31 سخافة بعض أسباب الصياغة المسماة عندهم بأسباب "النزول" وسخافة بعض النصوص

سخافة بعض أسباب الصياغة المسماة عندهم بأسباب "النزول"

وسخافة بعض النصوص

 

من سور الفترة المكية الأولى

 

96 العلق

 

{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}

 

روى أحمد:

 

* 2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: لِمَ تَنْتَهِرُنِي يَا مُحَمَّدُ ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ "

 

إسناده قوي، أبو خالد الأحمر -واسمه سليمان بن حيان- وثقه غير واحد، وروى له البخاري متابعة، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وقال ابن معين: صدوق وليس بحجة، وذكر له ابن عدي جملة أحاديث أخطأ فيها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة الواسطي الكوفي، وداود: هو ابن أبي هند البصري. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 14/298

وأخرجه الترمذي (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) ، والطبري 30/255-256، والواحدي في "أسباب النزول" ص 303 من طريقين عن أبي خالد، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

وأخرجه الطبري 30/255-256 و256، والبيهقي 2/192 من طرق عن داود، به.

وأخرجه الطبراني (11950) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3045) ، وانظر (2225) .

 

3044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَنَهَاهُ، فَتَهَدَّدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَتُهَدِّدُنِي ؟ أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَكْثَرُ أَهْلِ الْوَادِي نَادِيًا "، فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 10] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ "

 

إسناده صحيح، داود- وهو ابن أبي هند- من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. وانظر (2321) .

وقال ابن كثير:

 

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ، تَوَعَّدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلَاةِ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَوَعَظَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَوَّلًا فَقَالَ: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى} أَيْ: فَمَا ظَنُّكَ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَنْهَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمَةِ فِي فِعْلِهِ، أَوْ {أَمَرَ بِالتَّقْوَى} بِقَوْلِهِ، وَأَنْتَ تَزْجُرُهُ وَتَتَوَعَّدُهُ عَلَى صِلَاتِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} أَيْ: أَمَا عَلِمَ هَذَا النَّاهِي لِهَذَا الْمُهْتَدِي أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ، وَسَيُجَازِيهِ عَلَى فِعْلِهِ أَتَمَّ الْجَزَاءِ.

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا وَمُتَهَدِّدًا: {كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} أَيْ: لَئِنْ لَمْ يَرْجِعْ عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّقَاقِ وَالْعِنَادِ {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} أَيْ: لنَسمَنَّها سَوَادًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

ثُمَّ قَالَ: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} يَعْنِي: نَاصِيَةَ أَبِي جَهْلٍ كَاذِبَةً فِي مَقَالِهَا خَاطِئَةً فِي فعَالها.

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أَيْ: قَوْمَهُ وَعَشِيرَتَهُ، أَيْ: لِيَدَعُهُمْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يغلبُ: أحزبُنا أَوْ حِزْبُهُ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقه. فبَلغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "لَئِنْ فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ". ثُمَّ قَالَ: تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ -يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو-عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (2) .

وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي تَفْسِيرِهِمَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، بِهِ (3) وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي كُرَيْب، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، بِهِ (4) .

 

(2) صحيح البخاري برقم (4958) .

(3) سنن الترمذي برقم (3348) وسنن النسائي برقم (11685) .

(4) تفسير الطبري (30/165) .

 

إنه لسخيف للغاية أن نتصور إلهًا حاكمًا مزعومًا لكون ضخم غير محدود يضع رأسه برأس كائن بشري صغير تافه مقارنة بمقامه ومكانته وقدراته، وإنه لواضح أن هذا كان كلامًا من محمد ومزاعمه، لا أكثر من ذلك.

 

74 المدثر

 

ذكرنا في النقد اللغوي سبب صياغة الآيات:

                                                                          

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)}

 

وهو مجرد عدم اتباع الوليد بن عقبة لدعوة محمد، وهذا شيء سخيف، كل إنسان حر فيما يعتقد، وأي إله متقزِّم هذا كان سينحدر من مرتبة اهتماماته المزعومة بالكون كله ليضع رأسه برأس إنسان واحد فقط كندِّ له؟!

 

111 المسد

 

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}

 

لسبب تافه خلَّد محمد شخصية عمه عبد العزّى بن عبد المطّلب، الملقّب بأبي لهب قيل لوضاءة وجه، كان الرجل كثير المعارضة لمحمد واعيًا بأفعاله، وكان صاحب توجّه ديني وثنيّ متحمّس متعصّب، روى أحمد بن حنبل وابن هشام تبعه لمحمد في الأسواق والمحافل ليكذّبه، ويزعم الواقدي في المغازي أنه تولى خدمة وسدانة تمثال الربّة العزّى الأقدس لقريش: وَكَانَ سَادِنُهَا أَفْلَحَ بْنَ نَضْرٍ الشّيْبَانِيّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ حَزِينٌ، فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: فَلَا تَحْزَنْ، فَأَنَا أَقُومُ عَلَيْهَا بَعْدَك.، تقول القصة أن محمدًا بصورة مهووسة صعد في الصباح الباكر جدًّا والناس نيام وشرع يصرخ مناديًا بدعوته الدينية بصوتٍ عال من على تلّة بصورة تزعج السكان وتتعدّى على حقهم في الهدوء والنوم وعدم الإزعاج، روى البخاري:

 

4770 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ }

 

4801 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ يَا صَبَاحَاهْ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالُوا مَا لَكَ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي قَالُوا بَلَى قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ }

 

ورواه أحمد:

 

2544 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الصَّفَا فَقَالَ: " يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ ؟ فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي ؟ " فَقَالُوا: بَلَى قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ تَبًّا لَكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.وأخرجه بأسانيدهم كل من: البخاري (4770) و(4801) و (4971) (4972) ، ومسلم (208)، والترمذي (3363) ، والنسائي في "الكبرى" (11426)  و(11714) و(10815) و (10816)، وفي "عمل اليوم والليلة" (979) و (980) و(983) ، والطبري 19/120-121، وأحمد15914  وابن منده في "الإيمان" (949) و(950) و(951) و(953) و (954) و (955) و (956)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1446)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/181-182 و2/178 م، والبغوي في "شرح السنَّة" (3742) ، وفي "معالم التنزيل" 3/400-401، وأبو عوانة 1/92-93، والطبراني في "الكبير" 18/ (956)، وابن حبان (6550)

 

كما نرى صاح صياحًا أفزع الناس بكلمة لا تقال إلا للدلالة على هجمة عسكرية من قبيلة معادية أو غارة، وأزعج الناس من نومهم، الكلمة التي قالها له عمه كان يمكن أخذها بروح رياضية ككلمة يقولها شخص لابنه أو ابن أخيه توبيخًا، لكنه أخذ الأمر بتكبر بما ينسجم مع نفسيته المريضة المتضخّمة، لدرجة الرد كطفل صغير يقول: "بل أنتَ تبًّا لك!". وكشابٍّ طائش سبَّ في قرآنه عمه وزوجة عمه كذلك ووصفها بالنمّامة مثيرة الفتن أي حمّالة الحطب كما قال مفسّرون وقيل كانت تضع الشوك في طريق المسلمين. وفي قاموس لسان العرب: هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غشينا العدو. وفي الواقع لو كان هذا كلامًا لإله يعلم المستقبل لما ذكر الرجل قطّ لأنه يخلّده بلا داعٍ والإسلام كان سيقضي على الوثنية ويبيد كثيرًا من الوثنيين وكهنة وسدنة الأصنام بالتالي كان سيُنسى الكثير من تاريخ أبي لهب أو معظمه لو لم يكن خلّد ذكره بهذه الطريقة السخيفة في أحداث لم تعد تهمنا برُمَّتِها كلها اليوم!

 

وورد في تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن:

 

 قال مرة الهمداني: كانت أم جميل تأتي كل يوم بإبالة من الحسك فتطرحها في طريق المسلمين، فبينما هي حاملة ذات يوم حزمة أعيت، فقعدت على حجر لتسترتيح، فجذبها الملَك من خلفها فأهلكها، خنقها الله بحبلها.

 

إن صحَّت هذه القصة، ولم تكن خرافة، فشبه مؤكد أن متطرفًا من المسلمين هو القاتل، وفعلها لا يستحق القتل، ولا يتساوى معه.

 

108 الكوثر

 

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}

 

يقول ابن كثير:

 

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} أَيْ: إِنَّ مُبْغِضَكَ -يَا مُحَمَّدُ-وَمُبْغِضَ مَا جِئْتَ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْحَقِّ وَالْبُرْهَانِ السَّاطِعِ وَالنُّورِ الْمُبِينِ، هُوَ الْأَبْتَرُ الْأَقَلُّ الْأَذَلُّ الْمُنْقَطِعُ ذكْرُه.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةُ: نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ.

وَقَالَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: كَانَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ إِذَا ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: دَعُوهُ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَبْتَرُ لَا عَقِبَ لَهُ، فَإِذَا هَلَكَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ السُّورَةَ.

...وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الحَسَّاني، حَدَّثَنَا بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ مَكَّةَ فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: أَنْتَ سَيِّدُهُمْ أَلَّا تَرَى إِلَى هَذَا المُصَنْبر الْمُنْبَتِرَ مِنْ قَوْمِهِ يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا، وَنَحْنُ أَهْلُ الْحَجِيجِ، وَأَهْلُ السِّدَانَةِ وَأَهْلُ السِّقَايَةِ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: فَنَزَلَتْ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}

هَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّارُ  وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

 

مسند البزار برقم (2293) "كشف الأستار" ووقع فيه: "حدثنا الحسن بن علي الواسطي، حدثنا يحيى بن راشد، عن داود فذكر مثله، ورواه أيضا النسائي في السنن الكبرى برقم (11707)

 

وَعَنْ عَطَاءٍ: نَزَلَتْ فِي أَبِي لَهَبٍ، وَذَلِكَ حِينَ مَاتَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ أَبُو لَهَبٍ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ: بُتِرَ مُحَمَّدٌ اللَّيْلَةَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْأَبْتَرُ: الْفَرْدُ. وَقَالَ السُّدِّي: كَانُوا إِذَا مَاتَ ذكورُ الرَّجُلِ قَالُوا: بُتر. فَلَمَّا مَاتَ أَبْنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: بُتِرَ مُحَمَّدٌ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}

وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ أَنَّ الْأَبْتَرَ الَّذِي إِذَا مَاتَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ، فَتَوَهَّمُوا لِجَهْلِهِمْ أَنَّهُ إِذَا مَاتَ بَنُوهُ يَنْقَطِعُ ذِكْرُهُ...إلخ

 

هنا نرى سخافة سبب التأليف وهو الرد على شخص في عصر محمد هو العاص بن وائل السهمي أو أبو لهب، لأنه قال أن محمدا لا أولاد ذكور له فهو أبتر النسل، كأن محمدًا يواسي ويدعم نفسه في مونولوج ذاتيّ علني للناس في صورة الإله المزعوم ومحمد، لو علم محمد أن كل هؤلاء لا ينبغي عليه الرد عليهم في كتاب دينه المقدس الذي سيستمر لقرون طوال وأن تلك الآيات_التي احتاج لها نفسيًّا وقتها لرغبته الملحة في الرد وغيظه من مضايقه_ستصير بلا معنى لها ولا أهمية كثيرة عند مسلمي اليوم، خاصة مع شخصية فقدت الوزن والدور التاريخي بعد ذلك، لو كان القرآن من عند إله أما كان يعلم الغيب فيتجاهل الرجل تمامًا لكي لا يخلده ويضع نصًّا عقيمًا في كتابه الذي سيستمر بهذه النصوص  الغير متصلة بعصرنا الحالي وإلى زمن  طويل بنفس النص؟!

 

معنى الكوثر أي الخير الكثير الوافر

 

الكلمة معناها الوفرة يعني إنعام الله الخرافي على محمد حسب قوله، لكنه جاء بهذه الكلمة لأجل السجع، وهي بمعنى الكثير، أما المتأخرون عديمو الفهم للغة فلقوا خرافة نهر الكوثر في الجنة، وهي سخافة ما بعدها سخافة.

 

روى النسائي في السنن الكبرى:

 

11704 - أنا محمد بن كامل أنا هشيم عن أبي بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس: أنه قال في الكوثر قال هو الخير الكثير الذي أعطاه الله تبارك وتعالى إياه

 

وروى البخاري:

 

4966 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَوْثَرِ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ أَبُو بِشْرٍ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ سَعِيدٌ النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ

 

6578 - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ أَبُو بِشْرٍ قُلْتُ لِسَعِيدٍ إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ سَعِيدٌ النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ

 

وروى أحمد:

 

5913 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَذْكُرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الْكَوْثَرِ ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، فَقَالَ مُحَارِبٌ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ لِابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "

قَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا وَاللهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ.

 

حديث قوي، حماد بن زيد روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، مؤمل: هو ابن إسماعيل القرشي العدوي، وهو سيء الحفظ، لكنه متابع.

وأخرجه البيهقي في"البعث" (128) من طريق مؤمل، بهذا الِإسناد.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/543، وأبو نعيم في"صفة الجنة" (326) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به. وصححه الحاكم، ولم يسق أبو نعيم لفظ حديث ابن عباس، وتحرف في مطبوعته"سليمان بن حرب" إلى: "إسحاق بن حرب"، وفي مطبوعة "المستدرك" اضطراب يصوب من رواية أحمد وأخرجه بتمامه الطيالسي (1933) - ومن طريقه البيهقي في "البعث" (129) - من طريق أبي عوانة، والطبري في"تفسيره" 30/325 من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن عطاء، به.

وأخرج حسين المروزي في زوائده على"زهد ابن المبارك" (1614) ، والبخاري (6578) ، والطبري 30/321 من طريق هشيم، عن عطاء بن السائب وأبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.

وأخرجه بهذه السياقة دون ذكر ابن عمر البخاري (4966) ، والحاكم 2/537 من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به.

وأخرج الطبري 30/322 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن عطاء بن السائب، قال: قال محارب بن دينار: ما قال سعيد بن جبير في الكوثر؟ قال: قلت: قال ابن عباس: هو الخير الكثير، فقال: صدق والله.

وأخرج هنّاد في"الزهد" (140) ، والنسائي في"الكبرى" (11704) ، والطبري 30/322 من طرق، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله تبارك وتعالى إياه.

وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير الكوثر مثل قول ابن عمر، لكن موقوفاً عليه.

أخرجه الطبري 30/320 عن أبي كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الكوثر نهر في الجنة... فذكر مثل حديث ابن عمر، قلنا عمر بن عبيد مستصغر في عطاء، ورواية من روى عن عطاء قديماً أصح.

وانظر (5355) .

قوله:"ما أقل ما يسقط"، قال السندي: من السقوط، يريد أن القول الساقط لابن عباس قليل، أي : وهنا منه لمخالفته للمرفوع.

"على جنادل الدر"، إي: أحجار الدر، أي: الحصاة التي هي تحت الماء هي الدر والياقوت.

"صدق... الخ"يريد أنه لا مخالفة بين المرفوع وبين قول ابن عباس، فما في المرفوع هو الخير الكثير، قاله ابن عباس، وقد وفق بين المرفوع وبين قول ابن عباس بحمل المرفوع على التمثيل لا التحديد.

وبالجملة فالكوثر مبالغة الكثير، أي: الخير الكثير البالغ في الكثرة غايته، فيمكن أن يكون اسماً لهذا النهر، ويمكن أن يكون أراد لهذا النهر بناء على أنه الخير الكثير، تعظيماً له، أو على أنه من جملته، والله تعالى أعلم.

 

وقال الطبري:

 

يقول تعالى ذكره: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ) يا محمد (الْكَوْثَرَ) واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر، فقال بعضهم: هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر: أنه قال: "الكوثر: نهر في الجنة، حافتاه من ذهب وفضة، يجري على الدرّ والياقوت، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من العسل".

.....إلخ

 

وقال آخرون: عُنِي بالكوثر: الخير الكثير.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب، قال: ثني هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: فقلت لسعيد بن جبير: فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة، قال: فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عطاء بن السائب، قال: قال محارب بن دثار: ما قال سعيد بن جُبير في الكوثر؟ قال: قلت: قال: قال ابن عباس: هو الخير الكثير، فقال: صدق والله.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: الكوثر: الخير الكثير.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سألت سعيد بن جبير، عن الكوثر، فقال: هو الخير الكثير الذي آتاه الله، فقلت لسعيد: إنا كنا نسمع أنه نهر في الجنة، فقال: هو الخير الذي أعطاه الله إياه.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثني عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: الخير الكثير.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد، قال: ثنا شعبة، عن عمارة بن أبى حفصة، عن عكرمة، قال: هو النبوّة، والخير الذي أعطاه الله إياه.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا حرمي بن عمارة، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عمارة، عن عكرمة في قول الله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: الخير الكثير، والقرآن والحكمة.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة أنه قال: الكوثر: الخير الكثير.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: الخير الكثير.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن هلال، قال: سألت سعيد بن جُبير (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: أكثر الله له من الخير، قلت: نهر في الجنة؟ قال: نهر وغيره.

حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الكوثر: الخير الكثير.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الكوثر: الخير الكثير.

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن مجاهد: الكوثر: قال: الخير كله.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: خير الدنيا والآخرة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في الكوثر، قال: هو الخير الكثير.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، قال: الكوثر: الخير الكثير.

قال: ثنا وكيع، عن بدر بن عثمان، سمع عكرمة يقول في الكوثر: قال: ما أُعطي النبّي من الخير والنبوّة والقرآن.

حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازيّ، قال: ثنا أبو داود، عن بدر، عن عكرمة، قوله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: الخير الذي أعطاه الله النبوّة والإسلام.

 

وقال آخرون: هو حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن مطر، عن عطاء (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: حوض في الجنة أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثنا أحمد بن أبي سريج، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا مطر، قال: سألت عطاء ونحن نطوف بالبيت عن قوله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال: حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

عبيد الخرافات من ناشري الخرافات يفزعون من أي تفسير عقلاني حتى لو كان تفسيرًا متعلقنًا ناقص العقلانية لنص غير عقلاني كالقرآن، ويفضلون التقليد والخرافة على صحيح الدين وميثيولجيته الأصلية، لذلك سارعوا بتلفيق أحاديث ضعيفة نسبوها إلى ابن عباس نفسه مناقضة لتفسيره العقلاني اللغوي المناسب للسياق وفيها نفس خرافة نهر الكوثر السخيفة. لم يكونوا يخجلون أو يترددون في تلفيق أي شيء لأي أحد. المهم حماية مصالح رجال الدين وخرافاتهم. وللأسف يرجح الطبري في النهاية التفسير الخرافي الشائع بأن الكوثر هو نهر خرافي في الجنة الوهمية، والأحاديث الزاعمة لذلك كثيرة بالمئات متناثرة في كتب الحديث ملفقة ومنسوبة إلى الكثير من أصحاب محمد، وليس عندي شك أنها كلها مزيفة ملفقة متأخرة التلفيق غير أصيلة عن محمد والدائرة الأولى لمرددي ورواة الأساطير الإسلامية.

 

روى البخاري:

 

4964 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا فَقُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ

 

4965 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } قَالَتْ نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ رَوَاهُ زَكَرِيَّاءُ وَأَبُو الْأَحْوَصِ وَمُطَرِّفٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

 

وانظر أحمد 6476 و11994 و12008 و12151 و12542 و13475 و23336 و26403

 

وروى أحمد:

 

13306 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ، فَقَالَ: " نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَفِيهِ طَيْرٌ كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ " . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ تِلْكَ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ . فَقَالَ: " أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَرُ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن أبي بكر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. أبوسلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، وعبد الله بن مسلم: هو الزهري أخو ابن شهاب محمد بن مسلم.

 

(11996) 12019- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : أَغْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا ، إِمَّا قَالَ لَهُمْ ، وَإِمَّا قَالُوا لَهُ : لِمَ ضَحِكْتَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ ، فَقَرَأَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} حَتَّى خَتَمَهَا قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ ، يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد" (133) ، ومسلم (400) و (2304) ، وأبو داود (784) و (4747) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/333، والبيهقي في "البعث والنشور" (114) ، والبغوي في "شرح السنة" (579) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.

وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 11/437 و13/144، ومسلم (400) و (2304) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (764) ، والنسائي في "المجتبى" 2/133-134، وفي "الكبرى" (11702) ، وأبو يعلى (3951) ، وأبو عوانة

في "مسنده" 2/121 و121-122، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (325) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (113) ، والبغوي في "تفسيره" 4/533 من طرق عن المختار بن فلفل، به.

وسلف من طريق محمد بن فضيل مختصراً. برقم (11994) .

وانظر ما سيأتي بالأرقام (12008) و (12418) و (12542) و (12675) و (13306) و (13353) و (13405) و (13496) و (13991) .

وفي باب تفسير الكوثر عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5355) .

وفي باب آنية الحوض انظر حديث أبي برزة الآتي في مسنده 4/424 وحديث عبد الله بن عمرو عند البخاري (6579) .

وفي باب ذود رجال عن الحوض انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7968) ، وحديث أبي سعيد السالف برقم (11138) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

وروى مسلم:

 

[ 400 ] حدثنا على بن حجز السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا علي بن مسهر عن المختار عن أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }  ثم قال أتدرون ما الكوثر فقلنا الله ورسوله أعلم قال إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت بعدك زاد بن حجر في حديثه بين أظهرنا في المسجد وقال ما أحدث بعدك

 

والملاحظ وجود تناقض وتداخل بين تعريف حوض محمد الأسطوري الشهير الخاص بيوم القيامة الخرافي، وبين تعريف وصفة نهر الكوثر. وهذا طبيعي فكلاهما مصدر مياه أخروي خرافي. قارن مع أحاديث الحوض الملفقة هي كذلك، مثلًا نأخذ من مرويات البخاري:

 

6582 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي الْحَوْضَ حَتَّى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَصْحَابِي فَيَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ

6583 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُحْقًا بُعْدًا يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْ الْحَوْضِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى

 

6586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيُحَلَّئُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى وَقَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُجْلَوْنَ وَقَالَ عُقَيْلٌ فَيُحَلَّئُونَ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

2367 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَذُودَنَّ رِجَالًا عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الْإِبِلِ عَنْ الْحَوْضِ

 

3596 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنِّي فَرَطُكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ إِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ مَفَاتِيحِ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا

 

6576 - وحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ تَابَعَهُ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَقَالَ حُصَيْنٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

6579 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

 

أين يقع نهر الكوثر الخرافي:

 

في الجنة:

 

روى البخاري:

 

6581 - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وحَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ، الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ - أَوْ طِيبُهُ - مِسْكٌ أَذْفَرُ " شَكَّ هُدْبَةُ

 

وروى أحمد:

 

5913 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَذْكُرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الْكَوْثَرِ ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، فَقَالَ مُحَارِبٌ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ لِابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "

قَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا وَاللهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ

 

حديث قوي، حماد بن زيد روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، مؤمل: هو ابن إسماعيل القرشي العدوي، وهو سيء الحفظ، لكنه متابع. وأخرجه البيهقي في"البعث" (128) من طريق مؤمل، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/543، وأبو نعيم في"صفة الجنة" (326) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به. وصححه الحاكم، ولم يسق أبو نعيم لفظ حديث ابن عباس، وأخرجه بتمامه الطيالسي (1933) - ومن طريقه البيهقي في "البعث" (129) -ومن طريق أبي عوانة، والطبري في"تفسيره" 30/325 من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن عطاء، به. وأخرج حسين المروزي في زوائده على"زهد ابن المبارك" (1614) ، والبخاري (6578) ،والطبري 30/321

 

(12008) 12031- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ ، قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ عز وجل

 

(13480) 13514- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَخَاهُ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ ، أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا.

 

خارج الجنة وهو الحوض:

 

يعنون البخاري في صحيحه بكتاب الرقاق، باب في الحوض، بصيغة الجزم:

 

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ»

 

وروى مسلم:

 

[ 400 ] حدثنا على بن حجز السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا علي بن مسهر عن المختار عن أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر }  ثم قال أتدرون ما الكوثر فقلنا الله ورسوله أعلم قال إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت بعدك زاد بن حجر في حديثه بين أظهرنا في المسجد وقال ما أحدث بعدك

 

وروى أحمد حديثًا قد يحل المشكلة فهو نهر يمتد إلى الحوض بتغذيته له من الجنة إلى خارجها:

 

11996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أَغْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، إِمَّا قَالَ لَهُمْ، وَإِمَّا قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ "، فَقَرَأَ " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] " حَتَّى خَتَمَهَا قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ: " هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ، يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد" (133) ، ومسلم (400) و (2304) ، وأبو داود (784) و (4747) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 2/333، والبيهقي في "البعث والنشور" (114) ، والبغوي في "شرح السنة" (579) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 11/437 و13/144، وابن أبي عاصم في "السنة" (764) ، والنسائي في "المجتبى" 2/133-134، وفي "الكبرى" (11702) ، وأبو يعلى (3951) ، وأبو عوانة في "مسنده" 2/121 و121-122، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (325) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (113) ، والبغوي في "تفسيره" 4/533 من طرق عن المختار بن فلفل، به.

 

 

لكن تتبقى مشكلة واحدة خطرت في بالي: إذا قيل أنه نهر أو حوض خارج الجنة يمر عليه المنافقون والمرتدون فيمنعون من الاقتراب منه من قبل الملائكة، إذن لو كان هذا الحدث الإسخاتولوجي قبل المرور على الصراط المذكور فلن يكون للصراط ضرورة لأنهم قد أخذتهم الملائكة إلى جهنم دون المرور عليه، إذن لا داعي للصراط، وعلينا نفي وإنكار وتكذيب أحاديث مرور المنافقين عليه، أما لو قيل أن ذلك بعد الصراط فكيف ذلك وهم يفترض أنهم مروا عليه وسقطوا فعلا في جهنم؟!

 

وروى البخاري عن الصراط من حديث 7437:

 

.... وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمِ السَّعْدَانَ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ المُوبَقُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ - أَوِ المُوثَقُ بِعَمَلِهِ -، وَمِنْهُمُ المُخَرْدَلُ، أَوِ المُجَازَى، أَوْ نَحْوُهُ، ثُمَّ يَتَجَلَّى، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ المَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ، مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، قَدْ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الحَيَاةِ،....

 

ورواه أحمد (7927) 7914

 

وروى مسلم:

 

[ 2791 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات }  فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله فقال على الصراط

 

ورواه أحمد 24069 وأخرجه الحميدي (274) ، والترمذي (3121) من طريق سفيان، ومسلم (2791) ، وابن ماجه (4279) ، والبغوي في تفسير الآية المذكورة من سورة إبراهيم من طريق علي بن مسهر، والدارمي (2809) ، والطبري في تفسير الآية المذكورة من طريق خالد بن عبد الله، والطبري كذلك من طريق عبد الرحيم بن سليمان وإسماعيل بن زكريا، وابن حبان (331) من طريق حفص بن غياث، و (7380) من طريق عبيدة بن حميد، والحاكم 2/352

 

وروى أحمد:

 

(20440) 20712- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْعَصَرِيَّ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ ، قَالَ : سَمِعْتْ أَبَا بَكْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَتَقَادَعُ بِهِمْ جَنَبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، قَالَ : فَيُنْجِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا فَيَشْفَعُونَ ، وَيُخْرِجُونَ وَيَشْفَعُونَ ، وَيُخْرِجُونَ وَيَشْفَعُونَ ، وَيُخْرِجُونَ ، وَزَادَ عَفَّانُ مَرَّةً فَقَالَ أَيْضًا : وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ.

20713- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ... مِثْلَهُ.

 

إسناده حسن، أبو سليمان العَصَري ذكره البخاري في "الكنى" ص 37، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/380، وسمي في بعض روايات الحديث: كعب بن شبيب، وكذا سماه الدولابي في "الكنى"، والسمعاني في "الأنساب"، وقد روى عنه سعيد بن زيد، ولا يُعرف له راوٍ غيره، ووثقه ابن معين كما روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل". قلنا: ولم يذكره الحافظان الحسيني وابن حجر في "الإكمال" و"التعجيل"، مع أنه من شرطهما. وسعيد بن زيد: هو ابن درهم أخو حماد بن زيد، وهو صدوق حسن الحديث، ومحمد بن أبان شيخ عبد الله بن أحمد في إسناده المذكور في آخر الحديث: هو الواسطي كما صرح به عند ابن أبي عاصم في "السنة" (837) ، وهو صدوق لا بأس به، وقد تابعه عفان في إسناد أحمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/177-178، والبزار (3671) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (838) ، والطبراني في "الصغير" (929) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (837) من طريق محمد بن أبان الواسطي، به. وأخرجه البخاري في "الكنى" ص 37 عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبزار (3697) ، والدولابي في "الكنى" 1/195 من طريق معاذ بن هانئ، كلاهما عن سعيد بن زيد، به. وسمي أبو سليمان العصري في رواية معاذ بن هانئ كعب بن شبيب.

 

 

ويوجد حديث آخر يعمّق هذه المشكلة المتناقضة للمسلمين، روى أحمد ترتيبًا للأحداث كالتالي منسوبًا إلى محمد:

 

12825 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: قَالَ: "أَنَا فَاعِلٌ" قَالَ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ ؟ قَالَ: " اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ " قَالَ: قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ ؟ قَالَ: " فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ " قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ ؟ قَالَ: " فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ ، لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

قالوا عنه: رجاله رجال الصحيح، ومتنه غريب. وأخرجه الترمذي (2433)

 

الكوثر في السماء الأولى الدنيا حسب المفاهيم الأسطورية عن سبع سماوات:

 

روى البخاري:

 

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، فَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى، فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ - يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ - ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ جِبْرِيلُ: قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مَعِيَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ، لاَ يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ، وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي، نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ: مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا النِّيلُ وَالفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟، قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ،....إلخ

 

وخرافة الكوثر كنهر عند الشيعة الاثناعشرية كذلك:

 

وروى الصدوق في كتاب فضائل الشيعة عن أبيه ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي الاصفهاني ، عن محمد بن أسلم الطوسي ، عن أبي رجاء ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في حديث طويل : ألا ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد رضي الله عنه ، ومن رضي عنه كافاه الجنة ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ، ويأكل من طوبى ، ويرى مكانه في الجنة ، ...إلخ

 

ثواب الأعمال: وعن أبي جعفر عليه السلام : من قرأ إنا أعطيناك الكوثر في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة ، وكان محدثه عند رسول الله صلى الله عليه وآله . "

 

تفسير القمي: أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه السلام في خبر المعراج قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ثم خرجت من البيت المعمور فانقاد لي نهران : نهر تسمى الكوثر ، ونهر تسمى الرحمة ، فشربت من الكوثر ، واغتسلت من الرحمة ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة ، وإذا على حافيتها بيوتي وبيوت أزواجي ( أهلي خ ل ) وإذا ترابها كالمسك ، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة فقلت : لمن أنت يا جارية ؟ فقالت : لزيد بن حارثة ، فبشرته بها حين أصبحت...إلخ

 

" إنا أعطيناك الكوثر " قال : الكوثر نهر في الجنة أعطى الله محمدا عوضا من ابنه إبراهيم عليه السلام .

 

جامع الأخبار: وقال عليه السلام : أكثر أنهار الجنة الكوثر تنبت الكواعب الاتراب عليه ، يزوره أولياء الله يوم القيامة .
" ص 126 " وقيل في شرح الكواعب الاتراب : ينبت الله من شطر الكوثر حوراء ويأخذها من يزور الكوثر من أولياء الله تعالى .

 

الكافي للكليني:  محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الرجل للرجل : جزاك الله خيرا ما يعني به ؟ قال أبوعبدالله عليه السلام : إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر ، والكوثر مخرجه من ساق العرش ، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم ، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات ، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى ، سمي بذلك النهر وذلك قوله : " فيهن خيرات حسان " وإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدها الله عزو جل لصفوته وخيرته من خلقه .

 

 

أمالي الشيخ: : المفيد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الخشاب ، عن علي بن النعمان ، عن بشير الدهان قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : جعلت فداك أي الفصوص اركبه على خاتمي ؟ قال : يابشير أين أنت عن العقيق الاحمر والعقيق الاصفر والعقيق الابيض ، فإنها ثلاثة جبال في الجنة ، فأما الاحمر فمطل على دار رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأماالاصفر فمطل على دار فاطمة صلوات الله عليها ، وأما الابيض فمطل على دار أميرالمؤمنين عليه السلام ، والدور كلها واحدة ، يخرج منها ثلاثة أنهار ، من تحت كل جبل نهر أشد بردا من الثلج ، وأحلى من العسل ، وأشد بياضامن الدر ، لا يشرب منها إلا محمد وآله وشيعتهم ، ومصبها كلها واحد ، ومجراها من الكوثر وإن هذه الثلاثة جبال تسبح الله وتقدسه وتمجده وتستغفر لمحبي آل محمد عليهما السلام ، الخبر .

 

مناقب آل أبي طالب لشهر بن آشوب: الحافظ أبونعيم بإسناده إلى عطية ، عن أنس قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : قد اعطيت الكوثر : فقلت : يا رسول الله وما الكوثر ؟ قال : نهر في الجنة عرضه وطوله مابين المشرق والمغرب لا يشرب أحد منه فيظمأ ، ولا يتو ضأ أحد منه فيشعث، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي وقتل أهل بيتي .

 

كنز جامع الفوائد: محمد بن العباس ، عن أحمد بن سعيد العماري ، عن إسماعيل بن زكريا ، عن محمد بن عون ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " إناأعطيناك الكوثر " قال : نهر في الجنة عمقه في الارض سبعون ألف فرسخ ، ماؤه أشد بياضا من اللبن ، و أحلى من العسل ، شاطئاه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، خص الله بن نبيه وأهل بيته عليهم السلام دون الانبياء .
25 - ويؤيده مارواه أيضاعن أحمد بن محمد ، عن حصين بن مخارق ، عن عمرو بن  خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أراني جبرئيل منازلي ومنازل أهل بيتي على الكوثر .
26 - ويعضده أيضا مارواه عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن مسمع ابن أبي سيرة ،  عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد أمامك - وأزاني الكوثر - وقال : يامحمد هذا الكوثر لك دون النبيين ، فرأيت عليه قصورا كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدر ، وقال : يا محمد هذه مساكنك ومساكن وزير ووصيك علي بن أبي طالب و ذريتة الابرار .
قال : فضربت بيدي إلى بلا طه فشممته فإذا هو مسك ، وإذا أنا بالقصور لبنة ذهب ولبنة فضة .
27 - وروى أيضا عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن عمر حمران بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الغداة ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال : ياعلي ما هذا النور الذي أراه قد غشيك ؟ قال : يارسول الله أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي ولم اصب الماء فلما وليت ناداني مناد : ياأميرالمؤمنين فالتفت فإذا خلفي إبرق مملوء من ماء فاغتسلت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أما المنادي فجبرئيل ، والماء من نهر يقال له : الكوثر عليه اثنا عشر ألف شجرة ، كل شجرة لها ثلاث مائة وستون غصنا فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح فما من شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا من الآخر ، ولو لا أن الله تعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لما توا فرحا من شدة حلاوة تلك الاصوات ، وهذا النهر في جنة عدن ، وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين ، وليس لاحد فيه شئ .
توضيح : البلاط كسحاب : الحجارة التي تفرش في الدار .

 

تفسير فرات بن إبراهيم: عبيد بن كثير معنعنا عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام " إنا أعطيناك الكوثر " قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : يا رسول الله لقد شرف الله هذا النهر وكرمه فانعته لنا ، قال نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري الله من تحت عرشه  ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، حصباه الدر والياقوت والمرجان ، ترابه المسك الاذفر ، حشيشه الزعفران ، تجري من تحت قوائم عرش رب العالمين ، ثمرة كأمثال القلال من الزبرجد الاخضر والياقوت الاحمر والدر الابيض ، يستبين ظاهره من باطنه ، و باطنه من ظاهره فبكى النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه ثم ضرب بيده إلى أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : يا علي والله ما هو لي وحدي ، وإنما هو لي ولك والمجيك من بعدي .

 

كامل الزيارة: محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد ، عن عبدالله الاصم ، عن مسمع كردين ، ( 1 ) عن أبى عبدالله عليه السلام قال : إن الموجع قلبه لناليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لاتزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد عليناالحوض ، وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه ، حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام مالايشتهي أن يصدر عنه ، يامسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، ولم يشق بعدها أبدا ، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، وأصفى من الدمع ، وأذكى من العنبر ، يخرج من تسنيم ، ويمر بأنهار المجنان ، تجري على رضراض ( 2 ) الدر والياقوت ، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء ، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام ، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر ، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة ، حتى يقول الشارب منه : ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا ، أما إنك يا كردين ممن تروى منه ، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر ، وسقيت منه من أحبنا ، و إن الشارب منه ليعطى من اللذة والطعم والشهودة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا ، وإن على الكوثر أميرالمؤمنين وفي يده عصاء من عوسج ( 3 ) يحطم بها أعداءنا ، فيقول الرجل منهم : إني أشهد الشهادتين ، فيقول : انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك ، فيقول : تبر أمني إمامي الذي تذكره ، فيقول : ارجع وراءك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله - إذكان عندك خير الخلق - أن يشفع لك ، فإن خيرالخلق حقيق أن لايرد إذاشفع ، فيقول : إني أهلك عطشا ، فيقول : زادك الله ظما وزادك الله عطشا .
قلت : جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره ؟ قال : ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا إذاذكرنا ، وترك أشياء اجترأ عليها غيره ، وليس ذلك لحبنا ولالهوى منه لنا ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس ، فأما قلبه فمنا فق ، ودينه النصب ، واتباعه أهل النصب وولاية الماضين ، وتقديمه لهما على كل أحد .

 

_____________________________________________________
[ 1 ] مسمع بكسر الميم وسكون السين وفتح الميم الثاني ، وكردين بضم الكاف - وقيل بكسرها - وسكون الراء وكسر الدال ، هو مسمع بن عبدالملك كردين أبوسيار ، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها يروى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام .
[ 2 ] تقدم معناه من المصنف ذيل الحديث الثالث .
[ 3 ] العوسج من شجر الشوك .


104 الهمزة

 

يقول ابن هشام في السيرة:

 

وأمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جُمَح، كان إذا رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هَمزه ولَهمزه، فأنزل اللّه تعالى فيه: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: 1-9]

قال ابن هشام: الهُمزة: الذي يشتم الرجلَ علانية، ويُكسر عينيه عليه، ويَغْمِز به

 

ويقول الطبري:

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن رجل من أهل الرقة قال: نزلت في جميل بن عامر الجمحي.

 

ويقول ابن كثير في تفسيره:

 

ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ: الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ. وَقِيلَ غَيْرُهُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ عَامَّةٌ.

 

هنا نفس تعليقي سابقًا: محمد تأثّر نفسيًّا من سخرية أمية بن خلف أو غيره منه لدرجة تأليف سورة تخلد الرجل لقرون دون أي داعٍ، لأن القرآن لم يؤلفه إله يعلم الغيب والمستقبل. محمد كان ذا حساسة وطبيعة مرضية كما حلل شخصيته بعض دارسي السيرة كشخص يشعر بالنبذ والإهمال في طفولته لكونه يتيمًا.

 

 

93 الضحى

 

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

 

ليست هذه السورة سوى مونولوج ذاتيّ بين محمد ونفسه بزعم أنه كلام الله له، ويعلنه ليواسي نفسه ويؤازرها أمام ما قالته له إحدى السيدات لما توقف عن إبداع آياته ربما حسب نظرية لتوقف هلاوسه لمرض نفسي كان عنده، أو حسب وجهة نظر أخرى أنه مرض لفترة مما أعاق إبداعه حتى تعافى. الحوار موجّه لمحمد لمواساته فلا فائدة له بالنسبة للقراء معنويًّا أو عمليًّا اليوم على أي نحو.

 

وروى مسلم:

 

[ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن الأسود بن قيس أنه سمع جندبا يقول أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى }   

 [ 1797 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع واللفظ لابن رافع قال إسحاق أخبرنا وقال بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا زهير عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان يقول اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث قال فأنزل الله عز وجل { والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى } 

 

وروى البخاري:

 

1125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ فَنَزَلَتْ {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

18804 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبًا يَقُولُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 2]

 

ورواه أحمد بن حنبل (18796) و(18801) و (18804) و (18806) .والبيهقي في "السنن" 3/14 والبخاري  (4951) و (4983)، وأبو عوانة 4/304 و4/338 و4/339 و4/340 ، وابن حبان (6566) ، والطبراني في "الكبير" (1709) و(1711) و(1712)  والترمذي3345 وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2533) و(2534)  و(2535) ، والطبري في "التفسير" 30/231 والطيالسي (935) - ومن طريقه أبو عوانة 4/339- 340- والنسائي في "الكبرى" (11681) - وهو في "التفسير" له (701)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/58-59. عبد الرزاق في "التفسير" 2/379، والحميدي (777)، وابن حبان (6565) ، وفي الباب عن زيد بن أرقم عند الحاكم 2/526-527. ورواه أحمد بن حنبل بالأرقام: (18801) و (18804) و (18806) .

 

68 القلم

 

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}

 

إنه لمن المضحك أن قبل هذه الآية بقليل آية تقول: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}

 

ربما كان يقصد خلق عظيم السوء وغاية في القبح؟! هنا يتهجّم محمد على شخصية كانت تكثر السخرية من ادّعاآته وتفضحها وتطارده كالكابوس في مزاعمه، هي الأخنس بن شريق، وأصله من ثقيف، وكان حليفًا وأحد قادة بني زهرة من قريش كما نقرأ في غزوة بدر وغيرها عند السيرة لابن هشام، محمد يعيب الرجل بصفاته البدينة كـ(عتل) يعني غليظ شديد قويّ، ويشكّك في نسبه إلى أبيه متهمًّا أمه في عفتها وفقًا للمفاهيم الرجعية البدائية العربية التي لا يمكن أن يستعملها إله مزعوم ما كان ليعيب شخصًا بشكله أو نسبه الذي لا دخل له فيه، هذا أسلوب بشري منحطّ غير مترفِّع لإنسان غاضب فيستعمل كل الوسائل والتعابير اللا أخلاقية لينفِّس عن شعوره، ويذكر على لسان الله (ذات محمد المتضخمة منعكسة ي مزاعمه) أنه سيضع له وسمة كالبهائم على أنفه، والأنف طبعًا رمز الكبرياء عند العرب لغويًّا، وهذا كوصفه له بأنه مهين يعني مهان بلا كرامة. وعرضنا الموضوع بتفصيل أكثر في باب البذاآت.

 

53 النجم

{وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)}

 

شيء سخيف جدًّا، يقول أنه رأى الله وخرج من كوكب الأرض، وذهب في رحلة إلى سماوات خرافية، ولم يجد إلا شجرة النبق أي السدر ليقول أنها ما وجده في ما بعد السماء السابعة! وهي شجرة على حد تذوّقي لها_كانت منتشرة في الدولة الخليجية صحراوية المناخ التي عشت فيها جزءً من طفولتي_رديئة الثمار ليست أحسنَ الأشجارِ حقًّا ولا ذاتَ كبيرِ قيمةٍ! محمد نفسه علم بحقارة وتفاهة شجرة السدر، حيث يقول:

 

{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)} سبأ

 

55 الرحمن

 

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}

 

هنا مثال لفقر التصوُّر البدويّ، حيث تخيّل أن الداخلين للجنة السماوية المزعومة سيسكنون خيامًا كخيام بدو العرب التي كانوا ينصبونها في رحلاته لرعي خرافهم وماعزهم!

 

وكيف يبرِّرون سخافة كهذه، كالتالي كما روى البخاري:

 

3243 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمْ الْآخَرُونَ

4879 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُونَ وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ كَذَا آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 2838 ] حدثنا سعيد بن منصور عن أبي قدامة وهو الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا

 

كلام منطقيّ جدًّا، وأنا عندي سمكة في حوض سمك بالبيت، لكنها لها أذنان طويلتان وأربع أرجل وذيل تهزه بتودُّد وهي تلهث مخرجة لسانها وترضع جراءها وتفلِّيهم من القمل في فروهم بفمها! وأنا مارلين مونرو أو فنانة من فنانات الإغراء المصريات أو الشاميات أو المغربيات رغم أني ذو لحية طويلة كالحة الآن! هذا مثال لتعريف الشيء بماهية مناقضة لماهيته التي تُميِّزه وتُعرِّفه، كان يمكن لهم مثلًا تبرير ذلك بأنهم يسكنون في بيوت حجرية، لكن الخيام للترفيه والتخييم، لكن هذه كانت فكرة بعيدة عن ذهنهم، كذلك لن يصلح ذلك فما الحاجة إلى ترويح في جنة معتدلة المناخ لا حر فيها ولا شمس ولا زمهرير كما يقول القرآن، مثلًا بسورة الإنسان: 13.

 

من سور الفترة المكية الثالثة

 

35 فاطر

 

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}

 

هذه بداية مضحكة جدًّا لنصٍّ، بدأ بحمد الله الخرافيّ على أشياء وهمية خرافية لا يراها أحد، وليست مما يتعلق بحياة البشر الواقعية، في الحقيقة هذه جملة من منظوري أشبه بإفيه أو جملة مضحكة قوية تصلح لأن يبدأ بها مقدم برنامج كوميدي ستاندآب استهلاله لإضحاك جمهور ذكي.

 

الفترة المدنية

 

2 البقرة

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}

 

قال الطبري في تفسيره:

 

ثم اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله نهى الله المؤمنين أن يقولوا"راعنا". فقال بعضهم: هي كلمة كانت اليهود تقولها على وجه الاستهزاء والمسبة، فنهى الله تعالى ذكره المؤمنين أن يقولوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.

* ذكر من قال ذلك:

1728 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) قول كانت تقوله اليهود استهزاء، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.

1730 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) ، قال: كانوا يقولون: راعنا سمعك! فكان اليهود يأتون فيقولون مثل ذلك مستهزئين، فقال الله: (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) .

1731 - وحدثت عن المنجاب قال، حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: (لا تقولوا راعنا) ، قال: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا سمعك! وإنما"راعنا" كقولك، عاطنا.

1732 - وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) قال:"راعنا" القول الذي قاله القوم، قالوا: (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ) [سورة النساء: 46] قال:"قال: هذا الراعن" - والراعن: الخطاء - قال: فقال للمؤمنين: لا تقولوا خطاء، كما قال القوم، وقولوا: انظرنا واسمعوا.

           

وقال ابن إسحاق في السيرة لابن هشام:

قال ابن إسحاق: وكان رفاعة بن زيْد بن التابوت من عظماء يهود، إذا كلم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانَه، وقال: أرْعنا سمعَك يا محمد، حتى نفهمك، ثم طعن في الإِسلام وعابه. فأنزل الله فيه:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَالله أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِالله وَلِيًّا وَكَفَى بِالله نَصِيرًا (45) مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا}، أي راعنا سمعك{لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ الله بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)}. [النساء: 44ـ46]

 

الرعونة هي الحماقة والجهل والبلاهة، قال ابن منظور في قاموس لسان العرب:

 

( رعن ) الأَرْعَنُ الأَهْوَجُ في منطقة المُسْتَرْخي والرُّعُونة الحُمْقُ والاسْتِرْخاء رجل أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً وما أَرْعَنه وقد رَعُن بالضم يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً وقوله تعالى لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا قيل هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سَبِّ النبي صلى الله عليه وسلم اشْتَقْوه من الرُّعُونة قال ثعلب إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأَن اليهود كانت تقول للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا أَو راعونا وهو من كلامهم سَبٌّ فأَنزل الله تعالى لا تقولوا راعنا وقولوا مكانها انْظُرنا قال ابن سيده وعندي أَن في لغة اليهود راعُونا على هذه الصيغة يريدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن. .... وقيل إن راعنا كلمة كانت تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ فنهي المسلمون أَن يلفظوا بها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أَن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يسبون بها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسهم ويتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها...

