر لأملاك زوجات وبنت محمد لصالح خزانة الدولة

 

3093 - فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ قَالَتْ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ وَقَالَ لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ وَقَالَ هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ قَالَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ

 

4240و4241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنْ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الْأَشْهُرَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ ائْتِنَا وَلَا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَقَالَ إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصِيبًا حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنْ الْخَيْرِ وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَبِي بَكْرٍ مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنْ الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا أَصَبْتَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الْأَمْرَ الْمَعْرُوفَ

 

6725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ عَلَيْهِمَا السَّلَام أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَيْهِمَا مِنْ فَدَكَ وَسَهْمَهُمَا مِنْ خَيْبَرَ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لَا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ قَالَ فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى مَاتَتْ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ

 

وروى أحمد:

 

* 14 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - وسمعته من عبد الله بن أبي شيبة - قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ،قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر : أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم أهله ؟ قال : فقال : لا ، بل أهله . قالت : فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فقال أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل ، إذا أطعم نبيا طعمة ، ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده " فرأيت أن أرده على المسلمين . قالت : فأنت ، وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم.

 

إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن جميع - وهو الوليد بن عبد الله بن جميع - فمن رجال مسلم ، وفيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح . أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة ، من صغار الصحابة ، وهو آخرهم موتا. وأخرجه عمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 198 ، والمروزي (78) ، وأبو يعلى (37) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، بهذا الإسناد . وأخرجه أبو داود (2973) ، والبزار (54) من طريقين عن محمد بن فضيل ، به. وله شاهد عند البخاري في " تاريخه الكبير " 4 / 46 ، والسهمي في " تاريخ جرجان " ص 493 من طريق سليمان بن عبد الرحمن ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن تميم السكوني وكان من الصحابة قال : قيل : يا رسول الله ما للخليفة من بعدك ؟ قال : " مثل الذي لي ما عدل في الحكم وقسط في القسط ورحم ذا الرحم ، فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه " وهذا سند صحيح وأورده الهيثمي 5 / 231 - 232 وقال : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات .

 

25 - حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح ، قال ابن شهاب : أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبرته: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وكانت فاطمة رضي الله عنها تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك ، وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال : لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ .

فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس ، فغلبه عليها علي ، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر رضي الله عنه ، وقال : هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانتا لحقوقه التي تعروه ، ونوائبه ، وأمرهما إلى من ولي الأمر . قال : فهما على ذلك اليوم.

                      

إسناده صحيح على شرط الشيخين . يعقوب : هو ابن ابراهم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، وصالح : هو ابن كيسان. وأخرجه مسلم (1759) ، وأبو داود (2970) ، وأبو يعلى (43) من طريق يعقوب بن إبراهيم ، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3092) ، والبيهقي 6 / 300 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عن إبراهيم بن سعد ، به . وقد تقدم برقم (9) .

 

58 - حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة: أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث ، ما تركنا صدقة ، وإنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال " وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته.

 

صحيح على شرط الشيخين

 

60 - حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة أن فاطمة قالت لأبي بكر : من يرثك إذا مت ؟ قال : ولدي وأهلي . قالت : فما لنا لا نرث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن النبي لا يورث " ، ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول ، وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق .

 

حديث صحيح لغيره ، وأبو سلمة - وهو ابن عبد الرحمن بن عوف - لم يدرك أبا بكر ، لكن سيأتي الحديث موصولا برقم (79) عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة . فانظر تخريجه هناك .

 

صراع ورثة محمد على ميراثه ونزع عمر بن الخطاب له منهم بعدما كان ترك بعضه لهم

 

روى مسلم:

 

[ 1757 ] وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن مالك بن أوس حدثه قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير مفضيا إلى رماله متكئا على وسادة من آدم فقال لي يا مال إنه قد دف أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم برضخ فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري قال خذه يا مال قال فجاء يرفا فقال هل لك يا أمير المؤمنين في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد فقال عمر نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي قال نعم فأذن لهما فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم فقال مالك بن أوس يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك فقال عمر اتئدا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على العباس وعلي فقال أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركناه صدقة قالا نعم فقال عمر إن الله جل وعز كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول }  ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا قال فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير فوالله ما استأثر عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي أسوة المال ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما تطلب ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما ادفعها إلينا فقلت إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك قال أكذلك قالا نعم قال ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي

 

[ 1757 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال بن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال أرسل إلي عمر بن الخطاب فقال إنه قد حضر أهل أبيات من قومك بنحو حديث مالك غير أن فيه فكان ينفق على أهله منه سنة وربما قال معمر يحبس قوت أهله منه سنة ثم يجعل ما بقي منه مجعل مال الله عز وجل

 

روى البخاري:

 

5357 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ لِي مَعْمَرٌ قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ هَلْ سَمِعْتَ فِي الرَّجُلِ يَجْمَعُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ أَوْ بَعْضِ السَّنَةِ قَالَ مَعْمَرٌ فَلَمْ يَحْضُرْنِي ثُمَّ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ

 

5358 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مَالِكٌ انْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ إِذْ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَا فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ قَالَ نَعَمْ فَأَذِنَ لَهُمْ قَالَ فَدَخَلُوا وَسَلَّمُوا فَجَلَسُوا ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَا قَلِيلًا فَقَالَ لِعُمَرَ هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ قَالَ نَعَمْ فَأَذِنَ لَهُمَا فَلَمَّا دَخَلَا سَلَّمَا وَجَلَسَا فَقَالَ عَبَّاسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا فَقَالَ الرَّهْطُ عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنْ الْآخَرِ فَقَالَ عُمَرُ اتَّئِدُوا أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ قَالَ الرَّهْطُ قَدْ قَالَ ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ قَالَا قَدْ قَالَ ذَلِكَ قَالَ عُمَرُ فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ قَالَ اللَّهُ { مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ إِلَى قَوْلِهِ قَدِيرٌ } فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ قَالَا نَعَمْ ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ يَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمَا حِينَئِذٍ وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَذَا وَكَذَا وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا صَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ وَأَتَى هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا فَقُلْتُ إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهُ إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ وَبِمَا عَمِلْتُ بِهِ فِيهَا مُنْذُ وُلِّيتُهَا وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي فِيهَا فَقُلْتُمَا ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ فَقَالَ الرَّهْطُ نَعَمْ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ قَالَا نَعَمْ قَالَ أَفَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ فَوَالَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا فَادْفَعَاهَا فَأَنَا أَكْفِيَكُمَاهَا

وكانت مقدرة محمد المادية قوية...

 

إلى درجة إعطاء هدي للذبح لأصحابه ممن لم يكن معهم مال لإهدائه للكعبة للفقراء حسب الشعيرة المعروفة، روى أحمد:

 

2802 - حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة، مولى ابن عباس، زعم أن ابن عباس، أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنما يوم النحر في أصحابه، وقال: " اذبحوها لعمرتكم، فإنها تجزئ عنكم " فأصاب سعد بن أبي وقاص تيس.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه بنحوه الطبراني (11561) من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به.

قوله: "لعمرتكم"، أي: لمتعتكم كما هو مبين عند الطبراني.

 

ولفظ الطبراني في المعجم الكبير ج11 هكذا:

 

11561- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأَشْهَلِيُّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَعَثَ بِغَنَمٍ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَقْسِمُهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، وَكَانُوا يَتَمَتَّعُونَ فَبَقِي تَيْسٌ فَضَحَّى بِهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي تَمَتُّعِهِ.

 

وقصة مقابلة علي مع محمد في مكة خلال حجة الوداع وقصة فاطمة زوجته وإحلالها في صحيح مسلم 1218. وفيه ذكر عدد الهدي الذي قدمه محمد وعلي:

 

.... وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِمَّنْ حَلَّ ، وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا ، وَاكْتَحَلَتْ ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا ، قَالَ : فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ ، بِالْعِرَاقِ : فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : صَدَقَتْ صَدَقَتْ ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ ؟ قَالَ قُلْتُ : اللَّهُمَّ ، إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ ، قَالَ : فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلاَ تَحِلُّ قَالَ : فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِئَةً ، قَالَ : فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا ، إِلاَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ. ....

 

....ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها....

 

وروى أحمد من حديث رقم 14440:

 

... وقال لعلي: " بم أهللت ؟ " قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به بيده ثلاثة وستين، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر ، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر "، ووقف بعرفة، فقال: " وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف "، ووقف بالمزدلفة، فقال: " قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن علي-، فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه ابن الجارود (465) ، وأبو يعلى (2126) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف- الجزء الذي نشره العمروي" ص377-381، وعبد بن حميد (1135) ، والدارمي (1850) و (1851) ، ومسلم (1218) (147) ، وأبو داود (1905) ، وابن ماجه (3074) ، وابن الجارود (469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2434) و (4300) ، وفي "شرح معاني الآثار" 2/190-191، وابن حبان (3944) ، والبيهقي في "السنن" 5/6-9، وفي "الدلائل" 5/433-438 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، به، مطولا جدا، لكن ليس فيه قوله في آخره: "قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر... إلخ". ورواية الطحاوي مختصرة. وأخرجه مسلم و (1218) (148) ، وأبو يعلى (2027) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/191، وابن حبان (3943) ، والبغوي (1918) من طرق عن جعفر، به. مطولا- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرج قوله: "أذن في الناس."، وقصة الأمر بالإحلال والتمتع: الشافعي 1/371-372، والحميدي (1288) ، والترمذي (817) ، والنسائي 5/155، وابن خزيمة (2534) و (2603) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4301) ، وفي "شرح المعاني" 2/120 و140، والبيهقي 5/6، والبغوي (1876) من طرق عن جعفر بن محمد، به- ورواية ابن خزيمة الأولى مختصرة بدون التمتع. وأخرجه مختصرا بقصة الإهلال من ذي الحليفة: البخاري (1515) ، وابن خزيمة (2612) من طريق الأوزاعي، عن عطاء، عن جابر. وأخرجه مختصرا بقصة الرمل في الوادي أثناء السعي النسائي 5/243 من طريق يحيى القطان، به. وسيأتي مختصرا بهذه القصة برقم (14571) ، وانظر تمام تخريجه هناك. وأخرجه مختصرا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق هديا في حجه، النسائي 5/176 من طريق ابن جريج، عن جعفر بن محمد، به. وأخرجه مختصرا بقصة أسماء بنت عميس: الدارمي (1812) ، ومسلم (1210) (110) ، والنسائي 1/122 و195، وابن ماجه (2913) ، والنسائي 1/154 و164 و208، وابن خزيمة (2594) ، والبيهقي 5/32، والبغوي (1862) من طرق عن جعفر، به. وأخرجه مختصرا بقصة التلبية: ابن أبي شيبة ص192، وأبو داود (1813) ، وابن ماجه (2919) ، والطحاوي 2/124، والبيهقي 5/45 من طرق عن جعفر، به. وأخرجه مختصرا بقصة الصلاة في المقام أبو داود (3969) ، وابن خزيمة (2754) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر، به. وأخرجه مختصرا بقصة الطواف والصلاة في المقام والخروج إلى السعي والدعاء عليه، وبعضهم يزيد فيه على بعض الحميدي (1267) ، وابن أبي شيبة ص422 و427، والترمذي (856) و (862) و (869) و (870) و (2967) ، وابن ماجه (1008) و (2960) ، والنسائي 5/228 و235 و236 و240، وابن خزيمة (2620) و (2755) و (2756) ، والبيهقي 5/90 و90-91، من طرق عن جعفر، به، وزاد ابن خزيمة في روايته الأولى قصة قدوم علي وإهلاله. وأخرجه مختصرا بقصة الخروج إلى الصفا والدعاء عليها ابن خزيمة (2757) من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرجه مختصرا بخطبة التمتع وقدوم علي وقصته مع فاطمة النسائي 5/143-144 و157 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن جعفر، به - واقتصر في الموضع الثاني على قصة قدوم علي وإهلاله. وأخرج قوله: "قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر... إلخ" أو داود (1907) عن أحمد بن حنبل، به. وأخرجه مختصرا كذلك مسلم (1218) (149) ، وأبو داود (1936) ، والنسائي في "المجتبى" 5/255-256 و265، وفي "الكبرى" (4051) ، وابن خزيمة (2815) و (2857) و (2858) و (2890) ، والبيهقي 5/115 و170، والبغوي (1926) من طرق عن جعفر، به- وهو عند بعضهم مختصر. وأخرجه أيضا ابن ماجه (3012) ، والبيهقي 5/115 من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر. وسيأتي ضمن حديث من طريق عطاء برقم (14498). وفي باب كم نحر النبي صلى الله عليه وسلم وأكله منه عن ابن عباس، سلف برقم (2880) .

 

ومقابلة علي لمحمد ابن عمه عند عودة الأول من اليمن ليقابله في مكة مذكورة في صحيح مسلم الحديث السابق وسنن البيهقي الكبرى 8590 و 8607 و 8633 و 8634 و9137 وغيرهما. وانظر ابن هشام ذكر ذات التفاصيل عن ابن إسحاق ج4 مطابقًا للواقدي، ما عدا عدد بدن الهدي لم يذكره.

 

ثم يقولون أن محمدًا كان فقيرًا زاهدًا، فمن كان يتصدق بما يفيض عن حاجته ولا يبالي به بمقدار مئة جمل، فكم تكون ثروته من خمس الغنائم المنهوبة على يد أتباعه والأراضي والمنهوبات المستولى عليها؟!

 

لقد اغتنى محمد من خلال ما امتلكه من أملاك مستولى عليها من خيبر وعوائد نصف  خيرات وادي القرى وفدك اليهوديتين، ومنها أعطى لزوجاته ولأقاربه وأنفق على التسليح وأحسن لبعض أتباعه الفقراء وأقاربه وهذا يصب في مصلحة انتشار دعوته، وخمس منهوبات الحروب والغارات. تقول كتب السيرة أنه في حجة الوداع ذبح عن نسائه في الهدي للكعبة البقر كما ذكر ابن إسحاق في سرده لها والبخاري 1709 وأحمد 25838، ألا ينبغي أن تكون قصص الأحاديث من أنه مات مدينًا ليهودي لا يملك شيئًا محض نكت وفكاهات ساذجة بالنسبة لنا إذن.

 

روى البخاري:

 

1709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، لاَ نُرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا طَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ»، قَالَتْ: فَدُخِلَ عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَزْوَاجِهِ، قَالَ: يَحْيَى، فَذَكَرْتُهُ لِلْقَاسِمِ، فَقَالَ: أَتَتْكَ بِالحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 1211 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن بن عيينة قال عمرو حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا الحج حتى إذا كنا بسرف أو قريبا منها حضت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال أنفست يعني الحيضة قالت قلت نعم قال إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي قالت وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

25838 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ، ....إلخ قَالَتْ: وَذَبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ يَوْمَ النَّحْرِ، ...إلخ الحديث

 

وأخرجه الطيالسي (1413)، وأبو داود (1782)

 

13806 - حدثنا يعمر بن بشر، حدثنا عبد الله، أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنا كثيرة، وقال: " لبيك بعمرة وحج "، وإني لعند فخذ ناقته اليسرى.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل يعمر بن بشر: وهو الخراساني، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات "، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك. وانظر ما سلف برقم (11958) .

 

13831 - حدثنا عفان، حدثنا وهيب بن خالد، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين، وبات بها حتى أصبح، فلما صلى الصبح ركب راحلته، فلما انبعثت به سبح وكبر حتى استوت به البيداء، ثم جمع بينهما، فلما قدمنا مكة، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلوا ، فلما كان يوم التروية أهلوا بالحج، ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع بدنات بيده قياما، وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بكبشين أقرنين أملحين "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه البخاري (1551) و (1712) و (1714) ، وأبو داود (1796) ، والطحاوي 1/418، والبيهقي 5/9 و9/279، والبغوي (1879) من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد- والحديث عند بعضهم مختصر. وأخرجه مختصرا بقصة قصر الصلاة أبو عوانة 2/347 من طريق عبد الوهاب الثقفي، وفي الحج كما في "الإتحاف " 2/75 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به- وزاد في الحج قصة الجمع في التلبية بين الحج والعمرة. وأخرج قصة النحر والأضحية أبو داود (2793) ، وأبو عوانة 5/192 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، به. وأخرج قصة النحر فقط ابن خزيمة (2794) من طريق أحمد بن إسحاق، عن وهيب بن خالد، به. وأخرج قصة الأضحية فقط البخاري (5554) ، وأبو يعلى (2806) و (2807) ، والبيهقي 9/272-273 من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب السختياني، به. وقد سلف مختصرا بقصة قصر الصلاة برقم (12083) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب. ومختصرا بقصة الجمع في التلبية بين الحج والعمرة برقم (12678) من طريق معمر بن راشد، عن أيوب. ولقصة إحلال المحرمين انظر ما سلف برقم (12450) .

 

15044 - حدثنا محمد بن بكر، وروح قالا: أخبرنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابرا يقول: " نحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة بقرة في حجته"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. محمد بن بكر: هو البرساني، وروح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه مسلم (1319) (357) من طريق محمد بن بكر البرساني وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/448-449 من طريق روح وحده، به. وأخرجه مسلم (1319) (356) ، والبيهقي 5/238 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومسلم (1319) (357) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وأبو عوانة من طريق أبي عاصم النبيل، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ورواية يحيى بن سعيد: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه. لم يخصص عائشة. وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها، سيأتي 6/39. وعن أبي هريرة عند أبي داود (1751) ، والنسائي في "الكبرى" (4128) ، وابن ماجه (3133) ، وصححه ابن خزيمة (2903) ، وابن حبان (4008) ، والحاكم 1/467، ووافقه الذهبي.

 

24109 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا وَحَاضَتْ بِسَرِفٍ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ، قَالَ لَهَا: " اقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ "

قَالَتْ: فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ، قُلْتُ: مَا هَذَا ؟ قَالُوا: " ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن" (459) ، والحميدي (206) ، وابن أبي شيبة (في نظرة العمروي) ص324، وإسحاق بن راهوية (917) ، والبخاري (294) و (5548) و (5559) ، ومسلم (1211) و (119) ، والنسائى في "المجتبى" 1/153-154 و5/165، وفي "الكبرى" (3721) ، وابن ماجه (2963) ، وابن الجارود في "المنتقى" (466) ، وأبو يعلى (4719) ، وابن خزيمة (2905) و (2936) ، وأبن حبان (3834) ، والبيهقي في "السنن" 1/308 و5/86، وفي "معرفة السنن" (9206) ، والبغوي في "شرح السنة" (1913) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد، وزاد الجميع في أَوَّله سوى ابن أبي شيبة وابن خزيمة: خرجنا لا نريد إلا الحج. وسترد هذه الزيادة في الرواية (24112). وأخرجه بنحوه الإمام مالك في "الموطأ" 1/411- بروايهّ يحيى الليثي- و (1325) -برواية أبي مصعب الزهري- ومن طريقه الشافعي في "السنن" (462) ، والبخاري (1650) ، والدارمي (1846) ، وابن حبان (3835) ، والبيهقي في "السنن" 5/86، والبغوي (1914) عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وجاء في رواية يحيى الليثي بلفظ: "غير أن لا تطوفي بالبيت ولا بين الصفا والمروة" أي بزيادة: "بين الصفا والمروة" . وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 19/261-262 أن ذلك وهم من يحيى، وهو غير محفوظ في حديث عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه مختصراً جدا النسائي في "الكبرى" (4129) من طريق عمار -وهو الدُّهني- عن عبد الرحمن بن القاسم، به. ورواه أحمد 25619 و25838 والبخاري 294 و5548 و1650 و5559 بنحوه.

 

لاحظ أن السبع بدنات هي ما ذبحه بيده، وكما جاء في كتب السيرة أنه ترك الباقي للحجام ليكمله.

 

وتقول عائشة زوج محمد كما روى البخاري:

 

4242 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا الآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ»

 

4243 - حَدَّثَنَا الحَسَنُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ»

 

أن تشبع بنهب غيرك ومعاناته لهو تصرف أناني لا إنساني وإجرامي.

 

 

وكان من أملاك محمد مئة شاة...

 

وكان هو الذي لا يجعلها تزيد على المئة، يعني كان يمكنه زيادتها بماله عن ذلك، روى أحمد:

 

17846 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: حدثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه وافد بني المنتفق، وقال: عبد الرزاق: ابن المنتفق، أنه انطلق هو وصاحب له إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجداه فأطعمتهما عائشة تمرا، وعصيدة ، فلم نلبث أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم يتقلع يتكفأ ، فقال: " أطعمتهما ؟ " قلنا: نعم قلت: يا رسول الله، أسألك عن الصلاة ؟ قال: " أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وإذا استنشقت فأبلغ، إلا أن تكون صائما "

قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة، فذكر من بذائها، قال: " طلقها " قلت: إن لها صحبة وولدا، قال: " مرها، أو قل لها: " فإن يكن فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك ضربك أميتك " فبينا هو كذلك، إذ دفع الراعي الغنم في المراح على يده سخلة ، فقال: " أولدت ؟ " قال: نعم، قال: " ماذا ؟ " قال بهمة ، قال: " اذبح مكانها شاة " ثم أقبل علي، فقال: لا تحسبن، - ولم يقل، لا يحسبن - أنما ذبحناها من أجلك، لنا غنم مائة، لا نحب أن تزيد عليها، فإذا ولد الراعي بهمة، أمرنا فذبح مكانها شاة "

 

إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (143) ، والحاكم 1/148، والبيهقي 1/51-52 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو داود لفظه، ولم يذكر الحاكم والبيهقي شكوى الرجل امرأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قصة السخلة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (483) من طريق علي بن حسان العطار البصري، عن يحيى بن سعيد القطان، عن قرة بن خالد، عن إسماعيل بن كثير، به. وقد سلفت رواية عبد الرزاق التي أشار إليها المصنف برقم (16384) . وسلف الحديث مطولا ومقطعا في مسند المدنيين بالأرقام (16380) و (16381) و (16382) و (16383) .

 

16384 - حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج قال: حدثني إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه أو، جده وافد بن المنتفق، قال: انطلقت أنا وصاحب لي حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نجده، فأطعمتنا عائشة تمرا، وعصدت لنا عصيدة ، إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم يتقلع فقال: " هل أطعمتم من شيء ؟ "، قلنا: نعم يا رسول الله، فبينا نحن كذلك ربع راعي الغنم في المراح على يده سخلة ، قال: " هل ولدت ؟ "، قال: نعم، قال: " فاذبح لنا شاة "، ثم أقبل علينا فقال: " لا تحسبن ـ ولم يقل لا تحسبن ـ إنا ذبحنا الشاة من أجلكما، لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد عليها فإذا ولد الراعي بهمة أمرناه بذبح شاة "

فقال: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: " إذا توضأت فأسبغ وخلل الأصابع، وإذا استنثرت فأبلغ إلا أن تكون صائما "

قال: يا رسول الله، إن لي امرأة فذكر من طول لسانها وبذائها، فقال: "طلقها"، قال: يا رسول الله، إنها ذات صحبة وولد، قال: " فأمسكها وأمرها، فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك ضربك أمتك"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات، وابن جريح: وهو عبد الملك بن عبد العزيز قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وشك عبد الرزاق في هذا الإسناد بقوله: عن أبيه أو جده، لا يضر، فقد روي: عن أبيه من غير شك من طريق يحيى بن سعيد القطان عن ابن جريج، كما سيأتي برقم 4/211، ثم إنه ورد مختصرا في الأرقام (16380) و (16381) و (16382) و (16383) عن أبيه دون شك كذلك، وكذلك في تخريج هذه الرواية كما سيأتي. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (80) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (479) ، ولكن فيه عند الطبراني: عن أبيه دون شك. وأخرجه بنحوه مختصرا الدارمي 1/179، وأبو داود (144) ، والبيهقي في "السنن" 1/52، من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والحاكم 1/148، و2/232-233، والبيهقي في "السنن" 1/51 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي كلاهما عن ابن جريج، به، وفيه: عن أبيه دون شك. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/32-33 (ترتيب السندي) ، وأبو داود (142) و (3973) ، وابن حبان (1054) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (480) ، والبيهقي في "السنن" 7/303، وفي "المعرفة" (657) ، والبغوي في "شرح السنة" (213) ، من طريق يحيى بن سليم الطائفي، وأخرجه مختصرا الطيالسي (1341) من طريق الحسن بن أبي جعفر، وأخرجه البخاري مختصرا كذلك في "الأدب المفرد" (166) ، والحاكم 1/148 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، ثلاثتهم عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير، به. وعندهم: عن أبيه دون شك.

قال السندي: قوله: يتقلع، أي: يمشي سريعا. قوله: "هل أطعمتم": على بناء المفعول. قوله: "في المراح"، بضم الميم: مأوى الغنم والإبل ليلا. قوله: "سخلة"، بفتح فسكون: ولد المعز. قوله: "هل ولدت"، بتشديد اللام، والخطاب للراعي، من ولد الشاة توليدا: إذا حضر ولادتها، فعالجها حتى يخرج الولد منها، قيل: وتخفيف اللام مع سكون التاء غلط المحدثين. قوله: "لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة من أجلكما": فيه أنه ينبغي للمضيف أن يري ضيفه أنه ليس بثقيل عليه.  قوله: "بهمة"، بفتح فسكون: ولد الشاة أول ما يولد، ذكرا أو أنثى، يعم الضأن والمعز، وقيل: مخصوص بالضأن.  قوله: "إذا توضأت": لعل الاقتصار على هذه الأمور مع أن السؤال كان عن الوضوء إما من الرواة بسبب أن الحاجة دعتهم إلى نقل البعض، والنبي صلى الله عليه وسلم بين كيفية الوضوء بتمامها، وإما من النبي صلى الله عليه وسلم بناء على أنه علم أن مقصد السائل البحث عن هذه الأمور وإن أطلق لفظه في السؤال، إما بقرينة حال، أو وحي أو إلهام.  قوله: وبذائها، بفتح ومد: الفحش في القول.  قوله: ذات صحبة، أي: قديمة.  قوله: "ولا تضرب"، أي: شديدا كما تضرب الأمة عند الحاجة. قيل: هو نهي عن مطلق الضرب، وهو منسوخ بقوله تعالى: (واضربوهن) [النساء: 34] أو محمول على خلاف الأولى، فيترك مهما أمكن، ويقتصر على الوعظ. وقيل: هو نهي عن ضرب كضرب الأمة. قلت (القائل السندي) : بل كضرب الأمة الحقيرة عند أهلها كما يدل عليه التصغير، والتشبيه ليس لإباحة ضرب المماليك، بل لأنه مما جرى به عادتهم.

 

والملاحظ في محمد وغيره هو حبهم لذكر أنهم كرماء يكرمون الضيوف والسائلين، لكن ذلك كان من خلال نهبهم لآخرين، فلا أرى فضيلة في ذلك، لأن فعلهم للخير مبني على أفعال شريرة، فهذا ليس خيرًا ولا فضيلة، بل كان شرًّا ورذيلة وإثم وإجرام. وأن ضرب المستعبَدين والمستعبَدات كان شيئًا عاديًّا معتادًا عندهم.

 

مال الدولة ومال محمد واحد

 

وكان محمد لا يفصل بين ذمته المالية أو يحدد لنفسه مرتبًا محدودًا ويفصل بذلك بين دخله الشخصي وعوائد دولته التي أنشأها، وكان يرث كل من لا وارث له باعتباره هو والدولة واحدًا، روى أحمد:

 

17175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ كَلًّا ، فَإِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فَإِلَيْنَا - وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَارِثِهِ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَرِثُهُ وَأَعْقِلُ عَنْهُ "

إسناده جيد، علي بن أبي طلحة صدوق من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات. بُدَيل: هو ابن ميسرة العُقيلي، وأبو عامر الهوزني: هو عبد الله بن لُحي. وأخرجه ابنُ ماجه (2738) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (172) ، وابن أبي شيبة 11/264، وأبو داود (2899) ، والنسائي في "الكبرى" (6356) ، وابن ماجه (2738) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/397- 398، وفي "شرح مشكل الآثار" (2749) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (625) ، والبيهقي في "السنن" 6/214 من طرق عن شعبة، به، وحسنه أبو زرعة فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/50، وصححه ابن حبان (6035) ، وانظر الكلام عليه هناك. وأخرجه بنحوه أبو داود (2901) ، والبيهقي 6/214 من طريق يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده المقدام، به. وهذا إسناد مسلسل بالمجاهيل. وأخرجه بنحوه أيضاً النسائي (6357) من طريق ثور بن يزيد، عن راشد ابن سعد، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فذكره مرسلاً. وسيأتي بالأرقام (17176) و (17199) و (17200) و (17203) و (17204) .

قال السندي: قوله: "والخال وارثُ من لا وارث له" من أصحاب الفرائض والعصبات، واستدل به من يقول بتوريث ذوي الأرحام، ومن لا يقول به تمحل بما لا يتم.

 

ورواه أحمد 17204، وأخرجه أبو داود (2900) ، والنسائي في "الكبرى" (6355) ، وابن ماجه (2634) ، وابن الجارود في "المنتقى" (965) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2748) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (626) ، والدارقطني 4/85- 86 و86، والحاكم 4/344، والبيهقي في "السنن " 6/214، والبغوي في "شرح السنة" (2229) من طرق عن حماد بن زيد.

 

17176 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: عَنِ الْمِقْدَامِ، مِنْ كِنْدَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ.

 

حديث جيد، وهو مكرر سابقه، غير أن شيخ أحمد هنا هو حجاج: وهو ابن محمد المصيصي الأعور.

 

17199 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ، وَأَنَا وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ، أَفُكُّ عَنْهُ، وَأَرِثُ مَالَهُ، وَالْخَالُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ، يَفُكُّ عَنْهُ، وَيَرِثُ مَالَهُ "

 

حديث جيد رجاله ثقات، غير أن معاوية بن صالح- وهو ابن حُدير الحمصي- خالف شعبةَ وحمادَ بن زيد فلم يذكر أبا عامر الهوزني بين راشد بن سعد وبين المقدام، وذكره شعبةُ وحمادُ بن زيد في الروايتين (17175) و (17203) ، وهو الأشبه بالصواب فيما ذكر الدارقطني في "العلل" (5/ورقة 15) ، وراشد بن سعد قد صرح بسماعه من المقدام عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (2750) وأشار إليه أبو داود عقب حديثه (2900) ، فيكون راشد رواه مرة بواسطة أبي عامر الهوزني، ومرة بلا واسطة فيما ذكر ابن التركماني. حماد ابن خالد: هو الخياط. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6419) و (64354) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2750) و (2751) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/398 من طرق عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وقد سلف نحوه برقم (17175) .

قال السندي: قوله: أفك عنه: هكذا هاهنا، وسيجيء: وأفك عانه.// قلنا: سيجيء في الرقم (17203) ، قال ابن الأثير في "النهاية"، أي: عانيه، فحذف الياء. وفي رواية: عُنُوَه- وهي الآتية- ومعنى الأسر في هذا الحديث: ما يلزمه ويتعلَّق به بسبب الجنايات التي سبيلها أن تتحمَّلها العاقلة.

 

وقد عرض كما روى البخاري وغيره دفع أي ديون لمن يموت عاجزًا عن سدادها:

 

6731 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ وَلَمْ يَتْرُكْ وَفَاءً فَعَلَيْنَا قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ

 

2298 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ فَيَسْأَلُ هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى وَإِلَّا قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ قَالَ أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ

 

وروى أحمد:

 

9848 - حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين، فيسأل: " هل ترك لدينه من قضاء ؟ " فإن حدث أنه ترك وفاء، صلى عليه، وإلا، قال للمسلمين: " صلوا على صاحبكم "، فلما فتح الله عليه الفتوح، قام فقال: " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه، ومن ترك مالا فهو لورثته "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2298) و (5371) ، ومسلم (1619) (14) ، والترمذي (1070) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7899). ورواه أحمد 7861 و7899 و9814 و8236 و8418 و8673 و9875 و9983 و10816 والبخاري 7645

 

واعتبر محمد أن مال الدولة (الله ، الناس) هو ماله كذلك، روى أحمد:

 

27054 - حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، أن عمر بن كثير بن أفلح، مولى أبي أيوب الأنصاري، أخبره أنه سمع عبيد سنوطا، يحدث عن خولة بنت قيس، امرأة حمزة بن عبد المطلب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على حمزة، فتذاكرا الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الدنيا خضرة حلوة، من أخذها بحقها، بورك له فيها، ورب متخوض في مال الله، ومال رسوله، له النار يوم يلقى الله"

 

حديث صحيح، عُبيد سَنُوطا- ويقال: عبُيد بن سَنُوطا، وهو أبو الوليد المدني- لم يذكروا في الرواة عنه سوى اثنين، ولم يوثقه غير العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع كما سيرد في الرواية (27318) وإسنادها صحيح، وبقية رجال هذا الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابية الحديث، فقد روى لها البخاري، ويقال لها أيضاً: خولة بنت ثامر، كما سيرد في الرواية المذكورة. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه عبد الرزاق (6962) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1588) ، والبخاري في "تاريخه" 5/450، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3260) و (3261) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4890) و (4891) ، وابن حبان (4512) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (580) و (581) و (583) و (584) و (585) و (587) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1143) من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (586) من طريق أبان المكتب، عن عمر بن كثير بن أفلح، به. وتحرف اسم عمر في المطبوع منه إلى يحيى. وأبان المكتب- وهو ابن بشير- مجهول فيما قاله ابن أبي حاتم، ونقله عنه الحافظ في "اللسان" 1/20. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/451 من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، عن عبيد سنوطا، به. وسيرد بالأرقام: (27055) و (27124) و (27317) و (27318) . وقوله: "إن الدنيا خضرة حلوة" له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، وقد سلف برقم (11169) ، وإسناده صحيح، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده. وفي باب قوله: "ورب متخوض في مال الله": عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6606) ، وإسناده صحيح.

قال السندي: قوله: "متخوِّض" أي: داخل فيه، متصرِّف فيه على غير وجهه.

 

وروى الطبراني في ج24:

 

617- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَامِرٍ الأَنْصَارِيَّةِ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ رِجَالاً سَيَخُوضُونَ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ لَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

 

صحيح، وأخرجه أحمد 27318 والبخاري عن عبد الله بن يزيد (أبو عبد الرحمن المقرئ)، واللفظ للبخاري:

 

3118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ عَنْ ابْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَاسْمُهُ نُعْمَانُ عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

وروى البيهقي في شعب الإيمان:

 

9809 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ , أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ , قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَا أَسْمَعُ , قَالَ: نَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ , نَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ مَا يَفْتَحُ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ , وَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ. قُلْنَا: يَا فُلَانُ , مَا شَأْنُكَ سَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ , فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ , قَالَ: فَمَسَحَ الرُّحَضَاءَ عَنْهُ فَقَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ , وَإِنَّهُ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلَّا أَكَلَةُ الْخَضِرِ أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتُهَا اسْتَقْبَلَتْ مَطْلِعَ الشَّمْسَ , فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ وَرَتَعَتْ , وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوٌ خَضِرٍ فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمَالِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْهُ الْمِسْكِينُ وَالْيَتِيمُ وَابْنُ السَّبِيلِ " أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " وَالَّذِي يَأْخُذُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ , فَيَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَمَالِ رَسُولِ اللهِ , لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ فَضَالَةَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَقَالَ: " شَهِيدٌ " بَدَلَ قَوْلِهِ: " حَسْرَةٌ " وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ

 

5139 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا تَمْتَامٌ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ آدَمَ، ثنا أَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، مَنِ اكْتَسَبَ فِيهَا مَالًا مِنْ حِلِّهِ وَأَنْفَقَهُ فِي حَقِّهِ أَثَابَهُ اللهُ عَلَيْهِ وَأَوْرَدَهُ جَنَّتَهُ، وَمَنِ اكْتَسَبَ فِيهَا مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ وَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ أَحَلَّهُ اللهُ دَارَ الْهَوَانِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ وَرَسُولِهِ لَهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ اللهُ: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا "

 

من الواضح إذن أن مصادر دخل محمد وأملاكه كانت كثيرة وكافية وأكثر من كافية، بالتالي هذا الحديث المزعوم عن عائشة لا يصح تاريخيًّا ولا يصدق به عاقل، ألا تراهم تشاجروا على أملاكه بعد موته مع أبي بكر وعمر، ما يدلك على وفرتها لدرجة إدخالها بيت المال (خزانة الدولة)، روى البخاري:

4467 - بَاب حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ

 

2916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ وَقَالَ يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ وَقَالَ مُعَلًّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ وَقَالَ رَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ

 

وروى أحمد في أحاديث الموضوع: 24146 و25519 و25053 و25538 و18458

 

وروى أحمد:

 

2724 - حدثنا عفان، وأبو سعيد المعنى، قالا: حدثنا ثابت، حدثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد، فقال: " والذي نفس محمد بيده، ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت أدع منه دينارين، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان " فمات، وما ترك دينارا ولا درهما، ولا عبدا ولا وليدة، وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير

 

إسناده قوي، هلال بن خباب روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/73-74، وباقي رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وثابت: هو ابن يزيد الأحول. وأخرجه عبد بن حميد (598) ، والطبراني (11899) و (11901) من طريق عارم أبي النعمان محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (3682 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2684) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 238، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 263-264، وأبو نعيم في "الحلية" 3/342 من طريق عباد بن العوام، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 239 من طريق أبي محمد، كلاهما عن هلال بن خباب، به. ورواية أبي يعلى وأبي الشيخ مختصرة، وزاد الطبري في أوله من حديث أبي محمد: قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال: "يا عبد الله بن عمرو ما كان محمد قائلا لربه لو مات وهذه عنده؟!" ثم قسمها قبل أن يقوم. وزاد أبو الشيخ وأبو نعيم والطبري في آخره: والله إن كان ليأتي على آل محمد الليالي ما يجدون فيها عشاء. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/239: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وقال في 10/326: رواه البزار وإسناده حسن. وأخرجه الطبراني (11697) بنحوه عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا سند ضعيف. وسيأتي الحديث برقم (2743). وقصة رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم سلفت برقم (2109) بإسناد صحيح.

 

عمومًا لا داعي لأن نثق كثيرًا في كلام ابن عباس لأنه نفاق، فانظر ما كتبه فرج فودة نقلًا عن كتب التاريخ الإسلامي في (الحقيقة الغائبة) عن اختلاس عبد الله بن عباس من بيت المال في مكة في عصر خلافة علي واستغلاله لضعف موقف علي في انشغاله بحروبه. لا أعتقد أني سأعطي مصداقية لكلامه الزاهد الذي زعمه هذا.

 

ومن المزاعم المضحكة ما رواه مسلم وأحمد، واللفظ لأحمد:

 

24176 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً، وَلَا بَعِيرًا ، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وشَقيق: هو ابن سَلَمة، ومسروق: هو ابن الأجدعَ. وهو في "الزهد" لأحمد ص9 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/260، وابن أبي شيبة 11/206-207، ومسلم (1635) (18) ، وابن ماجه (2695) من طريق أبي معاوية وابن نمير، به. وتحرف "شقيق" في مطبوع ابن أبي شيبة إلى سفيان. وأخرجه ابن راهويه (1420) ، وهَنَّاد في "الزهد" (732) ، وأبو داود (2863) ، والنسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6448) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص281، وابن عبد البَر في "الاستذكار" 23/8-9، وفي "التمهيد" 14/294، والبغوي في "شرح السنة" (3837) من طريق أبي معاوية، به. قال البغوي: هذا حديث صحيح. قلنا: وسقط اسم شقيق من مطبوع "الزهد" لهناد. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 6/266، وفي "دلائل النبوة" 7/273، وفي "شُعَب الإيمان" (10437) من طريق ابن نمير، به. وأخرجه ابن راهوية (1419) ، ومسلم (1635) (18) ، وأبو الشيخ ص281 من طريق جرير، ومسلم كذلك من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6448) من طريق مفضل، والنسائي كذلك 6/240، وفي "الكبرى" (6449) ، والطبراني في "الأوسط" (1747) من طريق داود بن نُصَيْر الطائي، والطبراني كذلك في "الأوسط" (3888) من طريق جعفر بن الحارث، خمستهم عن الأعمش، به. واختُلف فيه على الأعمش: فرواه حسن بن عيَّاش فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/240، وفي "الكبرى" (6450) ، وأبو الشيخ ص281-282، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/100 و136 عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. ورواه سعد بن الصمت فيما أخرجه أبو الشيخ ص281 عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة. ورواه روح بن مسافر، فيما أخرجه أبو الشيخ كذلك ص282 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن عائشة. قال النسائي: الصواب حديث أبي معاويهَ ومفضل وداود، وحديث ابن عياش لا نعلم أحداً تابعه على قوله: عن إبراهيم عن الأسود. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3836) من طريق أبي حُذيفة النَّهدي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأبو حذيفة النهدي سيّىء الحفظ، وقد رواه إسحاق بن يوسف وعبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري كما في الروايتين (25519) و (25538) ، فقالا: عن عاصم، عن زرّ، عن عائشة. وسيرد من طريق زر، عن عائشة بالأرقام (25053) و (25519) و (25538). وفي الباب عن عمرو بن المُصطلق قال: ما ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سلاحَه، وبغلةً بيضاءَ، وأرضاً جعلها صدقة. سلف في "مسند الكوفيين" برقم (18458). وانظر حديث عائشة السالف برقم (24146) .

 

وروى البخاري هذا الحديث المزعوم:

 

6729 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ

 

تناقض بين الحديثين السابقين فرواية البخاري هي وصية وقد رواه أحمد 7303 ومسلم 1760.

 

هل كان محمد ينتفع من الصدقات والزكوات التي يجمعها ويجبيها أم لا

 

على العكس من مشهور الروايات والمزاعم عن عدم استغلال محمد لجمعه أموال الزكاة والصدقة المجبية لمصالحه ومنافعه الشخصية، روى أحمد:

 

24808 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَى نِسَاءَهُ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطَيْتَهُنَّ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي، فَأَعْطَانِي بَعِيرًا آَدَمًا صَعْبًا، لَمْ يُرْكَبْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي بِهِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يُخَالِطُ شَيْئًا إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُفَارِقُ شَيْئًا إِلَّا شَانَهُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، المقدام بن شريح : هو ابن هانئ، وهو وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحسين : هو ابن محمد بن بَهرام المرُّوذي ، وإسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي . وأخرجه إسحاق بن راهويه (1586) عن عبد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، بهذا الإسناد .

وقد سلف برقم (24307) .

قال السندي : قولها : بعيراً آدماً ، أي : بيَّن الأُدْمة ، والأدمةُ في الإبل البياض مع سواد المقلتين ، وتنوينه للتناسب بما قبله وما بعده وإلا فهو غير منصرف كأحمر .

 

25386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ شُرَيْحِ بْنِ هَانِىءٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: رَكِبَتْ عَائِشَةُ بَعِيرًا، فَكَانَ مِنْهُ صُعُوبَةٌ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، فَإِنَّهُ لَا يَكُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر الحديث (24938) ، إلا  أن شيخ الإمام أحمد هنا هو محمد بن جعفر. وأخرجه مسلم (2594) (79) ، والبيهقي في "الشعب" (4813) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

 

24938 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: كُنْتُ عَلَى بَعِيرٍ صَعْبٍ، فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم . المقدام بن شريح بن هانىء وأبوه من رجال مسلم ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . وأخرجه أبو داود الطيالسي (1516) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (469) و (475) ، ومسلم (2594) (78) ، والبيهقي في "الشعب" (8412) و (11064) ، والبغوي في "شرح السنة" (3493) من طرق عن شعبة ، بهذا الإسناد .

وسيأتي برقم (25386). وقد سلف برقم (24307) .

 

24307 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ يَبْدُو إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ، فَأَرَادَ الْبَدَاوَةَ مَرَّةً، فَأَرْسَلَ إِلَى نَعَمٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَانِي مِنْهَا نَاقَةً مُحَرَّمَةً، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ ".

 

حديث صحيح، شريك- هو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مطولاً ابنُ أبي شيبة 8/510- 511 و2/335، وإسحاق بن راهوية (1584) و (1585) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (580) ، وأبو داود (2478) و (4808) ، وأبن حبان (550) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد.  

وأخرجه بنحوه البزار في "الزوائد" (1966) من طريق رقبة بن مصقلة، عن المقدام بن شريح، به.

وسيأتي بالأرقام (24808) وفيه: أنه أعطاها بعيراً آدماً صعباً، و (24938) و (25386) و (25709) و (25863). وانظر (24095) .

قالت السندي: قوله: يبدو، أي: يخرج إلى البادية.  قولها: التلاع، بكسر التاء، أي: مسايل الماء من علو إلى سفل.  قوله: البداوة، بفتح الباء وكسرها، أي: الخروج إلى البادية.  وقال الخطابي في "معالم السنن" 2/234: والناقة المحرَّمة: هي التي لم تُركب، ولم تذلَّل، فهي غير وطيئة، ويقال: أعرابيٌّ محرَّم: إذا كان جلفاً، لم يخالط أهل الحَضَر.

 

25863 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْدُو ؟ قَالَتْ: نَعَمْ إِلَى هَذِهِ التِّلَاعِ، قَالَتْ فَبَدَا مَرَّةً فَبَعَثَ إِلَيَّ نَعَمَ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَانِي نَاقَةً مُحَرَّمَةً - قَالَ حَجَّاجٌ لَمْ تُرْكَبْ - وَقَالَ يَا عَائِشَةُ: " عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالرِّفْقِ ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَمْ يُنْزَعِ الرِّفْقُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ "

 

حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (24307) ، إلا أن الإمام أحمد رواه هنا عن ابن نمير مقروناً بحجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي الأعور.

قال السندي: قولها: محرَّمة، اسم مفعول، من التحريم: هي التي لم تركب، ولم تُذَلَّل.

 

وقد ذكرت في ج1 (حروب محمد الإجرامية) نماذج كثيرة وسرد وافٍ لثروات محمد وأملاكه وأراضيه وهي من منهوبات اليهود والوثنيين العرب وذكرت وصيته لزوجاته وأقاربه بأنصبة محددة من تمور نخيل خيبر اليهودية التي استولى عليها من اليهود، وأملاكه في خيبر وفدك ووادي القرى من الأراضي اليهودية التي استولى عليها بالعنف والإرهاب، ويوجد كتاب للمقريزي بعنوان (إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع) يكشف لنا عن الكثير من أملاك محمد المادية وامتلاكه كذلك خلال حياته لبشر بالاستعباد ليخدموه، ونقرأ في الأحاديث وجود حجّاب وبوّابين من المستعبَدين ومن الأحرار المتطوعين على بابه لتنظيم من يدخل عليه متى ما أراد أو لم يُرِد. رجل له تسع زوجات وعبيد وخدم ينفق عليهم سوى إحسانات وعزائم لأقارب ومعارف، فمن أين كان سينفق على كل هؤلاء بدون الأخذ من المنهوبات والصدقات؟! هل كان سيطعمهم من الهواء الشفّاف؟!

 

وروى أحمد عن تزويج محمد لقريبين له من مال الدولة الإرهابية القائم على المنهوبات والزكوات والإتاوات أيْ الجزية والجبايات:

 

(17518) 17659- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ؛ أَنَّهُ هُوَ وَالْفَضْلُ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُزَوِّجَهُمَا وَيَسْتَعْمِلَهُمَا عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَيُصِيبَانِ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَةَ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ ، وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآلِ مُحَمَّدٍ . ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَحْمِيَةَ الزُّبَيْدِيِّ : زَوِّجِ الْفَضْلَ وَقَالَ لِنَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : زَوِّجْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ وَقَالَ لِمَحْمِيَةَ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى الأَخْمَاسِ ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْدِقُ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ شَيْئًا ، لَمْ يُسَمِّهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ، وَفِي أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ : أَنَّ عَلِيًّا لَقِيَهُمَا فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَسْتَعْمِلُكُمَا . فَقَالاَ : هَذَا حَسَدُكَ . فَقَالَ : أَنَا أَبُو حَسَنِ الْقَوْمِ (1)، لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَرُدُّ عَلَيْكُمَا . فَلَمَّا كَلَّمَاهُ سَكَتَ ، فَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلَوِّحُ بِثَوْبِهَا ؛ أَنَّهُ فِي حَاجَتِكُمَا (2).(4/166).

 

(1) هكذا هي في (م) و (س) و (ص) : القوم، وفي (ظ 13) و (ق) : اليوم!

قلنا: وفي رواية مسلم وأبي داود وغيرهما: "القَرْم". قال الخطابي في "معالم السنن" 3/24: قوله: "أنا أبو الحسن القَرْم" هو في أكثر الروايات: القوم، وكذلك رواه لنا ابن داسة بالواو، وهذا لا معنى له، وإنما هو القَرْم، وأصل القَرْم في الكلام فَحْل الإبل، ومنه قيل للرئيس: قرم، يريد بذلك أنه المقدَّم بالرأي والمعرفة بالأمور، فهو فيهم بمنزلة القرم في الإبل.

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. ابن مبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.

وأخرجه مطولاً ومختصراً حميد بن زنجويه في "الأموال" (1241) و (2124) ، ومسلم (1072) (168) ، وأبو داود (2985) ، والنسائي 5/105، وابن خزيمة (2342) ، والبيهقي في "السنن" 7/32 من طرق عن يونس، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (2343) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 20/ (678) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، به.

وأخرجه أيضاً 20/ (677) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن ربيعة، عن عبد المطلب بن ربيعة.

وقوله: "إنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد" سلفت أحاديث هذا الباب في مسند أبي هريرة عند الحديث (7758) .

وزينب المذكورة في آخر الحديث هي بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها.

 

17519 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: وَاللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلَامَيْنِ - فَقَالَ لِي وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَأَصَابَا مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَاذَا تُرِيدَانِ ؟ فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي أَرَادَا، قَالَ: فَلَا تَفْعَلَا، فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ، فَقَالَ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا ؟ فَمَا هَذَا مِنْكَ إِلَّا نَفَاسَةٌ عَلَيْنَا، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِلْتَ صِهْرَهُ ، فَمَا نَفِسْنَا ذَلِكَ عَلَيْكَ . قَالَ: فَقَالَ: أَنَا أَبُو حَسَنٍ أَرْسِلُوهُمَا . ثُمَّ اضْطَجَعَ . قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ، سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا حَتَّى مَرَّ بِنَا، فَأَخَذَ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ قَالَ: " أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ " وَدَخَلَ فَدَخَلْنَا مَعَهُ، وَهُوَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَ: فَكَلَّمْنَاهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْنَاكَ لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ فَنُصِيبَ مَا يُصِيبُ النَّاسُ مِنَ الْمَنْفَعَةِ، وَنُؤَدِّي إِلَيْكَ مَا يُؤَدِّي النَّاسُ . قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ نُكَلِّمَهُ، قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْنَا زَيْنَبُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهَا كَأَنَّهَا تَنْهَانَا عَنْ كَلَامِهِ، وَأَقْبَلَ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِمُحَمَّدٍ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ . ادْعُوا لِي مَحْمِيَةَ بْنَ جَزْءٍ - وَكَانَ عَلَى الْعُشْرِ - وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ " فَأَتَيَا، فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ: " أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الْخُمُسِ "

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث فلم يخرج له سوى مسلم، وغير سعد: وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، فقد روى له البخاري مقروناً بأخيه والنسائي، وهو ثقة. صالح: هو ابن كيسان. وأخرجه ابن حبان (4526) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (1072) (167) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/7-8، والبيهقي في "السنن " 7/31 من طريق مالك، عن الزهري، به.

وقالوا فيه: عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، لكن وقع قلب في اسمه في مطبوع "صحيح مسلم" ومطبوع "شرح معاني الآثار" فوقع فيه عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، إلا أن المزي أورد رواية مسلم هذه في "تحفة الأشراف" 7/219 على الصواب.

وذِكرُ أبي سفيان بن الحارث في هذا الحديث لم يَرِدْ إلا في رواية صالح ابن كيسان عن الزهري، وقد خالفه في ذلك يونس بن يزيد ومالك، ففي روايتهما ذكر مكانه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

قوله: "ما تصرِّران"، قال السندي: أي ما تكتمان وما تُضمران من الكلام، أو ما تجمعانه في صدوركما.

 

ولنقارن هذا مع ادعاآت الأحاديث عن نزاهة محمد وعدم استغلاله لسلطته وجمعه للزكوات من المسلمين والعشور والجزية من غير المسلمين، فروى أحمد:

 

9308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِخْ كِخْ، أَلْقِهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3072) ، ومسلم (1069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2482) ، وإسحاق بن راهويه (51) ، والدارمي (1642) ، والبخاري (1491) ، ومسلم (1069) (161) ، والنسائي (8645) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1158) ، والطحاوي 2/9، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 242، والبيهقي 7/29، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1605) من طرق عن شعبة، به. وانظر (7758) .

 

8714 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو المدائني- ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عباد: هو ابن العوام الواسطي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/388 عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (4512) ، وابن حبان (6381) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. زاد أبو داود في حديثه قصة اليهودية التي أهدت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيبر شاةً مسمومة.

وأخرجه بهذه الزيادة ابن سعد 2/200 عن سعيد بن محمد الثقفي، وأبو داود (4511) و (4512) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا. وانظر ما سلف برقم (8014) .

 

8014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه البخاري (2576) ، والبيهقي 7/33-34، والبغوي (1608) من طريق إبراهيم بن طهمان، ومسلم (1077) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد.

وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/5.

وسيأتي برقم (8050) و (8465) و (9264) و (10376) ، وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (8714) ، وما سلف برقم (7758) .

 

17688 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله.

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8714) . وعن معاوية بن حيدة، سيأتي 5/5. وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/437.

 

23737 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، واَجْتهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ: وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا، وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ، وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟

قَالُوا: بِالشَّامِ قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي، وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: كَلَّا وَاللهِ إِنَّهُ لَخَيْرٌ مِنْ دِينِنَا، قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، قَالَ: وَبَعَثَتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا، قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا: الْأَسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ، قَالَ: فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ، اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ، قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ؟، قَالَ: قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ، قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ: فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ، فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ، قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ، أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ، قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، فَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ، لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَالْحَقْ بِهِ، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ، فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ: فَأَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَلَمَّا حَضَرَ، قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ، فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ (2) مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ وَغَيَّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ، قَالَ: وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللهِ، فَلَمَّا حَضَرَ قُلْتُ لَهُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ، فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ، مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى: يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ وَغَيَّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ: تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِقْ لِي فِي نَفْسِي، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ، قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ، إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فُلَانُ، قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ، حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي، قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ ؟ مَاذَا تَقُولُ ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ عَمَّا قَالَ: وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ قَالَ: فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " كُلُوا " وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا، قَالَ: فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَاتَانِ اثْنَتَانِ ...إلخ

 

إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صَرَّح بالتحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.  وأخرجه ابن الجوزي في "الحدائق" 1/413-418، والذهبي في "السِّيَر" 1/506 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن هشام في "السيرة النبوية" 1/228-235، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/75-80، والبزار في "مسنده" (2499) و (2500) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4772) ، وابن حبان في "الثقات" 1/249-257، والطبراني في "الكبير" (6065) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (9) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/49 و49-50، والبيهقي في "السنن" 10/322 و340، وفي "دلائل النبوة" 2/92، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/165، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/417-419، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/506 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

وانظر ما سلف برقم (23704) و (23712) و (23730). وانظر حديث بريدة السالف برقم (22997) .

قال السندي: "دِهقان قريته" بكسر الدال وتُضم، أي: رئيسها.   "قَطِن النار" الظاهر أنه بفتح فكَسْر، مخفَّف قَطِين أو قاطن، من قَطَن بالمكان: إذا لزمه، أي: خازنها وخادمها، أراد أنه كان ملازماً لها لا يفارقها، وقيل: ويروى بفتح الطاء، بمعنى القاطن.  "هذا الأُسقف" بضم همزة وسكون سين وضم قافٍ وتشديد فاء: هو عالم النصارى ورئيسهم.  "رأس عَذق" بفتح العين: النخل.  "أخذتني العُرَواء" ضُبط بضمِّ عين وفتح راءٍ ممدوداً، أي: الرِّعدة، وأصله برد الحُمَّى.

"أُحييها" من الإحياء "بالفَقِير" هي الحُفْره التي تُحفَر لغرس النخل.

 

25452 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَتْ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ، إِحْدَى السُّنَنِ الثَّلَاثِ أَنَّهَا عَتَقَتْ، فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ "

وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ أَرَ بُرْمَةً فِيهَا لَحْمٌ ؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (25284) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما: عبد الرحمن -وهو ابن مهدي- وإسحاق بن عيسى الطباع، وشيخُهما: هو مالك بن أنس. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/562 -ومن طريقه أخرجه البخاري (5097) و (5279) ، ومسلم (1504) (14) و (1075) ، والنسائي في "المجتبى" 6/162، وفي "الكبرى" (5640) ، والبيهقي 6/184- عن ربيعة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (5430) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4405) من طريق إسماعيل بن جعفر، والطبراني في "الصغير" (481) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن ربيعة أنه سمع القاسم بن محمد يقول: كان في بريرة ثلاث سنن: أرادت عائشة...

 

(20054) 20313- حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِالشَّيْءِ سَأَلَ عَنْهُ : أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ ؟ فَإِنْ قَالُوا : هَدِيَّةٌ ، بَسَطَ يَدَهُ ، وَإِنْ قَالُوا : صَدَقَةٌ ، قَالَ لأَصْحَابِهِ : خُذُوا. (5/5)

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/329، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"1/306، والترمذي (656) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/9، والطبراني في "الكبير" 19/ (1008) ، والبيهقي 7/40، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/94-95 من طرق عن مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

ولفظه عند الطبراني: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أُتي بالصدقة لم يأكل منها، وإذا أُتي بالهدية أكل منها. وعند ابن عبد البر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أُتي بهدية قبِلها، وإذا أُتي بصدقة أمر أصحابه فأكلوها.

وأخرجه بنحوه الطبراني 19/ (1008) من طريق عبد الله بن سلمة، والطبراني 19/ (1009) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/94-95 من طريق يوسف بن يعقوب، والنسائي 5/107، وابن عبد البر 3/93-94 من طريق أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل، ثلاثتهم عن بهز بن حكيم، به. وعبد الله بن سلمة هذا لم نتبينه، ولعله محرف عن حماد بن سلمة، فهو مشهور بالرواية عن بهز، والله أعلم.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8014) ، وهو في "صحيح البخاري".

 

وروى البخاري:

 

2508 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعَهُ بِشَعِيرٍ وَمَشَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَصْبَحَ لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَاعٌ وَلَا أَمْسَى وَإِنَّهُمْ لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ

 

2916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ وَقَالَ يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ دِرْعٌ مِنْ حَدِيدٍ وَقَالَ مُعَلًّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ وَقَالَ رَهَنَهُ دِرْعًا مِنْ حَدِيدٍ

 

2069 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ ح حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ أَبُو الْيَسَعِ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ

 

5423 - حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ قَالَتْ مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ قِيلَ مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ فَضَحِكَتْ قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ بِهَذَا

 

5383 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَبِعْنَا مِنْ الْأَسْوَدَيْنِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ

 

وهذه الأحاديث عند أحمد في مسنده بمسند عائشة وغيره وعند مسلم، ومنها عند أحمد 24962 و24963.

 

أعتقد أن قصص فقر محمد هذه مجرد ادعاآت لتصويره كزاهد متعبد نزيه عن المال الذي كان يجمعه من الأتباع والناس الذين وقعت دولهم تحت سيطرة حكمه، لكن لو صحت قصص كهذه فتكون قد كانت قبل نجاح غزواته وغاراته الإرهابية البدوية، ينبغي مع ذلك أن نعترف ونقرّ أنه رغم استنفاع محمد من مال الدولة أو مال الأقاليم والدول بالأحرى الذي جمعه خلال حياته ومن منهوبات الناس من الأديان الأخرى، رغم كون النهب نفسه والعدوان سلوك إجرامي وحقير لو سميناه بمسمياته ببساطة، فلا شك أن محمدًا والخلفاء الأربع وحتى معاوية بن أبي سفيان الذي يوصَف بدرجة من الفساد حتى في كتب التاريخ والحديث السنية، كلهم كانوا يأكلون من المال بالمعروف إلى حدٍّ كبير حتى لو اعتبرناه بزيادة وبغير وجه حق مقارنةً بمن جاؤوا بعد ذلك من الأمويين والعباسيين وغيرهم.

 

من مصادر ثرواته الأولى الهدايا وكان لا يحب ردها بمثلها

 

روى أحمد:

 

2687 - حدثنا يونس، حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس: أن أعرابيا وهب للنبي صلى الله عليه وسلم هبة، فأثابه عليها، قال: " رضيت ؟ " قال: لا . قال: فزاده، قال: " رضيت ؟ " قال: لا . قال: فزاده، قال: " رضيت ؟ " قال: نعم . قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (1938 - كشف الأستار) ، وابن حبان (6384) ، والطبراني (10897) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. ثم أخرجه البزار (1939 - كشف الأستار) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وأخرجه الحميدي (1052) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو وابن طاووس، عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسلا. وأخرجه عبد الرزاق (16521) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وله شاهد قوي من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/247 و292، وصححه ابن حبان (6383).

قوله: "لا أتهب"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: أن لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء لقلة طمعهم، وفي "النهاية": لأنهم أصحاب مدن وقرى وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاء وذهابا عن المروءة، وطلبا للزيادة.

 

(7363) 7357- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ ، قَالَ : فَأَهْدَى لَهُ نَاقَةً ، يَعْنِي قَوْلَهُ ، قَالَ : لاَ أَتَّهِبُ إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ ، أَوْ دَوْسِيٍّ ، أَوْ ثَقَفِيٍّ. (2/247).

 

إسناده قوي. وأخرجه عبد الرزاق (16522) ، والحميدي (1051) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن عبد الرزاق بابن عيينة معمرا، ولفظ الحديث عند الحميدي عن أبي هريرة: أن رجلا من أهل البادية أهدى للنبى صلى الله عليه وسلم ناقة، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا فلم يرض، ثم أعطاه ثلاثا فلم يرض، ثم أعطاه ثلاثا، فرضي بالتسع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي" . وأخرجه عبد الرزاق (19921) ، ومن طريقه النسائي 6/279-280 عن معمر، والبيهقي 6/180 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، كلاهما عن محمد بن عجلان، به - ورواية معمر مختصرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/201 من طريق مسعر بن كدام، والترمذي (3945) من طريق أيوب بن أبي مسكين أبي العلاء، كلاهما عن سعيد المقبري، به - ورواية مسعر مختصرة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (596) ، وأبو داود (3537) ، والترمذي (3946) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة - ورواية أبي داود مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي بنحوه برقم (7918) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبى هريرة. وأخرجه ابن حبان (6383) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2687) .

قوله: "لا أتهب"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء الناس الذين لا يطمعون كطمع الأعراب.

 

(7918) 7905- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكْرَةً ، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ ، فَتَسَخَّطَهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ فُلاَنًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً ، وَهِيَ نَاقَتِي ، أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُ بَعْضَ أَهْلِي ، ذَهَبَتْ مِنِّي يَوْمَ زَغَابَاتٍ ، فَعَوَّضْتُهُ سِتَّ بَكَرَاتٍ ، فَظَلَّ سَاخِطًا ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لاَ أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلاَّ مِنْ قُرَشِيٍّ ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ ، أَوْثَقَفِيٍّ ، أَوْ دَوْسِيٍّ. (2/292).

حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، لكنه قد توبع، فانظر ما سلف برقم (7363) .

بكرة، قال السندي: البكر -بالفتح فالسكون-: الفتي من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بكرة.  وقوله: "يوم زغابات" كذا جاء هنا بالجمع، والمعروف أنه زغابة بالإفراد، وهو مكان قرب المدينة، نزلت قريش بينه وبين الجرف في غزوة الخندق. انظر "معجم البلدان" لياقوت 3/141، ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن هذا الذي في الحديث كان في حادثة العرنيين المشهورة الذين استاقوا إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم (انظر مسند أنس 3/107) ، واستدل على ذلك بما أورده ابن سعد في "طبقاته" 2/93 في سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين أنه قدم بهم، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بالزغابة بمجتمع السيول.

 

وروى عبد الرزاق:

 

16521 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال وهب رجل النبي صلى الله عليه و سلم فأثابه فلم يرض فزاده فلم يرض فزاده أحسبه قال ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه و سلم لقد هممت أن لا أقبل هبة وربما قال معمر ألا أتهب إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

 

اتخاذ محمد للمستعبدات والسبايا من الحروب واغتصابه لهن

 

ذكرنا الأحاديث عن صفية بنت حيي وريحانة بنت شمعون في الجزء الأول (حروب محمد)، من المخطوفات السبايا المستعبدات في حروبه، ونضيف هنا من كتاب زاد المعاد:

 

فصل: في سراريه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قال أبو عبيدة: كان له أربع: مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش.

 

وجاء في السيرة لابن كثير/ فصل في ذكر سراريه:

 

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُ وَلَائِدَ ; مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ، وَرَيْحَانَةُ الْقُرَظِيَّةُ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ أُخْرَى جَمِيلَةٌ فَكَادَهَا نِسَاؤُهُ وَخِفْنَ أَنْ تَغْلِبَهُنَّ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَة نفيسة وهبتها لَهُ زَيْنَب، وَكَانَ هَجَرَهَا فِي شَأْنِ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ذَا الْحجَّة وَالْمحرم وصفر، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَضِيَ عَنْ زَيْنَبَ وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَا أَدْرِي مَا أَجْزِيكَ؟ فَوَهَبَتْهَا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

قد تكون الجارية التي لم يذكر لها اسمًا، كلٌّ من ابن قيم الجوزية وابن كثير نقلًا عن أبي عبيدة معمر بن مثنى، كلاهما نقلًا عن كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر/ باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه، عن أبي عبيدة معمر، هي التي ذكرها الشيخ ابن شهر آشوب من الشيعة في  مناقب آل أبي طالب 1 : 137 – 140، وعنه نقله كذلك المجلسي في بحار الأنوار ج22 ص19: تاج التراجم: إن النبي صلى الله عليه وآله اختار من سبي بني قريظة جارية اسمها تكانة بنت عمرو ، وكانت في ملكه ، فلما توفي زوجها العباس.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(26866) 27403- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي شُمَيْسَةُ ، أَوْ سُمَيَّةُ ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : هُوَ فِي كِتَابِي سُمَيَّةُ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، نَزَلَ رَجُلٌ ، فَسَاقَ بِهِنَّ ، فَأَسْرَعَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَاكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ ، يَعْنِي النِّسَاءَ ، . فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ ، بَرَكَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ جَمَلُهَا ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِهِنَّ ظَهْرًا ، فَبَكَتْ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بُكَاءً وَهُوَ يَنْهَاهَا ، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ ، زَبَرَهَا وَانْتَهَرَهَا وَأَمَرَ النَّاسَ بِالنُّزُولِ ، فَنَزَلُوا ، وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِلَ . قَالَتْ : فَنَزَلُوا ، وَكَانَ يَوْمِي ، فَلَمَّا نَزَلُوا ضُرِبَ خِبَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَخَلَ فِيهِ ، قَالَتْ : فَلَمْ أَدْرِ عَلاَمَ أُهْجَمُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ لَهَا : تَعْلَمِينَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبِيعُ يَوْمِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ أَبَدًا ، وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ يَوْمِي لَكِ عَلَى أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ خِمَارًا لَهَا قَدْ ثَرَدَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيُذَكِّيَ رِيحَهُ ، ثُمَّ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعَتْ طَرَفَ الْخِبَاءِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِكِ . قَالَتْ : ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، فَقَالَ مَعَ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ ، قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ : يَا زَيْنَبُ ، أَفْقِرِي أُخْتَكِ صَفِيَّةَ جَمَلاً ، وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْرًا ، فَقَالَتْ : أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا ، فَهَجَرَهَا ، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَأَيَّامَ مِنًى فِي سَفَرِهِ ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ ، فَلَمْ يَأْتِهَا ، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا ، وَيَئِسَتْ مِنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَرَأَتْ ظِلَّهُ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا لَظِلُّ رَجُلٍ ، وَمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ هَذَا ؟ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ حِينَ دَخَلْتَ عَلَيَّ ؟ قَالَتْ : وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ ، وَكَانَتْ تَخْبَؤُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : فُلاَنَةُ لَكَ ، فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِ زَيْنَبَ ، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَصَابَ أَهْلَهُ ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ.

 

إسناده ضعيف لجهالة سُمَيَّة - أو شُمَيْسة _، وجعفر بن سليمان - وهو الضُّبَعي - وثقه ابن سعد وابن معين، وذكر أن يحيى القطان كان لا يروي عنه وكان يستضعفه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. قلنا: وقد خالف في هذا الحديث حماد بنَ سلمة، فجعله من حديث صفيةَ بنتِ حُيَيّ، وإنما رواه حماد من حديث عائشة كما في الحديث الآتي. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة صفية بنت حمي من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/320- 321، وقال: رواه أحمد، وفيه سُمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يضعفها أحد، وبقية. رجاله ثقات. وأخرجه ابن راهويه (1409) ، وابن ماجه (1973) من طريق عفَّان ، بهذا الإسناد، وقرن ابنُ راهويه بعفان سليمانَ بنَ حرب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24 / (187) ، وفي "الأوسط" (2629) من طريق أبي عمر الضرير، عن حماد ، به. ورواه أحمد بالأرقام : (25002) و (25122) و (26250) و6 / 338 .ومن حديث صفية برقم 6 / 337 . وروى أحمد القسم الأول من الحديث بنحوه من حديث عائشة برقم (24640) .

 

رجل يستعبد البشر، له خدم من العبيد والإماء المستعبدين، ككل أو معظم المجتمعات القديمة في عصر الظلام، وله جوارٍ مستعبدات من الشراء والهدايا وسبايا الحروب، وذكرت في ج1 بغزوة فزارة مهاداته لبعضهم بجارية مسبية من الغارة، وذكرت في ج1 توزيعه للنساء المخطوفات على الجنود في حروبه وسرايا جنده على الجنود بالتفاصيل كغزوات بني المصطلق وبني قريظة وخيبر وحنين وأوطاس، وكل هذه أمور مذكورة في كتب الحديث، شخصية كهذه وفقًا للقيم الإنسانية مكانتها رديئة جدًّا ولا يصح اعتباره نبيًّا ورسول إله مزعوم.

 

وكان من ضمن قبوله البشر المستعبدين كهدايا، ما ذكره ابن إسحاق في السيرة:

 

وأم إبراهيم: مارية سُرِّيَّة النبى - صلى اللّه عليه وسلم - التي أهداها له المقوقس من حفن، من كورة أنصِنا.

 

وفي زاد المعاد/ فصل في أولاده:

 

ثم ولد له إبراهيم بالمدينة من سُرِّيَّتِهِ "مارية القبطية" سنة ثمان من الهجرة،

 

وقال عن بعوث محمد:

 

وبعث حاطب بن أبي بَلتعة إلى المُقَوْقِس، واسمه خريج بن ميناء ملك الإِسكندرية عظيم القبط، فقال خيراً، وقارب الأمر ولم يُسلم، وأهدى للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مارية، وأختيها سيرين وقيسرى، فتسرى مارية، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، وأهدى له جارية أخرى، وألفَ مثقال ذهباً، وعشرين ثوباً من قباطي مصر وبغلة شهباء وهي دُلْدل، وحماراً أشهب، وهو عفير، وغلاماً خصياً يقال له: مابور. وقيل: هو ابن عم مارية، وفرساً وهو اللزاز، وقدحاً من زجاج، وعسلاً، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ضَنَّ الْخَبِيثُ بِملْكِهِ وَلاَ بقَاءَ لِمُلْكِهِ".

 

وفي فصل في هديه في الأقضية:

 

فصل: فى حُكمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل من اتُّهِمَ بأم ولده فلما ظهرت براءتُه، أمسك عنه

روى ابن أبى خيثمة وابن السكن وغيرُهما من حديث ثابت، عن أنس رضى الله عنه، أن ابنَ عمِّ ماريةَ كان يُتَّهم بها، فقال النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: "اذْهَبْ فَإنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَ مَارِيَةَ، فاضْرِبْ عُنُقَهُ"، فأتاهُ علىٌّ فإذا هو فى رَكِىٍّ يتبَرَّدُ فيها، فقال له على: اخرج، فناوله يده، فأخرجه، فإذا هو مجبوبٌ ليس له ذكر، فكفَّ عنه على، ثم أتى النبىَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله: إنه مجبوب، ماله ذكر. وفى لفظ آخر: أنه وجده فى نخلة يجمع تمراً، وهو ملفوفٌ بخرقة، فلما رأى السيفَ، ارتعد وسقطت الخِرقة، فإذا هو مجبوبٌ لا ذكر له.

 

سنعود لتوثيق هذه القصة والتعليق عليها في باب (محمد أول من خالف شريعته) لأنه تسرع وأخذ بالظن دون دليل.

 

وفي بعض المصادر:

 

... فأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم القبطية، واسمها: مارية بنت شمعون، وأختها معها: واسمها سيرين وهى أم عبد الرحمن ابن ثابت، وغلاماً اسمه مأبور، وبغلة اسمها دلدل، وكسوة، وقدحاً من قوارير كان يشرب فيه النبى صلى الله عليه وسلم وكاتبه.

 

صورة محمد كمعتدٍ أثيم مغتصب

 

ذكرت بالتفصيل الأحاديث من كتب الحديث وكتب السيرة عن خطف واستعباد محمد للنساء واغتصابه لهن بعد قتل أهاليهن وأزواجهن وآبائهن مباشرة تقريبًا بعد يوم أو يومين أحيانًا. في أثناء رحلة العودة من خيبر في حالة صفية بنت حيي بن أخطب النضرية. وخطفه لريحانة بنت شمعون القرظية وجويرية المصطلقية العربية من أصل وثني عربي وغيرهن. هذه صورته وحقيقته كمعتدٍ مجرم أثيم وشخص غير مقدس بل بالأحرى مدنَّس ومدنِّس لنفسه بجرائمه.

 

وروى البخاري:

 

2893 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ثُمَّ قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَفِيَّةَ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا بِمِثْلِ مَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ

 

كانت الفتاة الصغيرة حديثة عهد بزواجها، ومحمد وصحبه قتلوا كثيرًا من قومها ومنهم أبوها وزوجها وسبوا واستعبدوا قريباتها، فمن لديه الوقاحة ليزعم أن هذا كان زواجًا باختيارها؟! ويروي ابن إسحاق ما يؤكد ذلك:

 

قال ابن إسحاق: ولما أعْرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية، بخيبر أو ببعض الطريق، وكانت التي جملتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشَّطتها وأصلحت من أمرِها أمُّ سُلَيْم بنت مِلْحان، أم أنس ابن مالك. فبات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيِ قبة له، وبات أبو أيوب خالد بن زيد، أخو بني النجار متوشِّحا سيفه، يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُطيف بالقبة، حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما رأى مكانه قال: ما لك يا أبا أيوب؟ قال: يا رسول الله، خِفْت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجَها وقومَها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخِفْتُها عليك. فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني

 

هل ترون هذا مثالًا لزواج صحيح سليم لا إكراه فيه ذلك الذي يكون فيه الخوف من أن تقتل المرأة المخطوفة المغتصَبة قاتل أهلها ومغتصبها، لدرجة حراسة المعتدي الأثيم من الخارج والتكبير عند خروجه؟! ألا تفيقون يا قوم أبدًا؟! أين الحس السليم والراقي. وهذه القصة ذكرها الواقدي كذلك وذكرناها بموضع تالٍ أدناه. ويقول كتبة كتب سير الصحابة كأسد الغابة والاستيعاب والإصابة وكذلك في مستدرك الحاكم أن سنها وقت خطفها كان 16 عامًا فقط، وكانت شقراء خضراء العينين وأنها كات زيجتها الثانية، وبعض الحكايات التي نقرأها عنها كبكائها لما مرض جملها أثناء زيارة محمد للحج مع نسائه وخوفها أن يتركوها يدل على طفلة هشة مسكينة.

 

ويقول الواقدي ما يؤكد أنها فضلت أن تكون زوجة لسيد المسلمين ومدعي نبوتهم باعتباره أفضل خيار متاح لها من أن تكون أمة خادمة مملوكة:

 

انْصِرَافُ رَسُولِ اللّهِ ص مِنْ خَيْبَرَ إلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ أَنَسٌ: انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ ص مِنْ خَيْبَرَ وَهُوَ يُرِيدُ وَادِىَ الْقُرَى، وَمَعَهُ أُمّ سَلَمَةَ بِنْتُ مِلْحَانَ، وَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللّهِ ص صَفِيّةَ حَتّى مَرّ بِهَا، فَأَلْقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ ثُمّ عَرَضَ عَلَيْهَا الإِسْلامَ، فَقَالَ: إنْ تَكُونِى عَلَى دِينِك لَمْ نُكْرِهْك، فَإِنْ اخْتَرْت اللّهَ وَرَسُولَهُ اتّخَذْتُك لِنَفْسِى، قَالَتْ: بَلْ أَخْتَارُ اللّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: فَأَعْتَقَهَا فَتَزَوّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا مَهْرَهَا، فَلَمّا كَانَ بِالصّهْبَاءِ، قَالَ لأُمّ سُلَيْمٍ: اُنْظُرِى صَاحِبَتَك هَذِهِ فَامْشُطِيهَا وَأَرَادَ أَنْ يُعَرّسَ بِهَا هُنَاكَ فَقَامَتْ أُمّ سُلَيْمٍ - قَالَ أَنَسٌ: وَلَيْسَ مَعَنَا فَسَاطِيطُ وَلا سُرَادِقَاتُ - فَأَخَذْت كِسَائَيْنِ وَعَبَاءَتَيْنِ فَسَتَرَتْ بِهِمَا عَلَيْهَا إلَى شَجَرَةٍ فَمَشَطَتْهَا وَعَطّرَتْهَا، وَأَعْرَسَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ ص هُنَاكَ، وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ص لَمّا خَرَجَ مِنْ خَيْبَرَ، وَقَرّبَ بَعِيرَهَا وَقَدْ سَتَرَهَا النّبِىّ ص بِثَوْبِهِ أَدْنَى فَخِذَهُ لِتَضَعَ رِجْلَهَا عَلَيْهِ فَأَبَتْ وَوَضَعَتْ رُكْبَتَهَا عَلَى فَخِذِهِ فَلَمّا بَلَغَ ثِبَارًا أَرَادَ أَنْ يُعَرّسَ بِهَا هُنَاكَ فَأَبَتْ عَلَيْهِ حَتّى وَجَدَ فِى نَفْسِهِ حَتّى بَلَغَ الصّهْبَاءَ فَمَالَ إلَى دَوْمَةٍ هُنَاكَ فَطَاوَعَتْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: مَا حَمَلَك عَلَى مَا صَنَعْت حَيْنَ أَرَدْت أَنْ أَنْزِلَ بِثِبَارٍ - وَثِبَارٌ عَلَى سِتّةِ أَمْيَالٍ وَالصّهْبَاءُ عَلَى اثْنَىْ عَشَرَ مِيلاً - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ خِفْت عَلَيْك قُرْبَ الْيَهُودِ، فَلَمّا بَعُدْت أَمِنْت، فَزَادَهَا عِنْدَ النّبِىّ ص خَيْرًا، وَعَلِمَ أَنّهَا قَدْ صَدّقَتْهُ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ مُسَاءَ تِلْكَ اللّيْلَةِ وَأَوْلَمَ رَسُولُ اللّهِ ص يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا بِالْحَيْسِ وَالسّوِيقِ وَالتّمْرِ وَكَانَ قِصَاعُهُمْ الأَنْطَاعَ قَدْ بَسَطَتْ فَرُئِىَ رَسُولُ اللّهِ ص يَأْكُلُ مَعَهُمْ عَلَى تِلْكَ الأَنْطَاعِ.

 

قَالُوا: وَبَاتَ أَبُو أَيّوبَ الأَنْصَارِىّ قَرِيبًا مِنْ قُبّتِهِ آخِذًا بِقَائِمِ السّيْفِ حَتّى أَصْبَحَ فَلَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ ص بُكْرَةً فَكَبّرَ أَبُو أَيّوبَ فَقَالَ: “مَا لَك يَا أَبَا أَيّوبَ”؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلْت بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ وَكُنْت قَدْ قَتَلْت أَبَاهَا وَإِخْوَتَهَا وَعُمُومَتَهَا وَزَوْجَهَا وَعَامّةَ عَشِيرَتِهَا، فَخِفْت أَنْ تَغْتَالَك. فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِ ص، وَقَالَ لَهُ مَعْرُوفًا، فَلَمّا نَزَلَ رَسُولُ اللّهِ ص الْمَدِينَةَ أَنَزَلَ صَفِيّةَ فِى مَنْزِلِ الْحَارِثَةِ ابْنِ النّعْمَانِ وَانْتَقَلَ حَارِثَةُ عَنْهَا، وَكَانَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ يَدًا وَاحِدَةً فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ بَرِيرَةَ إلَى أُمّ سَلَمَةَ تُسَلّمُ عَلَيْهَا - وَكَانَتْ أُمّ سَلَمَةَ زَوْجُ النّبِىّ ص مَعَ النّبِىّ ص فِى غَزْوَةِ خَيْبَرَ - وَتَسْأَلُهَا عَنْ صَفِيّةَ أَظَرِيفَةٌ هِىَ؟ فَقَالَتْ أُمّ سَلَمَةَ: مَنْ أَرْسَلَك، عَائِشَةُ؟ فَسَكَتَتْ فَعَرَفَتْ أُمّ سَلَمَةَ أَنّهَا أَرْسَلَتْهَا، فَقَالَتْ أُمّ سَلَمَةَ: لَعَمْرِى إنّهَا لَظَرِيفَةٌ، وَإِنّ رَسُولَ اللّهِ ص لَهَا لَمُحِبّ، فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ خَبَرَهَا، فَخَرَجَتْ عَائِشَةُ مُتَنَكّرَةً حَتّى دَخَلَتْ عَلَى صَفِيّةَ وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ مِنْ الأَنْصَارِ، فَنَظَرَتْ إلَيْهَا وَهِىَ مُنْتَقِبَةٌ فَعَرَفَهَا رَسُولُ اللّهِ ص فَلَمّا خَرَجَتْ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ ص إلَيْهَا، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ كَيْفَ رَأَيْت صَفِيّةَ؟ قَالَتْ: مَا رَأَيْت طَائِلاً، رَأَيْت يَهُودِيّةً بَيْنَ يَهُودِيّاتٍ - تَعْنِى عَمّاتِهَا وَخَالاتِهَا - وَلَكِنّى قَدْ أُخْبِرْت أَنّك تُحِبّهَا، فَهَذَا خَيْرٌ لَهَا مِنْ لَوْ كَانَتْ ظَرِيفَةً. قَالَ: يَا عَائِشَةُ لا تَقُولِى هَذَا فَإِنّى عَرَضْت عَلَيْهَا الإِسْلامَ فَأَسْرَعَتْ وَأَسْلَمَتْ وَحَسُنَ إسْلامُهَا.

قَالَ: فَرَجَعَتْ عَائِشَةُ فَأَخْبَرَتْ حَفْصَةَ بِظُرْفِهَا، فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا حَفْصَةُ فَنَظَرَتْ إلَيْهَا ثُمّ رَجَعَتْ إلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: إنّهَا لَظَرِيفَةٌ وَمَا هِىَ كَمَا قُلْت.

 

إذن إضافة إلى التعصب والضغط على أعصابها بأسلوب عنصري شمولي اضطهادي، كان أمامها بصورة اضطرارية إكراهية أن تكون مستعبدة أمة لمحمد وهي التي كانت من سادات قريظة وخيبر، أو أن تكون زوجة حرة ولو اسمًا وشكلًا على شرط أن تتبع إن شكليَّا أو حقيقيًّا ديانة محمد وخرافته بدلًا من الخرافة اليهودية.

 

بعض الفقرات السابقة من ج1، وباقي الأخبار الهامة راجعها في الجزء الأول للأهمية، وفي القرآن اعتبر استعباد وخطف النساء رزقًا يفيء به الله:

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)} الأحزاب

 

ولأجل التجبر والاشتهار في البلاد كان يقيم بعد انتصاره على بعض الأقوام ثلاثة أيام في مساكنهم، روى البخاري:


3065 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ تَابَعَهُ مُعَاذٌ وَعَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

3976 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعَ رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ وَقَالُوا مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ قَالَ قَتَادَةُ أَحْيَاهُمْ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا

 

ورواه مسلم 2875 وأحمد 16355 و16356 و16359

 

لم يحترم محمد حرمة جثث الموتى من أقاربه القرشيين، بعض الرومان الوثنيين كانوا إذا حاربوا عدوًا كالبريتونيين (البريطانيين) القدماء وهزموهم يقومون بطقوس حرق الجثث الدينية لكل من جنودهم وجنود البريطانيين في احترام متساوٍ. لم يوجد احترام كهذا عند المحمديين. وإلى اليوم تراهم حولوا مقابر اليهود في البساتين إلى حطام وما يشبه مقلب قمامة.

 

سبي محمد لنساء بني المصطلق وزواجه من جويرية

 

روى أحمد:

 

(26365) 26897- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ : لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ ، أَوْ لاِبْنِ عَمٍّ لَهُ ، وَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا ، وَكَانَتْ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاَحَةً لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي فَكَرِهْتُهَا ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلاَءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ ، أَوْ لاِبْنِ عَمٍّ لَهُ ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي ، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي . قَالَ : فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ؟ . قَالَتْ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ قَالَتْ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ . قَالَتْ : وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ ، فَقَالَ النَّاسُ : أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ ، قَالَتْ : فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِئَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا. (6/277)

 

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق،وقد صرح بالتحديث هنا فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب:هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وهو عند ابن إسحاق في "السير والمغازي" ص263، ومن طريقه أخرجه ابن راهويه في "مسنده" (725) ، وأبو داود (3931) ،وابن الجارود فى "المنتقى" (705) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4963) ،والطبرى فى "التاريخ" 2/610، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4748) ،وفى "شرح معانى الآثار 3/21،" وابن حبان في "صحيحه" (4054) و (4055) ، والطبرانى فى "الكبير" (159) /24،والحاكم في "المستدرك" 4/26 ، والبيهقى فى "السنن" 9/74-75، وابن الأثير في "أسد الغابة"،75-56/7 بهذا الإسناد. وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/294-295. وأخرجه الواقدي في "المغازي"،1/411وابن سعد فى "طبقاته" 8/116، والحاكم 4/26-27 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عائشة، به. وفي مطبوع الواقدي عن ثوبان بدلاً من محمد بن عبد الرحمن. وانظر حديث أنس السالف برقم (11957) .

 

هذه امرأة وقعت في أسر الاستعباد في هجوم محمد على بني مصطلق غدرًا وهم غارّون آمنون مسالمون، يعني أنها كانت مستعبَدة وربما متعرضة للاغتصابات الجنسية لحين سدادها ما طلبه المستعبِد لها من مال لتحرير نفسها، عندما عرض محمد عليها عرض الزواج هي كانت مضطرة لأنها وجدته وضعًا أكرم وأرحم لها ولو شكليًّا من الاستعباد والإذلال. المسلمون مجاملة لمحمد أرجعوا نساء بني المصطلق بعد الاعتداء عليهن فيما قبل ذلك، ربما أرجعنهن وبعضهن حوامل. فضائح كثيرة كهذه وعدوان وشر وإجرام عرضناه في ج1 (حروب محمد الإجرامية).

 

إمكانية أن يحكم حكمًا ظالمًا بسبب غضبه:

 

في مسند أحمد:

 

23987 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا غَزْوَةً إِلَى طَرَفِ الشَّامِ، فَأُمِّرَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: فَانْضَمَّ إِلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَمْدَادِ حِمْيَرَ، فَأَوَى إِلَى رَحْلِنَا لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ إِلَّا سَيْفٌ، لَيْسَ مَعَهُ سِلَاحٌ غَيْرَهُ، فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَالُ حَتَّى أَخَذَ مِنْ جِلْدِهِ كَهَيْئَةِ الْمِجَنِّ حَتَّى بَسَطَهُ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ وَقَدَ عَلَيْهِ، حَتَّى جَفَّ، فَجَعَلَ لَهُ مُمْسِكًا كَهَيْئَةِ التُّرْسِ، فَقُضِيَ أَنْ لَقِينَا عَدُوَّنَا فِيهِمْ أَخْلَاطٌ مِنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ وَسَرْجٍ مُذَهَّبٍ، وَمِنْطَقَةٍ مُلَطَّخَةٍ ذَهَبًا، وَسَيْفٌ مِثْلُ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى الْقَوْمِ، وَيُغْرِي بِهِمْ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ الْمَدَدِيُّ يَحْتَالُ لِذَلِكَ الرُّومِيِّ حَتَّى مَرَّ بِهِ فَاسْتَقْفَاهُ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ بِالسَّيْفِ فَوَقَعَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ ضَرْبًا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ الْفَتْحَ، أَقْبَلَ يَسْأَلُ لِلسَّلَبِ، وَقَدْ شَهِدَ لَهُ النَّاسُ بِأَنَّهُ قَاتِلُهُ، فَأَعْطَاهُ خَالِدٌ بَعْضَ سَلَبِهِ، وَأَمْسَكَ سَائِرَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَحْلِ عَوْفٍ ذَكَرَهُ، فَقَالَ لَهُ عَوْفٌ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَلْيُعْطِكَ مَا بَقِيَ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَمَشَى عَوْفٌ حَتَّى أَتَى خَالِدًا، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَدْفَعَ إِلَيْهِ سَلَبَ قَتِيلِهِ ؟ قَالَ خَالِدٌ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ، قَالَ عَوْفٌ: لَئِنْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَهُ عَوْفٌ، فَاسْتَعْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا خَالِدًا وَعَوْفٌ قَاعِدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ يَا خَالِدُ أَنْ تَدْفَعَ إِلَى هَذَا سَلَبَ قَتِيلِهِ ؟ " قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " ادْفَعْهُ إِلَيْهِ " . قَالَ: فَمَرَّ بِعَوْفٍ، فَجَرَّ عَوْفٌ بِرِدَائِهِ، فَقَالَ: أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتُغْضِبَ، فَقَالَ: " لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو أُمَرَائِي ؟ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى إِبِلًا، وَغَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا، فَشَرَعَتْ فِيهِ، فَشَرِبَتْ صَفْوَةَ الْمَاءِ، وَتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ أَمْرُهُمْ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ "

 

إسناه صحيح على شرط مسلم. ورواه أحمد كذلك برقم 23997

 

وفي صحيح مسلم:

 

[ 1753 ] وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك قال قتل رجل من حمير رجلا من العدو فأراد سلبه فمنعه خالد بن الوليد وكان واليا عليهم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوف بن مالك فأخبره فقال لخالد ما منعك أن تعطيه سلبه قال استكثرته يا رسول الله قال ادفعه إليه فمر خالد بعوف فجر بردائه ثم قال هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال لا تعطه يا خالد لا تعطه يا خالد هل أنتم تاركون لي أمرائي إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره فصفوه لكم وكدره عليهم

 

[ 1753 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة ورافقني مددي من اليمن وساق الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه غير أنه قال في الحديث قال عوف فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل قال بلى ولكني استكثرته

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير:

 

84 - ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ( ح ) وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخمس السلب وأن مدديا كان رقيقا له في غزوة مؤتة في طرف الشام فلقوا العدو فجعل الرومي منهم يشتد على المسلمين وهو على فرس أشقر وسرج مذهب ومنطقة منطحة بذهب وسيف معلى من ذهب فيغزي بهم فيلطف له ذلك المددي حتى مر به فعرقب فرسه فوقع كم علاه بالسيف فقتله فلما هزم الله الروم قامت البينة للمددي أنه قتله فأعطاه خالد سيفه وخمس ماله قال عوف : فكلمت خالد بن الوليد فقلت أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضى بالسلب للقاتل ؟ قال بلى ولكني استكثرته قال عوف : وكأن بيني وبينه كلام فقلت والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرك قال عوف : فلما اجتمعنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عوف ما كان منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منعك أن تدفع إليه ؟ ) فقال خالد : استكثرته قال : ( ادفعه إليه ) قال عوف : فقلت كيف رأيت يا خالد أم أنجز لك ما وعدتك ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لخالد : ( لا تعطه ) وقال : ( ما أنتم بتاركي لي امرائي )

 

ورواه الطبراني برقم 89 بلفظ مقارب للفظ صحيح مسلم، وأخرجه البزار في "مسنده" (2746)، والطبراني في "مسند الشاميين" (949) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (223) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/336-337 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم مختصر.

 

إذن قد يتعرض لانفعالات وعصبية ويتصرف بما يخالف الحقوق والأعراف التي تعارفوا عليها، كأي إنسان فكلنا تركيبات عصبية وجسيدية غير كاملة ولا مثالية عرضة للعطب والخلل وفقًا للعوارض الداخلية والخارجية.

 

سبابه للمخالفين في العقيدة ممن لم يتّبعوه

 

وفد حضرموت

 

وفدوا مع وفد كندة وملوكها، فبين كل فريق من الملوك والأقيال اليمنيين مصاهرات وزيجات، يقول محمد بن سعد في ج1:

 

قالوا: وقدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم بنو وليعة ملوك حضرموت حمدة ومخوس ومشرح وأبضعة فأسلموا. وقال مخوس: يا رسول الله ادع الله أن يذهب عني هذه الرتة من لساني. فدعا له وأطعمه طعمة من صدقة حضرموت.

 

لكن ملوك حضرموت سرعان ما خرجوا (ارتدوا بمصطلح الإسلام) عن اتباع ديانة محمد وعادوا إلى ما كانوا عليه من عقيدة، لأنهم إنما اتبعوها نتاج التخويف والإرهاب والخشية على حيواتهم وثرواتهم ومناصبهم وكراسيهم. ويبدو أنهم ارتدوا عندما علموا بمرض وضعف محمد، ويعتبروا من رواد حركة الردة فارتدوا قبل موت محمد كبشائر لما بعد موته وحروب الردة الرهيبة بين المسلمين وأتباع مدعي النبوة الآخرين والوثنيين والمسلمين مانعي دفع الزكاة للدولة. ولدينا أحاديث أن محمد أبغضهم ولعنهم ودعا عليهم_وهو بطبيعته مولع بالسباب والشتم لمن لا يسير على هواه كأنه طفل صغير_:

 

روى أحمد بن حنبل:

 

19446 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ يَوْمًا خَيْلًا وَعِنْدَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ "، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: وَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ " قَالَ: خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالٌ يَحْمِلُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ جَاعِلِينَ رِمَاحَهُمْ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، لَابِسُو الْبُرُودِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبْتَ بَلْ خَيْرُ الرِّجَالِ رِجَالُ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَاللهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا، لَعَنَ اللهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَةَ: جَمْدًا، وَمِخْوَسًا، وَمِشْرَحًا، وَأَبْضَعَةَ، وَأُخْتَهُمُ الْعَمَرَّدَةَ "..إلخ

 

إسناده صحيح. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1650) بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه الطبراني في "مسند الشاميين " (969) من طريقين عن أبي المغيرة، به، وفي المعجم الكبير للطبراني 20/ 192، وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2269) و (2282) مفرقاً، والنسائي في "الكبرى" (8351) من طريق أبي المغيرة به. وأخرجه مختصراً جداً الطبراني في "مسند الشاميين" (2040) من طريق عافية ابن أيوب المصري، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 4/81 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن معاوية بن صالح- وهو ابن حُدير- عن شُريح بن عبيد، عن عبد الرحمن بن عائذ، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/248-249 مختصراً، وابنُ أبي عاصم (2270) و (2283) مفرقاً مختصراً، ويعقوبُ بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/327-328 مطولاً، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (804) من طريق عبد الله بن يوسف- وهو التنيسي الكلاعي الحمص.

 

والحديث ورد في كتب الشيعة كذلك كالكافي للكليني، سوى أنهم كعادتهم يحرفونه ويضيفون على الملعونين من محمد الأشخاص المكروهين لديهم كمعاوية بن أبي سفيان جد الأمويين.

                             

وهذا نموذج لمحمد كلعّان شتّام، مبغض ضائق الصدر بكل من لا يتبع اختراعه الديني، فهل هذا هو صاحب الخلق العظيم كما يزعمون؟! والملوك الأربعة الذين لعنهم محمد؛ ذكر ابنُ سعد في "الطبقات" 5/13 أنهم كانوا وفدوا عَلَيْهِ مع الأشعث بن قيس، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم، ثم ارتدوا، فقُتلوا يوم النُّجير، وإنما سُمُوا ملوكاً لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكُه بما فيه. قلنا: وذكرهم ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص428. والنُّجير؛ ذكر ياقوت في "معجمه" أنه حصنٌ باليمن قرب حضرموت منيع، لجأ إليه أهل الرَدة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر، فحاصره زياد بن لَبِيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة (12) للهجرة.

 

أسلوب محمد المنفّر أحيانًا للبعض وبعض أفكاره اللاهوتية البدائية:

 

رَوَى مُسْلِمٌ:

 

[ 203 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار

 

وروى ابن ماجه في سننه:

 

1573- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَكَانَ وَكَانَ ، فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ , قَالَ : فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَيْنَ أَبُوكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ , فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ , قَالَ : فَأَسْلَمَ الأَعْرَابِيُّ بَعْدُ ، وَقَالَ : لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ تَعَبًا ، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلاَّ بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ.

 

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 101-102: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، محمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين. ورواه بإسناد صحيح على شرط الشيخين، البيهقي في دلائل النبوة ص192، و البزار (1089) ، والطبراني (326) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (595) ،من طرق عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، وأخرجه ابن ماجه (1573) عن محمد بن إسماعيل بن البخْتري، عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه.

 

وروى ابن هشام في السيرة:

قال ابن إسحاق : فقال عُقبة حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله : فمن للصبية يا محمد؟ قال : النار. فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري ، أخو بنى عَمرو بن عوف ، كما حدثني أبو عُبيده بن محمد بن عمار بن ياسر.

قال ابن هشام : ويقال قتله علىُّ بن أبى طالب فيما ذكر لى ابن شهاب الزهري وغيره من أهل العلم .

 

وروى ابن سعد في الطبقات الكبير/ج1/ وفد جعفي:

 

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي بكر بن قيس الجعفي قالا: كانت جعفي يحرمون القلب في الجاهلية. فوفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -رجلان منهم. قيس بن سلمة بن شراحيل من بني مران بن جعفي. وسلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع. وهما أخوان لأم. وأمهما مليكة بنت الحلو بن مالك من بني حريم بن جعفي. فأسلما. فقال لهما رسول الله ص: بلغني أنكم لا تأكلون القلب؟ قالا: نعم. قال: فإنه لا يكمل إسلامكم إلا بأكله. ودعا لهما بقلب فشوي. ثم ناوله سلمة بن يزيد. فلما أخذه أرعدت يده. فقال له رسول الله. ص: كله. فأكله] وقال:

على أني أكلت القلب كرها ... وترعد حين مسته بناني

قال: وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقيس بن سلمة كتابا نسخته: كتاب من محمد رسول الله لقيس بن سلمة بن شراحيل أني استعملتك على مران ومواليها وحريم ومواليها والكلاب ومواليها من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدق ماله وصفاه. قال: الكلاب أود. وزبيد. وجزء بن سعد العشيرة. وزيد الله بن سعد. وعائذ الله بن سعد. وبنو صلاءة من بني الحارث بن كعب. قال: ثم قالا: [يا رسول الله إن أمنا مليكة بنت الحلو كانت تفك العاني وتطعم البائس وترحم المسكين. وإنها ماتت وقد وأدت بنية لها صغيرة فما حالها؟ قال: الوائدة والموؤودة في النار. فقاما مغضبين. فقال: إلي فارجعا! فقال: وأمي مع أمكما. فأبيا ومضيا وهما يقولان: والله إن رجلا أطعمنا القلب. وزعم أن أمنا في النار. لأهل أن لا يتبع! وذهبا. فلما كانا ببعض الطريق لقيا رجلا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه إبل من إبل الصدقة فأوثقاه وطردا الإبل. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعنهما فيمن كان يلعن في قوله: لعن الله رعلا وذكوان وعصية ولحيان وابني مليكة بن حريم ومران.

 

وروى أحمد بن حنبل:

3787 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنَا مُلَيْكَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ تُكْرِمُ الزَّوْجَ، وَتَعْطِفُ عَلَى الْوَلَدِ، - قَالَ: وَذَكَرَ الضَّيْفَ - غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . قَالَ: " أُمُّكُمَا فِي النَّارِ "، فَأَدْبَرَا، وَالشَّرُّ يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُدَّا، فَرَجَعَا وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، رَجِيَا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ شَيْءٌ، فَقَالَ: " أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: وَمَا يُغْنِي هَذَا عَنْ أُمِّهِ شَيْئًا، وَنَحْنُ نَطَأُ عَقِبَيْهِ...إلخ الحديث

 

إسناده ضعيف لضعف عثمان -وهو ابن عمير البجلي أبو اليقظان-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن زيد -وهو ابن درهم الأزدي أخو حماد بن زيد- فمختلف فيه. وأخرجه البزار (3478) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10017) من طريق عارم -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه.  من طريق الصعْق بالإسناد المذكور أخرجه الطبراني في "الكبير" (10018)، والحاكم في المستدرك 2/364-365، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان، فتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، فعثمان ضعفه الدارقطني، والباقون ثقات. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/361-362، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف.

قال السندي: وأدت، بهمزة، والوأد: دفن البنات حية، ومنه قوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئِلت) [التكوير: 8]. والشر: أي: الحزن والغم. ونحن نطأ عقبيه: أي: نتبعه في الدين، أو في المشي خلفه.

 

وروى أحمد ما يشابهه بإسناد آخر صحيح:

 

15923 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ، وَتَفْعَلُ هَلَكَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: قُلْنَا: فَإِنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ أُخْتًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذَلِكَ نَافِعُهَا شَيْئًا ؟ قَالَ: " الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ، إِلَّا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الْإِسْلَامَ، فَيَعْفُوَ اللهُ عَنْهَا "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم، وصحابيه روى له النسائي، وله ذكر في "صحيح مسلم. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، وعلقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/72، والنسائي في "الكبرى" (11649) - وهو عنده في "التفسير" (669) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2474) ، والطبراني في "الكبير" (6319) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/119، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح،والطبراني في "الكبير" بنحوه. وأخرجه الطبراني أيضاً (6320) من طريق جابر- وهو الجعفي- عن الشعبي، به. بلفظ: "الوائدة والموؤودة في النار". وأخرجه بنحوه الطيالسي (1306) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم (2475) عن سليمان بن معاذ، عن عمران بن مسلم، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد، به. وقوله: "الوائدة والموؤودة في النار" جاء من حديث ابن مسعود مرفوعاً، عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/73، وأبي داود (4717) ، وابن حبان (7480) ، والطبراني (10059) و (10236) .

 

وهناك أحاديث صحيحة في مسلم بذات المعنى والمدلول في حق أم محمد.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج10:

10017 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا سعيد ابن زيد ثنا علي بن الحكم عن عثمان بن عمير عن إبراهيم عن الأسود و علقمة عن ابن مسعود قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله إن أمنا كانت تكرم الزوج وتعطف على الولد وذكر الضيف غير أنها كانت وأدت في الجاهلية فقال : أمكما في النار فأدبرا والشر يُرَى في وجوههما فأمر بهما فردا والبِشْر يُرى في وجوههما رجاء أن يكون حدث شيء فقال : أمي مع أمكما فقال رجل من المنافقين : ما يغني هذا عن أمه ونحن نطأ عقبه ..إلخ الحديث

 

 وروى هذا الحديث الصعق بن حزن عن علي بن الحكم فخالف سعيد بن زيد في إسناده

                                                      

وروى في ج19/ 471:

 

471 - حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( ح )  وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة قالا ثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن أبي رزين قال: قلت يا رسول الله أين أمي ؟ قال : ( أمك في النار ) قال : فأين من مضى من أهلك ؟ قال : أما ترضى أن تكون أمك مع أمي

 

بسبب سوء أسلوب محمد وهذه الأفكار البدائية المناقضة لفكرة العدالة الإلهية ولآية (وما كنا معذبين حتى نرسل رسولا) نفر منه ناس كابني مليكة بسبب أسلوبه الترويعي وتركا دينه، ومن المعروف أنه كان يلعنهما ويسبهما فلا تعرف نفسه التسامح واتساع الأفق أبدًا.

