19 باب الخرافات والخزعبلات في القرآن والأحاديث

 

باب الخرافات والخزعبلات

 

البصاق المبارك

 

روى البخاري:

 

4210 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقِيلَ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ قَالَ فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ

 

5745 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا

 

ورواه أحمد 24617

 

وروى مسلم:

 

[ 2194 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قالوا حدثنا سفيان عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا قال بن أبي شيبة يشفى وقال زهير ليشفى سقيمنا

معالجة بالبصاق والتراب أو الطين، هل هذه عملية إنشاء مستعمرة بكتيرية؟!

 

وروى مسلم:

 

[ 2404 ] حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك ان تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم }  دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي

 

ورواه أحمد 1608

 

وروى أحمد:

 

579 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مَا رَمِدْتُ مُنْذُ تَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنِي"

 

إسناده حسن، أم موسى- وهي سُرية علي بن أبي طالب- قيل: اسمها فاختة، وقيل: حبيبة، لم يرو عنها غير مغيرة بن مقسم الضبي، قال الدارقطني: حديثُها مستقيم يخرح حديثها اعتباراً، وقال العجلي: كوفية تابعية ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (189) عن أبي عَوانة، وأبو يعلى (593) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 168 من طريق جرير، كلاهما عن مغيرة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (4210) ، وانظر شرحه للحافظ ابن حجر. ورواه أحمد22821 و23031 و22993 و778 و8990 والبخاري 3009 و4210 ومسلم 2406

 

ويروي ابن هشام في السيرة، بسياق غزوة خيبر:

 

.....قـال: يقول سَلَمة: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا رضوان الله عليه، وهو أرمد، فتفل في عينه، ثم قال: "خذ هذه الراية، فامض بها حتى يفتح الله عليك ".

قال: يقول سلمة: فخرج والله بها يأنِح يهرول هرولةً، وإنا لخلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضْم من حجارة تحت الحِصن....

 

وقال الواقدي في كتاب المغازي:

 

فَلَمّا أَصْبَحَ أَرْسَلَ إلَى عَلِىّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَلَيْهِ السّلامُ وَهُوَ أَرْمَدُ فَقَالَ: مَا أَبْصَرَ سَهْلاً وَلا جَبَلاً. قَالَ: فَذَهَبَ إلَيْهِ، فَقَالَ: افْتَحْ عَيْنَيْك، فَفَتْحهمَا فَتَفِلَ فِيهِمَا، قَالَ عَلِىّ عَلَيْهِ السّلامُ: فَمَا رَمِدَتْ حَتّى السّاعَةِ، ثُمّ دَفَعَ إلَيْهِ اللّوَاءَ وَدَعَا لَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ بِالنّصْرِ

 

ويقول الواقدي في سياق اغتيال كعب بن الأشرف

 

ثُمّ أَتَوْا بِصَاحِبِهِمْ الْحَارِثِ فَتَفَلَ فِى جُرْحِهِ، فَلَمْ يُؤْذِهِ،

 

ملاحظة: ورأيت هذه المرويات عند الشيعة الاثناعشرية كذلك في بحار الأنوار للمجلسي وغيره. ربما أحتاج تقديم اعتذار عجيب ما للشيعة الاثناعشرية والزيدية لأن البحث لا يتخصص في كتبهم للأسف كذلك! جل دراستي وخبرتي هي بكتب السنة وهي من الأقدم والأوثق والأكثر قابلية للاعتماد. يحتاج مذهب الشيعة لدراسة منفصلة، لحسن الحظ توجد كتب كثيرة مخصصة لذلك قد تفي جزئيًّا بالغرض كبتها متعقلنو أئمة شيعيين وبعض السنيين.

 

وروى البخاري في سياق الحديبية، من حديث 2732:

 

..... ثم إن عروة جعل يرمق أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ....

 

وجاء في السيرة لابن هشام في سياق الحديبية:

 

قال ابن إسحاق: قال الزهريُّ؛ فكلمه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما كلم به أصحابَه وأخبره أنه لم يأتِ يريد حرباً. فقام من عندِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى ما يصنع به أصحابُه، لا يتوضأ إلا ابتدروا وَضوءَه، ولا يبصق بصاقا إلا ابتدروه. ولا يسقط من شعره شيءٌ إلا أخذوه فرجع إلى قريش...إلخ

 

وقَالَ الْوَاقِدِىّ:

 

 فَلَمّا فَرَغَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللّهِ ÷ وَرَدّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ ÷ مَا قَالَ لِبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ وَأَصْحَابِهِ وَكَمَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْمُدّةِ رَكِبَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، حَتّى أَتَى قُرَيْشًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ إنّى قَدْ وَفَدْت عَلَى الْمُلُوكِ عَلَى كِسْرَى وَهِرَقْلَ وَالنّجَاشِىّ، وَإِنّى وَاَللّهِ مَا رَأَيْت مَلِكًا قَطّ أَطْوَعَ فِيمَنْ هُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ مِنْ مُحَمّدٍ فِى أَصْحَابِهِ وَاَللّهِ مَا يُشِدّونَ إلَيْهِ النّظَرَ، وَمَا يَرْفَعُونَ عِنْدَهُ الصّوْتَ وَمَا يَكْفِيهِ إلاّ أَنْ يُشِيرَ إلَى أَمْرٍ فَيُفْعَلَ، وَمَا يَتَنَخّمُ وَمَا يَبْصُقُ إلاّ وَقَعَتْ فِى يَدَىْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَمْسَحُ بِهَا جِلْدَهُ، وَمَا يَتَوَضّأُ إلاّ ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ أَيّهُمْ يَظْفَرُ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَقَدْ حَزَرْت الْقَوْمَ وَاعْلَمُوا أَنّكُمْ إنْ أَرَدْتُمْ السّيْفَ بَذَلُوهُ لَكُمْ، وَقَدْ رَأَيْت قَوْمًا مَا يُبَالُونَ مَا يُصْنَعُ بِهِمْ إذَا مَنَعُوا صَاحِبَهُمْ، وَاَللّهِ لَقَدْ رَأَيْت نُسَيّاتٍ مَعَهُ إنْ كُنّ لَيُسْلِمُنّهُ أَبَدًا عَلَى حَالٍ فَرُوا رَأْيَكُمْ وَإِيّاكُمْ

 

نعم فهم لم يروا تعصبًا دينيًّا وحالة هوس جمعي بشخصية من قبل، وهو أمر خطير، الذين يفعلون جهالات كهذه من تبرك بالمخاط والبصاق والبول وإذلال أنفسهم لبشر مثلهم، أشخاص بلا عقلانية ولا تفكير علمي منطقي، مجرد جهال أتباع خرافات فكيف اتخذتموهم مثلًا أعلى ورواة ثقات للمعجزات والخرافات المزعومة بل والتاريخ التبريري الذي يحاول تحسين صورة المسلمين.

 

بركة البصقة في الفم!

 

روى أحمد:

 

26938 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ، أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءَ، فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءَ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ فِي جَوْفِهِ رِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: " ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حمَّاد بن أسامة. وأخرجه البخاري (3909) و (5469) ، ومسلم (2146) (26) ، والبيهقي في "السنن" 6/205 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عقب الرواية (3909) فقال: تابعه خالد بن مخلد، عن علي بن مُسهر، عن هشام... قلنا: وهذه الرواية وصلَها ابن أبي شيبة 8/20 و14/335، ومسلم (2146) (26) ، والحافظ في "تغليق التعليق" 4/95. وأخرجه مسلم (2146) (25) ، والطبراني في "الكبير" القطعة من الجزء 13/ (222) و24/ (321) و (344) من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه وفاطمة بنت المنذر، قالا: خرجت أسماء حين هاجرت وهي حُبْلى... فذكره مطولاً، ولم يقل في آخره: وكان أول مولود ولد في الإسلام.

 

شاهدت ذات مرة على قناة TV5 الفرنسية قبيلة أفريقية بدائية جرى تصوير ممارساتها وهي قبيلة تقصر النساء فيها شعورهن بينما يطيل الرجال شعورهم (وهو حال بعض تلك القبائل)، والنساء فيها يعتبر عري الثديين لكل واحدة منهن عند مجتمع القبيلة شيئًا عاديًّا وقاعدة سائدة، وكانت إحداهن تعالج الأخريات ببصقة في فمها، نفس أسلوب علاج محمد، وهي أفكار وخرافات شامانية (عرافية كهانية) قديمة لتلك الأديان البدائية بممارساتها المتشابهة، كديانة العرب قبل الإسلام ومنها جاءت ممارسات محمد ولا يزال بعض الدجالين يمارسونها.

 

التبرك بعرق محمد

 

[ 2331 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا هاشم يعني بن القاسم عن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب

 

 [ 2331 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا حجين بن المثنى حدثنا عبد العزيز وهو بن أبي سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه قال فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت فقيل لها هذا النبي صلى الله عليه وسلم نام في بيتك على فراشك قال فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعين يا أم سليم فقالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا قال أصبت

 

 [ 2332 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعا فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم سليم ما هذا قالت عرقك أدوف به طيبي

 

ورواه أحمد 27117 و12000 و(12396) و (12483) و (13218) و (13423) و (13508) و (14059) ، و(13310) و (13366) ، و(13409) كلهم عن أنس، وفي بعض هذه الروايات ذُكر الشعر مكان العرق. ومسلم 2332

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج25:

 

290- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقِيلُ عِنْدِي ، فَأَبْسُطُ لَهُ نِطَعًا ، فَيَقِيلُ عَلَيْهِ ، فَيَعْرَقُ ، فَكُنْتُ أَعْجِنُ السُّكَّ بِعَرَقِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَاسْتَوْهَبْتُ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ ، فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ ، فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حَنَّطَ بِذَلِكَ السُّكِّ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ يُعْجِبُهُ أَنْ يُحَنِّطَ الْمَيِّتَ بِالسُّكِّ.

 

التبرك بشعر محمد وتقاسمهم له:

 

روى أحمد:

 

12483 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْلِقَ الْحَجَّامُ رَأْسَهُ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِشَعْرِ أَحَدِ شِقَّيْ رَأْسِهِ بِيَدِهِ، فَأَخَذَ شَعَرَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَدُوفُهُ فِي طِيبِهَا "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي مكرراً من طريق حسن بن موسى برقم (13508) ، ومن طريقين آخرين عن حماد برقم (13218) و (14059). وانظر ما سلف برقم (12000) و (12092) .

قوله: "تدوفه في طيبها" قال السندي: أي: تخلطه فيه، يقال: دافه بماء، يدوفُه ويُديفه: إذا بله به وخلطه، وقال بذال معجمة، والإهمال أكثر.

 

14059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ بِمِنًى، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شِقَّ رَأْسِهِ، فَحَلَقَ الْحَجَّامُ ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ تَجْعَلُهُ فِي سَكِّهَا، وَكَانَ يَجِيءُ فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى نِطْعٍ ، وَكَانَ مِعْرَاقًا ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ، وَتَجْعَلُهُ فِي قَارُورَةٍ لَهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا تَجْعَلِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ عَرَقُكَ أُرِيدُ أَنْ أَدُوفَ بِهِ طِيبِي

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 8/429 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الثاني بنحوه البخاري (6281) ، ومن طريقه البغوي (3660) من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس. وقد سلفت قصة حلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (12483) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وسلفت قصة دَوفِ الطيب بعرق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (12396) من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت، وانظر شرحه هنا

وروى البخاري:

 

6281- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ قَالَ فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ قَالَ فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ

 

171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 1305 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حفص بن غياث عن هشام عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحلاق خذ وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس

 

 [ 1305 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب قالوا أخبرنا حفص بن غياث عن هشام بهذا الإسناد أما أبو بكر فقال في روايته للحلاق ها وأشار بيده إلى الجانب الأيمن هكذا فقسم شعره بين من يليه قال ثم أشار إلى الحلاق وإلى الجانب الأيسر فحلقه فأعطاه أم سليم وأما في رواية أبي كريب قال فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك ثم قال ههنا أبو طلحة فدفعه إلى أبي طلحة

 

 [ 1305 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام عن محمد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة ثم انصرف إلى البدن فنحرها والحجام جالس وقال بيده عن رأسه فحلق شقه الأيمن فقسمه فيمن يليه ثم قال احلق الشق الآخر فقال أين أبو طلحة فأعطاه إياه

 

 [ 1305 ] وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان سمعت هشام بن حسان يخبر عن بن سيرين عن أنس بن مالك قال لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ثم ناوله الشق الأيسر فقال احلق فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال أقسمه بين الناس

 

[ 2325 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل

 

ورواه أحمد 12092 و13164 و13242 و13685 و12363 و12483 و12400

 

وروى الواقدي:

 

فَحَدّثَنِى إبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِى الزّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ حِينَ حَلَقَ رَأْسَهُ وَرَمَى بِشَعَرِهِ عَلَى شَجَرَةٍ كَانَتْ إلَى جَنْبِهِ مِنْ سَمُرَةٍ خَضْرَاءَ، قَالَتْ أُمّ عُمَارَةَ فَجَعَلَ النّاسُ يَأْخُذُونَ الشّعَرَ مِنْ فَوْقِ الشّجَرَةِ فَيَتَحَاصّونَ فِيهِ وَجَعَلْت أُزَاحِمُ حَتّى أَخَذْت طَاقَاتٍ مِنْ شَعَرٍ، فَكَانَتْ عِنْدَهَا حَتّى مَاتَتْ تَغْسِلُ لِلْمَرِيضِ، قَالَ: وَحَلَقَ يَوْمئِذٍ نَاسٌ وَقَصّرَ آخَرُونَ، قَالَتْ أُمّ سَلَمَةَ: زَوْجُ النّبِىّ ÷ وَقَصّرْت يَوْمئِذٍ أَطْرَافَ شَعَرِى، وَكَانَتْ أُمّ عُمَارَةَ تَقُولُ: قَصّرْت يَوْمئِذٍ - بِمِقَصّ مَعِى - الشّعَرَ وَمَا شَدّ.

 

وفي سياق حجة الوداع ذكر الواقدي:

 

حَلْقُ شَعْرِ رَسُولِ اللّهِ ÷

قَالُوا: لَمّا نَحَرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ الْهَدْىَ دَعَا الْحَلاّقَ، وَحَضَرَ الْمُسْلِمُونَ يَطْلُبُونَ مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللّهِ ÷، فَأَعْطَى الْحَلاّقَ شِقّ رَأْسِهِ الأَيْمَنَ، ثُمّ أَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِىّ، وَكَلّمَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِى نَاصِيَتِهِ حِينَ حَلَقَ فَدَفَعَهَا إلَيْهِ، فَكَانَ يَجْعَلُهَا فِى مَقْدَمِ قَلَنْسُوَتِهِ، فَلا يَلْقَى جَمْعًا إلاّ فَضّهُ.

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ: كُنْت أَنْظُرُ إلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَمَا نَلْقَى مِنْهُ فِى أُحُدٍ، وَفِى الْخَنْدَقِ، وَفِى الْحُدَيْبِيَةِ، وَفِى كُلّ مَوْطِنٍ لاقَانَا، ثُمّ نَظَرْت إلَيْهِ يَوْمَ النّحْرِ يُقَدّمُ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ بَدَنَةً، وَهِىَ تَعْتَبُ فِى الْعَقْلِ، ثُمّ نَظَرْت إلَيْهِ وَرَسُولُ اللّهِ ÷ يَحْلِقُ رَأْسَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللّهِ نَاصِيَتك لا تُؤْثِرُ بِهَا عَلَىّ أَحَدًا، فِدَاك أَبِى وَأُمّى فَأَنْظُرُ إلَيْهِ أَخَذَ نَاصِيَةَ رَسُولِ اللّهِ ÷، فَكَانَ يَضَعُهَا عَلَى عَيْنَيْهِ وَفِيهِ.

قَالَ: وَسَأَلْت عَائِشَةَ رَضِىَ اللّهُ عَنْهَا: مِنْ أَيْنَ هَذَا الشّعْرُ الّذِى عِنْدَكُنّ؟ قَالَتْ: إنّ رَسُولَ اللّهِ ÷ لَمّا حَلَقَ رَأْسَهُ فِى حَجّتِهِ فَرّقَ شَعْرَهُ فِى النّاسِ، فَأَصَابَنَا مَا أَصَابَ النّاسَ. فَلَمّا حَلَقَ رَسُولُ اللّهِ ÷ رَأْسَهُ أَخَذَ مِنْ شَارِبِهِ وَعَارِضَيْهِ وَقَلّمَ أَظْفَارَهُ وَأَمَرَ بِشَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَنْ يُدْفَنَا.

 

التبرك ببول محمد

 

روى البيهقي:

 

13184 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حامد العطار ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن معين عن حجاج عن بن جريج قال أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبول في قدح من عيدان ثم وضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة أين البول الذي كان في هذا القدح قالت شربته يا رسول الله

 

وروى الطبراني في ج24 من المعجم الكبير:

 

477 - حدثنا أحمد بن زياد الحذاء الرقي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال : حدثتني حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة [ عن أمها أنها ] قالت: كان النبي صلى الله عليه و سلم يبول في قدح عيدان ثم يرفع تحت سريره فبال فيه ثم جاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت بها من أرض الحبشة : أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته فقال : لقد احتظرت من النار بحظار

 

رواه أبو داوود 24 والنسائي في المجتبى 32 وابن حبان 1413 والبيهقي في الكبرى1/ 99 والبغوي في شرح السنة 194 والحاكم في المستدرك 1/ 167 وصححه ووافقه الذهبي. وحسنه الحافظ ابن حجر والنووي وغيرهما لأن له شاهدا عند النسائي في المجتبى 32 بسند صحيح وكلهم رووه مختصرا.

 

527 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة قالت: كان للنبي صلى الله عليه و سلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلب فلم يجده فسأل فقال : أين القدح ؟ قالوا شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لقد احتظرت من النار بحظار

 

قال الهيثمي في المجمع8/ 271 ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة.

 

التبرك بيد وأصابع محمد

 

روى مسلم:

 

[ 2324 ] حدثنا مجاهد بن موسى وأبو بكر بن النضر بن أبي النضر وهارون بن عبد الله جميعا عن أبي النضر قال أبو بكر حدثنا أبو النضر يعني هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها فربما جاءه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها

 

رواه أحمد 12401 وعبد بن حميد (1274) وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/533، والبيهقي في "الدلائل" 1/331.

 

وروى البخاري:

 

77 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ عَقَلْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ

 

1185 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ

 

ورواه أحمد 23620 و22743 و23638

 

ما أسسه محمد كان (وربما لا يزال) مجتمع جهل وهوس ديني وتهوس جمعي بالدين والخرافة وشخصية محمد ومزاعمه وكانوا يطلبون من مستعبَديهم عند ملء جرار الماء أن يمروا عليه ليضع يده داخلها طلبا لبركة وهمية في مجتمع فقر وجهل ومرض وآمل وهمية. التبرك بيد محمد كان أهون الشرور، فكما رأينا فقد تبركوا بمخاطه وبوله وبصاقه وشعره وغيرها. هذه حالة هوس تامة كاملة. هذا ليس المجتمع الذي تتوقع أن تجد عنده حقائق علمية عن أصل الحياة أو الكون، لأنهم فقدوا العقل ولم يكن عندهم معارف ومنهاج بحث علمي.

 

التبرك بآثار محمد بعد موته

 

روى مسلم:

 

[ 2069 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الملك عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر وكان خال ولد عطاء قال أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر فقالت بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة العلم في الثوب وميثرة الأرجوان وصوم رجب كله فقال لي عبد الله أما ما ذكرت من رجب فكيف بمن يصوم الأبد وأما ما ذكرت من العلم في الثوب فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يلبس الحرير من لا خلاق له فخفت أن يكون العلم منه وأما ميثرة الأرجوان فهذه ميثرة عبد الله فإذا هي أرجوان فرجعت إلى أسماء فخبرتها فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت إلي جبة طيالسة كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج فقالت هذه كانت عند عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها

 

رواه أحمد 26942 و26945 والبيهقي في "السنن" 2/423- ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (9619) - ويعلى بن عبيد- فيما أخرجه البيهقي 3/270- أربعتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله مولى أسماء، بهذا الإسناد. ورواه هشيم بن بشير- كما في الروايتين عند أحمد (26945) و (26989) - وعبد السلام بن حرب - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (264) - كلاهما عن عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح ، عن مولى أسماء، به. بزيادة عطاء ابن أبي رباح بين عبد الملك ومولى أسماء، والصواب رواية من رواه عن عبد الملك، عن عبد الله مولى أسماء، دون ذكر عطاء في الإسناد، فيما ذكر النسائي عقب الرواية (9620). ورواه هشيم بن بشير من رواية سريج بن يونس عنه - فيما أخرجه النسائي في "الكبرى" (6920) - عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي أسماء مولى أم سلمة، عن أم سلمة. قال النسائي: ليس هذا محفوظا. ورواه جرير بن عبد الحميد - كما عند ابن أبي شيبة 8/359 - عن عبد الملك، عن عطاء، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة... فذكره هكذا مرسلا. وعند أحمد برقم (26982) من طريق مغيرة بن زياد، عن أبي عمر مولى أسماء، قال: قالت أسماء: يا جارية، ناوليني جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاخرجت جبة من طيالسة.

قال السندي: قوله: "عليها لبنة" بكسر لام وسكون باء: هي رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبة. "وفرجيها" أي: رأيت طرفيها. "مكفوفين به" أي: بالديباج.

 

وروى البخاري في كتابه الأدب المفرد:

 

348 - م حدثنا مسدد عن يحيى عن عبد الملك العرزمي قال حدثنا عبد الله مولى أسماء قال: أخرجت إلى أسماء جبة من طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج وان فرجيها مكفوفان به فقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يلبسها للوفود ويوم الجمعة.

 

إسناده حسن

 

هذا حال مجتمعات بؤس قبل عصر العلم والطب الحديث، لم يكن لهم أمل في علم يشفي، فلجؤوا للوهم والخرافة والآمال الكاذبة.