 

وهذا وزنٌ على أوزان لغة العبرية كما يبدو، عندما يضايقك بعض الأشخاص بأسلوب السماجة والسخافة، هل ترد عليهم بتأليف نصوص دينية مقدّسة للأتباع تتلى إلى قرون طوال، بل ويُتعبَّد بها، لمجرد أنك تضايقت من سخافة عارضة غير مهمة، بالتأكيد هذا كلام محمد، الله لو فُرِض أن له وجودًا فلن يكون بهذه السخافة وصغر التفكير ووضع رأسه برأس مخلقاته التافهة الصغيرة. لا أدري، اليوم حينما أسمع خطب المسلمين لا تركّز فقط على الله الخرافي كخالق ومنعم مفترَض، بل يظلون يكررون ذكر محمد وتعظيمه، كأنه إله أو نصف إله صغير بجوار الله، وضرورة التسليم والصلاة عليه ليل نهار بلا انقطاع، محمد للمسلمين كالمسيح للمسيحيين، فهو شفيع ووسيط لدى الله عن ذنوبهم ليرتكبوا منها ما شاؤوا بما فيها الذنوب والآثام الحقيقية كجرائم وأفعال غير أخلاقية، وليس فقط الذنوب الدينية الوهمية الخيالية. عندما أرى ذلك مع معرفتي بحبي للتفكير وتمردي أعلم أني كنت سأصل حتمًا للفكر الحر العظيم (العقلانية-الإلحاد) وأترك خرافة الإسلام إلى غير رجعة. ربما بعض الفضل يعود لأخطاء محمد في قرآنه، ربما يجب نسب بعض الفضل له في ترك خرافاته! وطبعًا للجنة عثمان التي جمعت القرآن وحافظت على أخطائه وسقطاته وهفواته وأوجه نقده بدرجة كبيرة.

 

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}

 

سبب صياغة هذه الآية هو كما روى البخاري:

 

1803 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا كَانَتْ الْأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَجَاءُوا لَمْ يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بَابِهِ فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ فَنَزَلَتْ {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}

 

ورواه مسلم 3026

 

وقال الطبري في تفسيره:

 

3077 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال، سمعت داود، عن قيس بن حبتر: أن ناسا كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه، ولا دارا من بابها أو بيتا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دارا، وكان رجل من الأنصار يقال له:"رفاعة بن تابوت" فجاء فتسوَّر الحائط، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما خرَج من باب الدار - أو قال: من باب البيت - خرج معه رفاعة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك؟ قال: يا رسول الله، رأيتُك خرجتَ منه، فخرجت منه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّي رجلٌ أحْمس! فقال: إن تكن رَجلا أحْمس، فإنّ ديننا واحد! فأنزل الله تعالى ذكره:"وليسَ البر بأن تأتوا البيوتَ من ظُهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوتَ من أبوابها".

3081 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله:"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البر من اتقى وأتوا البيوتَ من أبوابها" قال: كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم نَقب كُوَّة في ظهر بيته فجعل سُلَّمًا، فجعل يدخل منها. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه رجل من المشركين، قال: فأتى الباب ليدخل، فدخل منه. قال: فانطلق الرجل ليدخل من الكوة. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأنك؟ فقال: إنّي أحمس! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا أحمس.

3082- حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: كان ناسٌ من الأنصار إذا أهلُّوا بالعمرة لم يَحل بينهم وبين السماء شيء يتحرَّجون من ذلك، وكان الرجل يخرج مُهلا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته فيرجع ولا يدخل من باب الحجرة من أجل سَقف الباب أن يحول بينه وبين السماء، فيفتح الجدار من وَرَائه، ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته. فتخرج إليه من بيته، حتى بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَّ زمنَ الحديبية بالعمرة، فدخل حجرة، فدخل رجل على أثره، من الأنصار من بني سَلِمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنّي أحمس! قال الزهري: وكانت الحُمس لا يبالون ذلك. فقال الأنصاري: وأنا أحمس! يقول: وأنا على دينك، فأنزل الله تعالى ذكره:"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظُهورها".

3084 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"وليس البر بأن تأتوا البيوت" الآية كلها. قال قتادة: كان هذا الحي من الأنصار في الجاهلية، إذا أهلَّ أحدُهم بحجّ أو عمرة لا يدخلُ دارا من بابها، إلا أن يتسور حائطا تسوُّرًا، وأسلموا وهم كذلك. فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك ما تسمعون، ونهاهم عن صنيعهم ذلك، وأخبرهم أنه ليس من البر صنيعهم ذلك، وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها.

 

3087 - حدثت عن عمار بن الحسن، قال حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله:"وليسَ البر بأنْ تأتوا البيوتَ من ظهورها ولكن البر مَن اتقى وأتوا البيوت من أبوابها" قال: كان أهل المدينة وغيرُهم إذا أحرمُوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها، وذلك أن يتسوَّرُوها، فكان إذا أحرم أحدُهم لا يدخل البيت إلا أن يتسوّره من قِبَل ظَهره. وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار، فدخل رجلٌ على أثره ممن قد أحرم، فأنكروا ذلك عليه، وقالوا: هذا رجل فاجرٌ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم دخلت من الباب وقد أحرمت؟ فقال: رأيتك يا رسول الله دخلتَ فدخلتُ على أثرك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّي أحمس! - وقريش يومئذ تُدعى الحُمس - فلما أن قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصاري: إن ديني دينك! فأنزل الله تعالى ذكره:"وليس البر بأن تأتوا البيوتَ من ظهورها" الآية.

 

وقال الواحدي في أسباب النزول:

 

أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عبيدة قال: حدثنا عبيدة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له: ما حملك على ما صنعت قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت قال: إني أحمسي قال: فإن ديني دينك فأنزل الله (وَلَيسَ البِرُّ بِأََن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها).


وقال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطاً ولا بيتاً ولا داراً من بابه فإن كان من أهل المدن نقب نقباً في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلماً فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك ذماً إلا أن يكون من الحمس وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وخثعم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سموا حمساً لشدتهم في دينهم قالوا: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على إثره من الباب وهو محرم فأنكروا عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم دخلت من الباب وأنت محرم فقال: رأيتك دخلت من الباب فدخلت على  إثرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحمسي قال الرجل: إن كنت أحمسياً فإني أحمسي ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله تعالى هذه الآية.

 

سبب صياغة السورة مرتبط بخرافة وعادة وثنية قديمة عند أهل يثرب، مثل هذا النص لا معنى ولا ضرورة له اليوم ولا يتعلق بقضايا الإنسان المعاصر. ويبدو أن محمدًا لم يكن قد فكر في إلغاء هذه العادة الخزعبلية اليثربية، حتى أوحى له بهذه الفكرة تابعه قطبة بن عامر بما فعله.

نساؤكم حرثٌ لكم

 

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)}

 

روى أحمد:

 

(26601) 27136- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ ، فَقَالَتْ : لاَ تَسْتَحِي يَا ابْنَ أَخِي ، قَالَ : عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ ؟ قَالَتْ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، أَنَّ الأَنْصَارَ كَانُوا لاَ يُجِبُّونَ النِّسَاءَ ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ : إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ ، كَانَ وَلَدُهُ أَحْوَلَ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ ، نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الأَنْصَارِ ، فَجَبُّوهُنَّ ، فَأَبَتْ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا ، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا : لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا ، فَقَالَتْ : اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيَتِ الأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ ، فَخَرَجَتْ ، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ادْعِي الأَنْصَارِيَّةَ ، فَدُعِيَتْ ، فَتَلاَ عَلَيْهَا هَذِهِ الآيَةَ : {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} صِمَامًا وَاحِدًا.

 

إسناده حسن من أجل عبد اللّه بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وُهَيب: هو ابن خالد الباهليّ.

وأخرجه الدارمي (1119) ، والطبري في "التفسير" الاَية (223) من سورة البقرة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6129) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/42-43 من طرقما عن وُهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والبيهقي في السنن" 7/195 من طريق رَوْح بن القاسم، كلاهما عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن خُثيم، به.

وسيأتي بالأرقام: (26643) و (26698) و (26706) .

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2414) .

وعن جابر عند البخاري (4528) ، ومسلم (1435) .

قال السندي: قوله: لا يُجَبُّون، بالجيم والباء المشدّدة، من التجبية، على وزن: يُصَلُّون، والمراد بها هنا أن تُوطأ المرأة منكبة على وجهها، كهيئتها حين تسجد.   صِماماً واحداً، أي: مسلكاً واحداً هو الفرج ، فالحاصل أن الآية ليست لتحليل الإتيان في الدبر، وإنما لتحليل الإتيان في القبل من الدبر، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ما حديث النهي عن إتيان الرجل زوجته في دبرها ولعن فاعل ذلك.

 

26698 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى الْأَنْصَارِ تَزَوَّجُوا مِنْ نِسَائِهِمْ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يُجَبُّونَ ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ لَا تُجَبِّي ، فَأَرَادَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ امْرَأَتَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَتَتْهُ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَسَأَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَتْ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] وَقَالَ: " لَا، إِلَّا فِي صِمَامٍ وَاحِدٍ " وقَالَ وَكِيعٌ: " ابْنُ سَابِطٍ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ "

 

إسناده حسن من أجل عبد اللّه بن عثمان بن خُثيم، وبقية رجاله رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/230- 231، والطبري في "التفسير"- الآية (223) من سورة البقرة- والبيهقي في "السنن" 7/195 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (26706). وسلف برقم (26601) .

 

26643 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ:] قَالَ أَبِي: وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا عَنِ الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ مُجَبِّيَةً (1) ، فَسَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] صِمَامًا وَاحِدًا " (2)

 

(1) في (ظ6) وهامش كل من (ظ2) و (ق) : مُتَجَبِّيَة، وكذلك هي في نسخة السندي.

(2) للحديث إسنادان:

أولهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم - وهو عبد اللّه بن عثمان - عن ابن سابط، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن أم سلمة. وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/90، وهذا إسناد حسن من أجل ابن خُثَيْم.

وثانيهما: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خُثَيْم، عن صفيَّة بنت شيبة، عن أمِّ سلمة، فقال: عن صفية بدل حفصة، وهو عند الطبراني في "الكبير" 23/ (837) ، والبيهقي في "الشعب" (5377) . وهذا إسناد خالف فيه معمرٌ الرواةَ عن ابن خُثَيم، فقد رواه وُهيب بن خالد كما سلف في الرواية (26601) ، وسفيان الثوري، كما في الروايتين: (26698) و (26706) ، وعبد الرحيم بن سليمان ورَوْح بن القاسم، كما سلف في تخريج الرواية (26601) ، أربعتهم عن ابن خُثيْم، عن ابن سابِط، عن حفصة، عن أمِّ سلمة، به. وقد تابعهم معمر كذلك كما في الإسناد السالف.

قال السندي: قولها: متجبّية، من التجبِّي، بالجيم، فالباء الموحدة، فالياء، حالٌ من المرأة، أي: كائنة على هيئة السجود.

 

روى البخاري:

 

4528 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَتْ الْيَهُودُ تَقُولُ إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ فَنَزَلَتْ { نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ }

 

وروى مسلم:

 

[ 1435 ] وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن بن الهاد عن أبي حازم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن يهود كانت تقول إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول قال فأنزلت { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم

 

 [ 1435 ] وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثني وهب بن جرير حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثني عبيد الله بن سعيد وهارون بن عبد الله وأبو معن الرقاشي قالوا حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري ح وحدثني سليمان بن معبد حدثنا معلي بن أسد حدثنا عبد العزيز وهو بن المختار عن سهيل بن أبي صالح كل هؤلاء عن محمد بن المنكدر عن جابر بهذا الحديث وزاد في حديث النعمان عن الزهري إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد

 

وروى أحمد:

 

2703 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقُمِّيَّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ . قَالَ: " وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ ؟ " قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ . قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "

أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ ".

 

إسناده حسن، يعقوب القمي -وهو يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي- روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الطبراني: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وجعفر -وهو ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أبو حفص بن شاهين، وذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" في الطبقة الثالثة عشرة -وهي التي توفي أصحابها بين 121 و130-، وقال: وكان صدوقاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه الترمذي (2980) ، والطبري 2/397 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8977) و (11040) ، وأبو يعلى (2736) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (465) ، وابن حبان (4202) ، والطبراني (12317) ، والبيهقي 7/198، والواحدي في "أسباب النزول" ص 48، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/198 من طريق يونس بن محمد، عن يعقوب القمي، به.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في "المختارة".

قوله: "حولت رحلي البارحة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/209: كنى برَحْله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحْل الذي تُركبُ عليه الإبلُ.

 

وروى النسائي في الكبرى:

 

8978 - أخبرنا علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن نفيل قال نا سعيد بن عيسى قال نا المفضل قال حدثني عبد الله بن سليمان عن كعب بن علقمة عن أبي النضر أنه أخبره أنه قال لنافع مولى عبد الله بن عمر قد أكثر عليك القول أنك تقول عن بن عمر إنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارها قال نافع لقد كذبوا علي ولكني سأخبرك كيف كان الأمر؛ إن بن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده حتى بلغ { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } قال يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية إنا كنا معشر قريش نجيء النساء فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ما كنا نريد من نسائنا فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن فأنزل الله تعالى { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم }

 

وفي مسند أبي حنيفة برواية ابن خسرو وترقيمها:

 

1245 - وأخبرنا الشيخ أبو السعود أحمد بن علي بن محمد قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري من لفظه قال: حدثنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي بن ربيعة البزاز بمصر قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن حفص بن عبد الملك بن عبد الرحمن الطالقاني قال: حدثنا صالح بن محمد الترمذي قال: حدثنا حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، عن ابن خثيم المكي، عن يوسف بن ماهك، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة أتتها فقالت: إن زوجي يأتيني مجبية ومستقبلة فكرهته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لا بأس إذا كان في صمام واحد".

 

وروى أبو داوود:

 

2164 - حدَّثنا عبدُ العزيز بن يحيي أبو الأصبغ، حدثني محمدٌ - يعني ابنَ سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن أبانَ بن صالح، عن مجاهدٍ عن ابن عباس قال: إن ابنَ عمر - واللهُ يغفِرُ له - أوْهَمَ إنما كانَ هذا الحيُّ من الأنصار - وهم أهلُ وَثَنٍ - مع هذا الحيِّ من يهود - وهم أهل كتابٍ - وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يَقتدُونَ بكثير من فعلهم، وكانَ من أمْرِ أهلِ الكتاب أن لا يأتوا النِّساءَ إلا على حَرْفٍ، وذلك أستَرُ ما تكونُ المرأة، فكان هذا الحي مِنَ الأنصارِ قد أخَذُوا بذلك مِنْ فِعلِهنم، وكان هذا الحي من قُريشٍ يَشْرَحُون النِّساء شرحاً منكراً، ويتلذذُونَ منهنَ مُقبلاتٍ، ومُدْبِرَاتٍ، ومستلقيات، فلما قَدِمَ المهاجرونَ المدينةَ تزوَّجَ رجلٌ منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يَصْنَعُ بها ذلك، فأنكَرَتْه عليه، وقالت: إنما كُنا نُؤتى على حَرْفٍ، فاصنعْ ذلك وإلا فاجْتَنِبْني، حتى شَرِيَ اْمرُهُما، فبَلَغَ ذلك رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: مُقبلاتٍ ومُدبراتٍ ومُستلقياتٍ، يعني بذلك مَوضِعَ الوَلَد.

 

حديث صحيح، وهذا سند حسن. وقد صرح محمد بن إسحاق بسماعه عند الحاكم.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 395 - 396 و 396، والحاكم في "المستدرك" 2/ 195 و 279، والبيهقي في "الكبرى" 7/ 195 من طريق عبد العزيز بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وأخرج أحمد في "مسنده" (2703)، والترمذى (3222)، وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى" (8928) و (10973) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء عمرُ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -. فقال: يا رسول الله هلكت! قال: "وما أهلَكَك؟ قال: حَوَّلْتُ رَحلِي الليلة، قال: فلم يَرُد عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - شيئاً، قال: فأُوحي إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "أقبِل وأدبر، واتق الدُّبُر والحِيضة". وإسناده حسن.

 

كما قلت يتعلق النص برفض فكرة الوضع التبشيري وتحريم الكتابيين في القرون السطى الظلامية لما سواه من أوضاع، وهو نص لا نحتاجه كبشر عصريين عقلانيين، ومنطلقاتنا الأخلاقية اليوم كعقلانيين لا تنطلق من اعتباطية وتحكمية نصوص تحليل وتحريم، بل على أساس الأخلاق وحدها وفقًا للحس السليم.

 

ومما أورد الطبري في تفسيره:

 

4315 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حصين، عن مرة الهمداني قال: سمعته يحدث أن رجلا من اليهود لقي رجلا من المسلمين فقال له: أيأتي أحدكم أهلهُ باركًا؟ قال: نعم. قال: فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فنزلت هذه الآية:" نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم"، يقول: كيف شاء، بعد أن يكون في الفرج.

 

4318 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن عبد الله بن علي حدثه: أنه بلغه أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسوا يومًا ورجل من اليهود قريبٌ منهم، فجعل بعضهم يقول: إنيّ لآتي امرأتي وهي مضطجعة. ويقول الآخر: إني لآتيها وهي قائمة. ويقول الآخر: إني لآتيها على جنبها وباركةً. فقال اليهودي: ما أنتم إلا أمثال البهائم! ولكنا إنما نأتيها على هيئة واحدة! فأنزل الله تعالى ذكره:" نساؤكم حرثٌ لكم"، فهو القُبُل.

 

تشبيه النساء بمجرد أرض حراثة وزراعة وآلة ووسيلة للتناسل والتكاثر أو مجرد أشياء تشبيه ذكوري همجي برأيي لا يليق بالنساء، والنص الذي بسخافة يحدد أنه يمكن ممارسة الجنس بأية أوضاع جسدية سببه رد محمد على خرافة سخيفة عند بعض العرب القدماء في يثرب من اليهود والعرب الوثنيين وعادة عدم التعامل من الرجل مع المرأة في أي وضع سوى الوضع وجهًا لوجه المعروف بـ(الوضع التبشيري) لتحبيذ المسيحين القرونوسطيين له وتكريهم ما سواه، وهو سبب خرافي مرتبط بعادات لا وجود لها في مجتمعاتنا المعاصرة، وبالتالي النص تحفة أثرية غير مفيدة لنا، لا يحتاج الرجل أو المرأة أي تصريح من نص ديني أو إله خرافي ليعلم أنه يستطيع ممارسة شهوته(ا) الجنسية مع شريكه الجنسي كيفما شاءا في أي وضع.

 

إباحة الجنس الشاذ العدواني ضد النساء

 

ومن الأشياء المقززة التي ذكرتها كتب الحديث هو تفسير ورأي بتحليل وجواز مجامعة النساء مجامعة شاذة عدوانية مؤذية في الشرج بدون موافقة المرأة وهواها للشذوذ ورغمًا عنها اعتداءً عليها باعتباره حق للزوج أن يعتدي عليها بالشذوذ!

 

روى النسائي في الكبرى:

 

8981 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحكم قال نا أبو بكر بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر: أن رجلا أتى امرأته في دبرها في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأنزل الله تعالى { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } خالفه هشام بن سعد فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار

 

أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 6117

 

8979 - أخبرنا الربيع بن سليمان قال نا أصبغ بن الفرج قال نا عبد الرحمن بن القاسم قال قلت لمالك إن عندنا بمصر الليث بن سعد يحدث عن الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال: قلت لابن عمر إنا نشتري الجواري فنحمض لهن قال وما التحميض قال نأتيهن في أدبارهن قال: أو يعمل هذا مسلم فقال لي مالك فأشهد على ربيعة لحدثني عن سعيد بن يسار أنه سأل بن عمر عنه فقال لا بأس به

 

أخرجه الطبري في تفسيره برقم 4329 والطحاوي في معاني الآثار 3/ 14 وفي شرح مشكل الآثار 15/ 425-426، وإسناده صحيح.

 

8980 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال نا معن قال حدثني خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن يزيد بن رومان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر: أن بن عمر كان لا يرى بأسا أن يأتي الرجل امرأته في دبرها قال معن وسمعت مالكا يقول ما علمته حرام

 

تفرد بهذا الإسناد النسائي من بين أصحاب الكتب الستة.

 

وروى الطحاوي في شرح مشكل الآثار:

 

6117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا، أَتَى امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، فَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "

 

6118 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالُوا: أَثْفَرَهَا فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ، فَأْتُوا [ص:416] حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "

 

فَفِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ مَا قَدْ ذَكَرَ قَوْمٌ أَنَّهُمُ اسْتَدَلُّوا بِهِ عَلَى الْإِبَاحَةِ لِهَذَا الْمَعْنَى الْمَذْكُورِ فِيهَا فَتَأَمَّلْنَا مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ

 

6126 - وَحَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ الْيَهُودَ، قَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ: مَنْ أَتَى امْرَأَةً مُدْبِرَةً جَاءَ وَلَدُهَا أَحْوَلَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً مَا كَانَ فِي الْفَرْجِ مِنْ قُبُلِهَا، لَا إِلَى مَا سِوَاهُ "

 

فَعَادَتْ هَذِهِ الْآثَارُ فِي الْحَظْرِ لِوَطْءِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، لَا إِلَى الْإِبَاحَةِ لِذَلِكَ وَقَدْ ذَكَرَ قَوْمٌ أَنَّ الْآيَةَ كَانَ نُزُولُهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَعْنَى، وَذُكِرَ فِي ذَلِكَ

 

وروى أبو داوود:

 

2164 - حدَّثنا عبدُ العزيز بن يحيي أبو الأصبغ، حدثني محمدٌ - يعني ابنَ سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن أبانَ بن صالح، عن مجاهدٍ عن ابن عباس قال: إن ابنَ عمر - واللهُ يغفِرُ له - أوْهَمَ إنما كانَ هذا الحيُّ من الأنصار - وهم أهلُ وَثَنٍ - مع هذا الحيِّ من يهود - وهم أهل كتابٍ - وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يَقتدُونَ بكثير من فعلهم، وكانَ من أمْرِ أهلِ الكتاب أن لا يأتوا النِّساءَ إلا على حَرْفٍ، وذلك أستَرُ ما تكونُ المرأة، فكان هذا الحي مِنَ الأنصارِ قد أخَذُوا بذلك مِنْ فِعلِهنم، وكان هذا الحي من قُريشٍ يَشْرَحُون النِّساء شرحاً منكراً، ويتلذذُونَ منهنَ مُقبلاتٍ، ومُدْبِرَاتٍ، ومستلقيات، فلما قَدِمَ المهاجرونَ المدينةَ تزوَّجَ رجلٌ منهم امرأةً من الأنصار، فذهب يَصْنَعُ بها ذلك، فأنكَرَتْه عليه، وقالت: إنما كُنا نُؤتى على حَرْفٍ، فاصنعْ ذلك وإلا فاجْتَنِبْني، حتى شَرِيَ اْمرُهُما، فبَلَغَ ذلك رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: مُقبلاتٍ ومُدبراتٍ ومُستلقياتٍ، يعني بذلك مَوضِعَ الوَلَد.

 

حديث صحيح، وهذا سند حسن. وقد صرح محمد بن إسحاق بسماعه عند الحاكم.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 395 - 396 و 396، والحاكم في "المستدرك" 2/ 195 و 279، والبيهقي في "الكبرى" 7/ 195 من طريق عبد العزيز بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وأخرج أحمد في "مسنده" (2703)، والترمذى (3222)، وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى" (8928) و (10973) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء عمرُ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -. فقال: يا رسول الله هلكت! قال: "وما أهلَكَك؟ قال: حَوَّلْتُ رَحلِي الليلة، قال: فلم يَرُد عليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - شيئاً، قال: فأُوحي إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "أقبِل وأدبر، واتق الدُّبُر والحِيضة". وإسناده حسن.

 

وقال الطبري من ضمن التفاسير التي أوردها:

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أين شئتم، وحيث شئتم.

* ذكر من قال ذلك:

4326 - حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا ابن عون، عن نافع قال، كان ابن عمر إذا قرئ القرآن لم يتكلم. قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية:" نساؤكم حرثٌ لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال: أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن. (1)

4326 م - حدثني يعقوب، حدثنا ابن علية، حدثنا ابن عون، عن نافع، قال: قرأتُ ذاتَ يوم:" نساؤكم حرْثٌ لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال ابن عمر: أتدري فيمَ نزلتْ؟ قلتُ: لا! قال: نزلتْ في إتيان النساء في أدْبارهنّ) . (2)

4327 - حدثني إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم قال، حدثنا أبو عمر الضرير قال، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس، عن ابن عون، عن نافع قال: كنت أمسك على ابن عُمر المصحف، إذ تلا هذه الآية:" نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال: أن يأتيها في دبرها. (3)

__________

(1) الحديث: 4326 - يعقوب: هو ابن إبراهيم الدورقي الحافظ. ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي.

وهذا الإسناد صحيح جدًا. وانظر التخريج في: 4327.

(2) الحديث: 4326 مكرر -هذا الحديث زدناه من ابن كثير 1: 516- 517، حيث نقله عن الطبري بهذا النص، إسنادًا ومتنًا. ويؤيد ثبوته في هذا الموضع، أن الحافظ ابن حجر ذكره في الفتح 8: 141، عن الطبري، حيث ذكر رواية من مسند إسحاق بن راهويه وتفسيره، ثم قال: "هكذا أورده ابن جرير، من طريق إسماعيل بن علية، عن ابن عون مثله، ثم أشار إلى الحديث التالي لهذا: 4327، فقال: "ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن ابن عون، نحوه". وذكره الحافظ في التلخيص أيضًا، ص: 307، قال: "وكذا رواه الطبري، من طريق ابن علية، عن ابن عون". فثبت وجود هذا الحديث في تفسير الطبري، وتعين موضعه في هذا الموضع واضحًا. والحمد لله.

(3) الحديث: 4327 - أبو عمر الضرير: هو حفص بن عمر الأكبر، مضى في: 3562، ووقع هناك في المطبوعة"أبو عمرو"، وبينا أنه خطأ. وقد ثبت فيها هنا على الصواب.

إسماعيل بن إبراهيم صاحب الكرابيس: ثقة. ترجمه البخاري في الكبير 1/1/342، فلم يذكر فيه حرجًا. وذكره ابن حبان في الثقات. وهو"صاحب الكرابيس" يعني الثياب. ولذلك يقال له"الكرابيسي" بالياء، نسبة إلى بيعها. ووقع في المطبوعة، (صاحب الكرابيسي) بلفظ النسبة مع كلمة"صاحب". وهو خطأ.

وهذه الأحاديث الثلاثة صحيحة ثابتة عن ابن عمر. وهي حديث واحد بأسانيد ثلاثة. وسيأتي أيضًا نحو معناها: 4331.

وقد روى البخاري 8: 140- 141 معناه عن نافع، عن ابن عمر، بثلاثة أسانيد. ولكنه كنى عن ذلك الفعل ولم يصرح بلفظه. وأطال الحافظ في الإشارة إلى كثير من أسانيده.

وذكره السيوطي 1: 265، ونسبه لمن ذكرنا.

ونقل الحافظ في الفتح 8: 141، عن ابن عبد البر، قال: "ورواية ابن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه". ونحو هذا نقل السيوطي 1: 266 عن ابن عبد البر.

 

4329 - حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك بن أنس أنه قيل له: يا أبا عبد الله، إن الناس يروون عن سالم:" كذب العبد، أو: العلجُ، على أبي"! فقال مالك: أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر مثل ما قال نافع. فقيل له: فإنَّ الحارث بن يعقوب يروي عن أبي الحباب سعيد بن يسار: أنه سأل ابن عمر فقال له: يا أبا عبد الرحمن، إنا نشتري الجواري فنُحمِّض لهن؟ فقال: وما التحميض؟ قال: الدُّبُر. فقال ابن عمر: أفْ! أفْ! يفعل ذلك مؤمن! - أو قال: مسلم! - فقال مالك: أشهد على ربيعة لأخبرني عن أبي الحباب، عن ابن عمر، مثل ما قال نافع. (2)

 

(2) الخبر: 4329 -أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر المصري الفقيه: مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 2/2/274- 275، باسم"عبد الرحمن بن أبي الغمر"، دون ذكر اسم أبيه"أحمد". وهو من شيوخ البخاري، روى عنه خارج الصحيح.

عبد الرحمن بن القاسم بن خالد، الفقيه المصري، راوي الفقه عن مالك، ثقة مأمون، من أوثق أصحاب مالك.

وهذا الخبر نقله ابن كثير 1: 521- 522، عن هذا الموضع. ولكن وقع فيه خطأ في اسم ابن أبي الغمر، هكذا: "أبو زيد أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي الغمر".

ونقله الحافظ في الفتح 8: 142، والتلخيص، ص: 308، مختصرًا، ونسبه أيضًا للنسائي والطحاوي، وقال في الفتح: "وأخرجه الدارقطني، من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك. وقال: هذا محفوظ عن مالك صحيح".

ونقله السيوطي 1: 266، مطولا، ونقل كلام الدارقطني.

 

4331 - حدثني أبو قلابة قال، حدثنا عبد الصمد قال، حدثني أبي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:" فأتوا حرثكم أنى شئتم"، قال: في الدبر. (2)

 

(2) الخبر: 4331 -أبو قلابة، شيخ الطبري: هو الرقاشي الضرير الحافظ، واسمه: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد، وهو ثقة، روى عنه الأئمة، منهم ابن خزيمة، وابن جرير، وأبو العباس الأصم. وقال أبو داود سليمان بن الأشعث: "رجل صدوق، أمين مأمون، كتبت عنه بالبصرة". وقال الطبري: "ما رأيت أحفظ منه". مترجم في التهذيب. ابن أبي حاتم 2/2/369- 370، وتاريخ بغداد 10: 425- 427، وتذكرة الحفاظ 2: 143- 144. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث.

وهذا الخبر رواه البخاري 8: 140- 141، عن إسحاق، هو ابن راهويه، عن عبد الصمد. ولكنه حذف المكان بعد حرف"في"، فلم يذكر لفظه. وذكر الحفاظ في الفتح أنه صريح في رواية الطبري هذه.

ونقله ابن كثير 1: 517، عن الطبري بإسناده. ونقله السيوطي 1: 265، ونسبه للبخاري وابن جرير.

 

4332 - حدثني أبو مسلم قال، حدثنا أبو عمر الضرير قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا روح بن القاسم، عن قتادة قال: سئل أبو الدرداء عن إتيان النساء في أدبارهن، فقال: هل يفعل ذلك إلا كافر! قال روح: فشهدت ابن أبي مليكة يُسأل عن ذلك فقال: قد أردته من جارية لي البارحةَ فاعتاص عليّ، فاستعنت بدهن أو بشحم. قال: فقلت له، سبحان الله!! أخبرنا قتادة أنّ أبا الدرداء قال: هل يفعل ذلك إلا كافر! فقال: لعنك الله ولعن قتادة! فقلت: لا أحدث عنك شيئًا أبدًا! ثم ندمت بعد ذلك. (1)

* * *

قال أبو جعفر واعتل قائلو هذه المقالة لقولهم، بما:-

4333 - حدثني به محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو بكر بن أبي أويس الأعشى، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر: أن رجلا أتى امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك، فأنزل الله:" نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم". (3)

__________

(1) الخبر: 4332 - هو في الحقيقة خبران، أولهما عن أبي الدرداء، وثانيهما أثر عن ابن أبي مليكة لا يصلح للاستدلال. فكلامنا عن خبر أبي الدرداء.

وقد رواه الطبري هنا بإسناده إلى قتادة، "قال: سئل أبو الدرداء. . . "، وهو منقطع. فقد رواه أحمد في المسند: 6968 م بإسناده إلى قتادة، قال: "وحدثني عقبة بن وساج، عن أبي الدرداء، قال: وهل يفعل ذلك إلا كافر"؟! . وكذلك رواه البيهقي في السنن الكبرى 7: 199. وقد خرجناه في شرح المسند.

(3) الحديث: 4333 - أبو بكر بن أبي أويس: هو عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس المدني الأعشى، وهو ثقة.

سليمان بن بلال أبو أيوب المدني: ثقة معروف، أخرج له الأئمة الستة.

وهذا الحديث نقله ابن كثير 1: 517، من رواية النسائي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كمثل رواية الطبري وإسناده سواء. ونقله الحافظ في التلخيص: 307- 308، والسيوطي 1: 265- 266، ونسباه للنسائي والطبري فقط.

 

الأخبار السالفة كثير منها صحيح الإسناد رجاله ثقات كما ترى أعلاه، ينبغي أن أشير للتأكيد أن البخاري أخرج هذا الرأي والخبر عن ابن عمر في صحيحه بالتكنية وحذف الكلمة:

 

4526 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ، فَأَخَذْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، فَقَرَأَ سُورَةَ البَقَرَةِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَانٍ، قَالَ: تَدْرِي فِيمَ أُنْزِلَتْ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ مَضَى

 

4527 - وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]. قَالَ: يَأْتِيهَا فِي، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ

 

وهو رأي مع ذلك يعارضه المفسرون اللاحقون زمنيًّا عمومًا، لكنه قاله صحابة منهم شخص من وزن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويكشف لنا مثل ذلك عن ميول الرغبات الشاذة المحرفة العدوانية ضد النساء عند بعض هؤلاء السلفيين القدماء، وهم على أية حال كانوا يقومون بذلك كاعتداء جنسي بدون تراضٍ ورضا من المرأة، خاصةً اعتداءً على المستعبدات المسكينات في حالة عدم الرغبة في الإنجاب منهن أو كرغبة شاذة كانوا يصرفونها في تلك البائسات المجبورات مسلوبات الحرية والكرامة الإنسانية، ولا يزال بعض الشعوب العربية تشتهر نسبة كبيرة من رجالهم بحب ممارسة تلك الأمور الاعتدائية المقززة، وهي عقد نفسية نتيجة تربية الفصل الجنسي العنيف المتطرف بين الجنسين طوال فترة الطفولة والمراهقة والشباب قبل زواج الطرفين، وفصل الجنسين في بعض مجتمعات دول الخليج العربي.

 

يجب أن نشير إلى أن تفاسير أخرى وردت في ابن كثير والطبري ونصوص أحاديث عارضت ذلك الرأي، محتجين بالنص في آية أخرى حسب فهمهم وتفسيرهم لها وهي {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة، فقد قيل يعني في القبل موضع الولد، وقيل يعني من "حلال" يعني بزواج أو امتلاك استعباد وليس بعلاقة جنسية حرة.

 

وروى مسلم:

 

[ 1435 ] وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي عن جدي عن أيوب ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثني وهب بن جرير حدثنا شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثني عبيد الله بن سعيد وهارون بن عبد الله وأبو معن الرقاشي قالوا حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري ح وحدثني سليمان بن معبد حدثنا معلي بن أسد حدثنا عبد العزيز وهو بن المختار عن سهيل بن أبي صالح كل هؤلاء عن محمد بن المنكدر عن جابر بهذا الحديث وزاد في حديث النعمان عن الزهري إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد

 

وروى الترمذي:

 

2979 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن ابن خيثم عن ابن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة: عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله { نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم } يعني صماما واحدا

 قال أبو عيسى هذا حديث حسن و ابن خيثم هو عبد الله بن عثمان و ابن سابط هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي المكي و حفصة هي بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ويروي في سمام واحد

 

قال الألباني: صحيح

 

وما عدا حديثي مسلم والترمذي وما يأتي في أي كتب أخرى بنفس إسناديهما، فمعظم باقي أحاديث التحريم للشذوذ ضد النساء ضعيفة مضطربة الإسناد ملفقة على الأرجح.

 

وروى أحمد:

 

6706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ هَمَّامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى "، يَعْنِي الرَّجُلَ يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا.

 

إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح.

عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8997) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (2266) ، والبزار (1455) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، والبيهقي في "السنن" 7/198 من طريق همام، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8998) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو بمثله، وهذا إسناد منقطع، وحميد الأعرج ضعيف.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/289، والهيثمي في "المجمع" 4/298، ونسباه إلى أحمد والبزار -وزاد الهيثمي نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"-، وقالا: ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح! كذا قالا، مع أن عمرو بن شعيب وأباه لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما.

ورواه عبدُ بنُ حميد -فيما ذكره ابنُ كثير في "التفسير"- عن يزيد بن هارون، عن حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن عمرو موقوفاً.

وأخرجه النسائي (8999) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهو أيضاً منقطع.

وأخرجه عبد الرزاق (20956) عن معمر، عن قتادة، أن ابن عمرو قال... وهو منقطع وموقوف.

وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 4/252 عن عبد الأعلى (هو ابن عبد الأعلى السامي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/46 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي أيوب المراغي، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.

وذكره ابن كثير في "التفسير" تفسير قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم...) [البقرة: 223] ، وقال: وهذا أصح، والله أعلم.

وقال الحافظ في "التلخيص" 3/181: والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله.

وأعله البخاري في "تاريخه الكبير" 8/303، حيث ذكر الرواية الموقوفة، وقال في "تاريخه الصغير" 2/273: والمرفوع لا يصح.

وقد ثبت تحريم إتيان النساء في أدبارهن بأحاديث كثيرة: منها حديث علي بن طلق عند ابن أبي شيبة 4/251، والنسائي في "الكبرى" (9023) ، وابن حبان (4199) ، وقد وهم الإمام أحمد رحمه الله، فجعله من مسند علي بن أبي طالب، وذكره فيما سلف برقم (655) . وإسناده ضعيف.

وحديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/213-214.

وحديث أبي هريرة، سيرد 2/344.

وحديث جابر عند مسلم (1435) (119) ، وابن حبان (4166) و (4197) .

وحديث ابن عباس عند ابن أبي شيبة 4/251-252، والنسائي في "الكبرى" (9001) و (9002) .

وحديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9008) ، والبزار (1456) .

 

6967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا : " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (1)

6968 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: - سُئِلَ قَتَادَةُ: عَنِ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا ؟ - فَقَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (2)

6968 م - قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كَافِرٌ " (3)

 

(1) إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح، وسلف تفصيل ذلك برقم (6706) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيي العوذي. وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وانظر ما بعده.

(2) إسناده حسن، وهو مكرر سابقه. هُدبة: هو ابن خالد، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقد أورده ابنُ كثير في "التفسير" 1/263 من رواية عبد الله بن أحمد، عن هدبة، فجعله من زيادات عبد الله، والثابت في النسخ التي بين أيدينا أنه من رواية أبيه. وانظر ما بعده.

(3) قوله: قال قتادة. موصول بالإسناد الذي قبله، وهو إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وساج، فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد الرزاق (20957) عن معمر، وابن أبي شيبة 4/252، والبيهقي في "السنن" 7/199 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4332) من طريق روح بن القاسم، عن قتاة، قال: سئل أبو الدرداء... وهذا منقطع

وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (9004) أخرجه من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دُبُرها؟ قال: ذلك الكافر.

قال الحافظ في "التلخيص" 3/181: وإسناده قوي.

21850 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن خزيمة، وعبد الله ابن شداد الأعرج صدوق، وباقي رجاله ثقات . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري .

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8995) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد . ولفظه: "إتيان النساء في أدبارهن حرام" .

وسيأتي برقم (21854) و (21855) و (21865) و (21874) من طريق هرمي ابن عبد الله، عن خزيمة، وفي بعض رواياته: عبد الله بن هرمي، وفي بعضها: هرمي بن عمرو . واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وسنبينه في مواضعه .

وسيأتي برقم (21858) من طريق عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه .

وللحديث شواهد عدة يصح بها، ذكرناها عند حديثي ابن عمرو وأبي هريرة السالفين برقم (6706) و (7684) .

قوله: "في دبرها" قال السندي: قد جاء النهي عنه في أحاديث كثيرة، وأما قوله تعالى: (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) [البقرة: 223] فإنما هو لإفادة الإتيان في القبل من الدبر، فلا تعارض .

 

7684 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا ، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ " (3)

 

حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مُخلَّد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20952) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (9014) ، والبيهقي 7/198، والبغوي (2297) .

وأخرجه ابن ماجه (1923) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، وفي "مشكل الآثار" (6133) من طريق عبد العزيز بن المختار، والنسائي في "الكبرى" (9012) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9011) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، به. لم يذكر فيه سهيل بن أبي صالح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به بلفظ: "لا تأتوا النساء في أدبارهن ".

وقد اختلف في هذا الحديث على سهيل -ونبه عليه الحافظ في "التلخيص" 3/180- فرواه إسماعيل بن عياش عنه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أخرجه الدارقطني 3/288، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وابن شاهين، ورواه عمر مولى غفرة عن سهيل، عن أبية، عن جابر. أخرجه ابن عدي، وإسناده ضعيف. قلنا: إسماعيل بن عياش وعمر مولى غفرة كلاهما ضعيف، فالصواب رواية الثقات الذين رووه عن سهيل، عن الحارث، عن أبي هريرة، وهم: معمر وسفيان ووهيب بن خالد ويزيد ابن الهاد وعبد العزيز بن المختار. وستأتي رواية وهيب برقم (8532) ، ورواية سفيان برقم (9733) و (10206) ، وانظر (9290) . وانظر أيضاً "التلخيص الحبير" 3/180-181.

وأخرجه أبو يعلى (6462) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2313 من طريق يحيى بن زكريا، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ملعون من أتى النساء في أدبارهن".

أخرج النسائي في "الكبرى" (9010) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "استحيوا من الله حق الحياء، لا تأتوا النساء في أدبارهن"، قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ كما في "التحفة" 11/25: هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد، فإن كان سمعه من سعيد، فإنما سمعه بعد الاختلاط. وقد رواه الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك، فأما عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا.

وعلق عليه الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/180: وعبد الملك قد تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وغيرهما.

وأخرجه أبو داود 2163 وابن ماجه 1923 وشرح مشكل الآثار للطحاوي 6133

وله شاهد حسن من حديث ابن عباس، أخرجه ابنُ أبي شيبة 4/251-252، والترمذي (1165) ، والنسائي في "الكبرى" (9001) و (9002) ، وأبو يعلى (2378) ، وابن الجارود في "المنتقى" (729) ، وصححه ابن حبان (4202) و (4203) و (4418) .

وفي باب تحريم إتيان النساء في الدبر حديثا ابنِ عباس السالفان برقم (2414) و (2703) ،

وحديث جابر بن عبد الله، قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته وهي مُجَبيَة (أي: منكبة على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود) جاء ولده أحولَ، فنزلت: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) إن شاء مُجبية، وإن شاء غير مجبية، إذا كان في صِمَام واحد. أخرجه مسلم (1435) ، وصححه ابن حبان (4166) و (4197) .

وعن خزيمة بن ثابت، سيأتي 5/213 بلفظ: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" وإسناده ضعيف.

وعن أم سلمة، سيأتي 6/305، وإسناده قوي.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6706) .

وعن علي بن طلق، سلف تخريجه برقم (655) .

وعن عمر بن الخطاب عند النسائي في "الكبرى" (9008) و (9009) .

 

(8532) 8513- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا.

 

 

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن مُخلد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البيهقي 7/198 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/253 عن أحمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (9013) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7684) .

 

يوجد اضطراب في متن وأسانيد هذا الحديث أشار إليه كذلك النسائي في سننه الكبرى في موضعه بالأرقام المذكورة في الهامشين أعلاه، حيث بوَّب لها: ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك

 

وروى النسائي في الكبرى:

 

9023 - أخبرنا هناد بن السري عن وكيع عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه عن علي قال: جاء أعرابي فقال لرسول الله إنا نكون في البادية فتكون من أحدنا الرويحة فقال إن الله لا يستحي من الحق إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهن

 

إسناده ضعيف، مسلم بن سلام لم يرو عنه غيرُ واحد ولم يُوثقه غير ابن حبان.

وأخرجه الترمذي في "السنن" (1166) وفي "علله الكبير" (27) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال بإثره: وعلي هذا هو علي بن طلق.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9024) من طريق أحمد بن خالد، عن عبد الملك بن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، به.

وأخرجه أبو داود (205) و (1005) ، والترمذي في "سننه " (1164) وفي "العلل" (27) ، والنسائي في "الكبرى" (9024) و (9025) و (9026) ، وابن حبان (2337) و (4199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، والدارقطني 1/153، والبيهقي 2/255، والبغوي في "شرح السنة" (752) من طرق عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمداً- يعني البخاري- يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ونسب هذا الحديث ابن كثير في "تفسيره" 1/385 إلى الإمام أحمد فقال: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عاصم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تؤتى النساء في أدبارهن، فإن الله لا يستحي من الحق.

وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي معاوية، وأبو عيسى الترمذي من طريق أبي معاوية أيضا عن عاصم الأحول وفيه زيادة.

ومِنَ الناس من يُورِدُ هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب كما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل، والصحيحُ أنه علي بن طلق.

وقال أيضا 1/387: قال الإمامُ أحمد: حدثنا غندر ومعاذُ بن معاذ، قالا: حدثنا شعبةُ، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حِطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا يستحي من الحَق لا تأتوا النساءَ في أستاههن". قلنا: ولم نجد هذه الروايات في المسند المطبوع، وهي في "جامع المسانيد" 3/ورقة 221، وفي "أطراف المسند " 1/الورقة 198.

قال: وكذا رواه غير واحد عن شعبة، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن علي، والأشبه أنه علي بن طلق كما تقدم.

وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة طلق بن يزيد 2/224: ذكره أحمد وابن أبي خيثمة وابن قانع والبغوي وابنُ شاهين من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أويزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساءَ في أستاههن" هكذا رواه، وخالفه معمر عن عاصم، فقال طلقُ بنُ علي ولم يشك وكذا قال أبو نعيم عن عبد الملك بنِ سلام، عن عيسى بنِ حطان، قال ابنُ أبي خيثمة: هذا هو الصوابُ.

وأخرجه عبدُ الرزاق (529) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن قيس بن طلق.

والقطعة الأخيرةُ من الحديث: "لا تأتوا النساء في أدبارهن" صحيحة بشواهدها، فلها شاهد من حديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9009) ، ونسبه المنذري في "الترغيب 3/289 إلى أبي يعلى وجَود إسناده، ومن حديث خزيمة بن ثابت عند أحمد 5/213، وصححه ابن حبان (4198) ، ونسبه المنذري إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: رواته ثقات، ومن حديث أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (9010) ، وانظر "تحفة الأشراف" 11/25، ومن حديث ابن عباس صححه ابن حبان (4203) .

والرُّويحة: تصغير الريحة، والمراد بها: الريح القليل الخارج من المسلك المعتاد.

وهو عند ابن أبي شيبة 4/251، والنسائي في "الكبرى" (9023) ، وابن حبان (4199) ، وقد وهم الإمام أحمد فجعله من مسند علي بن أبي طالب، وذكره برقم (655) .

 

9001 - أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج قال ثنا أبو خالد عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبر

 

ورواه ابن ابي شيبة 17070 (17057) وإسناده ضعيف جدا، فيه أبو خالد الأحمر وليس بالقوي، والضحاك بن عثمان مختلف فيه ضعفه ابو زرعة وأبو حاتم وقد روى وكيع هذا الحديث عن الضحاك به موقوفًا أخرجه النسائي في الكبرى.

 

9002 - أخبرنا هناد بن السري عن وكيع عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى بهيمة أو امرأة في دبرها

 

9008 - أخبرنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال نا عثمان بن اليمان عن زمعة بن صالح عن بن طاوس عن أبيه عن بن الهاد عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا تأتوا النساء في أدبارهن

 

أخرجه البزار في مسنده 339 وأبو نعيم في الحلية، والخرائطي في (مساوئ الأخلاق) 464،

وذكره الدارقطني في العلل، وقال: هو حديث يرويه زمعة بن صالح واختلف عليه فيه، فرواه عثمان بن اليمان عن زمعة عن ابن طاووس عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن عمر، ورواه يزيد بن أبي حكيم العدني عن زمعة عن ابن طاووس عن أبيه وعن عمرو عن طاووس عن عبد الله بن يزيد بن الهاد ووهم في نسب الهاد، والأول أصح، ورواه وكيع عن زمعة عن ابن طاووس عن أبيه وعن عمرو بن دينار عن عبد الله بن فلان عن عمر، ولم يذكر طاووسًا في حديث عمرو بن دينار، وقول عثمان بن اليمان أصحها، والله أعلم. السؤال رقم 193.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 298- 299: رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والبزار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان بن اليمان وهو ثقة.

 

يعني هناك اضطراب في الإسناد يضعف الحديث.

 

9010 - أخبرني عثمان بن عبد الله قال نا سليمان بن عبد الرحمن من كتابه قال نا عبد الملك بن محمد الصنعاني قال نا سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استحيوا من الله حق الحياء لا تأتوا النساء في أدبارهن.