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

12154 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : وأخبرنيه عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس قال: فادى النبي صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل واحد منهم أربعة ألاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا فقال : من للصبية يا محمد ؟ قال : النار

 

إسناده صحيح كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد، وذكره ابن جرير الطبري في التاريخ له. ورواه عبد الرزاق في مصنفه برقم 9394

 

وروى أبو داوود في سننه/كتاب الجهاد/باب في قتل الأسير صبرًا (يعني بضرب عنقه):

 

2686 - حدثنا علي بن الحسين الرقي قال ثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرني عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال: أراد الضحاك بن قيس أن يستعمل مسروقا فقال له عمارة بن عقبة أخو الوليد بن عقبة - أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان ؟ فقال له مسروق حدثنا عبد الله بن مسعود وكان في أنفسنا موثوق الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد قتل أبيك قال من للصبية ؟ قال " النار " فقد رضيت لك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

قال الألباني: حسن صحيح

 

هذا الرجل عقبة بن أبي معيط مع أنه لم يصدر عنه فيما وصلنا شيء سيء جدًّا ضد الإسلام ولعله كان رجلًا جيدًا ناله هجوم من المسلمين بدون ذنب لمجرد كرههم وكره محمد الشديد لأبيه، بما فيه قصة ذهابه لجمع زكاة بني المصطلق {إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا...} إلخ

 

محمد أوشك أن يستسلم ويقبل بدمج بعض أفكار التعدُّد (الشِرك) الوثنيّ في دينه

 

جاء في سورة الإسراء هكذا:

 

{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)} الإسراء

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} الحجّ

 

ولفهم المقصود من هذه النص الذي يعتبر اعترافًا من محمد بزلَّته، نقرأ أولًا ما جاء في سورة النجم هكذا:

 

{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)} النجم

 

هذه هي صيغة الآية في القرآن، لكن القصة التي وثَّقَها لنا كثير من كتبة كتب التفسير ومحمد بن سعد في الطبقات والطبراني في المعجم الكبير والبزّار في مسنده، في حين تهرّب منها وتجنّبها مفسرون كابن كثير، تقول لنا أن محمدًا نتاج الضغط النفسيّ والاضطهاد الرهيب الذي تعرَّض له من وثنيي قريش في مكة أوشك ذات مرة أن يخضع لهم وينسحب من كثير من جوهر دعوته التوحيدية ويعترف بآلهتهم الوثنية! ونبدأ بالاقتباس من تفسير الطبري:

 

القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)} الحج: 52

 

قيل: إن السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشيطان كان ألقي على لسانه في بعض ما يتلوه مما أنزل الله عليه من القرآن ما لم ينزله الله عليه، فاشتدّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم واغتمَّ به، فسلاه الله مما به من ذلك بهذه الآيات.

*ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناد من أندية قريش كثير أهله، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء فينفروا عنه، فأنزل الله عليه: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا بلغ: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ألقى عليه الشيطان كلمتين: تلك الغرانقة العلى، وإن شفاعتهنّ لترجى، فتكلم بها. ثم مضى فقرأ السورة كلها. فسجد في آخر السورة، وسجد القوم جميعا معه، ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه، وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود. فرضوا بما تكلم به وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت، وهو الذي يخلق ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، إذ جعلت لها نصيبا، فنحن معك، قالا فلما أمسى أتاه جبرائيل عليه السلام، فعرض عليه السورة; فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افْتَرَيْتُ عَلى الله، وَقُلْتُ عَلى الله ما لَمْ يَقُلْ، فأوحى الله إليه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} ... إلى قوله: (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) . فما زال مغموما مهموما حتى نزلت عليه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) . قال: فسمع من كان من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا: هم أحبّ إلينا، فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان.

 

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني، عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قَومه عنه، وشقّ عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند الله، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه. وكان يسرّه، مع حبه وحرصه عليهم، أن يلين له بعض ما غلظ عليه من أمرهم، حين حدّث بذلك نفسه، وتمنى وأحبه، فأنزل الله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) فلما انتهى إلى قول الله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ألقى الشيطان على لسانه، لما كان يحدّث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه، تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتضى، فلما سمعت قريش ذلك فرحوا وسرّهم، وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم، فأصاخوا له، والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم، ولا يتهمونه على خطأ ولا وهم ولا زلل؛ فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها، فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره، وسجد من في المسجد من المشركين، من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة، فإنه كان شيخا كبيرا فلم يستطع، فأخذ بيده حفنة من البطحاء فسجد عليها. ثم تفرّق الناس من المسجد، وخرجت قريش وقد سرّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، يقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقد زعم فيما يتلو أنها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهنّ ترتضى، وبلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: أسلمت قريش. فنهضت منهم رجال، وتخلَّف آخرون. وأتى جبرائيل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله، وقلت ما لم يُقل لك، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وخاف من الله خوفا كبيرا فأنزل الله تبارك وتعالى عليه (وكانَ بِهِ رَحِيما) يعزّيه ويخفض عليه الأمر، ويخبره أنه لم يكن قبله رسول ولا نبيّ تمنى كما تمنى ولا حبّ كما أحبّ إلا والشيطان قد ألقى في أمنيته، كما ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم، فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته، أي فأنت كبعض الأنبياء والرسل، فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ... الآية، فأذهب الله عن نبيه الحزن، وأمنه من الذي كان يخاف، ونسخ ما ألقى الشيطان على لسانه من ذكر آلهتهم، أنها الغرانيق العلى، وأن شفاعتهنّ ترتضى. يقول الله حين ذكر اللات والعُزَّى ومناة الثالثة الأخرى، إلى قوله: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)، أي فكيف تمنع شفاعة آلهتكم عنده؛ فلما جاءه من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه، قالت قريش: ندم محمد على ما كان من منزلة آلهتكم عند الله، فغير ذلك وجاء بغيره، وكان ذلك الحرفان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسوله قد وقعا في فم كل مشرك، فازدادوا شرّا إلى ما كانوا عليه.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت داود، عن أبي العالية، قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جلساؤك عبد بني فلان ومولى بني فلان، فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك، فإنه يأتيك أشراف العرب فإذا رأوا جلساءك أشراف قومك كان أرغب لهم فيك، قال: فألقى الشيطان في أمنيته، فنزلت هذه الآية: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) قال: فأجرى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وشفاعتهن ترجى، مثلهن لا يُنسى؛ قال: فسجد النبيّ حين قرأها، وسجد معه المسلمون والمشركون؛ فلما علم الذي أجرى على لسانه، كبر ذلك عليه، فأنزل الله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ... إلى قوله: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

 

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية قال: قالت قريش: يا محمد إنما يجالسك الفقراء والمساكين وضعفاء الناس، فلو ذكرت آلهتنا بخير لجالسناك فإن الناس يأتونك من الآفاق، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم; فلما انتهى على هذه الآية (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) فألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانقة العلى، وشفاعتهن ترتجى؛ فلما فرغ منها سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالمسلمون والمشركون، إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص، أخذ كفا من تراب وسجد عليه; وقال: قد أن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير حتى بلغ الذين بالحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن قريشا قد أسلمت، فاشتدّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقى الشيطان على لسانه، فأنزل الله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ... إلى آخر الآية.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جُبير، قال: لما نزلت هذه الآية: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى) قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال المشركون: أنه لم يذكر آلهتكم قبل اليوم بخير، فسجد المشركون معه، فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ... إلى قوله: (عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنى عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو بشر، عن سعيد بن جُبير قال: لما نزلت: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى) ثم ذكر نحوه.

 

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) إلى قوله: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) وذلك أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي، إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها; فسمعه المشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه، فبينما هو يتلوها وهو يقول: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى. فجعل يتلوها، فنزل جبرائيل عليه السلام فنسخها، ثم قال له: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) إلى قوله: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

 

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) ... الآية; أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، أنزل الله عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزّى ويكثر ترديدها. فسمع أهل مكة نبيّ الله يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك، ودنوا يستمعون، فألقى الشيطان في تلاوة النبيّ صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبيّ صلى الله عليه وسلم كذلك، فأنزل الله عليه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَى وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) .

 

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أنه سئل عن قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) ... الآية، قال ابن شهاب: ثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ عليهم: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)، فلما بلغ (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) قال: إن شفاعتهن ترتجى. وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيه المشركون الذين في قلوبهم مرض، فسلموا عليه، وفرحوا بذلك، فقال لهم: إنما ذلك من الشيطان. فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) ... حتى بلغ: (فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ) .

فتأويل الكلام: ولم يرسل يا محمد من قبلك من رسول إلى أمة من الأمم، ولا نبيّ محدث ليس بمرسل، إلا إذا تمنى.

 

واختلف أهل التأويل في معنى قوله تمنى في هذا الموضع، وقد ذكرت قول جماعة ممن قال: ذلك التمني من النبيّ صلى الله عليه وسلم ما حدثته نفسه من محبته، مقاربة قومه في ذكر آلهتهم ببعض ما يحبون، ومن قال ذلك محبة منه في بعض الأحوال أن لا تذكر بسوء.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا قرأ وتلا أو حدّث.

*ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) يقول: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (إِذَا تَمَنَّى) قال: إذا قال.

 

أما الطبراني فروى لنا حديثين عن هذا الحدَث في المعجم الكبير له:

 

فروى عن عروة بن الزبير في ج9:

 

8316 - حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا ابن ليهعة عن أبي الأسود عن عروة قال: وتسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة للمرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه : عثمان بن مظعون و عثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و عبد الله بن مسعود و عبد الرحمن بن عوف و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته سهلة بن سهيل بن عمرو وولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة و الزبير بن العوام و مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار و عامر بن ربيعة و أبوسلمة بن عبد الأسد و امرأته أم سلمة و أبو سبرة بن أبي رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو و سهيل بن بيضاء

 قال : ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل جعفر بن أبي طالب و أصحابه حين أنزل الله عز و جل السورة التي يذكر فيها {والنجم إذا هوى} وقال المشركون من قريش : لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشتم والشر فلما أنزل الله عز و جل السورة التي يذكر فيها والنجم وقرأ ( أفرأيتم اللات والعزىومناة الثالثة الأخرى ) القى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال : وإنهن لمن الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى ) وذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم واستبشروا بها وقالوا : إن محمدا صلى الله عليه وسلم قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضر من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع على كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين على غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي صلى الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون و عبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس قد أسلموا وصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفيه أقبلوا سراعا وكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل عليه السلام وقال : معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال : أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله فنسخ الله عز و جل ما ألقى الشيطان و أنزل عليه وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد فلما برأه الله من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعدواتهم وبلغ المسلمين ممن كان بأرض الحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم والجوع والخوف خافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار وأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون فلما أبصر عثمان بن مظعون الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء وعذبت طائفة منهم بالنار وبالسياط و عثمان معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية وقال : أما من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله الذي اختار لأوليائه من أهل الاسلام ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة والكرب عمد إلى الوليد بن المغيرة فقال : يا ابن عم قد أجرتني فأحسنت جواري وإني أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين أظهرهم فقال له الوليد : ابن أخي لعل أحد آذاك وشتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع لك مني فأكفيك ذلك قال : لا والله ما بي ذلك وما اعترض لي من أحد فلما أبى عثمان إلا أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى المسجد وقريش فيه كأحفل ما كانوا و لبيد بن ربيعة الشاعر ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال : إن هذا غلبني وحملني على أن أبرأ إليه من جواري أشهدكم أني منه بريء فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم فقال :

 ( ألا كل شيء ما خلال الله باطل )

 فقال عثمان : صدقت ثم إن لبيد أنشدهم تمام البيت

 ( وكل نعيم لا محالة زائل )

 فقال : كذبت فاسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والآخرة صدقة مرة وكذبه مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفني وإذا قال : كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك إن نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه : قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا وكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان : بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة فقال له الوليد : إن شئت أجرتك الثانية فقال : لا أرب لي في جوارك

 

وفي ج12:

 

12450 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري و عبدان بن أحمد قالا : ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فلما بلغ {أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى} ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى فلما بلغ آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون فأنزل الله عز و جل {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان} إلى قوله {عذاب يوم عقيم} يوم بدر

وروى البزار في مسنده ج11:

 

6- حَدَّثنا يوسف بن حماد، قَال : حَدَّثنا أميه بن خالد، قَال : حَدَّثنا شعبة، عَن أبي بشر، عَن سَعِيد بن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فيما أحسب الشك في الحديث أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم كان بمكة فقرأ سورة النجم حتى انتهى إلى : {أفرأيتم اللت والعزى ومناه الثَّالِثة الأُخرَى} فجرى على لسانه : تلك الغرانيق العلا الشفاعة منها ترتجى . قال : فسمع ذلك مشركي أهل مكة فسروا بذلك فاشتد على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم فأنزل الله تبارك وتعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول، ولاَ نبي إلاَّ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان، ثُمَّ يحكم الله آياته}.

 

وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوَى عَن النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم بإسناد متصل عنه يجوز ذكره إلاَّ بهذا الإسناد، ولاَ نَعْلَمُ أَحَدًا أسند هذا الحديث عن شعبة، عَن أبي بشر، عَن سَعِيد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إلاَّ أمية ولم نسمعه إلاَّ مِن يوسف بن حماد، وَكان ثقة وغير أمية يحدث به، عَن أبي بشر، عَن سَعِيد بن جُبَير مرسلا، وَإنَّما هذا الحديث يعرف عن الكلبي، عَن أبي صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وأمية ثقة مشهور.

 

أما البخاري فاكتفى برواية:

 

4862 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عُلَيَّةَ ابْنَ عَبَّاسٍ

 

4863 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ قَالَ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا رَجُلًا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ

 

3972 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ وَالنَّجْمِ فَسَجَدَ بِهَا وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ فَقَالَ يَكْفِينِي هَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا

ورواه مسلم 576 وأحمد 3805 و 3682 و4164  و4405  و8034 

 

لنا هنا أن نتساءل لو قيل أن هذا نتاج حالة نفسية مر بها محمد، ألم يكن الله المزعوم قادرًا على عصمة نبيه من خطيئة كبيرة لدرجة الانزلاق للتعدُّدية في الإيمان (الشرك)، لم يكن قادرًا على تحصينه ودعمه نفسيًّا ليقاوم لحظة الضعف؟! ولو قيل لم يكن محمد من قال هذه الآيات بل الشيطان الخفيّ قالها بنفسه أو دخل مع جبريل/جبرائيل في الخط وخدع محمدًا، ألم يكن الله المزعوم كذلك قادرًا على حماية وحيه من تدليس كهذا لأنه سيدعو الناس لأن يشكُّوا في مصداقية مصدريته من عند الله حتى موت شمس مجرتنا وربما الكون كله! وكيف استطاع شيطانٌ أن يقلِّد القرآن بهذه الجودة الرائعة التي أقنعت محمدًا نفسَه أنه كلام قرآنيّ إلهيّ؟! أليس القرآن تحدَّى الإنس والجن (الخرافيين طبعًا) أن يأتوا بمثله، فهاهو التحدّي حسب هذا الزعم يكون تم تنفيذه وتلبيته!

 

القصة عند الشيعة في بحار الأنوار ج17:

 

قوله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك " قال الرازي : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول لما رأى إعراض قومه عنه شق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيهم من الله ما يقارب بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد ( 1 ) من أندية قريش كثير أهله ، وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله شئ ينفروا عنه ، وتمنى ذلك فأنزل تعالى سورة " النجم ( 2 ) إذا هوى " فقرأها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بلغ " أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الاخرى " ألقى الشيطان على لسانه " تلك الغرانيق ( 3 ) العلى * منها الشفاعة ترتجى " فلما سمعت قريش فرحوا ،
-بحار الانوار مجلد: 17 من ص 56 سطر 8 الى ص 64 سطر 8 ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله في قراءته وقرأ السورة كلها فسجد المسلمون لسجوده ، وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد سوى الوليد ابن المغيرة وسعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنة ( 4 ) من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لانهما كانا شيخين كبيرين لم يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا ، وقالوا : قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه جبرئيل عليه السلام فقال : ماذا صنعت ؟ تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ؟ وقلت : ما لم أقل


__________________________________________________
( 1 ) النادى : المجلس .
( 2 ) في المصدر : والنجم .
( 3 ) في النهاية : الغرانيق ههنا الاصنام ، وهى في الاصل : الذكور من طير الماء واحدها غرنوق وغرنيق ، سمى به لبياضه ، وقيل : هو الكركى ، والغرنوق أيضا الشاب الناعم الابيض ، وكانوا يزعمون أن الاصنام تقربهم من الله وتشفع لهم ، فشبهت بالطيور التى تعلو في السماء وترتفع انتهى أقول : حديث الغرانيق من الخرافات التى روتها العامة ، وهو موضوع مما لا أصل له ، والعجب من علماء أهل السنة كيف رووه في كتبهم وفيه إزراء شنيع للرسول المطهر صلى الله عليه وآله وهتك لقداسته وحرمته ، فكيف يجوز لمسلم آمن بالله وعرف رسوله وصدقه أن يتفوه بمثل هذا الكلام في حق النبى الذى لا ينطق إلا عن الوحى ولا يفعل إلا ما فيه رضا الرب ، فلو كان يثبت ذلك فهل يمكن أن يعتمد على قول من هذا قوله وفعاله ، أليس يشك كل من سمع منه حكما من أحكام الدين في أنه هل اوحى إليه بذلك أو ألقى الشيطان في امنيته ، نعوذ بالله من الضلال والخذلان واتباع وساوس الشيطان .
( 4 ) الحفنة : ملء الكفين . وفى المصدر : أخذا حفنة من التراب من البطحاء . ( * )


لك ؟ فحزن رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا ، وخاف من الله خوفا عظيما حتى نزل قوله : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " الآية ، هذا رواية عامة المفسرين الظاهريين وأما أهل التحقيق فقد قالوا : هذه الرواية باطلة موضوعة ، واحتجوا بالقرآن والسنة والمعقول ، أما القرآن فوجوه : أحدها : قوله تعالى : " ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين " ( 1 ) .
وثانيها : " قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي ( 2 ) " .
وثالثها : قوله : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ( 3 ) " فلو أنه قرأ عقيب هذه الآية تلك الغرانيق العلى لكان قد أظهر ( 4 ) كذب الله تعالى في الحال ، و ذلك لا يقول به مسلم .
ورابعها : قوله تعالى : " وإن كادوا ليفتنونك ( 5 ) " وكاد معناه قرب أن يكون الامر كذلك مع أنه لم يحصل .
وخامسها : قوله : " ولولا أن ثبتناك ( 6 ) " وكلمة لولا تفيد انتفاء الشئ لانتفاء غيره ، فدل على أن الركون القليل لم يحصل .
وسادسها : قوله : " كذلك لنثبت به فؤادك ( 7 ) " .
وسابعها : قوله : " سنقرئك فلا تنسى ( 8 ) " .


__________________________________________________
( 1 ) الحاقة : 44 - 46 .
( 2 ) يونس : 15 .
( 3 ) النجم : 3 و 4 .
( 4 ) في المصدر : وغير نسخة المصنف : قد ظهر .
( 5 ) الاسراء : 73 .
( 6 ) الاسراء : 74 .
( 7 ) الفرقان : 32 .
( 8 ) الاعلى : 6 . ( * )


وأما السنة فهي أنه روي عن محمد بن إسحاق بن ( 1 ) خزيمة أنه سئل عن هذه القصة فقال : هذا من وضع الزنادقة ، وصنف فيه كتابا .
وقال الامام أبوبكر البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعونون ، وأيضا فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وآله قرأ سورة ( والنجم ) وسجد فيها المسلمون والمشركون والانس والجن وليس فيه حديث الغرانيق ( 2 ) ، وروي هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق وأما المعقول فمن وجوه : أحدها : أن من جوز على الرسول صلى الله عليه وآله تعظيم الاوثان فقد كفر ، لان من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وآله كان في نفي الاوثان .
وثانيها : أنه صلى الله عليه وآله ما كان يمكنه في أول الامر أن يصلي ويقرأ القرآن عند الكعبة آمنا لاذى المشركين له حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه ، وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلا أو في أوقات خلوة ، وذلك يبطل قولهم .
وثالثها : أن معاداتهم للرسول صلى الله عليه وآله كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القرءة دون أن يقفوا على حقيقة الامر ، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى خروا سجدا مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم .
ورابعها : قوله : " فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته " وذلك أن إحكام ( 3 ) الآيات بإزالة تلقية الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تنتفي الشبهة ( 4 ) معها ، فإذا أراد الله تعالى إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآنا فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلا أولى .
وخامسها : وهو أقوى الوجوه أنا لو جوزنا ذلك ارتفع الامان عن شرعه ، وجوزنا


__________________________________________________
( 1 ) استظهر المصنف في الهامش أن الصحيح : ابن جرير أقول : الموجود في المصدر ما هو في المتن .
( 2 ) ولعل البخارى قطع الحديث فأورد موضوع السجدة فقط يؤيد ذلك قوله : والمشركون .
( 3 ) في المصدر : وذلك لان إحكام الايات بازالة ما يلقيه الشيطان .
( 4 ) في المصدر : تبقى الشبهة . ( * )


في كل واحد من الاحكام والشرائع أن يكون كذلك ، ويبطل قوله تعالى : " بلغ ما انزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ( 1 ) " فإنه لا فرق بين النقصان عن الوحي ، وبين الزيادة فيه ، فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الاجمال أن هذه القصة موضوعة ، أكثر ما في الباب أن جمعا من المفسرين ذكروها لكنهم ما بلغوا حد التواتر ، وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ، ولنشرع الآن في التفصيل فنقول : التمني جاء في اللغة لامرين : أحدهما : تمني القلب ، والثاني : القراءة ، قال الله تعالى : " ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ( 2 ) " أي إلا قرءة ، لان الامي لا يعلم القرآن من المصحف ، وإنما يعلمه قراءة ، وقال حسان : تمنى كتاب الله أول ليلة * وآخرها لاقى الحمام المقادر فأما إذا فسرنا بالقراءة ( 3 ) ففيه قولان : الاول : إنه تعالى أراد بذلك ما يجوز أن يسهو الرسول فيه ويشتبه على القارئ ، دون ما رووه من قوله : تلك الغرانيق العلى .
الثاني : المراد فيه وقوع هذه الكلمة في قراءته ، ثم اختلف القائلون بهذا على وجوه : الاول : أن النبي صلى الله عليه وآله لم يتكلم بقوله : تلك الغرانيق العلى ، ولا الشيطان تكلم به ، ولا أحد تكلم به لكنه صلى الله عليه وآله لما قرأ سورة النجم اشتبه الامر على الكفار فحسبوا بعض ألفاظه ما رووه ، وذلك على حسب ما جرت العادة به من توهم بعض الكلمات على غير ما يقال ، وهو ضعيف لوجوه : أحدها أن التوهم في مثل ذلك إنما يصح فيما قد جرت العادة بسماعه ، فأما غير المسموع فلا يقع ذلك فيه .
وثانيها : أنه لو كان كذلك لوقع هذا التوهم لبعض السامعين دون البعض ، فإن العادة


__________________________________________________
( 1 ) المائدة : 67 .
( 2 ) البقرة : 78 .
( 3 ) في المصدر : فالحاصل أن الامنية اما القراءة واما الخاطر ، أما اذا فسرناها بالقراءة . ( * )


مانعة من اتفاق الجمع العظيم في الساعة الواحدة على حال واحدة ( 1 ) في المحسوسات .
وثالثها : لو كان كذلك لم يكن مضافا إلى الشيطان .
الوجه الثاني : قالوا : إن ذلك الكلام كلام شيطان الجن ، وذلك بأن تكلم بكلام من تلقاء نفسه أوقعه في درج تلك التلاوة ( 2 ) ليظن أنه من جنس الكلام المسموع من الرسول ، قالوا : والذي يؤكده أنه لا خلاف أن الجن ( 3 ) والشياطين متكلمون ، فلا يمتنع أن يأتي الشيطان بصوت مثل صوت الرسول صلى الله عليه وآله فيتكلم بهذه الكلمات في أثناء كلام الرسول صلى الله عليه وآله ، وعند سكوته ، فإذا سمع الحاضرون ظنوا أنه كلام الرسول ( 4 ) ثم لا يكون هذا قادحا في النبوة لما لم يكن فعلا له ، وهذا أيضا ضعيف ، فإنك إذا جوزت أن يتكلم الشيطان في أثناء كلام الرسول صلى الله عليه وآله بما يشتبه على السامعين كونه كلاما للرسول بقي هذا الاحتمال في كل ما يتكلم به الرسول ، فيفضي إلى ارتفاع الوثوق عن كل الشرع ( 5 ) .
فإن قيل : هذا الاحتمال قائم في الكل ، ولكنه لو وقع لوجب في حكمة الله أن يشرح الحال فيه ، كما في هذه الواقعة ، إزالة للتلبيس .
قلنا : لا يجب على الله إزالة الاحتمالات كما في المتشابهات ، وإذا لم يجب على الله ذلك يمكن الاحتمال في الكل .
الوجه الثالث : أن يقال : المتكلم بذلك بعض شياطين الانس وهم الكفرة ، فإنه صلى الله عليه وآله لما انتهي في قراءة هذه السورة إلى هذا الموضع وذكر أسماء آلهتهم وقد علموا من عادته أنه يعيبها فقال بعض من حضر : تلك الغرانيق العلى ، فاشتبه الامر على القوم لكثرة لغط ( 6 ) القوم ، وكثرة صياحهم وطلبهم تغليطه ، وإخفاء قراءته ، ولعل


__________________________________________________
( 1 ) في المصدر : على خيال واحد فاسد في المحسوسات .
( 2 ) في المصدر : أوقعه في درج تلك التلاوة في بعض وقفاته .
( 3 ) في المصدر : لا خلاف في أن الجن .
( 4 ) في المصدر : فاذا سمع الحاضرون تلك الكلمة بصوت مثل صوت الرسول صلى الله عليه وآله وما رأوا شخصا آخر ظن الحاضرون أنه كلام الرسول .
( 5 ) مضافا إلى أنه يجب على النبى صلى الله عليه وآله بعد ذلك ازالة الشبهة وبيان الحق .
( 6 ) اللغط : الصوت والجلبة ، أو أصوات مبهمة لا تفهم ( * )

 

ذلك في صلاته ، لانهم كانوا يقربون منه في حال صلاته ويسمعون قراءته ويلغون فيها ، وقيل : إنه صلى الله عليه وآله كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات فألقى بعض الحاضرين ذلك الكلام في تلك الوقفات ، فتوهم القوم أنه من قراءة الرسول صلى الله عليه وآله ، ثم أضاف الله ذلك إلى الشيطان لانه بوسوسته يحصل أولا ، أو لانه سبحانه جعل ذلك المتكلم نفسه شيطانا ، وهذا أيضا ضعيف لوجهين ( 1 ) : أحدهما : أنه لو كان كذلك لكان يجب على الرسول صلى الله عليه وآله إزالة الشبهة وتصريح الحق ، وتبكيت ذلك القائل ، وإظهار أن هذه الكلمة منه صدرت ، ولو فعل ذلك ( 2 ) كان ذلك أولى بالنقل فإن قيل : إنما لم يفعل الرسول صلى الله عليه وآله ذلك لانه كان قد أدى السورة بكمالها إلى الامة دون هذه الزيادة ، فلم يكن ذلك مؤديا إلى التلبيس كما لم يؤد سهوه في الصلاة بعد أن وصفها إلى اللبس قلنا : إن القرآن لم يكن مستقرا على حالة واحدة في زمن حياته ، لانه كان تأتيه الآيات فيلحقها بالسور ، فلم يكن تأدية تلك السورة بدون هذه الزيادة سببا لزوال اللبس ، وأيضا فلو كان كذلك لما استحق العقاب ( 3 ) من الله على ما رواه القوم .
الوجه الرابع : وهو أن المتكلم بهذا هو الرسول صلى الله عليه وآله ، ثم إن هذا يحتمل ثلاثة أوجه : فإنه إما أن يكون قال هذه الكلمة سهوا ، أو قسرا ، أو اختيارا ، أما الاول فكما يروى عن قتادة ومقاتل أنه صلى الله عليه وآله كان يصلي عند المقام ( 4 ) ، فسها وجرى على لسانه هاتان الكلمتان ( 5 ) ، فلما فرغ من السورة سجد وسجد كل من في المسجد ، وفرح المشركون مما سمعوا ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فاستقرأه ، فلما انتهى إلى الغرانيق قال :


__________________________________________________
( 1 ) مضافا إلى ما مر من الاشكال . مع أن ذلك نوع تسلط من الشيطان عليه صلى الله عليه وآله ويأتى انه لا سلطان له عليه .
( 2 ) في المصدر : وثانيهما : لو فعل ذلك لكان .
( 3 ) استظهر المصنف في الهامش أن الصواب ( العتاب ) أقول : " هو كذلك ، والمصدر أيضا يؤيده ( 4 ) في المصدر فنعس وجرى على لسانه .
( 5 ) حديث سهوه صلى الله عليه وآله في الصلاة مما أطبقت الشيعة على خلافه . ( * )


لم آتك بهذا ، فحزن رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن نزلت هذه الآية ، وهذا أيضا ضعيف من وجوه : أحدها : أنه لو جاز هذا السهو لجاز في سائر المواضع ، وحينئذ تزول الثقة عن الشرع .
وثانيها : أن الساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الالفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقتها ومعناها ، فإنا نعلم بالضرورة أن واحدا لو أنشد قصيدة لما جاز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها ومعناها وطريقتها .
وثالثها : هب أنه تكلم بذلك سهوا ، فكيف لم ينتبه ( 2 ) لذلك حين قرأها على جبرئيل عليه السلام وذلك ظاهر .
وأما الوجه الثاني فهو أنه صلى الله عليه وآله تكلم قسرا بذلك فهو الذي قال قوم : إن الشيطان أجبر النبي صلى الله عليه وآله على التكلم به ، وهذا أيضا فاسد لوجوه : أحدها : أن الشيطان لو قدر على ذلك في حق النبي صلى الله عليه وآله لكان اقتداره علينا أكثر ، فوجب أن يزيل الشيطان الناس عن الدين ، ولجاز في أكثر ما يتكلم به الواحد منا أن يكون ذلك بإجبار الشيطان .
وثانيها : أن الشيطان لو قدر على هذا الاجبار لارتفع الامان عن الوحي ، لقيام هذا الاحتمال .
وثالثها : أنه باطل بدلالة قوله تعالى حاكيا عن الشيطان : " وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ( 3 ) " وقال تعالى : " إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه ( 4 ) " وقال : " إلا عبادك منهم المخلصين ( 5 ) " ولاشك أنه صلى الله عليه وآله كان سيد المخلصين .
وأما الوجه الثالث وهو أنه صلى الله عليه وآله تكلم بذلك اختيارا وههنا وجهان :


__________________________________________________
( 1 ) هكذا في نسخة المصنف ، والصواب كما في غيرها وفى المصدر : لم يتنبه .
( 3 ) ابراهيم : 22 .
( 4 ) النحل 99 و 100 .
( 5 ) الحجر : 40 . ( * )


أحدهما : أن نقول : إن هذه الكلمة باطلة .
والثاني : أن نقول : إنها ليست كلمة باطلة ، أما على الوجه الاول فذكروا فيه طريقين : الاول قال ابن عباس في رواية عطاء : إن شيطانا يقال له : الابيض أتاه على صورة جبرئيل عليه السلام ، وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها ، فسمع المشركون ذلك و أعجبهم ، فجاءه جبرئيل عليه السلام واستعرضه ، فقرأ السورة فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبرئيل عليه السلام : أنا ما جئتك بهذه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه أتاني آت على صورتك فألقاه ( 1 ) على لساني .
الطريق الثاني : قال بعض الجهال إنه صلى الله عليه وآله لشدة حرصه على إيمان القوم أدخل هذه الكلمة من عند نفسه ، ثم رجع عنها ، وهذان القولان لا يرغب فيهما مسلم البتة ، لان الاول يقتضي أنه صلى الله عليه وآله ما كان يميز بين الملك المعصوم ، والشيطان الخبيث .
والثاني : يقتضي أنه كان خائنا في الوحي ، وكل واحد منهما خروج عن الدين .
وأما الوجه الثاني : وهو أن هذه الكلمة ليست باطلة ، فههنا أيضا طرق : الاول : أن يقال : الغرانيق هم الملائكة وقد كان ذلك قرآنا منزلا في وصف الملائكة فلما توهم المشركون أنه يريد آلهتهم نسخ الله تلاوته .
الثاني : أن يقال : إن المراد منه الاستفهام على سبيل الانكار ، فكأنه قال : أشفاعتهن ترتجى ؟ الثالث : أنه تعالى ذكر الاثبات وأراد النفي كقوله تعالى : " يبين الله لكم أن تضلوا ( 2 ) " أي لا تضلوا ، كما يذكر النفي ويريد به الاثبات كقوله تعالى : " قل تعالوا أتل ما حرم عليكم ربكم أن لا تشركوا به ( 3 ) " والمعنى أن تشركوا ، وهذان الوجهان الاخيران يعترض عليهما بأنه لو جاز ذلك بناء على هذا التأويل فلم لا يجوز أن يظهروا كلمة الكفر في جملة القرآن ، أو في الصلاة بنآء على التأويل ، ولكن الاصل في الدين أن


__________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فألقاها .
( 2 ) النساء : 176 .
( 3 ) الانعام : 151 ، والصحيح كما في المصحف الشريف والمصدر : حرم ربكم عليكم . ( * )


لا نجوز عليهم شيئا من ذلك ( 1 ) ، لان الله تعالى قد نصبهم حجة ، واصطفاهم للرسالة فلا يجوز عليهم ما يطعن في ذلك أو ينفر ، ومثل ذلك في النفر أعظم من الامور التي جنبه الله تعالى ( 2 ) كنحو الكتابة والفظاظة وقول الشعر ، فهذه الوجوه المذكورة في قوله : تلك الغرانيق العلى ، وقد ظهر على القطع كذبها ، فهذا كله إذا فسرنا التمني بالتلاوة ، أما إذا فسرناها بالخاطر وتمني القلب فالمعنى أن النبي صلى الله عليه وآله متى تمنى بعض ما يتمناه من الامور وسوس الشيطان إليه بالباطل ، ويدعوه إلى ما لا ينبغي ، ثم إن الله تعالى ينسخ ذلك ويبطله ويهديه إلى ترك الالتفات إلى وسوسته ، ثم اختلفوا في كيفية تلك الوسوسة على وجوه :
-بحار الانوار مجلد: 17 من ص 64 سطر 9 الى ص 72 سطر 9 أحدها : أنه ما يتقرب به إلى المشركين من ذكر آلهتهم ( 3 ) ، قالوا : إنه صلى الله عليه وآله كان يحب أن يتألفهم ، وكان يتردد ( 4 ) ذلك في نفسه ، فعند ما لحقه النعاس زاد تلك الزيادة من حيث كانت في نفسه ، وهذا أيضا خروج عن الدين وبيانه ما تقدم .
وثانيها : ما قال مجاهد من أنه صلى الله عليه وآله كان يتمنى إنزال الوحي عليه على سرعة دون تأخير فنسخ الله ذلك بأن عرفه أن إنزال ذلك بحسب المصالح في الحوادث والنوازل وغيرها .
وثالثها : يحتمل أنه صلى الله عليه وآله عند نزول الوحي كان يتفكر في تأويله إذا كان محتملا ( 5 ) فيلقي الشيطان في جملته ما لم يرده ، فبين تعالى أنه ينسخ ذلك بالابطال ويحكم ما أراده بأدلته وآياته .
ورابعها : معنى الآية إذا تمنى أراد فعلا تقربا إلى الله ( 6 ) ألقى الشيطان في ذكره ( 7 )


__________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أن لا يجوز عليهم شئ من ذلك .
( 2 ) في المصدر : حثه الله تعالى على تركها .
( 3 ) في المصدر : من ذكر آلهتهم بالثناء .
( 4 ) في المصدر : كان يردد ذلك .
( 5 ) في المصدر : إذا كان مجملا .
( 6 ) في المصدر : مقربا إلى الله .
( 7 ) فكرته خ ل وفى المصدر : فكره . ( * )


ما يخالفه ، فيرجع إلى الله في ذلك ، وهو كقوله " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ( 1 ) " وكقوله تعالى : " وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ( 2 ) " ومن الناس من قال : لا يجوز حمل الامنية على تمني القلب ، لانه لو كان كذلك لم يكن ما يخطر ببال رسول الله صلى الله عليه وآله فتنة للكفار ، وذلك يبطله قوله : " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض " .
والجواب : لا يبعد أنه إذا قوي التمني اشتغل الخاطر به ، فحصل به السهو في الافعال الظاهرة بسببه فيصير ذلك فتنة للكفار انتهى كلامه ( 3 ) .
وقال السيد المرتضى قدس الله الله روحه في التنزيه بعد نقل بعض الروايات السابقة : قلنا : أما الآية فلا دلالة في ظاهرها على هذه الخرافة التي قصوا بها ( 4 ) ، وليس يقتضي الظاهر إلا أحد أمرين : إما أن يريد بالتمني التلاوة كما قال حسان ( 5 ) ، أو تمني القلب ، فإن أراد التلاوة كان المراد أن من ارسل قبلك من الرسل كان إذا تلاما يؤديه إلى قومه حرفوا عليه وزادوا فيما يقوله ونقصوا ، كما فعلت اليهود في الكذب على نبيهم عليه السلام ، فأضاف ذلك إلى الشيطان ، لانه يقع بوسوسته وغروره ، ثم بين أن الله تعالى يزيل ذلك ويدحضه ( 6 ) بظهور حججه وينسخه ، ويحسم ( 7 ) مادة الشبهة به ، وإنما خرجت الآية على هذا الوجه مخرج التسلية له صلى الله عليه وآله ، لما كذب المشركون عليه ، وأضافوا إلى تلاوته من مدح آلهتهم ما لم يكن فيها ، وإن كان المراد تمني القلب فالوجه في الآية أن الشيطان - متى تمنى بقلبه ( 8 ) بعض ما يتمناه من الامور - يوسوس إليه بالباطل ، ويحدثه


__________________________________________________
( 1 ) الاعراف : 201 . ( 2 ) الاعراف : 200 .
( 3 ) مفاتيح الغيب 6 : 165 - 168 . أقول : أكثر ما ذكره من الوجوه مأخوذ من السيد المرتضى قدس سره مع تفصيل راجع تنزيه الانبياء ، وما أخرجه المصنف بعد ذلك .
( 4 ) في المصدر : قصوها .
( 5 ) في المصدر : كما قال حسان بن ثابت : تمنى كتاب الله أول ليلة * وآخرها لا قى الحمام المقادر ( 6 ) دحض الحجة : أبطلها .
( 7 ) حسمه : قطعه مستأصلا اياه فانقطع .
( 8 ) في المصدر : متى تمنى النبى بقلبه ( * )


بالمعاصي ، ويغريه ( 1 ) بها ويدعوه إليها ، وإن الله تعالى ينسخ ذلك ويبطله بما يرشده إليه من مخالفة الشيطان وعصيانه ، وترك استماع غروره ، فأما الاحاديث المروية في هذا الباب فلا يلتفت إليها من حيث تضمنت ما قد نزهت العقول الرسل عليهم السلام عنه ، هذا لو لم تكن في أنفسها مطعونة مضعفة ( 2 ) عند أصحاب الحديث بما يستغنى عن ذكره ، وكيف يجيز ذلك على النبي صلى الله عليه وآله من يسمع الله يقول : " كذلك لنثبت به فؤادك ( 3 ) ، يعني القرآن ، وقوله تعالى : " ولو تقول علينا ( 4 ) " الآيات ، وقوله تعالى : " سنقرئك فلا تنسى ( 5 ) " على أن من يجيز السهو على الانبياء عليهم السلام يجب أن لا يجيز ما تضمنته هذه الرواية المنكرة ، لما فيه ( 6 ) من غاية التنفير عن النبي صلى الله عليه وآله ، لان الله تعالى قد جنب نبيه صلى الله عليه وآله من الامور الخارجة عن باب المعاصي ، كالغلظة والفظاظة وقول الشعر وغير ذلك مما هو دون مدح الاصنام المعبودة دون الله تعالى ، على أنه صلى الله عليه وآله لا يخلو - وحوشي مما قرف به ( 7 ) - من أن يكون تعمد ما حكوه وفعله قاصدا ، أو فعله ساهيا ، ولا حاجة بنا إلى إبطال القصد في هذا الباب والعمد لظهوره ، وإن كان فعله ساهيا فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الالفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقتها ، ثم بمعنى ما تقدمها من الكلام ، لانا نعلم ضرورة أن شاعرا لو أنشد قصيدة لما جاز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها ، وفي معنى البيت الذي تقدمه ، وعلى الوجه الذي يقتضيه فائدته ، وهو مع ذلك يظن أنه من القصيده التي ينشدها ، وهذا ظاهر في بطلان هذه الدعوى على النبي صلى الله عليه وآله ( 8 ) على أن بعض أهل العلم قد قال : يمكن أن يكون وجه التباس الامر أن رسول الله صلى الله عليه وآله


__________________________________________________
( 1 ) أى يحضه بها .
( 2 ) في المصدر : ضعيفة .
( 3 ) الفرقان : 32 .
( 4 ) الحاقة : 44 .
( 5 ) الاعلى : 6 .
( 6 ) في المصدر : لما فيها .
( 7 ) أى اتهم به بالبناء للمفول . وفى المصدر : قذف به .
( 8 ) في المصدر : هنا زيادة هى : على أن الموحى اليه من الله النازل بالوحى وتلاوة القرآن جبرئيل عليه السلام ، وكيف يجوز السهو عليه ؟ ( * )


لما تلا هذه السورة في ناد غاص بأهله ( 1 ) وكان أكثر الحاضرين من قريش المشركين ، فانتهى إلى قوله تعالى : " أفرأيتم اللات والعزى " وعلم من قرب من مكانه من قريش أنه سيورد بعدها ما يقدح فيهن قال كالمعارض ( 2 ) له والراد عليه : تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترجى : فظن كثير من حضر ( 3 ) أن ذلك من قوله صلى الله عليه وآله ، واشتبه عليه ( 4 ) الامر ، لانهم كانوا يلفظون ( 5 ) عند قراءته صلى الله عليه وآله ويكثر كلامهم وضجاجهم طلبا لتغليطه وإخفاء قراءته ، ويمكن أن يكون هذا أيضا في الصلاة لانهم كانوا يقربون منه في حال صلاته عند الكعبة ، ويسمعون قراءته ويلغون فيها ، وقيل ايضا : إنه صلى الله عليه وآله كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات ، وأتي بكلام على سبيل الحجاج لهم ، فلما تلا : " أفرأيتم اللات والعزى * ومنات الثالثة الاخرى " قال صلى الله عليه وآله : تلك الغرانيق العلى ومنها الشفاعة ترتجى ؟ على سبيل الانكار عليهم ، وأن الامر بخلاف ما ظنوه من ذلك وليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة ، لان الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا ، وإنما نسخ من بعد ، وقيل : إن المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء مثل هذا في بعض الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم ، وقيل : إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة ، تلاه الرسول صلى الله عليه وآله ، فلما ظن المشركون ، أن المراد به آلهتهم نسخت تلاوته ، وكل هذا يطابق ما ذكرناه من تأويل قوله تعالى : " إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته " لان بغرور الشيطان ووسوسته اضيف إلى تلاوته صلى الله عليه وآله ما لم يرده بها ، وكل هذا واضح بحمد الله ( 6 ) انتهى .
وقال القاضي عياض في الشفاء بعد توهين الحديث والقدح في سنده بوجوه شتى :


__________________________________________________
( 1 ) غص المكان بهم : امتلا وضاق عليهم .
( 2 ) في المصدر : وعلم من قرب مكانه منه من قريش أنه سيورد بعدها ما يسوؤهم به فيهن ، قال كالمعارض .
( 3 ) في المصدر : كثير ممن حضر .
( 4 ) في المصدر : واشتبه عليهم .
( 5 ) يلغطون خ ل وهو الموجود في المصدر .
( 6 ) تنزيه الانبياء : 107 - 109 . ( * )


وقد قررنا بالبرهان والاجماع عصمته صلى الله عليه وآله من جريان الكفر على قلبه أو لسانه لا عمدا ولا سهوا ، أو أن يتشبه عليه ما يلقيه الملك مما يلقى الشيطان ، أو أن يكون للشيطان عليه سبيل ، أو أن يتقول على الله لا عمدا ولا سهوا ما لم ينزل عليه ، ثم قال : ووجه ثان وهو استحالة هذه القصة نظرا وعرفا ، وذلك أن الكلام لو كان كما روي لكان بعيد الالتيام متناقض الاقسام ( 1 ) ، ممتزج المدح بالذم ، متخاذل التأليف والنظم ، ولما كان النبي صلى الله عليه وآله ولا من بحضرته من المسلمين وصناديد قريش من المشركين ( 2 ) ممن يخفى عليه ذلك ، و هذا لا يخفى ( 3 ) على أدنى متأمل ، فكيف بمن رجح حلمه ( 4 ) ، واتسع في باب البيان و معرفة فصيح الكلام علمه .
ووجه ثالث : أنه قد علم من عادة المنافقين ومعاندي المشركين وضعفة القلوب و الجهلة من المسلمين نفورهم لاول وهلة وتخليط العدو على النبي صلى الله عليه وآله لاقل فتنة ، و ارتداد من في قلبه مرض ممن أظهر الاسلام لادنى شبهة ، ولم يحك أحد في هذه القصة شيئا سوى هذه الرواية الضعيفة الاصل ، ولو كان ذلك لوجدت قريش ( 5 ) على المسلمين الصولة ، ولاقامت بها اليهود عليهم الحجة كما فعلوه مكابرة في قضية الاسراء حتى كانت في ذلك لبعض الضعفاء ردة ، وكذلك ما روي في قصة القضية ولا فتنة أعظم من هذه البلية لو وجدت ، ولا تشغيب ( 6 ) للمعادي حينئذ أشد من هذه الحادثة لو أمكنت ، فما روي عن معاند فيها كلمة ، ولا عن مسلم بسببها شبهة ( 7 ) فدل على بطلها واجتثاث أصلها ثم ذكر أكثر الوجوه التي ذكرها السيد والرازي ( 8 ) .


__________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ان هذا الكلام لو كان صحيحا لكان بعيد الالتيام ، لكونه متناقض الاقسام .
( 2 ) في المصدر : وصناديد المشركين .
( 3 ) في المصدر : وهذا مما لا يخفى .
( 4 ) في المصدر : فكيف ممن رجح حلمه .
في المصدر : لوجدت قريش بها .
( 6 ) شغب القوم وبهم وعليهم : هيج الشر عليهم .
( 7 ) في المصدر : ولاعن مسلم ببنت شفة أقول : بنت شفة : الكلمة .
( 8 ) شرح الشفاء 2 : 229 - 231 . ( * )


وقال الطبرسي رحمه الله بعد نقل ملخص كلام السيد : وقال البلخي : ويجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله سمع هاتين الكلمتين من قومه وحفظهما ، فلما قرأها ألقاهما الشيطان في ذكره ، فكاد أن يجريها على لسانه فعصمه الله ونبهه ، ونسخ وسواس الشيطان وأحكم آياته بأن قرأها النبي صلى الله عليه وآله محكمة سليمة مما أراد الشيطان ، والغرانيق جمع غرنوق وهو الحسن الجميل ، يقال : شاب غرنوق وغرانق : إذاكان ممتليا ريانا " ثم يحكم آياته " أي يبقي آياته ودلائله وأوامره محكمة لا سهو فيها ولا غلط " ليجعل ما يلقي الشيطان " إلى قوله : " والقاسية قلوبهم " أي ليجعل ذلك تشديدا في التعبد ، وامتحانا على الذين في قلوبهم شك ، وعلى الذين قست قلوبهم من الكفار ، فيلزمهم الدلالة على الفرق بين ما يحكمه الله وبين ما يلقيه الشيطان " لفي شقاق بعيد " أي في معاداة ومخالفة بعيدة عن الحق " وليعلم الذين اوتوا العلم " بالله وتوحيده وحكمته " أنه الحق من ربك " أي أن القرآن حق لا يجوز عليه التغيير والتبديل " فيؤمنوا به " أي فيثبتوا على إيمانهم ، وقيل : يزدادوا إيمانا ( 1 ) " فتخبت له قلوبهم " أي تخشع وتتواضع لقوة إيمانهم ( 2 ) .
وقال رحمه الله في قوله تعالى : " فلا تدع مع الله " : المراد به سائر المكلفين ، وإنما أفرده بالخطاب ليعلم أن العظيم الشأن إذا اوعد فمن دونه كيف حاله ، وإذا حذر هو فغيره أولى بالتحذير ( 3 ) .
قوله تعالى : " وما كنت ترجو " قال الرازي : في كلمة " إلا " وجهان : أحدهما أنها للاستثناء ، ثم قال صاحب الكشاف : هذا كلام محمول على المعنى ، كأنه قيل : وما القي إليك الكتاب إلا رحمة من ربك ، ويمكن أيضا إجراؤه على ظاهره ، أي وما كنت ترجو إلا أن يرحمك الله رحمة فينعم عليك بذلك ، أي وما كنت ترجو إلا على هذا الوجه .
والثاني : أن " إلا " بمعنى ( لكن ) أي ولكن رحمة من ربك القي إليك ، ثم إنه كلفه بامور : أحدها : أن لا يكون مظاهرا للكفار ( 4 ) .


__________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ايمانا إلى ايمانهم .
( 2 ) مجمع البيان 7 : 91 و 92 .
( 3 ) مجمع البيان 7 : 209 .
( 4 ) في قوله : ولا تكونن ظهيرا للكافرين . ( * )


وثانيها : " ( 1 ) ولا يصدنك عن آيات الله " قال الضحاك : وذلك حين دعوه إلى دين آبائه ليزوجوه ويقاسموه شطرا من مالهم ، أي لا تلتفت إلى هؤلاء ولا تركن إلى قولهم فيصدك عن اتباع آيات الله .
وثالثها : قوله : " وادع إلى ربك " أي إلى دين ربك ، وأراد التشديد في الدعاء للكفار والمشركين ، ( 2 ) فلذلك قال : " ولا تكونن من المشركين " لان من رضي بطريقتهم أو مال إليهم كان منهم .
ورابعها : قوله : " ولا تدع مع الله إلها آخر " وهذا وإن كان واجبا على الكل إلا أنه تعالى خاطبه به خصوصا لاجل التعظيم فإن قيل : الرسول كان معلوما منه أن لا يفعل شيئا من ذلك البتة ، فما الفائدة في هذا النهي ؟ قلت : لعل الخطاب معه ، ولكن المراد غيره ، ويجوز أن يكون المعنى لا تعتمد على غير الله ولا تتخذ غيره وكيلا في امورك ، فإنه من وكل بغير الله ( 3 ) فكأنه لم يكمل طريقه في التوحيد انتهى ( 4 ) .
وقال البيضاوي : هذا وما قبله للتهييج وقطعه أطماع المشركين عن مساعدته لهم ( 5 ) .

 

القرآن نفسه أشار إلى القصة في نصوصه فكل تهربات السنة والشيعة من القصة لن تفلح بالنسبة للأرضية التي يلعبون عليها بقواعدها طالما يقرون بصحة القرآن ومحتوياته، ومعظم منقولات المجلسي في بحار الأنوار من أدبيات الردود والتبريرات هي من كتب مذهب السنة. إذا كانت القصة لم تحدث، فلماذا ذكرها قدماؤهم في كتب تفسيرهم الإسلامية؟! هل جئنا بهذا الكلام من كتبهم أم من كتب ديانة غيرهم أو قوم معادين لهم ولدينهم مثلًا؟ لماذا لم يحفظ الله ديانته من شبهات قصص كهذه؟! يتطلب الإيمان دومًا عدم استعمال العقل والتفكير.

 

 

محمد لا يعدل بين نسائه

 

الإسلام يبيح للزوج إن كانت الزوجة في موقف أضعف أن يجبرها على التنازل عن بعض حقوقها

 

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)} النساء

 

نساء الزمن القديم، ولا يزال كثيرات من النساء الشقريات، بائسات، لم يكن هناك عمل للمرأة في زمن محمد والقرون الوسطى، وفي بعض دولنا المتأخرة التطور والضعيفة الاقتصاد عمل النساء المتاح قليل ومعظمه بأجور ضعيفة، ولا يسمح المجتمع عمومًا للمرأة بالاستقلال والعيش وحدها، قد تضطر كما رأيت بنفسي كثير من النساء ضعيفات الحال الواهنات قليلات الحيلة في مجتمعات كهذه للاستسلام والصبر على ضرب وأذى الزوج الذكر القوي المتعسّف وسوء معاملته وعشرته، وإن كان له عدة زوجات قد تتنازل عن بعض حقوقها لو كانت في موقف أضعف منه كأن تكون ليست جميلة أو فقيرة من أسرة فقيرة وما شابه، ومن ذلك حقها في المعاشرة الجنسية والحقوق المالية والسكنى اللائقة. محمد نفسه كما تقول الأحاديث قام بذلك مع زوجته سودة بنت زمعة عندما كبرت وشاخت.

 

قال ابن كثير في التفسير:

 

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا وَمُشَرِّعًا عَنْ حَالِ الزَّوْجَيْنِ: تَارَةً فِي حَالِ نُفُورِ الرَّجُلِ عَنِ الْمَرْأَةِ، وَتَارَةً فِي حَالِ اتِّفَاقِهِ مَعَهَا، وَتَارَةً فِي حَالِ فِرَاقِهِ لَهَا.

فَالْحَالَةُ الْأُولَى: مَا إِذَا خَافَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ زَوْجِهَا أَنْ يَنْفِرَ عَنْهَا، أَوْ يُعْرِضَ عَنْهَا، فَلَهَا أَنْ تُسْقِطَ حَقَّهَا أَوْ بَعْضَهُ، مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ كُسْوَةٍ، أَوْ مَبِيتٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْحُقُوقِ عَلَيْهِ، وَلَهُ أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ مِنْهَا فَلَا جَنَاحَ عَلَيْهَا فِي بَذْلِهَا ذَلِكَ لَهُ، وَلَا عَلَيْهِ فِي قَبُولِهِ مِنْهَا؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} ثُمَّ قَالَ {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} أَيْ: مِنَ الْفِرَاقِ. وَقَوْلُهُ: {وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ} أَيِ الصُّلْحُ عِنْدَ المُشَاحَّة خَيْرٌ مِنَ الْفِرَاقِ؛ وَلِهَذَا لَمَّا كَبِرَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَة عَزْمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاقِهَا، فَصَالَحَتْهُ عَلَى أَنْ يُمْسِكَهَا، وَتَتْرُكَ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ، فَقَبِل ذَلِكَ مِنْهَا وَأَبْقَاهَا عَلَى ذَلِكَ.

 

... وَقَوْلُهُ: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: يَعْنِي التَّخْيِيرَ، أَنْ يُخَيِّرَ الزَّوْجُ لَهَا بَيْنَ الْإِقَامَةِ وَالْفِرَاقِ، خَيْرٌ مِنْ تَمَادِي الزَّوْجِ عَلَى أَثَرَةِ غَيْرِهَا عَلَيْهَا.

وَالظَّاهِرُ مِنَ الْآيَةِ أَنَّ صُلْحَهُمَا عَلَى تَرْكِ بَعْضِ حَقِّهَا لِلزَّوْجِ، وَقَبُولِ الزَّوْجِ ذَلِكَ، خَيْرٌ مِنَ الْمُفَارَقَةِ بِالْكُلِّيَّةِ، كَمَا أَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعة عَلَى أَنْ تَرَكَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَلَمْ يُفَارِقْهَا بَلْ تَرَكَهَا مِنْ جُمْلَةِ نِسَائِهِ، وَفِعْلُهُ ذَلِكَ لِتَتَأَسَّى بِهِ أُمَّتُهُ فِي مَشْرُوعِيَّةٍ ذَلِكَ وَجَوَازِهِ، فَهُوَ أَفْضَلُ فِي حَقِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَلَمَّا كَانَ الْوِفَاقُ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ [عَزَّ وَجَلَّ] مِنَ الْفِرَاقِ قَالَ: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}

 

روى البخاري:

 

5212- حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ بِيَوْمِهَا وَيَوْمِ سَوْدَةَ

2593- حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

2450 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فِي هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] قَالَتْ: " الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ المَرْأَةُ، لَيْسَ بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا، يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ شَأْنِي فِي حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ "

 

5067 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعٌ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ    [رواه مسلم 1465]

 

وروى مسلم:

 

3619- حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ ، قَالَتْ : فَلَمَّا كَبِرَتْ ، جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ ، يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ.

 

وروى الطيالسي:

 

2135 - حدثنا أحمد بن يونس ثنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت عائشة: يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسَنَتْ وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قالت نقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي أشباهها أراه قال { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا } .

 

 حسن صحيح

 

وروى الشافعي في (الأم)/ باب الخلع والنشوز:

 

أخبرنا مُسْلِمٌ عن بن جُرَيْجٍ عن عَطَاءٍ عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم تُوُفِّيَ عن تِسْعِ نِسْوَةٍ وكان يَقْسِمُ لِثَمَانٍ

 

أخبرنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ عن الزُّهْرِيِّ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيِّبِ أَنَّ ابْنَةَ مُحَمَّدِ بن مَسْلَمَةَ كانت عِنْدَ رَافِعِ بن خَدِيجٍ فَكَرِهَ منها أَمْرًا إمَّا كِبْرًا أو غَيْرَهُ فَأَرَادَ طَلَاقَهَا فقالت لَا تُطَلِّقْنِي وأمسكني وَاقْسِمْ لي ما بَدَا لَك فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ من بَعْلِهَا نُشُوزًا أو إعْرَاضًا } الْآيَةَ

 

( قال الشَّافِعِيُّ ) وَبِهَذَا كُلِّهِ نَأْخُذُ وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ على مِثْلِ مَعَانِي الْأَحَادِيثِ بان بَيَّنَّا فيه إذَا خَافَتْ الْمَرْأَةُ نُشُوزَ بَعْلِهَا أَنْ لَا بَأْسَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصَالَحَا وَنُشُوزُ الْبَعْلِ عنها بِكَرَاهِيَتِهِ لها فَأَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى له حَبْسَهَا على الْكُرْهِ لها فَلَهَا وَلَهُ أَنْ يُصَالِحَا وفي ذلك دَلِيلٌ على أَنَّ صُلْحَهَا إيَّاهُ بِتَرْكِ بَعْضِ حَقِّهَا له وقد قال اللَّهُ عز وجل { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } إلَى { خَيْرًا كَثِيرًا }، ( قال الشَّافِعِيُّ ) فَيَحِلُّ لِلرَّجُلِ حَبْسُ الْمَرْأَةِ على تَرْكِ بَعْضِ الْقِسْمِ لها أو كُلِّهِ ما طَابَتْ بِهِ نَفْسًا

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

2760 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا أحمد بن يونس ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت له  يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندنا وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى من هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بن زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله : يومي لعائشة فقبل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها في ذاك أنزل الله عز وجل فيها وفي أشباهها { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا }

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

وروى البيهقي في الكبرى:

 

14513 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو منصور العباس بن الفضل النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أنزل في سودة رضي الله عنها وأشباهها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا وذلك أن سودة رضي الله عنها كانت امرأة قد أسنت ففرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضنت بمكانها منه وعرفت من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ومنزلتها منه فوهبت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه أحمد بن يونس عن أبي الزناد موصولا كما سبق ذكره في أول كتاب النكاح

 

وروى الطيالسي:

 

2683 - حدثنا أبو داود قال حدثنا سليمان بن معاذ عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس قال خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا تطلقنى وامسكنى واجعل يومى لعائشة ففعل فنزلت هذه الآية { وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا } الآية فما اصطلح عليه من شيء فهو جائز

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ومن طريقه أخرجه الترمذي 3040 والبيهقي في الكبرى 14512

 

وذكر الحاكم في المستدرك سببًا آخر للصياغة:

 

3205 - أخبرنا أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن رافع بن خديج  أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت إمرأته الأولى أن تقر على ذلك فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال : إن شئت راجعتك وصيرت على الأثرة وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك قالت : بل راجعني اصبر على الأثرة فراجعها ثم آثر عليها فلم تصبر على الأثرة فطلقها الأخرى وآثر عليها الشابة قال : فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا }

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

 

2353 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة  أن سودة رضي الله عنها جعلت يومها لعائشة وأحسب في ذلك نزلت : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا }

 هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

 

قال الذهبي على شرط مسلم

 

ورواه البيهقي في الكبرى:

 

14508 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنا علي بن محمد بن عيسى نا أبو اليمان أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار أن السنة في هاتين الآيتين اللتين ذكر الله عز وجل فيهما نشوز المرء وإعراضه عن امرأته، في قوله { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا } إلى تمام الآيتين أن المرء إذا نشز عن امرأته وآثر عليها فإن من الحق عليه أن يعرض عليها أن يطلقها أو تستقر عنده على ما كانت من أثرة في القسم من نفسه وماله فإن استقرت عنده على ذلك وكرهت أن يطلقها فلا حرج عليه فيما آثر عليها من ذلك فإن لم يعرض عليها الطلاق وصالحها على أن يعطيها من ماله ما ترضاه وتقر عنده على الأثرة في القسم من ماله ونفسه صلح له ذلك وجاز صلحهما عليه كذلك ذكر سعيد بن المسيب وسليمان الصلح الذي قال الله عز و جل { لا جناح عليهما إن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } وقد ذكر لي أن رافع بن خديج الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانت عنده امرأة حتى إذا كبرت تزوج عليها فتاة شابة فآثر عليها الشابة فناشدته الطلاق فطلقها تطليقة ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها ثم عاد فآثر الشابة عليها فناشدته الطلاق فطلقها تطليقة أخرى ثم أمهلها حتى إذا كادت تحل راجعها ثم عاد فآثر الشابة عليها فناشدته الطلاق فقال ما شئت إنما بقيت لك تطليقة واحدة فإن شئت استقررت على ما ترى من الأثرة وإن شئت فارقتك فقالت لا بل استقر على الأثرة فأمسكها على ذلك فكان ذلك صلحهما ولم ير رافع عليه إثما حين رضيت بأن تستقر عنده على الأثرة فيما آثر به عليها

 

وقال الطبري:

 

10581- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمران، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، بنحوه= إلا أنه قال: حتى تلد أو تكبر= وقال أيضًا: فلا جناح عليهما أن يَصَّالحا على ليلة والأخرى ليلتين.

10582- حدثنا ابن وكيع وابن حميد قالا حدثنا جرير، عن عطاء، عن سعيد بن جبير قال: هي المرأة تكون عند الرجل قد طالت صحبتها وكبرت، فيريد أن يستبدل بها، فتكره أن تفارقه، ويتزوج عليها فيصالحها على أن يجعل لها أيامًا، (3) وللأخرى الأيام والشهر.

10583- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس:"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا"، قال: هي المرأة تكون عند الرجل فيريد أن يفارقها، فتكره أن يفارقها، ويريد أن يتزوج فيقول:"إنّي لا أستطيع أن أقسم لك بمثل ما أقسم لها"، فتصالحه على أن يكون لها في الأيام يوم، فيتراضيان على ذلك، فيكونان على ما اصطلحا عليه.

10584- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خيرٌ"، قالت: هذا في المرأة تكون عند الرجل، فلعله أن يكون يستكبر منها، ولا يكون لها ولد ويكون لها صحبة، فتقول: لا تطلقني، وأنت في حِلً من شأني.

10585- حدثني المثنى قال، حدثنا حجاج بن المنهال قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة في قوله:"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا"، قالت: هذا الرجل يكون له امرأتان: إحداهما قد عجزت، أو هي دميمة وهو لا يستكثر منها، فتقول: لا تطلِّقني، وأنت في حلِّ من شأني.

 

10579- حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا حدثنا جرير، عن أشعث، عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمر فسأله عن آية، فكره ذلك وضربه بالدِّرّة، فسأله آخر عن هذه الآية:"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا"، فقال: عن مثل هذا فَسلوا! ثم قال: هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنها، فيتزوج المرأة الشابَّة يلتمس ولدَها، فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائزٌ.

 

10575- حدثنا هناد بن السري قال، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن خالد بن عرعرة: أن رجلا أتى عليًّا رضي الله عنه يستفتيه في امرأة خافتْ من بعلها نشوزًا أو إعراضًا، فقال: قد تكون المرأة عند الرجل فتنبُو عيناه عنها من دمامتها أو كبرها أو سوء خلقها أو فقرها، فتكره فراقه. فإن وضعت له من مهرها شيئًا حَلَّ له، وإن جعلت له من أيامها شيئًا فلا حرج.

 

[أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره]

 

10576- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: سئل علي رضي الله عنه:"وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا"، قال: المرأة الكبيرة، أو الدميمة، أو لا يحبها زوجها، فيصطلحان.

10577- حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة وحماد بن سلمة وأبو الأحوص كلهم، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.

10578- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك، عن خالد بن عرعرة: أن رجلا سأل عليًّا رضي الله عنه عن قوله:"فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا"، قال: تكون المرأة عند الرجل دميمة، فتنبو عينُه عنها من دمامتها أو كبرها، فإن جعلت له من أيامها أو مالها شيئًا فلا جناح عليه.

 

إذا كانت زوجتي راعت بيتي وراعتني وعاشت معي بالطريقة التقليدية القديمة، الرجل يعمل، والمرأة تهتم بالطبخ ونظافة البيت والملابس، فكيف بعدما كبرت ألقيها كشيء بالٍ قديم هلك من الاستعمال، أو أبقيها ولا أعدل بينها وبين زوجات أخريات، رغم تحفظي لفكرة تعدد الزوجات أصلًا. هذا النمط من التعامل مارسه محمد نفسه.

 

الغيرة والمشاكل في بيت أو الأحرى بيوت محمد، بين زوجاته وبعضهن، وبينهن وبينه

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم

 

روى النسائي في السنن الكبرى:

 

8907 - أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد بن حرمي قال نا أبي قال نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية

 

وفي المجتبى للنسائي 3959، وقال الألباني: صحيح الإسناد

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11130 - حدثنا محمد ثنا عبد الله أنا إسرائيل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس: في قوله {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قال: حرم سريته.

 

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 126 رواه البزار 4946 و 4947 في زوائده بمسنده والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقة. ورواه البيهقي في سننه الكبرى 14851  بإسناد آخر عن ابن عباس.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3824 - حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطأها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الآية {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك}

 هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط مسلم

 

وروى البيهقي في سننه الكبرى:

 

14852 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي أنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن بن عباس رضي الله عنهما: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وهو العليم الحكيم} قال: كانت حفصة وعائشة رضي الله عنهما متحابتين وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت حفصة إلى أبيها تتحدث عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة رضي الله عنها فرجعت حفصة فوجدتها في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأرضينك وإني مسر إليك سرا فاحفظيه فقال إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضا لك وكانت حفصة وعائشة تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت حفصة فأسرت إليها سرا وهو أن أبشري أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية

 

14853 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة نا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني نا محمد بن بكير الحضرمي نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة حتى جعلها على نفسه حراما، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} إلى آخر الآية

 

14854 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي الهروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم أنا عبيدة عن إبراهيم وجويبر عن الضحاك: أن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها زارت أباها ذات يوم وكان يومها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية القبطية فأصاب منها في بيت حفصة فجاءت حفصة على تلك الحالة فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفي يومي قال فإنها علي حرام لا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله عز وجل في كتابه {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته وبمعناه ذكره الحسن البصري مرسلا

 

14855 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم نا داود عن الشعبي عن مسروق أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة أن لا يقرب أمته وقال هي علي حرام فنزلت الكفارة ليمينه وأمر أن لا يحرم ما أحل الله هذا مرسل وقد رويناه موصولا في الباب قبله

 

14856 - وروى أبو داود في المراسيل عن محمد بن الصباح بن سفيان عن سفيان عن بن أبي عروبة عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فدخلت فرأت فتاته معه فقالت في بيتي ويومي فقال اسكتي فوالله لا أقربها وهي علي حرام أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو الحسين الفسوي نا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود فذكره

 

14847 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قراءة وعبيد بن محمد لفظا قالا نا أبو العباس هو الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا داود عن عامر عن مسروق: أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى وحرم فأنزل الله عز وجل يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال فالحرام حلال وقال في الآية { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } هذا مرسل

 

وقال ابن كثير في تفسيره لسورة التحريم، نقلًا عن الأحاديث المختارة للضياء المقدسيّ:

 

وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيب فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابة عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَفْصَةَ: "لَا تُخْبِرِي أَحَدًا، وَإِنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ عليَّ حَرَامٌ". فَقَالَتْ: أَتُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: "فَوَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا". قَالَ: فَلَمْ يَقْرَبْهَا حَتَّى أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ. قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}

وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَقَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُسْتَخْرَجِ [المختارة للضياء المقدسي برقم (189)].

 

وقال الطبري في التفسير:

 

.... حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) كانت لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فتاة، فغشيها، فبصُرت به حفصة، وكان اليومُ يوم عائشة، وكانتا متظاهرتين، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "اكْتُمي عَلَيَّ وَلا تَذْكُرِي لِعَائِشَةَ مَا رَأَيْتِ"، فذكرت حفصة لعائشة، فغضبت عائشة، فلم تزل بنبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى حلف أن لا يقربها أبدًا، فأنزل الله هذه الآية، وأمره أن يكفر يمينه، ويأتي جاريته.

 

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عامر، في قول الله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) في جارية أتاها، فأطلعت عليه حفصة، فقال: هي عليّ حرام، فاكتمي ذلك، ولا تخبري به أحدًا فذكرت ذلك.

وقال آخرون: بل حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، فجعل الله عزّ وجلّ تحريمه إياها بمنزلة اليمين، فأوجب فيها من الكفارة مثل ما أوجب في اليمين إذا حنث فيها صاحبها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) أمر الله النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم والمؤمنين إذا حرموا شيئًا مما أحلّ الله لهم أن يكفروا أيمانهم بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وليس يدخل ذلك في طلاق.

 

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... إلى قوله: (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال: كانت حفصة وعائشة متحابتين وكانتا زوجتي النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فذهبت حفصة إلى أبيها، فتحدثت عنده، فأرسل النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة، فرجعت حفصة، فوجدتهما في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، ودخلت حفصة فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سُؤْتَنِي، فقال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "واللهِ لأرْضِيَنَّكِ فَإنّي مُسِرّ إلَيْكِ سِرًا فَاحْفَظِيهِ"؛ قالت: ما هو؟ قال: "إنّي أُشْهِدُك أنَّ سُرِّيَّتَي هَذِهِ عَلَىَّ حَرَامٌ رِضًا لَكِ"، كانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرّت إليها أن أبشري إن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد حرّم عليه فتاته، فلما أخبرت بسرّ النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أظهر الله عزّ وجلّ النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) ... إلى قوله: (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) .

 

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا هشام الدستوائي، قال: كتب إليّ يحيى يحدث عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جُبير، أن ابن عباس كان يقول: في الحرام يمين تكفرها. وقال ابن عباس: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) يعني أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّم جاريته، فقال الله جلّ ثناؤه: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... إلى قوله: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) فكفر يمينه، فصير الحرام يمينًا.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: أنبأنا أَبو عثمان أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل بيت حفصة، فإذا هي ليست ثَمَّ، فجاءته فتاته، وألقى عليها سترًا، فجاءت حفصة فقعدت على الباب حتى قضى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حاجته، فقالت: والله لقد سوتني، جامعتها في بيتي، أو كما قالت؛ قال: وحرّمها النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، أو كما قال.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... الآية، قال: كان حرم فتاته القبطية أمَّ ولده إبراهيم يقال لها مارية في يوم حفصة، وأسرّ ذلك إليها، فأطلعت عليه عائشة، وكانتا تظاهران على نساء النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأحلّ الله له ما حرَّم على نفسه، فأُمر أن يكفر عن يمينه، وعوتب في ذلك، فقال: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال قتادة: وكان الحسن يقول حرّمها عليه، فجعل الله فيها كفارة يمين.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عن معمر، عن قتادة، أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّمها يعني جاريته، فكانت يمينًا.

 

حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: "قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان؟ قال: عائشة، وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أمِّ إبراهيم القبطية، أصابها النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة، فقالت: يا نبيّ الله لقد جئت إليّ شيئًا ما جئتَ إلى أحد من أزواجك بمثله في يومي وفي دوري، وعلى فراشى، قال: "ألا تَرْضينَ أَنْ أُحَرّمهَا فَلا أَقْرَبَهَا؟ " قالت: بلى، فحرّمها، وقال: لا تَذْكُرِي ذَلِكَ لأحَدٍ"، فذكرته لعائشة، فأظهره الله عزّ وجلّ عليه، فأنزل الله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) ... الآيات كلها، فبلغنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كفر يمينه، وأصاب جاريته".

 

...فقال بعضهم: كان ذلك مارية مملوكته القبطية، حرمها على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلبًا بذلك رضا حفصة بنت عمر زوجته، لأنها كانت غارت بأن خلا بها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في يومها وفي حجرتها.

* ذكر من قال ذلك:

 

حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني ابن أَبي مريم، قال: ثنا أَبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أصاب أمَّ إبراهيم في بيت بعض نسائه؛ قال: فقالت: أي رسول الله في بيتي وعلى فراشي، فجعلها عليه حراما؛ فقالت: يا رسول الله كيف تحرّم عليك الحلال؟ ، فحلف لها بالله ألا يصيبها، فأنزل الله عزّ وجل (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) قال زيد: فقوله أنت عليّ حرام لغو.

 

حدثني يعقوب، قال: ثني ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، قال: قال مسروق إن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّم جاريته، وآلى منها، فجعل الحلال حرامًا، وقال في اليمين: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) .

 

...حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) قال: كان الشعبي يقول: حرّمها عليه، وحلف لا يقربها، فعوتب في التحريم، وجاءت الكفارة في اليمين.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وعامر الشعبيّ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرم جاريته. قال الشعبيّ: حلف بيمين مع التحريم، فعاتبه الله في التحريم، وجعل له كفارة اليمين.

 

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) قال: إنه وَجَدَتِ امرأة من نساء رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مع جاريته في بيتها، فقالت: يا رسول الله أنى كان هذا الأمر، وكنت أهونهنّ عليك؟ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "اسكُتِي لا تَذْكُرِي هَذَا لأحدٍ، هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ إنْ قَرُبْتُهَا بَعْدَ هَذَا أَبَدًا"، فقالت: يا رسول الله وكيف تحرّم عليك ما أحلّ الله لك حين تقول: هي عليّ حرام أبدًا؟ فقال: والله لا آتيها أَبدًا فقال الله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... الآية، قد غفرت هذا لك، وقولك والله (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) .

 

... القول في تأويل قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) }

يقول تعالى ذكره: قد بين الله عزّ وجلّ لكم تحلة أيمانكم، وحدّها لكم أيها الناس (وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ) يتولاكم بنصره أيها المؤمنون (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بمصالحكم (الْحَكِيمُ) في تدبيره إياكم، وصرفكم فيما هو أعلم به.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) }

يقول تعالى ذكره: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ) محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) ، وهو في قول ابن عباس وقتادة وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن بن زيد والشعبي والضَّحاك بن مزاحم: حَفْصةُ. وقد ذكرنا الرواية في ذلك قبل.

وقوله: (حَدِيثًا) والحديث الذي أسرّ إليها في قول هؤلاء هو قوله لمن أسرّ إليه ذلك من أزواجه تحريم فتاته، أو ما حرّم على نفسه مما كان الله جلّ ثناؤه قد أحله له، وحلفه على ذلك وقوله: "لا تذكري ذلك لأحد".

وقوله: (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) يقول تعالى ذكره: فلما أخبرت بالحديث الذي أسرّ إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم صاحبتها (وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ) يقول: وأظهر الله نبيه محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على أنها قد أنبأت بذلك صاحبتها. وقوله: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ).... بمعنى: عرّف النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حفصة، يعني ما أظهره الله عليه من حديثها صاحبتها لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

وقوله: (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) يقول: وترك أن يخبرها ببعض.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا) قوله لها: لا تذكريه (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) وكان كريمًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وقوله: (فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ) يقول: فلما خبر حفصة نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بما أظهره الله عليه من إفشائها سرّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى عائشة (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا) يقول: قالت حفصةُ لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: من أنبأك هذا الخبر وأخبرك به (قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) يقول تعالى ذكره: قال محمد نبيّ الله لحفصة: خبرني به العليم بسرائر عباده، وضمائر قلوبهم، الخبير بأمورهم، الذي لا يخفى عنه شيء.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا) ولم تشكّ أن صاحبتها أخبرت عنها (قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) .

 

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}

يقول تعالى ذكره: إن تتوبا إلى الله أيتها المرأتان فقد مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من اجتنابه جاريته، وتحريمها على نفسه، أو تحريم ما كان له حلالا مما حرّمه على نفسه بسبب حفصة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) يقول: زاغت قلوبكما، يقول: قد أثمت قلوبكما.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله: (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود (إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا) .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) : أي مالت قلوبكما.

 

... حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، قال الله عزّ وجلّ: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) قال: سرهما أن يجتنب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، وذلك لهما موافق (صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) إلى أن سرّهما ما كره رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وقوله: (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) يقول تعالى ذكره للتي أسرّ إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حديثه، والتي أفشت إليها حديثه، وهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما.

... وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره.

 

سنورد لاحقًا الأحاديث المرتبطة بالنص القرآني في المواضيع الآتية عن إيلاء محمد (هجره بقسم) لزوجاته 29 يومًا. في آخر سنوات حياة محمد وصلت به السخافة وصغر العقل والعلة النفسية عنده إلى أقصاها، بحيث صاغ نصًّا دينيًّا لحل مشاكله الأسرية الزوجية المنزلية! بسبب مشاكل الغيرة والتنافس بين نسائه، والنص يتكلم عما نقلته أو خطّطت له بعض زوجاته (عائشة وحفصة) ربما تحدثت إحداهما (حفصة) عن وضعية محمد مع مارية في بيتها أو تخطيط ما بينهما لإحراج محمد ومضايقته وفرض أنفسهن كمسيطرات عليه كمحاولة تمرد عليه ومنعه من الزواج بأخريات أكثر أو الانشغال عنهن بمستعبَداته، تحدث محمد بلسان الله دميته المتكلمة التي كان يلبسها في يده في مسرحية مضحكة، عن حديث النساء الغيورات التافه وأنه علم به فلامهن مصرحًا ببعضه ومعرضًا عن البعض الآخر (ربما لم يكن يعرف البعض الآخر، لكنه يهددهن بأنه يعرف باقي كلامهن وتخطيطهن كحيلة سخيفة فقط لإقلاقهن). وبسبب قول محمد لحفصة أنه سيحرم مارية على نفسه ولعله كان يخدعها فقط بكلام الأزواج المهدئ لأنه قال لها أن تجعل هذا سرًّا بينها وبينه احتاج محمد بسبب نشرها "السر" لإعادة تحليل مارية مستعبدته لنفسه بزعم أن الله يلومه وزعلان منه لأنه توقف عن معاشرة مارية وامتنع عن إحدى شهواته الجنسية، وبالإضافة إلى زعمه أن الله والملائكة يدخلون في مشاكله مع زوجاته ضدهن كأنها حرب ما، فهو يُدخل جمهور المؤمنين أتباعه كلهم في مشاكله الأسرية لمناصرته!. سابقة في حدود علمي لم أسمع بمؤسس ديانة آخر فعلها، لم يصل أحد إلى هذا الحد من السخف والهوس والاضطراب النفسي والسلوك الطفولي المضحك الناجم عن عدم القدرة على مواجهة المشاكل مباشرةً، رأينا أحبار اليهود ألفوا كتابهم لأجل مصالحهم وعطاياهم وعشورهم قديمًا، والبراهمة في الهندوسية وضعوا تشريعات مانو وفشنو وغيرها لمصالحهم، لكن لا أحد فعل كمحمد، لا منافس لمحمد في مجال الخلل النفسي والاضطراب والسلوك الطفولي، ومنذ 1400 سنة وأكثر بعدما صار أصحاب هذه السخافات والمشاكل الأسرية عناصر في التربة والكوكب، لا يزال سذج المؤمنين يقرؤون هذه التفاهات، معظمهم بدون فهم لمعانيها من الأساس كتلاوة تعبدية بلا فهم ولا دراية لسخف وتفاهة المضمون وعبثيته، ولا نزال نحن مضطرين لنقد سخافات كهذه والانشغال بها، الخلاصة كانت أمور محمد الزوجية متأزمة جدًّا لدرجة تنامي اضطرابه حتى ألّف نصًّا دينيًّا يجعل فيه الله وملائكته يعادون زوجاته ويحذرونهن من مضايقة محمد وعمل مشاكل بيتية معه! حتى أنه سيقاطع زوجاته كلهن ويهجرهن 29 يومًا.

 

لو مثّل محمد فلم التيتانك!

وروى البخاري:

 

5225 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتْ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ غَارَتْ أُمُّكُمْ ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ

 

ورواه البخاري2481 وأحمد 12027 و13772

 

وروى أحمد:

 

25155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُلَيْتٍ، حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ، أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَاءً فِيهِ طَعَامٌ، فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ كَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَتُهُ ؟ فَقَالَ: " إِنَاءٌ كَإِنَاءٍ، وَطَعَامٌ كَطَعَامٍ "

 

إسناده حسن، جسرة -وهي بنت دَجاجة- روى عنها جمع، ووثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وفُلَيْت- ويقال: أَفْلت- وهو أبنُ خليفة العامري، صدوق حسن الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" 5/125. عبد الرحمن: هو ابنُ مَهْدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/71، وفي "الكبرى" (8905) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3568) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/96، وابن عبد البر في "الاستذكار" 22/130-131 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/132 من طريق أبي بكر بن عياش، عن فُلَيْت العامريّ قال: حدثتني دهيمة ابنة حسان، عن جسرة بنت دجاجة، وقد سمعتُه من جسرة، فنسيتُه، فأعادته عليَّ دهيمة عنها. وسيرد برقم (26366). في الباب عن أنس، سلف برقم (12027) وهو عند البخاري (2481). وعن أم سلمة عند النسائي 7/70-71.

26366 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ أَفْلَتَ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ أَبِي: سُفْيَانُ يَقُولُ: فُلَيْتٌ، عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَعَثَتْ صَفِيَّةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ قَدْ صَنَعَتْهُ لَهُ وَهُوَ عِنْدِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ الْجَارِيَةَ، أَخَذَتْنِي رِعْدَةٌ حَتَّى اسْتَقَلَّنِي أَفْكَلُ، فَضَرَبْتُ الْقَصْعَةَ، فَرَمَيْتُ بِهَا . قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ يَلْعَنَنِي الْيَوْمَ . قَالَتْ: قَالَ: " أَوْلَى " . قَالَتْ: قُلْتُ: وَمَا كَفَّارَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " طَعَامٌ كَطَعَامِهَا، وَإِنَاءٌ كَإِنَائِهَا "

 

إسناده حسن، وقد سلف مختصراً برقم . (25155) عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/321، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار. ورواه أحمد ورجاله ثقات.

قال السندي: قولها: حتى استقلني، أي: علتني.  أفكل،أي: رِعْدة. قال: "أولى" ،أي :الدعاءُ أولى بك.

 

وروى مسلم:

 

[ 1462 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت هذه زينب فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده فتقاولتا حتى استخبتا وأقيمت الصلاة فمر أبو بكر على ذلك فسمع أصواتهما فقال اخرج يا رسول الله إلى الصلاة وأحث في أفواههن التراب فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة الآن يقضي النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فيجيء أبو بكر فيفعل بي ويفعل فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولا شديدا وقال أتصنعين هذا

 

ورواه أحمد:

 

12014 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: " أقيمت الصلاة وقد كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين نسائه شيء، فجعل يرد بعضهن عن بعض "، فجاء أبو بكر فقال: احش يا رسول الله في أفواههن التراب، واخرج إلى الصلاة

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (13136) . وأخرجه البزار (1494- كشف الأستار) من طريق ابن المثنى، وأبو يعلى (3745) من طريق موسى بن محمد بن حيان، كلاهما عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (3767) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، و (3795) من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن حميد الطويل، به. وأخرجه مسلم مطولا (1462) (46) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. =وسيأتي برقم (13490) .

قوله: "احش" ، قال السندي: من حشا الوسادة ونحوها بالقطن: إذا ملأها به، فالظاهر: احش أفواههن بالتراب، والمراد: اتركهن واعرض عنهن حتى يسكتن بسكوت من في فمه التراب، فلا يقدر على التكلم،

 

وبسبب كثرة مشاكل محمد مع نسائه طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب في إحدى المرات، جاء في مسند عبد بن حميد:

 

43 - حدثني بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم عن يحيى بن زكريا عن صالح بن حي عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن عمر: أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق حفصة ثم راجعها

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه الدارمي 2/160- 161، وأبو داود (2283) ، والنسائي 6/213، وابن ماجه (2016) ، وأبو يعلى (173) ، وابن حبان (4275) ، والحاكم 2/197، والبيهقي في "السنن" 7/321-322 وغيرهم من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، به، وصححه الحاكم على شرطهما، ووافقه الذهبي. وآخر من حديث ابن عمر عند ابن حبان (4276) ، والطبراني في "الكبير"  23/ (305) ، أخرجاه من طريقين عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن يونس بن بكير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه، قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟! لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك؟ إنه قد كان طلقك، ثم راجعك من أجلي، فايم الله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمة أبدا. وإسناده جيد. يونس بن بكير: صدوق، روى له مسلم متابعة، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/244، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. وثالث من حديث أنس، عند الحاكم 4/15 أخرجه من طريق إسماعيل القاضي: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا ثابت، عنه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، طلقت حفصة، وهي صوامة قوامة، وهي زوجتك في الجنة، فراجعها. وإسناده ضعيف لضعف الحسن بن أبي جعفر، وهو الجفري، وأخرجه البزار (2668) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عاصم، عن زر، عن عمار بن ياسر. وأخرجه البزار (1501) من طريق أسباط بن محمد، عن سعيد (وهو ابن أبي عروبة) ، عن قتادة، عن أنس. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/333، وقال: رواه البزار. ورابع من حديث عقبة بن عامر الجهني، عند الطبراني في "الكبير" 17/ (804) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فوضع التراب على رأسه، فقال: ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعد هذا، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/333 و9/244 وقال: فيه عمرو بن صالح الحضرمي، لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن قيس بن زيد عند الحاكم 4/15، والطبراني 18/ (934) ، وفي إسناده وهم.

 

مقاطعة وهجر محمد لنسائه لمدة تسع وعشرين يومًا وصراعات نسائه بسبب الغيرة

 

تضخمت مشاكل محمد مع نسائه حتى هجرهن كلهن شهرًا، ثم عاد ليخيرهن تهديدًا لهن بأن تفارقه من لا تريد العيش معه، وشرّع تشريع الإيلاء أي القسم على هجر الزوجة بألا يزيد عن أربعة شهور

 

{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)} البقرة

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) } الأحزاب

 

وفقًا لهذا التشريع يجوز للرجل الامتناع عن معاشرة زوجته جنسيًّا كعقوبة ومقاطعة لأربعة أشهر متصلة، إذا غضب منها لسببٍ ما، محمد نفسه لم يكن قدوة حسنة فقد قاطع زوجاته كلهن ذات مرة لمدة 29 يومًا بسبب مشاكلهن نتيجة الغيرة وصغر وتفاهة عقولهن ممن اختارهن حسب هواه:

 

روى البخاري:

 

2468 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] فَحَجَجْتُ مَعَهُ، فَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ حَتَّى جَاءَ، فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الْإِدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فَقَالَ: وَاعَجَبِي لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهِيَ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الأَمْرِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي، فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ، فَأَفْزَعَنِي، فَقُلْتُ: خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: خَابَتْ وَخَسِرَتْ أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَهْلِكِينَ لاَ تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلاَ تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ، وَلاَ تَهْجُرِيهِ، وَاسْأَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ، وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ -...إلخ... فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَ قَدْ قَالَ: «مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ، حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ» فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَبَدَأَ بِهَا، فَقَالَتْ لَهُ: عَائِشَةُ إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّا أَصْبَحْنَا لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ»، وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَتْ: آيَةُ التَّخْيِيرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ، فَقَالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، وَلاَ عَلَيْكِ أَنْ لاَ تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ»، قَالَتْ: قَدْ أَعْلَمُ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِكَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمًا} [النساء: 27] "، قُلْتُ: أَفِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ، فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ، فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ

 

402 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ[الأحزاب: 53] وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا

 

4483 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنْ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الْآيَةَ [التحريم: 5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ

 

روى مسلم:

 

[ 1479 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبي عمر وتقاربا في لفظ الحديث قال بن أبي عمر حدثنا وقال إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن بن عباس قال لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } [التحريم: 4] حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } قال عمر وا عجبا لك يا بن عباس قال الزهري كره والله ما سأله عنه ولم يكتمه قال هي حفصة وعائشة ثم أخذ يسوق الحديث قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بنى أمية بن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم فقلت أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل قالت نعم قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة قال وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل صاحبي ثم أتاني عشاء فضرب بأبي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم قلت ماذا أجاءت غسان قال لا بل أعظم من ذلك وأطول طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فقلت قد خابت حفصة وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة وهى تبكي فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدرى ها هو ذا معتزل في هذه المشربة فأتيت غلاما له أسود فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست فإذا عنده رهط جلوس يبكى بعضهم فجلست قليلا ثم غلبنى ما أجد ثم أتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلى فقال قد ذكرتك له فصمت فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال ادخل فقد أذن لك فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكي على رمل حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت يا رسول الله نساءك فرفع رأسه إلى وقال لا فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد دخلت على حفصة فقلت لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فتبسم أخرى فقلت أستأنس يا رسول الله قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله فاستوى جالسا ثم قال أفي شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل

 

 [ 1475 ] قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بي فقلت يا رسول الله أنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وإنك دخلت من تسع وعشرون أعدهن فقال إن الشهر تسع وعشرون ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك ثم قرأ على الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك}  حتى بلغ {أجرا عظيما} قالت عائشة قد علم والله أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت فقلت أو في هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قال معمر فأخبرني أيوب أن عائشة قالت لا تخبر نساءك أنى اخترتك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إن الله أرسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا قال قتادة {صغت قلوبكما} مالت قلوبكما

 

[ 1479 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت مالي ومالك يا بن الخطاب عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلى فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أنى جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلى أن ارقه فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فأبتدرت عيناي قال ما يبكيك يا بن الخطاب قلت يا نبي الله ومالي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك فقال يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية آية التخيير { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } [التحريم: 5]  { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } [التحريم: 4]  وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } [النساء: 83]  فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير

 

 [ 1479 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان يعني بن بلال أخبرني يحيى أخبرني عبيد بن حنين أنه سمع عبد الله بن عباس يحدث قال مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتان على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت له والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك قال وقال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها وما لك أنت ولما ههنا وما تكلفك في أمر أريده فقالت لي عجبا لك يا بن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أنى أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية لا تغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغى أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب وقال افتح افتح جاء فقلت الغساني فقال أشد من ذلك أعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له يرتقى إليها بعجلة وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلي حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة

 

 [ 1479 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن بن عباس قال أقبلت مع عمر حتى إذا كنا بمر الظهران وساق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال غير أنه قال قلت شأن المرأتين قال حفصة وأم سلمة وزاد فيه وأتيت الحجر فإذا في كل بيت بكاء وزاد أيضا وكان إلى منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين نزل إليهن

 

 [ 1479 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد سمع عبيد بن حنين وهو مولى العباس قال سمعت بن عباس يقول كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت سنة ما أجد له موضعا حتى صحبته إلى مكة فلما كان بمر الظهران ذهب يقضى حاجته فقال أدركني بإداوة من ماء فأتيته بها فلما قضى حاجته ورجع ذهبت أصب عليه وذكرت فقلت له يا أمير المؤمنين من المرأتان فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفصة

 

وروى البخاري:

 

5289 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ آلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نِسَائِهِ وَكَانَتْ انْفَكَّتْ رِجْلُهُ فَأَقَامَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلَيْتَ شَهْرًا فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

378 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا فَقَالَ إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

 

وروى أحمد:

 

157- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] قَالَ: فَنَزَلَتْ كَذَلِكَ.

 

160- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلاثٍ، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: لَوِ اتَّخَذْتَ الْمَقَامَ مُصَلًّى، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: لَوْ حَجَبْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ لَهُنَّ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ بِكُنَّ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ ؟ فَكَفَفْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الآيَةَ [التحريم: 5].

 

وقال الطبري في تفسير سورة الأحزاب28-29:

 

ذكر من قال ذلك من أجل الغيرة:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إلَيْكَ مَنْ تَشاءُ ... ) الآية، قال: كان أزواجه قد تغايرن على النبي صلى الله عليه وسلم، فهجرهنّ شهرا، نزل التخيير من الله له فيهنّ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا) فقرأ حتى بلغ (وَلا تَبرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى) فخيرهنّ بين أن يخترن أن يخلي سبيلهن ويسرّحهنّ، وبين أن يقمن إن أردْن الله ورسوله على أنهنّ أمَّهات المؤمنين، لا ينكحن أبدا، وعلى أنه يؤوي إليه من يشاء منهنّ، لمن وهبت نفسه له؛ حتى يكون هو يرفع رأسه إليها، ويرجي من يشاء حتى يكون هو يرفع رأسه إليها ومن ابتغى ممن هي عنده وعزل، فلا جناح عليه، (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ) إذا علمن أنه من قضائي عليهن، إيثار بعضهن على بعض، (أَدْنَى أَنْ يَرْضَيْنَ) قال: (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ) من ابتغى أصابه، ومن عزل لم يصبه، فخيرهنّ، بين أن يرضين بهذا، أو يفارقهنّ، فاخترن الله ورسوله، إلا امرأة واحدة بدوية ذهبت، وكان على ذلك وقد شرط له هذا الشرط، ما زال يعدل بينهنّ حتى لقي الله.

 

من الأمور المضحكة أن محمدًا لما امتنع عن جميع نسائه لتسع وعشرين يومًا لم يتحمل أكثر، فدخل على عائشة، فقالت له أنك آليت شهرًا، فقال أن الشهر تسع وعشرون، كيف عرف هذا دون أن يرى هلال الشهر الجديد العربي في ليلة 29 من الأخير؟! شيء مضحك حقًّا، وكما نرى لم يكن بيت محمد نموذجًا للبيت والأسرة النموذجية بأية حال، رجل واحد متزوج من تسعة نساء في وقت واحد على الأقل، وفي زمنٍ كانوا 13 تقريبًا، مع مستعبدتين أخريين يعاشرهما كذلك هم مارية القبطية وريحانة بينت شمعون ومستعبدتين أخريين هما سبية أخرى من سبي حروبه ذكرها مؤلف زاد المعاد وأخرى أهدتها له زينب زوجته كما ذكر مسند أحمد، وكلهن يتشاجرن ويثرن المشاكل مع بعضهن، بأي حال ليس نموذجًا يُحتذى.

 

وفي حين يحق للرجل الذكر باستعلاء حرمان ومنع زوجته الأنثى كل هذه المدة، أربعة شهور، لا يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها ولو يومًا أو ليلة أو لحظة، حتى لو كانت في وقتٍ ليس لها فيه رغبة جنسية:

 

روى البخاري:

 

3237 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ تَابَعَهُ شُعْبَةُ وَأَبُو حَمْزَةَ وَابْنُ دَاوُدَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ

 

5193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ

 

5194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَاتَتْ الْمَرْأَةُ مُهَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ

 

وروى مسلم:

 

باب تحريم امتناعها من فراش زوجها

 

 [ 1436 ] وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح

 

 [ 1436 ] وحدثنيه يحيى بن حبيب حدثنا خالد يعني بن الحار حدثنا شعبة بهذا الإسناد وقال حتى ترجع

 

 [ 1436 ] حدثنا بن أبي عمر حدثنا مروان عن يزيد يعني بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها

 

[ 1436 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا جرير كلهم عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح

 

غضب الرجل من غضب الله، لا تنسي يا عزيزتي المرأة أن واضعي الدين ذكور والدين ذكوريّ، يضطهد ويحتقر المرأة ويمجد الرجال، والله في كل هذه الأديان رجل ومذكَّر. وتأملوا أيها القراء قول عمر أن عادة القرشيين وطبعهم الاجتماعي الهمجي غير المتمدن هو عدم السماح للنساء بالكلام والنقاش والجدال ووجود آراء أو استقلال لهن، هذه هي صورة المجتمع الذي يريد المسلمون ويحلمون بتحويل كل مجتمعات العالم إليه، بما فيه الدول المتحضرة كأوربا وأمركا وأستراليا واليابان وهونج كونج وكوريا الجنوبية، إلى عالم ذكوري همجي استعلائي لا تحضر فيه ولا مساواة بين الجنسين، وأفكار استعلائية حمقاء مأفونة مشؤومة. بعض الدول كإندونيسيا رفضت النساء فيه تصريحات عنصرية لشخصيات عامة عن ضرورة احتشام والتزام النساء بملابس إجبارية أو محددة، مع كونها دولة إسلامية ولو متفتحة قليلا وفيها سلطة للنساء حتى رئاسة الدولة، فما بالك بفكرة تقبل الغرب لتخلف كتقاليد وتعاليم الإسلام ضد النساء؟!

 

من خلال النصوص التي قالها محمد لأجل مشاكل بيته أو حجراته ونسائه واضعًا إياها في قرآن مقدس سيتلوه الأتباع السذج لقرون طوال، ألا يتبدى لنا مدى سخافة عقلية محمد وسخافة أسباب الصياغة أو "النزول" كما يسمونه، رجل مدعٍ للنبوة يحل مشاكله المنزلية والزوجية من خلال نصوصه الدينية، هذه سابقة لعل محمدًا على حد علمي أول من فعل شيئًا كهذا، بالنسبة له كان الله كدمية يحركها بيده ويقول أنها هي من تتكلم وليس هو، للتعبير عن رغباته ومشاعره من وراء ستار، نعم كثيرون استعملوا النصوص ككهنة اليهود والهندوس لمصالحهم، لكن لحل مشاكل زوجية خاصة، هذه سابقة شاذة حقًّا.

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)} الأحزاب

 

سبب صياغة هذا النص هو مشاكل الغيرة بين نساء محمد، ومشاكله معهن، كان محمد بدأ يحل مشاكله الأسرية بتأليف نصوص مقدسة، وهي سابقة عجيبة في السخافة لم يسبقه إليها أحد من مؤسسي الديانات.

 

وروى البخاري:

 

5191 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } قَالَ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي قَالَتْ وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَهْلِكِي لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ عُمَرُ وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ فَقَالَ اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَا أَدْرِي هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا قَالَ إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي فَقَالَ قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَكَانَ قَالَ مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً قَالَتْ عَائِشَةُ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ

 

ورواه مسلم 1479

 

وروى البخاري:

 

402 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ[الأحزاب: 53] وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا

 

4483 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنْ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الْآيَةَ [التحريم: 5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ

 

وروى أحمد:

 

157- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] قَالَ: فَنَزَلَتْ كَذَلِكَ.

160- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلاثٍ، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: لَوِ اتَّخَذْتَ الْمَقَامَ مُصَلًّى، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: لَوْ حَجَبْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ لَهُنَّ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ بِكُنَّ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ ؟ فَكَفَفْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الآيَةَ [التحريم: 5].

****

 

محمد كان يقوم بملاطفات باللمس لإحدى الزوجات أمام الأخرى أو الأخريات من زوجاته بدون مراعاة للغيرة الأحساسيس الخاصة بالأخريات وبلا خجل أو تحفظ

 

روى مسلم:

 

[ 1462 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت عائشة فجاءت زينب فمد يده إليها فقالت هذه زينب فكف النبي صلى الله عليه وسلم يده فتقاولتا حتى استخبتا وأقيمت الصلاة فمر أبو بكر على ذلك فسمع أصواتهما فقال اخرج يا رسول الله إلى الصلاة وأحث في أفواههن التراب فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة الآن يقضي النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فيجيء أبو بكر فيفعل بي ويفعل فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أتاها أبو بكر فقال لها قولا شديدا وقال أتصنعين هذا

 

ورواه أحمد 12014 و13136 و13490

 

وروى أحمد:

 

(18394) 18584- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْعِيزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا ، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا : أَلاَ تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ ، قَالَ : ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا ، قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا ، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، العيزار بن حُريث من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9155) -وهو في "عشرة النساء" 273- عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي، عن عمرو بن محمد العنقزي، عن يونس ابن أبي إسحاق، عن العيزار بن حُرَيث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4999) عن يحيى بن معين، عن حجاج بن محمد المصيصي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن العيزار، به. وهو من المزيد في متصل الأسانيد. وانظر (18421) .

 

وكما نرى تسبب ذلك في غيرة شديدة ومشكلة وشجار، فنساء محمد_رغم كل القمع وأسلوب تعدد الزوجات والحريم في المجتمع البدويّ_ كان لديهن غيرة غريزية ككل النساء البشريات.

 

ويقول مؤلف زاد المعاد/ ج1 فصل في النكاح ومعاشرته ص أهلَه:

 

وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن.

 

لو أن هذه وصفة وقدوة سلوكية ما فهي حتمًا سيئة مريعة ليس فيها أدب ولا خبرة بكيفية التعامل مع النساء.

 

قمع محمد لنسائه وقهرهن

 

{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)} الأحزاب

لما كان محمد في الخمسينيات من عمره آنذاك، متزوجًا من نساء معظمهن شابّات حتمًا موفورات الرغبة الجنسية أكثر منه كرجل عجوز بكثير، فقد كان يتخوف بقلق أن تخونه إحداهن لأنه بالتأكيد لا يمكنه تحقيق إشباع جنسي لكل هذه النساء التي وصلن في زمن إلى 13، وتوفي هو عن تسع منهن جمع بينهن، مع أربع مستعبدات أخريات: مارية وريحانة والتي أهدتها له زينب وأخرى من سبايا حروبه. لا يوجد أي دليل على خيانة إحداهن له، قصة عائشةكاد هو فيها أن يأخذ بشبهة وكلام غرضه الإساءة، وقصة مارية القبطية مستعبدته ثبت فيها أن ابن عمها كان مجبوبًا. شرّع محمد نفس تشريع العوائد البدوية بعدم خروج النساء من البيوت والتضييق عليهن والشك الموسوس فيهن وقمعهن وحبسهن، وتحريم التزين والمكياج والملبس العادي غير المتشدد، وهو نموذج حسب النص ليس فقط لزوجات، بل لكل المجتمع الإسلامي لتقتدي به النساء في تأخير أنفسهن وحبسها وقمعها على أن ذلك بأمر الله، وقمع الذكور من الآباء والإخوان والأزواج للنساء ولو بالعنف والقهر، كمصادرة لحقوق وحريات النساء ولحيواتهن، وقال ابن كثير في تفسير الأحزاب:

 

هَذِهِ آدَابٌ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنِسَاءُ الْأُمَّةِ تَبَعٌ لَهُنَّ فِي ذَلِكَ.... قَوْلُهُ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أَيِ: الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ لِغَيْرِ حَاجَةٍ. وَمِنِ الْحَوَائِجِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ بِشَرْطِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلْيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلات" وَفِي رِوَايَةٍ: "وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ" [أبو داود في السنن برقم (565) من حديث أبي هريرة، وبالرواية الثانية برقم (567) من حديث ابن عمر، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.]

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)} الأحزاب

 

رغم إجماع مفسري القرآن وفقهاء الإسلام على أن حكم الحجاب بمعنى حجب وعزل زوجات محمد عن كل رجال المجتمع عدا أقاربهم المحارم، فلم يكن أحد يراهن البتة منذ شرّع محمد ذلك، باستثناء عائشة التي تلاعبت على هذا التشريع بحيلة أمرها لأخواتها بإرضاع من تريد دخوله عليها من الرجال، كما سنذكر في باب مما أحدثوه، وهي فكرة ذكية لإنسانة لم ترضَ بدفنها بالحياة وقمع حريتها وحياتها الطبيعية وأن ترى الناس والبشر والمجتمع، فقد اكتفت بما ضاع من عمرها مع محمد العجوز وهتكه لبراءة طفولتها، وتمكنت على الأقل رغم القانون الشمولي المقدس أن تكسره قليلًا، ورغم أن تشريع الحجاب وهو حجب النساء عن المجتمع (ولا أتحدث هنا عن الخمار الذي يسميه عوام المسلمين حجاب) خاص بزوجات محمد فقط، فهو نموذج قمعي يحتذي به كثيرون، خاصة البيئات المحافظة المتشددة في الأرياف والبدو وبعض بيوتات المدن كذلك، وظلم محمد زوجاته حينما فرض عليهن تحريم الزواج من بعده بأي أحد، وهي عادة تابوهية عربية كانت عند بعض العرب قبله، روى أحمد بن حنبل:

 

2131- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَهُوَ سَيِّدُ الأَنْصَارِ : أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ تَلُمْهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ ، وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلاَّ بِكْرًا ، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ ، فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلاَ أُحَرِّكَهُ ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ، فَوَاللَّهِ لاَ آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ...إلخ

 

 ولا تزال ممارسة في ملوك حكام بني سعود مثلًا حكام السعودية، فلا يجوز لزوجة أرملة لملك الزواج من بعده! وهي تشريعات ظالمة غاشمة صادرت حرية زوجات محمد وحقوقهن، ربما لم يكن ذلك مشكلة لنساء عجائز كأم سلمة وسودة بنت زمعة، لكنه حقًّا كان مشكلة لعائشة التي تزوجها محمد طفلة عمرها تسع سنوات ومات وهي عمرها 18 سنة فقط، وكذلك زوجاته الشابّات كصفية بنت حيي وحفصة بنت عمر بن الخطاب وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية، لا يوجد ما يمنع أن تكون إحداهن تلاعبت على هذا التحريم واستمتعت بحياتها بطريقة أو أخرى، خاصة الذكيات منهن، أحب أن أعتقد ذلك، ومنهن ربما عائشة بالذات، وهذا لو كانت فعلته لكان من حقها وحريتها. محمد أراد الاستمرار في حبه للتملك والسيطرة وفي تكبره على باقي البشر ظنًّا سخيفًا منه بأنه أعلى وأعظم من باقي الناس، قال ابن أبي حاتم في تفسيره (مصدر سنيّ):

 

17763 عن ابن عباس رضي الله ، عنه في قوله : وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله . . . قال : نزلت في رجل هم ان يتزوج بعض نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعده ، قال سفيان : ذكروا انها عائشة رضي الله ، عنها .