 

وروى أحمد:

 

12948 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " فَدَعَا بِإِنَاءٍ وَفِيهِ ثَلَاثُ ضِبَابٍ حَدِيدٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأُخْرِجَ مِنْ غِلَافٍ أَسْوَدَ، وَهُوَ دُونَ الرُّبُعِ وَفَوْقَ نِصْفِ الرُّبُعِ، " فَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَجُعِلَ لَنَا فِيهِ مَاءٌ، فَأُتِينَا بِهِ فَشَرِبْنَا وَصَبَبْنَا عَلَى رُءُوسِنَا وَوُجُوهِنَا، وَصَلَّيْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

 

إسناده قوي، حجاج بن حسان صدوق لا بأس به. ورواية حجاج هذه لم نقع عليها عند غير المصنف. وقد أخرج الترمذي في "الشمائل" (196) من طريق عيسى بن طهمان، عن ثابت، قال: أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب غليظاً مضبَّباً بحديد، فقال: يا ثابت، هذا قدح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه حسين بن الأسود البغدادي شيخ الترمذي، فيه ضعف. وانظر في قدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسند أحمد برقم (13581) و(12410) .

 

وروى البخاري:

 

5638 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ قَالَ وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ قَالَ قَالَ أَنَسٌ لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا قَالَ وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكَهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2008 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لقد سقيت رسول الله بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن

 

رواه أحمد 13581  وأبو يعلى (3513) ، وأبو عوانة 5/320 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً "والنبيذ" ولم يُذكر الماءُ في روايهَ أبي يعلى. وأخرجه عبد بن حميد (1307) و (1356) ، والترمذي في "الشمائل " (197) ، وأبو يعلى (3503) و (3788) و (3868) ، وأبو عوانة 5/321، وابن حبان (5394) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 221-222، والحاكم 4/105، وأبو نعيم في "الحلية" 6/261، والبيهقي 8/299، والبغوي (3020) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقرنوا فيه بثابت حميداً الطويل- غير ابن حبان وأبي الشيخ والبيهقي. وزادوا جميعاً فيه: "والنبيذ"، ولم يذكر أبو الشيخ العسلَ، وزاد في آخر الحديث: فلولا أني رأيت أصابعه في هذه الحلقة لجعلت عليها الذهب والفضة. وأخرجه أبو الشيخ ص 211 و222 من طريق محمد بن مصعب، عن حماد، عن هشام بن زيد، عن أنس. وزاد فيه: السويق والنبيذ.

 

ممارسة معروفة استمرت لقرون وربما لا تزال مع كل ما نسب لمحمد، كعباءته وما شابه. ينبغي أن نعترف أن هذه ممارسات ناس بدائيين ليس لديهم منهج التفكير العلمي ولا عقلانية التعقل والتفكير السليم. وهذا هو الفيصل بين المنهج العلمي والتفكير الخرافي. لا توجد أمة تتقدم وهذه الذهنية هي الحاكمة المسيطرة فيها على الحكم والتعليم ومعاهد التعليم. كثير من العلماء العرب ممن كانوا في عصر تقدم العلم في أيام دولة العباسيين وعصر ازدهار الأندلس في إسبانيا كانوا تغلبوا على عقلية الخرافات، لذلك لا عجب أن كثيرين منهم كفّرهم السلفيون الظلاميون كجابر بن حيان وابن رشد وابن سينا وأبي بكر الرازي وغيرهم من أطباء وعلماء وفلاسفة وقد تعرض بعضهم لاضطهادت خطيرة، منها ضرب أبي بكر الرازي على رأسه بأمر الحاكم حتى أصيب بالعمى.

 

وعاش المسلمون بعامَّتهم على الخرافات بعد موت محمد دومًا، روى أحمد:

 

20665 - حدثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، حدثنا ذيال بن عبيد بن حنظلة، قال: سمعت حنظلة بن حذيم جدي، أن جده حنيفة، قال لحذيم: اجمع لي بني، فإني أريد أن أوصي، فجمعهم، فقال: إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل، التي كنا نسميها في الجاهلية: المطيبة، فقال حذيم: يا أبت، إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عند أبينا، فإذا مات رجعنا فيه، قال: فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال حذيم: رضينا، فارتفع حذيم، وحنيفة، وحنظلة معهم غلام، وهو رديف لحذيم، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، سلموا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، " ما رفعك يا أبا حذيم ؟ " قال: هذا، وضرب بيده على فخذ حذيم، فقال: إني خشيت أن يفجأني الكبر، أو الموت، فأردت أن أوصي، وإني قلت: إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل، كنا نسميها في الجاهلية: المطيبة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعدا فجثا على ركبتيه، وقال: " لا، لا، لا الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، فإن كثرت فأربعون "، قال: فودعوه ومع اليتيم عصا، وهو يضرب جملا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عظمت هذه هراوة يتيم "، قال حنظلة: فدنا بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن لي بنين ذوي لحى، ودون ذلك، وإن ذا أصغرهم، فادع الله له، فمسح رأسه، وقال: " بارك الله فيك "، أو " بورك فيه "، قال ذيال: فلقد رأيت حنظلة، " يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو بالبهيمة الوارمة الضرع، فيتفل على يديه، ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه، ويقول على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمسحه عليه "، وقال ذيال: " فيذهب الورم ".

 

إسناده صحيح. أبو سعيد مولى هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبيد البصري، وذيال بن عبيد، تحرف في (م) وأصولنا الخطية إلى: ذيال ابن عتبة، وهو خطأ، صوابه ما أثبتنا، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" ومصادر ترجمته ومصادر التخريج، ولم يذكره أحد باسمه: ذيال بن عتبة. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/64 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/203، والطبراني في "الأوسط" (2917) من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، به. وليس عند ابن قانع قصة حنيفة مع أبنائه، ورواية الطبراني مختصرة بقوله: إن لي بنين ذوي لحى...إلخ. وأخرجه مطولا ومختصرا أبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "المطالب العالية" (4527) ، وابن قانع 1/204، والطبراني في "الكبير" (3477) و (3500) و (3501) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/214، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/395-398 من طرق عن الذيال بن عبيد، به. وذكر ابن عبد البر فى روايته اسم اليتيم، وهو: ضرس بن قطيعة، قال السندي: رواه الحسن ابن سفيان في "مسنده" وزاد أن اسم اليتيم: ضريس بن قطيعة. 

قال السندي: قوله: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رفعك؟" أي: قال لحنيفة ذلك، والمراد: ما رفعك إلي، أو ما جعلك راكبا، والمقصود: لأي شيء جئت؟ "هراوة يتيم"، بكسر الهاء: هي العصا.  لحى: جمع لحية.

 

ليس هذا سوى ترويج ودعم للجهل والخرافة والدجل والتفكير الغير علمي.

 

خرافة علاج الأمراض بالرُقِيّ والتعاويذ والقرآن

 

واللجوء إلى الدجل والعلاجات الدينية الوهمية لا يزال شائعًا كثيرًا، حتى في أوساطٍ متعلِّمة جيدًا كما يُفترَض نتاج اليأس من مرضٍ ما، وهذا مما لا يفيد، حيث لا بديل للعلاج الطبيّ العلميّ السليم، لأن الجسد مجموعة مواد تُعالَج اختلالاتها بمواد، وأعضاء وأجهزة تُعالَج اختلالاتها بالأدوية وإلا فبالتدخل الجراحيّ، أما الأدعية والنصوص فلا تأثير لها سوى كعامل نفسيّ للشخص المتديِّن، لكنها لا تصلح كعلاج صحيح.

 

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)} القيامة

 

ونجتزئ من تفسير ابن كثير:

 

...إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، أَيِ: انْتُزِعَتْ رُوحُكَ مِنْ جَسَدِكَ وَبَلَغْتَ تَرَاقِيَكَ، وَالتَّرَاقِي: جَمْعُ تَرْقُوَةٍ، وَهِيَ الْعِظَامُ الَّتِي بَيْنَ ثَغْرَةِ النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ، كَقَوْلِهِ: {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الْوَاقِعَةِ: 83 -87] . وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا: {كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} وَيُذْكَرُ هَاهُنَا حَدِيثُ بُسْر بْنِ جِحاش الَّذِي تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ "يس". وَالتَّرَاقِي: جَمْعُ تَرْقُوَةٍ، وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنَ الحلقوم. {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} قَالَ: عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَيْ مَنْ رَاقٍ يَرْقِي؟ وَكَذَا قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} أَيْ: مَنْ طَبِيبٌ شَافٍ. وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ، وَابْنُ زَيْدٍ.

وروى البخاري:

 

5675 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى إِذَا أُتِيَ بِالْمَرِيضِ وَقَالَ جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى وَحْدَهُ وَقَالَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا

 

ورواه أحمد 26369 و24175 و24182 و24345 و3615 و24234 و24927 و24776 و9757 والبخاري 5743 و5744 و5750 ومسلم 2191 و2185

 

5017 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

 

وروى أحمد:

 

26369 - حدثنا حسين، قال: حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عائشة، أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالمريض قال: " أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (24175) ، غير أن شيخ أحمد هنا: هو حسين بن محمد بن بهرام المروذي، وشيخه: هو شيبان ابن عبد الرحمن النحوي.

 

كثيرًا ما مارس محمد مع سكان يثرب دور العراف الطبيب أو (الشامان) على طريقة كهنة الأديان البدائية العرافية (الشامانية) وكانت ديانة العرب قبل الإسلام من ضمن تلك الأديان البدائية كديانات الأفارقة والهنود الحمر والأستراليين الأصليين وما شابه. يمكننا اعتبار محمد بناءً على النصوص التي سنعرضها من الأحاديث في هذا الباب بأنه كان بمثابة "شامان أو عراف يثرب" الممارس للدجل والعلاج الوهمي.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(17296) 17429- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَقَبٍ مِنْ تِلْكَ النِّقَابِ، إِذْ قَالَ لِي: يَا عُقْبَ، أَلاَ تَرْكَبُ ؟ قَالَ: فَأَجْلَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَرْكَبَ مَرْكَبَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُقْبُ، أَلاَ تَرْكَبُ ؟ قَالَ: فَأَشْفَقْتُ أَنْ تَكُونَ مَعْصِيَةً، قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبْتُ هُنَيَّةً، ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُقْبُ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: فَأَقْرَأَنِي: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ بِهِمَا، ثُمَّ مَرَّ بِي، قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبُ ؟ اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَكُلَّمَا قُمْتَ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم أبي عبد الرحمن- وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن، ووثقه أهل العلم كالبخاري وابن معين وغيرهما، وقد صرح القاسم بسماعه من عقبة بن عامر في رواية ابن المبارك، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/253، وأبو يعلى (1736)، وابن خزيمة (534)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" " (125) و(124) و(127) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (889)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (288) و(289) وبنحوه ابن أبي شيبة 10/539. والحميدي (851)، والنسائي في الكبرى 8/253، والدارمي 2/462، والطبراني في "الكبير" 17/ (949) وأبو داود (1463) والطبراني 17/ (950)، والبيهقي فى "السنن" 2/394- 395، وفي "الشعب" (2563) وأحمد بن حنبل (17297) و(17299) و(17303) و(17322) و(17334) و(17341) و(17342) و(17350) و(17355) و(17366) و(17370) و(17378) و(17389) و(17392) و (17417) و(17418) و(17452) و(17455) و(17792) .

 

17297 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ "

 

17299 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَتَانِ، فَتَعَوَّذُوا بِهِنَّ، فَإِنَّهُ لَمْ يُتَعَوَّذْ بِمِثْلِهِنَّ " يَعْنِي المعوِّذتين.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه الطيالسي (1003)، وعبد الرزاق في "التفسير" 2/411، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص145، والدارمي (3441)، ومسلم (1814) (265)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (287)، والنسائي في "الكبرى" (8030)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (123)، والطبراني في "الكبير" 17/ (963) و (965) و (967)، والبيهقي في "السنن " 2/394، وفي "الشعب" (2560)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/276 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وعبد الرزاق في "المصنف" (6039)، وفي "التفسير"2/411 من طريق آخر. ورواه أحمد (17303) و(17355) و(17370) و(17378) .

 

 

وكان محمد يوصي بمعالجة الجروح والقروح (النملة) بالرقي والتعاويذ، روى مسلم:

 

[ 2196 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن يوسف بن عبد الله عن أنس بن مالك في الرقى قال رخص في الحمة والنملة والعين

  

 [ 2196 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا حميد بن عبد الرحمن حدثنا حسن وهو بن صالح كلاهما عن عاصم عن يوسف بن عبد الله عن أنس قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة وفي حديث سفيان يوسف بن عبد الله بن الحارث

 

وروى أحمد:

 

26449 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان، عن حفصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، يقال لها شفاء، ترقي من النملة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "علميها حفصة".

رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكر بن سليمان- وهو ابن أبي حثمة العدوي - في سماعه من حفصة نظر، فقد جعله الحافظ في "التقريب" في الطبقة الثالثة، كالحسن وابن سيرين، ومثلهم يحتاج في روايته عن الصحابة إلى تصريح بالسماع، ثم إنه قد اختلف في وصله وإرساله، وإرساله أصح، كما سيرد. فرواه الثوري عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر، واختلف عليه: فرواه وكيع - كما في هذه الرواية، وعند النسائي في "الكبرى" (7542) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (797) - وأبو عامر العقدي - كما في الرواية (26540) - ويحيى بن سعيد، وأبو حذيفة، ومحمد بن كثير- فيما أخرجه الحاكم 4/414- خمستهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. ورواه أبو نعيم، عن الثوري، واختلف عليه كذلك: فرواه فضيل بن محمد الملطي - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (797) - عن أبي نعيم، عن الثوري، به. وفضيل بن محمد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/76، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ورواه ابن سعد 8/84 عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على حفصة... فذكره مرسلا. والمرسل أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 194- 195. ورواه مرسلا إسماعيل ابن علية- فيما أخرجه ابن أبي شيبة 8/37، والطبراني في "الكبير" 24/ (798) - عن محمد بن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجدته الشفاء بنت عبد الله: "علمي حفصة رقيتك". وسيرد في الرواية (27095) من طريق صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان، عن الشفاء بنت عبد الله مرفوعا، وسيأتي ذكر الاختلاف فيه على صالح هناك. وأخرجه عبد الرزاق (19768) عن معمر، عن الزهري، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة: "ألا تعلمين هذه رقية النملة - يريد حفصة زوجته - كما علمتها الكتابة؟". وفي الباب من حديث أنس عند مسلم (2196) أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من النملة. وقد سلف برقم (12173) .

قال السندي: قوله: يقالا لها الشفاء، بكسر الشين، وتخفيف الفاء، والمد: بنت عبد الله بن عبد شمس، وهي قرشية عدوية، من عاقلات النساء وفاضلاتهن، أسلمت قديما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل عندها.  من النملة، بفتح فسكون: قروح تخرج في الجنب، ترقى، فتبرأ بإذن الله علميها، أي: رقية النملة

 

27095 - حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي: "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟"

 

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن مهدي - وهو المصيصي- فمن رجال أبي داود، وقد وثقه أبو حاتم وابن قانع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال ابن معين: كان رجلا مسلما لا أراه يكذب، ونقل العقيلي عن ابن معين قوله: جاءنا بالمناكير، وقال الأزدي: له عن علي بن مسهر أحاديث لا يتابع عليها. وقال الحافظ في "التقريب ": مقبول. قلنا: والشفاء بنت عبد الله روى لها البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي. وقد اختلف في وصله وإرساله كما سيرد. وأخرجه أبو داود (3887) عن إبراهيم بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/38، والنسائي في "الكبرى" (7543) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (3177) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (790) من طريق محمد بن بشر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، والبيهقي في "السنن " 9/349 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، به. وقد اختلف فيه على صالح بن كيسان فرواه عبد العزيز بن عمر- كما في هذه الرواية - عن صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء. وخالفه إبراهيم بن سعد، فرواه مرسلا، كما عند الحاكم 4/56-57 عن صالح، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الزهري، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة حدثه، أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها، فسألها أن ترقيه، فقالت: والله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء، فقال: "اعرضي على" فعرضتها عليه، فقال: "ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب ". قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي! قلنا: قد زاد إبراهيم بن سعد في الإسناد: إسماعيل بن محمد بن سعد، ورواه مرسلا، كما ذكرنا. ورواه أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله -كما عند الحاكم 4/57- عن عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي، عن أبيه، عن جده عثمان بن سليمان، عن أبيه، عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه،... فذكر الحديث، وفي بعضه نكارة، وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: وسئل ابن معين عن عثمان بن عمر، فلم يعرفه. وأخرجه ابن حبان (6092) من طريق محمد بن العلاء بن كريب، عن إسحاق بن سليمان، عن الجراح بن الضحاك، عن كريب الكندي قال: أخذ بيدي علي بن الحسين، فانطلقنا إلى شيخ من قريش يقال له: ابن أبي حثمة يصلي إلى أسطوانة، فجلسنا إليه، فلما رأى عليا انصرف إليه، فقال له علي: حدثنا حديث أمك في الرقية، قال: حدثتني أمي أنها كانت ترقي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، قالت: لا أرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتته فاستأذنته، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارقي ما لم يكن فيها شرك " وهذا إسناد فيه كريب الكندي، وهو ابن سليم، لم يرو عنه سوى الجراح، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 7/169، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/339، وابن أبي حثمة: هو سليمان، والله أعلم. وانظر (26449) و (26450) .

قال السندي: قوله: "ألا تعلمين هذه " أي: حفصة. "رقية النملة": بفتح فسكون، قروح تخرج في الجنب.

 

وجاء في لسان العرب لابن منظور:

 

والنَّمْلة شيء في الجسد كالقرْح وجمعها نَمْل وقيل النَّمْل والنَّمْلة قُروح في الجنب وغيره ....وقيل النَّمْلة بَثْر يخرج بجسد الإِنسان الجوهري النمل بُثور صغار مع وَرَمٍ يسير ثم يتقَرَّح فيسعى ويتَّسع ويسميها الأَطباءُ الذُّباب وتقول المجوس إِن ولد الرجل إِذا كان من أُخته ثم خَطَّ على النَّمْلة شُفِيَ صاحبُها وفي الحديث لا رُقْية إِلا في ثلاث النَّمْلة والحُمَةِ والنَّفْس النَّمْلة قُروح تخرُج في الجنْب

 

وكان يوصي بمعالجة سم (حمة) لدغ الأفاعي ولذع العقارب بالرقي بدلًا من الأمصال الطبية التي نعرفها اليوم، روى مسلم:

 

[ 220 ] حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فماذا صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي فقال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع...إلخ

 

وروى البخاري:

 

5741 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ فَقَالَتْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّقْيَةَ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ

 

ورواه البخاري 5705 موقوفًا وأبو داوود3885 والترمذي2057، ووصله كمسلم ابن ماجه3513

 

وروى أحمد:

 

16298 - حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثني ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه طلق بن علي قال: " لدغتني عقرب عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فرقاني ومسحها "

 

إسناده حسن من أجل قيس بن طلق، وهو مختلف فيه، حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) ، وبقية رجاله ثقات، وعلي بن عبد الله: هو ابن المديني. وأخرجه الحاكم 4/416 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، وابن حبان (6093) ، والطبراني في "الكبير" (8244) ، والحاكم 4/416 من طرق عن ملازم بن عمرو، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8263) من طريق الحسن بن قزعة، عن ملازم بن عمرو، عن عبد الله: وهو ابن بدر، عن طلق بن علي، به ولم يذكر قيسا في الإسناد. وأخرجه الطبراني كذلك (8262) من طريق محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي قال: كنت أخلط الطين بالمدينة، فلدغني عقرب، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعوذني حتى برأت. وقد أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/626 إسنادا آخر لهذا الحديث من طريق ملازم بن عمرو. وفيه: قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني بعض أصحابنا، حدثني ملازم بن عمرو، به. وانظر أحمد24009/ 29 و24009/ 41

 

 

خرافات السحر والحسد

 

هذه الخرافات برأيي مضرة جدًّا بأي مجتمع، وبأي فرد، لأنها تجعله بدلًا من البحث والنظر في أسباب مشاكله الحقيقية على نحو عملي وموضوعي، يحوّل نظره إلى أفكار وهمية غير موضوعية، مثل: أنا تعرّضت لسحر، هناك من سحرني، هناك من حسدني أو يحسدني، وهذه أفكار غير علمية ولا عملية ولا فائدة منها، وهي تهرّب من مواجهة المشاكل، وهي الوجه الآخر ربما السلبيّ لفكرة البركة والمباركة، كلاهما تهرب من الواقع ولجوء إلى مملكة الخيال والأوهام وأرض الأحلام.

 

خرافة الحسد:

 

جاء في القرآن:

 

{وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)} القلم

 

يقول ابن كثير في تفسيره للقرآن:

 

وَقَوْلُهُ: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: {لَيُزْلِقُونَكَ} لَيُنْفِذُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ، أَيْ: لَيُعِينُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ، بِمَعْنَى: يَحْسُدُونَكَ لِبُغْضِهِمْ إِيَّاكَ لَوْلَا وِقَايَةُ اللَّهِ لَكَ، وَحِمَايَتُهُ إِيَّاكَ مِنْهُمْ. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَيْنَ إِصَابَتُهَا وَتَأْثِيرُهَا حَقٌّ، بِأَمْرِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا وَرَدَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الْمَرْوِيَّةُ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ كَثِيرَةٍ.

 

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} الفلق

 

ولنذكر بعض مختارات من الأحاديث عن خرافة الحسد، بل وطقوس "علاجه" الخرافية المضحكة:

روى مسلم:

 

[ 220 ] حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم أخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فماذا صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي فقال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع...إلخ

 

وروى البخاري:

 

5741 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ فَقَالَتْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّقْيَةَ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ

 

ورواه البخاري 5705 موقوفًا وأبو داوود3885 والترمذي2057، ووصله كمسلم ابن ماجه3513

 

يعالجون (الحمة) أي لدغ الثعابين ولذع العقارب بالرقي والأدعية والتعاويذ كذلك، بدلا من الأمصال الطبية!

 

وروى مسلم:

 

[ 2185 ] حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد وهو بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين

 

 [ 2186 ] حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت فقال نعم قال باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك

 

 [ 2187 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق  

 [ 2188 ] وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش قال عبد الله أخبرنا وقال الآخران حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا

 

طقس الاستغسال هذا سنورده من مسند أحمد بالتفصيل وهو خرافة بدائية لم يعد أي أحد تقريبًا يمارسها اليوم.