 

9001 - أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج قال ثنا أبو خالد عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبر

 

أخرجه الترمذي 1165 وحسنه الألباني، لكن رواه النسائي في بعض مروياته موقوفًا من كلام ابن عباس، فهذا اضطراب.

9004 - أخبرني أبو بكر بن علي قال نا يعقوب بن إبراهيم قال نا أبو أسامة قال نا بن المبارك عن معمر عن بن طاوس عن أبيه قال: سئل بن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دبرها قال ذلك الكفر

 

أخرجه عبد الرزاق 20953

 

9003 - أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود قال نا عبد الله بن عبد الحكم قال أنا بكر بن مضر عن يزيد بن عبد الله عن عثمان بن كعب القرظي عن محمد بن كعب القرظي أن رجلا سأله عن المرأة تؤتى في دبرها فقال محمد إن عبد الله بن عباس كان يقول أسق حرثك من حيث نباته

 

وروى عبد الرزاق من ضمن مروياته:

 

20953 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه قال سئل بن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها فقال هذا يسائلنى عن الكفر

 

20955 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال سألت بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن عن ذلك فكرهاه ونهياني عنه

 

 

20957 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابي الدرداء أنه سئل عن ذلك فقال وهل يفعل ذلك إلا كافر

 

وكما قلت يمكنك أن تجد معظم الآراء المتناقضة مما يوجد تحت السماء وضمن كوكبنا هذا ومجتمعاتنا بمزاياها وعيوبها في النصوص والتفاسير الدينية، يمكن للإنسان بسبب تناقض المواقف الأخلاقية في الدين ونصوصه وكون الأخلاق بمفهوم الدين اعتباطية لا تقوم على مبدإ الحس الإنساني السليم المشترك الغالب البديهي، بل على التحكمية والأوامر والإباحة والتحليل والتحريم، بما يتصل بنقد سقراطس لها في حواره مع يوثيريو (معضلة يوثيرو)، أن يستعملها ليصير إنسانًا طيبًا صالحًا ذا تعامل حسن مع أسرته ومع كل البشر والكائنات أو شخصًا فاسدًا شريرًا يمارس الاستغلال للناس والوحشية والقذارة وضرب النساء وقمعهن والعدوان الجنسي الشاذ عليهن والتطرف والعنصرية والإرهاب وغيرها، لذلك لا تصلح نصوص الأديان كمرجعية أخلاقية لفقدانها المؤشر الأخلاقي الصحيح السليم. وبالنظر لعيوب ولا أخلاقية أفعال الشخصيات المقدسة للمسلمين الكثيرة التي أعرضها في أبواب هذا الكتاب، كزواج محمد وكذلك عمر من إناث أطفال (باب الزواج من الأطفال) حيث كان ذلك عاديًّا في مجتمعهم البدوي الهمجي، وحب ابن عمر لجنس الشذوذ العدواني على النساء، وقيامهم جميعًا بالغارات والنهب والسلب والاحتلال واستعباد البشر واغتصاب حرية النساء والاعتداء عليهن جنسيًّا وجعلهن مستعبَدات خادمات بالسخرة (راجع: كتابي حروب محمد الإجرامية)، فهل يمكن لشخص أخلاقي اتخاذ أمثال هؤلاء كقدوة ومثل أعلى؟!

 

47 محمد

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)}

 

قال الطبري:

 

 

يقول تعالى ذكره: ومن هؤلاء الكفار يا محمد (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) وهو المنافِق، فيستمع ما تقول فلا يعيه ولا يفهمه، تهاونا منه بما تتلو عليه من كتاب ربك، تغافلا عما تقوله، وتدعو إليه من الإيمان، (حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ) قالوا إعلاما منهم لمن حضر معهم مجلسك من أهل العلم بكتاب الله، وتلاوتك عليهم ما تلوت، وقيلك لهم ما قلت إنهم لن يُصْغوا أسماعهم لقولك وتلاوتك (مَاذَا قَالَ) لنا محمد (آنِفًا) ؟. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

 

وقال ابن كثير في تفسيره:

 

يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْمُنَافِقِينَ فِي بَلَادَتِهِمْ وَقِلَّةِ فَهْمِهِمْ حَيْثُ كَانُوا يَجْلِسُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْتَمِعُونَ كَلَامَهُ وَلَا يَفْهَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا، فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ {قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} مِنَ الصَّحَابَةِ: {مَاذَا قَالَ آنِفًا} أَيِ: السَّاعَةَ، لَا يَعْقِلُونَ مَا يُقَالُ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لَهُ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} أَيْ: فَلَا فَهْمٌ صَحِيحٌ، وَلَا قَصْدٌ صَحِيحٌ.

 

لا أعتقد أن الله لو كان له وجود كان سيهتم بآراء وسخرية البشر الضعفاء من كلامه، فهو خالق الكون كما يزعمون وهو لا نهائي القوة والمعرفة، فلا يُتصوَّر ولا يُعقَل أن يضع نفسه ندًّا لكائنات صغيرة تافهة كالبشر مقارنة بكيانه الافتراضي. هذه سخافة بشرية بحتة لرجلٍ مدَّعٍ لا يقبل رفض أو نقد أو سخرية البعض من ادعاآته وأطروحاته.

 

3 آل عمران

 

{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}

 

روى أبو داوود في سننه:

 

3971 - حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا خصيف ثنا مقسم مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس [ رضي الله عنهما ] نزلت هذه الآية {وما كان لنبي أن يغل} في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر فقال بعض الناس لعل رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذها فأنزل الله عز وجل {وما كان لنبي أن يغل} إلى آخر الآية

قال أبو داود يغل مفتوحة الياء

 

قال الألباني: صحيح، وقال آخرون بتضعيفه: "خصيف بن عبد الرحمن الجزري"، رأى أنسًا، وروي عن عطاء، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومقسم وغيرهم. قال أحمد"ضعيف الحديث"، وقال: "شديد الاضطراب في المسند". وقال ابن عدي: "إذا حدث عن خصيف ثقة، فلا بأس بحديثه". وقال ابن حبان: "تركه جماعة من أئمتنا واحتج به آخرون، وكان شيخًا صالحًا فقيهًا عابدًا، إلا أنه كان يخطئ كثيرًا فيما يروى، وينفرد عن المشاهير بما لا يتابع عليه، وهو صدوق في روايته، إلا أن الإنصاف فيه، قبول ما وافق الثقات، وترك ما لم يتابع عليه". مترجم في التهذيب.  ورواه الترمذي 3009

 

ورواه الطبري في تفسيره للنص:

 

8136- حدثنا به محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال، حدثنا عبد الواحد بن زياد قال، حدثنا خصيف قال، حدثنا مقسم قال، حدثني ابن عباس: أن هذه الآية:"وما كان لنبيّ أن يغل"، نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، قال: فقال بعض الناس: أخذها! قال: فأكثروا في ذلك، فأنزل الله عز وجل:"وما كان لنبي أن يغل ومن يغلُل يأت بما غل يوم القيامة".

 

... 8138- حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال، حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس:"وما كان لنبي أن يغل"، قال: كان ذلك في قطيفة حمراء فقدت في غزوة بدر، فقال أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"فلعل النبي أخذها"! فأنزل الله عز وجل:"وما كان لنبي أن يغُل" = [قال سعيد: بلى والله، إنّ النبي ليُغَلّ ويُقتل] .

 

هل كان يحتاج الأمر تأليف نص مقدس يُتلى لآلاف السنين، لأجل تهمة سخيفة كهذه، كان لدى محمد تكبر وعقدة نقص وشعور بالعظمة، لذلك لم يكن يترك أي كلمة تقال ضده بدون تفويتها، هذه سمة واضحة في نفسية محمد، كان يكفيه الرد بالنفي وأن البيِّنة على من يدَّعي عليه، وأنه لا معنى لاتهامه بدون دليل، لو كان بريئًا من استعمال الشيء التافه المذكور: قطيفة حمراء.

 

4 النساء

 

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)}

 

سبق التعليق على مثيلتها في سورة البقرة: 104، وترتبط بسبب سخيف، هو مزاح أو سماجة بعض ساخري اليهود من محمد بقولهم له: (راعنا) ومقصودهم تلاعب لفظي بمعنى أنه رعينة أو أرعن. لا إله سماوي مزعوم كان سيهتم جدًّا بسخافات سخرية بعض البشر الصغار جدًّا بالنسبة له، حتى لو كانوا يسخرون ويسبون الله نفسه شخصيًّا بذاته، على فرض وجود كائن خرافي كهذا، محمد كان فيه عقدة نقص وحساسة شديدة وتكبر وتضخم للأنا (الإيجو ego كما يقال)، بحيث لم يكن يترك كلمة تقال ضده دون لرد عليها بأسلوب الأطفال الصغار. كثير منا نحن البشر نكبر ونظل في داخلنا بنفسيات أطفال ضعيفة وناقصة. وأحيانًا حتى بأنانية الحيوانات الضعيفة القدرات والتحكم في الأنا السفلى، لأن الأنا العليا محدودة عندها، لكنها موجودة في المتطورة منها قليلًا كما نلاحظ.

 

[66 التحريم] مع تغييري هنا لترتيب نولدكه

 

الغيرة والمشاكل في بيت أو الأحرى بيوت محمد، بين زوجاته وبعضهن، وبينهن وبينه

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)} التحريم

 

روى النسائي في السنن الكبرى:

 

8907 - أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد بن حرمي قال نا أبي قال نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل الله تعالى: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية

 

وفي المجتبى للنسائي 3959، وقال الألباني: صحيح الإسناد

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11130 - حدثنا محمد ثنا عبد الله أنا إسرائيل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس: في قوله {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قال: حرم سريته.

 

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 126 رواه البزار 4946 و 4947 في زوائده بمسنده والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقة. ورواه البيهقي في سننه الكبرى 14851  بإسناد آخر عن ابن عباس.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3824 - حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطأها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الآية {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك}

 هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط مسلم

 

وروى البيهقي في سننه الكبرى:

 

14852 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي أنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن بن عباس رضي الله عنهما: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وهو العليم الحكيم} قال: كانت حفصة وعائشة رضي الله عنهما متحابتين وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت حفصة إلى أبيها تتحدث عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة رضي الله عنها فرجعت حفصة فوجدتها في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأرضينك وإني مسر إليك سرا فاحفظيه فقال إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضا لك وكانت حفصة وعائشة تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت حفصة فأسرت إليها سرا وهو أن أبشري أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية

 

14853 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة نا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني نا محمد بن بكير الحضرمي نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة حتى جعلها على نفسه حراما، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} إلى آخر الآية

 

14854 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي الهروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم أنا عبيدة عن إبراهيم وجويبر عن الضحاك: أن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها زارت أباها ذات يوم وكان يومها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية القبطية فأصاب منها في بيت حفصة فجاءت حفصة على تلك الحالة فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفي يومي قال فإنها علي حرام لا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله عز وجل في كتابه {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته وبمعناه ذكره الحسن البصري مرسلا

 

14855 - وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم نا داود عن الشعبي عن مسروق أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة أن لا يقرب أمته وقال هي علي حرام فنزلت الكفارة ليمينه وأمر أن لا يحرم ما أحل الله هذا مرسل وقد رويناه موصولا في الباب قبله

 

14856 - وروى أبو داود في المراسيل عن محمد بن الصباح بن سفيان عن سفيان عن بن أبي عروبة عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فدخلت فرأت فتاته معه فقالت في بيتي ويومي فقال اسكتي فوالله لا أقربها وهي علي حرام أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو الحسين الفسوي نا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود فذكره

 

14847 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قراءة وعبيد بن محمد لفظا قالا نا أبو العباس هو الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب بن عطاء أنا داود عن عامر عن مسروق: أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى وحرم فأنزل الله عز وجل يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قال فالحرام حلال وقال في الآية { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } هذا مرسل

 

وقال ابن كثير في تفسيره لسورة التحريم، نقلًا عن الأحاديث المختارة للضياء المقدسيّ:

 

وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيب فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابة عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَفْصَةَ: "لَا تُخْبِرِي أَحَدًا، وَإِنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ عليَّ حَرَامٌ". فَقَالَتْ: أَتُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: "فَوَاللَّهِ لَا أَقْرَبُهَا". قَالَ: فَلَمْ يَقْرَبْهَا حَتَّى أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ. قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}

وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَقَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُسْتَخْرَجِ [المختارة للضياء المقدسي برقم (189)].

 

وقال الطبري في التفسير:

 

.... حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) كانت لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فتاة، فغشيها، فبصُرت به حفصة، وكان اليومُ يوم عائشة، وكانتا متظاهرتين، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "اكْتُمي عَلَيَّ وَلا تَذْكُرِي لِعَائِشَةَ مَا رَأَيْتِ"، فذكرت حفصة لعائشة، فغضبت عائشة، فلم تزل بنبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى حلف أن لا يقربها أبدًا، فأنزل الله هذه الآية، وأمره أن يكفر يمينه، ويأتي جاريته.

 

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عامر، في قول الله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) في جارية أتاها، فأطلعت عليه حفصة، فقال: هي عليّ حرام، فاكتمي ذلك، ولا تخبري به أحدًا فذكرت ذلك.

وقال آخرون: بل حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، فجعل الله عزّ وجلّ تحريمه إياها بمنزلة اليمين، فأوجب فيها من الكفارة مثل ما أوجب في اليمين إذا حنث فيها صاحبها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) أمر الله النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم والمؤمنين إذا حرموا شيئًا مما أحلّ الله لهم أن يكفروا أيمانهم بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وليس يدخل ذلك في طلاق.

 

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... إلى قوله: (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال: كانت حفصة وعائشة متحابتين وكانتا زوجتي النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فذهبت حفصة إلى أبيها، فتحدثت عنده، فأرسل النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى جاريته، فظلت معه في بيت حفصة، وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة، فرجعت حفصة، فوجدتهما في بيتها، فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة، فأخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، ودخلت حفصة فقالت: قد رأيت من كان عندك، والله لقد سُؤْتَنِي، فقال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "واللهِ لأرْضِيَنَّكِ فَإنّي مُسِرّ إلَيْكِ سِرًا فَاحْفَظِيهِ"؛ قالت: ما هو؟ قال: "إنّي أُشْهِدُك أنَّ سُرِّيَّتَي هَذِهِ عَلَىَّ حَرَامٌ رِضًا لَكِ"، كانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فانطلقت حفصة إلى عائشة، فأسرّت إليها أن أبشري إن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد حرّم عليه فتاته، فلما أخبرت بسرّ النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أظهر الله عزّ وجلّ النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) ... إلى قوله: (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) .

 

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا هشام الدستوائي، قال: كتب إليّ يحيى يحدث عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جُبير، أن ابن عباس كان يقول: في الحرام يمين تكفرها. وقال ابن عباس: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) يعني أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّم جاريته، فقال الله جلّ ثناؤه: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... إلى قوله: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) فكفر يمينه، فصير الحرام يمينًا.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: أنبأنا أَبو عثمان أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم دخل بيت حفصة، فإذا هي ليست ثَمَّ، فجاءته فتاته، وألقى عليها سترًا، فجاءت حفصة فقعدت على الباب حتى قضى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حاجته، فقالت: والله لقد سوتني، جامعتها في بيتي، أو كما قالت؛ قال: وحرّمها النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، أو كما قال.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... الآية، قال: كان حرم فتاته القبطية أمَّ ولده إبراهيم يقال لها مارية في يوم حفصة، وأسرّ ذلك إليها، فأطلعت عليه عائشة، وكانتا تظاهران على نساء النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فأحلّ الله له ما حرَّم على نفسه، فأُمر أن يكفر عن يمينه، وعوتب في ذلك، فقال: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) قال قتادة: وكان الحسن يقول حرّمها عليه، فجعل الله فيها كفارة يمين.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عن معمر، عن قتادة، أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّمها يعني جاريته، فكانت يمينًا.

 

حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: "قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان؟ قال: عائشة، وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أمِّ إبراهيم القبطية، أصابها النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في بيت حفصة في يومها، فوجدته حفصة، فقالت: يا نبيّ الله لقد جئت إليّ شيئًا ما جئتَ إلى أحد من أزواجك بمثله في يومي وفي دوري، وعلى فراشى، قال: "ألا تَرْضينَ أَنْ أُحَرّمهَا فَلا أَقْرَبَهَا؟ " قالت: بلى، فحرّمها، وقال: لا تَذْكُرِي ذَلِكَ لأحَدٍ"، فذكرته لعائشة، فأظهره الله عزّ وجلّ عليه، فأنزل الله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) ... الآيات كلها، فبلغنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كفر يمينه، وأصاب جاريته".

 

...فقال بعضهم: كان ذلك مارية مملوكته القبطية، حرمها على نفسه بيمين أنه لا يقربها طلبًا بذلك رضا حفصة بنت عمر زوجته، لأنها كانت غارت بأن خلا بها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في يومها وفي حجرتها.

* ذكر من قال ذلك:

 

حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني ابن أَبي مريم، قال: ثنا أَبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أصاب أمَّ إبراهيم في بيت بعض نسائه؛ قال: فقالت: أي رسول الله في بيتي وعلى فراشي، فجعلها عليه حراما؛ فقالت: يا رسول الله كيف تحرّم عليك الحلال؟ ، فحلف لها بالله ألا يصيبها، فأنزل الله عزّ وجل (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) قال زيد: فقوله أنت عليّ حرام لغو.

 

حدثني يعقوب، قال: ثني ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، قال: قال مسروق إن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرّم جاريته، وآلى منها، فجعل الحلال حرامًا، وقال في اليمين: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) .

 

...حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ) قال: كان الشعبي يقول: حرّمها عليه، وحلف لا يقربها، فعوتب في التحريم، وجاءت الكفارة في اليمين.

 

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة وعامر الشعبيّ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حرم جاريته. قال الشعبيّ: حلف بيمين مع التحريم، فعاتبه الله في التحريم، وجعل له كفارة اليمين.

 

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) قال: إنه وَجَدَتِ امرأة من نساء رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مع جاريته في بيتها، فقالت: يا رسول الله أنى كان هذا الأمر، وكنت أهونهنّ عليك؟ فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "اسكُتِي لا تَذْكُرِي هَذَا لأحدٍ، هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ إنْ قَرُبْتُهَا بَعْدَ هَذَا أَبَدًا"، فقالت: يا رسول الله وكيف تحرّم عليك ما أحلّ الله لك حين تقول: هي عليّ حرام أبدًا؟ فقال: والله لا آتيها أَبدًا فقال الله: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ... الآية، قد غفرت هذا لك، وقولك والله (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) .

 

... القول في تأويل قوله تعالى: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) }

يقول تعالى ذكره: قد بين الله عزّ وجلّ لكم تحلة أيمانكم، وحدّها لكم أيها الناس (وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ) يتولاكم بنصره أيها المؤمنون (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بمصالحكم (الْحَكِيمُ) في تدبيره إياكم، وصرفكم فيما هو أعلم به.

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) }

يقول تعالى ذكره: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ) محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ) ، وهو في قول ابن عباس وقتادة وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن بن زيد والشعبي والضَّحاك بن مزاحم: حَفْصةُ. وقد ذكرنا الرواية في ذلك قبل.

وقوله: (حَدِيثًا) والحديث الذي أسرّ إليها في قول هؤلاء هو قوله لمن أسرّ إليه ذلك من أزواجه تحريم فتاته، أو ما حرّم على نفسه مما كان الله جلّ ثناؤه قد أحله له، وحلفه على ذلك وقوله: "لا تذكري ذلك لأحد".

وقوله: (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) يقول تعالى ذكره: فلما أخبرت بالحديث الذي أسرّ إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم صاحبتها (وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ) يقول: وأظهر الله نبيه محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على أنها قد أنبأت بذلك صاحبتها. وقوله: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ).... بمعنى: عرّف النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حفصة، يعني ما أظهره الله عليه من حديثها صاحبتها لإجماع الحجة من القرّاء عليه.

وقوله: (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) يقول: وترك أن يخبرها ببعض.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا) قوله لها: لا تذكريه (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) وكان كريمًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وقوله: (فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ) يقول: فلما خبر حفصة نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بما أظهره الله عليه من إفشائها سرّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى عائشة (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا) يقول: قالت حفصةُ لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: من أنبأك هذا الخبر وأخبرك به (قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) يقول تعالى ذكره: قال محمد نبيّ الله لحفصة: خبرني به العليم بسرائر عباده، وضمائر قلوبهم، الخبير بأمورهم، الذي لا يخفى عنه شيء.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا) ولم تشكّ أن صاحبتها أخبرت عنها (قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) .

 

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}

يقول تعالى ذكره: إن تتوبا إلى الله أيتها المرأتان فقد مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من اجتنابه جاريته، وتحريمها على نفسه، أو تحريم ما كان له حلالا مما حرّمه على نفسه بسبب حفصة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) يقول: زاغت قلوبكما، يقول: قد أثمت قلوبكما.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله: (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود (إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا) .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) : أي مالت قلوبكما.

 

... حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد، قال الله عزّ وجلّ: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) قال: سرهما أن يجتنب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جاريته، وذلك لهما موافق (صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) إلى أن سرّهما ما كره رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وقوله: (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) يقول تعالى ذكره للتي أسرّ إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حديثه، والتي أفشت إليها حديثه، وهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما.

 

... وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره.

 

سنورد لاحقًا الأحاديث المرتبطة بالنص القرآني في المواضيع الآتية عن إيلاء محمد (هجره بقسم) لزوجاته 29 يومًا. في آخر سنوات حياة محمد وصلت به السخافة وصغر العقل والعلة النفسية عنده إلى أقصاها، بحيث صاغ نصًّا دينيًّا لحل مشاكله الأسرية الزوجية المنزلية! بسبب مشاكل الغيرة والتنافس بين نسائه، والنص يتكلم عما نقلته أو خطّطت له بعض زوجاته (عائشة وحفصة) ربما تحدثت إحداهما (حفصة) عن وضعية محمد مع مارية في بيتها أو تخطيط ما بينهما لإحراج محمد ومضايقته وفرض أنفسهن كمسيطرات عليه كمحاولة تمرد عليه ومنعه من الزواج بأخريات أكثر أو الانشغال عنهن بمستعبَداته، تحدث محمد بلسان الله دميته المتكلمة التي كان يلبسها في يده في مسرحية مضحكة، عن حديث النساء الغيورات التافه وأنه علم به فلامهن مصرحًا ببعضه ومعرضًا عن البعض الآخر (ربما لم يكن يعرف البعض الآخر، لكنه يهددهن بأنه يعرف باقي كلامهن وتخطيطهن كحيلة سخيفة فقط لإقلاقهن). وبسبب قول محمد لحفصة أنه سيحرم مارية على نفسه ولعله كان يخدعها فقط بكلام الأزواج المهدئ لأنه قال لها أن تجعل هذا سرًّا بينها وبينه احتاج محمد بسبب نشرها "السر" لإعادة تحليل مارية مستعبدته لنفسه بزعم أن الله يلومه وزعلان منه لأنه توقف عن معاشرة مارية وامتنع عن إحدى شهواته الجنسية، وبالإضافة إلى زعمه أن الله والملائكة يدخلون في مشاكله مع زوجاته ضدهن كأنها حرب ما، فهو يُدخل جمهور المؤمنين أتباعه كلهم في مشاكله الأسرية لمناصرته!. سابقة في حدود علمي لم أسمع بمؤسس ديانة آخر فعلها، لم يصل أحد إلى هذا الحد من السخف والهوس والاضطراب النفسي والسلوك الطفولي المضحك الناجم عن عدم القدرة على مواجهة المشاكل مباشرةً، رأينا أحبار اليهود ألفوا كتابهم لأجل مصالحهم وعطاياهم وعشورهم قديمًا، والبراهمة في الهندوسية وضعوا تشريعات مانو وفشنو وغيرها لمصالحهم، لكن لا أحد فعل كمحمد، لا منافس لمحمد في مجال الخلل النفسي والاضطراب والسلوك الطفولي، ومنذ 1400 سنة وأكثر بعدما صار أصحاب هذه السخافات والمشاكل الأسرية عناصر في التربة والكوكب، لا يزال سذج المؤمنين يقرؤون هذه التفاهات، معظمهم بدون فهم لمعانيها من الأساس كتلاوة تعبدية بلا فهم ولا دراية لسخف وتفاهة المضمون وعبثيته، ولا نزال نحن مضطرين لنقد سخافات كهذه والانشغال بها، الخلاصة كانت أمور محمد الزوجية متأزمة جدًّا لدرجة تنامي اضطرابه حتى ألّف نصًّا دينيًّا يجعل فيه الله وملائكته يعادون زوجاته ويحذرونهن من مضايقة محمد وعمل مشاكل بيتية معه! حتى أنه سيقاطع زوجاته كلهن ويهجرهن 29 يومًا.

 

لو مثّل محمد فلم التيتانك!

33 الأحزاب

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)} الأحزاب

 

سبب صياغة هذا النص هو مشاكل الغيرة بين نساء محمد، ومشاكله معهن، كان محمد بدأ يحل مشاكله الأسرية بتأليف نصوص مقدسة، وهي سابقة عجيبة في السخافة لم يسبقه إليها أحد من مؤسسي الديانات.

 

وروى البخاري:

 

5191 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } قَالَ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي قَالَتْ وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَهْلِكِي لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ عُمَرُ وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ فَقَالَ اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَا أَدْرِي هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا قَالَ إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي فَقَالَ قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَكَانَ قَالَ مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً قَالَتْ عَائِشَةُ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ

ورواه مسلم 1479

وروى البخاري:

 

402 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ[الأحزاب: 53] وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا

 

4483 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ قَالَ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ قُلْتُ إِنْ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ قَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الْآيَةَ [التحريم: 5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ عُمَرَ

 

وروى أحمد:

 

157- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] قَالَ: فَنَزَلَتْ كَذَلِكَ.

 

160- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلاثٍ، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: لَوِ اتَّخَذْتَ الْمَقَامَ مُصَلًّى، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وَقُلْتُ: لَوْ حَجَبْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ لَهُنَّ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ بِكُنَّ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ ؟ فَكَفَفْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الآيَةَ [التحريم: 5].

****

 

قمع محمد لنسائه وقهرهن

 

{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)} الأحزاب

 

لما كان محمد في الخمسينيات من عمره آنذاك، متزوجًا من نساء معظمهن شابّات حتمًا موفورات الرغبة الجنسية أكثر منه كرجل عجوز بكثير، فقد كان يتخوف بقلق أن تخونه إحداهن لأنه بالتأكيد لا يمكنه تحقيق إشباع جنسي لكل هذه النساء التي وصلن في زمن إلى 13، وتوفي هو عن تسع منهن جمع بينهن، مع أربع مستعبدات أخريات: مارية وريحانة والتي أهدتها له زينب وأخرى من سبايا حروبه. لا يوجد أي دليل على خيانة إحداهن له، قصة عائشةكاد هو فيها أن يأخذ بشبهة وكلام غرضه الإساءة، وقصة مارية القبطية مستعبدته ثبت فيها أن ابن عمها كان مجبوبًا. شرّع محمد نفس تشريع العوائد البدوية بعدم خروج النساء من البيوت والتضييق عليهن والشك الموسوس فيهن وقمعهن وحبسهن، وتحريم التزين والمكياج والملبس العادي غير المتشدد، وهو نموذج حسب النص ليس فقط لزوجات، بل لكل المجتمع الإسلامي لتقتدي به النساء في تأخير أنفسهن وحبسها وقمعها على أن ذلك بأمر الله، وقمع الذكور من الآباء والإخوان والأزواج للنساء ولو بالعنف والقهر، كمصادرة لحقوق وحريات النساء ولحيواتهن، وقال ابن كثير في تفسير الأحزاب:

 

هَذِهِ آدَابٌ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنِسَاءُ الْأُمَّةِ تَبَعٌ لَهُنَّ فِي ذَلِكَ.... قَوْلُهُ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أَيِ: الْزَمْنَ بُيُوتَكُنَّ فَلَا تَخْرُجْنَ لِغَيْرِ حَاجَةٍ. وَمِنِ الْحَوَائِجِ الشَّرْعِيَّةِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ بِشَرْطِهِ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلْيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلات" وَفِي رِوَايَةٍ: "وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ" [أبو داود في السنن برقم (565) من حديث أبي هريرة، وبالرواية الثانية برقم (567) من حديث ابن عمر، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.]

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)} الأحزاب

 

رغم إجماع مفسري القرآن وفقهاء الإسلام على أن حكم الحجاب بمعنى حجب وعزل زوجات محمد عن كل رجال المجتمع عدا أقاربهم المحارم، فلم يكن أحد يراهن البتة منذ شرّع محمد ذلك، باستثناء عائشة التي تلاعبت على هذا التشريع بحيلة أمرها لأخواتها بإرضاع من تريد دخوله عليها من الرجال، كما سنذكر في باب مما أحدثوه، وهي فكرة ذكية لإنسانة لم ترضَ بدفنها بالحياة وقمع حريتها وحياتها الطبيعية وأن ترى الناس والبشر والمجتمع، فقد اكتفت بما ضاع من عمرها مع محمد العجوز وهتكه لبراءة طفولتها، وتمكنت على الأقل رغم القانون الشمولي المقدس أن تكسره قليلًا، ورغم أن تشريع الحجاب وهو حجب النساء عن المجتمع (ولا أتحدث هنا عن الخمار الذي يسميه عوام المسلمين حجاب) خاص بزوجات محمد فقط، فهو نموذج قمعي يحتذي به كثيرون، خاصة البيئات المحافظة المتشددة في الأرياف والبدو وبعض بيوتات المدن كذلك، وظلم محمد زوجاته حينما فرض عليهن تحريم الزواج من بعده بأي أحد، وهي عادة تابوهية عربية كانت عند بعض العرب قبله، روى أحمد بن حنبل:

 

2131- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَهُوَ سَيِّدُ الأَنْصَارِ : أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلاَ تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ تَلُمْهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ ، وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلاَّ بِكْرًا ، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ ، فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلاَ أُحَرِّكَهُ ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ، فَوَاللَّهِ لاَ آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ...إلخ

 

 ولا تزال ممارسة في ملوك حكام بني سعود مثلًا حكام السعودية، فلا يجوز لزوجة أرملة لملك الزواج من بعده! وهي تشريعات ظالمة غاشمة صادرت حرية زوجات محمد وحقوقهن، ربما لم يكن ذلك مشكلة لنساء عجائز كأم سلمة وسودة بنت زمعة، لكنه حقًّا كان مشكلة لعائشة التي تزوجها محمد طفلة عمرها تسع سنوات ومات وهي عمرها 18 سنة فقط، وكذلك زوجاته الشابّات كصفية بنت حيي وحفصة بنت عمر بن الخطاب وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية، لا يوجد ما يمنع أن تكون إحداهن تلاعبت على هذا التحريم واستمتعت بحياتها بطريقة أو أخرى، خاصة الذكيات منهن، أحب أن أعتقد ذلك، ومنهن ربما عائشة بالذات، وهذا لو كانت فعلته لكان من حقها وحريتها.

 

وتشريع الحجاب (عزل نساء محمد) كان باقتراح عمر، ولأجل قصة أخرى كذلك مرتبطة بتطويل مدعوي وليمة محمد في اليوم التالي لدخوله على زينب بنت جحش بحيوانية ليغتصبها في زواج بالإكراه حتى مكثوا إلى الليل:

 

اقتراح عمر

 

روى البخاري:

 

402 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] وَآيَةُ الحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ)، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا

 

4483 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلاَثٍ، أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلاَثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِالحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ، قُلْتُ: إِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ، قَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ، حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} الآيَةَ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنْ عُمَرَ

 

وعن السبب الآخر روى البخاري:

 

4791 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، دَعَا القَوْمَ فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْخُلَ فَإِذَا القَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَلْقَى الحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 53] الآيَةَ "

 

4792 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذِهِ الآيَةِ: آيَةِ الحِجَابِ " لَمَّا أُهْدِيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتْ مَعَهُ فِي البَيْتِ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا القَوْمَ، فَقَعَدُوا يَتَحَدَّثُونَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ ثُمَّ يَرْجِعُ، وَهُمْ قُعُودٌ يَتَحَدَّثُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [الأحزاب: 53] إِلَى قَوْلِهِ {مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] فَضُرِبَ الحِجَابُ وَقَامَ القَوْمُ "

 

4793 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ: «ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ» وَبَقِيَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي البَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ»، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا ثَلاَثَةٌ مِنْ رَهْطٍ فِي البَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدَ الحَيَاءِ، فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ فَمَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ القَوْمَ خَرَجُوا فَرَجَعَ، حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ البَابِ دَاخِلَةً، وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ

 

4794 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَوْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَأَشْبَعَ النَّاسَ خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى حُجَرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ صَبِيحَةَ بِنَائِهِ، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، وَيَدْعُو لَهُنَّ وَيَدْعُونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ رَأَى رَجُلَيْنِ جَرَى بِهِمَا الحَدِيثُ، فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلاَنِ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ عَنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، فَمَا أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ بِخُرُوجِهِمَا أَمْ أُخْبِرَ، فَرَجَعَ حَتَّى دَخَلَ البَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الحِجَابِ»، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

والأحاديث عند أحمد في مسند أنس بن مالك (12023) 12046 و(12366) 12393 و(12716) 12746 و(13025) 13056، ومسند عمر بن الخطاب 157 و 160 و 250 و، وفي صحيح مسلم فلا نطيل.

 

تشريع الخمار لتغطية شعر النساء وهو من أصل وثني عربي

 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} الأحزاب

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)} الأحزاب

 

{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} النور

 

جاء في تفسير مقاتل بن سليمان:

 

نزلت هذه الآية والتي بعدها في أسماء بنت مرشد كان لها في بني حارثة نخل يسمى الوعل ، فجعلت النساء يدخلنه غير متواريات ، يظهرن ما على صدورهن وأرجلهن وأشعارهن ، فقالت أسماء : ما أقبح هذا .

 

وقال ابن كثير:

 

وكان سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا ذَكَرَهُ مُقَاتِلُ بْنُ حيَّان قَالَ: بَلَغَنَا -وَاللَّهُ أَعْلَمُ -أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّث: أَنَّ "أَسْمَاءَ بِنْتَ مُرْشدَة" كَانَتْ فِي مَحِلٍّ لَهَا فِي بَنِي حَارِثَةَ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَدْخُلْنَ عَلَيْهَا غَيْرَ مُتَأزّرات فَيَبْدُو مَا فِي أَرْجُلِهِنَّ مِنَ الْخَلَاخِلِ، وَتَبْدُو صُدُورُهُنَّ وَذَوَائِبُهُنَّ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: مَا أَقْبَحَ هَذَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} الْآيَةَ.

 

المرأة التي اقترحت على محمد فكرة التعسف في ملابس النساء وإلزماهن بحكم شمولي بنمط معين من الملبس هي قرشية بدوية لم يعجبها تحرر وحرية نساء الزراعة والقرى المنطلقات الطبيعيات، حسدًا منها لأنها على عكسهم مقموعة في أسرتها وتربيتها، فحقدت عليهم_كما تفعل المتدينات ويفعل المتدينون المقموعون دومًا عندما يرون شخصًا يستمتع بحياته ببساطة دون محظورات وتابوهات خرافية_فاقترحت على محمد هذا الاقتراح لقمع باقي نساء المجتمع. من ضمن شذوذ التشريع أنه لا يعتبر العم والخال من المحارم، ولا يبيح عدم لبس النساءِ الخمارَ أمامهم! قال ابن كثير في تفسير النور: 31

 

وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنَا مُوسَى -يَعْنِي: ابْنَ هَارُونَ -حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ -حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وعِكْرمَة فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} -حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا قَالَ: لَمْ يَذْكُرِ الْعَمَّ وَلَا الْخَالَ؛ لِأَنَّهُمَا ينعَتان (4) لِأَبْنَائِهِمَا، وَلَا تَضَعُ خِمَارَهَا عِنْدَ الْعَمِّ وَالْخَالِ فَأَمَّا الزَّوْجُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ أَجْلِهِ، فَتَتَصَنَّعُ لَهُ مَا لَا يَكُونُ بِحَضْرَةِ غَيْرِهِ.

 

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه:

 

17580- حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ : حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا دَاوُد , عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَعِكْرِمَةَ فِي هَذِهِ : {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ، أَوْ آبَائِهِنَّ ، أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ} حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا قَالاَ : لَمْ يُذْكَرَ الْعَمُّ وَالْخَالُ لأَنَّهُمَا ينعتان لأَبْنَائِهِمَا وَقَالاَ : لاَ تَضَعُ خِمَارَهَا عِنْدَ الْعَمِّ وَالْخَالِ.

 

وقال الطبري:

 

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهال، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} قُلْتُ: مَا شَأْنُ الْعَمِّ وَالْخَالِ لَمْ يُذْكَرَا؟ قَالَا هُمَا يَنْعَتَانِهَا لِأَبْنَائِهِمَا. وَكَرِهَا أَنْ تَضَعَ خِمَارَهَا عِنْدَ خَالِهَا وَعَمِّهَا.

 

شمولية وعسف وتشريعات باطلة متشددة، ظلمات بعضها فوق بعض، ظلام حالك من الجهالة وقهر النساء. لم أرَ نساء أسرتي التقليدية المتشددة ولا كل أسر المسلمين تلتزم نساؤهم بالخمار حينما يزور البيت الأعمام والأخوال، فهذا تشريع شاذ. ولاحظ أن تشريع سورة الأحزاب كان حدّد محارم قليلين جدًّا مسموح للنساء بعدم لبس الخمار أمامهم، ونسى محمد كثيرين ممن هم محارم ولهم زيارات وعلاقات ودية أسرية، فاضطر لتعديل التشريع في سورة النور: 31، فهل نعتبر هذا النقص والتخبط والسهو والتناقض تشريعًا إلهيًّا، ناهيك عن التشدد وقمع النساء بالخمار البدوي، ويبدو لي احتمالًا أن محمدًا نسى الأعمام والأخوال والأجداد. فحديث ابن بي شيبة السابق لهذا لمصنفه في نقاش عن الأجداد والجدات والأحفاد في علاقتهم مع الخمار.

 

وتشريع الخمار (غطاء شعر رأس النساء) كان في الأصل تشريعًا وعادة بدوية مارسها البدو في شبه جزيرة العرب والعراق وذُكِرت في تشريع حمورابي قبل الميلاد، ورغم عدم تشريعه في اليهودية فقد ورد ذكر النقاب مرتين في كتاب اليهود، وهو تشريع لقمع النساء وجعلهن أملاك للرجال، لو كان الله المزعوم يرى شعر النساء عورة لخلق النساء ولهن غشاء طبيعي يغطّي شعرهن بحيث يكشفنه بإرادتهن، وكذلك قولهم بأن الأجساد عورة.

 

لقد تمادى المسلمون في التشدد والقمع للنساء في ملابسهن، فالطبري ذكر:

 

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: المسكتان والخاتم والكحل، قال قَتادة: وبلغني أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحِلُّ لامْرأةٍ تُؤْمِنُ بالله واليَوْمِ الآخِرِ، أنْ تخْرجَ يَدَها إلا إلى هاهنا". وقبض نصف الذراع.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن رجل، عن المسور بن مخرمة، في قوله: (إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: القلبين، والخاتم، والكحل، يعني السوار.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال ابن عباس، قوله: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) قال: الخاتم والمسكة.

قال ابن جُرَيج، وقالت عائشة: القُلْبُ والفتخة، قالت عائشة: دَخَلَتْ عليّ ابنة أخي لأمي عبد الله بن الطفيل مُزَيَّنةً، فدخل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأعرض، فقالت عائشة: يا رسول الله إنها ابنة أخي وجارية، فقال: "إذا عركت المرأة لم يحلّ لها أن تظهر إلا وجهها، وإلا ما دون هذا"، وقبض على ذراع نفسه، فترك بين قبضته وبين الكفّ مثل قبضة أخرى. وأشار به أبو عليّ.

 

عركت: حاضت وبلغت.

 

لكن هناك أحاديث أخرى في الطبري وأبي داوود (4104) تذكر الوجه والكفين فقط، وقال القرطبي في تفسير النور 31:

 

قال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه ، أو إصلاح شأن ونحو ذلك. فـ {مَا ظَهَرَ} على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.

قلت : هذا قول حسن ، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة وذلك في الصلاة والحج ، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعا إليهما. يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها : "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا" وأشار إلى وجهه وكفيه. فهذا أقوى من جانب الاحتياط ؛ ولمراعاة فساد الناس فلا تبدي المرأة من زينتها إلا ما ظهر من وجهها وكفيها ، والله الموفق لا رب سواه. وقد قال ابن خويز منداد من علمائنا : إن المرأة إذا كانت جميلة وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك ؛ وإن كانت عجوزا أو مقبحة جاز أن تكشف وجهها وكفيها.

 

متشددو المسلمين وصل بهم الحال للتشدد أكثر من الإسلام ومحمد نفسه! بعضهم اعتبر في كتب التفاسير والفقه أن المرأة يجب عيها تغطية وجهها كأنها في كفن، وبعضهم قال أنها يجب ألا يظهر منها سوى عين واحدة فقط ترى بها حينما تخرج! إن كان الإسلام فسادًا تشريعيًّا وتخلفًا ولعنة، فممارسات المسلمين ألعن وأجهل وأكثر تخلفًا.

 

قال الطبري:

 

ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.

حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) فلبسها عندنا ابن عون قال: ولبسها عندنا محمد قال محمد: ولبسها عندي عبيدة قال ابن عون بردائه فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب.

حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله (قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.

 

وكانت غيرة محمد وصلت إلى حدها الأقصى وقمة الهوس

روى أحمد:

 

26537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ نَبْهَانَ، حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَمَرَنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجِبَا مِنْهُ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَعْمَى، لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا ؟ قَالَ: " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ ؟ "

اختلفوا في تصحيحه أو تضعيفه، وقال محققو طبعة الرسالة: إسناده ضعيف لجهالة حال نبهان - وهو مولى أمِّ سلمة - كما سلف بيانه عند الرواية (26473) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/17 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.وأخرجه أبو داود (4112) ، والترمذي (2778) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (289) ، وأبو يعلى (6922) ، وابن حبان (5575) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (678) ، والبيهقي في "السنن" 7/91-92، والخطيب في "تاريخه" 3/17 من طرق عن عبد اللّه بن المبارك، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح! وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9241) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (288) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/416، والنسائي في "الكبرى" (9242) ، والخطيب في "تاريخه" 3/18، والبيهقي في "السنن" 7/91، وفي "الآداب" (747) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عُقيل، عن الزهري، به. وأخرجه ابن سعد 8/175-176- ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 3/17- عن محمد بن عمر الواقدي، عن معمر ومحمد بن عبد اللّه، عن الزُّهري، به. والواقدي متروك. وقد أنكر أحمد على الواقدي هذا الحديث، فيما ذكر العقيلي في "الضعفاء" 4/107، والخطيب في "تاريخه" 3/16، ونقلا عنه قوله: والحديث حديث يونس لم يروه غيره. قلنا: بل إنَّ عُقيلاً تابع يونس عن الزُّهري في هذا الحديث، كما سلف، وانظر ما ذكره العقيلي والخظيب على رواية الواقدي هذه (ذكرت من كتاب عن الواقدي في آخر كتاب حروب محمد الإجرامية دفاعًا لمؤلف أكد فيه شواهد للواقدي وأنه لم ينفرد بالإسناد الذي أتى به، وكان أحمد بن حنبل يحقد على الواقدي ويكرهه لأمانته في سرد القصص، واعترف عبد الله بن أحمد أن أكثر ما رأى أباه يطالع هو كتب الواقدي!).

وقد اختلف قول الحافظ في هذا الحديث، فقال في "الفتح" 1/550: هو حديث مختلف في صحته، وقال في موضع آخر 9/337: إسناده قوي، وأكثر ما علل به انفراد الزُّهري بالرواية عن نبهان وليس بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزُّهري ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد، لا ترد روا يته!

 

حاول بعضهم الاعتراض على الحديث بمعارضته بحديث آخر، روى البخاري:

 

987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى 988 - وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

24541 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنًى تَضْرِبَانِ بِدُفَّيْنِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَجّىً عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا ، فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ، فَقَالَ: " دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ "

وَقَالَتْ عَائِشَةُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَسْأَمُ ، فَأَقْعُدُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهْوِ "

 

 إسناده صحيح على شرط الشيخين ، أبو المغيرة : هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني ، والأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو . وذكر الحافظ في "الفتح" 2 / 443 أنهما حديثان ، قد جمعهما بعض الرواة ، وأفردهما بعضهم . قلنا : أخرجه بتمامه ابن حبان (5876) من طريق الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (987 - 988) و (3529 - 3530) ، وابن حبان (5871) ، والبيهقي في "السنن" 7 / 92 و10 / 224 ، وفي "الآداب" (768) من طريق عقيل ، ومسلم (892) (17) ، وابن حبان (5868) من طريق عمرو بن الحارث ، كلاهما عن الزهري ، به . وأخرجه البخاري (949 - 950) و (2906 - 2907) ، ومسلم (892) (19) من طريق ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة ، به .

 

لكن هذه عدم أمانة منهم، فعندما كانت عائشة صغيرة لم يكن محمد قد اخترع تشريع الحجاب والخمار وقمع النساء بالكامل.

 

شهوانية محمد تصل إلى حدها الأقصى

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}

 

هذا عمله محمد كتشريع خاص لنفسه بأن يتزوج أي عدد يريده من نساء، بانتهاك للتشريع الذي وضعه لكل المسلمين بالزواج من أربعة فقط! ووفقًا له كما زعم ناسبًا الكلام لله الخرافي فإنه لا غبار على ولا حرج في خطفه للنساء في حروبه واستعبادهن واغتصابهن لمتعه الجنسية الدنيئة باعتبارهن من فيء وعطاء الله، الاستعباد والاغتصاب عطاء إلهي!، هل الله يرضى بالاستعباد؟! وهل كان سيشرع تشريعًا مخصوصًا يعمل نصوصًا لإنسان واحد ذرّة بلا قيمة في الكون، وتشريع آخر لكل الناس، كأن محمدًا فوق الناس وأعلى منهم! ثم استعمل محمد قرآنه كجريدة رخيصة غير مكلفة لعمل إعلان رغبة في الزواج، فقد وصل هوسه الجنسي إلى حده الأقصى، ولم يجد اكتفاءً بما عنده من زوجات، فطلب زوجات مجانيات بدون مهور يهبن له أنفسهن، نعلم من كتب السيرة والتراجم أن معظم من وهبن له أنفسهن لم يكن جميلات عمومًا فلم يقبل منهن أحدًا، فليس من عادة النساء الشرقيات المحافظات الزواج بدون مهور ومال، لذا كرجل عجوز لا يعرض مهرًا لم يأته سوى نساء لسن بالمستوى الذي حلم به، رغم كل مكانته كزعيم ليثرب.

 

روى البخاري:

 

5029 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا لِي فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ زَوِّجْنِيهَا قَالَ أَعْطِهَا ثَوْبًا قَالَ لَا أَجِدُ قَالَ أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَاعْتَلَّ لَهُ فَقَالَ مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

5149 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ إِنِّي لَفِي الْقَوْمِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَامَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ثُمَّ قَامَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَلَمْ يُجِبْهَا شَيْئًا ثُمَّ قَامَتْ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحْنِيهَا قَالَ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ قَالَ لَا قَالَ اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَذَهَبَ فَطَلَبَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ هَلْ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْءٌ قَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا قَالَ اذْهَبْ فَقَدْ أَنْكَحْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

رواه أحمد (22798) 23184 أخرجه الحميدي (928) ، والبخاري (5149) و (5150) ، ومسلم (1425) (77) ، وابن ماجه (1889) ، والنسائي 6/54-55 و91-92، وابن الجارود (716) ، وأبو يعلى (7522) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2475) و (2476) و (2477) ، وفي "شرح معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5915) ، والدارقطني 3/248-249، والبيهقي 7/144 و236 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي شيبة 4/187، والدارمي (2201) ، والبخاري (5029) و (5030) و (5087) و (5121) و (5126) و (5132) و (5141) و (5871) ومسلم (1425) (76) و (77) ، والنسائي في "المجتبى" 6/113، وفي "الكبرى" (8061) ، وأبو يعلى (7539) ، وأبو عوانة (6860-6866) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2478) و (2479) ، وفي "معاني الآثار" 3/17، والطبراني في "الكبير" (5750) و (5781) و (5907) و (5934) و (5938) و (5951) و (5980) و (5993) ، والدارقطني 3/247-248، والحاكم 2/178، والبيهقي 7/57 و58 و144 و144-145 و242 من طرق عن أبي حازم، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو عند بعضهم مختصر جداً . ورواه أحمد برقم (22832) و (22850) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (2112) ، والنسائي في "الكبرى" (5506) .