17764 عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال : بلغ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ان رجلا يقول : ان توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تزوجت فلانة من بعده ، فكان ذلك يؤذي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فنزل القران وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله

17765 عن السدى رضي الله ، عنه قال : بلغنا ان طلحة بن عبيد الله قال : ايحجبنا محمد ، عن بنات عمنا ، ويتزوج نسائنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده . فنزلت هذه الآية .

17766 حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي حماد حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله قال : نزلت في رجل هم ان يتزوج بعض نساء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال رجل لسفيان : اهي عائشة ؟ قال : قد ذكروا ذاك .

 

وقال الطبري:

 

وذكر أن ذلك نزل في رجل كان يدخل قبل الحجاب، قال: لئن مات محمد لأتزوجن امرأة من نسائه سماها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) .

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) قال: ربما بلغ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن الرجل يقول: لو أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم توفي تزوجت فلانة من بعده، قال: فكان ذلك يؤذي النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فنزل القرآن (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ... ) الآية.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن عامر أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مات، وقد ملك قيلة بنت الأشعث، فتزوجها عكرِمة بن أبي جهل بعد ذلك، فشق على أَبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: يا خليفة رسول الله إنها ليست من نسائه إنها لم يخيرها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يحجبها، وقد برأها منه بالردة التي ارتدت مع قومها، فاطمأن أَبو بكر وسكن.

 

وذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة من كلامٍ لعمر بن الخطاب (مصدر معتزليّ كأنه متشيع):

 

....ثم أقبل على طلحة - وكان له مبغضاً منذ قال لأبي بكر ما قال في عمر - فقال له: أقول أم أسكت؟ قال: قل، فإنك لا تقول من الخير شيئاً، قال: أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد والبأو الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ساخطاً عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب.

قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رحمه الله تعالى: الكلمة المذكورة أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب قال بمحضر ممن نقل عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الذي يغنيه حجابهن اليوم! وسيموت غداً فننكحهن. قال أبو عثمان أيضاً: لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة إنه مات عليه السلام ساخطاً عليك للكلمة التي قلتها! لكان قد رماه بمشاقصه ، ولكن من الذي يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا، فكيف هذا!

 

وذكر مؤلف السيرة الحلبية ج1 (من مصادر السنة):

 

وطلحة هذا هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد شاركه رجل آخر في اسمه واسم أبيه ونسبه، وهو طلحة بن عبيد الله التيمي، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه} الآية، لأنه قال لئن مات محمد رسول الله لأتزوجن عائشة. وفي لفظ يتزوّج محمد بنات عمنا ويحجبهنّ عنا، لئن مات لأتزوجن عائشة من بعده، فنزلت الآية.

قال الحافظ السيوطي: وقد كنت في وقفة شديدة من صحة هذا الخبر، لأن طلحة أحد العشرة أجلّ مقاماً من أن يصدر عنه ذلك، حتى رأيت أنه رجل آخر شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه هذا كلامه.

 

وجاء في تفسير القمي (من تفاسير الشيعة)، وعنه بحار الأنوار ج22 ص190:

 

قوله : " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله " فإنه كان سبب نزولها أنه لما أنزل الله " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم " وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال : يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه ، كما ركض بين خلاخيل نسائنا ، فأنزل الله: " وما كان أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما * وإن تبدوا شيئا أو تخفوه " الآية ، ثم رخص لقوم معروفين الدخول عليهن بغير إذن فقال : " لا جناح عليهن " الآية

 

أقارب زوجاته تضايقوا من عسفه وقهره وخنقه وقمعه وحبسه وحجبه لنسائه بغيرته المهووسة، حتى قال طلحة تلك الكلمة متضايقًا منه بعد فرضه الحجاب والحجْب على نسائه (الحجاب شرعًا مصطلح غير الخمار، ويُقصَد به حبس وعزل محمد لزوجاته في بيوتهن عن كل مجتمع الرجال عدا المحارم، وقول الطبري أن الرجل قال ذلك قبل فرض الحجَب يتضح أنه خطأ)، التفكير في وقت موت شخص يدل على ضيقك الشديد منه ومن أفعاله، هذا كان الشعور الإنسانيّ لطلحة، غار محمد وازدادت غيرته المرضية لدرجة مصادرة حقوق زوجاته في الزواج والحرية وتقرير مصائرهن. وطلحة الممتدح من محمد في أحاديث وآثار بتلقيبه طلحة الخير هو قريب عائشة ومن تحالف مع الزبير بن العوام في معركة الجمل ضد علي بن أبي طالب، في حرب سفك فيها مسلمون دماء بعضهم الآخر وألقوا قيم وتعاليم دين محمد وراء ظهورهم لأن السلطة والحكم كان أهم عندهم. وراجع معالجة الأستاذ مالك مسلماني الرائعة في كتابه (عمر بن الخطاب، السيرة المتوارية) حيث انتقد تعليل جلال الدين السيوطي والحلبي بقوله أن العقل الديني يجد تبريرات ومهارب لنفسه.

 

وتشريع الحجاب (عزل نساء محمد) كان باقتراح عمر، ولأجل قصة أخرى كذلك مرتبطة بتطويل مدعوي وليمة محمد في اليوم التالي لدخوله على زينب بنت جحش بحيوانية ليغتصبها في زواج بالإكراه حتى مكثوا طويلًا:

 

اقتراح عمر

 

روى البخاري:

 

402 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ[الأحزاب: 53] وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا

 

4483 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنْ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الْآيَةَ [التحريم: 5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ

 

وعن السبب الآخر روى البخاري:

 

4791 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، دَعَا القَوْمَ فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْخُلَ فَإِذَا القَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَلْقَى الحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 53] الآيَةَ "

 

4792 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ: آيَةِ الحِجَابِ " لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ مَعَهُ فِي البَيْتِ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا القَوْمَ، فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ، وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] إِلَى قَوْلِهِ {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] فَضُرِبَ الحِجَابُ وَقَامَ القَوْمُ "

 

4793 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ: «ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ» وَبَقِيَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي البَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا ثَلاَثَةٌ مِنْ رَهْطٍ فِي البَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدَ الحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَمَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ القَوْمَ خَرَجُوا فَرَجَعَ، حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ البَابِ دَاخِلَةً، وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ

 

4794 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُو لَهُنَّ وَيَدْعُونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلاَنِ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ البَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ»، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

والأحاديث عند أحمد في مسند أنس بن مالك (12023) 12046 و(12366) 12393 و(12716) 12746 و(13025) 13056، ومسند عمر بن الخطاب 157 و 160 و 250 و، وفي صحيح مسلم فلا نطيل.

 

وبعد وفاة محمد خالفت معظم نسائه أمره لهن بعدم الخروج للحج، فنظرًا لأنهن سكن في مدن وبلدان غير مكة، كيثرب والعراق ومصر، على الأغلب كن يتحججن بالحج لزيارة أقاربهن في مكة، روى أحمد:

 

26751 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنِسَائِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ "، قَالَ: فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يَحْجُجْنَ إِلَّا زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتَا تَقُولَانِ: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ أَنْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَتَا: وَاللهِ لَا تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ " . وَقَالَ يَزِيدُ: بَعْدَ إِذْ سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إسناده حسن، وهو مكرر (9765) دون زيادة قول زينب بنت جحش وسودة. وشيوخ أحمد هنا هم: حجاج: وهو ابن محمد المِصِّيصي، ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان. وأخرجه الحارث (358) (زو ائد) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان، به. وأخرجه ابن سعد 8/207-208، والطبراني في "الكبير" 24/ (89) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/126 من طرق عن ابن أبي ذئب، به.

قال السندي: قوله: "هذه " أي: حَجَّتُكُنَّ هذه أو: هذه حَجَّتُكُنَّ. "ثم ظهورُ الحُصُر" أي: ثم الاولى لكُنَّ لزوم البيت، والحُصُر بضمتين، وتسكَّن الصاد تخفيفاً: جمع ححير يُبسط في البيوت،

 

9765 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَجَّ بِنِسَائِهِ، قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ، ثُمَّ الْزَمْنَ ظُهُورَ الْحُصْرِ "

 

إسناده حسن. وأخرجه الطيالسي (1647) و (2312) ، وابن سعد في "الطبقات" 8/55، وأبو يعلى (7154) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5603) ، والبيهقي 5/228 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، بهذا الإسناد . وجاء عندهم زيادة: فكُن يحججنَ إلا سودة بنت زَمْعة، وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحَركنا دابة بعد أن سمعنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي الحديث مع هذه الزيادة في مسند زينب بنت جحش 6/324 عن حجاج بن محمد المصيصي ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان وحده، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه ابن سعد 8/55، والبزار (1078 - كشف الأستار) من طريق صالح بن كيسان، والبزار (1077) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن صالح مولى التوأمة، به. قال البزار: أحسبه عن سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن صالح، ولكن هكذا قال قبيصة، ورواه جماعة عن صالح، منهم: ابن أبي ذئب وصالح بن كيسان. وروايتا البزار دون الزيادة، وقال صالح في رواية ابن سعد: كانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبداً. وأخرج الطحاوي في "شرح المشكل" (5610) من طريق جبلة بن أبي رواد -وهو ضعيف- عن عمه، قال للقاسم بن محمد: ما بال عائشة كانت تتم في السفر؟ قال: لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "هذه ثم ظهور الحصر"! والحديث مرسل. وفي الباب عن أبي واقد الليثي، سيأتي 5/218. وهو حسن في الشواهد. وعن ابن عمر عند ابن حبان (3706) ، والطبراني في "الأوسط" (7926) ، وإسناده ضعيف. وعن أم سلمة عند أبي يعلى (6885) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (706) ، وإسناده حسن.

 

24497 - حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُجَاهِدُ مَعَكَ ؟ فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكِ أَحْسَنُ الْجِهَادِ، وَأَجْمَلُهُ الْحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: " فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ أَبَدًا بَعْدَ إذ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . يونس : هو ابن محمد المؤدب ، وعبد الواحد : هو ابن زياد العبدي. وأخرجه البخاري (1861)، والبيهقي في "السنن" 4 / 326 من طريق مسدد ، عن عبد الواحد ، بهذا الإسناد. وسلف نحوه برقم (24422). وانظر (24383) .

 

ولفظ البخاري:

 

1861 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ حَدَّثَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ فَقَالَ لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ الْحَجُّ حَجٌّ مَبْرُورٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى الطبراني في ج23 من المعجم الكبير:

 

706- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الأَخْنَسُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَزْوَاجِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ : هَذِهِ الْحِجَّةُ ، ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصْرِ.

 

استغلال عائشة لخرافة  أخوة الرضاعة لكسر تشريع الحجاب (نظام العزل التام لنساء محمد أثناء حياته وبعد موته عن كل رجال المجتمع عدا المحارم)

 

روى مسلم:

 

[ 1453 ] وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي واللفظ لهارون قالا حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت حميد بن نافع يقول سمعت زينب بنت أبي سلمة تقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول لعائشة والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغني عن الرضاعة فقالت لم قد جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله والله إني لأري في وجه أبي حذيفة من دخول سالم قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه فقالت إنه ذو لحية أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت والله ما عرفته في وجه أبي حذيفة

 

 [ 1454 ] حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن بن شهاب أنه قال أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة أن أمه زينب بنت أبي سلمة أخبرته أن أمها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول أبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة وقلن لعائشة والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا  

 

وروى عبد الرزاق في مصنفه:

 

13886 - عبد الرزاق عن مالك عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن ابا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان بدريا وكان قد تبنى سالما الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى النبي صلى الله عليه و سلم زيدا وأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة وهي من المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامي قريش فلما أنزل الله عز و جل ذلك ما أنزل أدعوهم لآبائهم الآية رد كل واحد من أولئك ... إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مواليه فجاءت سهلة بنت سهيل وهي أمرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي فقالت يا رسول الله كنا نرى أن سالما ولد وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى قال الزهري فقال لها فيما بلغنا والله أعلم أرضعيه خمس رضعات فتحرم بلبنها وكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة فيمن كانت تريد أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أم كلثوم ابنة أبي بكر وبنات أخيها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال وابى سائر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة قلن والله ما نرى الذي أمر النبي صلى الله عليه و سلم به سهلة إلا رخصة في رضاعة سالم وحده

 

وروى أحمد:

 

26330 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَتَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنَّا فُضُلٌ وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهُ وَلَدًا وَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ تَبَنَّاهُ كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا فَأَنْزَلَ اللهُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 5] " فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا "، فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إخوتها أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا، وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللهِ مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ مِنْ دُونِ النَّاسِ

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن أخي الزهري: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم مختلف فيه، وهو جيد الحديث، وقد توبع. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (690) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه ومختصراً ابن راهويه (705) ، والبخاري (4000) و (5088) ، وأبو داود (2061) ، والنسائي في "المجتبى" 6/63- 64، والدارمي (2257) ، والبيهقي في "السنن" 7/459 - 460 و460، والحازمي في "الاعتبار" ص 186 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه مختصراً النسائى في "المجتبى" 6/64 من طريق يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري- عن الزهري، عن عروة وابن عبد الله بن ربيعة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (741) ، والحاكم 2/163-164 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن، به. وقد سلف برقم (25650) بأخصر منه.

25415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ: إِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكِ الْغُلَامُ الْأَيْفَعُ الَّذِي مَا أُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيَّ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا لَكِ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قَالَتْ: إِنَّ امْرَأَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ سَالِمًا يَدْخُلُ عَلَيَّ وَهُوَ رَجُلٌ، وَفِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ شَيْءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْضِعِيهِ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1453) (29) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً بنحوه (1453) (30) ، والنسائي في "المجتبى" 6/104، والطبراني في "الأوسط" (6565) من طريق بُكَير: وهو ابن عبد الله بن الأشج -عن حميد بن نافع، به. وقد سلف نحوه برقم (24108) .

 

استطاعت عائشة بهذه الحيلة كسر القمع والعزل الذي فرضه محمد على زوجاته، ولو قليلًا، بعد موته، بحيث لا تكون معزولة لا ترى سوى النساء فقط وأقاربها الرجال المحارم، وتقول الروايات أنها كانت تأمر أخواتها بإرضاع من تريد أن يدخل عليها كمحرم، هذا كان سلوكًا التفافيًّا ذكيًّا من عائشة جعلها تعيش حياة طبيعية إلى حدٍّ ما، ولا يمكننا التخمين بأكثر من ذلك، عما إذا كانت تلاعبت أكثر من ذلك لتستمتع بحياتها وهو كان حقًّا مشروعًا لها.

 

كانت عائشة ذكية للغاية، وذكرت حديث ما أرى ربك إلا يسارع في هواك، سخرية منها من سخافة محمد لتشريعه لإتاحة الزيجات اللانهائية العدد لنفسه في باب أول من خالف تشريعه، وقد روى أحمد:

 

(24012) 24513- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَهَا : إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ ، وَرِضَاكِ إِذَا رَضِيتِ قَالَتْ : وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ : يَا مُحَمَّدُ ، وَإِذَا رَضِيتِ قُلْتِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ.

 

تشريع الخمار لتغطية شعر النساء وهو من أصل وثني عربي

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} الأحزاب

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)} الأحزاب

 

{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} النور

 

جاء في تفسير مقاتل بن سليمان:

 

نزلت هذه الآية والتي بعدها في أسماء بنت مرشد كان لها في بني حارثة نخل يسمى الوعل ، فجعلت النساء يدخلنه غير متواريات ، يظهرن ما على صدورهن وأرجلهن وأشعارهن ، فقالت أسماء : ما أقبح هذا .

 

وقال ابن كثير:

 

وكان سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا ذَكَرَهُ مُقَاتِلُ بْنُ حيَّان قَالَ: بَلَغَنَا -وَاللَّهُ أَعْلَمُ -أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّث: أَنَّ "أَسْمَاءَ بِنْتَ مُرْشدَة" كَانَتْ فِي مَحِلٍّ لَهَا فِي بَنِي حَارِثَةَ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَدْخُلْنَ عَلَيْهَا غَيْرَ مُتَأزّرات فَيَبْدُو مَا فِي أَرْجُلِهِنَّ مِنَ الْخَلَاخِلِ، وَتَبْدُو صُدُورُهُنَّ وَذَوَائِبُهُنَّ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: مَا أَقْبَحَ هَذَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} الْآيَةَ.

 

المرأة التي اقترحت على محمد فكرة التعسف في ملابس النساء وإلزماهن بحكم شمولي بنمط معين من الملبس هي قرشية بدوية لم يعجبها تحرر وحرية نساء الزراعة والقرى المنطلقات الطبيعيات، حسدًا منها لأنها على عكسهم مقموعة في أسرتها وتربيتها، فحقدت عليهم_كما تفعل المتدينات ويفعل المتدينون المقموعون دومًا عندما يرون شخصًا يستمتع بحياته ببساطة دون محظورات وتابوهات خرافية_فاقترحت على محمد هذا الاقتراح لقمع باقي نساء المجتمع. من ضمن شذوذ التشريع أنه لا يعتبر العم والخال من المحارم، ولا يبيح عدم لبس النساءِ الخمارَ أمامهم! قال ابن كثير في تفسير النور: 31

 

وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُوسَى -يَعْنِي: ابْنَ هَارُونَ -حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ -حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وعِكْرمَة فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} -حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا قَالَ: لَمْ يَذْكُرِ الْعَمَّ وَلَا الْخَالَ؛ لِأَنَّهُمَا ينعَتان (4) لِأَبْنَائِهِمَا، وَلَا تَضَعُ خِمَارَهَا عِنْدَ الْعَمِّ وَالْخَالِ فَأَمَّا الزَّوْجُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ أَجْلِهِ، فَتَتَصَنَّعُ لَهُ مَا لَا يَكُونُ بِحَضْرَةِ غَيْرِهِ.

 

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه:

 

17580- حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا دَاوُد , عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَعِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ : {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ، أَوْ آبَائِهِنَّ ، أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا قَالاَ : لَمْ يُذْكَرَ الْعَمُّ وَالْخَالُ لأَنَّهُمَا ينعتان لأَبْنَائِهِمَا وَقَالاَ : لاَ تَضَعُ خِمَارَهَا عِنْدَ الْعَمِّ وَالْخَالِ.

 

وقال الطبري:

 

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهال، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} قُلْتُ: مَا شَأْنُ الْعَمِّ وَالْخَالِ لَمْ يُذْكَرَا؟ قَالَا هُمَا يَنْعَتَانِهَا لِأَبْنَائِهِمَا. وَكَرِهَا أَنْ تَضَعَ خِمَارَهَا عِنْدَ خَالِهَا وَعَمِّهَا.

 

شمولية وعسف وتشريعات باطلة متشددة، ظلمات بعضها فوق بعض، ظلام حالك من الجهالة وقهر النساء. لم أرَ نساء أسرتي التقليدية المتشددة ولا كل أسر المسلمين تلتزم نساؤهم بالخمار حينما يزور البيت الأعمام والأخوال، فهذا تشريع شاذ. ولاحظ أن تشريع سورة الأحزاب كان حدّد محارم قليلين جدًّا مسموح للنساء بعدم لبس الخمار أمامهم، ونسى محمد كثيرين ممن هم محارم ولهم زيارات وعلاقات ودية أسرية، فاضطر لتعديل التشريع في سورة النور: 31، فهل نعتبر هذا النقص والتخبط والسهو والتناقض تشريعًا إلهيًّا، ناهيك عن التشدد وقمع النساء بالخمار البدوي، ويبدو لي احتمالًا أن محمدًا نسى الأعمام والأخوال والأجداد. فحديث ابن بي شيبة السابق لهذا لمصنفه في نقاش عن الأجداد والجدات والأحفاد في علاقتهم مع الخمار.

 

وتشريع الخمار (غطاء شعر رأس النساء) كان في الأصل تشريعًا وعادة بدوية مارسها البدو في شبه جزيرة العرب والعراق وذُكِرت في تشريع حمورابي قبل الميلاد، ورغم عدم تشريعه في اليهودية فقد ورد ذكر النقاب مرتين في كتاب اليهود، وهو تشريع لقمع النساء وجعلهن أملاك للرجال، لو كان الله المزعوم يرى شعر النساء عورة لخلق النساء ولهن غشاء طبيعي يغطّي شعرهن بحيث يكشفنه بإرادتهن، وكذلك قولهم بأن الأجساد عورة.

 

لقد تمادى المسلمون في التشدد والقمع للنساء في ملابسهن، فالطبري ذكر:

 

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: المسكتان والخاتم والكحل، قال قَتادة: وبلغني أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحِلُّ لامْرأةٍ تُؤْمِنُ بالله واليَوْمِ الآخِرِ، أنْ تخْرجَ يَدَها إلا إلى هاهنا". وقبض نصف الذراع.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن رجل، عن المسور بن مخرمة، في قوله: (إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: القلبين، والخاتم، والكحل، يعني السوار.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال ابن عباس، قوله: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: الخاتم والمسكة.

قال ابن جُرَيج، وقالت عائشة: القُلْبُ والفتخة، قالت عائشة: دَخَلَتْ عليّ ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مُزَيَّنةً، فدخل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأعرض، فقالت عائشة: يا رسول الله إنها ابنة أخي وجارية، فقال: "إذا عركت المرأة لم يحلّ لها أن تظهر إلا وجهها، وإلا ما دون هذا"، وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكفّ مثل قبضة أخرى. وأشار به أبو عليّ.

 

عركت: حاضت وبلغت.

 

لكن هناك أحاديث أخرى في الطبري وأبي داوود (4104) تذكر الوجه والكفين فقط، وقال القرطبي في تفسير النور 31:

 

قال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه ، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ {مَا ظَهَرَ} على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.

قلت : هذا قول حسن ، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج ، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما. يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها : "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه. فهذا أقوى من جانب الاحتياط ؛ ولمراعاة فساد الناس فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها ، والله الموفق لا رب سواه. وقد قال ابن خويز منداد من علمائنا : إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك ؛ وإن كانت عجوزا أو مقبحة جاز أن تكشف وجهها وكفيها.

 

متشددو المسلمين وصل بهم الحال للتشدد أكثر من الإسلام ومحمد نفسه! بعضهم اعتبر في كتب التفاسير والفقه أن المرأة يجب عيها تغطية وجهها كأنها في كفن، وبعضهم قال أنها يجب ألا يظهر منها سوى عين واحدة فقط ترى بها حينما تخرج! إن كان الإسلام فسادًا تشريعيًّا وتخلفًا ولعنة، فممارسات المسلمين ألعن وأجهل وأكثر تخلفًا.

 

قال الطبري:

 

ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.

حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) فلبسها عندنا ابن عون قال: ولبسها عندنا محمد قال محمد: ولبسها عندي عبيدة قال ابن عون بردائه فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب.

حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله (قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.

 

وكانت غيرة محمد وصلت إلى حدها الأقصى وقمة الهوس

روى أحمد:

 

26537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ نَبْهَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجِبَا مِنْهُ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَعْمَى، لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا ؟ قَالَ: " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ؟ "

 

قال أحمد حمزة الزين في تحقيقه للمسند: صحيح.

اختلفوا في تصحيحه أو تضعيفه، وقال محققو طبعة الرسالة: إسناده ضعيف لجهالة حال نبهان - وهو مولى أمِّ سلمة - كما سلف بيانه عند الرواية (26473) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/17 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.وأخرجه أبو داود (4112) ، والترمذي (2778) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (289) ، وأبو يعلى (6922) ، وابن حبان (5575) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (678) ، والبيهقي في "السنن" 7/91-92، والخطيب في "تاريخه" 3/17 من طرق عن عبد اللّه بن المبارك، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح! وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9241) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (288) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/416، والنسائي في "الكبرى" (9242) ، والخطيب في "تاريخه" 3/18، والبيهقي في "السنن" 7/91، وفي "الآداب" (747) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عُقيل، عن الزهري، به. وأخرجه ابن سعد 8/175-176- ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 3/17- عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد اللّه، عن الزُّهري، به. والواقدي متروك. وقد أنكر أحمد على الواقدي هذا الحديث، فيما ذكر العقيلي في "الضعفاء" 4/107، والخطيب في "تاريخه" 3/16، ونقلا عنه قوله: والحديث حديث يونس لم يروه غيره. قلنا: بل إنَّ عُقيلاً تابع يونس عن الزُّهري في هذا الحديث، كما سلف، وانظر ما ذكره العقيلي والخظيب على رواية الواقدي هذه (ذكرت من كتاب عن الواقدي في آخر كتاب حروب محمد الإجرامية دفاعًا لمؤلف أكد فيه شواهد للواقدي وأنه لم ينفرد بالإسناد الذي أتى به، وكان أحمد بن حنبل يحقد على الواقدي ويكرهه لأمانته في سرد القصص، واعترف عبد الله بن أحمد أن أكثر ما رأى أباه يطالع هو كتب الواقدي!).

وقد اختلف قول الحافظ في هذا الحديث، فقال في "الفتح" 1/550: هو حديث مختلف في صحته، وقال في موضع آخر 9/337: إسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزُّهري بالرواية عن نبهان وليس بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزُّهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روا يته!

 

حاول بعضهم الاعتراض على الحديث بمعارضته بحديث آخر، روى البخاري:

 

987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى 988 - وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

24541 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تَضْرِبَانِ بِدُفَّيْنِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَجّىً عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا ، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ، فَقَالَ: " دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ "

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَسْأَمُ ، فَأَقْعُدُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ "

 

 إسناده صحيح على شرط الشيخين ، أبو المغيرة : هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ، والأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو . وذكر الحافظ في "الفتح" 2 / 443 أنهما حديثان ، قد جمعهما بعض الرواة ، وأفردهما بعضهم . قلنا : أخرجه بتمامه ابن حبان (5876) من طريق الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (987 - 988) و (3529 - 3530) ، وابن حبان (5871) ، والبيهقي في "السنن" 7 / 92 و10 / 224 ، وفي "الآداب" (768) من طريق عقيل ، ومسلم (892) (17) ، وابن حبان (5868) من طريق عمرو بن الحارث ، كلاهما عن الزهري ، به . وأخرجه البخاري (949 - 950) و (2906 - 2907) ، ومسلم (892) (19) من طريق ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة ، به .

 

لكن هذه عدم أمانة منهم، فعندما كانت عائشة صغيرة لم يكن محمد قد اخترع تشريع الحجاب والخمار وقمع النساء بالكامل.

 

وروى البخاري:

 

5102 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَشْعَثِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا رَجُلٌ فَكَأَنَّهُ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ فَقَالَتْ إِنَّهُ أَخِي فَقَالَ انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ

 

شهوانية محمد تصل إلى حدها الأقصى

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}

 

هذا عمله محمد كتشريع خاص لنفسه بأن يتزوج أي عدد يريده من نساء، بانتهاك للتشريع الذي وضعه لكل المسلمين بالزواج من أربعة فقط! ووفقًا له كما زعم ناسبًا الكلام لله الخرافي فإنه لا غبار على ولا حرج في خطفه للنساء في حروبه واستعبادهن واغتصابهن لمتعه الجنسية الدنيئة باعتبارهن من فيء وعطاء الله، الاستعباد والاغتصاب عطاء إلهي!، هل الله يرضى بالاستعباد؟! وهل كان سيشرع تشريعًا مخصوصًا يعمل نصوصًا لإنسان واحد ذرّة بلا قيمة في الكون، وتشريع آخر لكل الناس، كأن محمدًا فوق الناس وأعلى منهم! ثم استعمل محمد قرآنه كجريدة رخيصة غير مكلفة لعمل إعلان رغبة في الزواج، فقد وصل هوسه الجنسي إلى حده الأقصى، ولم يجد اكتفاءً بما عنده من زوجات، فطلب زوجات مجانيات بدون مهور يهبن له أنفسهن، نعلم من كتب السيرة والتراجم أن معظم من وهبن له أنفسهن لم يكن جميلات عمومًا فلم يقبل منهن أحدًا، فليس من عادة النساء الشرقيات المحافظات الزواج بدون مهور ومال، لذا كرجل عجوز لا يعرض مهرًا لم يأته سوى نساء لسن بالمستوى الذي حلم به، رغم كل مكانته كزعيم ليثرب.

 

روى البخاري:

 

5029 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ زَوِّجْنِيهَا قَالَ أَعْطِهَا ثَوْبًا قَالَ لَا أَجِدُ قَالَ أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَاعْتَلَّ لَهُ فَقَالَ مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

5149 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ إِنِّي لَفِي الْقَوْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَامَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ثُمَّ قَامَتْ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحْنِيهَا قَالَ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ قَالَ لَا قَالَ اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَذَهَبَ فَطَلَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ هَلْ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْءٌ قَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا قَالَ اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

رواه أحمد (22798) 23184 أخرجه الحميدي (928) ، والبخاري (5149) و (5150) ، ومسلم (1425) (77) ، وابن ماجه (1889) ، والنسائي 6/54-55 و91-92، وابن الجارود (716) ، وأبو يعلى (7522) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2475) و (2476) و (2477) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5915) ، والدارقطني 3/248-249، والبيهقي 7/144 و236 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي شيبة 4/187، والدارمي (2201) ، والبخاري (5029) و (5030) و (5087) و (5121) و (5126) و (5132) و (5141) و (5871) ومسلم (1425) (76) و (77) ، والنسائي في "المجتبى" 6/113، وفي "الكبرى" (8061) ، وأبو يعلى (7539) ، وأبو عوانة (6860-6866) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2478) و (2479) ، وفي "معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5750) و (5781) و (5907) و (5934) و (5938) و (5951) و (5980) و (5993) ، والدارقطني 3/247-248، والحاكم 2/178، والبيهقي 7/57 و58 و144 و144-145 و242 من طرق عن أبي حازم، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو عند بعضهم مختصر جداً . ورواه أحمد برقم (22832) و (22850) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (2112) ، والنسائي في "الكبرى" (5506) .

 

وروى أحمد:

 

(27621) 28173- حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ ، أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8928) -وهو في "عِشْرة النساء" (42) - من طريق يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/23 من طريق أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: كنا نتحدَّث أن أمَّ شريك كانت وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت امرأة صالحة. وفي الباب عن محمد بن إبراهيم التيمي، والشعبي، وعكرمة، ومنير بن عبد الله الدوسي، مرسلاً عند ابن سعد 8/154 و155. وقد اختلف في اسم الواهبة فقيل: خولة بنت حكيم، كما في "صحيح البخاري" (5113) معلقاً من حديث عائشة، وقيل غير ذلك، وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 8/525 و9/164-165، وقد ذكر أن الاختلاف يشعر بتعدد الواهبات.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11787 - حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن منصور الكوفي ثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له

 

وفي النص قال محمد أنه قد يرجئ أي: يؤخر بعضهن ويجعلهن ينتظرن، البعض يشكون كعلي سينا الكندي الإيراني في كتابه (سيرة سيكولوجية لمحمد) أن هوس محمد الجنسي مرتبط بضعف جنسي ومرض نفسي مترتب على ذلك الضعف، مرتبط بالرغبة كهوس دون القدرة على إشباعها، لكن لا يمكن التحقق من صحة ذلك، ربما كانت قدراته عادية، لكنه صار يشرّع تشريعات مضحكة غريبة ليُشعر نفسَه بالسيطرة والتسلط وأنه يأمر وينهى ويتسلّط كما يريد، وحل مشكلة صراع الغيرة عليه بتشريع مزعوم أنه يمكنه تجنب وعزل وهجر أي زوجة كحقٍّ إلهيّ {...وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}، مثال لرجل بعقل طفل اتبعه ناس بعقول أطفال صدقوا أن الله بهذه السخافة.

 

وروى البخاري:

 

4788 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } قُلْتُ مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ

 

4789 - حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَأْذِنُ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ مِنَّا بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } فَقُلْتُ لَهَا مَا كُنْتِ تَقُولِينَ قَالَتْ كُنْتُ أَقُولُ لَهُ إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ سَمِعَ عَاصِمًا

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(26251) 26781- حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ : {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي} إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.

 

يبدو أن عائشة كانت ذات ذكاء عالٍ، وكانت تعلم أن محمدًا مدعٍّ للنبوة بطريقة سخيفة لأجل شهواته ورغباته، تحت ستار نصوص دينية مزعومة مضحكة.

 

 

وتضمن النص كذلك تهديدًا ضد زوجات محمد وتبريرًا لمحمد لكي لا يعدل بين زوجاته بمزاجه، فقد صاغ ذلك بعد مشاكل الغيرة بينه وبين نسائه وبين بعضهن البعض، رغم نص قرآنه بالعدل بين الزوجات:

 

{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3)} النساء

{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129)} النساء

 

وبذلك فقد كان أول من خالف تشريع نفسه، روى مسلم:

 

[ 1476 ] حدثنا سريج بن يونس حدثنا عباد بن عباد عن عاصم عن معاذة العدوية عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا بعدما نزلت {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} فقالت لها معاذة فما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنك قالت كنت أقول إن كان ذاك إلي لم أوثر أحدا على نفسي

 

ورواه البخاري هكذا:

 

4789 - حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَأْذِنُ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ مِنَّا بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } فَقُلْتُ لَهَا مَا كُنْتِ تَقُولِينَ قَالَتْ كُنْتُ أَقُولُ لَهُ إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ سَمِعَ عَاصِمًا

 

ورواه أحمد 24476

 

وبالعودة للحديث عن النساء الواهبات أنفسهن لمحمد، جاء في كتاب الطبقات الكبير وفي أسد الغابة:

 

أم شريك بنت غزية: عن علي بن الحسين: أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ص أم شريك، وفي رواية عن عكرمة أنها المعنية في الآية:وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين. وفي رواية عن منير بن عبد الله الدوسي: وهي التي وهبت نفسها للنبي وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي (ص) وكانت جميلة وقد أسنّت فقالت إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك، فقبلها النبي (ص). فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير. قالت أم شريك: فأنا تلك. فسماها الله مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة: إن الله ليسرع لك في هواك.

 

خولة بنت حكيم بن أمية: عن هاشم بن محمد عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي (ص) فأرجأها، وكانت تخدم النبي (ص) وتزوجها عثمان بن مظعون فمات عنها.

 

شك محمد في زوجته عائشة حتى كاد يصدق التهم المفتراة بدون دليل، واستعماله الحدس والاستدلال وأسلوب مخبري ومحققي دول الشرق الأوسط بالسماح بضرب خادمته أو مستعبدته

 

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)} النور

 

شك محمد في عائشة دون دليل أو مبرر صحيح

 

روى البخاري:

 

2661 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَأَفْهَمَنِي بَعْضَهُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتُ لَهُ اقْتِصَاصًا وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا زَعَمُوا أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنْ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدْ انْقَطَعَ فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنْ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرْ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ يَدَهَا فَرَكِبْتُهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ بِهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْإِفْكِ وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ كَيْفَ تِيكُمْ لَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى نَقَهْتُ فَخَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ مُتَبَرَّزُنَا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَوْ فِي التَّنَزُّهِ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ بِنْتُ أَبِي رُهْمٍ نَمْشِي فَعَثَرَتْ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا فَقَالَتْ يَا هَنْتَاهْ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالُوا فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ فَقَالَ كَيْفَ تِيكُمْ فَقُلْتُ ائْذَنْ لِي إِلَى أَبَوَيَّ قَالَتْ وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبِتُّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ مِنْ الْوُدِّ لَهُمْ فَقَالَ أُسَامَةُ أَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا نَعْلَمُ وَاللَّهِ إِلَّا خَيْرًا وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَسَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ يَا بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ فِيهَا شَيْئًا يَرِيبُكِ فَقَالَتْ بَرِيرَةُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ مِنْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ الْعَجِينِ فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ أَعْذُرُكَ مِنْهُ إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمْرَكَ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ وَاللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَلَ فَخَفَّضَهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ وَبَكَيْتُ يَوْمِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي قَالَتْ فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي إِذْ اسْتَأْذَنَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مِنْ يَوْمِ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ قَبْلَهَا وَقَدْ مَكَثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ قَالَتْ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ يَا عَائِشَةُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً وَقُلْتُ لِأَبِي أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لِأُمِّي أَجِيبِي عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنْ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ النَّاسُ وَوَقَرَ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَبَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قَالَ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ثُمَّ تَحَوَّلْتُ عَلَى فِرَاشِي وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنْ يُنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيًا وَلَأَنَا أَحْقَرُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي وَلَكِنِّي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ مَجْلِسَهُ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنْ الْعَرَقِ فِي يَوْمٍ شَاتٍ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ لِي يَا عَائِشَةُ احْمَدِي اللَّهَ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ فَقَالَتْ لِي أُمِّي قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الْآيَاتِ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ مَا قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ الَّذِي كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَ يَا زَيْنَبُ مَا عَلِمْتِ مَا رَأَيْتِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا خَيْرًا قَالَتْ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ قَالَ وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ قَالَ وَحَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ

 

 

معلقًا بعد 4756 - وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ذُكِرَ مِنْ شَأْنِي الَّذِي ذُكِرَ وَمَا عَلِمْتُ بِهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيَّ خَطِيبًا فَتَشَهَّدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أُنَاسٍ أَبَنُوا أَهْلِي وَايْمُ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ وَلَا يَدْخُلُ بَيْتِي قَطُّ إِلَّا وَأَنَا حَاضِرٌ وَلَا غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلَّا غَابَ مَعِي فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ نَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ وَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ رَهْطِ ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالَ كَذَبْتَ أَمَا وَاللَّهِ أَنْ لَوْ كَانُوا مِنْ الْأَوْسِ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ تُضْرَبَ أَعْنَاقُهُمْ حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ شَرٌّ فِي الْمَسْجِدِ وَمَا عَلِمْتُ فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي وَمَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ فَعَثَرَتْ وَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ أَيْ أُمِّ تَسُبِّينَ ابْنَكِ وَسَكَتَتْ ثُمَّ عَثَرَتْ الثَّانِيَةَ فَقَالَتْ تَعَسَ مِسْطَحٌ فَقُلْتُ لَهَا أَيْ أُمِّ أَتَسُبِّينَ ابْنَكِ فَسَكَتَتْ ثُمَّ عَثَرَتْ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ تَعَسَ مِسْطَحٌ فَانْتَهَرْتُهَا فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا فِيكِ فَقُلْتُ فِي أَيِّ شَأْنِي قَالَتْ فَبَقَرَتْ لِي الْحَدِيثَ فَقُلْتُ وَقَدْ كَانَ هَذَا قَالَتْ نَعَمْ وَاللَّهِ فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي كَأَنَّ الَّذِي خَرَجْتُ لَهُ لَا أَجِدُ مِنْهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا وَوُعِكْتُ فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْنِي إِلَى بَيْتِ أَبِي فَأَرْسَلَ مَعِي الْغُلَامَ فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَوَجَدْتُ أُمَّ رُومَانَ فِي السُّفْلِ وَأَبَا بَكْرٍ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ فَقَالَتْ أُمِّي مَا جَاءَ بِكِ يَا بُنَيَّةُ فَأَخْبَرْتُهَا وَذَكَرْتُ لَهَا الْحَدِيثَ وَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنِّي فَقَالَتْ يَا بُنَيَّةُ خَفِّفِي عَلَيْكِ الشَّأْنَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتْ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا حَسَدْنَهَا وَقِيلَ فِيهَا وَإِذَا هُوَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهَا مَا بَلَغَ مِنِّي قُلْتُ وَقَدْ عَلِمَ بِهِ أَبِي قَالَتْ نَعَمْ قُلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ نَعَمْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْبَرْتُ وَبَكَيْتُ فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ صَوْتِي وَهُوَ فَوْقَ الْبَيْتِ يَقْرَأُ فَنَزَلَ فَقَالَ لِأُمِّي مَا شَأْنُهَا قَالَتْ بَلَغَهَا الَّذِي ذُكِرَ مِنْ شَأْنِهَا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ أَيْ بُنَيَّةُ إِلَّا رَجَعْتِ إِلَى بَيْتِكِ فَرَجَعْتُ وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي فَسَأَلَ عَنِّي خَادِمَتِي فَقَالَتْ لَا وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا أَوْ عَجِينَهَا وَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اصْدُقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ وَبَلَغَ الْأَمْرُ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي قِيلَ لَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثَى قَطُّ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَتْ وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي فَلَمْ يَزَالَا حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ صَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ دَخَلَ وَقَدْ اكْتَنَفَنِي أَبَوَايَ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ قَارَفْتِ سُوءًا أَوْ ظَلَمْتِ فَتُوبِي إِلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ مِنْ عِبَادِهِ قَالَتْ وَقَدْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَهِيَ جَالِسَةٌ بِالْبَابِ فَقُلْتُ أَلَا تَسْتَحْيِ مِنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَذْكُرَ شَيْئًا فَوَعَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتُّ إِلَى أَبِي فَقُلْتُ لَهُ أَجِبْهُ قَالَ فَمَاذَا أَقُولُ فَالْتَفَتُّ إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ أَجِيبِيهِ فَقَالَتْ أَقُولُ مَاذَا فَلَمَّا لَمْ يُجِيبَاهُ تَشَهَّدْتُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي لَمْ أَفْعَلْ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَشْهَدُ إِنِّي لَصَادِقَةٌ مَا ذَاكَ بِنَافِعِي عِنْدَكُمْ لَقَدْ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ وَأُشْرِبَتْهُ قُلُوبُكُمْ وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ لَتَقُولُنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِهَا وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا وَالْتَمَسْتُ اسْمَ يَعْقُوبَ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ إِلَّا أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَاعَتِهِ فَسَكَتْنَا فَرُفِعَ عَنْهُ وَإِنِّي لَأَتَبَيَّنُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَيَقُولُ أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ قَالَتْ وَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا فَقَالَ لِي أَبَوَايَ قُومِي إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُهُ وَلَا أَحْمَدُكُمَا وَلَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي لَقَدْ سَمِعْتُمُوهُ فَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ وَلَا غَيَّرْتُمُوهُ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ أَمَّا زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِدِينِهَا فَلَمْ تَقُلْ إِلَّا خَيْرًا وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ مِسْطَحٌ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ هُوَ وَحَمْنَةُ قَالَتْ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ { وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ } يَعْنِي مِسْطَحًا إِلَى قَوْلِهِ { أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ يَا رَبَّنَا إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَعَادَ لَهُ بِمَا كَانَ يَصْنَعُ

 

7369 - حَدَّثَنَا الْأُوَيْسِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا قَالَتْ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْأَلُهُمَا وَهُوَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَسَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَمْرًا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا فَذَكَرَ بَرَاءَةَ عَائِشَةَ وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ

 

والحديث رواه مسلم 2770 وأحمد 24317 و25623 ومواضع أخرى من مسند عائشة وغيرها من كتب الحديث

 

ما فعله محمد هو استخبار واستعلام ومحاولة المعرفة بالسؤال والتحري، ربما إلى حد ما على طريقة المباحث اليوم، وأسلوبهم مع خادمة (مستعبَدة) بيت عائشة أشبه بأسلوب المباحث العربية فعلًا. لم يعلم محمد ببراءة زوجته بحدسه الداخلي وتعاملها معه، ولا بوحي مزعوم، بل بالتخمين والتحري. محمد اتهم عائشة لمجرد أقاويل بدون دليل قوي صحيح وما كان لرجل واثق من نفسه ومن زوجته أن يفعل شيئًا كهذا. وأهمل زوجته وكانت مريضة مكتفيًا بفتور بسؤاله بطريقة سيئة لأهلها كيف تيكم يعني كيف تلكم أو تلك كإشارة لغضبه وضيقه منها لمجرد الشبهة بدون دليل. لم يكن محمد يحتاج إلى تكبير الأمر لدرجة حدوث شجار بين الأوس والخزرج. كان يكفيه الثقة بإخلاص الزوجة. أي أحد قد يتأخر ويضيع عن قومه في الصحراء فيساعده آخر بحمله للنجاة والوصول لبلده. مشورة علي بلا مبالاة لمحمد بأن يطلق هذه الفتاة الصغيرة لأن النساء كثيرات كانت سببًا لكره عائشة الدائم لعلي بن أبي طالب ومناصرتها أقاربها وأنسبائها في معركة الجمل، وقد أذاقت علي ويلات لا باس بها وكسرت من قوته وشتتها هي ومن معها، حتى لو كان هزم جيش طلحة والزبير بن العوام ومعهم عائشة بدعمها كزوجة وأرملة محمد، فقد كانت معركة رهيبة سالت فيها دماء المسلمين في حربهم مع بعضهم البعض، وكان دعم عائشة المعنوي الدعائي له دور كبير .

 

تكبُّر محمد

 

{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)} النور

 

من ضمن تفسيرات الطبري:

 

وقال آخرون: بل ذلك نهي من الله أن يدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلظ وجفاء، وأمر لهم أن يدعوه بلين وتواضع.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) قال: أمرهم أن يدعوا: يا رسول الله، في لين وتواضع، ولا يقولوا: يا محمد، في تجهم.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد مثله، (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) قال: أمرهم أن يدعوه: يا رسول الله، في لين وتواضع.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، في قوله: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) قال: أمرهم أن يفخِّموه ويشرّفوه.

 

لا أعلم ما هي طريقة الكلام والنداء التي كانت ستضايقه، أو نبرة الصوت أو طريقة الأداء، شخصية متكبرة تعاني مشاكل شخصية وتكبرًا وعقد نقص في الطفولة على نحو مؤكَّد، فأراد أن يبجّله الناس ويجّلوا قدره كحاكم ومقدس لهم.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} الحجرات

 

ذكرتُ في ج1 حروب محمد الإجرامية عن تكبر محمد ولا إنسانيته في الارتباط مع هذا النص التالي:

 

سَرِيّةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ إلَى بَنِي تمِيمٍ فِي المُحَرّمِ سَنَةَ تِسْعٍ

 

ذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق في ج4، لكن سياقه عن أحداثها ناقص، وعنه اقتبس البخاري في صحيحه عنوان باب:

 

بَاب قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا وَسَبَى مِنْهُمْ نِسَاءً


4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ أَوْ قَوْمِي

 

والأحداث بكاملها من الواقدي كالتالي:

 

قَالَ: حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ الزّهْرِىّ، وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالا: لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مِنْ الْجِعِرّانَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِى الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بَقِيّةَ ذِى الْقَعْدَةِ، وَذِى الْحِجّةِ، فَلَمّا رَأَى هِلالَ الْمُحَرّمِ بَعَثَ الْمُصَدّقِينَ، فَبَعَثَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ إلَى أَسْلَمَ وَغِفَارٍ بِصَدَقَتِهِمْ....إلخ وَبَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ هُذَيْمٍ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ. فَخَرَجَ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى كَعْبٍ.

وَيُقَالُ: إنّمَا سَعَى عَلَيْهِمْ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ النّحّامُ الْعَدَوِىّ، فَجَاءَ وَقَدْ حَلّ بِنَوَاحِيهِمْ بَنُو جُهَيْمٍ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، وَبَنُو عَمْرِو بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعُتَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَهُمْ يَشْرَبُونَ مَعَهُمْ عَلَى غَدِيرٍ لَهُمْ بِذَاتِ الأَشْطَاطِ، وَيُقَالُ: وَجَدَهُمْ عَلَى عُسْفَانَ. ثُمّ أَمَرَ بِجَمْعِ مَوَاشِى خُزَاعَةَ لِيَأْخُذَ مِنْهَا الصّدَقَةَ. قَالَ: فَحَشَرَتْ خُزَاعَةُ الصّدَقَةَ مِنْ كُلّ نَاحِيَةٍ، فَاسْتَنْكَرَتْ ذَلِكَ بَنُو تَمِيمٍ، وَقَالُوا: مَا هَذَا؟ تُؤْخَذُ أَمْوَالُكُمْ مِنْكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتَجَيّشُوا، وَتَقَلّدُوا الْقِسِىّ وَشَهَرُوا السّيُوفَ فَقَالَ الْخُزَاعِيّونَ: نَحْنُ قَوْمٌ نَدِينُ بِدِينِ الإِسْلامِ وَهَذَا مِنْ دِينِنَا. قَالَ التّمِيمِيّونَ: وَاَللّهِ لا يَصِلُ إلَى بَعِيرٍ مِنْهَا أَبَدًا، فَلَمّا رَآهُمْ الْمُصَدّقُ هَرَبَ مِنْهُمْ وَانْطَلَقَ مُوَلّيًا وَهُوَ يَخَافُهُمْ وَالإِسْلامُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يَعُمّ الْعَرَبَ، قَدْ بَقِيَتْ بَقَايَا مِنْ الْعَرَبِ وَهُمْ يَخَافُونَ السّيْفَ لِمَا فَعَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِمَكّةَ وَحُنَيْنٍ.

وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ مُصَدّقِيهِ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَفْوَ مِنْهُمْ وَيَتَوَقّوْا كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ فَقَدِمَ الْمُصَدّقُ عَلَى النّبِىّ ÷ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّمَا كُنْت فِى ثَلاثَةِ نَفَرٍ فَوَثَبَتْ خُزَاعَةُ عَلَى التّمِيمِيّينَ فَأَخْرَجُوهُمْ مِنْ مَحَالّهِمْ وَقَالُوا: لَوْلا قَرَابَتُكُمْ مَا وَصَلْتُمْ إلَى بِلادِكُمْ لَيَدْخُلَنّ عَلَيْنَا بَلاءٌ مِنْ عَدَاوَةِ مُحَمّدٍ ÷ وَعَلَى أَنْفُسِكُمْ حَيْثُ تَعْرِضُونَ لِرُسُلِ رَسُولِ اللّهِ تَرُدّونَهُمْ عَنْ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا، فَخَرَجُوا رَاجِعِينَ إلَى بِلادِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “مَنْ لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ الّذِينَ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا”؟ فَانْتَدَبَ أَوّلُ النّاسِ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِىّ، فَقَالَ: أَنَا وَاَللّهِ لَهُمْ أَتْبَعُ آثَارَهُمْ وَلَوْ بَلَغُوا يَبْرِينَ حَتّى آتِيَك بِهِمْ إنْ شَاءَ اللّهُ فَتَرَى فِيهِمْ رَأْيَك أَوْ يُسْلِمُوا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِ ÷ فِى خَمْسِينَ فَارِسًا مِنْ الْعَرَبِ، لَيْسَ فِيهَا مُهَاجِرٌ وَاحِدٌ وَلا أَنْصَارِىّ، فَكَانَ يَسِيرُ بِاللّيْلِ، وَيَكْمُنُ لَهُمْ بِالنّهَارِ، خَرَجَ عَلَى رَكُوبَةٍ حَتّى انْتَهَى إلَى الْعَرْجِ، فَوَجَدَ خَبَرَهُمْ أَنّهُمْ قَدْ عَارَضُوا إلَى أَرْضِ بَنِى سُلَيْمٍ، فَخَرَجَ فِى أَثَرِهِمْ حَتّى وَجَدَهُمْ قَدْ عَدَلُوا مِنْ السّقْيَا يَؤُمّونَ أَرْضَ بَنِى سُلَيْمٍ فِى صَحْرَاءَ قَدْ حَلّوا وَسَرّحُوا مَوَاشِيَهُمْ وَالْبُيُوتُ خُلُوفٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إلاّ النّسَاءُ وَنُفَيْرٌ فَلَمّا رَأَوْا الْجَمْعَ وَلّوْا وَأَخَذُوا مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، وَوَجَدُوا فِى الْمَحَلّةِ مِنْ النّسَاءِ إحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلاثِينَ صَبِيّا، فَحَمَلَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ بِهِمْ النّبِىّ ÷ فَحُبِسُوا فِى دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ

 فَقَدِمَ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ الْعُطَارِدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ، وَالزّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ، وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَرِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُجَاشِعٍ، فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ قَبْلَ الظّهْرِ فَلَمّا دَخَلُوا سَأَلُوا عَنْ سَبْيِهِمْ، فَأُخْبِرُوا بِهِمْ فَجَاءُوهُمْ فَبَكَى الذّرَارِىّ، وَالنّسَاءُ فَرَجَعُوا، حَتّى دَخَلُوا الْمَسْجِدَ ثَانِيَةً، وَرَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمَئِذٍ فِى بَيْتِ عَائِشَةَ، وَقَدْ أَذّنَ بِلالٌ بِالظّهْرِ بِالأَذَانِ الأَوّلِ، وَالنّاسُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ رَسُولِ اللّهِ ÷، فَعَجّلُوا خُرُوجَهُ فَنَادَوْا: يَا مُحَمّدُ اُخْرُجْ إلَيْنَا فَقَامَ إلَيْهِمْ بِلالٌ، فَقَالَ: إنّ رَسُولَ اللّهِ ÷ يَخْرُجُ الآنَ، فَاشْتَهَرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَصْوَاتَهُمْ فَجَعَلُوا يَخْفِقُونَ بِأَيْدِيهِمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ ÷، وَأَقَامَ بِلالٌ الصّلاةَ، وَتَعَلّقُوا بِهِ يُكَلّمُونَهُ فَوَقَفَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مَعَهُمْ بَعْدَ إقَامَةِ بِلالٍ الصّلاةَ مَلِيّا، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَتَيْنَاك بِخَطِيبِنَا وَشَاعِرِنَا فَاسْمَعْ مِنّا، فَتَبَسّمَ النّبِىّ ÷، ثُمّ مَضَى فَصَلّى بِالنّاسِ الظّهْرَ، ثُمّ انْصَرَفَ إلَى بَيْتِهِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، تَمّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِى صَحْنِ الْمَسْجِدِ، وَقَدِمُوا عَلَيْهِ، وَقَدّمُوا عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبِ التّمِيمِىّ فَخَطَبَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِى لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا، وَاَلّذِى جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَأَعْطَانَا الأَمْوَالَ نَفْعَلُ فِيهَا الْمَعْرُوفَ وَجَعَلَنَا أَعَزّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَكْثَرَهُمْ مَالاً وَأَكْثَرَهُمْ عَدَدًا، فَمَنْ مِثْلُنَا فِى النّاسِ؟ أَلَسْنَا بِرُءُوسِ النّاسِ وَذَوِى فَضْلِهِمْ؟ فَمَنْ يُفَاخِرُ فَلْيَعْدُدْ مِثْلَ مَا عَدَدْنَا وَلَوْ شِئْنَا لأَكْثَرْنَا مِنْ الْكَلامِ وَلَكِنّا نَسْتَحْيِى مِنْ الإِكْثَارِ فِيمَا أَعْطَانَا اللّهُ، أَقُولُ قَوْلِى هَذَا لأَنْ يُؤْتَى بِقَوْلٍ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ قَوْلِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: “قُمْ فَأَجِبْ خَطِيبَهُمْ”، فَقَامَ ثَابِتٌ - وَمَا كَانَ دَرَى مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ وَمَا هَيّأَ قَبْلَ ذَلِكَ مَا يَقُولُ - فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِى السّمَوَاتُ وَالأَرْضُ خَلْقُهُ، قَضَى فِيهَا أَمْرَهُ، وَوَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، فَلَمْ يَكُ شَيْءٌ إلاّ مِنْ فَضْلِهِ، ثُمّ كَانَ مِمّا قَدّرَ اللّهُ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَاصْطَفَى لَنَا مِنْ خَلْقِهِ رَسُولاً، أَكْرَمَهُمْ نَسَبًا، وَأَحْسَنَهُمْ زِيّا، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيثًا، أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، وَائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَانَ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَدَعَا إلَى الإِيمَانِ فَآمَنَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قَوْمِهِ وَذَوِى رَحِمِهِ أَصْبَحُ النّاسِ وَجْهًا، وَأَفْضَلُ النّاسِ فِعَالاً، ثُمّ كُنّا أَوّلَ النّاسِ إجَابَةً حِينَ دَعَا رَسُولُ اللّهِ ÷، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللّهِ وَرَسُولِهِ نُقَاتِلُ النّاسَ حَتّى يَقُولُوا لا إلَهَ إلاّ اللّهُ، فَمَنْ آمَنَ بِاَللّهِ وَرَسُولِهِ مُنِعَ مِنّا مَالُهُ وَدَمُهُ، وَمَنْ كَفَرَ بِاَللّهِ جَاهَدْنَاهُ فِى ذَلِكَ، وَكَانَ قَتْلُهُ عَلَيْنَا يَسِيرًا، أَقُولُ قَوْلِى هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللّه لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمّ جَلَسَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ ائْذَنْ لِشَاعِرِنَا، فَأَذِنَ لَهُ فَأَقَامُوا الزّبْرِقَانَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ:

نَحْنُ الْمُلُوكُ فَلا حَىّ يُقَارِبُنَا
وَكَمْ قَسَرْنَا مِنْ الأَحْيَاءِ كُلّهِمُ
وَنَحْنُ نُطْعِمُ عِنْدَ الْقَحْطِ مَا أَكَلُوا
وَنَنْحَرُ الْكُــومَ عَبْطًا فِــى أَرُومَتِنَـا

 

فِينَا الْمُلُوكُ وَفِينَا تُنْصَبُ الْبِيَعُ
عِنْدَ النّهَابِ وَفَضْلُ الْخَيْرِ يُتّبَعُ
مِنْ السّدِيفِ إذَا لَمْ يُؤْنَسْ الْقَزَعُ
لِلنّازِلِينَ إذَا مَـــا أُنْزِلُوا شَبِعُـوا

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَجِبْهُمْ يَا حَسّانُ بْنَ ثَابِتٍ”، فَقَامَ فَقَالَ:

إنّ الذّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وَإِخْوَتِهِمْ
يَرْضَى بِهِمْ كُلّ مَنْ كَانَتْ سَرِيرَتُهُ
قَوْمٌ إذَا حَارَبُوا ضَرّوا عَدُوّهُمُ
سَجِيّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ
لا يَرْقَعُ النّاسُ مَا أَوْهَتْ أَكُفّهُمُ
وَلا يَضِنّونَ عَنْ جَارٍ بِفَضْلِهِمُ
إنْ كَانَ فِى النّاسِ سَبّاقُونَ بَعْدَهُمُ
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللّهِ شِيعَتُهُمْ
أَعِفّةٌ ذُكِرَتْ فِى الْوَحْىِ عِفّتُهُمْ
كَأَنّهُمْ فِى الْوَغَى وَالْمَوْتُ مُكْتَنِعٌ
لا يَفْخَرُونَ إذَا نَالُوا عَدُوّهُمُ
إذَا نَصَبْنَا لِحَىّ لَمْ نَدِبّ لَهُمْ
نَسْمُو إذَا الْحَرْبُ نَالَتْنَا مَخَالِبُهَا
خُذْ مِنْهُمُ مَا أَتَى عَفْوًا إذَا غَضِبُوا
فَإِنّ فِى حَرْبِهِمْ فَاتْرُكْ عَدَاوَتَهُمْ
أَهْدَى لَهُمْ مَدْحَهُ قَلْبٌ يُؤَازِرُهُ
وَأَنّهُـــمْ أَفْضَـــلُ الأَحْيَاءِ كُلّهِـــمُ

 

قَدْ شَرّعُوا سُنّةً لِلنّاسِ تُتّبَعُ
تَقْوَى الإِلَهِ وَبِالأَمْرِ الّذِى شَرَعُوا
أَوْ حَاوَلُوا النّفْعَ فِى أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا
إنّ الْخَلائِقَ فَاعْلَمْ شَرّهَا الْبِدَعُ
عِنْدَ الدّفَاعِ وَلا يُوهُونَ مَا رَقَعُوا
وَلا يَنَالُهُمُ فِى مَطْمَعٍ طَبَعُ
فَكُلّ سَبْقٍ لأَدْنَى سَبْقِهِمْ تَبَعُ
إذَا تَفَرّقَتْ الأَهْوَاءُ وَالشّيَعُ
لا يَطْمَعُونَ وَلا يُرْدِيهِمُ طَمَعُ
أُسْدٌ بِبِيشَةَ فِى أَرْسَاغِهَا فَدَعُ
وَإِنْ أُصِيبُوا فَلا خُورٌ وَلا جُزُعُ
كَمَا يَدِبّ إلَى الْوَحْشِيّةِ الذّرَعُ
إذَا الزّعَانِفُ مِنْ أَطْرَافِهَا خَشَعُوا
وَلا يَكُنْ هَمّك الأَمْرَ الّذِى مَنَعُوا
سُمّا غَرِيضًا عَلَيْهِ الصّابُ وَالسّلَعُ
فِيمَا أَحَبّ لِسَانٌ حَائِكٌ صَنَعُ
إنْ جَدّ بِالنّاسِ جِدّ الْقَوْلِ أَوْ شَمَعُوا

وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ فِى الْمَسْجِدِ يُنْشِدُ عَلَيْهِ حَسّانُ، وَقَالَ: “إنّ اللّهَ لَيُؤَيّدُ حَسّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا دَافَعَ عَنْ نَبِيّهِ”، وَسُرّ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمَئِذٍ وَالْمُسْلِمُونَ بِمَقَامِ ثَابِتٍ وَشِعْرِ حَسّانَ. وَخَلا الْوَفْدُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ فَقَالَ قَائِلٌ: تَعْلَمُنّ وَاَللّهِ أَنّ هَذَا الرّجُلَ مُؤَيّدٌ مَصْنُوعٌ لَهُ، وَاَللّهِ لَخَطِيبُهُ أَخْطَبُ مِنْ خَطِيبِنَا، وَلَشَاعِرُهُمْ أَشْعَرُ مِنْ شَاعِرِنَا، وَلَهُمْ أَحْلَمُ مِنّا، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَجْهَرِ النّاسِ صَوْتًا. وَأَنْزَلَ اللّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيّهِ فِى رَفْعِ أَصْوَاتِهِمْ - التّمِيمِيّينَ - وَيُذْكَرُ أَنّهُمْ نَادَوْا النّبِىّ ÷ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النّبِيّ} إلَى قَوْلِهِ: {أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} يَعْنِى تَمِيمًا حِينَ نَادَوْا النّبِىّ ÷.

وَكَانَ ثَابِتٌ حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لا يَرْفَعُ صَوْتَهُ عِنْدَ النّبِىّ ÷ فَرَدّ رَسُولُ اللّهِ السّبْىَ وَالأَسْرَى، وَقَامَ عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ يَوْمَئِذٍ يَهْجُو قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ، كَانَا جَمِيعًا فِى الْوَفْدِ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ. وَكَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ إذَا قَدِمَ عَلَيْهِ وَيُفَضّلُ بَيْنَهُمْ فِى الْعَطِيّةِ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى...إلخ

 

قَالَ: حَدّثَنِى رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ أَخْبَرَهُ أَنّ امْرَأَةً مِنْ بَنِى النّجّارِ، قَالَتْ: أَنَا أَنْظُرُ إلَى الْوَفْدِ يَوْمَئِذٍ يَأْخُذُونَ جَوَائِزَهُمْ عِنْدَ بِلالٍ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أُوقِيّةً وَنَشّ. قَالَتْ: وَقَدْ رَأَيْت غُلامًا أَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ أَعْطَى خَمْسَ أَوَاقِىّ. قُلْت: وَمَا النّشّ؟ قَالَتْ: نِصْفُ أُوقِيّةٍ.

 

شواهد من كتب الحديث

 

روى الترمذي في سننه:

 

3267 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب في قوله { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } قال فقام رجل فقال يا رسول الله إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الله

قال هذا حديث حسن غريب

 

إسناده صحيح، ورواه النسائي في "الكبرى" (11515)

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

27203 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ: ذَاكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، كَمَا حَدَّثَ أَبُوسلمةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

 

15991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسلمةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَا حَدَّثَ أَبُوسلمةَ: " ذَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "

 

إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبوسلمة بن عبد الرحمن- وهو ابن عوف القرشي- لم يثبت سماعه من الأقرع بن حابس، فقد نقل الحافظ في "الإصابة" - في ترجمة الأقرع- عن ابن منده قوله: رُوي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلاً، وهو الأصح، قال الحافظ: وكذا رواه الروياني من طريق عمرر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلاً، ووقع في رواية جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر. قلنا: وسيأتي مرسلاً أيضاً في الرواية 6/394. وقال الحافظ في "التعجيل": ورواية أبي سلمة عن الأقرع منقطعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1178) ، والطبراني في "الكبير" (878) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1033) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/130 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/108، وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجال الصحيح إن كان أبوسلمة سمع من الأقرع، وإلا فهو مرسل كإسناد أحمد الآخر. وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند الترمذي (3267) ، والنسائي في "الكبرى" (11515) ، وابن جرير 26/121، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/296 وفيه عن البراء بن عازب في قوله: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) [الحجرات: 4] ، قال: فقام رجل، فقال: يا رسول الله، إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذاك الله". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

 

ما يمكننا التعليق به هو تعاطف بني تميم الأقارب أو الأصهار لبني كعب من خزاعة، تعاطفًا غريزيًّا بديهيًّا، لما وجدوا من يأتي ليأخذ مواشيهم وأغنامهم من بلادهم كزكاة كاملة مصادرة كضريبة تذهب كلها للمدينة يثرب، بدلًا من توزيع تلك الخيرات والصدقات على الأولى بها من فقراء خزاعة نفسها، الأمر كان بحسن نية منهم فقط، ونلاحظ أن خزاعة فعلت فعل من لا يكره فعل المدافع عنهم في قرارة نفسه، وإن تظاهروا بالرفض خوفًا من قوة محمد العسكرية، ما قام به محمد هو الرد بجريمة وغارة من غاراته للنهب والسبي، ولما جاءه وفد بني تميم ووجدوا النساء والأطفال في الأقفاص يبكون ويستغيثون بقومهم ضجوا وصاحوا منادين محمدًا في رد فعل إنساني متعاطف طيب، لكن كأنما لا يدرك ولا يشعر ولا يهتم بالظرف الإنساني المأساوي الذي تسبب به باستعباد وخطف النساء والأطفال، كل ما اهتم به هو كيف يصيحون بصوت عالٍ منادين لي من خارج حجرات نسائي؟! أنا ذو المقام الرفيع المعتبر عند أتباعي الكثيرين المخدوعين نبيًّا؟! وصاغ لذلك آية في سورة الحجرات.

 

...... كل هذا التكبر والغطرسة، لدرجة وضع نص ديني يوافق أناه المتضخمة وعنجهيته. .....

 

ولما كانت قبيلة تميم كبيرة وإغراؤها وجذبها أقضل بقوته  وكونه منتصرًا مما يجعل البدائيين ذوي الفكر البدائي المتبعين لدين الغالب والأقوى يعتقدون أنه منصور من قوة عليا غيبية، اتبع أسلوب العفو ليضم قوة قبيلة تميم الكبيرة كثيرة العدد إليه، يكفي لنعلم مقدار تلك القوة العددية أن نقرأ المثل الدارج (الناس بنو تميم) يعني أكثرهم، ولاحقًا نرى في العصر الحديث سيادة شيء من لهجة تميم في الكثير من لهجات شبه الجزيرة العربية والعراق وهي لغة الكشكشة، أي إبدالهم الكاف شينًا، كقولك سمش بدلًا من سمك. وذكر الواقدي أنه ترك ورد لهم نساهم وأطفالهم، أما ابن إسحاق فقال أنه دفَّع بعضهم فدية مادية وعفى عن آخرين منهم:

 

فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فأعتق بعضاً، وأفدَى بعضا

 

في النهاية نلاحظ فخر وتباهي خطيب وشاعر المسلمين بأنهم يكرهون الناس على دين محمد ويقتلون من لا يتبعه بأسلوب الإجبار والإكراه والإرهاب.

وما أحسن قول الأقرع بن حابس لمحمد حسب البخاري:

 

3516 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الحَجِيجِ، مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةَ - ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةُ، خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفَانَ خَابُوا وَخَسِرُوا» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ»

 

ورواه مسلم 2522 وابن أبي شيبة 33145 وأحمد بن حنبل 20423 والطيالسي (861) ، والبخاري (6635)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 52، وابن حبان (7290) ، والبغوي (3854)

 

لقد أصاب الرجل قلب الحقيقة ولبها، فقد استقوى محمد وصنع جيوشًا من الغوغاء والجهّال وقادهم للنهب والاقتحام والاحتلال والتقتيل، بدلًا من حركة تنويرية عظيمة كسقراط أو ﭬولتير أو روسو أو توماس باين أو سيد القمني ونصر حامد أبو زيد.

 

شواهد أخرى من كتب الحديث على وفد بني تميم:

 

روى البخاري:

 

4367 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُمْ: «أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ القَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلاَفِي، قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا} [الحجرات: 1] حَتَّى انْقَضَتْ

 

4845 - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " كَادَ الخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ - قَالَ نَافِعٌ لاَ أَحْفَظُ اسْمَهُ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلاَفِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2] " الآيَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: «فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ»

 

7302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَادَ الخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيِّ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِغَيْرِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلاَفِي، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} [الحجرات: 3]، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، إِذَا حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ

 

4365 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ

 

4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلاَثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ: «هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ» وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: «أَعْتِقِيهَا، فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ»، وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقَالَ: " هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ، أَوْ: قَوْمِي "

 

وقال الطبري:

 

القول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)}

يعني تعالى ذكره بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : يا أيها الذين أقرّوا بوحدانية الله، وبنبوّة نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) يقول: لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم، قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله، محكيّ عن العرب فلان يقدّم بين يدي إمامه، بمعنى يعجل بالأمر والنهي دونه.

... حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ... الآية قال: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تفتاتوا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.

 

... حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله جلّ ثناؤه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تقطعوا الأمر دون الله ورسوله.

 

... القول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2)}

يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت رسول الله تتجهموه بالكلام، وتغلظون له في الخطاب (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) يقول: ولا تنادوه كما ينادي بعضكم بعضا: يا محمد، يا محمد، يا نبيّ الله، يا نبيّ الله، يا رسول الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

 

هل الله أم محمد هو الشاعر بالعظمة والبارانويا (جنون العظمة وعقدة الاضطهاد)، بحيث يطالب الآخرين بتبجيله والتحدث عند حضورهم عنده كأنهم عند ملك عظيم وامبراطور، فيما هو يقوم بخطف نساء وأطفال الناس ونهب أموالهم؟! {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} أي إلهٍ مزعوم كان سينزل للبشر سخافات كهذه، ليقرؤوها لآلاف السنين من السذج المغفلين منهم بعد موت مؤلفها المتكبر المتغطرس البارنوي منذ أكثر من 1400 عام؟!

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} النساء

 

{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)} النساء

 

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)} التوبة

 

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} التوبة

 

{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)} التوبة

 

{وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (99)} التوبة

 

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} التوبة

 

وغيرها من نظائرها في القرآن، نماذج لتكبر محمد وزهوه بنفسه واعتباره نفسه مع الله أو بعده في السلطة، وسلطته التشريعية مثل الله، ولا ننسى أن كل التشريع في القرآن والأحاديث مما نسبه محمد إلى الله الخرافي هو من كلام محمد، كثيرًا ما يمكن ترجمة كلمة الله في القرآن وحديث الله بمعنى محمد كمعبِّر عن رغباته كدمية يتحدث محمد من خلالها كالعرائس في المسرح. انظر مثلًا لقوله {أغناهم الله ورسوله من فضله} بضمير واحد للاثنين!

 

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} الفتح

 

هنا رغم اعتراف محمد بوجود ذنوب له، لكنه زعم أنه مغفور له كل شيء بشيك إلهيّ على بياض، ليفعل ما شاء كما نعرض في الأبواب المخصصة للحديث عنه من اغتصاب وزواج بالإكراه، وأعمال عنف وتقتيل وانتهاكات للقانون الذي وضعه للناس. لا ندري هل كان كلامه هذا مجرد محض زعم، أم أنه كان يعتقد به فعلًا كحالة نفسية هوسية تبرّر له جرائمة وتريح ضميرة بكفرة كفّارية غفرانية تطهرية تزيل عنه كل ما كان يفعل من شرور رهيبة.

 

وروى مسلم في صحيحه:

 

[ 735 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة قال فأتيته فوجدته يصلي جالسا فوضعت يدي على رأسه فقال مالك يا عبد الله بن عمرو قلت حدثت يا رسول الله أنك قلت صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة وأنت تصلي قاعدا قال أجل ولكني لست كأحد منكم

 

رواه أحمد 6512 و6894 وفي "مصنف" عبد الرزاق (4123) والنسائي في "المجتبى" 3/223، و"الكبرى" (1361) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4123) ، وأبو عوانة 2/220 من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه مسلم (735) ، وأبو داود (950) ، ومن طريقه البغوي (984) من طريق جرير، والدارمي 1/321 من طريق جعفر بن الحارث، والطبراني في "الصغير" (954) من طريق روح بن القاسم، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/136 عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن مولى لعمرو بن العاص، أو لعبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1369) من طريق سفيان -وهو الثوري-، عن حبيب -وهو ابن أبي ثابت-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (874) من طريق منصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمرو. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (861) من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (750) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمرو. ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/136 عن الزهري، عن عبد الله بن عمرو. والزهري لم يلق ابن عمرو. وأخرجه عبد الرزاق (4122) عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو. وعمرو بن دينار لم يدرك ابن عمرو. وفي الباب ما رواه أحمد (6803) و (6808) و (6883)  وفي الباب عن أنس، سيرد 3/136 و214. وعن السائب بن عبد الله، سيرد 3/425. وعن عمران بن حصين عند البخاري (1115) ، وسيرد 4/435. وعن عائشة، سيرد 6/61 و71 و220 و221.

 

ضيق صدر محمد من كثرة أسئلة أتباعه لأنه جعل الدين والخزعبلات الدينية مصدر ومرجعية كل الأمور العلمية والإنسانية، وإلغاؤه لمحالة عمل رسوم على سؤالهم له

 

جعل محمد نفسه المرجعية لكل شيء في الحياة عند أتباعه، فهو الجهبذ العلامة في كل شيء، تمامًا مثلما نرى جهلة المسلمين يتصلون ببرامج شيوخ الدين الجهلاء ليفتوهم في علم النفس والتربية والاجتماع وربما حتى الطب والاقتصاد وكافة الأمور التي هم في حقيقة الأمر لا يفقهون عنها شيئًا، وبسبب كثرة أسئلتهم له من جمهور مؤمنين متزايد منضم له انزعج ونهاهم عن سؤاله عن أي شيء، كان الرجل في تلك الفترة قد كبر سنه وصارت أخلاقه وصبره يضيق ويقل تدريجيًا. الخطأ خطؤه لأن تعليمه نص على إلغاء الناس لعقولهم وللمنطق والعقلانية والتفكير العلمي والاستدلال والبحث والقراءة والمرجعيات العلمية والفلسفية وغيرها. ويحتمَل أن بعض سائليه كانوا من المتظاهرين بالإسلام (المنافقين) وكانوا يحاولون اصطياد سهواته وأخطائه في الردود للطعن عليه وكشفه.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة

 

قال الطبري:

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارًا فتصدق به، ثم أنزلت الرخصة في ذلك.

حدثنا محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، قال: ثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه: إن في كتاب الله عزّ وجلّ لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: فُرِضت، ثم نُسخت.

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أَسامة، عن شبل بن عباد، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدّقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قدّم دينارًا صدقة تصدق به، ثم أنزلت الرخصة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه: آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تصدقت بدرهم، فنسخت، فلم يعمل بها أحد قبلي: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: سأل الناس رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أحفوه بالمسألة، فوعظهم الله بهذه الآية، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلا يستطيع أن يقضيها، حتى يقدّم بين يديه صدقة، فاشتدّ ذلك عليهم، فأنزل الله عزّ وجلّ الرخصة بعد ذلك (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.

...حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) ، وذاك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه؛ فلما قال ذلك صبر كثير من الناس، وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ، فوسع الله عليهم، ولم يضيق.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن أبى المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماريّ، عن عليّ، قال، قال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "مَا تَرَى؟ دِينَارٌ" قَالَ: لا يطيقون، قال: "نصف دينار؟ " قال: لا يطيقون قال: "ما ترى؟ " قال: شعيرة، فقال له النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إنَّكَ لَزَهِيدٌ"، قال عليّ رضي الله عنه: فبي خفف الله عن هذه الأمة، وقوله: (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) ، فنزلت: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) .

 

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) : لئلا يناجي أهل الباطل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيشُقّ ذلك على أهل الحقّ، قالوا: يا رسول الله ما نستطيع ذلك ولا نطيقه، فقال الله عزّ وجلّ: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ، وقال: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) ، من جاء يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه لا تناجه. قال: وكان المنافقون ربما ناجوا فيما لا حاجة لهم فيه، فقال الله عزّ وجلّ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) قال: لأن الخبيث يدخل في ذلك.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة والحسن البصري قالا قال في المجادلة: (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فنسختها الآية التي بعدها، فقال: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .

وقوله: (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) يقول تعالى ذكره: فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، (فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يقول: فإن الله ذو عفو عن ذنوبكم إذا تبتم منها، رحيم بكم أن يعاقبكم عليها بعد التوبة، وغير مؤاخذكم بمناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تقدّموا بين يدي نجواكم إياه صدقة.

 

... حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (أَأَشْفَقْتُمْ) قال: شقّ عليكم تقديم الصدقة، فقد وُضِعت عنكم، وأمروا بمناجاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بغير صدقة حين شقّ عليهم ذلك.

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أَبو أُسامة، عن شبل بن عباد المكيّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) : فريضتان واجبتان لا رجعة لأحد فيهما، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الصدقة في النجوى.

 

وقال ابن كثير:

 

يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يُنَاجِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ: يُسَارُّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُ وَتُزَكِّيهِ وَتُؤَهِّلُهُ لِأَنْ يَصْلُحَ لِهَذَا الْمَقَامِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ}، ثُمَّ قَالَ: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا} أَيْ: إِلَّا مِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ لِفَقْدِهِ {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَمَا أَمَرَ بِهَا إِلَّا مَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} أَيْ: أَخِفْتُمْ مِنَ اسْتِمْرَارِ هَذَا الْحُكْمِ عَلَيْكُمْ مِنْ وُجُوبِ الصَّدَقَةِ قَبْلَ مُنَاجَاةِ الرَّسُولِ، {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فَنُسَخَ وُجُوبُ ذَلِكَ عَنْهُمْ.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3794 - أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا محمد بن أيوب أنبأ يحيى بن المغيرة السعدي ثنا جرير منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها بعدي أحد آية النجوى { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال : كان عندي دينار نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت : { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات }

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج1:

 

331 - حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي كاتب سلمة ثنا سلمة بن الفضل ثنا محمدبن إسحاق عن أبي إسحاق الهمداني عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال: نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله عز و جل نزل تحريم الخمر نادمت رجلا فعارضته وعارضني فعربدت عليه فشججته فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر } إلى قوله { فهل أنتم منتهون } ونزلت في { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها } إلى آخر الآية ونزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنك لزهيد ) فنزلت الأخرى { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية كلها

 

هنا كشف محمد عن وجهه الحقيقي، فقد أراد وضع رسم مالي (على طريقة شيوخنا اليوم مع كونهم كمحمد ليس لهم فائدة) لمن يسألونه عن أي شيء سؤالًا خصوصيًّا، كوسيلة لتوفير مصدر دخل وعائد إضافي للإنفاق على نفسه ونسائه الكثيرات وعلى تسليحات حروبه الإرهابية وربما إحسانات لفقراء الأتباع تكسبه الشعبية، مع أنه لا ينفق من جيبه (نفس طريقة مساجد وجمعيات الإخوان المسلمين والمتطرفين اليوم)، ثم لما وجد أن الأتباع لم يستقبلوا ذلك استقبالًا حسنًا لغى حكمه! ولعل لعلي دورًا في تعقيل محمد ورده إلى الصواب لكي لا يخسر شعبيته لدى الأتباع بسبب ضيق الصدر والتحمل الذي أصابه، كلما مضى العمر بمحمد كما نرى من دراسة السيرة والأخلاق كان يزداد سوء طباع وانحطاط أخلاق وتدهورًا نفسيًّا وعقليًّا. في آخر العمر صار محمد يتخيل أشياء أكثر كما سنورد.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)} المائدة

 

قال الطبري في تفسير المائدة:

 

قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب مسائل كان يسألها إياه أقوام، امتحانًا له أحيانًا، واستهزاءً أحيانًا. فيقول له بعضهم:"من أبي"؟ ويقول له بعضهم إذا ضلت ناقته:"أين ناقتي"؟ فقال لهم تعالى ذكره: لا تسألوا عن أشياءَ من ذلك، كمسألة عبد الله بن حُذافة إياه من أبوه="إن تبد لكم تسؤكم"، يقول: إن أبدينا لكم حقيقة ما تسألون عنه، ساءكم إبداؤها وإظهارها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك تظاهرت الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* ذكر الرواية بذلك:

12794 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا حفص بن بُغَيل قال، حدثنا زهير بن معاوية قال، حدثنا أبو الجويرية قال: قال ابن عباس لأعرابيّ من بني سليم: هل تدري فيما أنزلت هذه الآية:"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"؟ = حتى فرغ من الآية، فقال: كان قوم يسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل:"من أبي"؟ = والرجل تضل ناقته فيقول:"أين ناقتي"؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية.

 

روى البخاري:

 

 

4622 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِهْزَاءً فَيَقُولُ الرَّجُلُ مَنْ أَبِي وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ أَيْنَ نَاقَتِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ كُلِّهَا

 

 

7294 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح و حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَالَ أَنَسٌ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّارُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

 

ضاق صدره كما نرى حتى قام بتكفير وسب أحد الرجال، ربما كان تابعًا مخلصًا يخاف على مصيره الأخروي الخرافي الذي خوّفهم محمد به، وربما كان منافقًا متظاهرًا بالإسلام ليحمي نفسه.

6362- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ الْمَسْأَلَةَ فَغَضِبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ هَذِهِ الْآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }

 

 

7089 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ فَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ أَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَوْأَى الْفِتَنِ و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَمُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ

 

7291 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ وَقَالَ سَلُونِي فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

7289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ

 

7288 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ

 

ورواه أحمد 8144 و7367 و (7501) و (8144) و (8664) و (9780) و (10255) و (10531)

 

ومن مرويات مسلم وباقيها كما عند البخاري:

 

[ 2359 ] حدثنا محمود بن غيلان ومحمد بن قدامة السلمي ويحيى بن محمد اللؤلؤي وألفاظهم متقاربة قال محمود حدثنا النضر بن شميل وقال الآخران أخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه قال غطوا رؤوسهم ولهم خنين قال فقام عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا قال فقام ذاك الرجل فقال من أبي قال أبوك فلان فنزلت { يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } 

 

[ 2359 ] وحدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى لهم صلاة الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن قبلها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألونني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا قال أنس بن مالك فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول سلوني فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول سلوني برك عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى والذي نفس محمد بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر قال بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة ما سمعت بابن قط أعق منك أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس قال عبد الله بن حذافة والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته

 

[ 2360 ] حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم فقال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله وفي رواية أبي كريب قال من أبى يا رسول الله قال أبوك سالم مولى شيبة

 

[ 1337 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه

 

وروى أحمد:

 

(10531) 10538- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ : مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَيْسٍ فَرَجَعَ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَتْ : وَيْحَكَ ، مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ ؟ فَقَدْ كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، وَأَهْلَ أَعْمَالٍ قَبِيحَةٍ . فَقَالَ لَهَا : إِنْ كُنْتُ لأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ مَنْ أَبِي ، مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ.

 

(12044) 12067- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ فَقَالَتْ أُمُّهُ : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ ، قَالَ : وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ ، قَالَ حُمَيْدٌ : وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ ، وَغَضِبِ رَسُولِهِ.

 

(12786) 12817- حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ : سَلُونِي ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ ، لِلَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ ، لَقَدْ قُمْتَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا ، قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّئَ صَدْرِي مِمَّا كَانَ يُقَالُ ، وَقَدْ كَانَ يُقَالُ فِيهِ.

 

(12820) 12851- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ . قَالَ أَنَسٌ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالاً ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ لاَفٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي ، قَالَ : وَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لاَحَى ، يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ ، قَالَ : أَبُو عَامِرٍ وَأَحْسَبُهُ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِي الْجَنَّةِ ، أَوْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ ، قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ ، إِنَّهُ صُوِّرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ.

 

وأحمد (12659) 12688، وغيرها

 

هذا الحديث يدل على أن قولي بأن محمدًا جعل نفسه مرجعية لكل شيء تكبرًا وتغطرسًا منه ليس باطلًا، الجهل المركب هو سمة الجاهل الذي يجهل جهله ويعتبر نفسه علامة في كل شيء ومرجعية لكل شيء. ويبدو أن أم حذافة نفسها لم تكن متأكدة من أبيه! ففي كلامها سذاجة وطيبة وشبه اعتراف (غير مؤكد طبعًا ظني هذا)  بعدم معرفتها وزواجها زيجة تعدد الرجال أو ممارسة البغاء والدعارة أو خيانة زوجها قبل الإسلام. محمد اكتفى إذن بالرد المعروف ظاهريًّا، كما كان  في الحديث صحيح الإسناد (الولد للفرش، وللعاهر الحجر) البخاري 2053، وهو في الصحيحين والمسند وغيرها، يعني مدعي أن شخصًا ابن زوجين هو ابنه ليس له حق ولا نصيب في الابن. وأهم ما في الأمر ضيق صدر محمد وعدم صبره ولا طولة باله.

 

وروى البخاري:

 

4745 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عُوَيْمِرًا أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي عَجْلَانَ فَقَالَ كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا قَالَ عُوَيْمِرٌ وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُلَاعَنَةِ بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَلَاعَنَهَا ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا فَطَلَّقَهَا فَكَانَتْ سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بَعْدَهُمَا فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْظُرُوا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَصْدِيقِ عُوَيْمِرٍ فَكَانَ بَعْدُ يُنْسَبُ إِلَى أُمِّهِ

 

ورواه مسلم 1492 وأحمد (22830) 23218

 

وروى مسلم:

[ 12 ] حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال...إلخ [رواه أحمد (12457) 12484]

 

[ 1337 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه.

 

ورواه أحمد (7367) 7361 و (7501) 7492 و (8144) 8129 وغيرها

 

محمد مثال للمعلم الفاشل، معلم الجهل والتجهيل والخزعبلات، الحكيم العالم يصنع علماء يبحثون ويفكرون ويصلون إلى نتائج جديدة في العلوم، لكن أمثال محمد يصيبون عقول الناس بالشلل والتأخر والعجز.

 

وذات مرة من ضمن ادعاء محمد معرفة كل شيء قام بشيء مضحك حقًّا لكنه مأساوي، فشر البلية ما يضحك، روى مسلم:

 

[ 2363 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم

 

ورواه أحمد:

 

12544 - حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصواتا فقال: " ما هذا ؟ " قالوا: يلقحون النخل، فقال: " لو تركوه فلم يلقحوه لصلح " فتركوه فلم يلقحوه، فخرج شيصا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما لكم ؟ "، قالوا: تركوه لما قلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به، فإذا كان من أمر دينكم فإلي "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن خزيمة في التوكل كما في "الإتحاف" 1/485 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2363) ، وابن خزيمة في التوكل من طريق أسود بن عامر، وابن ماجه (2471) ، وأبو يعلي (3480) و (3531) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 1/485، وابن حبان (22) من طريق عفان، كلاهما عن حماد، عن ثابت، عن أنس -وحماد، عن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. ورواية ابن حبان ليس فيها عفان، مع أنه روى الحديث عن أبي يعلي وهذا في روايته عفان. وسيأتي طريق عفان هذا في مسند عائشة 6/123. وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1395) .

الشيص: التمر الذي لا يشتد نواه ويقوى.

 

(24920) 25433- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، (ح) وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ أَصْوَاتًا ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ قَالُوا : النَّخْلُ يُؤَبِّرُونَهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ : لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ ، فَلَمْ يُؤَبِّرُوا عَامَئِذٍ ، فَصَارَ شِيصًا ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنَكُمْ بِهِ ، وَإِذَا كَانَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ. (6/123)

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، وهو مكرر من حديث أنس برقم (12544) ، وخرج هناك من طريق عائشة كذلك ، فأغنى عن إعادته هنا.

قال السندي : قوله : يؤبرونه ، من أبر كضرب ونصر ، وجاء بالتشديد من التأبير : وهو إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فيعلق بإذن الله.  قوله : "لصلح" أي : نظرا إلى الظاهر لعدم ظهور التأثير للتأبير ، فليس هذا من الخبر الغير المطابق للواقع حتى يكون كذبا.  قوله : شيصا ، بكسر فسكون ، هو الرديء من التمر الذي لا يشتد نواه .

 

اعتقدوا به رسولًا وأنه يعرف كل شيء فساروا وراء كلامه فكانت النتيجة خراب محصول النخل كله! فقال لهم هذا الرد السلبي! لو أنصفنا لكان عليه دفع نصف ثمن خسارتهم على الأقل وهي فادحة.

 

لكن محمدًا كان على الأقل يعترف بذنوبه بتواضع شديد، عكس التقديس الأعمى من أتباعه له:

 

راجع كذلك باب (إجبار محمد لزينب بنت جحش على الزواج منه بالاغتصاب ومحاولته مع الجونية والشنباء).

 

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)} من سورة الشرح

 

فسّرها ابن كثير: الْإِنْقَاضُ: الصَّوْتُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} أَيْ: أَثْقَلَكَ حَمْلُهُ.

 

محمد هنا يعترف بكثرة ذنوبه لدرجة ثقلها على ضميره، وهو اعتراف متواضع يدعو للإعجاب، على الأقل هو صريح في هذه المسألة، في حين ينادي أتباعه اليوم بأنه معصوم من الأخطاء والذنوب. إن ما فعله محمد بعد هجرته إلى يثرب تجعل ذنوبه بمكة حتمًا هراءً وأفعال أطفال بسيطة.

 

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)} عبس

 

سورة عبس هي مونولوج أو حوار ذاتيّ بين محمد ونفسه، ككثير من الآيات الأخرى، يلوم فيه نفسَه (على لسان الله وهو دومًا انعكاس نفسيّ لذاته ورغباته) على إهماله للرجل الأعمى المسكين المتبع له (ابن أم مكتوم)، لكي يدعو وثنيًّا آخر غنيًّا ذا سلطة لدعوته الجديدة، قد يكون محمد قال هذه السورة وأعلنها لأن ضميره أنّبه من جهة هذا الأعمى البائس وإهماله له، ولنا أن نعجب بشخصية محمد الطيب نسبيًّا ذي الميول التطهرية والاعترافية قبل تحوله إلى ذلك الشخص الأكثر عنفًا وشرًّا بعد اكتسابه القوة بهجرته إلى يثرب، أو قد يكون ابن أم مكتوم تحدّث عن هذه المسألة مع بعض صحبه من الأقلية المسلمة القليلة جدًّا آنذاك، متأثِّرًا متضايقًا، مما أثار تساؤل الرأي العامّ لبعض أفراد تلك الأقلية، فلام محمد نفسَه علنًا على لسان الله لذلك، فيما بعد كان لابن أم مكتوم مكانة كأحد مؤذّني محمد للصلاة وهي وظيفة طبيعية لأعمى ليس له وظيفة أخرى ممكنة تقريبًا، ومقيم للصلاة إذا خرج محمد من يثرب لمعركة أو إغارة أو عمرة أو حج للكعبة المكية، وبصرف النظر عن تعليل سبب لوم محمدٍ نفسَه، فالسورة تدل على عدم عصمته من الأخطاء والزلّات، على عكس ادعاء جمهور المسلمين وعلمائهم من السنة والشيعة على السواء. وإذا كان محمد نفسه غير معصوم فهذا يدحض بالأولى كذلك زعم الشيعة أيضًا عصمة نسل علي من أئمتهم وتعاليمهم.

 

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} محمد

 

{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)} النساء

 

قال الطبري:

 

لقول في تأويل قوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، ما يصيبك، يا محمد، من رخاء ونعمة وعافية وسلامة، فمن فضل الله عليك، يتفضل به عليك إحسانًا منه إليك = وأما قوله:"وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، يعني: وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه ="فمن نفسك"، يعني: بذنب استوجبتها به، اكتسبته نفسك، كما:-

9968 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، أما"من نفسك"، فيقول: من ذنبك.

9969 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، عقوبة، يا ابن آدم بذنبك. قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا يصيب رجلا خَدْش عود، ولا عَثرة قدم، ولا اختلاج عِرْق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر.

9970 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك"، يقول:"الحسنة"، ما فتح الله عليه يوم بدر، وما أصابه من الغنيمة والفتح = و"السيئة"، ما أصابه يوم أُحُد، أنْ شُجَّ في وجهه وكسرت رَبَاعيته.

 

هذا تواضع من محمد في هذه المسألة من الأمور القليلة التي أحترمها فيه، فهو في قرارة نفسه كان يعترف بأنه يقتل الناس لأجل هدفه ببناء دولة قوية للعرب ليزيح من طريقه الواقفين في سبيل مشروعه، ويعلم أنه يستعبد البشر والنساء والأطفال، ولديه شهوانية للنساء وفضائح مرتبطة بذلك، عكس قول المسلمين كلهم تقريبًا أنه "معصوم" من الأخطاء، فالرجل كله أخطاء وآثام وجرائم، تحتاج عقيدة العصمة إلى مراجعة من المسلمين لتناقضها مع صريح نصوص القرآن التي لا مهرب من معانيها.

 

{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)} النساء

 

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)} النساء

 

نص يعترف فيه محمد بوجود ذنوب له، وقال الطبري:

 

10412- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله"، يقول: بما أنزل الله عليك وبيَّن لك="ولا تكن للخائنين خصيمًا"، فقرأ إلى قوله:"إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيمًا". ذُكر لنا أن هؤلاء الآيات أنزلت في شأن طُعْمة بن أبيرق، وفيما همَّ به نبي الله صلى الله عليه وسلم من عذره، وبين الله شأن طعمة بن أبيرق، ووعظ نبيَّه وحذّره أن يكون للخائنين خصيمًا.

وكان طعمة بن أبيرق رجلا من الأنصار، ثم أحد بني ظفر، سرق درعًا لعمّه كانت وديعة عنده، ثم قذفها على يهودي كان يغشاهم، يقال له:"زيد بن السمين". فجاء اليهودي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يُهْنِف، فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر، جاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليعذروا صاحبهم، وكان نبي الله عليه السلام قد همَّ بعُذْره، حتى أنزل الله في شأنه ما أنزل، فقال:"ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم" إلى قوله:"ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة"، يعني بذلك قومه="ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، وكان طعمة قذَف بها بريئًا. فلما بيَّن الله شأن طعمة، نافق ولحق بالمشركين بمكة، فأنزل الله في شأنه:

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .

 

10413- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا"، وذلك أن نفرًا من الأنصار غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، فسرقت درع لأحدهم، فأظَنَّ بها رجلا من الأنصار، فأتى صاحب الدرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ طعمة بن أبيرق سرق درعي. فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى السارق ذلك، عَمَد إليها فألقاها في بيت رجل بريء، وقال لنفر من عشيرته: إني قد غيَّبْتُ الدرعَ وألقيتها في بيت فلان، وستوجد عنده. فانطلقوا إلى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ليلا فقالوا: يا نبيّ الله، إن صاحبنا بريء، وإن سارق الدرع فلان، وقد أحطْنا بذلك علمًا، فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس وجادل عنه، فإنه إلا يعصمه الله بك يهلك! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأه وعذره على رؤوس الناس، فأنزل الله:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا"، يقول: احكم بينهم بما أنزل الله إليك في الكتاب="واستغفر الله إنّ الله كان غفورًا رحيمًا ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم" الآية. ثم قال للذين أتوا رسول الله عليه السلام ليلا"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله" إلى قوله:"أم من يكون عليهم وكيلا"، يعني: الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين يجادلون عن الخائن= ثم قال:"ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا"، يعني: الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفين بالكذب  ثم قال:"ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، يعني: السارقَ والذين يجادلون عن السارق.

 

10414- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله" الآية، قال: كان رجل سرق درعًا من حديد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وطرحه على يهودي، فقال اليهودي: والله ما سرقتها يا أبا القاسم، ولكن طرحت عليّ! وكان للرجل الذي سرق جيرانٌ يبرِّئونه ويطرحونه على اليهودي ويقولون: يا رسول الله، إن هذا اليهودي الخبيث يكفر بالله وبما جئت به! قال: حتى مال عليه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض القول، فعاتبه الله عز وجل في ذلك فقال:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا واستغفر الله" بما قلت لهذا اليهودي="إن الله كان غفورًا رحيمًا"= ثم أقبل على جيرانه فقال:"ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا" فقرأ حتى بلغ"أم من يكون عليهم وكيلا". قال: ثم عرض التوبة فقال:"ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا ومن يكسب إثمًا فإنما يكسبه على نفسه"، فما أدخلكم أنتم أيها الناس، على خطيئة هذا تكلَّمون دونه="وكان الله عليمًا حكيمًا ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا"، وإن كان مشركًا="فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، فقرأ حتى بلغ:"لا خير في كثير من نجواهم"، فقرأ حتى بلغ:"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى". قال: أبى أن يقبل التوبة التي عرَض الله له، وخرج إلى المشركين بمكة، فنقب بيتًا يسرقه، فهدمه الله عليه فقتله. فذلك قول الله تبارك وتعالى "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى"، فقرأ حتى بلغ"وساءت مصيرًا"= ويقال: هو طعمة بن أبيرق، وكان نازلا في بني ظَفر.

* * *

وقال آخرون: بل الخيانة التي وصف الله بها من وصفه بقوله:"ولا تكن للخائنين خصيمًا"، جحودُه وديعة كان أودِعها.

*ذكر من قال ذلك:

10415- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا"، قال: أما"ما أراك الله"، فما أوحى الله إليك. قال: نزلت في طعمة بن أبيرق، استودعه رجل من اليهود درعًا، فانطلق بها إلى داره، فحفر لها اليهودي ثم دفنها. فخالف إليها طعمة فاحتفر عنها فأخذها. فلما جاء اليهودي يطلب درعه، كافره عنها، فانطلق إلى ناس من اليهود من عشيرته فقال: انطلقوا معي، فإني أعرف موضع الدرع. فلما علم بهم طعمة، أخذ الدرع فألقاها في دار أبي مُلَيْلٍ الأنصاري. فلما جاءت اليهود تطلب الدرع فلم تقدر عليها، وقع به طعمة وأناس من قومه فسبُّوه، وقال: أتخوِّنونني! فانطلقوا يطلبونها في داره، فأشرفوا على بيت أبي مليل، فإذا هم بالدرع. وقال طعمة: أخذها أبو مليل! وجادلت الأنصار دون طعمة، وقال لهم: انطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له يَنْضَح عني ويكذِّب حجة اليهودي، فإني إن أكذَّب كذب على أهل المدينة اليهودي! فأتاه أناس من الأنصار فقالوا: يا رسول الله، جادل عن طعمة وأكذب اليهودي. فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل، فأنزل الله عليه:"ولا تكن للخائنين خصيمًا واستغفر الله" مما أردت="إن الله كان غفورًا رحيمًا ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوّانًا أثيما"= ثم ذكر الأنصار ومجادلتهم عنه فقال:"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيِّتون ما لا يرضى من القول"، يقول: يقولون ما لا يرضى من القول ="ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة"= ثم دعا إلى التوبة فقال:"ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا"= ثم ذكر قوله حين قال:"أخذها أبو مليل" فقال:"ومن يكسب إثمًا فإنما يكسبه على نفسه" ="ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا" = ثم ذكر الأنصار وإتيانها إياه: أن ينضح عن صاحبهم ويجادل عنه، فقال:"لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة"، يقول: النبوة= ثم ذكر مناجاتهم فيما يريدون أن يكذِّبوا عن طعمة، فقال:"لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس". فلما فضح الله طعمة بالمدينة بالقرآن، هرب حتى أتى مكة، فكفر بعد إسلامه، ونزل على الحجاج بن عِلاط السُّلَمي، فنقب بيت الحجاج، فأراد أن يسرقه، فسمع الحجاج خشخشة في بيته وقعقعةَ جلودٍ كانت عنده، فنظر فإذا هو بطعمة فقال: ضيفي وابنَ عمي وأردتَ أن تسرقني!! فأخرجه، فمات بحرَّة بني سُلَيم كافرًا، وأنزل الله فيه:"ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّه ما تولَّى" إلى"وساءت مصيرًا".

 

10416- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: استودع رجل من الأنصار طعمةَ بن أبيرق مشرُبة له فيها درع، وخرج فغاب. فلما قدم الأنصاري فتح مشربته، فلم يجد الدرع، فسأل عنها طعمة بن أبيرق، فرمى بها رجلا من اليهود يقال له زيد بن السمين: فتعلَّق صاحب الدرع بطُعمة في درعه. فلما رأى ذلك قومه، أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فكلموه ليدْرأ عنه، فهمّ بذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى:"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا * واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم"، يعني: طعمة بن أبيرق وقومه= "ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا"، محمد صلى الله عليه وسلم وقوم طعمة= "ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا"، محمد وطعمة وقومه= قال:"ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه" الآية، طعمة="ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا"، يعني زيد بن السمين="فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، طعمة بن أبيرق="ولولا فضل الله عليك ورحمته" يا محمد="لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء"، قوم طعمة بن أبيرق="وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا" يا محمد ="لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف"، حتى تنقضي الآية للناس عامة="ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غيرَ سبيل المؤمنين" الآية. قال: لما نزل القرآن في طعمة بن أبيرق، لحق بقريش ورجع في دينه، ثم عدا على مشرُبة للحجاج بن عِلاط البَهْزِيّ ثم السُّلمي، حليفٌ لبني عبد الدار، فنقبها، فسقط عليه حجر فلَحِج. فلما أصبح أخرجوه من مكة. فخرجَ فلقي ركبًا من بَهْرَاء من قضاعة، فعرض لهم فقال: ابن سبيل مُنْقَطَعٌ به! فحملوه، حتى إذا جنَّ عليه الليل عَدَا عليهم فسرقهم، ثم انطلق. فرجعوا في طلبه فأدركوه، فقذفوه بالحجارة حتى مات= قال ابن جريج: فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله:"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، أنزلت في طعمة بن أبيرق= ويقولون: إنه رمى بالدرع في دار أبي مليل بن عبد الله الخَزْرجي، فلما نزل القرآن لحق بقريش، فكان من أمره ما كان.

 

... قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك بما دل عليه ظاهر الآية، قول من قال: كانت خيانته التي وصفه الله بها في هذه الآية، جحودَه ما أودع، لأن ذلك هو المعروف من معاني"الخيانات" في كلام العرب. وتوجيه تأويل القرآن إلى الأشهر من معاني كلام العرب ما وجد إليه سبيل، أولى من غيره.

 

روى الحاكم في المستدرك:

 

8164 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير حدثني محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال  كان بنو أبيرق رهط من بني ظفر وكانوا ثلاثة بشير وبشر ومبشر وكان يكنى أبا طعمة وكان شاعرا وكان منافقا وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول : قاله فلان فإذا بلغهم ذلك قالوا كذب عدو الله ما قاله إلا هو فقال :

 ( أو كلما قال الرجال قصيدة ضموا إلي بأن أبيرق قالها )

 ( متخطمين كأنني أخشاهم جدع الإله أنوفهم فأبانها )

 وكانوا أهل فقر وحاجة في الجاهلية والإسلام وكان عمي رفاعة بن زيد رجلا موسرا أدركه الإسلام فو الله إن كنت لأرى أن في إسلامه شيئا وكان إذا كان له يسار فقدمت عليه هذه الضافطة من السدم تحمل الدرمك ابتاع لنفسه ما يحل به فأما العيال فكان يقيتهم الشعير فقدمت ضافطة وهم الأنباط تحمل درمكا فابتاع رفاعة حملين من شعير فجعلهما في علية له وكان في عليته درعان له وما يصلحهما من آلتهما فطرقه بشير من الليل فخرق العلية من ظهرها فأخذ الطعام ثم أخذ السلاح فلما أصبح عمي بعث إلي فأتيته فقال : أغير علينا هذه الليلة فذهب بطعامنا وسلاحنا فقال بشير وإخوته : والله ما صاحب متاعكم إلا لبيد بن سهل لرجل منا كان ذا حسب وصلاح فلما بلغه قال : أصلت والله بالسيف ثم قال : أي بني الأبيرق وأنا أسرق فو الله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن من صاحب هذه السرقة فقالوا : انصرف عنا فو الله إنك لبريء من هذه السرقة فقال : كلا وقد زعمتم ثم سألنا في الدار وتحسسنا حتى قيل لنا والله استوقد بنو أبيرق الليلة وما نراه إلا على طعامكم فما زلنا حتى كدنا نستيقن أنهم أصحابه فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته فيهم فقلت : يا رسول الله إن أهل بيت منا أهل جفاء وسفه غدوا على عمي فخرقوا علية له من ظهرها فغدوا على طعام وسلاح فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه وأما السلاح فليردوه علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأنظر في ذلك وكان لهم ابن عم يقال له أسير بن عروة فجمع رجال قومه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن رفاعة بن زيد وابن أخيه قتادة بن النعمان قد عمدا إلى أهل بيت منا أهل حسب وشرف وصلاح يأبنونهم بالقبيح ويأبنونهم بالسرقة بغير بينة ولا شهادة فوضع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ما شاء ثم انصرف وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمته فجبهني جبها شديدا وقال : بئس ما صنعت وبئس ما مشيت فيه عمدت إلى أهل بيت منكم أهل حسب وصلاح ترميهم بالسرقة وتأبنهم فيها بغير بينة ولا تثبت فسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فانصرفت عنه ولوددت أني خرجت من مالي ولم أكلمه فلما أن رجعت إلى الدار أرسل إلي عمي يا ابن أخي ما صنعت ؟ فقلت : والله لوددت أني خرجت من مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وأيم الله لا أعود إليه أبدا فقال : الله المستعان فنزل القرآن { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } أي طعمة بن أبيرق فقرأ حتى بلغ { ثم يرم به بريئا } أي ليبد بن سهل { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك } يعني أسير بن عروة وأصحابه ثم قال : { لا خير في كثير من نجواهم } إلى قوله { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } أي كان ذنبه دون الشرك وفلما نزل القرآن هرب فلحق بمكة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الدرعين وأداتهما فردهما على رفاعة قال قتادة : فلما جئته بهما وما معهما قال : يا ابن أخي هما في سيبل الله عز وجل فرجوت أن عمي حسن إسلامه وكان ظني به غير ذلك وخرج ابن أبيرق حتى نزل على سلافة بنت سعد بن سهل أخت بني عمرو بن عوف وكانت عن طلحة بن أبي طلحة بمكة فوقع برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يشتمهم فرماه حسان بن ثابت بأبيات فقال :

 ( أيا سارق الدرعين إن كنت ذاكرا بذي كرم بين الرجال أوادعه )

 ( وقد أنزلته بنت سعد فأصبحت ينازعها جلد استه وتنازعه )

 ( فهلا أسيرا جئت جارك راغبا إليه ولم تعمد له فتدافعه )

 ( ظننتم بأن يخفى الذي قد فعلتم وفيكم نبي عنده الوحي واضعه )

 ( فلولا رجال منكم تشتمونهم بذاك لقد حلت عليه طوالعه )

 ( فإن تذكروا كعبا إلى ما نسبتم فهم من أديم ليس فيه أكارعه )

 ( وجدتهم يرجونكم قد علمتم كما الغيث يرجيه السمين وتابعه )

 فلما بلغها شعر حسان أخذت رحل أبيرق فوضعته على رأسها حتى قذفته بالأبطح ثم حلقت وسلقت وخرقت وخلفت إن بت في بيتي ليلة سوداء أهديت لي شعر حسان بن ثابت ما كنت لتنزل علي بخير فلما أخرجته لحق بالطائف فدخل بيتا ليس فيه أحد فوقع عليه فقلته فجعلت قريش تقول : والله لا يفارق محمدا أحد من أصحابه بخير

 هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

 

سكت عنه الذهبي في التلخيص، ورواه الترمذي 3036 بإسناد آخر قال عنه الألباني حسنٌ، وأخرجه الطبري في تفسير الآية بنفس إسناد الترمذي، وليس عندهما قصة سقوط منزل عليه، وكل القصص الإسلامية عن المرتدين ومعادي محمد تنتهي بناهية كلاسيكية كهذه مرض ما أو بيت يقع عليه أو صاعقة برق تضربه، وهي دومًا غالبًا خرافات وأمانٍ للرواة. ونلاحظ وجود عدة نهايات عند الطبري وغيره لموت الرجل، فمرة رجموه ومرة وقع عليه بيت ومرة مات ميتة عادية بحرة بني سليم وغيرها.