 

[ 2195 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال أبو بكر وأبو كريب واللفظ لهما حدثنا محمد بن بشر عن مسعر حدثنا معبد بن خالد عن بن شداد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين

 

 [ 2195 ] وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا سفيان عن معبد بن خالد عن عبد الله بن شداد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن استرقي من العين

 

 [ 2196 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن يوسف بن عبد الله عن أنس بن مالك في الرقى قال رخص في الحمة والنملة والعين

 

 [ 2196 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا حميد بن عبد الرحمن حدثنا حسن وهو بن صالح كلاهما عن عاصم عن يوسف بن عبد الله عن أنس قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة وفي حديث سفيان يوسف بن عبد الله بن الحارث

 

ورواه أحمد 12173 و(12174) و (12282)

[ 2197 ] حدثني أبو الربيع سليمان بن داود حدثنا محمد بن حرب حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رأى بوجهها سفعة فقال بها نظرة فاسترقوا لها يعني بوجهها صفرة

 

[ 2198 ] حدثني عقبة بن مكرم العمي حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية وقال لأسماء بنت عميس مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة قالت لا ولكن العين تسرع إليه قال أرقيهم قالت فعرضت عليه فقال أرقيهم

 

رواه أحمد 14573

 

وروى البخاري:

 

3371 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْمِنْهَالِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ

 

5740 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَنَهَى عَنْ الْوَشْمِ

 

5738 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ

 

5739 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى أحمد:

 

24995 - حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، عن هشام، عن عروة، عن عائشة، قالت: " كنت أرقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين ، فأضع يدي على صدره، وأقول: امسح البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، حماد : وهو ابن سلمة - من رجاله. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (24234) .

 

26821 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، ابْنِ أَخِي مَيْمُونَةَ الْهِلَالِيَّةِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: "بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ".

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. عبدُ الرحمن بن السائب ابنُ أخي ميمونة: روى عنه جمعٌ ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وأزهر بن سعيد: هو الحَرَازيُّ، روى عنه جمع كذلك، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10860) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1021) - وابن حبان (6095) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: الصواب أزهر بن سعد، لا سعيد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/329، والطبراني في "الكبير" 23/ (1061) ، وفي " الأوسط" (3318) ، وفي "الدعاء" (1105) ، وفي "الشاميين" (2049) من طريقين عن معاوية بن صالح، به. وقوله: "بسم اللّه أرقيك... " ذكرنا شواهده في مسند أبي هريرة عند الرواية (9757). وقوله: "أذهب البأس ربَّ الناس... " ذكرنا شواهده في مسند ابن مسعود عند الرواية (3615) .

 

27470 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ"

 

حديث حسن، عروة بن عامر -وهو المكِّي- روى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقيل: له صحبة، والصحيح أنه تابعي، وعُبيد -ويقال: عُبيد الله- بن رِفاعة الزُّرَقي مختلف في صحبته كذلك، وقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حِبَّان في "ثقاته"، وقال العجلي: تابعي ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وقد اختلف فى إسناده على عمرو بن دينار: فرواه سفيان بن عيينة- كما في هذه الرواية، وفيما أخرجه الحميدي (330) ، وابن أبي شيبة 8/56، والترمذي (2059) ، وابن ماجه (3510)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3146) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (379) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11225) ، وفي "السنن" 9/348، والبغوي في "شرح السنة" (3243) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/15- وابنُ جُرَيْج وورقاء بن عمرو اليشكري- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193- ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رِفاعة، قال: قالت: أسماء بنت عميس... فذكره. قلنا: ووقع في بعض المصادر: عن عُبيد بن رفاعة أن أسماء بنت عميس قالت. ووقع في بعضها الآخر: عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس أنها قالت. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أيوب السختياني -فيما أخرجه الترمذي بإثر (2059) ، والنسائي في "الكبرى" (7537) ، والبيهقى فى "السنن" 9/348- عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عُبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس، به. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 193 أن هذا الإسناد هو الأصح. ورواه نصر بن طريف -فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/193- عن عمرو بن دينار، عن محمد بن عبَّاد بن جعفر، عن أسماء. ووهم فيه فيما قال الدارقطني. ورواه حمَّاد بن زيد -فيما ذكر الدارقطني كذلك- عن عمرو بن دينار مرسلاً. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/57 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن ثابت مولى جُبير بن مطعم، قال: قالت أسماء بنت عميس... فذكره، وعبد الله بن ثابت لم نقف له على ترجمة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/327، والطبراني في "الكبير" 24/ (377) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن عبد الله بن بابيه، عن أسماء بنت عميس، قالت... فذكره. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" 24/ (375) من طريق مجاهد، و (376) من طريق عطاء، كلاهما عن أسماء بنت عميس، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1575 في ترجمة عبد الله بن شبيب من طريقه، عن يحيى بن إبراهيم، عن أسامة بن حفص، عن عبيد الله بن عمرو، عن أيوب بإسناده. ثم قال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره: وهذه الأحاديث غير محفوظة. وقد سلف من حديث جابر (14573) ، وهو عند مسلم (2198) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأسماء بنت عميس: "ما شأن أجسام بني أخي ضارعة، أتصيبُهم حاجة؟" قالت: لا، ولكن تُسرع إليهم العين، أَفَنَرقِيهم؟ قال: "وبماذا؟" فعرضتُ عليه، فقال: "ارْقِيهم". ولقوله: "فلو كان شيء سابَقَ القدر... " شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (2188) ، والترمذي (2062) ، والنسائي في "الكبرى" (7620) . وذكرنا أحاديث الباب في الرُّقية من العين في مسند أنس بن مالك عند الرواية (12173). وفي مسند عائشة عند الرواية (24345) .

 

هكذا نرى تفسيرًا خرافيًّا ما يزال دارجًا عند الدول الإسلامية النامية المتأخِّرة حتى اليوم حيث يفسرون الضعف أو المرض الذي يصيب شخصًا بخرافة الحسد الوهمي بدل التشخيص الطبي لمرضه أو لكونه يعاني سوء تغذية وإهمال فيها مثلًا. وكما قلت مثل هذه الأفكار الخرافية تعيق المواجهة الحقيقة العملية المفيدة لمشاكل الحياة الحقيقية. والرقي لعلاج مرض هو ممارسة خرافية، نابعة من الجهل، يلجأ لها الفقراء، ويعمل بها جيدو الحالة المادية بجوار الطب الحديث، وكان أبي شخصيًّا يقوم بالرقي لأبنائه أحيانًا وهو من ذوي التعليم العالي.

 

أما عن الطقس أو الشعيرة الخرافية لإزالة الحسد الخيالي، فألمح لها مسلم في صحيحه كما أوردنا أعلاه، وذكرها أحمد بن حنبل بالتفصيل:

 

(15980) 16076- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلاً أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلاَ جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ ؟ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ؟ هَلاَّ إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.

 

حديث صحيح، أبو أويس- وهو عبد الله بن عبد الله المدني، وإن كان مختلفاً فيه، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/939- ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7618)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2895)، والطبراني في "الكبير" (5575)، والبيهقي في "الدلائل" 6/163-، وأخرجه عبد الرزاق (19766)، والنسائي في "الكبرى" (10037) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(209) -، والطبراني في "الكبير" (5574) من طريق معمر، وابن أبي شيبة 8/58-59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2896)، والطبراني في "الكبير" (5578)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/242 من طريق ابن أبي ذئب، والنسائي في "الكبرى" (7617) و (10036) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (208) -، وابن ماجه (3509)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2894)، والبيهقي في "السنن" 9/351-352، من طريق سفيان بن عيينة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2898) و (2899)، والطبراني في "الكبير" (5579) من طريق عُقَيْل بن خالد، وابن حبان (6106) من طريق إسحاق بن يحيى الكلبي، والطبراني في "الكبير" (5573) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع، و (5576) من طريق معاوية بن يحيى الصفدي، و (5577)، والحاكم 3/411، والبيهقي في "السنن" 9/352 من طريق يونس بن يزيد، والحاكم 3/410-411 من طريق الجراح بن منهال، عشرتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن أبي ذئب ذكر كيفية الغسل.وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/938، والنسائي في "الكبرى" (7616)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2895) م، وابن حبان (6105)، والطبراني في "الكبير" (5580) و (5581) و (5582)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (204)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/237-238 من طريقين عن أبي أمامة، به.وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10038) - وهو في "عمل اليوم والليلة".(210) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2897) من طريق جعفر بن بُرْقان، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن عامر بن ربيعة، به.

ويقول الواقدي في كتاب المغازي بسياق معركة الخندق:

 

...وَتَنَافَسَ النّاسُ يَوْمَئِذٍ فِى سَلْمَانَ الْفَارِسِىّ، فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: سَلْمَانُ مِنّا وَكَانَ قَوِيّا عَارِفًا بِحَفْرِ الْخَنَادِقِ. وَقَالَتْ الأَنْصَارُ: هُوَ مِنّا وَنَحْنُ أَحَقّ بِهِ فَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِ ÷ قَوْلُهُمْ فَقَالَ سَلْمَانُ: “رَجُلٌ مِنّا أَهْلَ الْبَيْتِ”، وَلَقَدْ كَانَ يَوْمَئِذٍ يَعْمَلُ عَمَلَ عَشَرَةِ رِجَالٍ حَتّى عَانَهُ يَوْمَئِذٍ قَيْسُ بْنُ أَبِى صَعْصَعَةَ، فَلُبِطَ بِهِ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللّهِ ÷ فَقَالَ: “مُرُوهُ فَلْيَتَوَضّأْ لَهُ وَلْيَغْتَسِلْ بِهِ وَيُكْفِئْ الإِنَاءَ خَلْفَهُ”. فَفَعَلَ فَكَأَنّمَا حُلّ مِنْ عِقَالٍ.

 

خرافات بحتة كما نرى، تصور لتأثير سلبي لمجرد نظر الشخص إلى شيء أو شخص آخر، وأن العلاج بماء من غسل الشخص الحاسد ويلقي المحسود جزءً من ذلك الماء خلف ظهره! ويُحتمَل أن هذه الشعيرة مستمدَة من تقليد وثنيّ عند عرب شبه الجزيرة قبل الإسلام، أو على أقل احتمال مستوحى من الأفكار الشامانية Shamanism وهو مصطلح نطلقه كعلماء أديان على تلك الأديان المعتقدة بالسحر والكهانة وقدرة الكاهن أو الساحر على التأثير على الطبيعة والآلهة والقوى الخفية الخيالية وتتضمّن الأرواحية...إلخ. الحسد هو تفسير خرافي لتقلب حظوظ الناس العشوائية ودرجات تركيزهم المختلفة ونجاحاتهم وحالاتهم الصحية والذهنية والاجتماعية والمالية في الأوقات المختلفة.

 

 

خرافة السحر

 

كما شرحتُ سابقًا أضرارها بشغل الذهن بأوهام وتهرب من المشاكل الحقيقية ومواجهتها والعمل على حلها، مثلًا المرأة الغير مهتمة بنفسها فيهملها زوجها تعتقد أنه سحر من منافسة، والرجل الفاشل في عمله أو يعاني في غرفة الزوجية ضعفًا جنسيًّا يزعم أنه مسحور أو مربوط، والطفل المريض بمرض سواء جسدي أو نفسي ما قد يظنون أنه مسحور أو أن علاجه القرآن والأدعية، وهكذا، وفي الأصل فإن خرافة السحر والقدرة على التحكُّم في الطبيعة والقدر بطقوس وأمور تبدو منطقيًّا للعقل الحديث السليم التفكير غير ذات صلة هي أقدم أشكال الدين كما نراه عند البدائيين وأديانهم القريبة أو المطابقة لأديان إنسان العصر الحجريّ، لاحقًا ربما تهرُّبًا من الأصل الحقيقيّ الخرافيّ للدين كان أول من شرَّع بقتل ممارسي السحر هو الملك البابلي حمورابي في دستوره المكتوب على الألواح الحجرية الأثرية:

 

المادة الثانية [من تشريع حمورابي]: إذا ألقى رجل على رجل تهمة (ممارسة السحر) ولكنه لم يثبتها، فعلى الذي اتُهِم بالسحر أن يذهب إلى النهر، ويرمي نفسه في النهر فإذا غلبه النهر فمن اتهمه يستولي على بيته.. وإذا أثبت النهر أن هذا الرجل بريء وخرج منه سالما، فإن الذي اتهمه بالسحر يعدم، أما الذي خرج سالما من النهر فيستولي على بيت متهمه.

 

السحر مفهوم خرافي يعتقد بإمكانية التأثير في شخص أو شيء بعمل شيء يعتقدون أنه يربط أو يماثل بين الضحية أو عنصر الطبيعة والعمل السحريّ، كعمل عروسة أو شيء به بعض أظافر أو شعر الشخص، أو القفز الذي كان يقوم به بدائيو اليونانيين أم لعلهم الرومان فيما قرأتُ لتهبهم الآلهة محاصيل مرتفعة الطول، أو رقصة الشعر العراقية المثيرة للنساء وقيل أنها طقس قديم لتوليد الرياح التي يعتقدون بارتباطها بالأمطار والسحاب. ولعل كتاب (الغصن الذهبيّ) لجيمس فريزر متخصِّص أكثر لشرح المفهوم البدائي أفضل مني.

 

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} الفلق: 1-4

 

وقال ابن كثير في تفسيرها:

وقوله تعالى: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالْحُسْنُ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ: يَعْنِي السَّوَاحِرَ، قَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا رَقَيْنَ وَنَفَثْنَ فِي الْعُقْدِ.

 

كما نرى دعم وتأكيد القرآن للخرافات القديمة للبدائيين، ولا يزال في مجتمعنا دجّالون يرتزقون من بلاهة الناس تارة بشكل السحرة والمشعوذين، وتارة بإلباس ذلك لباس الدين كمظهر آخر لنفس الظاهرة كالعلاج بالقرآن والأدعية ورش الماء وغيرها. فِلم (البيضة والحجر) للراحل أحمد زكي فلم مميَّز في الثقافة العربية انتقد هذه الظاهرة في سبيل تنوير عقول العوام البسطاء، وأعتقد وجود كتب وأعمال أخرى كثيرة في الثقافات كالعربية والهندية وغيرها من لغات لدول متأخِّرة (يسمّونها نامية وهي ليست نامية ولا فيد التطور بل موقوفة النمو) تناقش وتنتقد خرافات كهذه، لكن تأثيرها يظل محدودًا في تخفيف الأضرار لأن المشكلة في العقائد الدينية الخرافية المتجذِّرة.

 

{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)} الأعراف

 

وفقًا لهذا المعتقد فالساحر يمكنه سحر الأعين لترى ما ليس له وجود في الحقيقة، والنص هنا لا يتكلم عن براعة وخفة يد وخدع ما، بل عن سحر خرافي.

 

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} البقرة

 

خرافة وجود السحر وكتب السحر شيء غير حقيقيّ ولا واقعيّ ولا فائدة لخزعبلات كهذه، فهي لن تضر أحدًا ولن تفيده، ولن تغيِّر الأحداث ولا مشاعر وإرادات البشر، ولا حالاتهم الصحية والذهنية، هل سمعَ من قبلُ عن دولة متقدمة استخدمت "السحر" الخزعبلات في حربٍ لتكسبها، بالتأكيد ربما تتبع دول متخلفة أساليب كهذه وشبيه بها وتوأمها الدعاء والأدعية المأثورة المصاغة وغالبًا ما تنتهي بهزيمة أمثال هؤلاء إلا لو كان عندهم بجوارها أسلحة وعزيمة وتخطيط واقعي فهو ما يسبِّب النصر. لا يوجد سحر سيسبب لأحدنا ألم أو ضرر ولو بقدر قرصة نملة. ولعل أحد النصوص المنسوبة إلى أو عن سليمان هو عهد سليمان The Testament of Solomon, translated by F. C. Conybeare، وفيها بعض الخرافات عن الجن والسحر وكيفية طرد الجن الخرافية، ولو أني أتصور وجود كتب أخرى لم تصلني عن هذه الخرافة وتعاويذها على غرار ما نراه من كتب رخيصة تافهة فيها رسومات وأفكار مضحكة عن سحر أخنوخ وهي في تراث الإنجليز كذلك.

 

ويلاحظ جينزبرج على خرافة تأليف سليمان لصيغ أو تعاويذ لعلاج الأمراض أنها وردت في حوليات اليهود القديمة للمؤرخ فلاﭬيوس يوسيفوس  josephus, Antiquities, 8: 2. 5، وأن السلطات الدينية اليهودية أدانت استعمال كتب الشعوذة المنسوبة إلى سليمان (قارن ملاحظة 90 على ج 4 ص277 حيث يذكر أن الملك حزقيا نشر الكتب المقدسة لكنه من جهة أخرى أخفى كتب التعاويذ الطبية، ويذكر جينزبرج مصادر ذلك وأنه لا يرد فيه نسبتها إلى سليمان أو الناس نسبوها إليه لأن الربيين تجنبوا بصمتهم عن هذه الحقيقة نقدًا ضمنيًّا غير مفضل لسليمان، والمصادر المشيرة لهذه الكتب قديمة جدًّا: Berakot 10b, Pesahim 56a, Yerushalmi (Talmud?) 9: 36c- 36d, Nedarim6: 40a, Sanhedrin1: 18d, see Maimonides in Mishnah commentary on Pesahim4 (end))، بينما قدرتها الكنيسة المبكرة تقديرًا عاليًا، واحتفظت بشظايا ذات كم معتبر منها. وقد أثبتُ هذه المراجع هنا لأننا لم نذكرها في بحث الهاجادة كاستدراك.

 

 

 

هل كان محمد مصابًا بمرض نفسي

 

ويبدو أن حالة محمد النفسية العصبية تدهورت للغاية في بعض فترة أواخر عمره، روى البخاري:

 

5766 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ عِنْدِي دَعَا اللَّهَ وَدَعَاهُ ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ يَا عَائِشَةُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ قُلْتُ وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جَاءَنِي رَجُلَانِ فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ قَالَ فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبِئْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نَخْلٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَأَخْرَجْتَهُ قَالَ لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِيَ اللَّهُ وَشَفَانِي وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا وَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ

 

في لفظ رواية أحمد 24300 فهلا أحرقته، بدلا من فهلا أخرجته. وفي مخطوطات المسند في هامش (ق) و (ظ2) و (هـ) أخرجته، نسخة،

 

5765 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي آلُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ فَسَأَلْتُ هِشَامًا عَنْهُ فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ قَالَ سُفْيَانُ وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنْ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَعَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ مَا بَالُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ وَفِيمَ قَالَ فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ قَالَ وَأَيْنَ قَالَ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ قَالَتْ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ فَقَالَ هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ قَالَ فَاسْتُخْرِجَ قَالَتْ فَقُلْتُ أَفَلَا أَيْ تَنَشَّرْتَ فَقَالَ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ شَرًّا

 

3268 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عِيسَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَوَعَاهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي أَتَانِي رَجُلَانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ قَالَ وَمَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ قَالَ فِيمَا ذَا قَالَ فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَقُلْتُ اسْتَخْرَجْتَهُ فَقَالَ لَا أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ

 

ورواه مسلم 2189 والبخاري 3175 و 6063 و3268 و5765 و5763 و6391 وأحمد 24300 و24237 و24347و24650

 

وروى أحمد:

 

24347 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَبِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي وَلَا يَأْتِي، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا بَالُهُ ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ قَالَ: مَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، قَالَ: فِيمَ ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ فِي جُفِّ طَلْعَةِ، ذَكَرٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ تَحْتَ رَعُوفَةٍ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ: " أَيْ عَائِشَةُ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ اللهَ أَفْتَانِي فِيمَ اسْتَفْتَيْتُهُ "، فَأَتَى الْبِئْرَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ، فَقَالَ: " هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَاللهِ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ " . فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ أَنَّكَ كَأَنَّهَا تَعْنِي أَنْ يَنْتَشِرَ، قَالَ: " أَمَا وَاللهِ قَدْ عَافَانِي اللهُ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن خالد - وهو الصنعاني- وشيخه رباح- وهو ابن زيد الصنعاني- فمن رجال أبي داود والنسائي، : كلاهما ثقة.  وقد سلف برقم (24237) .

قال السندي: قولها: أنه يأتي، أي: يقدر على إتيان النساء. قوله: تحت رعوفة، ضبط بفتح راء، وهي صخرة تترك في أسفل البئر، إذا أرادوا تنقية البحر جلس المنقي عليها. قوله: أن تتنشر، أي: أن تظهر للناس فاعله، وقيل: هو من النشرة وهو العلاج الذي يُعالج به من كان يظن أن به مساً من الجن، لأنه ينشر به ما خامره من الداء. اهـ.