 

وروى أحمد:

 

(27621) 28173- حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ ، أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدِّب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8928) -وهو في "عِشْرة النساء" (42) - من طريق يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/23 من طريق أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: كنا نتحدَّث أن أمَّ شريك كانت وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت امرأة صالحة. وفي الباب عن محمد بن إبراهيم التيمي، والشعبي، وعكرمة، ومنير بن عبد الله الدوسي، مرسلاً عند ابن سعد 8/154 و155. وقد اختلف في اسم الواهبة فقيل: خولة بنت حكيم، كما في "صحيح البخاري" (5113) معلقاً من حديث عائشة، وقيل غير ذلك، وانظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 8/525 و9/164-165، وقد ذكر أن الاختلاف يشعر بتعدد الواهبات.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11787 - حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن منصور الكوفي ثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لم يكن عند النبي صلى الله عليه و سلم امرأة وهبت نفسها له

 

وفي النص قال محمد أنه قد يرجئ أي: يؤخر بعضهن ويجعلهن ينتظرن، البعض يشكون كعلي سينا الكندي الإيراني في كتابه (سيرة سيكولوجية لمحمد) أن هوس محمد الجنسي مرتبط بضعف جنسي ومرض نفسي مترتب على ذلك الضعف، مرتبط بالرغبة كهوس دون القدرة على إشباعها، لكن لا يمكن التحقق من صحة ذلك، ربما كانت قدراته عادية، لكنه صار يشرّع تشريعات مضحكة غريبة ليُشعر نفسَه بالسيطرة والتسلط وأنه يأمر وينهى ويتسلّط كما يريد، وحل مشكلة صراع الغيرة عليه بتشريع مزعوم أنه يمكنه تجنب وعزل وهجر أي زوجة كحقٍّ إلهيّ {...وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}، مثال لرجل بعقل طفل اتبعه ناس بعقول أطفال صدقوا أن الله بهذه السخافة.

 

وروى البخاري:

 

4788 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } قُلْتُ مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ

4789 - حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَأْذِنُ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ مِنَّا بَعْدَ أَنْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } فَقُلْتُ لَهَا مَا كُنْتِ تَقُولِينَ قَالَتْ كُنْتُ أَقُولُ لَهُ إِنْ كَانَ ذَاكَ إِلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُوثِرَ عَلَيْكَ أَحَدًا تَابَعَهُ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ سَمِعَ عَاصِمًا

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(26251) 26781- حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ : {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي} إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ.

 

يبدو أن عائشة كانت ذات ذكاء عالٍ، وكانت تعلم أن محمدًا مدعٍّ للنبوة بطريقة سخيفة لأجل شهواته ورغباته، تحت ستار نصوص دينية مزعومة مضحكة.

 

 

وجاء في كتاب الطبقات الكبير وفي أسد الغابة:

أم شريك بنت غزية: عن علي بن الحسين: أن المرأة التي وهبت نفسها للنبي ص أم شريك، وفي رواية عن عكرمة أنها المعنية في الآية:وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين. وفي رواية عن منير بن عبد الله الدوسي: وهي التي وهبت نفسها للنبي وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي (ص) وكانت جميلة وقد أسنّت فقالت إني أهب نفسي لك وأتصدق بها عليك، فقبلها النبي (ص). فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير. قالت أم شريك: فأنا تلك. فسماها الله مؤمنة فقال وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة: إن الله ليسرع لك في هواك.

خولة بنت حكيم بن أمية: عن هاشم بن محمد عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي (ص) فأرجأها، وكانت تخدم النبي (ص) وتزوجها عثمان بن مظعون فمات عنها.

 

58 المجادلة

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة

 

قال ابن أبي حاتم في أسباب النزول:

 

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَنَاجَوْنَ فِيمَا بَيْنَهُم دُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَنْظُرُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَيَتَغَامَزُونَ بِأَعْيُنِهِمْ، فَإِذَا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ نَجْوَاهُمْ قَالُوا: مَا نَرَاهُمْ إِلَّا وَقَدْ بَلَغَهُمْ عَنْ أَقْرِبَائِنَا وَإِخْوَانِنَا الَّذِينَ خَرَجُوا فِي السَّرَايَا قَتْلٌ أَوْ مَوْتٌ أَوْ مُصِيبَةٌ أَوْ هَزِيمَةٌ، فَيَقَعُ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ وَيُحْزِنُهُمْ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَقَدُمَ أَصْحَابُهُمْ وَأَقْرِبَاؤُهُمْ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ وَكَثُرَ، شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَتَنَاجَوْا دُونَ الْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ ذَلِكَ وَعَادُوا إِلَى مُنَاجَاتِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.

 

وقال ابن كثير:

 

قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيح، عَنْ مُجَاهِدٍ [فِي قَوْلِهِ] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى} قَالَ: الْيَهُودُ وَكَذَا قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، وَزَادَ: كَانَ بَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْيَهُودِ مُوَادَعَةٌ، وَكَانُوا إِذَا مَرَّ بِهِمْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسُوا يَتَنَاجَوْنَ بَيْنَهُمْ، حَتَّى يَظُنَّ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُمْ يَتَنَاجَوْنَ بِقَتْلِهِ-أَوْ: بِمَا يَكْرَهُ الْمُؤْمِنُ-فَإِذَا رَأَى الْمُؤْمِنُ ذَلِكَ خَشيهم، فَتَرَكَ طَرِيقَهُ عَلَيْهِمْ. فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّجْوَى، فَلَمْ يَنْتَهُوا وَعَادُوا إِلَى النَّجْوَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} .

 

وقال مقاتل بن سليمان:

 

يعني اليهود كان بينهم وبين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) موادعة ، فإذا رأوا رجلاً من المسلمين وحده يتناجون بينهم ، فيظن المسلم أنهم يتناجون بقتله ، أو بما يكره ، فيترك الطريق من المخافة ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فنهاهم عن النجوى ، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى ، فقال الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما ( للذي ) نهوا عنه ويتنجون بالإثم ( يعني بالمعصية ) والعدوان ( يعني الظلم) ومعصيت الرسول ( يعني حين نهاهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن النجوى فعصوه .

 

وقال الطبري:

 

...قوله: (ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ) يقول جلّ ثناؤه: ثم يرجعون إلى ما نهوا عنه من النجوى، (وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) يقول جلّ ثناؤه: ويتناجون بما حرّم الله عليهم من الفواحش والعدوان، وذلك خلاف أمر الله، ومعصية الرسول محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

 

إنه لواضحٌ أن محمدًا أقام دولة دينية شمولية إقصائية ترهب وتهدد وتميز ضد غير المسلمين، وتفتش في ضمائر الناس، ولأن أكره الوثنيين والمتشككين في يثرب على الإسلام بالإكراه، ومارس العنف والسياسات النازية والتطهير العرقي ضد اليهود، كان من الطبيعي أن يصير خائفًا من بعض المواطنين أنفسهم، لأنهم بفقدانهم حريتهم بإكراه محمد كان لهم الحق في مقاومته والعمل ضده بكل السبل، فقام بالنهي عن كلام اثنين مع بعضهم بصوت خفيض، بطريقة ربما لم تفكر فيها بجدية حتى أعتى الدول الشمولية في التاريخ القديم والمعاصر، كإيران وكوريا الشمالية والصين حاليًّا، إيران تحجب فيس بُك، والصين تحجب جوجل نفسه! لكن لا دولة من هذه الدول الشمولية الدكتاتورية المستبدة في نظم حكمها فكر حكامها في منع اثنين من الكلام سويًّا! هذا ما نسمية في عصرنا الحالي بتعبيراتنا بالفاشيّة الإسلامية. اعرفوا نتائج الدولة العنصرية الدينية (الإسلامية في هذه الحالة) مسبقًا من خلال تجارب الماضي، قبل أن تفكروا في إقامتها كنموذج أمثل كما يتصور السذج منكم يا مسلمون، ستكون النتيجة مواطنين يخافون ويقلقون من مواطنين آخرين ويكرهون بعضهم البعض على نحو متبادل، ولا يدخرون وسعًا لتدمير بعضهم البعض، حرب التعصب وحرب الكل ضد الكل، لقد قال أينسْتَيْن عالم الفيزياء المتعقلن يومًا: (الحماقة هي أن تفعل نفس الشيء بنفس الطريقة وتتوقع نتائج مختلفة). وقال كذلك: (شيئان لا نهاية لهما: الكون والغباء البشريّ).

 

وبسبب عنف محمد ضد اليهود وإبادته لبعضهم وسبيه واستعباده لنسائهم وأطفالهم، كان الباقون منهم يحملون كل كره له أسبابه الموضوعية لمحمد وأتباعه المجرمين المهاويس، فكانوا يتلاعبون لفظيًّا بسخرية كالعادة عندما يحيون محمد، ولا داعي لنقل ما في كتب التفسير، لأنه في كتب الحديث كذلك، روى البخاري:

 

6024 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ

 

6030 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا السَّامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَتْ عَائِشَةُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ قَالَ مَهْلًا يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ قَالَتْ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا قَالَ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ

 

ورواه مسلم:

 

[ 2165 ] وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب واللفظ لزهير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة بل عليكم السام واللعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله قالت ألم تسمع ما قالوا قال قد قلت وعليكم

   

 [ 2165 ] حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم

 

 [ 2165 ] حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل { وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله } 

 

والحديث عند أحمد (24090) 24591 و(24851) 25363 و(24851) 25363 و(25633) 26151 وغيرها، وفي أحدها لفظ :

 

24851 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ: " عَلَيْكُمْ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللهِ، وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ، قَالُوا: مَا كَانَ أَبُوكِ فَحَّاشًا ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ ؟ " قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا ؟ قَالَ: " فَمَا رَأَيْتِينِي قُلْتُ: عَلَيْكُمْ، إِنَّهُ يُصِيبُهُمْ مَا أَقُولُ لَهُمْ، وَلَا يُصِيبُنِي مَا قَالُوا لِي "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يذكروا له سماعاً من عائشة.  وقد سلف بغير هذا السياق بإسنادٍ صحيح برقم (24090) .

 

وروى ابن خزيمة في صحيحه:

 

574 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل - وهو ابن أبي صالح - عن أبيه عن عائشة قالت: دخل اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : السأم عليك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : وعليك فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال : السأم عليك فقال : عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك ثم دخل الثالث فقال : السأم عليك فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه و سلم بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين

 قال أبو بكر خبر ابن أبي مليكة عن عائشة في هذه القصة قد خرجته في كتاب الكبير

 

قال الأعظمي : إسناده صحيح، وانظر كذلك صحيح ابن خزيمة 1585 وإسناده صحيح.

 

ورواه أحمد:

 

 25029 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ " قَالَتْ: فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَعَلَيْكَ " قَالَتْ: ثُمَّ دَخَلَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكَ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: بَلِ السَّامُ عَلَيْكُمْ وَغَضَبُ اللهِ إِخْوَانَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَتُحَيُّونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا لَمْ يُحَيِّهِ بِهِ اللهُ ؟ قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: " مَهْ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، قَالُوا قَوْلًا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَضُرَّنَا شَيْءٌ، وَلَزِمَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ: آمِينَ "

 

حديث صحيح ، علي بن عاصم : وهو الواسطي ، وإن كان ضعيفاً ، قد توبع ، ومحمد بن الأشعث بن قيس : روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله ثقات ، وحصين بن عبد الرحمن : هو السلمي ، وعمر بن قيس : هو الماصر . وأخرجه مطولاً دون قصة الجمعة والقبلة ابن خزيمة (574) و (1585) عن أبي بشر الواسطي إسحاق بن شاهين ، عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، وهذا إسناد صحيح. وأخرجه البيهقي 2 / 56 من طريق سليمان ، عن حصين ، به "أنهم حسدونا على القبلة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى الجمعة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (988) ، وابن ماجه (856) من طريق حماد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، مختصراً بلفظ : "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين" . وإسناده صحيح . قلنا : وهو عند أحمد (24090) و(25924) وإسناداهما صحيحان . ويشهد للجمعة حديث أبي هريرة عند البخاري (876) ، ومسلم (855) .

 

هذا من باب (سخافة بعض أسباب الصياغة)، إذا كان شخص يعاكسه بالكلام ويسخر ويستهزئ ويتسامج أو يمزح فلا داعي لعمل نصوص دينية مقدسة للأتباع السذّج البلهاء في معظمهم ليظلوا يقرؤونها لآلاف السنين كنصوص عديمة الجدوى، متعلقة بعقلية رجل له عقلية طفل كان يحب الرد على كل كبيرة وصغيرة تقل ضده لشدة حساسيته وشعوره بالاضطهاد وجنون العظمة، نهايك عن كونها محرضة على الكره بين بني البشر على أساس اختلاف الأديان الخرافية. وإن صح تاريخيًّا لفظ حديث أحمد 25029  وحديثا ابن خزيمة فيكون محمد استوحى بعض نص القرآن هنا من كلام عائشة زوجته في ردها عليهم.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}

 

قال ابن أبي حاتم في أسباب النزول:

 

قَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصُّفَّةِ وَفِي الْمَكَانِ ضِيقٌ وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْرِمُ أَهْلَ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَقَدْ سُبِقُوا إِلَى الْمَجْلِسِ، فَقَامُوا حِيَالَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أرجلهم ينتظرون أَنْ يُوَسَّعَ لَهُمْ فَلَمْ يُفْسِحُوا لَهُمْ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ بَدْرٍ: "قُمْ يَا فُلَانُ وَأَنْتَ يَا فُلَانُ"، فَأَقَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ بِقَدْرِ النَّفَرِ الَّذِي قَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ أُقِيمَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَعَرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكَرَاهِيَةَ فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ لِلْمُسْلِمِينَ: أَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ صَاحِبَكُمْ يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ؟ فَوَاللَّهِ مَا عَدَلَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ: قَوْمٌ أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ وَأَحَبُّوا الْقُرْبَ مِنْ نَبِيِّهِمْ أَقَامَهُمْ وَأَجْلَسَ مَنْ أَبْطَأَ عَنْهُمْ مَقَامَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.

 

ويشهد له ما رواه البخاري:

 

6270 - حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسَ مَكَانَهُ

 

ورواه مسلم:

 

 [ 2177 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثني محمد بن رمح بن المهاجر أخبرنا الليث عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه

 

 [ 2177 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا زهير بن حرب حدثنا يحيى وهو القطان ح وحدثنا بن المثنى حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي كلهم عن عبيد الله ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير قالوا حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا

 

 [ 2177 ] وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد حدثنا أيوب ح وحدثني يحيى بن حبيب حدثنا روح ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق كلاهما عن بن جريج ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك يعني بن عثمان كلهم عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث الليث ولم يذكروا في الحديث ولكن تفسحوا وتوسعوا وزاد في حديث بن جريج قلت في يوم الجمعة قال في يوم الجمعة وغيرها

 

 [ 2177 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عن سالم عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيمن أحدكم أخاه ثم يجلس في مجلسه وكان بن عمر إذا قام له رجل عن مجلسه لم يجلس فيه

   

 [ 2178 ] وحدثنا سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل وهو بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه ولكن يقول افسحوا

 

ورواه أحمد 4735 و5046 و(8462) 8443 و(10776) 10786، وفي بعضها لفظ (لا يقوم الرجل للرجل..إلخ)

 

وروى الشافعي في مسنده:

 

663 (298)- ( أخبرنا ): عَبْدُ المَجيد عَن ابْنِ جُرَيْجٍ قَال: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنِ مُوسَى عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُما: أنَّ النَّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم قَالَ: " لا يُقِيمَنَّ أحَدُكُمْ أخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَة وَلكِنْ لِيَقُلْ أفْسِحُوا "

 

قال ابن كثير في تفسير سورة المجادلة: على شرط السنن ولم يخرجوه.

 

النص نفسه سخيف، فلا يحتاج الناس الطبيعيون المتحضرون أسوياء النفوس لنص مقدس ليتعلموا آداب الجلوس والمجالس، ما خلا أن محمدًا كان يتعامل مع ناس معظمهم لم يكونوا متحضرين ولا أسوياء، وسبب الصياغة نفسه لا يقل سخافةً. محمد أخطأ الحكم والتصرف بإقامته لناس من مكان جلوسهم لإجلاس آخرين، فهذا تصرف فيه تحقير لباقي الناس، وعنصرية واستعلاء لفئة على باقي الناس، لذلك بسبب نقد بعض الناس له قام بتعديل حكمه وتصرفه، محمد كشخص حساس لأي كلمة تقال ضده كانت صياغة نص كهذا بالنسبة له مهمة جدًّا لتصحيح موقفه وتحسين صورته.

 

2 آ عمران

 

{لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)} 

 

إطالة سخيفة للغاية لقول آداب تلقائية لا نحتاج كتابًا يدَّعي القداسة للسماح بالقيام بها.


49 الحجرات

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} الحجرات

 

ذكرتُ في ج1 حروب محمد الإجرامية عن تكبر محمد ولا إنسانيته في الارتباط مع هذا النص التالي:

 

سَرِيّةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ إلَى بَنِي تمِيمٍ فِي المُحَرّمِ سَنَةَ تِسْعٍ

 

ذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق في ج4، لكن سياقه عن أحداثها ناقص، وعنه اقتبس البخاري في صحيحه عنوان باب:

 

بَاب قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ غَزْوَةُ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ بَنِي الْعَنْبَرِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَأَغَارَ وَأَصَابَ مِنْهُمْ نَاسًا وَسَبَى مِنْهُمْ نِسَاءً


4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ أَوْ قَوْمِي

والأحداث بكاملها من الواقدي كالتالي:

 

قَالَ: حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ الزّهْرِىّ، وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالا: لَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مِنْ الْجِعِرّانَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِى الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بَقِيّةَ ذِى الْقَعْدَةِ، وَذِى الْحِجّةِ، فَلَمّا رَأَى هِلالَ الْمُحَرّمِ بَعَثَ الْمُصَدّقِينَ، فَبَعَثَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ إلَى أَسْلَمَ وَغِفَارٍ بِصَدَقَتِهِمْ....إلخ وَبَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ هُذَيْمٍ عَلَى صَدَقَاتِهِمْ. فَخَرَجَ بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِى كَعْبٍ.

وَيُقَالُ: إنّمَا سَعَى عَلَيْهِمْ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ النّحّامُ الْعَدَوِىّ، فَجَاءَ وَقَدْ حَلّ بِنَوَاحِيهِمْ بَنُو جُهَيْمٍ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، وَبَنُو عَمْرِو بْنِ جُنْدُبِ بْنِ الْعُتَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ فَهُمْ يَشْرَبُونَ مَعَهُمْ عَلَى غَدِيرٍ لَهُمْ بِذَاتِ الأَشْطَاطِ، وَيُقَالُ: وَجَدَهُمْ عَلَى عُسْفَانَ. ثُمّ أَمَرَ بِجَمْعِ مَوَاشِى خُزَاعَةَ لِيَأْخُذَ مِنْهَا الصّدَقَةَ. قَالَ: فَحَشَرَتْ خُزَاعَةُ الصّدَقَةَ مِنْ كُلّ نَاحِيَةٍ، فَاسْتَنْكَرَتْ ذَلِكَ بَنُو تَمِيمٍ، وَقَالُوا: مَا هَذَا؟ تُؤْخَذُ أَمْوَالُكُمْ مِنْكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتَجَيّشُوا، وَتَقَلّدُوا الْقِسِىّ وَشَهَرُوا السّيُوفَ فَقَالَ الْخُزَاعِيّونَ: نَحْنُ قَوْمٌ نَدِينُ بِدِينِ الإِسْلامِ وَهَذَا مِنْ دِينِنَا. قَالَ التّمِيمِيّونَ: وَاَللّهِ لا يَصِلُ إلَى بَعِيرٍ مِنْهَا أَبَدًا، فَلَمّا رَآهُمْ الْمُصَدّقُ هَرَبَ مِنْهُمْ وَانْطَلَقَ مُوَلّيًا وَهُوَ يَخَافُهُمْ وَالإِسْلامُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يَعُمّ الْعَرَبَ، قَدْ بَقِيَتْ بَقَايَا مِنْ الْعَرَبِ وَهُمْ يَخَافُونَ السّيْفَ لِمَا فَعَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِمَكّةَ وَحُنَيْنٍ.

وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ مُصَدّقِيهِ أَنْ يَأْخُذُوا الْعَفْوَ مِنْهُمْ وَيَتَوَقّوْا كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ فَقَدِمَ الْمُصَدّقُ عَلَى النّبِىّ ÷ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّمَا كُنْت فِى ثَلاثَةِ نَفَرٍ فَوَثَبَتْ خُزَاعَةُ عَلَى التّمِيمِيّينَ فَأَخْرَجُوهُمْ مِنْ مَحَالّهِمْ وَقَالُوا: لَوْلا قَرَابَتُكُمْ مَا وَصَلْتُمْ إلَى بِلادِكُمْ لَيَدْخُلَنّ عَلَيْنَا بَلاءٌ مِنْ عَدَاوَةِ مُحَمّدٍ ÷ وَعَلَى أَنْفُسِكُمْ حَيْثُ تَعْرِضُونَ لِرُسُلِ رَسُولِ اللّهِ تَرُدّونَهُمْ عَنْ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا، فَخَرَجُوا رَاجِعِينَ إلَى بِلادِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “مَنْ لِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ الّذِينَ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا”؟ فَانْتَدَبَ أَوّلُ النّاسِ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِىّ، فَقَالَ: أَنَا وَاَللّهِ لَهُمْ أَتْبَعُ آثَارَهُمْ وَلَوْ بَلَغُوا يَبْرِينَ حَتّى آتِيَك بِهِمْ إنْ شَاءَ اللّهُ فَتَرَى فِيهِمْ رَأْيَك أَوْ يُسْلِمُوا، فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللّهِ ÷ فِى خَمْسِينَ فَارِسًا مِنْ الْعَرَبِ، لَيْسَ فِيهَا مُهَاجِرٌ وَاحِدٌ وَلا أَنْصَارِىّ، فَكَانَ يَسِيرُ بِاللّيْلِ، وَيَكْمُنُ لَهُمْ بِالنّهَارِ، خَرَجَ عَلَى رَكُوبَةٍ حَتّى انْتَهَى إلَى الْعَرْجِ، فَوَجَدَ خَبَرَهُمْ أَنّهُمْ قَدْ عَارَضُوا إلَى أَرْضِ بَنِى سُلَيْمٍ، فَخَرَجَ فِى أَثَرِهِمْ حَتّى وَجَدَهُمْ قَدْ عَدَلُوا مِنْ السّقْيَا يَؤُمّونَ أَرْضَ بَنِى سُلَيْمٍ فِى صَحْرَاءَ قَدْ حَلّوا وَسَرّحُوا مَوَاشِيَهُمْ وَالْبُيُوتُ خُلُوفٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ إلاّ النّسَاءُ وَنُفَيْرٌ فَلَمّا رَأَوْا الْجَمْعَ وَلّوْا وَأَخَذُوا مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلاً، وَوَجَدُوا فِى الْمَحَلّةِ مِنْ النّسَاءِ إحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَثَلاثِينَ صَبِيّا، فَحَمَلَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ بِهِمْ النّبِىّ ÷ فَحُبِسُوا فِى دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ

 فَقَدِمَ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ الْعُطَارِدُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ، وَالزّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ، وَنُعَيْمُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَرِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُجَاشِعٍ، فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ قَبْلَ الظّهْرِ فَلَمّا دَخَلُوا سَأَلُوا عَنْ سَبْيِهِمْ، فَأُخْبِرُوا بِهِمْ فَجَاءُوهُمْ فَبَكَى الذّرَارِىّ، وَالنّسَاءُ فَرَجَعُوا، حَتّى دَخَلُوا الْمَسْجِدَ ثَانِيَةً، وَرَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمَئِذٍ فِى بَيْتِ عَائِشَةَ، وَقَدْ أَذّنَ بِلالٌ بِالظّهْرِ بِالأَذَانِ الأَوّلِ، وَالنّاسُ يَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ رَسُولِ اللّهِ ÷، فَعَجّلُوا خُرُوجَهُ فَنَادَوْا: يَا مُحَمّدُ اُخْرُجْ إلَيْنَا فَقَامَ إلَيْهِمْ بِلالٌ، فَقَالَ: إنّ رَسُولَ اللّهِ ÷ يَخْرُجُ الآنَ، فَاشْتَهَرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ أَصْوَاتَهُمْ فَجَعَلُوا يَخْفِقُونَ بِأَيْدِيهِمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ ÷، وَأَقَامَ بِلالٌ الصّلاةَ، وَتَعَلّقُوا بِهِ يُكَلّمُونَهُ فَوَقَفَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مَعَهُمْ بَعْدَ إقَامَةِ بِلالٍ الصّلاةَ مَلِيّا، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَتَيْنَاك بِخَطِيبِنَا وَشَاعِرِنَا فَاسْمَعْ مِنّا، فَتَبَسّمَ النّبِىّ ÷، ثُمّ مَضَى فَصَلّى بِالنّاسِ الظّهْرَ، ثُمّ انْصَرَفَ إلَى بَيْتِهِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، تَمّ خَرَجَ فَجَلَسَ فِى صَحْنِ الْمَسْجِدِ، وَقَدِمُوا عَلَيْهِ، وَقَدّمُوا عُطَارِدَ بْنَ حَاجِبِ التّمِيمِىّ فَخَطَبَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِى لَهُ الْفَضْلُ عَلَيْنَا، وَاَلّذِى جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَأَعْطَانَا الأَمْوَالَ نَفْعَلُ فِيهَا الْمَعْرُوفَ وَجَعَلَنَا أَعَزّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَكْثَرَهُمْ مَالاً وَأَكْثَرَهُمْ عَدَدًا، فَمَنْ مِثْلُنَا فِى النّاسِ؟ أَلَسْنَا بِرُءُوسِ النّاسِ وَذَوِى فَضْلِهِمْ؟ فَمَنْ يُفَاخِرُ فَلْيَعْدُدْ مِثْلَ مَا عَدَدْنَا وَلَوْ شِئْنَا لأَكْثَرْنَا مِنْ الْكَلامِ وَلَكِنّا نَسْتَحْيِى مِنْ الإِكْثَارِ فِيمَا أَعْطَانَا اللّهُ، أَقُولُ قَوْلِى هَذَا لأَنْ يُؤْتَى بِقَوْلٍ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ قَوْلِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: “قُمْ فَأَجِبْ خَطِيبَهُمْ”، فَقَامَ ثَابِتٌ - وَمَا كَانَ دَرَى مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ وَمَا هَيّأَ قَبْلَ ذَلِكَ مَا يَقُولُ - فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِى السّمَوَاتُ وَالأَرْضُ خَلْقُهُ، قَضَى فِيهَا أَمْرَهُ، وَوَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، فَلَمْ يَكُ شَيْءٌ إلاّ مِنْ فَضْلِهِ، ثُمّ كَانَ مِمّا قَدّرَ اللّهُ أَنْ جَعَلَنَا مُلُوكًا، وَاصْطَفَى لَنَا مِنْ خَلْقِهِ رَسُولاً، أَكْرَمَهُمْ نَسَبًا، وَأَحْسَنَهُمْ زِيّا، وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيثًا، أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، وَائْتَمَنَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَكَانَ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ فَدَعَا إلَى الإِيمَانِ فَآمَنَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قَوْمِهِ وَذَوِى رَحِمِهِ أَصْبَحُ النّاسِ وَجْهًا، وَأَفْضَلُ النّاسِ فِعَالاً، ثُمّ كُنّا أَوّلَ النّاسِ إجَابَةً حِينَ دَعَا رَسُولُ اللّهِ ÷، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللّهِ وَرَسُولِهِ نُقَاتِلُ النّاسَ حَتّى يَقُولُوا لا إلَهَ إلاّ اللّهُ، فَمَنْ آمَنَ بِاَللّهِ وَرَسُولِهِ مُنِعَ مِنّا مَالُهُ وَدَمُهُ، وَمَنْ كَفَرَ بِاَللّهِ جَاهَدْنَاهُ فِى ذَلِكَ، وَكَانَ قَتْلُهُ عَلَيْنَا يَسِيرًا، أَقُولُ قَوْلِى هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللّه لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمّ جَلَسَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ ائْذَنْ لِشَاعِرِنَا، فَأَذِنَ لَهُ فَأَقَامُوا الزّبْرِقَانَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ:

نَحْنُ الْمُلُوكُ فَلا حَىّ يُقَارِبُنَا
وَكَمْ قَسَرْنَا مِنْ الأَحْيَاءِ كُلّهِمُ
وَنَحْنُ نُطْعِمُ عِنْدَ الْقَحْطِ مَا أَكَلُوا
وَنَنْحَرُ الْكُــومَ عَبْطًا فِــى أَرُومَتِنَـا

 

فِينَا الْمُلُوكُ وَفِينَا تُنْصَبُ الْبِيَعُ
عِنْدَ النّهَابِ وَفَضْلُ الْخَيْرِ يُتّبَعُ
مِنْ السّدِيفِ إذَا لَمْ يُؤْنَسْ الْقَزَعُ
لِلنّازِلِينَ إذَا مَـــا أُنْزِلُوا شَبِعُـوا

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَجِبْهُمْ يَا حَسّانُ بْنَ ثَابِتٍ”، فَقَامَ فَقَالَ:

إنّ الذّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وَإِخْوَتِهِمْ
يَرْضَى بِهِمْ كُلّ مَنْ كَانَتْ سَرِيرَتُهُ
قَوْمٌ إذَا حَارَبُوا ضَرّوا عَدُوّهُمُ
سَجِيّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَةٍ
لا يَرْقَعُ النّاسُ مَا أَوْهَتْ أَكُفّهُمُ
وَلا يَضِنّونَ عَنْ جَارٍ بِفَضْلِهِمُ
إنْ كَانَ فِى النّاسِ سَبّاقُونَ بَعْدَهُمُ
أَكْرِمْ بِقَوْمٍ رَسُولُ اللّهِ شِيعَتُهُمْ
أَعِفّةٌ ذُكِرَتْ فِى الْوَحْىِ عِفّتُهُمْ
كَأَنّهُمْ فِى الْوَغَى وَالْمَوْتُ مُكْتَنِعٌ
لا يَفْخَرُونَ إذَا نَالُوا عَدُوّهُمُ
إذَا نَصَبْنَا لِحَىّ لَمْ نَدِبّ لَهُمْ
نَسْمُو إذَا الْحَرْبُ نَالَتْنَا مَخَالِبُهَا
خُذْ مِنْهُمُ مَا أَتَى عَفْوًا إذَا غَضِبُوا
فَإِنّ فِى حَرْبِهِمْ فَاتْرُكْ عَدَاوَتَهُمْ
أَهْدَى لَهُمْ مَدْحَهُ قَلْبٌ يُؤَازِرُهُ
وَأَنّهُـــمْ أَفْضَـــلُ الأَحْيَاءِ كُلّهِـــمُ

 

قَدْ شَرّعُوا سُنّةً لِلنّاسِ تُتّبَعُ
تَقْوَى الإِلَهِ وَبِالأَمْرِ الّذِى شَرَعُوا
أَوْ حَاوَلُوا النّفْعَ فِى أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا
إنّ الْخَلائِقَ فَاعْلَمْ شَرّهَا الْبِدَعُ
عِنْدَ الدّفَاعِ وَلا يُوهُونَ مَا رَقَعُوا
وَلا يَنَالُهُمُ فِى مَطْمَعٍ طَبَعُ
فَكُلّ سَبْقٍ لأَدْنَى سَبْقِهِمْ تَبَعُ
إذَا تَفَرّقَتْ الأَهْوَاءُ وَالشّيَعُ
لا يَطْمَعُونَ وَلا يُرْدِيهِمُ طَمَعُ
أُسْدٌ بِبِيشَةَ فِى أَرْسَاغِهَا فَدَعُ
وَإِنْ أُصِيبُوا فَلا خُورٌ وَلا جُزُعُ
كَمَا يَدِبّ إلَى الْوَحْشِيّةِ الذّرَعُ
إذَا الزّعَانِفُ مِنْ أَطْرَافِهَا خَشَعُوا
وَلا يَكُنْ هَمّك الأَمْرَ الّذِى مَنَعُوا
سُمّا غَرِيضًا عَلَيْهِ الصّابُ وَالسّلَعُ
فِيمَا أَحَبّ لِسَانٌ حَائِكٌ صَنَعُ
إنْ جَدّ بِالنّاسِ جِدّ الْقَوْلِ أَوْ شَمَعُوا

وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ فِى الْمَسْجِدِ يُنْشِدُ عَلَيْهِ حَسّانُ، وَقَالَ: “إنّ اللّهَ لَيُؤَيّدُ حَسّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا دَافَعَ عَنْ نَبِيّهِ”، وَسُرّ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمَئِذٍ وَالْمُسْلِمُونَ بِمَقَامِ ثَابِتٍ وَشِعْرِ حَسّانَ. وَخَلا الْوَفْدُ بَعْضُهُمْ إلَى بَعْضٍ فَقَالَ قَائِلٌ: تَعْلَمُنّ وَاَللّهِ أَنّ هَذَا الرّجُلَ مُؤَيّدٌ مَصْنُوعٌ لَهُ، وَاَللّهِ لَخَطِيبُهُ أَخْطَبُ مِنْ خَطِيبِنَا، وَلَشَاعِرُهُمْ أَشْعَرُ مِنْ شَاعِرِنَا، وَلَهُمْ أَحْلَمُ مِنّا، وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَجْهَرِ النّاسِ صَوْتًا. وَأَنْزَلَ اللّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيّهِ فِى رَفْعِ أَصْوَاتِهِمْ - التّمِيمِيّينَ - وَيُذْكَرُ أَنّهُمْ نَادَوْا النّبِىّ ÷ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النّبِيّ} إلَى قَوْلِهِ: {أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} يَعْنِى تَمِيمًا حِينَ نَادَوْا النّبِىّ ÷.

وَكَانَ ثَابِتٌ حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لا يَرْفَعُ صَوْتَهُ عِنْدَ النّبِىّ ÷ فَرَدّ رَسُولُ اللّهِ السّبْىَ وَالأَسْرَى، وَقَامَ عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ يَوْمَئِذٍ يَهْجُو قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ، كَانَا جَمِيعًا فِى الْوَفْدِ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ أَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزَ. وَكَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ إذَا قَدِمَ عَلَيْهِ وَيُفَضّلُ بَيْنَهُمْ فِى الْعَطِيّةِ عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى...إلخ

 

قَالَ: حَدّثَنِى رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شَيْخٍ أَخْبَرَهُ أَنّ امْرَأَةً مِنْ بَنِى النّجّارِ، قَالَتْ: أَنَا أَنْظُرُ إلَى الْوَفْدِ يَوْمَئِذٍ يَأْخُذُونَ جَوَائِزَهُمْ عِنْدَ بِلالٍ اثْنَتَىْ عَشْرَةَ أُوقِيّةً وَنَشّ. قَالَتْ: وَقَدْ رَأَيْت غُلامًا أَعْطَاهُ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ أَعْطَى خَمْسَ أَوَاقِىّ. قُلْت: وَمَا النّشّ؟ قَالَتْ: نِصْفُ أُوقِيّةٍ.

 

شواهد من كتب الحديث

 

روى الترمذي في سننه:

 

3267 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب في قوله { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } قال فقام رجل فقال يا رسول الله إن حمدي زين وإن ذمي شين فقال النبي صلى الله عليه و سلم ذاك الله قال هذا حديث حسن غريب

 

إسناده صحيح، ورواه النسائي في "الكبرى" (11515)

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

27203 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ فَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ: ذَاكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

 

15991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ: " ذَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "

 

إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو سلمة بن عبد الرحمن- وهو ابن عوف القرشي- لم يثبت سماعه من الأقرع بن حابس، فقد نقل الحافظ في "الإصابة" - في ترجمة الأقرع- عن ابن منده قوله: رُوي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلاً، وهو الأصح، قال الحافظ: وكذا رواه الروياني من طريق عمرر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلاً، ووقع في رواية جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر. قلنا: وسيأتي مرسلاً أيضاً في الرواية 6/394. وقال الحافظ في "التعجيل": ورواية أبي سلمة عن الأقرع منقطعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1178) ، والطبراني في "الكبير" (878) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1033) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/130 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/108، وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجال الصحيح إن كان أبو سلمة سمع من الأقرع، وإلا فهو مرسل كإسناد أحمد الآخر. وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند الترمذي (3267) ، والنسائي في "الكبرى" (11515) ، وابن جرير 26/121، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/296 وفيه عن البراء بن عازب في قوله: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) [الحجرات: 4] ، قال: فقام رجل، فقال: يا رسول الله، إن حمدي زين، وإن ذمي شين. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذاك الله". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

 

ما يمكننا التعليق به هو تعاطف بني تميم الأقارب أو الأصهار لبني كعب من خزاعة، تعاطفًا غريزيًّا بديهيًّا، لما وجدوا من يأتي ليأخذ مواشيهم وأغنامهم من بلادهم كزكاة كاملة مصادرة كضريبة تذهب كلها للمدينة يثرب، بدلًا من توزيع تلك الخيرات والصدقات على الأولى بها من فقراء خزاعة نفسها، الأمر كان بحسن نية منهم فقط، ونلاحظ أن خزاعة فعلت فعل من لا يكره فعل المدافع عنهم في قرارة نفسه، وإن تظاهروا بالرفض خوفًا من قوة محمد العسكرية، ما قام به محمد هو الرد بجريمة وغارة من غاراته للنهب والسبي، ولما جاءه وفد بني تميم ووجدوا النساء والأطفال في الأقفاص يبكون ويستغيثون بقومهم ضجوا وصاحوا منادين محمدًا في رد فعل إنساني متعاطف طيب، لكن كأنما لا يدرك ولا يشعر ولا يهتم بالظرف الإنساني المأساوي الذي تسبب به باستعباد وخطف النساء والأطفال، كل ما اهتم به هو كيف يصيحون بصوت عالٍ منادين لي من خارج حجرات نسائي؟! أنا ذو المقام الرفيع المعتبر عند أتباعي الكثيرين المخدوعين نبيًّا؟! وصاغ لذلك آية في سورة الحجرات.

 

...... كل هذا التكبر والغطرسة، لدرجة وضع نص ديني يوافق أناه المتضخمة وعنجهيته. .....

 

ولما كانت قبيلة تميم كبيرة وإغراؤها وجذبها أقضل بقوته  وكونه منتصرًا مما يجعل البدائيين ذوي الفكر البدائي المتبعين لدين الغالب والأقوى يعتقدون أنه منصور من قوة عليا غيبية، اتبع أسلوب العفو ليضم قوة قبيلة تميم الكبيرة كثيرة العدد إليه، يكفي لنعلم مقدار تلك القوة العددية أن نقرأ المثل الدارج (الناس بنو تميم) يعني أكثرهم، ولاحقًا نرى في العصر الحديث سيادة شيء من لهجة تميم في الكثير من لهجات شبه الجزيرة العربية والعراق وهي لغة الكشكشة، أي إبدالهم الكاف شينًا، كقولك سمش بدلًا من سمك. وذكر الواقدي أنه ترك ورد لهم نساهم وأطفالهم، أما ابن إسحاق فقال أنه دفَّع بعضهم فدية مادية وعفى عن آخرين منهم:

 

فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فأعتق بعضاً، وأفدَى بعضا

 

في النهاية نلاحظ فخر وتباهي خطيب وشاعر المسلمين بأنهم يكرهون الناس على دين محمد ويقتلون من لا يتبعه بأسلوب الإجبار والإكراه والإرهاب.

 

وما أحسن قول الأقرع بن حابس لمحمد حسب البخاري:

 

3516 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الحَجِيجِ، مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةَ - ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ شَكَّ - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ، - وَأَحْسِبُهُ - وَجُهَيْنَةُ، خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَأَسَدٍ، وَغَطَفَانَ خَابُوا وَخَسِرُوا» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَخَيْرٌ مِنْهُمْ»

 

ورواه مسلم 2522 وابن أبي شيبة 33145 وأحمد بن حنبل 20423 والطيالسي (861) ، والبخاري (6635)، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 52، وابن حبان (7290) ، والبغوي (3854)

 

لقد أصاب الرجل قلب الحقيقة ولبها، فقد استقوى محمد وصنع جيوشًا من الغوغاء والجهّال وقادهم للنهب والاقتحام والاحتلال والتقتيل، بدلًا من حركة تنويرية عظيمة كسقراط أو ﭬولتير أو روسو أو توماس باين أو سيد القمني ونصر حامد أبو زيد.

شواهد أخرى من كتب الحديث على وفد بني تميم:

 

روى البخاري:

 

4367 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُمْ: «أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرِ القَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلاَفِي، قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا} [الحجرات: 1] حَتَّى انْقَضَتْ

 

4845 - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " كَادَ الخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ - قَالَ نَافِعٌ لاَ أَحْفَظُ اسْمَهُ - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلاَفِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2] " الآيَةَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: «فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ»

 

7302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَادَ الخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيِّ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِغَيْرِهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلاَفِي، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} [الحجرات: 3]، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، إِذَا حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ

 

4365 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ

 

4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لاَ أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلاَثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ: «هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ» وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: «أَعْتِقِيهَا، فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ»، وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ، فَقَالَ: " هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ، أَوْ: قَوْمِي "

 

وقال الطبري:

 

القول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) }

يعني تعالى ذكره بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : يا أيها الذين أقرّوا بوحدانية الله، وبنبوّة نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) يقول: لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم، قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله وأمر رسوله، محكيّ عن العرب فلان يقدّم بين يدي إمامه، بمعنى يعجل بالأمر والنهي دونه.

 

... حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) ... الآية قال: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تفتاتوا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه.

 

... حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله جلّ ثناؤه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: لا تقطعوا الأمر دون الله ورسوله.

 

... القول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) }

يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت رسول الله تتجهموه بالكلام، وتغلظون له في الخطاب (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) يقول: ولا تنادوه كما ينادي بعضكم بعضا: يا محمد، يا محمد، يا نبيّ الله، يا نبيّ الله، يا رسول الله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

 

هل الله أم محمد هو الشاعر بالعظمة والبارانويا (جنون العظمة وعقدة الاضطهاد)، بحيث يطالب الآخرين بتبجيله والتحدث عند حضورهم عنده كأنهم عند ملك عظيم وامبراطور، فيما هو يقوم بخطف نساء وأطفال الناس ونهب أموالهم؟! {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)} أي إلهٍ مزعوم كان سينزل للبشر سخافات كهذه، ليقرؤوها لآلاف السنين من السذج المغفلين منهم بعد موت مؤلفها المتكبر المتغطرس البارنوي منذ أكثر من 1400 عام؟!

 

5 المائدة

 

{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)}

 

قال ابن كثير في تفسيره:

 

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا المسيَّب بْنُ واضح، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سُفْيَانَ عَنْ خَصِيفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَقَدُوا قَطِيفَةً يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالُوا: لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أَيْ: يَخُونَ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا خصِيف، حَدَّثَنَا مِقْسَم حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} نَزَلَتْ فِي قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ فُقدت يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَخَذَهَا قَالَ فَأَكْثَرُوا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}

وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَالتِّرْمِذِيُّ جَمِيعًا، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، بِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ خَصِيف، عَنْ مِقْسَم -يَعْنِي مُرْسَلًا (1) .

وَرَوَى ابْنُ مَرْدُويه مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اتَّهَمَ الْمُنَافِقُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ فُقِد، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}

وَقَدْ وَرُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوُ مَا تَقَدَّمَ. وَهَذَا تَبْرِئَةٌ لَهُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، عَنْ جَمِيعِ وُجُوهِ الْخِيَانَةِ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَقَسْمِ الْغَنِيمَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

 

(1) تفسير الطبري (7/348) وسنن أبي داود برقم (3977) وسنن الترمذي برقم (3009) .

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11174- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ النَّرْسِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ الزوزنيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَزيديُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ لَهُ أَنْ يَغُلَّ وَلَهُ أَنْ يُقْتَلَ ، قَالَ اللَّهُ : {وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ} وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ اتَّهَمُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}.

 

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5313)، وفي "الصغير" (803)، ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" ص 84، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/ 372 عن محمد بن أحمد بن يزيد النرسي، عن أبي عمر حفص ابن عمر الدُّوري، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس. وهذا سند رجاله ثقات.

 

11942 - حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى ثنا صاعقة ثنا عبد الوهاب الخفاف ثنا هارون بن موسى عن الزبير بن الخريت عن عكرمة عن ابن عباس : { ما كان لنبي أن يغل } يقول : أن يتهمه أصحابه

 

هذا الحديث ساقط من بعض النسخ المطبوعة للمعجم الكبير، وقد ورد كذلك في كتاب (المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما) برقم 402، وقال عنه شعيب الأرنؤوط ومحمد كامل قرة في تحقيقهما لسنن أبي داوود عند هامش حديث رقم 3971: ورجاله ثقات أيضاً.

 

12028- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ خُصَيْفٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ يَوْمَ بَدْرٍ {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} فِي قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ فُقِدَتْ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}.

 

صحيح لغيره وخصيف ضعيف.

 

وروى البزار كما في كشف الأستار للهيثمي:

 

2197- حَدَّثَنا محمد بن عبد الرحيم ، حَدَّثَنا عبد الوهاب بن عطاء ، حَدَّثَنا هارون القارىء عن الزبير بن الخريت ، عَن عِكرمَة ، عَن ابن عباس : {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} ، قال : ما كان لنبي أن يتهمه أصحابه.

 

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجاله رجال الصحيح.

 

وروى أبو داوود:

3971 - حدَّثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا عبدُ الواحِدِ بن زياد، حدَّثنا خُصَيفٌ، حدَّثنا مِقسَمٌ مولى ابنِ عباسِ، قال: قال ابنُ عبَّاسِ: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران:161] في قطيفةٍ حمراءَ فُقِدَتْ يومَ بدرٍ، فقال بعضُ الناسِ: لعلَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - أخذها، فأنزلَ اللهُ عزَ وجلَّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} إلى آخر الآية.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف خُصيف -وهو ابن عبد الرحمن- لكن روي الحديث بنحوه من طريقين آخرين [عند الطبراني] يصح بهما إن شاء الله.

وأخرجه الترمذي (3255) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب.

وهو في "شرح مشكل الآثار" (5601) و (5602).

 

وجاء في المغازي للواقدي في سياق معركة بدر:

 

وكَانَتْ الإِبِلُ الّتِى أَصَابُوا يَوْمَئِذٍ مِائَةَ بَعِيرٍ وَخَمْسِينَ بَعِيرًا، وَكَانَ مَعَهُمْ أَدَمٌ كَثِيرٌ حَمَلُوهُ لِلتّجَارَةِ فَغَنِمَهُ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَتْ يَوْمَئِذٍ فِيمَا أَصَابُوا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ، فَقَالَ: بَعْضُهُمْ مَا لَنَا لا نَرَى الْقَطِيفَةَ؟ مَا نَرَى رَسُولَ اللّهِ إلاّ أَخَذَهَا. فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: {وَمَا كَانَ لِنَبِىّ أَنْ يَغُلّ} إلَى آخِرِ الآيَةِ. وَجَاءَ رَجُلٌ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ فُلانًا غَلّ قَطِيفَةً، فَسَأَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ الرّجُلَ، فَقَالَ: لَمْ أَفْعَلْ يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ الدّالّ: يَا رَسُولَ اللّهِ احْفِرُوا هَاهُنَا. فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فَحَفَرُوا هُنَاكَ فَاسْتُخْرِجَتْ الْقَطِيفَةُ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللّه، اسْتَغْفِرْ لِفُلانٍ مَرّتَيْنِ أَوْ مِرَارًا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: دَعُونَا مِنْ آتِى جُرْمٍ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سخافة بعض الأحاديث

 

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)} الجنّ

 

واضح من النص أنه يعني أن وثنيي مكة لما بدأ محمد دعوته التوحيدية الدينية تهجموا عليه وهاجموه، وقال الطبري:

 

وقوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) يقول: وأنه لما قام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله يقول: " لا إله إلا الله" (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) يقول: كادوا يكونون على محمد جماعات بعضها فوق بعض، واحدها لبدة، وفيها لغتان: كسر اللام لِبدة، ومن كسرها جمعها لِبَد؛ وضم اللام لُبدة، ومن ضمها جمعها لُبَد بضم اللام، أو لابِد؛ ومن جمع لابد قال: لُبَّدًا، مثل راكع وركعا، وقراء الأمصار على كسر اللام من لِبَد، غير ابن مُحَيْصِن فإنه كان يضمها، وهما بمعنى واحد، غير أن القراءة التي عليها قرّاء الأمصار أحبّ إليّ، والعرب تدعو الجراد الكثير الذي قد ركب بعضه بعضًا لُبْدَةً؛ ومنه قول عبد مناف بن ربعيّ الهذلي:

صَابُوا بسِتَّةِ أبْياتٍ وأرْبَعَةٍ حتى كأنَّ عليهِمْ جابِيًا لُبَدَا

والجابي: الجراد الذي يجبي كل شيء يأكله.