 

الأبطح: هو أبطح مكة، أو: بطحاء مكة، وهو مسيل واديها. الدرمك: القمح الأبيض

 

سبب اختلاف الروايات هو محاولة الرواة تخبئة القصة الحقيقية التي فيها اليهودي من ملة وجنس آخر، وأن محمدًا اعترف بأنه كاد يميل ضد اليهودي دون دليل، مثلما اعترف محمد في نصوص بأنه كاد يميل للوثنية والتوفيق بينها وبين التوحيد، هذا ميل من محمد للاعتراف كما يبدو أحيانًا ببعض أخطائه، لا شك أن هذه فضيلة كانت عنده أحيانًا وكل إنسان له فضائل وليس كله رذائل وشرور. تدل القصة على عدم معرفة محمد للغيبيات، لا كما تزعم نصوص قرآنية وأحاديثية. محمد كان يتعمد بحيلة منه جعل النص المنسوب لله يبدو كأنه يلومه ويعارضه ويعاتبه لكي يوحي بأن قائل الكلام ليس هو (محمد). تنتقد الآيات استخفاء ابن أبيرق من قوله الشعر ضد محمد والإسلام، وسرقته وإنكاره، ينبغي أن نتساءل ما الذي دفع الرجل لكل هذه الأفعال الكارهة العدوانية، على الأغلب شعوره بالاضطهاد من المجتمع المسلم ذي الأغلبية ومصادرته لحقه في حرية العقيدة وممارستها، بالإضافة إلى فقره وحاجته وشعوره بالتهميش، وكان يقول الشعر ناسبًا إياه إلى آخرين مغامرًا بتعريض نفسه للخطر في سخرية جريئة من أصحاب وأتباع محمد، ما يدل على شدة كرهه للإسلام ومن أكرهوه دينيًّا لدرجة تجشُّم المخاطرة. الإكراه الديني مع الفقر كانا سبب جنوحه وإجرامه، فهذه جريمة سرقة بيت بالاقتحام والكسر، جريمة كبيرة في القوانين، وليس مجرد قول شعر كحرية للتعبير. لكنْ لاتنسَ أن الإسلام جعل كل القيم تختل وتصير بلا قيمة، كما أشرت بعدة مواضع من الكتاب، فهو يراهم يغيرون ويهجمون على الآخرين من قوافل وقبائل للنهب وخطف النساء، ما الفرق بين هذا وبين سرقته؟! ربما حتى سرقته تمت بطريقة ألطف من القتل والسلاح. بعض القصص أنه اُئتُمن على وديعة من يثربي أو من يهودي وهي على الأغلب الأصح لتوافقها مع مفهوم الخيانة، وأخرى أنه سرق الدرع وليس اختلسه كأمانة.

 

أيضًا ذكرت في باب اغتصاب محمد لزينب بنت جحش وربما الشنباء ومحاولته مع الجونية رغم كل ما في هذه القصص من همجية وحيوانية وجنوح إجرامي، اعترف محمد فيها بخطيئة له، ويبدو أنه كان يمارس اعترافات كهذه لسبب ما، ربما كان يعتقد وهميًّا أنه يحرر ضميره من الذنوب والخطايا الإجرامية باعترافه ببعضها، أو أنه كان يعمل مسرحية ليوحي أن قائل القرآن شخص آخر غيره معارض لبعض أفعاله وأقواله.

 

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} النصر

 

وروى البخاري:

7198 - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى

وَقَالَ سُلَيْمَانُ عَنْ يَحْيَى أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِهَذَا وَعَنْ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى عَنْ ابْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ وَقَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلَهُ وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى أحمد:

 

7239 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا وَالى (1) إِلَّا، وَلَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، وَمَنْ وُقِيَ شَرَّهُمَا، فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ (2) الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا " (3)

 

(1) كذا في عامة أصولنا الخطية بإثبات الياء، وفي (م) : "وال" بحذفها، وهو الجادة، وما أثبتناه له وجه في العربية.

(2) كذا في (عس) و (ظ 3) و (ق) ، وعلى هامش الأخيرة في نسخة: "مع"، وفي (م) و (س) و (ص) و (ظ 1) : "مع"، وعلى هامش (س) و (ظ 1) في نسخة: "من" .

(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (6191) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (272) ، وأبو يعلى (5901) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2117) ، والبيهقي 10/111 من طرق عن الأوزاعي، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (7198) ، فقال: وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام، حدثني الزهري ... فذكره. وأخرجه النسائي 7/158 من طريق معاوية بن سلام، عن الزهري، به. وأخرجه أبو يعلى (6000) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه أبو يعلى أيضا (6023) من طريق هشيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به. وأخرجه ضمن حديث طويل البخاري في "الآدب المفرد" (256) ، والترمذي في "السنن" (2369) ، وفي "الشمائل" (134) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (472) و (4294) ، والحاكم 4/131 من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -ولم يسق بعضهم لفظه بطوله. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وسيأتي الحديث برقم (7887). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/39، وهو عند البخاري (7198). وعن أبي أيوب الأنصاري عند النسائي 7/158-159، والطحاوي في "المشكل" (2112) ، والبيهقي 10/111. والراوي عن أبي سعيد وأبي أيوب هو سلمة نفسه الذي روى عن أبي هريرة، وانظر "العلل" للدارقطني 8/57-58، و"فتح الباري" 13/192.

 

بصرف النظر عن مفهوم النبوة الخرافي، فلا شك أن محمدًا فسد أخلاقيًّا وفقد القيمة الإنسانية والقيم الإنسانية والمستقيمة بمجرد حصوله على القوة والمال والسلطة في يثرب، ولعل كثيرين ممن حوله من الأتباع في الوسط العربي الهمجي العنيف المسمِّم القديم ساهموا في فساده وتحوله إلى نهج الإرهاب الدينيّ.

 

 

 

هل كان محمدًا مصابًا بعلة نفسية أو عقلية:

 

بعض النظريات بناء على معطيات الأحاديث وكتب السيرة وغيرها قالت بأن محمدًا مصاب بعلة نفسية، يقول التعبير الإنجليزي (فلان يرى أشياءً) He sees Things يعني مصاب بخلل عقليّ أو نفسيّ ما، محمد يقول في كتب الأحاديث أن بعض الأحجار تتكلم معه وتسلم عليه، وحسب القرآن أن الملائكة وهي كائنات وهمية تكلمه وأنه ذهب في رحلة إلى السماء وقابل الله..إلخ

 

منذ الطفولة المبكرة لو صح أن محمدًا هو من حكى هذه القصة وليست اخترعوها بعد موته، لدينا تخيله في الطفولة أن أشخاصًا ما شقّوا صدره وحاولوا قتله، ولعله لاحقًا حوّلها إلى معنى جيد وعلامة على نبوته، وهي تدل على إصابته النفسية كطفل فقد أمه مبكّرًا

 

روى مسلم عن الخرافة أنها حدثت في طفولته:

 

[ 162 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره

 

ورواه أحمد بن حنبل(12221) و(12506) و (14069) وابن سعد في الطبقات 1/150 وعبد بن حميد (1308)، وأبو عوانة 1/125، وأبو يعلى (3374) و(3507)، وابن حبان (6334) و (6336) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (168) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/146، وابن عساكر في "السيرة النبوية" ص370 و371، والبغوي (3708)

 

وروى البخاري أنها كانت في قصة الإسراء:

 

1636 - وَقَالَ عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ

 

3342 - قَالَ عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا....إلخ

 

ورواه مسلم (163)، وأحمد بن حنبل21288، والنسائي في "الكبرى" (314) ، وأبو عوانة (354) ، وابن حبان (7406) ، وابن منده في "الإيمان" (714) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/379-382 من طريق عبد الله بن وهب، والبخاري (349) ، والبزار في "مسنده" (3892) ، وأبو يعلى (3616) ، والآجري في "الشريعة" ص481-482، وابن منده بإثر الحديث (714) ، والبغوي (3754) من طريق الليث بن سعد، أبو عوانة (355) وأبو يعلى (2535).

 

وبعض المفسرين يقولون بتكرار الحادث مرتين لنفي التناقض، وهو أسلوب معتاد يكررونه كثيرًا مع كل تناقض لحل المشكلة، ويبدو أن محمدًا ذو نفسية وطبيعة سوداوية وشريرة جدًّا بحيث يحتاج كل هذا الغسل الروحيّ، ويبدو من خلال عرضنا لأفعاله في باب (هل هو خير البشر حقًّا) وباب (أول من انهتك الشريعة التي وضعها) وباب (الزواج من الأطفال) وكتاب (حروب محمد الإجرامية) بوضوح أنه شخصية سيئة للغاية بالمقاييس الأخلاقية، وعلى كلٍّ تكرار القصة ما هو إلا تكرار للخطإ العلمي. القلب ليس عضو الإدراك والإحساس والتصرفات.

 

وإحدى الأسطورتين وردت عند ابن هشام في السيرة له عن ابن إسحاق.

 

.....فوالله إنه بعد مقدمنا بشهر مع أخيه لفى بَهْم لنا خلف بيوتنا، إذ أتانا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه: ذاك أخى القرشى قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه، فشقا بطنه، فهما يَسُوطانه، قالت: فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجْهُه. قالت: فالتزمته والتزمه أبوه، فقلنا له: ما لك يا بُنَيّ، قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعانى وشقَّا بطني، فالتمسا شيئا لا أدري ما هو. قالت: فرجعنا إلى خِبائنا.

قالت: وقال لي أبوه: يا حليمة، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب، فألحقيه بأهله قبل أن ظهر ذلك به، قالت: فاحتملناه، فقدمنا به على أمّه، فقالت: ما أقدمك به يا ظِئْرُ، وقد كنتِ حريصة عليه، وعلى مكثه عندك؟ قالت: فقلت: فقد بلغ الله بابني وقضيت الذي عليَّ، وتخوفتُ الأحداث عليه، فأديته إليك كما تحبين. قالت: ما هذا شأنك، فأصدُقيني خبرك. قالت: فلم تَدَعْني حتى أخبرتُها. قالت: أفتخوفتِ عليه الشيطانَ؟ قالت: قلت: نعم، قالت: كلا.

 

المرض النفسي في حد ذاته ليس عيبًا نعيب به الشخص، لكن العيب سيكون علينا أن نتبع مدعيًّا يحتمل أنه مختل فعليًّا في ادعاآته وتشريعاته الفاسدة والمعيبة وتعاليمه العنصرية والإجرامية. تعاليم محمد لا تليق بمجتمع متحضر.

 

وروى مسلم:

 

[ 2277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

 

ورواه أحمد (20828) 21113 وكرره (20893) وإسناده حسن من أجل سماك.  وأخرجه ابن أبي شيبة (32363) 11/464، والدارمي (20) ، ومسلم (2277) ، وابن حبان (6482) وتمام في "فوائده" (1412) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/153، والبغوي (3709) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1995) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن إبراهيم بن طهمان، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1907) ، وفي "الأوسط" (2033) ، وفي "الصغير" (167) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (301) ، وفي "أخبار أصبهان" 1/108 من طريق شعبة بن الحجاج، والطبراني في "الكبير" (1961) من طريق شريك النخعي، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية شريك: "كان يسلم عليَّ ليالي بعثت". ورواه أحمد برقم (21005) .

 

21005 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِمَكَّةَ لَحَجَرًا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ إِذَا مَرَرْتُ بِهِ.

 

حديث حسن، سليمان بن معاذ الضبي: هو سليمان بن قرم بن معاذ، وهو ضعيف، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير سماك بن حرب، فهو صدوق. وهو عند أبي داود الطيالسي في "مسنده" (781) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (3624) ، وأبو يعلى (7469) ، والطبراني (2028) ، والبيهقي 2/153، وأبو نعيم (300) ، كلاهما في "دلائل النبوة".

 

وقال ابن إسحاق في السيرة برواية ابن هشام:

 

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الملك بن عُبَيْد اللّه بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي، وكان واعيةً، عن بعض أهل العلم: أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حين أراده اللّه بكرامته، وابتدأه بالنبوة، كان إذا خرج لحاجته أبعدَ حتى تحسَّرَ عنه البيوتُ، ويُفضى إلى شِعاب مكة وبطون أوديتها، فلا يمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شجر، إلا قال: السلامُ عليك يا رسولَ اللّه

 

ويروي البخاري أنه أقدم على الانتحار نتاج هذه الهلوسات في الفترة المكية المبكرة:

 

6982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ اقْرَأْ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } حَتَّى بَلَغَ { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ مَا لِي وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَيْ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ وَرَقَةُ ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ

 

2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا


3 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ...إلخ

 

وانظر مسلم 160 و161 ورواه أحمد 25959

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

2399 - حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة خمس عشرة سنة، ثمان سنين أو سبعا يرى الضوء ويسمع الصوت، وثمانيا أو سبعا يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا"

 

ورواه مسلم:

 

[ 2353 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا روح حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن بن عباس قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا وثمان سنين يوحى إليه وأقام بالمدينة عشرا

 

وانظر أحمد برقم (1945) . وأخرجه مسلم (2353) (123) ، والطبراني (12840) ، والحاكم 2/627، والبيهقي في "السنن" 6/207، وفي "الدلائل" 7/240 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر أحمد (2523) و (2640) و (2680) و (2846) .

 

وروى أحمد:

 

2845 - حدثنا أبو كامل، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد، قال: أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال حسن: عن عمار، قال حماد: وأظنه عن ابن عباس - ولم يشك فيه حسن - قال: قال ابن عباس، وحدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار - مرسل ليس فيه ابن عباس -، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: - فذكر عفان الحديث - وقال أبو كامل، وحسن: في حديثهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: " إني أرى ضوءا، وأسمع صوتا، وإني أخشى أن يكون بي جنن " قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله . ثم أتت ورقة بن نوفل، فذكرت ذلك له، فقال: إن يك صادقا، فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن بعث وأنا حي، فسأعزره، وأنصره، وأومن به.

 

إسناده على شرط مسلم إلا أنه اختلف في وصله وإرساله. وأخرجه ابن سعد 1/195 من طريق عفان بن مسلم ويحيى بن حماد، والطبراني (12839) من طريق الحجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. حديث عفان مرسل، وقال يحيى بن عباد في حديثه: قال حماد بن سلمة: أحسبه عن ابن عباس، وكذا حجاج بن منهال قال في حديثه: عن ابن عباس فيما يحسب حماد. واظر أحمد (2399) . وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/195 عن عروة مرسلا. وفي الباب من حديث عائشة عند أحمد 6/232-233، والبخاري (3) ، ومسلم (160) (252)

 

البعض_ ومن أواخرهم دكتر علي سينا بكتاب سيرة سيكولوجية لنبي الإسلام (ترجمه المحترم إبراهيم جركس مشكورًا إلى العربية، Ali Sina - Understanding Muhammad, A Psychobiography of Allâh's Prophet) ، وبن كريشان وطريف سردست وحمدي الراشدي في مقالاتٍ لهم _ طابقوا بين هذه الأحداث وبين أعراض أمراض عقلية معيّنة تنقطع فيها الهلاوس تارة وتعود، وقد يحاول المريض الانتحار. على أقل افتراض لو لم نسر معهم، فسنقول بشكل يقيني أنه أعراض اكتئاب حادّ وهذا ما لم يشفَ منه الشخص كذلك لا يمكن اعتباره متزنًا بشكلٍ كافٍ. والخبر مذكور كذلك في السيرة لابن هشام.

 

 

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)} الضحى

 

ليست هذه السورة سوى مونولوج ذاتيّ بين محمد ونفسه بزعم أنه كلام الله له، ويعلنه ليواسي نفسه ويؤازرها أمام ما قالته له إحدى السيدات لما توقف عن إبداع آياته ربما حسب نظرية لتوقف هلاوسه لمرض  نفسي كان عنده، أو حسب وجهة نظر أخرى أنه مرض لفترة مما أعاق إبداعه حتى تعافى.

 

وروى مسلم:

 

[ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس أنه سمع جندبا يقول أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } 

 

[ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قال إسحاق أخبرنا وقال بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } 

 

وروى البخاري:

 

1125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ فَنَزَلَتْ {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

18804 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2]

 

ورواه أحمد بن حنبل (18796) و(18801) و (18804) و (18806) .والبيهقي في "السنن" 3/14 والبخاري  (4951) و (4983)، وأبو عوانة 4/304 و4/338 و4/339 و4/340 ، وابن حبان (6566) ، والطبراني في "الكبير" (1709) و(1711) و(1712)  والترمذي3345 وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2533) و(2534)  و(2535) ، والطبري في "التفسير" 30/231 والطيالسي (935) - ومن طريقه أبو عوانة 4/339- 340- والنسائي في "الكبرى" (11681) - وهو في "التفسير" له (701)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/58-59. عبد الرزاق في "التفسير" 2/379، والحميدي (777)، وابن حبان (6565) ، وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الحاكم 2/526-527. ورواه أحمد بن حنبل بالأرقام: (18801) و (18804) و (18806) .

 

وسبق وأوردنا خرافة شق الصدر وحكاية تسليم الحجر على محمد في مواضع أخرى.

 

هناك أطفال أكثر تهذيبًا منه في طفولته

 

روى البخاري:

1582 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا بُنِيَتْ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبَّاسٌ يَنْقُلَانِ الْحِجَارَةَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ فَخَرَّ إِلَى الْأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ أَرِنِي إِزَارِي فَشَدَّهُ عَلَيْهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 340 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن حاتم بن ميمون جميعا عن محمد بن بكر قال أخبرنا بن جريج ح وحدثني إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع واللفظ لهما قال إسحاق أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره قال بن رافع في روايته علي رقبتك ولم يقل علي عاتقك

 

 [ 340 ] وحدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا بن أخي لو حللت إزارك فجعلته علي منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله علي منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رؤى بعد ذلك اليوم عريانا

 

ورواه البخاري 1582 و3829 و364 وأحمد 14140 و14332 و14578 و15068

 

وروى أحمد:

 

23794 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، قال: لما بني البيت كان الناس ينقلون الحجارة، والنبي صلى الله عليه وسلم ينقل معهم، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه، فنودي: لا تكشف عورتك، " فألقى الحجر ولبس ثوبه صلى الله عليه وسلم "

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، فإن أبا الطفيل لم يدرك زمن بناء البيت. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (1105) و (9106) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/179 وصححه - وهو في الموضع الثاني من "المصنف" ضمن حديث طويل في قصة بناء الكعبة. وفي الباب عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14140) .

 

23800 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل، وذكر بناء الكعبة في الجاهلية قال: فهدمتها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها، فرفعوها في السماء عشرين ذراعا، " فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من أجياد وعليه نمرة، فضاقت عليه النمرة، فذهب يضع النمرة على عاتقه فترى عورته من صغر النمرة، فنودي: يا محمد، خمر عورتك فلم ير عريانا بعد ذلك"

 

إسناده قوي، وهو في "مصنف" عبد الرزاق بطوله برقم (9106) . وانظر (23794) .

 

أما ابن إسحاق في السيرة فروى القصة بصورة مختلفة، مع أنها بلا إسناد، لكن لا داعي لاستبعادها، من يدري فربما هي أصل القصة:

 

وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذُكر لي يحدِّث عما كان الله يحفظه به في صغره وأمر جاهليته، أنه قال: لقد رأيتُني في غلمانِ قريش ننقل حجارةً لبعضِ ما يلعب به الغلمان، كلنا قد تعرَّى، وأخذ إزارَه، فجعله على رقبته، يحمل عليه الحجارةَ، فإنى لأقْبل معهم كذلك وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراه لكمةً وجيعةً ثم قال: شُدَّ عليك إزارَك. قال: فأخذته وشددته علىَّ، ثم جعلت أحملُ الحجارةَ على رقبتى وإزاري علىَّ من بين أصحابي.

 

بصرف النظر عن الخوارقيات في الخبر، فله أصل حقيقي هو أن محمدًا لم يكن في طفولته يمانع من التعري أثناء العمل، وقدماء الوثنيين كما نرى في الصور القديمة للسومريين والمصريين والآراميين وغيرهم لم يكونوا يبالون كثيرًا بفكرة العورة، فتجد صورًا لعمال تبدو أعضاءهم من العراق أو الشام فيما رأيت في كتب خزعل الماجدي أو غيره، وصور لنساء ورجال عراة أو ملكات مصريات ظاهرات الثدي في العصور الموغلة القدم للمصريين. لو صحت قصة سماع محمد لصوت ما ورؤيته أشياء تاريخيًّا فمعنى ذلك أنه كان يعاني من مرض عصبي أو نفسي منذ صغره منذ فترة مبكرة جدًّا حتى موته. وتحدثت في بابنا هذا في قصة شق الصدر وفي تصور الجمادات على أن لها عقلًا عن بعض ما قد يكون خيالات حقيقية لمحمد وليس مجرد أكاذيب قالها، وتدل على كونه كان مصابًا بعلة نفسية أو عقلية ما.

 

ويبدو أن حالة محمد النفسية العصبية تدهورت للغاية في بعض فترة أواخر عمره، روى البخاري:

5766 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا اللَّهَ وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ قَالَ فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَأَخْرَجْتَهُ قَالَ لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وَشَفَانِي وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ

 

في لفظ رواية أحمد 24300 فهلا أحرقته، بدلا من فهلا أخرجته. وفي مخطوطات المسند في هامش (ق) و (ظ2) و (هـ) أخرجته، نسخة،

 

5765 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي آلُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ فَسَأَلْتُ هِشَامًا عَنْهُ فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ قَالَ سُفْيَانُ وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَعَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ مَا بَالُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ وَفِيمَ قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ قَالَ وَأَيْنَ قَالَ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ قَالَتْ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ فَقَالَ هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قَالَ فَاسْتُخْرِجَ قَالَتْ فَقُلْتُ أَفَلَا أَيْ تَنَشَّرْتَ فَقَالَ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ شَرًّا

 

3268 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلْتُ اسْتَخْرَجْتَهُ فَقَالَ لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ

 

ورواه مسلم 2189 والبخاري 3175 و 6063 و3268 و5765 و5763 و6391 وأحمد 24300 و24237 و24347و24650

 

وروى أحمد:

 

24347 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَبِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي وَلَا يَأْتِي، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا بَالُهُ ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: مَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِيمَ ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ فِي جُفِّ طَلْعَةِ، ذَكَرٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ رَعُوفَةٍ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ: " أَيْ عَائِشَةُ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَ اسْتَفْتَيْتُهُ "، فَأَتَى الْبِئْرَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، فَقَالَ: " هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَاللهِ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ " . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ أَنَّكَ كَأَنَّهَا تَعْنِي أَنْ يَنْتَشِرَ، قَالَ: " أَمَا وَاللهِ قَدْ عَافَانِي اللهُ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد - وهو الصنعاني- وشيخه رباح- وهو ابن زيد الصنعاني- فمن رجال أبي داود والنسائي، : كلاهما ثقة.  وقد سلف برقم (24237) .

قال السندي: قولها: أنه يأتي، أي: يقدر على إتيان النساء. قوله: تحت رعوفة، ضبط بفتح راء، وهي صخرة تترك في أسفل البئر، إذا أرادوا تنقية البحر جلس المنقي عليها. قوله: أن تتنشر، أي: أن تظهر للناس فاعله، وقيل: هو من النشرة وهو العلاج الذي يُعالج به من كان يظن أن به مساً من الجن، لأنه ينشر به ما خامره من الداء. اهـ.

 

(24650) 25157- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ لَهُ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشَّيْءَ ، وَلَمْ يَصْنَعْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ رَأَيْتُهُ يَدْعُو ، فَقَالَ : شَعَرْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ، فَقَالَ : أَتَانِي رَجُلاَنِ ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي ، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ الآخَرُ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : مَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ ، قَالَ : فِي مَاذَا ؟ قَالَ : فِي مُشْطٍ ، وَمُشَاطَةٍ وَجُبِّ ، طَلْعَةِ ذَكَرٍ ، قَالَ : فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي ذِي أَرْوَانَ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَ عَائِشَةَ ، قَالَ : وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَخْرَجْتَهُ لِلنَّاسِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ شَفَانِي ، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا. (6/96)

 

انظر إلى الوصف المضحك المهول لشكل النخلات البريئات؟! المجتمعات القديمة كانت جاهلة تعيش على الخرافات، كلمة جنون جاءت في اللغة العربية من كلمة جن، حيث اعتقدوا أن المرض العقلي والنفسي والعصبي مصدره وسببه جن تمرض الإنسان أو تسكن جسده، لم يتخلص البشر في الغرب من هذه الخرافات البدائية سوى بظهور علم الطب النفسي الحديث على أيدي علماء وباحثين حقيقيين خلّصوا العلاج النفسي من البدائية والخرافات، لعل أهم ثلاثة مؤسسين لعلم النفس الحديث على اختلاف مدارسهم هم سيجمند فرويد وألفرد أدلر وكارل جوستاف يونج، ويلاحظ أن اثنين منهم ملحدان عقلانيان  والثالث لاديني ألوهي، فلفرويد كتب إلحادية كتبها بعد كتبه في علم النفس كذلك كمستقبل وهم وغيرها، وكارل جوستاف يونج ربوبي روحاني لاديني، ونعود لموضوعنا فعلماء النفس ممن درسوا سيرة محمد لديهم اعتقاد بأنه كان مصابًا بمرض ما يجعل الشخص لا يميز بين الأحلام والواقع. وعلى اختلاف تشخيصات وتخمينات علماء النفس، يمكننا مراجعة كتاب سيرة سيكولوجية لنبي الإسلام لعلي سينا، وقد ترجم معظمه بما يكفي ويفي الفاضل الأستاذ-العراقي فيما أحسبه_إبراهيم جركس. وللأسف لم أبحث عن الكتب عن هذه النقطة غير كتاب دكتر علي سينا، فكثيرون كتبوا في الموضوع قبله، البعض تكلموا عن أن مرض محمد كان الصرع العصبي وهذا محتمل من بعض أوصاف وحيه المزعوم. ولنترك هذه المسألة للمتخصصين المهتمين. وكما قلت من قبل لا يعيب محمد مسألة مرضه العصبي أو النفسي. إنما يعيبنا نحن ويعيب الناس أن يتبعوه ويأخذوا كلامه وتعاليمه بعيوبها وغثها وثمينها وإجرامها كمرجعية حرفية مقدسة يتبعونها اتباعًا أعمى. وللأسف لا يزال بعض جهال الناس في بلدان المسلمين والعرب يصدقون بهذه الخرافات ولا يستفيدون من علم الطب النفسي بعلاجه السلوكي والكيميائي. وللأسف أن تعرض أفلام الغرب موادًا خرافية في بعض الأفلام كطرد الجن وغيره من خزعبلات، لسنا ضد حرية الفن طبعًا لكن البشر والعلم قطع شوطًا كبيرًا وكفاحًا عظيمًا للتخلص من خزعبلات كهذه.

 

وفي الأحاديث تناقض هل أخرج محمد مادة (فتيش، "عمل") السحر المزعوم أم لا؟! وتفاسيرهم الخرافية هروب من مواجهة المرض بمواجهة واقعية وهذا لا يحل أمورهم ومشاكلهم، وهكذا يفعلون مع كثير من مشاكلهم.

 

وروى البخاري:

3175 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ

 

مزاعم خرافية بدون تحقيق

 

روى البخاري:


3423 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا

 

1210 - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فَذَعَتُّهُ بِالذَّالِ أَيْ خَنَقْتُهُ وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ {يَوْمَ يُدَعُّونَ} أَيْ يُدْفَعُونَ وَالصَّوَابُ فَدَعَتُّهُ إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ

 

ورواه أحمد 7969 وعن أبي سعيد الخدري، 3/82-83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير" (459) . وعن أبي الدرداء عند مسلم (542) . وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (1925) ، ورواه أحمد 5/104

 

ومما روى مسلم:

 

[ 542 ] حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة

 

ومما روى أحمد:

 

(11780) 11802- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ ، حَاجِبُ سُلَيْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ قَائِمًا يُصَلِّي ، مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ، مُرْخٍ طَرَفَهَا مِنْ خَلْفِهِ ، مُصْفَرَّ اللِّحْيَةِ ، فَذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَرَدَّنِي : ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ ، وَهُوَ خَلْفَهُ ، فَقَرَأَ ، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ قَالَ : لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي ، فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ ، الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ، وَلَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ ، لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَتَلاَعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لاَ يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ. (3/82).

 

إسناده حسن، مسرة بن معبد: هو اللخْمي، رضي عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ما به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف" : وثق، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" ، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة الدمشقي: شيخ لنا قديم من أهل فلسطين.. حدث عنه من الأجلة -ضمرة وركيع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات" ، ثم أعاد ذكره في "المجروحين "، وقال: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحافظ في "التقريب" : صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك. وأخرجه مختصراً أبو داود (699) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (946) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/87 دون قوله: "فمن استطاع.." ، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3926) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" . سلف نحوه برقم (11299) .

 

(21000) 21312- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ ، يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَجَعَلَ يَهْوِي بِيَدِهِ ، قَالَ خَلَفٌ : يَهْوِي ، فِي الصَّلاَةِ قُدَّامَهُ ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ كَانَ يُلْقِي عَلَيَّ شَرَرَ النَّارِ لِيَفْتِنَنِي عَنْ صَلاَتِي ، فَتَنَاوَلْتُهُ ، فَلَوْ أَخَذْتُهُ ، مَا انْفَلَتَ مِنِّي حَتَّى يُنَاطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. (5/104)

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2338) . وأخرجه الطبراني (1925) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/97 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (626) ، والطبراني (2048) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني (2053) ، والدارقطني 1/365، والبيهقي في "السنن" 2/450 من طريق مفضل بن صالح، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية المفضل: "إن الشيطان أراد أن يمر بين يدي، فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، وايم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد... ". والمفضل بن صالح ضعيف، لكن الحديث جاء بنحو هذا اللفظ من غير حديث جابر بن سمرة كما سنبينه في الشواهد. وقد روي الحديث عن سماك على وجه آخر، أخرجه ابن أبي عاصم (627) ، والحاكم 3/258 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه. قلنا: وهذا الحديث وهم من عمرو بن أبي قيس، فإنه قد رواه على الوجهين، من حديث جابر بن سمرة، ومن حديث عبد الله بن عتبة عن أبيه وقد قال أبو داود: في حديثه أوهام. ولم يتابع على حديث عتبة بن سعود.

 

هنا زعم محمد أمورًا تهرب من إثباتها كعادته، قد نفهم هذا ككذب وحب للضحك على عقول السذج كتسلية، أو لو كان يتكلم بصدق فقد كان مرضًا عقليًّا ما.

 

مقالات لحمدي الراشدي عن الموضوع:

 

حمدي الراشدي

هل يتعارض العلم مع الدين؟ ام يخضع العلم لوصاية الدين؟ ماذا لو كان لدى عالم مسلم فرضيات او استنتاجات تتعارض مع الشريعة؟

onsdag 21 september 2011

الصرع طريق الى النبوة

 

حمدي الراشدي: من مكتبة آشور بنيبعل وصلتنا اول الوثائق التي تتحدث عن اعتقاد الاشوريين ان الصرع هو اسلوب الله او المجمع الالهي لاقامة التواصل بينهم وبين الانسان حيث نوبة الصرع هي نوع من تلبس الله للانسان ليطلعه على نواياه وتصوراته. بعد نوبة الصرع يقوم المصاب برواية الرؤى التي انتابته الى الكهنة ليساعدوه بتأويلاتهم على معرفة مااراد الله ايصاله. هذا الاعتقاد لازال مستمرا حتى اليوم عندما يمارس الشيوخ جلسات اخراج الشياطين والعفاريت من جسم المصروع بمساعدة النص المقدس. غير ان هذه الاعتقادات تملك ارضية حقيقية نمت عليها الطقوس


brain sensor

                                                                                                      
الدماغ شبكة وآليات معقدة مسؤولة عن عكس الكون في ذاتنا وعلاقة ذاتنا مع الكون وتحديد الذات عن العالم الخارجي والتحكم في العلاقة به. وتماما مثل بقية العوارض الناتجة بسبب قصور او اختلال في عمل مناطق الدماغ يمكن ان ينشأ التباس في فهم الحدود الفاصلة بين الذات والعالم الخارجي. ايضا يمكن استغلال هذه الآليات لتحفيز التصورات وخلق انطباعات روحية مثل الانصهار مع الالهة كما في فلسفة التنترا الهندية
Tantra or Yantra, او الفلسفة الصوفية.
من الناحية الكلينيكية الاصابة بهذا الامر بنتيجة خلل دماغي يؤدي بالمصاب الى رؤية اشباح تتحرك لها صور مرعبة. يمكن للمريض ان يتصور ان هذه الاشباح تتكلم معه او يمر بمعايشات اخرى تذكرنا بمعايشات الانبياء والقديسين.

الصرع: طريق الى النبوة
دراسة مرض الصرع ساعدت العلماء على فهم ميكانيزم عمل الدماغ لخلق مشاعر " الانا" في الذات لنتمكن من فهم التفريق بين انا وانت ولنتمكن من تحديد حدود جسمنا عن العالم. من خلال وصل اقطاب كهربائية للدماغ تمكن العلماء من خلق مشاعر الاحساس بمعايشات خارج الجسد، مثلا يتمكن المرء من رؤية نفسه من الخارج او يشعر ان اطرافه ليست له وكأنها من جسم اخر غريب عنه.

في الاحوال العادية لاينشأ عندنا اي التباس عن بداية ونهاية اطرافنا وجسمنا. نحن نشعر بإنصهار كامل معهم لكونهم جزء مركزي في تفكيرنا ومشاعرنا. غير ان آلية عمل وعينا عن الانا في ذاتنا احدى اكبر المعضلات في علم دراسة الدماغ، والباحثين يجدون صعوبة في ايجاد طرق علمية لبحث الموضوع. من بين اسباب صعوبة دراسة آلية عمل الوعي بالذات ان ان وحدة الوعي كبيرة للغاية وان المعايشات المتعارف على تسميتها بالمعايشات الخارجية عادة تنشأ بدون مقدمات وتبقى لبضعة لحظات فقط.

بالارتباط مع معالجة المرضى المصابين بالصرع تمكن الطبيب
Olaf Blanke من جامعة جنيف الطبية من إكتشاف انه قادر على تحفيز واطلاق عدة انواع من المعايشات الغريبة بمساعدة نبضات كهربائية في المكان المناسب من الدماغ. عندما فحص المصابون بالصرع يجري غالبا وضع اقطاب كهربائية في الدماغ من اجل فحص المكان مصدر الصرع. الاماكن التي توضع بها الاقطاب تختار بطريقة عشوائية. بعضهم يتمكن من تخفيف عوارض الصرع في حين ان البعض الاخر يكون سببا في إطلاق حركات عضلية ومشاعر واحيانا معايشات خارج الجسم. بهذه الطريقة تمكن الطبيب اولاف بلانك من تعيين المناطق الدماغية التي تتحكم في ثلاثة اطياف من وعينا بذاتنا.

Sense of Consciousness


اكثر الظواهر شهرة هي ظاهرة معايشة وكأن " النفس " تسبح في الفضاء خارج الجسم وقادرة على رؤية ومراقبة ماحولها. هذه الظاهرة نادرة وغالبا تنتهي لوحدها، ولكن في عدة مرات تمكن اولاف بلانك وعدد اخر من الباحثين من بعث هذه المعايشة بطريقة صناعية من خلال تنشيط مناطق دماغية محدد بتيار كهربائي. هذا الامر ادى الى اكتشاف ان التوازن المشاعري يفضي الى امساك معايشة الذات ضمن اطار "ارض الواقع" بحيث لاتسبح في الفضاء خارج الجسد.

حالة ثانية على معايشة الانا بطريقة الهية تحصل عندما يصبح من غير الممكن على الدماغ التحكم بالقدرة على التعرف على اعضاء ومناطق من الجسم. مما يمكن ان يؤدي الى ان الدماغ يعزل كل صلات إنتماء العضو الى الجسد وتعتبره غريب. هذا الامر يحصل غالبا عند زرع اعضاء جديدة، مثلا ذراع من شخص مات دماغيا. الكثير من المؤشرات تدل على ان حاسة البصر تلعب دورا في ذلك، إذ في تجربة حديثة لاحظ الباحثون ان الشخص الخاضع للاختبار يستطيع التقاط مشاعر من يد اصطناعية ثالثة توضع الى جانب يده وتغطى بطريقة يمكن الاعتقاد بصريا انها جزء من الجسم.


النوع الثالث للانحراف في التعرف على الذات عندما يتوقف الدماغ من القدرة على تعيين موضع الجسد. السبب هنا على الاغلب في فقدان التوازنات المشاعرية بحيث ان الدماغ يستقبل من الجسم معلومات متناقضة. هذا الامر يمكن ان يؤدي الى نشوء اعراض حيث يشعر المصاب ان هناك نسخة ثانية منه الى جانبه. الوضع يشابه الشيزوفرينيا ولكن يختلف عن هذا المرض البسيكولوجي ان المصاب، عادة، لايريد الاعتراف ان " الجسم الثاني" له علاقة به، مهما كان نوعها.

سريريا يمكن تقديم ثلاثة امثلة واقعية. اثناء معالجة امرأة عمرها 22 سنة بقبعة الاقطاب الكهربائية جرى اطلاق تيار كهربائي من قطبين فقط على منطقتين معينتين. النتيجة ان المرأة شعرت بوجود شخص اخر الى جانبها. هذا الشخص كالظل وصامت ويقف خلفها على الدوام ولكنها تشعر انه غريب ولاتستطيع لمسه. الشخص الظل يبقى يحيط بها في كل حركاتها وكأنها في احضانه، بحيث تشعر وكأنها في حالة اغتصاب مما يذكر بمعايشات نعلمها من تعابير شائعة مثل " يتلبسني جني" او " ركبها شيطان" وتذكرنا بعمليات اخراج الجن من البشر.
في حالتنا هذه تنشأ المعايشة من الاقطاب الموجهة الى منطقة الاتصال بين الفص الخلفي والفص الجانبي. وهي منطقة مسؤولة عن التحكم بمشار الانا والشعور بالفرق بين انا وانت. وتقوم ايضا بصهر وتنسيق مشاعر الجسد.

مع امرأة اخرى عمرها 42 سنة كان الوضع مختلفا. عند معالجة الصرع لاحظ الاخصائيين انها تسلك سلوكا غريبا عند تنشيط جزء من الدماغ بتيار كهربائي ضعيف. فجأة تقول المرأة ان جسمها يغوص عميقا في السرير او انها تسقط من مرتفع عالي. عند زيادة قوة التيار قليلا تشعر المرأة انها اصبحت خفيفة وانها تطير قرب السقف في ذات الوقت الذي تنظر فيه الى جسدها المستلقي على السرير. وحسب رؤيتها للامر فإن جسدها بدون رأس وله اذرع وسيقان اقصر من الطبيعي.
ردة الفعل هذه جرى خلقها عن طريق تيار من قطبين مزروعين في منطقة
gyrus anguli. تقع المنطقة على خلف فص الصدغ ومسؤولة عن التحكم وتنظيم اشارات التوازن القادمة من حاسة البصر والسمع والاحساس وحاسة التوازن بحيث نصبح واعين بموقعنا.

في معالجة ثالثة لرجل عمره 55 عاما ، بسبب نوبات الصرع اليومية كان يشعر ان الضغط يزداد كثيرا على طول الجانب الايسر من الجسم. بعد ذلك يشعر ان هناك شخص يدخل في ذلك الطرف ويفقد الشعور ان الجزء الايسر من الجسم يخصه. انه يشعر ان جسمه انقسم فيزيائيا الى نصفين مستقلين، ويصبح " هو" النصف الايمن. وخلال نوبات الصرع لايعايش اية تصورات اخرى ويستطيع ممارسة جميع وظائفه وكائن شئ لم يقع.
التصوير الدماغي كشف اضرار في
sulcus intraparietalis posterior, في القسم الخلفي من الفص parietal lobe, وهي منطقة تتحكم بتنسيق النظر مع الجسم بحيث يتمكن المر ، مثلا، من مد جسمه ليتناول غرض. ويعتقد انه يساهم في وعي النصف الثاني من الجسم بالنسبة للنصف الاول.

الاشخاص المصابين بهذه الاعراض اعدادهم كبيرة بشكل غير متوقع بحيث انهم مادة غنية للابحاث لمعرفة الترابط الكلي لعمل الدماغ في بناء الشخصية والتحكم بالانا في ذاتنا وعلاقتها بالمعايشات الروحية.

                                                                

            النبوة ظاهرة دماغية

 

 ليس من النادر ان يظهر البعض مدعيا النبوة، فقد اعتقلت السلطات السورية اثنين من مدعي النبوة العام الماضي فقط.  هذه الظاهرة يمكن رؤيتها ليس في البلدان الاسلامية فقط بل في جميع انحاء العالم بما فيها البلدان الصناعية المتقدمة، الفرق ان في البلدان الصناعية لايتعرض من يدعي النبوة الى الاختفاء في اقبية اجهزة الامن الى الابد وحتى قبل نعلم فيما إذا كان نصابا ام مريضا ام رسولا، خصوصا ان النصاب لن يجازف بحياته الى هذه الدرجة.

في عام 1977 تلقت مواطنة امريكية الوحي من قوة روحية تدعى
Ramtha الذي عاش قبل 35000 سنة . رامزا كان يرسل كلمته وحياً مباشراً منطوقاً على لسان المواطنة الامريكية Judith Darlene Hamptons وبدون المرور بوحي اخر كما في النموذج الاسلامي الكلاسيكي مثلا. جوديث او كما تسمي نفسها مختصرا JZ تعتبر اشهر وحياً ناطقاً للحكمة العليا اليوم. ولكنها ليست الوحي الوحيد المعروف، إذ توجد " قنوات" معروفة اخرى تملئ كتبها المكاتب اليوم مثل Barthholomew, Lazaris, Mission Control.
المميز لكل قوى الحكمة العليا هذه انها تماما مثل رامزا اختارت استغلال الانسان ليكون قنالها الرسمي والناطق بكلمتها الينا، على مايبدو لم تتوصل هذه الالهة الى طرق اكثر فعالية حتى اليوم.

وصايا رامزا الى الانسان تعالج معاني فلسفية قسم منها تطرقت اليه الاديان القديمة وقسم منها جديد مثل معنى الحياة والاخلاق والحب والسلام والبيئة والقوى الكونية ووحدتنا معها.
هذه القيم المطروحة تتوائم وتسايرالمعضلات الحديثة التي تواجهها البشرية اليوم، حيث يحاول رامزا إعادة القليل من السحر الذي فقده عالمنا الحديث المنطقي والمادي.


بالرغم من ان مفهوم " الوحي" ترتبط جذوره بتحضير الارواح والتنبوء او النبوة المرتبطة عادة بإله كما هو الامر في اليهودية والمسيحية والاسلام وهي حالات عادة لاتتدخل ضمن البحث العلمي غير ان تكرار هذه الظاهرةالمستمر اثار اهتمام العلماء. القوى العليا التي يدعي الاشخاص الذين يحظون بشرف التكلم بالنيابة عنها ليست كلها بالضرورة آلهة كما يمكن ان يعتقد المسلم ، وانما يمكن ان تكون قوى ذات رتبة اقل من رتبة الله، بمعنى ان العالم الاعلى لايملك بالضرورة تركيبة تتشابه مع الصورة التي يطرحها الاسلام والتي تعكس صورة مملكة سماوية تتشابه مع نظام الدولة الارضية حيث الملك يقف في اعلى الهرم يخضع له جهاز بيروقراطي كبير من الملائكة وله جيش ورعايا من العبيد. بعض المعتقدات لاتقوم بخلق مملكة في السماء كما لاتقوم بتفصيل قصة حول توزيع الادوار لقوى السماء. لهذا السبب نجد انه ليس المقصود بالقوة العليا انها "الله" وانما قوة سماوية بدون تعريف وهي ليست بالضرورة واقعة تحت تأثير إله مركزي، وبالتالي فهي لاتنفي آلهة الاخرين، فالسماء تتسع للجميع..



اتباع هؤلاء "القنوات/الرسل" يصرون على وجوب التفريق بين الناطق بالرسالة وبين مرسلها. إنهم يؤكدون ان هذا الاسلوب هو نهج تقليدي للقوى العليا استخدمته على مر العصور. ( هذا يتشابه الى حد ما مع طرح الدكتور احمد صبحي منصور الذي يؤكد على ضرورة التفريق بين كلمة النبي ومضمونها وكلمة الرسول ومضمونها، ولذلك اعتقد ان كلمة رسول تتطابق اكثر مع المقصود من " قناة" في موضوعنا كما اعتقد ان كلمة قناة تعبر نعبيرا افضل من كلمة رسول عن حقيقة الحال)
تماما كما في الماضي يوجد مجالا واسعاً لإستغلال هذا الاسلوب من قبل نصابين من اجل خلق الاتباع والعيش حياة ملؤها السلطة والإمتيازات والنفوذ من خلال خطاب ديني اخلاقي لقي ويلقى بإستمرار قبولا. ومهما كانت درجة صدقهم فأن إمكانية حصولهم على منفعة مادية ومعنوية كبيرة. " قنوات/ الرسل" العصر االحديث تحصل ايضا على منافع إضافية من خلال طباعة الكتب وبيعها والحصول على التبرعات.

JZ ايضا انشأت مدرسة لنشر الدعوة تسمى Ramtha's School of Enlightenment في مدينة صغيرة قريبة الى ولاية واشنطن. غير ان JZ تختلف عن بقية مدعي تلقي الوحي بنقطة مهمة للغاية إنها توافق على الخضوع لاختبارات علمية كاملة اثناء تلقيها للوحي من اجل البرهنة للعالم انها لاتخدع احداً.

Ramtha يتكلم يومياً الى المؤمنين من خلال JZ. علماء الاعصاب والبسيكلوجيين الذين فحصوا " الرسولة " اكتشفوا ان ضغط الدم والتنفس ونبضات القلب قد تغيرت في خلال عملية التلقي. لقد لاحظوا ايضا ان شكلها الخارجي تغيير بشكل كبير: الجسم يتضخم والصوت والحركة تتغير بشكل مثير للدهشة.

وبالرغم كل ذلك ينفي العلماء ان تكون "الرسولة" قناة لقوة عليا فعلا كما تتدعي . الباحثين على قناعة كاملة بأن " الوحي" المرسل من لدن القوة العليا رامزا نشأت في وعي الرسولة نفسها ولكن من الممكن ان تكون الرسولة نفسها غير واعية بذلك. وهي نفسها تعترف بأنها لاتتذكر شئ مما جرى خلال عملية أداء دور الناقل للرسالة المقدسة.

يجد العلماء صعوبة كبيرة في الوصول الى اتفاق حول سبب مقنع يقف وراء هذه الحالة ، ولكن يعتقدون ان
JZ لها القدرة على السماح لخصائص اخرى من شخصيتها على البروز والتسييد عندما تكون في دور الرسولة وانها بسبب طغيان التربية والبيئة بالمفاهيم الدينية على نفسيتها ودماغها، يخلق دماغها في اللاوعي دور النبوة ويتلبسه بقناعة كاملة بحيث ان لعبه للدور كان كاملاً وحقيقياً ومقنعاً..


عندما تتمثل
JZ دور النبوة تتكلم بلغة اخرى مختلفة تماما عن اللغة التي تتكلم بها في حياتها اليومية. رامزا يوجه خطابه الى العالم بلغة انكليزية قديمة لم تعد مستعملة اليوم . ليس من الغريب ان يكون لانبياء العصر الحديث شخصية مختلفة اثناء قيامهم بمهمتهم كصوت الله الى عامة عباده. هذا الامر ادى بالبعض الى الاعتقاد ان "الرسل" مصابين بإنقسام الشخصية ومع ذلك لم يستطع العلماء ايجاد مايشير الى وجود مرض نفسي لديهم، خصوصا وان رسالتهم تملك بنية متماسكة ومنطقية وذات جذور اخلاقية وانسانية عالية المستوى.


الرسائل المنزلة يمكنها ان تملئ آلاف الصفحات وآلاف الاشرطة، عندما يجري كتابتهم في صحف محفوظة. مختصي الاديان يشيرون الى ان مضامين هذه الرسائل تحتوي الكثير من النصائح والارشادات العامة وفلسفة عن الحياة ولكنها تبتعد عن الاشارة الى المرسل ومواصفاته . ومن المثير ان هذه "القوة العليا" لها خاصية الرغبة بتكرار اقوالها بدون انقطاع بشكل يذكرنا ببعض الاديان الاخرى.

كما انه من الملاحظ ان الرسالة تستخدم مشاكل العصر وردود فعل الانسان الحديث عليها. في رسالة "رامزا" يجد المؤمنين اجوبة بسيطة وسهلة على الاسئلة الكبيرة والمعقدة مما يجعل الحياة اكثر بساطة. وكما يلاحظ الدارسين فأن الرسالة لاتنطلق من اسلوب معيشة المؤمن، وانما من افكاره المثالية الموجودة مسبقا في عقله والتي يسعده سماع قصيدة مثالية عن السعي اليها وحلم تحقيقها وانتصارها.


Helen Schucman من الولايات المتحدة احدى هؤلاء الرسل. رسالتها كانت تأتي اليها من روح المسيح. في الرسائل التي اوحيت اليها والمؤلفة من 622 صفحة نجد ان ملخصها يتتضمن الدعوة للتخلص من الانانية وحب الذات. وتشير الى ان كون الذات الانسانية مختلطة مع الانانية يجعلها ترى العالم كساحة حرب للوصول الى المنفعة الذاتية على حطام الاخرين. فقط من خلال التخلص من الانانية يمكننا رؤية جوهر روحنا التي تشكل جزء من روح الله وبالتالي الحقيقة التي خلقنا من اجلها.

Georg King الانكليزي أنشأت رسالته مجتمعا دينيا جديدا بإسم Aetherius Society ، بالرغم من انها صادرة ليست عن قوة سماوية عليا وانما اوحيت اليه من كائنات اكثر تتطوراً تحيا على كواكب اخرى. والرسالة تتضمن مبادئ اخلاقية عن كيفية التمكن من الحياة مع بعضنا البعض في سلام وانسجام والحفاظ على تقاليد روحية تسمو بالانسان بدون الحاجة الى الخرافات والخلق.

يعتقد المحللين ان نجاح هؤلاء الانبياء في الحصول على الكثير من المستمعين مرتبط بأن الوحي الالهي قادم من داخلنا ليعبر عن احلامنا وليحقق تمنياتنا الارضية التي فشلت الاغلبية في تحقيقها بطريقة اخرى.

وفي دراسة اخرى اجراها الدكتور ماريو بورغار من جامعة مونتريال الكندية وجرى نشرها في مجلة "نيوروساينس ليتر"، ان المعايشة الروحية تحرك عدة مناطق في الدماغ. وقد جرت التجربة على 15 راهبة من الراهبات الكرمليات اللواتي ينصرفن الى التأمل، وتتراوح اعمارهن مابين 23-64 سنة.

والتجربة كانت من خلال دراسة انشطة دماغهن بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي (ام أر آي) بينما كانوا يحاولون تكرار تجربة روحية قاموا بها سابقا، وتهدف الى دراسة فرضية قديمة تقول ان هناك منطقة تتحكم بالايمان اطلق عليها " نقطة الله" وقد اشير الى انها تقع في المنطقة الامامية من الدماغ.

وقامت الفرضية على إدعاءات المصابين بالصرع ، يعانون من خلل في المنطقة الصدغية، من انهم يعايشون تجارب روحية، لتنتهي التجربة الى التأكيد على ان المعايشات الروحية تسبب نشاط في العديد من النقاط ولاتقتصر على نقطة واحدة.

وقال الباحث انه عطل المناطق المتصلة بالذاكرة حتى لاتكون هناك تأثيرات واعية على المعايشة الروحية، وقال:" ان الراهبات شعروا انهن منجذبات الى شئ اكبر منهن". ولاحظ الباحث نشاطات في منطقة الانفعالات وهي منطقة تخص الجسد، ويتطالبق مع قول الراهبات ان احساسهن بأجسادهن تراجع اثناء الاختبار. كما لاحظ تباطئ مستوى الموجات الدماغية وكشف موجات " ثيتا" وهي موجات بطيئة سجلت لدى الرهبان البوذيين عندما يكونون في حالات تأمل، مما يشير الى ان الحالة نفسية ومتعلقة بكافة المعايشات الروحية بغض النظر عن اسمها.
وقد عرضت البي بي سي فيلما عن اشخاص يشعرون انفسهم على علاقة مباشرة مع الله وانهم مختارون من لدنه، اليكم الفيلم:


مصادر:
Ramtha
Helen Schucman
Aetherius Society
هل هناك موقع لله في الدماغ؟
9/1999 s.62

 

 

 في المختبر جميعنا نستطيع رؤية الله


الهلوسات العصبية والنفسية كانت ولازالت بعض الثقافات تعبرها وحيا يوحى او قناة اتصال روحانية مع القوى العليا، او انها بسبب الجن والشياطين، ولم يكن يخطر ببالهم قط انها تصورات يبتدعها الدماغ نفسه. ومثل هذا التصورات يمكن تحفيزها اصطناعيا في الدماغ، على الرغم من اقتناع البعض انها معايشات روحية.


في المختبر يستخدم علماء الاعصاب جهازا يشابه المجفف الذي يوضع على رأس النساء في صالونات الحلاقة لتجفيف شعرهم، غير ان هذا الجهاز يمتلئ بالموصلات الكهربائية واجهزة القياس. عندما يقوم عالم النفس والاعصاب الكندي 
Michael Persinger بوضع القبعة على رأس شخص ما  ويوجه من خلاله  تيار كهرومغناطيسي موجه بالكمبيوتر  على منطقة معينة بدقة كبيرة في الدماغ تحدث امور اقل مايمكن القول عنها انها غريبة: شخص التجربة يبدأ برؤية"رؤى"  تؤثر على مشاعره وتهزها.


الكثير من  هؤلاء الخمسمئة شخص الذين جربوا القبعة في جامعة Laurentian in Sudbuy, Ontario,  يحصلون على معايشة مشاعر دينية ويعتقدون انهم قابلوا الله شخصيا (او الشيطان). الرؤية الدماغية يجري إعطائها طابع ديني على الاغلب بسبب قوة مساراتنا الفكرية والثقافية ذات الجذور الدينية والمتراكمة تاريخيا ، حيث يرى المرء الذي ينتمي الى ثقافة الاديان السماوية مثلا صور يترجمها على انها الملائكة او الله او المسيح، في حين ان شخص من ثقافة اخرى سيترجمها على انها صور لارواح الاجداد مثلا او تجليات شيفا.

من المعايشات الاخرى المتميزة معايشة مايسمى " الخروج من الجسد"، حيث يشعر المرء المختبر عليه الجهاز وكأنه اسرى بروحه تاركا جسده واصبح يحلق في الفضاء، لقد تحول الى " روح" خالصة تعرج الى السماء.

من المثير ان الحقل الكهرومغناطيسي الذي استخدمه الباحث الكندي يوجد مثيله في الطبيعة، إذ مثل هذا الحقل شائع عند حدوث الهزات الارضية او عند حدوث الانفجارات الشمسية ، الامر الذي قد يفسر اسباب رؤية البعض لرؤى تُربط بالاَلهة وقد يفسر اسباب ارتفاع نسبة الرائيين في المناطق الحارة.


التيار الكهرومغناطيسي يوجه الى منطقتين في وسط الدماغ مسماتان الهيبوكامبوس والميغدالا . عند وصول التيار الى هاتان المنطقتان يرى المرء المُعرض للتيار رؤى إلهية.



احدى زميلات العالم الكندي وتدعى Susan Blackmore وهي بريطانية وباحثة في علم النفس كانت من كبار الناقدين لهذه التجربة، والى حين جرى دعوتها لتجربة القبعة. تكتب الباحثة في مجلة العلم الجديد البريطانية عن معايشتها للتجربة قائلة: (بعد عشرة دقائق شعرت انني اطير بين السحاب. بعد ذلك شعرت وبقوة ان يدان امسكت بي من اكتافي وسحبتني الى الاعلىكنت اعرف بأني اجلس بثبات على الكرسي ولكن هناك من سحبني منه الى الاعلى. بعد ذلك جاءت المشاعر الفياضة، لقد شعرت بغضب كبير لتلحقه موجات من الرعب والارتعاش).



مصادر:
Persinger
Michael_Persinger
shaktitechnology.com/
apaw71.dsl.pipex.com/MADS/
persinger.html
Alien Abduction (Published in New Scientist, 19 Nov. 1994, 29-31)
Microwave Mind Control Symptoms
Ramachandran, the Temporal Lobes and God - Part 1
Illve nr 11/1997
A. Ultrascience III, Spies are us. Featured Dr. James C. Lin, Ph.D.. biomedical and electrical engineer, educator, author of Microwave Auditory Effects and Applications, 1978.
C. Margo Cherney FOIA request for complete NASA abstract Report Number: AD-A090426, June 1, 1980. Response from Brooks Air Force Base, Jan.25, 2000: The requested information is fully denied under 5 U.S.C. 552(b)(1)
D. Microwave News, editor, Louis Slesin, Jan/Feb 1997 p 14. U.S. Air Force Looks to the Battlefields of the Future: Electromagnetic Fields That Might "Boggle the Mind"
A. Defense News, US Explores Russian Mind Control Technology by Barbara Opall January, 11-17-1993, p.
In Approaching the 21st Century: Opportunities for NIMH Neuroscience Research, The National Advisory Mental Health Council Report to Congress on the Decade of the Brain, Jan. 1988 by USHHS. Page 49 stated


1/1996 s.36-44

 

 

 الهلوسة والرؤى

 

 

على مر الازمان كان العديد من الناس يصابون بالهلوسة، (عبارة عن رؤى مشابهة للادراكات الحسية)، وهي معايشات تنشأ في الدماغ بدون ان تكون صادرة عن مصدر فيزيائي عبر قنوات الحواس ومع ذلك يعايش المرء (الدماغ) صدى قوي او ضعيف عن حقيقة فيزيائية خارج الذات. والهلوسة تختلف عن الوهم، التي هي سوء تفسير لمعطيات الحواس عن العالم الخارجي. وعالم الهلوسة ، لعب دورا كبيرا في نشوء تصوراتنا وطقوسنا الدينية والميثالوجية.

الهلوسة ليست فقط قاصرة على الصور والاشكال وانما ايضا يمكن ان تكون معايشة روائح واحاسيس او اصوات او طعم، وبالتالي الهلوسة جميع الانطباعات الممكنة حسب خبرتنا القادمة من جميع الحواس ويمكن ان تكون بمستويات مختلفة تصل الى حد التطابق مع الواقع. في حالة الهلوسة الخفيفة والتي بالكاد تلاحظ نسميها
pseudo-hallucination.

المصاب يمكن ان ينتبه في مرحلة ما الى انه يعاني من نوبات الهلوسات العميقة. ومعايشات الهلوسة يمكن ان تتشابه مع الواقع بدرجة من الدرجات. الاصوات القادمة من داخل الدماغ يمكن ان " يسمعها" المرء مثل الصوت العادي تمام في حين ان انواع اخرى من الهلوسات يمكن ان تكون نادرة وشخصية ومن الصعب وصفها والتعبير عنها للاخرين. وتتميز الهلوسة الكلاسيكية بأن المصاب لايستطيع التحكم برؤيته وإدارتها في حين ان المعايشات التي يمكن التحكم بها بسهولة يستحسن تسميتها وهم او تخيلات.

عام 1988 قام البسيكولوجيين الانكليز
Peter Slade & Richard Bentall بوضع تعريف تطبيقي للهلوسة، حيث تكون الهلوسة ( التي هي مشابهة الادراكات الحسية) ماينطبق عليه التقديرات التالية:
1- كل تصورات تحدث بدون مسبب خارجي.
2- بقوة تتطابق مع قوة الظاهرة الفيزيائية الطبيعية او تعبيراتها،
3-ولايمكن السيطرة عليها من قبل الشخص المعني.

ماهي العوامل والقوى التي تطلق الهلوسة؟
ترتبط الهلوسة في الثقافات الغربية بالامراض النفسية والعصبية وعلى الاخص الشيزوفرينا. والتقديرات تشير الى ان كل واحد في المئة من البشر في العالم مصاب بهذا الخلل بشكل من الاشكال. الهلوسات النفسية - المرضية تتوجه الى المصاب بالادانة والتعنيف والتعليقات والسخرية والمخاطبة او حتى الشتائم. في تسعينات القرن الثامن عشر قامت
Society for Psychical Research بإجراء بحث في لندن على 17 الف شخص ليظهر ان كل عاشر شخص منهم سمع، احس او رأى بصورة واضحة اشياء لم يمكن العثور على مصدر فيزيائي خارجي لها. اغلب الهلوسات عبارة عن رؤية لاشخاص على قيد الحياة. ابحاث العالم D. J. West 1948 اعطت نتائج مشابهة.


الهلوسات قد تأتي بدون سبب واضح في حين ان هلوسات اخرى يمكن تحفيزها بالمخدرات او الامراض الجسدية او النفسية، وحتى بسبب الجوع والعطش او نقص النوم او عدم القدرة على النوم والاجهاد او التنويم المغناطيسي . ويمكن ايضا اثارة الهلوسات على الظهور من خلال الطقوس مثل الرقص والترنح والغناء ذو الايقاع الثابت ( مثلا الزار والاناشيد الصوفية) والتأمل الصوفي او التنفس بطريقة غير طبيعية. بل وحتى موجات صوتية منخفضة ( تحت العشرين هرتز)
infrasound يشعرها الانسان فقط كأهتزازات يمكنها ان تخلق هلوسات. مثل هذه الاصوات يمكن يمكن ان تأتي من مصادر طبيعية مثل القنوات الهوائية او مجاري المياه او بسبب الصواعق والمكائن.



البسيكولوجي الامريكي
Ronald Siegel ، عام 1977، شبه الهلوسة كالشخص الذي ينظر من خلال زجاج النافذة طيلة النهار. وطالما هناك ضوء في الخارج يرى صورة الواقع ولكن عندما يختفي ضوء الشمس تظهر امام الناظر صورة انعكاس الغرفة على الزجاج فيبدو الامر وكأن الغرفة امام الناظر وليست خلفه.

Charles Bonnet syndrom

خلل تشارليز بونيت تظهر اعراضه عند اشخاص لديهم تضرر في البصر يؤدي الى رؤيتهم الى اشباح مع انهم اصحاء عقليا ونفسيا، وسببه هو تشوه الانطباعات البصرية. هؤلاء الناس يمكن ان يروا اطارات ملونة تتحرك ولكنهم غالبا يرون اجساد او اوجه ، احيانا مشوهة، ومرات كما لو انها افلام كارتون تتحرك. مضمون هذه الصور المتحركة مجهولة بالنسبة لهذه النوع من الاصابات الامر الذي يجعلها مختلفة عن المصاب بالهلوسات نتيسجة اسباب نفسية مرضية. حوالي 10% من المصابين بتضرر الرؤية يعايشون هذه الظاهرة (بعض المصادر تشير الى 30%). غير ان الغالبية لاتذكر معاناتها حتى لاتتهم بالجنون.

DE JA VU

هي الاحساس بتذكر معايشة لحدث ليس بالضرورة قد حدث.
70% من الناس مروا بهذه التجربة، ومع ذلك فإن هذه الظاهرة ايضا احدى عوارض
epilepsi

ولكنها ايضا يمكن ان تظهر عدة مرات في اليوم في الفترات التي ينام المرء فيها بشكل سئ ويكون تعبان في النهار

احدى النظريات تقول ان بعض الاحداث لايجري توثيقها اولا في الذاكرة القصيرة وانما تقفز على الفور الى الذاكرة الطويلة ولذلك يعايش المرء مايحدث امامه وكانه قد حدث سابقا. وتوجد نظريات اخرى عن اسبابها

بعضها يقول ان تكاثر الاحداث اكثر من طاقة الدماغ للحظة معينة بحيث الحدث يسبق الدماغ وعندما يصل اليه يعتقد انه واجهه في السابق ( النظرية السابقة)
- الدماغ يملك قدرة على توقع ماسيجري (تقريبا علاك)
- الدماغ يرسل اشارتين متتاليتين عن الحدث نفسه بحيث منطقة التلقي تعتقد انه حدث سابقا
- الدماغ يغلق لثانية ثم يفتح من جديد فيتصور ان ماحدث قبل الاغلاق حدث قبل زمن طويل وجزء من خبرته.
-احدى العينين ترسل الانطباع قبل العين الاخرى فيعتقد الدماغ انه رأى الامر سابقا

دينيا: يعتقد البعض انه وحي من الله او تواصل صوفي او انه قادر على الحلم بما سيجري في المستقبل، وبعض الاديان التي تؤمن بالتقمص ( الدروز والهندوس مثلا) تعتقد انها ذكريات من حياة سابقة.

Epilepsi

الصرع مرض شائع للغاية وكان الاعتقاد ان جني او شيطان يسكن في جسم المريض وتجري طقوس دينية لاخراجه منه. الموسيقي البولوني الشهير فريدريك شوبين
Frêdêric Chopin, كان يعاني صورة ثقيلة من الصرع، حيث كان يرى خلال النوبات صور وخيالات تثير فزعه. اليوم يطلق على هذا النوع من الصرع الهلوسي اسم temporallobsepilepsi.
الاصابة بهذا الخلل الدماغي يؤدي بالمصاب الى رؤية اشباح تتحرك لها صور مرعبة. يمكن للمريض ان يتصور ان هذه الاشباح تتكلم معه.


نماذج عن رؤى دينية
وفي ميثالوجيات الاديان نجد العديد من الروايات التي لو قيل مثلها اليوم لكانت من اعراض الاصابة بالهلوسة العقلية وهنا نماذج

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع - الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي ، زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر) رواه البخاري (4641) ومسلم (161) .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
: ولقد رأى محمدٌ جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح ، (بِالأفُقِ الْمُبِينِ) أي : البين ، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء (موضع بمكة) ، وهي المذكورة في قوله : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إَلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) النجم/5 –10 ، كما تقدم تفسيرُ ذلك وتقريره ، والدليلُ أن المرادَ بذلك جبريل عليه السلام .

عند الإمام مسلم (177) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) .



للمزيد:
في المختبر جميعنا نستطيع رؤية الله
Hallucination
Charles Bonnet syndrome

 

 حيث يسكن الله

 

بقلم أولرش آرافت، ترجمة حسين الموزاني

 

ماذا يحدث في الدماغ عندما نصلي أو نقوم ب"أي نشاط ديني تعبدي"؟
علماء الأعصاب وبالتجارب المصورة تمكنوا من إماطة اللثام عن ما الذي يحدث في الدماغ أثناء ذلك. فهل يسكن الله في رؤوسنا؟

لقد جعلت عبارة "موت الله" الفيلسوفَ فريدريش نيتشه مشهوراً، دون أن يتحقق موت الله على صعيد الواقع. فاليوم ، وبعد مضي قرن كامل على رحيل نيشته نفسه، تشهد الأديان المختلفة قبولاً منقطع النظير على صعيد العالم برمته، بالرغم من جميع نذر الشؤم التي يطلقها الماديون والملحدون.

ويودّ المرء أن يهتف بالفيلسوف نيشته، وهو في دار الآخرة، بأنّ أولئك الذي يُعلن عن موتهم يعمّرون عادةً طويلاً. وحتّى قبل سنوات قليلة، كانت العلوم الطبيعية لا توجه اهتمامها، إلا لماماً، إلى ظاهرة الإيمان بذات عليّة، لأن الدين كان يعتبر آنذاك ظاهرةً ثقافية اجتماعية ونتاجاً للطاقة الروحية الإنسانية. والآن يبدو أن جماعة العلماء لم تعد راغبة في إخلاء الميدان كليّاً لرجال اللاهوت وعلماء الاجتماع. فأخذت طائفة متنامية من المتخصصين بدراسة الدماغ، كما يجهد علماء الأشعة والتحليل النفسي باحثين عن جذور الإيمان، جاعلين من الدماغ مجالاً لبحثهم. فكانت خلاصة جهودهم عبارة عن استفزاز لجميع أولئك الذين يؤمنون بروح عليا. ووفقاً لذلك فإنّ المشاعر الدينية تنبع، شأنها شأن المشاعر الإنسانية آلّها، من فوضى خلايا الدماغ التي يبلغ عددها مئة مليار خليّة تحت قحفة الجمجمة. فهل أن الله ليس أكثر من نسج خيال؟

ويقول طبيب الأعصاب فيلايانور راماجاندران Ramachandran أن هناك " الكثير من الصفات التي تجعلنا بشراً، لكن ليس هناك أشد غموضاً من ظاهرة الدين". ويعتقد هذا الطبيب المعروف، والأستاذ في جامعة كاليفورنيا بسانت دييغو، بأنه حلّ هذا اللغز. فقد شخّص مع زملاء له منطقة في الدماغ يحتمل أنها ذات علاقة وثيقة بالأفكار الروحيّة. وأطلق الباحثون على هذه المنطقة الواقعه خلف الأذن اليسرى عبارة "مطبقية الله" ، وهي عبارة ذات صيغة دعائية. ويستنتج راماجاندران من خلال تجاربه التي أجراها على المرضى المصابين بالصرع الناتج عن التهاب الفصّ الصدغي بأنّ هناك "قاعدة عصبية ترجع إليها الخبرات الدينية". وينتج عن هذا المرض انفعالات "برقية" منفتلة في خلايا منطقة الفصّ الصدغي مقترنة تشريحيّاً ووظيفيّاً "بالحصيّن" المخيّ (وهو بنيّة تشريحية في الدماغ) و "الجسم اللّوزي" في الدماغ ارتباطاً وثيقاً. وإذا ما حدث مركز الصرع في منطقة المخّ خلف الأذن اليسرى فإنّ المصابين يتحدثون دائماً عن "رؤىً روحانيّة".

آية الله الخمينيوما يعيشه المريض يترك في الواقع أثراً ثابتاً: فالأشخاص المصابون بصرع الفصّ الصدغي كثيراًَ ما يميلون حتّى أثناء الفترات الطويلة التي تفصل بين حالات الصرع إلى التديّن العميق. وتستحوذ فكرة المرجعية العليا على الكثير منهم بإلحاح شديد، لدجة أن اعتقادهم يستحيل إلى تعصّب، والإلوهية تستحيل في نظرهم إلى هوس. ويصف راماجاندران حالة المريض "باول" الذي يبرق فصّة الصدغي بين فترة وأخرى بانتظام منذ سنوات بأنه "يرى الكون مثل حبّة رمل تسبح في بحر من النشوة الدينية".

ويلعب الجهاز الحوفي ، والجسم اللوازي بصورة خاصة، دوراً أساسيّاً في صدور هذا الانفعال المتطرّف؛ فمهمة منطقة المخّ هذه هي تقييم الانطباعات الحسيّة والخبرات الذاتية. ويحدد الجهاز الحوفي الانفعالات الناشئة عن معايشات جوهرية بالنسبة للوجود الإنسان مثل الممارسة الجنسية أو المنظر "الجميل" للطفل – وتشكلّ تلك علامة مميزة للأحاسيس وتضمن بأن هناك شيئاً في غاية الأهمية يستعر في تجاويف أدمغتنا بصورة غير قابلة للنسيان.

إلا أن هذه التقييم شهد تغيّراً لدى المصابين بصرع الفصّ الصدغي. ففي الوقت الذي تتولد فيه انفعالات قوّية لدى الناس الأصحاء كردّ فعل على صور الأوضاع الجنسية أو حالات العنف التي لها علاقة بأقرب الناس إليهم، ينظر مرضى الصرع هؤلاء إلى هذه "الأشياء الدنيوية" نظرةً باردة. وتولّد لديهم المشاهدُ الدينية أو حتى مجرد ذكر "الله" سيلاً عارماً من المشاعر، ومن الجدير بالملاحظة هو أن نشاط المخّ في "مطبقية الله" في هذه اللحظة يزداد بشكلّ واضح. ويفترض راماجاندران بأن الربط العصبيّ القائم بين المناطق الحسّاسة في الفصّ الصدغي وبين الجهاز الحوفي يزداد وثوقاً عبر الانفعالات الكهربائية العنيفة أثناء نوبات الصرع. ولذلك فإن كلّ ما يشهده مريضه باول يكون من صنع سلطة إلهية.

لقطات "النّرفانا" الخاطفة
Universal-Formولو أن باول كان يعيش في أزمان سابقة، لما أدخل على الأرجح إلى المستشفى لغرض العلاج، بل لأصبح قديساً يُسجد له أو كافراً يحرق؛ وهذه هي النتيجة التي توصل إليها علماء اللاهوت ويستنتج وليم آلفن وجورج أوجمن، وهما متخصصان في علم .Neurotheologen العصبيّ الأعصاب في جامعة واشنطن، يستنتجان من خلال التقارير والأوصاف المعاصرة بأن التحوّل العجيب "لشاؤول" الذي لم يكن يخشى الله إلى "بولص" الورع لم يأت بفعل الوحي، إنما يمكن أن يكون بفعل نوبات الصرع الناتجة عن الفصّ الصدغي. وآذلك الأمر مع "أيوحنا الأورليانية" التي يمكن أن تكون سمعت صوت الله يطالبها بإنقاذ فرنسا، وذلك أثناء نوبة صرع مماثلة انتابتها. والآن، فلا يصح أن يخشى المترددون بانتظام على الكنائس و الجوامع على سلامة قواهم العقلية. بل إنّ النتائج التي توصل إليها علماء اللاهوت العصبيّ تظهر بأن التفكير الدينيّ مبرمج جينيّاً وبصورة مسبقة في خلايا الدماغ الرمادية لكلّ شخص، ولعلّ هذه الحقيقة تدفع قبل كلّ شيء الملحدينَ المقتنعين بإلحادهم إلى التأمل بإلحادهم؛ فنحن "مخلوقون" إى حدّ ما لكي نؤمن بالله! أمّا عمق المشاعر الدينية فيتوقف حسب رأي راماجاندران على النشاط الكهربائي الطبيعيّ في الفصّ الصدغي، أو على الاستعداد لتقبّل المعايشة الروحانية.

وتسعى جميع المعتقدات الدينية إلى الاستفادة من تحفّز الجهاز الحوفي في شعائرها حسبما يعتقد الباحث أندريو نيوبيرغ. فالمحيط والجوّ ومجريات الطقوس المصاغة باسلوب معيّن تختلف تماماً

عن ظروف الحياة اليوميّة، بحيث أن الدماغ يضع عليها ختمه بصفتها من الأشياء "المتميزة بصورة خاصة". ويهتم نيوبيرغ المتخصص بالأشعة الطبيّة في جامعة بنسلفانيا بفيلاديلفيا والرائد في العلوم الطبيعية التي تبحث عمّا هو إلهيّ؛ يهتم بشكل خاص بحالة الوعي التي يسرد مجراها المؤمنون في جميع الديانات تقريباً والمتعلقة بشعور التوحّد بالله.

ووصف "مايكل بايم" لحظة التجلّي هذه على النحو الآتي: "كنت أشعر باختفاء الحدود من حوليّ وبالارتباط بطاقة ما، وبحالة من الوضوح والشفّافية والبهجة. وكنت أشعر بارتباط وثيق بكلّ شيء، وأعرف بأن ليس هناك في الحقيقة أيّ حالة انفصال". ومايكل بايم هو أحد الأشخاص الثمانية الملمّين بتقنيات رياضة التأمل البوذيّة والذين أخضعوا للتجربة، فأرسلهم نيوبيرغ في مختبره الطبيّ النووي في رحلة "النّرفانا" الحسيّة القصوى. وفي لحظة الاستغراق التام أخذ المساهمون بهذه التجربة يجذبون سلكاً معيناً. وبعد هذه الإشارة سارع الباحث الذي يقف في الغرفة المجاورة إلى حقنهم بمادة مشعّة في الوريد عبر أنبوب للتغذية. وكان هذا الذي يسمّى ب"المكوّن الاستشفافي" (الذي يمكن تتبعه خلال العمليات البيولوجية والكيماوية بفضل ما يتميّز به من نشاط اشعاعي) يلتصق خلال فترة قصيرة للغاية في خلايا المخّ، وبالأخص هناك بالتحديد، حيث يكون المخّ مزوّداً بالدم بقوّة. فيشير حينئذ تدفّق الدمّ المرتفع في منطقة ما من المخّ إلى أن هذه المنطقة نشطة الآن بشكل كبير. وبعد ذلك بفترة وجيزة يعيّن نيوبيرغ بجهاز تصوير خاص انتشار الأشعة النووية. وتكشف الصورة الناتجة عن هذه التجربة، والمسماة ب أو اختصاراً والمحسوبة الأجزاء في جهاز الكمبيوتر، ما يقوم به المخّ في هذه اللحظة عندما "تذوب الحواجز الفاصلة" على حدّ تعبير بايم.

ويتطلّب التأمل تركيزاً شديداً، لذلك فإنّ نيوبيرغ وزملاءه كانوا ينتظرون التماع المنطقة المختصة بتنظيم عملية الانتباه في القشرة الحسيّة الأمامية من المخّ. إلا أنهم اكتشفوا شيئاً آخر، إذ كانت هناك منطقة واقعة في آخر المخّ أظهرت تغيّراً مفاجئاً أثناء الرحلة الروحية. فباتت المنطقة المسؤولة عن التحكّم بالإحساس الموجود في الفصّ الجداري نشطة للغاية. ومهمة منطقة الإحساس هذه هي أن توضح لنا في كلّ وقت أين تنتهي حدود جسدنا وأين يبدأ العالم الخارجي. والجزء اليسار منها يمنحنا الشعور بالحدود الفيزياوية للجسد، والجزء الآخر المعادل له في جهة اليمين يعالج المعلومات المتعلقة بالزمان والمكان، أي المجال الذي يتحرّك فيه الجسد.

الذوبان في الله
وتحتاج منطقة الإحساس دائماً إلى معلومات من أعضاء الحِسّ لغرض القيام بالعميات الحسابية. ويقول نيوبيرغ بأن "المتأمل يفصل حواسه عن العالم الخارجي، ومن المحتمل في هذه الحالة أن ينقطع تزويد الفصّ الصدغي بالغذاء اللازم". وإذا ما فقدت منطقة تعيين الإحساس اليسرى الغذاء المألوف فإنها لا تستطيع حينئذ تعيين الحدود بين الذات والعالم الخارجي. وفي هذه الحالة لم يبق أمام الدماغ خيار آخر سوى أن يعزز صلته أكثر فأكثر بصاحبه وفي كلّ شيء، ثم يدرك هذه الأشياء كلّها.

وبسبب فقدان المحفّز في منطقة التحكّم بالإحساس اليمنى فإن الإحساس بالزمان والمكان يختفي أيضاً، والشعور بالأبديّة واللانهائية الناتج عن ذلك يحسبه الشخصُ المتأمل شعوراً واقعياً تماماً. ويعتقد نيوبيرغ بأن هناك منطقةً دماغيةً أخرى تسمّى بالحصين "تقوم بتنظيم مجرى المعلومات العصبيّة بين المناطق المختلفة للدماغ كفتحة منفذ". وفي حالة التركيز العميق على الموجودات والكلمات والأفكار فإن الضغط الشديد على المناطق الأخرى تدفع مركزَ الانتباه في الدماغ على سبيل المثال، الحُصين، إلى قطع الغذاء عن الفصّ الجذري. ويطلق علماء اللاهوت العصبيّ على هذه الظاهرة عبارة "إيقاف التدفّق (الحسيّ) الوارد". وعلى الرغم من حالة "الغياب" المؤقت فإن منطقة التحكّم بالإحساس المستمرة في عملها تخلق انطباعاً بأن المرء يذوب في محيط واسع آبير. ووصفت الراهبة "سلسته" مشاعرها وهي في ذروة صلاتها التي استغرقت 45 دقيقةً بأن "حضور الله آان ملموساً، حتّى أنني شعرت بأنّ وجوده بات يخترقني". ومن الجدير بالذكر في هذا السياق هو أن الصور التي التقطها نيوبيرغ لها ولسبع من الراهبات الفرانسسكانيات الأخريات كشفت عن فارق نوعيّ ، مقارنة بالصور التي التقطت للمتأملين البوذيين. ولأن الراهبات تسلقن القمّة الروحية من خلال تكرار الآيات المسيحية فإن نشاط الدماغ بات مرتفعاً في مركز الكلام لديهم بالدرجة الأولى. وفي لحظة "الذوبان بالله" انطفأ ايضاً الضوء في منطقة التحكّم بالإحساس لديهن. ويجعل هذا التماثل احتمال أن تتجاوز لحظات الإدراك الدينيّ المرآّز – إذا ما نظرنا إلى هذا الأمر من ناحية بيولوجية عصبيّةالفوارقَ القائمة بين الاتجاهات الدينية احتمالاً وارداً. وكلّ من يشكّ، بسبب نقص في تجاربه الشخصية، في أن هذا النظام المتناغم في الرأس الذي يبلغ وزنه مجرد ثلاثة أرطال، قادر على أن يتحفه بالخوارق الصوفيّة، فعليه أن يقوم بزيارة مايكل بيرسنغر في جامعة لاورنشن بكندا. فعالم النفس والأعصاب هذا يدعي بأن بمقدور كل شخص أن "يلتقي بالله"، إذا ما كان مستعداً لوضع جهاز يشبه الخوذة على رأسه. وهذا الجهاز يولّد حقلاً مغناطيسّياً خفيفياً يتحرك لمدة عشرين دقيقة ضمن إطار نموذج معقّد حول الدماغ، وبالأخص حول الفصّ الجداري. ووصف أربعة من خمسة أشخاص خضعوا لهذه التجربة مشاعرهم التي نشأت بفعل المحفزّات المنغاطيسية عبر الجمجمة بأنها مشاعر أكثر من طبيعية أو أنها مشاعر روحيّة. ووفق نظرية بيرسنغر فإن هذا الحقل المغناطيسي يولّد شرارات صغيرة من الانفعال الإلكتروني، على غرار النموذج المصغّر لبرق الأعصاب في أدمغة المصابين بالصرع الذين فحصهم راماجاندران. وهذه التيارات الانفجارية الصغيرة التي يطلق عليها مصطلح ، أي عابرات الفصّ الصدغي، تخلق شعوراً بوجود سلطة غير طبيعية، ملازماً للحظة اليقظة الروحيّة. بيد أن ليس على الله أن يخرج من الخوذة. فالتغيّرات الفسلجيةمثل انخفاض نسبة السكر في الدم، أو النقص في الأوآسيجين – أو المتاعب النفسية مثل حالات الخوف والكآبة، أو قلةّ النوم ببساطة، يمكن أن تولّد حالة من عدم الاستقرار الإلكتروني في الفصّ الصدغي. ويعتقد بيرسنغر بأن هذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الناس يجدون طريقهم إلى الله أثناء المواقف الحياتية الحرجة. لكن يبدو أن الجينات تمارس أيضاً تأثيراً على الميل الفرديّ إلى هذه التيارات الانفجارية في الفصّ الصدغي..

فهل كان وميض الفصّ الصدغي هو الذي أنزل الوحي على بوذا عندما كان يجلس تحت شجرة التين؟ وهل أن الوصايا العشر لموسى لم تأته من الله، بل همست بها حزمة من الأعصاب الملتهبة في رأسه؟

وبالنسبة لبيرسنغر فإن الأمر واضح وهو أن "الدين ينشأ في أدمغتنا"، فنتجت عن هذه الفرضية الاستفزازية تهديدات بقتله. وآذلك الكرسي البابويّ لم يكن مسروراً بمساعي علماء اللاهوت العصبيّ الهادفة إلى العثور على قاعدة بيولوجية للإيمان الدينيّ. وبمثابة ردّ فعل على تقرير حول نشاط أندريو نيوبيغر وصف الأسقف إليو سغيريجيا، المتخصص في الشؤون البيولوجية الأخلاقية في الفاتيكان، فرضية أن الله "يسكن" فقط في أدمغة المؤمنين، وليس في أيّ مكان آخر، وصفها بأنها "نظرة ماديّة خاطئة للوجود الإنساني".

إلا أن نيوبيرغر بقي متماسكاً بارد الأعصاب أمام الاتهامات: "إذا كان الله موجوداً فعلاً، فأليس من المنصف تماماً أنه خلقنا لكي ندركه ونتمكن من الاتصال به؟"

بيد أن الإيمان سيبقى مقترناً بقضية الإيمان نفسها، مثلما كان الأمر في زمن نيشته، على الرغم من التوغلات في مجال المعايشات الدينية البيولوجية العصبيّة.



مصادر:
.2006\
مجلة الدماغ والفكر. مجلّة لعلم النفس ودراسة الدماغ

 

 

أجزاء مترجمة من كتاب د. علي سينا (سيرة سيكولوجية لنبي الإسلام) من ترجمة إبراهيم جركس، الفاضل المحترم:

 

محمد يشعر بالنشوة/ محمد: سيرة سيكولوجية [14]

 


إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 19 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

محمد يشعر بالنشوة/ محمد: سيرة سيكولوجية [14]
=============================
إنّ فهمنا الحديث للعقل البشري وطريقة عمله يسلّط الضوء على تجارب محمد الداخلية، والتي عبّر عنها بلغة مدهشة. ولتفادي نعته بالكذّاب، جعل الله يصف ما رآه هو. {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [سورة النجم 6-18]
وفي آية أخرى أكّد مرئية تجربته التي مرّ بها:
{وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير 23]
حديث يخبرنا عن تجربة محمد عند نزول الوحي على الشكل الآتي:
((عن أبي هريرة قال كان إذا نزل عليه الوحي صدع فيغلف رأسه بالحناء))[1]
إلا أنّ أحدهم سأله عن كيفية نزول الوحي:
((عن عائشة أنّ الحارث بن هشام سأل رسول الله صلعم، فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي، فقال رسول الله صلعم: أحياناً يأتيني مثل "صلصلة الجرس" وهو أشدّه فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثّل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول. قالت عائشة: وقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقاً))[2]
روى زيد بن ثابت ((كان إذا نزل عليه [النبي] الوحي ثقل لذلك وتحدّر جبينه عرقاً كأنه جمان)) [3]
ويروي لنا ابن سعد ((كان إذا أوحي إليه وقذ [الوَقِذ يعني المنهك والمثخن من شدة الضرب] لذلك ساعة كهيئة السكران))[4]
((عن عمر بن الخطاب قال كان النبي صلعم إذا أنزل عليه الوحي سـمع عند وجهه كدوي النحل.)) [5]
(( وروى ابن إسحاق عن شيوخه أنه صلعم كان يرقى من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن فلما نزل عليه القـرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك هذا يدل على أنه صلعم كان يصيبه قبل نزول القرآن ما يشبه الإغمـاء بعـد حصـول الرعدة وتغميض عينيه وتربد وجهه ويغط كغطيط البكر فقالت له خديجة أوجه إليك من يرقيك قال أما الآن فلا ولـم أقـف على من كان يرقيه ولا على ما كان يرقى به.)) [6]
وينقل لنا ابن كثير حديث طويل في تفسيره لسورة العلق عن حالة محمد خلال الوحي:
((عائشة قالت: أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ــــ وهو التعبد ــــ الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها، حتى فاجأه الوحي وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فقلت: ما أنا بقارىء ــــ قال ــــ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارىء، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: { ٱ-;-قْرَأْ بِٱ-;-سْمِ رَبِّكَ ٱ-;-لَّذِى خَلَقَ } - حتى بلغ - { مَا لَمْ يَعْلَمْ } " قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: " زمّلوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: " يا خديجة مالي؟ " وأخبرها الخبر وقال: " قد خشيت على نفسي ". فقالت له: كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم؟ " فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به، إلا عودي، وإن يدركني يومك، أنصرك نصراً مؤزراً.
ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه، تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقاً، فيسكن بذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي، غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة الجبل، تبدى له جبريل، فقال له مثل ذلك.))[7]
إنّ قصة ابن عم خديجة ورقة [بن نوفل] وهو يتعرّف على محمد بوصفه رسولاً لله، على أساس دراساته للكتاب المقدس، هي هراء وكلام فارغ طبعاً. هذا هو بالضبط ذلك النوع من القصص التي سيلفّقها محمد لدعم مزاعمه. لا يوجد هناك أي شيء في الكتابين المقدسين اليهودي والمسيحي يشير إلى محمد بشكل مباشر أو غير مباشر. ورقة كان ميتاً، وشعر محمد بأنه حر في فبركة الأكاذيب ونسبها إلى ورقة تماماً كما لفّق المزاعم بأنّ جده قال له بأنّ هناك قدراً عظيماً ينتظره. وليس من المستغرب أن تقوم خديجة، الاعتمادية المنعكسة، بتأييد تلك الأكاذيب المحمدية. الاعتمادي عادةً يقوم بتأييد وتأكيد أكاذيب ومزاعم شريكه النرجسي. وهناك حالة مشابهة وهي عندما سافر محمد إلى بصرى عندما كان يعمل لحساب خديجة. فقد زعم أنه ما أن وصلت القافلة إلى مشارف مدينة بصرى، جلس في ظل شجرة فرآه كاهن نسطوري، فأطل الرّاهب إلى ميسرة وهو الصبي الذي يعمل لدى خديجة وكان يرافق محمد، فقال: من هذا؟ فقال: رجل من قريش، قال: ما نزل تحت هذه الشجرة إلاّ نبيّ. وحسب القصة التي رواها محمد كان الراهب قد لاحظ وجود غيمتين صغيرتين فوق رأس النبي تظلّلانه من حرّ الشمس. ثُمَّ قَالَ : فِي عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ ؟ قَالَ مَيْسَرَةُ : نَعَمْ ، لا تُفَارِقُهُ ، قَالَ الرَّاهِبُ : هُوَ هُوَ آخِرُ الأَنْبِيَاءِ[8]
في موضعٍ آخر زعم أنّ تلك الشامة الكبيرة الموجودة بين كتفيه هي رمز نبوّته. وحتى الآن لم أجد أي إشارة في الكتب المقدسة تشير علامة نبوة تتمثّل في شامة بين الكتفين واحمرار حول العينين. الاحمرار المزمن للعين هو حالة طبية تسمى بالتهاب الجفنِ
blepharitis سببه التهاب حاد في جفني العين. وهناك حالة من التهاب الجفن تتمثّل في خلل بوظيفة الغدة الميبومية MGD حيث تترافق هذه الحالة بخلل في الجلد يسمى "بالتورّد" Rosacea، والتهاب الجلد الدهني seborrheic dermatitis. وتتمثّل حالة التورّد باحمرار في الوجه. وقد وصف علي بن أبي طالب، ابن عم محمد وزوج ابنته فاطمة، وجه محمد بالأبيض-المحمرّ.[9]
لقد عثر محمد لنفسه على جمهور ساذج وشعر بالحرية لإخبارهم بأي شيء، فقد كان يعلم تمام العلم أنهم سيصدقونه ويؤمنون بكل ما يقول، لذا حتى أعراض مرضه كان يزعم أنها دلائل نبوته. لا يوجد أي ذكر للصبي ميسرة بين المؤمنين الأوائل. فإذا كانت قصة محمد حقيقية وصحيحة، لابد أنّ ميسرة كان ليكون من أوائل المؤمنين بنبوة محمد. في الحديث الوارد في الأعلى، يمكننا ملاحظة الدور الهام الذي لعبته خديجة منذ نشوء الإسلام. فعندما تراءى لمحمد أولى هلوساته ظنّ أنه مجنون أو ممسوس. كانت خديجة هي التي طمأنته وأكّدت له أنّ الله قد اختاره ليكون نبيه وهي التي شجّعته ودفعت به في طريق النبوة.
بهض هلوساتزمحمد كانت مرئية، وبعضها كانت سوماتية وبعضها سمعية. كتب ابن إسحاق قائلاً((كان النبي إذا خرج لحاجته أبعد حتى لا يرى بيتاً ، ويفضي إلى الشعاب وبطون الأودية من أجل أن يقضي حاجته ، قال : فلا يمر بحجرٍ ولا شجرٍ إلا قال له : " السلام عليك يا رسول الله " ، يسمع صوت السلام عليك يا رسول الله ، كان يلتفت عن يمينه وعن شماله ومن خلفه فلا يرى أحداً )) [10]
كان محمد يعاني من هلوسات أخرى كثيرة. ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عفريتاً من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه، فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، فرده الله خاسئاً))[11]
والمريض الذي يعاني من أغراض الخلل أو الاضطراب العقلي غالباً ما يكون غير قادر على التفريق بين الخيال والواقع. قالت عائشة ((سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه ليتخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل ، حتى إذا كان ذات يوم - وهو عندي - دعا الله ودعا ، ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ..؟
وكان الذي تولى ذلك : لبيد بن الأعصم اليهودي ، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان .
فمرض رسول الله وانتثر شعر رأسه ، ولبث ستة أشهر ، يرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن ، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه . فبينما هو نائم ذات يوم : إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه . فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل ؟ قال: طُبّ . قال: وما الطُبُّ ؟ قال: سِحْرٌ . قال: ومَن سَحَرَه ؟ قال: لَبيد بن الأعصم اليهودي. قال: وبم طبه ؟ قال: بمُشْط ومُشَاطة . قال: وأين هو ؟ قال: في جُفِّ طَلْعَةٍ تحت راعوفَة في بئر ذَرْوان.[ و "الجف " : قشر الطلع . و " الراعوفة " : حجر فى أسفل البئر ، يقوم عليه الماتح بالدلو ]. فانتبه رسول الله يا عائشة .. أما شعرت أن الله أخبرني بدائي..!! ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر ، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الجف ، فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه ، وإذا فيه وتر معقود فيه أحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين فجعل كلما قرأ آية : انحلت عقدة ، ووجد رسول الله خفة ، حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما أُنشِطَ من عِقال ، وجعل جبريل عليه السلام يقول: بسم الله أرقيك، من كل شىء يؤذيك ، ومن حاسد وعين الله يشفيك . فقالوا: يا رسول الله ..!! أولا نأخذ الخبيث فنقتله ..؟
فقال: أما أنا فقد شفاني الله ، وأكره أن أثير على الناس شراً))[12]
في حديث آخر نقرأ ((جاء رجل إلى النبي صلعم وهو بالجعرانة عليه جبة وعليها خلوق أو قال أثر صفرة فقال كيف تأمرني أن أصـنع فـي عمرتي قال وأنزل على النبي صلعم الوحى فستر بثوب وكان يعلى يقول وددت أني أرى النبي صلعم وقد نزل عليه الوحى - قال - فقال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلعم وقد أنزل عليه الوحى قال فرفع عمر طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط - قال وأحسبه قال - كغطيط البكر - قال - فلما سري عنه قال " أين السائل عن العمرة اغسل عنك أثر الصفرة - أو قال أثر الخلوق - واخلع عنك جبتك واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك))[13]
حديث آخر ((كان إذا أنزل عليه الوحي أثر عليه كرب لذلك وتربد وجهه)) [14]
هنا أسرد عليكم قائمة بالآثار السيكولوجية والفيزيائية لوقع "الوحي" على جسد محمد وعقله على أساس مااء في عدة أحاديث:
1) رؤى (هلوسات) حيث يرى ملاكاً أو نور ساطع ويسمع أصواتاً.
2) تشجنّات في جميع أجزاء جسده وألم مبرّح، إرهاق، وتعب.
3) تطغى عليه فجأة مشاعر الخوف والقلق.
4) رجفان واختلال في عضلات العنق.
5) حركة الشفتين غير مسيطر عليها، تلمّظ الشفتين.
6) تعرّق غزير حتى في البرد القارص
7) تورّد الوجه
8) تغيّر سيماء وجهه.
9) تسارع في ضربات القلب.
10) يغطّ كغطيط البكر، أي يشخر كما يشخر الجمل.
11) يشعر بالدوار والإعياء.
12) تنتابه أفكار انتحارية.
جميع هذه الأعراض هي أعراض ما يسمى "بصرع الفصّ الصدغي"
Temporal Lobe Epilepsy اختصاراً TLE. وهناك سمة هامة أخرى تميّز هذا المرض وهي أنّ النوبة تحدث من دون أي إنذار مسبق للمريض. وهذه كانت الحال في تجارب محمد الباطنية. يروي لنا البخاري أنّه عندما كان النبي يتحدّث عن فترة انقطاع الوحي، قال ((فبينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالساً على كرسي بين السماء والأرض، قال رسول الله صلعم: فجئثت منه فرقاً فرجعت، فقلت:زمّلوني زمّلوني، فدثّروني)).[15]
********************
[1] منتخب كنز العمال حرف الشين باب نزول الوحي رقم -18470
[2] صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم. كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة. صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب عرق النبي صلعم في البرد وحين يأتيه الوحي.
[3] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب حديث الإفك. صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف. منتخب كنز العمال، حرف الشين، باب نزول الوحي، رقم 1846.
[4] الطبقات الكبرى، ابن سعد، ذكر شدة نزول الوحي على النبي صلعم.
[5] المسند للإمام أحمد بن حنبل مسند عمر بن الخطاب. الترمذي كتاب التفسـير ومـن سـورة المؤمنون. المستدرك للحاكم باب تفسير سورة المؤمنون عن عمر. فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب بـدء الـوحي أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس. منتخب كنز العمال حرف الشين باب نزول الوحي رقم -18466
[6] السيرة الحلبية باب بدء الوحي له صلعم.
[7] ابن كثير، تفسير سورة العلق
[8] الطبقات، جزء1، ص119
[9] الترمذي، 1524
[10] ابن إسحاق، ص105
[11] فتح الباري، لابن حجر، حديث رقم 461
[12] رواه : البخارى ، عن عبيد بن اسماعيل ، عن أبى أسامة. ولهذا الحديث : طرق فى الصحيحين. الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدة النيسابوري ( المتوفى468هـ - 1076م ) من كتابه " أسباب النزول"
[13] صحيح مسلم كتاب الحج باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة وما لا يباح وبيان تحريم الطيب عليه
[14] المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مسند أبن عباس. أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضـائل باب عرق النبي صلعم. وكتاب الحدود باب حد الزنا. منتخب كنز العمال حرف الشين باب نزول الوحي رقم -18465
[15] صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلعم.

 

 

أفكار انتحارية/ محمد: سيرة سيكولوجية [15]

 


إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أفكار انتحارية/ محمد: سيرة سيكولوجية [15]
==========================

يخبرنا المؤرّخون أنّ محمداً حاول الانتحار في عدّة مناسبات، حيث كان يوقفه الملاك جبريل في كل مرة. في البداية ظنّ أنه شاعر أو كاهن: ((قال:ولم يكن من خلق الله أبغض علي من شاعر أو مجنون . كنت لا أطيق أن أنظر إليهما , قال:قلت:إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون ! لا تحدث بها عني قريش أبدا ! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن ! قال:فخرجت أريد ذلك . حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتا من السماء يقول:يا محمد . أنت رسول الله وأنا جبريل . قال فرفعت رأسي إلى السماء , فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول:يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل . قال:فوقفت أنظر إليه , وشغلني ذلك عما أردت , فما أتقدم وما أتأخر , وجعلت أصرف وجهي عنه في أفاق السماء , فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك)) [1]

والطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها فهم هذه الرؤيا هي أنّ الصورة التي كان محمد يراها كانت داخل عقله فحسب، وتتحرّك معه في أي اتجاه يحرّك فيه رأسه. الصورة على غلاف الكتاب تظهر الملاك جبريل وهو يظهر في عدة أماكن بشكل آني. والحال، محمد لم يصف تجربته بهذا الشكل. ما رآه محمد يمكن وصفه كهلوسة مرئية. تحدث الهلوسات المرئية في أنماط مختلفة من الظروف غير المتعلقة بالطب النفسي من بينها الأذيات المخية والدماغية، الحرمان الشعوري الحسي، واستخدام العقاقير والأدوية المخدّرة، والشقيقة. بعض الهلوسات تكون بسيطة (أي أنّ المريض يرى ضوء، نور ساطع، ألوان، أو أشكال هندسية بسيطة). هذه الأنواع من الهلاوس تحدث عادةً في حالة "صرع الفصّ القذالي
Occipital lobe epilepsy. أمّا الهلاوس البصرية المعقدة والمركّبة والأوهام المرئية، كتلك التي اختبرها محمد، تحدث في حالات نوبات صرع الفص الصدغي وغيرها من الاضطرابات العصبية كمرض باركنسون ومرض كروتزفيلت-جاكوب. هذه الهلاوس هي عادة صور حية لحيوانات، أشخاص أو كائنات أسطورية كالملائكة والجان[2]. ويمكن أن تكون مصحوبة بهلوسات سمعية، ذوقية، شمية، بل وحتى حسية-جسدية. الهلوسات الحسية-الجسدية والحركية غالباً ما تكون مصاحبةً لنوبات صرع الفص الصدغي. وهذا ما يفسّر تجربة محمد في غار حراء حين شعر أنّ الملاك جبريل قد سحبه وعصره بقوة حتى شعر بألم مبرّح في جوفه لدرجة أنه شعر بأنه سيموت.

يقول العالم والباحث سكوت أتران موضحاً ((التغيرات المفاجئة في نشاط حُصَين آمون واللوة المخية يمكن أن يؤثر على المستقبلات السمعية والرؤيوية والشمية والحسية والذوقية وتؤدي إلى هلاوس تتضمن سماع أصوات آو موسيقى، مشاعر بالأرجحة أو طفو الجسد في الهواء، طعماً كالإكسير، حارقاً أو ليّناً، رائحة الجنّة أو لهيب النار. على سبيل المثال، لأنّ القسم الأوسط من اللوزة المخية تدخله ألياف عصبية من المجرى الشمي، فإنّ أي إثارة مقصودة لذلك الجزء من اللوزة المخية سيعيد اختبار العديد من الروائح القوية. في الطقوس الدينية، تعمل العطور والروائح البخورية على إثارة اللوزة المخية، أي أنّ هذا النوع من الروائح يمكن أن يستخدم لتركيز الانتباه على الأحداث المحيطة ومعالجتها والتفاعل معها. في حالات صرع الفص الصدغي، فالتدفّقات الكهربائية المفاجئة في المنطقة تنفخ في مجالات أخرى من هذه التجربة الصرعية بروائح عطرية))[3].

يصف محمد جبريل بأنّ لديه 600 جناح [4]. ومن الصعب جداً تصوّر ذلك حتى. البراق، أو الدابة التي ام تطأها محمد ليعرج في رحلته المزعومة إلى القدس ثم إلى السماء، تمتلك رأساً بشرياً وجناحي صقر. وباستثناء أولئك الذين يقرّرون الإيمان بالسخافات وتصديقها، فمن الواضح أنّ محمداً كان يهلوس.

يصف الباحث والمؤرخ المصري المسلم [محمد حسين] هيكل الملاك كما رآه محمد خلال زيارته للسماء. ((وكانت السماء الأولى من فضة خالصة علقت عليها النجوم بسلاسل من ذهب[وهذا يثبت بما لا يدع مجال للشك أنّ محمداً لم يكن يعرف ماهية النجوم. قد تصوّرها أنها أشياء كأضواء شجرة عيد الميلاد المعلّقة على صفحة السماء السوداء. وهذه الفكرة متطابقة مع المفهوم البطليمي للفلك وكان معتقداً شائعاً ومنتشراً زمن محمد.]، وقد قام على كلٍ منها مَلَك يحرسها حتى لا تعرج الشياطين إلى عَلو عليها أو يستمع الجنّ منها إلى أسرار السماء)) . هذا النوع من السخافات واللامعقول موجود أيضاً في القرآن، حيث جاء فيه أنّ الشياطين والجان كانت تقف على أكتاف بعضهم البعض ليستقروا السمع إلى ما يجري من محادثات في السماء بين الملائكة، فكانوا يرجمونهم بتلك النجوم والشهب كالصواريخ والقذائف. في الأيام الخوالي كان الناس يعتقدون أنّ المذنبات رجوم للشياطين[5].