 

(24650) 25157- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ لَهُ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشَّيْءَ ، وَلَمْ يَصْنَعْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ رَأَيْتُهُ يَدْعُو ، فَقَالَ : شَعَرْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ، فَقَالَ : أَتَانِي رَجُلاَنِ ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي ، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ الآخَرُ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : مَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ ، قَالَ : فِي مَاذَا ؟ قَالَ : فِي مُشْطٍ ، وَمُشَاطَةٍ وَجُبِّ ، طَلْعَةِ ذَكَرٍ ، قَالَ : فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي ذِي أَرْوَانَ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَ عَائِشَةَ ، قَالَ : وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَخْرَجْتَهُ لِلنَّاسِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ شَفَانِي ، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا. (6/96)

 

انظر إلى الوصف المضحك المهول لشكل النخلات البريئات؟! المجتمعات القديمة كانت جاهلة تعيش على الخرافات، كلمة جنون جاءت في اللغة العربية من كلمة جن، حيث اعتقدوا أن المرض العقلي والنفسي والعصبي مصدره وسببه جن تمرض الإنسان أو تسكن جسده، لم يتخلص البشر في الغرب من هذه الخرافات البدائية سوى بظهور علم الطب النفسي الحديث على أيدي علماء وباحثين حقيقيين خلّصوا العلاج النفسي من البدائية والخرافات، لعل أهم ثلاثة مؤسسين لعلم النفس الحديث على اختلاف مدارسهم هم سيجمند فرويد وألفرد أدلر وكارل جوستاف يونج، ويلاحظ أن اثنين منهم ملحدان عقلانيان  والثالث لاديني ألوهي، فلفرويد كتب إلحادية كتبها بعد كتبه في علم النفس كذلك كمستقبل وهم وغيرها، وكارل جوستاف يونج ربوبي روحاني لاديني، ونعود لموضوعنا فعلماء النفس ممن درسوا سيرة محمد لديهم اعتقاد بأنه كان مصابًا بمرض ما يجعل الشخص لا يميز بين الأحلام والواقع. وعلى اختلاف تشخيصات وتخمينات علماء النفس، يمكننا مراجعة كتاب سيرة سيكولوجية لنبي الإسلام لعلي سينا، وقد ترجم معظمه بما يكفي ويفي الفاضل الأستاذ-العراقي فيما أحسبه_إبراهيم جركس. وللأسف لم أبحث عن الكتب عن هذه النقطة غير كتاب دكتر علي سينا، فكثيرون كتبوا في الموضوع قبله، البعض تكلموا عن أن مرض محمد كان الصرع العصبي وهذا محتمل من بعض أوصاف وحيه المزعوم. ولنترك هذه المسألة للمتخصصين المهتمين. وكما قلت من قبل لا يعيب محمد مسألة مرضه العصبي أو النفسي. إنما يعيبنا نحن ويعيب الناس أن يتبعوه ويأخذوا كلامه وتعاليمه بعيوبها وغثها وثمينها وإجرامها كمرجعية حرفية مقدسة يتبعونها اتباعًا أعمى. وللأسف لا يزال بعض جهال الناس في بلدان المسلمين والعرب يصدقون بهذه الخرافات ولا يستفيدون من علم الطب النفسي بعلاجه السلوكي والكيميائي. وللأسف أن تعرض أفلام الغرب موادًا خرافية في بعض الأفلام كطرد الجن وغيره من خزعبلات، لسنا ضد حرية الفن طبعًا لكن البشر والعلم قطع شوطًا كبيرًا وكفاحًا عظيمًا للتخلص من خزعبلات كهذه.

 

وفي الأحاديث تناقض هل أخرج محمد مادة (فتيش، "عمل") السحر المزعوم أم لا؟! وتفاسيرهم الخرافية هروب من مواجهة المرض بمواجهة واقعية وهذا لا يحل أمورهم ومشاكلهم، وهكذا يفعلون مع كثير من مشاكلهم. وفسر ابن منظور في لسان العرب وصية عائشة لمحمد بالتنشُّر وهو علاج خرافي كالتالي:

 

والنُّشرةُ رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه تَنْشِيراً وقد نَشَّر عنه قال وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ كأَنه نُشْرة والتَّنْشِير من النُّشْرة وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية قال الكلابي وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه سريعاً وفي الحديث أَنه قال فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً ثم نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة وفي الحديث أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال هي من عَمَل الشيطان النُّشرة بالضم ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا من الجِن سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء أَي يُكشَف ويُزال وقال الحسن النُّشْرة من السِّحْر وقد نَشَّرت عنه تَنشِيراً

 

يبدو أن تعريف النشرة هذه ككل تعريف لشيء خرافي لا وجود له تعريف غامض وغير ثابت، فهو فعل لفك سحر مزعوم، بقراءة نص مقدس على المريض أو الموهوم المزعوم أنه تعرض لسحر خرافي أو إخراج جسم السحر والعمل السحري الخرافي المزعوم أو كما ورد في نصوص سنوردها بقراءة النص المقدس على ماء ثم شربه حسب الخرافات.

 

وروى البخاري:


3175 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ

 

وعاش ويعيش كثير من المسلمين في ظلماتٍ من الجهل بعضها فوق بعض –بالاستعارة من أدبيات القرآن_بسبب الدين وخرافاته، روى أحمد:

 

24126 - حدثنا سفيان، حدثنا يحيى، عن ابن أخي عمرة، ولا أدري هذا أو غيره، عن عمرة قالت: اشتكت عائشة فطال شكواها، فقدم إنسان المدينة يتطبب ، فذهب بنو أخيها يسألونه، عن وجعها، فقال: والله إنكم تنعتون نعت امرأة مطبوبة ، قال: هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها، قالت: نعم أردت أن تموتي فأعتق، قال: وكانت مدبرة ، قالت: " بيعوها في أشد العرب ملكة، واجعلوا ثمنها في مثلها".

 

هذا الأثر صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين على شك في اسم أحد رواته، فقد اختلف فيه على سفيان بن عيينة. فرواه أحمد -كما في هذه الرواية- عنه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال: عن ابن أخي عمرة، ولا أدري هذا أو غيره- عن عمرة، به. ورواه عبد الرزاق (18750) عن سفيان بن عيينه، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الرجال: وهو محمد بن عبد الرحمن بن حارثة ابن عمرة، عن عمرة، به. وهو الصواب. ورواه كذلك عبد الوهاب الثقفي -كما عند البيهقي في "السنن" 8/137- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن عمرة محمد بن عبد الرحمن بن حارثة: وهو أبو الرجال، عن عمرة، عن عائشة، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" (2782) (رواية أبي مصعب الزهري) ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/67 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (18749) ، وابن حزم في "المحلى" 11/395، والبغوي في "شرح السنة" (3261) عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة، عن عائشة، به. وقد صحح إسناده الحافظ في "التلخيص" 4/41.

قال السندي: قولها: يتطبب، من الطب. أو له: مطبوبه، أي: مسحورة.  قولها: قالت نعم، أي: قالت الجارية لعائشة نعم قد سحرتك.

 

ورواه البخاري في الأدب المفرد:

 

162 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بن عمرة عن عمرة: أن عائشة رضي الله عنها دبرت أمة لها فاشتكت عائشة فسأل بنو أخيها طبيبا من الزط فقال إنكم تخبرونى عن امرأة مسحورة سحرتها أمة لها فأخبرت عائشة قالت سحرتينى فقالت نعم فقالت ولم لا تنجين أبدا ثم قالت بيعوها من شر العرب ملكة

 

صحيح

 

على الأغلب كانت المستعبَدَة تريد التخلص من استعباد عائشة لها بأي طريقة لخلافٍ شديد بينهما كما يظهر فادّعت صحة ما زعمته عائشة وتوهمته. ورأيت كثيرين يعيشون في هذه الخرافات منذ سنين، وليس لي كبير اختلاط للأمانة بالشعب المسلم المصري حاليًّا لكن قد قَلَّتْ على حد علمي أمور كهذه بسبب التنوير الإعلامي الضعيف، لكنها تظل موجودة.

 

ومن الخرافات التي اختلفوا عليها قراءة القرآن على الماء وشربه وهو علاج خرافي قديم مارسه قبلهم اليهود والمسيحيون، ويسمونه النشر

 

روى عبد الرزاق:

 

19763 - قال عبد الرزاق وقال الشعبي لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت قال عبد الرزاق وقال الشعبي لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت والنشرة العربية أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وشماله من كل ثمر يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به وفي كتب وهب أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه في الماء ويقرأ فيه آية الكرسي وذوات قل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به إن شاء الله وهو جيد للرجل إذا حبس من أهله

قال عبد الرزاق وحبس رسول الله صلى الله عليه و سلم من عائشة خاصة حتى أنكر بصره

 

19765 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخرساني عن يحيى بن معمر قال حبس رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عائشة سنة فبينا هو نائم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما لصاحبه سحر محمد فقال الآخر أجل وسحره في بئر أبي فلان فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك السحر فأخرج من تلك البئر

قال عبد الرزاق قال معمر في الرجل يجمع السحر يغتسل به إذا قرأ عليه القرآن فلا بأس به

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

23979- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ؛ أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ سُئِلَتْ عَنِ النَّشَرِ ؟ فَقَالَتْ : مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا ؟ هَذَا الْفُرَاتُ إِلَى جَانِبِكُمْ ، يَسْتَنْقِعُ فِيهِ أَحَدُكُمْ سَبْعًا يَسْتَقْبِلُ الْجِرْيَةَ.

 

صحيح الإسناد، والظاهر أن مقصود عائشة في هذا الحديث المنسوب إليها أن يغتمس الشخص المريض أو الموهوم سبع مرات في نهر الفرات، ولدي أسبابي كعالم أديان للشك في نسبة الحديث إلى عائشة رغم قولهم بصحة إسناده حسب خرافة الإسناد، فهذه عادة قديمة لقدامى العراقيين وثقافتهم العريقة الدينية وخرافاتها وخاصة طقوس وشعائر الارتماس أو المصبوثا أو مَصْفَتَا أو مصبتا أي التعميد الخاصة بالصابئة المندائيين الموجودين حتى اليوم والتي يقوم بها عندهم رجل الدين واسم الفاعل عندهم مَصْبا وكذلك مَصْبانا أي المعمِّد والصابغ، ومارسها سائر الطوائف القديمة المغتمسة المعروفة بطوائف المغتسلة التي سموها كلها قديمًا صابئة ومغتسلة ومنها اليهود الأسينيون أصحاب مخطوطات قمران والجنوسيون العرفانيون الألكسيون الذي خرج من صفوفهم ماني مؤسس المانوية ومذاهب جنوسية (غنوصية) أخرى قديمة محلها كتب كالملل والنحل للشهرستاني والفهرست لابن النديم.

 

23976- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ (ح) وَلَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ؛ أَنَّهُمَا لَمْ يَرَيَا بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ يُسْقَاهُ صَاحِبُ الْفَزَعِ.

 

23977- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَكْتُبُ التَّعْوِيذَ لِمَنْ أَتَاهُ ، قَالَ حَجَّاجٌ : وَسَأَلْتُ عَطَاءً ؟ فَقَالَ : مَا سَمِعْنَا بِكَرَاهِيَتِهِ إِلاَّ مِنْ قِبَلِكُمْ أَهْل الْعِرَاقِ.

 

23978- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ النَّشَرِ ، فَأَمَرَنِي بِهَا ، قُلْتُ : أَرْوِيهَا عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

 

وذكر ابن أبي شيبة على العكس كره وتحريم ذلك حسب آراء أخرى:

 

23980- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ؛ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ بِالْكُوفَةِ يَكْتُبُ مِن الفَزَع آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَيُسْقَاهُ الْمَرِيضُ ؟ فَكَرِهَ ذَلِكَ.

 

23981- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَسُئِلَ عَنِ النَّشَرِ ؟ فَقَالَ : سِحْرٌ.

 

وروى عبد الرزاق في مصنفه:

 

19762 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا عقيل بن معقل عن همام بن منبه قال سئل جابر بن عبد الله عن النشر فقال من عمل الشيطان

 

ومن وجهة نظر عقلانية فالدعاء المعترَف به دينيًّا هو كذلك خرافة مثله مثل الصلوات وصلاة القنوط والأحجبة والتمائم والنشر أو شرب الماء المقروء عليه وغيرها، وكلها لا تفيد عمليًّا، والطب العلمي الصحيح العقلاني هو المفيد فقط.

 

خرافات الجن والشياطين والغيلان:

 

أيضًا خرافة مؤذية، فبدلًا من فهم الجرائم والشرور كنتاج لعناصر طبيعية علينا حلها اجتماعيًّا وبعلم النفس والإصلاح وخلافه، يُتصوّر أن مصدر الشر من خارج الطبيعة والبشر والنفس البشرية، كذلك أحيانًا يفترضون أنها تسبّب الأمراض، بدلًا من الأخذ بالعلاج الطبي السليم القائم على التفسير العلمي الطبي السليم لأسباب الأمراض والعلل كالـﭭيروسات والبكتيريا والديدان واعتلالات الأعضاء والوراثة، أيضًا يجعلون كل فكرة حرة سليمة، فكر حر، أو تفكير منطقي أو حتى إنساني مضاد للأفكار الغير منطقية أو الإجرامية الدينية هي نتاج لوسوسة الشياطين الخرافية المزعومة، إن مفهوم الشيطان كان جاهزًا ليأخذه الإسلام، لكنه لم يظهر  في توراة اليهود سوى متأخّرًا في الأسفار المتأخّرة في التأليف بتأثر من العقائد الزردشتية الفارسية عن أهرمن قوة الشر المضادة للإله وأرواحه الشريرة.

 

خرافة أن الجن الخرافية سبب الأمراض النفسية والعقلية والصرَع

 

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)} الأعراف

 

قال ابن كثير في تفسيره:

 

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنِ الْمُتَّقِينَ مِنْ عِبَادِهِ الَّذِينَ أَطَاعُوهُ فِيمَا أَمَرَ، وَتَرَكُوا مَا عَنْهُ زَجَرَ، أَنَّهُمْ {إِذَا مَسَّهُمْ} أَيْ: أَصَابَهُمْ "طَيْفٌ" وَقَرَأَ آخَرُونَ: "طَائِفٌ"، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ حَدِيثٌ، وَهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ، فَقِيلَ: بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَقِيلَ: بَيْنَهُمَا فَرْقٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَ ذَلِكَ بِالْغَضَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِمَسِّ الشَّيْطَانِ بِالصَّرَعِ وَنَحْوِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِالْهَمِّ بِالذَّنْبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِإِصَابَةِ الذَّنْبِ.

 

{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)} البقرة

 

هذا النص صريح في اعتبار أن مرض الصرع العصبيّ هو بسبب شياطين خرافية!

 

روى البخاري:

 

5652 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ

 

5739 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

السفعة هي ما اعتقده العرب القدماء بأن الجن الخرافي إذا نظر أحدهم إلى شخص يسبب له المرض والضرر.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

3240 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ "، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ - أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي - قَالَ: " فَدَعَا لَهَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5652) ، وفي "الأدب المفرد" (505) ، ومسلم (2576) ، والنسائي في "الكبرى" (7490) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 63، والطبراني (11352) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (9966) ، وفي "دلائل النبوة" 6/156 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بيحيى بشرَ بن المفصَل.

 

(9689) 9687- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لَمَمٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَنِي ، قَالَ : إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَكِ ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي ، وَلاَ حِسَابَ عَلَيْكِ ، قَالَتْ : بَلْ أَصْبِرُ ، وَلاَ حِسَابَ عَلَيَّ.

إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2909) ، والبغوي (1424) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه هناد في "الزهد" (288) ، والبزار (772 - كشف الأستار) ، وابن حبان (2909) ، والحاكم 4/218 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (502) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9969) من طريق قرة بن حبيب، عن إياس بن أبي تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة.

 

ما نراه هنا فشل التفسير الخرافي، تفسير المرض بجن خرافي على العكس من التشخيص الطبي لسبب المرض لا يمكننا من توفير علاج للمريض، محمد بمزاعمه الخرافية عن العلاج بالقرآن والدعاء وغيرها من خرافاته وتجهيلاته ونشره للجهل عجز عن علاج المرأة أو جعلها تتحسن، واكتفى بالهرب بهذا الزعم والتبرير بأن تصبر ولها الجنة الوهمية.

 

خرافة أن الجن سبب لبعض الأمراض

 

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)} ص

 

وفقًا لهذا النص، فبعض الأمراض_على الأقل_سببها الشياطين الخرافية حسبما يرى محمد، وهذا تفسير خزعبلي غير علمي ولا طبي ولا يفيد في شيء لعلاج مرض.

 

{وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} المؤمنون

 

يقول الطبري في تفسيرها:

 

وقوله: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد: ربّ أستجير بك من خنق الشياطين وهمزاتها، والهَمْزُ: هو الغَمْز، ومن ذلك قيل للهمز في الكلام: هَمْزة، والهَمَزَاتُ جمع همزة.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ) قال: همزات الشياطين: خَنْقهم الناس، فذلك هَمَزاتهم.

وقوله: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) يقول: وقل أستجير بك ربِّ أن يحضرون في أموري.

كالذي حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) في شيء من أمري.

 

(1) في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: (همز): " الهمز كالعصر " وهو مناسب لقول المؤلف: خنق الشياطين؛ لأن الخنق هو عصر الرقبة وضغطها لينقطع النفس

 

أيضًا ينطوي هذا النص على نفس فكرة أن بعض الأمراض تسببها شياطين خرافية.

 

ومما ذكره ابن كثير في تفسيره لهذا النص، ما رواه أبو داوود في سننه:

 

1552 - حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا مكي بن إبراهيم حدثني عبد الله بن سعيد عن صيفي مولى أفلح مولى أبي أيوب عن أبي اليسر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا وأعوذ بك أن أموت لديغًا " .

 

صحيح

 

وروى أحمد:

 

3828 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ "كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ" قَالَ: " وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرِيَاءُ "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عمار بن رزيق لم يذكر أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، وهو توفي قبل سفيان الثوري، فلعله سمع منه قديماً كسفيان. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب، ثبت سماعه من ابن مسعود، وأبو الجواب: هو الأحوص بن جواب الضبي. وأخرجه أبو يعلى (5380) من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/36 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، عن عطاء بن السائب، به. وورقاء لم يصرح أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، فهو متوقف عليه أيضاً. وأخرجه موقوفاً الطيالسي (371)، والطبراني في "الكبير" (9302)، والبيهقي في "السنن" 2/36 من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، به. وهذا إسناد حسن، حماد بن سلمة، صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط.  = وقد أخرج شرح ألفاظه عبد الرزاق (2581)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9303)، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: همزه -يعني الشيطان- الموتة، يعني الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر. وفي "سنن" البيهقي 2/36: قال عطاء: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر.وهو تفسير ابن مسعود كما مر. وله شاهد حسن من حديث أبي سعيد الخدري، رواه أحمد 3/50 (11473).وآخر من حديث جبير بن مطعم، 4/85، وصححه ابن حبان (1779) .وثالث من حديث أبي أمامة، رواه أحمد 5/253. ورابع من حديث عائشة، رواه أحمد 6/156. وخامس من حديث ابن عباس عند البزار (3210)، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/188، وقال: رواه البزار، وفيه رشدين بن كريب، وهو ضعيف. وسادس وعن الحسن البصري مرسلاً عند عبد الرزاق (2572) و (2580)، ولفظه: أن رسول الله كان إذا قام من الليل كبر ثلاثاً، وسَبّح ثلاثاً، وهَلَّل ثلاثاً، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من هَمْزِه، ونَفْثِه، ونَفْخِه" قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا! قال: "أما هَمْزُه: فالجنون، وأما نَفْثُه: فالشِّعْر، وأما نَفْخُه: فالكِبْر" . وإسناده إلى الحسن البصري صحيح .

 

الموتة: قال السندي: بضم ميم وهمزة أو بلا همز: نوع من الجنون والصرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال العقل، كالسكران. وقيل: خنق الشيطان، وقيل: هو الجنون. قلنا: وأصل الهمز: النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. قاله ابن الأثير.

 

16740 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " قَالَ: قُلْتُ: مَا هَمْزُهُ ؟ قَالَ: فَذَكَرَ كَهَيْئَةِ الْمُوتَةِ - يَعْنِي يَصْرَعُ - . قُلْتُ: فَمَا نَفْخُهُ ؟ قَالَ: " الْكِبْرُ " قُلْتُ: فَمَا نَفْثُهُ ؟، قَالَ: " الشِّعْرُ "

 

16760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَاصِم، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلَاثًا - الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا - ثَلَاثًا - اللهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ " قَالَ حُصَيْنٌ: " هَمْزُهُ الْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ صَاحِبَ الْمَسِّ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ "

 

ضعيفان وحسنان لغيرهما

 

وحتى لو فهمنا النص بمعنى أن الشرور مصدرها موسوس خارجي، فقد انتقدنا هذه الفكرة في مواضع أخرى لأنها خرافية ولا تساعد على حل مشكلة الشر في النفس البشرية. ويتضمن النص خرافة أن الجن الخرافية سبب للأمراض النفسية والعصبية والعقلية، بدلًا من الأسباب العضوية والكيمياوية والوراثية والنفسية.

 

وروى أحمد:

 

19743 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن زياد بن علاقة قال: حدثني رجل من قومي قال شعبة: قد كنت أحفظ اسمه قال: كنا على باب عثمان رضي الله عنه ننتظر الإذن عليه، فسمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فناء أمتي بالطعن ، والطاعون " . قال: فقلنا: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون ؟ قال: " طعن أعدائكم من الجن، في كلٍّ شهادة" قال زياد: فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي، وكان معهم فقال صدق . حدثناه أبو موسى.

 

هذا إسناد اختلف فيه على زياد بن علاقة، فرواه سفيان- وهو الثوري كما في هذه الرواية- عنه، عن رجل، عن أبي موسى. وكذلك رواه شعبة عنه، كما سيأتي برقم (19743). ورواه سعاد بن سليمان، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/211- 212، والبزار (3040) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" (1418) ، ومسعر بن كدام، كما عند الطبراني في "الصغير" (351) كلاهما عنه، عن يزيد ابن الحارث (وهو لا يعرف، وفي مطبوع البزار: زياد بن الحارث) ، عن أبي موسى، به. ورواه حجاج بن أرطاة كما عند الطبراني في "الأوسط" (8507) عنه، عن كردوس بن عياش الثعلبي، عن أبي موسى، به. وحجاج ضعيف. ورواه أبو مريم- وهو عبد الغفار بن القاسم- كما عند الدارقطني في "العلل "7/257، عنه، عن البراء بن عازب، عن أبي موسى. وأبو مريم ضعيف جدا. ورواه أبو حنيفة- كما في "مسنده" (393) - عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي موسى، به. وعبد الله بن الحارث مجهول. ورواه أبو بكر النهشلي كما في الرواية (19744) ، عنه، عن أسامة بن شريك، عن أبي موسى. والظاهر أن الحديث معروف في بني ثعلبة قوم زياد بن علاقة، فقد جاء في رواية شعبة (19743) عن زياد، قال: حدثني رجل من قومي.. ثم قال في آخره: فلم أرض بقوله، فسألت سيد الحي وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى. وهو ما جاء التصريح به عند أبي شيبة، فيما حكاه عنه الدارقطني في "العلل" 7/256-257، فقال: وقال أبو شيبة: عن زياد، عن اثني عشر رجلا من بني ثعلبة، عن أبي موسى. ومن ثم قال الدارقطني: والاختلاف فيه من قبل زياد بن علاقة، ويشبه أن يكون حفظه عن جماعة، فمرة يرويه عن ذا، ومرة يرويه عن ذا. وانظر (19708) .