 

.... وقال آخرون: بل ذلك من خبر الله الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم لعلمه أن الإنس والجنّ تظاهروا عليه، ليُبطلوا الحقّ الذي جاءهم به، فأبى الله إلا إتمامه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: تلبدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى الله إلا أن ينصره ويمضيه، ويظهره على من ناوأه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (لِبَدًا) قال: لما قام النبيّ صلى الله عليه وسلم تلبَّدت الجنّ والإنس، فحرصوا على أن يطفئوا هذا النور الذي أنزله الله.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: تظاهروا عليه بعضهم على بعض، تظاهروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قال هذا القول فتح الألف من قوله "وأنه".

وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: ذلك خبر من الله عن أن رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لما قام يدعوه كادت العرب تكون عليه جميعا في إطفاء نور الله.

وإنما قلنا ذلك أولى التأويلات بالصواب لأن قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) عقيب قوله: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) وذلك من خبر الله فكذلك قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) وأخرى أنه تعالى ذكره أتبع ذلك قوله: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) فمعلوم أن الذي يتبع ذلك الخبر عما لقي المأمور بأن لا يدعو مع الله أحدا في ذلك، لا الخبر عن كثرة إجابة المدعوين وسرعتهم إلى الإجابة.

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) قال: لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا إله إلا الله" ويدعو الناس إلى ربهم كادت العرب تكون عليه جميعا.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل، عن سعيد بن جُبير في قوله: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: تراكبوا عليه.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن جبير (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: بعضهم على بعض.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) يقول: أعوانا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: جميعًا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: جميعا.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) واللبد: الشيء الذي بعضه فوق بعض.

 

وبصرف النظر عن ذكر تفسير الطبري لتحالف وتآمر الجن (كائنات خرافية لا وجود لها) على محمد ودعوته كذلك، فلا ينكِر منكرٌ أن عرب شبه الجزيرة والمكيين منهم عارضوا بشدة دعوة محمد واضطهدوه واضطهدوا أتباعه، وأنه حاز نشرها بين العرب بجهد وكفاح هائل حتى نجح في هدفه.

 

لكنْ روى الترمذي تفسيرًا غير معقول لا يتسم بالانسجام مع معنى وسياق النص:

 

3323 - بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد بن حميد حدثني أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم على الجن ولا رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا مالكم ؟ قالوا حيل بيننا وبين خبر السموات وأرسلت علينا الشهب فقالوا ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا أمر حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ؟ قال فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا إلى نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء قال فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا ياقومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله على نبيه { قل أوحي إلي أنه استمع } وإنما أوحي إليه قول الجن قال وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال قول الجن لقومهم { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } قال لما رأوه يصلي وأصحابه يصلون بصلاته فيسجدون بسجوده قال فعجبوا من طواعية أصحابه له قالوا لقومهم { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا }

 قال هذا حديث حسن صحيح

 

قال الألباني: صحيح

 

ورواه أحمد:

 

2431 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] ، قَالَ: " لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا "

 

صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ، ومَنْ فوقه ثقات مِن رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاحُ بنُ عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن أبي وحشية.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3323) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبري 29/118 من طريق أبي مسلم، كلاهما عن أبي عَوانة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرج الحاكم 2/504 من طريق أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرني مغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي-، عن أبي معشر -وهو زياد بنُ كليب-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (كادوا يكونون عليه لِبَداً) ، قال: كانوا يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، يعني الجن! وصحح إسناده ووافقه الذهبي.

وأخرج ابن جرير الطبري 29/118 عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن زياد، عن سعيد بن جبير في قوله: (وأنه لما قام عبدُ الله...) الآية، قال: كان أصحابُ نبيَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتمون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده. ابن حميد -وهو محمد بن حميد الرازي- ضعيف، لكن خبره هذا يؤيده حديث أبي عوانة. وانظر ما تقدم برقم (2271) .

اللبْد: كل شعر أو صوف متلبد، واللبَد: بعضهم على بعض.

قال السندي: قوله: قالوا: أنه لما قام عبدُ الله... الخ، يريد أنه من كلام الجن لقومهم، وضمير "يكونون" للصحابة لا للجن، والله تعالى أعلم.

 

وقال الطبري:

 

... وقال آخرون: بل هذا من قول النفر من الجن لمّا رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وائتمامهم به في الركوع والسجود.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن معمر، قال: ثنا أبو مسلم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قول الجنّ لقومهم: (لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: لما رأوه يصلي وأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، قال: عجبوا من طواعية أصحابه له؛ قال: فقال لقومهم لما قام عبد الله يدعوه (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) .

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن زياد، عن سعيد بن جبير، في قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) قال: كان أصحاب نبيّ الله صلى الله عليه وسلم يأتمون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ومن قال هذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس وسعيد فتح الألف من قوله: "وأنه" عطف بها على قوله: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) مفتوحة، وجاز له كسرها على الابتداء.

 

وذكر الطبري تفسيرًا أسوأ:

 

واختلف أهل التأويل في الذين عُنوُا في بقوله:: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) فقال بعضهم: عني بذلك الجنّ أنهم كادوا يركبون رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعوا القرآن.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) يقول: لما سمعوا النبيّ صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن، ودنوا منه فلم يعلم حتى أتاه الرسول، فجعل يقرئه: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ) .

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) كادوا يركبونه حرصا على ما سمعوا منه من القرآن.

قال أبو جعفر: ومن قال هذا القول جعل قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ) مما أوحي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فيكون معناه: قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجنّ، وأنه لما قام عبد الله يدعوه.

 

وذكر الحاكم في مستدركه كذلك هذا التفسير:

 

3860 - أخبرني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني جدي أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرني مغيرة عن أبي معشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما  في قوله تعالى : { كادوا يكونون عليه لبدا } قال : كانوا يركعون بركوعه ويسجدون بسجدوه يعني الجن

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

تفسير كهذا سخيف جدًّا لفَّقَه شخص لا يفهم اللغة العربية ولا سياقات النصوص، وليس معنى أن اسم وعنوان السورة (الجنّ) أن تفسَّر كلها على أساس خرافي كهذا، وهذا لا يقل سخافة عما أوردناه من حديث كتب السنة عن كشف الله عن ساقه بأسلوب التشليح كتفسير لآية {يومَ يُكشَف عن ساقٍ} وهو كلام هزليّ سخيف كذلك. وكذلك تصوير أتباع محمد حسب التفسير الآخر على أنهم بهذه الكثرة غير معقول ولم يكونوا يتجمعون بعدد كبير البتة يتجاوز أصابع اليدين تقريبًا في الفترة المكية بسبب الاضطهاد، وحسب كتب السيرة لم يكونوا قبل الهجرة يتجاوزون رقم الثلاثمئة بكثير!

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصفّ

 

لم يتمكن المسلمون بعد موت محمد من معرفة مقصده من هذا النص، لأنهم حرّموا على أنفسهم دراسة كتاب اليهود والاطلاع عليه، كتهرب من عدم الاعتراف بحاجتهم له وأن دينهم مبني عليه، وبالتناقض كانوا ينقلون من اليهود والمسيحيين ومن أسلم منهم شفويًّا، فبعضهم نقل لهم على نحو جيد متقن أساطيرهم، وآخرون تلاعبوا بهم وأعطوهم هراء نرى الكثير منه في كتب تفسير القرآن وكتب قصص الأنبياء.

 

وهنا كان محمد إما إلى خرافة نزاع قورح وبنيه مع موسى وهارون لادعائهما النبوة، أو نقد هارون ومريم لموسى لزواجه من حبشية كوشية ضمن زوجاته، أو مما جاء في الهاجادة عن اتهامه بالعلاقات الغير أخلاقية مع نساء متزوجات افتراءً عليه. عرضت ذلك كله في كتاب أصول أساطير الإسلام من الهاجادة. ولم يجد بعض فقيري العقول من أتباع محمد بعد موته سوى تأليف قصة غير معقولة كهذه، كما في البخاري:

 

3404 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ وَإِمَّا آفَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ ثُمَّ اغْتَسَلَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ فَجَعَلَ يَقُولُ ثَوْبِي حَجَرُ ثَوْبِي حَجَرُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ وَقَامَ الْحَجَرُ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}

 

ورواه أحمد:

 

(8173) 8158- وقَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا ، إِلاَّ أَنَّهُ آدَرُ قَالَ : فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ ، قَالَ : فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ يَقُولُ : ثَوْبِي حَجَرُ ، ثَوْبِي حَجَرُ . حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى ، وَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً ، أَوْ سَبْعَةً ، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (278) ، ومسلم (339) وص 1841، وأَبو عوانة 1/281، وابن حبان (6211) ، والبيهقي 1/198. ورواه أحمد من طريق الحسن برقم (9091) ، ومن طريق خلاس ومحمد بن سيرين برقم (10678) ، ومن طريق الحسن أيضاً مرسلاً برقم (10678) .

 

 

بعض المسلمين كالشيخ عبد الوهاب النجَّار من شيوخ الأزهر القدماء المتعقلنين في كتابه (قصص الأنبياء) انتقد على نحوٍ لاذع هذه القصة، وفي هامش كتابه نقاشه مع شيوخ الأزهر الآخرين المحافظين بحيث تضمن اختلافهم معه ونقاشاتهم، فقد قال أن الأدرة (انتفاخ الخصية) من عدمه لا علاقة لها بوظيفة النبوة والرسالة، وما معناه أن تبرئة موسى بطريقة كهذه هي فضيحة في حد ذاتها، حجر يجري بثوب، وموسى يجري وراءه ببلاهة عاريًا، تصورات غير منطقية وخرافية بلهاء، كانت ستثير غثيان محمد نفسه. وما وجه المعجزة والغرابة في وجود آثار في حجر من ضرب أحدهم عليه؟! وأنا شخصيًّا أعتبره من منكرات أحاديث البخاري وأسخفها. ولا أدل على ذلك أن الطبري وابن كثير في تفسيريهما لم يذكرا هذه السخافة واستبعدوها تمامًا. إن القرآنيين ومتعقلني السنة اليوم وبعض الناقدين الشيعة اليوم وقبلهم المعتزلة في الزمن القديم كابن النظام أصابوا حينما وصفوا أبا هريرة بأنه فقير العقلية ومنتحل للكثير من الأحاديث عن محمد. فهل نعتبر هذه قصة لرجل قالها في خرف شيخوخته، أم من الأدبيات الجنسية عن المثلية الجنسية للإثارة؟!

 

خرافة طواف سليمان على نسائه

 

روى البخاري:

 

6639 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُلَيْمَانُ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ

 

ورواه أحمد 7137 و10580 ومسلم 1654

 

قصة تخلو من أدنى منطق، فأي رجل إنسان هذا الذي يمكنه معاشرة كل هذا العدد من النساء الإناث في يوم وليلة واحدة؟! هذا مستحيل بيولوجيًّا، ومن قال أن من لا يقول كلامًا دينيًّا مثل إن شاء الله لا يحصل على نسل، لو كان ذلك صحيحًا لصارت وسيلة جيدة لمنع الحمل بدلا من الأدوية! وكما شرحت في بحث الهاجادة فهذه قصة سخيفة قيلت للتهرب من تلميح القرآن لأسطورة تنكر الشيطان على شكل سليمان، لأنهم شعروا أنها تمثل معضلة لاهوتية وشبهة تشكيك، ولكني ذكرت هناك أن البخاري في صحيحه من كلامه في التفسير والطبري وغيرهما  فسروا النص القرآني {ألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب} بالقصة الهاجادية اليهودية.

 

روى عبد الرزاق:

 

9753 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك

 

وقال البخاري في صحيحه قبل 3423:

 

{الْجِيَادُ} السِّرَاعُ {جَسَدًا} شَيْطَانًا

 

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} القلم

 

لم يكن مقصود القرآن سوى الكناية عن الأمر الشديد المهول، حسب تصوره الأخروي ليوم القيامة الخرافي، يقول الطبري في تفسيره:

 

قول تعالى ذكره (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أُسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال: هو يوم حرب وشدّة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال: عن أمر عظيم كقول الشاعر:

وقامَتِ الحَرْبُ بنا على ساقٍ

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) يقول: حين يكشف الأمر، وتبدو الأعمال، وكشفه: دخول الآخرة وكشف الأمر عنه.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس، قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.

 

الأولون كانوا عربًا أصيلين لم يختلطوا بشعوب أخرى ولم يفقدوا الفهم والذوق والحس اللغوي والأدبيّ العربيّ، لكن اللاحقين المولَّدين كانوا بعضهم مستعرِبين من أصل فارسيّ وبعضهم من نسل مختلط، وهكذا لا نفهم كيف قبل البخاري وغيره حديثًا بغاية الحماقة من أحمق ما لا يفهم اللاهوتيات ولا اللغة، بحيث يقول البخاري في تفسيرها هكذا:

 

4919 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا

 

7439 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا قُلْنَا لَا قَالَ فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ثُمَّ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا قَالَ فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ السَّاقُ فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا ...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 183 ] وحدثني سويد بن سعيد قال حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير بن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح بن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ول فيقال لهم ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا...إلخ

 

ورواه أحمد بن حنبل (11127) 11144 وابن أبي عاصم في "السنة" (457) و(458) و(634) و(635)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص173-174، 307-، وأبو عوانة 1/166-169، وابن منده في "الإيمان" (818)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص310، وابن حبان (7377) ، والآجري في "الشريعة" ص260، واللالكائي (818) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص344)، وابن منده في "الإيمان" (816) و (817) ، والحاكم في "المستدرك" 4/ 582-584، والبيهقي في "مستدركات البعث" (252).

 

فأي تجسيد وأي بلاهة، إله يكشف عن ساقه؟! للإغراء مثلًا؟! أذكر فلمًا أجنبيًّا لرجل مسافر ترك بيت أولاده بحثًا عن شاب من أولاده مفقود، فقابل ليلًا سيدة كبيرة السن أربعينية جالسة على باب بيت تعمل بالدعارة فقالت له: "هل تريد أن ترى ساقي؟" فرد العجوز بحس دعابة وسخرية: "هل ترديني رؤية الخاصة بي؟" Do you want to see mine?، بلا شكَّ ليس محمدٌ هو ما قال مثل هذه البلاهات لأن مستوى ذكائه أعلى من ذلك، هذه مقولات شخص محدود الذكاء والتفكير والعلم باللغة والتصوّرات.

 

وروى البخاري:

 

7449 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اخْتَصَمَتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا فَقَالَتْ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَقَالَتْ النَّارُ يَعْنِي أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا قَالَ فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَ { تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } ثَلَاثًا حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ

 

ورواه مسلم:

 

 

[ 2846 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض

 

ورواه أحمد 7718

 

ابن كثير من علماء السنة لم يذكر في موضع هذه الآية في تفسيره لها هذا الحديث الأسبق الممجوج المنتقَد، أما الشيعة فرفضوا هذا الرأي على يد علمائهم تمامًا، ففي بحار الأنوار ج4:

 

كتاب التوحيد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن أخيه الحسين ،  عن أبيه سيف بن عميرة النخعي ، عن خثيمة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز  وجل : " كل شئ هالك إلا وجهه " قال : دينه وكان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام  دين الله ووجهه وعينه في عباده ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده على خلقه ، ونحن وجه الله  الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية . قلت : وما الروية ؟ قال : الحاجة ،  فإذا لم يكن الله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب .  بيان : قال الجوهري : لنا قبلك روية أي حاجة . انتهى . وحاجة الله مجاز عن علم  الخير والصلاح فيهم . 

 

أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد  ابن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل : " يوم يكشف عن ساق " قال :  تبارك الجبار - ثم أشار إلى ساقة فكشف عنها الازار - قال : " ويدعون إلى السجود  فلا يستطيعون " قال : أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب  الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم الذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون .  قال الصدوق رحمه الله : قوله عليه السلام : تبارك الجبار - وأشار إلى ساقه فكشف عنها  الازار - يعني به تبارك الجبار أن يوصف بالساق الذي هذه صفته .  بيان : أفحمته : أسكتته في خصومة أو غيرها.

 

ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الحسين  ابن موسى ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل :  " يوم يكشف عن ساق " قال : - كشف إزاره عن ساقه ويده الاخرى على رأسه - فقال : سبحان  ربي الاعلى .  قال الصدوق : معنى قوله : سبحان ربي الاعلى تنزيه لله عز وجل عن أن يكون  له ساق .

 

.... واعلم أن المفسرين ذكروا في  تأويل هذه الاية وجوها :  الاول : أن المراد : يوم يشتد الامر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل في ذلك :  وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب ، قال حاتم :  إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا  الثاني : أن المعنى يوم يكشف عن أصل الامر وحقيقته بحيث يصير عيانا ، مستعار  من ساق الشجر وساق الانسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم . ....

 

وعند مذهب الإباضية في مسند الربيع بن حبيب العماني الإباضي ورد التالي:

 

بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}

878) ... قَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ: رُوِيَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا لَمْ أَرَ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا يَعْنِي التَّشْبِيهَ الذِي ذَكَرُوا، وَإِنَّمَا يَعْنِي يُكْشَفُ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ. وَقَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ: لَوْ عَلِمْتُ مَنْ قَالَ هَذَا التَّشْبِيهَ لَفَعَلْتُ بِهِ وَفَعَلْتُ، وَقَالَ عليُّ بْنُ عَاصِمٍ: هُوَ الْحَقُّ، فَأَعْجَبَهُ قَوْلُ سَعِيدٍ وَأَنْكَرَ رِوَايَةَ الآخَرِينَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الأَوَّلِ: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ، أَيْ عَلَى شِدَّةٍ؟. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَلاَ تَرَى أَنَّ الْحَرْبَ إِذَا اشْتَدَّتْ قَالُوا: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ؟. قَالَ الشَّاعِرُ:

قَوْمِي بَنُو قَيْسٍ إِذَا شَمَّرَتْ ... ... حَرْبٌ وَأَبْدَتْ سَاقَهَا لَقَحَتْ

وَقَالَ الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ يُكْشَفُ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ.

 

845) ... قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَائِنٌ قَبْلَ السَّاعَةِ زَمَانٌ أَهْلُهُ الْجَهَلَةُ، عُلَمَاؤُهُمُ السُّفَهَاءُ، وَأُمَرَاؤُهُمُ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَقُرَّاؤُهُمُ الْمُتَصَنِّعُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضَعُ الشَّيْطَانُ مَصَائِدَهُ، إِذَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ شَبَّهُوهُ بِالْمَخْلُوقِينَ، يَأْتُونَ بِرِوَايَاتٍ فَيَذْكُرُونَ أَنَّهَا عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَحُدُّونَ اللَّهَ حَدًّا، يَصِفُونَهُ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ تِلْكَ الْفِتْنَةَ وَلاَ فِتْنَةَ أَضَرُّ مِنْهَا، فَاعْتَصِمُوا مِنْهَا بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ فِيهِ النُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَالْبَيَانَ مِنَ الشُّبْهَةِ، وَالنَّجَاةَ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَفِيهِ الْهُدَى مِنَ الضَّلاَلَةِ.

 

تحريم تناول تمرتين مع بعضهما عند زيارة شخص على مائدته

 

روى البخاري:


2489 - حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ

 

2490 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ قَالَ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ لَا تَقْرُنُوا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْإِقْرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2045 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت جبلة بن سحيم قال كان بن الزبير يرزقنا التمر قال وقد كان أصاب الناس يومئذ جهد وكنا نأكل فيمر علينا بن عمر ونحن نأكل فيقول لا تقارنوا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه قال شعبة لا أرى هذه الكلمة إلا من كلمة بن عمر يعني الاستئذان

 

 [ 2045 ] وحدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد وليس في حديثهما قول شعبة ولا قوله وقد كان أصاب الناس يومئذ جهد

 

وعند الشيعة:

 

ما وصل الينا من أخبار علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام بغير رواية الحميري ، نقلناها مجتمعة لما بينها وبين أخبار الحميرى من اختلاف يسير ، وفرّقنا ماورد برواية الحميرى على الابواب 1 - أخبرنا أحمدبن موسى بن جعفربن أبي العباس قال : حدثنا أبوجعفر ابن يزيدبن النضر الخراساني من كتابه في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمربن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن علي بن جعفربن محمد ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال : سألت أبي جعفربن محمد عن...إلخ.......وسألته عن الاقران بين التين والتمرو سائر الفواكه أيصلح ؟ قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الاقران ، فإن كنت وحدك فكل ما أحببت ، وإن كنت مع قوم فلا تقرن إلا بإذنهم. ....إلخ

 

دعائم الإسلام: عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه نهى عن القران بين التمرتين في فم وعن ساير الفاكهة كذلك.
قال أبو جعفر عليه السلام : إنما ذلك إذا كان مع الناس في طعام مشترك ، فأما من أكل وحده فليأكل كيف أحب .

 

المحاسن : عن عثمان بن عيسى ، عن أبى أيوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : شيئان يؤكلان باليدين : العنب والرمان.
- ومنه قال : روي عن عيسى بن عبدالرحمن ، عن أببيه قال : دخل أبوعكاشة بن محصن الاسدى على أبى جعفر عليه السلام فكان أبوعبدالله عليه السلام قائما عنده ، فقدم إليه عنبا فقال : حبة حبة يأكل الشيخ الكبير أو الصبى الصغير ، وثلاثة وأربعة من يظن أنه لايشبع ، فكله حبتين حبتين فانه يستحب ونروي أن الثمار إذا أدركت ففيها الشفاء لقوله عزوجل " كلوامن ثمرة إذا أثمر" .

 

مكارم الأخلاق : كان النبى صلى الله عليه وآله ربما أكل العنب حبة حبة وكان صلى الله عليه وآله ربما أكله خرطا حتى نرى رواله على لحيته كتحدر اللؤلؤ ، والروال الماء الذى يخرج من تحت القشر

 

علل الشرائع: عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقى ، عن موسى بن القاسم البجلى ، عن على بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : سألته عن القران بين التين والتمر وساير الفواكه ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن القران ، فان كنت وحدك فكل كيف أحببت ، وإن كنت مع قوم مسلمين فلا تقرن.

 

المحاسن : عن أبى القاسم ، عن اسماعيل بن همام عن على بن جعفر مثله .

ومنه : عن بعض أصحابه ، عن محمد بن المثنى أو غيره رفعه قال : إذا آكلت احدا فاردت ان تقرن فأعلمه بذلك .

 

الفردوس : عن على عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلوا العنب حبة حبة ، فانه أهنأ وأمرأء : ومن ابن عباس قال : من أكل من الفواكة وترا لم تضره .

 

قبل الفتوحات والنهب، وقبل هجرات الكثير منهم إلى مصر والشام ودول المغرب لم يكونوا  يعرفون القمح تقريبًا في خبزهم، وكان خبز الشعير عندهم شحيحًا، وكان التمر بمثابة غذاء وخبز مهم لهم، والآن من سيهتم بتعاليم بدائية لناس بدائيين كهذه، كأكل التمر وآدابه؟!

 

البيت المعمور يعني كعبة مكة، وليس بيتًا خرافيًّا في السماء الوهمية البدائيّة

 

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)} الطور

 

واضح جدًّا أن القسم هنا هو بشيء يراه الناس العرب، والمقصود بوضوح كان كعبة مكة التي يعمُرُها ويزورها الناس من السذج من العرب الوثنيين من كل شبه جزيرة العرب قبل الإسلام، وحاليًّا من كل أقطار العالم الإسلامي لممارسة طقوس خرافية تتضمن طوافًا حول بناء حجري وتقبيل الحجر الأسود وغيرها من طقوس عديمة المعنى كالسعي بين الصفا والمروة ورمي الحجارة الصغيرة...إلخ

 

قال محمد جمال الدين القاسمي في (محاسن التأويل):

 

{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } أي : الذي يُعْمَر بكثرة غاشيته ، وهو الكعبة المعمورة بالحجاج والعمّار والطائفين والعاكفين والمجاورين . وروي أنه بيت في السماء بحيال الكعبة من الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً . والأول أظهر ، لأنه يناسب ما جاء في سورة التين من عطف { الْبَلَدِ الْأَمِينِ } على { طُورِ سِينِينَ } والقرآن يفسر بعضه بعضاً ؛ لتشابه آياته وتماثلها كثيراً ، وإن تنوعت بلاغة الأسلوب .

قال المهايميّ : أورده بعد الكتاب الذي هو الوحي ؛ لأنه محل أعظم الأعمال المقصودة منه ، ولأنه مظهر الوحي ومصدر الرحمة العامة المهداة للعالمين ؛ ولأنه أجلّ الآيات وأكبرها ، كما دل عليه آية { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } [ العنكبوت : 67 ] وآيات أخَر .

 

وقال القرطبي في تفسيره من ضمن ما قال من تفاسير:

 

وقال الحسن : البيت المعمور هو الكعبة ، البيت الحرام الذي هو معمور من الناس ، يعمره الله كل سنة بستمائة ألف ، فإن عجز الناس عن ذلك أتمه الله بالملائكة ، وهو أول بيت وضعه الله للعبادة في الأرض.

 

وأورد نفس الجملة أبو الحيان الأندلسي في تفسيره (البحر المحيط).

 

قال البيضاوي في تفسيره:

 

{والبيت المعمور} يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج و المجاورين أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص

 

وفي غرائب التفسير وعجائب التأويل للكرماني:

 

قوله : (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)

وهو بيت في السماء حيال الكعبة.

الغريب : الحسن ، هو الكعبة.

العجيب : سهل بن عبد الله ، هو قلب المؤمن وعمارته الإخلاص.

 

وفي تفسير الكشاف للزمخشري:

 

والبَيْتِ الْمَعْمُورِ: الضراح في السماء الرابعة. وعمرانه : كثرة غاشيته من الملائكة. وقيل : الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار والمجاورين

 

وفي تفسير النيسابوري:

 

والبيت المعمور ( الكعبة أو الضراح في السماء السابعة سمي معموراً لكثرة زواره من الحجاج أو الملائكة )

 

قارن هذا التفسير والفهم المعقول مع خرافات الأحاديث:

 

روى البخاري من حديث رقم 3207:

 

.... فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ.....

 

وروى مسلم من حديث 162:

 

.... ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها....

 

وخرافة البيت المعمور السماوي هذه مصدرها هاجادي حيث تصور اليهود بعد تدمير تيتُس الروميّ للهيكل أن الله قد رفع نسخة من الهيكل أو أن هناك هيكلًا مماثلً له في السماء يتقبل فيه رئيس الملائكة عند اليهود ميكائيل أي ميخائيل التسابيح والصدقات على أنها قرابين لحم مقبولة مما كان يقدمه اليهود وفق طقوسهم البدائية القديمة في هيكل القدس، هذه الخرافة طالعتها في (أساطير اليهود) للويس جينزبرج بالإنجليزية مترجمًا عن الألمانية الأصل، وقد انتقلت هذه الخرافة إلى المسلمين، لكنها كانت لها سبب عاطفي مفهوم عند اليهود، وكنت أشرت بمواضع أخرى أن إزالة معبد اليهود كان مفيدًا لديانتهم لتتطور وتترك بدائيتها مثل التحريم القديم لعمل أي معابد غير معبد القدس، وقرابين اللحم والشحم والخمر على المحرقة وفق الأسلوب القديم الذي هجرته أديان أحدث أكثر عصرية كالمسيحية والإسلام والبودية والهندوسية البراهمانية المختلفة عن الهندوسية الـﭭيدية الأقدم حيث احتوت كتب الـﭭيدا على ذكر قرابين بذلك الأسلوب وهي طقوس مهجورة إلى حد كبير في الهندوسية. وبالنسبة للإسلام فهذه خرافة منزوعة من سياق كامل اليهودية ولا معنى لها في الإسلام.

 

وخرافة البيت المعمور توجد في كتب الشيعة الاثناعشرية كذلك:

 

تفسير مجمع البيان : قال الطبرسي : البيت المعمور هو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس ومجاهد ، وروي أيضا عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا ، وعن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال : البيت المعمور في السماء الدنيا ، وفي السماء الرابعة نهر يقال له ( الحيوان ) يدخل فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس وإذا خرج انتفض انتفاضة جرت منه سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلوا فيه فيفعلون ثم لايعودون إليه أبدا ، وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : البيت الذي في السماء يقال له ( الضراح ) وهو بفناء البيت الحرام لو سقط سقط عليه ، يدخله كل يوم ألف ملك لايعودون إليه أبدا ، وقيل : البيت المعمور هو الكعبة البيت الحرام معمور بالحج والعمرة عن الحسن ، وهو أول مسجد وضع للعبادة في الارض .


1 محاسبة النفس للسيد علي بن طاوس ره نقلا من كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام لعبد العزيز الجلودي بإسناده قال : سأل ابن الكواء أميرالمؤمنين عليه السلام عن البيت المعمور والسقف المرفوع ، قال عليه السلام : ويلك ذلك الضراح بيت في السماء الرابعة حيال الكعبة من لؤلؤة واحدة ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايعودون إليه إلى يوم القيمة ، فيه كتاب أهل الجنة عن يمين الباب يكتبون أعمال أهل الجنة ، وفيه كتاب أهل النار عن يسار الباب يكتبون أعمال أهل النار بأقلام سود ، فإذا كان مقدار العشاء ارتفع الملكان فيسمعون منهماما عمل الرجل ، فذلك قوله تعالى ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ( الجاثية :28) ) .


بيان : ( فيسمعون ) أي الملائكة الذين عن يمين الباب و يساره ( منهما ) أي من الملكين الكاتبين ( هذا كتابنا ) قال الطبرسي ره : يعني ديوان الحفظة، ( ينطق عليكم بالحق ) ) أي يشهد عليكم بالحق ، والمعني : يبينه بيانا شافيا حتى كأنه ناطق ( إنا كانا نستنسخ ما كنتم تعملون ) أي نستكتب الحفظة ما كنتم تعملون في دار الدنيا ، والاستنساخ : الامر بالنسخ مثل الاستكتاب ، وقيل : المراد بالكتاب اللوح المحفوظ يهشد بما قضى فيه من خير وشر ، وعلى هذا فيكون معنى ( نستنسخ ) أن الحفظة تستنسخ الخزنة ما هو مدون عندها من أعمال العباد وهو قول ابن عباس.


2 علل الشرائع: عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : لم سمي البيت العتيق ؟ قال : إن الله عزوجل أنزل الحجر الاسود لآدم من الجنة وكان البيت درة بيضاء ، فرفعه الله إلى السماء وبقي اسه ، فهو بحيال هذا البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل ببنيان  البيت على القواعد ، وإنما سمي البيت العتيق لانه اعتق من الغرق.


3 تفسير على بن ابراهيم القمي : ( والبيت المعمور ) قال : هو في السماء الرابعة وهو ( الضراح ) يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لايعودون إليه أبدا.


4 علل الشرائع: عن علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ، عن حمدان بن الحسين عن الحسين بن الوليد ، عن أبى بكر ، عن حنان بن سدير ، عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : قلت [ له ] : لم صار الطواف سبعة أشواط ؟ قال : لان الله تبارك وتعالى قال للملائكة ( إني جاعل في الارض خليفة ) فردوا على الله تبارك وتعالى وقالوا ( ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) قال الله ( إني أعلم ما لا تعلمون ) ) وكان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلا ذوا بالعرش سبعة آلاف سنة ، فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة فجعله مثابة وأمنا ، ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابة للناس وأمنا ، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد ، لكل ألف سنة شوطا واحدا.


5 علل الشرائع : في علل ابن سنان عن الرضا عليه السلام : علة الطواف بالبيت أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة ( إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتعجل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فردوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب ، فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا ، فأحب الله عزوجل أن يتعبد بمثل ذلك العباد ، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى ( الضراح ) ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى [ البيت ] المعمور بحذاء الضراح ، ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب الله عليه فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.


6 الكفعمى والبرسى : بإسناديهما عن موسى بن جعفر عن آبائه عن أميرالمؤمنين عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : قال جبرئيل : والذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى بنى في السماء الرابعة بيتا يقال له ( البيت المعمور ) يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ويخرجون منه ولا يعودون إليه إلى يوم القيامة ( الخبر ) .

 

وفي تفسير مجمع البيان للطبرسي من التفسيرات التي أوردها قال:

 

...وقيل البيت المعمور هو الكعبة البيت الحرام معمور بالحج والعمرة عن الحسن وهو أول مسجد وضع للعبادة في الأرض

 

اليهود يحسدون المسلمين على كلمة آمين بزعم الأحاديث

 

روى البخاري في (الأدب المفرد):

 

988 - حدثنا إسحاق قال أخبرنا عبد الصمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين

 

قال الألباني: صحيح. اهـ. ورواه ابن ماجه 856

 

وروى ابن خزيمة في صحيحه:

 

574 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل - وهو ابن أبي صالح - عن أبيه عن عائشة قالت: دخل اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : السأم عليك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : وعليك فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال : السأم عليك فقال : عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك ثم دخل الثالث فقال : السأم عليك فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه و سلم بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين

 قال أبو بكر خبر ابن أبي مليكة عن عائشة في هذه القصة قد خرجته في كتاب الكبير

 

قال الأعظمي : إسناده صحيح

 

1585 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن سهيل عن أبيه عن عائشة قالت: دخل يهودي على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : السام عليك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : و عليك قالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال : السام عليك فقال : و عليك فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك ثم دخل الثالث فقال : السام عليك فلم أصبر حتى قلت : و عليك السام و غضب الله و لعنته إخوان القردة و الخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش و التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد و إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام و على آمين

 

قال الأعظمي : إسناده صحيح

 

روى أحمد:

 

25029 - حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة، قالت: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعليك " قالت: فهممت أن أتكلم، قالت: ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعليك " قالت: ثم دخل الثالثة، فقال: السام عليك، قالت: فقلت: بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه به الله ؟ قالت: فنظر إلي، فقال: " مه، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا، فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيء، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين "

 

حديث صحيح ، علي بن عاصم : وهو الواسطي ، وإن كان ضعيفاً ، قد توبع ، ومحمد بن الأشعث بن قيس : روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله ثقات ، وحصين بن عبد الرحمن : هو السلمي ، وعمر بن قيس : هو الماصر .

وأخرجه مطولاً دون قصة الجمعة والقبلة ابن خزيمة (574) و (1585) عن أبي بشر الواسطي إسحاق بن شاهين ، عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البيهقي 2 / 56 من طريق سليمان ، عن حصين ، به "أنهم حسدونا على القبلة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى الجمعة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (988) ، وابن ماجه (856) من طريق حماد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، مختصراً بلفظ : "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين" . وإسناده صحيح .

قلنا : وقد سلف في الرواية (24090) ، وسيأتي بالرواية رقم (25924) وإسناداهما صحيحان .

ويشهد للجمعة حديث أبي هريرة عند البخاري (876) ، ومسلم (855) .

 

كلام عجيب جدًّا، اليهود خاصة المعاصرين درس علماؤهم العلمانيون والمتدينون العلمانيون الإسلام دراسات وافية وهم لا يحسدون المسلمين، بل ربما كناس تخلصوا من خرافات التوراة إلى حد كبير وتشريعاتها الدموية وتعلمنوا يشفقون على المسلمين أحيانًا لما هم فيهم من تأخر، ولا يوجد لدى يهودي متدين تقليدي سبب ليحسد المسلم على كلمة آمين، لأن الكلمة توجد كذلك لدى اليهود والمسيحيين ويستعلمونها في صلواتهم، ووردت في الإنجيل ويستعملها المسيحيون عمومًا بمعنيين: استجب، أو كقول المسلمين: حقًّا!، أو هكذا فليكن. وهي أقدم من الإسلام بكثير، وكمثال:

 

(4 وأرد إلى هذا الموضع يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا وكل سبي يهوذا الذين ذهبوا إلى بابل يقول الرب لأني أكسر نير ملك بابل 5 فكلم إرميا النبي حننيا النبي أمام الكهنة وأمام كل الشعب الواقفين في بيت الرب 6  وقال إرميا النبي آمين هكذا ليصنع الرب ليقم الرب كلامك الذي تنبأتَ به فيردَّ آنية بيت الرب وكل السبي من بابل إلى هذا الموضع) إرميا 28

 

(48 مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وإلى الأبد و يقول كل الشعب آمين هللويا) المزمور 106

 

( 13 مبارك الرب إله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد آمين فآمين) المزمور 41

 

(19 ومبارك اسم مجده إلى الدهر و لتمتلئ الأرض كلها من مجده آمين ثم آمين تمت صلوات داود بن يسى) المزمور 72

 

(21 يستحلف الكاهن المرأة بحلف اللعنة ويقول الكاهن للمرأة يجعلك الرب لعنة وحلفا بين شعبك بأن يجعل الرب فخذك ساقطة وبطنك وارمًا22  ويدخل ماء اللعنة هذا في أحشائك لورم البطن ولإسقاط الفخذ فتقول المراة آمين آمين) العدد 5

 

خرافة وكلام غير منطقي عجيب، لا يوجد أتباع دين يحسدون الآخرين على دينهم، بالأحرى كل شخص مولود في أسرة على دين معين يتم غسل دماغه وحشوه بخرافاتها فيكون مقتنعًا أن دينه وخرافته هي الصحيحة ولا يستوعبون عامة بطلان كل الخرافات والأديان الخرافية، ولماذا سيحسدون المسلمين على شيء وطقس خرافي خزعبلي موجود عندهم منذ القدم، ولو أني يهودي وأعجبني الإسلام فما الداعي لأن أحسد أو أحقد، ألا يمكنني ببساطة ما دمت أعجبت أو اقتنعت به أن أتبعه وأترك اليهودية؟! مزاعم متناقضة غير منطقية لعل محمدًا أو غيره برر بها عدم اتباع أغلب وجمهور اليهود له بسبب تمسكهم بخرافتهم الدينية الخاصة بهم وبسبب ممارسة محمد العنف ضدهم ولكون ديانة محمد ليست متواصلة تواصلًا متينًا مترابطًا بدين اليهود لاختلاف مكونات ديانته بضمها عناصر من أفكار محمد وعناصر عربية وثنية قديمة وصابئية وزردشتية ومسيحية وغنوسية.

 

الله مشغول بالنظافة الشخصية لأجساد الناس

 

روى البخاري:

 

218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا مِثْلَهُ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 292 ] حدثنيه أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الواحد عن سليمان الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال وكان الآخر لا يستنزه عن البول أو من البول

 

وروى أحمد:

 

8331 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (689) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الِإسناد.

وسيأتي برقم (9033) و (9059) .

وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980) ، قال: مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول..." وهو متفق عليه.

 

نعم النظافة الشخصية في حد ذاتها سلوك جيد، لكن هل هذا الإله المزعوم الخرافي قد حل كل المشاكل من حروب ومجازر وإرهاب وفقر وجوع ومجاعات وناس وأطفال يعانون ولم يعد لديه سوى الاهتمام بالتطهر لدرجة أن معظم تعذيبه المزعوم للبشر لأجل ذلك السبب التافه، فأين ذهب السفاحون كرجال الجماعات الإرهابية الإسلامية المعاصرون وجهاديو عصر محمد الفاتحون والروم والفرس القدماء وهتلر النازي وشارون وبارك من الصهاينة وحافظ وبشار الأسد ربما وصدام حسين ورجالهم؟! أين مرتكبو مذابح التطهير العرقي البشعة في أفريقيا؟! أين المتعصبون الإرهابيون من مسلمين وهندوس على السواء في الهند؟! يبدو أنه إله سخيف مهتم بصغائر الأمور فقط. النظافة الشخصية عمومًا سلوك شخصي لا يضر الآخرين إجمالًا بل يضر من لا يهتم به فقط، هل من قواعد العدالة القانونية مثلًا أن تسجن شخصًا لأنه قذر وغير نظيف؟! هذا كلام غير معقول، وهذا هو حال الملة الإسلامية؛ انعدام المنطق تمامًا.

 

وروى البخاري:

 

6477 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ

 

6478 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْني ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2988 ] وحدثناه محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

 

أيضًا كلام لا يُعقَل، الكلام العادي واختلاف العقائد والآراء لا يستدعي تعذيب شخص تعذيبًا أبديًّا، وكما قلت في باب (مصادرة الحريات) اللاهوت الإسلامي نفسه لا يمثل قدوة صالحة جيدة للمسلمين ليحترموا حق الآخرين في حرية الاعتقاد، وهي مشكلة قائمة كذلك في اليهودية والمسيحية.

 

سخافة شعيرة الوضوء بشروطها ومبطلاتها

 

إحدى الشعائر المضحكة لمحمد، وهي مرتبطة بحالة هوس عنده بالنظافة كوسواس كما يبدو، والمفترض أنه إذا أخرج شخصٌ ريحًا يكون عليه إعادة غسل أجزائه الخارجية بوضوء جديد، ومن غير المفهوم ما علاقة الفسو أو الريح بالغسل الخارجي؟! نموذج لشعيرة من شعائر خرافية غير منطقية. كذلك لو نام الشخص نومًا حقيقيًّا يكون عليه إعادة الوضوء.

 

روى البخاري:

 

137 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَبَّادٍ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ لَا يَنْفَتِلْ أَوْ لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا

 

135 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ

 

203 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ فَاتَّبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ

 

وانظر مسلم 272 وأحمد 87 و237 و216 و343 و387.

 

وروى أحمد:

 

9313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 1/117 و220 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.

 

9355 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ، فَلَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (721) عن يحيى بن حسان، وأبو داود (177) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (362) (99) ، والترمذي (75) ، وابن خزيمة (24) و (28) ، والبيهقي 1/117 و161 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر أحمد (8369)

 

8369 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ، أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ "

 

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر ما بعده.

وسيأتي بنحوه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9355) .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/12 (11082). وعن السائب بن خباب، سيأتي 3/426 (15506). وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، سيأتي 4/39-40 (16442 و16450).

قوله: "فأبس به"، قال السندي: من الإبساس: وهو التلطُّف بالدابة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها.

 

16450 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْهُ فَقَالَ: " لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/36 (بترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 2/428، والحميدي (413) ، والبخاري (137) و (177) (2056) ، ومسلم (361) ، وأبو داود (176) ، والنسائي في "المجتبى" 1/98-99، وفي "الكبرى" (152) ، وابن ماجه (513) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3) ، وابن خزيمة (25) و (1018) ، وأبو عوانة 1/238 و267، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5100) ، والبيهقي في "السنن" 1/161 و2/254، و7/364 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعند بعضهم قُرِنَ سعيد بن المسيب بعباد بن تميم.

قلنا: وقد سلف من طريق سعيد كذلك برقم (16442) .

 

وبعض الأحاديث السالفة ظاهرة السخافة ولا شك.

روى مسلم:

 

[ 362 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

 

باب الوضوء من لحوم الإبل

 

 [ 360 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا

 

 [ 360 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك ح وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء كلهم عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي كامل عن أبي عوانة

 

لعل سبب أمره بذلك أنها كانت تعتبر نجسة في شريعة اللاويين الخرافية من توراة اليهود، ورغم اتباعه الشديد لها في أول تأسيسه لدينه، فلا شك أنه واجه ضغوطًا منعت تحريم لحوم الجمال لأنها كانت مصدرًا رئيسيًا للغذاء في البيئة الصحراوية، لصمودها في الحر وتغذيها على الصبار والشوكيات في الصحراء,

 

ما الفائدة من التسوك وتنظيف الأسنان لنفسي وأنا أحتضر

 

روى البخاري:

 

4449 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ آخُذُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقُلْتُ أُلَيِّنُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ

 

4451 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ

 

رواه أحمد 24216 و25640 و24039 و26346 و26347 والبخاري 4438 و3100

 

شيء غريب وغير منطقي، عندما أكون على وشك الموت، فلا معنى لاهتمامي بنظافة الأسنان فهذا لن يفيدني من بعد على أية حال. هذا إلى حد ما شبيه بسخرية الراحل جورج كارلين من قيام الطبيب الذي يحقن المحكوم عليه بالإعدام في بعض ولايات أمِرِكا قبل حقنه بالحقنة القاتلة بتعقيم مكان الحقن بقطنة! علام يعقم جلده وهو سيموت بالحقنة؟! نفس انعدام المنطق تقريبًا. ولو صحت قصة هذا الحديث فلعل محمدًا كما قلت في باب (هل هو خير البشر) وباب (التشريعات الشاذة)  كان مصابًا بهوس نظافة وفوبيا من الاتساخ وظل هذا ملازمًا له حتى آخر لحظات حياته واحتضاره.

 

 

 

لا يجوز التوضؤ ببقية ماء توضأ به شخص من الجنس الآخر

 

روى أحمد:

 

17863 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ الْمَرْأَةِ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب- وهو سوادة بن عاصم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.//وأخرجه البيهقي 1/191 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.//وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/24 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والطبراني في "الكبير" (3156) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، كلاهما عن شعبة، به.//وأخرجه الطحاوي 1/24، وابن قانع 1/209- 210، والطبراني (3155) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، به.//وسيأتي الحديث في مسند البصريين 5/66 عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعن محمد بن جعفر، عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني غفار، ولم يسمه. وانظر الحديث (17865) .//قال الترمذي في "العلل" 1/134 سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح.//وقال الدارقطني في "السنن" 1/53: أبو حاجب: اسمه سوادة بن عاصم واختلف فيه عنه: فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي، عنه، موقوفاً من قول الحكم غير مرفوع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعمران ثقة، وغزوان لم نجد له ترجمة.//وأورد البيهقي قول الترمذي والدارقطني هذا، ثم أخرج بإسناده عن عمران ابن حدير، عن سوادة العنزي قال: اجتمع الناس على الحكم بالمربد فنهاهم عنه. وهو بهذا الطريق عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/33-34. والبخاري في "تاريخه" 4/185.//وفي الباب عن عبد الله بن سرجس، مرفوعاً عند ابن ماجه (374) ، وأبو  يعلى (1564) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والدارقطني 1/116-117، وابن حزم في "المحلى" 1/212، والبيهقي 1/192 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس، وموقوفاً عليه عند الدارقطني 1/117 ورجَّحه، والبيهقي 1/192-193 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عنه. ولفظ المرفوع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يغتسل الرجل بفَضْل المرأة وتغتسلَ المرأة بفَضْل الرجل، ولكن يَشرَعان معاً.//وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (81) ، والنسائي 1/130، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي 1/190، ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله أو يغتسلَ الرجل بفضل المرأةِ والمرأةُ بفضل الرجل، وليغترفا جميعاً، قال ابن حجر في "بلوغ المرام" ص13: إسناده صحيح. وانظر أحمد 20655 و20657.

قلنا: وهذا الحديث يعارضه حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وأم سلمة وأم هانئ حيث رووا جواز الوضوء أو الاغتسال بفضل المرأة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3465) . وانظر الكلام في هذه المسألة "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/24- 26، و"الفتح" 1/300.