يتابع هيكل قائلاً ((في هذه السماء ألقى محمد التحية على آدم، وفيها كانت صور الخلق جميعاً تسبّح بحمد ربها. ولقي محمد في السموات الست الأخرى نوحاً وهارون وموسى وإبراهيم، وداؤود وسليمان وإدريس، ويحيى [يوحنا المعمدان] وعيسى. ورأى فيها ملك الموت عزرائيل، بلغ من ضخامته أن كان ما بين عينيه مسيرة سبعين ألف يوم. [وهذا بالكاد أكبر بعشرات المرات من المسافة ما بين القمر والأرض] ومن سلطانه أن كان تحت إمرته مائة ألف فرقة، وكان يسجّل في كتابٍ ضخم أسماء من يولدون ومن يموتون [قد يتبرّع أحدهم بجهاز كومبيوتر لعزرائيل ليرتاح من هذا العبء] ورأى ملك الدمع يبكي من خطايا الناس، ملك النقمة ذا الوجه النحاسي المتصرّف في عنصر النار والجالس على عرش من لهب. وقد رأى كذلك ملكاً ضخماً نصفه من نار ونصفه من ثلج وحوله من الملائكة فرقة لا تغتُر عن ذكر الله قائلةً: "اللهم قد جمعت الثلج والنار، وجمعت كل عبادك في طاعة سُنّتك". وكان في السماء السابعة مقرّ أهل العدل ملك أكبر من الأرض كلها، له سبعون ألف رأس، في كل رأس سبعون ألف فم، في كل فم سبعون ألف لسان، يتكلّم كل لسانٍ سبعين ألف لغة، من كل لغةٍ سبعين ألف لهجة، كلها تسبّح بحمد الله وتقدّس له))[6]

كان محمد يمتلك مخيّلة واسعة جداً. لكنّ تفكيره كان ملتوٍ بأيّة حال. مثل هذا الكائن لا يمكن تصوّره حتى، ناهيك عن وجوده في عالم الواقع.
_محمد يرى ملاكاً أكبر من الأرض، وهذا تناقض بحد ذاته.
_هذا الملاك له 70000 رأس، وفي كل رأس 70000 وجه.(أي أنّ هذا الكائن كان يمتلك بالمجمل 4900000000 وجه)
_كل وجه له 70000 فم (أي يمتلك بالمجمل 343000.000.000.000 فم)
_كل فم فيه 70000 لسانه (وهذا مجموعه 24010.000.000.000.000.000 لسان)
_وكل لسان يتكلّم 70000 لغة (وهذا مجموعه 1680.700.000.000.000.000.000.000 لغة مختلفة. أي أكثر من 1.68 سبتيليون لغة).

لماذا الله بحاجة لخلق مثل هذا المخلوق الغريب، فقط ليمجّده إلى الأبد وبلغات مختلفة؟ مثل هذا الكائن لا يمكن أن يتصوره إنسان عاقل، إنما المريض الذي يعاني من هلوسات متأزّمة هو وحده القادر على تخيله. تصوّر شخصاّ ما يملأ بيته بأجهزة الكومبيوتر والحواسيب وآلات التسجيل ويبرمجها لتمجيده وتسليحه طوال الوقت وبجميع اللغات! ألن يكون ذلك الشخص مجنوناً؟!!! إنّ الله الذي يمثّل أنا محمد المشخصن الآخر وكل ما يريده هو أن يكون. سيكولوجية الله هذا تعكس سيكولوجية محمد نفسه. فوصفه نرجسياً، كان لديه توق شديد لا يشبع للتمجيد والتقدير، وهكذا كان إلهه انعكاساً أو إسقاطاً لأناه الخاصة.

كان محمد وحيداً، يشعر بالوحدة. فبالرغم من زواجه من امرأة ذات مكانة ونسب، لم يكن هو نفسه شخصاً مهماً بذاته وكان منبوذاً من قبل قومه. تجاربه الهلوسية، التي فسّرتها زوجته كعلامة على النبوة، كانت أعظم مصدر نرجسي له. وعندما توقفت تلك التجارب، شعر بالكآبة والخيبة. يقول فاكنين: ((الاكتئاب هو أحد المكوّنات الأساسية في التركبية العاطفية للنرجسي. ويتعلّق الاكتئاب بشكل رئيسي بغياب أو انعدام المَدد النرجسي. كما يتعلّق بالحنين والشوق لأيام أكثر سعادة، مليئة بالحب والاهتمام والتقدير... الاكتئاب هو نوع من النكوص. هذا النكوص يتحوّل ويُوَجّه إلى الشخص المكتئب بدلاً من الوسط المحيط به. هذا النظام من النكوص الاكتئابي المتبادل مهم جداً وحيوي بالنسبة للنرجسية والاكتئاب... فالنرجسي، بأية حال، حتى عندما يكون مكتئباً، لا يتخلّى عن نرجسيته: هوسه بعظمته، جلاله، هيبته، شعوره بالأهمية، عجرفته، عطرسته، وقسوته))[7]

وهذا يفسّر لنا سبب اكتئاب محمد وأفكاره الانتحارية التي لازمته طويلاً، بالإضافة إلى أنه يفسّر لنا لماذا لم تبلغ تلك الأفكار ذروتها وتدفعه لقتل نفسه فعلاً. النرجسيون نادراً ما يقدمون على الانتحار. ويبدو غريباً أنّ محمد، خلال العديد من المناسبات، كان يحاول الانتحار وفي كل مرة كان يتراءى له جبريل وينقذه، لكنه كان يعاود محاولته مرة أخرى. النرجسيون لا يقدمون على الانتحار، لكنهم يتحدثون عن لينالوا الشفقة والاهتمام.

تكتب أغاتا كريستي في روايتها "مرآة رجلٍ ميت" قائلةً ((كيف يمكن لنرجسي يظنّ نفسه إلهاً، إنساناً مهماً، على أنه مركز الكون والعالم، أن ينتحر؟... فمن المرجح أكثر أن يدمّر إنساناً آخر - نملة أو حشرة ضئيلة تجرأت وتسلقت رجل إنسان لتزعجه... قد يعتبر مثل هذا العمل ضرورياً - مقدّساً! لكن مدمراً للذات؟ مدمراً لذاته النرجسية؟))[8]

وباختلاف المرضى الذين يعانون باضطراب الشخصية ثنائي القطب الذين يحتاجون لمعالجة دوائية للتخلص من أعراض اكتئابهم، فكل ما يحتاجه النرجسي هو "جرعة من المصدر النرجسي ليخرج من أعماق البؤس ويرتقي لأعالي النشوة الجنونية والسرور الهوسي)) على حسب تعبير فاكنين[9]

********************
[1] رواه ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن عبيد، سيرة ابن إسحاق، ص106
[2] الجان أرواح وكائنات خبيثة ومضلّلة في الميثولوجيا العربية، قادرة على التنكّر بهيئة إنسان أو حيوان.
[3] سكوت أتران، علم الأعصاب اللاهوتي: الدماغ، العلم، الروحانيات، والتجربة الدينية.
Scott Atran, NeuroTheology: Brain, Science, Spirituality, Religious Experience by Chapter 10
http://jeannicod.ccsd.cnrs.fr/docs/00/05/32/82/RTF/ijn_00000110_00.rtf
[4] ((عن ابن مسعود عن النبي قال : رأيت جبريل له ست مائة جناح)) منتخب كنز العمال حرف الخـاء باب خلق الملائكة عليهم السلام. رقم- 15162. ((وعن ابن مسعود عن النبي قال: رأيت جبريل عند السدرة وعليه ستمائة جناح ينتثر من ريشه تهاويل)) (تهاويل: الأشياء المختلفة الألوان. النهاية 283/5 أبو الشيخ. منتخب كنز العمال حـرف الخاء باب، الإكمال، من خلق جبريل عليه السلام رقم 15169
[5] قرآن: سورة الجن 8، الصافات 6-10، المنافقون 6.
[6] محمد حسين هيكل، حياة محمد، دار المعارف، القاهرة، ص204
[7] http://www.mental-health-matters.com/articles/article.php?artID=92
[8]
Dead Man s Mirror by Agatha Christie - in "Hercule Poirot The Complete Short Stories" - Great Britain, HarperCollins Publishers, 1999
[9] http://samvak.tripod.com/journal71.html

 

 

محمد: سيرة سيكولوجية [9]

 


إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 16:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كنا من قبل قد بدأنا سلسلة بعنوان (محمد: السيرة الذاتية السيكولوجية) ونشرنا فيها ثماني حلقات، وهي موجودة على موقعنا هنا، والآن نتابع هذه السلسلة

۞-;- سجل محمد النفسي: ميراث النرجسي
على فراش موته، أوصى محمد أتباعه أن يستمرّوا ويتقدّموا في جهادهم. جنكيز خان أعطى نفس الأمر لأبنائه وهو على فراش موته. كان قد أخبرهم أنّه كان يرغب بغزو العالم، لكن بما أنه لن يستطيع تحقيق حلمه، فيجب عليهم أن يعملوا جاهدين لتحقيقه. المغول، كالمسلمين، كانوا مروّعين. فبالنسبة للنرجسيين، كل تلك المسائل تنحصر بمسألة الفوز أو النصر. فهم لا يملكون أي ضمير. فحياة الآخرين بالنسبة لهم رخيصة ولا قيمة لها بتاتاً.
في عقده السادس أصبح هتلر مدركاً للرجفة التي أصابت يده اليسرى. وكان يخفيها عادةً مع تقدّم المرض، وحاول البقاء بعيداً عن العامّة. أدرك أن الموت أخذ يقترب منه. أصبح أكثر حزماً وقسوةً، يطلق حملاته بإحساس متجدّد من الاضطرار، وكان يعلم حق العلم أنه في سباق محموم مع الزمن. النرجسي يرغب بأن يخلّف ميراثاً.
من الخطأ النظر إلى الإسلام كدين. السّمة الروحية للإسلام تمّ اصطناعها لاحقاً على يد الفلاسفة المسلمين الذين أعطوا تفسيرات باطنية وروحية لكلمات محمد. فقد شكّل أتباعه الدين حسب ميولهم، ومع مرور الوقت، اكتسبت تلك التفسيرات ختم العصر القديم ومصداقيته.
فلو أنّ الإسلام دين، عندها ستكون النازية كذلك، والشيوعية، الشيطانية، جماعة بوّابة السماء، جماعة المعبد، إلخ. إذا كنا ننظر إلى الدين كفلسفة في الحياة للتعلّم، وتحضّر الجنس البشري وإخراج كافة إمكانياته وطاقاته الإنسانية، ولتصعيد الجانب الروحي عند البشر، وتحفيز الروحانية بداخلهم، لتوحيد القلوب وتنوير العقل البشري، عندها سيفشل الإسلام تماماً أمام ذلك الاختبار. لذلك، ومن خلال هذا المقياس، فالإسلام ليس _ولا يجب_ أن يعتبر ديناً.

۞-;- النرجسي يريد أن يكون إلهاً
بالنسبة للنرجسي، الشيء الوحيد الذي يهمّه هو حيازته للقوة في النهاية. يريد أن يكون محترماً، ملحوظاً، ولا يمكن تجاهله. النرجسيين هم أشخاص يشعرون بالوحدة، وعدم الأمان أو الاستقرار، والعار. هم يعلمون تماماً أنه من خلال إسقاط أنفسهم كقادة ثوريين، روّاد الأمل وقادة القضايا العظمى حتى أنهم يمكنهم أن يجذبوا أنصاراً وأتباعاً كالذباب على قطع الحلوى. القضية لا قيمة لها. فهي بالكاد مجرّد عذر أو سبب. النرجسي يخترع آلهة خيالية وقضايا عظيمة. وكلّما رفعوا من شأن آلهتهم المزيّفة ومجّدوا قضاياهم أكثر، كلّما اكتسبوا قوّةً وقدرة لأنفسهم.
كان الله بالنسبة لمحمد أداة إقناع. فمن خلاله، بمكنه فرض سيطرة غير محدودة على أتباعه وأن يصبح سيد حياتهم. هناك إله واحد، مخيف بقدر ما هو كريم ومتسامح، وهو _أي محمد_ كان ممثّله الوحيد والأوحد. ممّا جعلته إلهاً بالتوكيل. ومع أنه كان من المفترض أنّ الطاعة تتدفّق عليه من عند الله، إلا أنّ كل ما كانوا يعملون على إرضائه هو نزعات محمد. يفسّر فاكنين هذه الآلية في مقالته "في سبيل المحبّة الإلهية: النرجسيون والدين" [1]
((كل ما يريده النرجسي هو أن يصبح إلهاً: مطلق القدرة، مطلق العلم، كلّي الوجود، محترم، محور الحديث، والملهم الرهيب. "الله"
God هو حلم النرجسي الجميل، خياله النهائي المتضخّم. لكن يمكن الاستفادة من الله بطرق أخرى. النرجسي _وبالتناوب_ يؤلّه ويقلّل من قيمة شخصيات السلطة والمرجعيات...
في مرحلة التأليه، يجاهد لمحاكاتهم، إنه يحترمهم، يقلّدهم (في أغلب الأحيان بسخافة)، ويدافع عنهم. إنهم لا يخطئون، ومعصومون. يعتبرهم النرجسي أكبر من الحياة نفسها، عظماء، علامات، ومثاليين. لكن مع إصابة النرجسي وتوقّعاته بحالة إحباط شديدة، نلاحظ أنه يبدأ بالتقليل من قيمتهم...
الآن هم مجرّد بشر (بالنسبة للنرجسيين، مصطلح لا قيمة له). إنهم ضئيلون، ضعفاء، خطّاؤون، جبناء، أغبياء، خبثاء، ومتوسّطون. والنرجسي يمرّ بنفس الحلقة بعلاقاته مع الله، الشخصية المثالية التي تمثل السلطة.
لكن غالباً، حتى حين تتحطّم تلك التماثيل والأوهام، يستمرّ النرجسي على التظاهر بعبادة الله واتباعه. يحافظ النرجسي على الخديعة لأنّ قربه المستمر من الله يمنحه سلطة. الكهنة، زعماء الجماعات والطوائف، الوعّاظ، المبشّرين، أعضاء الطوائف، الساسة، المفكّرين _ كلّهم يستمدّون سلطتهم من علاقتهم المتميّزة والمزعومة مع الله.
السلطة الدينية تسمح للنرجسي بالانغماس في ممارسة كرهه للنساء بشكل علني ومفتوح... النرجسي الذي يكون الدين هو مصدر سلطته يبحث عن الطاعة والعبيد المطيعين الذين يستطيع أن يمارسهم عليهم سيادته وسلطته بشكل كلي وتام. النرجسي يحوّل حتى أكثر المشاعر الدينية صفاءً ونقاءً إلى طقوس طائفية وتراتبية مقيتة. فهو يتغذّى على السذّج. ويتحوّل قطيعه إلى رهائن عنده.
السلطة الدينية أيضاً تضمن استمرار الدعم النرجسي للنرجسي. فزملاؤه الدينيون، أعضاء فرقته، أبرشيته، جمهوره، مشاهديه_ تحوّلوا إلى مصادر وفيّة، مطيعة، وثابتة للدعم النرجسي. إنهم يطيعون أوامره، يجتنبون نواهيه، يتبعون مذهبه، يحترمون شخصيته، يهتفون لميزاته الشخصية، يشبعون حاجاته (وحتى حاجاته الجسدية الشهوانية أغلب الأحيان)، يوقّرونه ويعبدوه.
علاوة على ذلك، كون المرء جزء من "شيء أكبر" هو أمر مرضٍ جداً نرجسياً. كونه جزء من إله، أن يكون مغموراً في عظمته، مختبراً قوّته وبركاته التي تمثّل المصدر الأصلي، يتّحد به _هذه كلّها هي مصادر للدعم النرجسي اللامتناهي. فالنرجسي يصبح الله عن طريق إطاعة أوامره، اتباع تعليماته، حبّه، الخضوع لإرادته، الاستسلام له، والاندماج معه _أو حتى تحدّيه (كلّما كان عدوّ النرجسي أكبر، كلّما شعر النرجسي بفخامة أكبر).
كأي شيء آخر في حياة النرجسي، فإنه يمسخ الله إلى نرجسي مقلوب. إذ يصبح الله مصدره الأساسي للدعم. فهو يشكّل علاقة شخصية مع هذا الكيان الغامر والبالغ القوة، وذلك لكي يغمر ويسيطر على الآخرين. يصبح إلهاً بشكل مفوّض، عن طريق الوكالة التي منحه إياها إلهه. إنه يُوَثّن الله، ثمّ يقلّل من مكانته، ثمّ يستغلّه أيّما استغلال. هذا هو النمط النرجسي الكلاسيكي وحتى الله نفسه لا يستطيع الهروب منه)) [2]

النرجسيون لا يرقّون أنفسهم بشكل تلقائي. إنهم يختبئون وراء غطاء من التواضع، بينما يرفعون إلههم، إيديولوجيتهم، قضيتهم أو دينهم، وكل هذه الأمور في الحقيقة ما هي إلا أناهم البديلة. قد يقدّمون أنفسهم على أنهم مجرّد رسل، بسطاء، متواضعين، أو منادون متواضعون لهذا الإله القوي والجبّار أو ذاك، أو علّة أو غاية كلّي، لكنهم يوضّحون أنهم هم الوحيدون الذين يعرفون العلّة وأنهم غير متسامحين أو رحماء تجاه المنشقين والمتمرّدين المارقين.
قد يكون النرجسي قاسٍ وعات، لكنه ليس بغبي. إلا أنهم واعين جداً للأذى الذي يسببونه. إنهم يستمتعون بالقوةّ التي يحصلون عليها من إلحاق الأذى بالآخرين. إنهم يستمتعون بكونهم آلهة _يقرّرون من سيكافأ ومن سيعاقب_ من يجب أن يعيش ومن يموت. الباثولوجية النرجسية تفسّر كل شيء كانه محمد _قسوته، جبروته، ادّعاءاته التي لا أساس لها بالفخامة، أفعاله التي تظهر الكرم لإثارة إعجاب أولئك الذين أذعنوا له ولتأسيس تفوّقه وسلطانه، وتأمينه الذاتي، بالإضافة إلى شخصيته الساحرة والكاريزماتية.

-;- ما سبب النرجسية؟
@
الطفل الذي يشعر بأنه أدنى درجة وأوضع، بسبب رفض اجتماعي ما حقيقي أو تخيّلي، سيحاول تعويض شعوره بالوضاعة عن طريق آلية عصبية لا شعورية، والتي أطلق عليها العالم النفساني الرائد أدولف آدلر اسم "عقدة الشعور بالعظمة". وتنصّ هذه العقدة على المبالغة في تعظيم إنجازات المرء والحطّ من شأن أي شخص آخر يعتبره النرجسي تهديداً له.
الأبوّة التي تشوبها الأخطاء والعيوب تعتبر من أكبر الأسباب المساهمة في تشكيل اضطراب الشخصية النرجسي. على سبيل المثال، الآباء المتسامحون الذين يمتدحون أطفالهم بإفراط، يفرطون في إمتاعهم، يغدقون عليهم الهدايا، ويخفقون في فرض السيطرة والانضباط الكامل على أطفالهم، ثمّ يؤلّهونهم هم بذلك يسيئون لشخصية الطفل مثل هؤلاء الأهل الذين يسيئون إليهم بالضرب، بالإهمال أو الاعتداء عليهم جنسياً. كنتيجة لذلك، يشعر النرجسي عموماً غير مجهّز للطفولة. لقد نشأ وهو يحمل في رأسه نظرة غير واقعية للعالم من حوله. وبالمقابل، فالطفل الذي لم يتلقّ دعماً وتشجيعاً كافيين قد يطوّر أيضاً شخصية نرجسية.
نحن نعلم أنّ محمد تمّ إبعاده خلال طفولته لتربيه امرأة غريبة. هل فقدت أمّه اهتمامها به؟ لماذا رفض الصلاة عند قبرها عندما تجاوز الستين من عمره؟ هل ظلّ حاقداً عليها حينها؟
لم تكن حليمة ترغب بأخذ الطفل محمد لأنّه كان يتيماً لأرملة فقيرة والأجر لم يكن مناسباً. هل أثر ذلك على الطريقة التي عاملته فيها هي أو عائلتها؟ يمكن للأولاد أن يكونوا قساةً. فأن يكون المرء يتيماً في تلك الأيام معناه ندبة، كما الأمر في الزمن الحالي في بعض البلدان الإسلامية. فالوضع الذي عاش فيه محمد طفولته لم يكن مكرّساً لبناء احترام صحي وطبيعي للذات.
جون ماردي هورفيتز، مؤلّف كتاب "متلازمة الاستجابة للإجهاد
Stress Response Syndromes" يفسّر: ((عندما يكون المصدر الذي يأتي منه الرضا النرجسي الاعتيادي معبوداً، مبجّلاً، ويمنح معاملة خاصة، ويواجه تهديداً ما، فقد تكون النتيجة إحباطاً، وسواساً قهرياً، قلق، عار، نزعة للتدمير الذاتي، أو الغضب تجاه أي شخص آخر يمكن إلقاء اللوم عليه في أوقات الأزمة والمشاكل. إذ يمكن للطفل أن يتعلّم تجنّب هذه الحالات العاطفية المؤلمة عن طريق اكتساب مزاج نرجسي في معالجة المعلومات)) [3]
طبعاً، مرّ محمد بفترة طفولة مؤلمة وصعبة. ففي سورة الضحى 93 الآيات من 3 إلى 8 {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} نراه يتذكّر برقّة يتمه خلال فترة طفولته الوحيدة ويطمئن بأنّ الله سيكون رحيماً وأنه لن ينساه ويتخلّى عنه. وهذا يظهر مدى الألم الذي تسبّبه له ذكرى طفولته الوحيدة. فحقيقة أنه خلق عالماً خيالياً ليهرب إليه من الواقع، عالم واضح جداً ونشيط لدرجة أنه أخاف والداه بالتربية، هي علامة أخرى على أنّ طفولته المبكرة كانت بعيدة تماماً عن السعادة والسرور. محمد ربّما لم يتذكّر تفاصيل الذي حدث معه خلال السنوات الأولى من حياته، لكن من الواضح أنه حمل الندوب النفسية خلال بقية أيام حياته. بالنسبة له، كان العالم الخيالي الذي خلقه حقيقياً. كان ملجأً آمناً، مكاناً سعيداً للانسحاب والهروب إليه من الواقع. في هذا العالم الخيالي، يمكنه إيجاد الحب، الاحترام، القيمةّ، القوة، الأهمية، وحتى هيبة. يمكنه أن يكون أي شيء يريده ويعوّض قلّة الانتباه والاهتمام التي كان ينالها من العالم الخارجي.
وفق ما قاله فاكنين: ((السبب الحقيقي للنرجسية ليس مفهوماً بالكامل إلا أنه حتماً يبدأ خلال المراحل المبكرة للطفولة (قبل عمر الخامسة). ويعتقد أنّ سببه سلسلة من حالات الفشل المتكرّرة والجدية من جهة هدف الطفل الأساسي (أهله أو الأشخاص الذين يرعوه). النرجسيون البالغون غالباً ما يأتون من بيوت حيث تعرّضوا للإهمال أو التجاهل أو الإساءة الشديدة من قبل أحد الوالدين أو كلاهما... كل الأطفال (السليمين وغيرهم) عندما لا يسمح لهم القيام بأي شيء من قبل أهلهم سيدخلون معظم الأحيان في حالة نرجسية حيث يرون أنفسهم ويتصرّفون بطريقة تشعرهم بأنهم أقوياء. وهذا أمر طبيعي وصحّي حيث أنه يمنح الطفل الثقة اللازمة للعودة من حالة الرفض الأبوي بالثقة في النفس)) [4]
الأطفال المُهمَلين يستلهمون شعوراً بعدم الملائمة. إذ يعتقدون أنهم لا يستحقون الحب والاحترام والاهتمام. وكردّ فعل على ذلك، يميلون للدفاع عن أناهم من خلال نفخ وتضخيم أنفسهم. فهم يرون نقاط ضعفهم الخاصّة ويشعرون أنّه لو تمكّن الآخرون من رؤيتها، فإنهم لن يكونوا محبوبين ومحترمين. لذا فإننا نراهم يكذبون ويخترعون قصصاً وروايات خيالية ويتبجّحون حول أهميتهم وقيمتهم الذاتية. قوّتهم الخيالية غالباً ما تتولّد عن مصدر خارجي. قد يكون والدهم أو صديق قوي لهم. هذا النمط من النرجسية عند الأطفال طبيعي جداً، لكن إذا احتفظوا بهذه الأفكار لاحقاً وأخذوها معهم إلى مرحلة الرشد، فإنها تتحوّل إلى اضطراب الشخصية النرجسية. كان صديق محمد الخيالي هو الله. وكان الصديق الأقوى، الأعظم، والأكثر هيبة. ومن خلال ربط نفسه مع الله وتقديم نفسه كوسيطه الوحيد، فإنّه جسّد قوةّ الله كلها.
بعد موت والدته، عندما كان محمد في سنّ السادسة، عاش تحت رعاية جدّه العجوز، الذي دلّله وأفرط في دلاله. وكما تظهر عدّة أحاديث، كان عبد المطّلب متسامحاّ للغاية. فقد أفرط في تدليل حفيده اليتيم. فقد كان يسمح لمحمد بالجلوس على بساطه في حين أنّ أبناءه كان يجلسون حوله بشكل توقيري.
ادّعاء محمد أنّ عبد المطّلب قد تبصّر عظمته ومكانته من الواضح أنها من تلفيق خياله. فهي مجرّد كذبة مدبّرة وقد جرى تصديقها على الأرجح. وبالرغم من ذلك، من الواضح أنّ عبد المطّلب أشعر محمد بأنه متميّز. فقد دلّل وأحبّ حفيده اليتيم. لذا فالرجل العجوز قد أفسده بدافع الشفقة. بأي حال، ترجم محمد تلك الرعاية الزائدة والاهتمام الزائد إلى كتأكيد لعظمته. فالصورة التي ألقاها على نفسه في عالمه الخيالي خلال طفولته عزّزها جدّه الذي أفرط في تدليله ورعايته. فقد كان معروفاً بأنه استثنائي، فريد، متميّز، له مكانة خاصّة.
بعد وفاة عبد المطّلب، عامله عمّه طيّب القلب أبو طالب بطريقة مختلفة عن باقي أولاده. فوضعه كيتيم، مع وجود أخوة من حوله، استدعى شفقة وتعاطفاً. إلا أنّ كلا من جدّه وعمّه قد فشلا في فرض تربية وانضباط كافيات عليه. كل هذه النهايات ساهمت في تطوير شخصيته النرجسية. يكتب العالمان النفسانيان جي. دي. ليفين ورونا ويس ما يلي:
((تماماً كما نعرف، من وجهة نظر العالم النفساني،، أنّ الطفل يحتاج إلى أن يعطى بعض الأطعمة المعيّنة، كما أنه من الضروري أن يكون محمياً ضدّ درجات الحرارة العالية، وأنّ المناخ أو الجوّ الذي يتنفسه يجب أن يكون محتوياً على كميات كافية من الأكسجين، إذا كان المراد أن يكون جسمه قوياً ومعافى، وما نعرفه أيضاً، من وجهة نظر علم نفس الأعماق، أنه يتطلّب بيئة عاطفية، وخصوصاً، بيئة تستجيب لـ (1) حاجته إلى أن يكون له حضور مؤكّد بوهج السرور الأبوي و (2) حاجته للاندماج إلى الهدوء المطمئن للراشد القوي، إذا كان المراد أن يكتسب شخصية قوية ومرنة)) [4]
شعر محمد بالإهمال والهجر خلال السنوات الأولى من طفولته، ثمّ الدلال والتسامح بعد ذلك. ظروفه لذلك كانت ناضجة وباعثة لتكوين شخصيّة نرجسية.
ليس هناك أي دليل أو حديث يشير إلى أنّ محمداً تحدّث عن أمه. فقد زار قبرها بعد أن فتح مكّة، إلا أنه رفض الصلاة من أجلها. ماذا كان الغرض من تلك الزيارة؟ ربّما كان ذلك تأكيده، طريقته ليثبت لها وليريها أنه وبدونها وبالرغم منها، قد حقّق ما حققه. من جهةٍ أخرى، تذكّر جدّه، الذي أمطره بالحب وقدّم له الكثير من الرضا النرجسي، وبولع.
يخبرنا النفسانيون أنّ السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي السنوات التي تبنيه أو تحطّمه. حاجات محمد العاطفية خلال السنوات الخمس الأولى لم تكن سهلة. فقد حمل الذكريات المؤلمة لسنوات الوحدة التي كانت مليئة بالهجر والإهمال حتى سنين رشده وكهولته. لقد عاش من دون أمان وكان لجيه شعور متقلّب بالأهمية، وهذه كانت نقطة ضعف حاول إخفائها وراء قناع من الغطرسة الساحقة من قبل الإحساس المتزايد بالاستحقاق، التخويل، الفخامة، وأوهام التفوّق.
لقد وضع نفسه على أنه الشريك الوحيد لله ولكي يضمن ألا يأخذ منه أحد في العالم مكانته المتميّزة -;-
Vهذه، زعم على أنه آخر الأنبياء. لذا كانت قوته وسلطته مطلقة وأزلية.
*******************************
For Love of God – Narcissists and Religion”, by Dr. Sam[1] Vaknin, at http://samvak.tripod.com/journal45.html (no date given) (accessed June 22, 2007), first published inNarcissistic Personality Disorder” Topic Page on Suite 101, also appearing in Malignant Self Love – Narcissism Revisited.
[2] “
For Love of God – Narcissists and Religion”, by Dr. Sam Vaknin, Ibid
[3]
Jon Mardi Horowitz – Stress Response Syndromes: PTSD, Grief, and Adjustment Disorder” New Jersey:Jason Aronson Inc., Third Edition, 1997, ISBN-10: 0765700255, ISBN-13: 978- 0765700254
[4] جي. دي. ليفين ورونا ويس: ديناميكيات وطرق معالجة الإدمان على الكحول.
J. D. Levine and Rona H. Weiss. The Dynamics and Treatment of Alcoholism. Jason Aronson, 1994

 

 

 

 

دراسة نقدية لتصرفات وسيرة محمد في باقي الأحاديث

                                                                                             

أفسد الحس الأخلاقي الإنساني السليم لأتباعه وجعلهم يحبون الحرب بدل السلام والإخاء

 

هذا تحدثنا عنه كثيرًا في باب (تعاليم العنف) وباب (العنصرية ضد الكتابيين) ولكن لا نتجنى على الرجل كثيرًا، فأتباعه كانوا تربة خصبة، وكانوا قبل عصره يخوضون الحروب الدموية بين بعضهم البعض، لأسباب متعلقة بالصراع على الحياة والأراضي، أو حتى لسبب تافه وتعصب قبلي. وروى البخاري:

 

4426 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ يَقُولُ أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الْغِلْمَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً مَعَ الصِّبْيَانِ

 

4427 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ السَّائِبِ أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ مَقْدَمَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ


3082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ نَعَمْ فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ

 

ورواه أحمد 15721 و2146 و1743 والبخاري 3083 و4426 و4427

 

هذه مشكلة أخلاقية فهو علَّم الناسَ أن يفرحوا بالمقاتلين الاعتدائيين ويشجعوهم على العنف والشرور كبطولة وفعل صالح!

 

كذلك كان محمد يضع المنهوبات لاستعمالها في بند الصدقات، يعني فعل شر وفعل خير جزئيًّا به، واعتبر كذلك أن الإنفاق على الحروب الاعتدائية الإجرامية من ضمن الصدقات. روى البخاري:

4385 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى أَكْرَمَ هَذَا الْحَيَّ مِنْ جَرْمٍ وَإِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى دَجَاجًا وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ فَدَعَاهُ إِلَى الْغَدَاءِ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَقَالَ هَلُمَّ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُهُ فَقَالَ إِنِّي حَلَفْتُ لَا آكُلُهُ فَقَالَ هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عَنْ يَمِينِكَ إِنَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرٌ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَأَبَى أَنْ يَحْمِلَنَا فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُتِيَ بِنَهْبِ إِبِلٍ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ فَلَمَّا قَبَضْنَاهَا قُلْنَا تَغَفَّلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ بَعْدَهَا أَبَدًا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا وَقَدْ حَمَلْتَنَا قَالَ أَجَلْ وَلَكِنْ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا

 

5518 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ إِخَاءٌ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ جَالِسٌ أَحْمَرُ فَلَمْ يَدْنُ مِنْ طَعَامِهِ قَالَ ادْنُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِنْهُ قَالَ إِنِّي رَأَيْتُهُ أَكَلَ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ فَقَالَ ادْنُ أُخْبِرْكَ أَوْ أُحَدِّثْكَ إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا قَالَ مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبٍ مِنْ إِبِلٍ فَقَالَ أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ قَالَ فَأَعْطَانَا خَمْسَ ذَوْدٍ غُرَّ الذُّرَى فَلَبِثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي نَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا اسْتَحْمَلْنَاكَ فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا فَظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ حَمَلَكُمْ إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا

 

ورواه أحمد 19591

 

لهذا الحديث يوجه نقد لاهوتي فهل الله يبارك ويساعد على الأفعال الشريرة الإراهبية الاعتدائية ويكون راعيا لها وهل يبرر فعل الشر بفعل الخير، وكيف يكون العدوان المحض خيرًا بزعمهم؟! والكلام هنا كان عن تمويل غزوة تبوك وفيها فرض محمد الجزية العنصرية (الإتاوة) على قرى أطراف الشام مع شبه جزيرة العرب، وهي خطوة خطيرة هي وغزوة مؤتة وغزوة ذات السلاسل رسّخ محمد بهن مبدأ التوسع خارج شبه الجزيرة العربية لدى الأتباع لبناء واستكمال الامبراطورية. وفي بعض الأحاديث أن الإبل المزود بها الأشعريين كانت من صدقة وليس من نهب، فلعل بعضها كذلك وبعضها كذلك، وفكرة استعمال أموال صدقة لفعل شرور لا يجعلها صدقة بل تمويل إرهاب وشر. روى البخاري:


4415 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ وَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ إِنَّ اللَّهَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ بِهِنَّ فَقُلْتُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لِي وَاللَّهِ إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ حَتَّى أَتَوْا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْعَهُ إِيَّاهُمْ ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى

 

لم يحاكم أصحابه على جرائم الحرب

 

روى البخاري:

 

3015 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَكُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وُجِدَتْ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

 

ورواه مسلم 1744 وأحمد 4739 و7316 و2728

 

وذكرت في ج1 في سياق غزوة حنين وفي مواضع من أبواب هذا الجزء مثل (تربية الطفل في الإسلام) و (تعاليم العنف) أن محمدًا قبل حنين لم يكن يمانع قتل الأطفال والنساء وكان يقول أنهم منهم واقتلوهم معهم! بأسلوب لم يفعله قبله كثير من الوثنيين، إن إحدى حروب يثرب اعتبروها من حروب الفجار مع أنها لم تحدث في أشهر حرم لأنه تم قتل أطفال يهود رهن فيها كما ورد في الكامل لابن الأثير.

 

وأمر محمد بإبادة الوثنيين العرب لإجبارهم على دينه ومذهبه، ومع ذلك في مرات كثيرة قتل جنوده مسلمين ومعلنين للإسلام فلم يحاكمهم كذلك، ذكرت في ج1 حالات كثيرة من ذلك، وكمثال روى البخاري:

 

بَاب بَعْثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ

4339 - حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ح و حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأْنَا صَبَأْنَا فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ

 

كان عمر كمحب للدين والاستقامة فيه يحفظ ويذكر لخالد بن الوليد قتله لمسلمين أو مدعي إسلام من بني جذيمة ومن بني جذام كما ذكرت الخبرين في ج1، وكذلك قتله في حروب الردة بعصر أبي بكر لمالك بن نويرة وكثيرًا ممن كانوا معه مع أنهم مسلمون منعوا الزكاة فقط، وأنه أخذ زوجة ابن نويرة كسبية له بينما وضع رأس ابن نويرة بين أثافي (حجارة) موقد طبخ الطعام! لذلك بعد تولي عمر عزل خالدًا عن منصب القيادة العسكرية، ولعله خشي منه كذلك لسبب ما أن ينقلب عليه لخطورته وذكائه، وجعله في منصب إداري مالي، لكنه لم يحسن إدارته بالعدل فعزله منه، روى أحمد:

 

15905 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله يعني ابن مبارك، قال: أخبرنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع، قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدث، عن علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بن الخطاب، ، يقول في يوم الجابية، وهو يخطب الناس: إن الله عز وجل جعلني خازنا لهذا المال، وقاسمه له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئ بأهل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أشرفهم ، ففرض لأزواج النبي عشرة آلاف إلا جويرية، وصفية، وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر، ثم قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما، وعدوانا، ثم أشرفهم ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بدرا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدا ثلاثة آلاف، قال: ومن أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته ، وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسانة (1) ، فنزعته، وأمرت أبا عبيدة بن الجراح، فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، " لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب من ابن عمك (2)

 

(1) في (ظ 12) و (ص) : اللسان، قال السندي: وذا اللسانة : لعله من لسن- كسمع- إذا تكلم بكلام فصيح.

(2) هذا الأثر رجاله ثقات. علي بن إسحاق: هو السلمي المروزي. وأخرجه مختصرا بذكر اعتذار عمر من عزل خالد البخاري في "الكنى" 9/54، والنسائي في "الكبرى" (8283) ، والدولابي في "الكنى" 1/45، والطبراني في "الكبير" 22/ (761) من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. وأخرجه مختصرا كذلك الطبراني في "الكبير" 22/ (760) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، به. وأورده مختصرا الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/349، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات.

قال السندي: قوله: أعتذر من خالد، أي: من عزله. قوله: "ما أعذرت": على بناء الفاعل، من أعذر: إذا صار ذا عذر، أو على بناء المفعول: من أعذره إذا عذره. قوله: "سيفا": هو خالد، كان سيفا مسلولا على الكفرة . قوله: "قطعت"، بالخطاب، وكذا "حسدت": يريد أن بينك وبين خالد رحم قطعتها لأجل الحسد على أنه تصرف في المال كتصرف الأمير.

 

كان يطمع الأتباع الرجال في أموال المنهوبات ليقوموا بالحروب العدوانية للنهب

 

روى أحمد:

 

17763 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا موسى بن علي، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص، يقول: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني " فأتيته وهو يتوضأ، فصعد في النظر ثم طأطأه ، فقال: " إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك من المال زعبة صالحة " . قال: فقلت: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال: " يا عمرو، نعما بالمال الصالح للرجل الصالح"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن هو ابن مهدي. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/93-94، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص250، وأبو عوانة في "الزكاة" كما. في "الإتحاف" 4/ورقة 101، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6056) و (6057) ، وابن حبان (3210) ، والطبراني في "الأوسط" (3213) ، والحاكم 2/236، والقضاعي في "مسنده" (1315) ، والبغوي (2495) من طرق عن موسى بن علي، بهذا الإسناد- وهو عند بعضهم مختصر. وسيأتي برقم (17764) و (17802) .

قال الأصمعي- كما في "غريب الحديث"- قوله: "أزعب لك زعبة من المال" (قلنا: وتصحف في بعض النسخ إلى: أرغب رغبة) ، أي: أعطيك دفعة من المال، والزعب: هو الدفع، يقال: جاءنا السيل يزعب زعبا، أي: يتدافع. اهـ.  وقوله: "نعما بالمال"، أصل "نعما" نعم ما، و"ما" هذه في موضع رفع فاعل "نعم"، والباء في قوله: "بالمال" زائدة، والمال هو المخصوص بالمدح، أي: نعم الشيء المال الحلال.

 

23882 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيّ، أَنَّهُ ذَكَرَ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِينُهُ فِي صَدَاقِهَا، فَقَالَ: " كَمْ أَصْدَقْتَ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: " لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ وَادِيكُمْ هَذَا مَا زِدْتُمْ، مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكُمْ " قَالَ: فَمَكَثْتُ ثُمَّ دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَنِي فِي سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا نَحْوَ نَجْدٍ، فَقَالَ: " اخْرُجْ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ لَعَلَّكَ أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا فَأُنَفِّلَكَهُ " قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى جِئْنَا الْحَاضِرَ مُمْسِينَ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، بَعَثَنَا أَمِيرُنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ، قَالَ: فَأَحَطْنَا بِالْعَسْكَرِ، وَقَالَ: إِذَا كَبَّرْتُ وَحَمَلْتُ، فَكَبِّرُوا وَاحْمِلُوا، وَقَالَ: حِينَ بَعَثَنَا رَجُلَيْنِ رَجُلَيْنِ: لَا تَفْتَرِقَا، وَلَأَسْأَلَنَّ وَاحِدًا مِنْكُمَا عَنْ خَبَرِ صَاحِبِهِ فَلَا أَجِدُهُ عِنْدَهُ، وَلَا تُمْعِنُوا فِي الطَّلَبِ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَحْمِلَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْحَاضِرِ صَرَخَ: يَا خَضْرَةُ، فَتَفَاءَلْتُ بِأَنَّا سَنُصِيبُ مِنْهُمْ خَضْرَةً، قَالَ: فَلَمَّا أَعْتَمْنَا، كَبَّرَ أَمِيرُنَا وَحَمَلَ، وَكَبَّرْنَا وَحَمَلْنَا، قَالَ: فَمَرَّ بِي رَجُلٌ فِي يَدِهِ السَّيْفُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: إِنَّ أَمِيرَنَا قَدْ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ لَا نُمْعِنَ فِي الطَّلَبِ فَارْجِعْ، فَلَمَّا رَأَيْتُ إِلَّا أَنْ أَتَّبِعَهُ، قَالَ: وَاللهِ لَتَرْجِعَنَّ أَوْ لَأَرْجِعَنَّ إِلَيْهِ، وَلَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّكَ أَبَيْتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَأَتَّبِعَنَّهُ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُ، رَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ عَلَى جُرَيْدَاءِ مَتْنِهِ فَوَقَعَ، فَقَالَ: ادْنُ يَا مُسْلِمُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَلَمَّا رَآنِي لَا أَدْنُو إِلَيْهِ وَرَمَيْتُهُ بِسَهْمٍ آخَرَ، فَأَثْخَنْتُهُ رَمَانِي بِالسَّيْفِ فَأَخْطَأَنِي، وَأَخَذْتُ السَّيْفَ فَقَتَلْتُهُ بِهِ، وَاحْتَزَزْتُ بِهِ رَأْسَهُ، وَشَدَدْنَا فَأَخَذْنَا نَعَمًا كَثِيرَةً وَغَنَمًا، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفْنَا، قَالَ: فَأَصْبَحْتُ فَإِذَا بَعِيرِي مَقْطُورٌ بِهِ بَعِيرٌ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ شَابَّةٌ، قَالَ: فَجَعَلَتْ تَلْتَفِتُ خَلْفَهَا فَتُكَبِّرُ، فَقُلْتُ لَهَا: إِلَى أَيْنَ تَلْتَفِتِينَ ؟ قَالَتْ: إِلَى رَجُلٍ وَاللهِ إِنْ كَانَ حَيًّا خَالَطَكُمْ، قَالَ: قُلْتُ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ صَاحِبِي الَّذِي قَتَلْتُ،: قَدْ وَاللهِ قَتَلْتُهُ، وَهَذَا سَيْفُهُ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ الْبَعِيرِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: وَغِمْدُ السَّيْفِ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مُعَلَّقٌ بِقَتَبِ بَعِيرِهَا، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ لَهَا، قَالَتْ: فَدُونَكَ هَذَا الْغِمْدَ فَشِمْهُ فِيهِ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشِمْتُهُ فِيهِ فَطَبَقَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ بَكَتْ، قَالَ: فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي مِنْ ذَلِكَ النَّعَمِ الَّذِي قَدِمْنَا بِهِ.

 

وفي "أطراف المسند" 6/125: يستعينه بدل يستفتيه الوارد في نسخ "المسند" عندنا، قال السندي: قوله: يستفتيه، كذا في نسخ "المسند" من الاستفتاء، وفي غير "المسند": يستعينه من الاستعانة، وهو الأظهر.

 

 إسناده ضعيف لإبهام جَدَّةِ عبد الواحد بن أبي عون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الواحد بن أبي عون فمن رجال ابن ماجه، وأخرج له البخاري تعليقاً. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي.

 

وله شواهد أخرى وأجزاء منه في أحمد 15706 و15707 وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/70 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (882) و (883) و(884) وفي في "الأوسط" (7559)، والطيالسي (1300)، وسعيد بن منصور في "السنن" (604)، وابن أبي شيبة 4/189، وابن سعد في "الطبقات" 4/310، والحاكم في المستدرك(2730) (2/178)، والبيهقي في "السنن" 7/235

 

عدد غزوات محمد

 

روى البخاري:

 

4404 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً وَأَنَّهُ حَجَّ بَعْدَ مَا هَاجَرَ حَجَّةً وَاحِدَةً لَمْ يَحُجَّ بَعْدَهَا حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَبِمَكَّةَ أُخْرَى

 

ورواه البخاري 3949 ومسلم 1254 وأحمد 19298 و19282 و19316 و19335

 

وروى أحمد:

 

19335 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: لقيت زيد بن أرقم فقلت: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: " تسع عشرة "، قلت: كم غزوت أنت معه ؟ قال: " سبع عشرة غزوة "، قال: فقلت: فما أول غزوة غزا ؟ قال: " ذات العشير أو العشيرة.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه مطولا البيهقي في "السنن" 3/348 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1254) (143) ص1447 (كتاب الجهاد والسير) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (681) و (682) و (684) - ومن طريقه الترمذي (1676) ، وأبو عوانة 4/369-370، وأبو نعيم في "الحلية" 4/343، والبيهقي في "الدلائل" 5/460-، والبخاري (3949) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/629، والترمذي (1676) ، وأبو عوانة 4/368-369، وابن حبان (6283) ، والطبراني في "الكبير" (5042) ، والحاكم في "مستدركه" 3/533، وأبو نعيم في "الحلية" 4/343، والبيهقي في "الدلائل" 5/459 -460 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح./ وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.// وقد سلف برقم (19282) .

قال السندي: قوله: ذات العشير. هكذا جاء هذا اللفظ بالشك، قيل: هما مصغران، والأول بإعجام شين، والثاني بإهمالها، وقال القاضي: هي ذات العشيرة بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور، وهو موضع من بطن ينبع، وقيل: هو بمهملة ومعجمة وثبوت هاء وحذفها: موضع بقرب ينبع.

 

الكثير من هذه الغزوات هي إجرام وشر، وهذا العدد هو للتي قادها محمد بنفسه، وكثير منها لاحقًا لم يكن يقوده بنفسه بل كان يرسل قادته. وقد كتبت في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية) نقدًا وسردًا وافيًا لها.

 

تقسيم محمد للمنهوبات ومهاداته البعض منها

 

هذا تحدثت عنه مطولًا بسرد النصوص من قرآن وأحاديث بباب (تعاليم العنف)، وروى أحمد:

 

27136 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني سليمان بن سحيم، عن أمية بنت أبي الصلت، عن امرأة من بني غفار - وقد سماها لي - قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار فقلنا له: يا رسول الله، قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا ـ وهو يسير إلى خيبر ـ فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال: " على بركة الله "، قالت: فخرجنا معه وكنت جارية حديثة فأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيبة رحله، قالت: فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فأناخ ونزلت عن حقيبة رحله، وإذا بها دم مني فكانت أول حيضة حضتها، قالت: فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال: " ما لك لعلك نفست؟ "، قالت: قلت: نعم، قال: " فأصلحي من نفسك، وخذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا، ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمركبك "، قالت: فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها وجعلها بيده في عنقي، فوالله لا تفارقني أبدا، قال: وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها، فكانت لا تطهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت

 

إسناده ضعيف لجهالة أمية بنت أبي الصلت - وهي الغفارية، ويقال لها: آمنة - إذ لم يرو عنها سوى سليمان بن سحيم، وقال الحافظ: لا يعرف حالها. ثم أنه قد اختلف فيه على سليمان، كما سيرد في التخريج. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/848 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - ولم يسق لفظه. وأخرجه أبو داود (313) ، والخطيب في "التلخيص" 2/847، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/31 و437 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به. واختلف فيه على سليمان: فأخرجه الواقدي في "المغازي" 2/685 -ومن طريقه ابن سعد 8/293، والخطيب في "التلخيص" 2/848- عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن سليمان بن سحيم، عن أم علي بنت الحكم، عن أمية بنت قيس أبي الصلت الغفارية قالت: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فزاد في الإسناد أم علي بنت الحكم. وجعل الصحابية أمية بنت قيس. والواقدي وابن أبي سبرة متروكان، وقد نبه على ذلك الخطيب في "التلخيص". وفي باب اصطحاب النساء في الغزو لمداواة المرضى والجرحى: عن أم عطية، سلف برقم (20789) ، وإسناده صحيح. وعن امرأة، سلف برقم (22332) . وعن الربيع بنت معوذ، سلف (27017) .  وفي باب كيفية الغسل من الحيض عن عائشة، سلف برقم (24907) ، وإسناده صحيح، وليس فيه ذكر الملح.

قال السندي: قولها: على حقيبة رحله، الحقيبة: الزيادة التي تجعل في مؤخرة القتب، وبالجملة فقد كان مؤخر الرحل حجابا بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينها، فلا إشكال، والله أعلم.

 

والخبر هنا تاريخ فلا نأخذ بخرافات علم الإسناد كثيرًا، لأن راويي الخبر وهما محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي من الثقات الأثبات العلّامات في مجال التاريخ وسيرة محمد، فلا تحفظ إلا على الحكم الشرعي بالاغتسال بملح لوروده في الحديث بإسناد ضعيف. ما سوى ذلك فالخبر تاريخي وصحيح ولا تعلق فيه بحكم شرعي فيصح الاحتجاج به كتاريخ. وأخبار النهب كثيرة أوردنا الكثير منها في ج1 حروب محمد الإجرامية من خلال كتب الحديث والسيرة والقرآن، وفي باب تعاليم العنف أوردت القليل كذلك خاصةً من القرآن نفسه.

 

كان يترك أتباعه يموتون فداء له ويهرب بجبن

 

روى البخاري:

 

3811 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ انْشُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا


2902 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتُرْسٍ وَاحِدٍ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ فَكَانَ إِذَا رَمَى تَشَرَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْظُرُ إِلَى مَوْضِعِ نَبْلِهِ

 

وروى أحمد:

 

12024 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: " كان أبو طلحة يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلفه لينظر إلى مواقع نبله قال: فتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله، نحري دون نحرك "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" (1567) للمصنف بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/311، والنسائي في "الكبري" (8284) ، وأبو يعلى (3778) ، وابن حبان (4582) و (7181) ، والحاكم 3/353 من طرق عن حميد الطويل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وسيتكرر الحديث برقم (13139). وأخرجه بنحوه ضمن قصة البخاري (2880) و (3811) و (4064) ، ومسلم (1811) ، وأبو يعلى (3921) ، والبيهقي 9/30 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وسيأتي الحديث من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة برقم (13800) ، ومن طريق ثابت برقم (14058) . وانظر ما سيأتي برقم (13745) .

قوله: "كان أبو طلحة يرمي..." أي: يوم أحد.

 

وروى أحمد:

 

15722 - حدثنا سفيان، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد - إن شاء الله - " أن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد " وحدثنا به مرة أخرى، فلم يستثن فيه

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6669) من طريق الإمام أحمد بهذا الإسناد. دون استثناء. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (104) ، والنسائي في "الكبرى" (8583) ، وابن ماجه (2806) ، والبغوي في "شرح السنة" (2658) و (2659) من طرق عن سفيان، به. ولم يذكر الاستثناء إلا ابن ماجه. وتحرف اسم شيخه هشام ابن عمار إلى هشام بن سوار. وأخرجه أبو داود (2590) عن مسدد، عن سفيان قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكرعن السائب عن يزيد عن رجل قد سماه أن رسول الله... وفي الباب عن الزبير بن العوام أخرج حديثه الترمذي (1692) و (3738) ، وفي "الشمائل" (103) عن أبي سعيد الأشج، والحاكم 3/25 من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، كلاهما عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن الزبير. وهذا إسناد ضعيف، فيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، ومع ذلك قال الترمذي في الموضع الأول: حسن غريب، وفي الموضع الثاني: حسن صحيح غريب! وورود تصريح ابن إسحاق بالتحديث عند الحاكم لا يقبل لأنه من طريق أحمد ابن عبد الجبار العطاردي، قال الذهبي في "الميزان": ضعفه غير واحد، وقد صححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي مع أن أحمد ابن عبد الجبارالعطاردي لم يرو له مسلم، ويونس بن بكير روى له متابعة لا احتجاجا.

قال السندي: قوله: "ظاهر بين درعين" أي أوقع الظهار بينهما، بأن جعل أحدهما ظهارا للأخرى، أو الظهار بمعنى المعاونة، والمراد أنه لبسهما.

 

ذكرت في ج1 كثيرًا من جبن محمد في موقعة أحد، لدرجة جعله شخصًا يلبس درعه فيصير مستهدَفًا بدلًا عنه، لا داعي لإعادة سرد كل ذلك هنا. وزعمت الأخبار أنه كان شجاعًا جدًّا في غزوة حنين وأوطاس، لا يمكننا نفي ذلك ولا تأكيده، لكنه في أحد كان يهرب ويدع أصحابه يصدون عنه ويحمونه حتى يمتوا فداء له، لعله كان يرى أنه لا يزال لديه أهداف وحياة يعيشها، أما في حنين فكان في أواخر العمر، وحينذاك يكون المرء أكثر شجاعة فليس لديه ما يخسره، خاصة إذا كان أسس ما يريد تأسيسه.

 

 

 

 

تَعَيُّش عاصمة الخلافة على النهب والزكوات

 

دومًا ما ازدهرت عاصمة الخلافة الإسلامية أيًّا ما كانت، سواء يثرب المدينة ثم دمشق ثم بغداد ثم إستانبول إسلامبول، على حساب غيرها من مدن كانت تجمع منها الزكوات والصدقات. ولم يكن يتم توزيعها بعدالة ربما عدا عصر عمر نسبيًّا، ولو أن عدالته دينية منقوصة لا تشمل مواطني الامبراطورية الإسلامية غير المسلمين، وفي عصر محمد وبعده كان الأمر كذلك، روى البخاري:


2598 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا ثَلَاثًا فَلَمْ يَقْدَمْ حَتَّى تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَنِي فَحَثَى لِي ثَلَاثًا


3048 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ فَقَالَ لَا تَدَعُونَ مِنْهَا دِرْهَمًا وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَجَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا فَقَالَ خُذْ فَأَعْطَاهُ فِي ثَوْبِهِ

 

3164 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنِي فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ قَالَ لِي لَوْ قَدْ جَاءَنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَأَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا فَقَالَ لِي احْثُهُ فَحَثَوْتُ حَثْيَةً فَقَالَ لِي عُدَّهَا فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ خَمْسُ مِائَةٍ فَأَعْطَانِي أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ

 

3165 - * وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَ انْثُرُوهُ فِي الْمَسْجِدِ فَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي إِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا قَالَ خُذْ فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ فَقَالَ أْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ قَالَ لَا قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ قَالَ لَا فَنَثَرَ مِنْهُ ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ فَقَالَ فَمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ قَالَ لَا قَالَ فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ قَالَ لَا فَنَثَرَ مِنْهُ ثُمَّ احْتَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَمَا زَالَ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ

 

3137 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قَدْ جَاءَنِي مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا فَلَمْ يَجِئْ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا فَحَثَا لِي ثَلَاثًا وَجَعَلَ سُفْيَانُ يَحْثُو بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ لَنَا هَكَذَا قَالَ لَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَقَالَ مَرَّةً فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَسَأَلْتُ فَلَمْ يُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقُلْتُ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي قَالَ قُلْتَ تَبْخَلُ عَنِّي مَا مَنَعْتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ قَالَ سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرٍ فَحَثَا لِي حَثْيَةً وَقَالَ عُدَّهَا فَوَجَدْتُهَا خَمْسَ مِائَةٍ قَالَ فَخُذْ مِثْلَهَا مَرَّتَيْنِ وَقَالَ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ


ورواه مسلم 2314 والبخاري 2598 و2296 و3137 و4383 و3164 و3137 و4383 وأحمد 14301 و14328

 

3158 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيَّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتْ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلَاةَ الصُّبْحِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا صَلَّى بِهِمْ الْفَجْرَ انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ أَظُنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ بِشَيْءٍ قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ

 

بصاقه على جثة عدوه ومنافسه بدعوى أنها بركة

 

بصاق محمد على جثة عدوه عبد الله بن أبي بن سلول عند موته، بزعم أنها بركة، راجع ج1 لي عن جنازة عبد الله، ولعل شجار محبي الرجل كان له سبب جوهري ومنه أنهم لا يتأمنونه على احترام حرمة الجثة.

 

ورواه أحمد 14986 و15075 ومسلم 2773 والبخاري 1270 و1350 و3008 و5795

 

محمد يصف العبيد لاستعراضهم كغنائم بعد غزوة علي لليمن

 

روى أحمد:

 

19381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ، قَالَ: رُسُلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا بِعَقْرَبٍ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا، قَالَ: فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَفُّوا لَهُ . قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ، نَأَى الْوَافِدُ، وَانْقَطَعَ الْوَلَدُ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، مَا بِي مِنْ خِدْمَةٍ، فَمُنَّ عَلَيَّ، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ . قَالَ: " مَنْ وَافِدُكِ ؟ " قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ . قَالَ: " الَّذِي فَرَّ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ؟ " . قَالَتْ: فَمَنَّ عَلَيَّ . قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ نَرَى أَنَّهُ عَلِيٌّ، قَالَ: " سَلِيهِ حِمْلَانًا " . قَالَ: فَسَأَلَتْهُ، فَأَمَرَ لَهَا . قَالَتْ: فَأَتَانِي، فَقَالَتْ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعْلَةً مَا كَانَ أَبُوكَ يَفْعَلُهَا . إلخ الحديث

 

بعضه صحيح، وفي هذا الإسناد عبَّاد بن حُبَيْش، لم يرو عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق في غير روايته عن عكرمة. وأخرجه مطوَّلاً ومختصراً ابنُ أبي حاتم في "التفسير" (40) ، وابن حبان (6246) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (237) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/170، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/339-340، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبّاد بن حُبيش) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً أيضاً الترمذي (2954) ، والطبري (194) و (208) ، وابن حبان (7206) و (7365) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (237) من طريق محمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسنٌ غريب، ولا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب. وأخرجه مطولاً ومختصراً كذلك الترمذي (2953) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (41) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني في "الكبير" 17/ (236) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن سِماك بن حرب، به. ولم يرد في رواية الترمذي- وقد رواه مطولاً- قصة عمة عدي بن حاتم. وقوله: "إن المغضوب عليهم اليهود، وإن الضالين النصارى" تابع عباداً فيه عامرُ بنُ شَراحيل الشعبي- وهو ثقة- عند الطبري في "التفسير" (193) و (207) ، ومُرَيُّ بن قَطَري- وهو مجهول- عند الطبري أيضاً (195) و (209) . = وله شاهد من حديث عبد الله بن شقيق، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/77. وقوله: "فلكم أيها الناس أن ترتضخوا من الفضل... بتمرة، بشق تمرة، وإن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول: ألم أجعلك سميعاً بصيراً" إلى آخر الحديث جاء بنحوه عند البخاري (3595) .وسلف بعض حديث البخاري هذا بنحوه برقم (18246) ، وانظر أرقام مكرراته هناك.وسلف في الحديث رقم (19378) قصة إسلام عدي دون ذكر عمته، وفيه: "يا عديُّ، أسْلِمْ تَسْلَم".وفي الباب في قوله: "ألم أجعلك سميعاً بصيراً...": عن أبي هريرة، سلف برقم (10378) بلفظ: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم حملتُك على الخيل والإبل، وزوَّجتك النساء، وجعلتك تربع وترأس، فأين شكر ذلك؟" ورواه الترمذي (3358) ، وابن حبان (7364) عنه، بلفظ: "ألم أصح جسمك وأرْوِكَ من الماء البارد".

قال السندي: قولها: نأى الوافد، أي: بَعُد.   قالت: فأتاني: الظاهر أن الضمير لذلك الرجل.

وذكرت في (حروب محمد الإجرامية) الكثير من أعمال السبي والاستعباد الإجرامية القذرة كبني المصطلق وقريظة وخيبر وفزارة وطيئ وسائر اليمن وبني عبس ومنطقة جبل أبي مينا أو مينا بمصر وغيرها وفيها نفس أسلوب استعراض الغنائم والبضاعة هذا وتوزيعها على الجنود والتهادي بها وبيع بعضها لتمويل الحروب...إلخ، فلنحاول عدم تكرار النصوص هنا إذن ولتراجع هناك على وحشيتها.

 

أتباع محمد يتطوعون بنقل الكلام كجواسيس له

 

دولة محمد كانت نموذجًا لواحدة من أكثر الدول شمولية ومصادرة للحقوق والحريات الأساسية في التاريخ، وقد عرضنا في باب (مصادرة الحريات ومنها حرية الرأي والعقيدة) الكثير من أحداث نقل الأتباع للكلام واستجواب محمد لقائليه، وإنكارهم خشية القتل على يديه هو وأتباعه، ومن أمثلة ذلك ما رواه عبد الله بن أحمد وأحمد بن حنبل:

 

• 21217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ لَا تَكَادُ تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَوَجَّعْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنْ حَرِّ الرَّمْضَاءِ، وَيَقِيكَ مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ قَالَ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَحَمَلْتُ حِمْلًا، حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ الْأَجْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلَّب بن أبي صُفْرة الأَزْدي البصري. وأخرجه مسلم (663) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (783) ، وابن خزيمة (450) و (1500) عن أحمد بن عبدة، وأبو عوانة 1/ 388-389، من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن عباد بن عباد المهلبي، به. وانظر (21212) .

وقوله: "فحَمَلْتُ حِمْلاً" بكسر الحاء، أي: ثقلاً، أي: عظم علي وثقل، واستعظمته لبشاعة لفظه، وهمني ذلك، ولا يريد الحمل على الظهر.

 

21214 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ، لَا أَعْلَمُ رَجُلًا كَانَ أَبْعَدَ مِنْهُ مَنْزِلًا، أَوْ قَالَ: دَارًا، مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا فَرَكِبْتَهُ فِي الرَّمْضَاءِ وَالظُّلُمَاتِ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ دَارِي، أَوْ قَالَ: مَنْزِلِي، إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "مَا أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي، أَوْ قَالَ: دَارِي، إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ؟ " قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يُكْتَبَ إِقْبَالِي إِذَا أَقْبَلْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي. قَالَ: "أَعْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ " أَوْ " أَنْطَاكَ اللهُ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ " أَوْ " أَنْطَاكَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطَّان التَّمِيمي البصري، والتَّيْمي: هو سليمان بن طَرْخان البصري. وأخرجه ابن حبان (2040) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/207-208، وعبد بن حميد (161) ، والدارمي (1284) ، ومسلم (663) ، وأبو داود (557) ، وابن خزيمة (1500) ، وأبو عوانة 1/389-390، وابن حبان (2041) ، والبيهقي 3/64 و10/77، والبغوي (787) من طرق عن سليمان التيمي، به. وانظر (21212) .

 

21212 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيٍّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَمٍّ لِي شَاسِعَ الدَّارِ، فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ اتَّخَذْتَ حِمَارًا أَوْ شَيْئًا فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ بِبَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَمَا سَمِعْتُ عَنْهُ كَلِمَةً أَكْرَهَ إِلَيَّ مِنْهَا، قَالَ: فَإِذَا هُوَ يَذْكُرُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنَّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (376) ، ومسلم (663) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (551) عن أبي زيد بن ثابت بن يزيد الأحول، ومسلم (663) من طريق الجراح بن مَلِيح الرُّؤَاسي والد وكيع، كلاهما عن عاصم بن سليمان الأحول، به. ورواية الطيالسي مختصرة. وسيأتي الحديث من طريق عبد الله بن المبارك (21213) ، وشعبة بن الحجاج (21215) وعباد بن عباد المهلبي (21217) ، كلهم عن عاصم بن سليمان الأحول. وسيأتي أيضاً عن يحيى بن سعيد (21214) ، ومن طريق المعتمر بن سليمان (21216) ، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي. وفي باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد لبعد المنزل انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (8618) ، وقد ذكرنا تتمة أحاديث الباب هناك.

وقوله: "شاسع الدار" أي: بعيد الدار من المسجد. وقوله: "مُطَنَّبٌ ببيت محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اسم مفعول من التطنيب، أي: مشدود بالأَطْناب؛ وهي الحبال التي تشد بها الخيام، والمعنى: ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أن جواره مطلوب لكل مؤمن، لما فيه من فوت أجر كثرة الخطا إلى المسجد.

 

21215 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَأْتِي الصَّلَاةَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ اتَّخَذْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمْضَاءَ وَالشَّوْكَ وَالْوَقْعَ، قَالَ شُعْبَةُ: وَذَكَرَ رَابِعَةً، قَالَ: مَحْلُوفَةً، مَا أُحِبُّ أَنَّ طُنُبِي بِطُنُبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "لَكَ مَا نَوَيْتَ " أَوْ قَالَ: "لَكَ أَجْرُ مَا نَوَيْتَ " شُعْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدر، وشعبة: هو ابن الحجاج العَتكي مولاهم الواسطي البصري.

 

هنا يظهر أن مقصود المتكلم كان فكرة الثواب المزعوم الذي تحدث عنه محمد واحتساب الخطوات إلى المساجد، لكنه بالغ في طريقة التعبير، فأبلغ عنه أبي بن كعب بطريقة الدول الاستبدادية، ومحمد كمهتم بكل كلمة تُنقَل له استدعاه واستجوبه كالمعتاد. هذا هو أسلوب محاكم تفتيش القرون الوسطى وديوان الزنادقة العباسي لمحاسبة الناس على عقائدها وأفكارها وكلامها والتفتيش في الضمائر.

 

 

 

 

من عطاآت محمد الإقطاعية

 

انتقدت في الجزء الأول المرتبط بحروب محمد عطاآته الإقطاعية التي كانت ملكًا لناس استولى على أراضيهم كاليهود وغيرهم، أو بتوزيع أراضي بلاد العرب للأمراء وزعماء القبائل لكسب تأييدهم له، وقد كنت جمعتها هناك كلها في فهرس إلكتروني من كل الكتاب. وروى الطبراني مثالًا آخر لعطاء إقطاعي قائم على أساس حالة مزاج محمد المرتفعة الراضية في المعجم الكبير ج25:

 

396- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْظِيِّ بْنِ شَدَّادِ بْنِ أُسَيْدٍ الْمَدَنِيُّ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ ، وَزُرْعَةُ ، وَمُحَمَّدٌ بَنُو الْحُصَيْنِ بْنِ سِنَانٍ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ بْنِ سَوَاءَانَ ، حَدَّثَتْهُمْ أُمُّ سُنْبُلَةَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ ، فَأَبَيْنَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذْنَهَا ، وَقُلْنَ إِنَّا لاَ نَأْخُذُ هَدِيَّةً ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : خُذُوا هَدِيَّةَ أُمِّ سُنْبُلَةَ ، فَهِيَ أَهْلُ بَادِيَتِنَا ، وَنَحْنُ أَهْلُ حَضْرَتِهَا ، وَأَعْطَاهَا وَادِي كَذَا وَكَذَا ، فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْهَا ، قَالَ : فَأَعْطَاهَا ذَوْدًا ، قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْظِيٍّ : فَرَأَيْتُ بَعْضَهَا . قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ : قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ : مَنْ أَعْطَاهَا ؟ قَالَ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

الحديث ضعيف فيه مجهولون حسب علم الإسناد عندهم وفيه عمرو بن قيظي ضعيف، لكنه موثق بالأسماء بما يجعلنا نثق فيه ففيه اسم المشتري منها، لكن له شاهدًا مما روى أحمد:

 

(25010) 25524- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلاَنَ ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيارٍ الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَهْدَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا ، فَلَمْ تَجِدْهُ ، فَقَالَتْ لَهَا : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ نَأْكَلَ طَعَامَ الأَعْرَابِ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا مَعَكِ يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ ؟ قَالَتْ : لَبَنًا أَهْدَيْتُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ فَسَكَبَتْ ، فَقَالَ : نَاوِلِي أَبَا بَكْرٍ فَفَعَلَتْ ، فَقَالَ : اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ ، فَنَاوِلِي عَائِشَةَ فَنَاوَلَتْهَا ، فَشَرِبَتْ ، ثُمَّ قَالَ : اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ فَسَكَبَتْ ، فَنَاوَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِ أَسْلَمَ ، : وَاَبْرَدِهَا عَلَى الْكَبِدِ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ كُنْتُ حُدِّثْتُ أَنَّكَ قَدْ نَهَيْتَ عَنْ طَعَامِ الأَعْرَابِ ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِالأَعْرَابِ ، هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا ، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ ، وَإِذَا دُعُوا أَجَابُوا ، فَلَيْسُوا بِالأَعْرَابِ. (6/133)

 

إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح . المفضَّل : هو ابنُ فَضَالةَ بن عُبيد المصري . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8 / 294 ، والبزار في "مسنده" (1940) و (1941) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4 / 168 ، والحاكم في "المستدرك" 4 / 128 (7168) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (في ترجمة أم سنبلة) من طرق عن عبد الرحمن بن حرملة ، به . قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وأخرجه أبو يعلى (4773) ، والطحاوي 4 / 167 من طريق صالح بن كيسان ، عن عروة ، عن عائشة ، به ، نحوه . وأورده الهيثمي في "المجمع" 4 / 149 ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وفي الباب عن أم سنبلة الأسلمية عند الطبراني في "الكبير" 25 / (396) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4 / 148 - 149 ، وقال : وفيه عمرو بن قيظي وتابعيه ، وهم ثلاثة ، ولم أعرفهم .

 

لقد أباح محمد الاستيلاء على أموال وأملاك وأراضي بل ونفوس الغير مسلمين بالقتل والاستعباد، وذكرت في أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية في حديثي عن تميم الداري أحد مصادر محمد المسيحية المحتمَلة وإعطاء محمد له ولأخيه قريتين كاملتين بالشام، سأضيف هنا عطاء إقطاعي آخري لمحمد كذلك، روى أحمد:

 

17737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا - لِأَرْضٍ بِالشَّامِ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا ؟ " فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرُنَّ عَلَيْهَا، قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا...إلخ

 

إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فأبو قلابة- وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من أبي ثعلبة، بينهما أبو أسماء الرحبي، كما سيأتي في الرواية (17750) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8503) و (10151) . والموضع الثاني مختصر. وأخرجه تاماً ومقطعاً الطيالسي (1014) و (1015) و (1016) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1233) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (604) و (605) ، والحاكم 1/143 من طرق عن أيوب، به. وأخرج قصة الآنية الطبراني 22/ (603) ، والحاكم 1/143-144 من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به. وأخرجه الطبراني 22/ (599) من طريق النضر. بن معبد أبي قحذم، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث شراحيل، عن أبي ثعلبة بنحوه. وأخرجه مطولاً ومختصراً دون قصة إقطاعه الأرض أبو داود (3839) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (584) ، وفي "مسند الشاميين " (783) من طريق مسلم بن مِشْكم، وابن ماجه (2831) ، والطبراني 22/ (597) من طريق عروة ابن رويم، والطبراني 22/ (592) ، والبيهقي 10/10 من طريق عمير بن هانئ، وابن ماجه (3211) من طريق سعيد بن المسيب، والطبراني 22/ (600) من طريق أبي رجاء العطاردي، خمستهم عن أبي ثعلبة. وانظر أحمد (17731) و (17735) .

 

هذا كما ترى كما نقول عن وعد بلفور لليهود بفلسطين بالضبط: وعد وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق ولا حق له.

 

وذكرت في ج1 بسياق غزوة خيبر:

 

ويكشف لنا الواقدي، كما لاحظنا بشكل عابر طبيعة التوزيع الإقطاعي للأراضي المنهوبة، فقد وهب محمد بن مسلمة:

 

فَقَالَ مُحَمّدٌ: يَا رَسُولَ اللّهِ اقْطَعْ لِى عِنْدَ قَبْرِ أَخِى. قَالَ: “لَك حَضَرُ الْفَرَسِ فَإِنْ عَمِلْت فَلَك حُضْرُ فَرَسَيْنِ”.

 

حضر الفرس: أي مقدار عَدْوه وركضه.

 

وهو نهج استأنفه خلفاء محمد كعمر وعثمان، وهذا يختلف كثيرًا عن تعاليم الإسلام المكي الباكر كما نرى الذي يكره مجرد كنز المال والذهب.

 

.... ويقول مؤلف وفاء الوفا

 

بويرة:

تصغير البئر التي يسقى منها، و في الصحيح: حرّق نخل النضير، و هي البويرة، قال المجد: البويرة موضع منازل بني النضير، و ذكره المرجاني ثم قال: و قيل:اسم موضع مخصوص من مواضعهم.

قلت: ويرجح الأول قول جمل بن جوال التغلبي من أبيات:

و أقفرت البويرة من سلام وسعية وابن أخطب فهي بور  وقد كانوا ببلدتهم بعولا كما نقلت بميطان الصخور

واعتمد الثاني الحافظ ابن حجر، قال: و يقال لها البويلة باللام بدل الراء- و قال ابن سيد الناس في قوله: حريق بالبويرة مستطير

و يروى بالبويلة قال: و ذكر ابن سعد أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أعطى الزبير بن العوام وأبا سلمة البويلة من أرض بني النضير، و تقدم أن البويلة أطم لبني النضير بمنازلهم، قال ابن زبالة: كان لحي منهم لحقوا باليمن، فلعله كان بقرب البويرة فسميت به أيضا.

 

وروى البخاري:

 

3151 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ كُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ أَرْضًا مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ

 

ورواه بسياق أطول البخاري5224 وأحمد26937 ومسلم2182 والنسائي الكبرى9170 فراجعه.

 

وروى أحمد بن حنبل بإسناد ضعيف:

6458 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ، بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: ثُرَيْرٌ، فَأَجْرَى الْفَرَسَ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ ، فَقَالَ: "أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ"

 

وأخرجه أبو داود (3072) ، والطبراني في"الكبير" (13352) ، والبيهقي في "السنن"6/144 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود والبيهقي دون قوله: بأرض يقال لها: ثرير.

 

وروى البيهقي في السنن الكبرى له:

 

11608 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا نعيم يعني بن حماد ثنا محمد بن يحيى بن قيس المآربي ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن المتوكل العسقلاني المعنى واحد أن محمد بن يحيى بن قيس المآربي حدثهم حدثني أبي عن ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن سمير قال بن المتوكل بن عبد المدان عن أبيض بن حمال Y أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاستقطعه الملح قال بن المتوكل الذي بمآرب فقطعه له فلما أن ولى قال رجل من المجلس أتدري ما قطعت له إنما قطعت له الماء العد قال فانتزع منه قال وسألته عما يحمى من الأراك قال ما لم تنله خفاف وقال بن المتوكل أخفاف الإبل

 

11609 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن مبارك عن معمر عن يحيى بن قيس المآربي عن رجل عن أبيض بن حمال أنه Y استقطع النبي صلى الله عليه و سلم الملح الذي بمآرب فأراد أن يقطعه إياه فقال رجل إنه كالماء العد فأبى أن يقطعه قال الأصمعي الماء العد الدائم الذي لا انقطاع له وهو مثل ماء العين وماء البئر

 

11607 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري ثنا بن وهب حدثني سبرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهني عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل في موضع المسجد تحت دومة فأقام ثلاثا ثم خرج إلى تبوك وأن جهينة لحقوه بالرحبة فقال لهم من أهل ذي المروة فقالوا بنو رفاعة من جهينة فقال قد أقطعتها لبني رفاعة فاقتسموها فمنهم من باع ومنهم من أمسك فعمل ثم سألت أباه عبد العزيز عن هذا الحديث فحدثني ببعضه ولم يحدثني به كله

11621 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد: أن النبي صلى الله عليه و سلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية وهي من ناحية الفرع فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم

 

11622 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي وعن خاله موسى بن ميسرة مولى بني الديل عن عكرمة عن بن عباس أنه قال: أعطى النبي صلى الله عليه و سلم بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع

 

عمر صادر إقطاعًا من إقطاعات محمد لصالح الشعب المسلم

 

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين:

 

1467 - حدثنا محمد بن صالح بن هانىء ثنا الفضل بن محمد بن المسيب ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن الحارث بن بلال بن الحارث عن أبيه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ في المعادن القبلية الصدقة وأنه قطع لبلال بن الحارث العقيق أجمع فلما كان عمر رضي الله عنه قال لبلال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك لتحتجزه عن الناس لم يقطعك إلا ليعمل قال : فأقطع عمر بن الخطاب للناس العقيق

قد احتج البخاري بنعيم بن حماد ومسلم بالدراوردي وهذا حديث صحيح ولم يخرجاه

 

ضعفوا الإسناد بقولهم أن الحارث بن بلال بن الحارث مجهول، لكن من سيعرف مسألة كهذه أكثر من أحد الورثة؟!

 

وروى أحمد:

 

2785 - حدثنا حسين، حدثنا أبو أويس، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية: جلسيها وغوريها ، وحيث يصلح للزرع من قدس , ولم يعطه حق مسلم، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحارث المزني، أعطاه معادن القبلية: جلسيها وغوريها، وحيث يصلح للزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم"

 

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس- واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- فيه كلام من جهة حفظه، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم، وأفرط من نسبه إلى الكذب، وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف، فقال: منكر الحديث ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد. ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في "المسند" ولم يحدثنا عنه بشيء. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا حق، فإن أحمد لم يخرج شيئا من مسند عمرو بن عوف جد كثير، وإنما أخرج هذا الإسناد هنا ليذكر الإسناد الذي بعده من حديث ابن عباس مثله، فإنه لم يسمع من شيخه حسين بن محمد المروذي لفظ حديث ابن عباس، بل سمع منه حديث كثير، ثم حديث ابن عباس مثله، فحرص على أن يثبت لفظ شيخه... وأما البخاري حجة أهل الجرح والتعديل، فقد أبى أن يضعف كثير بن عبد الله، ففي "التهذيب" 3/377 عن الترمذي قال: قلت لمحمد بن إسماعيل في حديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال: هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه، والحديث الذي أشار إليه الترمذي هو في "سننه" (490) وقال فيه: حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب، وقد روى الترمذي أيضا (1352) : "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما" من طريق كثير، عن أبيه، عن جده، وقال: حديث حسن صحيح، فأنكر عليه العلماء تصحيحه حتى قال الذهبي في "الميزان" 2/407: فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي، وقد حاول بعضهم أن يعتذرعن الترمذي بأنه إنما صححه لما أيده من الشواهد، والذي أراه أن الترمذي حسنه تبعا لأستاذه البخاري في تحسين كثير بن عبد الله، وصححه للشواهد التى عضدته. وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن بلال بن الحارث نفسه عند الطبراني (1146) ، والحاكم 1/404 و3/517. وعن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع، فتلك معادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم. أخرجه مالك في "الموطأ" 1/248-249، ومن طريقه أبو داود (3061) ، والبغوي (1588). وعن بلال بن الحارث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ في المعادن القبلية الصدقة، وأنه قطع لبلال بن الحارث العقيق أجمع، فلما كان عمر رضي الله عنه قال لبلال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقطعك لتحتجزه عن الناس، ثم يقطعك إلا لتعمل، قال: فأقطع عمر بن الخطاب للناس العقيق. أخرجه الحاكم 1/404، وصححه ووافقه الذهبي، مع أن فيه الحارث بن بلال بن الحارث وهو في عداد المجهولين. وأخرج نحوه يحيى بن آدم في "الخراج" (294) من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر قال: جاء بلال بن الحارث المزني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث مرسلا. وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد.

قوله: "أقطع"، قال السندى: من أقطعه الإمام أرضا، إذا أعطاه أرضا، وهو يكون تمليكا وغيره. معادن القبلية: بفتح قاف وباء، نسبة إلى قبل: وهي من ناحية الفرع - بضم فاء وسكون راء - موضع بين الحرمين. جلسيها: بفتح جيم وسكون لام، نسبة إلى جلس بمعنى المرتفع. وغوريها: بفتح غين معجمة وسكون واو، نسبة إلى غور بمعنى المنخفض، والمراد: أعطاه ما ارتفع منها وما انخفض، والأقرب ترك النسبة. من قدس: بضم قاف وسكون دال، جبل معروف، وقيل: هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة. ولم يعطه حق مسلم: استثناء لما سبقه يد مسلم عما أعطي،

 

وروى الطبراني:

 

1146- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عُمَارَةَ ، وَبِلاَلٍ ، ابْنَيْ يَحْيَى بْنِ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِمَا ، عَنْ جَدِّهِمَا بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ هَذِهِ الْقَطِيعَةَ وَكَتَبَ لَهُ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَلَ بْنَ الْحَارِثِ ، أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبِيلَةِ غَوْرِيَّهَا وَجَلْسِيَّهَا غَشَيَةَ ، وَذَاتَ النُّصُبِ ، وَحَيْثُ صَلُحَ الزَّرْعُ مِنْ قُدْسٍ ، إِنْ كَانَ صَادِقًا وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ.

 

سقطة أخلاقية لمحمد: أمر رجلًا بزواج المتعة من امرأة مشكوك في سوء سلوكها، أو بمعنى الاستمرار في الزواج بها

 

أثناء فترة تحليل محمد لزواج المتعة المؤقت جاءه رجل متزوج من امرأة زواجًا قانونيًّا عاديًّا، فذكر له التالي كما روى عبد الرزاق في مصنفه:

12365 - عبد الرزاق عن معمر عن هارون بن رئاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال رجل يا رسول الله إن امرأتي ذات ميسم وإنها والله ما تمنع يد لامس فقال النبي صلى الله عليه و سلم طلقها فقال يا رسول الله لو أني أفارقها ثلاث قال فاستمتع بأهلك

 

12366 - عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم الجزري عن رجل عن مولى لبني هاشم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن امرأتي لا تمنع يد لامس فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن فارقها قال إنها تعجبني قال فتمتع بها

 

ورواه أبو داوود في سننه:

 

2049 - قال أبو داود كتب إلي حسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة عن ابن عباس قال:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال " إن امرأتي لا تمنع يد لامس قال " غربها " قال أخاف أن تتبعها نفسي قال " فاستمتع بها " .

 

قال الألباني: صحيح

 

ورواه ابن أبي شيبة:

 

16605- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : إنَّ عِنْدِي امْرَأَةً أَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ ، وَإِنَّهَا لاَ تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ ، قَالَ : طَلِّقْهَا قَالَ : لاَ أَصْبِرُ عَنْهَا ، قَالَ : فَاسْتَمْتِعْ بِهَا. (4/183:2).

 

وروى النسائي في الكبرى:

 

5339 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال أنا النضر بن شميل قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا هارون بن رباب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن بن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله إن تحتي امرأة جميلة لا ترد يد لامس قال طلقها قال إني لا أصبر عنها قال فأمسكها خالفه يزيد بن هارون

 

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط ج5:

 

4707 - حدثنا أبو زرعة قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو وموسى بن أعين عن عبد الكريم عن ابي الزبير عن جابر أن رجلا قال يا رسول الله إن امراتى لا تدفع يد لامس فقال له طلقها قال إنى أحبها قال فاستمتع بها لم يرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا عبيد الله وموسى بن أعين

 

ورواه الشافعي في مسنده 1385 والبيهقي في سننه الكبرى 13648 وما بعده

 

وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الصحاب/ ترجمة هشام مولى رسول الله، أن السائل هو هشام (مستعبَد حرّره محمد من عبوديته له)، نقلا عن رواية للطبري محمد بن جرير وغيره:

 

ما رواه أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير وأخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى قال حدثنا أبو اسماعيل بن علي بن اسماعيل الخطمي قال حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قالا حدثنا محمد بن أسعد أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرقي حدثنا محمد بن أيوب الرقي عن سفيان عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن امرأتي لا تمنع يد لامس قال طلقها قال إنها تعجبني قال فاستمتع بها

 

ونفس المعلومة ذكرها ابن كثير في السيرة له:

 

ومنهم هشام مولى النبي صلى الله عليه وسلم.

قال محمد بن سعد: أنبأنا سليمان بن عبيد الله الرقي، أنبأنا محمد بن أيوب الرقي، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي لا تدفع يد لامس. قال: " طلقها " قال: إنها تعجبني، قال: " فتمتع بها ".

قال ابن منده: وقد رواه جماعة عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن مولى بني هاشم عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه.

ورواه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن جابر.

 

المرأة التي لا تمانع كثرة لمس الرجال لها، وهي متزوجة، حتى في مجتمع منفتح حر غير شمولي علماني كالدول الغربية، ستكون موضع انتقاد وشك في سلوكها ونياتها وعدم إخلاصها لزوجها وأنها غير مكتفية به ولا راضية عنه. هذا واضح. أمر محمد معناه أنه أوصى الرجل بزواج المتعة كنوع من أنواع الدعارة مقابل مبلغ مالي، مع علمه باحتمال أنها تعاشر جنسيًّا وتضاجع آخر أو آخرين! من لديه شرف ومروءة من أي جنسية ويرضى بشيء كهذا، لا يوجد أي شخص كريم الطباع والمحتد والأخلاق سواء أكان عربيا أو أوربيا أو آسيويا أو غير ذلك، أيًّا كانت عقيدته مسلما أم مسيحيا أم بوديا أم ملحدا، يرضى بشيء كهذا. طبعًا إذا اختار أحدٌ الارتباط بإنسانة من هذا النوع فهو حر، لكن ليس مما نوصي به كوصية أخلاقية بالتأكيد، وبالتأكيد لن نوصي بالدعارة كسلوك أخلاقي، حتى لو كنا نبيحها في الدول العلمانية في أغلبها، فلا أحد يسمح أو يسعد باحتراف ابنته أو أخته مثلًا بالدعارة أو رقص التعري، رغم كون هذا يظل حرية شخصية للمرأة لأسلوب حياتها وتكسبها، لكن لا أب فاضل سيربي ابنته على سلوكيات كهذه أو يسمح بهذا عمومًا، إن وصية محمد هذه هي سقطة أخلاقية له، وهذا الحديث تهرب من روايته البخاري ومسلم وأحمد، كما تهربوا من فضائح كثيرة لمحمد، وأخرى حفظوها لنا.

 

كيف حاول المسلمون الرد على فضيحة كهذه قديمًا؟!

 

قال النسائي في سننه الكبرى:

 

5340 - أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية قال حدثنا يزيد يعني بن هارون قال حدثنا حماد بن سلمة وغيره عن هارون بن رئاب عن عبد الله بن عبيد بن عمير وعبد الكريم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن بن عباس عبد الكريم يرفعه إلى بن عباس وهارون لم يرفعه قالا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: إن عندي امرأة هي من أحب الناس إلي وهي لا تمنع يد لامس قال طلقها قال لا أصبر عنها قال استمتع بها

قال أبو عبد الرحمن هذا الحديث ليس بثابت وعبد الكريم ليس بالقوي وهارون بن رئاب أثبت منه وقد أرسل الحديث وهارون ثقة وحديثه أولى بالصواب من حديث عبد الكريم

 

فند السندي في حاشيته على المجتبى للنسائي هذا الزعم عن رد الحديث وادعاء وضعه:

 

وهي لا تمنع يد لامس أي أنها مطاوعة لمن أرادها وهذا كناية عن الفجور وقيل بل هو كناية عن بذلها الطعام قيل وهو الأشبه وقال أحمد لم يكن ليأمره بامساكها وهي تفجر ورد بأنه لو كان المراد السخاء لقيل لا ترد يد ملتمس إذ السائل يقال له الملتمس لا لامس وأما اللمس فهو الجماع أو بعض مقدماته وأيضا السخاء مندوب إليه فلا تكون المرأة معاقبة لأجله مستحقة للفراق فإنها أما أن تعطى مالها أو مال الزوج وعلى الثاني على الزوج صونه وحفظه وعدم تمكينها منه فلم يتعين الأمر بتطليقها وقيل المراد أنها تتلذذ بمن يلمسها فلا ترد يده ولم يرد الفاحشة العظمى والا لكان بذلك قاذفا وقيل الأقرب أن الزوج علم منها أن أحدا لو أراد منها السوء لما كانت هي ترده لا أنه تحقق وقوع ذلك منها بل ظهر له ذلك بقرائن فأرشده الشارع إلى مفارقتها احتياطا فلما علم أنه لا يقدر على فراقها لمحبته لها وأنه لا يصبر على ذلك رخص له في إثباتها لأن محبته لها محققة ووقوع الفاحشة منها متوهم استمتع بها أي كن معها قدر ما تقضي حاجتك ثم لا دلالة في الحديث على جواز نكاح الزانية ابتداء ضرورة أن البقاء أسهل من الابتداء على أن الحديث محتمل كما تقدم وقيل هذا الحديث موضوع ورد بأنه حسن صحيح ورجال سنده رجال الصحيحين فلا يلتفت إلى قول من حكم عليه بالوضع والله تعالى أعلم

 

وقال ابن حجر العسقلاني في تصحيح هذا الحديث، عند كلامه على رجاله بعدما حاول شرحه وتبريره، في الكلام على حديث امرأتي لا ترد يد لامس – مخطوط مطبوع:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، سُئلت عن حديث ( أنَّ رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ ) ، ما حال هذا الحديث ، ومَنْ خرّجه ، وما سياق بقية متنه ، وما معناه ، ومن تكلم عليه ، وهل عُرِف اسم الرجل والمرأة ، وهل فيه أنه لمَّا أمره بمفارقتها قال لا أستطيع ، وما معنى عدم الاستطاعة ، وأنْ يكون الجواب مبسوطا ، فأجبت وبالله التوفيق :
أما حال هذا الحديث فهو حسن صحيح ، ولم يُصِبْ مَنْ قال إنه موضوع ، على ما سأبينه .
وأمَّا مَنْ خرَّجه ؟ فأخرجه أبو داود ، والنسائي في كتابيهما السنن ، والبزار في مسنده من حديث ابن عباس ، وأخرجه النسائي من وجه آخر عنه ، وأخرجه الخلاّل في العلل ، والطبراني في معجمه ، والبيهقي في السنن من حديث جابر .
وأمَّا سياق بقية متنه ففي رواية أبي داود : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنّ امرأتي لا تمنعُ يدَ لامسٍ ، قال : غرِّبها ، قال : أخاف أن تَتَّبِعُها نفسي ، قال : فاستمتعْ بها .
وفي رواية النسائي مثله ، وفي رواية أخرى للنسائي : إنّ تحتي امرأة جميلة ، لا تردُّ يدَ لامسٍ ، قال : طلِّقها ، قال : إنِّي لا أصبر عنها ، قال : فأمسكْها ، وفي أوّله : إنّ عندي امرأة مِن أحبِّ الناس إليّ ، وإنها لا تمنع يد لامس ، قال : طلِّقها ، قال : لا أصبر عنها ، قال : استمتعْ بها ، وفي رواية البيهقي : أنّ رجلاً قال : يا رسول الله إنّ لي امرأة ، وهي لا تدفع يد لامس ، قال : فارقها ، قال : إنِّي أحبُّها ، قال : فاستمتعْ بها .
وأمَّا معناه ، ومَنْ تكلّم عليه ، فقد وقع ذلك في كلام أبي عبيد القاسم ابن سلام ، وأبو عبد الله ابن الأعرابي ، والأصمعي ، والإمام أحمد بن حنبل ، والنسائي ، وأبو سلمان الخطابي ، والقاضي أبو الطيّب الطبري ، وآخرون ممن بعدهم ، وحاصل ما حملوه عليه شيئان :
أحدهما أنّ معنى قوله : لا تمنعُ يد لامس ، كناية عن الفجور ، وهذا قول أبي عُبيد ، وابن الأعرابي ، وبه جزم الخطابي في معالم السنن ، وشرح الحديث ، فقال : معناه الرِّيبة، وأنها مُطاوِعة لمن أرادها ، لا تَردُّ يده ، وقوله : غرِّبها ( بالغين المعجمة ) فعل أمرٍ من التغريب ، معناه الطلاق ، وأصل الغرب في كلام العرب البعد . قلتُ : وقع في رواية البزار في مُسنده بلفظ طلِّقها ، وهو شاهد لتفسير الخطابي ، وكذا الرواية في حديث / جابر فارقها ، هذا معناه 2ب قال الخطابي : وفي الحديث دليل على جواز نِكاح الفاجرة ، وإنْ كان الاختيار غير ذلك ، قلتُ : واحتج به الرافعي في الشرح الكبير لذلك ،
وكذلك القاضي أبو الطيّب ، كما سيأتي سياق كلامه ، قال الخطابي : ومعنى قوله : استمتع بها أي لا تمسكها إلاّ بقدر تقضِّي متعة النفس منها ، ومن وطره ، والاستمتاع بالشيء الانتفاع به إلى مدّة ، ومنه نكاح المتعة ، ومنه قوله تعالى [إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ] أي متعة إلى حين ، ثم تنقطع ، انتهى كلامه .
وقد ترجم أبو داود لهذا الحديث نكاح الأبكار ، فكأنه يُشير إلى نكاح البكر أولى مِن نكاح الثيِّب ؛ لأنّ الرِّيبة تقع من الثيب أغلب مما تقع من البكر ، وترجم له النسائي نكاح الرائبة .
والحمل الثاني أنّ المراد أنها مُبذِّرة ، قال أبو بكر الخلاّل : قيل للإمام أحمد بن حنبل إنَّ أبا عُبيد يقول : هو من الفجور ، فقال : ليس هو عندنا إلاّ أنها تُعطِي مِن ماله ، وذكر عبد الحق في الأحكام أنّ أبا الحسن بن صخر روى في فوائده عن الأصمعي أنَّه كناية عن بذلها الطعام ، وقال النسائي عقب تخريجه : قيل كانت سخيَّة ، تُعطي ، وقال القاضي أبو الطيب الطبري : القول الأول أولى ؛ لأنه لو كان المراد به السخاء لقيل : لا ترد يد مُلتمس ؛ لأنّه لا يُعبَّر عن الطلب باللمس ، وإنما يُعبَّر عنه بالالتماس ، يقال : لمسَ الرجل إذا مسّه ، والتمس منه إذا طلب منه .
ثانيهما : أنّ السخاء مندوب إليه ، فلا تكون المرأة مُعاقَبةً لأجله بالفراق ، فإنّ الذي تُعطيه إمَّا أنْ يكون من مالها ، أو من مال الزوج ، فإنْ كان من مالها فلها التصرُّف فيه كيف اختارت ، وإنْ كان من مال الزوج فعليه صونُه وحفظه ، وعدم تمكينها منه ، فلم يتعين الأمر بتطليقها .
وقال الحافظ شمس الدين الذهبي في مختصر السنن الكبير : كأنّ معناه أنها تتلذذ بمن يلمسها ، فلا تردُّ يده ، وأمَّا الفاحشة العظمى فلو أرادها الرجل لكان بذلك قاذفا .
وقال الشيخ عماد الدين ابن كثير : حمل اللمس على الزنا بعيد جداً ، والأقرب حمله على أنَّ الزوج فهِم منها أنها لا تردّ مَنْ أراد منها السوء ، لا أنه تحقق وقوع ذلك منها ، بل ظهر له ذلك بقرائن ، فأرشده الشارع إلى مفارقتها احتياطا ، فلمَّا أعلمه أنّه لا يقدِر على فراقها ؛ لمحبته لها ، وأنه لا يصبر على ذلك ، فرخّص له في إبقائها ؛ لأنّ محبته لها محققة ، ووقوع الفاحشة منها مُتوهَّم ، والله أعلم .
وأمَّا اسم الرجل السائل ، والمرأة المذكورة فلم يقع في شيء من طرق هذا الحديث .
وأمَّا بقية الأسئلة فيُعرفُ جوابُها مما تقدَّم ، والله أعلم .
/ فصل في بيان طرق هذا الحديث وكلام أهل العلم فيه : 3أ
قال أبو داود كَتبَ إليَّ حسين بن حُريث المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن عمارة ابن أبي حفصة ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنّ امرأتي ... فذكره .
وقال النسائي أخبرنا الحسين بن حُريث ... فذكره .

الكلام على رجاله :

أمَّا الحُسين بن حُريث فاتّفق الشيخان البخاري ومسلم على تخريج حديثه في صحيحيهِما ، ووثَّقه النسائي وابن حبان ، وأمَّا شيخه الفضل بن موسى فمتّفق عليه أيضا ، ووثَّقه يحيى بن معين والبخاري ، وابن سَعد ، وقال وكيع : ثقة صاحب سُنَّة ، وقال أبو حاتم : صدوق صالح ، وأثنى عليه ابن المبارك ، وأمَّا شيخه الحسين بن واقد فأخرج له مًسلم مُحتجاً به ، والبخاري استشهادا ، ووثقه ابن معين ، وقال أبو زرعة والنسائي : لا بأس به ، وأثنى عليه أحمد ، وقال ابن سعد : كان حسن الحديث ، وقال أحمد : حديثه عن أبي المنيب منه أبرأ ، وقال ابن حبان : كان على قضاء مرو ، ورُبَّما أخطأ ، وأمَّا شيخه عُمارة بن أبي حفصة ، واسم أبي حفصة نابت ( بالنون ثم الموحدة ثم المثناة ) فأخرج له البخاري ، ووثَّقه ابن معين، وأبو زرعة والنسائي وغيرهم ، وأمَّا عكرمة فاحتج به البخاري ، قال الحافظ زكي الدين المنذري في مختصر السنن : رجال إسناده يحتج بهم في الصحيحين على الاتفاق والانفراد .

قلتُ : يُريد بالنسبة إلى مجموع الصحيحين ، لا إلى كل فردٍ فردٍ منهما ، فإنّ البخاري ما احتج بالحسين بن واقد ، وكذلك لم يحتج مسلم بعُمارة ، ولا بعكرمة ، فلو سلم أنّ الحديث على شرط الصحيح ، لم يسلم أنّ الحديث على شرط البخاري، ولا على شرط مسلم، وإنما لم أجرِ على إطلاق القول بصحيحه ، لأن الحسين بن واقد قد تقدّم أنه ربما أخطأ ، والفضل بن موسى قال أحمد : إنّ في روايته مناكير ، وكذلك نقل عبد الله بن عليّ بن المديني ، وإذا قيل مثل هذا في الراوي توقّف الناقد في تصحيح حديثه الذي ينفرد به ، وقد قال البزار بعد تخريجه : لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ بهذا الإسناد ، وقال الدار قطني في الأفراد : تفرّد به الحسين بن واقد عن عُمارة بن أبي حفصة ، وتفرد به الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد ، وقد حكى ذلك أيضا المنذري عن الدارقطني ، ووقفت عليه في كتاب أطراف الأفراد لأبي الفضل بن طاهر ، والنسخة بخط المنذري ، وأخرجه / الحافظ ضياء الدين المقدسي3ب في الأحاديث المختارة من طريق النسائي عن الحسين بن حُريث بسنده ، ودعوى البزار فيها نظر ؛ لأنّ النسائي أخرجه من وجه آخر عن ابن عباس ، قال المنذري : أخرجه النسائي من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن ابن عباس ، وقال : هذا الحديث ليس بثابت، والمرسل فيه أولى بالصواب .
قلتُ : أخرجه النسائي عن إسحاق بن راهويه ، عن النضر بن شُميل ، عن حماد ابن سلَمَة ، عن هارون بن رِئاب ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس موصولا ، وإسحاق والنضر مُتّفق على الاحتجاج بهما ، وحماد بن سلمة احتجّ به مسلم ، واستشهد به البخاري ، وهارون بن رِئاب ( بكسر الراء وبهمزة خفيفة ، بآخره باء موحدة ) احتج به مسلم ، وعبد الله بن عبيد بن عمير كذلك ، فهذا الإسناد قويٌّ لهؤلاء الرجال ، لكن أخرجه النسائي بعده من رواية يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن هارون بن رِئاب ، وعبد الكريم ، أمَّا هارون فقال : عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وأمَّا عبد الكريم ، فقال : عن عبد الله بن عبيد ، عن ابن عباس موصولا .
قال النسائي : رواية يزيد أولى بالصواب ، يعني أنّ في الرواية التي أخرجها أوّلا إجمالا ، وأنّ الموصول عن حماد بن سلمة ، عن عبد الكريم ، وهو ابن أبي المخارق أبو أمية البصري أحد الضعفاء ، وأنّ رواية هارون الثقة مرسلة .
قلتُ : لكنْ إذا انضمت هذه الطريقة إلى الطريق الأخرى المباينة لها في أعيان رجالها إلى ابن عباس ، عُلِم أنّ للحديث أصلاً ، وزال ما كان يُخشى من تفرّد الفضل ابن موسى وشيخه ، وللحديث مع ذلك شاهد عن جابر بن عبد الله ، أخرجه الخلاّل ، والطبراني من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري ، وأخرجه البيهقي من طريق معقل بن عبيد الله الجزري ، كلاهما عن أبي الزبير محمد بن مسلم ، عن جابر بن عبد الله ، ورجال الطريقين موثوقون ، إلاّ أنّ أبا الزبير وَضِر بالتدليس ، ولم أره من حديثه إلاّ بالعنعنة .

وقد قال الحافظ شمس الدين الذهبي في مختصر السنن : إسناده صالح ، وسُئل عنه أحمد فيما حكاه الخلاّل ، فقال : ليس له أصل ، ولا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : بل إذا انضمت هذه الطريق إلى ما تقدّم من طريقي حديث ابن عباس ، لم يتوقف المحدِّث عن الحكم بصحة الحديث ، ولا يُلتفت إلى ما وقع من أبي الفرج ابن الجوزي ، حيث ذكر هذا الحديث / في الموضوعات ، ولم يذكر من طرقه إلاّ 4 الطريق التي أخرجها الخلاّل من طريق أبي الزبير عن جابر ، واعتمد في بطلانه على ما نقله الخلال عن أحمد، فأبان ذلك عن قلّة اطِّلاع ابن الجوزي ، وغلبة التقليد عليه ، حتى حكم بوضع الحديث بمجرد ما جاء عن إمامه ، ولو عرضت هذه الطرق على إمامه لاعترف أنّ للحديث أصلا ، ولكنه لم يقع له ، فلذلك لم أرَ له في مُسنده ، ولا فيما يُروى عنه ذكرا أصلاً ، لا من طريق ابن عباس ، ولا من طريق جابر، سوى ما سأله عنه الخلاّل ، وهو معذور في جوابه بالنسبة لتلك الطريق بخصوصها .
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ، قاله وكتبه أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني عفا الله تعالى عنه ، آمين

نقل ذلك من خطه داعيا بطول بقائه معتقدا أنْ لا نظير له في زمانه ، فسح الله في أجله أبو بكر بن محمد بن عمر ابن النصيبي الشافعي بالقاهرة المُعزية في مستهل شهر شعبان سنة اثنين وخمسين وثمانمائة .

 

وجاء في عون المعبود في شرح سنن أبي داوود:

 

 ( لا تمنع يد لامس ) أي لا تمنع نفسها عمن يقصدها بفاحشة أو لا تمنع أحدا طلب منها شيئا من مال زوجها ( قال ) أي النبي صلى الله عليه و سلم ( غربها ) بالغين المعجمة أمر من التغريب

 قال في النهاية أي أبعدها يريد الطلاق

 وفي رواية النسائي بلفظ طلقها ( قال ) أي الرجل ( أخاف أن تتبعها نفسي ) أي تتوق إليها نفسي ( قال فاستمتع بها ) وفي رواية النسائي فأمسكها خاف النبي صلى الله عليه و سلم إن أوجب عليه طلاقها أن تتوق نفسه إليها فيقع في الحرام

 قال الحافظ في التلخيص اختلف العلماء في معنى قوله لا ترد يد لامس فقيل معناه الفجور وأنها لا تمتنع ممن يطلب منها الفاحشة وبهذا قال أبو عبيد والخلال والنسائي وبن الأعرابي والخطابي والغزالي والنووي وهو مقتضى استدلال الرافعي به هنا

 وقيل معناه التبذير وأنها لا تمنع أحدا طلب منها شيئا من مال زوجها وبهذا قال أحمد والأصمعي ومحمد بن ناصر ونقله عن علماء الإسلام وبن الجوزي وأنكر على من ذهب إلى القول الأول

 وقال بعض حذاق المتأخرين قوله صلى الله عليه و سلم له أمسكها معناه أمسكها عن الزنى أو عن التبذير إما بمراقبتها أو بالاحتفاظ على المال أو بكثرة جماعها

 ورجح القاضي أبو الطيب الأول بأن السخا مندوب إليه فلا يكون موجبا لقوله طلقها ولأن التبذير إن كان من مالها فلها التصرف فيه وإن كان من ماله فعليه حفظه ولا يوجب شيئا من ذلك الأمر بطلاقها

 قيل والظاهر أن قوله لا ترد يد لامس أنها لا  تمتنع ممن يمد يده ليتلذذ بلمسها ولو كان كنى به عن الجماع لعد قاذفا أو أن زوجها فهم من حالها أنها لا تمتنع ممن أراد منها الفاحشة لا أن ذلك وقع منها انتهى كلام الحافظ

 وقال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في سبل السلام بعد ما ذكر الوجهين في قوله لا تمنع يد لامس الوجه الأول في غاية من البعد بل لا يصح للآية ولأنه صلى الله عليه و سلم لا يأمر الرجل أن يكون ديوثا فحمله على هذا لا يصح

 والثاني بعيد لأن التبذير إن كان بمالها فمنعها ممكن وإن كان من مال الزوج فكذلك ولا يوجب أمره بطلاقها على أنه لم يتعارف في اللغة أن يقال فلان لا يرد يد لامس كناية عن الجود فالأقرب المراد أنها سهلة الأخلاق ليس فيها نفور وحشمة عن الأجانب لا أنها تأتي الفاحشة

 وكثير من النساء والرجال بهذه المثابة مع البعد من الفاحشة

 ولو أراد أنها لا تمنع نفسها عن الوقاع من الأجانب لكان قاذفا لها انتهى

 قلت الإرادة بقوله لا تمنع يد لامس أنها سهلة الأخلاق ليس فيها نفور وحشمة عن الأجانب غير ظاهر والظاهر عندي ما ذكره الحافظ بقوله قيل والظاهر الخ والله تعالى أعلم قال المنذري وأخرجه النسائي ورجال إسناده محتج بهم في الصحيحين على الاتفاق والانفراد

 وذكر الدارقطني أن الحسين بن واقد تفرد به عن عمارة بن أبي حفصة وأن الفضل بن موسى السيناني تفرد به عن الحسين بن واقد

 وأخرجه النسائي من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن بن عباس وبوب عليه في سننه تزويج الزانية وقال هذا الحديث ليس بثابت وذكر أن المرسل فيه أولى بالصواب

 وقال الإمام أحمد لا تمنع يد لامس تعطي من ماله

 قلت فإن أبا عبيد يقول من الفجور فقال ليس هو عندنا إلا أنها تعطي من ماله ولم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بإمساكه وهي تفجر

 وسئل عنه بن الأعرابي فقال من الفجور

 وقال الخطابي معناه الريبة وأنها مطاوعة لمن أرادها لا ترديده انتهى

 

واضح أن اللمس والتحسس والتربيت لا علاقة له بالكرم والسخاء وإعطاء المال، أما من أوَّلوا كلام محمد بمعنى منعها، فغير صحيح لوضوح الروايات بأمره بالزواج منها زواج المتعة أو بمعنى عش معها واستمتع بها، وأمسكها في اللفظ الآخر يعني لا تطلقها.