قال السندي: قوله: بالطعن: أراد القتل بالسلاح أعم من أن يكون بالرمح، أو بالسيف، أو غيرهما. 

 

رواية الحديث عن اثني عشر رجلًا من بني ثعلبة وكون الحديث سمعه كثيرون منهم من معاذ، فاستحال تواطؤهم على الكذب في روايته حسب نهج بعض علماء الجرح والتعديل، فيصح الحديث بذلك.

 

خرافة أن الجن توسوس للإنسان بالأفكار

 

{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)} النحل

 

{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)} إبراهيم

 

{يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)} الأعراف

 

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)} الأعراف

 

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)} الأنعام

 

هذا مما قد نعتبره مثالًا لتعويذة المسلم التقليديّ ضد الفكر الحر والتفكير العقلاني والعلمي بشيطنة الأمور الصحيحة المستقيمة السليمة. بالنسبة لآخر آية أذكر برنامجًا أجنبيًّا يقدم أذكى الأطفال في حوار مع مذيع أسود عجوز ظريف ولبق، عندما سأل طفلًا كان ضيفًا شقيًّا لإحدى حلقاته ماذا كانت نتيجة استماع آدم وحواء للشيطان، رد عليه: أننا جئنا إلى الوجود! حقيقة هذا رد ظريف، ولو أن أسطورة أبوي البشرية مجرد خرافة كما نعلم علميًّا، فنحن كجنس بشريّ نتاج تطور لأنواع سابقة، وهو ما يُعرف بانتخاب المجموعة السكانية أو العشيرة، ولسنا نتاج نسل فردين فقط. لو صحت أسطورة كهذه فالشيطان قدّم للبشرية متعة وعطاءً غير محدود، وهو متعة الجنس والحب وإنجاب الأطفال ومتعة تربيتهم ورعايتهم وأن نجعل منهم مواطنين صالحين نافعين للمجتمع، يتضح أن الشيطان الإسلاميّ الخرافيّ لو كان له وجود لكان بالتأكيد كائنًا صالحًا وفيلسوفًا أخلاقيًّا بعيد النظرة! وعلى طريقة المفكرين الغربيين قال أن تكون إنسانًا يعني أن تكون حرًّا.

 

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} الناس

 

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} فصلت

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} البقرة

 

هذا اعتقاد باطل خرافيّ، على المجتمعات البشرية لتنضج وتتطوَّر وتحلّ مشاكلها يجب عليها أن تتفهَّم الأصل الطبيعيّ للشرّ ودوافعه داخل النفوس البشرية، كالأطماع والأحقاد والعقد النفسية وأخطاء أساليب التربية وغيرها، أما افتراض وجود مصدر خارجيّ لشرورنا فهو عدم مواجهة واقعية للمشاكل، كالفقر وأطفال الشوارع وجنوح المراهقين...إلخ. سيجمُند فرويد له كتاب عن مسائل متعلقة بهذا الأمر أعتقد هو (الشيطان في التحليل النفسي)، وبعض الإخوة قد دبَّجوا مقالات من قبل عن هذا الموضوع. عندما يقرِّر شخصٌ فعلَ شيء شرير فهو يقرِّر هذا بقراره وعقله وإرادته، لا أحد يوسوس له في عقله بطريقة خفيّة، الشيطان الوحيد الموسوس الذي يجب أن نعترف به كملحدين عقلانيين هو شيطان الإنسان الذي يحرِّض آخرين على الشرورو كالسرقة والقتل والعنصرية، هتلر مثلًأ وربما محمد وربما ستالين وقادة كوريا الشمالية الدكتاتورية وشاها إيران الأخيران بجبروتهما، وملالي إيران من بعده الذين يتزوَّجون أولً الفتيات المعارضات والمشاركات في مظاهرات وأنشطة معارضة لاغتصابهن بالإكراه قبل إعدامهن ثم يرسلون مبلغًا صغيرًا كسخرية باعتباره المهر لأسرتها قد يعتبرهم البعض نماذج للشياطين الواقعية في أفعالها الشخصية وتحريضاتها للغير.

 

{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} المجادلة

 

لا وجود لشيطان يأمر بالحرية والعقلانية، أو على الأقل عدم التدين، الله خرافة، من شاء فليهجر خرافة كهذه وليعش بخير وسلام مع الناس لا يؤذِهم ولا يتصف بالأنانية ويكن مواطنًا صالحًا.

 

خرافة أن الجن تقوم بأفعال وتتدخل في مسارات الأحداث

 

هذه خرافة واعتقاد وهمي جنوني أخطر مما قبله، لأنه يجعل تفكير الإنسان غير عملي لا عقلاني، فكل الأحداث التي يمكن أن يخطط لها تتدخل فيها بزعم التصور الديني كائنات خيالية تغير وتتدخل في الأحداث، من شياطين وملائكة وإله.

 

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)} الأنفال

 

بلا شك فهذه خرافة إسلامية وضعوها في القرآن، وذكر ابن إسحاق في السيرة:

 

قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، قال: لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بنى بكر، فكاد ذلك يثنيهم، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجى، وكان من أشراف بنى كنانة، فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشىء تكرهونه، فخرجوا سراعاً.

مرسل وإسناده صحيح كما علق سامي أنور جاهين في تحقيقه للسيرة.

 

... قال ابن إسحاق: وعُمير بن وهب، أو الحارث بن هشام، قد ذكر لى أحدهما، الذي رأى إبليس حين نكص على عقبيه يوم بدر، فقيل: أين، أي سُراق؟ ومَثَلَ عدو الله فذهب، فأنزل الله تعالى فيه: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}. فذكر استدراج إبليس إياهم، وتشبهه بسُراقة ابن مالك بن جُعْشم لهم، حين ذكروا ما بينهم وبين بنى بكر بن عبد مَناة بن كنانة في الحرب التي كانت بينهم. يقول الله تعالى:{فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ} ونظر عدو الله إلى جنود الله من الملائكة، قد أيد الله بهم رسولَه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على عدوهم {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ}. وصدق عدو الله، رأى ما لم يَرَوْا، وقال:{إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 48] فذكر لي أنهم كانوا يَرَوْنه في كل منزل في صورة سراقة لا ينكرونه، حتى إن كان يوم بدر، والتقى الجمعان نكص على عقبيه، فأوردهم ثم أسلمهم.

 

ويذكر من شعر حسان بن ثابت:

 

سِرنا وساروا إلى بَدْرٍ لِحيْنهمُ لو يعلمون يقينَ العلمِ ما ساروا

دَلاَّهُمُ بغرورٍ ثم أسْلَمهم إن الخبيثَ لمن والاَه غَرَّارُ

وقال إني لكم جَار فأوردَهم شَرَّ المواردِ فيه الخِزْى والعارُ

ثم التقينا فولَّوْا عن سَراتِهمُ من مُنْجدينَ ومنهم فرقة غاروا

 

السراة: الأشراف، وغاروا: تفرقوا.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج5:

 

4550 - حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن منذر الحزامي ثنا عبد العزيز بن عمران قال حدثني هشام بن سعد عن عبد ربه ابن سعيد بن قيس الأنصاري عن رفاعة بن رافع قال: لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر ورفع يديه فقال : إني أسألك نظرتك إياي وخف أن يخلص إليه القتل فأقبل أبو جهل بن هشام فقال : يا معشر الناس لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم فانه كان على ميعاد من محمد صلى الله عليه و سلم ولا يهولنكم قتل عتبة و شيبة و الوليد فانهم قد عجلوا فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالجبال ولا ألفين رجلا منكم قتل منهم رجلا ولكن خذوهم أخذا حتى تعرفوهم سوء صنيعهم من مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى ثم قال أبو جهل متمثلا :

 ( ما تنقم الحرب الشموس مني ... بازل عامين حديث سني )

 ( لمثل هذا ولدتني أمي )

 

ضعيف فيه عبد العزيز بن مروان كما قال الهيثمي في المجمع، ونقله ابن كثير في السيرة منه.

 

كعادته ذكر الطبري عشرات الروايات بنفس المعنى في تفسيره، لكنه ذكر كذلك فهمًا مجازيًّا للبعض للنص:

 

16188- حدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) الآية، قال: لما كان يوم بدر، سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين، وألقى في قلوب المشركين: أنّ أحدًا لن يغلبكم، وإني جار لكم! فلما التقوا، ونظر الشيطان إلى أمداد الملائكة، نكص على عقبيه =قال: رجع مدبرًا= وقال: (إني أرى ما لا ترون) ، الآية.

 

16191- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا هاشم بن القاسم قال، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: قال الحسن، وتلا هذه الآية: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) الآية، قال: سار إبليس مع المشركين ببدر برايته وجنوده، وألقى في قلوب المشركين أن أحدًا لن يغلبكم وأنتم تقاتلون على دين آبائكم، ولن تغلبوا كثرةً! فلما التقوا نكص على عقبيه =يقول: رجع مدبرًا= وقال: (إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون) ، يعني الملائكة.

 

 مما يجعل الفهم الآخر خرافة مما ألفه المسلمون لو صح ذلك، لكن قول النص (وإني جارٌ لكم) تجعل ذلك الفهم المجازي غير محتمَل. هذه خرافة قرآنية بوضوح من تراث أساطير القرآن. لا تختلف عن تصورات الجريكيين (اليونانيين) والرومان كما في الإلياذة والإنياد والمصريين والبابليين والآشوريين القدماء كما كتبوا مثلًا في سجلات انتصاراتهم العسكرية بفضل الآلهة، والهندوس في ملحمتي المهابهاراتا والرمايان عن أن الآلهة والشياطين والأرواح الشريرة والخيرة يتدخلون في حروب البشر.

 

 

أدعية لطرد شياطين تشتت الذهن حسب زعم محمد

 

تشتت الذهن وشروده إنما يكون بسبب انشغال الذهن بأمور عديدة أو شيء آخر غير ما هو منخرط فيه، والشرود وانصراف الذهن عن الصلوات والتعبدات عند كل الدينيين أتباع الأديان أكثر شيوعًا لأن العقل اللاواعي الباطن يعلم بلا عملية ولا جدوى الطقوس وعدم وجود صلة لها مع الواقع الحقيقي، أما أسطورة محمد فتقول كما روى مسلم:

 

[ 2203 ] حدثنا يحيى بن خلف الباهلي حدثنا عبد الأعلى عن سعيد الجريري عن أبي العلاء أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني

 

رواه أحمد 17897 و17898 ووأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/61 و10/353، ومسلم (2203) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (577) ، والطبراني في "الكبير" (8367) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/307 من طرق عن سعيد الجريري. وأخرجه عبد بن حميد (381) ، والطبراني في "الكبير" (8368) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن الشخير، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص. فزاد فيه مطرفاً بين أبي العلاء وبين عثمان، وهو من المزيد في متصل الأسانيد. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" برقم (2582) و (4220) ومن طريقه أخرجه مسلم (2203) ، والطبراني في "الكبير" (8366)  أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ،.

 

من الخرافات عن شكل وخلق الجن

 

{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)} الرحمن

 

{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)} الشعراء

 

{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)} الحِجْر

 

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)} الأنعام

 

{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)} الصافّات

 

هنا وصفه لقبح شكل أشجار جهنم الخرافية بأنها كشكل رؤوس الشياطين، لكن مَن مِن الناس رأى هذه الكائنات الخرافية أصلًا، وكيف يمكن أن يوضِّح لنا هذا الوصف بشيء غير معلوم شكل تلك الأشجار الخزعبلية التي نشتاق لرؤيتها ومعرفتها حقًّا! وبعد، فلماذا يخلق الله الشياطين بأشكال قبيحة، مع أنه في آيات كثيرة يقال عنه أنه {الذي أحسن كل شيء خلقه} و {صنع الله الذي أتقن كل شيء} و{وخلق كل شيء فقدره تقديرا} ومجاراةً للسخافة واستمرارًا بها واستمراءً لها لنسأل: وباعتبار محمد زعم أن بعض الجن اتبعه كذلك، فهل الجن المسلمون شكلهم مفزع بشع كذلك؟! هلموا فلنعترف أن كل هذا هراء لم يكن يستحق شغل النفس به حتى!

 

روى مسلم:

 

[ 2197 ] حدثني أبو الربيع سليمان بن داود حدثنا محمد بن حرب حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رأى بوجهها سفعة فقال بها نظرة فاسترقوا لها يعني بوجهها صفرة

 

وروى البخاري:

 

5739 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَقَالَ عُقَيْلٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

واعتقد العرب أن الجن تؤثِّر نظرته على الإنسان فتمرضه وسمّوها السفعة. وانظر محمود شكري الألوسي في (بلوغ الأرب في أحوال العرب) ج2 ص 361 السفعة- نظرة الجن

 

 

ويعتقدون أن بعض الثعابين (وأحيانًا الكلاب وغيرها) قد تكون جنًّا متنكرًا:

 

روى مسلم في صحيحه:

 

 [ 2236 ] وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صيفي وهو عندنا مولى بن أفلح أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان

 

 [ 2236 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال سمعت أسماء بن عبيد يحدث عن رجل يقال له السائب وهو عندنا أبو السائب قال دخلنا على أبي سعيد الخدري فبينما نحن جلوس إذ سمعنا تحت سريره حركة فنظرنا فإذا حية وساق الحديث بقصته نحو حديث مالك عن صيفي وقال فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر وقال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم

 

ورواه أحمد بن حنبل:

 

11369 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ صَيْفِيٍّ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ سَمِعْتُ تَحْتَ سَرِيرِهِ تَحْرِيكَ شَيْءٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا حَيَّةٌ فَقُمْتُ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَا لَكَ ؟ قُلْتُ: حَيَّةٌ هَاهُنَا، فَقَالَ: فَتُرِيدُ مَاذَا ؟ فَقُلْتُ: أُرِيدُ قَتْلَهَا، فَأَشَارَ لِي إِلَى بَيْتٍ فِي دَارِهِ تِلْقَاءَ بَيْتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عَمٍّ لِي كَانَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ، وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَأَذِنَ لَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ بِسِلَاحِهِ مَعَهُ، فَأَتَى دَارَهُ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، فَأَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ، فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا أَخْرَجَنِي، فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَإِذَا حَيَّةٌ مُنْكَرَةٌ فَطَعَنَهَا بِالرُّمْحِ، ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فِي الرُّمْحِ تَرْتَكِضُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعُ مَوْتًا الرَّجُلُ أَوِ الْحَيَّةُ، فَأَتَى قَوْمُهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرُدَّ صَاحِبَنَا، قَالَ: " اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ " مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَحَذِّرُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدُ أَنْ تَقْتُلُوهُ، فَاقْتُلُوهُ بَعْدَ الثَّالِثَةِ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ورواه أحمد بالأرقام (11090) و (11215). وأخرجه أبو داود (5257)، والنسائي في "الكبرى" (10806)، -وهو في "عمل اليوم والليلة" (970) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2939)، وابن حبان (6157) من طرق عن الليث، به. وليس في رواية النسائي ذكر القصة. وأخرجه بنحوه مسلم (2236) (141)، وأبو داود (5258)، والنسائي في "الكبرى" (10807) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (971)، وأبو يعلى (1192) من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، به، دون ذكر القصة. وأخرجه بنحوه مطولاً مالك في "الموطأ" 2/976-977، ومن طريقه مسلم (2236) (139)، وأبو داود (5259)، والترمذي (1484)، والنسائي في "الكبرى" (8871) و (10808) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (972) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2938)، وابن حبان (5637)، والبغوي في "شرح السنة" (3264)، عن صيفي، به. وأخرجه بنحوه مسلم (2236) (140)، والنسائي في "الكبرى" (10809) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (973) - من طريق أسماء بن عبيد، عن أبي السائب، به، وزاد: "اذهبوا فادفنوا صاحبكم" . وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2940)، والطبراني في "الكبير" (5935) . وآخر من حديث ابن أبي ليلى عند أبي داود (5260)، والترمذي (1485)، والنسائي (10804) . ورواه الواقدي في كتاب المغازي في غزوة الخندق.

 

خرافة الغيلان

 

الغول هو أنثى شيطان حسب خرافات العرب القدماء تتجسد في صورة أنثى أو تنادي على الضحية بصوت أنثوي أو صوت شخص يعرفه حتى تجذبه إليها فتخطفه لسنوات أو تأكله. المصريون كأكبر وارثين للخرافات العربية القديمة يسمونها الندّاهة، المصريون عمومًا كشعبٍ من أكثر الشعوب تخشبّا واعتقادًا بالخرافات القديمة فعوامهم لم يتقدّموا خطوة معرفيًّا عن عصور ما قبل التاريخ تقريبًا، تصور أن الغرب وصل إلى عمل خريطة جينوم الإنسان ويخدد للخروج من المجموعة الشمسية لاستكشافات أبعد، وهؤلاء المصريون من دهمائهم لا يزالون يتكلمون عن السعلاة أو "السلعوة" الجنية التي اعتقد بها قدماء العرب ويقول المصريون أنها تطرق الأبواب كالبشر ليلًا!

 

{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)} الأنعام

 

الجن تسرق طعام البشر وتتنكر في شكل البشر

 

روى البخاري:


2311 - * وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ

 

3275 - * وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ

 

وانظر أحمد 23592 و23593 وفي الباب عن أبي بن كعب عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (960) ، وابن حبان (784) . وعن أبي هريرة عند البخاري تعليقاً (2311) ، ووصله النسائي في "عمل اليوم والليلة" (959). وانظر تتمة أحاديث الباب في "صحيح ابن حبان" (784)

 

هكذا يمكن لشخص ببساطة والدين وخرافته تؤيده أنه لم يختلس خزين الدولة ولم يبعه بل أكلته الشياطين! وهنا نرى خرافة الغول التي أو الذي يتنكر في شكل البشر، وله إشارة في القرآن.

 

وروى أحمد:

 

2510 - حدثني عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلا خرج فتبعه رجلان، ورجل يتلوهما، يقول: ارجعا، قال: فرجعا، قال: فقال له: إن هذين شيطانان، وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له، لأرسلنا بها إليه، قال: " فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك عن الخلوة "

 

إسناده حسن، عبد الجبار بن محمد الخطابي روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 244: وإنما عرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الجزري الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه أبو يعلى (2589) عن هاشم بن الحارث، والحاكم 2/102 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2719) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به. وأخرجه البزار (2022 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2588) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.

قوله: "فقال له"، قال السندي: أي: فقال الذي تلاهما للخارج.  وقال الشيخ أحمد شاكر: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن.

 

وروى عبد الرزاق من قول عمر:

 

9249 - عبد الرزاق عن الثوري عن الشيباني عن أسير بن عمرو قال ذكر عند عمر الغيلان فقال إنه لا يتحول شيء عن خلقه الذي خلق له ولكن فيهم سحرة من سحرتكم فإذا رأيتم من ذلك شيئا فأذنوا

 

ونسبوه إلى محمد:

 

9252 - عبد الرزاق عن بن جريج قال حدثت عن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا

 

أورده الهيثمي في المجمع10/ 134 وقال: رواه البزار ورجاله ثقات، إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب.

 

وروى أحمد بإسناد منقطع:

 

14277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سِرْتُمْ فِي الْخِصْبِ ، فَأَمْكِنُوا الرِّكَابَ أَسْنَانَهَا، وَلَا تُجَاوِزُوا الْمَنَازِلَ، وَإِذَا سِرْتُمْ فِي الْجَدْبِ ، فَاسْتَجِدُّوا، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّلْجِ ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلَانُ ، فَبَادَرُوا بِالْأَذَانِ، وَإِيَّاكُمْ وَالصَّلَاةَ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَالنُّزُولَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ، وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءِ الْحَاجَةِ، فَإِنَّهَا الْمَلَاعِنُ"

صحيح لغيره دونَ قوله: "وإذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان" ورجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من جابر. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي. وأخرجه عبد الرزاق (9247) ، وابن خزيمة (2549) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (523) من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (329) ، وابن خزيمة (2548) من طريق سالم، عن الحسن، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بآخره. وسيأتي برقم (15091) عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان. وأخرجه البزار (3129- كشف الأستار) من طريق يونس بن عبيد، وابن عدي في "الكامل" 5/1760 من طريق عمرو بن عبيد، كلاهما عن الحسن البصري، عن سعد بن أبي وقاص، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تغولت لنا، أو إذا رأينا الغول ننادي بالأذان. وقال البزار عقبه: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسن من سعد شيئاً. ويشهد له دون قصة الغيلان: حديث أنس عند أبي داود (2571) ، والبزار (1694) و (1696) ، وابن خزيمة (2555) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (113) ، وانظر تمام تخريجه فيه، وهو حديث صحيح. وثان من حديث أبي هريرة عند مسلم (1926) ، وقد سلف في مسنده برقم (8442).

قوله: "في الخِصْب"، قال السندي: بكسر خاء معجمة: كثرة العُشْب والرعي. " فأَمكِنوا"، أي: مكنُوا. "الركاب" ، أي: الإبل. "أسنانَها" جمع سنن، وهو بدل من الركاب، أي: مكنوا أسنانها من الرعي والأكل، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى، وقيل: الأسنان جمع "سِن" بمعنى ما تأكله الإبل وترعاه من العشب، فإن السن يطلق عليه، فالمراد بالأسنان: المرعى، والمعنى: أَمكِنوا الإبل من مرعاها. "الجَدْب" القحط وزناً ومعنىً. "فاستَجِدوا"، أي: اجتهدوا في السير، وأسرعوا فيه. قلنا: ووقع في رواية ابن خزيمة (2548) : فانجوا، وفي الأخرى (2549) : فاستنجوا، وهذه الأخيرة ستأتي عند المصنف برقم (15091) . ومعناه: اطلبوا النجاة. "بالدُّلج" بضم ففتح: جمع دُلْجة، كظُلَم جمع ظُلْمة، والدُّلْجة: السير بالليل أو آخره، والأول أنسبُ بالحديث، حيث قال: "فإن الأرض تطوى بالليل" من غير فرق بين أوله وآخره. "تغوَّلت"، أي: تلونت وظهرت في ألوان مختلفة وصور شتى. "الغيلان" سحرة الجن تفتن الناس بالإضلال عن الطرق. "بالأذان" دفعاً لشرها، فإن الشياطين تتفرق عند الأذان. "على جوادَّ الطريق" بتشديد الدال، جمع جادة بالتشديد، وهي معظم الطريق. "الملاعن" المحالّ الجالبة للعن على صاحبها، فإن العادة جرت بلعن من يقضي الحاجة في الطرق سواء جاز لعنه شرعاً أم لا.