 

17865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا، لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا، أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب فقد روى له أصحاب لسنن وهو ثقة. وقد أعل بالوقف. وأخرجه البيهقي 1/191، وابن عبد البر في "الاستذكار" (1697) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

 

20655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب- وهو سوادة بن عاصم العَنَزي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وقد أعل بالوقف. وصحابي الحديث جاء مصرحاً باسمه فيما سلف برقم (17863) ، وما سيأتي برقم (20657) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/33، والترمذي في "السنن" (63) ، وفي "العلل الكبير" 1/133، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2922) ، والدارقطني 1/53، والطبراني في "الكبير" (3154) و (3157) ، والبيهقي 1/191 و191-192، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/40 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. ورواه أحمد 20657 وأخرجه المزي في ترجمة الحكم بن عمرو من "تهذيب الكمال" 7/129 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. وهو في "مسند الطيالسي" (1252) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود السجستاني (82) ، وابن ماجه (373) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/276، والترمذي (64) ، والنسائي 1/179، وابن حبان (1260) ، والدارقطني 1/53، وابن حزم في "المحلى" 1/212، والبيهقي 1/191. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه ابن ماجه.

 

هذا تشريع طقسي شاذ، فلا مشكلة في استعمال ماء توضأ من بعضه شخص من الجنس الآخر، فما الفارق لو كان المتوضئ قبله من نفس الجنس والذي أجاز الحديث وفقًا لذلك الوضوء من فضلة ماء وضوئه؟! ورغم صحة إسناد الحديث، فهناك أحاديث أُخَر صحيحة الإسناد كذلك تقول بجواز ذلك، روى أحمد:

4481- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يَتَوَضَّؤُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو أبن عليّة، وأيوب: هو ابن ابي تميمة السختياني. وأخرجه ابن خزيمة (205) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (79) ، وابن خزيمة (205) من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/190 من طريق يونس بن يزيد، عن نافع، وسيأتي برقم (5799) و (5928) و (6283) . وفى الباب عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد عند البخاري (253) ، سلف برقم (3465) . وعن أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل مع المرأة من نسائه من الإناء الواحد، عند البخاري (264) ، سيرد 3/130 و133-134. وعن عائشة عند البخاري (261) ، ومسلم (320) (45) سيرد 6/30. وعن ميمونة عند مسلم (322) سيرد 6/329.  وعن أم سلمة عند مسلم (324) .

 

3465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فقَالَ: عِلْمِي، وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ إِخْلَاءِ الْجُنُبَيْنِ جَمِيعًا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي ثم  الحوفي البصري. وأخرجه البيهقي 1/188 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.//وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1037) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (108) ، والدارقطني 1/53. ولفظ ابن خزيمة: "كان يتوضأ بفضل ميمونة". وصححه الدارقطني.//وأخرجه مسلم (323) (28) من طريق محمد بن بكر، به.//وأخرجه ابن خزيمة (108) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 1/53 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به. ولفظه عند ابن خزيمة "كان يتوضأ بفضل ميمونة".//وأخرجه أبو عوانة 1/284 من طريق حجاج، عن عمرو بن دينار، به.//وأخرجه البخاري (253) عن أبي نعيم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد. وقال يزيد بن هارون وبهز والجُدي (هو عبد الملك بن إبراهيم) ، عن شعبة: قدر صاع، وقال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نعيم.//والرواية التي أشار إليها البخاري ستأتي في مسند ميمونة 26797 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.//وسيأتي الحديث في مسند ميمونة 26802 من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وانظر (2100) .//وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم هانىء، وستأتي في "المسند" على التوالي 4481 و12105 و24014 و26498.

قوله: "عن إخلاء الجُنُبين"، قال السندي: أي: انفرادهما في الاغتسال، أي: هل يجب عليهما الانفراد، أو يجوز اجتماعهما.

 

(26797) 27333- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرٍ ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ مَيْمُونَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيان بن عيينة: فرواه أصحاب سفيان بن عيينة - كما في هذه الرواية، وما سيأتي في التخريج - عنه، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشَّعثاء جابرِ بنِ زيد، عن ابن عباس، عن ميمونة. وخالفهم أبو نُعيم الفضلُ بنُ دُكَيْن، فرواه - فيما أخرجه البخاري في "صحيحه" (253) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد، ثم قال البخاري: كان ابنُ عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نُعيم. قال الحافظ في "الفتح" 1/366: وإنما رجَّح البخاري رواية أبي نعيم جرياً على قاعدة المحدثين، لأن من جملة المرجِّحات عندهم قدم السماع، لأنه مظنة قوة حفظ الشيخ، ولروايةِ الآخرين جهةٌ أُخرى من وجوه الترجيح، وهي كونُهم أكثر عدداً وملازمةً لسفيان. قلنا: وقد خرَّج مسلم وغيره رواية الجماعة عن سفيان: فقد أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/39 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1032) ، والحميدي (309) ، وأبو عبيد في "الطهور" (151) ، وابن أبي شيبة 1/35، ومسلم (322) ، والترمذي (62) ، والنسائي في "المجتبى" 1/129، وفي "الكبرى" (238) ، وابن ماجه (377) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/698، وأبو يعلى (7080) ، وأبو عَوانة 1/284، والطبراني في "الكبير" 23/ (1031) و (1032) و24/ (33) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24014) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

 

(12105) 12129- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَابْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو ابن عتيك الأنصاري المدني، وقيل في اسمه: ابن جابر بن عتيك، وقيل: إنهما اثنان، والصواب أنهما واحد. ابن جعفر: هو محمد. وسيتكرر الحديث من طريق يحيي بن سعيد برقم (12157) .//وأخرج قصة الغسل من إناء واحد البخاري (264) ، والبيهقي 1/189 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.//وأخرجها أبو يعلى (4309) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن جبر، به.//وستأتي منفصلة من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر بالأرقام (12315)//و (12368) و (13184) و (13597) .//وفي هذا الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3465) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

روى مسلم:

 

[ 321 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه وغسل عنه بشماله حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه قالت عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان

 

وروى أحمد:

 

(24014) 24515- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ. (6/30)

 

حديث صحيح، عمر بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (321) (43) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، وابن المنذر في "الأوسط" (645) من طريق يحيى بن أبي كثير، والطبراني في "الأوسط" (1289) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ثلاثتهم عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.//وأخرجه مسلم (321) (44) وابن حبان (1202) ، والبيهقي في "السنن" 1/195 من طريق حفصة بنت عبد الرحمن، وابن خزيمة (238) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية بنت شيبة، كلتاهما (حفصة وصفية) عن عائشة، به. ورواه أحمد (24089) و (24160) و (24349) و (24599) و (24719) و (24723) و (24866) و (24915) و (24953) و (24978) و (24991) وو (25235) و (25277) و (25353) و (25369) و (25380) و (25381) و (25387) و (25389) و (25394) و (25405) و (25583) و (25593) و (25608) و (25609) و (25634) و (25764) (25925) و (25941) و (25981) (26177) و (26288) و (26405) .

 

24089 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ وَهُوَ الْفَرَقُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/38 (ترتيب السندي) ، والحميدي (159) ، وابن أبي شيبة 1/35 و65، وابن راهوية في "مسنده" (557) ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، وابن الجارود (57) ، وأبو يعلى (4546) ، وأبو عوانة 1/294-295، والبيهقي في "السنن" 1/187، وفي "معرفة السنن والأَثار" (1472) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/100 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم قول سفيان: والفرَق ثلاثة آصع.//وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/44-45- ومن طريقه مسلم (319) (40) ، وأبو داود (238) ، وابن حبان (1201) ، والبيهقي في "السنن" 1/194- والطيالسي (1438) ، والبخاري (250) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48-49، والبيهقي 1/193، والبغوي في "شرح السنة" (255) من طريق ابن أبي ذئب، وإسحاق بن راهوية (558) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، والنسائي في "المجتبى" 1/57 و127 و179، وفي "الكبرى" (73) و (231) ، وأبو عوانة 1/295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24 و2/49، وابن حبان (1108) ، والبيهقي 1/193، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101 من طريق الليث بن سعد، والدارمي (749) من طريق الأوزاعي، والدارمي أيضاً (750) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48، وتمام في "فوائده" (212) (الروض البسام) من طريق جعفر بن بُرْقان، والطبراني في "الأوسط" (1200) من طريق إسحاق ابن راشد، سمعتهم، عن الزهري، به.//وخالف إبراهيم بن سَعْد الرواة عن الزهري فيما أخرجه إسحاق ابن راهوية (959) و (1705) ، وأبو يعلى (4412) ، والطبراني في "الأوسط" (2412) ، وابن عدي في "الكامل" 1/247 ، والبيهقي في "السنن" 1/194 ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101، عنه، عن الزهري، فقال: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به. وذكر أبو زرعة الرازي - كما في "العلل" 1/61- والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 26 أن القول قول من قال عروة. وقال الحافظ في "الفتح" 1/363: ويحتمل أن يكون للزهري شيخان، فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى.//وأخرجه البخاري (263) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي في "السنن" 1/187 من طريق أبي بكر بن حفص، عن عروة، به.

 

(26498) 27031- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/35 و3/60، وابنُ ماجه (380) ، وأبو يعلى (6991) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (8071) و (914) من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، والطبراني في "الكبير" 23/ (808) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/123 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في الاغتسال. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3068) ، وأبو عوانة 1/285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25، والطبراني في "الكبير" 23/ (810) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في قبلة الصائم. وسيأتي مطولاً بالأرقام: (265661) و (26567) و (26703) من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وسيكرر برقم (26646) سنداً ومتناً. وقوله: كانت هي ورسولُ اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسلانِ من إناءٍ واحد من الجنابة: سيأتي برقم (26712) من طريق عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة عن أم سلمة، به، دون ذكر زينب في الإسناد، وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24014) . وقولها: وكان يقبّلها وهو صائم سيأتي برقمي: (26707) و (26708) من طريق أبي بكر بن المنكدر، عن أبي سلمة، به، وبرقمي: (26500) و (26719) من طريق عبد اللّه بن فرّوخ، عن أمّ سلمة، به. وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110) .

ورواه البخاري:

 

1929 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخَمِيلَةِ، إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي، فَقَالَ «مَا لَكِ أَنَفِسْتِ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي الخَمِيلَةِ

«وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ»

«وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ»

 

ومن مرويات مسلم:

 

 [ 321 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه وغسل عنه بشماله حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه قالت عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان

 

 [ 321 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثنا ليث عن يزيد عن عراك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وكانت تحت المنذر بن الزبير أن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك

 

 [ 321 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة

 

 [ 321 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني حتى أقول دع لي دع لي قالت وهما جنبان

 

 [ 322 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن عيينة قال قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي الشعثاء عن بن عباس قال أخبرتني ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد

 

 [ 323 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن حاتم قال إسحاق أخبرنا وقال بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار قال أكبر علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة

 

 [ 324 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب بنت أم سلمة حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت كانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة

 

وروى أحمد:

 

(26802) 27338- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ مَيْمُونَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَغْتَسِلَ مِنْهَا ، فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ ، أَوْ : لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ فَاغْتَسَلَ مِنْهُ.

 

حديتث صحيح، اغتسالُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضل ميمونة، سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465) . وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) . وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد اللّه النَّخَعي، وسِماك - وَهو ابن حرب - روايته عن عكرمة مضطربة.

 

2100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري يأتي عند أحمد 11119 حديث بئر بضاعة، وحسنه الترمذي، وصححه أحمد، وابن معين، وابنُ حزم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/143، وابن حبان (1241) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (2806) و (2807) و (3120) .

 

ما يدلك على تناقضات الأحاديث اللانهائية وأن كثيرًا منها ملفق ولا يخلو من الكذب، والذين رووا حديث السماح بذلك مالوا إلى التعقل والمنطق أكثر، وكذلك مع قلة المياه في عصرهم في شبه جزيرة العرب، فهم كانوا يعتمدون على الآبار الجوفية ولم يكن عندهم تحلية مياه وخزانات دول الخليج العربي للمياه لتزويد السكان كالتي توجد اليوم. وبالطبع لا توجد مشكلة طقسية ولا صحية في استعمال نفس الماء للاغتسال، لكن صحيًّا إذا لم يكن هذا بين الزوج وزوجته فقط، يعني استعمال عمومي، فقد يؤدي إلى انتقال أمراض جلدية ومعوية والتهابات عيون بسبب العدوى لاستعمال مجموعة كبيرة لنفس الماء، لكن لا علاقة لهذا لتحريم الحديث الخرافي لاستعمال الجنسين المختلفين الذكر والأنثى لنفس الماء، فهذا في حد ذاته لا ضرر فيه.

 

الأحلام كوسيلة لمعرفة صحيح الدين والطقوس والأخلاق والقرارات بزعمهم

 

روى البخاري:

 

1567 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَمَرَنِي فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَعُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي أَقِمْ عِنْدِي فَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِمَ فَقَالَ لِلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ

 

1688 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ الْمُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِهَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ الْهَدْيِ فَقَالَ فِيهَا جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ قَالَ وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُنَادِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَالَ آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ

 

رواه أحمد 2158 ومسلم 1242

 

2687 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 116 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن سليمان قال أبو بكر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة قال حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال مالي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر

 

الأحلام بوضوح هي تمنيات وغرائز ورغبات العقل الباطن اللاواعي أو النصف واعٍ ومستقل الوعي تقريبًا، فهي لا تصلح كمقياس للأخلاق أو تقييم الناس، وهناك قصة طريفة في وفيات الأعيان لابن خلكان:

 

وكان شريك يشاحن الربيع صاحب شرطة المهدي، فكان يحمل المهدي عليه، فدخل شريك يوماً على المهدي فقال له المهدي: بلغني أنك ولدت في قوصرة، قال: يا أمير المؤمنين، ولدت بخراسان والقواصر هناك عزيزة، قال: إني لأراك فاطمياً خبيثاً، قال: والله إني لأحب فاطمة، وأبا فاطمة صلى الله عليه وسلم، قال: وأنا والله أحبهما، ولكني رأيتك في منامي مصروفاً وجهك عني، وما ذاك إلا لبغضك لنا، وما أراني إلا قاتلك لأنك زنديق، قال: يا أمير المؤمنين إن الدماء لا تسفك بالأحلام، وليست رؤياك رؤيا يوسف عليه السلام؛ وأما قولك إني زنديق فإن للزنادقة علامة يعرفون بها، قال: وما هي قال: شرب الخمور والضرب بالطنبور، قال: صدقت أبا عبد الله، وأنت خير من الذي حملني عليك.

 

من يعاشر عامة المسلمين يرى عجبًا في ذلك الصدد، فهم يتصورون أن الأحلام رؤى مقدسة تحتاج تفسيرًا وليس محض عبث عقل باطن، وفي عصر حكم مرسي عن الإخوان المسلمين لمصر كان هناك عجب العجب من أحلام مزعومة عن مباركة محمد نفسه لمرسي وأنه يفتح القدس ويحررها من اليهود إلى آخر ذلك الهراء الغث.

 

تعليم هوسي بالاستتار حتى في منزلك الخاص!

 

روى أحمد:

20034 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بَهْزٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ قَالَ: " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ " . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَإِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ؟ قَالَ: " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا " . قُلْتُ فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ قَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ "

 

إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القَطّان، وإسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وبهز: هو ابن حكيم بن معاوية بن حَيدة القُشَيري. وأخرجه أبو داود (4017) ، والترمذي (2769) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/159-160 من طريق محمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى" (8972) عن عمرو بن علي، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/199 و2/225، وفي "الآداب" (716) ، وابن حجر في "التغليق" 2/159-160 من طريق أبي علي الحسن بن محمد ابن الصباح الزعفراني، وابن حجر 2/159-160 من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم وحده، به. وقرن الزعفراني بإسماعيل بن إبراهيم معاذَ بن معاذ. وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "الفتح" 1/386، وأبو داود (4017) ، وابن ماجه (1920) ، والترمذي (2794) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1381) و (1382) ، والخرائطي في "المنتقى من مكارم الأخلاق" (133) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (990) و (992) و (993) و (994) و (995) ، والحاكم 4/179-180، وأبو نعيم في "الحلية" 7/121-122، والبيهقي في "السنن الكبرى" 7/94، وفي "شعب الإيمان" (7753) ، والخطيب في "تاريخه" 3/ 261-262، والبغوي ضمن الحديث (3417) ، والحسن بن محمد البكري في "كتاب الأربعين حديثاً" ص 108، وابن حجر في "التغليق" 2/159-160 و161 من طرق عن بهز بن حكيم، به. ورواه أحمد بالأرقام (20035) و (20036) و (20040) .

 

20035 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ بَهْزٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ " . وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَرْجِهِ .

 

إسناده حسن كسابقه. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (1106) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (989) .

 

المطلوب إذن أن يستر الإنسان جسده حتى عن نفسه عندما يكون منفردًا في بيته، ربما على طريقة أكثرهم هوسًا حتى وهو يستحم أو يضاجع! أفكار هوسية تشوه وعيهم وحيواتهم واحترامهم لأجسادهم، ومفهوم العورة نفسه لديهم مغلوط فهي ليست عيبا أو عارا بل هي فقط أعضاء خاصة لا يطلع عليها وفق قواعد تنظيم المجتمع البشري إلا الشريك لجنسي أو الوالدان للرعاية والتنظيف والتحميم بالنسبة لأطفالهما. إن تصورهم أن إلهًا وهميًّا فضوليًّا يحشر نفسه بكل شيء ويطلع على الناس في كل أوضاعهم له وجود هو تصور هوسي استحواذي. وعموما بالتأكيد أي فحص وتقييم نفسي سيثبت وجود مشاكل نفس-جسمية وصورة ذهنية سيئة لدى كثير من المسلمين عن أنفسهم/أجسادهم، سواء رجالًا أو نساءً، صغارًا أو مراهقين أو بالغين راشدين.

 

محمد كمؤسس للمذهب الحرفيّ

 

روى مسلم:

 

[ 3006 ] حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري...إلخ...سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال أنا يا رسول الله قال أنزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم...إلخ

 

 [ 2595 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد

 

 [ 2595 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع قالا حدثنا حماد وهو بن زيد ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا الثقفي كلاهما عن أيوب بإسناد إسماعيل نحو حديثه إلا أن في حديث حماد قال عمران فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء وفي حديث الثقفي فقال خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة

 

 [ 2596 ] حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا يزيد يعنى بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي برزة الأسلمي قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت حل اللهم العنها قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة

 

 [ 2596 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر ح وحدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعنى بن سعيد جميعا عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وزاد في حديث المعتمر لا أيم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله أو كما قال

 

وروى أحمد:

 

19859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ نَاقَةٌ وَرْقَاءُ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختيانى، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19532) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (449) ، والبغوي في "شرح السنة" (3558) . وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (363) ، والدارمي (2677) ، ومسلم (2595) (81) ، وأبو داود (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3537) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (71) ، وابن حبان (5741) ، والطبراني 18/ (450) و (451) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الشعب" (5164) من طرق عن أيوب السختياني، به.وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8816) من طريق عمران بن حدير، وابن حبان (5740) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به. وتحرف عمران بن حدير في سنن النسائي إلى عمران بن جابر. وسيأتي برقم (19870) . وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وذكرنا شواهده هناك.

 

19870 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ " قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، يَعْنِي النَّاقَةَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/673، ومسلم (2595) (80) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (374) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (452) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (19870) .

 

9522 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/420.

وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/429 و431.

وعن عائشة أم المومنين، سيأتي 6/138.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009) ، وأبي داود (1532) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3539) ، وابن حبان (5742) .

 

24434 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَلَعَنَتْ بَعِيرًا لَهَا، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَدَّ، وَقَالَ: " لَا يَصْحَبُنِي شَيْءٌ مَلْعُونٌ ".

 

مرفوعة صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد- وهو ابن دِرْهم البصري أخو حماد بن زيد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث، وعمرو ابن مالك- وهو النكري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.

وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي.

وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي.

وسيأتي نحوه برقم (25074) وسيكرر (26210) سنداً ومتناً.

وله شاهد من حديث جابر الطويل عند مسلم (3009) وفيه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لمن لعن بعيره: "أنزل عنه، فلا تصحبنا بملعون".

وآخر من حديث أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وإسناده جيد، وقد ذكرنا تتمة شواهده هناك. ونزيد عليها: حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3622) .

قال السندي: قولها: أن يرد، أي أن يصرف إلى أهله كانه كان لغيرها، أو أن يصرف إلى حاله الأصلي، وهو أن لا يحمل عليه شيء ويترك في الصحراء.

 

منهج حرفي غير معقول، فقد جعل محمد منها تابو ومحظورًا، كان لهذه الناقة كحيوان داجن حقه في الطعام والماء، لكن لحسن حظ الناقة فالجمال يمكنها الحياة بدون اعتماد على البشر في الصحراء، لا يوجد سبب عقلاني موضوعي لإهدار مال بحجم وثمن جمل (ناقة أنثى) لأجل خرافات وكلام.

 

مثال آخر لحرفية محمد والتشدد والرقابة على الألفاظ والكلام بصورة شمولية متعسفة ومتهوسة

 

19608 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَمَّنْ سَمِعَ حِطَّانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيَّ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: قُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي: تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَكَأَنَّمَا شَهِدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ تَعَالَ فَلْنَجْعَلْ يَوْمَنَا هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَسِيخَ فِي الْأَرْضِ "

 

إسناده ضعيف لإبهام من روى عنه ثابت، وهو ابن أسلم البُناني، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح.

وأخرجه البزار (3577) "زوائد" من طريق أبي داود، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، بلفظ: ... وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع مقالتنا، فصعد المنبر، ثم قال: يقول أحدهم: .....

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن أبي موسى بهذا الطريق.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/225، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن ثابتاً البناني قال: حدثني من سمع حِطان، ولم يُسَمه.

وسيرد برقم (19756) .

قال السندي: قوله: أن أسيخ في الأرض، بالخاء المعجمة، يقال: ساخت قوائمه في الأرض، أي: دخلت فيها، وغابت، وسيجيء أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرر هذا القول، ولعل سببه كراهةُ أن يُخَصَّ يومٌ بالجَعْلِ لله تعالى، بل ينبغي للمؤمن أن يجعل عُمُرَه كُلَّه لله تعالى، ويصرفَه في مرضاته، فأي وجهٍ لتخصيص اليومِ بذلك؟

وصية سخيفة بلا معنى

 

روى أحمد:

 

27546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ أَبُو الْفَضْلِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ (1) فِي هَذَا الْبَلَدِ - أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ (1) ، وَالْخُشُوعَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ "

قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ،

قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِمَ فِي اسْمِ الشَّيْخِ فَقَالَ سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ وَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ". (2)

 

(1) في (ظ6) : الركوع، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .

(2) إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، فقد وهم أحمد بن عبد الملك، فسمى صدقة بن أبي سهل سهل بن أبي صدقة، وقد نبه على ذلك عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث، وصدقة وكثير أبو الفضل الطفاوي من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات".

وبقية رجال الإسناد ثقات بعضهم رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1848) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2040) ، والطبراني في "الدعاء" (1848) ، وفي "الأوسط" (5022) من طرق عن صدقة بن أبي سهل، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

وسلف نحوه برقم (27497) .

قال السندي: قوله: بئس ساعة الكذب هذه، أي: لا يمكن أن أكذب هذه الساعة وأنا على الموت، والمراد أن حديثه مما يعتمد عليه.

 

هذا رجل عاش من العمر مديدًا ولم يحصل خلال حياته في حدود ما أتيح له من مصادر معلومات وحدود قدراته العقلية أي حكمة حقيقية أو قيمة إنسانية حقيقة أو علم حقيقي نافع، فكل ما خطر على باله كوصية مهمة أخيرة وكلمات أخيرة قبل الموت تعتبر هي الأهم هو مقولة ووصية تافهة خرافية عديمة القيمة والجدوى كهذه. وذكرت في مواضع أخرى من الكتاب قصة طريفة من (نهاية الأرب) للنويري لاستغلال معاوية لأبي ذر وأبي الدرداء لسذاجتهما في تطليق عبد الله بن سلام القرشي من وجهاء قريش لزوجته (وهو غير عبد الله بن سلام الإسرائيلي من أصحاب محمد) تطميعًا له بالزواج من بنت معاوية الخليفة، حيث أرسلهما فقط برسالة رغبة معاوية في تزويج ابنته ثم أكمل هو وابنته اللعبة، وذلك لأن يزيد بن معاوية كان يرغب بالزواج من زوجة القرشي، فطلقها ثم قالت له بنت معاوية أنها ستفكر في الأمر فأدرك الرجل أنه قد خُدِعَ، لكنْ انتهى الأمر بفشل الخدعة وتزوجها بعد الطلاق من حفيد محمد وابن علي بن أبي طالب ثم عودتها بعد كل فضيحة زوجها وفعله السيئ إليه بسماح وتطليق حفيد محمد لها.

 

هل يتشدد في الحذر من البول أثناء التبول واقفًا أم لا (بالنسبة للرجال)

 

يتشدد

 

روى أحمد:

 

(17758) 17910- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ ، قَالَ : فَوَضَعَهَا ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَبَالَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ ، فَنَهَاهُمْ ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ.(4/196).

 

إسناده صحيح، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/328: حديث صحيح، صححه الدارقطني وغيره. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122، وابن ماجه (346) ، والنسائي 1/26-28، وأبو يعلى (932) ، وابن حبان (3127) ، والحاكم 1/184 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (882) ، وأبو داود (22) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/284، وابن الجارود (131) ، وابن المنذر في "الأوسط" 1/337، والحاكم 1/184، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (130) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (17760). وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وسيأتي 4/396.

قال السندي: قوله: "كهيئة الدَّرَقة" بفتحتين وقاف: ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب، والمراد: في يده شيء على هيئة الدَّرَقة.

 

(17760) 17912- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، جَالِسَيْنِ ، قَالَ : فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ دَرَقَةٌ ، أَوْ شِبْهُهَا فَاسْتَتَرَ بِهَا فَبَالَ جَالِسًا ، قَالَ : فَقُلْنَا أَيَبُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ ؟ قَالَ : فَجَاءَنَا فَقَالَ : أَوَمَا عَلِمْتُمْ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضَهُ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ.(4/196).

 

إسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/375-376 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17758).

كلام غير منطقي، لا يوجد تشريع كهذا في أي ديانة، ولا يوجد في كل تراث اليهودية تعليم مجنون كهذا، بتمزيق جلد ولحم الشخص بنفسه، لا في كتاب اليهودية التاناخ (الكتاب المقدس) ولا في التلمودين البابلي والفلسطيني ولا أي مراجع هالاخية تشريعية ولا هاجادية وعظية أخرى من المدراشيم، ولو أوصى مؤسس ديانة بشيء كهذا لما اتبعه وأطاعه أحد من الأساس، لأنه يخالف مبدأ غريزي هو تجنب الأذى والألم عند الكائن الحي ومنه الإنسان.

 

لا يتشدد

 

روى البخاري:

 

226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ وَيَقُولُ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لَيْتَهُ أَمْسَكَ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا

 

وروى مسلم:

 

[ 273 ] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو خيثمة عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فقال أدنه فدنوت حتى قمت عند عقبيه فتوضأ فمسح على خفيه

 

 [ 273 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ

 

رواه أحمد 23422 و23241 و23248

تخدير الضمائر بخرافة وجود "روليت" أو نوع من القمار للغفران الإلهي، كسحب يانصيب

 

روى البخاري:

 

780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ آمِينَ

781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ آمِينَ وَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ آمِينَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

وروى مسلم:

 

[ 409 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

   

 [ 410 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آمين

   

 [ 410 ] حدثني حرملة بن يحيى حدثني بن وهب أخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

 [ 410 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

وانظر أحمد 7660 و7187 و8122

 

وهذا أحد أسخف الأحاديث في الحقيقة، فمن غير المعقول أن الله سيكون يعمل بطريقة دعاية محلات كارفور، بل لو كان هناك كائن خرافي كهذا فهو يجازي كل بحسب أفعاله الصالحة، وإحساناته، لا بسحب يانصيب وشيك غفران على بياض.

الأمر بقتل الأبراص المسكينة! وخرافة أنها سامّة ومضرّة

 

روى البخاري:

 

 

3306 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ الْفُوَيْسِقُ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَزَعَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ

 

3307 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ


3359 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَوْ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام

 

روى مسلم:

 

[ 2237 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ وفي حديث بن أبي شيبة أمر

 

[ 2237 ] وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني بن جريج ح وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا بن جريج ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة أن سعيد بن المسيب أخبره أن أم شريك أخبرته أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان ان فأمر بقتلها وأم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي اتفق لفظ حديث بن أبي خلف وعبد بن حميد وحديث بن وهب قريب منه

 

 [ 2238 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا  

 [ 2239 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق زاد حرملة قالت ولم أسمعه أمر بقتله

 

 [ 2240 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية

 

 [ 2240 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل يعني بن زكريا ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان كلهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث خالد عن سهيل إلا جريرا وحده فإن في حديثه من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك

 

 [ 2240 ] وحدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل يعني بن زكريا عن سهيل حدثتني أختي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أول ضربة سبعين حسنة

 

ورواهن أحمد 24534 و24296 و24568 و25827 و26382

 

وروى أحمد:

 

1523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8390) . ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (141) ، ومسلم (2238) ، وأبو داود (5262) ، والبزار (1086) ، وابن حبان (5635) ، والبيهقي 5/211. وأخرجه الدورقي (15) ، وأبو يعلى (832) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، بهذا الإسناد.

الوَزَغ: جمع وَزَغَة، وهي التي يقال لها: سام أبرصَ، سميت بها لِخفتها وسرعة حركتها، وهو من الحشرات المؤذيات، ولذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، وحث عليه. وأما تسميته فويسقا، فقال النووي في "شرح مسلم" 14/237: نظيره الفواسق الخمس التي تُقتل في الحِل والحرم، وأصل الفِسق: الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى.

 

25827 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَإِذَا رُمْحٌ مَنْصُوبٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا الرُّمْحُ ؟ فَقَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ الْأَوْزَاغَ ، ثُمَّ حَدَّثَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ، جَعَلَتِ الدَّوَابُّ كُلُّهَا تُطْفِئُ عَنْهُ، إِلَّا الْوَزَغَ فَإِنَّهُ جَعَلَ يَنْفُخُهَا عَلَيْهِ.

 

صحيح على شرط الشيخين.

 

24534 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَائِبَةُ، مَوْلَاةٌ لِلْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا الرُّمْحِ ؟ قَالَتْ: " هَذَا لِهَذِهِ الْأَوْزَاغِ نَقْتُلُهُنَّ بِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ، غَيْرَ الْوَزَغِ ، كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ "

 

الأمر بقتل الوزغ صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سائبة مولاة الفاكه، فقد انفرد بالرواية عنها نافع : وهو مولى ابن عمر ، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5 / 402 - ومن طريقه ابن ماجه (3231) - وأبو يعلى (4357) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سائبة) من طريقين عن جرير ، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (8400) عن الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ابن عاصم ، عن القاسم بن محمد قال : كان لعائشة رمح تقتل به الوزغ ، وعاصم ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (8392) عن معمر ، عن الزهري عن عروة، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال: "كانت الضفادع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه ، فنهى عن قتل هذا ، وأمر بقتل هذا" . وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي من طريق صحيح أن عائشة لم تسمع أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ ، وذلك فيما أخرجه البخاري (3306) ، وسيرد (24568) . ولفظه عند البخاري: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للوزغ : " الفويسق" ولم أسمعه أمر بقتله. قلنا : فما ورد من طريق عائشة ، وفيه التصريح بسماعها ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلٌّ بهذه الرواية ، إلا أن تكون سمعت ذلك من بعض الصحابة ، وإلى هذا ذهب الحافظ في "الفتح" 6 / 354 ، فقال : ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة. وسيرد (24780) و (25643) و (25827) . وأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ ، وأنه كان ينفخ على إبراهيم له شاهد من حديث أم شريك عند البخاري (3364). وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2238) ولفظه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً ، وقد سلف برقم (1523) .

 

وهناك كذب وتناقض فيما بين الروايات الصحيحة الإسناد عن عائشة، لأن هناك رواية أنها قالت أنها لم تسمع محمدًا زوجها يأمر يقتل الوزغ، روى أحمد:

 

24568 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ : " فُوَيْسِقٌ "، وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، بشر بن شعيب بن أبي حمزة من رجاله ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين . محمد : هو ابن مسلم الزهري ، وعروة : هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (1831) والنسائي في "المجتبى" 5 / 209 ، وفي "الكبرى" (3869) وابن حبان (3963) و (5636) ، والبيهقي في "السنن" 5 / 210 من طريق مالك عن محمد بن مسلم الزهري ، بهذا الإسناد. وسيرد بالأرقام (25215) و (26332) و (26382) . وانظر (24534) .

 

وهذا ذكرته أعلاه عن البخاري ومسلم كذلك، وقد يقال أنها إنما سمعت ذلك عن سعد بن أبي وقاص، وإن صح ذلك فلماذا أسقطته من حديثها وصرحت حسب زعمهم ووضعهم على لسانها بالتحديث والشهادة عن كلام وفعل محمد وهي لم تره ولم تسمعه؟!

مسابقة حسنات لصيد الأبراص وقتل الكائنات المسالمة، في الضربة الأولى كذا حسنة وفي الثانية كذا حسنة أق، وفتح عينك تاكل ملبن!. أي سخافة هذه ومن ارتضوا بهراء كهذا؟! أحد الأحاديث بررت ذلك بخرافة مضحكة بأن الوزغ كان ينفخ على نار إبراهيم، يعني "هُف"!، أي سخافة هذه، هل لو اجتمع عشرون ألف برص للنفخ في نار سيكون لهن تأثير كبير عليها؟! عقلية خرافية بحتة وعلم التاريخ لا يأتي بدليل على شخصية خرافية كإبراهيم ناهيك عن الخرافات عنه. لعل أحد أسباب أمر محمد أو صائغي الحديث بقتل الأبراص هو اعتقاد قدماء العرب والآسيويين عمومًا أن الأبراص سامّة وتسمم الطعام، لا يزال هذا الاعتقاد عند عوام المصريين من جهالهم وهم الأغلبية. وعندما تفتح القواميس العربية القديمة تجدها تصف كل برص أو سحلية أو عظاءة بأنها سامٌّ أبرص. هذه سخافة محلها القمامة وصفيحة الزبالة في الحقيقة، وتقول موسوعة ويكيبديا الإنجليزية تحت عنوان Common house gecko يعني البرص أو أبو بريص المنزليّ الشائع، في عنوان جانبي Superstition الخرافات: تُعتبَر الأبراص سامة في الكثير من أنحاء العالم، وفي اليمن ودول عربية أخرى يُعتقَد أن الأمراض الجلدية تنتج عن مرور الأبراص على وجه الشخص وهو نائم. يعني باختصار اعتبرت الموسوعة وهي علمية ومرجعية أن ذلك مجرد خرافة لا صحة لها علميًّا. هل كان القوم لديهم وقت فراغ لهذه الدرجة فاحتاجوا لإلهاء بلهائهم وحمقاهم بهذه السخافات والتفاهات؟!

 

وفي الكافي من أمهات كتب الشيعة، باب حديث القباب:

 

عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبدالله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى يقوم من ههنا، قال: وقال أبي: ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال: وقال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده

 

الكافي : عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الحسن عن أبان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه، فقال له : الوزغ بن الوزغ ، قال أبوعبدالله عليه السلام فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث

 

وفي الخرائج:

 

يج : الصفار عن ابن عيسى عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن كرام عن عبدالله بن أبي طلحة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوزغ فقال : هو رجس مسخ فاذا قتلته فاغتسل ، ثم قال : إن أبي عليه السلام كان قاعدا يوما في الحجر فاذا بوزغ يولول قال : إنه يقول : لئن شتمتم قومنا لاشتمن عليا ، ثم قال : إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله .

 

وفي الاختصاص وبصائر  الدرجات:

 

ختص ، ير : الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل الاعور عن بعض أصحابنا قال : كان رجل عند أبي جعفر عليه السلام من هذه العصابة يحادثه في شئ من ذكر عثمان ، فاذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط ، فقال أبوجعفر عليه السلام : أتدري ما يقول؟ قلت : لا ، قال : يقول : لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا.

 

وفي بحار الأنوار ج44/ ص79 و80، نقلا عن الاحتجاج للطبرسي:

 

إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباده خولا ، وكتابه دغلا فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت عليهم اللعنة ولهم ، فاذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ، فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اخفضوا أصواتكم فان الوزغ يسمع ، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم أمر هذه الامة يعني في المنام فساءه ذلك وشق عليه فأنزل الله عز وجل في كتابه " ليلة القدر خير من ألف شهر " فأشهد لكم وأشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل علي إلا ألف شهر التي أجلها الله عز وجل في كتابه .

 

وفي ج96/ 340:

 

أقول وجدت في بعض نسخ الفقه الرضوي.....إلخ و قد رخص ع في قتلهن في الحل و الحرم و ما سواهن فقد رخص التابعون في قتلهن الزنبور و الوزغ و البق و البراغيث

 

وفي علل الشرائع:

 

عن علي بن عبدالله الوراق عن سعد بن عبدالله عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا عليه السلام أنه قال : كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله عزوجل خفاشا وإن الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عزوجل عليهم فمسخهم فأرا ، وإن البعوض كان رجلا يستهزئ بالانبياء فمسخه الله (1) عز وجل  بعوضا ، وإن القملة هي من الجسد وإن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي إذا أقبل إليه سفيه من سفها بني إسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله عزوجل قملة وإن الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الانبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أو زاغا ، وأما العنقاء فمن غضب الله عزوجل عليه فمسخه وجعله مثلة ، فنعوذ بالله من غضب الله ونقمته.

(1) في المصدر : يستهزئ بالانبياء ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله .

 

وجاء في تفسير القمي:

 

{ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} إلى قوله : {بعد أن تولوا مدبرين} ......قال : وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم وكان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار ،

 

العقليات الدينية غير قادرة على استيعاب حقيقة الكائنات الإخوة كأقارب تطوريين حسب حقيقة نظرية التطور. توجد نظرية غريبة عند أحمد منصور القرآني قرأتها له في مقال له بعنوان (أبو هريرة والكلاب):

إن أقوى قبيلة فى العصر الأموى كانت قبيلة " كلب " التى كانت تنتمى الى قبائل العرب اليمنية القحطانية مثل الأنصار. كانت "كلب "هى القبيلة التى كانت تسيطر على الطرق المؤدية للشام ، وكانت لها صلات وثيقة بالأمويين فى مكة . تزعم الأمويون رحلة الشتاء والصيف ، وبتحالفهم مع قبيلة "كلب " كانت قوافل قريش تسير فى الشام لا يتعرض لها أحد . ثم اختار الأمويون الدخول فى الاسلام حرصا على مصالحهم السياسية والتجارية ، وبعد اخماد حركة الردة أقنعوا أبا بكر والمسلمين بفتح الشام والعراق . وأحيا الأمويون التحالف القديم مع قبيلة "كلب " فسهلت " كلب " للمسلمين غزو الشام والعراق . وتوثق التحالف بين " كلب " ومعاوية اثناء ولايته على الشام ، و بسيوفهم استطاع أن يقيم ملكه . مذ كان معاوية أميرا على الشام فى خلافة عمر تزوج ابنة بحدل الكلبى أشهر زعيم لقبيلة "كلب" وانجب منها ابنه " يزيد ". كانت ميسون بنت بحدل الكلبى منذ أن استقر بها المقام فى قصر معاوية فى دمشق تحن الى حياة الصحراء وخشونتها ، وقالت فى ذلك شعرا مشهورا ، كان منه:
ولبس عباءة وتقر عينى أحب الى من لبس الشفوف .فطلقها معاوية وأرسلها لأهلها ومعها ابنها يزيد ليتربى هناك فى مضارب أخواله فى الصحراء ليتعلم الفروسية والفصاحة. ولم يؤثر هذا الطلاق فى الحلف بين معاوية وقبيلة " كلب " بدليل أنهم هم الذين أرسوا توارث الحكم لأول مرة فى تاريخ المسلمين بتعيين ابن ميسون الكلبية "يزيد بن معاوية" ولى عهد لأبيه ثُم خليفة بعده وظل تاريخ الدولة الأموية يتأرجح فى أتون الصراع بين قبيلة "كلب " أقوى القبائل العربية القحطانية اليمنية وقبيلة " قيس " المضرية أقوى القبائل العربية الشماليةالعدنانية، حتى انشقت " كلب " على الأمويين وانضمت للدعوة الجديدة التى أقامها العباسيون فانهارت الدولة الأموية

هذه القبيلة المشهورة - التى أقامت الدولة الأموية وأسقطتها والتى قامت على أكتافها الفتوحات العربية من بدايتها حتى وصلت الى آسيا الوسطى شرقا وجنوب فرنسا غربا - كان اسمها " كلب ". لم يستنكف أحدهم ان يقول بملء فمه أنه "كلبى " ، أوانه " ابن كلب " فلماذا أصبحت كلمة " ابن كلب " لعنة وسبا فى حياتنا الاجتماعية المتاثره بالفقه السني...إلخ

       

لو صح كلام ونظرية أحمد صبحي منصور يكون الحديث ألف بعد أبي هريرة بزمن طويل، لم يكن الشيعة فقط من يكرهون الأمويين، فهناك أحاديث كثيرة في ذمهم عند السنة كما في مسند أحمد ومصنف عبد الرزاق ولو باعتدال وذكر ما لهم كذلك من فضائل في نصوص أخرى. لو طبقت نفس نظرية التابو والطوطم هذه فسأقول خاصة بما أوحته لي نصوص الشيعة أن معاوية ونسله كانوا أقرب إلى بياض البشرة وكان قتل الأبراص أشبه برمز لقتل الطوطم أو بعقلية كهذه، واتضح لي أن معاوية فعلًا أقرب إلى بياض البشر قمحي أو أبيض، جاء وصفه في كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة) وهو من كتب قومنا من السنة هكذا:

 

كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر فقالت قم لا رفعك الله فقال لها أعرابي لم تقولين له هذا والله إني لأراه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه قال أبو نعيم كان من الكتبة الحسبة الفصحاء حليما وقورا وعن خالد بن معدان كان طويلا أبيض أجلح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان ثم استمر فلم يبايع عليا ثم حاربه واستقل بالشام ثم أضاف إليها مصر ثم تسمى بالخلافة بعد الحكمين ثم استقل لما صالح الحسن واجتمع عليه الناس فسمي ذلك العام عام الجماعة.

 

وروى أحمد:

 

26689 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَرَمِيٌّ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، أَتَتْهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ الْعِرَاقِ، فَيُبَايِعُونَهُ ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَكِّيُّ بَعْثًا، فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُعْمِلُ فِي النَّاسِ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، يَمْكُثُ تِسْعَ

 

سأذكر في باب (مما أحدثوه وابتدعوه في دينهم أو تركوا منه) أن مصدر تلفيق هذه الخرافة هو عبد الله بن الزبير وعائشة حيث حاولا الزعم بأن محمدًا بشر بعبد الله بن الزبير وأنه على حق، لكن كما ترى ذلك لم يغنِ عنه شيئًا وانهزم الرجل هزيمة سيئة للغاية، وهذا الحديث بذكر قبيلة كلب ضعيف الإسناد، لكن قصة الإشار للرجل الذي يخرج من مكة صحيحة الإسناد وسأوردها في الباب المذكور.

 

ومع ذلك لم يخترع الله الأنسرماشين (جهاز الرد الآلي)!

 

روى مسلم:

 

[ 395 ] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا سفيان بن عيينة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد { الحمد لله رب العالمين }  قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال { مالك يوم الدين }  قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال { إياك نعبد وإياك نستعين }  قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }  قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال سفيان حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه

 

ورواه أحمد 7836 وعبد الرزاق 2767

 

على هذا فالله بهذا الحديث صار خادمًا شقيًّا ليل نهار للبشرية بلا راحة، يجيب على الأقل عن ملايين المسلمين السذج المخدوعين بخرافة الدين كما يزعمون، هذا غير وظيفته المزعومة في إدارة كون غير محدود، فلماذا لم يفكر في اختراع الأنسر ماشين Answer Machine؟! وحتى لو كان لم ينل فضل اختراعه فيمكنه الحصول عليه!

 

الجن كائنات خرافية من حولنا حسب تصور المسلمين والمتدينين ترحل بالتعاويذ والأدعية

 

روى مسلم:

 

[ 2017 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن أبي حذيفة عن حذيفة قال كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها

 

[ 2018 ] وحدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء

 

رواه أحمد 15108 و16630 و18963وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1099) ، ومسلم (2018) (103) ، وأبو داود (3765) ، وابن ماجه (3887) ، وأبو عوانة 5/358، وابن حبان (819) ، والبيهقي في "الشعب" (5829) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (178) ، وأبو عوانة 5/357 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر أحمد (14729) .

 

لا أعتقد أن تصور البشر لأمور خرافية كهذه صحي لأجل نفسياتهم وحالاتهم العقلية والذهنية ومواجهتهم لمشاكلهم ورغباتهم بواقعية.

الجن تسرق طعام البشر!

 

روى البخاري:


2311 - * وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ

 

3275 - * وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ

 

هكذا يمكن لشخص ببساطة والدين وخرافته تؤيده أنه لم يختلس خزين الدولة ولم يبعه بل أكلته الشياطين!

 

وباقي خرافات الجن المضحكة عرضتها في باب الخرافات، وكلها مما يستحق اعتباره جزءً من هذا الباب، فليُراجَع.

 

 

توصيات أخلاقية جيدة عن طريق خرافات لا تحدث ولا نراها في عالم الواقع

 

روى مسلم:

 

[ 2567 ] حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أنى أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه

 

الوصية نفسها هنا أخلاقية وجيدة، لكن الحث عليها تم بخرافة مضحكة.

 

وروى البخاري:


1442 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا

 

ورواه مسلم 1010 وأحمد 8054

 

لا أدري، هل سمع أحد منكم هذين الملاكين الخرافيين المزعومين، ما الفائدة من ترديد كلام لن نسمعه نحن؟! أما الوصية والمقصد فصالح، لكن الحث بخرافات خداع لا يفيد وهو مناسب لبشر بعقول أطفال أنانيين، لا يفعلون الخير لأجل الخير نفسه.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2732 ] حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

 

 [ 2732 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل

 

 [ 2733 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان وهو بن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد 21707 و21708 وأخرجه مسلم (2732) (86) و (87) ، وأبو داود (1534) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/620، وابن حبان (989) من طرق عن طلحة ابن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء . واقتصر على المرفوع. ووقع في رواية فضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله فيما سيأتي 6/452 عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ . وانظر ما بعده . والدرداء: هي بنت أبي الدرداء . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد" (623) وأبي داود (1535) ، والترمذي (1980). وعن عمران بن حصين عند البزار (3170 - كشف الأستار) . وعن أنس (3171) .

 

وروى أحمد:

 

21721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا".

 

إسناده حسن من أجل خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . وهو في "الزهد" لأحمد ص 19 . وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/60 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (979) ، وعبد بن حميد (207) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" 1/266 و267 و269، وابن حبان (686) و (3329) ، والطبراني في "الأوسط" (2912) ، وابن السني في "القناعة" (22) و (23) و (24) ، والحاكم 2/444-445، وأبو نعيم في "الحلية" 1/226، والقضاعي في "مسند الشهاب" (810) ، والبيهقي في "الشعب" (3412) ، والبغوي في "شرح السنة" (4045) من طرق عن قتادة، به . وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطيالسي والطبري في موضعيه الثاني والثالث والحاكم وأبي نعيم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (188) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ثابت عن أبيه ثابت، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" . وأحمد بن عبيد ضعيف . ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (8054) .