 

أما الخطابي في معالم سنن أبي داوود، فقال بصراحة وأمانة:

 

قال الشيخ قوله لا تمنع يد لامس ، معناه الريبة وأنها مطاوعة لمن أرادها لا ترد يده وقوله غربها معناه أبعدها يريد الطلاق وأصل الغرب البعد.

وفيه دليل على جواز نكاح الفاجرة وإن كان الاختيار غير ذلك.

وأما قوله {والزانية لا ينكحنها إلاّ زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} [النور : 3] فإنما نزلت في امرأة من الكفار خاصة وهي بغي بمكة يقال لها عناق ، فأما الزانية المسلمة فإن العقد عليها لا يفسخ.

ومعنى قوله فاستمتع منها أي لا تسمها إلاّ بقدر ما تقضي متعة النفس منها ومن وطئها والاستمتاع من الشيء الانتفاع به إلى مدة ، ومن هذا نكاح المتعة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى {إنما هذه الحياة الدنيا متاع} [غافر : 39 ] أي متعة إلى حين ثم تنقطع.

 

وقال عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داوود:

 

قول الرجل: [ (إنها لا ترد يد لامس) ] فسر بثلاثة تفسيرات: التفسير الأول: أنها تستسلم وتنقاد لمن أراد منها الفاحشة. التفسير الثاني: أن ذلك في بذلها وإعطائها وتبذيرها، فالذي يريد منها مالاً أو غيره فإنها تخرج ما عندها. التفسير الثالث: أنها رجلة، فعندها توسع في مخاطبة الرجال والكلام معهم ولا تبتعد عن الرجال، وقد يلمسها الرجال مجرد لمس من دون أن يكون هناك فاحشة، وعلى كل كونها تتوسع في مخاطبة ومخالطة الرجال هذا أمر معيب في النساء. وقد أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يطلقها ويتخلص منها، وجاء في بعض الروايات عند غير أبي داود : (طلقها، قال: أخشى أن تتبعها نفسي، قال: أمسكها). وقد استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على أنه يجوز للإنسان -وذلك على التفسير الأول- أن يبقي المرأة الزانية عنده، ومنهم من قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقره على إبقاء امرأة غير عفيفة تلوث فراشه، وإنما المقصود من ذلك أنها عندها توسع في مخالطة الرجال ولا تهتم بالابتعاد عنهم، ولعل هذا هو الأقرب؛ لأن كون الرسول يأمره بأن يمسكها وهي زانية فيه ما فيه، فالعفيف لا يتزوج الزانية وإن كان هذا ليس تزوجاً وإنما هو إبقاء على الزواج. وقال بعض أهل العلم: إن هذا فيه إبقاء، وهناك فرق بين الاستدامة وبين الابتداء، لكن لا شك في أن المرأة إذا كانت متصفة بالفاحشة وغير تائبة فليس من اللائق بالمسلم أن يمسك من تكون كذلك بحيث تلوث فراشه. فعلى هذا يحمل -والله تعالى أعلم- على أن المقصود من ذلك التفسير الثالث وهو: أنها ليست لديها صيانة لنفسها من ناحية التبذل ومخاطبة الرجال والتوسع في ذلك.

 

وعند الشيعة الاثناعشرية، روى الطوسي في تهذيب الأحكام، وهو أحد كتبهم الأربعة الأساسية المعتمَدة، قال فيه، في كتاب النكاح/ 24 - باب تفصيل احكام النكاح:

 

[ومتى أراد الرجل تزويج المتعة فليس عليه التفتيش عنها بل يصدقها في قولها.]

 (1092) 17 -  روى محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن عثمان بن عيسى عن اسحاق بن عمار عن فضل مولى محمد بن راشد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت إني تزوجت امرأة متعةً فوقع في نفسي أن لها زوجا ففتشت عن ذلك فوجدت لها زوجا قال: ولم فتشت؟!

 

قال المجلسي في ملاذ الأخيار: مجهول كالحسن. وقال في شرحه كلامًا كله تناقض ولف ودوران:

قال الوالد العلامة برد الله مضجعه: لعل مراده عليه السلام إنكاره على التفتيش بعد التزويج، أو إذا كانت مستورة. والمشهور استحباب السؤال عن حالها مع التهمة.

 

[وقد رُوِيَت رخصة في التمتع بالفاجرة إلا أنه يمنعها من الفجور.]


(1090) 15 -
 روى محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي ابن حديد عن جميل عن زرارة قال: سأل عمار وانا عنده عن الرجل يتزوج الفاجرة متعة قال: لا بأس وإن كان التزويج الآخر فليحصن بابه.

 

قال المجلسي في ملاذ الأخيار: ضعيف. ورواه الطوسي أيضًا في الاستبصار ج 3 ص 143. والتزويج الآخر هو المستديم العادي.


(1091) 16 -
عنه عن سعدان عن علي بن يقطين قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: نساء أهل المدينة قال: فواسق قلت: فأتزوج منهن؟ قال: نعم.

 

قال المجلسي في ملاذ الأخيار: مجهول

 

(1093) 18 -وعنه عن أيوب بن نوح عن مهران بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قيل له ان فلانا تزوج امرأة متعة فقيل له ان لها زوجا فسألها فقال ابو عبد الله عليه السلام: ولم سألها؟.

 

قال المجلسي: مرسل. وقال في تبريره كالعادة كلامًا كله تناقض وسقوط منطقي وأخلاقي:

 

قوله فسألها: أي: سأل الناس عنها، فيكون على الحذف والإيصال. أو سألها نفسها هل لكِ زوج، فالإنكار لذلك إما لأن قولها المنافي لفعلها غير مسموع شرعًا ويصير موجبًا لتشويش البال، وإن أ نكرت لا ينفع في رفع التهمة، مع أنه قذف بالنسبة إليها وإهانة لها، أو لأن الأصل الحِلِّيَّة وعدم الزوج، ولا يجب التفتيش لا سيما بعد الوقوع كما مر.

 

واحدة تتزوجها فتعترف لك أن لها زوجًا، فتتجاهل ذلك وتتغافل وتتعامى عنه بدعوى شريعة ودين، فأي سلوك لا أخلاقي بلا غيرة ولا مروءة ذلك؟ تبريرات المجلسي لا أخلاقية مثل الأحاديث التي حاول تبريرها أصلًا.

 
(1094) 19 -
 وعنه عن الهثيم بن ابي مسروق النهدي عن أحمد بن محمد بن ابي نصر ومحمد بن الحسن الاشعري عن محمد بن عبدالله الاشعري قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يتزوج بالمرأة فيقع في قلبه أن لها زوجا قال: ما عليه، أرأيت لو سألها البينة كان يجد من يشهد أن ليس لها زوج؟.

 

قال المجلسي: مجهول. وقوله عليه السلام: كان يجد؟!: هذا على سبيل الإنكار، أي: لا يجد لأنه لا شهادة على النفي.

 

مجموعة وصايا شيعية إمامية لا أخلاقية بحتة، يعني يمكن التمتع بالفاجرة في زواج المتعة، وطبيعي معظم من يمارسن تلك الزيجة هن نساء باحثات عن المال ولعوبات على الأغلب، رغم أني كملحد أراها حرية شخصية بحتة وعلاقة بالتراضي، بل وفي نودار أحمد بن سعيد الأشعري القمي: عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلامفي المتعة قال: ما يفعلها عندنا إلا الفواجر (وأخرجه عنه الحر العاملي في وسائل الشيعة (26441) 5)، وتوجد أحاديث في تكريه المتعة عندهم نذكرها في مبحث آخر مستقل عن المذهب الاثناعشري، وينسبون لأئمتهم الوصية بعدم التفتيش وراء المرأة من جهة شرفها وأخلاقها أو حتى إن كان لها زوج!

 

وفي من لا يحضره الفقيه 149/ 2 ومستدرك وسائل الشيعة 14/ 456، ووسائل الشيعة 2 (26443):

 

عن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها، وتتزوج رجَلاً آخر قبل أن تنقضي عدتها ؟  قال: وما عليك، إنما إثم ذلك عليها

 

وفي الكافي للكليني 5: ٤٦٢ / 1 (كتاب النكاح/ باب التزويج بغير ولي/ حديث رقم 4)

 

محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ميسر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ألقى المرأة بالفلاة التي ليس فيها أحد فأقول لها: لك زوج؟فتقول: لا، فأتزوجها؟ قال: نعم هي المصدقة على نفسها.

 

وللحديث أسانيد أخرى في تهذيب الأحكام للطوسي (كتاب النكاح/ باب عقد المرأة على نفسها النكاح وأولياء الصبية وأحقهم بالعقد)، وفي الاستبصار للطوسي الاستبصار ج ٣ ص ٢٣٣ ([أبواب أولياء العقد] [143 - باب أن الثيب ولي نفسها]/ حديث [8383/ 2، وفي ومستدرك وسائل الشيعة.

 

وفي آخر جزء من تهذيب الأحكام للطوسي/ كتاب الحدود/ الباب الثالث: الحد في السحق، هذا الحديث أيضًا بإسنادٍ شيعيٍّ إماميٍّ:

 

(216)- 9 أحمد بن محمد عن الحسين عن ابن أبي عمير عن علي بن عطية عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان امرأتي لا تدفع يد لامس قال: فطلقها فقال: يا رسول الله إني أحبها قال: فأمسكها.

 

ورواه أحمد بن عيسى الأشعري القمي في كتاب النوادر له برقم 344، ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن زرارة، عن أبي عبد الله

 

(217)- 10 عنه عن الحسين عن النضر بن سويد عن عبدالله ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل رأى امرأته تزني أيصلح له إمساكها؟ قال: نعم إن شاء.

 

ورواه أحمد بن عيسى الأشعري القمي في كتاب النوادر له برقم 340، عن النضر، عن عبد الله بن سنان ، قال: سألت أبا عبد الله

 

وروى أحمد بن عيسى الأشعري القمي في كتاب النوادر له:

 

342- صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، قال: حدثني عمار الساباطي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المرأة الفاجرة يتزوجها الرجل؟

فقال لي: وما يمنعه؟ ولكن إذا فعل فليحصن بابه.

 

عنه في بحار الأنوار: ١٠٤ / ١١ ح ٣٤ ومستدرك وسائل الشيعة: ٣ / ٢٢٧ ح ١ و ج ٢ / ٥٧٦ ح ١ و أخرجه في الوسائل: ١٤ / ٣٣٣ ح ٤ وص ٤٥٤ ح ١ عن تهذيب الأحكام: ٧ / ٢٥٣ ح ١٥ و الاستبصار: ٣ / ١٤٣ ح ٥ بسند آخر نحوه مع ح (٣٤٨) متنا.

 

348- ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: أخبرني من سمع أبا جعفر عليه السلام، قال في المرأة الفاجرة التي قد عرف فجورها أيتزوجها الرجل؟ قال: وما يمنعه؟ ولكن إذا فعل فليحصن بابه

 

عنه في بحار الأنوار: ١٠٤ / ١٣ ح ٤٠ ومستدرك وسائل الشيعة: ٢ / ٥٧٧ ح ٣، مع ح ٣٤٢ متنا.

وهذا حصيلته بحسب رأي بعض فقهاء ورواة الشيعة الاثناعشرية أن الرجل يجوز له أنْ يعرف أن زوجته خانته جنسيًّا، ويُبقي عليها ولا يطلِّقها، ولفظ الحديث الخاص بسؤال الرجل المتزوج لمحمد عندهم مختلف في لفظه عند أهل السنة. وهو وإن كان من منظور إنساني علماني ينطوي على تسامح قد يقوم به البعض، لكنه من منظور ديني يعتبَر مقبوحًا للغاية، ونفهم من أحاديث إمامية أخرى أنه لا مانع من التزوج من واحدة كانت معروفة بعلاقة أو علاقات حرة بلا زواج (رغم كراهة عامة المسلمين لذلك، ويسُّمونه بلفظ أسطوري "زنا" لإلصاق وصمة عار به كسلوك حر)، وقال محمد جعفر شمس الدين في تحقيقه لتهذيب الأحكام، في ج 10/ ص 57، كلامًا له العجب من كلام وآراء فقهاء الإمامية:

 

والأصح عند أصحابنا، كما نص عليه المحقق في الشرائع 2/ 292 (يقصد ابن إدريس الحلي في كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام) إن الزوجة لا تحرُم على زوجها بزناها وإن أصرت عليه وذلك للأصل والعمومات مضافًا إلى بعض الأخبار، بل عن المبسوط (للطوسي) الإجماع على بقاء زوجيتها إلا من الحسن البصري. وقد نقل صاحب الجواهر (يقصد محمد حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام، توفي 1266 ه) عن الشيخ المفيد، وعن سلَّار القول بتحريم الامرأة ولو كانت مدخولًا بها بزناها مصرَّةً عليه استنادًا إلى الآية 3 من سورة لنور، وكذلك نقل صاحب كشف اللثام  (الفاضل الهندي) عن الشيخ المفيد قوله بوجوب مفارقة الزوجة التي تزني لحرمة نكاحها على غيره أيضًا عنده. ويقول الشيخ صاحب الجواهر رحمه الله في 29/ 444: "نعم، لا ريبَ في أولوية رفع اليد عنها تخلصًا من العار ومن اختلاط المياه وغير ذلك مما يدنِّس العرض، خصوصًا إذا كان ذلك منها قبل الدخول....)

 

يعني حسب صاحب الجواهر لو بعد الزواج والدخول بها يكون تركها أمرًا فيه نظر وأقل احتمالية! أما الشيخ المفيد فاستعمل عقله وحسه الأخلاقي هنا ومعلوم أنه من مشاهير الأصوليين الذين حاولوا التملص من نصوص الأحاديث والروايات لأنها محرجة وفضائحية بالقول بوجوب النظر فيها ورد ورفض بعضها رغم صحتها سندًا لمخالفة متنها أصولًا ارتآها الأصوليون، وهذا عكس نهج ابن إدريس الحلي الذي اتبع في كتبه نصوص الاحاديث بلا نفاق ولا تزويق ومع غباء وسلفية شديدتين.

 

أما علامتهم محمد باقر المجلسي، ففي كتابه (ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار) ج16/ ص117، بعدما حكم بصحة إسنادي الحديثين:

 

وقال في المختلف (يعني الطوسي نفس المؤلف): قال سلار: إن زنت امرأته لم تحرم عليه، إلا أن تصر، والاستنثناء يقتضي التحريم مع الإصرار. وهذا قد أخذه من الشيخ المفيد، فإنه قال: وإذا كان للرجل امرأة ففجرت وهي في بيته وعلم ذلك من حالها، كان بالخيار  إن شاء أمسكها وإن شاء طلقها، ولم يجب عليه لذلك فراقها، ولا يجوز له إمساكها وهي مصرة على الفجور، فإن أظهرت التوبة جاز له المقام عليها, وينبغي أن يعتزلها بعد ما وقع من فجورها حتى يستبرئها. وقال ابن حمزة: وإذا أصرت المرأة عند زوجها على الزنا انفسخ عقد زواجها على قول بعض الأصحاب, والوجه عدم التحريم. انتهى

 

زواج المتعة في عصر محمد

 

روى أحمد:

 

104 - حدثنا عبيدة بن حميد ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال: خطب عمر الناس ، فقال : " إن الله عز وجل رخص لنبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء ، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله ، فأتموا الحج والعمرة كما أمركم الله عز وجل ، وحصنوا فروج هذه النساء.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح . أبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي . وأخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " : ص 113 من طريق يزيد بن زريع وبشر بن المفضل ، عن داود بن أبي هند ، بهذا الإسناد . وأخرجه بنحوه الطيالسي (1792) ، ومسلم (1217) ، وابن حبان (3940) من حديث جابر ، عن عمر .

 

وقوله : " رخص لنبيه ... " يريد أن المتعتين : متعة الحج ، ومتعة النكاح ، جوازهما في وقته صلى الله عليه وسلم كان مخصوصا به للتخفيف على خلاف الأصل ، وكان منوطا بإذنه ، متى أذن جاز ، ومتى لم يأذن لم يجز ، فرجع الأمر بموته إلى الأصل الذي هو عدم الجواز فيهما ، وهذا الذي قال في متعة النساء صحيح ، كيف وقد جاء النهي عنه صريحا دون متعة الحج ، ولذا اتفق العلماء فيها على الجواز . وانظر ما سيأتي برقم (369) .

 

وروى مسلم:

 

[ 1217 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أبي نضرة قال كان عباس يأمر بالمتعة وكان بن الزبير ينهى عنها قال فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله فقال على يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء وإن القرآن قد نزل منازله ف { أتموا الحج والعمرة لله } كما أمركم الله وأبتوا نكاح هذه النساء فلن أوتى برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة

 

[ 1405 ] حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث

 

 [ 1405 ] حدثنا حامد بن عمر البكراوي حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد عن عاصم عن أبي نضرة قال كنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت فقال بن عباس وابن الزبير اختلفا في المتعتين فقال جابر فعلناهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نهانا عنهما عمر فلم نعد لهما

 

وروى عبد الرزاق في مصنفه خبرًا تفصيليًّا عن عمرو بن حريث الذي لم يذكر مسلم قصته في صحيحه:

 

14021 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال لأول من سمعت منه المتعة صفوان بن يعلى قال أخبرني عن يعلى أن معاوية استمتع بامرأة بالطائف فأنكرت ذلك عليه فدخلنا على بن عباس فذكر له بعضنا فقال له نعم فلم يقر في نفسي حتى قدم جابر بن عبد الله فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا له المتعة فقال نعم استمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر حتى إذا كان في آخر خلافة عمر استمتع عمرو بن حريث بامرأة سماها جابر فنسيتها فحملت المرأة فبلغ ذلك عمر فدعاها فسألها فقالت نعم قال من أشهد قال عطاء لا أدري قالت أمي أم وليها، قال: فهلا غيرهما. قال خشي أن يكون دغلاَ الآخرَ 1 قال عطاء وسمعت بن عباس يقول يرحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رخصة من الله عز و جل رحم بها أمة محمد صلى الله عليه و سلم فلولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنى إلا شقي قال كأني والله أسمع قوله إلا شقي عطاء القائل قال عطاء فهي التي في سورة النساء فما استمتعتم به منهن إلى كذا وكذا من الأجل على كذا وكذا ليس بتشاور قال بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل وأن يفرقا فنعم وليس بنكاح.

 

 

 

 

1 وفي النسخة س: أخشى أن يكون دغلًا للآخر.

14025 - عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول استمتعنا أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم حتى نهي عمرو بن حريث قال وقال جابر إذا انقضى الأجل فبدا لهما أن يتعاودا فليمهرها مهرا آخر قال وسأله بعضنا كم تعتد قال حيضة واحدة كن يعتددنها للمستمتع منهن

 

14028 - قال أبو الزبير سمعت جابرا يقول كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق أيام عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر حتى نهي الناس في شأن عمرو بن حريث

 

يعني يعترف عمر بمخالفة محمد للشريعة التي وضعها في قرآنه وجعله نفسه فوق التشريع وغير باقي الناس، وأنه كان هو وصحبه يستعملون زيجات المتعة فيبيحها محمد متى ما كان يشاء ليبسط أصحابه ببساطة. ورغم وجود نصوص بأن محمدًا هو من حرم زواج المتعة، فهناك شك أن من حرمها ليس محمد بل عمر.

 

لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء

 

يقول الواقدي في كتاب المغازي، في سياق غزوة المريسيع، لكن عن حدث وقع بعد معارك خيبر وفدك ووادي القرى:

 

...قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْعَسْكَرِ وَلُزُومَهُ وَالْجَمَاعَةَ لَقَدْ أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَكُنّا مَرَرْنَا عَلَى وَادِى الْقُرَى فَانْتَهَيْنَا إلَى الْجُرُفِ لَيْلاً، فَنَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللّهِ ÷: “لا تَطْرُقُوا النّسَاءَ لَيْلاً”، قَالَ جَابِرٌ: فَانْطَلَقَ رَجُلانِ فَعَصَيَا رَسُولَ اللّهِ ÷ فَرَأَيَا جَمِيعًا مَا يَكْرَهَانِ.

 

ويقول بعد سياق خيبر ووادي القرى:

 

وَلَمّا نَظَرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ إلَى أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبّنَا وَنُحِبّهُ اللّهُمّ إنّى أُحَرّمُ مَا بَيْنَ لابَتَىْ الْمَدِينَةِ، قَالَ: وَانْتَهَى إلَى الْجَرْفِ لَيْلاً، فَنَهَى رَسُولُ اللّهِ ÷ أَنْ يَطْرُقَ الرّجُلُ أَهْلَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ.

فَحَدّثَنِى يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِى صَعْصَعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُمّ عُمَارَةَ قَالَتْ: سَمِعْت رَسُولَ اللّهِ ÷ يَقُولُ: وَهُوَ بِالْجَرْفِ لا تَطْرُقُوا النّسَاءَ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ. قَالَتْ: فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ الْحَىّ فَطَرَقَ أَهْلَهُ فَوَجَدَ مَا يَكْرَهُ فَخَلّى سَبِيلَهُ وَلَمْ يَهْجُهُ وَضَنّ بِزَوْجَتِهِ أَنْ يُفَارِقَهَا وَكَانَ لَهُ مِنْهَا أَوْلادٌ وَكَانَ يُحِبّهَا، فَعَصَى رَسُولَ اللّهِ ÷ وَرَأَى مَا يَكْرَه.

 

وفي صحيح مسلم:

 

[ 715 ] وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد يعني بن جعفر حدثنا شعبة عن عاصم عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أطال الرجل الغيبة أن يأتي أهله طروقا

 

 [ 715 ] وحدثنيه يحيى بن حبيب حدثنا روح حدثنا شعبة بهذا الإسناد

 

 [ 715 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن محارب عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم

[ 715 ] وحدثنيه محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان بهذا الإسناد قال عبد الرحمن قال سفيان لا أدري هذا في الحديث أم لا يعني أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم

 

 [ 715 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي قالا جميعا حدثنا شعبة عن محارب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بكراهة الطروق ولم يذكر يتخونهم أو يلتمس عثراتهم

 

وجاء في سنن الدارمي (أحد شيوخ وأساتذة البخاري):

 

445 - أخبرنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قدم من سفر نزل المعرس ثم قال لا تطرقوا النساء ليلا فخرج رجلان ممن سمع مقالته فطرقا أهلهما فوجد كل واحد منهما مع امرأته رجلا

 

 

مرسل وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن حرملة

 

وفي مصنف عبد الرزاق:

 

14018 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عبد الرحمن بن حرملة قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمعرس أمر مناديا فنادى لا تطرقوا النساء قال فتعجل رجلان فكلاهما وجد مع امرأته رجلا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال قد نهيتكم أن تطرقوا النساء

 

14016 - عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قفل من غزوة فلما جاء الجرف قال لا تطرقوا النساء ولا تغتروهن وبعث راكبا إلى المدينة يخبرهم أن الناس يدخلون بالغداة

 

14017 - عبد الرزاق عن بن جريج قال بعث عمر بن الخطاب مقدمه من الشام أسلم مولاه إلى أهل المدينة يوذنهم أنا قادمون عليكم لكذا وكذا

 

14019 - عبد الرزاق عن بن جريج عن محمد عن إبراهيم التيمي أن بن رواحة كان في سرية فقفل فأتى بيته متوشحا السيف فإذا هو بالمصباح فارتاب فتسور فإذا امرأته على سرير مضجعة إلى جنبها فيما يرى رجلا ثائرا شعر الرأس فهم أن يضربه ثم أدركه الورع فغمز امرأته فاستيقظت فقالت وراءك وراءك قال ويلك من هذا قالت هذه اختي ظلت عندي فغسلت رأسها فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن طروق النساء فعصاه رجلان فطرقا أهليهما فوجد كل واحد منهما مع امرأته رجلا فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم قال ألم أنهكم عن طروق النساء

 

وروى البخاري:

 

1800 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَطْرُقُ أَهْلَهُ كَانَ لَا يَدْخُلُ إِلَّا غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً

 

1801 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَارِبٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا

وفي مصنف ابن أبي شيبة:

 

34336- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ غَزْوَةِ سَرْغٍ ، حَتَّى إذَا بَلَغَ الْجُرُفَ ، قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , لاَ تَطْرُقُوا النِّسَاءَ ، وَلاَ تَغْترُوهُنَّ ، ثُمَّ بَعَثَ رَاكِبًا إلَى الْمَدِينَةِ بِأَنَّ النَّاسَ دَاخِلُونَ بِالْغَدَاةِ.

 

34337- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا طَالَتْ غَيْبَةُ أَحَدِكُمْ عَنْ أَهْلِهِ ، فَلاَ يَطْرُقَنَّ أَهْلَهُ لَيْلاً.

 

وفي مسند أبي يعلى الموصلي:

 

1843 - حدثنا زهير حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن تطرقوا النساء ليلا قال جابر ثم طرقناهن بعد

 

إسناده صحيح

 

وفي مسند الحميدي:

 

1297 - حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الأسود بن قيس قال سمعت نبيح العنزي يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان نطرق النساء ليلا ثم طرقناهن بعد

 

وفي سنن البيهقي الكبرى:

 

18364 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم من غزوة قال لا تطرقوا النساء وأرسل من يؤذن الناس أنه قادم الغد

وفي مجمع الزوائد للهيثمي يشير إلى الحديث عند الطبراني 11626 و 13139  والبزار لكن بأسانيد أقل قوة.

 

وفي مسند أحمد:

 

14194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلْتُمْ لَيْلًا فَلَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ طُرُوقًا "، فَقَالَ جَابِرٌ: " فَوَاللهِ لَقَدْ طَرَقْنَاهُنَّ بَعْدُ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نُبيح العَنَزي- وهو ابن عبد الله أبو عمرو الكوفي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/523 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1768) ، وابن حبان (2713) من طريق محمد بن كثير، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن كثير) عن شعبة، به. وليس عند ابن حبان قول جابر الذي في آخر الحديث. ولفظ الطيالسي: "إذا غاب الرجل، فلا يأتي أهله طروقاً". ورواه أحمد من طريق نُبيح العَنَزي بالأرقام (14304) و (14862) و (15203) و (15285) . وانظر (14184) .

 

وهكذا كان مجتمع الإسلام الأول، به نسبة كبيرة من الخيانة الزوجية، وهذا طبيعي في مجتمع يغيب رجاله لفترات طويلة عن زوجاتهم لأجل الحروب والغزو والنهب، رجال شغلتهم الحروب والدماء عن الحب والعواطف، فأهملوا النساء والأسرة والسلام. أما محمد ومن بعده عمر بن الخطاب فلم يجدوا حلاً في مجتمع مفضوح مكبوت كهذا سوى تجنب المواجهة والنهي عن مفاجأة النساء. المرأة التي لا تنال التقدير من زوجها من شأنها أن تسخر منه وتخونه، وبذلك صرنا أمام مجتمع سيء السلوكيات لا يمكن لأحد من مدعي الأخلاقيات وضع قواعد أخلاقية سليمة غير دينية ليحل تلك المشاكل، ولا حتى مواجهته بالعنف والحدود الإسلامية ولا حتى محمد أو عمر قدرا لأن هذا من شأنه تدمير كل أيديولوجية الإسلام وصورته الوهمية المثالية كدين ومجتمع، فمن امرأة مغصوبة على العيش مع رجل لا تحبه لأن الطلاق بيد الرجل إلى أخرى حرمها زوجها من وجوده حتى صاحبت شخصًا غيره! ثم يتصورون أنه مجتمع فاضل ملائكي صالح!

 

ينبغي إذن أن ننظر إلى وصية محمد التالية من منظور وخلفية معينة، فقد روى مسلم:

 

[ 1897 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم

 

ورواه أحمد 22977 و23004 وابن أبي عاصم في "الجهاد" (100) ، والنسائي 6/50، وأبو عوانة (7415) ، والبيهقي في "الشعب" (4281) ، وابن حزم في "المحلى" 11/228، والمزي في ترجمة قعنب التميمي الكوفي من "تهذيب الكمال" 23/626 من طريق وكيع، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (101) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عوانة (7415) من طريق أبي داود الحَفَري، و (7416) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، و (7417) من طريق عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والبيهقي في "الشعب" (4281) من طريق قبيصة بن عقبة، و (4281) من طريق الحسين بن حفص الهمداني، ستتهم عن سفيان الثوري، به . وقال أبو عوانة في روايته: "عبد الله بن بريدة" مكان: "سليمان بن بريدة"، وهو قول شاذ كما ذكرنا آنفاً. وأخرجه الحميدي (907) ، وسعيد بن منصور (2331) ، ومسلم (1897) (140) ، وأبو داود (2496) ، وابن أبي عاصم (103) ، والنسائي 6/51، وأبو عوانة (7418) ، وابن حبان (4634) ، والبيهقي في "السنن" 9/173، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/626 من طريق قعنب التميمي الكوفي، والنسائي 6/50-51، وأبو عوانة (7420) ، وابن حبان (4635) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم (1897) (139) ، وابن أبي عاصم (102) ، وأبو عوانة (7419) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/257، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/174 من طريق مِسْعر بن كِدام، وأبو عوانة (7421) و (7422) من طريق عمرو بن قيس، أربعتهم عن علقمة بن مرثد، به. وأخرجه أبو عوانة (7423) ، والطبراني في "الكبير" (1164) من طريق يزيد ابن أبي سعيد النَّحْوي، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه .

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

17761 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَدْخُلَ عَلَى الْمُغِيبَاتِ "

 

إسناده صحيح بشواهده وأخرجه ابن أبي شيبة 4/410 عن وكيع، عن مسعر، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة. قال: قال عمرو بن العاص: نُهينا أن ندخل على المغيبات إلا بإذن أزواجهن. ورجاله ثقات.

 

ولو أخذنا بقول الواقدي، إحدى المرات التي كرر فيها محمد هذه العظة والذم كانت قبل موته بحوالي سنة في غزوة تبوك، ونص الواقدي:

 

.... ، وَلَقَدْ فُضّلَ نِسَاءُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ فِى الْحُرْمَةِ كَأُمّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يُخَالِفُ إلَى امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ فَيَخُونَهُ فِى أَهْلِهِ إلاّ وَقَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: إنّ هَذَا خَانَك فِى أَهْلِك فَخُذْ مِنْ عَمَلِهِ مَا شِئْت؛ فَمَا ظَنّكُمْ؟.

 

ومما قاله محمد ويدل على كثرة حدوث ذلك، ما رواه مسلم:

 

 [ 1692 ] وحدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قصير أعضل ليس عليه رداء فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك قال لا والله إنه قد زنى الأخر قال فرجمه ثم خطب فقال ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس يمنح أحدهم الكثبة أما والله إن يمكنى من أحدهم لأنكلنه عنه

 

 [ 1692 ] وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قصير أشعث ذي عضلات عليه إزار وقد زنى فرده مرتين ثم أمر به فرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نفرنا غازين في سبيل الله تخلف أحدكم ينب نبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة إن الله لا يمكنى من أحد منهم إلا جعلته نكالا أو نكلته قال فحدثته سعيد بن جبير فقال إنه رده أربع مرات

 

وهو عند أحمد (20803) 21084

 

وبعد موت محمد كانت تحدث أمور كهذه دومًا، لأن كثيرين منهم انشغلوا بالقتال والكره والعنف والقتل عن الحب وفعل الحب، روى ابن أبي شيبة حادثًا في عصر عمر:

 

28460- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَجُلاَنِ أَخَوَانِ مِنَ الأَنْصَارِ ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا : أَشْعَث ، فَغَزَا فِي جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : فَقَالَتِ امْرَأَةُ أَخِيهِ لأَخِيهِ : هَلْ لَكَ فِي امْرَأَةِ أَخِيك مَعَهَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهَا ؟ فَصَعِدَ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ مَعَهَا عَلَى فِرَاشِهَا ، وَهِيَ تَنْتِفُ لَهُ دَجَاجَةً ، وَهُوَ يَقُولُ :

وَأَشْعَثُ غَرَّهُ الإِسْلاَمُ مِنِّي ... خَلَوْتُ بِعُرْسِهِ لَيْلَ التمَامِ.

أَبِيتُ عَلَى حَشَايَاهَا وَيُمْسِي ... عَلَى دَهْمَاءَ لاَحِقَةِ الْحِزَامِ.

كَأَنَّ مَوَاضِعَ الرَّبَلاَتِ مِنْهَا ... فِئَامٌ قَدْ جُمِعنْ إِلَى فِئَامِ.

 

قالَ : فَوَثَبَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ ، ثُمَّ أَلْقَاهُ فَأَصْبَحَ قَتِيلاً بِالْمَدِينَةِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أُنْشِدُ اللَّهَ رَجُلاً كَانَ عَندَهُ مِنْ هَذَا عِلْمٌ إِلاَّ قَامَ بِهِ ، فَقَامَ الرَّجُلُ فَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ ، فَقَالَ : سَحِقَ وَبَعُدَ.

سواء كان الشعر قاله الرجل أم ملفقًا، فهو يعبر بالضبط عن حقيقة الموقف، رجل أحمق مغرَّر به يترك زوجته ليغامر بحياته في سبيل الكره ويصيبه الحر والتراب والغبار وسوء الطقس ويضطر للنوم على التراب، ويترك زوجته عقلها وجسدها لغيره بسبب غبائه وإهماله إياها.

 

 

عدم مبالاته بما كان يتعرض له أتباعه من اضطهاد وتعذيب في مكة أول دعوته

 

روى أحمد:

 

21069 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ نَعُودُهُ ، وَقَدْ اكْتَوَى فِي بَطْنِهِ سَبْعًا، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، فَقَدْ طَالَ بِي مَرَضِي " . ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا بَعْدَهُمْ مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَقَالَ: كَانَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، وَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي التُّرَابِ

قَالَ: وَشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَنْصِرُ اللهَ لَنَا؟ فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَالَ: "وَاللهِ لَقَدْ كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ فَتُجْعَلُ الْمَنَاشِيرُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُفَرَّقُ بِفِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه أبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 4/418 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرج القطعة الثانية منه البخاري (6431) من طريق يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرج القطعة الثانية أيضاً ابنُ أبي شيبة 14/8، وأبو نعيم في "الحلية" 1/145 من طريق شقيق بن سلمة، عن خباب. وأخرج الحاكم 3/383 من طريق حارثة بن مضرب عن خباب، قال: لقد خشيت أن يذهب بأجورنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أصبنا بعده من الدنيا. وانظر (21059). ولقوله: شكونا إلى رسول الله وهو متوسد... إلخ. انظر (21057) .

 

21057 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، مُتَوَسِّدًا بُرْدَةً لَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَنَا، وَاسْتَنْصِرْهُ، قَالَ: فَاحْمَرَّ لَوْنُهُ أَوْ تَغَيَّرَ، فَقَالَ: " لَقَدْ كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ حُفْرَةٌ، وَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمٍ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لَا يَخْشَى إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه الحميدي (157) ، والبخاري (3852) ، وأبو داود (2649) ، والنسائي في "الكبرى" (5893) ، وأبو يعلى (7213) ، والطبراني (3639) و (3639/2) و (3640) و (3646) و (3647) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/144، والبيهقي في "السنن" 9/5، وفي "الدلائل" 6/315، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/115 من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (157) ، والبخاري (3852) ، والنسائي في "الكبرى" (5893) ، وابن حبان (2897) ، والطبراني (3646) و (3647) من طريق بيان ابن بشر، وبنحوه الطبراني (3648) و (3649) ، والحاكم 3/382 من طريق المغيرة بن عبد الله اليشكري، كلاهما عن قيس بن أبي حازم، به. وسيأتي بالأرقام (21069) و (21070) و (21073) و6/395. وفي باب قوله: "وليتمن الله هذا الأمر... " عن عدي بن حاتم، سلف 4/257.

قوله: "متوسداً بردةً له"، قال السندي، أي: جاعلاً إياها وسادةَ.  "ادع الله لنا": في التخلص عن كيد الكافرين. "واستنصره" عليهم.

 

لم يبال محمد كثيرًا بما كان يتعرض له الأتباع وظل يروج الوهم بصورة شمولية أدت إلى العداء مع وثنيي قريش، طالما ظل هو في حماية ومنعة قومه. ولم يقدم لهم أي حل، سوى اقتراحه آخر الأمر الهجرة فهاجروا إلى إثيوبيا الحبشة ثم إلى يثرب، ولولا انتصارات محمد ونجاحاته لاحقًا لكانت صورته ستكون أسوأ بكثير. لكن من ماتوا تحت التعذيب والاضطهاد في سبيل محاربة خرافات لخرافات أخرى، وماتوا ولم يكن هناك شيء بعد الموت سوى العدم وعدم الوجود، فماذا يمكن قوله رثاءً لهؤلاء؟!

 

تلهف محمد على الأتباع في أول الدعوة

 

روى أحمد:

 

(15965) 16061- حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ لأَقِيضَكَ الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ قَالَ : فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ ، أَلاَ تُسْلِمُ ، فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : لِمَ ؟ قُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ ، قَالَ : فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَغَنِي ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا ، قَالَ : لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا بِلاَلُ ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّحْلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنْ مَكَّةَ ، فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ النَّاسُ ؟ قَالَ : قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : هَبِلَتْنِي أُمِّي ، فَوَاللَّهِ لَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لأَقْطَعَنِيهَا. (3/484)

 

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع من ذي الجوشن، وإنما سمعه من ابنه شمر عنه، نص على ذلك سفيان الثوري في الرواية (15966/2) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 146، وأبو القاسم البغوي فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/90، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح، غير أن صحابيه ذا الجوشن أخرج له أبو داود فحسب، واسمه: أوس، وقيل: شرحبيل، وقيل: عثمان، وسمي ذا الجوشن لأنه كان ناتىء الصدر. وأخرجه مطولا ومختصرا أبو داود (2786) ، والطبراني في "الكبير" (7216) ، والبهيقي في "السنن" 9/108 من طريق مسدد، والطبراني في "الكبير" (7216) من طريق أبي جعفر النهشلي، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. ولفظ الطبراني: "لغبوا" بدل "ولعوا". وأورده المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2668) ثم قال: والحديث لا يثبت، فإنه دائر بين الانقطاع أو رواية من لا يعتمد على روايته. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/162 وقال: روى أبو داود بعضه، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبوه- ولم يسق المتن- والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وسيأتي بالأرقام (15966) و (16633) و (16634) و (16635) .

قال السندي: قوله: "بابن القرحاء" بالمد، تأنيث الأقرح، وهو ما كان على جبهته قرحة- بالضم- وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة. "لتتخذه" أي: لنفسك. "أن أقاضيك" هكذا في أصلنا، أي: أصالحك، وفي بعض الأصول أقيضك به، وهو الذي في كتب الغريب من قاضه يقبضه، أي: أعوضك عنه. (والمقايضة في البيوع: المعاوضة وهي أن يعطي الرجل متاعا، ويأخذ متاعا آخر لا نقد فيه) . "من أول هذا الأمر": من أول أهله. "ولعوا بك" من ولع به، كفرح: إذا أغري به، كأنه أراد أن بينك وبين قومك محاربة، ولا يدرى أن الأمر لمن يتقرر، ففي الإيمان بك مخاطرة، ويحتمل أنه أراد أن الأمر غير متبين وإلا لكان قومك أعلم به.  "تقطنها" من قطن بالمكان- كنصر- إذا أقام به، والجواب مقدر، أي: يكن لك الأمر أو نحوه. "حقيبة الرحل": هي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب، والوعاء الذي يجمع فيه الرجل زاده. "لبأهلي" بفتح اللام، والباء بمعنى في، أي: لفيهم. "بالغور"- بفتح الغين المعجمة-: الأرض المنخفضة، والغور من كل شيء عمقه.  "هبلتني": فقدتني.  "الحيرة" بكسر حاء، بلدة قديمة بظهر الكوفة."لأقطعنيها"، أي: أعطانيها.

 

• 15966/2 - قال [عبد الله بن أحمد] : حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي، نحو هذا الحديث، قال سفيان: " فكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق، لا أراه إلا سمعه منه "

 

وكان محمد يريد إجبار كل البشر على عقيدته، وهي سمة عامة لكثير من متعصبي أتباعه حتى اليوم ممن تعاملت معهم.

 

روى البخاري:

 

2732- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةٌ فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ فَأَلَحَّتْ فَقَالُوا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَطَشُ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ فَقَالَ إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ وَمَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمْ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا...إلخ

وروى أحمد:

 

18910 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق بن يسار، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت، لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة ، وكان الناس سبع مائة رجل، فكانت كل بدنة عن عشرة، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي، فقال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل ، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قدموا إلى كراع الغميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس، فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وهم وافرون، وإن لم يفعلوا، قاتلوا وبهم قوة، فماذا تظن قريش، والله إني لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له حتى يظهره الله له أو تنفرد هذه السالفة"...إلخ

 

كان يلقي للمستعبَدين فضلات طعامه شبه الفاسدة

 

روى مسلم:

 

[ 2004 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال سمعت بن عباس يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب

 

[ 2004 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يحيى البهراني قال ذكروا النبيذ عند بن عباس فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء قال شعبة من ليلة الإثنين فيشربه يوم الإثنين والثلاثاء إلى العصر فإن فضل منه شيء سقاه الخادم أو صبه

 

ورواه أحمد 2068 و1963 و2143

 

وصول العنصرية إلى بيت محمد

 

روى أحمد:

 

12392 - حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: إني ابنة يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: " ما شأنك ؟ " فقالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنك ابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك "، فقال: " اتقي الله يا حفصة "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1795) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20921) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1248) ، والترمذي (3894) ، والنسائي في "الكبرى" (8919) ، وأبو يعلى (3437) ، وابن حبان (7211) ، والطبراني 24/ (186) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/55، والضياء (1793) و (1794) و (1796) و (1797) . وقال الترمذي: حسن صحيح.

وصفية أم المؤمنين: هي ابنة حيي بن أخطب من بني النضير، وهو من سبط لاوي بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام، ولذلك قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك ابنة نبى، وإن عمك لنبي" . وأخرج الترمذي (3892) من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن كنانة مولى صفية قال: حدثتنا صفية بنت حيي قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام ، فذكرت ذلك له فقال: "ألا قلت: فكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟" وكان الذي بلغها إنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وبنات عمه. قال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوي.

 

(26866) 27403- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي شُمَيْسَةُ ، أَوْ سُمَيَّةُ ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : هُوَ فِي كِتَابِي سُمَيَّةُ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ ، نَزَلَ رَجُلٌ ، فَسَاقَ بِهِنَّ ، فَأَسْرَعَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَاكَ سَوْقُكَ بِالْقَوَارِيرِ ، يَعْنِي النِّسَاءَ ، . فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ ، بَرَكَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ جَمَلُهَا ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِهِنَّ ظَهْرًا ، فَبَكَتْ ، وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ ، وَجَعَلَتْ تَزْدَادُ بُكَاءً وَهُوَ يَنْهَاهَا ، فَلَمَّا أَكْثَرَتْ ، زَبَرَهَا وَانْتَهَرَهَا وَأَمَرَ النَّاسَ بِالنُّزُولِ ، فَنَزَلُوا ، وَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَنْزِلَ . قَالَتْ : فَنَزَلُوا ، وَكَانَ يَوْمِي، فَلَمَّا نَزَلُوا ضُرِبَ خِبَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَخَلَ فِيهِ ، قَالَتْ : فَلَمْ أَدْرِ عَلاَمَ أُهْجَمُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ لَهَا : تَعْلَمِينَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَبِيعُ يَوْمِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ أَبَدًا ، وَإِنِّي قَدْ وَهَبْتُ يَوْمِي لَكِ عَلَى أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخَذَتْ عَائِشَةُ خِمَارًا لَهَا قَدْ ثَرَدَتْهُ بِزَعْفَرَانٍ ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيُذَكِّيَ رِيحَهُ ، ثُمَّ لَبِسَتْ ثِيَابَهَا ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعَتْ طَرَفَ الْخِبَاءِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِكِ . قَالَتْ : ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، فَقَالَ مَعَ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ ، قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ : يَا زَيْنَبُ ، أَفْقِرِي أُخْتَكِ صَفِيَّةَ جَمَلاً ، وَكَانَتْ مِنْ أَكْثَرِهِنَّ ظَهْرًا ، فَقَالَتْ : أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهَا ، فَهَجَرَهَا ، فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَأَيَّامَ مِنًى فِي سَفَرِهِ ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَالْمُحَرَّمَ وَصَفَرَ ، فَلَمْ يَأْتِهَا ، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهَا ، وَيَئِسَتْ مِنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلِ ، دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَرَأَتْ ظِلَّهُ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا لَظِلُّ رَجُلٍ ، وَمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَنْ هَذَا ؟ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ حِينَ دَخَلْتَ عَلَيَّ ؟ قَالَتْ : وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ ، وَكَانَتْ تَخْبَؤُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : فُلاَنَةُ لَكَ ، فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِ زَيْنَبَ ، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَصَابَ أَهْلَهُ ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ. (6/337)

 

إسناده ضعيف لجهالة سمية - أو شميسة - وبسطنا القول فيها في الرواية (24640) ، وجعفر بن سليمان - وهو الضبعي - وثقه ابن سعد وابن معين، وذكر أن يحيى القطان كان لا يروي عنه وكان يستضعفه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. قلنا: وقد خالف في هذا الحديث حماد بن سلمة، فجعله من حديث صفية بنت حيي، وإنما رواه حماد من حديث عائشة كما في الحديث الآتي. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة صفية بنت حمي من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/320- 321، وقال: رواه أحمد، وفيه سمية، روى لها أبو داود وغيره، ولم يضعفها أحد، وبقية. رجاله ثقات. قلنا: وقد سلف القسم الأول من الحديث بنحوه من حديث عائشة برقم (24640) . وسلف القسم الثاني منه بنحوه من حديث عائشة أيضا برقم (25002) .

قال السندي: قوله: "كذاك سوقك" أي: كفاك سوقك أنك تسوقهن، ولا حاجة للإسراع.  علام أهجم، أي: علام أدخل عليه.  من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: لأجله.  قد ثردته، أي: صبغته.  ليذكى، أي: يفوح ويظهر.  فقال مع أهله: من القيلولة.

 

التمييز العنصري الذي أسسه محمد نال بيته وإحدى نساءه المفضلات لشقرتها وخضار عينيها! هذه النتيجة المتوقعة لديانة وتعاليم كهذه. لما تولى محلب منصبًا في عهد السيسي شرع الإخوان يقولون أنه من أصل يهودي! أي عنصرية هذه، وهل صار لديهم مسلم أصيل وآخر من نسل يهودي؟!

 

بالمناسبة لدي شك من بعض تصفحاتي في الأعلام لخير الدين زركلي أن اليهود اليثاربة بعضهم على الأقل كانوا من أصول يمينة عربية قديمة، وسأترك لغيري التنقيب في هذه المسألة، لأن هذا عكس المزعوم في الأدبيات الإسلامية أنهم كانوا من أصل غير عربي أورشليمي إسرائيلي. لاحظت أن أسماءهم ورد في نسبها كلمة الخزرج وما شابه.

 

 

 

 

لم يكونوا يزوجون فتاة قبل عرضها عليه أولًا

 

ولا شك ساعد المجتمع المهووس محمد كثيرًا في ولعه بالزيجات والنساء، ففي مجتمع لا تعمل فيه المرأة يكون تزوجيها خلاصًا من عبء، فهم حولوا النساء إلى عبء بدلًا من أفراد منتجات عاملات. وكان الزواج من شخص له ثروة ومال دولة كمحمد فرصة جيدة سواء في حياته أو كميراث بعد موته. لكن لاحقًا صادر أبو بكر وعمر هذا الميراث، لكن ظل لأرامل محمد نصيب كبير في بيت المال من عطايا الدولة ومرتباتها.

 

روى أحمد:

 

19784 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ، يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ ؛ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ . قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ ؟ أَمْ لَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ " . فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي . قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي " . قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ " .: قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ . فَقَالَتْ: نِعِمَّ . وَنُعْمَةُ عَيْنِي . فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ . فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية ؟ لَا . لَعَمْرُ اللهِ لَا نُزَوَّجُهُ . فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا: قَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟ ادْفَعُونِي ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي ...إلخ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3997) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وليس فيه دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزوج جليبيب في آخره. وقد سلفت قصة زواج جليبيب في حديث أنس بن مالك برقم (12393) .

قوله:"أَيَّم"،: بفتح فتشديد، أي: بنت بلا زوج. وقوله: "ونُعم عين" : بضم فسكون، وفي بعض النسخ: ونُعْمة عين، بضم فسكون أيضاً، وقيل: يجوز فيهما ضم النون وفتحها، أي: نُكرِمك بها كرامةً ونَسُرُ عينَك مَسَرَّة، ونُعْمة العين: قرة العين ومَسَرَّتُها. قاله السندي.

وقولها: "إنيه" قال ابن الأثير في "النهاية" 1/78-79: قد اختُلِفَ في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء، ومعناها أنها لفظةٌ تستعملها العرب في الإنكار، يقول القائل: جاء زيد، فتقول أنت: أزيدُنيه، وأزَيدٌ إنيه، كأنك استبعدت مجيئَه. ورُويت أيضاً بكسر الهمزة وبعدها باء ساكنة ثم نون مفتوحة، وتقديرها: ألجليبيب ابنتي؟ فأسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء. قال أبو موسى: وهو في "مسند" أحمد بن حنبل بخط أبي الحسن بن الفرات، وخطه حُجة، وهو هكذا معجم مُقيدٌ في مواضع، ويجوز أن لا يكون قد حذف الياء، وإنما هي ابنة نكرة، أي: أتُزَوجُ جليبيباً ببنتٍ ؟ تعني أنه لا يصلح أن يُزَوج ببنتِ، إنما يُزوج مثلُه بأمَةٍ استنقاصاً له، وقد رُويت مثل هذه الرواية الثالثة بزيادة ألف ولام للتعريف، أي: ألجليبيب الابنةُ؟ ورويت: ألجليبيب الأمة؟ تريد الجارية، كناية عن بنتها. ورواه بعضهم أُميَّة، أو آمنة، على أنه اسم البنت.

 

من ضمن التقديس الأعمى لشخصية محمد، وفي باب الخرافات ذكرتُ تبركهم بشعره وبصاقه ومخاطه.

 

يحكم حكمًا جائرًا بسبب الغضب

 

روى البخاري:


2359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ أَسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]

 

بَاب شُرْبِ الْأَعْلَى قَبْلَ الْأَسْفَلِ

2361 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا زُبَيْرُ اسْقِ ثُمَّ أَرْسِلْ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ إِنَّهُ ابْنُ عَمَّتِكَ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ يَبْلُغُ الْمَاءُ الْجَدْرَ ثُمَّ أَمْسِكْ فَقَالَ الزُّبَيْرُ فَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}

 

بَاب شِرْبِ الْأَعْلَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ

2362 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ فِي شِرَاجٍ مِنْ الْحَرَّةِ يَسْقِي بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْقِ يَا زُبَيْرُ فَأَمَرَهُ بِالْمَعْرُوفِ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ يَرْجِعَ الْمَاءُ إِلَى الْجَدْرِ وَاسْتَوْعَى لَهُ حَقَّهُ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ فَقَدَّرَتْ الْأَنْصَارُ وَالنَّاسُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ وَكَانَ ذَلِكَ إِلَى الْكَعْبَيْنِ

 

بَاب إِذَا أَشَارَ الْإِمَامُ بِالصُّلْحِ فَأَبَى حَكَمَ عَلَيْهِ بِالْحُكْمِ الْبَيِّنِ

2708 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجٍ مِنْ الْحَرَّةِ كَانَا يَسْقِيَانِ بِهِ كِلَاهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْزُّبَيْرِ اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ آنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ حَتَّى يَبْلُغَ الْجَدْرَ فَاسْتَوْعَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ حَقَّهُ لِلْزُّبَيْرِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ سَعَةٍ لَهُ وَلِلْأَنْصَارِيِّ فَلَمَّا أَحْفَظَ الْأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوْعَى لِلْزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ قَالَ عُرْوَةُ قَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ مَا أَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِي ذَلِكَ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الْآيَةَ

 

ورواه أحمد 1419

 

ومن فتح الباري في شرح صحيح البخاري:

 

قَوْلُهُ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْجِيمِ جَمْعُ شَرْجٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الرَّاءِ مِثْلُ بَحْرٍ وَبِحَارٍ وَيُجْمَعُ عَلَى شُرُوجٍ أَيْضا وَحكى بن دُرَيْدٍ شَرَجٍ بِفَتْحِ الرَّاءٍ وَحَكَى الْقُرْطُبِيُّ شَرْجَةٍ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا مَسِيلُ الْمَاءِ وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إِلَى الْحَرَّةِ لِكَوْنِهَا فِيهَا وَالْحَرَّةُ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا وَهِيَ فِي خَمْسَةِ مَوَاضِعَ الْمَشْهُورُ مِنْهَا اثْنَتَانِ حَرَّةُ وَاقِمٍ وَحَرَّةُ لَيْلَى وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ هُوَ نَهَرٌ عِنْدَ الْحَرَّةِ بِالْمَدِينَةِ فَأَغْرَبَ وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ نَهَرٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ وَادِيَانِ يَسِيلَانِ بِمَاءِ الْمَطَرِ فَيَتَنَافَسُ النَّاسُ فِيهِ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْلَى فَالْأَعْلَى قَوْلُهُ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ كَانَا يَسْقِيَانِ بِهَا كِلَاهُمَا قَوْلُهُ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَعْنِي لِلزُّبَيْرِ سَرِّحْ فِعْلُ أَمْرٍ مِنَ التَّسْرِيحِ أَيْ أَطْلِقْهُ وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ يَمُرُّ بِأَرْضِ الزُّبَيْرِ قَبْلَ أَرْضِ الْأَنْصَارِيِّ فَيَحْبِسُهُ لِإِكْمَالِ سَقْيِ أَرْضِهِ ثُمَّ يُرْسِلُهُ إِلَى أَرْضِ جَارِهِ فَالْتَمَسَ مِنْهُ الْأَنْصَارِيُّ تَعْجِيلَ ذَلِكَ فَامْتَنَعَ قَوْلُهُ اسْقِ يَا زُبَيْرُ بِهَمْزَةِ وَصْلٍ مِنَ الثلاثي وَحكى بن التِّينِ أَنَّهُ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ مِنَ الرُّبَاعِيِّ تَقُولُ سقى وأسقى زَاد بن جُرَيْجٍ فِي رِوَايَتِهِ كَمَا سَيَأْتِي بَعْدَ بَابٍ فَأَمَرَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَهِيَ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ مِنْ كَلَامِ الرَّاوِي وَقَدْ أَوْضَحَهُ شُعَيْبٌ فِي رِوَايَتِهِ حَيْثُ قَالَ فِي آخِرِهِ وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ فِيهِ سَعَةٌ لَهُ وَلِلْأَنْصَارِيِّ وَضَبَطَهُ الْكَرْمَانِيُّ فَأَمِرَّهُ هُنَا بِكَسْرِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلُ أَمْرٍ مِنَ الْإِمْرَارِ وَهُوَ مُحْتَمل قَوْله أَن كَانَ بن عَمَّتِكَ بِفَتْحِ هَمْزَةِ أَنْ وَهِيَ لِلتَّعْلِيلِ كَأَنَّهُ قَالَ حكمت لَهُ بالتقديم لأجل أَنه بن عَمَّتِكَ وَكَانَتْ أُمُّ الزُّبَيْرِ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

 

سمح محمد إذن لابن عمته أن يسقي حتى يفيض الماء ويرتد على الجدار ويصل حتى الكعبين، يقصد مبالغة في الإرواء لأرض الزبير وتضييع حق الرجل الآخر اليثربي. وصول الماء إلى الكعبين معناه تغريق الأرض حرفيًّا، حتى أن هذه الدرجة من الري لا تصلح لأنواع النباتات التي تموت بكثير المياه أو "تشرق" كما يقول الفلاحون.

 

عدم تسامي محمد عن الغريزة البيولوجية لتفضيل الأقارب

 

روى مسلم:

 

[ 2427 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن أبي مليكة قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس قال نعم فحملنا وتركك

 

ورواه أحمد 1742 و1743 و2146

 

موقف طبيعي لشخص تقليدي إلى حد كبير أنه فضل أبناء ابني عمه (ابن جعفر وابن عباس القرابة من جهة الأب الذكر) على ابن ابن عمته (عبد الله بن الزبير). هذه مجرد ملاحظة عابرة صغيرة، لكنها تكشف لنا افتقاد سمة الإنسان السامي تمام السمو الذي لا يرى فضلًا أو تفضيلًا للأقارب أو حتى لنفسه على باقي كل البشر.

 

وروى البخاري:

1481 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ الْقُرَى إِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ اخْرُصُوا وَخَرَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ فَقَالَ لَهَا أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَلَمَّا أَتَيْنَا تَبُوكَ قَالَ أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ فَعَقَلْنَاهَا وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَلْقَتْهُ بِجَبَلِ طَيِّءٍ وَأَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ فَلَمَّا أَتَى وَادِيَ الْقُرَى قَالَ لِلْمَرْأَةِ كَمْ جَاءَ حَدِيقَتُكِ قَالَتْ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ خَرْصَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي مُتَعَجِّلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَتَعَجَّلْ فَلَمَّا قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ كَلِمَةً مَعْنَاهَا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ هَذِهِ طَابَةُ فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ هَذَا جُبَيْلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ قَالُوا بَلَى قَالَ دُورُ بَنِي النَّجَّارِ ثُمَّ دُورُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ دُورُ بَنِي سَاعِدَةَ أَوْ دُورُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ يَعْنِي خَيْرًا 1482 - * وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي عَمْرٌو ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ

 

لماذا أعطى الأفضلية لبني النجار، ببساطة لأن أمه كانت منهم، فهم منهم أخواله وأنسبائه.

 

ورغم محاربته لقريش وكره لقومه في البداية، لكنه لاحقًا فضّلهم بعطاياه وذكرنا بعض ذلك في ج1 خاصة عند ذكر غنائم غزوة حنين وأوطاس العدوانية.

 

تكفيره العاصين له أحيانًا

 

وهذا أشبه بنهج الإباضية والمعتزلة والخوارج، وليس عليه نهج السنة والشيعة الاثناعشرية، لكن في كتب السنة بعض ذلك، روى البخاري:

 

6707 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِلَّا الْأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلَامًا يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي الْقُرَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ

 

 

وروى أحمد:

 

22364 - حدثنا إسحاق بن عيسى، وأبو اليمان وهذا حديث إسحاق قالا: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الأملوكي، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له: " إنا مدلجون فلا يدلجن مصعب ولا مضعف " . فأدلج رجل على ناقة له صعبة فسقط، فاندقت فخذه فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، ثم أمر مناديا ينادي في الناس: " إن الجنة لا تحل لعاص، إن الجنة لا تحل لعاص " ثلاث مرات.

 

إسناده ضعيف، ومتنه منكر، راشد بن داود، قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف لا يعتبر به، قلنا: والضعف في حديثه هذا بين، وتساهل ابن معين ودحيم فقال الأول: لا بأس به، ووثقه الثاني، وكذا ابن حبان في "ثقاته" . أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1085) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1436) ، وفي "الشاميين" (1085) ، والحاكم 2/145، والبيهقي في "الدلائل" 6/282 من طريق الهيثم بن حميد، عن راشد بن داود، به .

قوله: "إنا مدلجون" قال السندي: يقال: أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل، وبالتشديد، أي: من باب الافتعال، إذا سار آخره، ومنهم من جعل الإدلاج بالتخفيف لليل كله . "مصعب" فاعل من أصعب إذا كان صاحب بعير ضعيف .

 

وهذا الخبر ذكره الواقدي في سياق غزوة تبوك:

 

وَحَمَلَ الْعَبّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ ÷ مِنْهُمْ رَجُلَيْنِ، وَحَمَلَ عُثْمَانُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ مِنْهُمْ ثَلاثَةً بَعْدَ الّذِى كَانَ جَهّزَ مِنْ الْجَيْشِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “لا يَخْرُجْ مَعَنَا إلاّ مُقْوٍ”، فَخَرَجَ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ النّاسُ: الشّهِيدَ الشّهِيدَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مُنَادِيًا يُنَادِى: “لا يَدْخُلُ الْجَنّةَ إلاّ مُؤْمِنٌ - أَوْ إلاّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ - وَلا يَدْخُلُ الْجَنّةَ عَاصٍ”. وَكَانَ الرّجُلُ طَرَحَهُ بَعِيرُهُ بِالسّوَيْدَاءِ.

 

وروى قبلها عن غزوة خيبر:

 

وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ حِينَ انْتَهَى إلَى حِصْنِ نَاعِم فِى النّطَاةِ وَصَفّ أَصْحَابَهُ نَهَى عَنْ الْقِتَالِ حَتّى يَأْذَنَ لَهُمْ فَعَمِدَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ فَحَمَلَ عَلَى يَهُودِىّ وَحَمَلَ عَلَيْهِ مَرْحَبٌ فَقَتَلَهُ. فَقَالَ النّاسُ: يَا رَسُولَ اللّهِ اُسْتُشْهِدَ فُلانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَبْعِدْ مَا نَهَيْت عَنْ الْقِتَالِ”؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مُنَادِيًا فَنَادَى: “لا تَحِلّ الْجَنّةُ لِعَاصٍ”، ثُمّ أَذِنَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فِى الْقِتَالِ وَحَثّ عَلَيْهِ وَوَطّنَ الْمُسْلِمُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى الْقِتَالِ.

 

فيظهر لنا اتخاذ محمد لمنهج تكفيري متشدد لإلزام أتباعه بالطاعة التامة والعمياء له. لا يختلف كثيرًا عن نهج الخوارج والإرهابيين، والخبر برأيي موثَّق تاريخيًّا رغم مخالفته لنهج مذهبي السنة والشيعة الاثناعشرية.

 

روى أحمد:

 

19263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ، فَلَيْسَ مِنَّا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. غير يوسف بن صهيب وحبيب بن يسار، فمن رجال الترمذي والنسائي، وروى أبو داود للأول منهما أيضاً، وكلاهما ثقة. يحيى: هو ابن سعيد القطَّان، ووكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي. وأخرجه الترمذي (2761) ، والنسائي في "الكبرى" (14) ، وابنُ عدي في "الكامل" 6/2361 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/564-565، وعبد بن حُميد (264) ، ويعقوبُ ابنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/233، والترمذي (2761) ، والنسائي في "المجتبى" 1/15 و8/129- 130، والعقيلي في "الضعفاء" 4/195، وابن حبان (5477) ، والطبراني في "الكبير" (5033) و (5034) و (5036) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (356) و (357) و (358) ، والبيهقي في "الآداب" (692) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في (ترجمة حبيب بن يسار) من طرق عن يوسف ابن صُهيب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (526) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن زكريا بن يحيى البدّي، عن حبيب بن يسار، به. وقال: لم يرو هذا الحديث عن زكريا بن يحيى إلا جرير. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1349) من طريق خلاَّد بن يحيى الكوفي، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن أبي رَمْلَة، عن زيد بن أرقم، به. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وأبو رملة اسمه عبد الله بن أبي أمَامَة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي المدني. وسيرد برقم (19273) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2738) بلفظ: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقصُّ شاربه، وكان أبوكم إبراهيمُ من قبله يقصُّ شاربه. وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك، ونزيد عليها حديث المغيرة بن شعبة. سلف برقم (18212) .

قال المباركفوري: قولُه: "فليس منَّا" أي: ليس من العاملين بسنتنا...// واختلف الناس في حد ما يقصُّ منه، وقد ذهب كثير من السلف إلى استئصاله وحلقه، لظاهر قوله: "أحْفُوا وانهَكُوا"، وهو قول الكوفيين، وذهب كثير منهم إلى منع الحلق والاستئصال، وإليه ذهب مالك، وكان يرى تأديبَ مَنْ حَلَقَه، وروى عنه ابنُ القاسم أنه قال: إحفاءُ الشارب مُثْلَة. قال النووي: المختار أنه يقص حتى يبدوَ طرفُ الشَّفَة، ولا يُحفيه من أصله.

 

7132 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الطحاوي 4/230، وابن عدي في "الكامل" 5/1698 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8672) و (9026) . ويأتي برقم (8778) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4654) . ويأتي برقم (7139) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا: أن قص الشارب من الفطرة. وفي حديث عائشة 6/137: أن من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية.

قوله: "قصوا الشوارب"، قال السندي: يدل على أن المطلوب القص، وهو الذي اختاره مالك والمحققون.

 

روى مسلم:

 

[ 101 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو بن عبد الرحمن القاري ح وحدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان حدثنا بن أبي حازم كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا

 

 [ 102 ] وحدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل قال أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني

 

رواه أحمد 7292 و 15833 و16489

 

يعني مجرد الغش في التجارة سبب للكفر لو أخذنا بالنص حرفيًّا، كم عدد كفار الإسلام إذن لو طبقنا هذا على التجار في عصرهم هذا بغشهم الكثير؟!

 

وروى البخاريّ:


1294 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ الْيَامِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ

 

وروى مسلم:

 

[ 103 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي جميعا عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية هذا حديث يحيى وأما بن نمير وأبو بكر فقالا وشق ودعا بغير ألف

 

 [ 103 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا حدثنا عيسى بن يونس جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد وقالا وشق ودعا

 

 [ 104 ] حدثنا الحكم بن موسى القنطري حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن القاسم بن مخيمرة حدثه قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال وجع أبو موسى وجعا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء مما بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصالقة والحالقة والشاقة

 

 [ 104 ] حدثنا عبد بن حميد وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس قال سمعت أبا صخرة يذكر عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة بن أبي موسى قالا أغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة قالا ثم أفاق قال ألم تعلمي وكان يحدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق

 

 [ 104 ] حدثنا عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن حصين عن عياض الأشعري عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنيه حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا داود يعني بن أبي هند حدثنا عاصم عن صفوان بن محرز عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الصمد أخبرنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن في حديث عياض الأشعري قال ليس منا ولم يقل بريء

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير في ج 9:

 

9100- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأَبَحُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : الرِّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ كُفْرٌ ، وَهِيَ بَيْنَ النَّاسِ سُحْتٌ.

 

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (4/202): رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. وقال السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (394): إسناده صحيح. وقال الألباني في) صحيح الترغيب والترهيب) (2213): رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح.

وقد رفعه حبيب بن ربيع الأباضي في مسنده المعتبَر لدى مذهب الإباضية فرواه عن ابن مسعود عن مؤسس الإسلام:  (759) ... وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَرْوِي عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الرَّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ كُفْرٌ».

 

وروى أحمد:

 

2897 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ خَيْرٍ الزِّيَادِيُّ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ التُّجِيبِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا ، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْتَقِيَهَا "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مالك بن خير الزبادي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/460، وقال الذهبي في "الميزان" 3/426: محله الصدق، وشيخه مالك بن سعد، لم يرو عنه غير مالك بن خير الزبادي، قال أبو زرعة: مصري لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/385 وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان بن مالك المصري.

وأخرجه عبد بن حميد (686) ، والطبراني (12976) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان (5356) من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، به.

وأخرجه الحاكم 4/145من طريق ابن وهب، عن مالك بن خير (تحرف في المطبوع منه إلى: حسين) الزبادي، به، وصححه ووافقه الذهبي.

وصحح إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/250.

وله شاهد صحيح بطرقه من حديث ابن عمر عند أحمد 2/25 و71، والطيالسي (1957) ، وأبي داود (3674) ، وابن ماجه (3380) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/305-306، والحاكم 4/144-145، والبيهقي 8/287، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وآخر من حديث أنس بن مالك عند الترمذي (1295) ، وابن ماجه (3381) ، وإسناده حسن.

قوله: "ومعتصرها"، قال السندي: هو من يعصر الخمر لنفسه، والعاصر: من عصرها مطلقاً.

 

ويناقض هذا الحديث الأخير ما رواه البخاري:

 

6780 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

 

6777 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ اضْرِبُوهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَخْزَاكَ اللَّهُ قَالَ لَا تَقُولُوا هَكَذَا لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ

 

ورواه أحمد:

 

(7985) 7973- حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اضْرِبُوهُ . قَالَ : فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ ، وَمِنَّا الضَّارِبُ بِنَعْلِهِ ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : أَخْزَاكَ اللَّهُ . قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُولُوا هَكَذَا ، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ ، وَلَكِنْ قُولُوا : رَحِمَكَ اللَّهُ.

 

وروى عبد الرزاق:

 

13552 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال أتي بابن النعيمان إلى النبي صلى الله عليه و سلم مرارا أكثر من أربع فجلده في كل ذلك فقال رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم اللهم العنه ما أكثر ما يشرب وما أكثر ما يجلد فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله

 

لعن متخذي القبور متعبَدات ومساجد وغيرها

 

وروى البخاري:

 

435 و 436 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا

 

وروى مسلم:

 

[ 2581 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار

 

علقه البخاري في صحيحه بقوله:

 

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَقَدْ قَالَ إِنَّمَا الْمُفْلِسُ الَّذِي يُفْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَقَوْلِهِ إِنَّمَا الصُّرَعَةُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ

 

وروى مسلم:

 

[ 46 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل قال أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه

 

وروى أحمد:

 

9290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمٌ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.

 

حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو تميمة الهجيمي -واسمه طريف بن مجالد- لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 3/16-17، وحكيم الأثرم وثقه ابن المديني وأبو داود، وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لا يتابع عليه، وقال البزار: حدث عنه حماد بحديث منكر، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس له غيره إلا اليسير.

وهذا الحديث قد ضعفه البخاري فيما نقله الترمذي، والبغوي فيما نقله المناوي في "الفيض"، وقال الذهبي في "الكبائر" ليس إسناده بالقائم.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/252-253، والدارمي (1136) ، والبخاري في "تاريخه" 3/16-17، وأبو داود (3904) ، والترمذي (135) ، والنسائي في "الكبرى" (9017) ، وابن الجارود (107) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وفي "شرح مشكل الآثار" (6130) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/318، وابن عدي في "الكامل" 2/637، والبيهقي 7/198 من طرق عن حماد بن

سلمة، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (10167) عن وكيع، عن حماد بن سلمة.

وقال العقيلي بعدما خرجه: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسمى هؤلاء الجماعة في مكان آخر 1/149 وهم: سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعلي بن الفضيل.

قلنا: قد أخرجه هكذا النسائي في "سننه الكبرى" (9018) و (9019) و (9020) من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، به. لكن بقصة إتيان النساء من الدبر فقط.

وليث بن أبي سليم سيىء الحفظ إلا أنه قد توبع، فقد أخرجه النسائي أيضا (9021) من طريق أبي سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، به.  موقوفاً على أبي هريرة، وسنده حسن.

قلنا: وتضعيف أهل العلم هذا الحديث واستنكارهم له إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير أو البراءة مما أنزل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد ورد في غير ما حديثٍ التغليظُ على من أقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" الخ، وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ.

قلنا: وإتيان المرأة وهي حائض محرم باتفاق، لقوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المَحِيضِ ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ) [البقرة: 222] ، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصنعوا كل شيء إلا النكاحَ" أخرجه أحمد 3/132، ومسلم (302) وغيرهما من حديث أنس، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أقبِل وأدبِر، واتقوا الدبُرَ والحيضةَ". وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2703) ، وسنده حسن.

وانظر ما سلف برقم (7684) في الترهيب من إتيان المرأة في الدبر، وما سيأتي برقم (9536) في الترهيب من إتيان الكاهن والعَراف.

وفي باب الترهيب من إتيان الكهان والعرافين عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (2230) ، ولفظه: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وسيأتي في "المسند" 4/68 و5/380.

 

احتج بهذه الأحاديث الإباضية في مسند الربيع الخاص بهم.

 

روى الخلال في السنة (4/60):

 

 1284 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِذَا قَالَ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ: أَنْتَ عَدُوِّي، فَقَدْ خَرَجَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ "،

 

ورواه ابن بطة في ((الإبانة)) (3/22)

 

لا يوجد في مصادر أقدم وأكثر اعتمادية من هذين من كتب السنة الأشهر والأقدم. وشريك بن عبد الله النخعي ضعّفوه وهو عندهم من أهل الريبة إلى حدٍّ ما، وعاصم -وهو ابن أبي النجود- أخرج له البخاري ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث. حجاج: هو ابن محمد الأعور، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي، وأبو عبد الله هو أحمد بن حنبل صاحب المسند المعروف ومؤسس مذهب من الأربعة السنية الأشهر. والحديث هنا موقوف من كلام ابن مسعود.

لكن الربيع بن حبيب الإباضي رفعه إلى محمد في مسنده الخاص بالإباضيين: (746) ... وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ: أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا».

وفي أول كتاب السنة للخلال روى أحاديث كأنها محورة عن أحاديث الشيعة الملفقة المألوفة في مديح علي، لكنه جعلها في مديح العباس وبنيه، كأن الرجل كان يرتزق بمديح العشيرة الحاكمة بكتابة ذلك الهراء في أول كتابه بدلًا من العادة المحترمة للكتب المصنفة على أساس المواضيع بدل الأسانيد في أن تبدأ أمور مثل الإيمان والوضوء والصلاة والزكاة إلخ، لذلك لتأخر المصدر لا أثق فيه_لؤي.

 

ونصوص كهذه رغم صحة إسنادها _عدا حديث الطبراني 12681 وحديث الخلال في كتابه السنة_مخالفة لعقيدة السنة الرسمية_وعلى حد علمي والشيعة الاثناعشرية كذلك_ بأن كل الذنوب يغفرها الله الخرافي عدا الإشراك به والإيمان بآلهة خرافيين آخرين {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} النساء. وروى البخاري:

 

5827 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهُوَ نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَوْ قَبْلَهُ إِذَا تَابَ وَنَدِمَ وَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غُفِرَ لَهُ

 

وانظر أحمد 18284 و 21466 وو22464 و6586 و27491 و27527 ومسلم 94 وانظر ما عرضناه من أحاديث في باب التناقضات القرآنية عن نفي دخول المؤمن العاصي جهنم الخرافية، وموضوع (تناقض مع مبدإ النية مع العمل) ففيه دخول الجنة بدون أداء فروض الدين الإسلامي، وهو في نفس بابنا هذا عن تناقضات الأحاديث. وروى أحمد:

 

22675 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3435) ، وأبو عوانة (9) ، وابن منده في "الإيمان" (44) و (405) ، والبغوي (55) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (28) ، والبزار في "مسنده" (2682) و (2695) ، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11132) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1131) ، وأبو عوانة (8) و (9) ، والطبراني في "الدعاء" (1476) ، وابن منده (44) من طرق عن الأوزاعي، به. وانظر ما بعده. وفي هذا المعنى انظر ما سيأتي برقم (22711) و (22712) و (22768) .

 

وكثير من نصوص السنة بهذا المعنى وعرضنا بعضها بباب (التناقضات القرآنية) عن اختلافهم على دخول المؤمن العاصي جهنم مؤقتًا من عدمه البتة. وفيها تحريم المؤمن على النار.

 

وروى مسلم:

 

[ 259 ] حدثنا سهل بن عثمان حدثنا يزيد بن زريع عن عمر بن محمد حدثنا نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى

 

عرفت رجلًا ممثلًا معروفًا ضخم الجثة كان يرتزق من تطويله لشاربه بحيث يقف عليه الصقر حرفيًّا كما يقال، كان رجلًا دمث الخلق هادئًا عكس ما يوحي مظهره، وكان يغني في بعض الأفراح وافتتاحات المحلات بالإضافة إلى تمثيله ككومبارس في أدوار ثانوية، له فلم شهير مع عادل إمام أظن. طريقة حلاقتك وتربيتك لشاربك من عدمه هي حرية شخصية بالطبع. لدى هواة الشوارب واللحى الكثير من الحلقات والأشكال، ربما هناك في الغرب حتى مسابقات لذلك. بعض أشكال حلقات الخمسينيات والستينيات والعصور القديمة للشوارب لدى النبلاء والعلماء الإنجليز وبعض المصريين وغيرهم مميزة حقًّا وأنيقة. وذكرت في موضع آخر الأمر الإسلامي السلفي الظلامي بالإلزام بتطويل اللحى للرجال وبعضها أحاديث من البخاري هناك بنفس معنى الأمر المذكور هنا عن القص من الشارب. وكما ترى من خلال قوله (ليس منا) مدى سهولة التكفير في الإسلام، ولاعجبَ مما يقال في الأخبار أنه بعد إسقاط أمركا لنظام صدام حسين وإعدامه ثم انسحابها وتركها العراق في فوضى تامة يقوم المتطرفون في الأماكن التي سيطروا عليها أو عبر العمليات بقتل الحلّاقين! لأنهم اعتبروهم كفار لحلقهم اللحى وتركهم شوارب الناس وغيرها! مع أن مذهب السنة كما يفترَض لا يكفِّر في عقيدته ووفق مذهبه حتى أصحاب ما يسمونه بالكبائر يعني "الخطايا" الكبيرة الوهمية الدينية في معظمها، على عكس تكفير الإباضية والمعتزلة والخوارج لهم وقد طالعت قديمًا كتب الإباضية، واعتمد السنة على آيات مثل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} النساء

 

القول بخسران مرتكبي الكبائر وتخليدهم في جهنم مطابق أكثر للمعتزلة والخوارج والإباضية

 

روى البخاري:

 

553 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ

 

ورواه أحمد 22957 و23026 و23048 و22959 و23026 و23045 و23055

 

هذا الكلام والاعتقاد بخسران شخص لأجل ترك صلاة واحدة مطابق أكثر لعقيدة المعتزلة والخوارج والإباضية بتكفير مرتكبي الكبائر، لكنه لا ينسجم مع العقيدة السنية المستدلة بالقرآن {إن الله يغفر الذنوب جميعًا إلا أن يشرك به}.

 

تكفير أهل "المعاصي" و"الكبائر" الدينية الخزعبلية في معظمها

 

مما يدل على تناقض وتشوش مفهوم وتصور الإله في الإسلام، وهذا حال كل دينٍ عمومًا.

 

22239 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- فمن رجال مسلم، وغير سليمان بن داود الهاشمي، فقد أخرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الدارمي (2603) ، ومسلم (137) (218) ، والنسائي في "المجتبى" 8/246، وفي "الكبرى" (5980) ، وأبو عوانة في "مسنده" بإثر الحديث (88) ، والبيهقي في "السنن" 10/179، وفي "شعب الإيمان" (4839) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/17-18 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة بإثر الحديث (88) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/25-26، وابن حبان (5087) ، والطبراني في "الكبير" (796) و (798) ، وفي "الأوسط" (1190) و (9215) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (685) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/265، والواحدي في "الوسيط" 1/454 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (800) من طريق عقيل بن خالد الأَيْلي، عن معبد بن كعب، به . وأخرجه الدارمي (2604) ، ومسلم (137) (219) ، وابن ماجه (2324) ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه في تفسير القرآن كما في "التمهيد" 20/266، والنسائي في "الكبرى" (5981) ، والدولابي في "الكنى" 1/12، والطبراني في "الكبير" (799) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/113-114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/265، والمزي في ترجمة محمد بن كعب من "تهذيبه" 26/348-349 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، به . ووقع في إسناده في "التمهيد": "محمد بن كعب القرظي" بدل "محمد بن كعب بن مالك الأنصاري"، وهو خطأ نبه عليه الحافظ ابن عبد البر عقب الحديث . وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي كما في "التمهيد" 20/266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (444) و (445) و (5928) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2 /112-113 من طريق عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة ابن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الله بن كعب وأبوه كعبٌ أحدُ الثلاثة الذين خُلِّفُوا-، حدثني أبو أمامة وهو مسندٌ ظَهْرَه إلى هذه السَّارية من سواري المسجد -مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: كنت أنا وأبوك كعبُ بن مالك وأخوك محمد بن كعب قعوداً عند هذه السَّارية، ونحن نذكر الرجلَ يَحلِفُ على مال الرجل، فيَقتطِعُه بيمينه كاذباً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيُّما رجلٍ حَلَفَ بمالٍ كاذباً، فاقتطعَه بيمينه، فقد بَرِئَت منه الجَنَّةُ، ووَجَبَت له النارُ"، فقال أخوك محمد بن كعب: يا رسول الله، وإن كان قليلاً؟ قال: فَقلََّبَ مِسْواكاً بين إصبَعيه، وقال: "وإن كان سِواكاً من أراكٍ، وإن كان عوداً من أراكٍ" . ورواية الطحاوي في الموضع الثاني مختصرة، ولم يسق أبو نعيم لفظه، واقتصر على قوله: فسمَّى هذا الرجلَ -أي: السائل للنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- محمد ابن كعب . وقال أبو نعيم عقبه: رواه عنه -أي: عن عكرمة بن عمار- أبو حذيفة -وهو موسى بن مسعود النَّهْدي- وعمر بن يونس اليمامي، وهو وهم؛ لأن النَّضْر بن محمد الجُرَشي رواه عن عكرمة ولم يذكر محمداً في القصة، ورواه مَعْبَد بن كعب، عن أخيه عبد الله، عن أبي أمامة، فلم يذكر محمداً في القصة، رواه عن معبد العلاءُ بن عبد الرحمن ... ورواه أيضاً عن معبد عُقَيلُ بن خالد، فلم يذكر واحد منهم في حديثه عن عبد الله ابن كعب: أن الرجل كان اسمه محمد بن كعب، والصحيح من ذكر محمد ابن كعب في هذا الحديث: أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة .   قلنا: وقد وافق أبا نعيم على أنَّ ذِكْرَ محمد بن كعب في هذا الحديث وهمٌ الحافظُ الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" 2/61، وكلام أبي نعيم يشعر أن الوهم فيه ممن دون عكرمة بن عمار، قلنا: ويحتمل أن يكون الوهم فيه من عكرمة بن عمار، فإن فيه كلاماً، أو من طارق بن عبد الرحمن -وهو ابن القاسم القرشي الحجازي-، فقد تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، لذا قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال النسائي: ليس بالقوي . قال الذهبي: فما أدري أراد هذا أو الأول؟ يعني طارق بن = عبد الرحمن البَجَلي الأَحْمسي . وأغرب ابن حجر، فقال في "التقريب": ثقة! وسيتكرر الحديث بإسناده ومتنه في القسم المستدرك في آخر مسند الأنصار برقم (24009/56). وسيأتي أيضا برقم (24009/57) من طريق مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن . وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب في الذي بعده . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6019) ، والدولابي في "الكنى" 1/12-13، والطبراني في "الكبير" (795) من طريق سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المُنِيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة، عن أبيه، عن عبد الله ابن عطية، عن عبد الله بن أُنَيس، عن أبي أمامة بن ثعلبة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من حلف عند مِنْبري هذا بيمين كاذبة يَستحِلُّ بها مالَ امرئٍ مسلم، فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناس أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه عَدْلاً ولا صَرْفاً" . وفي حديث الطبراني زيادة . وفيه المُنيب بن عبد الله بن أبي أمامة وعبد الله بن عطية، وهما مجهولان . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7190) من طريق عبد الله بن خِرَاش، عن العَوَّام بن حَوْشب، عن إبراهيم التَّيْمي، عن أبي أمامة . دون قوله: "فقال له رجل ... إلخ" . وفيه عبد الله بن خِرَاش بن حوشب الشيباني، وهو منكر الحديث . وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6630) ، والطبراني في "الكبير" (801) ، والحاكم 4/294 من طريق عبد الحميد ابن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن كعب، عن ثعلبة أبي أمامة الحارثي . ولفظه عندهم: "من اقتطع مال مسلم بيمينٍ كاذبةٍ، كانت نُكْتةً سوداءَ في قلبه، لا يُغَيِّرُها شيءٌ إلى يوم القيامة"، وزاد الحاكم في أوله قصة . وإسناده حسن . وعبد الله بن ثعلبة: هو عبد الله بن أبي أمامة الحارثي الأنصاري، فقد قيل في اسم أبي أمامة الحارثي: ثعلبة، وقد يكون منسوباً إلى جده .

 

24009 / 57 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اقْتَطَعَ حَقَّ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ " قَالَ وَا: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ " يَقُولُهَا ثَلَاثًا.

 

إسناه صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء -وهو ابن عبد الرحمن الحُرَقي- وإسحاق بن عيسى: وهو ابن الطَّبَّاع البغدادي، فهما من رجال مسلم. مالك: هو ابن أنس الأَصْبحي الإمام. وهو في "الموطأ" 2/727، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (545) ، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (6629) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (448) و (5929) ، والطبراني في "الكبير" (797) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (943) ، والبيهقي 10/179، والبغوي في "شرح السنة" (2507) ، وفي "معالم التنزيل" 1/319. وسقط من إسناد أبي يعلى في "إتحاف الخيرة": "عبد الله بن كعب". وانظر الحديث السالف برقم (24009/ 55) .

 

3576 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " وَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ} [آل عمران: 77]

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وجامع: هو ابن أبي راشد، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الشافعي في "السنن" (542) ، والحميدي (95) ، وابن أبي شيبة 7/3، والبخاري (7445) ، ومسلم (138) (222) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 والبيهقي في "السنن" 10/178 من طريق ابن عيينة، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، وعندهم جميعا متابعة عبد الملك بن أعيَن جامع بن أبي راشد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 من طريق يزيد بن إبراهيم، عن حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به. وسيأتي برقم (3597) و (3946) و (4049) و (4212) و (4395) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/518. وعن عدي بن عميرة، سيرد 4/191-192. وعن وائل بن حجر عند مسلم (139) (223) ، سيرد 4/317. وعن أشعث بن قيس عند البخاري (6677) ، ومسلم (138) (220) ، سيرد 5/211-212، وسيرد ذكره في الرواية (3597) و (4395) . وعن أبي أمامة عند مسلم (137) (218) و (219) ، سيرد 5/260 (22239). وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25 (20292). وانظر حديث جابر الآتي 3/344 (14706) ولفظه بتمامه: (لاَ يَحْلِفُ أَحَدٌ عَلَى مِنْبَرِي كَاذِبًا ، إِلاَّ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار).

 

3597 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه البخاري (2416) و (2417) و (2666) و (2667) ، ومسلم (138) (220) ، وأبو داود (3243) ، والترمذي (1269) ، وابن ماجه (2323) ، وأبو يعلى (5197) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2356) و (2357) و (2673) و (2676) و (2677) و (4549) و (4550) و (6659) و (6676) و (6677) و (7183) ، وأبو عوانة 1/39، والشاشي (561) و (562) و (563) ، والبيهقي في "السنن" 10/178 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (262) ، والبخاري (2515) ، (2516) و (6659) و (7183) ، ومسلم (138) (221) من طرق عن منصور، عن شقيق، به. وسلف برقم (3576) ، وذكرنا هناك مكرراته وشواهده.

 

(17716) 17868- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ ، وَالْعُرْسُ بْنُ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَدِيٍّ ، قَالَ : خَاصَمَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ يُقَالُ لَهُ : امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ ، رَجُلاً مِنْ حَضَرَمَوْتَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضٍ ، فَقَضَى عَلَى الْحَضْرَمِيِّ بِالْبَيِّنَةِ ، فَلَمْ تَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ ، فَقَضَى عَلَى امْرِئِ الْقَيْسِ بِالْيَمِينِ ، فَقَالَ الْحَضْرَمِيُّ : إِنْ أَمْكَنْتَهُ مِنَ الْيَمِينِ يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَتْ وَاللَّهِ ، أَوْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، أَرْضِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ لَقِيَ اللَّهَ ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ قَالَ رَجَاءُ : وَتَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : مَاذَا لِمَنْ تَرَكَهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ قَالَ : فَاشْهَدْ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا لَهُ كُلَّهَا.(4/191).

 

إسناده صحيح، وقوله في الإسناد: "عن أبيه" الضمير عائد إلى عدي ابن عدي- وهو ابن عميرة الكندي-. وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى" 10/254، وفي "الشعب" (4840) من طريق أبي أسامة، والطبراني في "الكبير" 17/ (265) من طريق عارم، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2444) و (2445) ، والنسائي في "الكبرى" (5995) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4478) ، والدارقطني 4/166-167 و167 و215، والبيهقي 10/254 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير محمد بن مسلم، عن عدي بن عدي، عن أبيه. قلنا: وهذا إسناد منقطع، قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (266) و (267) ، والدارقطني 4/166-167 من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن عدي بن عدي. لم يذكر "عن أبيه" وقال: له صحبة! وتعقبه الحافظ في "الإصابة" 5/269 بقوله: بل هو تابعي معروف، ثم قال: وليست لعدي بن عدي صحبة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (341) في مسند العرس بن عميرة، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة، به. لم يذكر عدي بن عميرة. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

(18863) 19068- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي أَرْضٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِنَّ هَذَا انْتَزَى عَلَى أَرْضِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدَانَ ، فَقَالَ لَهُ : بَيِّنَتُكَ قَالَ : لَيْسَ لِي بَيِّنَةٌ ، قَالَ : يَمِينُهُ قَالَ : إِذًا يَذْهَبُ بِهَا ، قَالَ : لَيْسَ لَكَ إِلاَّ ذَلِكَ . قَالَ : فَلَمَّا قَامَ لِيَحْلِفَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ اقْتَطَعَ أَرْضًا ظَالِمًا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ. (4/317)

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، علقمة بن وائل وأبوه من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عمير. وأخرجه مسلم (139) (224) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/147-148، وفي "شرح مشكل الآثار" (3223) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/137 و261 وفي "السنن الصغير" (4333) من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1025) ، والنسائي في "الكبرى" (5990) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (25) (مختصراً) من طرق عن أبي عوانة، به. وأخرجه الطبراني أيضاً 22/ (24) من طريق إبراهيم بن عثمان، عن عبد الملك بن عمير، به، إلا أنه سمى الرجل الكندي: الأشعث بن قيس. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 7/4، ومسلم (139) ، وأبو داود (3245) و (3623) ، والترمذي في "جامعه" (1340) ، وفي "العلل الكبير" 1/541، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2620) ، والنسائي في "الكبرى" (5989) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/148، وابن حبان (5074) ، والطبراني 22/ (17) ، والدارقطني 4/211، والبيهقي 10/143 -144 و179 و254 من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن علقمة ابن وائل، عن أبيه، قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها، ليس له فيها حق. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للحضرمي: "ألك بينة؟" قال: لا. قال: "فلك يمينه". قال: يا رسول الله: إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء. فقال: ليس لك منه إلا ذلك" فانطلق ليحلف، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أدبر: "أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلماً، ليلقين الله وهو عنه معرض ". قال الترمذي: حديث وائل بن حجر حديث حسن صحيح. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف (3576) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: "انتزى"، أي: وثب.  "بينتك" بالنصب، أي: أحضر بينتك، أو بالرفع، أي: المطلوب بينتك.  "يمينه"، أي: خذ أو اقبل يمينه، أو لك يمينه.  "من اقتطع"، أي: بيمينه.

 

(21837) 22181- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَقَالَ الأَشْعَثُ : فِيَّ وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ ، فَجَحَدَنِي ، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَكَ بَيِّنَةٌ ؟ قُلْتُ : لاَ . فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ : احْلِفْ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِذَنْ يَحْلِفُ ، فَيَذْهَبُ بِمَالِي . فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} ، إِلَى آخِرِ الآيَةِ. (5/211)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي، وعبد الله: هو ابن مسعود الصحابي الشهير . وأخرجه البيهقي 10/180 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي شيبة 6/219-220، والبخاري (2416) و (2666) ، ومسلم (138) (220) ، وأبو داود (3243) و (3621) ، وابن ماجه (2322) ، والترمذي (1269) و (2996) ، والنسائي في "الكبرى" (5991) ، وأبو يعلى (5197) ، والطبري في "التفسير" 3/321، وأبو عوانة (5974) و (5975) ، والبيهقي 10/179-180، والواحدي في "أسباب النزول" ص 72 من طريق أبي معاوية، به. وبعضهم يختصره . قال النسائي عَقِبه: لا نعلم أحداً تابع أبا معاوية على قوله: فقال لليهودي: "احلف" . وأخرجه البخاري (2356) و (4549) و (6676) و (6677) و (7183) و (7184) ، والنسائي (5992) و (11012) و (11062) ، وأبو عوانة (5975) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4476) ، والطبراني (640) ، والواحدي ص 72-73 و73، والبغوي (2500) من طرق عن سليمان الأعمش، به . وسلف الحديث سنداً ومتناً في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3597) . وسيأتي من طريق منصور بن المعتمر برقم (21841) ، ومن طريق الأعمش برقم (21842) و (21844) ، ومن طريق عاصم بن أبي النجود برقم (21848) ، ثلاثتهم عن شقيق . وسيأتي من طريق كردوس عن الأشعث برقم (21843) و (21849) . وأخرجه الطبراني (639) ، والحاكم 4/295 من طريق الشعبي عن الأشعث بنحوه مختصراً . وأخرج المرفوع منه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/870، والطبراني (644) من طريق قيس بن محمد، عن محمد بن الأشعث، عن الأشعث، به . لكن ليس في إسناد الطبراني محمد بن الأشعث . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3576) ، وذكرت تتمة شواهده هناك .

قوله: "فاجر" أي: كاذب .

 

(21841) 22185- حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، وَإِنَّ تَصْدِيقَهَا لَفِي الْقُرْآنِ : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} ، إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَ : فَخَرَجَ الأَشْعَثُ ، وَهُوَ يَقْرَؤُهَا ، قَالَ : فِيَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : إِنَّ رَجُلاً ادَّعَى رَكِيًّا لِي ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : شَاهِدَاكَ ، أَوْ يَمِينُهُ فَقُلْتُ : أَمَا إِنَّهُ إِنْ حَلَفَ ، حَلَفَ فَاجِرًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ. (5/211)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل زياد بن عبد الله بن الطفيل، وقد توبع . منصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه الطيالسي (1051) ، والبخاري (2515) و (2669) و (6659) و (6660) و (7183) و (7184) ، ومسلم (138) (220) ، والنسائي في "الكبرى" (5993) ، والطبري في "التفسير" 3/322، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (930) من طرق عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وانظر (21837) .

قوله: "صبراً" أي: يحبس لأجلها عند الحاكم. "ادَّعى ركياً" الركي بفتح راء وخفة كاف، وتشديد ياء: البئر، ومعنى ادعى: أن البئر كانت في يده فحين طُلبت ادعاها لنفسه فصار منكراً .

 

(21842) 22186- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : دَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَقَالَ : مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ الأَشْعَثُ : صَدَقَ ، فِيَّ نَزَلَتْ ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ ، فَخَاصَمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلَكَ بَيِّنَةٌ ؟ قُلْتُ : لاَ . قَالَ : فَيَمِينُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : إِذَنْ يَحْلِفَ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ قَالَ : فَنَزَلَتْ : {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}.

 

(2) قوله: "أبو عبد الرحمن" هو عبد الله بن مسعود .

(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين . أبو وائل: هو شقيق بن سلمة . وأخرجه ابن أبي شيبة 7/1-2، ومسلم (138) (220) ، وابن ماجه (2322) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2426) ، وابن الجارود (926) ، وأبو عوانة (108) و (5974) ، والطبراني (642) ، والبيهقي 10/178 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد . وانظر ما قبله . وسلف الحديث في مسند ابن مسعود برقم (4212) مختصراً .

 

وروى البخاري:

 

2417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ قَالَ فَقَالَ الْأَشْعَثُ فِيَّ وَاللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ أَرْضٌ فَجَحَدَنِي فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَكَ بَيِّنَةٌ قُلْتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ احْلِفْ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذًا يَحْلِفَ وَيَذْهَبَ بِمَالِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

 

6676 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَدَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ مَا حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالُوا كَذَا وَكَذَا قَالَ فِيَّ أُنْزِلَتْ كَانَتْ لِي بِئْرٌ فِي أَرْضِ ابْنِ عَمٍّ لِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَيِّنَتُكَ أَوْ يَمِينُهُ قُلْتُ إِذًا يَحْلِفُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ

 

7446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ

 

2088 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَقَامَ سِلْعَةً وَهُوَ فِي السُّوقِ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا لَمْ يُعْطِ لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَنَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}

 

2358 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}

 

وروى مسلم:

 

 [ 137 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرنا العلاء وهو بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن معبد بن كعب السلمي عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن قضيبا من أراك

 

 [ 137 ] وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبد الله جميعا عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب يحدث أن أبا أمامة الحارثي حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله

 

 [ 138 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ له أخبرنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان قال فدخل الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قالوا كذا وكذا قال صدق أبو عبد الرحمن في نزلت كان بيني وبين رجل أرض باليمن فخاصمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل لك بينه فقلت لا قال فيمينه قلت إذن يحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فنزلت { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } 

 

 [ 138 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ثم ذكر نحو حديث الأعمش غير أنه قال كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال شاهداك أو يمينه

[ 138 ] وحدثنا بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين سمعا شقيق بن سلمة يقول سمعت بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا } 

 

 [ 139 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو عاصم الحنفي واللفظ لقتيبة قالوا حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال جاء رجل من حضر موت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي فقال الكندي هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه قال يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس يتورع من شيء فقال ليس لك منه إلا ذلك فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض

 

 [ 139 ] وحدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي الوليد قال زهير حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجلان يختصمان في أرض فقال أحدهما إن هذا انتزى على أرضي يا رسول الله في الجاهلية وهو أمرؤ القيس بن عابس الكندي وخصمه ربيعة بن عبدان قال بينتك قال ليس لي بينة قال يمينه قال إذن يذهب بها قال ليس لك إلا ذاك قال فلما قام ليحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع أرضا ظالما لقي الله وهو عليه غضبان قال إسحاق في روايته ربيعة بن عيدان

 

وهذا الحديث مناقض لأحاديث أخرى ذكرناها بباب التناقضات القرآنية تنفي دخول المؤمن (المسلم) مرتكب المعاصي جهنم ولو للحظة أو مؤقتًا، ولنص القرآن "الآيات" {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)} الليل. لكن ما يرد هنا هو القول بخلود مرتكب المعاصي في الجحيم الخرافي الأبدي، وهو مطابق أكثر لمنهج الإباضية وعقيدتهم في هذه المسألة كما نقرأ في كتبهم مثل (مسند الربيع) وغيرها من كتب الحديث والفقه والكلام والإلهيات عند الإباضية، وهي كانت نفس عقيدة الخوارج والمعتزلة وهما مذهبان لم يعد لهما وجود عمومًا. ونص كهذا رغم صحة إسناده مخلف لعقيدة السنة الرسمية_وعلى حد علمي والشيعة الاثناعشرية كذلك_ بأن كل الذنوب يغفرها الله الخرافي عدا الإشراك به والإيمان بآلهة خرافيين آخرين {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} النساء. وروى البخاري:

 

5827 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ وَهُوَ نَائِمٌ ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ أَوْ قَبْلَهُ إِذَا تَابَ وَنَدِمَ وَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غُفِرَ لَهُ

 

وانظر أحمد 18284 و 21466 وو22464 و6586 و27491 و27527 ومسلم 94 وانظر ما عرضناه من أحاديث في باب التناقضات القرآنية عن نفي دخول المؤمن العاصي جهنم الخرافية، وموضوع (تناقض مع مبدإ النية مع العمل) ففيه دخول الجنة بدون أداء فروض الدين الإسلامي، وهو في نفس بابنا هذا عن تناقضات الأحاديث.

 

وكثير من نصوص السنة بهذا المعنى وعرضنا بعضها بباب التناقضات القرآنية عن اختلافهم على دخول المؤمن العاصي جهنم مؤقتًا من عدمه البتة.

 

أما الإباضية ومن على نهجهم من تكفير مرتكبي المعاصي فلعلهم استدلوا بنصٍّ مثل قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} آل عمران. ورغم وجود خلافات في روايات البخاري ومسلم وأحمد في كون الرجل الذي اختلف معه الأشعث مسلمًا أم يهوديًّا، لكن الأرجح من سياق النص القرآني الواضح أنه كان يهوديًّا، وقد قرأت في مصنف عبد الرزاق أن الأشعث بن قيس كانت له عمة أو أخت متزوجة من قيِّل من أقيال اليمن (حكامها) فتهودت مثله لذلك لم يرثها الأشعث لما ماتت وفق تشريع الإسلام، (9862 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن الأشعث بن قيس قال يا أمير المؤمنين إن أختي كانت تحت مقول من المقاول فهودها وإنها ماتت فمن يرثها قال عمر أهل دينها)، وفي مصنف ابن أبي شيبة (32089- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ : أَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ مَاتَتْ عَمَّةٌ لَهُ مُشْرِكَةٌ يَهُودِيَّةٌ ، فَلَمْ يُوَرِّثْهُ عُمَرُ مِنْهَا ، وَقَالَ : يَرِثُهَا أَهْلُ دِينِهَا.)، فعل الرجل كان قريب الأشعث ويهوديًّا كذلك، وبعض الرويات تنفي القرابة بين الاثنين المختصمين وتذكر أن نسب كل منهما مختلف حضرمي وكندي. وهناك تناقض داخلي أقل أهمية هنا لعدم تعلقه بالقاش اللاهوتي فهل اعترف الرجل ورد الأرض للكندي كما تقول رواية أم ولعل هذا هو الأصح أصر على موقفه وأن الأرض له فقال محمد قولًا عموميًّا دون حكمٍ عليه أخلاقيًّا لعدم حسم القضية بقوله : (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض) فتكون الرواية الولى تحاول إظهار محمد كصحاب تأثير على الناس لا يخيب البتة، وهل الخلاف على بئر أم أرض وهو تناقض لا يثير مشكلة أو أهمية، والمهم هنا هل تنطبق هذه "الآيات" أيْ النصّ على المسلمين كذلك فهذا سيكون محل خلاف بين المفسرين والمذاهب لأن النص الديني يحتمل عدة تفسيرات لأن الجسم الديني الفكري غامض مشوش متناقض المفاهيم كما ترى، كل فريق يفسره حسب مذهبه وهواه. وبعض ما في البخاري وغيره من ضمن التفاسير المتعددة للنص "الآية" فسرها بتاجر يغش ويحلف ليغلي سعر سلعته، وقد فسرها الطبري من السنة في تفسيره بثلاثة تأويلات اثنان منها في كتب الحديث وواحدة تفهم ضمنًا من القرآن نفسه، فقال أنها إما نزلت في أحبار اليهود ممن رفضوا اتباع محمد أو في الخلاف بين الأشعث ورجل آخر على أرضٍ أو في تاجر يحلف ليخدع المشترين.

 

 

من طلبت الطلاق لغير سبب وجيه

 

روى أحمد:

 

22379 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ"

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، والرجل: المبهم: هو أبو أسماء الرحبي، فقد جاء مُسمّى في الرواية الآتية برقم (22440) ، وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي . وأخرجه الطبري في "التفسير" 2/468 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد . وأخرجه الترمذي (1187) ، والطبري 2/468 من طريق عبد الوهّاب الثقفي، عن أيوب، به . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5465) من طريق منصور بن زاذان، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به . وأخرجه ابن أبي شيبة 5/271 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء وأيوب، عن أبي قلابة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً . وسيأتي موصولاً برقم (22440) من طريق أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان . وأخرجه الطبري 2/467 من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي إدريس، عن ثوبان، به . وليث ضعيف . وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (2054) ، وإسناده ضعيف .

قوله: "من غير بأس" قال المناوي في فيض القدير: البأس: الشدة، أي: في غير حالةِ شِدَّة تدعوها وتُلجئها إلى المفارقة، كأن تخاف أن لا تقيم حدود الله فيما يجب عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة لكراهتها له، أو بأن يضارها لتختلع منه .