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

30361- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَن يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : ذُكِرَتِ الْغِيلانُ عِنْدَ عُمَر رحمه الله فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يَسْتَطِيعُ أن يتغير عَن خَلْقِ اللهِ خَلْقَهُ ، وَلَكِنْ لَهُمْ سَحَرَةٌ كَسَحَرَتِكُمْ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأَذِّنُوا.

 

ومن نماذج الخرافات عن الغيلان ما ورد في الواقدي من حكاية أحد صحابة محمد وهو أبو أسيد، في أواخر سياق غزوة أو معركة بدر:

 

وَخَرَجَ بُنَىّ لِى يَفَعَةٌ فَاحْتَمَلَتْهُ الْغُولُ فَذَهَبَتْ بِهِ مُتَوَرّكَةً ظَهْرًا. فَقِيلَ لأَبِى أُسَيْدٍ: وَكَانَتْ الْغِيلانُ ذَلِكَ الزّمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنّهَا قَدْ هَلَكَتْ فَلَقِىَ ابْنِى ابْنَ الأَرْقَمِ فَبَهَشَ إلَيْهِ ابْنِى وَبَكَى مُسْتَجِيرًا بِهِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَتْ الْغُولُ: أَنَا حَاضِنَتُهُ، فَلَهَا عَنْهُ وَالصّبِىّ يُكَذّبُهَا، فَلَمْ يُعَرّجْ عَلَيْهِ

 

وروى عبد الرزاق هذا الحديث المضحك:

 

12322 - عبد الرزاق عن بن جريج قال اخبرني داود بن أبي هند عن رجل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر بن الخطاب أن رجلا من الأنصار خرج إلى مسجد قومه ليشهد العشاء فاستطير فجاءت امرأته إلى عمر فذكرت ذلك له فدعا قومه فسألهم عن ذلك فصدقوها فأمرها أن تتربص أربعة حجج ثم أتته بعد انقضائهن فأمرها فتزوجت ثم قدم زوجها فصاح بعمر فقال امرأتي لا طلقت ولا مت قال من ذا قالوا الرجل الذي كان من أمره كذا وكذا قال فخيره بين أمرأته وبين المهر وسأله فقال ذهبت بي حي من الجن كفار فكنت فيهم قال فما كان طعامك فيهم قال ما لم يذكر اسم الله عليه والفول حتى غزاهم حي مسلمون فهزموهم فأصابوني في السبي فقالوا ماذا دينك فقلت الإسلام قالوا أنت على ديننا إن شئت مكثت عندنا وإن شئت رددنا على قومك قلت ردوني فبعثوا معي نفرا منهم أما الليل فيحدثوني وأحدثهم وأما النهار فإعصار الريح أتبعها حتى رددت عليكم قال بن جريج وأما أبو قزعة فسمعته يقول إن عمر سأله أين كنت فقال ذهب بي جن كفار فلم يزالوا يدورون بي الأرض حتى وقعت على أهل بيت فيهم مسلمون فأخذوني فردوني قال ماذا يشاركونا فيه من طعامنا قال فيما لا يذكرون اسم الله عليه منها وفيما سقط قال عمر إن استطعت لا يسقط مني شيء

 

زوج يغيب عن زوجته لسنوات ثم يدعي أن الجن خطفوه فيصدقه السذج من الناس. نموذج للعقلية الخرافية.

 

وبالتناقض مع القرآن نفت بعض الأحاديث وجود الغيلان:

 

روى مسلم:

 

[ 2222 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا غول

 

[ 2222 ] وحدثني عبد الله بن هاشم بن حيان حدثنا بهز حدثنا يزيد وهو التستري حدثنا أبو الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا غول ولا صفر

 

[ 2222 ] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوى ولا صفر ولا غول وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابرا فسر لهم قوله ولا صفر فقال أبو الزبير الصفر البطن فقيل لجابر كيف قال كان يقال دواب البطن قال ولم يفسر الغول قال أبو الزبير هذه الغول التي تغول

 

ومع ذلك توجد عقلانية منقوصة في إطار الدين، فروى عبد الرزاق أحد الآراء:

 

9248 - عبد الرزاق عن الأسلمي عن بن المنكدر قال ذكرت الغيلان عن بن عباس فقال ذلك قرن قد هلك

 

هذه محاولة لإلغاء الخرافة وتأثيرها بدون إنكارها كجزء من الدين، هذا يذكرني بقريب لي عنده عقلانية منقوصة كهذه قال لابنه أن لم يعد هناك جن تظهر لانتشار النور ومصابيح الكهرباء والمدنية. لا شك أن رأي ابن عباس جاء لمواجهة سخافة خرافة كهذه فقد يهرب شخص ويسرق مالًا ويدعي أن جنًّا خطفه وتغوّله أو تهرب زوجة في مجتمع القمع الإسلامي فتقول ذلك أو يفر شخص عن دفع دين عليه ويقول ذلك.

 

الجن برهان على صحة دعوة محمد بزعمه!

 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)} الجنّ

 

لما وجد محمد أن جهده في مكة بدون إغراآت مادية ولا أوضاع مساعدة ممهدة ضاع تقريبًا، ولم يتبعه كما نصت كتب السيرة والأحاديث أكثر من ثلاثمئة شخص فقط تقريبًا، بدأ يلجأ إلى المزاعم الوهمية من عالم الخيالات والأساطير، فادعى أن الجن ككائنات خرافية لا وجود لها آمنت بها العرب اتبعه بعضهم وأسلموا، ثم شرع يلقي موعظة على لسان الجن للناس كالتي تلقيها لطفل صغير بشكل تدعي أنه تلميح وغير مباشر، فيما سيفكر حينئذ الطفل أنك شخص سمج وتستخفّ بعقله وكان الأفضل لو جعلت حديثك له مباشرة، كذلك بدلًا من أن يكون القرآن كلام الله المزعوم، هنا يصير جزء منه كلام عباده الجن (الخرافيين) طبعًا، من غير المفهوم أهو نص إلهيّ أم مسرحية يلقي كل ممثل أو شخص فيها كلمته ودوره؟! وبدءً من الآية 16 يحوَّل محمد الشخص المتكلم إلى الله مخاطبًا البشر بدون سابق إنذار لانقطاع كلام الجن، وهو أسلوب منتقد لغويًّا وضعيف، انتقد البعض ما يشبهه من ركاكات في كتاب اليهود بعدم الدقة في استعمال الضمائر وما شاكل، ومن السخيف حقًّا ترويج خرافات كهذه عن كائنات وهمية سخيفة، والأسخف أن كثيرين من السذج يصدِّقونها بدرجة أو أخرى.

 

هتافات الجن الخرافية من أدلة نبوة محمد المزعومة

 

الأخبار كثيرة من هذا النوع في السيرة لابن هشام والسيرة لابن كثير وكتب دلائل النبوة الخزعبلية، وروى البخاري:

 

3866 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّ سَالِمًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ عَلَيَّ الرَّجُلَ فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَالَ فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي قَالَ كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ فَقَالَتْ أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا قَالَ عُمَرُ صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَوَثَبَ الْقَوْمُ قُلْتُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا ثُمَّ نَادَى يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِيٌّ

 

والخبر الخرافي عند ابن هشام في السيرة وغيرها. وانظر أحمد 15462.

 

وذكر ابن إسحاق في السيرة:

 

قال ابن إسحاق: وحدثني بعضُ أهل العلم: أن امرأةً من بنى سَهْم يقال لها الغَيْطَلة كانت كاهنة في الجاهلية، فلما جاءها صاحبُها فِي ليلة من الليالى، فأنْقَض تحتها، ثم قال: أدْرِ ما أدْرِ. يوم عَقْر ونحْر، فقالت قريش حين بلغها ذلك: ما يريد؟ ثم جاءها ليلةً أخرى، فأنْقَض تحتها، ثم قال: شُعوب، ما شُعوب؛ تُصْرَع فيه كَعْب لجُنوب. فلما بلغ ذلك قريشا، قالوا: ماذا يريد؟ إن هذا لأمر هو كائن، فانظروا ما هو؟ فما عرفوه حتى كانت وقعة بدر وأحد بالشِّعْب، فعرفوا أنه الذي كان جاء به إلى صاحبته.

 

وفي المعجم الكبير للطبراني ج20:

 

799 - حدثنا موسى بن جمهور التنيسي السمسار ثنا علي بن حرب الموصلي ثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن عبد الله العماني عن مازن بن الغضوبة قال: كنت أسدن صنما يقال له باحر بسمائل قرية بعمان فعترنا ذات يوم [ عنده ] عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتا من الصنم يقول : يا مازن اسمع تسر ظهر خير وبطن شر بعث نبي من مضر بدين الله الكبر الكبر فدع نحيتا من حجر تسلم من سقر قال : ففزعت لذلك فقلت ان هذا لعجب ثم عترت بعد أيام عتيرة فسمعت صوتا من الصنم يقول : أقبل الي أقبل تسمع ما لا تجهل هذا نبي مرسل جاء بحق منزل فآمن به كي تعدل عن حر نار تشعل وقودها بالجندل فقلت : ان هذا لعجب وانه لخير يراد بي فبينا نحن كذلك اذ قدم رجل من الحجاز قلنا : ما الخبر وراءك ؟ قال : ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه : أجيبوا داعي الله قلت : هذا نبأ ما قد سمعت فسرت الى الصنم فكسرته أجذاذا وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فشرح لي الاسلام فأسلمت وقلت :

 ( كسرت باحرا جذاذا وكان لنا ... ربا نطيف به غميا بضلال )

 ( بالهاشمي هدينا من ضلالته ... ولم يكن دينه مني على بال )

 ( يا راكبا بلغن عمرا واخوته ... أني لمن قال ربي ناجر قال )

 يعني عمرو بن الصلت واخوته بني خطامة قال مازن : فقلت : يا رسول الله أني امرؤ مولع بالرب وبشرب الخمر وبالهلوك قال ابن الكلبي : والهلوك الفاجرة من النساء وألحت علينا السنون فأذهبت الأهوال وأهزلن الذراري والعيال وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحياء ويهب لي ولدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : اللهم ابدله بالطرب قراءة القرآن وبالحرام الحلال وبالعهر عفة الفرج وبالخمر رياء لا اثم فيه وائته بالحياء وهب له ولدا قال مازن : فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحياء [ وتعلمت شطر القرآن ] وخصب عمان وحججت حجا [ حججا ] ووهب الله لي حيان بن مازن وأنشأت أقول :

 ( اليك رسول الله خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان الى العرج )

 ( لتشفع لي يا خير من وطأ العصى ... فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج )

 ( الى معشر خالفت في الله دينهم ... فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي )

 ( وكنت امرءا بالرغب والخمر مولعا ... شبابى حتى آذن الجسم بالنهج )

 ( فبدلني بالخمر خوفا وخشيه ... وبالعهر احصانا فأحصن لي فرجي )

 ( فاصبحت همي في الجهاد ونيتي ... فلله ما صومي ولله ما حجي )

 فلما قدمت على قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرا له فهجاني فقلت : ان رددت عليه فانما الهجو لنفسي فاعتزلتهم الى ساحل البحر وقلت :

 ( بغضكم عندنا مرمدا فيه ... وبغضكم عندنا يا قومنا لئن )

 ( فلا يعطن الدهر أن نشب معايبكم ... وكلكم يبدو عيينا فطن )

 ( شاعرنا معجم عنكم وشاعركم ... في حربنا مبلغ في شتمنا لسن )

 ( ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر ... وفي صدوركم البغضاء والاجن )

 فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا : يا ابن عم عبنا عليك أمرا وكرهناه لك فان أبيت فشأنك ودينك فارجع فأقم أمورنا فكنت القيم بأمورهم فرجعت معهم ثم هداهم الله بعد الى الاسلام

 

رواه أبو نعيم في دلائل النبوة 63 مختصرا والبيهقي في دلائل النبوة، قال الهيثمي في مجمع الزوائد هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن ابيه وكلاهما متروك. وعنهم نقله مؤلف أسد الغابة ومؤلف الاستيعاب في معرفة الأصحاب وغيرها من كتب تراجم الصحابة.

 

الرعد كائن أو ملاك يسبِّح الله!

 

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)} الرعد

 

وروى أحمد:

 

2483 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، وكانت له هيئة رأيناه عند حسن، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن، عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل، قال: " هاتوا " قالوا: أخبرنا عن علامة النبي، قال: " تنام عيناه، ولا ينام قلبه " قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة، وكيف تذكر ؟ قال: " يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت " قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال: " كان يشتكي عرق النسا، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال أبي: " قال بعضهم: يعني الإبل " - فحرم لحومها "، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال: " ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده - أو في يده - مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله " قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال: " صوته "....إلخ

 

قال عنه المعلقون المسلمون في طبعة الرسالة محاولين التهرب من خرافة الرعد: حديث حسن دون قصة الرعد، فقد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق، وقد توبع على حديثه هذا -فيما سيأتي برقم (2514) - سوى قصة الرعد، فهي منكرة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران (952) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بقصة ما حرم إسرائيل على نفسه فقط، وقال فيه: "ألبان الأتن"، وذكر محقق الكتاب أنه كتب فوق هذا اللفظ في أصله: كذا وجاء في رواية الطبري بلفظ "ألبان الإبل" وهو الأصح. وأخرجه الترمذي (3117) ، والنسائي في "الكبرى" (9072) ، والطبراني (12429) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/304-305 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن الوليد العجلي، به. وهو عند الترمذي مختصر بقصة الرعد وما حرم إسرائيل على نفسه، ولفظه في قصة إسرائيل عند هؤلاء: "فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها"، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/114 فقال: قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد... فذكر قصة ما حرم إسرائيل على نفسه. ثم قال: وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: قال أبو عبد الله (يعني البخاري) : حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد عن سفيان. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/126، ومن طريقه الطبري 4/4 عن سفيان الثوري، وابن أبي حاتم (953) من طريق الأعمش وسفيان، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرق النسا، فكان يبيت له زقاء فجعل لله عليه إن شفاه أن لا يأكل العروق، فأنزل الله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) ، قال سفيان: له زقاء، قال: صياح. هذا لفظ عبد الرزاق. وأخرجه بنحوه الطبري 4/5 من طريق سفيان والأعمش، به، وفيه أنه حرم العروق ولحوم الإبل. قلنا: ويشهد لقوله: "تنام عيناه ولا ينام قلبه" ما تقدم برقم (1911) . ولقصة كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر حديث ثوبان عند مسلم (315) . ولقصة جبريل حديث أنس عند أحمد 3/108، والبخاري (4480) ، وانظر "تفسير الطبري" 1/433-435.

 

في حين قال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح، عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني: كان يكون في بني عجل، فربما قيل "العجلي"، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي. وقول أبي أحمد الزبيري: "رأيناه عند حسن" يريد أنه لقى عبد الله بن الوليد عند الحسن بن ثابت الأحول. بكير بن شهاب الكوفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 114، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وليس له في الكتب الستة غير هذ الحديث عند الترمذي والنسائي. والحديث ذكر البخاري أوله في ترجمة بكير، رواه عن أبي نعيم عن عبد الله بن الوليد. وذكره ابن كثير في التفسير 1: 240 و 2: 187 - 188 عن هذا الموضع، وقال: "وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد العجلي, به نحوه. وقال الترمذي حسن غريب".

 

23686 - حدثنا يزيد، أخبرنا إبراهيم بن سعد، أخبرني أبي، قال: كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد، فمر شيخ جميل من بني غفار وفي أذنيه صمم، أو قال: وقر، أرسل إليه حميد، فلما أقبل قال: يا ابن أخي، أوسع له فيما بيني وبينك، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى جلس فيما بيني وبينه، فقال له حميد: حدثني بالحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن المنطق، ويضحك أحسن الضحك ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه الغفاري، وجهالته لا تضر. يزيد: هو ابن هارون، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5220) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/35-36، والرامهرمزي في "الأمثال" (125) ، والآجري في "الشريعة" ص283، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص473 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق عبد الواحد بن أبي العون، عن سعد بن إبراهيم، به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (722) من طريق الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن، عن الغفاري، به. وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" (723) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، قال: سألنا إبراهيم بن سعد عن هذا، فقال: النطق: الرعد، والضحك: البرق.

 

نعلم كبشر متحضرين لدينا العلم الحديث أن البرق الضوئيّ وصوت الرعد هو نتاج تفريغ وتبادل شحنات كهربية بين السحب، كما درسنا في المدرسة، هذه عملية من العمليات الفيزيائية، لكن محمدًا تصورها بصورة تشخيصية على أنها كائن له صوت وهو يسبِّح لله بهذا الصوت، قوانين الطبيعة كبخر المياه وتكاثفها مرة أخرى (السحاب ثم المطر) يغنينا عن تفسيرات ومقولات خرافية كهذه. هذه أفكار البدائيين الجاهلين والعجزة، لا يجب على إنسان متحضر يحترم قدراته وعقله وذاته الاعتقاد بخزعبلات بالية كهذه، ولسنا ذلك الإنسان الصحراوي البدائي ساكن الخيام الذي يخاف من البرق أن يكرهبه ويصعقه، لأننا نعيش اليوم في بيوت حجرية عازلة للكهرباء مؤسَّسة جيدًا، ولسنا في العراء أو شبه عراء كبدائيي الصحراء. مكة والسعودية وسائر دول الخليج العربي اليوم فيها تحضر وتمدن جيد ومبانٍ ضخمة وثروات جيدة نتيجة اكتشاف البترول، فصار منذ زمن حالهم جيدًا كحال مصر والشام والعراق والمغرب وتونس منذ قدمها، عجز الإنسان البدائي وجهله وتفسيراته الخرافية ليست مما يليق بنا كمتحضرين نستنير بنور العلم والبحث العلمي والمعارف.

 

الملائكة تساعد المؤمنين

 

أعتقد أن هذه الخرافة في العصر الحالي بالذات مع تأخر وضعف المسلمين، وعدم وجود قوى حقيقية علمية وعسكرية واقتصادية، قد أصبحت خرافة مؤذية أكثر مما كانت في العصور الأولى لقوة الإسلام والمسلمين، عندما نتخيل ملائكة وهمية تساعدنا للربح أو النجاة أو الفوز في حرب، فنحن لسنا نتخذ وسائل جدية لمواجهة مشاكلنا، والأغلب أن نتعرض لضربة رهيبة اقتصادية أو عسكرية فيما نواجه.

 

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)} الأنفال

 

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)} الأنفال

 

الله في القرآن والأحاديث كثيرًا ما يمكن اعتباره ذات محمد المتضخمة، دمية محمد للتعبير عن آرائه ورغباته، وأحيانًا لخداع الأتباع السذج بوعود وهمية كهذه، يمكننا أن نقول بصحة تامة (وما جعله محمد إلا بشرى وليطمئنك ويضحك عليكم وما النصر إلا بعنصري الاجتهاد مع الإعداد والحظ). وفي النص أي الآية الثانية التي تزعم تشجيع الله وتثبيته للملائكة، فهل هي ككائنات خرافية ذوي قوى رهيبة حسب وصف القرآن والأحاديث بحيث يخافون من البشر مع أنهم لديهم ميزة كونهم غير مرئيين، وهي ميزة يحلم بها كل قادة عسكريين لدولة متقدمة حتى اليوم، لو أني قزم بذراع واحدة ومنحتني هذه القدرة لفعلت الكثير في حرب حقًّا، لكن يزعم محمد رغم جبروت الملائكة وخفائهم أن الله يطمئنهم بأنه معهم لئلا يخافوا من بشر معهم سيوف ورماح بدائية وليس أسلحة كالحديثة التي عند البشر اليوم، بعضها قد يدمر مبنى كامل في لحظة والآخر قد يدمر مدينة أو دولة أو يسمم الجو والماء.

 

روى مسلم:

 

[ 1763 ] حدثنا هناد بن السري حدثنا بن المبارك عن عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي قال سمعت بن عباس يقول حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر ح وحدثنا زهير بن حرب واللفظ له حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل هو سماك الحنفي حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كذاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}  فأمده الله بالملائكة قال أبو زميل فحدثني بن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين ...إلخ

 

كتب السيرة والأحاديث في هذه الحروب تأتينا بتصورات خرافية لناس تسقط رؤوسها وحدها  بفعل ملائكة خفييين ووصف خرافي للملائكة وعمامئهما كعمائم العرب وخيولها (لم تكن عندهم سيارات أو دبابات أو طائرات إلهية لو لاحظت!) وأن محمدًا رمى حصى أو حصباء عليهم فانهزموا بمجرد هذا الحصى والزلط التافه، لا أعتقد أنها وسيلة مجرَّبة يوصَى بها ضد أعداء الشرقيين اليوم! الفلسطينيون مضطرين جربوها كثيرًا ولم تفلح كثيرًا كما تعلم أمام جبروت الأسلحة الإسرائيلية!

 

{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)} آل عمران

 

تناقض في الوعود الوهمية، لأنها بلا تكلفة وليس عليها جمرك، مرة وعدهم بثلاثة آلاف ومرة بخمسة آلاف! ورغم القصص الخرافية في كتب الحديث والسيرة، فإن بعض المسلمين رووا ما يناقضها ويبرر عدم حدوث ذلك من الأصل، كما نقل الطبري في تفسيره لآل عمران 124-127 :

 

7743- حدثني حميد بن مسعدة قال، حدثنا بشر بن المفضل قال، حدثنا داود، عن عامر قال، حُدِّث المسلمون أن كُرز بن جابر المحاربي يُمِدُّ المشركين، قال: فشق ذلك على المسلمين، فقيل لهم:"ألن يكفيَكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومِّين"، قال: فبلغت كرزًا الهزيمة، فرجع، ولم يمدّهم بالخمسة.

 

7744- حدثني ابن المثني قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا داود، عن عامر قال: لما كان يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم = ثم ذكر نحوه، إلا أنه قال:"ويأتوكم من فورهم هذا" -يعني كرزا وأصحابه-"يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين"، قال: فبلغ كرزًا وأصحابه الهزيمة، فلم يمدهم، ولم تنزل الخمسة، وأمِدّوا بعد ذلك بألف، فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين.