 

خرافة تصفيد الشياطين الخرافية في شهر رمضان العربي القمري

 

روى البخاري:

 

1899 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ

 

وروى مسلم:

 

 [ 1079 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين

 

 [ 1079 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين

 

وروى أحمد:

 

18794 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: " كُنْتُ فِي بَيْتٍ فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ أَوْلَى بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ الرَّجُلُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي رَمَضَانَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عرفجة- وهو ابن عبد الله الثقفي- روى عنه جمع ووثقه العجلي ص331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/273. وباقي رجاله إلى صحابيه- ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وشعبة روى عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242 باب الكنى، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 وجعله ابن عيينة من حديث عتبة بن فرقد وخطَأه النسائي، كما سيرد في التخريج. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/130، وفي "الكبرى" (2418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب. قلنا: يعني من حديث ابن عيينة الآتي ذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (327) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، وقال: بإسناده نحوه. يعني جعله من حديث عتبة بن فرقد! ورواه حماد بن سلمة- فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 عن عطاء، عن عرفجة، عن أبي عبد الله، رجل من الصحابة، حدثهم عند عتبة بن فرقد. وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7386) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (325) - والنسائي في "المجتبى" 4/129- 130، وفي "الكبرى" (2417) ، من طريق سفيان بن عيينة، وابن قانع في "معجمه" 2/269، والطبراني في "الكبير" 17/ (326) من طريق عبد السلام بن حرب (وتحرف اسمه عند الطبراني إلى: عبد الله) كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، بلفظ: عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان؟ قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "تفتح أبواب...". وقال النسائي: هذا خطأ. وله شاهد من حديث أبي هريرة ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (7148) يصح به، وذكرنا هناك بقية شواهده. وسيأتي بالحديث بعده و5/411 (23491).

 

7148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ "

 

صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، وأبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- روايته عن أبي هريرة مرسلة. إسماعيل : هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (8383) ، وابن أبي شيبة 3/1، وإسحاق بن راهويه (1) و (2) ، والنسائي 4/129، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/154 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (8991) و (8992) ، وسيتكرر من هذا الطريق برقم (9497). ولحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هذا شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644) ، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/99، وهو كما قال. وأخرجه ابن ماجه (1642) ، والترمذي (682) ، وابن خزيمة (1883) ، وابن حبان (3435) ، والحاكم 1/421، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "شعب الإيمان" (3598) ، والبغوي (1705) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي  صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومرة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار. وذلك كل ليلة" . وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين! قال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، فذكر الحديث. قال محمد وهذا (يعني حديث الأعمش عن مجاهد من قوله) أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش. قلنا: لكن يشهد له مرفوعا بسياقة أبي بكر بن عياش ما أخرجه ابن أبي شيبة 3/1، وأحمد 4/311 و312 و5/411، والنسائي 4/130، والبيهقي في "الشعب" (3601) عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وإسناده حسن. وللقسم الأخير منه ما سيأتي في مسند أبي هريرة نفسه برقم (7450). وانظر ما يأتي من طريق مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة برقم (7780) .

 

خرافة أن أفعال الشر والتفكير فيه بسبب كائنات خرافية شياطين هي خرافة وبنوا عليها خرافة تقييد الشياطين في رمضان، وهذا مخالف للواقع، فهل لا ترتكب جرائم في رمضان في الدول الإسلامية كالقتل والسرقة والنصب والاختلاس. وكذلك "الذنوب الخرافية الدينية" حسب مفهومهم الديني الرجعي ترتكب أكثر في رمضان من جهة الأغاني والرقص والمسلسلات والإعلانات. وذكر الحديث في مسند أحمد عن صوت يتكلم بدون ان يسمعه أحد بلا فائدة فلماذا سيتكلم متكلم بصوت لا يسمعه به أحد إلا كسفاهة وتضييع جهد ووقت؟! ما فائدة ذلك؟! هذه خرافة طبعًا.

 

كأنه أسلوب كلام لأطفال

 

روى أحمد:

 

14784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْتَفَعَتْ رِيحُ جِيفَةٍ مُنْتِنَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّيحُ ؟ هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ "

 

إسناده حسن، واصل مولى أبي عيينة وشيخه خالد بن عرفطة صدوقان. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العَنْبَري.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (732) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (189) من طريق أبي مَعْمَر المُقْعَد عبد الله بن عمرو، عن عبد الوارث ابن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع الخرائطي عبد الوارث. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1028) ، والبخاري في "الأدب المفرد"

(733) ، وأبو عوانة في المنافقين كما في "الإتحاف" 3/179، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (187) ، والبيهقي في "الشعب" (6732) من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، به. وإسناده قوي.

 

تعظيم أشخاص بصورة مهووسة تذللية

 

روى أحمد:

 

16551 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَقَالَ غَيْرُ يُونُسَ , ابْنُ رَزِينٍ أَنَّهُ نَزَلَ الرَّبَذَةَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ يُرِيدُونَ الْحَجَّ، قِيلَ لَهُمْ: هَاهُنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هَذِهِ "، وَأَخْرَجَ لَنَا كَفَّهُ كَفًّا ضَخْمَةً، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَبَّلْنَا كَفَّيْهِ جَمِيعًا

 

إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن رزين- وهو الغافقي- لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، وعطاف: هو ابن خالد المخزومي مختلف فيه، وهو حسن الحديث يونس: هو ابن محمد

ابن مسلم المؤدب.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (973) ، والطبراني في "الأوسط" (661) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/92 من طريقين عن عطاف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/42، وقال في الصحيح منه البيعة، ورواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد سلف حديث البيعة برقم (16509) و (16518) .

 

وروى أحمد:

 

21295 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا بُرْدٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: أَيْ أُخَيَّ اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ ضَرَبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " قَالَ عَفَّانُ: "عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "

 

إسناده صحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعفان: هو ابن مسلم. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (317) عن يونس بن محمد وعفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف برقم (21457) و (21542). وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1248) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/386، والطبراني في "الكبير" (1077) ، وفي "مسند الشاميين" (1463) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال بن رباح. مختصراً بالمرفوع. قلنا: وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5145) . وذكرت شواهده هناك. قوله: "ضرب بالحق على لسان عمر" قال السندي: أي: جعل الحق لازماً له لا يتعداه إلى الباطل.

 

21457 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، رَجُلٍ مِنْ أَيْلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْغُلَامُ. فَاتَّبَعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، ادْعُ اللهَ لِي بِخَيْرٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي مِنِّي لَكَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ مَرَرْتُ بِهِ آنِفًا يَقُولُ: نِعْمَ الْغُلَامُ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرح بالتحديث عند يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/416، وهو متابع. وأخرجه ابن سعد 2/335، والبزار في "مسنده" (4059) ، والمزي في ترجمة غضيف من "تهذيب الكمال" 23/114-115 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- واقتصر ابن سعد والبزار على المرفوع منه. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/21، وأبو داود (2962) ، وابن ماجه (108) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/461، وابن أبي عاصم في "السنة" (1249) ، الطبراني في "مسند الشاميين" (1543) و (3565) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (521) ، والحاكم 3/86-87، والبيهقي في "المدخل" (66) من طرق عن محمد بن إسحاق، به- واقتصر ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجه ويعقوب بن سفيان وابن أبي عاصم على المرفوع منه أيضاً. وأخرجه الطبراني أيضاً (1543) و (3566) ، والحاكم 3/86-87، والبيهقي (66) من طريق هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان، عن مكحول، وسيأتي برقم (21542) عن يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق.

 

محمد يصلي ويسلم على نفسه

 

روى أحمد:

 

26416 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ " . وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ " . قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ "، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ ".

 

صحيح لغيره، دون قوله: "اللهم اغفر لي ذنوبي"، فحسن، وهذا إسناد منقطع. فاطمة بنت حسين- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم تدرك فاطمة الكبرى بنت رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليث- وهو ابنُ أبي سُلَيم، وإن يكن ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وعبد الله بن حسن: هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/338 و10/405، والترمذي (314) ، وابن ماجه (771) ، وأبو يعلى (6822-6823) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 161، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل " 11/618-619، والبغوي في "شرح السنة" (481) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بابن عُلَيَّة أبا معاوية - وهو محمد بن خازم - وساق لفظ روايته، وسترد في الحديث بعده.

قال الترمذي: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشهراً.

قلنا: وحسَّنه الحافظ في " نتائح الأفكار" 1/284، وقال 1/286: عُمْرُ الحسين عند موت أمه رضي الله عنها دون ثمان سنين.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (841) من طريق شريك، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/618، والطبراني في "الكبير" 22/ (1044) ، وفي "الدعاء" (424) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبري في "المنتخب" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 161 من طريق المطلب بن زياد، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به، واقتصر عبد الوارث بن سعيد على ما يقوله عند الدخول، وزاد المطلب بن زياد في دعاء الدخول والخروج البسملةَ، ولم يسق إسماعيل القاضي لفظه.

وأخرجه عبد الرزاق (1664) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1043) ، وفي "الدعاء" (423) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (83) ، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/284 و1/287 من طريق قيس بن الربيع وهو ضعيف

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (87) ، والطبراني في "الأوسط" (5671) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/286- 287 من طريق إبراهيم بن يوسف، عن سُعَيْر بن الخِمْس.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160 من طريق رَوْح بن القاسم، و160-161 من طريق عيسى بن يزيد الأزرق، و161-162 من طريق مَنْدل، و162 من طريق شَريك. وأخرجه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/287-288 من طريق عبد العزيز الدراوردي، سبعتهم عن عبد اللّه بن حسن، به.

وجاء في رواية سُعَيْر بن الخِمْس وعيسى بن الأزرق والدراوردي أنه حمد اللّه أيضاً، وزاد الدراوردي كذلك أنه قال: بسم اللّه. وجاء عنده: "سهِّل" بدل: "افتح".

واختلف فيه على ليث وشريك والمطلب بن زياد، وذَكَرَ الاختلاف عليهم الدارقطنيُّ في "العلل"، وقد مر هنا بعضه.

وسيرد بعده، وبرقم (26419) .

وله شاهد من حديث أبي حُمَيْد وأبي أُسَيْد، قالا: قال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إذا دخلَ أحُدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهو عند مسلم (713) ، وقد سلف برقم (16057) ، وذكرنا هناك أن في بعض طرقه ذِكرَ التسليم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعند أبي داود: فليسلِّم، أو ليصلِّ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونقلنا هناك قول البيهقي: لفظ التسليم فيه محفوظ.

 

كلام غير معقول وتصور ذهني عجيب، فلا يعقل توجيه محمد للتعبدات والتقديسات لنفسه. وصائغ الحديث تصور ذلك على أساس أن صيغة الصلوات والتسليمات بعد التشهد فيها الصلاة والسلام على محمد.

 

وصف كائنات تضر الإنسان أحيانًا بأنها فاسقة

 

روى البخاري:

 

3316 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ قَالَ خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ عَنْ عَطَاءٍ فَإِنَّ لِلشَّيَاطِينِ

 

6295 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ كَثِيرٍ هُوَ ابْنُ شِنْظِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ

 

رواه مسلم 2012

 

1829 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ فِي الْحَرَمِ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ

 

رواه أحمد 24052 ، ومسلم (1198) (71) ، والنسائي في "المجتبى" 5/209-210 و210، وفي "الكبرى" (3870) و (3871) ، والطبراني في "الأوسط" (606) و (5476) ، والبيهقي في "السنن" 5/209، والخطيب في "تاريخه" 8/271-272 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وجاء في رواية الطبراني (606) : "الحية" بدل "الغراب" .

ورواه أحمد  بالأرقام (24569) و (24661) و (24911) و (25310) و (25311) و (25678) و (25679) و (25753) و (25946) و (26012) و (26132) و (26223) و (26230) و (26244) .

وفي الباب عن ابن عمر، عند أحمد برقم (4461) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث حفصة عد أحمد 6/285.

قال السندي: قوله: "خمس فواسق" : بالإضافة أو التوصيف، "والحُديَّا" بالتصغير: طائر معروف.

هنا المقصود هو الفأر وكان قدماء العرب يغلب أن يؤنثوه ويسموه الفأرة.

 

1831 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2238 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا

 

[ 2239 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق زاد حرملة قالت ولم أسمعه أمر بقتله

 

[ 1198 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت عبيد الله بن مقسم يقول سمعت القاسم بن محمد يقول سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربع كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرم الحدأة والغراب والفارة والكلب العقور قال فقلت للقاسم أفرأيت الحية قال تقتل بصغر لها

 

 [ 1198 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفارة والكلب العقور والحديا

 

وكما قلت فلا ضرر في الغراب والحدأة أو الحديا فلا معنى لقتل كائنات حية وإزهاق حيوات بدون سبب، راجع باب اضطهاد الإسلام لبعض أنواع الحيوانات.

 

وروى أحمد:

 

25753 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ، وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ "

 

إسناده صحيح، والمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط- سمع وكيع منه قبل الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (204) ، وأخرجه ابن ماجه (3249) من طريق الأنصاري -وهو محمد بن عبد الله بن المثنى- والبيهقي في "السنن" 9/ 316 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وزادوا: فقال إنسان للقاسم بن محمد: أيؤكل الغراب؟ فقال: من يأكله بعد قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاسق".

قلنا: أبو النضر سمع من المسعودي بعد الاختلاط، وأما ابن المبارك ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، فلم يتحرر لنا متى سمعا منه، لكنهم قد توبعوا بوكيع عند أحمد.

وأخرج مسلم (1198) (66) ، ومن طريقه البيهقي 5/209 من طريق عبيد الله بن مِقْسَم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يقول: "أربعٌ كلهنَّ فاسق، يُقتلن في الحِلِّ والحرم: الحِدَأة، والغراب، والفأرة، والكلب العقور" قال: فقلت للقاسم: أفرأيت الحية؟ قال: تُقتل بصُغر لها. قلنا: يعني بمذلة وإهانة، كما قال النووي. وقد نقلنا في الحديث (24661) عن ابن عبد البر أن قتل الحية محفوظ.

وسيأتي برقم (26012) .

وانظر (24052) .

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

24019- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ فَلَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ ، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ ، لاَ تَدَعُ مُصَلِّيًا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، أَوْ نَبِيًّا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبَّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ.

 

مرسل فمحمد بن علي ابن الحنفية من التابعين.

 

وربما يشهد لهذه القصة والتقليد ما رواه أحمد:

 

26132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَلَّ مِنْ قَتْلِ الدَّوَابِّ وَالرَّجُلُ مُحْرِمٌ: أَنْ يَقْتُلَ الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْغُرَابَ الْأَبْقَعَ، وَالْحُدَيَّا، وَالْفَأْرَةَ . وَلَدَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَبٌ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ "

 

حديث صحيح دون قولها: ولدَغ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقربٌ ...، وهذا إسنادٌ فيه الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعن، ورجال الإسناد كلُّهم ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن مرة - وهو ابنُ أبي ليلى أبو المعلَّى - فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة، وقد وثقه الطيالسي وابن معين، فيما نقل ابن أبي حاتم عنهما في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه أنه قال: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" .

حديث العقرب السالف خرافي لم يحدث كواقعة على الأصح، ولا معنى للعن كائن أو وصفه بالفويسق أو الفاسق، فغريزة الفئران هي العبث وأكل الطعام والملابس والكتب، وبالنسبة إلى العقرب الدفاع عن نفسه بقرص ولذع من يتعرض له ولو بدون قصد، فهذه حدوده التطورية، ربما نعمل على تطهير مواضع مدننا من كائنات خطيرة كالعقرب والثعابين لكننا نتفهم أنه لا معنى للعنها أو عدم تفهم كون هذه طبيعتها البيولوجية. أما الأبراص أو الوزغ وسائر الزواحف كالسحالي فلا ضرر منها عمومًا وناقشت هذا في باب الأخطاء العلمية فهي غير ضارة ولا سامة عكس الخرافة العربية العامية الشائعة منذ القدم.

 

البهائم تأتي وحدها للذبح عند محمد

 

روى أحمد:

 

19075 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور قال: حدثني راشد بن سعد، عن عبد الله بن لحي، عن عبد الله بن قرط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر". وقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بدنات أو ست ينحرهن فطفقن يزدلفن إليه، أيتهن يبدأ بها، فلما وجبت جنوبها، قال كلمة خفية لم أفهمها، فسألت بعض من يليني: ما قال ؟ قالوا: قال: " من شاء اقتطع "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. ثور: هو ابن يزيد الرحبي، وراشد بن سعد: هو المقرائي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن قرط) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه ومختصرا ابن خزيمة في "صحيحه" (2866) و (2917) ، والنسائي في "الكبرى" (4098) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/103 -104، وابن حبان (2811) ، والحاكم في "المستدرك" 4/221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/364-365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ولحي اسم والد عبد الله الهوزني، تحرف في بعض المصادر إلى نجي ويحيى. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/34-35، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/50، وفي "شرح مشكل الآثار" (1319) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/104، والبيهقي في "السنن" 5/237 و241 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو داود (1765) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به.

قال السندي: قوله: "أعظم الأيام" أي: أيام الحج لكثرة ما فيه من مناسكه، أو مطلق الأيام.  يزدلفن، أي: يقتربن.  أيتهم يبدأ، أي: قاصدات البداية بأيتهن، أي: يقصد كل منهن أن يبدأ في النحر بها، ولا يخفى ما فيه من المعجزة والدلالة على محبة الحيوانات العجم الموت في سبيل الله.  وجبت جنوبها، أي: أزهقت نفوسها، فسقطت على جنوبها، من وجب: إذا سقط.  لم أفهمها، أي: ما فهمتها بمجرد السماع أول مرة.

 

خرافة لا تُعقَل، الحيوانات أسوى نفسية من بعض الناس المتدينين منا كبشر، فهي حريصة على الحياة ولا تحاول الإقدام على إهدارها لأجل أوهام دينية لا تصل عقولها حتى لإدراكها.

 

تنقية علف الحبوب الخاص بحصان وما يشبه

روى أحمد:

 

16955 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ زَارَ تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَوَجَدَهُ يُنَقِّي شَعِيرًا لِفَرَسِهِ قَالَ: وَحَوْلَهُ أَهْلُهُ، فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ: أَمَا كَانَ فِي هَؤُلَاءِ مَنْ يَكْفِيكَ ؟ قَالَ تَمِيمٌ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُنَقِّي لِفَرَسِهِ شَعِيرًا، ثُمَّ يُعَلِّقُهُ عَلَيْهِ إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ "

 

إسناد حسن، روح بن زنباع أمير تابعي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني.

وأْخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (553) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4273) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1254) ، وفي "الصغير" (14) ، وفي "مسند الشاميين" (30) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، عن روح بن زنباع، به.

وأخرجه ابن ماجه (2791) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/440، والدلاوبي في "الكنى" 1/30، والبيهقي في "الشعب" (4274) ، من طريق محمد بن عقبة القاضي، عن أبيه، عن جده، عن تميم الداريَ، بلفظ: "من ارتبط فرساً في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له بكل حبة حسنة" وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عقبة وأبوه وجده مجهولون.

وانظر ما بعده.

 

لا شك عندي في أن كثيرين من رواة الأحاديث وكتب أهل السنة ومؤلفيها أناس طيبون وودعاء، وهذا إحسان للحيوان نرفع له القبعة لكن تنقية الحصى من الشعير لحصان أو بهيمة أمر مضحك وشيء سخيف يسقم النفس فهؤلاء الحيوانات العاشبين (أتعمد استعمال ضمائر العاقل لاعتباري وجود وعي ودرجة من العقل والتطور لدى تلك الحيوانات) لكل منهم أربع معدات لا واحدة فقط، ولهم القدرة على هضم السليلوز القاسي في النباتات وورق الشجر والبرسيم وحتى قشر القصب وغيره، إضافة إلى ضروس طاحنة ضخمة قوية وفكوك عضلية متينة، لذلك فلا داعي لفعل عبثي كتنقية الحصى من طعام دابة.

 

كبر السن والشيبة ليس فضيلة في حد ذاته

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج18:

 

782- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ ، عَنْ حَنَشٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّ رِجَالاً يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ ، فَقَالَ : مَنْ شَاءَ نَتَفَ شَيْبَهُ - أَوْ قَالَ : نُورَهُ.

 

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (168) ، والطبراني في في "الأوسط" (5489) 5493، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6388) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده حسن.

 

وروى ابن حبان في صحيحه:

 

2985 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فَإِنَّهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَرُفِعَ له بها درجة"

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات.

وأخرجه بلفظ الحديث "2983" القضاعي في "مسند الشهاب" "457" من طريق عنبسة الحداد، عن مكحول، عن أبي هريرة.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو داود "4202" في الترجل: باب في نتف الشيب، والترمذي "2821" في الأدب: باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب، والنسائي "8/136" في الزينة: باب النهي عن نتف الشيب، وأحمد "2/179"، و"207" و"210"، وابن ماجه "3731" في الأدب: باب نتف الشيب، والبغوي "3181"، والبيهقي "7/311". وقال الترمذي: حديث حسن.

وفي الباب عن أنس موقوفاً عند مسلم "2341" "104" في الفضائل: باب شيبه صلى الله عليه وسلم، بلفظ: "يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته".

 

وآثرت عدم الإيراد للأحاديث من عند أحمد لأن مخرجاته لنظائر هذا الحديث بأسانيد ضعيفة ومنها 6672 و23952 وعن عمرو بن عبسة -أبي نجيح السلمي 4/113 (17020) و(17022)، بلفظ: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة". وعن فضالة بن عُبيد 6/20 (23952). وعن كعب بن مرة 4/236 (18064).

 

كبر السن وشيبة الشعر ليست فضيلة ومأثرة فأنت لا تفعل شيئًا مميزًا لتصير كبير السن بل هو نتيجة طبيعية لمرور الزمن وشيخوخة وتقادم حالة الجسم، وكذلك تضييع العمر في أوهام وخرافات هو بالأحرى دليل على عدم تعلم الشخص أي حكمة وتعقل خلال كل حياته رغم طولها.

 

ربط ذهني غريب

نهيه عن التكني بكنيته (أبي القاسم) وفي روايات أخرى الجمع بين كنيته واسمه

 

روى البخاري:

 

2120 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي

 

2121 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا رَجُلٌ بِالبَقِيعِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَمْ أَعْنِكَ قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

3114 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنْ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ حَمَلْتُهُ عَلَى عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ وَقَالَ حُصَيْنٌ بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا عَنْ جَابِرٍ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

 

3115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَتْ الْأَنْصَارُ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ

 

ورواه مسلم 2131 إلى 2133 وهو عند أحمد وغيره

 

هذه أحد أكثر الأحاديث أصالة عن محمد برأيي، وكان لمحمد ذهنية عجيبة غريبة في الربط اللفظي الشكلي بين ألفاظ لا علاقة لها ببعض، كربطه بين كلمة العقيقية يعني المذبوحة عن الطفل الجديد وبين كلمة العقوق. ولم يستمع أحد لوصيته بعدم استعمال كلمة العقيقة حتى اليوم حيث اعتبروها من غرائب محمد وشطحاته. نهي محمد عن التكني بكنيته له علاقة بتكبره وحبه لمنصب توزيع الغنائم والزكوات ومال الدولة والمريسة والترؤس.

 

6713- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْعُقُوقَ وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ ؟ قَالَ : وَالْفَرَعُ حَقٌّ ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا ، أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ ، وَتُكْفِئُ إِنَاءَكَ ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ ، وَقَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ ؟ فَقَالَ : الْعَتِيرَةُ حَقٌّ.

قَالَ : بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ : مَا الْعَتِيرَةُ ؟ قَالَ : كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ. (2/182).

 

إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995) . وأخرجه مطولا ومختصرا ابن أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن = رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة. ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369 (23134). وسيرد أيضا برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحدا من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة.

 

فيما قرأت لسيجمند فرويد، مثلا كتاب حالة (رجل الجرذان) كان مرضاه عندهم هذه الأنواع الغريبة من الربط الذهني اللفظي، ربما تساعد ملاحظة كهذه علماء النفس العقلانيين على تحديد أكبر احتمال لطبيعة مرض محمد النفسي أو العصبي. لنترك هذه الملاحظة على الهامش.

 

 

 

تصور الجمادات والمفاهيم المجردة على أن لها وعيًا

 

وهذا كثير في القرآن والأحاديث وذكرناه في باب (الخرافات) ومنه ما رواه البخاري:

 

4850 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا

 

وروى مسلم:

 

[ 2846 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم قال الله للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقا

 

[ 2848 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض

   

[ 2848 ] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء في قوله عز وجل { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } فأخبرنا عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة

 

[ 2277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

 

ورواه أحمد(20828) 21113 و21005وابن أبي شيبة 11/464، والدارمي (20) وابن حبان (6482) وتمام في "فوائده" (1412)، والبيهقي في "الدلائل" 2/153، والبغوي (3709) والطبراني في "الكبير" (1907) و(1995) و(1961) وفي "الأوسط" (2033)، وفي "الصغير" (167)، وأبو نعيم في "الدلائل" (301)، وفي "أخبار أصبهان" 1/108

 

وروى البخاري:

 

609 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

ورواه البخاري 3296 و7548 وأحمد11031 و11305

 

وروى أحمد:

 

6201 - حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته "

 

حديث صحيح ولهذا سند قوي. وأبو الجواب- وهو أحوص بن جواب الضبي الكوفي-، وثقه ابن معين وابن شاهين، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: كان متقنا ربما وهم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين مرة أخرى: ليس بذاك القوي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.عمار بن رزيق: هو أبو الأحوص الكوفي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (355) (زوائد) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"2/301، والبيهقي في"السنن"1/431 من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وعند البزار: ويجيبه كل رطب ويابس سمعه. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه. تفرد به عن الأعمش عمار، وعن عمار أبو الجواب. قلنا: أبو الجواب وعمار قد توبعا. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13469) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"1/431 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، به، موقوفا، بلفظ: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس". وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/325-32، وقال: رواه أحمد والطبراني في"الكبير"، والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطب ويابس" لما، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: أورده الهيثمي بلفظ الرواية الآتية برقم (6202) ، وفي إسناده راو مبهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/411 و429 بلفظ: "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"، وإسناده جيد. وآخر من حديث البراء بن عازب، سيرد 4/284 بلفظ:"المؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس"، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (609) ، سيرد 3/43، ولفظه: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة".

قوله:"مد صوته"، قال السندي: قيل: معناه: بقدر صوته وحده، فإن بلغ الغاية من الصوت بلغ الغاية من المغفرة، وإن كان صوته دون فلك فمغفرته على قدره، أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته لغفر له، وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.

 

(9542) 9537- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى ، مَوْلَى جَعْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ، وَشَاهِدُ الصَّلاَةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا. (2/429).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكى، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضا أبو الحسن ابن القطان الفاسى، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يعرف، وقال في مولى جعدة: ثقة. قلنا: وهما -فيما نرى- راو واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانىء بنت أبي طالب، وهو مكى، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكى أيضا، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرق بينهما، والله أعلم. وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666) ، وفي "الثقات" 4/345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يتابع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا. وبناء على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة برقم (2064) (188) ، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة. وأخرجه الطيالسي (2542) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (176) و (177) و (178) و (179) ، وابن ماجه (724) ، وأبو داود (515) ، والنسائي 2/12-13، وابن حبان (1666) ، والبيهقي 1/397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة. وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة. وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة.

 

وببعض الأحاديث تصور الكلام والتسابيح بصورة مجسدة كحمولات وأشياء تحملها وترفعها وتتناولها الملائكة الخرافية

 

روى مسلم:

 

[ 600 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها

 

وروى أحمد:

 

12034 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ الْمَعْنَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ أَوْ انْبَهَرَ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا، وَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سُبِقَهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه سهل بن يوسف -وهو الأنماطي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد الرزاق (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5624) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة قضاء ما فات المسبوق البخاريُ في "القراءة خلف الإمام" (166) ومعلقاً (167) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/397، والطبراني في "الأوسط" (4403) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس بالأرقام (12713) و (12960) و (13397) و (13558) و (13645) .

وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12713) و (12988) و (13645) و (13844) .

وفي باب قصة الرجل المتكلم بذكر الله حديث ابن عمر السالف برقم (4627) ، وذُكرت شواهده هناك، ونزيد عليها: عن وائل بن حجر، سيأتي 4/317. وعن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340.

وفي باب المشي بسكينة إلى الصلاة، حديث أبي هريرة السالف برقم (7230) .

 

18362 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ الطَّحَّانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ مِنْ تَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَهْلِيلِهِ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ، أَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير موسى بن مسلم الطحان ، فمن رجال أصحاب السنن عدا الترمذي، وهو ثقة، ويُعرف بموسى  الصغير. والشك في شيخ عون بن عبد الله- وهو ابن عتبة بن مسعود- لا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، فأبوه عبد الله وأخوه عبيد الله كلاهما ثقة، من رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان ، يعرف بالصغير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/289 و13/452- ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1693) - والحاكم 1/500، وأبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق عبد الله بن نمير، به. بالشك عن أبيه أو عن أخيه، وغيَّر محقق مصنف ابن أبي شيبة موسى بن مسلم إلى موسى بن سالم! ووقع عند الطبراني بدل موسى الطحان: موسى الجهني مع أن روايته من طريق ابن أبي شيبة! ووقع في

مطبوع الحاكم: عن عون بن عبد الله، عن أبيه دون شك، مع أن رواية عبد الله بن نمير بالشك، كما نص عليه الطبراني. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، لكنه وهم في تعيين موسى الراوي عن عون بن عبد الله، فسماه موسى بن سالم، وتابعه على وهمه الذهبي، فقد تعقبه بقوله: موسى بن سالم قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: وقد وهم الحاكم في تعيينه وهماً آخر سنذكره في الرواية (18388) .

 

قال السندي: قوله: "من جلال الله" أي لأجل جلاله. "من تسبيحه: بيان لمقدر، أي يذكرون ذكراً من تسبيحه.

"يتعاطفون"، أي: يتعاطف تسبيحهم وتحميدهم، فهذا الضمير يقوم مقام العائد إلى الموصول الذي هو المبتدأ، ومثله قوله تعالى: (والذين يُتَوَفَّونَ منكم ويذرون أزواجاً يتربصن) [البقرة: 234] أي: أزواجهم، والمراد: تمثيل هذه الكلمات التي هي التسبيح وغيره، وهذا مبني على تشكل الأعمال والمعاني بأشكال، وهذا مما يدل عليه أحاديث كثيرة.

"لهن دويّ" بفتح الدال، وكسر الواو، وتشديد الياء: هو ما يظهر من الصوت، ويسمع من شدته وبعده في الهواء، شبيهاً يصوت النحل. "يذَّكّرون": من التذكير.

 

18388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِيسَى مُوسَى الصَّغِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، وَتَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَهْلِيلِهِ تَتَعَطَّفُ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ ، كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ، أَفَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ "

 

تصور عجيب للكلام، فالكلام كمعانٍ هو مفهوم مجرد، وكأصواتٍ هو ذبذات وموجات صوتية، فلا يمكن تناوله كمواد مادية وأشياء، ولعل أصل هذه الخرافة ما نراه في أدبيات الهاجادوت اليهودية في كتابات أحبارهم حيث تصوروا بعد هدم هيكل سليمان أن الله يتقبل التسابيح والصدقات على أنها قرابين لحم وشحم وبخور وأن هناك في السماء هيكلًا سماويًّا بديلًا كاهنه الأعلى هو الملاك الأعلى حسب التقليد اليهودي ميخائيل (ميكائيل) ويتلقى به التسابيح والصدقات على الفقراء مجسدة كقرابين وبخور، حسبما طالعت في (أساطير اليهود) للويس جينزبرج، فعل شيئًا من ذلك انتقل إلى مفاهيم القرآن والأحاديث، وفي القرآن:

 

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)} فاطر: 10

 

لكن لا يظهر تجسيد عجيب في القرآن لهذا المفهوم للكلام كما نراه في الحديث، لكن تجسيد المفاهيم المجردة وإضفاء الشخصنة على الجمادات كالكواكب والشمس والنجوم والشجر والحجر كثير كما ناقشنا ودرسنا في باب الخرافات.

 

وروى أحمد كذلك:

 

19487 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ يُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ: فَيُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ وَيُوعِدُهُمُ الْخَيْرَ، وَأَمَّا الْمُنْكَرُ فَيَقُولُ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا"

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة- كما في "المراسيل" ص39-40، وعليُّ بنُ المديني كما في "جامع التحصيل" ص195. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله

الدَّستَوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان" (11180) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (535) ، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (980) ، وابنُ أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (15) ، والبزار (3296) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (8920) من طرق عن هشام، به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262 ونسبه لأحمد والبزار والطبراني، وذكر أن رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وقال: فسَّر أهلُ العلم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خليقتان: يعني ثوابَهما.

قال السندي: قوله: خليقتان، أي: مخلوقتان، ولعل التأنيث باعتبار الموصوف الصورة.

يُنصبان: على بناء المفعول.

ويُوعدهم: من الإيعاد، وفيه أنه يستعمل الإيعاد في الخير كما يستعمل فيه الوعد.

إليكم إليكم، أي: تبعَّدوا عني، وهو اسم فعل؛ بمعنى يُبعدهم المنكر عن نفسه، وهم لا يقدرون أن يُفارقوه.

 

وروى البخاري:

 

4730 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ثُمَّ قَرَأَ { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا { وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

 

6548 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ

 

رواه مسلم 2849 وأحمد عن ابن عمر 5993 و6022 وعن أبي هريرة 7546 و8817 و8906 وعن أبي سعيد الخدري 11066

 

ومن ألفاظ أحمد المضحكة:

 

(8817) 8803- حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلاَءِ (ح) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : أَلاَ تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَيَتَمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ ، وَلِصَاحِبِ الصُّوَرِ صُوَرُهُ ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ ، فَيَتَّبِعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ : أَلاَ تَتَّبِعُونَ النَّاسَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ اللَّهُ رَبُّنَا ، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا ، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ ، وَيُثَبِّتُهُمْ ، ثُمَّ يَتَوَارَى ، ثُمَّ يَطْلُعُ ، فَيَقُولُ : أَلاَ تَتَّبِعُونَ النَّاسَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، اللَّهُ رَبُّنَا ، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا ، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ ، وَيُثَبِّتُهُمْ ، قَالُوا : وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ ، ثُمَّ يَتَوَارَى ، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، أَنَا رَبُّكُمْ ، اتَّبِعُونِي ، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ فَهُمْ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ : سَلِّمْ سَلِّمْ ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ ، فَيُقَالُ : هَلِ امْتَلأَتِ ؟ وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ ، فَيُقَالُ : هَلِ امْتَلأَتِ ؟ وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا ، وَضَعَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا ، وَزَوَى بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ قَالَتْ : قَطْ ، قَطْ ، فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا ، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ ، يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ ، فَيُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلأَهْلِ النَّارِ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ : قَدْ عَرَفْنَاهُ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا ، فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ ، لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ ، لاَ مَوْتَ.

وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ : وَأُزْوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَطْ ، قَالَتْ : قَطْ ، قَطْ.

 

حديث صحيح وله إسنادان: الأول إسناد هيثم بن خارجة، وهو صحيح، والثاني إسناد قتيبة بن سعيد، وهو قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وكلا رجال الِإسنادين رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (2557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/427، وابن منده في "الِإيمان" (815) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن محمد، به.

وانظر ما سلف مطولًا برقم (7717) من طريق عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وقصة ذبح الموت وحدها سلفت برقم (7546) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.

أوعبوا: أي: أدخلوا فيها جميعاً.  وزُوِي: أي: جُمِع وضُم بعضها إلى بعض.  وملبباً: أي: مجموعة قوائمه إلى لَبته، وهي المَنْحَر.

 

تعريف السندي فيه مغالطة متعمدة، لأن التلبيب في الشجار والعراك هو أن يأخذ الرجل بثوب الرجل الآخر يجمعه إلى عنقه ويشده منه، فهذا الحديث صور الموت على صورة إنسان بدلًا من صورة كبش وهو تناقض ميثيولوجي، انظر قاموس لسان العرب مادة لبب ومنها:

 

.... والتَّلْبيبُ من الإِنسان ما في موضع اللَّبَبِ من ثيابه ولَبَّبَ الرجلَ جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة ثم قَبَضَه وجَرَّه وأَخَذَ بتَلْبيبِه كذلك وهو اسم كالتَّمْتِينِ التهذيب يقال أَخَذ فلانٌ بتَلْبِيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي هو لابسه عند صدره وقَبَض عليه يَجُرُّه وفي الحديث فأَخَذْتُ بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه يقال لَبَّبَه أَخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره ثم جَرَرْته وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً وأَمْسَكْتَه به والمُتَلَبَّبُ موضعُ القِلادة واللَّبَّة موضعُ الذَّبْح والتاء زائدة وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ أَخَذَ كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِبه وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به المُتَلَبِّبُ الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً فقد تَلَبَّبَ به قال أَبو ذؤيب

 وتَمِيمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

 ومن هذا قيل للذي لبس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال مُتَلَبِّبٌ ومنه قول المُتَنَخِّل

 واسْتَلأَموا وتَلَبَّبوا ... إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِير

 وفي الحديث أَن رجلاً خاصم أَباه عنده فأَمَرَ به فلُبَّ له يقال لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره وجَرَرْتَه به والتَّلْبيبُ مَجْمَعُ ما في موضع اللَّبَب من ثياب الرجل وفي الحديث أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ فلَبَّبَه بردائه ثم نَتَره نَتْراً شديداً....

 

وروى أحمد:

 

* 21278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ: "أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، وإبهام الراوي في إسناد عبد الله بن أحمد لا يضر، بيَّنه في إسناد أبيه. سفيان: هو الثوري، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو السليل: هو ضُرَيْب بن نُقَيْر. وعبيد الله القواريري: هو عبيد الله ابن عمر.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6001) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (526) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/250، ورواية الأخيرين مختصرة.

وأخرجه عبد بن حميد (178) ، ومسلم (810) ، وأبو داود (1460) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1847) ، والحاكم 3/304، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (748) ، وفي "الحلية" 1/250 من طرق عن سعيد الجريري، به. وروايتهم مختصرة إلا عبد بن حميد.

وأخرجه الطيالسي (550) عن جعفر بن سليمان، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن رباح، به. لم يذكر فيه جعفرُ بن سليمان: أبا السليل.

وقد سلف الحديث برقم (20588) عن محمد بن جعفر، عن عثمان بن غياث، عن أبي السليل، قال: كان رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. فأبهم الصحابي وأسقط تابعيه.

قوله: "ليهنك العلم" قال الأُبيُّ: أي: ليكن العلم هنيئاً لك، وهو دعاء له بتيسره عليه، وإخباره بأنه من أهله.

 

فهذه كلها أحاديث فيها تجسيد لمفاهيم مجردة وشخصنة لها.

 

وعند الشيعة الاثناعشرية كمثال:

 

معاني الأخبار : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم التلاق : يوم يلتقي أهل السماء وأهل الارض ويوم التناد : يوم ينادي أهل النار أهل الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، ويوم التغابن : يوم يغبن أهل الجنة أهل النار ، ويوم الحسرة : يوم يؤتى بالموت فيذبح .

 

كتابا الحسين بن سعيد والنوادر : النضر بن سويد ، عن درست ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير قال : لاأعلمه ذكره إلا عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنة والنار ، قال : ثم ينادي مناد يسمع أهل الدارين جميعا : يا أهل الجنة يا أهل النار ، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا ، قال : فيقال لهم : أتدرون ما هذا ؟ هذا هوالموت الذي كنتم تخافون منه في الدنيا ، قال : فيقول أهل الجنة : اللهم لا تدخل الموت علينا ، قال : ويقول أهل النار : اللهم أدخل الموت علينا ، قال ثم يذبح كما تذبح الشاة ، قال : ثم ينادي مناد : لاموت أبدا ، أيقنوا بالخلود ، قال : فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ يموت من فرح لماتوا ، قال : ثم قرأ هذه الآية : " أفما نحن بميتين إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فيعمل العاملون " قال : ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد يموت من شهيق لماتوا ، وهو قول الله عزوجل : " أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر " .

 

تفسير القمي: : أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سئل عن قوله : " وأنذرهم يوم الحسرة " الآية قال : ينادي مناد من عند الله - و ذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار - : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور ؟ فيقولون : لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادون جميعا : اشرفوا وانظروا إلى الموت فيشرفون ثم يأمر الله به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا ، وهو قوله : " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامروهم في غلفة " أي قضي على أهل الجنة بالخلود  فيها ، وقضي على أهل النار بالخلود فيها

 

أبي عن علي بن مهزيار ، والحسن بن محبوب ، عن النضربن سويد عن درست ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت فيذبح ،  ثم يقال : خلود فلا موت أبدا .

 

الجثة الميتة لا يهمها توسعة القبر أو تضييقه

 

روى أحمد:

 

23465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُهُ وَحْدِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ أَبِي، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُفَيْرَةِ الْقَبْرِ، فَجَعَلَ يُوصِي الْحَافِرَ وَيَقُولُ: " أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرَّأْسِ، وَأَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ، لَرُبَّ عَذْقٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ "

 

إسناده قوي .

وقد سلف برقم (22509) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب بأطول مما هنا .

 

26543 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ " فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفَزاري: هو إبراهيم ابن محمد بن الحارث، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه مسلم (920) (7) ، وابن ماجه (1454) ، وأبو يعلى (7030) ، وابن حبان (7041) ، والطبراني في "الدعاء" (1154) ، وفي "مسند الشاميين" (2143) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 167، والبيهقي في "السنن" 3/384-385، والبغوي في "شرح السنة" (1468) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3118) ، والنسائىِ في "الكبرى" (8285) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (712) من طرق عن أبي إسحاق الفَزاري، به.

وأخرجه مسلم (920) (8) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (713) ، وفي "الدعاء" (1155) ، وفي "مسند الشاميين" (2144) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق عبيد الله بن الحسن، والطبراني في "الكبير" 23/ (714) ، وفي "الشاميين" (2145) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق مخلد بن هلال، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.

ورواه سفيان الثوري- فيما أخرجه ابن سعد 3/241 من طريقه- فقال:

عن خالد الحذاء، عن أبى قِلابة، عن قَبيصة بن ذُؤيب أنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات. لم يذكر أبا سلمة في الإسناد.

ورواه أيوب- فيما أخرجه ابن سعد أيضاً 3/242 من طريقه- عن أبي قلابة، قال: أتى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا سلمة... فذكره مرسلاً. لم يذكر قَبيصة ولا أمَّ سَلَمة في الإسناد.

ورواه الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه مرسلاً ابن سعد 3/241، والبغوي في "شرح السنة" (1467) من طرق عن الزُّهري، عن قَبيصة بن ذُؤيب أن رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات.

وأخرجه ابن سعد كذلك 3/241 من طريق ابن أبي ذئب عن الزُّهري، عمَّن سمع قَبيصة بنَ ذُؤَيب يحدِّثُ أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمضَ أبا سَلَمة حين مات.

وانظر (26497)

 

وروى البخاري:

 

1374 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا * قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2870 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون

 

[ 920 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه

 

لا أفهم ما هذه العقليات بصراحة! فيكف لا يتفهمون أن الموتى صاروا جثثًا لا حياة فيها، وأنه_بالاقتباس من الكلمات المنسوبة إلى بودا جوتاما_كل مركب مصيره إلى الانحلال، وأن جثة متحللة متفسخة لن يضرها ضيق مساحة قبر ولن يفيدها اتساعه. غرائب المتدينين وعقلياتهم أعجوبة بنظرنا كعقلانيين، ويقال عني ملحد بالفطرة كما وصفني قريب مسلم بغضب، فلا يسعني تفهم أو فهم لا منطق كهذا. أما آن للعاقلين أن ينضجوا ويفهموا أنه لا حياة لهم في القبور وبعد حياتهم الثمينة الوحيدة التي لديهم هذه؟! هل يعتقدون أنهم يمكن أن تضيع عليهم حياتهم هذه في فقر وضنك ويزيدوها سوءً بتعاليم الدين الحمقاء الغبية ثم يحسبون أنهم سيجدون فرصة في حياة وهمية أخرى؟! أحلامًا سعيدة!

 

رؤيا عين!

 

أقتبس من كلامي عن تناقض أحاديث الإسراء والمعراج بباب التناقضات القرآنية:

 

الأحاديث مليئة بالتناقضات، فرغم نص القرآن بوضوح على أن الإسراء رؤيا بالألف المد يعني منام في النوم، وليس سفرًا حقيقيًّا، بل رحلة بالروح حسب زعم محمد، ادعى بعضهم أنها حسب قولهم "رؤيا عين"، على طريقة عنزة ولو طارت، وثور فاحلبوه!

 

روى البخاري:

 

3888 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ } قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ } قَالَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ

 

بعض الأحاديث قالت أنه منام:

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا فَقَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مَعِيَ مُحَمَّدٌ قَالَ وَقَدْ بُعِثَ قَالَ نَعَمْ قَالُوا فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ فَقَالَ مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ قَالَ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالُوا مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظْ اسْمَهُ وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ فَقَالَ مُوسَى رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا فَقَالَ الْجَبَّارُ يَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قَالَ إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ قَالَ فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ كَيْفَ فَعَلْتَ فَقَالَ خَفَّفَ عَنَّا أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا قَالَ مُوسَى قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُوسَى قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ قَالَ فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ قَالَ وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ

وأشار مسلم لهذا الحديث:

 

[ 162 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب قال أخبرني سليمان وهو بن بلال قال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام وساق الحديث بقصته نحو حديث ثابت البناني وقدم فيه شيئا وأخر وزاد ونقص

 

وروى ابن إسحاق في السيرة لابن هشام، ج2:

 

قال ابن إسحاق: حدثني بعض آل أبي بكر: أن عائشة زوج النبيّ ص كانت تقول: ما فُقِدَ جسدُ رسول الله ص، ولكن الله أسر بروحه.

 

ولكره من ذهبوا إلى جعل الرؤيا ليست رؤيا بل سفرٌ حقيقيٌّ أعلُّوا هذا الحديث ورفضوه مع كونه في البخاري، كابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء وكمسلم في صحيحه وغيرهما، وفيه أن في السماء السابعة موسى.

 

وبعضها قال بأنه رحلة وسفر حقيقيّ بالجسد

 

روى البخاري:

 

3887 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ قَالَ أَنَسٌ نَعَمْ يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ قَالَ هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ قَالَ هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ قَالَ هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى قَالَ هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى قِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى..إلخ

ورواه أحمد (17835) 17989

 

وروى أحمد:

 

3500 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " شَيْءٌ أُرِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَقَظَةِ، رَآهُ بِعَيْنِهِ حِينَ ذُهِبَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ".

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1916) .

 

1916 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (3888) و (4716) و (6613) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (462) ، والترمذي (3134) ، والنسائي في "الكبرى" (11292) ، والطبري 15/110، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 201 و201-202، وابن حبان (56) ، والطبراني (11641) ، والحاكم 2/362، والبيهقي في" الدلائل" 2/365، والبغوي (3755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3500) .

قال ابنُ الجوزي في "زاد المسير" 5/53 في تفسير قوله تعالى: (وما جَعَلْنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فتنة للناس) : في هذه الرؤيا قولان: أحدهما: أنها رؤيا عَيْن، وهي ما أرِيَ ليلة أسري به من العجائب والآيات، روى عكرمة عن ابن عباس، قال: هي رؤيا عين، وهي ما أرِي ليلةَ أسري به. وإلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي،

وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين.

فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قوما آمنوا بما قال، وقوماً كفروا.

قال ابن الأنْباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يَقَظَةً، ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا، إلا أن الرؤية يَقِل استعمالها في المنام، والرؤيا يَكثُر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.

والثاني: أنها رؤيا منام، فقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أري أنه يدخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذٍ بالمدينة، فعَجل قبل الأجل فرَده المشركون، فقال أناس: قد رُد وقد حدثنا أنه سيدخلها، فكان رجوعُهم فتنتهم. رواه العوفي- وهو ضعيف- عن ابن عباس. ورَجّح ابن جرير الطبري 15/113 القول الأول، فقال: وأوْلَى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأى من الأيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس ليلة أسري به، قال: وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحُجًة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أرَيْنَاكَ ليلة أسْرَيْنا بك من مكة إلى بيت المقدس إلا فتنة للناس، يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتَدوا عن الإسلام لما أخبروا بالرؤيا التي رآها عليه الصلاة والسلام، وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا لسماعهم ذلك من رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمادياً في غيهم، وكفراً إلى كفرهم.

 

هذه سخافة كذلك لأن الرؤيا التي يبرر محمد تكذيب الناس لخرافتها بأنه ابتلاء هي خرافته وزعمه عن الإسراء والمعراج.

 

إني الساعة لقائم على الحوض

 

روى أحمد:

 

11863 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ، قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى صَعِدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي السَّاعَةَ لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ "، فَلَمْ يَفْطَنْ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، بَلْ نَفْدِيكَ بِأَمْوَالِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا، قَالَ: ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ، فَمَا رُئِيَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. صفوان بن عيسى: هو الزهري، وأنيس بن أبي يحيى: هو الأسلمي، وأبوه سمعان.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (964) ، وأبو يعلى (1155) ، وابن حبان (6593) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/559، والدارمي 1/36 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن أنيس، به.