 

22440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: وَذَكَرَ أَبَا أَسْمَاءَ، وَذَكَرَ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي . وأخرجه الدارمي (2270) ، وابن ماجه (2055) ، والطبري في "التفسير" 2/468 من طريق محمد بن الفضل، وأبو داود (2226) ، وابن الجارود (748) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/316 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي شيبة 5/272 عن أبي أسامة، وابن حبان (4184) ، والبيهقي 7/316 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به. وانظر (22379) .

 

(نقد علماني: وللمرأة حرية الفراق عن الزوج متى ما أردات ذلك، وليكن ذلك إن كان منها مع تسوية عادلة لا يكون لها فيها كثيرُ نفقةٍ، سوى الحقوق الثابتة في حالة وجود أطفال بينهما)

 

أسلوب الخطبة التشنجي من ابتكاره

 

لو صح تاريخيًّا هذا الحديث فيكون محمد هو من اخترع لنا بلية الأسلوب المتشنج الهستيري المعروف لشيوخ الإسلام المليء بالصراخ والتخويف والزعيق، روى مسلم:

 

[ 867 ] وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي

 

ورواه أحمد 14334 و14984 و14431 و14630

 

ونرى في الحديث كذلك كره الأصوليين المعتاد لكل تحديث وتطورن وحبهم للجمود والتخشب.

 

وروى أحمد:

 

18360 - حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا شعبة، عن سماك، قال: سمعت النعمان يخطب، وعليه خميصة له، فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب وهو يقول: " أنذرتكم النار "، فلو أن رجلا موضع كذا وكذا، سمع صوته.

 

إسناده حسن من أجل سماك- وهو ابن حرب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقا، وهو ثقة. وأخرجه الطيالسي (792) ، والدارمي (2812) ، وابن حبان (644) و (667) ، والحاكم 1/287، والبيهقي في "السنن" 3/207 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظ الدارمي وابن حبان : "أنذركم النار" ثلاث مرات. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/158- ومن طريقه عبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" ص29- عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، به. وسيرد من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة برقم (18398) ومن طريق إسرائيل، عن سماك، برقم (18399) . وفي باب الأمر باتقاء النار عن عدي بن حاتم مرفوعا بلفظ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" سلف برقم (18253) . وفي باب رفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته بالخطبة عن جابر بن عبد الله سلف برقم (14334) ، وفيه:... ثم يرفع صوته، وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة، كأنه منذر جيش.

قال السندي: قوله: فلو أن رجلا. يريد أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع صوته بمثل هذا، حتى يسمعه البعيد. أيضا

 

18398 - حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب يقول: " أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، حتى لو أن رجلا كان بالسوق، لسمعه من مقامي هذا، قال: حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه.

 

إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/287 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البزار (3224) (زوائد) من طريق محمد بن جعفر، به، ولفظه: "أنذركم النار" وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن النعمان. وقد سلف برقم (18360) ، وسيكرر بالحديث بعده.

 

أيضًا كان محمد يقوم بإزعاج النائمين من السكان ليدعوهم في مكة في أول دعوته بطريقة فيها تعدي على حقهم في الراحة وعدم الإزعاج، روى مسلم:

 

[ 208 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة { تبت يدا أبي لهب } وقد تب كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة

 

[ 207 ] حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قال انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم نادى يا بني عبد منافاه إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه

 

ورواه أحمد 15914 و20605

 

ونداء واصباحاه أو يا صباحاه هذا كان خاصًّا بإنذار القبيلة من هجوم من قبيلة معادية، مع أنه لم يكن معتادًا قط الهجوم على مكة وقريش لوجود تقديس لمكة، لكن لك أن تتفهم سبب كون فعلته مزعجة جدًّا ومثيرة للقلق واستيقاظ النائمين، خاصة وهناك حروب سابقة (حروب فجار) بين قريش وغيرها في الأشهر الحرم، فاحتمال الهجوم من هوازن وقيس عيلان ممكن رغم وجود صلح واستقرار.

 

محمد كمؤسس للمذهب الحرفيّ

 

روى مسلم:

[ 3006 ] حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري...إلخ...سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال أنا يا رسول الله قال أنزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم...إلخ

 

 [ 2595 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد

 

 [ 2595 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع قالا حدثنا حماد وهو بن زيد ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا الثقفي كلاهما عن أيوب بإسناد إسماعيل نحو حديثه إلا أن في حديث حماد قال عمران فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء وفي حديث الثقفي فقال خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة

[ 2596 ] حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا يزيد يعنى بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي برزة الأسلمي قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت حل اللهم العنها قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة

 

 [ 2596 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر ح وحدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعنى بن سعيد جميعا عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وزاد في حديث المعتمر لا أيم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله أو كما قال

 

وروى أحمد:

 

19859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ نَاقَةٌ وَرْقَاءُ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختيانى، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19532) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (449) ، والبغوي في "شرح السنة" (3558) . وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (363) ، والدارمي (2677) ، ومسلم (2595) (81) ، وأبو داود (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3537) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (71) ، وابن حبان (5741) ، والطبراني 18/ (450) و (451) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الشعب" (5164) من طرق عن أيوب السختياني، به.وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8816) من طريق عمران بن حدير، وابن حبان (5740) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به. وتحرف عمران بن حدير في سنن النسائي إلى عمران بن جابر. وسيأتي برقم (19870) . وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وذكرنا شواهده هناك.

 

19870 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ " قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، يَعْنِي النَّاقَةَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/673، ومسلم (2595) (80) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (374) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (452) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (19870) .

 

9522 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا ".

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/420. وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/429 و431. وعن عائشة، سيأتي 6/138.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009) ، وأبي داود (1532) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3539) ، وابن حبان (5742) .

 

(19766) 20004- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ : كَانَتْ رَاحِلَةٌ ، أَوْ نَاقَةٌ ، أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ وَعَلَيْهَا جَارِيَةٌ ، فَأَخَذُوا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَتَضَايَقَ بِهِمُ الطَّرِيقُ ، فَأَبْصَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : حَلْ حَلْ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ ؟ لاَ تَصْحَبُنَا رَاحِلَةٌ ، أَوْ نَاقَةٌ ، أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مُل النهدي، مشهور بكنيته.

وأخرجه مسلم (2596) (82) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (669) من طريق يزيد بن زريع، ومسلم (2596) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (19789) .

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

منهج حرفي غير معقول، فقد جعل محمد منها تابو ومحظورًا، كان لهذه الناقة كحيوان داجن حقه في الطعام والماء، لكن لحسن حظ الناقة فالجمال يمكنها الحياة بدون اعتماد على البشر في الصحراء، لا يوجد سبب عقلاني موضوعي لإهدار مال بحجم وثمن جمل (ناقة أنثى) لأجل خرافات وكلام. ما فعله محمد يدخل في إطار مصطلح التابو والتشاؤم.

 

وصف محمد للنساء ولزوجاته بأنهن "صواحب يوسف"

 

يعني من قصة يوسف الأسطورية المعروفة، بمعنى أنهن متآمرات وفاسقات خبيثات، روى أحمد:

 

(24061) 24562- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ ، فَاسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي ، فَأَذِنَّ لَهُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَمِدًا عَلَى الْعَبَّاسِ ، وَعَلَى رَجُلٍ آخَرَ ، وَرِجْلاَهُ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لاَ تَطِيبُ لَهَا نَفْسًا ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ : مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا ، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، صَلِّ بِالنَّاسِ ، فَصَلَّى بِهِمْ ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ فَعَرَفَهُ ، وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : يَأْبَى اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ قَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلَّ بِالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لاَ يَمْلِكُ دَمْعَهُ ، وَإِنَّهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ بَكَى ، قَالَتْ : وَمَا قُلْتِ ذَلِكَ إِلاَّ كَرَاهِيَةَ ، أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَبِي بَكْرٍ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ قَامَ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَرَاجَعَتْهُ ، فَقَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ. (6/34)

 

ورواه بهذا اللفظ مسلم 418 وأحمد 25917، إسناده صحيح على شرط الشيخين، دون قول الزهري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: "مر الناس فليصلوا" فلقي عمر ابن الخطاب، فقال: يا عمر، صل بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، فعرفه، وكان جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أليس هذا صوت عمر؟" قالوا: بلى، قال: "يأبى الله عز وجل ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكر فليصل بالناس" . فهو ضعيف لانقطاعه، ومحمد بن إسحاق وإن وصله في الرواية السالفة (18906) ، قد تفرد بالوصل، ولم يثبت تصريحه بالسماع من وجه صحيح، كما بينا هناك، فانظره لزاما. وقول الزهري هذا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9754) [5/432] عن معمر، به. وأخرجه مختصرا دون قول الزهري المنقطع البخاري (665) و (2588) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرا ومطولا ابن طهمان في "مشيخته" (5) ، وابن سعد 2/219، والبخاري (198) و (4442) ، ومسلم (418) (92) ، وأبو عوانة 2/113 والحاكم 3/56، والبيهقي في "الدلائل" 7/173-174، وفي "السنن" 1/31، والبغوي في "شرح السنة" (3825) من طرق عن الزهري، به. دون قول الزهري المنقطع كذلك. إلا أن الحاكم قرن بعبيد الله: عروة والقاسم بن محمد، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي. وأخرجه مختصرا ابن سعد 2/233 من طريق عفيف بن عمرو السلمي، عن عبيد الله بن عبد الله، به. وأخرجه مختصرا ابن سعد 2/219، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/24

 

وروى البخاري:

 

713 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ مَتَى مَا يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعُ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ قَالَ إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ....إلخ

 

679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ النَّاسَ مِنْ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْ إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا

 

678 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ قَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَعَادَتْ فَقَالَ مُرِي أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

664 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَأُذِّنَ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ...إلخ

 

712 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِرَاءَةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ فَقُلْتُ مِثْلَهُ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ

 

طبعًا هنا كان محمد مريضًا قريبًا من مرض الموت والاحتضار، فمن الناحية الإنسانية نفهم أن كل بشر ناقص وينتابه المرض وضيق الخلق وارتفاع الضغط وغيره فيصير هكذا، لكن كيف سنأخذ كلامه العنصري و القبيح في كل حالاته على أنه وحي يوحي ولا ينطق عن الهوى؟! كثير من كلامه القرآني والحديثي منبعه الهوى الشخصي والرغبات كما نعلم من هذه الدراسة. لسذاجة عائشة في طفولتها ومطلع شبابها لم تدرك أن إمامة أبي بكر أبيها للصلاة بدل محمد ستساعد على ترجيح جعله يتولى الحكم بعد محمد وهذا ما كان يقصده محمد، ليس تحيزًا للسنة فلا مبررلي كما ترى لذلك لكن تكذيب الشيعة هنا محض خرافات في هذه المسألة، وسذاجة عائشة كانت بعد ذلك ستقفدها مع حكمة السنين لاحقًا فصارت أكثر حنكة.

 

سبابه لصفية زوجته بدون ذنب أو خطإ فعلته

 

روى البخاري:

 

6157 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْفِرَ فَرَأَى صَفِيَّةَ عَلَى بَابِ خِبَائِهَا كَئِيبَةً حَزِينَةً لِأَنَّهَا حَاضَتْ فَقَالَ عَقْرَى حَلْقَى لُغَةٌ لِقُرَيْشٍ إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا ثُمَّ قَالَ أَكُنْتِ أَفَضْتِ يَوْمَ النَّحْرِ يَعْنِي الطَّوَافَ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَانْفِرِي إِذًا

 

1771 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ حَاضَتْ صَفِيَّةُ لَيْلَةَ النَّفْرِ فَقَالَتْ مَا أُرَانِي إِلَّا حَابِسَتَكُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَى حَلْقَى أَطَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ قِيلَ نَعَمْ قَالَ فَانْفِرِي

في شرح أحاديث عمدة الأحكام وشرح النووي لصحيح مسلم، وغيرهما من كتب الشروح والقواميس: قَالَ أَبُو عُبَيْد : مَعْنَى ( عَقْرَى ) عَقَرَهَا اللَّه تَعَالَى ، وَ ( حَلْقَى ) حَلَقَهَا اللَّه.

 

1733 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ حَجَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَضْنَا يَوْمَ النَّحْرِ فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا حَائِضٌ قَالَ حَابِسَتُنَا هِيَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَاضَتْ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ اخْرُجُوا وَيُذْكَرُ عَنْ الْقَاسِمِ وَعُرْوَةَ وَالْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَفَاضَتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ النَّحْرِ

 

ورواه مسلم 1211 والبخاري 1762 و1561 و1771 و1772 و5329 وأحمد 24558 و25428 و24906

 

أسلوب وكلام غير لائق

 

روى البخاري:

 

[ 1403 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال ان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه

 

ورواه أحمد 14672 و14744 و15248 و14537 والمنيئة، بميم مفتوحة ثم نون مكسورة، ثم ياء ثم همزة، بوزن ذبيحة: هي الجلد أول ما يوضع في الدباغ.

 

وروى أحمد:

 

18028- حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية يعني ابن صالح، عن أزهر بن سعيد الحرازي، قال: سمعت أبا كبشة الأنماري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه فدخل، ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء قال: " أجل، مرت بي فلانة، فوقع في قلبي شهوة النساء، فأتيت بعض أزواجي فأصبتها ، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أزهر بن سعيد الحرازي، روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ابن سعد: كان قليل الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. معاوية بن صالح: هو ابن حدير الحضرمي الحمصي قاضي الأندلس. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 6/139، والطبراني في "الكبير" 22/ (848) ، وفي "الأوسط" (3275) ، وفي "مسند الشاميين" (2047) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/20 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث جابر، سلف برقم (14537) ، وأخرجه مسلم (1403) (9) . وآخر من حديث عبد الله بن مسعود عند الدارمي (2215) ، والبخاري في "التاريخ" 5/69، والبيهقي في "الشعب" (5436) . وروي مرفوعا وموقوفا. وقوله: "إن من أماثل أعمالكم إتيان الحلال" يشهد له حديث أبي ذر عند البخاري في "الأدب المفرد" (227) ، ومسلم (1006) ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وفي بضع أحدكم صدقة". وسيأتي 5/167.

 

يعني أسلوب ليس من الأدب واللياقة والتهذيب في شيء كما ترى وفيه افتضاحية وسلوك افتضاحي عجيب، بالإضافة إلى عنصرية وهوس ضد النساء لا يزال سائدًا حتى عصرنا.

 

وروى مسلم:

 

[ 350 ] حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي قالا حدثنا بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل

 

محمد كان يأمر أتباعه بالتلفظ بلفظ بذيء

 

روى أحمد بن حنبل وعبد الله بن أحمد بن حنبل:

 

• 21218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيٍّ،: أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ. فَقَالُوا: مَا كُنْتَ فَحَّاشًا قَالَ: "إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ"

 

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو بن العباس روى عنه جمع، وترجمه الخطيب في "تاريخه" 3/127، ونقل توثيقه عن ابن خراش، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/107، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1235) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق الحسن البصري، عن عتي بن ضمرة، عن أُبيِّ برقم (21233) وما بعده. وفي الباب عن عمر بن الخطاب موقوفاً عند ابن أبي شيبة 15/13.

قوله: "اعتزى" أي: انتسب، من: عزيت الشيء وعزوته، أعزيه وأَعزوه، إذا أسندته لأحد أو نسبته إليه. قال السندي: أي ذكر نسبه إلى آبائه بطريق الافتخار دون التعريف. قلنا: وفي الروايات الآتية جاء الحديث بلفظ: "من اعتزى بعزاء الجاهلية". "أعضَّه" أي: قال له: اعضض ذكر أبيك. والهن: كناية عن الذكر.

 

 

21233 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة، عن أبي بن كعب: أن رجلا اعتزى بعزاء الجاهلية، فأعضه، ولم يكنه، فنظر القوم إليه، فقال للقوم: إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لم أستطع إلا أن أقول هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا: "إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية، فأعضوه، ولا تكنوا"

 

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتي بن ضمرة، فحديثه يصلح للمتابعات والشواهد، وقد تابعه أبو عثمان النهدي فيما سلف برقم (21218) . عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، والحسن: هو البصري. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/300-301، والبخاري في "الأدب المفرد" (963) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (976) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3204) و (3207) ، والشاشي (1499) ، والطبراني في "الكبير" (532) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (756) ، والبغوي (3541) ، والضياء في "المختارة" (1244) ، والمزي في ترجمة عتي من "تهذيب الكمال" 19/329-330 و330 من طرق عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (963) ، والشاشي (1500) من طريق مبارك بن فضالة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (975) ، وعنه الطحاوي (3205) من طريق السري بن يحيى، كلاهما عن الحسن، به. وسيأتي (21234) و (21235) و (21236) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/32-33 (38337) من طريق كهمس بن الحسن، والنسائي في "الكبرى" (8865) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (974) من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، كلاهما عن الحسن البصري، عن أبي. ليس فيه عتي، والحسن لم يسمع من أبي.

 

وروى ابن أبي شيبة من أوامر عمر بن الخطاب:

 

38339- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : مَن اعْتَزَى بِالْقَبَائِلِ فَأَعِضُّوهُ ، أَوْ فَأَمِصُّوهُ.

 

ذكر محمد لأم شخص بدون داعٍ

 

روى أحمد:

 

23853 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنْ آخَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ، ثُمَّ سَارَ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ: مَا أَرَدْتُ أَنْ تَذْكُرَ أُمِّي ؟ قَالَ: لَمْ أَسْتَطِعْ إِلَّا أَنْ أَقُولَهَا، كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَعَطَسَ رَجُلٌ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: " عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ "، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، أَوِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلْيُقَلْ لَهُ: يَرْحَمُكُمُ اللهُ، أَوْ يَرْحَمُكَ اللهُ، شَكَّ يَحْيَى، وَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِي وَلَكُمْ"

 

إسناده ضعيف لإبهام رجلين فيه، ولاضطرابه. فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/107 عن علي ابن المديني، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (229) عن محمد بن بشار، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن رجل، عن رجل (في النسائي: عن آخر) ، عن سالم بن عبيد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233 عن علي ابن المديني، والحاكم 4/267 من طريق مسدد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، والنسائي (228) من طريق قاسم بن يزيد، والحاكم 4/267 من طريق الحسين بن حفص ومحمد بن جعشم الصنعاني، أربعتهم عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم بن عبيد. تنبيه: أورد المزي طريق ابن المديني في "التحفة" 3/253، فقال. ورواه علي ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سالم. قلنا: وذكر ورقاء في الإسناد فيه نظر. وأخرجه الترمذي (2740) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (227) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (261) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، كلاهما عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن سالم ابن عبيد. فأسقط الواسطة بين هلال وسالم، قال الترمذي: هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلاً. وأخرجه النسائي (230) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن خالد بن عرفطة، عن سالم. وخالد بن عرفطة هذا جهَّله أبو حاتم والبزار. ورواه ورقاء عن منصور، واختلف عنه في ذكر الواسطة بين هلال وسالم بن عبيد: فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (231) من طريق يزيد بن هارون، وابن قاشع في "معجم الصحابة" 1/283، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/132 من طريق عبد الصمد بن النعمان، كلاهما عن ورقاء، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن خالد بن عرفطة، عن سالم بن عبيد. وأخرجه الطيالسي (1203) ، ومن طريقه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/301، وفي "شرح المشكل" (4010) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9343) ، وأخرجه أبو داود (5032) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما (الطيالسي وإسحاق) عن ورقاء، عن منصور، عن هلال، عن خالد بن عرفجة، عن سالم بن عبيد. سماه خالد بن عرفجة، وقد صوَّب الحافظ في "تهذيبه" أنه ابن عرفطة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/106-107، وفي "الأوسط" 2/232، وأبو داود (5031) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (225) ، والحاكم 4/267، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9342) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي (226) ، وابن حبان (599) من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سالم بن عبيد. قال علي ابن المديني -فيما نقله عنه البخاري في "التاريخ الأوسط"-: لم أجد على جرير في حديث منصور إلا في هذا. وأشار النسائي إلى خطأ هذه الطريق عقب الرواية (229) ، وقال الحاكم: الوهم في رواية جرير هذه ظاهر، فإن هلال بن يساف لم يدرك سالم بن عبيد، ولم يره، بينهما رجل مجهول. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 2/233 من طريق أبي عوانة، عن منصور، عن هلال، عن رجل من آل عرفطة، عن سالم بن عبيد. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/301، وفي "شرح المشكل" (4011) من طريق أبي عوانة، وأخرجه أيضاً في "شرح المعاني" من طريق قيس ابن الربيع، كلاهما عن منصور، عن هلال، عن شيخٍ من أشجع، عن سالم بن عبيد. وأخرجه الحاكم 4/267 من طريق زائدة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن رجل من النخع، عن سالم بن عبيد.

قلنا: وقد ورد نحو خبر سالم بن عبيد هذا عن عمر بن الخطاب، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (19677) عن معمر، عن بديل العقيلي، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: عطس رجلٌ عند عمر بن الخطاب فقال: السلام عليك. فقال عمر: وعليك وعلى أمِّك، أمَا يعلم أحدكم ما يقول إذا عطس؟ إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل القوم: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لكم.

ورجاله ثقات إلا أنه مرسل، فإن أبا العلاء لم يسمع من عمر فيما يغلب على ظننِّا.

 

الخبر مشهور عمومًا، ولعله من قبيل الدعابة، لكن عند العرب المتحفظين كان ذكر أم الشخص هكذا بدون سبب مما يعتبر إساءة أو قريبًا من ذلك.

 

تكبر محمد وغروره

 

كان يأمر محمد أتباعه بترك الصلاة إذا ناداهم

 

روى البخاري:

 

4474 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } ثُمَّ قَالَ لِي لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ

 

ورواه البخاري 4647 و4474 و5006 وأحمد 15730 و17851

 

روى البخاري:

 

3340 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَعْوَةٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ أَنَا سَيِّدُ الْقَوْمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَلْ تَدْرُونَ بِمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ أَبُوكُمْ آدَمُ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَنَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ نَفْسِي نَفْسِي ائْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ لَا أَحْفَظُ سَائِرَهُ

 

3361 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيُنْفِذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ فَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى * تَابَعَهُ أَنَسٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1475 - وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الْأُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ ثُمَّ بِمُوسَى ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ * وَزَادَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الْخَلْقِ فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ وَقَالَ مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْأَلَةِ

 

ورواه البخاري 4476 و4712 و1474 و1475 ومسلم 193 إلى 195 وأحمد 2693 و9623 و15 و2546

 

روى مسلم:

 

[ 2276 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

 

[ 2277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

   

 [ 2278 ] حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا هقل يعني بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار حدثني عبد الله بن فروخ حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع

 

 [ 196 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم قال قتيبة حدثنا جرير عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا

 

 [ 196 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة

 

أكل محمد لحمًا فارتفعت حالته المزاجية، فشرع يصرح بتصريحاته المغرورة المضحكة، وانطلق في ذلك فلا أحد من أتباعه كان ليوقظه من أوهامه، ولنا أن نتساءل ماذا قدم محمد للبشرية والكوكب لنعتبره خير البشر؟! هل نشر السلام والخير والإخاء الإنساني، لا بل نشر تعاليم العنف والكره والعنصرية والقتل باسم إله وهمي، هل قدم نهجًا علميًّا للتفكير والتقدم، لا بل قدم خرافات وخزعبلات، هل اكتشف نظرية ما كونية أو فيزيائية او في علم الحياء؟ هل ساهم باختراع دواء أو علاج طبي لتخفيف آلام البشر، هل كتب كتابًا لتحرير فكر البشر، بل هو استلب الفكر واستعبده لخرافات. كل ما فعله هو أنه زاد معاناة البشر وشرور بعضهم وتخلفهم وتأخرهم.

 

ومن ألفاظ الحديث واللفظ للبخاري:

 

4712 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ مِنْهَا نَهْشَةً ثُمَّ قَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ النَّاسُ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَيَقُولُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي...إلخ

 

شيء عجيب فهنا النهي عن قتل النفس واعتباره شيئًا خطيرًا، مع أن محمدًا أمر بقتل آلاف البشر في حروبه بلا مبالاة، وهنا حصر المسألة فقط في هل كان الله المزعوم أمر بقتلها بدون سبب أم لم يأمر بزعمه، وخرافة كذب موسى فهو لا يعتبر كذبًا في إحدى الثلاث حالات في آية {بل فعله كبيرهم هذا} لاستحالة حدوثه بل هو من قبيل السخرية، فهذه جملة تناقضات.

 

وبالإضافة إلى حديث الشفاعة، الذي يحتمل أنه مقتبس مستوحى عن نص هاجادي عن موسى كما ذكرت في بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة/ موت موسى)، على عكس تفسير علي سينا بالمرض النفسي أو بتوفيق ما معه إن أمكن، فكذلك حديث المعراج الشهير وآيات القرآن عنه تعكس تكبرًا ومزاعم خرافية متفاخرة بأنه فاق وعلا فوق كل الأنبياء الأسطوريين الذي كانوا قبله ووصل إلى عرش الله الخرافي وتفاوض معه على عدد الصلوات! وذكرت في بحث (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية) أنه مقتبس من رؤيا أو صعود بولس، وجزء صغير من سفر (عهد أو وصية إبراهيم). روى البخاري:

 

3887 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ قَالَ أَنَسٌ نَعَمْ يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ قَالَ هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ قَالَ هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ قَالَ هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى قَالَ هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى قِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَا أُمِرْتَ قَالَ أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ قَالَ فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي

 

ورواه البخاري 3206 ومسلم 164 وأحمد 17833 إلى 17836 وغيرها

 

وروى أحمد:

 

8857 - حدثنا سليمان، حدثنا إسماعيل، أخبرني عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى بعثت من القرن الذي كنت منه"

 

إسناده جيد كسابقه. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/25، وأبو يعلى (6553) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/175، والبغوي (3614) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9392) .

 

20787 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ، فَقَالَ لِي: " يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللهِ ؟ أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَهُ، قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: آخِذًا بِيَدِهِ، "، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَصْبَحْتُ أَنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَعْطَانِي اللهُ كُلَّ خَيْرٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُهَا، قَالَ: فَبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ، أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَنَظَرَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ

 

إسناده صحيح. وأخرجه الطيالسي (1123) و (1124) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (775) و (829) ، وأبو داود (3230) ، وابن حبان (3170) ، والطبراني (1230) ، والحاكم 1/373، والمزي في ترجمة خالد بن سمير من "تهذيب الكمال" 8/90 من طرق عن أسود بن شيبان، بهذا الإسناد- وزادوا في أوله قصة تسمية بشير الآتية في الحديث التالي.

 

20788 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمَ بْنَ مَعْبَدٍ، فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ، " مَا اسْمُكَ ؟ " قَالَ: زَحْمٌ، قَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتَ بَشِيرٌ "، فَكَانَ اسْمَهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ قَالَ: " يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللهِ ؟ أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَ اللهِ "، قَالَ أَبُو شَيْبَانَ وَهُوَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: آخِذًا بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ أَلْقِ سِبْتِيَّتَكَ "

 

إسناده صحيح

 

12672 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ليلة أسري به مسرجا ملجما ليركبه، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: ما يحملك على هذا ؟ فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله منه، فارفض عرقا

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/372. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (3131) ، والطبري في "تفسيره" 15/15، وأبو يعلي (3184) ، وابن حبان (46) ، والآجري في "الشريعة" ص488-489، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/362-363. وانظر حديث الإسراء الطويل برقم (12505) من طريق ثابت البناني.

قوله: "فارفض" ، أي: سال.

 

وقد وصل تكبر محمد إلى حد الهوس والمفاخرة والمناداة في الشارع، روى أحمد:

 

23443 - حدثنا روح، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سكة من سكك المدينة: " أنا محمد، وأنا أحمد، والحاشر، والمقفى، ونبي الرحمة "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين . روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم . وأخرجه ابن عساكر في السيرة النبوية من "تاريخ دمشق" ص 20 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن حبان (6315) من طريق روح بن عبادة وحده، به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" بإثر الحديث (360) ، والدولابي في "الكنى" 1/3، وابن عساكر ص 20 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 11/457، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8483) ، والبزار في "مسنده" (2912) من طريق إسرائيل بن يونس، عن عاصم، به. وسيأتي برقم (23445) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة . وفي الباب عن جبير بن مطعم عند الشيخين، وسلف برقم (16734) . وعن أبي موسى، سلف برقم (19525) .

 

وروى البخاري:

 

3532 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ

 

الله ينتظر محمدًا لاستقباله بنفسه

 

روى البخاري:

 

4476 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحِي مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى { خَالِدِينَ فِيهَا }

 

بعد 7440 معلَّقًا: وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا قَالَ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ قَالَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

رواه أحمد 13562 بإسناد: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ...إلخ

 

حاول الخطابي في "أعلام الحديث " 4/2355 تبريره والتهرب منه، فقال:

 

وقوله: "في داره" يُوهِمُ مكاناً، ومعناه: أي: في داره التي دوَّرَها لأوليائه، وهي الجنة، كقوله عز وجل: {لهم دارُ السلام عند ربهم} [الأنعام: 127] ، وكقوله: (واللهُ يدعو إلى دار السَلام) [يونس: 25] ، وكما يقال: بيتُ الله، وحَرَمُ الله، يريدون بيتَ الله الذي جعله مثابةً للناس، والحرمَ الذي جعله أمْناً لهم، ومثله: رُوح الله، على سبيل التفضيل له على سائر الأرواح، وإنما ذلك في ترتيب الكلام كقوله عز وجل: {إنَ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون} [الشعراء: 27] فأضاف الرسول إليهم، وإنما هو رسول الله أرسله إليهم.

 

قلنا (هنا الكلام لمحققي مسند أحمد طبعة الرسالة): وقد جاء الحديث عن أنس بلفظ الجنة مكان قوله: "في داره"، انظر أحمد رقم (12469) من طريق عمرو بن أبي عمرو، و (13590) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس. وهو أصحُ.

 

حتى مع التهرب من وجود دار لله يسكن فيها كتصور سخيف، فيظل هناك تحديد لمكانه بأنه في الجنة الخرافية وهي حتى لو زعمت الأحاديث ونصوص القرآن اتساعها بسعة السماوات السبع الخرافية والأرض ففي النهاية هي محدودة ولها نهاية بعكس الكيان الإلهي الخرافي كما يفترضون.

 

وروى أحمد:

 

12469 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ

وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا، فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأُقْبِلُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ . فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ . فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ . وَفَرَغَ اللهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ . فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللهَ، لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا . فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: فَبِعِزَّتِي، لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا ، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ .

فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ"

 

إسناده جيد بهذه السياقة من اجل عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقد روى له الشيخان، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، لكنه قد توبع في معظم الفاظ هذا الحديث.

وأخرجه الضياء في "المختارة" (2345) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (877) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/479، وفي "الشعب" (1489) من طريق يونس بن محمد، به -واقتصر البيهقي في "الشعب" على أوله.

وأخرجه الدارمي (52) ، والنسائي في "الكبرى" (7690) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/710-711 من طرق عن الليث بن سعد، به. ولم يذكر الدارمي قصة إدخال من في قلبه نصف حبة شعير من الإيمان في الجنة، واقتصر النسائي على أوله.

وأخرجه ابن خزيمة 2/711-712 من طريق عبد الرحمن بن سلمان الحجْري، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وقد سلفت قصة فتح باب الجنة من طريق ثابت، عن أنس برقم (12397) ، وسلفت قصة الشفاعة من طريق قتادة، عن أنس برقم (12153) .

 

يعني الله محدود بمكان وهو منتظر قدوم محمد ليرحب به كأي صاحب منزل أو رئيس بقصر رئاسته حينما ينتظر ضيفًا مهمًّا! حديث ليس أحسن حالًا وهو يعكس تكبر محمد أو هكذا أراد صائغو الحديث تصويره.

 

13590 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، قَالَ: فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَقُولُ عِيسَى أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا " قَالَ: " فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدُ فَيُفْتَحُ لِي فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: " أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ "، قَالَ: " ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، قَالَ: فَأُخْرِجُهُمْ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/613 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 2/614 من طريق محمد بن كثير الثقفي، عن حماد بن سلمة، به.

وقد سلف الحديث في مسند ابن عباس برقم (2693) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.

 

هذا يدل على تحديد وحد الله الخرافي بمكان ومساحة محدودة متناهية، لو أنه لا يحده مكان فيمكنه ببساطة دعاؤه من نفس المكان الذي سيكون محمد واقفًا فيه حسب الخرافة مع الناس يوم القيامة والدين (الحساب) الخرافي.

 

ادعاؤه أنه أعلم الناس وهو من أجهلهم

 

وروى البخاري:

 

7007 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِي فَأَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ

 

ورواه مسلم 2391 وأحمد 5554 و6142

 

7089 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ فَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ أَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَوْأَى الْفِتَنِ و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَمُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ

 

في الواقع كتبت مئات الصفحات ونقلت من غيري كذلك فيها عن الأخطاء العلمية والتاريخية والخرافات في نصوص القرآن والأحاديث، ما ينفي صحة زعم محمد بأنه أعلم أو من أعلم الناس والبشر، بل هو جاهل بكثير من الأشياء بوضوح.

 

ادعاؤه أنه يرى من قفاه

 

روى البخاري:

 

742 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ

 

روى مسلم:

 

[ 423 ] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني حدثنا أبو أسامة عن الوليد يعني بن كثير حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ثم انصرف فقال يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه إني والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي

 

 [ 424 ] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل ترون قبلتي ههنا فوالله ما يخفي علي ركوعكم ولا سجودكم إني لأراكم وراء ظهري

 

 [ 425 ] حدثني محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من بعدي وربما قال من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم

 

ورواه أحمد (7199) و(8255) و (10565) و(8927) و(8024) و (8771) و (8877) و(9796).

 

وقال النووي في شرح مسلم:

 

قوله صلى الله عليه و سلم ( يا فلان ألا تحسن صلاتك ألا ينظر المصلى إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه أنى والله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي ) وفي رواية ( هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى على ركوعكم ولا سجودكم أني لأراكم وراء ظهري ) وفي رواية ( أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من بعدي إذا ركعتم وسجدتم ) قال العلماء معناه أن الله تعالى خلق له صلى الله عليه و سلم إدراكا في قفاه يبصر به من ورائه وقد انخرقت العادة له صلى الله عليه و سلم بأكثر من هذا وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع بل ورد الشرع بظاهره فوجب القول به قال القاضي قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وجمهور العلماء هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة...   

 

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 18/346:

 

هذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سبيل إلى كيفية ذلك، وهو علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.

 

كلام وزعم مضحك للغاية، وهذه سمة لبعض الشخصيات المصابة بجنون العظمة والشعور بالاضطهاد وتآمر الآخرين ضدها، حيث يزعمون أنهم يرون من خلفهم ويرون ما لا يراه الآخرون، وقد تعاملت مع شخصيات مصابة بعقد ومركبات النقص وجنون العظمة وغيرها من اختلالات نفسية وشخصية وما أكثرهم بمصر، وبلاد المسلمين، وكانت عندهم هذه السمة دون أن يكونوا قرؤوا شيئًا عن محمد. عادة ينقلب عدم ثقتهم في ذاتهم إلى تفاخر ومزاعم غير حقيقية كهذه. فقهاء المسلمين وتعاليمهم و"نصيحة" عوامهم ودهمائهم الجهلة لنا ألا نفكر! ونعطل العقل كأنه جهاز لا وجود له عندنا كنصيحة ابن عبد البر بالضبط.

 

تخيل لو قال إمام مسلم في مسجد هذه الجملة التالية، ألن تكون (إفيه) وجملة كوميدية هزلية تضحك كل المصلين، روى أحمد:

 

12011 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: أقيمت الصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا بوجهه فقال: " أقيموا صفوفكم، وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (69) ، وعبد الرزاق (2462) ، وابن أبي شيبة 1/351، وعبد بن حميد (1406) ، والبخاري (725) ، والنسائي في "المجتبى" 2/92 و105، وفي "الكبرى" (888) وأبو يعلى (3291) و (3720) و (3721) و (3858) ، وابن عدي 7/2673، وابن حبان (2173) ، والبيهقي 2/21، والخطيب البغدادي 8/88، والبغوي (807) من طرق عن حميد الطويل، به. وعند بعضهم زيادة: فكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه. وأخرجه البخاري (718) ، ومسلم (434) ، وأبو عوانة 2/39، والبيهقي 3/100 من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وسيأتي من طريق حميد بالأرقام (12255) و (12884) و (13396) و (13777) و (13778) و (14054) ، ومن طريق ثابت برقم (12646) . وقوله: "إني أراكم من وراء ظهري" سلف ضمن حديث المختار بن فلفل عن أنس برقم (11997) . وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7199) . وانظر شرحه هناك.

قوله: "تراصوا" ، قال السندي: أي: تلاصقوا حتى لا يكون بينكم فرجة، من: رص البناء، بالتشديد: إذا لصق بعضه ببعض.

 

12255 - حدثنا سليمان بن حيان أبو خالد، عن حميد، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل علينا بوجهه، قبل أن يكبر فيقول: " تراصوا، واعتدلوا، فإني أراكم من وراء ظهري "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل سليمان بن حيان. وأخرجه الضياء في "المختارة" (2092) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد، وانظر (12011)

 

13838 - حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " استووا ، استووا، فوالله إني لأراكم من خلفي، كما أراكم من بين يدي "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر برقم (14053) . وأخرجه أبو يعلى (3514) ، والبغوي (808) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/91، وأبو يعلى (3291) ، وأبو عوانة 2/39، وأبونعيم في "دلائل النبوة" (353) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرنوا - عدا النسائي- بثابت حميدا. وسلف من طريق ثابت برقم (12646) ، ومن طريق حميد برقم (12011) .

 

وعلى النقيض تدل النصوص على أن محمدًا لا يرى خلفه وليس له قدرة خارقة، فعندما ازدحم عليه الناس العامة لسوء توزيعه غير العادل للمنهوبات من هوازن وثقيف في غزوة حنين، تعلق ثوبه بشجرة فظن الناس هم من أخذوا ثوبه، روى البخاري:

 

2821 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا

 

3148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلًا مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا


وروى أحمد:

 

6729- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَجَاءَتْهُ وُفُودُ هَوَازِنَ ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، فَمُنَّ عَلَيْنَا ، مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَإِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنَ الْبَلاَءِ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ ، فَقَالَ : اخْتَارُوا بَيْنَ نِسَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ ، قَالُوا : خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا ، نَخْتَارُ أَبْنَاءَنَا ، فَقَالَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَهُوَ لَكُمْ ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ، فَقُولُوا : إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِالْمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا قَالَ : فَفَعَلُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَهُوَ لَكُمْ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ : وَمَا كَانَ لَنَا ، فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ : أَمَّا مَا كَانَ لِي ولِبَنِي فَزَارَةَ ، فَلاَ ، وَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ ، فَلاَ ، وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ ، فَلاَ ، فَقَالَتِ الْحَيَّانِ : كَذَبْتَ ، بَلْ هُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنَ الْفَيْءِ ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللَّهُ عَلَيْنَا ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ ، وَتَعَلَّقَ بِهِ النَّاسُ ، يَقُولُونَ : اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئَنَا بَيْنَنَا ، حَتَّى أَلْجؤُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمٌ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ، ثُمَّ لاَ تُلْفُونِي بَخِيلاً وَلاَ جَبَانًا وَلاَ كَذُوبًا ثُمَّ دَنَا مِنْ بَعِيرِهِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ سَنَامِهِ فَجَعَلَهَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، ثُمَّ رَفَعَهَا ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ وَلاَ هَذِهِ ، إِلاَّ الْخُمُسُ ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ ، فَرُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمَخِيطَ ، فَإِنَّ الْغُلُولَ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَارًا وَنَارًا وَشَنَارًا فَقَامَ رَجُلٌ مَعَهُ كُبَّةٌ مِنْ شَعَرٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَذْتُ هَذِهِ أُصْلِحُ بِهَا بَرْدَعَةَ بَعِيرٍ لِي دَبِرَ ، قَالَ : أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَهُوَ لَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا إِذْ بَلَغَتْ مَا أَرَى فَلاَ أَرَبَ لِي بِهَا ، وَنَبَذَهَا.

 

حديث حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية (7037) ، وفي مصادر التخريج، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه بتمامه النسائي في "المجتبى" 6/262-264، والطبري في "التاريخ" 3/86، 87 و89، 90 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "السنن" 6/336، 337 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو... بهذا الإسناد. وبرواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، أورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/352-354. وأخرجه مختصرا أبو داود (2694) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/187، 188، وقال: رواه أبو داود مختصرا، ورواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات، قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث. (قلنا: يعني في الرواية الآتية برقم (7037) . وللحديث أصل في "صحيح البخاري" (4318) و (4319) من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، سيرد 4/326. وآخر مختصر من حديث جبير بن مطعم عند البخاري أيضا (2821) و (3148) ، سيرد 4/82 و84.

 

ويتضح لنا أن محمدًا كان ينظر بطرف عينه لمن وراءه لا أكثر من ذلك، روى أحمد:

16297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ شَيْبَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَصَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَحَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، إِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ "

قَالَ: وَرَأَى رَجُلًا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ، فَوَقَفَ حَتَّى انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ، لَا صَلَاةَ لِرَجُلٍ فَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ "، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " فَرْدًا خَلْفَ الصَّفِّ " فَقَالَ لَهُ " اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ، فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري، وملازم بن عمرو: هو حفيد عبد الله بن بدر، وكان يحيى القطان وأحمد بن حنبل يقدمانه على عكرمة ابن عمار. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن سعد في "الطبقات" 5/551، وابن أبي شيبة 2/193 و14/156، وابن ماجه (871) و (1003) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/275-276، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678) ، وابن خزيمة (593) و (667) و (872) و (1569) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3901) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/394، وابن حبان (1891) و (2202) ، و (2203) ، والبيهقي في "السنن" 3/105 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد.  قوله: "إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود". سيرد نحوه من حديث أبي مسعود البدري 4/119، وانظر حديث أبي سعيد الخدري (11532).  وقوله: "لا صلاة لرجل فرد خلف الصف". سيرد نحوه من حديث وابصة بن معبد 4/227-228.

قال السندي: قوله: "يصلي خلف الصف": كأنه كان مسبوقاً، فقام يتم ما فاته مع الإمام. قوله: "لا صلاة لرجل فرد": ظاهره بطلان صلاة الفرد خلف الصف مطلقاً، لضرورة أم لا، ومن لا يرى البطلان حمله على نفي الكمال، والإعادة على التأديب، أو على النصح، والله تعالى أعلم

 

وادعت النصوص أن محمدًا لا يفقد وعيه، روى البخاري:

 

3570 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ وَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ

138 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ صَلَّى وَرُبَّمَا قَالَ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ وَقَامَ يُصَلِّي فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ عَنْ شِمَالِهِ فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِي فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْنَا لِعَمْرٍو إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}

 

وروى أحمد:

 

7417 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: سمعت أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تنام عيني، ولا ينام قلبي "

 

إسناده قوي، عجلان والد محمد -وهو مولى فاطمة بنت عتبة المدني- لا بأس به من رجال مسلم، وابنه محمد سلف الكلام عليه في الحديث السابق. وأخرجه ابن خزيمة (48) ، وابن حبان (6386) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مكررا برقم (9657) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (1911). وعن عائشة، سيأتي 6/36، وهو متفق عليه. وعن أنس بن مالك عند البخاري (3570) .

 

(24073) 24574- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ ، فَقَالَتْ : مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُصَلِّي أَرْبَعًا ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا.

قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ ؟ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّهُ ، أَوْ إِنِّي تَنَامُ عَيْنَايَ ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي. (6/36)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/384 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/120، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (4711) ، وإسحاق بن راهويه (1130) ، والبخاري (1147) و (2013) و (3569) ، ومسلم (738) (125) ، وأبو داود (1341) ، والترمذي في  "جامعه" (439) ، وفي "الشمائل" (267) ، وابن خزيمة (1166) ، وأبو عوانة 2/327، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/282، وفي "شرح مشكل الآثار" (3431) ، وابن حبان (2430) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/384، والبيهقي في "السنن" 1/122 و2/495-496 و3/6 و7/62، وفي "معرفة السنن والآثار" (5379) ، وفي "الدلائل" 1/371-372، والبغوي في "شرح السنة" (899) ، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيرد بالأرقام (24446) و (24732) .

هذا الحديث بدوره يناقضه أنه فاتته صلاة الفجر مع أصحابه في بعض المرات، روى البخاري:

 

344 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ قَالَ كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا وَقْعَةً وَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَيْقَظَ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ ثُمَّ فُلَانٌ يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ لِأَنَّا لَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ قَالَ لَا ضَيْرَ أَوْ لَا يَضِيرُ ارْتَحِلُوا فَارْتَحَلَ فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى بِالنَّاس...إلخ

 

ادعاؤه أنه أفصح الناس

 

روى البخاري:

 

6998 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ الْبَارِحَةَ إِذْ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ حَتَّى وُضِعَتْ فِي يَدِي قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَقِلُونَهَا

 

ورواه مسلم:

 

[ 523 ] وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون

 

[ 523 ] حدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب حدثني يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي قال أبو هريرة فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها

ورواه أحمد 7632 و8150

 

زعم مردود عليه بما كتبته من نقد لغوي للقرآن والأحاديث في باب مخصص لذلك. هناك كثير من الركاكة بالتأكيد. تقديس القرآن وكم جهد محمد فيه جعله جزءً من منابع تعابير العربية لكن أحد أسباب ذلك تقديس المسلمين العرب له.

 

نهيه عن التكني بكنيته (أبي القاسم) وفي روايات أخرى الجمع بين كنيته واسمه

 

روى البخاري:

 

2120 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي

 

2121 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا رَجُلٌ بِالبَقِيعِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَمْ أَعْنِكَ قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

 

3114 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنْ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ حَمَلْتُهُ عَلَى عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ وَقَالَ حُصَيْنٌ بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا عَنْ جَابِرٍ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

 

3115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَتْ الْأَنْصَارُ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ

 

ورواه مسلم 2131 إلى 2133 وهو عند أحمد وغيره

 

هذه أحد أكثر الأحاديث أصالة عن محمد برأيي، وكان لمحمد ذهنية عجيبة غريبة في الربط اللفظي الشكلي بين ألفاظ لا علاقة لها ببعض، كربطه بين كلمة العقيقية يعني المذبوحة عن الطفل الجديد وبين كلمة العقوق. ولم يستمع أحد لوصيته بعدم استعمال كلمة العقيقة حتى اليوم حيث اعتبروها من غرائب محمد وشطحاته. نهي محمد عن التكني بكنيته له علاقة بتكبره وحبه لمنصب توزيع الغنائم والزكوات ومال الدولة والمريسة والترؤس.

 

6713- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْعُقُوقَ وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ ؟ قَالَ : وَالْفَرَعُ حَقٌّ ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا ، أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ ، وَتُكْفِئُ إِنَاءَكَ ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ ، وَقَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ ؟ فَقَالَ : الْعَتِيرَةُ حَقٌّ.

قَالَ : بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ : مَا الْعَتِيرَةُ ؟ قَالَ : كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ. (2/182).

 

إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995) . وأخرجه مطولا ومختصرا ابن أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن = رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة. ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369 (23134). وسيرد أيضا برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحدا من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة.

 

فيما قرأت لسيجمند فرويد، مثلا كتاب حالة (رجل الجرذان) كان مرضاه عندهم هذه الأنواع الغريبة من الربط الذهني اللفظي، ربما تساعد ملاحظة كهذه علماء النفس العقلانيين على تحديد أكبر احتمال لطبيعة مرض محمد النفسي أو العصبي. لنترك هذه الملاحظة على الهامش.

 

ادعاؤه أنه موجود منذ الأزل تقريبًا أو منذ بداية الكون في خطة الله

 

روى أحمد:

 

(20596) 20872- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ بُدَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا ؟ قَالَ : وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ. (5/59)

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيِّه ميسرة الفجر، وقد ذكره في الصحابة البخاري والبغوي وابن السكن وابن قانع وغيرهم، ورووا له هذا الحديث، قال أبو الوليد ابن الفرضي في "الألقاب": اسم ميسرة الفجر: عبد الله بن أبي الجذعاء، وميسرة لقب له، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عبد الله بن شقيق يروي عنهما: "متى كنت نبياً؟". بديل: هو ابن ميسرة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (834) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (410) ، والطبري في "المنتخب من ذيل المذيل" 11/569، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/130، والطبراني 20/ (834) ، والآجري في "الشريعة" ص 416 و421، وأبو نعيم في "الحلية" 9/53 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه ابن سعد 7/60، والطحاوي في "شرح المشكل" (5977) ، وابن قانع 3/129- 130، والطبراني 20/ (833) ، والآجري ص 421، وابن عدي في "الكامل" 4/1486، والحاكم 2/608-609، والبيهقي في "الدلائل" 1/84-85 و2/129، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/285 من طريق إبراهيم ابن طهمان عن بديل بن ميسرة، به. وأخرجه ابن سعد 1/148، والطحاوي في "شرح المشكل" (5976) ، والمزي في ترجمة عبد الله بن أبي الجدعاء من "تهذيب الكمال" 14/360، والذهبي في "معجم الشيوخ" 2/13 من طريق خالد الحذاء، وابن قانع 2/127 من طريق أيوب السختياني، كلاهما عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله ابن أبي الجذعاء، به . وقد سلف الحديث برقم (16623) من طريق خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق، عن رجل، ولم يسمِّه، وسيأتي من هذا الطريق 5/379. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2918) ، وفي "السنة" (411) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.وأخرجه ابن سعد 1/148 عن ابن علية، وابن أبي شيبة 14/292 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن خالد الحذاء، به . وسيأتي 5/59، وسيكرر 5/379 سنداً ومتناً. وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (3609) ، والحاكم 2/609، والآجري في "الشريعة" ص421، وأبي نعيم في "الدلائل" 1/53، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (2364) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (12571) و (12646) .

 

يوجد في الحديث معضلة لاهوتية كذلك من جهة المعرفة الكلية السابقة المزعومة لله الخرافي، فيُفترَض أن يكون الله قرر كل الأمور منذ الأزل وقبل بدء الزمن الكوني نظرًا لمعرفته كل شيء والمستقبل. وليس تقريره للأمور منذ بدء الزمن وخلقه للكون فقط. وليس محمد فقط أو أمور محدودة بل كل شيء. نفس هذه المشكلة تظهر فيما رواه مسلم:

 

[ 2653 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح حدثنا بن وهب أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء

 

ورواه أحمد 6579

 

غضبه لحديث شخص قبله في خطبة

 

روى أحمد:

15861 - حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عاصم بن كليب، قال: حدثني سهيل بن ذراع، أنه سمع معن بن يزيد أو أبا معن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجتمعوا في مساجدكم فإذا اجتمع قوم فليؤذنوني " قال: فاجتمعنا أول الناس فأتيناه، فجاء يمشي معنا، حتى جلس إلينا، فتكلم متكلم منا، فقال: الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصر، وليس وراءه منفذ ، ونحوا من هذا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فتلاومنا ، ولام بعضنا بعضا، فقلنا: خصنا الله به أن أتانا أول الناس، وأن فعل وفعل، قال: فأتيناه فوجدناه في مسجد بني فلان، فكلمناه فأقبل يمشي معنا، حتى جلس في مجلسه الذي كان فيه - أو قريبا منه - ثم قال: " إن الحمد لله ما شاء الله جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرا "، ثم أقبل علينا، فأمرنا وكلمنا وعلمنا.

 

بعضه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سهيل بن ذراع، لم يرو عنه سوى اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير عاصم بن كليب، فقد روى له مسلم، والبخاري تعليقا، وهو ثقة. وصحابيه معن بن يزيد، لم يخرج له سوى البخاري، وقد وهم الحافظ في "التقريب"، فجعله من الطبقة الثالثة، لا يعرف، وفرق بينه وبين معن بن يزيد بن الأخنس، وقد جعلهما المزي واحدا، وكذا الإمام أحمد- كما يشير إليه إيراد حديثه هنا- والطبراني. يحيى بن أبي حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (877) ، وفي "التاريخ الكبير" 4/106 مختصرا، عن أحمد بن إسحاق، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد، إلا أن فيه: سمعت أبا يزيد أو معن بن يزيد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (1074) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/296-297 من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن كليب، به. وعند الطبراني: عن معن بن يزيد، من غير شك، وجاء في "أسد الغابة": أنه سمع معن بن يزيد، أنه سمع أبا معن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم نقل ابن الأثير عن أبي عمر قوله: وهو غلط، إنما هو معن بن يزيد أبو يزيد، وتحرف اسم عاصم بن كليب عند الطبراني إلى عاصم الأحول. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/117، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير سهل بن ذراع، وقد وثقه ابن حبان. وقوله: "إن من البيان سحرا" سلفت شواهده في مسند عبد الله بن مسعود عند الرواية (4342) ، وهو حديث صحيح.

قال السندي: قوله: "فليؤذنوني" من الإيذان، بمعنى الإعلام.  "مقصر" بفتح ميم وصاد، أي: إذا حمد أحد دون الله، فلا يكون الحمد مقصورا عليه، بل يكون متجاوزا عنه إلى الله، فإن ما حمد عليه ذلك الغير فهو منه تعالى، فهو المستحق للحمد عليه حقيقة، فكيف يقتصر مع ذلك على الغير. "منفذ" بفتح الميم والفاء، أي: إذا حمد هو تعالى تقتصر الحمد عليه، لا يتجاوز عنه إلى غيره، إذ ليس ما حمد عليه تعالى من غيره حتى ينصرف حمده تعالى إليه، فالحاصل أنه متى ما حمد غيره، فالحمد له تعالى، ومتى ما حمد هو، لا ينصرف الحمد إلى غيره. "فغضب": كأنه لما فيه من التقدم بين يديه، وقد نهى الله تعالى عنه. "فقام": أي منصرفا. "أن" أي: بأن. "بين يديه" أي: قدام هذا الوقت الحاضر، والمراد: من شاء قدمه، ومن شاء أخره.

 

ولهذا الكلام بعض الشواهد من القرآن والحديث، ففي القرآن:

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)} الحجرات

 

وروى أحمد:

 

(11142) 11159- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ائْتَمُّوا بِي يَأْتَمُّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ ، فَإِنَّهُ لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.(3/19).

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، فمن رجال مسلم. منصور بن سلمة هو ابن عبد العزيز أبو سلمة الخزاعي، وأبو الأشهب العطاردي: هو جعفر بن حيان. وأخرجه الطيالسي (2162) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (874) ، ومسلم (438) ، وأبو داود (680) ، والنسائي في "المجتبى" 2/83، وفي "الكبرى" (870) ، وابن ماجه (978) ، وأبو يعلى (1065) ، وابن خزيمة (1612) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/19، وفي "أخبار أصبهان" 2/225، والبيهقي في "السنن" 3/103 من طرق عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/83، وفي "الكبرى" (871) من طريق الجريري، عن أبي نضرة، به. وعلقه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة التمريض في كتاب الأذان، باب الرجل يأتم بالإمام، ويأتم الناس بالمأموم. قال الحافظ في "الفتح" 2/205: هذه الصيغة لا تختص بالضعيف بل قد تستعمل في الصحيح أيضا، بخلاف صيغة الجزم، فإنها لا تستعمل إلا في الصحيح. وفي الباب عن عائشة عند عبد الرزاق في "المصنف" (2453) ، وأبي داود (679) ، وابن خزيمة (1559) ، وابن حبان (2156) . وسيأتي بالأرقام (11292) و (11511) .

قال السندي: قوله: "ائتموا بي" ، أي: اقتدوا بي في أمر الصلاة. قوله: "من بعدكم" : من الصف الثاني وغيره، والخطاب بأهل الصف الأول أو من بعدكم من أتباع الصحابة، والخطاب بالصحابة مطلق. قوله: "يتأخرون" : عن الصفوف المتقدمة.

 

ورواه البخاري معلقًا قبل حديث 713:

 

بَاب الرَّجُلُ يَأْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَيَأْتَمُّ النَّاسُ بِالْمَأْمُومِ وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ

 

فكرة الاستعلاء الطبقي والديني والمنصبي متجذرة للغاية في ثقافة العرب والمسلمين، يحب رؤساء أعمالهم أن يعتقدوا أن الله رفعهم فوق بعض درجات كما قال القرآن، ثورة الضباط الأحرار في مصر ثورة يوليو ألغت الطبقية في الألقاب وما يماثلها في سوريا وتركيا وغيرها، لكن لا يزال لدينا باشوات وبهوات وبك من أصحاب مناصب الشرطة والجيش والأثرياء. هذا تعظيم أجوف لمغرورين غرورًا أجوف.

 

ادعاؤه أن الله الخرافي خيره واستأذنه قبل موته

 

روى البخاري:

 

466 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ إِنْ يَكُنْ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْعَبْدَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ

6348 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ لَنْ يُقْبَضَ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي غُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً ثُمَّ أَفَاقَ فَأَشْخَصَ بَصَرَهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى قُلْتُ إِذًا لَا يَخْتَارُنَا وَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَتْ فَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى

 

ورواه أحمد 24583 و25433 و26319 ومسلم 2444

 

ومما رواه أحمد ولعلي اخترت حديثًا ضعيف الإسناد لكنه يوضح المعنى المقصود من الآخر صحيح الإسناد:

 

15922 - حدثنا أبو الوليد هشام، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال: "إن رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا، ما شاء أن يعيش فيها، يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه عز وجل، فاختار لقاء ربه" قال: فبكى أبو بكر رضي الله عنه، قال: فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون من هذا الشيخ، أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا صالحا خيره ربه تبارك وتعالى بين الدنيا، وبين لقاء ربه تبارك وتعالى فاختار لقاء ربه عز وجل، وكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: بل نفديك بأموالنا وأبنائنا - أو بآبائنا- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من الناس أحد أمن علينا في صحبته، وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود، وإخاء إيمان، ولكن ود، وإخاء إيمان مرتين، وإن صاحبكم خليل الله عز وجل"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة ابن أبي المعلى، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يرو له سوى الترمذي، وهو أبو المعلى بن لوذان الأنصاري، وقيل: اسمه زيد بن المعلى، وقال ابن عبد البر: لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد الملك: هو ابن عمير اللخمي. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/55-56، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1006) مختصرا، والطبراني في "الكبير" 22/ (825) من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3659) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 12/151-152 (على هامش "الإصابة" لابن حجر) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/309 من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الطحاوي (1007) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن بعض بني أبي المعلى- وهو رجل من الأنصار-، عن أبيه- وكان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث مختصرا. وسيكرر بإسناده ومتنه 4/211-212. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، عند البخاري (466) ، ومسلم (2382) (2) ، وسلف برقم (11135) . وذكرنا أحاديث الباب في تخريج حديث ابن مسعود السالف برقم (3580) .

قال السندي: قوله: "خيره" بتشديد الياء. "أن ذكر" بفتح "أن "، وهو مفعول لأجله لمقدر، أي: يبكي لأن ذكر. "أعلمهم" حيث علم أن المراد به صلى الله عليه وسلم . "بل نفديك" من فداه، بالتخفيف، إذا حصله، وأعطى الفداء عنه، والمقصود أنه لو أمكن ذلك لفعلنا، والغرض منه إظهار أنه أحب إليهم من أولئك، وإلا فالفداء غير مقصود، وقد سبق تحقيق هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري.

ادعاء محمد أو أتباعه أن جثته لن تتحلل وإعطاؤه نفسَه صلاحياتٍ مقاربة لإله

روى أحمد:

 

16162 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ "

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ - يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ "

 

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (976) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/516- ومن طريقه ابن ماجه (1085) و (1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) - والدارمي 1/369، وأبو داود (1047) و (1531) ، والنسائي في "المجتبى" 3/91، وفي "الكبرى" (1666) ، وإسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (22) ، وابن خزيمة (1733) و (1734) ، وابن حبان (910) ، والطبراني في "الكبير" (589) ، والحاكم 1/278 و4/560، وأبو نعيم في "المعرفة" (976) ، والبيهقي في "السنن " 3/248، وفي "فضائل الأوقات" (275) من طرق عن حسين بن علي الجُعْفي، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه النووي في الأذكار. ووقع عند ابن ماجه اسم الصحابي شداد بن أوس، وهو وهم، نبه عليه المِزِّي في "تحفة الأشراف" 2/4 و4/143.  وله شاهد من حديث أبي الدرداء وأبي أمامة، أوردهما ابن القَيم في "جلاء الأفهام " ص 85-86، وكلاهما ضعيف إلا أنهما يصلحان للشواهد. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10970) .

وقد أعلَّ هذا الحديثَ بعضُ الحفاظ بما لا مقدح فيه، انظر بيان ذلك في "جلاء الأفهام" ص81- 85.

 

الطبيعة محايدة بقوانينها، لا تبالي بأحلام البشر السذج ومزاعمهم التافهة، فكل كائن حي يموت يتحلل ويخضع لإعادة تدوير مواده في الطبيعة. ومحمد نفسه جاءت الأخبار أنهم شهدوا بداية تحللها وانتفاخها لأنهم تركوها ثلاثة أيام مشغولين بالصراع والنقاش على من سيتولى حكم الدولة. أقتبس من الجزء الأول من الكتاب:

 

وإذا كان إكرام الميت سرعة دفنه، فبعد موت محمد تركه أتباعه ثلاثة أيام وليلتين مهملة جثته حتى انتفخت، لأنهم انشغلوا بالجدال والتنازع على من له حق تملك الخلافة الإسلامية:

 

روى أحمد بن حنبل:

 

24790 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُرَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ "

 

24333 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَالْمَسَاحِي: الْمُرُورُ "

 

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4300) من طريق الإمام أحمد ، بهذا الإسناد، وقال: لم يرو هذا الحديث عن هُريْم بن سفيان إلا الأسود بن عامر. وأخرجه مرسلاً ابن سعد 2 / 305 ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24 / 396 من طريق شريك بن أبي نمر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1 / 231 أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء.

 

ووقع في السيرة لابن إسحاق برواية ابن هشام/ ج4:

 

قال ابن إسحاق: وقال الزهريُّ: حدثني أنس بن مالك: أنه لما كان يوم الاثنين الذي قَبض الله فيه رسوله...إلخ

 

فلما فُرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ الثلاثاء، وُضع في سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما قُبض نبى إلا دُفن حيث يُقبض. فرُفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تُوفي عليه، فحُفر له تحته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرْسالا، دخل الرجال، حتى إذا فرغوا أدخل النساء، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان. ولم يَؤُم الناسَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ. ثم دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن امرأته فاطمة بنت عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة رضى الله عنها: جوف الليل من ليلة الأربعاء.

 

وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليّ بن أبي طالب والفضلُ بن عباس، وقُثَم بن عباس، وشُقْران مولى رسول الله...إلخ

 

وعن تعفن جثة محمد وبدء انتفاخها، رغم مزاعم المسلمين بعدم بلاء وتحلل أجساد الأنبياء وبعض الشهداء والصالحين التي سننتقدها في الجزء الثاني، روى الدارمي في سننه (من أساتذة كل أصحاب الحديث المشاهير):

 

83 - أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى فقام عمر فقال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول فقام العباس فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من ان يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب...إلخ

 

وأورد الذهبي في تاريخ الإسلام له وفي سير أعلام النبلاء:

 

عليّ بْن خَشْرم: حدثنا وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ أنّ أبا بَكْر الصديق جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكبّ عَليْهِ فقبّله وقال: بأبي وأميّ، ما أطيب حياتك ومماتك. ثمّ قَالَ البهي: وكان النبي تُرِك يومًا وليلة حتى ربَا بطنُه وأنثنت خِنْصراه.

قَالَ ابن خشرم: فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيَيْنَة فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قَالَ: ولم أكن سمعته، إلا أنّي أردت تخليص وكيع.

قَالَ ابن خشرم: سمعته مِن وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجّبت مِن جسارته، وأُخْبِرتُ أنّ وكيعًا احتجّ فقال: إنّ عِدّةً مِن الصحابة منهم عُمَر قَالُوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، فأحبّ الله أن يُريهم آية الموت.

 

ووقع في الطبقات الكبير لابن سعد:

 

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني قيس، يعني بن الربيع، عن جابر عن القاسم بن محمد قال: لم يدفن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى عرف الموت فيه في أظفاره اخضرت.

 

وإذا كانوا رفضوا الواقدي (محمد بن عمر)، فلا يستطيعون رفض وكيع راوي الأحاديث وهو من مصادرهم الأساسية ومضرب المثل عندهم في الحفظ والإتقان والأمانة في رواياته لدرجة قول بيت الشعر فيه: شكوتُ لوكيع سوءَ حفظي...إلخ

 

نموذج لعقلية البشر البدائيين المسحوقين الفقراء، أملهم الوحيد هو الوهم والخيال وحياة أخرى افتراضية قادمة لن تأتي ولا وجود لها ولا دليل عليها ولا حتى جزء من دليل، من يحاول سلبهم الوهم لتحريرهم من استلاب واستعباد الوهم والخرافة ومواجهة الواقع ليحلوا مشاكلهم بواقعية كان وسيكون عرضة للهجوم والأذى ورممبا السجن وحتى القتل.

 

وفي حديث مسند أحمد الذي في أول موضوعنا أعطى محمد لنفسه صلاحيات وقدرات مزعومة مقاربة للخاصة بالله، فهو يُعرَض عليه جزء على الأقل من أعمال البشر، أي صلواتهم وتسليماتهم وتبريكاتهم له وعليه، وأنه يرد على كل الآلاف والملايين التي تصلي عليه. لا أدري ألا يحتاج إلى اختراع الرد الآلي أو الأنسر ماشين.

 

يقول أنه لا يرضى بصديق (خليل) أقل من الله نفسه

 

روى البخاري:


3654 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللَّهِ قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ

 

روى مسلم:

 

[ 2383 ] حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يحدث عن أبي الأحوص قال سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلا

 

[ 2383 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو كنت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر

 

 [ 2383 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن حدثني سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس عن بن أبي مليكة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة خليلا

ورواه أحمد 3580 و3878 و3909 و4182 11134 إلى 11136 و2432 3580وسنن النسائي الكبرى 8104 ورواه البخاري466 و3654 و3904

 

 

وروى أحمد:

 

16112 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير، قال: إن الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذا خليلا سوى الله حتى ألقاه لاتخذت أبا بكر " جعل الجد أبًا.

 

حديث صحيح، ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وإن كان مدلسا وقد عنعن- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/288-289 عن وكيع، والبيهقي 6/46 من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن جريح، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (47) مختصرا، والبخاري (3658) ، والدارمي 2/353 مختصرا، والبيهقي في "السنن" 6/246، والبغوي في "شرح السنة" (2220) من طريق أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19049) عن ابن جريح، قال: سمعت من أبي يحدث أن ابن الزبير كتب إلى أهل العراق، فذكره. وقد سلف نحوه برقم (16107) ، وسيكرر (16120) سندا ومتنا.

 

اعتبر محمد نفسه أعلى من باقي البشر، وأنه بزعمه لا يرى أنهم أنداد له ليكونوا أصدقاءه، وأن الله فقط (صديقه الخيالي الوهمي) هو صديقه.

 

ولع محمد بالمديح والتفخيم

 

روى أحمد:

 

3060 - حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس، عن عمرو بن دينار، أن كريبا، أخبره، أن ابن عباس، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل، فصليت خلفه، فأخذ بيدي، فجرني، فجعلني حذاءه ، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته، خنست ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لي: " ما شأني أجعلك حذائي فتخنس ؟ "، فقلت: يا رسول الله، أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك، وأنت رسول الله الذي أعطاك الله ؟ قال: فأعجبته، فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما

قال: ثم " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ ، ثم أتاه بلال، فقال: يا رسول الله، الصلاة . فقام فصلى، ما أعاد وضوءا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي الباهلي. وانظر (1912) و (2567) .وقصة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس سلفت برقم (2397) .

قوله: "خنست"، قال السندي: أي: تأخرت. وقوله: "فأعجبته"، قال: بصيغة التأنيث، أي: مقالتي، وضبط بصيغة المتكلم.

3068 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فجعل يثني عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكما "

 

صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن في رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو مكرر (2859)  وسلف (2424).  وأخرجه الطبراني (11763) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/691-692، وعنه ابن ماجه (3756) عن أبي أسامة، عن زائدة، به مختصرا بقصة الشعر فقط. وأخرجه ابن حبان (5778) ، والطبراني (11759) و (11760) و (11762) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (7) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/355، والبيهقي 10/237 من طرق عن سماك بن حرب، به. وأخرجه الطبراني (12888) من طريق أبي يزيد المديني، والحاكم 3/613 والبيهقي في "الدلائل" 5/317 من طريق مقسم، كلاهما عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2473) و (2761) ، و (2815) و (2861) و (3026) و (3068) . وفي الباب عن أبي بن كعب عند أحمد 5/125 والبخاري (6145) . وعن ابن مسعود عند أحمد 1/454، والترمذي (2844). وعن ابن عمر عند أحمد 2/16، والبخاري (5767) . وعن كعب بن مالك عند أحمد 3/456 (15786). وعن بريدة بن الحصيب عند ابن أبي شيبة 8/692، وأبي داود (5012) ، والبزار (2100 - كشف الأستار) . وعن عائشة عند البزار (2101) و (2102) و (2103) .

 

أيضًا تدل قصة ابن عباس على أن محمدًا نام حتى شخر وتنفس بانتظام، ثم استيقظ وصلى بدون وضوء بالمخالفة لتشريع الوضوء الخرافي الذي كان هو من شرَّعَه:

 

1912 - حدثنا سفيان، عن عمرو، عن كريب، عن ابن عباس، " بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، قال: فتوضأ وضوءا خفيفا، فقام فصنع ابن عباس كما صنع، ثم جاء فقام فصلى، فحوله فجعله عن يمينه، ثم صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم اضطجع حتى نفخ، فأتاه المؤذن ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ "

إسناده صحيح على شرط الشيخين . وأخرجه باختصار ابن ماجه (423) ، وابن خزيمة (484) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (232) من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه مطولا النسائي في "الكبرى" (1339) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن كريب، به. وانظر تمام تخريجه في الحديث السابق، فهو قطعة منه، وسيأتي برقم (2083) و (2084) و (2196) و (2325) و (2567) و (3060) و (3194) و (3372) و (3437) ، وانظر (1843) (3169) .

 

ورواه البخاري:

 

6316 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى حَاجَتَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَتَّقِيهِ فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَآذَنَهُ بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا قَالَ كُرَيْبٌ وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ

 

138 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ صَلَّى وَرُبَّمَا قَالَ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ وَقَامَ يُصَلِّي فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ عَنْ شِمَالِهِ فَحَوَّلَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ثُمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِي فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْنَا لِعَمْرٍو إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}

 

خرافة أنه لا يفقد وعيه أو لا ينام قلبه هذه يفندها روايتهم أنه نفخ وانتظم تنفسه.

 

وروى أحمد عن حب محمد للثناء وتأثره بشدة من أي كلمة تقال ضده:

11004 - حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال عمر: يا رسول الله، لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء، يذكران أنك أعطيتهما دينارين، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكن والله فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته من عشرة إلى مائة، فما يقول ذاك، أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها " يعني تكون تحت إبطه، يعني نارا، قال: قال عمر: يا رسول الله لم تعطيها إياهم ؟ قال: " فما أصنع يأبون إلا ذاك، ويأبى الله لي البخل "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة. أسود بن عامر: هو الملقب شاذان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البزار (925) "زوائد" ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5936)، وابن حبان (3412) و (3414) ، والحاكم 1/46 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم 1/46 من طريق داود بن رشيد، عن معتمر بن سليمان، عن عبد الله بن بشر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر عن عمر، وقال: هذا الحديث ليس بعلة لحديث الأعمش عن أبي صالح، فإنه شاهد له بإسناد آخر. ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/94، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح. وسيأتي برقم (11123) و (11124) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند مسلم (1056) (127) ، وقد سلف برقم (127) و (234) .

قال السندي: قوله: يحسنان، من الإحسان.  قوله: لكن فلانا: لكن: بتشديد النون، فلانا: بالنصب اسمها، والجملة القسمية معترضة. والإبهام: إما من النبي صلى الله عليه وسلم للاحتراز عن الاغتياب، أو من الراوي، وكان الرجل ممن يجوز غيبته إما لاشتهاره بهذا العيب، أو لأنه قصد صلى الله عليه وسلم زجر عمر إياه، وأن ينصحه.

 

وروى مسلم:

 

[ 1056 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان بن ربيعة قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت والله يا رسول الله لغير هؤلاء كان أحق به منهم قال إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني فلست بباخل

 

هذه الخاصية عرفها البعض واستغلها في محمد كما عرضت في فهرس عطاياه الإقطاعية في ج1، هدية حصان أو أكلة هريسة مع تعظيمه كانت قد تجعله يعطي من منهوباته وأراضي حكمه قرية أو ريعها الذي يتعب فيه سكان مساكين وما شابه. وعن تأثر محمد بأي كلمة تقال ضده وحرصه بطريقة طفولية على الرد عليها راجع باب (سخافة أسباب الصياغة) وباب (البذاآت).

وروى أحمد:

 

21242 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: "إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك "

 

حديث حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف عند التفرد، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/517 و11/504، وابن أبي عاصم في "الزهد" (263) ، والبيهقي في "الشعب" (10577) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السابق له. وأخرجه عبد بن حميد (170) ، والترمذي (2457) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (14) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" كما في "مختصره" (83) ، والحاكم 2/421 و513، وأبو نعيم 1/256، والبيهقي في "الشعب" (517) و (1499) و (10579) من طرق عن سفيان، به. وفي أوله عندهم جميعا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: "يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله" وفي رواية الترمذي وإسماعيل القاضي: إذا ذهب ثلثا الليل. والحديث عندهم مجموع إلى الحديث الذي بعده في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا عند أبي نعيم والبيهقي (517) و (10579) ، وحسنه الترمذي. وله شاهد من حديث يعقوب بن زيد التيمي عند عبد الرزاق (3114) ، وإسماعيل القاضي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (13) ورجاله ثقات، لكن يعقوب التيمي تابعي صغير، وحديثه مرسل أو معضل. وآخر من حديث حبان بن منقذ عند الطبراني (3574) ، وإسناده ضعيف. وبهما يتحسن الحديث. والرجل المبهم السائل في حديث أبي هو أبي نفسه كما جاء في مصادر أخرى للحديث.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية، فيما نقله ابن القيم في "جلاء الأفهام" ص 79، عن تفسير هذا الحديث فقال: كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه، فقال: "إن زدت فهو خير لك" فقال: النصف؟ فقال: "إن زدت فهو [خير لك " إلى أن قال : أجعل لك صلاتي كلها ، أي : أجعل دعائي كله صلاة عليك ، قال : " إذا تكفى همك ، ويغفر] (*) لك ذنبك" لأن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه، كفاه همه، وغفر له ذنبه.

 

ادعاؤه أن ثيابه مباركة

 

روى أحمد:

 

20790 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا ، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي " قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ ، وَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَ: وَقَالَتْ حَفْصَةُ: قَالَ: " اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا "، قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: " مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وأخرجه مسلم (939) (38) ، والنسائي 4/32، والطبراني 25/ (93) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/222، والشافعي 1/203، وعبد الرزاق (6089) و (6093) ، وابن أبي شيبة 3/242، والبخاري (1253) و (1254) و (1258) و (1259) و (1260) ، ومسلم (939) (36) و (38) ، وأبو داود (3142) و (3146) ، وابن ماجه (1458) ، والنسائي 4/28 و31 و32، وابن حبان (3032) و (3033) ، والطبراني 25/ (86- 90) و (92) و (98) ، والبيهقي3/389 و4/4 و4/6، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1474) من طرق عن أيوب السختياني، به. والقائل في آخر الحديث: "وقالت حفصة" هو أيوب السَّختياني كما جاء مبيَّناً في رواية البخاري وابن حبان. وستأتي رواية أيوب عن حفصة برقم (20795) . وأخرجه بنحوه البخاري (1257) ، والترمذي (990) ، والنسائي 4/33، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3173) ، وابن حبان (3033) ، والطبراني25/ (94-100) ، والبيهقي 3/389 من طرق عن محمد بن سيرين، به- وقرن الترمذيُّ في إحدى طرقه والبيهقي بمحمد بن سيرين أختَه حفصة. وسيأتي الحديث من طريق قتادة عن ابن سيرين برقم (20800). وسيأتي من طريق محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أم عطية قالت. برقم (20801). وسيأتي أيضاً في مسند النساء6/407 عن سفيان، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين، عن أم عطية. قال محمد: وحدثتناه حفصةُ...

قال السندي: قوله: "حِقْوه" بفتح الحاء، والكسر لغة: في الأصل: مَعقِدُ الإزار، ثم يراد به الإزار للمجاورة. وقوله: "أَشعِرْنها" من الإشعار، أي: اجعَلْنَه شعاراً لها، وهو الثوب الذي يلي الجَسَد، وإنما أمر بذلك تبركاً به. "ثلاثة قرون"، أي: ثلاثة ضفائر، ضفيرتان من القرنين وواحدة من الناصية.

 

هنا ادعى محمد أن ثيابه مباركة وأنه رجل مبارك، وأن حمل بعض ثيابه أشبه بحمل كارت توصية إلى الله، على طريقة الدول العربية والنامية الفاسدة التي تسير فيها الأمور بهذه الطريقة، ولو كان هناك إله عادل موجود فعلًا فلن تعمل الأمور عنده على أي حال وفق هذه التصورات الدنيئة الساذجة.

 

حديث الشفاعة الخرافي نموذج لتكبر محمد ومزاعمه المتغطرسة الخرافية

 

روى البخاري:

 

614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

وروى أحمد:

 

6568 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير كعب بن علقمة، وعبد الرحمن بن جبير -وهو المصري المؤذن العامري- فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (3614) ، ويعقوب بن سفيان 2/515، وابنُ خزيمة (418) ، وابنُ حبان (1692) ، والبيهقي في "السنن" 1/409، والبغوي (421) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (384) ، وأبو داود (523) ، والنسائي في "المجتبى" 2/25، وفي "الكبرى" (9873) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (91) ، وأبو عوانة 1/336، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143، وابن حبان (1690) ، والبيهقي في "السنن" 1/409 من طرق، عن حيوة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/226، وعبد بن حميد في "المنتخب" (354) ، ومسلم (384) أيضا، وأبو داود (523) ، وابن خزيمة (418) ، وأبو عوانة 1/336، وابن حبان (1691) ، والبيهقي في "السنن" 1/409 من طرق، عن سعيد بن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة، به.

 

15783 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثني محمد بن حرب، قال: حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يبعث الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي تبارك وتعالى حلة خضراء، ثم يؤذن لي، فأقول ما شاء الله أن أقول فذاك المقام المحمود "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن عبد ربه- وهو الزبيدي الحمصي- فمن رجال مسلم، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، اختلف في سماعه من جده، والصحيح سماعه منه، فقد قال الحافظ في "التهذيب": ووقع في صحيح البخاري في الجهاد تصريحه بالسماع من جده، وقال الذهلي في "العلل": ما أظنه سمع من جده شيئا، وقال الدارقطني: روايته عن جده مرسل. الزبيدي: هو محمد بن الوليد. وأخرجه الحاكم 2/363 من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ! وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/309، والطبري في "تفسيره" 15/147، وابن حبان (6479) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (142) ، والحاكم 2/363 من طرق عن محمد بن حرب، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/309، والطبري 2/146، والطبراني في "الكبير" 19/ (142) من طريق بقية بن الوليد، عن الزبيدي، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/309-310 من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عمه عبيد الله، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. قال البخاري: والأول أصح. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/51، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وأورده في موضع آخر 10/377، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وأحد إسنادي "الكبير" رجاله رجال الصحيح.

قال السندي: قوله: "على تل"، أي: موضع مرتفع. قوله: "فأقول ما شاء الله"، أي: من محامد الله تعالى.

 

وروى البخاري:

 

7510 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَنَزِيُّ قَالَ اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَقُلْنَا لِثَابِتٍ لَا تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَاءُوكَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا لَوْ مَرَرْنَا بِالْحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ فَقَالَ هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالْحَدِيثِ فَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ هِيهْ فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا قُلْنَا يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ وَقَالَ خُلِقَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ قَالَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَقُولُ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

 

4476 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحِي مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى { خَالِدِينَ فِيهَا }

 

99 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ

 

335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ َح قَال وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً

 

614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

4718 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ يَا فُلَانُ اشْفَعْ يَا فُلَانُ اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ

 

6304 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ يَدْعُو بِهَا وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ

 

6558 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ كَأَنَّهُمْ الثَّعَارِيرُ قُلْتُ مَا الثَّعَارِيرُ قَالَ الضَّغَابِيسُ وَكَانَ قَدْ سَقَطَ فَمُهُ فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ مِنْ النَّارِ قَالَ نَعَمْ

 

6566 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ

 

ومن مرويات مسلم في الشفاعة:

 

 [ 191 ] حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد قال قلت لعمرو بن دينار أسمعت جابر بن عبد الله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يخرج قوما من النار بالشفاعة قال نعم

 

 [ 191 ] حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا قيس بن سليم العنبري قال حدثني يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة

 

 [ 191 ] وحدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو عاصم يعني محمد بن أبي أيوب قال حدثني يزيد الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإذا هو قد ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول { إنك من تدخل النار فقد أخزيته }  و { كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها }  فما هذا الذي تقولون قال فقال أتقرأ القرآن قلت نعم قال فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام يعني الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه قال وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك قال غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم قال فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس فرجعنا قلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال أبو نعيم  

 

[ 192 ] حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران وثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله فيلتفت أحدهم فيقول أي رب إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها فينجيه الله منها

 

[ 193 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ومحمد بن عبيد الغبري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك وقال بن عبيد فيلهمون لذلك فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا قال فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون أنت آدم أبو الخلق خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله قال فيأتون نوحا صلى الله عليه وسلم فيقول لست هناكم فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا إبراهيم صلى الله عليه وسلم الذي اتخذه الله خليلا فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا موسى صلى الله عليه وسلم الذي كلمه الله وأعطاه التوراة قال فيأتون موسى عليه السلام فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته فيأتون عيسى روح الله وكلمته فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبدا قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأستأذن على ربي فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله فيقال يا محمد ارفع رأسك قل تسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود فأقع ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع رأسك يا محمد قل تسمع سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة قال فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود قال بن عبيد في روايته قال قتادة أي وجب عليه الخلود

 

[ 193 ] وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون بذلك أو يلهمون ذلك بمثل حديث أبي عوانة وقال في الحديث ثم آتيه الرابعة أو أعود الرابعة فأقول يا رب ما بقي إلا من حبسه القرآن

 

[ 193 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيلهمون لذلك بمثل حديثهما وذكر في الرابعة فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود

 

[ 193 ] وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ وهو بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة زاد بن منهال في روايته قال يزيد فلقيت شعبة فحدثته بالحديث فقال شعبة حدثنا به قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث إلا أن شعبة جعل مكان الذرة ذرة قال يزيد صحف فيها أبو بسطام

 

[ 193 ] حدثنا أبو الربيع العتكي حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي ح وحدثناه سعيد بن منصور واللفظ له حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه وأجلس ثابتا معه على سريره فقال له يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة قال حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض فيأتون آدم فيقولون له اشفع لذريتك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل الله فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى عليه السلام فإنه كليم الله فيؤتى موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح الله وكلمته فيؤتى عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فأوتى فأقول أنا لها فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول رب أمتي أمتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل ثم أعود إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال لي انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل هذا حديث أنس الذي أنبأنا به فخرجنا من عنده فلما كنا بظهر الجبان قلنا لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار أبي خليفة قال فدخلنا عليه فسلمنا عليه فقلنا يا أبا سعيد جئنا من عند أخيك أبي حمزة فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة قال هيه فحدثناه الحديث فقال هيه قلنا ما زادنا قال قد حدثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا قلنا له حدثنا فضحك وقال {خلق الإنسان من عجل}  ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله قال ليس ذاك لك أو قال ليس ذاك إليك ولكن وعزتي وكبريائي وعظمتي وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا الله قال فأشهد على الحسن أنه حدثنا به أنه سمع أنس بن مالك أراه قال قبل عشرين سنة وهو يومئذ جميع

 

 [ 194 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واتفقا في سياق الحديث إلا ما يزيد أحدهما من الحرف بعد الحرف قالا حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ومالا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلي ربكم فيقول بعض الناس لبعض ائتوا آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض وسماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول لهم إبراهيم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أو مر بقتلها نفسي نفسي اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه وسلم فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمت الناس في المهد وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر له ذنبا نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فانطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى

 

 [ 194 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكانت أحب الشاة إليه فنهس نهسة فقال أنا سيد الناس يوم القيامة ثم نهس أخرى فقال أنا سيد الناس يوم القيامة فلما رأى أصحابه لا يسألونه قال ألا تقولون كيفه قالوا كيفه يا رسول الله قال يقوم الناس لرب العالمين وساق الحديث بمعنى حديث أبي حيان عن أبي زرعة وزاد في قصة إبراهيم فقال وذكر قوله في الكوكب { هذا ربي } وقوله لآلهتهم { بل فعله كبيرهم هذا }  وقوله { إني سقيم } قال والذي نفس محمد بيده أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة قال لا أدري أي ذلك قال

 

 [ 195 ] حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وأبو مالك عن ربعي عن حذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى صلى الله عليه وسلم الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى صلى الله عليه وسلم لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفا

 

باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا

 

 [ 196 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم قال قتيبة حدثنا جرير عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعا

 

 [ 196 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة

 

 [ 196 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار بن فلفل قال قال أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد

 

 [ 197 ] وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك

 

باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته

 

 [ 198 ] حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة يدعوها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

 

 [ 198 ] وحدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة وأردت إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

   

 [ 198 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي أخبره أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة يدعوها فأنا أريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال كعب لأبي هريرة أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة نعم

 

 [ 199 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا

 

 [ 199 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة وهو بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فيستجاب له فيؤتاها وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

 

 [ 199 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محمد وهو بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فاستجيب له وإني أريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

 

 [ 200 ] حدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى وابن بشار حدثانا واللفظ لأبي غسان قالوا حدثنا معاذ يعنون بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

   

 [ 201 ] وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا بن جريح قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

 

وانظر أحمد 8132 و8959 و9303 و9504

 

وروى أحمد:

 

21245 - حدثنا أبو عامر، حدثنا زهير يعني ابن محمد، عن عبد الله بن محمد، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخر"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمد: وهو ابن عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني. زهير بن محمد: هو التميمي الخراساني، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2613) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1183) من طريقين عن أبي عامر عبد الملك العقدي، بهذا الإسناد. وجعل معه الضياء المقدسي حديثا آخر، هو الحديث التالي برقم (21246). وأخرجه الحاكم 4/78 عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير بن محمد، به، وجعل معه الحديث التالي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (787) من طريق يحيى بن أبي بكير، والحاكم 1/71 من طريق أبي حذيفة النهدي، كلاهما عن زهير بن محمد، به. ووقع في مطبوع "السنة": "محمد بن عبد الله بن عقيل" مقلوبا. وسيأتي الحديث بالأرقام (21247) و (21249) و (21253) و (21256) و (21259). وفي الباب عن أبي هريرة سلف في مسنده برقم (9623) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وعن أنس بن مالك عند الدارمي (48) ، والترمذي (3610) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/484، والبغوي (3624) . وإسناده ضعيف، فيه ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند الدارمي (49) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/286، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/480. وإسناده ضعيف، فيه صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الديل، وهو مجهول، ولم يوثقه غير ابن حبان.

 

في هذه الأحاديث صور محمد أو من نسبوا له الخرافة نفسه كأقرب إنسان مقرَّب إلى الله، وكوسيط وشفيع للبشر عند الله، وهي فكرة مستمدة من فكرة الخلاص المسيحي ومغفرة الذنوب مهما كانت خطورتها كجرائم وغيرها من خلال يسوع الناصري حسب معتقداتهم، فاستبدلها محمد بهذا البديل، كذلك بعضها كما قلت مستوحى من هاجادة عن عظمة موسى، راجع بحثي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة/ عنوان: موسى، موضوع: موسى وملاك الموت). أعتقد لو أن هناك إلهًا عادلًا على سبيل الجدل ولم يجد البشر من يقدمونه له سوى محمد، بجرائمه وأفعاله وتكبره، فإن رده لو لم يمسك أعصابه ولا يغضب كالبشر كان سيكون إفناء الكثير من البشر.

 

ادعاء محمد أنه يقود البشر يوم القيامة الخرافي

 

روى البخاري:


4896 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ

 

ورواه مسلم:

 

[ 2354 ] حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي

 

ورواه أحمد 16748 و16770 و16771

 

ليس بأذكى الناس ويغفل عن أمور بديهية

 

روى أحمد:

 

10706 - حدثنا الضحاك، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن شاة، طبخت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطني الذراع " فناولها إياه، فقال: " أعطني الذراع " فناولها إياه، ثم قال: " أعطني الذراع " فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان قال: " أما إنك لو التمستها لوجدتها "

 

إسناده جيد. وأخرجه ابن حبان (6484) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6659) من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة. وفي الباب عن رجل غير مسمى، سلف برقم (5089) .

قوله: "التمستها" ، قال السندي: أي: طلبتها في القدر بلا كلام.

 

5089 - حدثنا إسماعيل، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، حدثني رجل، من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله، حدثني فلان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطعام من خبز ولحم فقال: " ناولني الذراع "، فنوول ذراعا، فأكلها، - قال يحيى: لا أعلمه إلا هكذا ثم - قال: " ناولني الذراع "، فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال: " ناولني الذراع " فقال: يا رسول الله، إنما هما ذراعان فقال: " وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به " فقال سالم: أما هذه فلا سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "

 

هذا الحديث حديثان. قصة الذراع، وإسنادها ضعيف لإبهام الرجل الغفاري، ولكن لها شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 10706 وإسناده حسن. وثان من حديث أبي عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، سيرد 3/484-4850 وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي رافع القبطي، سيرد 6/8 و3920وإسناده ضعيف. والحديث الثاني: النهي عن الحلف بالآباء. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري. وأخرجه النسائي 4/7 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4523) وانظر نحو (15967).

قوله:"ناولني الذراع"، قال السندي: أي: أعطني الذراع، وكان أحب اللحم إليه لحم الذراع. وقوله: "فنوول"على البناء للمفعول من المناولة، وفي بعض النسخ: فنول، بتشديد الواو من التنويل. وقوله:"إنما هما"، أي: الذي للشاة، والتثنية نظرا إلى كونها في الواقع اثنين، وإلا فمرجع الضمير هاهنا ما ذكرنا، ليفيد الإخبار، ولفظ حديث أبي رافع: إنما للشاة ذراعان. وقوله:"فقال: وأبيك" يحتمل أن يكون هذا من تغيير الرواة ، وإلا فلفظ "الشمائل": والذي نفسي بيده، ولو ثبت، يمكن أن يكون قبل النهي، أو يكون بلا قصد الحلف،. بل يكون على عادة العرب، والظاهر أن سالما رد هذا بمخالفته لحديث النهي. وقوله:"لو سكت"، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم، أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته. وقوله:"ما زلت أناول"على بناء المفعول للمتكلم. وقوله:"أما هذه"، أي: القصة أو الكلمة، وهي الحلف:"فلا"، أي: غير ثابتة.

 

محمد كأي إنسان كان يمكن أن يغفل عن أمور بديهية، لكنه لتكبره يدعي أمورًا خوارقية يزعمها كانت ستحدث، مما لا نراه في الواقع ولا يحدث ولم يقدر هو على فعله.

 

روى أحمد بن حنبل:

 

2873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ ، لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ . قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ أَسِيرٌ فِي وَثَاقِهِ : لَا يَصْلُحُ . قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِمَ ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ قَدْ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ.

 

رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح إسناده الحاكم 2/327، ووافقه الذهبي، وجود إسناده ابن كثير في "تفسيره" 3/556. وأخرجه الترمذي (3080) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

 

قارن:

 

{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)} الأنفال

 

وروى البخاري:

4358 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ

 

ورواه البخاري 3662 ومسلم 2384 وأحمد 17811

 

ورد محمد هنا يتسم بالغفلة، فبالتأكيد مقصد السائل هو الرجال من أعزائه، وليس النساء زوجاته التي يحبها حب الغرام والجنس والعشق، فكان هذا صدقًا منه مع غفلة وسذاجة لحظية إذن، وهو رد يُتنَدَّر به كطُرفة.

 

كان يستغل قدسيته الوهمية ليجعل أبناء الناس وأتباعه يخدمونه

 

روى أحمد:

 

15660 - حدثنا عفان، حدثنا يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، قال: حدثنا عمارة بن خزيمة، والحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجا، فرأيته خرج من الخلاء ، فاتبعته بالإداوة - أو القدح - فجلست له بالطريق وكان إذا أتى حاجته أبعد "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويحيى ابن سعيد: هو القطان: وأبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/106 مختصرا، والنسائي في "المجتبى" 1/17، وفي "الكبرى" (17) ، وابن ماجه (334) ، وابن خزيمة (51) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي 4/224 (الطبعة الميمنية) ، ومطولا برقم (15661) و4/237 (ميمنية) . وفي الباب من حديث المغيرة بن شعبة، سيرد 4/248. ومن حديث يعلى بن مرة عند ابن ماجه (333). ومن حديث جابر عند ابن ماجه (335) .

 

15661 - حدثنا عفان، حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني أبو جعفر عمير بن يزيد، قال: حدثني الحارث بن فضيل، وعمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا، قال: فنزل منزلا وخرج من الخلاء ، فاتبعته بالإداوة - أو القدح - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد حاجة أبعد، فجلست له بالطريق حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله، الوضوء . " فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يده، فغسلها، ثم أدخل يده فكفها ، فصب على يده واحدة، ثم مسح على رأسه، ثم قبض الماء قبضا بيده، فضرب به على ظهر قدمه، فمسح بيده على قدمه، ثم جاء فصلى لنا الظهر"

إسناده صحيح كسابقه. وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2072) و (2416) . وانظر كذلك تعليقنا على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، السالف برقم (6684) .

قال السندي: قوله: الوضوء، بفتح الواو، وهو بالنصب، أي: خذه. قوله: فكفها: لعل المراد ضم الأصابع حتى لا يسقط الماء. قوله: فمسح بيده، أي: أمر الماء بيده ليعم القدم كله، والظاهر أنه غسل، إذ المسح لا يحتاج إلى قبض الماء،

 

(17971) 18134- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، (ح) وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ : (ح) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، والْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا فَرَأَيْتُهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ ، فَاتَّبَعْتُهُ بِالإِدَاوَةِ ، أَوِ الْقَدَحِ فَجَلَسْتُ لَهُ بِالطَّرِيقِ ، وَكَانَ إِذَا أَتَى حَاجَتَهُ أَبْعَدَ.(4/224).

 

هذا الحديث رواه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد القطان، ورواه عن أحمد ابنه عبد الله، ورواه عبد الله أيضا عن محمد بن يحيى بن سعيد، وعن يحيى بن معين، كلاهما عن يحيى القطان. ورواه الإمام أحمد فيما سلف برقم (15660) عن عفان بن مسلم، عن يحيى القطان. وأسانيده كلها صحيحة.

 

18134 - حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن محمد، عن عمرو بن وهب الثقفي قال: كنا مع المغيرة بن شعبة، فسئل: هل أم النبي صلى الله عليه وسلم أحد من هذه الأمة غير أبي بكر رضي الله عنه ؟ فقال: نعم، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما كان من السحر ، ضرب عنق راحلتي ، فظننت أن له حاجة، فعدلت معه، فانطلقنا حتى برزنا عن الناس، فنزل عن راحلته، ثم انطلق، فتغيب عني حتى ما أراه، فمكث طويلا، ثم جاء، فقال: " حاجتك يا مغيرة ؟ " قلت: ما لي حاجة، فقال: " هل معك ماء ؟ " فقلت: نعم، فقمت إلى قربة ، أو إلى سطيحة ، معلقة في آخرة الرحل ، فأتيته بماء، فصببت عليه، فغسل يديه، فأحسن غسلهما، قال: وأشك أقال: دلكهما بتراب أم لا، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسر عن يديه، وعليه جبة شامية ضيقة الكمين، فضاقت، فأخرج يديه من تحتها إخراجا، فغسل وجهه ويديه، ، قال: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين ؟، قال: لا أدري أهكذا كان أم لا ؟، ثم مسح بناصيته ، ومسح على العمامة، ومسح على الخفين، وركبنا فأدركنا الناس وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف، وقد صلى بهم ركعة وهم في الثانية، فذهبت أوذنه، فنهاني، فصلينا الركعة التي أدركنا، وقضينا الركعة التي سبقنا

 

إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن وهب الثقفي، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، والنسائي هذا الحديث فقط، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه أبن عبد البر في "التمهيد" 11/159، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/292 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرا الشافعي في "المسند" 1/32 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/22- ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (232) - وابن أبي شيبة 1/24 و179، والنسائي في "الكبرى" (168) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (1258) من طريق إسماعيل ابن علية، به، وقرن الشافعي بابن علية حماد بن ابن زيد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1039) من طريق عارم أبي النعمان ، والبيهقي في "السنن" 1/58 من طريق أبي الربيع الزهراني ، كلاهما عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن رجل- كناه الطبراني أبا عبد الله- عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، به. وتابع حماد بن زيد في ذكر الرجل المبهم بين ابن سيرين وعمرو بن وهب جرير بن حازم كما سيرد (18165) . وقد ذكر الحافظ في "التهذيب"- في ترجمة ابن سيرين- عن ابن معين أن بين ابن سيرين وعمرو رجلا. قلنا: قد ورد التصريح باللقاء بينهما في الرواية الآتية برقم (18164) . وأثبت سماعه منه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/3779، فلعل ابن سيرين سمع الحديث من رجل، عن عمرو، ثم لقيه، فسمع منه، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 7/109 أن القول قول من لم يذكر الرجل المبهم، كأيوب وقتادة، ومن تابعهما: فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (1035) ، وفي "الأوسط " (3472) ، وفي "الصغير" (369) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام وأيوب وحبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، به، مختصرا. وأخرجه مختصرا أيضا: الطيالسي (699) - ومن طريقه الطبراني في  "الكبير" 20/ (1037) - عن سعيد بن عبد الرحمن، والبخاري في "تاريخه" 6/377، وابن حبان (1342) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1036) من طريق عوف وهشام، والنسائي في "المجتبى" 1/77، وفي "الكبرى" (112) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (1031) و (1032) من طريق يونس بن عبيد، والطبراني في "الكبير" أيضا 20/ (1030) من طريق قتادة، و (1033) من طريق أشعث، ستتهم عن محمد بن سيرين، به. وقوله: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرتين؛ قد جاء في الرواية الآتية برقم (18172) ، ورقم (18175) ذكر غسل الوجه مرة واحدة. وسيرد بالأرقام (18164) و (18165) و (18182) . وسيرد بطرق أخرى مطولا ومختصرا بالأرقام: (18141) و (18145) و (18150) و (18156) و (18157) و (18159) و (18160) و (18161) و (18170) و (18171) و (18172) و (18175) و (18190) و (18193) و (18194) و (18195) و (18196) و (18197) و (18206) و (18220) و (18225) و (18226) و (18228) و (18229) و (18234) و (18235) و (18239) و (18242

) . وقد سلف المسح على الخفين في مسند عمر (87) و (88) ، ومن حديث علي (737) ، ومن حديث ابن عباس (2975) ، ومن حديث أبي هريرة (8695) ، ومن حديث صفوان بن عسال (18091) وسيرد من حديث جرير ابن عبد الله 4/358. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/127: روي هذا الحديث عن المغيرة من نحو ستين طريقا، وقال أيضا 11/137: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين نحو أربعين من الصحابة، واستفاض وتواتر... إلا أن بعضهم زعم أنه كان قبل نزول المائدة، وهذه دعوى لا وجه لها، ولا معنى.  قلنا: سيرد من حديث جرير بن عبد الله 4/358، وفيه أنه أسلم بعد نزول المائدة.

 

18196 - حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة في مسير، فقال: " أمعك ماء ؟ " قلت: نعم، فنزل عن راحلته ، ثم مشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه من الإداوة ، فغسل وجهه وعليه جبة صوف ضيقة الكمين، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، فأخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه ، فقال: " دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين "، فمسح عليهما.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الحافظ في "الفتح" 1/309: وزكريا مدلس، ولم أره من حديثه إلا بالعنعنة، لكن أخرجه أحمد، عن يحيي القطان، عن زكريا، والقطان لا يحمل من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم. صرح بذلك الإسماعيلي. قلنا: رواية أحمد عن يحيي القطان سترد برقم (18235) . وأخرجه مطولا ومختصرا الدارمي (713) ، والبخاري (206) و (5799) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (235) ، وفي "التفسير" 2/20 وأبو عوانة 1/255، والطبراني في " الكبير" 20/ (864) ، والبيهقي في "السنن" 1/281 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين. وأخرجه مسلم (274) (79) من طريق عبد الله بن نمير. وأخرجه الشافعي 1/42- ومن طريقه أبو عوانة 3/256- والحميدي (758) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (867) ، والدارقطني1/197- وابن حبان (1326) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 12/427 من طريق سفيان بن عيينة. ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وقرن سفيان بزكريا حصين بن عبد الرحمن، ويونس بن أبي إسحاق. وسيكرر برقم (18235). وقد سلف برقم (18134) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة، وانظر طرقه هناك.

 

روى البخاري:

 

5799 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ أَمَعَكَ مَاءٌ قُلْتُ نَعَمْ فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ ثُمَّ جَاءَ فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ الْإِدَاوَةَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ أَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا

 

5425 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي طَلْحَةَ الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا نَزَلَ...إلخ


152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْخَلَاءَ فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلَامٌ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنَزَةً يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ تَابَعَهُ النَّضْرُ وَشَاذَانُ عَنْ شُعْبَةَ الْعَنَزَةُ عَصًا عَلَيْهِ زُجٌّ

 

ورواه البخاري 2235 و5425 و6363 و2893 و4211 و152 ومسلم 271 و1365 وأحمد 11992 و12616 و12100 و12754

 

وروى مسلم:

 

[ 270 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وتبعه غلام معه ميضأة هو أصغرنا فوضعها عند سدرة فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فخرج علينا وقد استنجى بالماء

 

 [ 271 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وغندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى واللفظ له حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة أنه سمع أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء

 

 [ 271 ] وحدثني زهير بن حرب وأبو كريب واللفظ لزهير حدثنا إسماعيل يعني بن علية حدثني روح بن القاسم عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرز لحاجته فآتيه بالماء فيغتسل به

 

[ 2309 ] حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع قالا حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا زاد أبو الربيع ليس مما يصنعه الخادم ولم يذكر قوله والله

 

[ 2309 ] وحدثناه أحمد بن حنبل وزهير بن حرب جميعا عن إسماعيل واللفظ لأحمد قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز عن أنس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في السفر والحضر والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا

 

ورواه البخاري 6038 وأحمد 13021 و13317 و13034 و13373 و13675 و13797 12784 و11974 و13717 و12100 و13022 و12784 و13067 و12251

 

ابن كثير في الجزء الخاص بالشمائل في السيرة النبوية من كتاب البداية والنهاية ذكر الكثير جدًّا ممن خدموا محمدًا وكرسوا له وقتًا كبيرًا من يومهم وحياتهم. استغل محمد هؤلاء كخدم له كشخص مهم لسذاجتهم. لكن للإنصاف بالنسبة لحالة أنس فلعله كان من أسرة فقيرة ومن المعتاد حتى اليوم أن تخفف الأسر الفقيرة من نفقاتهها وتساعد بنيها لقلة حيلتهم بجلعهم يخدمون شخصًا ثريًّا. ومحمد كان مرتاح العيشة في بحبوحة بعد فتوحاتهم وغارات جنود ونهبهم للآخرين.

 

نماذج لتكبر أئمة الشيعة الاثناعشرية من كتبهم

 

للسنة تكبرهم كأمة مختارة والفرقة الوحيدة الناجية، وكذلك للاثناعشرية تكبرهم وتغطرسهم ونسبتهم القدرات الخارقة لأئمتهم:

 

تفسير فرات بن إبراهيم: جعفر بن محمد الفزاري بإسناده عن خيثمة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : ( يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفسا إيمانها ) إلى آخر الآية ، قال يعني مودتنا ونصرتنا ، قلت : أيما ( 3 ) قدر الله منه باللسان واليدين والقلب ، قال : ياخيثمة نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ، ونصرتنا باليدين أفضل ( 4 ) ياخيثمة إن القرآن نزلت أثلاثا ، فثلث فينا ، وثلث في عدونا ، وثلث فرائض وأحكام ، ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا اولئك ماتت الآية إذا مابقي من القرآن شئ ( 5 ) إن القرآن يجري من أوله إلى آخره ما قامت السماوات والارض ، فلكل قوم آية يتلونها ، يا خيثمة إن الاسلام بدئ غريبا وسيعود غريبا ، فطوبى للغرباء يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ماهو والتوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم عليهما الصلاة الصلاة والسلام من السماء ويقتل الله الدجال على يديه ، ويصلي بهم رجل منا أهل البيت ، ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي ؟ ألا ونحن أفضل منه ؟.