7745- حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد عن الحسن في قوله:"إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة"، الآية كلها، قال: هذا يوم بدر.

7746- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي قال: حُدِّث المسلمون أن كرزَ بن جابر المحاربي يريد أن يمدّ المشركين ببدر، قال: فشق ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله عز وجلّ:"ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم" إلى قوله:"من الملائكة مسومِّين"، قال: فبلغته هزيمة المشركين، فلم يمدّ أصحابه، ولم يمدُّوا بالخمسة.

* * *

وقال آخرون: كان هذا الوعد من الله لهم يوم بدر، فصبر المؤمنون واتقوا الله، فأمدهم بملائكته على ما وعدهم.

*ذكر من قال ذلك: ...إلخ

 

أكاذيب المعجزات الوهمية كثيرًا ما تنفضح لمن يفتش وينقّب وراءها، وحتى بدون أي بحث ونقد نصيّ يرفضها أي إنسان عقلانيّ مثقَّف متعلّم جيدًا.

 

خرافة البركة والرزق من العدم

 

من الخرافات التي أمست مؤذية جدًّا للمسلمين اليوم هي خرافة البركة، وهي مفهوم خرافي عن أن عدم ترتيب وتدبير وتخطيط أمورهم أو عدم توفير الموارد الكافية لأعداد الأنفار أو المواطنين الموجودين يمكن أن يجعله الله وافيًا كافيًا على نحو معجزيّ، وهو اعتقاد خياليّ فاسد يجعل معظمهم وربما حتى حكوماتهم لا تفكر في التخطيط بجدية واهتمام بالتخطيط والتدبير لحل المشاكل ووضع الميزانيات وتطوير وتحسين الأوضاع، لأنهن يتخيلون أن كل شيء يسير ببركة الله. للأسف هذه خرافة غير صحيحة لأن عالمنا كبشر محكوم بالمادة ومحدودية الموارد.

 

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)} آل عمران

 

نموذج للوهم الذي نتحدث عنه، خرافة حصول امرأة على رزق من العدم، بدون أن تعمل أو يتصدق أحدهم عليها به، أحد سفهاء المسلمين أو لعله زنديق ماجن في عقله الباطن قال ذات مرة لشيخ في جلسة حينما تلا هذه الآية: "رزق دا قليل الأدب يا شيخ، كل ما زكريا ييجي يلاقيه عندها!". وبصرف النظر عن دعابة سفيه المسلمين أو مازحهم أو زنديقهم المتشكك على جهالة مع بصيص عقلانية غريزية عنده، فإن ما قاله صحيح، لا رزق يأتي من العدم. وكما قلت في الباب الثاني أن القصة كلها باطلة ولا إقامة للنساء في المعبد في دين اليهودية من الأصل.

 

خرافة النجاسة أو الجنابة الناتجة عن الجنس

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)} النساء

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} المائدة

 

وروى البخاري:

 

130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ قَالَ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا

 

توصيف طريقة الاغتسال من الجنابة حسب سنة محمد كما وردت بدقة في كتب الأحاديث تؤكد لنا أنها خرافة قديمة مما قبل الإسلام متعلقة بتابو (محظور)، روى البخاري:

257 - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً لِلْغُسْلِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ


258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نَحْوَ الْحِلَابِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ الْأَيْسَرِ فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ بَاب الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ فِي الْجَنَابَةِ

 

 259 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا مَيْمُونَةُ قَالَتْ صَبَبْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلًا فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الْأَرْضَ فَمَسَحَهَا بِالتُّرَابِ ثُمَّ غَسَلَهَا ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِمِنْدِيلٍ فَلَمْ يَنْفُضْ بِهَا


260 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ دَلَكَ بِهَا الْحَائِطَ ثُمَّ غَسَلَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ غَسَلَ رِجْلَيْهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 317 ] وحدثني علي بن حجر السعدي حدثني عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن بن عباس قال حدثتني خالتي ميمونة قالت أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء ثم أفرغ به على فرجه وغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا شديدا ثم توضأ وضوءه للصلاة ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه ثم غسل سائر جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل فرده

 

[ 318 ] وحدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثني أبو عاصم عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه بدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر ثم أخذ بكفيه فقال بهما على رأسه

 

وروى أحمد:

 

26798 - حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة بنت الحارث، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة ، يبدأ، فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله، فيغسل فرجه، ثم يضرب بيده على الأرض، فيمسحها، ثم يغسلها، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يفرغ على رأسه وعلى سائر جسده، ثم يتنحى ، فيغسل رجليه ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، كريب: هو مولى ابن عباس. وأخرجه مسلم (317) (37) ، والنسائي في "المجتبى" 1/204، وابن خزيمة (241) ، وأبو عوانة 1/299، والبيهقي في "السنن" 1/173 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه - بألفاظ متقاربة يزيد بعضهم على بعض- عبد الرزاق (998) و (1043) ، والحميدي (316) ، والبخاري (249) و (257) و (259) و (260) و (265) و (274) و (276) و (281) ، ومسلم (317) ، وأبو داود (245) ، والنسائي في "المجتبى" 1/137 و204 و208، وفي "الكبرى" (251) ، وابن الجارود في "المنتقى" (97) و (100) ، وابن خزيمة (241) ، وأبو عوانة 1/300، وابن حبان (1190) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1023) و (1025) و (1026) ، والدارقطني 1/114، والبيهقي في "السنن" 1/173 و174 و176-177 و197 و197-198، وفي "معرفة السنن" (1430) و (1433) ، والبغوي في "شرح السنة" (248) ، من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1024) من طريق عيسى بن يونس، عن سالم، به. وأخرجه عبد بن حميد (1550) ، والدارمي (712) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (1027) ، من طريق سلمة بن كهيل عن كريب، به. وسيرد بالأرقام: (26799) و (26843) و (26856).

 

وانظر ما جاء مثلًا في السيرة لابن هشام عن هجمة أو غارة أو غزوة السويق التي قام بها أبو سفيان أيام وثنيته ضد يثرب:

 

...فكان أبو سفيان كما حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، ويزيد بن رُومَان ومن لا أتَّهم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان من أعلم الأنصار، حين رجع إلى مكة، ورجع فَلُّ قريش من بدر، نذر أن لا يُمس رأسَه ماءً من جنابة حتى يغزوَ محمداً صلى الله عليه وسلم...إلخ

 

وهو نفس تشريع التوراة اليهودية:

 

(11«إِذَا خَرَجْتَ فِي جَيْشٍ عَلَى أَعْدَائِكَ فَاحْتَرِزْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ رَدِيءٍ. 10إِنْ كَانَ فِيكَ رَجُلٌ غَيْرَ طَاهِرٍ مِنْ عَارِضِ اللَّيْلِ، يَخْرُجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ. لاَ يَدْخُلْ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. 11وَنَحْوَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ يَغْتَسِلُ بِمَاءٍ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ يَدْخُلُ إِلَى دَاخِلِ الْمَحَلَّةِ. 12وَيَكُونُ لَكَ مَوْضِعٌ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ لِتَخْرُجَ إِلَيْهِ خَارِجًا.) التثنية 23

(18وَالْمَرْأَةُ الَّتِي يَضْطَجِعُ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، يَسْتَحِمَّانِ بِمَاءٍ، وَيَكُونَانِ نَجِسَيْنِ إِلَى الْمَسَاءِ.) اللاويين 15

 

(31فَتَعْزِلاَنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ نَجَاسَتِهِمْ لِئَلاَّ يَمُوتُوا فِي نَجَاسَتِهِمْ بِتَنْجِيسِهِمْ مَسْكَنِيَ الَّذِي فِي وَسَطِهِمْ.) اللاويين 15

 

ولا يعمل بها المسيحيون ولا البهائيون، وهي فكرة ومعتقد خرافي، لأنه لا نجاسة من الممارسة الجنسية أو احتلام النوم، والسائل المنوي نفسه وإفرازات مهبل المرأة ليست نجسة، بل تتطلب غسل مكانها فقط لأنها مواد طبيعية بروتينية وغيرها تتعفن وتتحلل لو تُرِكَت بلا غسل بطبيعة الحال، لكن لا يتطلب الأمر استحمامًا طقسيًّا  لكل الجسم كالذي شرّعه الإسلام في تشريعه الخرافي، حسب تشريع الإسلام سيضطر شخص يمارس الجنس يوميًّا في دولة شديدة البرودة في الشتاء للاستحمام اليومي، بل ربما استحمام أكثر من مرة في اليوم بحكم أن المسلم لديه خمس صلوات خرافية لا يمكن تأديتها دون الاستحمام الطقسيّ الخرافيّ من نجاسة وهمية. لم يوجد في الزردشتية خرافة كهذه في كتابهم الأﭬستا، وإنما وجدت تابوهات تتطلب الاغتسال كمس أي جثة. مما يؤكد كونه تشريع تابو خرافي، فكرة التيمم العجيبة المضحكة فالتراب عمومًا لن يصلح كوسيلة تنظيف جيدة للجسد، خصوصًا لكون الأحاديث تنص على أن "الجُنُب" يمرر التراب على يدية ومرفقيه فقط طقسيًّا رمزيًّا، وليس يمرّغ نفسه فيه. وعند الهندوس خرافة شبيهة لغسل الجنابة، فقد قرأت في كتبهم التشريعية (ربما تشريع مانو) بالترجمة الإنجليزية أنه لا يُسمَح بدخول المعبد بعد أكل طعام غير نباتي او شرب كحوليات إلا بعد الاستحمام، وهو تابو بدوره. وموقفهم من الحيض عند المرأة مطابق لما عند اليهود والمسلمين كما أشرت في مواضع أخرى من البحث، فلا يجوز عندهم للمرأة الحائض في الدورة الشهرية دخول المعبد أو الصلاة.

 

مزاعم مرسلة دون تحقيقها

 

من ضمن هذه المزاعم تهديدات محمد لقريش بالهلاك بغضب إلهي خرافي، راجع أول باب التناقضات.

 

وروى البخاري:

3231 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا

 

جاء في السيرة لابن هشام بعد هزيمة أحد:

 

قال ابن هشام: حدثنا أبو عُبَيدة: أن أبا سفيان بن حرب انصرف يوم أحد، أراد الرجوع إلى المدينة، ليستأصل بقيةَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم صفوان بن أمية بن خلف: لا تفعلوا، فإن القوم قد حَربوا، وقد خَشينا أن يكونَ لهم قتال غيرُ الذي كان، فارجعوا، فرجعوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بحمراء الأسد، حين بلغه أنهم هَمُّوا بالرجعة: والذي نفسى بيده، لقد سُوِّمَت  لهم حجارة، لو صُبِّحوا بها لكانوا كأمس الذاهب.

 

ويروي الواقدي:

 

وَكَانَ مِمّا رَدّ اللّهُ تَعَالَى أَبَا سُفْيَانَ، وَأَصْحَابَهُ كَلامُ صَفْوَانِ بْنِ أُمَيّةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ مَعْبَدُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَوْمِ لا تَفْعَلُوا، فَإِنّ الْقَوْمَ قَدْ حَزِنُوا وَأَخْشَى أَنْ يَجْمَعُوا عَلَيْكُمْ مَنْ تَخَلّفَ مِنْ الْخَزْرَجِ، فَارْجِعُوا وَالدّوْلَةُ لَكُمْ، فَإِنّى لا آمَنُ إنْ رَجَعْتُمْ أَنْ تَكُونَ الدّوْلَةُ عَلَيْكُمْ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَرْشَدُهُمْ صَفْوَانُ وَمَا كَانَ بِرَشِيدٍ وَاَلّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ سُوّمَتْ لَهُمْ الْحِجَارَةُ وَلَوْ رَجَعُوا لَكَانُوا كَأَمْسِ الذّاهِبِ”، فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ سِرَاعًا خَائِفِينَ مِنْ الطّلَبِ لَهُمْ

 

نموذج للمزاعم الخرافية المعتادة من محمد، فقد انهزم هو وصحبه في أحد، فأين كانت تلك الملائكة وتلك الحجارة المزعومة؟!

 

وروى أبو يعلى في مسنده:

 

1979 - حدثنا زكريا بن يحيى قال : حدثنا هشيم عن حصين عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وقدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لم يبق معه إلا اثنا رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال بكم الوادي النار فنزلت هذه الآية : {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} [ الجمعة : 11 ]

 وقال: في الاثني عشر الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر و عمر

 

قال المحقق حسين سليم أسد: إسناده صحيح، وقال محققو طبعة مسند أحمد الخاصة بالرسالة: قلنا: وهذه الزيادة تفرد بها زكريا بن يحيى زحمويه، وثقه ابن حبان، وسكت عنه ابن أبي حاتم. وأخرجه عن أبي يعلى ابن حبان في صحيحه برقم 6877.

 

تصور الجمادات على أن لها وعيًا وإدراكًا بل وكلامًا

 

هذا كأنه تأثر واستمرار فكري لمعتقد الأرواحية animism أي الاعتقاد الخياليّ بوجود روح ووعي في كل شيء من الجمادات كالشجر والحجر والجبال، هذه طريقة تفكير وتصورات البدائيين كالقبائل الأفريقية والشنتو اليابانيين وغيرهم، انظر كتاب الكوجيكي الشنتويّ المترجم إلى العربية مثلًا، وكانت طريقة تفكير العرب قبل الإسلام ومحمد كما نعلم من البحوث المطبوعة عن ديانة العرب قبل الإسلام (مثلًا تقديس الوثنيين لشجرة ذات أنواط كما حكى البخاري وغيره، وعبادة العزّة في شكل شجرة سمرة كما حكى ابن سعد في الطبقات وابن كثير في السيرة النبوية)، وهي حتمًا تدخل في تصنيف الديانات البدائية الشامانية القائمة على معتقدات السحر والكهانة والعرافة والتشاؤم والتفاؤل والأرواحية. احتفظ محمد إذن بشيء من هذه الذهنية.

 

ومن ذلك قول محمد في القرآن:

{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)} الزلزلة

 

هنا محمد يتصوّر الأرض وهي حجارة ورمل ومعادن تتحدّث مع الشر بطريقة ما إعجازية، ويقول عن فرعون التوراتي الأسطوري وجنوده:

 

{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)} الدخان

 

هنا أيضًا يتصوّر أن السماء والأرض تحزن وتبكي

 

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)} الإسراء

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)} النور

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)} الحجّ

 

هنا يتصوّر السماء والسماوات الخرافية السبع والأرض تتعبَّد بالتسابيح لله! والنجوم أو الشموس (لا يدرك نص القرآن أنهما واحد) والأجرام السماوية تتعبد! وكذلك الكائنات ذوات العقول البسيطة. لو أني كنت رأيت حيوانًا يسبّح ويتعبّد لتوجهتُ بنفسي إلى أقرب مستشفى أمراض عقلية قبل أن تتدهور حالتي.

 

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)} فُصِّلَتْ

 

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)} الانشقاق

 

أذنت: أي استمعت. وكما نرى تصورات عجيبة بوجود وعي وكلام للجمادات، تفكير بدائي غير منطقيّ.

 

{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)} الرحمن

 

هذا مما قد نعتبره مندرجًا تحت نفس البند، افتراض أفعال واعية مدرِكة لجمادات كالنجوم وهي كتلة غازية ملتهبة (البعض فسر النجم هنا بمعنى النباتات المفترشة)، وكائنات حية بلا وعي كالنباتات.

 

{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)} ص

 

{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)} الأنبياء

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)} سبأ

 

هنا يتصور أن الجبال لها تسبيح وتعبُّد وإدراك ما!

 

{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)} الحشر

 

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)} البقرة

 

الحجر له مشاعر وإدراك ويخشى! هذا هو انعدام المنطق والمعنى، كما يقال: nonsense.

وروى مسلم:

 

[ 2277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

 

ورواه أحمد(20828) 21113 و21005وابن أبي شيبة 11/464، والدارمي (20) وابن حبان (6482) وتمام في "فوائده" (1412)، والبيهقي في "الدلائل" 2/153، والبغوي (3709) والطبراني في "الكبير" (1907) و(1995) و(1961) وفي "الأوسط" (2033)، وفي "الصغير" (167)، وأبو نعيم في "الدلائل" (301)، وفي "أخبار أصبهان" 1/108

 

قد نرى محمدًا إما كناشر خرافات ومتبنٍ لها، وابن لثقافته وأنا أقرب إلى هذا الرأي، والبعض يرون هذه القصص لو صحَّت نسبتها إليه من علامات المرض العقلي أو العصبيّ.

 

وروى البخاري:

 

3579 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنْ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ.

 

وروى البزار في مسنده ج9:

 

4044- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُتْبِعُ خَلَواتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبْتُ يَوْمًا، فَإِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَجَلَسَ فِي مَوْضِعٍ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَجَلَسَ، عَنْ يَمِينِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَجَلَسَ يَمِينَ عُمَرَ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ.

 

إما أن الرواة أو أصحاب محمد كانوا من أكبر الكاذبين، وإما أنهم عانوا حالات جنون وذُهان متقدمة جدًّا.

 

ويقول ابن كثير في تفسيره:

 

وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قَالَ: الْأُسْطُوَانَةُ تُسَبِّحُ، وَالشَّجَرَةُ تُسَبِّحُ-الْأُسْطُوَانَةُ: السَّارِيَةُ. وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: إِنَّ صَرِيرَ الْبَابِ تَسْبِيحُهُ، وَخَرِيرَ الْمَاءِ تَسْبِيحُهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}. وَقَالَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الطَّعَامُ يُسَبِّحُ.

وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَوْلِ آيَةُ السَّجْدَةِ أَوَّلَ [سُورَةِ] الْحَجِّ.

وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا يُسَبِّحُ مَا كَانَ فِيهِ رُوحٌ. يَعْنُونَ مِنْ حَيَوَانٍ أَوْ نَبَاتٍ.

وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ الرُّوحُ يُسَبِّحُ مِنْ شَجَرٍ أَوْ شَيْءٍ فِيهِ.

وَقَالَ الْحَسَنُ، وَالضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قَالَا كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ الرُّوحُ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ قَالَا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ أَبُو الْخَطَّابِ قَالَ: كُنَّا مَعَ يَزِيدَ الرَّقاشي، وَمَعَهُ الْحَسَنُ فِي طَعَامٍ، فَقَدَّمُوا الْخِوَانَ، فَقَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يُسَبِّحُ هَذَا الخِوَان؟ فَقَالَ: كَانَ يُسَبِّحُ مَرَّةً.

قُلْتُ: الخِوَان هُوَ الْمَائِدَةُ مِنَ الْخَشَبِ. فَكَأَنَّ الْحَسَنَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ لَمَّا كَانَ حَيًّا فِيهِ خُضْرَةٌ، كَانَ يُسَبِّحُ، فَلَمَّا قُطِعَ وَصَارَ خَشَبَةً يَابِسَةً انْقَطَعَ تَسْبِيحُهُ. وَقَدْ يُسْتَأْنَسُ لِهَذَا الْقَوْلِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتر مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ". ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، ثُمَّ قَالَ: "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا". أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ (البخاري 1361 ومسلم 292 وغيرهما).

 

وروى أحمد:

 

13173 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ ثَلَاثًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنَ النَّارِ ثَلَاثًا، قَالَتِ النَّارُ: اللهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1310) ، والحاكم 1/534-535، والضياء في "المختارة" (1560) من طرق عن إسرائيل بن يونس، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه هناد في "الزهد" (173) ، وابن ماجه (4340) ، والترمذي (2572) ، والنسائي في "المجتبى" 8/279، وفي "عمل اليوم والليلة" (110) ، والطبراني (1311) ، وابن حبان (1034) ، والآجري في "الشريعة" ص393، والخطيب في "تاريخه" 11/378، والضياء (1558) و (1559) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. قال الترمذي: وقد رُوي عن أبي إسحاق، عن بُريد، عن أنس قوله موقوفاً. قلنا: والموقوف من هذا الوجه لم نقف عليه. وانظر أحمد (12170) .

 

وروى البخاري:

 

609 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

ورواه البخاري 3296 و7548 وأحمد11031 و11305

 

وروى أحمد:

 

6201 - حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته "

 

حديث صحيح ولهذا سند قوي. وأبو الجواب- وهو أحوص بن جواب الضبي الكوفي-، وثقه ابن معين وابن شاهين، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: كان متقنا ربما وهم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين مرة أخرى: ليس بذاك القوي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.عمار بن رزيق: هو أبو الأحوص الكوفي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (355) (زوائد) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"2/301، والبيهقي في"السنن"1/431 من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وعند البزار: ويجيبه كل رطب ويابس سمعه. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه. تفرد به عن الأعمش عمار، وعن عمار أبو الجواب. قلنا: أبو الجواب وعمار قد توبعا. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13469) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"1/431 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، به، موقوفا، بلفظ: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس". وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/325-32، وقال: رواه أحمد والطبراني في"الكبير"، والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطب ويابس" لما، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: أورده الهيثمي بلفظ الرواية الآتية برقم (6202) ، وفي إسناده راو مبهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/411 و429 بلفظ: "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"، وإسناده جيد. وآخر من حديث البراء بن عازب، سيرد 4/284 بلفظ:"المؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس"، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (609) ، سيرد 3/43، ولفظه: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة".

قوله:"مد صوته"، قال السندي: قيل: معناه: بقدر صوته وحده، فإن بلغ الغاية من الصوت بلغ الغاية من المغفرة، وإن كان صوته دون فلك فمغفرته على قدره، أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته لغفر له، وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.

 

(9542) 9537- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى ، مَوْلَى جَعْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ، وَشَاهِدُ الصَّلاَةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا. (2/429).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكى، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضا أبو الحسن ابن القطان الفاسى، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يعرف، وقال في مولى جعدة: ثقة. قلنا: وهما -فيما نرى- راو واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانىء بنت أبي طالب، وهو مكى، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكى أيضا، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرق بينهما، والله أعلم. وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666) ، وفي "الثقات" 4/345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يتابع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا. وبناء على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة برقم (2064) (188) ، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة. وأخرجه الطيالسي (2542) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (176) و (177) و (178) و (179) ، وابن ماجه (724) ، وأبو داود (515) ، والنسائي 2/12-13، وابن حبان (1666) ، والبيهقي 1/397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة. وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة. وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة.