وانظر الحديث رقم (11134) .

قال السندي: قوله: فاتبعته، صيغة المتكلم، من اتبع -بالتشديد- كأنه ذكره للتنبيه على تحقق سماعه على أحسن وجه.

قوله: "إني الساعة لقائم على الحوض" ، أي: مطلع عليه كالقائم عليه، يريد أنه ظهر له الحوض وهو هنالك.

 

هذا يتطلب خيالًا طفوليًّا خصبًا وواسعًا لكي يتصور المرء شيئًا لا وجود له.

 

منبري على ترعة من ترع الجنة، ومنبري على حوضي

 

روى البخاري:

 

1195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ

 

1196 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي

 

وانظر أحمد 16433 و(16453) و (16458) و (16461). وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11003) ، وفي مسند أبي هريرة برقم (7223).

 

وروى أحمد:

 

8721 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4288) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد.

وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/249 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل، به.

وسيأتي برقم (9154) من طريق المسور بن رفاعة القرظي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".

وسيأتي الحديث من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9812) .

وانظر ما سلف برقم (7223) ، وما سيأتي برقم (9215) .

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/389.

وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/335 و339.

وعن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2871) .

قوله: "منبري على ترعة"، قال السندي: هي بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، هو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، يعني أن العبادة في هذا الموضع تؤدى إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل : الباب.

 

22841 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " فَقُلْتُ: لَهُ مَا التُّرْعَةُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ ؟ قَالَ: الْبَابُ

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . حسين بن محمد: هو ابن بَهْرام المرُّوذي .

وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115 من طريق علي ابن عياش، والطبراني في "الكبير" (5779) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن محمد بن مطرف، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2884) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/270، والطبراني (5809) و (5971) و (5995) ، والبيهقي 5/247 من طرق عن أبي حازم، به .

وأخرجه موقوفاً الطبراني (5888) ، والبيهقي 5/247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل .

وسيأتي مرفوعاً برقم (22874) من طريق عمران بن يزيد القطان عن أبي حازم .

ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (8721) ، وسنده صحيح .

وحديث جابر بن عبد الله السالف برقم (15187) ، وسنده ضعيف .

وحديث عمر بن الخطاب عند الطحاوي في "شرح المشكل" (2871) وسنده ضعيف أيضاً .

وأخرج أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115، والبيهقي 5/247 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة مِن رياض الجنة، وقوائم منبري رواتب في الجنة"، وفي رواية أبي عوانة "ما بين قبري ومنبري..." .

ويشهد له بهذا اللفظ حديث أم سلمة عند الطحاوي في "شرح المشكل" (2872) ، وسيأتي في مسندها مختصراً برقم (26476) .

وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة، سلف برقم (7223) . وانظر تتمة شواهده هناك .

 

26476 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ يَعْنِي الدُّهْنِيَّ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَوَائِمُ مِنْبَرِي رَوَاتِبُ (1) فِي الْجَنَّةِ " (2)

 

(1) في (ظ6) : ثوابت.

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار الدُّهْني - وهو ابن معاوية - فمن رجال مسلم.

وأخرجه الحُميدي (290) (مطولاً) ، والنسائي في "المجتبى" 2/35-36، وفي "الكبرى" (775) و (4287) عن قتيبة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2872) عن عبد الغني بن أبي عقيل، ثلاثتهم (الحميدي وقتيبة وعبد الغني) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وقال الحميدي: قال سفيان:

حدثنا عمار الدُّهْني ولم نجده عند غيره.

وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/248 من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عمار الدُّهْني، به مطولاً، فزاد في الإسناد مسعراً.

ورواه سفيان بن عُيينة - كما في هذه الرواية - وسفيان الثوري - كما في الرواية (26506) والرواية (26505) - وشعبة - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (520) ، والإسماعيلي في "معجمه" 2/665-666- ثلاثتهم عن عمَّار الدُّهْني، بهذا الإسناد والمتن.

ورواه زائدة بن قدامة - فيما أخرجه ابن أبي شيبة 11/480، وذكره البيهقي في "السنن" 5/248- عن عمَّار الدُّهْني، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن قوائم منبري... ". وسقط اسم أبي هريرة من مطبوع ابن أبي شيبة.

وخالف عماراً عبد المجيد بنُ سهيل بن عبد الرحمن بن عوف - كما سلف في الرواية (7821) - ومحمد بنُ عمرو بن علقمة- كما سلف في الرواية (9812) فروياه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة".

ورواه المسور بن رفاعة بن أبي مالك القرظي- كما سلف في الرواية (9154) - عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة... ".

وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند أبي عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 6/115، والبيهقي 5/247 وسنده قوي.

وآخر عن أبي واقد الليثي عند الطبراني في "الكبير" (3296) ، وابن قانع في "معجمه" 1/172، والحاكم 3/532، وفي إسناده عبد الرحمن بن آمين، وهو ضعيف. وسكت عنه الحاكم والذهبي.

قال السندي: قوله: "رواتب في الجنة" الرتوب: الثبوت والدوام، والرواتب جمع راتبة، وهذا إما كنايةٌ عن ثبوت المنبر له في الجنة، أو بيان أن منبره الذي كان له في الدنيا يُنقل إلى الجنة، فيصير ثابتاً ثمة، أو أنه كان ثمة، ونقل إلى الدنيا، ولا يصحُّ هذا الوجه إلا بأن يُراد مادة المنبر وأصله في الجملة ، وهو إشارة إلى أنه في روضة من رياض الجنة، فقد جاء حديث: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". ففي هذا الحديث دلالة على دخول الغاية في ذلك الحديث، فليتأمل.

 

قال ابن منظور في لسان العرب، مادة/ ترع- ترعة

 

...وقيل الرُّوْضة على المكان المرتفع خاصّة فإِذا كانت في المَكان المُطمئنّ فهي روضة وقيل التُّرْعة المَتْن المرتفع من الأَرض قال ثعلب هو مأْخوذ من الإِناء المُتْرَع قال ولا يعجبني وقال أَبو زياد الكلابي أَحسنُ ما تكون الروْضةُ على المكان فيه غِلَظٌ وارْتفاع وأَنشد قول الأعشى

ما رَوْضةٌ من رِياض الحَزْنِ مُعْشِبةٌ خَضْراء جادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ

فأَما قول ابن مقبل

هاجُوا الرحيلَ وقالوا إِنّ مَشْرَبَكم ماء الزَّنانيرِ من ماويَّةَ التُّرَعُ فهو جمع التُّرْعةِ من الأَرض وهو على بدل من قوله ماء الزنانير كأَنه قال غُدْران ماء الزنانير وهي موضع ورواه ابن الأَعرابي التُّرَعِ وزعم أَنه أَراد المَمْلُوءة فهو على هذا صفة لماويّة وهذا القول ليس بقويّ لأَنا لم نسمعهم قالوا آنية تُرَع والتُّرْعةُ البابُ وحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ مِنْبري هذا على تُرْعةٍ من تُرَعِ الجنة قيل فيه التُّرْعة البابُ كأَنه قال مِنبري على باب من أَبواب الجنة قال ذلك سهَل بن سعد الساعدي وهو الذي رَوى الحديث قال أَبو عبيد وهو الوجه وقيل الترعة المِرْقاةُ من المِنبر قال القُتيبي معناه أَن الصلاةَ والذكر في هذا الموضع يُؤدّيان إِلى الجنة فكأَنه قِطْعة منها وكذلك قوله في الحديث الآخر ارْتَعُوا في رِياض الجنة أَي مَجالِسِ الذكر وحديث ابن مسعود مَن أَراد أَن يَرْتَعَ في رياض الجنة فليقرأْ أَلَ حم وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير كقوله عائدُ المَريض في مَخارِف الجنة والجنةُ تحت بارقةِ السيوف وتحت أَقدام الأُمهات أَي أَن هذه الأَشياء تؤدّي إِلى الجنة وقيل التُّرعة في الحديث الدَّرجةُ وقيل الروضة وفي الحديث أَيضاً إِن قَدَمَيَّ على تُرْعةٍ من تُرَعِ الحوض ولم يفسره أَبو عبيد أَبو عمرو التُّرْعةُ مَقام الشاربةِ من الحوض وقال الأَزهري تُرْعةُ الحوض مَفْتح الماء إِليه ومنه يقال أَتْرَعْت الحوضَ إِتْراعاً إِذا ملأْته وأَتْرَعْت الإِناء فهو مُتْرَع والتَّرّاعُ البَوّاب عن ثعلب قال هُدْبةُ بن الخَشْرَم

يُخَيِّرُني تَرّاعُه بين حَلْقةٍ أَزُومٍ إِذا عَضَّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ

( * قوله « قال هدبة » أي يصف السجن كما في الأساس)

قال ابن بري والذي في شعره يخيرين حَدّاده وروى الأَزهري عن حماد بن سَلَمة أَنه قال قرأْت في مصحف أُبيّ بن كعب وتَرَّعَتِ الأَبوابَ قال هو في معنى غَلَّقت الأَبواب والتُّرْعة فَمُ الجَدْولِ يَنْفَجِر من النهر والجمع كالجمع وفي الصحاح والتُّرْعةُ أَفواه الجَداولِ قال ابن بري صوابه والتُّرَعُ جمع تُرْعة أَفواه الجداول وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر إِنّ قَدَمَيَّ على تُرْعة من تُرَع الجنة وقال إِنَّ عبداً من عِبادِ الله خَيَّره رَبُّه بين أَن يَعِيش في الدنيا ما شاء وبين أَن يأْكل في الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار العبدُ لقاء ربه قال فبكى أَبو بكر رضي الله عنه حين قالها وقال بل نُفَدِّيك يا رسول الله بآبائنا قال أَبو القاسم الزجاجي والرواية متصلة من غير وجه أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في مرضه الذي مات فيه نَعَى نفْسَه صلى الله عليه وسلم إِلى أَصحابه والتُّرْعة مَسِيل الماء إِلى الروضة والجمع من كل ذلك تُرَعٌ...

 

تصورات عجيبة جنونية برأيي. أي ترعة وأي ضرب من الخيالات والهلاوس هو هذا؟! والترعة هنا مدخل الجدول أو النهير على الأغلب ربما بمعنى مدخل إلى الجنة الخرافية بتشبيه الباب بالترعة.

 

تصورهم للجنة الخرافية كان مستوحى من الواقع الحياتي المعاش الخاص بهم ومنه استعباد البشر وخاصة النساء

روى أحمد:

 

15002 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ"، قَالَ: "وَسَمِعْتُ خَشْفًا أَمَامِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا بِلَالٌ، قَالَ: وَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ ، قَالَ: قُلْتُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ" قَالَ: "فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ" فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ ؟

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.

وأخرجه الطيالسي (1715) و (1719) ، والبخاري (3679) ، ومسلم (2457) ، والنسائي في "الكبرى" (8124) و (8235) و (8385) ، وأبو يعلى (2063) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/554، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1962) ، وابن حبان (7084) ، والبغوي (3950) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وقد سلفت قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه برقم (14321) مقروناً فيها بمحمدِ بن المنكدر عمرو بن دينار. وسيأتي الحديث بتمامه برقم (15003) و (15189) .

وفي باب قصة الغميصاء، عن أنس سلف برقم (11955) .

وفي باب قصة بلال، عن أبي هريرة، سلف برقم (8403) .

 

15189 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشْفَةً أَمَامِي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَذَا بِلَالٌ قَالَ: وَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ قَالَ: هَذَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ، فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ " فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ، وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَعَلَيْكَ أَغَارُ ؟

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج- وهو ابن النعمان - فمن رجال البخاري. وانظر (15002) .

 

وفي القرآن يكثر الحديث عن نساء الجنة اللاتي يُمَلَّكْنَ تمليكًا لرجال المسلمين، بدون اختيار منهن وبصورة جبرية، كقوله {حور مقصورات في الخيام} {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}، وهو مجرد تصور فقير وانعكاس للجواري المستعبدات في عصورهم المظلمة القرونوسطية، لكنهما تخيلوه كنعيم سماوي خرافي لا نهائي وخاصة للفقراء المفتقدين لأمور كهذه في عصرهم.

 

 

كراسي ومنابر من نور!

 

روى أحمد:

 

22064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ أَهْلِ دِمَشْقَ، فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا كُهُولٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا شَابٌّ فِيهِمْ أَكْحَلُ الْعَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى الْفَتَى، فَتًى شَابٌّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: فَجِئْتُ مِنَ الْعَشِيِّ فَلَمْ يَحْضُرُوا . قَالَ: فَغَدَوْتُ مِنَ الْغَدِ . قَالَ: فَلَمْ يَجِيئُوا فَرُحْتُ فَإِذَا أَنَا بِالشَّابِّ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَرَكَعْتُ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ . قَالَ: فَسَلَّمَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ: فَمَدَّنِي إِلَيْهِ . قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ ؟ قُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " . قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ يَقُولُ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)

 

(1) زاد في (م) و (ر) و (ق) : "يحكي عن ربه" .

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة . أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (167) ، والمزي في ترجمة أبي مسلم الخولاني من "تهذيب الكمال" 34/292-293 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - واقتصر على حديث معاذ .

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/145، ومن طريقه الطبراني 20/ (167) عن وكيع به .

وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1236) و (1237) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، به - والموضع الثاني عنده مختصر .

وانظر ما سلف برقم (22002) .

 

22080 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ . فَقُلْتُ: لِجَلِيسٍ لِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ . قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ " . قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ . قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة . أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب .

وأخرجه الترمذي (2390) ، والشاشي في "مسنده" (1385) من طريق كثير ابن هشام، بهذا الإسناد . واقتصرت رواية الترمذي على حديث معاذ بن جبل .

وانظر ما سلف برقم (22002) .

 

22002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذيِّ (3) أَوِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَحَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ احْتَبَى، فَسَكَتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، قَالَ: " أَللَّهِ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَللَّهِ . قَالَ: " فَإِنَّ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ، فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ، إِلَّا ظِلُّهُ، ثُمَّ لَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ يَعْنِي: فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ، يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَجْلِسِهِمْ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ "

قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ (1) " (2) شَكَّ شُعْبَةُ: فِي الْمُتَوَاصِلِينَ، أَوِ الْمُتَزَاوِرِينَ

 

(1) في (م) و (ر) و (ق) : للمتصادقين في والمتواصلين، والمثبت من (ظ 5) و (ر) .

(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في سماع أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- من معاذ، فذهب ابن عبد البر إلى أنه سمع منه، وخالفه الدارقطني، واستشهد في "العلل" 6/71 بما روي عن الزهري، عن أبي إدريس أنه قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفراً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفاتني معاذ وأخبرت عنه . قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، ويروي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وكلاهما يحدث بهذا الحديث -يعني حديثنا هذا- عن معاذ، والزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ، والحديث حديثهما . قلنا: وعلى كل حال، فهو متابع .

وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطيالسي (571) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3895) ، وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما

الطيالسي وسعيد، عن شعبة، به .

وأخرجه بنحوه الطحاوي (3893) و (3894) ، والشاشي في "مسنده" (1382) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (146) و (147) و (148) ، وفي "الشاميين" (625) و (744) و (2432) و (2433) و (2434) ، والحاكم في "المستدرك" 4/170، وأبو نعيم في "الحلية" 5/206 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، والطبراني في "الكبير" 20/ (145) ، وفي "الشاميين" (1926) من طريق ربيعة ابن يزيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (151) ، وفي "الشاميين" (1659) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (149) ، وفي "الشاميين" (1403) من طريق يزيد بن أبي مريم، أربعتهم عن أبي إدريس الخولاني، به .

وفي بعض روايات الحديث اقتصروا على حديث معاذ بن جبل .

وأخرجه الحاكم 4/419-420 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة قال: قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء" وساق قصة أخرى وحديثاً آخر .

وأخرجه الشاشي (1386) من طريق يعلى بن عبيد، عن عبد الملك، عن شهر، عن رجل أنه أتى الشام فدخل مسجداً من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب (يريد معاذ بن جبل) ... فذكر قصة وساق حديث عبادة ابن الصامت على أنه من مسند معاذ .

وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/25 من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل .

تنبيه: وقعت رواية معاذ عند المصنف والحاكم من طريقه موقوفة، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، وقد ثبت مرفوعاً في غير ما رواية عند المصنف وغيره .

وسيأتي من طريق أبي إدريس (22030) و (22131) و (22783) .

وسيأتي من طريق أبي مسلم الخَولاني (22064) و (22065) و (22080) و (22782) .

وفي باب المتحابين في الله يظلهم الله في ظله عن أبي هريرة سلف برقم (9665) .

وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17158) وانظر تتمة الشواهد هناك .

وفي باب قوله يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء: عن أبي مالك الأشعري سيأتي (22906) ضعيف. وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (3527). وعن أبي هريرة عند ابن حبان (573) .

قوله: "أدعج العينين" أي: واسعهما . وقوله: "أغر الثنايا" أي: أبيضها.  قوله: فحذف من صلاته: قال السندي: أي: ترك التطويل.  قوله: "ثم احتبى" من الاحتباء، قال في النهاية 1/335: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب .

 

6492- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ ، وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا.

 

وروى مسلم:

 

[ 1827 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال بن نمير وأبو بكر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا

 

وروى ابن حبان في صحيحه:

 

7419- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ, فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَآتَيْتَ الْأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا, فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ, قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ"، قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وَتُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ساعة من نهار"

 

إسناده حسن. محمد بن سعيد الأنصاري: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/102. عبد الله بن الحارث: هو الزبيدي النجراني، وأبو كثير: هو الزبيدي الكوفي، اسمه زهير بن الأقمر، وقيل غير ذلك.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/337 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي، وهو ثقة.

 

573 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ، قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ؟، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلَا انْتِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ»، ثُمَّ قَرَأَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62].

 

[تعليق الألباني]  صحيح - «التعليق الرغيب» (4/ 47 - 48).

 

[تعليق شعيب الأرنؤوط] إسناده صحيح، عبد الرحمن بن صالح الأزدي روى له النسائي في "خصائص علي" وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي التابعي، ثقة، روى له الستة.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج8:

 

7527- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، وأَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُجْلِسُهُمُ اللَّهُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، وَيَغْشَى وُجُوهَهُمُ النُّورُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلاَئِقِ.

 

قال الهيثمي في المجمع10/ 277: إسناده جيد.

 

وفي ج12:

 

12686- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَارُودِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، وَكِلْتَا يَدَيِ اللهِ يَمِينٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلاَ شُهَدَاءَ ، وَلاَ صِدِّيقِينَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ , مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ بِجِلاَلِ اللهِ تَعَالَى.

 

وفي ج13:

 

14244- حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو رفعه قال : " يوضع للمؤمنين كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم عليهم كساعة من نهار " .

 

14445- حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا مخلد بن مالك حدثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تجتمعون يوم القيامة يقال : أين فقراء هذه الأمة ومساكينها ؟ فيقومون فيقال لهم : ماذا عملتم ؟ فيقولون : ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأمور والسلطان غيرنا فيقول الله جل ذكره : صدقتم فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان " قالوا : فأين المؤمنون يومئذ ؟ قال : " توضع لهم كراسي من نور مظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار " .

 

النور أي الضوء هو فوتونات طاقة بلا كتلة مادة، لو أمكنك صنع أشياء من طاقة بحتة ذات سرعة عالية (سرعة الضوء أعلى سرعة معروفة) بتحويلها إلى كتلة ثابتة صلبة لحققت طفرة علمية وتجارية من شيء متوفر  تكلفته صفر، لكن ذلك مستحيل وحديث كهذا مضحك وهزلي بلا شك. لو كان الله الخرافي الوهمي يمكنه عمل ألاعيب حواة مستحيلة علميًّا ومنطقيًّا أما كان أحرى به وأولى أن يخلق كونًا وعالمًا أفضل من هذا بلا أمراض ولا طفيليات ولا مفترسين ولا شر ولا استغلال وفقر وغنى وحروب ومجاعات وغيرها؟!

 

أطول الناس أعناقًا

 

روى مسلم:

 

[ 387 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبدة عن طلحة بن يحيى عن عمه قال كنت عند معاوية بن أبي سفيان فجاءه المؤذن يدعوه إلى الصلاة فقال معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة

 

ورواه أحمد 16861 و16898. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/225، وعبد بن حميد في "المنتخب" (418) ، وأبو عوانة 1/333، والبيهقي في "السنن" 1/432، والبغوي في "شرح السنة" (415) من طريق يعلى بن عبيد.

وأخرجه مسلم (387) ، وابن ماجه (725) ، وأبو يعلى (7384) ، وأبو عوانة 1/333، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (208) ، وابن حبان (1669) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (736) من طرق عن طلحة بن يحيى، به.

وأخرجه عبد الرزاق (1862) عن سفيان الثوري، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، عن رجل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

قال النووي في "شرح مسلم" 4/91-92: "أطول الناس أعناقاً" هو بفتح همزة "أعناقاً" ، جمع عُنُق، واختلف السلف والخلف في معناه، فقيل: معناه: أكثر الناس تشوُّفاً إلى رحمة الله تعالى، لأن المتشوِّف يُطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب.

وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق.

وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق.

وقيل: معناه أكثر أتباعاً، وقال ابن الأعرابي: معناه أكثر الناس أعمالاً.

ورواه بعضهم: إعناقاً بكسر الهمزة، أي: إسراعاً إلى الجنة وهو من سير العنقِ.

 

يعني سيصيرون زرافًا بشريًّا! تصور طريف مضحك.

 

اسم جبريل عبد الله!

 

روى أحمد:

 

20176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " اسْمُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَبْدُ اللهِ، وَاسْمُ مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عُبَيْدُ اللهِ".

 

أثر حسن، محمد بن إسحاق- وهو ابن يسار المطلِبي مولاهم-  صدوق حسن الحديث وهو مدلس وقد عنعن، وباقي رجال الإسناد ثقات.

محمد بن سلمة: هو الحَرَاني، وعلي بن الحسين: هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/437 من طريق سلمة بن الفضل، وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (382) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة البقرة (971) من طريق عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن علي بن الحسين. وابن الأجلح صدوق.

وأخرجه الطبري 1/437 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن علي بن الحسين.

وأخرجه أيضاً 1/437 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن محمد المدني- قال قبيصة: أُراه محمد بن إسحاق- عن محمد بن عمرو بن عطاء، به.

وروي نحوه عن ابن عباس وعكرمة عند الطبري 1/437.

 

سخافة مغالى فيها، وكما ذكرت بمواضع أخرى معظم أسماء أنبياء وملائكة القرآن عبرية لأنها مأخوذة من خرافات قصص كتاب اليهود، ويتعجب المرء من إله مزعوم يرسل عشرات الرسل الخرافين لأمة واحدة بدوية قليلة العدد ويترك الأمم الضخمة كمصر وبابل والهند والصين واليابان بدون رسول واحد بالتوحيد يكون معروفًا في تواريخهم أو حتى يزعم القرآن والتوراة أنه كان له وجود تاريخي. ولاحقًا صار هناك ملائكة بأسماء عربية مما اخترعه محمد كمالك خازن جهنم المذكور في القرآن.

 

أسماءُ وَلَدِ هارون

 

769- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : حَرْبًا . قَالَ : بَلْ هُوَ حَسَنٌ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ حَرْبًا . قَالَ : بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي ، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : حَرْبًا . قَالَ : بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ ثُمَّ قَالَ : سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَّرُ ، وَشَبِيرُ ، وَمُشَبِّرٌ. (1/98)

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فقد روى له أصحاب السنن، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، قال النسائي: ليس به باس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، قال: وكان يتشيع، وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ بن هانئ لا يعرف، وأهلُ العلم بالحديث لا ينسبون حديثه؟ لجهالةِ حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (823) ، والبزار (742) ، وابن حبان (6958) ، والطبراني في "الكبير" (2773) ، والحاكم 3/165 و180، والبيهقي  6/166 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي!

وفي رواية البزار "جبر وجبير ومجبر".

وأخرجه الطبراني (2774) من طريق زكريا بن أبي زائدة، و (2776) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، والحاكم 3/168 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر يوسف بن إسحاق في حديثه أولاد هارون.

وأخرجه الطيالسي (129) ، ومن طريقه البزار (743) عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. إلا أنه لم يذكر في حديثه الولد الثالث ولا أولاد هارون، وزاد فيه أن علياً قال: كنت أحب أن أكتني بأبي حرب.

وأخرجه الطبراني (2775) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، به. مختصراً، بقصة الحسن وحده.

وأخرجه الطبراني (2777) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي... فذكره بطوله، إلا أنه لم يذكر فيه محسناً ومشبراً.

وسالم يدلس ويرسل، ولم يصرح هنا بالسماع. وسيأتي الحديث برقم (953) .

وأخرج المرفوع منه، وهو قوله: "إني سميت ابنيّ هذين حسناً وحسيناً، بأسماء ابنَي هارون شبر وشبير" أحمد في "فضائل الصحابة" (1367) عن وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.

قلنا: وقد جاء في التسمية سبب آخر، وهو من حديث علي أيضاً، وسيأتي في "المسند" برقم (1370) ، وسنده حسن.

 

الحديث متشيع على الأغلب والأصح:

 

الكافي للكليني: 6779 - 9 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم ابن أبي البلاد، عن أبي المكي، قال: رأيت أباعبدالله (ع) دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلي على قدر ذراعين من البيت فقلت له: ما رأيت أحدا من أهل بيتك يصلي بحيال الميزاب؟ فقال: هذا مصلى شبر وشبير ابني هارون.

 

الكافي، كتاب العقيقة،باب فضل الولد: (10432) 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الولد الصالح ريحانة من الله قسمها بين عباده وإن ريحانتي من الدنيا الحسن والحسين، سميتهما باسم سبطين من بني إسرائيل شبرا وشبيرا.

 

الروضة، الفضائل: ....وأخوه ووصيه وخليفته في امته وأحب خلق الله إليه بعده علي بن أبي طالب ابن عمه لابيه وامه وولي كل مؤمن ومؤمنة بعده ، ثم أحد عشر رجلا من بعده من ولدمحمد من ابنته فاطمة عليها السلام أول ولدهم مثل ابني موسى وهارون ( 2 ) شبر وشبير ، وتسعة من ولدهم أصفهم واحدا بعد واحد ، آخرهم الذي يؤم بعيسى بن مريم وفيه تسمية انصارهم ومن يظهرمنهم ، ثم يملاالارض قسطاوعدلا ويملكون مابين المشرق إلى المغرب حتي يظهر هم الله على الاديان كلها ،....

 

كتاب الخصال: ... فقال لهم علي عليه السلام : يا معشر اليهود أعرضوا علي مسائلكم .
فقالوا له متل ما قالوا لعمر .
فقال لهم علي عليه السلام : أتريدون أن تسألوا عن شئ سوى هذا ؟ قالوا : لا يا أبا شبر وشبير ....

 

 

قصص الأنبياء للرواندي: سئل الصادق عليه السلام : أيهما مات هارون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما ؟
قال : هارون مات قبل موسى . وسئل : أيهما كان أكبر هارون أم موسى ؟
قال : هارون ، قال : وكان اسم ابني هارون شبرا وشبيرا ، وتفسيرهما بالعربية الحسن والحسين .

 

أمالي الصدوق: .... قال اليهودي فأخبرني عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة - وساقه إلى أن قال - : فقال النبي صلى الله عليه وآله : أول ما في التوراة مكتوب : محمد رسول الله ، وهي بالعبرانية طاب ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية : " يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل ، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب ، وفي الثالث والرابع سبطي الحسن و الحسين ، وفي السطر الخامس امهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، وفي التوراة اسم وصيي إلياء ، واسم السبطين شبر وشبير وهما نورا فاطمة . قال اليهودي : صدقت يا محمد . ...

 

في كتاب سليم بن قيس عن أبان بن أبي عياش عنه قال : أقبلنا من صفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام فنزل العسكر قريبا من دير نصراني ، إذ خرج علينا من الدير شيخ جميل حسن الوجه ، حسن الهيئة والسمت ، معه كتاب في يده ، حتى أتى أميرالمؤمنين عليه السلام فسلم عليه بالخلافة ، فقال علي عليه السلام : مرحبا يا أخي شمعون بن حمون ، كيف حالك رحمك الله ؟ فقال : بخير يا أميرالمؤمنين ، وسيد المسلمين ، ووصي رسول رب العالمين ، إني من نسل رجل من حواري عيسى بن مريم عليه السلام .
وفي رواية اخرى : أنا من نسل حواري أخيك عيسى بن مريم عليه السلام .
من نسل شمعون بن يوحنا ، وكان أفضل حواري عيسى بن مريم عليه السلام الاثنى عشر ، وأحبهم إليه ، وآثرهم عنده ، وإليه أوصى عيسى عليه السلام ، وإليه دفع كتبه علمه وحمته ، فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين عليه لم يكفروا ولم يبدلوا ولم يغيروا ، و تلك الكتب عندى إملاء عيسى بن مريم عليه السلام ، وخط أبينا بيده ، وفيه كل شئ يفعل الناس من بعده ملك ملك وما يملك ، وما يكون في زمان كل ملك منهم حتى يبعت الله رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، من أرض تدعى تهامة ، من قرية يقال لها : مكة ، يقال له : أحمد ، الانجل لعينين ، المقرون الحاجبين ، صاحب الناقة والحمار ، والقضيب ولاتاج ، يعني العمامة ، له اثنا عشر اسما ، ثم ذكر مبعثه ومولده وهجرته ، ومن يقاتله ومن ينصره ومن يعاديه ، وكم يعيش ، وما تلقى امته بعده إلى أن ينزل الله عيسى بن مريم عليه السلام من السمآء ، فذكر في ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله صلى الله عليهم هم خير من خلق الله ، وأحب من خلق الله إلى الله ، وإن الله ولي من والاهم ، وعدو من عاداهم ، من أطاعهم اهتدى ، ومن عصاهم ضل ، طاعتهم لله طاعة ومعصيتهم لله معصية ، مكتوبة فيه أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم ، وكم يعيش كل رجل منهم واحد بعد واحد، وكم رجل منهم يستر أدلة للناس حتى ينزل الله عيسى عليه السلام على آخرهم ، فيصلي عيسى عليه السلام خلفه ، ويقول : إتكم أئممة لا ينبغي لاحد أن يتقدمكم ، فيتقدم فيصلي بالناس ، وعيسى عليه السلام خلفه في الصف، أولهم وأفضلهم وخيرهم ، له مثل اجورهم ، واجور من أطاعهم ، واهتدى بهداهم ، أحمد رسول الله صلى الله عليه واله ، واسمه محمد ، وياسين ، والفتاح ، والختام، والحاشر ، و العاقب ، والماحي .
وفي نسخة اخرى : مكان الماحي الفتاح والقائد ، وهو نبى الله ، وخليل الله ، و حبيب الله ، وصفية وأمينه وخيرته ، ير تقلبه في الساجدين .
وفي نسخة اخرى : يراه تقلبه في الساجدين ، يعني في أصلاب النبيين .
ويكلمه برحمته ، فيذكر إذا ذكرو هم اكرم خلق الله على الله ، وأحبهم إلى الله ، لم يخلق الله خلقا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا آدم فمن سواه خيرا عند الله ولا أحب لالى الله منه ، يقعده يوم القيامة على عرشه ، ويشفعه في كل  من يشفع فيه ، باسمه جرى القلم في في اللوح المحفوظ ، في ام الكتاب ، ثم أخوه احب اللوآء إلى يوم المحشر الاكبر ، ووصيه ووزيره وخليفته في امته ، وأحب خلق الله إلى الله بعده على بن أبي طالب عليه السلام .
ولي كل مؤمن بعده ، ثم أحد عشر إماما من ولد محمد وولد الاول : اثنان منهم سميا ابني هارون : شبر وشبير .

 

نص الكفاية : أبوالمفضل الشيباني ، عن موسى بن عبيدالله بن يحيى بن خاقان ، عن محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي ، عن محمد بن حماد بن ماهان الدباغ ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن الحارث بن نبهان ، عن عيسى بن يقظان، عن أبي سعيد ، عن مكحول عن واثلة بن الاسقع ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال دخل جندل بن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عندالله ، وعما لايعلمه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ماليس لله فليس لله شريك ، وأما ما ليس عندالله فليس عند الله ظلم للعباد ، وأما مالا يعلمه الله فذلك قولكم يامعشر اليهود : عزير بن الله والله لايعلم أن له ولدا ، فقال جندل : أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله حقا . ثم قال : يارسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي : يا جندل أسلم على يد محمد واستمسك بالاوصياء من بعده : فقد أسلمت ورزقني الله ذلك ، فأخبرني ما الاوصياء  بعدك لاتمسك بهم ؟ فقال : ياجندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، فقال : يارسول الله إنهم كانوا اثني عشر ، هكذا وجدنا في التوراة قال : نعم الائمة بعدي اثنا عشر ، فقال : يارسول الله كلهم في زمن واحد ؟ قال : لا ولكن خلف بعد خلف ، فإنك لن تدرك منهم إلا تدرك منهم إلا ثلاثه ، قال : فسمهم لي يارسول الله : قال : نعم إنك تدرك سيد الاوصياء ووارث الانبياء وأبا الائمة علي بن أبي طالب بعدي ، ثم ابنه الحسن ، ثم الحسين ، فاستمسك بهم من بعدي ولايغرنك جهل الجاهلين ، فإذا كانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن .
فقال : يارسول الله هكذا وجدت في التوراة " إليا يقطوا شبرا وشبيرا " فلم أعرف أساميهم ، فكم بعد الحسين من الاوصياء وما أساميهم ؟ فقال : تسعة من طلب الحسين والمهدي منهم ، فإذا انقضت مدة الحسين قام بالامر بعده علي ابنه ويلقب بزين العابدين فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده ابنه يدعى بالباقر ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر بعده جعفر ويدعى بالصادق ، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالامر بعده موسى ويدعى بالكاظم ، ثم إذا انتهت مدة موسى قام بالامر بعده ابنه علي ويدعى بالرضا ، فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده ابنه محمد يدعى بالزكي ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر بعده علي ابنه ويدعى بالنقي ، فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده الحسن ابنه يدعى بالامين ثم يغيب عنهم إمامهم ، قال يارسول الله هوالحسن يغيب عنهم ؟ قال : لاولكن ابنه الحجة ، قال : يا رسول الله فما ؟ قال : لايسمى حتى يظهره الله . ......إلخ

 

 

أمالي الصدوق: ... فاذا أنا برجل قد خرج إلي فقال : أما البغلة والكسوة فأعرفهما ، والله ما كان فلا يحملك ويكسوك إلا أنك تحب الله عزوجل ورسوله ، فحدثني بحديث في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : فقلت : أخبرني أبي عن أبيه جده ، قال : كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ جاءت فاطمة عليها السلام تبكي بكاء شديدا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت : يا أبت عيرتني نساء قريش وقلن : إن أباك وزوجك من معدم لا مال له ، فقال لها النبي صلى الله عليه وآله : لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجل الله من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وإن الله عزوجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه واتخذه وصيا ، فعلي أشجع الناس قلبا ، وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا ، وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين ابناه وهما سيدا شباب أهل الجنة ، واسمهما في التوراة شبر وشبير ، لكرامتهما على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكين فوالله إنه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد بيدى ، فاناوله عليا لكرامته على الله عزوجل ، يا فاطمة لا تبكيَّنِ فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجئ علي معي ، وإذا شفعني الله عزوجل شفع عليا معي ، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم : يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمان ، ....إلخ

 

ولا يوجد في توراة اليهود أن أسماء أولاد هارون هكذا، بل هم:

 

(23وَأَخَذَ هَارُونُ أَلِيشَابَعَ بِنْتَ عَمِّينَادَابَ أُخْتَ نَحْشُونَ زَوْجَةً لَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ.) الخروج6ك 23

 

أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط!

 

روى أحمد:

 

×15093 - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ".

 

إسناده ضعيف، القاسم بن عبد الواحد وعبد الله بن محمد بن عقيل يقبل حديثهما عند المتابعة، وقد تفردا بهذا الحديث، فلم يتابعهما عليه أحد.

وأخرجه الترمذي (1457) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 4/357 من طريق عمرو بن عاصم، عن همام، به. وفي المطبوع منه سقط استدركناه من "إتحاف المهرة" 3/211.

وأخرجه ابن ماجه (2563) ، وأبو يعلى (2128) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/394 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن القاسم بن عبد الواحد، به.

وأخرجه عبد الرزاق (13493) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وهذه الرواية خطأ، قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 50: الصواب حديث جابر.

وله شاهد لا يُفرح به من حديث ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 2/596، وإسناده ضعيف جداً، فيه الجارود بن يزيد، وهو ضعيف جداً، ومتهم بالكذب.

كتب الحديث كان يُحشَر فيها أي سخافات وتهوسات، فأي أمة يخاف عليها من شيء كهذا؟! وهو لا يميل إليه إلا المصابون بالخلل الجيني الوراثي الطبيعي أو النفسي فقط. وهو في النهاية مرتبط بالحريات الشخصية وليس له تأثير على الأمة. لا علاقة لتقدم الأمم بميول أفرادها وسلوكياتهم الجنسية الغير عدوانية في العموم. ولا يمكن أن تسود المثلية الجنسية في أمة لأنها صفة وراثية وليست عادة أو ثقافة.

 

وعود وهمية لليثاربة وتابعيهم في يثرب

 

روى البخاري:

 

3788 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَتْ الْأَنْصَارُ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ أَتْبَاعًا وَإِنَّا قَدْ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَتْبَاعَهُمْ مِنْهُمْ قَالَ عَمْرٌو فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ قَدْ زَعَمَ ذَاكَ زَيْدٌ قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ

 

3792 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا قَالَ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ

 

3794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الْوَلِيدِ قَالَ دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ إِلَى أَنْ يُقْطِعَ لَهُمْ الْبَحْرَيْنِ فَقَالُوا لَا إِلَّا أَنْ تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَهَا قَالَ إِمَّا لَا فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي فَإِنَّهُ سَيُصِيبُكُمْ بَعْدِي أَثَرَةٌ

 

بَاب قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

3799 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ حَدَّثَنَا شَاذَانُ أَخُو عَبْدَانَ حَدَّثَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ مَرَّ أَبُو بَكْرٍ وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالَ مَا يُبْكِيكُمْ قَالُوا ذَكَرْنَا مَجْلِسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَّا فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ قَالَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَصَبَ عَلَى رَأْسِهِ حَاشِيَةَ بُرْدٍ قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَلَمْ يَصْعَدْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ فَإِنَّهُمْ كَرِشِي وَعَيْبَتِي وَقَدْ قَضَوْا الَّذِي عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي لَهُمْ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ

 

3800 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بِهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ حَتَّى جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرًا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ

 

6830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ وَأَنْ لَا يَعُوهَا وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَقَالَ عُمَرُ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ أَلَا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ أَلَا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُبَايَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْأَنْصَارَ خَالَفُونَا وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلَاءِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ لَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلَانِ صَالِحَانِ فَذَكَرَا مَا تَمَالَأَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ فَقَالَا أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ فَقُلْنَا نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَا لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ اقْضُوا أَمْرَكُمْ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالُوا هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقُلْتُ مَا لَهُ قَالُوا يُوعَكُ فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنْ الْأَمْرِ فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الْحَدِّ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رِسْلِكَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ فَقَالَ مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُسَوِّلَ إِلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ شَيْئًا لَا أَجِدُهُ الْآنَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ حَتَّى فَرِقْتُ مِنْ الِاخْتِلَافِ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ ثُمَّ بَايَعَتْهُ الْأَنْصَارُ وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقُلْتُ قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَالَ عُمَرُ وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلَا


وكما قلت بمواضع أخرى من الكتاب أعطى محمد كل الثروة والغنائم لقريش وللقبائل الكبيرة وزعمائها، بمجرد حيازته لقمة القوة العكسرية في شبه جزيرة العرب، وانفرد القرشيون بحكم الامبراطورية الإسلامية بعد موت محمد لقرون، وتم استبعاد اليثاربة تمامًا من السلطة والأنصبة والمناصب فيها، ولما حاولوا دعم قرشيين معينين كعبد الله بن الزبير ممن حملوا مشروع إعادة دولة الخلافة الأولى الفاشلة المخفقة، بطش بهم عسكريو الدولة الأموية بصورة رهيبة كما في موقعة الحرة التي قتلوا فيها الكثير من أصحاب محمد وتابعيهم وقالت كتب تاريخ أن جيش الأمويين الشامي اغتصب رجاله ألف عذراء ونهبوا يثرب وبيوتها وغيرها ونتفوا شعر الصحابة والتابعين وختموهم بأختام، والنبؤات الملفقة تشير إلى تناقص عدد اليثاربة بسبب أنهم غمروا بلدهم بأجانب كثيرين من كل مكان بسبب سماحهم بالهجرات الكثيفة الدينية إلى بلدهم، ونصرتهم للإسلام عادت عليهم آخر الأمر بالخسائر، لم ينالوا سوى وعود وهمية وقبر لمحمد تركه لهم ليتلهوا به عن المطالب المادية والملموسة. ولا شك أن القرشيين واليثاربة كلاهما انقرض ككيان في النهاية، لكن اليثاربة كانوا أسرع انقراضًا وتفككَ هويةٍ وكيان بسبب استقبالهم لكل المهاجرين من كل مكان في أول فترة الإسلام وعامل هجراتهم إلى البلدان المحتلة "المفتوحة". ما فعله عرب شبه الجزيرة العربية بأهل الشام القدماء ومصر رده هؤلاء وسائر أهل الأقاليم بأضعافه وظهرت موازين القوى الطبيعية بمجرد تنظيم هؤلاء في تنظيمات عسكرية كالجيش الأموي ومن قبله تنظيمات شبه عسكرية ميلشيات كالثوار على عثمان، وليس عجبًا أن مقتل عثمان على يد ثوار مصريين ومن الأمصار المفتوحة المحتلة، وانهزام عبد الله بن الزبير وإحباط مشروع إعادة نظام الخلافة الأولى الزاهدة الأكثر تشددًا وتطهرية هوسية "بيوريتانية" وعداء للحضارة تم على يد الجيش الشامي الأموي، وكذا قتل الحسين بن علي من نسل فاطمة لما ثار على الأمويين بهدف تحقيق نفس المشروع والمحاولة. رغم تقديسهم لاحقًا للأشخاص المذكورة ولعن وكره الأمويين، لكن في الأصل وقبل انهيار حكم بني أمية وتولي نظام معادٍ لهم هو العباسي للحكم وتغييره للكثير في العادات الدينية كان هناك دعم كبير للأمويين، وظروف كتابة كتب الحديث والتاريخ تمت مع تولي بني العباس للحكم وكانوا لم ينهر حكمهم ولا يشتتد فساده وبطشه مثلما حدث في الفترات المتأخرة منه، ولما كانت الشعوب وكتبة الحديث ورجال الدين كارهين للأمويين فقد صاروا على النقيض وخاصة بعضهم وبعض قادتهم ملعونين مكروهين في تلك الكتب. ولا تخلو كتب السنة ولا السنة أنفسهم من تشيع لعلي كما اتضح لي ولو أنهم على النقيض وبالتناقض ذكروا أحاديث في مديح معاوية وأخرى في ذمه وذم الأمويين وخاصة نسل الحكم أبو الخليفة مروان ونسله. العباسيون كمجمل لم يكونوا أقل سوءً من الأمويين كما يعلم من طالع كتب التاريخ، لكن الأمويين نالوا نصيبًا أسوأ من الهجوم والوصف بكل صفة سيئة فقط كالبخل والشح والتقتيل للناس والنهب لأن التاريخ كُتِب في عصر العباسيين، ومن حظ العباسيين أن السلطة التي تولت بعددهم ومعهم، يعني الأيوبيون والمماليك لم تكن مصلحتهم في الهجوم على بني العباس ولا قتلهم وإبادتهم، بل كانت في إبقاء خلافة شكلية شرفية للعباسيين في القاهرة منزوعة السلطات والصلاحيات كليًّا تقريبًا كغطاء شرعي مقدس لخداع العامة السذج بفكرة قداسة الحاكم من نسل بني هاشم وقريش، حسب التقليد الديني القديم لوجوب أن يكون الحاكم والخليفة من القرشيين. عندما كتب الشيخ عبد الرزاق كتابه (الإسلام وأصول الحكم) محاولًا تفنيد اشتراط قرشية الحاكم، رغم كون ذلك كتبه الرجل بعد عصور لم يعد بعدها لقريش أي كيان أو وجود حقيقي، فقد ثار عليه ظلاميو رجال الجامع الأزهر ثورة شمولية استبدادية غير عادية.

 

قال قحط المطر فقالوا آمين

 

روى عبد الرزاق:

 

7724 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين قال كان أبي يقوم للناس على عهد عمر في رمضان فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة فإذا تمت عشرون ليلة انصرف إلى أهله وقام للناس أبو حليمة معاذ القارئ وجهر بالقنوت في العشر الأواخر حتى كانوا مما يسمعونه يقول اللهم قحط المطر فيقولون آمين فيقول ما أسرع ما تقولون آمين دعوني حتى أدعو

 

حديث طريف، ولا تخلو كتب الحديث وتراجم الصحابة من طرائف هنا وهناك، رغم كل ما فيها من سوء ووحشية. معظم الناس في كل دين تقوم بالشعائر وترديد الكلام بدون تفكير فيما يفعلون من الأساس أو معناه ومنطقه ومدى عقلانيته.

 

إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْكِتَابَ وَاللَّبَنَ

 

وروى أحمد:

 

17318 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْكِتَابَ وَاللَّبَنَ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَالُ الْكِتَابِ ؟ قَالَ: " يَتَعَلَّمُهُ الْمُنَافِقُونَ ثُمَّ يُجَادِلُونَ بِهِ الَّذِينَ آمَنُوا " فَقِيلَ: وَمَا بَالُ اللَّبَنِ ؟ قَالَ: " أُنَاسٌ يُحِبُّونَ اللَّبَنَ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ الْجَمَاعَاتِ وَيَتْرُكُونَ الْجُمُعَاتِ ".

 

حديث حسن، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد روى عنه هذا الحديث عبد الله بن يزيد المقرىء كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وهو متابع أيضاً. أبو قَبيل: هو حي بن هانئ المَعَافري.

وأخرجه بنحوه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص293 عن النضر بن عبد الجبار، والطبراني في "الكبير" 17/ (816) من طريق سعيد بن أبي مريم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.

وقرن ابن عبد الحكم بالنضر عبدَ الله بن يزيد المقرئ، وسيأتي الحديث عن هذا الأخير برقم (17415) .

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/507، والطبراني 17/ (815) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/193 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث، والطبراني 17/ (817) ، والحاكم 2/374، والبيهقي في "الشعب" (2964) من طريق مالك بن الخير الزبادي، كلاهما عن أبي قبيل، به. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، ومالك بن الخير الزبادي قال الذهبي في "الميزان" 3/426: محله الصدق. وصحح الحاكم إسناده.

وسيأتي برقم (17421) من طريق درّاج أبي السمح، عن أبي قبيل.

وسلف مختصراً من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6640) ، ولفظه: "لا أخاف على أمتي إلا اللبن، فإن الشيطان بين الرغوة والصَّريح". وإسناده ضعيف.

قال السندي: قوله: "فيخرجون من الجماعات"، أي: لا يتيسر الإكثار منه إلا في البادية، فيخرجون إليها، فيؤدي ذلك إلى ترك الجمع والجماعات.

 

حدديث ملفق ولا ينطبق على كل ما تلاه من عصور، فالحليب متوفر  بكثرة في المدن كمدن مصر والشام، وهذا حديث ملفق مبكر جدًّا لناس الحجاز، حيث رعيهم للغنم أكثر في البوادي والصحارى لطلب الكلأ والعشب بالتنقل للرعي. والحديث منطوٍ على الشمولية الإسلامية التي تريد إجبار المواطنين على عمل الطقوس جماعة وعلنًا وعلى الأقل صلاة الجمعة لضمان تأثير الجماعة والمسجد على الفرد، لأن هجر المجموعة الدينية بداية تحرر الشخصية والفكر من غسيل المخ والاستلاب الفكري للأوهام والخرافات والشمولية وتأثير المجموعة بالضغط العلني والمستتر على الفرد.

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.