_______________________________
( 3 ) في المصدر : إنما قدر الله عنه .
( 4 ) في المصدر : الم تكن نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ونصرتنا باليدين أفضل والقيام فيها .
 

كمال الدين وتمام النعمة: ابن إدريس عن أبيه عن محمد بن الحسين بن زيد عن الحسن بن موسى عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن أبيه عن المفضل قال : قال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا ، فقيل له : يابن رسول الله ومن الاربعة عشر ؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين عليهم السلام ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيفتل الدجال ويطهر الارض من كل جور وظلم.

 

إرشاد القلوب : بالاسناد إلى المفيد ، بإسناده إلى عبدالله بن العباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تباك وتعالى اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نيبا ، ثم اطلع ثانية فاختار منها عليا عليه السلام فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وهو زوج ابنتي وأبوسبطي الحسن و الحسين ، ألا وإن الله جعلني أنا وهم حججا على عباده ، ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائمهم

بصائر الدرجات: محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن حبة العرني قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران وكانت ألواح موسى من زمرد أخضر فلما غضب موسى عليه السلام ألقى الالواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع .
فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون : أعندك تبيان ما في الالواح ؟ قال : نعم ، فلم يزل يتوراثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن ، وبعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بتهامة وبلغهم الخبر فقالوا : ما يقول هذا النبي ؟ قيل : ينهى عن الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الاخلاق وكرم الجوار ، فقالوا : هذا أولى بما في أيدينا منا ، فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا وكذا .
فأوحى الله إلى جبرئيل : أن ائت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فأتاه فقال : إن فلانا وفلانا وفلانا ورثوا ألواح موسى عليه السلام وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا .
فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون : يا محمد ، قال : نعم يافلان بن فلان ويافلان بن فلان ويافلان بن فلان ويا فلان بن فلان ، أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك محمد رسول الله ، والله ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك .
قال : فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والارض إلى أن تقوم الساعة ، فعلمت ذلك.

 

عيون أخبار الرضا: الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال : كان الرضا عليه السلام يكلم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، فقلت له يوما : يابن رسول الله إني لاعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ؟ فقال : يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه ، وما كان ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : اوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات

 

قرب الإسناد: محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن أبي حمزة قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش وقد اشتروهم له ، فكلم غلاما منهم وكان من الحبش جميل فكلمه بكلامه ساعة حتى أتى على جميع ( 2 ) ما يريد وأعطاه درهما ، فقال : أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما ثم خرجوا .
فقلت : جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فماذا أمرته ؟ قال : أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ، وذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم ، فأوصيته بجميع ما احتاج إليه فقبل وصيتي ومع هذا غلام صدق .
ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية ، لا تعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب وأكثر ، وما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء ، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟ قال : فإن الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده وعجائبه أكثر من ذلك ، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا ، كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا ( 1 ) ولا تنفد عجائبه

 

الاختصاص: أحمد بن محمد عن عبدالرحمان بن حماد وعبدالله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا عمار أبومسلم فطلله وكساوكسيحه بساطورا .
قال : فقلت له : ما رأيت نبطيا أفصح منك بالنبطية فقال : ياعمار وبكل لسان

 

بصائر الدرجات: علي بن محمد بن سعيد عن حمدان بن سليمان ( 1 ) عن عبيدالله بن محمد اليماني عن مسلم بن الحجاج عن يونس عن الحسين بن علوان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله خلق ( 2 ) اولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يعلموا ، وعلمنا علم الرسول وعلمهم .( 3 )

 

اليقطيني عن محمد بن عمر عن عبدالله بن الوليد السمان قال : قال لي أبوجعفر عليه السلام : يا عبدالله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام ؟ قال : قلت : جعلت فداك ومن أي حالات تسألني ؟ قال : أسألك عن العلم ، فأما الفضل فهم سواء ، قال : قلت : جعلت فداك فما عسى أقول فيهم ؟ فقال : هو والله أعلم منها .
ثم قال : يا عبدالله أليس يقولون : إن لعلي ما للرسول من العلم ؟ قال : قلت بلى ، قال : فخاصمهم فيه ، قال : إن الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام : " وكتبنا له في الالواح من كل شئ " فأعلمنا أنه لم يبين له الامر كله ، وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله : " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ " .
( 4 )

________________________________________________
( 1 ) في نسخة : [ حماد بن سليمان ] وفى المصدر : [ على بن محمد بن سعد عن عمران بن سليمان النيسابورى عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع بن الحجاج ] والظاهر انه فيه تصحيف وستأتى صورة اخرى من الحديث مع اسناده تحت رقم 11 راجعه .
( 2 ) في نسخة من المصدر : [ فضل ] وهو الاظهر .
( 3 ) بصائر الدرجات : 62 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 62 .
والاية الاولى في الاعراف : 145 والثانية في النساء : 41 والثالثة في النحل : 89 .
( * )


الخرائج : سعد عن اليقطيني مثله.

بصائر الدرجات: إسماعيل بن شعيب عن علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال : قال أبوعبدالله عليه السلام لرجل : تمصون الثماد وتدعون النهر الاعظم ، فقال الرجل : ما تعني بهذا يابن رسول الله ؟ فقال : علم النبي صلى الله عليه وآله علم النبيين بأسره ، وأوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فجعله محمد عند علي عليه السلام .
فقال له الرجل : فعلى أعلم أو بعض الانبياء ؟ فنظر أبوعبدالله عليه السلام إلى بعض أصحابه فقال : إن الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل ذلك كله عند علي عليه السلام فيقول : علي عليه السلام أعلم أو بعض الانبياء.


الخرائج : مرسلا مثله وزاد في آخره : وتلا " قال الذي عنده علم من الكتاب" ثم فرق بين أصابعه فوضعها على صدره وقال : عندنا والله علم الكتاب كله.

 

وأحاديث التكبر كهذه وتعظيمهم لأئمتهم وأن أمتهم الشيعية هي المصطفاة كثير في كتبهم، أوليس هذا حل كل أهل كل ديانة عمومًا؟!

رد محمد على مفاخرة عائشة بمثل شعبي بمعنى أنه خير الأزواج وتهديده لها بالطلاق تلميحًا

 

روى مسلم:

 

[ 2448 ] حدثنا علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب كلاهما عن عيسى واللفظ لابن حجر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة انها قالت جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ان لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل قالت الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد قالت السادسة زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك قالت الثامنة زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من النادي قالت العاشرة زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك قالت الحادية عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلى أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح بن أبي زرع فما بن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنفث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرعة والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا قال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع

 

ورواه البخاري:

 

5189 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا قَالَتْ الْأُولَى زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ قَالَتْ الثَّانِيَةُ زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ قَالَتْ الثَّالِثَةُ زَوْجِي الْعَشَنَّقُ إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ قَالَتْ الرَّابِعَةُ زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ قَالَتْ الْخَامِسَةُ زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ قَالَتْ السَّادِسَةُ زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ وَإِنْ اضْطَجَعَ الْتَفَّ وَلَا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ قَالَتْ السَّابِعَةُ زَوْجِي غَيَايَاءُ أَوْ عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ قَالَتْ الثَّامِنَةُ زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ قَالَتْ التَّاسِعَةُ زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنْ النَّادِ قَالَتْ الْعَاشِرَةُ زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلَاتُ الْمَسَارِحِ وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ قَالَتْ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ أُمُّ أَبِي زَرْعٍ فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ عُكُومُهَا رَدَاحٌ وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ ابْنُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ طَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا وَمِلْءُ كِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَتِهَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا وَلَا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا قَالَتْ خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالْأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا وَقَالَ كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ قَالَتْ فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ قَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامٍ وَلَا تُعَشِّشُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَأَتَقَمَّحُ بِالْمِيمِ وَهَذَا أَصَحُّ

 

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ج23، على ظرف القصة وألفاظ رواياتها الساذجة كتراث شعبي:

 

272- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ (ح) وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الجَوَّازُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ الرَّاسِبِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَافِعٍ الطَّائِفِيُّ ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : فَخُرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ قَدْرَ أَلْفِ أَلْفِ أُوقِيَّةٍ ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْكُتِي يَا عَائِشَةُ فَإِنِّي كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ ، ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ ، أَنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً اجْتَمَعْنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَعَاهَدْنَ لَتُخْبِرَنَّ كُلُّ امْرَأَةٍ بِمَا فِي زَوْجِهَا وَلاَ تَكْذِبُ ، قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : اللَّيْلُ لَيْلُ تِهَامَةَ لاَ حَرٌّ وَلاَ بَرْدٌ وَلاَ مَخَافَةَ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ ، وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَأَغْلِبُهُ وَالنَّاسَ يَغْلِبُ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لَرَفِيعُ الْعِمَادِ ، طَوِيلُ النِّجَادِ ، عَظِيمُ الرَّمَادِ ، قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : نَكَحْتُ مَالِكًا وَمَا مَالِكٌ ؟ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَسَارِحِ ، قَلِيلاَتُ الْمَبَارِكِ ، إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمَزَاهِرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : زَوْجِي أَذْكُرُهُ ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ ، أَخْشَى أَنْ لاَ أَذَرَهُ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِذَا دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى جَبَلٍ لاَ بِالسَّمِينِ فَيُنْتَقَلُ ، وَلاَ بِالسَّهْلِ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ إِذَا أَكَلَ لَفَّ ، وَإِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ ، وَإِذَا ذَبَحَ اغْتَثَّ ، وَإِذَا نَامَ الْتَفَّ ، وَلاَ يَدْخُلُ الْكَفَّ فَيَعْلَمَ الْبَثَّ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : نَكَحْتُ الْعَشَنَّقَ إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَوَاءٌ ، شَجَّكِ ، أَوْ فَلَّكِ ، أَوْ جَمَعَ كُلاًّ لَكِ . قِيلَ : أَنْتِ يَا فُلاَنَةُ . قَالَتْ : نَكَحْتُ أَبَا زَرْعٍ ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ ؟ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدِيَّ ، وَبَجَّحَ نَفْسِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ ، وَجَدَنِي فِي غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ ، فَجَعَلَنِي بَيْنَ حَائِلٍ وَصَائِلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ ، فَأَنَا أَنَامُ عِنْدَهُ فَأَتَصَبَّحُ ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ ، وَأَنْطِقُ فَلاَ أَتَقَبَّحُ . ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مَضْجَعُهُ مَسَلُّ الشَّطْبَةِ ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ . بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ؟ مِلْءُ إِزَارِهَا ، وَزَيْنُ أَبِيهَا ، وَزَيْنُ أُمِّهَا ، وَخَيْرُ جَارَتِهَا . جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ ؟ لاَ تُخْرِجُ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا وَلاَ تُهْلِكُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ فَإِذَا هُوَ بِأُمِّ غُلاَمَيْنِ كَالسَّقْرَيْنِ ، فَتَزَوَّجَهَا أَبُو زَرْعٍ وَطَلَّقَنِي ، فَاسْتَبْدَلْتُ وَكُلُّ بَدَلٍ أَعْوَرُ ، فَنَكَحْتُ شَابًّا سَرِيًّا ، رَكِبَ شَرِيًّا ، وَأَخَذَ خَطِّيًّا ، وَأَعْطَانِي نَعَمًا ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا ، فَقَالَ : امْتَارِي يَا أُمَّ زَرْعٍ مِيرِي أَهْلَكِ ، فَجَمَعْتُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَمْلأْ أَصْغَرَ وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ بَلْ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي زَرْعٍ

 

ورواه النسائي في الكبرى 9138 وأبو يعلى في مسنده 4701، وقال الهيثمي في المجمع 4/ 320 رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة إمام حجة.

 

حديث ظريف أخذه محمد من التراث العربي المسجوع، فبعضهن عبن رجالهن تلميحًا بالضعف الجنسي والفتور (ليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة) وأخرى بسوء رائحته وسرعة قذفه وممارسته الجنسية وضعف شخصيته معها (الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ ، وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَإِنَّمَا أَغْلِبُهُ وَالنَّاسَ يَغْلِبُ) وأخرى بسمنته وسوء معاشرته السريرية (لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل) وأخرى باستبداده (إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد) وأخرى بكرمه وإتلافه لمال البيت وكثرة جلوسه خارجه في مجلس (نادي) الرجال وأخرى أنها تتمنى مفارقته (لا أخبر خبره أخشى أن لا أذره) وأخرى تمتدحه راضية عن فحولته...إلخ وفي الحديث تكبر محمد بزعمه أن له فضلًا على عائشة، هو الذي تزوجها طفلة واغتصب براءتها وجسدها. ووصول الأمر للتهديد بالطلاق يدلك على أن أمور محمد مع زوجاته لم تكن على خير ما يرام، راجع مشاكله معهن فيما عرضناه من قبل.

 

نفيه لأبي الحكم بن أبي العاص جد بعض الحكام الأمويين لسبب تافه

 

جاء في الإصابة في تمييز الصحابة:

 

الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي عم عثمان بن عفان ووالد مروان قال بن سعد أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان ومات بها وقال بن السكن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه ولم يثبت ذلك وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا يا رسول الله ماله قال دخل على شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي فقالوا أفلا نلعنه نحن قال كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فقالوا يا رسول الله ألا نأخذهم قال لا ونفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الطبراني من حديث حذيفة قال لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يرده إلى المدينة فقال ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر قال كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تكلم اختلج فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن كذلك فما زال يختلج حتى مات في إسناده نظر وأخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وفيه ضرار بن صرد وهو منسوب للرفض وأخرج أيضا من طريق مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه فالتفت فرآه فقال اللهم اجعله وزغًا فزحف مكانه وقال الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان قال قال الأحنف لمعاوية ما هذا الخضوع لمروان قال إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتولى نعلها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحد النظر إلى الحكم فلما خرج من عنده قيل له يا رسول الله أحددت النظر إلى الحكم فقال بن المخزومية ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر وروينا في جزء بن نجيب من طريق زهير بن محمد عن صالح بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي مما في صلب هذا وروى بن أبي خيثمة من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه قلت وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة وذكر أبو عمر في السبب في طرده قولا آخر إنه كان يشيع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل كان يحكيه في مشيته ويقال إن عثمان رضي الله عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال قد كنت شفعت فيه فوعدني برده وأخرج بن سعد عن الواقدي بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك قال مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف فتكلم الناس في ذلك فقال عثمان قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط فهل رأيتم عائبا عاب ذلك مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان

 

وروى أحمد:

 

6520 - حدثنا ابن نمير، حدثنا عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده: " ليدخلن عليكم رجل لعين " فوالله ما زلت وجلا ، أتشوف داخلا وخارجا، حتى دخل فلان، يعني الحكم

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن حكيم، وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أمامة: هو أسعد. وأخرجه البزار (1625) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/112، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وأورده بنحوه 5/243 بروايتين، وقال: رواه كله الطبراني... وحديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: كذا ورد في مطبوع "المجمع"، لم يرد اسم الراوي الذي وصفه بقوله: حديثه مستقيم، فتركنا محله بياضا فيه نقط. ورواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/360 بإسناده من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو.

والحكم: هو ابن أبي العاص الأموي- عم عثمان بن عفان-، والد مروان، كان من مسلمة الفتح، وله أدنى نصيب من الصحبة، سكن المدينة، ثم أخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها إلى الطائف، فبقي فيها إلى أن أعاده عثمان في خلافته إليها. وانظر لزاما "أسد الغابة" 2/37-38، و"سير أعلام النبلاء" 2/107-108، و"تاريخ الإسلام" ص 365، وفيات سنة 31، و"فتح الباري" 13/9-11، و"الإصابة" 1/345-346.

 

(16128) 16227- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ ، لَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلاَنًا ، وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ. (4/5)

 

رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (1623) (زوائد) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ولفظه: ورب هذا البيت، لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الطبراني (299) (قطعة من الجزء13) من طريقين عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (289) (قطعة من الجزء13) . وأخرجه الحاكم 4/481 من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، عن إبراهيم بن منصور، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن سوقة، عن الشعبي، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وولده، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: الرشديني ضعفه ابن عدي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/241، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح. وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد صحيح برقم (6520) وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : "ليدخلن عليكم رجل لعين" ولم يذكر ولده. وعند البزار في "البحر الزخار" (2273) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن البهي مولى الزبير قال: كنت في المسجد ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: والله ما استخلف أحدا من أهله، فقال مروان: أنت الذي نزلت فيك: (والذي قال لوالديه: أف لكما) فقال عبد الرحمن: كذبت، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك.

قال السندي: قوله: فلانا: أي الحكم. قوله: وما ولد: عطف على فلان: أي ولده فلان، والمراد مروان، والله تعالى أعلم.

 

وروى الطبراني:

 

12724- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُدْرِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُّ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّمَا كَانَ نَفْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الطَّائِفِ ، بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ فإِذَا هُوَ إِنْسَانٌ يَطَّلِعُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْوَزَغَ ، الْوَزَغَ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ الْحَكَمُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْرُجْ لاَ تُسَاكِنِّي بِالْمَدِينَةِ مَا بَقِيتُ فَنَفَاهُ إِلَى الطَّائِفِ.

 

ضعيف

 

3167- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَجَ أَوَّلاً ، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ كَذَاكَ . فَمَا َزَالُ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ.

 

ضعيف وضرار ضعيف متشيع، لكنه يعطينا فكرة عن كيفية مداعبة وسخرية الحكم.

 

14882- حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَلَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ وَمَا وَلَدَ.

 

ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7/ 503_قلعجي، و4/ 27_ابن دهيش ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 57/ 271 والضياء في المختارة 9/ 310 من طريق الطبراني، ورواه ان عساكر57/ 271 من طريق علي بن المنذر عن ابن فضيل وحده به، ورواه أحمد4/ 5 رقم 16128 والبزار 2197 من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به، ورواه الحاكم في المستدرك4/ 481 (8485) وابن عساكر57/ 270-271 من طريق محمد بن سوقة عن عامر الشعبي به.

 

14883- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنَبِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدَهُ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 57/ 271 من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن عمرو بن هاشم أبي مالك الجنبي به.

 

3168- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، قِيلَ لَهُ فِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأَحُلَّ عُقْدَةً عَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

قال الهيثمي في المجمع 5/ 243 وفيه حماد بن عيسى العبسي قال الذهبي فيه جهالة، وبقية رجاله ثقات. وقوله فيه جهالة يعني مجهول الحال.

 

2740- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ الأَنْمَاطِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، قَالَ : كُنْتُ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَمَرْوَانَ يَتَسابَّانِ ، فَجَعَلَ الْحَسَنُ يُسْكِتُ الْحُسَيْنَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ . فَغَضِبَ الْحَسَنُ ، وَقَالَ : قُلْتَ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ.

 

قال الهيثمي في المجمع5/ 240-241 رواه أبو يعلى وفيه عطاء بن السائب وقد تغير. وقال رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.

الرجل كان فيه إذن روح دعابة مع شيء من سماجة، قيل أنه قلد مشية محمد المضحكة المتكفية إلى الأمام وهذا معروف عنه لكل من درس سيرة محمد وكتب الحديث وقالوا أنه يمشي كأنه يتقلع بسرعة، ويتكلم كأنه يتخدج، وهي صفات شخصية له، وقيل اطلع عليه في بيته وكلح (عبس) له يعني مرة أخرى روح العبث والدعابة، فلذلك نفاه إلى مدينة الطائف لأجل هذه الأسباب السخيفة، بعض هذه الأحاديث كتبها أعداء البيت الأموي ورووها فهم حرصوا على إبراز كل مساوئ عرفوها للأمويين لمسح تاريخهم، فطبيعي أن يصف عبد الله بن الزبير حفيد الحكم وعدوه عبد الملك بن مروان بهذا الوصف، ومحمد بن أبي بكر في حديث البزار يصف مروان تعريضًا بأنه ابن الزنا شتيمة له كعادة العرب وغيرهم، بقوله ما استخلف أحدًا من أهله، وتركه مروان لأن لا يناسب محاسبة ابن صحابي مهم كأبي بكر لعدم قلقلة الرأي العام الإسلامي ضده. وأضعف الأحاديث ما وصف الأمويين بالوزغ أو الأبراص لبياضهم، وناقشت هذه الخرافة في باب (اضطهاد الإسلام لبعض الحيوانات) فمن هنا جاءت أسطورة إسلامية عند السنة والشيعة عن أمر محمد بقتل الوزغ أي الأبراص. ولعن محمد لشخص ونسله حسب زعم أحاديث السنة والشيعة المعادية للبيت الأموي تصنع معضلة لاهوتية، فما ذنب نسل الشخص وهم لم يولودوا بعد ولم يرتكبوا شيئًا يحاسبون عليه. ولاحقًا رده عثمان بن عفان إلى مكة، وهو مما شنع به الثوار على عثمان عليه أنه رد طريد "رسول الله" لأن الرجل كان قريب عثمان. وجاء في تاريخ الطبري عن اختلاف عبد الله بن الزبير مع الخوارج الذين ناصروه أول الأمر:

 

....فدنا مِنْهُ ابن الأزرق، فَقَالَ له: يا بن الزُّبَيْر، اتق اللَّه ربك، وأبغض الخائن المستأثر، وعاد أول من سن الضلالة، وأحدث الأحداث، وخالف حكم الكتاب، فإنك إن تفعل ذَلِكَ ترض ربك، وتنج من العذاب الأليم نفسك، وإن تركت ذَلِكَ فأنت من الَّذِينَ استمتعوا بِخَلاقِهِمْ، وأذهبوا فِي الحياة الدُّنْيَا طيباتهم.

يَا عبيدة بن هلال، صف لهذا الإنسان ومن مَعَهُ أمرنا الَّذِي نحن عَلَيْهِ، والذي ندعو الناس إِلَيْهِ، فتقدم عبيدة بن هلال.

قَالَ هِشَام: قَالَ أَبُو مخنف: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَة الخثعمى، عن قبيصة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ القحافي، من خثعم، قَالَ: أنا وَاللَّهِ شاهد عبيدة بن هلال، إذ تقدم فتكلم، فما سمعت ناطقا قط ينطق كَانَ أبلغ وَلا أصوب قولا مِنْهُ، وَكَانَ يرى رأي الخوارج.

قَالَ: وإن كَانَ ليجمع القول الكثير، فِي المعنى الخطير، فِي اللفظ اليسير.

قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فإن اللَّه بعث محمدا ص يدعو إِلَى عبادة اللَّه، وإخلاص الدين، فدعا إِلَى ذَلِكَ، فأجابه الْمُسْلِمُونَ، فعمل فِيهِمْ بكتاب الله وامره، حتى قبضه الله اليه ص، واستخلف الناس أبا بكر، واستخلف أَبُو بَكْر عمر، فكلاهما عمل بالكتاب وسنة رَسُول اللَّهِ، فالحمد لِلَّهِ رب العالمين ثُمَّ إن الناس استخلفوا عثمان بن عفان، فحمى الاحماء، وآثر القربى، وَاسْتَعْمَلَ الفتى ورفع الدرة، ووضع السوط، ومزق الكتاب، وحقر المسلم وضرب منكري الجور، وآوى طريد الرسول ص، وضرب السابقين بالفضل، وسيرهم وحرمهم ثُمَّ أخذ فيء اللَّه الَّذِي أفاءه عَلَيْهِم فقسمه بين فساق قريش، ومجان العرب، فسارت إِلَيْهِ طائفة مِنَ الْمُسْلِمِينَ أخذ اللَّه ميثاقهم عَلَى طاعته، لا يبالون فِي اللَّه لومة لائم، فقتلوه، فنحن لَهُمْ أولياء، ومن ابن عفان وأوليائه برآء، فما تقول أنت يا بن الزُّبَيْر؟...إلخ

 

كان رد ابن الزبير المؤيد المتعاطف لعثمان سبب انفصال الخوارج عنه وخسارته تأييدهم في حربه مع الأمويين.

 

وعن مشية محمد روى مسلم مثلًا:

 

[ 2330 ] وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا حبان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد:

 

13381 - حدثنا يونس، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ، ولا مسست ديباجا ، ولا حريرا، ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة مسك، ولا عنبر ، أطيب رائحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حسن: " مسكة ولا عنبرة "

 

ووراه أحمد 13851

قوله: "إذا مشى تكفأ"، أي: تمايل إلى قدام، وقيل: أي: رفع القدم من الأرض ثم وضعها، ولا يمسح قدمه على الأرض كمشي المتبختر. قاله السندي.

 

وروى أبو داوود:

 

4864 - حدثنا حسين بن معاذ بن خليف ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد الجريري عن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت كيف رأيته؟ قال كان أبيض مليحا إذا مشى كأنما يهوي في صبوب

 

قال الألباني: صحيح.

صبوب: بفتح الصاد اسم لما يصب على الإنسان من ماء ونحوه 

 

وبالتأكيد لا نعيب على أحد مشيته أو جلسته أو خلقته وشكله، لكن يجب التحلي بروح الدعابة والتسامح فكلنا بشر لنا عيوبنا ونقصنا، وغير معقول أن أنفي شخصًا لمجرد أنه سمج أو سخيف المزاح.

وبالإضافة إلى لعن نسل الحكم ومروان الذي قد نشك في صحة نسبته إلى محمد وأنه تلفيق من كارهي الأمويين، يوجد سباب ولعن مؤكد موثوق متفق عليه بين رواة الأحاديث من أن محمدًا لعن قبائل عكل وعرينة وبني لحيان لقتل بعضهم بعض أتباعه في حادثي بئر معونة ويوم الرجيع، كما أوردنا في ج1 وفي باب (العنصرية ضد الكتابيين وغيرهم)، فكل هذه القبائل أسلموا وفي حياة محمد كذلك وعلى حد علمي لم يكونوا من ضمن حركة الردة بعد موت محمد. وكذلك لعن محمد لقبيلة تغلب المسيحية في معظمها ولحمير وحضرموت وبعض أقيال اليمن ومنهم مخوس والعمردة وإخوتهما، وغيرها من أقوام لمجرد عدم اتباعه. راجع الموضوع في بابه، أو انظر طبعة الرسالة لمسند أحمد 19445 و19446 و20384 و20401 و6092 و13683 و13725 و6520 و16128.

 

رد فعل مبالغ فيه وتشريع لجعل المجتمع والدولة غابة لا تحترم القانون

 

روى البخاري:

 

6900 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ حُجْرٍ فِي بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ وَجَعَلَ يَخْتِلُهُ لِيَطْعُنَهُ

 

6242- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعُنَهُ

 

6901 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنَيْكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ

 

6902 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بِعَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ

 

ورواه أحمد 12055 و12257 و12829 و12425 و12985 و13507 و7313

 

مع التأكد من أنه لم يكن يهدد فحسب، بل عقد العزم وشرع في المحاولة، من حق كل إنسان صيانة حرمة حياته الشخصية، لكن رد فعله كان هنا عنيفًا للغاية ولا يتوافق مع النظم القانونية المتحضرة. هل كان محمد يؤسس ويصنع دولة أم غابة؟! لا يزال أسلوب أخذ الحق أو سلبه أو الصراع عليه بالقوة والذراع غالبًا في بعض العرب كالمصريين مثلًا. لا بالقانون والشرطة والتحضر.

 

تعاليم مخالفة لآداب الطعام

 

روى البخاري:

 

5456 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا

 

روى مسلم:

 

[ 2031 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يَلْعَقَها أو يُلْعِقَها

 

 [ 2031 ] حدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرني أبو عاصم جميعا عن بن جريج ح وحدثنا زهير بن حرب واللفظ له حدثنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت بن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها

 

 [ 2032 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن حاتم قالوا حدثنا بن مهدي عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن بن كعب بن مالك عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلعق أصابعه الثلاث من الطعام ولم يذكر بن حاتم الثلاث وقال بن أبي شيبة في روايته عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه

 

 [ 2032 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن سعد عن بن كعب بن مالك عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها

 

 [ 2032 ] وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا هشام عن عبد الرحمن بن سعد أن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أو عبد الله بن كعب أخبره عن أبيه كعب أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها

   

 [ 2033 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أيه البركة

 

 [ 2033 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة

   

 [ 2033 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة

       

 [ 2035 ] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة

 

ورواه أحمد 12815 و14221 و14552 و15764 و12052 و13783 و11964 و14089 و4514 

 

[ 2041 ] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس بن مالك فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد قال أنس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة قال فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ

 

 [ 2041 ] حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فانطلقت معه فجيء بمرقة فيها دباء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء ويعجبه قال فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه ولا أطعمه قال فقال أنس فما زلت بعد يعجبني الدباء

 

ورواه البخاري:

 

2092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيْ الْقَصْعَةِ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ

 

وروى أحمد:

 

4514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ: كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِكَ تَكُونُ الْبَرَكَةُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (2885) (زوائد) من طريق محمد بن فضيل، به. وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند حُصين عن مجاهد، عن ابن عمر إلا هذا، وروي عن غير ابن عمر. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/27، وقال: رواه أحمد والبزار... ورجالهما رجال الصحيح. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5456) ، ومسلم (2531) ، سلف برقم (1924) . وعن كعب بن مالك عند مسلم (2032) ، عند أحمد 6/386. وعن جابر عند مسلم (2033) ، عند أحمد 1/303 و393، وسلف ضمن مسند ابن عباس 1/293. وعن أنس عند مسلم (2534) ، عند أحمد 3/177 و290. وعن أبي هريرة عند مسلم (2035) ، عند أحمد 2/341 (8499). و2/ 415.

 

وروى البخاري:

 

5415 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خِوَانٍ وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قُلْتُ لِقَتَادَةَ عَلَامَ يَأْكُلُونَ قَالَ عَلَى السُّفَرِ

 

ورواه أحمد 12325 و12296 والبخاري 5386 و5415 و6450

 

أعتقد أن أي إنسان متحضر إذا جلس مع شخصٍ يقوم بنفس هذه السلوكيات على مائدة الطعام، لن ينشرح صدره وتنفتح شهيته جدًّا إزاء سلوك لعق الأصابع والأطباق هذا. لم يكن محمد قدوة جيدة كما ترى على مائدة الطعام، أما وصيته بلعق الأطباق أو إلعاقها (جعل آخر يعلقها) فأغرب وأعجب. والبعض فسروه بجعل طفل صغير يلعقها، لا شك أنه قبل هجومات محمد على اليهود والوثنيين، عانت يثرب الفقر والفاقة بدرجة كبيرة بسبب محاربة محمد لكل العرب الآخرين وعدائه للوثنيين لمجرد ديانتهم، وقطعه الطريق التجاري وعلى القائمين بطقوس العمرة في الأشهر الحرم المحرم فيها القتال عند العرب، لذلك بالتأكيد عانت يثرب لفترة لا بأس بها انقطاع أي خيرات تجارية كانت تأتي إليها. لكنْ عمومًا طريقة أكل بدو وقدماء العرب غريبة عجيبة بالنسبة لنا، في دول الخليج العربي اليوم الناس متحضرون ويأكلون بالملاعق والأشواك مثلنا، لكن في مرة دعيت لقصر رجل إماراتي كريم فاضل، وكان ممن جلس معنا رجلٌ من المعمرين من جيل ما قبل اكتشاف البترول وعصر البداوة، كانت طريقة أكله بالنسبة لمن لم يجلس مع رجلٍ كهذا من قبل غريبة لي، فهو يأكل بيديه بدون ملعقة، ويعصر الأرز الكبسة من سمنه في نفس الصحن الذي نأكل فيه بطريقة قد تراها مضحكة أو مقززة أو منتمية لثقافة أخرى، حسب مزاجك العام، والحق أنه كان رجلًا طيبًا خط عليه الزمن علامات الشيخوخة، لكن لا شك ليس هذا سلوكًا مما سنعلمه كمتحضرين لأولادنا، بعضنا سيعتبر أن أولاده وقعوا في ورطة معه وسيعاقبهم بحرمانهم من أشياء كان وعدهم بها بسبب سلوكيات كهذه مما سنعتبرها غير مهذبة وغير لائقة!

 

وكانت طريقة محمد في تناول الطعام مقززة جدًّا وأشبه بطريقة طفل شره، وكان يتعيش في أول عهده في يثرب على الإحسانات قبلما يقوم بالغزوات الناجحة، روى أحمد:

 

13115 - حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك قال: " كان القرع من أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان القرع يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم "، - شك يزيد - " فأتي بقصعة فيها قرع، فرأيته يدخل أصبعيه في المرق يتتبع بهما القرع السبابة والوسطى، فرق بينهما، ثم ضمهما "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سلم العلوي. وانظر (12630) .

 

12052 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجده، وخرج قريبا إلى مولى له، دعاه صنع له طعاما . قال: فأتيته، " فإذا هو يأكل، فدعاني لآكل معه " قال: وصنع له ثريدا بلحم وقرع قال: " وإذا هو يعجبه القرع " قال: فجعلت أجمعه وأدنيه منه . قال: " فلما طعم رجع إلى منزله "، قال: " ووضعت له المكتل بين يديه، قال: فجعل يأكل، ويقسم حتى فرغ من آخره "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3303) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وصحح البوصيري إسناده. وأخرجه ابن سعد 8/429، وابن ماجه (3302) ، وابن حبان (6380) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص213، والبغوي في "شرح السنة" (2860) من طرق عن حميد، به. وحديث ابن ماجه مختصر بلفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع. وأخرجه بنحوه البخاري (5420) و (5433) و (5435) ، والنسائي في "الكبري" (6761) ، وأبو عوانة 5/390 و391 من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، وأبو عوانة 5/391 من طريق هشام بن زيد، وأبو يعلى (3906) من طريق عبد العزيز بن صهيب، و (4170) من طريق شعيب بن الحبحاب، أربعتهم عن أنس، قال: كنت غلاما أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلام له خياط ، فأتاه بقصعة فيها طعام وعليه دباء ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء. قال: فلما رأيت ذلك جعلت أجمعه بين يديه، فأقبل الغلام على عمله. قال أنس: لا أزال أحب الدباء بعدما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع ما صنع. واللفظ للبخاري. وأخرج الترمذي (1849) من طريق معاوية بن صالح، عن أبي طالوت قال: دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول: يالك شجرة ما أحبك إلا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك. وقال: حديث غريب من هذا الوجه. وسيأتي الحديث من طريق حميد برقم (13783) ، ومختصرا من طريق حميد وثابت برقم (12787) .

وروى البخاري:

 

5420 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا حَاتِمٍ الْأَشْهَلَ بْنَ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غُلَامٍ لَهُ خَيَّاطٍ فَقَدَّمَ إِلَيْهِ قَصْعَةً فِيهَا ثَرِيدٌ قَالَ وَأَقْبَلَ عَلَى عَمَلِهِ قَالَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ قَالَ فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُهُ فَأَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ فَمَا زِلْتُ بَعْدُ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ

 

المسلمون الأوائل كانوا ناسًا بلا حضارة ليس عندهم طاولات طعام ولا حمامات لقضاء الحاجة بل يقضونها في الخلاء والصحراء، وخرجوا لما استقووا ونظموا أنفسهم لنهب الدول وتخريبها لا أكثر. خليل عبد الكريم كان ينقل لنا من كتب التاريخ (إن لم تخني الذاكرة في كتابه شدو الربابة) قصة ذلك الصحابي وهو يدخل على قائد فارسي فيجر سيفه في الأرض ليمزق السجاد، ونقد الأستاذ خليل كان لاذعًا وفي محله لعدو الحضارة الشاعر بالنقص والدونية وهو يخرب ويدمر.

 

 

كان يتبرز ثم يأكل بدون غسل يديه

 

روى مسلم:

 

[ 374 ] وحدثني محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال حدثنا سعيد بن حويرث أنه سمع بن عباس يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته من الخلاء فقرب إليه طعام فأكل ولم يمس ماء قال وزادني عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له إنك لم توضأ قال ما أردت صلاة فأتوضأ وزعم عمرو أنه سمع من سعيد بن الحويرث

 

ورواه أحمد 2016 و1932 و3245

 

تخلصه من بنت أم سلمة حديثة الولادة بتسليمها لمرضعة

 

روى مسلم:

 

[ 918 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن بن سفينة عن أم سلمة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله { إنا لله وإنا إليه راجعون }  اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة

 

روى أحمد:

 

23807 - حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة، وقال: " إنما أنت ظئري " قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته، فقال: " ما فعلت الجارية، أو الجويرية، ؟ " قال: قلت: عند أمها، قال: " فمجيء ما جئت ؟ "، قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال: " اقرأ عند منامك {قل يا أيها الكافرون} " قال: " ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك"

 

حديث حسن على اضطراب في إسناده كما سيأتي، وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح غير صحابيه نوفل الأشجعي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3403) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (802) من طريق شعيب بن حرب، والحاكم 1/565، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2521) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به. ورواه عن إسرائيل أيضا أبو أحمد الزبيري، أخرجه البزار في "مسنده" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 4/408، وهو عند المصنف في الخامس عشر من مسند الأنصار، وسنذكره في المستدرك آخر مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009/50) . ورواه المصنف أيضا في الخامس عشر من مسند الأنصار عن أبي النضر هاشم ابن القاسم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (24009/49) . ومن طريق أبي النضر هاشم بن القاسم أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص264. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/74 و10/249، والدارمي (3427) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/108، وأبو داود (5055) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (801) ، وفي التفسير من "الكبرى" (11709) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2654) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/156، وابن حبان (790) و (5526) ، والطبراني في "الدعاء" (277) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (689) ، والحاكم 2/538، والبيهقي في "الشعب" (2520) ، وفي "الدعوات" (358) ، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" ص308، والواحدي في "الوسيط" 4/564، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/370 من طرق عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن قانع 3/156، والطبراني في "الدعاء" (278) من طرق عن أبي إسحاق، به. وخالف فيه سفيان الثوري: فقد رواه المصنف في خامس عشر الأنصار عن أبي أحمد الزبيري وعبد الرزاق ويحيى بن آدم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن فروة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "اقرأ عند منامك..." فذكره مرسلا، وسيأتي ذكره في المستدرك على مسند الأنصار إن شاء الله برقم (24009 /51 و52) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (804) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال... وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2519) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وخالف فيه شعبة: فقد أخرجه الترمذي (3403) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/156 من طريقين عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم.. وقال الترمذي في رواية من رواه عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه: أصح من حديث شعبة. قلنا: وهو كما قال، فإن الصحبة ليست لفروة، وإنما لأبيه نوفل الأشجعي، وخالف فيه عبد العزيز بن مسلم القسملي: فقد أخرجه أبو يعلى (1596) ، وعنه ابن حبان في قسم الصحابة من "الثقات" 3/330-331، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/359 من طريقه عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل قال: أتيت المدينة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم قال ابن حبان: القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضا لأن ذلك الموضع به أشبه، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ربما أوهم فأفحش. وخالف فيه شريك بن عبد الله النخعي: فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (800) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، وابن قانع 1/162 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن جبلة بن حارثة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: علمني شيئا ينفعني، قال... ورواه المصنف من هذا الطريق في الخامس عشر من الأنصار، لكن قال فيه: الحارث بن جبلة، وسيأتي ذكره في آخر الأنصار إن شاء الله برقم (24009/6 و7) . فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص308 من طريقه عن أبي إسحاق قال: جاء رجل من أشجع... فذكره مرسلا.قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 6/482: وزعم ابن عبد البر (أي: في الاستيعاب) بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التى فيها "عن أبيه" أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله... وقد أخرجه ابن أبي شيبة (في "مصنفه" 9/74) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره. قلنا: وعبد الرحمن بن نوفل مجهول.

وقال الحافظ أيضا في "نتائج الأفكار": حديث حسن، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي، فلذا اقتصرت على تحسينه. نقله ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/156.وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البيهقي في "شعب الإيمان" (2522) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: "اقرأ..." قال البيهقي بإثره: هو بهذا الإسناد منكر، وإنما يعرف بالإسناد الأول. يعني عن فروة بن نوفل عن أبيه. الظئر: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى، يعني يقال للمرضعة وزوجها.

وقوله: "فمجيء ما جئت؟": "فمجيء ما" قال القاضي عياض فيما نقله النووي عنه في "شرح مسلم" 15/143 في حديث أبي بن كعب في قصة موسى والخضر تعليقا على قوله: "مجيء ما جاء بك": ضبطناه "مجيء" مرفوع غير منون عن بعضهم، وعن بعضهم منونا، قال: وهو أظهر، أي: أمر عظيم جاء بك. [وقوله عند أمها: يعني أمها من الرضاعة حسب اعتقادهم.]

 

24009 / 49 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " هل لك في ربيبة لنا فتكفلها " قال: أراها زينب . ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: " ما فعلت الجارية ؟ " قال: تركتها عند أمها . قال: " فمجيء ما جاء بك ؟ " قال: جئت لتعلمني شيئا أقوله عند منامي . فقال: اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك "

 

حديث حسن على اختلاف في إسناده على أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كما بيناه عند الرواية السالفة برقم (23807) . هاشم بن القاسم: هو أبو النضر الليثي البغدادي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.

 

26529 - حدثنا يزيد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، قال: حدثني ابن عمر بن أبي سلمة بمنى، عن أبيه، عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة، فقالت: يا رسول الله، إنه ليس أحد من أوليائي، تعني شاهد، فقال: " إنه ليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك " فقالت: يا عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما إني لا أنقصك مما أعطيت أخواتك رحيين، وجرة، ومرفقة من أدم ، حشوها ليف " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهَا لِيَدْخُلَ بِهَا، فَإِذَا رَأَتْهُ أَخَذَتْ زَيْنَبَ ابْنَتَهَا، فَجَعَلَتْهَا فِي حِجْرِهَا، فَيَنْصَرِفُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلِمَ بِذَلِكَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَكَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَأَتَاهَا فَقَالَ: أَيْنَ هَذِهِ الْمَشْقُوحَةُ الْمَقْبُوحَةُ الَّتِي قَدْ آذَيْتِ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِبَصَرِهِ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، فَقَالَ مَا فَعَلَتْ زَنَابُ ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ عَمَّارٌ، فَأَخَذَهَا، فَذَهَبَ بِهَا، فَدَخَلَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهَا: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي"

 

قوله: "إن شئتِ سبَّعْتُ لكِ، وإنْ سبَّعتُ لك سبَّعْتُ لنسائي" صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عمر بن أبي سلمة، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت البُناني، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": قيل اسمه محمد، وهو مقبول. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، وابن حبان (2949) ، والحاكم 2/178-179- ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/131- من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وجاء في مطبوع الحاكم: حدثني عمر بن أبي سلمة عن أمه أمِّ سَلَمة! وهو خطأ. صوبناه من البيهقي. وأخرجه أبو يعلى (6907) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، وابن حبان (2949) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (506) و (507) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيرد بالأرقام: (26669) و (26670) و (26697) . وانظر (26619) و (26721) . وقوله: "إن شئت سبعت لك... "، سلف بإسناد صحيح برقم (26504) .

قال السندي: قوله: "وجرَّة" بفتح جيم وتشديد راء، واحد الجِرار، وهي الإناء المعروف. أخذت زينب: كأنه كانت تفعل ذلك لئلا يتوهم أنها كانت طالبة للزواج. المشقوحة، أي: المكسورة أو المُبعَدة .

 

26619 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني إياي حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم، أخبراه أنهما، سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن، يخبر أن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها ابنة أبي أمية بن المغيرة، فكذبوها، ويقولون: ما أكذب الغرائب ، حتى أنشأ ناس منهم إلى الحج، فقالوا: ما تكتبين إلى أهلك ؟ فكتبت معهم، فرجعوا إلى المدينة يصدقونها، فازدادت عليهم كرامة . قالت: فلما وضعت زينب، جاءني النبي صلى الله عليه وسلم، فخطبني، فقلت: ما مثلي نكح، أما أنا، فلا ولد في، وأنا غيور، وذات عيال، فقال: " أنا أكبر منك، وأما الغيرة، فيذهبها الله عز وجل، وأما العيال، فإلى الله ورسوله " . فتزوجها، فجعل يأتيها فيقول: " أين زناب ؟ " حتى جاء عمار بن ياسر يوما، فاختلجها ، وقال: هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ترضعها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أين زناب ؟ " فقالت قريبة ابنة أبي أمية ووافقها عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني آتيكم الليلة " . قالت: فقمت، فأخرجت حبات من شعير كانت في جر ، وأخرجت شحما فعصدته له . قالت: فبات النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصبح، فقال حين أصبح: " إن لك على أهلك كرامة، فإن شئت سبعت لك، وإن أسبع لك، أسبع لنسائي"

 

بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم - وهو ابن محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي- فقد تفرد بالرواية عنهما حبيب بن أبي ثابت، ولم يوثقهما غير ابن حبان. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث ابن هشام المخزومي. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/243 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (10644) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/29، والطبراني في "الكبير" 23/ (585) . واختلف على ابن جريج فيه: فأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/26-27 (بترتيب السندي) عن عبد المجيد - وهو ابن عبد العزيز بن أبي رواد - والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/47 من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، والنسائي في "الكبرى" (8926) - وهو في "عشرة النساء" (40) - من طريق حجاج بن محمد، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. وأخرجه معضلا ومختصرا الشافعي 2/26 عن ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر حبيب بن أبي ثابت ولا شيخيه. وأخرجه الطبراني 23/ (586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به. لم يذكر شيخي وأخرجه ابن سعد مختصرا 8/90 من طريق أبي حيان التيمي، عن حبيب ابن أبي ثابت، قال: قالت أم سلمة: لما انقضت... لم يذكر شيخي حبيب ولا أبا بكر بن عبد الرحمن. وسيأتي فيما بعده من طريق روح، وبرقم (26623) مختصرا عن يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن ابن جريج بمثل إسناد عبد الرزاق. وانظر (26529) و (26635) و (26721) و (26722) . وقوله: "وأما الغيرة فيذهبها الله"، هو عند مسلم برقم (918) (3) . وقوله: "إن شئت سبعت لك، وإن أسبع لك أسبع لنسائي" سلف بإسناد صحيح برقم (26504) .

قال السندي: قولها: أخبرتهم، أي: أهل المدينة. فكذبوها: من التكذيب، أي: استبعادا من أن تهاجر امرأة من أولئك العظماء، ولا يمنعوها من الهجرة.  ما أكذب الغرائب، أي: إن النساء الغريبات شأنهن الكذب ونسبة نفسها إلى العظماء، افتخارا بهم، لأنها لا تعرف لكونها امرأة غريبة، فيروج منها الكذب، بخلاف الرجال، لأنهم عادة يعرفون وإن كانوا غرباء، فلا يروج منهم الكذب في النسب.  حتى أنشأ ناس منهم، أي: السفر والتوقف إلى هذه المدة بناء على أنها ما أثبتت ذلك بشهادة من كان من المهاجرين، ثم لعدم الحاجة إلى ذلك، وإلا فقد كان ذلك ممكنا. فلما وضعت: على صيغة المتكلم، أي: بعد موت أبي سلمة. ما مثلي، أي: في كبر السن. نكح: حتى أنكح أنا، موافقة لذلك. فلا ولد في، اي: فما بقي في بطني ولد يرغب أحد إلي لأجله. أين زناب، أي: فيجدها عندها فينصرف. فاختلجها، أي: أخذها وسلبها منها. فقالت قريبة: ضبط بالتصغير، وهي أخت أم سلمة، أي: إن أم سلمة سكتت وأجابه صلى الله عليه وسلم أختها. ووافقها، أي: وجد النبي صلى الله عليه وسلم قريبة عندها. أخذها، أي: زينب، وهذا مقول القول.

 

26721 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصُّفَيْرَاءَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا ، خَطَبَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فِيَّ ثَلَاثَ خِصَالٍ : أَنَا امْرَأَةٌ كَبِيرَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ " . قَالَتْ: وَأَنَا امْرَأَةٌ غَيُورٌ . قَالَ: " أَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُذْهِبُ عَنْكِ غَيْرَتَكِ " . قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ . قَالَ: " هُمْ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ " . قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ: فَأَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ أَتَاهَا، فَوَجَدَهَا تُرْضِعُ، فَانْصَرَفَ . قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَأَتَاهَا، فَقَالَ: حُلْتِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ حَاجَتِهِ، هَلُمَّ الصَّبِيَّةَ، قَالَ: فَأَخَذَهَا، فَاسْتَرْضَعَ  لَهَا، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيْنَ زُنَابُ ؟ "، يَعْنِي زَيْنَبَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخَذَهَا عَمَّارٌ . فَدَخَلَ بِهَا، وَقَالَ: " إِنَّ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ كَرَامَةً " . قَالَ: فَأَقَامَ عِنْدَهَا إِلَى الْعِشَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِسَائِرِ نِسَائِي، وَإِنْ شِئْتِ، قَسَمْتُ لَكِ " قَالَتْ: لَا، بَلْ اقْسِمْ لِي.

 

بعضه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز ابن بنت أمِّ سلمة - وهو ابن سلمة - وهو من رجال "التعجيل"، وقد تفرَّد بالرواية عنه إسماعيلُ بن عبد الملك بن أبي الصُّفَيراء، وقد جهَّله أبو حاتم وابنُ حبان، ولضعفِ إسماعيلَ بنِ عبد الملك بن أبي الصفيراء، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقوله: "أدعو اللهَ عَزَّ وجلَّ أن يُذْهِبَ عنك غَيْرَتَكِ" هو عند مسلم (918) (3) . وقوله: "إن شئتِ سبَّعتُ لكِ، وإن سبَّعتُ لكِ سبَّعتُ لسائر نسائي" سلف برقم (26504) وإسناده صحيح. وانظر (26529) و (26635). وانظر ما بعده.

 

وروى النسائي في سننه الكبرى:

 

8926 - أخبرني عبد الرحمن بن خالد القطان الرقي قال نا حجاج قال بن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت أن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن محمد أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث يخبر أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت: لما وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فخطبني فقلت ما مثلي تنكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال قال أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله وأما العيال فإلى الله ورسوله فتزوجها فجعل يأتيها ويقول أين زناب حتى جاء عمار يوما فاختلجها فقال هذه تمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ترضعها فجاء إلي فقال أين زناب قالت قريبة ووافقها عندما أخذها عمار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا آجيكم الليلة فبات النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصبح فقال حين أصبح إن بك على أهلك كرامة فإن شئت سبعت لك وإن أسبع أسبع لنسائي

 

ضعيف لجهالة عبد الحميد

 

وزيجة محمد منها ومن قرشيات غيرها في يثرب المدينة مخالفة للأعراف والتشريعات العربية القديمة ولتشريع الإسلام، حيث لم يكن هناك ولي للمرأة ليزوجها، فمحمد أول من خالف التشريع الذي وضعه. روى النسائي في الكبرى:

 

5396 - أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية قال حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال حدثني بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة: لما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها عليه فلم تزوجه ثم بعث إليها عمر يخطبها فلم تزوجه فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر بن الخطاب يخطبها عليه فقالت أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أني امرأة غيرى وأني امرأة مصبية وليس أحد من أوليائي شاهد فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له فقال ارجع إليها فقل لها أما قولك أني امرأة غيرى فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك وأما قولك إني امرأة مصيبة فستكفين صبيانك وأما قولك أنه ليس أحد من أوليائي شاهد فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك فقالت لابنها يا عمر قم فزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فزوجه مختصر

 

صحيح

 

نفاق محمد الاجتماعي

 

روى البخاري:

 

6032 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ

 

6054 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ائْذَنُوا لَهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ أَوْ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا دَخَلَ أَلَانَ لَهُ الْكَلَامَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْكَلَامَ قَالَ أَيْ عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ أَوْ وَدَعَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ

 

ورواه أحمد 24106 و42505 و25254 والبخاري 6131 ومسلم 2591 وغيرهم

 

محمد كغيره إذن كان يمارس النفاق الاجتماعي فيصعب جدا أن تخبر كل شخص تكرهه بكرهك له وهذا ما يسميه الفلاسفة بالنسبية الأخلاقية، النفاق سيء ولكن ليس دوما، لأن الصدق في كل حال مفسد للعلاقات والحياة كلها، أحيانا يكون الصدق هو السلوك السيء، لكن رجاءً لا تقل لي أن محمدًا معصوم لا يخطئ.

 

يستقبل الناس في ثوب نسائيّ وفي حضن زوجته وفي نفس الثوب معها!

 

روى أحمد:

(25339) 25853- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ . قَالَتْ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ ، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، وَجَلَسَ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ تِلْكَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُمَرُ ، فَقَضَى إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُثْمَانُ ، فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، خَشِيتُ أَنْ لاَ يَقْضِيَ إِلَيَّ حَاجَتَهُ. (6/167)

 

حديث صحيح كما سلف في الرواية (25216) ، وهذا إسناد أخطأ فيه معمر، فإن يحيى بن سعيد بن العاص إنما سمعه من أبيه عن عائشة، قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 80: والصحيح عن الزهري، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة. قلنا: ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن سعيد بن العاص، فمن رجال مسلم. وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (760) . وعند عبد الرزاق في "مصنفه" (20409) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (1140) ، وابن حبان (6906) ، والبغوي في "شرح السنة" (3900) . وانظر الرواية (24330) .

قال السندي: قولها: فكأنك احتفظت، أي: راعيتَه، أو راعيت حالك وهيئتك. يقال: احتفظ بالشيء: إذا اعتنى به.

 

514 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ ، لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، قَالَ عُثْمَانُ : ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ، فَجَلَسَ ، وَقَالَ لِعَائِشَةَ : " اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ " فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ .

قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ " .

وقَالَ اللَّيْثُ : وَقَالَ جَمَاعَةُ النَّاسِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ : " أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ يَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم . حجاج : هو ابن محمد المصيصي الأعور ، وليث : هو ابن سعد ، وعُقيل : هو ابن خالد الأيلي ، وسعيد بن العاص : هو ابن سعيد بن العاص الأموي تابعي كبير وُلِدَ قبل وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتسع سنين ، وقال أبو عمر : كان من أشراف قريش ، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان . وأخرجه مسلم (2402) ، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " 2 / 290 من طريقين عن الليث بن سعد ، بهذا الإسناد .وأخرجه الطحاوي 2 / 290 من طريق ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، به . وانظر ما بعده وسيأتي في مسند عائشة (الطبعة الميمنية 6 / 155 و167)  25216 و25339. وأخرجه مسلم (2401) ، والبزار (355) من طريق يعقوب. وقد تحرف " سعد " جد يعقوب في المطبوع من البزار إلى " سعيد " . وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (600) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عن إبراهيم بن سعد ، به .

والمِرْط : كساء من الصوف ، وربما كان من خزٍّ أو غيره .

يمص شفة ولسان حفيده الطفل؟!

 

روى أحمد:

 

16848 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمُصُّ لِسَانَهُ - أَوْ قَالَ: شَفَتَهُ، يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. حريز: هو ابن عثمان الرَّحَبي. وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 8/36، وقال: تفرد به أحمد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/177، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف، وهو ثقة.

 

فعل غريب وشاذ ولنا أن نتشكك في الخبر، فلو صح لكان فعلًا شاذًّا عجيبًا، لو لم نعتبره تعشقًا جنسيًّا بالأطفال، ورواي القصة معاوية بن أبي سفيان على مديحه المزعوم هنا للحسن، كان قد نازع الحسن على السلطة وراضاه بمال بعد تركه إياها، ويعتقد بعض كتبة كتب التاريخ أن معاوية سمم الحسن عن طريق زوجة الحسن!

 

وعند الشيعة الاثناعشرية ترد بذاآت وغرائب بكتبهم لم يتسع الوقت للاطلاع عليها لطول الكتب وضيق الوقت وتركيز هذه الدراسة على مصادر السنة، ومما في كتب الشيعة:

 

نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه وآله قبل زب الحسين بن علي عليهما السلام كشف عن اربيته (1) وقام فصلى من غير أن يتوضأ.

 ___________________________________________________

(1) الاربية : أصل الفخذ ، وكان أربوة لكنهم استثقلوا التشديد على الواو ، وقالوا اربية .

... بيان : " الزُب " بالضم الذَكَر والاربية كاثفية أصل الفخذ ، أوما بين أعلاه وأسفل البطن ، ويدل الاول على أن مس الذكر لا يبطل الوضوء،

 

وصف محمد شخصًا بأنه نويبتة

 

والنويبتة تصغير نابتة، وقد تؤخذ كلمة كهذه كتصغير وتحقير، أو تحبب ومداعبة.

روى أحمد:

 

17745 - حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا أبو العلاء بن زبر، قال: حدثني مسلم بن مشكم، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني، قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بما يحل لي مما يحرم علي، قال: فصعد في النظر، وصوب ، ثم قال: " نويبتة "، قال: قلت: يا رسول الله، نويبتة خير، أم نويبتة شر ؟ قال: " بل نويبتة خير، لا تأكل لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير مسلم بن مشكم، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه الطبراني في "الكبير"22/ (582) ، وفي "الشاميين " (781) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (582) ، وفي "الأوسط" (67) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، به. وانظر (17742) .

قوله: "نويبتة" قال ابن الأثير: تصغير نابتة، يقال: نبتت لهم نابتة ، أي: نشأ فيهم صغار لحقوا الكبار، وصاروا زيادة في العدد

 

17748 - حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا الزبيدي، عن يونس بن سيف الكلاعي ثم من تيم عن أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد في النظر، ثم صوبه فقال: " نويبتة " قلت: يا رسول الله، نويبتة خير، أو نويبتة شر ؟ قال: " بل نويبتة خير " قلت: يا رسول الله، إنا في أرض صيد فأرسل كلبي المعلم، فمنه ما أدرك ذكاته ، ومنه ما لا أدرك ذكاته، وأرمي بسهمي، فمنه ما أدرك ذكاته، ومنه ما لا أدرك ذكاته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ما ردت عليك يدك، وقوسك، وكلبك المعلم ذكيا، وغير ذكي "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يونس بن سيف الكلاعي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، وقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، غير مقبول، فقد وثقه الدارقطني، وروى عنه جمع. يزيد ابن عبد ربه: هو الزبيدي الحمصي، ومحمد بن حرب: هو الخولاني الحمصي، والزبيدي: هو محمد بن الوليد بن عامر. وأخرجه أبو داود (2856) عن محمد بن المصفى، عن محمد بن حرب، بهذا الإسناد، مختصرا. وأخرجه أبو داود (2856) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (570) ، وفي "الشاميين" (1869) ، والبيهقي 9/244-245 من طريق بقية بن الوليد، والطبراني في "الكبير" 22/ (570) ، وفي "الشاميين" (1868) من طريق عبد الله ابن سالم، كلاهما عن الزبيدي، به. رواية الطبراني مطولة. وسيأتي مطولا برقم (17752)

 

كان يعترف بذنوبه على الأقل بتواضع

 

روى البخاري:

 

4293 - بَاب حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي

 

4440 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ وَهُوَ مُسْنِدٌ إِلَيَّ ظَهْرَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ

 

رواه أحمد 24182

 

6398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ وَحَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

 

اعترف محمد بإسرافه في الذنوب والآثام، ومع ذلك أصر أغلب أتباعه على اعتباره معصومًا من الخطإ. رغم كل الإدانة لجرائم محمد نفسها فإن اعترافه بآثامه وجرائمه شيء فيه ما يستحق الاحترام، فهو لم يدعِ على الأقل أنه معصوم بلا أخطاء كما ادعى له أتباعه اللاحقون.

 

6307 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً

 

744 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ هُنَيَّةً فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ قَالَ أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ

 

7018 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ قَالَ وَمَا يُدْرِيكِ قُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ قَالَتْ وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ

 

رواه أحمد27457 إلى 27459 وأخرجه ابن سعد 3/398، والبخاري (3929) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3323) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (338) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/104 من طرق عن إبراهيم بن سعد. وأخرجه البخاري (1243) و (2687) و (7003) و (7004) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3322) و (3324) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (339) ، وفي "الشاميين" (3212) ، والحاكم 1/378، والبيهقي في "السنن" 4/76 من طرق عن الزهري، به. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20422) بإسناد آخر، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1593) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (337) ، والبيهقي في "السنن" 4/76 و10/288. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (902) - ومن طريقه البخاري (7018) . والنسائي في "الكبرى" (7634) ، والحاكم 2/454-455، والبيهقي 10/88- عن معمر، به. وأخرجه ابن سعد 3/398 عن الواقدي، عن معمر، به.

 

4967 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ إِلَّا يَقُولُ فِيهَا سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي

 

4968 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ

 

6317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ

ورواهن أحمد 7793 و8493 و8493 و9807 و7913 و10668 و10811 و729 و3368 وغيرها

 

وروى مسلم:

 

[ 476 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن مجزأة بن زاهر قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ

 

[ 598 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد

 

ورواهن أحمد 19118 و19402 و1764 و19104والأدب المفرد 684 و676

 

[ 2191 ] حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال زهير واللفظ له حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع فانتزع يده من يدي ثم قال اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى قالت فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى

 

[ 2444 ] حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت وهو مسند إلى صدرها وأصغت إليه وهو يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق

 

كما ترى الرجل كان لديه أمور خطيرة إجرامية ارتكبها مزهوًّا بقوة السلطة والجيش وكثرة الأتباع وتنامي القوة، كقتل البشر ومحاربة المسالمين واستعباد البشر وبيعهم في سوق النخاسة والنهب والسلب والزواج من نساء بالإكراه والاغتصاب، فهو كان لديه ما يقلق بشأنه لو أن هناك إلهًا ما سيحاسبه، بالإضافة إلى الكذب والحديث باسم ذلك الإله الغير موجود للأسف وترويج الشرور باسمه.

 

[ 2702 ] حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو الربيع العتكي جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة

 

[ 2702 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة قال سمعت الأغر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة

 

وروى أحمد:

 

803 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد العزيز يعني ابن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة يكبر، ثم يقول: " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك " وإذا ركع قال: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي " وإذا رفع رأسه قال: " سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ملء السموات والأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد " وإذا سجد قال: " اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره فأحسن صوره، فشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين " وإذا فرغ من الصلاة وسلم قال: " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت " حدثنا عبد الله: قال: بلغنا عن إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل أنه قال: في هذا الحديث " والشر ليس إليك " قال: لا يتقرب بالشر إليك.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الماجشون ابن أبي سلمة المدني- واسمه يعقوب- فمن رجال مسلم. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (771) (202) ، وابن حبان (1773) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (729) .

5354 - حدثنا أحمد بن عبد الملك، أخبرنا زهير، حدثنا أبو إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته استغفر مائة مرة، ثم يقول: " اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم، أو إنك تواب غفور"

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن زهيرا - وهو ابن معاوية - روى عن أبي إسحاق بأخرة بعدما تغير، وله رواية عنه في "الصحيحين"، وجود هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح"11 /101. وأخرجه عبد بن حميد (810) عن مالك بن إسماعيل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (459) من طريق حسين بن عياش، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

 

4726 - حدثنا ابن نمير، عن مالك يعني ابن مغول، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: " رب اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الغفور " مائة مرة

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 - 298، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (618) ، وعبد بن حميد (786) ، والبغوي (1289) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1516) ، وابن ماجه (3814) ، والترمذي (3434) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (458) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (370) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/12 من طرق، عن مالك بن مغول، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه الترمذي (3434) ، وابن حبان (927) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، به. وسيأتي برقم (5354) و (5564). وأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (447) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأغر - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة". وهذا وهم، والصواب ما سيأتي في "مسند الأغر المزني " 4/211 عن يحيى بن سعيد، وعن عفان بن مسلم، و4/260 عن وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة أنه سمع الأغر المزني يحدث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره. ويأتي تمام تخريجه هناك. في الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/282. وعن حذيفة، سيرد 5/394. وعن أبي موسى، سيرد 5/294. وعن عائشة، عن البخاري في "الأدب المفرد" (619). وعن أنس عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (432) و (433) ، والبزار (3245) و (3246) ، وابن حبان (924) . وعن خباب بن الأرت عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (461) ، وابن السني (371) . وعن السائب بن جناب عند النسائي (462) و (463) .

 

23150 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زاذان، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، قال ـ قال شعبة أو قال: رجل من الأنصار ـ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة وهو يقول: " رب اغفر لي ـ قال شعبة: أو قال: اللهم اغفر لي ـ وتب علي، إنك أنت التواب الغفور "، مائة مرة.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه . حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (104) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (2019) ، وفي "مصنفه" 10/234-235 و13/462 من طريق محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس، والنسائي (103) من طريق ابن فضيل، و (105) من طريق عباد بن العوام، و (106) من طريق عبد العزيز بن مسلم، أربعتهم عن حصين بن عبد الرحمن، به . وجاء في رواية ابن فضيل وابن إدريس: دبر الصلاة، وفي رواية عباد: صلى الضحى فلما جلس، فذكره، ونحوها رواية عبد العزيز. وخالفهم جميعا خالد بن عبد الله الطحان فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (619) ، والنسائي (107) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (387) من طريقه فقال: عن حصين، عن هلال، عن زاذان، عن عائشة قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى ثم قال ... فذكره . قال النسائي عقبه: حديث شعبة وعبد العزيز ابن مسلم وعباد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد . وفي باب استغفاره صلى الله عليه وسلم عموما، سلف من حديث ابن عمر برقم (4726) ، وذكرت شواهده هناك .

 

19925 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَوْنٍ وَهُوَ الْعَقِيلِيُّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دُعَاءِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَخْطَأْتُ وَمَا تَعَمَّدْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا جَهِلْتُ وَمَا تَعَمَّدْتُ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عون العقيلي، فمن رجال ابن ماجه، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، ونقل المزي في ترجمته من "التهذيب" تضعيف أبي داود له، والذي في "سؤالات الآجري" لأبي داود التفرقة بين عون العقيلي (427) ، وبين عون بن أبي شداد (499) ، فالأول وثقه، والثاني ضعفه، وذهب إلى التفريق بينهما أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 7/15 و16، وتبعه ابن حبان 5/263 و7/281. علي: هو ابن عبد الله بن المديني، ومعاذ: هو ابن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (242) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1479) من طريق علي بن المديني، بهذا الإسناد. وتحرف عون في "مسند الشهاب" إلى: عوف. وأخرجه البزار في "مسنده" (2525) عن عمرو بن مالك، والطبراني 18/ (242) من طريق خليفة بن خياط، كلاهما عن معاذ بن هشام، به. وقد ورد هذْا الدعاء في قصة إسلام حصين والد عمران، كما سيأتي برقم (19992) .

 

24312 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَزِعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَفَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَدَدْتُ يَدِي، فَوَقَعَتْ عَلَى قَدَمَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا مُنْتَصِبَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبيد الله: وهو ابن عمر العمري، فرواه ابن نمير- كما في هذه الرواية- عنه، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عائشة. ورواه حماد بن أسامة- كما سيأتي (25655) - وعبدة بن سليمان- كما سيأتي في تخريج الرواية المذكورة- كلاهما عن عبيد الله بن عمر العمري، عن محمد بن يحيى، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة، به. فزادا في الإسناد أبا هريرة، وهو الصواب. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3690) من طريق جنادة بن سَلْم، عن عبيد الله بن عمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع بن جبير، عن عائشة. وجنادة بن سلم ضعيف، قال أبو حاتم: عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة فحدث بها عن عبيد الله بن عمر. وأخرجه ابن خزيمة (654) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (111) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/34، وابن حبان (1933) ، والطبراني في "الأوسط" (199) ، والحاكم 1/288، والبيهقي في "السنن" 2/116، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/348-349 من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، به، وفيه زيادة، لفظُها عند ابن حبان: فلما انصرف قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يا عائشة، أحَرَّ بك شيطانك"؟ فقلت: مالي من شيطان. فقال: "ما من آدمي إلا له شيطان" فقلت: وأنت يا رسول الله؟ قال: "وأنا، ولكني دعوت الله عليه فأسلم". وكحي زيادة صحيحة، سيأتي نحوها برقم (24845) .وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/214، ومن طريقه الترمذي (3493) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234، والبغوي في "شرح السنة" (1366) ، وأخرجه الترمذي كذلك عقب الرواية (3493) من طريق الليث، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/222، من طريق جرير، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي. عن عائشة. ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234 من طريق الفرج بن فضالة. عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، به. والفرج به فضالة وضعيف. وقد ثبت أن رسولنا الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو بهذا الدعاء في آخر وتره، كما سلف من حديث علي برقم (751) .

 

واعترف محمد بوجود شر في نفسه، روى أحمد:

 

16269 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ رَوْحٌ: قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَامْرَأَةٍ، مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي " وقَالَ الْآخَرُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد: وهو ابن سلمة- وصحابيه، فمن رجال مسلم، والجريري: وهو سعيد ابن إياس وقد أختلط إلا أن سماع حماد منه قبل اختلاطه. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّي. وأخرجه ابن حبان (901) ، والطبراني في "الكبير" (8369) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الدعاء" (1392) من طريق أبي عمر حفص بن عمر، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وفي رواية موسى بن إسماعيل: امرأة من قريش. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/177، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: وامرأة من قريش، ورجالهما رجال الصحيح. وسيأتي 4/217. وفي الباب في قوله: "اللهمَّ اغفر لي ذنبي وخطئي وعمدي". من حديث عجوز من بني نمير سيأتي برقم (16555). ومن حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6398) و (6399) ، ومسلم (2719) ، وسيرد 4/417. وفىِ الباب في قوله: "اللهمَّ أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي". من حديث عمران بن حصين، سيرد 4/444 (19992).

 

17905 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَامْرَأَةٍ، مِنْ قَيْسٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي خَطَئِي وَعَمْدِي، اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لِأَرْشَدِ أَمْرِي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابيه فقد روى لهما مسلم. وسعيد الجريري- وهو ابن إياس- وإن كان قد اختلط إلا أن سماع حماد بن سلمة منه قبل الاختلاط. وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/282 عن حسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وقد سلف الحديث في مسند المدنيين برقم (16269) عن روح وعبد الصمد، عن حماد.

 

 

يعترف بأنه إنسان ضعيف وليس خير البشر

 

روى البخاري:

 

4694 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ وَنَحْنُ أَحَقُّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لَهُ { أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي }

 

ومما روى أحمد:

 

8554 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن} [يوسف: 50] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر "

 

صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/235 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (9060) ، وانظر (8329) .

 

وكان محمد يخشى أن يكون هناك إله حقًّا فيحاسبه على كل أفعاله الشريرة ولا يسامحه، روى أحمد:

 

18056 - حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، حدثنا ابن مبارك، عن يحيى بن حسان، عن رجل، من بني كنانة قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول: " اللهم لا تخزني يوم القيامة " (1) قال ابن المبارك: " يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس وكان شيخا كبيرا حسن الفهم " (2)

 

(1) إسناده صحيح، وصحابي الحديث قيل: هو أبو قرصافة كما سيأتي. ابن مبارك: هو عبد الله، ويحيى بن حسان: هو الفلسطيني.وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2524) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وزاد: "ولا تخزني يوم البأس". وقد جزم ابن عساكر في "ترتيب أسماء الصحابة" ص142 أن اسم الصحابي أبو قرصافة. قلنا: أبو قرصافة اسمه جندرة بن خيشنة، وقد أخرجه من حديثه ابن قانع في "معجمه" 1/151، والطبراني في "الكبير" (2522) ، وفي "الدعاء" (1437) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، عن عياش بن يزيد، عن عطية بن سعيد الكناني، عن أبي قرصافة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد ابن قانع: "ولا تخزني يوم اللقاء"، وزاد الطبراني: "لا تخزني يوم البأس". قلنا: يونس بن عبد الرحيم وقع عند ابن قانع: ابن عبد الرحمن . قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وعياش بن يزيد، وعطية بن سعيد لم نتبينهما.

(2) "العلل" لأحمد 2/326.

إلا أنه ادعى أن ذنوبه السابقة والتي كانت ستتلو آنذاك كلها غفرها الله له على شيك بياض مصادق ليفعل ما شاء من آثام وجرائم، قلنا أنه جاء في القرآن:

 

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)} الفتح

 

وروى البخاري:

 

4172 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } قَالَ الْحُدَيْبِيَةُ قَالَ أَصْحَابُهُ هَنِيئًا مَرِيئًا فَمَا لَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } قَالَ شُعْبَةُ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا كُلِّهِ عَنْ قَتَادَةَ ثُمَّ رَجَعْتُ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ أَمَّا { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ } فَعَنْ أَنَسٍ وَأَمَّا هَنِيئًا مَرِيئًا فَعَنْ عِكْرِمَةَ

 

ورواه أحمد:

 

12226 - حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أنس قال: لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية، نزلت هذه الآية: " {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما} [الفتح: 1-2] "، قال المسلمون: يا رسول الله، هنيئا لك ما أعطاك الله، فما لنا ؟ فنزلت: " {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما} [الفتح: 5] "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيي العوذي وأول الحديث عن أنس، والشطر الثاني منه عن عكرمة، بين ذلك شعبة في حديثه عن قتادة الآتي برقم (12779) . وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص256 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1786) ، والطبري في "تفسيره" 26/69 من طريق أبي داود الطيالسي، وأبو عوانة 4/248 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، به. وأخرجه مسلم (1786) ، وعبد بن حميد (1188) ، وأبو عوانة 4/247-248 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، ومسلم (1786) ، وأبو عوانة 4/247، والطبري 26/69، والواحدي في "أسباب النزول" ص255 من طريق سليمان التيمي، والحاكم 2/460 من طريق الحكم بن عبد الملك، ثلاثتهم عن قتادة، به. وأخرجه ابن حبان (371) من طريق الحسن البصري، عن أنس. وسيأتي الحديث من طرق عن قتادة بالأرقام (12374) و (12779) و (13035) و (13246) و (13639) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (4421) . وعن مجمع بن جارية، سيأتي 3/420. وعن سهل بن حنيف سيأتي 3/485-486. وهو متفق عليه. وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند الحاكم 2/459

 

ربط محمد الذهني الغريب بين ألفاظ لا علاقة لها ببعضها من جهة المعنى، بل التشابه لفظي فقط

 

روى أحمد:

 

6713- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْعُقُوقَ وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ ؟ قَالَ : وَالْفَرَعُ حَقٌّ ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا ، أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ ، وَتُكْفِئُ إِنَاءَكَ ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ ، وَقَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ ؟ فَقَالَ : الْعَتِيرَةُ حَقٌّ.

قَالَ : بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ : مَا الْعَتِيرَةُ ؟ قَالَ : كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ. (2/182).

 

إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995). وأخرجه مطولا ومختصرا ابن أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة. ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369. وسيرد أيضا برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحدا من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة.

 

6822- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ ؟ فَقَالَ : لاَ أُحِبُّ الْعُقُوقَ ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. (2/193).

 

هذا ربط ذهني غريب كان سمة مؤكدة لعقلية محمد، ولا أحد من المسلمين غيّر الكلمة والمصطلح لأجل شطحته وأمره الغريب هذا. روى أحمد:

 

23001 - حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عق عن الحسن والحسين"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي، فقد روى له البخاري تعليقا وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 72 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/234 عن زيد بن الحباب، به. وأخرجه النسائي 7/164، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/236 من طريق الفضل بن موسى السيناني، عن حسين بن واقد، به . وسيأتي عن علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد برقم (23058). وفي الباب عن عكرمة، عن ابن عباس موصولا ومرسلا عند ابن طهمان في "مشيخته" (53) ، وعبد الرزاق (7962) ، وابن أبي شيبة 8/235، وأبي داود (2841) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (46) ، والحربي في "غريب الحديث" 1/42، والنسائي 7/165-166، وابن الجارود (911) و (912) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/49، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1039) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1680) و (1681) ، والطبراني في "الكبير" (2567-2570) و (11838) و (11856) ، وفي "الأوسط" (8014) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/116، وفي "أخبار أصبهان" 2/151، والبيهقي في "السنن" 9/299 و302، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/151، ورجح أبو حاتم كما في "العلل" 2/49 إرساله. وعن عائشة عند ابن أبي الدنيا في "العيال" (43) ، وأبي يعلى (4521) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1051) ، وابن حبان (5311) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2231، والحاكم 4/237، والبيهقي 9/299 و303 و303-304 . وهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج فيه . وعن أنس بن مالك، أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (47) ، والبزار (1235 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1038) ، وابن حبان (5309) ، والطبراني في "الأوسط" (1899) ، وابن عدي في "الكامل" 2/550، والبيهقي 9/299، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ورقة 710 من طريق جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس . وقال البزار عقبه: لا نعلم أحدا تابع جريرا عليه . وكذا قال ابن عدي في "الكامل" 2/551، وقال أبو حاتم كما في "العلل" 2/50: أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو قتادة، عن عكرمة، قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... مرسل . قلنا: وجرير في حديثه عن قتادة ضعف. وعن جابر بن عبد الله عند ابن أبي شيبة 8/234، وابن أبي الدنيا (48) ، وأبي يعلى (1933) ، والطبراني في "الأوسط" (6704) ، وفي "الصغير" (891) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1074، والبيهقي 8/324 . وهو صحيح . وعن عبد الله بن عمرو عند الحاكم 4/237، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد . وعن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 8/235، والترمذي (1519) ، والحاكم 4/237، وإسناده ضعيف .

 

وقال البخاري في صحيحه في تبويباته:

 

بَاب تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ لِمَنْ لَمْ يَعُقَّ عَنْهُ وَتَحْنِيكِهِ

 

وروى مسلم حالة أخرى:

 

[ 2138 ] حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى عن أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه

 

ورواه أحمد 20078 و20107 و20126 و20138 و20244 و14606

 

أيضًا لم يعمل أحد في أي زمن عمومًا بهذا الكلام لأجل نظرية محمد الشكلية وذكرنا أمورًا مشابهة في موضع آخر، ربما بباب (التشريعات الشاذة/ الباب الأول العام).

 

ومن ضمن حالات الربط الذهني الشاذ عند محمد، كما ورد بلفظ البخاري:

 

3114 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنْ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ حَمَلْتُهُ عَلَى عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ وَقَالَ حُصَيْنٌ بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا عَنْ جَابِرٍ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

 

والحديث عند مسلم وأحمد وغيرهم، ويبدو أن هذه علامة خلل نفسي أو عصبي ما جانبية، ربما يمكن لأطباء النفس استعمالها كخيط دال على مرض محمد النفسي إن كان حقًّا كان مصابًا بشيء ما وهو احتمال كبير. فالكتب التي كتبها سيجمند فرويد عن نماذج لحالات عالجها كرجل الجرذان كان لديهم ربط ذهني عجيب كذلك. وبالنسبة لرجل الجرذان أذكر أنه كان مرض عصاب ووسواس.

 

يضيق خلقه فيرد بطريقة سيئة كأي بشر مثلنا يعتوره النقص في التركيب الجسدي والعصبي

 

روى البخاري:

4415 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ الْحُمْلَانَ لَهُمْ إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَصْحَابِي أَرْسَلُونِي إِلَيْكَ لِتَحْمِلَهُمْ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ عَلَى شَيْءٍ وَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَلَا أَشْعُرُ وَرَجَعْتُ حَزِينًا مِنْ مَنْعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ مَخَافَةِ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبَرْتُهُمْ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَلْبَثْ إِلَّا سُوَيْعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلَالًا يُنَادِي أَيْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ فَقُلْ إِنَّ اللَّهَ أَوْ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ فَارْكَبُوهُنَّ فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ بِهِنَّ فَقُلْتُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَا أَدَعُكُمْ حَتَّى يَنْطَلِقَ مَعِي بَعْضُكُمْ إِلَى مَنْ سَمِعَ مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَظُنُّوا أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا لَمْ يَقُلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لِي وَاللَّهِ إِنَّكَ عِنْدَنَا لَمُصَدَّقٌ وَلَنَفْعَلَنَّ مَا أَحْبَبْتَ فَانْطَلَقَ أَبُو مُوسَى بِنَفَرٍ مِنْهُمْ حَتَّى أَتَوْا الَّذِينَ سَمِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْعَهُ إِيَّاهُمْ ثُمَّ إِعْطَاءَهُمْ بَعْدُ فَحَدَّثُوهُمْ بِمِثْلِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِ أَبُو مُوسَى

 

3133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْكُلَيْبِيُّ وَأَنَا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فَأُتِيَ ذَكَرَ دَجَاجَةً وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ مِنْ الْمَوَالِي فَدَعَاهُ لِلطَّعَامِ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ شَيْئًا فَقَذِرْتُهُ فَحَلَفْتُ لَا آكُلُ فَقَالَ هَلُمَّ فَلْأُحَدِّثْكُمْ عَنْ ذَاكَ إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ وَمَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبِ إِبِلٍ فَسَأَلَ عَنَّا فَقَالَ أَيْنَ النَّفَرُ الْأَشْعَرِيُّونَ فَأَمَرَ لَنَا بِخَمْسِ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قُلْنَا مَا صَنَعْنَا لَا يُبَارَكُ لَنَا فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا إِنَّا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَحْمِلَنَا فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا أَفَنَسِيتَ قَالَ لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا

 

ومما روى أحمد:

 

12056 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، أن أبا موسى استحمل النبي صلى الله عليه وسلم، فوافق منه شغلا، فقال: " والله لا أحملك "، فلما قفى دعاه، فحمله، فقال: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملني قال: " فأنا أحلف لأحملنك "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1988) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1391) ، والبزار (1344- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3835) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" ص72، والضياء (1984) و (1985) و (1986) و (1987) من طرق عن حميد الطويل، به. وسيأتي من طريق حميد عن أنس برقم (12835) و (13471) ، ومن طريقه عن أنس عن أبي موسى برقم (12836) و (13620) في مسند أنس. وسيأتي في مسند أبي موسى من غير هذا الطريق 4/ 398.

قوله: "استحمل" ، قال السندي: أي: طلب منه أن يحمله على دابة للجهاد. اهـ. وقوله: "فأنا أحلف لأحملنك" فمعناه على ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في هذه القصة نفسها من حديث أبي موسى عند البخاري (3133) وغيره: "وإني والله- إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها، إلا اتيت الذي هو خير وتحللتها"

 

يغضب في مرضه فيسوء خلقه وخرافة أن ذات الجنب مرض يسببه جن خرافي

 

روى البخاري:

 

4458- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

واللد: هو العلاج باللدود، وهو ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم، ولديدا الفم: جانباه، قال ابن الأثير: وإنما فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لدوه بغير إذنه. اقترأ، أي: قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة.

 

وروى أحمد:

 

(24263) 24767- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، لَدَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، فَأَشَارَ : أَنْ لاَ تَلُدُّونِي قُلْنَا : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ لاَ تَلُدُّونِي ؟ قَالَ : لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ غَيْرُ الْعَبَّاسِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُنَّ. (6/53)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4458) و (5712) و (6886) و (6897) ، ومسلم (2213) ، والنسائي في "الكبرى" (7085) و (7586) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1933) ، وابن حبان (6589) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيرد مطولا برقم (24870) . وفي الباب: عن ابن عباس سلف (1784) .

قال السندي: قولها: لددنا، اللدود بالفتح: دواء يسقى المريض في أحد جانبي الفم. قوله: كراهية، بالنصب، أي: قال ذلك لأجل كراهية المريض، أو بالرفع أي: قوله ذلك كراهية، أي: ليس هو نهي تحريم، بل هو نهي للكراهية.

 

(24870) 25382- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ أُخْتِي ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَمْرًا عَجِيبًا ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَأْخُذُهُ الْخَاصِرَةُ ، فَيَشْتَدُّ بِهِ جِدًّا ، فَكُنَّا نَقُولُ : أَخَذَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِرْقُ الْكُلْيَةِ ، لاَ نَهْتَدِي أَنْ نَقُولَ الْخَاصِرَةَ ، ثُمَّ أَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ جِدًّا حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، وَخِفْنَا عَلَيْهِ ، وَفَزِعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَظَنَنَّا أَنَّ بِهِ ذَاتَ الْجَنْبِ ، فَلَدَدْنَاهُ ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَفَاقَ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ لُدَّ ، وَوَجَدَ أَثَرَ اللَّدُودِ ، فَقَالَ : ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَلَّطَهَا عَلَيَّ ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطْهَا عَلَيَّ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ إِلاَّ عَمِّي ، فَرَأَيْتُهُمْ يَلُدُّونَهُمْ رَجُلاً رَجُلاً ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَمَنْ فِي الْبَيْتِ يَوْمَئِذٍ ، فَتَذْكُرُ فَضْلَهُمْ ؟ فَلُدَّ الرِّجَالُ أَجْمَعُونَ ، وَبَلَغَ اللَّدُودُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلُدِدْنَ امْرَأَةٌ امْرَأَةٌ ، حَتَّى بَلَغَ اللَّدُودُ امْرَأَةً مِنَّا ، قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ : لاَ أَعْلَمُهَا ، إِلاَّ مَيْمُونَةَ ، قَالَ : وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : أُمُّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ صَائِمَةٌ ، فَقُلْنَا : بِئْسَمَا ظَنَنْتِ أَنْ نَتْرُكَكِ ، وَقَدْ أَقْسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَدَدْنَاهَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ. (6/118)

 

إسناده حسن . عبد الرحمن : هو ابن أبي الزناد حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود : وهو الطيالسي ، فمن رجال مسلم ، وهو ثقة. وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الرواية (4458) ، فقال : رواه ابن أبي الزناد ، عن هشام عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسق متنه. ووصله ابن سعد 2 / 235 ، وأبو يعلى (4936) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1934) ، والحاكم 4 / 202 - 203 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، به ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي . ورواية البخاري سلفت عند أحمد برقم (24263) عن يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، ولفظه : لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ، فأشار أن لا تلدوني ، قلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق ، قال : "ألم أنهكم أن تلدوني؟ قال : لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس ، فإنه لم يشهدكن". وقوله : "ما كان الله يسلطها علي" سيأتي نحوه برقم (26346) بإسناد حسن . وفي الباب عن أسماء بنت عميس ، سيرد 6 / 438 ، وقد أخرجه أحمد من طريق عبد الرزاق (9754) عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي هشام ، عن أسماء قالت : أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه ، فتشاور نساؤه في لده، إلى آخر الحديث ، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8 / 148 ، وصحح أبو حاتم وأبو زرعة إرساله فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2 / 332 - 333!

قال السندي : قولها : تأخذه الخاصرة ، أي : وجع الجنب. قولها : فلددناه ، اللدود بالفتح من الأدوية ما يسقى المريض في أحد شقي الفم ، ولديدا الفم : جانباه ، قيل : كان الذي لد به العود الهندي والزيت. قوله : "إلا لد" فعل ذلك عقوبة لهم لأنهم لدوه بغير إذنه ، وقيل : قصاصا ومكافأة لفعلهم ، واختلفوا في القصاص في مثل اللدود. قوله : "إلا عمي" أي : عباس ، وقد جاء أنه قال صلى الله عليه وسلم فيه : "إنه لم يشهدكم" ، أي : ما حضركم حالة اللدود ، وسوق حديث عائشة هذا لأنه تركه تعظيما

 

(26346) 26877- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ قَالَ ، حِينَ قَالُوا : خَشِينَا أَنْ تَكُونَ بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ ، إِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ. (6/274)

 

هذا الحديث له إسنادان: الأول: يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، أن عائشة حدثته. وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ولا يعارضه  حديث أبي يعلى (443) عن عائشة أنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب، فإن في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف. والإسناد الثاني: يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة. وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع.

 

(27469) 28017- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ : أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ فِي لَدِّهِ فَلَدُّوهُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ مَا هَذَا فَقُلْنَا هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ قَالُوا : كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْرَفُنِي بِهِ لاَ يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلاَّ الْتَدَّ إِلاَّ عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْنِي الْعَبَّاسَ ، قَالَ : فَلَقَدِ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ لِعَزْمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (6/438)

 

هذا إسناد الصواب فيه أنه مرسل، فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/332، فقال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أسماء بنت عميس... فذكر الحديث، فقالا: هذا خطأ، رواه يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم... وهذا صحيح. قلنا: لكن صححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8/148 وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (9754) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان (6587) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (372) ، والحاكم 4/202، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/510 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره مرسلا. وأخرجه أيضا من طرق عن الزهري، بمثل سابقه مرسلا. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/33، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24263) ولفظه: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار ألا تلدوني -قلت: كراهية المريض الدواء- فلما أفاق قال: "ألم أنهكم ألا تلدوني؟" قال: "لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس، فإنه لم يشهدكن". وانظر حديث العباس السالف برقم (1784) .

قال السندي: قوله: "ليقرفني به"، بقاف وراء وفاء، من باب ضرب، أي: ليرميني به، والمراد ليبتليني به، فإن المبتلى ببلية يرمى بها، فكأن الذي ابتلاه رماه به، والله أعلم.

 

كانوا يعتقدون أنه مصاب بمرض فيروسي هو ذات الجنب وهو التهاب الأغشية الرئوية، وأعراض مرض موت محمد تتطابق معه فعلًا كما سأقول في باب الخرافات، جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة:

 

ذات الجنب: (طب) التهاب في الغشاء المحيط بالرِّئة يسبِّب سُعالاً، وحمَّى ونخسًا في الجنب، يزداد عند التنفُّس

ذو الجنب: الذي يشتكي جَنْبَه.

 

لكن لأنه كان هناك اعتقاد شائع بأنه مرض يسببه الجن الخرافي كان محمد قد رفض أن يعالجوه بذلك. ولما فعلن ساء خلقه معهن فجعلهن كلهن يضعن الدواء في أفواههن وكذلك كل من في البيت من حاضرين، ولولا احترامه لعمه وتقديره المعروف له لكان جعله معهن. يرجح أن رواية أبي يعلى عن ابن لهيعة التي نقل فيها قول عائشة أن محمدًا مات من ذت الجنب لم يقل فيها إلا الحق والحقيقة وهم لها كارهون.

 

قصة المرأة الخيبرية التي وضعت السم لمحمد وفشل محمد في اختبار اليهود أو المرأة اليهودية لنبوته المزعومة

 

جاء في البخاري:

 

2617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا فَقِيلَ أَلَا نَقْتُلُهَا قَالَ لَا فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

شرح: (أعرفها) أعرف أثرها. (لهوات) جمع لهاة وهي ما يبدو من الفم عند التبسم وقيل هي اللحمة التي بأعلى الحنجرة من أقصى الفم

3169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ فَجُمِعُوا لَهُ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَبُوكُمْ قَالُوا فُلَانٌ فَقَالَ كَذَبْتُمْ بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ قَالُوا صَدَقْتَ قَالَ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا فَقَالَ لَهُمْ مَنْ أَهْلُ النَّارِ قَالُوا نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْسَئُوا فِيهَا وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا ثُمَّ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ فَقَالُوا نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا قَالُوا نَعَمْ قَالَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ قَالُوا أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ

 

يقول ابن إسحاق:

 

فلما اطمأنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهدت له زينبُ بنت الحارث، امرأة سَلاَّم بن مِشْكَم، شاةً مَصْلِية، وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها: الذراع؛ فأكثرت فيها من السم، ثم سَمَّت سائَر الشاة، ثم جاءت بها. فلما وضعتها بين يديْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، تناول الذراعَ، فلاك منها مُضغةً. فلم يُسِغْها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، َ فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليُخبرني أنه مسموم، فاعترفت فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومى ما لم يَخفَ عليك، فقلت: إن كان مَلكا استرحتُ منه، وإن كان نبياً فسيُخْبَر، قال: فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بشر من أكلته التي أكل.

قال ابن إسحاق: وحدثني مَرَوان بن عثمان ابن أبي سعيد بن المُعَلَّى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال في مرضه الذي تُوفي فيه، ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعوده: يا أمَّ بشر، إن هذا الأوان وجدتُ فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر قال: فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيداً، مع ما أكرمه الله به من النبوة.

 

مصلية: مشوية

الأبهر: عرق من عرقين يخرجان من القلب ومنهما تتشعب العروق كلها.

 

وروى الواقدي القصة فقال:

 

قَالُوا: لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِ ص خَيْبَرَ وَاطْمَأَنّ جَعَلَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ تَسْأَلُ أَىّ الشّاةِ أَحَبّ إلَى مُحَمّدٍ؟ فَيَقُولُونَ: الذّرَاعُ وَالْكَتِفُ، فَعَمَدَتْ إلَى عَنْزٍ لَهَا فَذَبَحَتْهَا، ثُمّ عَمَدَتْ إلَى سُمّ لابَطِىّ قَدْ شَاوَرَتْ الْيَهُودَ فِى سُمُومٍ فَأَجْمَعُوا لَهَا عَلَى هَذَا السّمّ بِعَيْنِهِ فَسَمّتْ الشّاةَ وَأَكْثَرَتْ فِى الذّرَاعَيْنِ وَالْكَتِفَيْنِ، فَلَمّا غَابَتْ الشّمْسُ صَلّى رَسُولُ اللّهِ ص الْمَغْرِبَ وَانْصَرَفَ إلَى مَنْزِلِهِ وَيَجِدُ زَيْنَبَ جَالِسَةً عِنْدَ رَحْلِهِ فَيَسْأَلُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: أَبَا الْقَاسِمِ هَدِيّةٌ أَهْدَيْتهَا لَك، وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ص يَأْكُلُ الْهَدِيّةَ، وَلا يَأْكُلُ الصّدَقَةَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ص بِالْهَدِيّةِ، فَقَبَضْت مِنْهَا وَوَضَعْت بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ص لأَصْحَابِهِ وَهُمْ حُضُورٌ أَوْ مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ: “اُدْنُوا فَتَعَشّوْا”، فَدَنَوَا فَمَدّوا أَيْدِيَهُمْ وَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِ ص الذّرَاعَ، وَتَنَاوَلَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ عَظْمًا، وَأَنْهَشَ رَسُولُ اللّهِ ص مِنْهَا نَهْشًا وَانْتَهَشَ بِشْرٌ، فَلَمّا ازْدَرَدَ رَسُولُ اللّهِ ص أَكْلَتَهُ ازْدَرَدَ بِشْرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: “كُفّوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنّ هَذِهِ الذّرَاعَ تُخْبِرُنِى أَنّهَا مَسْمُومَةٌ”. فَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ: قَدْ وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ وَجَدْت ذَلِكَ مِنْ أَكْلَتِى الّتِى أَكَلْتهَا، فَمَا مَنَعَنِى أَنّ أَلْفِظَهَا إلاّ كَرَاهِيَةَ أُنَغّصَ إلَيْك طَعَامَك، فَلَمّا تَسَوّغْتَ مَا فِى يَدِك لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِى عَنْ نَفْسِك، وَرَجَوْت أَلاّ تَكُونَ ازْدَرَدْتهَا وَفِيهَا نَعْىٌ. فَلَمْ يَرْمِ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتّى عَادَ لَوْنُهُ كَالطّيْلَسَانِ وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً لا يَتَحَوّلُ إلاّ مَا حُوّلَ ثُمّ مَاتَ مِنْهُ.

وَيُقَالُ: لَمْ يَقُمْ مِنْ مَكَانِهِ حَتّى مَاتَ، وَعَاشَ رَسُولُ اللّهِ ص بَعْدَ ذَلِكَ ثَلاثَ سِنِينَ.

وَدَعَا رَسُولُ اللّهِ ص بِزَيْنَبَ، فَقَالَ: “سَمَمْت الذّرَاعَ”؟ فَقَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَك؟ قَالَ: “الذّرَاعُ”، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: “وَمَا حَمَلَك عَلَى ذَلِكَ”؟ قَالَتْ: قَتَلْت أَبِى وَعَمّى وَزَوْجِى، وَنِلْت مِنْ قَوْمِى مَا نِلْت، فَقُلْت: إنْ كَانَ نَبِيّا فَسَتُخْبِرُهُ الشّاةُ مَا صَنَعْت، وَإِنْ كَانَ مَلِكًا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَاخْتَلَفَ عَلَيْنَا فِيهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: رِوَايَةً أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللّهِ ص فَقُتِلَتْ، ثُمّ صُلِبَتْ. وَقَالَ قَائِلٌ: رِوَايَةً عَفَا عَنْهَا. وَكَانَ نَفَرٌ ثَلاثَةٌ قَدْ وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِى الطّعَامِ وَلَمْ يَسِيغُوا مِنْهُ شَيْئًا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ص أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا أَوْسَاطَ رُءُوسِهِمْ مِنْ الشّاةِ وَاحْتَجَمَ رَسُولُ اللّهِ ص تَحْتَ كَتِفِهِ الْيُسْرَى، وَيُقَالُ: احْتَجَمَ عَلَى كَاهِلِهِ حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ بِالْقَرْنِ وَالشّفْرَةِ.

 

وَقَالُوا: وَكَانَتْ أُمّ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ تَقُولُ دَخَلْت عَلَى رَسُولِ اللّهِ ص فِى مَرَضِهِ الّذِى مَاتَ فِيهِ وَهُوَ مَحْمُومٌ فَمَسِسْته، فَقُلْت: مَا وَجَدْت مِثْلَ مَا وُعِكَ عَلَيْك عَلَى أَحَدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: “كَمَا يُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرُ كَذَلِكَ يُضَاعَفُ لَنَا الْبَلاءُ، زَعَمَ النّاسُ أَنّ بِرَسُولِ اللّهِ ذَاتُ الْجَنْبِ مَا كَانَ اللّهُ لِيُسَلّطَهَا عَلَىّ إنّمَا هِىَ هَمْزَةٌ مِنْ الشّيْطَانِ، وَلَكِنّهُ مِنْ الأَكْلَةِ الّتِى أَكَلْت أَنَا وَابْنُك يَوْمَ خَيْبَرَ، مَا زَالَ يُصِيبُنِى مِنْهَا عِدَادٌ حَتّى كَانَ هَذَا أَوَانَ انْقِطَاعٍ أَبْهَرِىّ”، فَمَاتَ رَسُولُ اللّهِ ص شَهِيدًا، وَيُقَالُ: إنّ الّذِى مَاتَ فِى الشّاةِ مُبَشّرُ بْنُ الْبَرَاءِ. وَبِشْرٌ أَثْبَتُ عِنْدَنَا، وَهُوَ الْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ.

قَالَ عَبْدُ اللّهِ: سَأَلْت إبْرَاهِيمَ بْنَ جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ زَيْنَبَ ابْنَةِ الْحَارِثِ: قَتَلْت أَبِى، قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ أَبُوهَا الْحَارِثُ، وَعَمّهَا يَسَارٌ، وَكَانَ أَخْبَرَ النّاسِ هُوَ الّذِى أُنْزِلَ مِنْ الشّقّ، وَكَانَ الْحَارِثُ أَشْجَعَ الْيَهُودِ، وَأَخُوهُ زُبَيْرُ قُتِلَ يَوْمئِذٍ فَكَانَ زَوْجُهَا سَيّدَهُمْ وَأَشْجَعَهُمْ سَلاّمَ بْنَ مِشْكَمٍ، كَانَ مَرِيضًا وَكَانَ فِى حُصُونِ النّطَاةِ فَقِيلَ لَهُ: إنّهُ لا قِتَالَ فِيكُمْ فَكُنْ فِى الْكَتِيبَةِ. قَالَ: لا أَفْعَلُ أَبَدًا. فَقُتِلَ وَهُوَ مَرِيضٌ وَهُوَ أَبُو الْحَكَمِ الّذِى يَقُولُ فِيهِ الرّبِيعُ بْنُ أَبِى الْحُقَيْقِ:

 

وَلَمّا تَدَاعَوْا بِأَسْيَافِهِمْ
وَكُنّــــا إذَا مَـــا دَعَـــــوْنَا بِـــهِ

 

فَكَانَ الطّعَانُ دَعَوْنَا سَلامَا
سَقَيْنَا سَرَاةَ الْعَـــــدُوِ السمَامَــــا

وَهُوَ كَانَ صَاحِبُ حَرْبِهِمْ وَلَكِنّ اللّهَ شَغَلَهُ بِالْمَرَضِ.

 

وروى مسلم في صحيحه:

 

[ 2190 ] حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك قال ما كان الله ليسلطك على ذاك قال أو قال علي قال قالوا ألا نقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم

  [ 2190 ] وحدثنا هارون بن عبد الله حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة سمعت هشام بن زيد سمعت أنس بن مالك يحدث أن يهودية جعلت سما في لحم ثم أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديث خالد

 

وروى البخاري (4428) معلَّقًا:

 

 قَالَ يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: «يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ»

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

23933 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّ أُمَّ مُبَشِّرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَتَّهِمُ بِنَفْسِكَ ؟ فَإِنِّي لَا أَتَّهِمُ إِلَّا الطَّعَامَ الَّذِي أَكَلَ مَعَكَ بِخَيْبَرَ، وَكَانَ ابْنُهَا مَاتَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَأَنَا لَا أَتَّهِمُ غَيْرَهُ، هَذَا أَوَانُ قَطْعِ أَبْهَرِي "

 

رجاله ثقات، وقد اختلف فيه على الزهري. وأخرجه أبو داود (4514) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. إلا أنه قال فيه: عن أمه أم مبشر، ولا يصح هذا، فإن أم مبشر لم تكن زوجاً لعبد الله بن كعب ولا لكعب بن مالك. وجاء عقبه: قال أبو سعيد ابن الأعرابي: كذا قال: "عن أمه"، والصواب: عن أبيه، عن أم مبشر وأخرجه عبد الرزاق (19815) عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، أن أم مبشر قالت للنبي ص... فذكره. وأخرجه أبو داود 4508، وفي (4513) من طريق عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه: أن أم مبشر..إلخ وأخرجه الحاكم 3/219 عن القطيعي راوي "المسند"، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به - غير أنه قال فيه: عن أبيه، عن أم مبشر، فجعله من حديث أم مبشر، وهكذا أورده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/131 عن الحاكم. وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/131: وصله البزار والحاكم (3/58) من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس، بهذا الإسناد. وروى ابن سعد (في "الطبقات" 2/202-203) عن شيخه الواقدي بأسانيد متعددة في قصة الشاة التي سُمَّت له بخيبر

 

ومن روايات سنن أبي داود:

 

4511 - حدثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية نحو حديث جابر قال فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري فأرسل إلى اليهودية " ما حملك على الذي صنعت ؟ " فذكر نحو حديث جابر فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت ولم يذكر أمر الحجامة .

 

قال الألباني: حسن صحيح

 

ولو أن معظم القصص في أبي داوود ومسلم وغيرهما تقول أنه تركها ولم يقتلها

 

والروايات كثيرة عن مرض محمد في كل كتب الحديث، مثلًا هذه الرواية للبخاري:

 

5648 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ».... إلخ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

27079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "

 

وأخرجه ابن سعد 8/325-326، والنسائي في "الكبرى" (7496) و (7613) و(7482)، والطبراني في "الكبير" 24/ (629)، والحاكم 4/404

 

وجاء في شرح على السيرة لابن هشام لطه عبد الرؤوف سعد عن كتب الفقه والحديث، كعادة الفقهاء وتلاعبهم لمحاولة التوفيق بين الروايات المتناقضة:

 

فأما المرأة التي سمته، فقال ابن إسحاق: صفح عنها، وقد روى أبو داود أنه قتلها، ووقع في كتاب شرف المصطفى أنه قتلها وصلبها، وهي زينب بنت الحارث بن سلام، وقال أبو داود: وهى أخت مرحب اليهودي، وروى أيضاً مثل ذلك ابن إسحاق. ووجه الجمع بين الروايتين أنه عليه السلام صفح عنها، أولا لأنه كان صلى الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه، فلما مات بشر بن البراء من تلك الأكلة، قتلها، وذلك أن بشراً لم يزل معتلا من تلك الأكلة حتى مات منها بعد عام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم عند موته: "ما زالت أكلة خيبر تعادني، فهذا أوان قطعت أبهري! وتعادنى، أي تعتادنى المرة بعد المرة.

 

لا أدري كيف خان محمد ذكاؤه وبداهته ليظن ان امرأة من قوم قتل منهم وسبى النساء ونهب، ستعطيه هدية بنية صافية، ولا سيما وهي موتورة منكودة بقتل أبيها وزوجها وغيرهما، لقد وضعت في الشاة سمًّا يميت متسبّبًا بالحمى، لابطيّ من لبط الرجل أي حُمَّ، وكان رهانها أنه لو كان نبيًّا كما يزعم فسيعرف (طبعًا كل هذه المفاهيم عن النبوة والله الخرافي محض أوهام وضلالات لكن لنتابع السرد)، لقد انتهس محمد نهسة صغيرة فقط ثم شعر بالقلق الغريزي، أما صاحبه تابعه فتقول رواية أنه مات فورًا وفي رواية أقسى أنه ظل سنة لا يستطيع الحركة ثم مات، على كلٍ إن لم يكن محمد مات بفعل الشيخوخة أو أي مرض وبائي، وإن صحت مزاعم الروايات فقد مات بعد ثلاث سنوات بفعل سم اليهودية معانيًا حتى آخر لحظاته من الحمى معاناة طويلة وقتلًا بطيئًا، على الأقل هم جنوا على شخص واحد ممن آذوهم وأهانوهم وأبادوهم وأجلوهم عن وطنهم العربي كيهود عرب وحجازيين في شبه جزيرة العرب، أما هو فقد جنى بدعاواه العنصرية المعادية للإخاء الإنساني على الكثيرين من يهود ومسيحيين ووثنيين وأتباع مدعي نبوة آخرين كمسلمة الحنفي. على كلٍ القصة برهان على عدم صحة خرافة نبوة محمد وكل النبوات أكاذيب خزعبلات يقينًا عامة. أما قوله لم يكن ينتقم لنفسه فإنه كثيرًا ما فعل بالقول في مكة وبالأفعال في يثرب حينما امتلك القوة بحيث لم يسمح حتى بحرية الكلام كما سنشرح في مواضع أخرى.

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.