 

وعند الشيعة الاثناعشرية لو نقبنا في كتبهم لوجدنا نظائر ذلك كثيرة:

 

[فرحة الغري] نصير الدين الطوسي عن والده عن القطب الراوندي عن الشيخ عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن علي الجعفري عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال قال الصادق (ع) أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان البيت المعمور فرفعه الله و الغري و كربلاء و طوس .

 

منتخب البصار : بإسناده إلى المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه السلام قال : إن بقاع الارض تفاخرت ، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء فأوحى الله إليها : اسكتي ولا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة .

 

[كامل الزيارات] أبي عن الحسن بن متيل عن عمران بن موسى عن الجاموراني عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن صندل عن هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله (ع) ما أحد يشرب من ماء الفرات و يحنك به إذا ولد إلا أحبنا لأن الفرات نهر مؤمن .

 

بل وكذلك تصور محمد أن الظلال تسجد، حتى لو رفض أصحابها من البشر السجود:

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)} النحل

 

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15)} الرعد

ويقول الطبري في تفسيره لسورة النحل:

 

وكان جماعة من أهل التأويل يقولون في اليمين والشمائل ما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة، قوله (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ) أما اليمين: فأوّل النهار، وأما الشمال: فآخر النهار.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، بنحوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ) قال: الغدوّ والآصال، إذا فاءت الظِّلال، ظلال كلّ شيء بالغدوّ سجدت لله، وإذا فاءت بالعشيّ سجدت لله.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ) يعني: بالغدو والآصال، تسجد الظلال لله غدوة إلى أن يفئ الظلّ، ثم تسجد لله إلى الليل، يعني: ظلّ كلّ شَيء.

وكان ابن عباس يقوله في قوله (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) ما حدثنا المثنى، قال: أخبرنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) يقول: تتميل.

واختلف في معنى قوله (سُجَّدًا لِلَّهِ) فقال بعضهم: ظلّ كلّ شيء سجوده.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) قال: ظلّ كلّ شيء سجوده.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا إسحاق الرازيّ، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) قال: سجد ظلّ المؤمن طوعا، وظلّ الكافر كَرْها.

وقال آخرون: بل عنى بقوله (يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) كلا عن اليمين والشمائل في حال سجودها، قالوا: وسجود الأشياء غير ظلالها.

 

.... وقال آخرون: بل الذي وصف الله بالسجود في هذه الآية ظلال الأشياء، فإنما يسجد ظلالها دون التي لها الظلال.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) قال: هو سجود الظلال، ظلال كلّ شيء ما في السموات وما في الأرض من دابة، قال: سجود ظلال الدواب، وظلال كلّ شيء.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ) ما خلق من كلّ شيء عن يمينه وشمائله، فلفظ ما لفظ عن اليمين والشمائل، قال: ألم تر أنك إذا صليت الفجر، كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا ثم بعث الله عليه الشمس دليلا وقبض الله الظلّ.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر في هذه الآية أن ظلال الأشياء هي التي تسجد، وسجودها: مَيَلانها ودورانها من جانب إلى جانب، وناحية إلى ناحية، كما قال ابن عباس يقال من ذلك: سجدت النخلة إذا مالت، وسجد البعير وأسجد: إذا أميل للركوب.

 

الظل كما هو معروف نتيجة حجب جسم لضوء الشمس عن الأرض أو جسم آخر، واتجاهه يكون حسب حركة الأرض حول نفسها أمام الشمس مما يغير موضعها منها، وتصورات محمد بدائية وشاذة في الحقيقة.

 

وتصور محمد كذلك أن للحيوانات فهمًا وعقلًا وإدراكًا كافيًا لدرجة وجود تصورات واعتقادات دينية وممارسة عبادات:

 

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)} النحل

 

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)} الإسراء

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)} الحجّ

 

روى البخاري:

 

3849 - حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ

 

خرافة سخيفة جدًّا، تحاول تطبيع التشريعات الإسلامية الشاذة المخالفة للغريزة، فلا يوجد مبرر في الكون لتعذيب إنسان أو كائن حي، مهما كان خطؤه، بعض أنواع القرود تزاوجها احادي، وأخرى تزاوجها متعدد، وليس عندهم في العموم مفاهيم أخلاقية ودينية كالبشر، ولو أن بعض الأنواع فيها الغيرة الذكورية والحفاظ على الإناث له بالغريزة، لكن ليس هناك مفاهيم فاسدة عند القرود كالرجم، القرود أفضل عقلًا من المتعصبين.

 

حيوانات متكلمة بمنطق ووعي بشري

 

وطبعًا الآيات عن حديث النملة والهدهد في سورة النمل مع سليمان أشهر من أن نحتاج إيرادها هنا وتدل على خيال واسع غير منطقي تبنّى الخزعبلات الهاجادية اليهودية وغيرها كالمسيحية والوثنية. وروى البخاري:

 

3471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ

 

تصور وجود وعي للأماكن والظواهر الفيزيائية كالنار والاحتراق

 

{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} ق

{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)} الفرقان

 

وقد تصورت الأحاديث أن الأماكن نفسها وهي مفهوم فيزيائي بحت لها وعي وكيان وتتكلم، فعن الجنة وجهنم الخرافية روى البخاري:

 

4850 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا

 

6661 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ { تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ

 

ورواه مسلم 2847 و2848 وأحمد 11099 و11740 و11754 و7718 و8817

 

تصور محمد للسحب على أنها قطيع من الغنم يسوقه الملائكة الخرافية

 

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)} الصافّات

 

وواضح أن الآيات الثلاث تتكلَّم عن الملائكة الخرافية، فهم حسب عقيدة الإسلام يقفون صفوفًا كالجند لخدمة الله وأداء المهامّ والوظائف، وهم يزجرون حسبما تصور محمدٌ السحُب ويسوقونها، كأن الرياح ليس لها وظيفة لتحريك السحاب عشوائيًّا! وهم من ينزلون الإلهام والوحي الإلهيّ المزعوم.

ومما جاء في تفسير الطبري:

 

واختلف أهل التأويل في تأويل قوله (فالزاجرات زجرا) فقال بعضهم: هي الملائكة تزجُر السحاب تسوقه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا) قال: الملائكة.

حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: (فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا) قال: هم الملائكة.

وقال آخرون: بل ذلك آي القرآن التي زجر الله بها عما زَجر بها عنه في القرآن.

 

خرافة أخذ العهد على بني آدم بعبادة الله

 

{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)} الأعراف

 

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)} البقرة

 

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)} البقرة

 

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرى

 

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)} البقرة

{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)} البقرة

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} آل عمران

 

{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)} الأنعام

 

{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20)} الرعد

 

{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)} الرعد

 

خرافة رفع جبل سيناء فوق بني إسرائيل لتهديدهم ليتبعوا الدين بالإكراه لم ترد في التوراة نفسها، بل هو تفسير وتوشية أسطورية نقلنا أصلها من مرجعها من أساطير اليهود للويس جينزبرج، ومن مصادر الإسلام لكلير تسدل، في كتابي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) ص305، وهي أسطورة ركيكة تجعل القدوة الإلهية الخرافية هو نفسه إرهابيًّا يجبر الناس على دين معيَّن، الخرافة الأخرى عن أخذ العهد على من في أرحام نساء بني إسرائيل وأنهم بايعوا أو تعهدوا بالعهد لله ذكرت أصلها في نفس الكتاب في موضوع موسى ص 308:

 

فتحت عنوان )استلام التوراة) تقول أسطورة طویلة أن الله لما خاطب شعبَ إسرائیلَ على جبل سیناء، خاطبهم كلهم حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم بأن جعل بطونهنَّ شفافة كالزجاج وخاطب الأجنة: انظروا، سأعطي آباءكم التوراة، هل ستضمنون أنهم سیتبعونها؟ فأجابوا: أجل. قال لهم علاوة على ذلك: أنا إلهكم. فأجابوا أجل. أنتم لن تتخذوا آلهة أخر. فأجابوا: كلا. بهذه الحكمة أجاب الأطفالُ على كل وصیة بأجل، وكل نهيٍ بكلا. ولأن الأطفال الصغار كانوا هم من ضمنوا عملیة إعطاء اللهِ شعبَه التوراة، یحدث أنْ یموتَ أطفالٌ كثیرون عندما لا تتبع إسرائیلُ التوراة.

 

Shabbath 32 b, Midrash Shir 13a, Hashkem 3a-5a

 

وذكرت مصدرًا آخر له علاقة في باب أعني جزء اللاهوت من كتاب (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا) في موضوع الأجنّة وتقرير مصائرها، هذه خرافة لا تقل وهمية وتفاهة، فأنا شخصيًّا لم أحضر ولا أذكر أي عهد التزمت به فيما قبل وجودي في الحياة حاليًّا، ولا يوجد ما يلزمني بما لم ألزم نفسي به ولا أتذكره، لا يوجد عهد بين البشر وكائن خرافي وهمي، هذا كأن يدّعي أحدهم دون برهان أنك قلت له أنك ستعطيه كل ما تملك من رصيد ماليّ مثلًا، لا يوجد ما يلزم أحدًا باتباع ما يثبت العلم والمنطق أنه خرافات وأخطاء علمية ومخالفات لعلم الأخلاق والحس الأخلاقي السليم. أخذ بعض السنة ومفسريهم ورواة أحاديثهم معنى هذا النص أو الآية حرفيًّا، في حين قام بعضهم تهربًا من الإحراج لكون هذا لا يخلو من تعرض للنقد والإنكار والاستهجان باللجوء إلى اعتباره مجازًا وتشبيهًا بمعنى لسان حال الإنسان، ورُوِيَت أحاديثُ لصالح الفهم الحرفيّ، روى البخاري:

 

6557 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي

 

ورواه مسلم:

 

[ 2805 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك أحسبه قال ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(12289) 12314- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا ، فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تُشْرِكَ.

 

وروى أحمد:

 

2455- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي عَرَفَةَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلاً قَالَ : {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجح الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/501 وقفه على ابن عباس. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (202) ، والنسائي في "الكبرى" (11191) ، والطبري 9/110-111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326-327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. وأخرجه الحاكم 1/27-28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. قال ابن كثير 3/501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/111 و112.

 

وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين شيئًا يقترب مما كان في ذهن محمد ولو أنه ليس هو بالضبط:

 

3255 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر عيسى بن عبد الله بن هامان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه  في قوله عز وجل { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم } إلى قوله تعالى { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } قال : جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحا ثم صوركم واستنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضيين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم أو تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي فقالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ورفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال : رب لو سويت بين فقال : إني أحب أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله عز وجل { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح } الآية وهو قوله تعلى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } وذلك قوله { هذا نذير من النذر الأولى } وقوله : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وهو قوله { ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل } كان في علمه بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين { انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا } إلى قوله : { مقضيا } فحملته قال : حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى السلام

 قال أبو جعفر : فحدثني الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : دخل من فيها

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

كما يتضح لنا من معرفة الأصل الهاجادي فليس هذا ما كان في ذهن محمد، ولذلك أعتبر الحديث مفبركًا، وأقصى ما فيه أنه رأي لعمر أو ابن عباس في روايات أخرى منسوبة له أو بعض المفسرين المسلمين، وحاولوا نسبته إلى محمد لإكسابه الشرعية كما يفعلون دومًا مثل هذه الأمور بشكل معتاد، لكنه مثال للفهم الحرفي عند السنة. وبما أنهم جلعوها ونسبوها لأسانيد صحيحة فهذه حجة لصالح الفهم الإسلاميّ الحرفيّ لمعنى النصّ.

 

ما عدا أول حديث وهو صحيح الإسناد ومتفق مع الفهم الحرفيّ، فباقيها كلها ملفّقة رغم صحة أسانيدها وشكليتها الملفقة لم يقلها محمد، ولا تمثِّل المعنى والأسطورة الهاجادية التي كانت في ذهنه حينما صاغ هذا النصّ. لكنها تؤيد الفهم الحرفيّ كذلك.

 

وقال ابن كثير في تفسيره:

 

يخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ اسْتَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ بَنِي آدَمَ مِنْ أَصْلَابِهِمْ، شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّ اللَّهَ رَبُّهُمْ وَمَلِيكُهُمْ، وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. كَمَا أَنَّهُ تَعَالَى فَطَرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَجَبَلَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الرُّومِ:30] وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ -وَفِي رِوَايَةٍ: عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ -فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُولَدُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ" وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَقُولُ اللَّهُ [تَعَالَى] إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ فَجَاءَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ، عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ" ...إلخ

 

... وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ فِي أَخْذِ الذُّرِّيَّةِ مِنْ صلْب آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَتَمْيِيزِهِمْ إِلَى أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَ [إِلَى] أَصْحَابِ الشِّمَالِ، وَفِي بَعْضِهَا الِاسْتِشْهَادُ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّهُمْ.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَجَّاج، حَدَّثَنَا شُعْبة، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجَوْني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ؟ " قَالَ: "فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَلَّا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي".

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، بِهِ

حَدِيثٌ آخَرُ: وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ -يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ -عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، بِنُعْمَانَ. يَعْنِي (9) عَرَفَةَ فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَثَرَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلًا قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {الْمُبْطِلُونَ}

وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ التَّفْسِيرِ مِنْ سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ -صَاعِقَةٍ -عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ، بِهِ. وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِهِ. إِلَّا أَنَّ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ جَعَلَهُ مَوْقُوفًا. وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْر، بِهِ. وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِكُلْثُومِ بْنِ جُبَيْرٍ هَكَذَا قَالَ، وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَقَفَهُ وَكَذَا رواه إسماعيل بن عُلَيَّةَ ووَكِيع، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ، عَنْ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، بِهِ.  وَكَذَا رَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ، وَكَذَا رَوَاهُ العَوْفي وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَهَذَا أَكْثَرُ وَأَثْبَتُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيع، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَة الضُّبَعِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] قَالَ: أَخْرَجَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ [عَلَيْهِ السَّلَامُ] مِنْ ظَهْرِهِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ، وَهُوَ فِي آذِي مِنَ الْمَاءِ.

وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَة بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ عَنْ جُوبير قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِلضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِم، [وَهُوَ] ابْنُ سِتَّةِ أَيَّامٍ. قَالَ: فَقَالَ: يَا جَابِرُ، إِذَا أَنْتَ وَضَعْتَ ابْنِي فِي لَحْدِهِ، فَأَبْرِزْ وَجْهَهُ، وحُلّ عَنْهُ عُقَدَهُ، فَإِنَّ ابْنِي مُجْلَس، وَمَسْئُولٌ. فَفَعَلْتُ بِهِ الَّذِي أَمَرَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، عَمَّ يُسأل ابْنُكَ؟ مَنْ يَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ: يُسْأل عَنِ الميثاق الذي أقر به في صلب آدم. قُلْتُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَمَا هَذَا الْمِيثَاقُ الَّذِي أَقَرَّ بِهِ فِي صُلْبِ آدَمَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]؛ أَنَّ اللَّهَ مَسَحَ صُلْبَ آدَمَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ نَسَمَةٍ هُوَ خَلَقَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْمِيثَاقَ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَتَكَفَّلَ لَهُمْ بِالْأَرْزَاقِ، ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي صُلْبِهِ. فَلَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يُولَدَ مَنْ أَعْطَى الْمِيثَاقَ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْهُمُ الْمِيثَاقَ الْآخِرَ فَوَفَّى بِهِ، نَفَعَهُ الْمِيثَاقُ الْأَوَّلُ. وَمَنْ أَدْرَكَ الْمِيثَاقَ الْآخِرَ فَلَمْ يَفِ بِهِ، لَمْ يَنْفَعْهُ الْمِيثَاقُ الْأَوَّلُ. وَمَنْ مَاتَ صَغِيرًا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ الْمِيثَاقَ الْآخَرَ، مَاتَ عَلَى الْمِيثَاقِ الْأَوَّلِ عَلَى الْفِطْرَةِ

فَهَذِهِ الطُّرُقُ كُلُّهَا مِمَّا تقوِّي وَقْف هَذَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

حَدِيثٌ آخَرُ: وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَعَنْ -مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ -عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} قَالَ: "أَخَذَ مِنْ ظَهْرِهِ، كَمَا يُؤْخَذُ بِالْمُشْطِ مِنَ الرَّأْسِ، فَقَالَ لَهُمْ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} قَالَتِ الْمَلائِكَةُ {شَهِدْنَا أَنْ يَقُولُوا} يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ.

أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ هَذَا هُوَ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ قَاضِي قَوْمَسَ، كَانَ أَحَدَ الزُّهَّادِ، أَخْرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ أَكْثَرُهَا غَرَائِبُ.

وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن منصور، عن مجاهد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَوْلُهُ، وَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، بِهِ. وَهَذَا أَصَحُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ -هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ -حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسةَ: أَنَّ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسار الجُهَني: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِل عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} الْآيَةَ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئل عَنْهَا، فَقَالَ: "إِنِ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ. ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، قَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ، اسْتَعْمَلَهُ بِأَعْمَالِ  أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ".

وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ القَعْنَبي -وَالنَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ -وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَعْن. وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ. وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حديث روح ابن عُبَادَةَ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانٍ فِي صَحِيحِهِ، مِنْ رِوَايَةِ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، بِهِ

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَار لَمْ يَسْمَعْ عُمَر. وَكَذَا قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَة. زَادَ أَبُو حَاتِمٍ: وَبَيْنَهُمَا نُعَيْم بْنُ رَبِيعَةَ.

وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن عمر ابن جُعْثُم الْقُرَشِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَار الْجُهَنِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] وَقَدْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} فَذَكَرَهُ

وَقَالَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَقَدْ تَابَعَ عُمَرَ بْنَ جُعْثُم بْنِ زَيْدِ بْنِ سِنان أَبُو فَرْوَة الرَّهَاوي، وَقَوْلُهُمَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّ الْإِمَامَ مَالِكًا إِنَّمَا أَسْقَطَ ذِكْرَ "نُعَيْمَ بْنَ رَبِيعَةَ" عمدًا؛ لما جهل حاله ولم يعرفه، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ يُسْقِطُ ذِكْرَ جَمَاعَةٍ مِمَّنْ لَا يَرْتَضِيهِمْ؛ وَلِهَذَا يُرْسِلُ كَثِيرًا مِنَ الْمَرْفُوعَاتِ، وَيَقْطَعُ كَثِيرًا مِنَ الْمَوْصُولَاتِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ....إلخ

 

......وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ، سِيَاقَاتٍ تُوَافِقُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ، اكْتَفَيْنَا بِإِيرَادِهَا عَنِ التَّطْوِيلِ فِي تلك الآثار كلها، وبالله المستعان.

 

فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، اسْتَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ صُلْبِهِ، وَمَيَّزَ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، وَأَمَّا الْإِشْهَادُ عَلَيْهِمْ هُنَاكَ بِأَنَّهُ رَبُّهُمْ، فَمَا هُوَ إِلَّا فِي حَدِيثِ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ  عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا] وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُمَا مَوْقُوفَانِ لَا مَرْفُوعَانِ، كَمَا تَقَدَّمَ. وَمِنْ ثَمَّ قَالَ قَائِلُونَ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلْفِ: إِنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْإِشْهَادِ إِنَّمَا هُوَ فَطْرهم عَلَى التَّوْحِيدِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعِيَاضِ بْنِ حمَار المُجَاشعي، وَمِنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيع. وَقَدْ فَسَّرَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ الْآيَةَ بِذَلِكَ، قَالُوا: وَلِهَذَا قَالَ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} وَلَمْ يَقُلْ: "مِنْ آدَمَ"، {مِنْ ظُهُورِهِمْ} وَلَمْ يُقَلْ: "مِنْ ظَهْرِهِ" {ذُرِّيَّاتِهِمْ} أَيْ: جَعَلَ نَسْلَهُمْ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، وَقَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأرْضِ} [الْأَنْعَامِ:165] وَقَالَ: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} [النَّمْلِ:62] وَقَالَ: {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الْأَنْعَامِ:133]

ثُمَّ قَالَ: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} أَيْ: أَوَجَدَهُمْ شَاهِدِينَ بِذَلِكَ، قَائِلِينَ لَهُ حَالًا وَقَالَا. وَالشَّهَادَةُ تَارَةً تَكُونُ بِالْقَوْلِ، كَمَا قَالَ [تَعَالَى] {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا} [الْأَنْعَامِ:130] الْآيَةَ، وَتَارَةً تَكُونُ حَالًا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} [التَّوْبَةِ:17] أَيْ: حَالُهُمْ شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ لَا أَنَّهُمْ قَائِلُونَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} [الْعَادِيَاتِ:7] كَمَا أَنَّ السُّؤَالَ تَارَةً يَكُونُ بِالْقَالِ، وَتَارَةً يَكُونُ بِالْحَالِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إِبْرَاهِيمَ:34] قَالُوا: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا هَذَا، أَنْ جَعَلَ هَذَا الْإِشْهَادَ حُجَّةً عَلَيْهِمْ فِي الْإِشْرَاكِ، فَلَوْ كَانَ قَدْ وَقَعَ هَذَا كَمَا قَالَهُ مَنْ قَالَ لَكَانَ كُلُّ أَحَدٍ يَذْكُرُهُ، لِيُكُونَ حُجَّةً عَلَيْهِ. فَإِنْ قِيلَ: إِخْبَارُ الرَّسُولِ بِهِ كَافٍ فِي وُجُودِهِ، فَالْجَوَابُ: أَنَّ الْمُكَذِّبِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُكَذِّبُونَ بِجَمِيعِ مَا جَاءَتْهُمْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ هَذَا وَغَيْرِهِ. وَهَذَا جَعَلَ حُجَّةً مُسْتَقِلَّةً عَلَيْهِمْ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ الْفِطْرَةُ الَّتِي فُطِروا عَلَيْهَا مِنَ الْإِقْرَارِ بِالتَّوْحِيدِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَنْ يَقُولُوا} أَيْ: لِئَلَّا يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: {إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا} أَيْ: [عَنِ] التَّوْحِيدِ {غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا}  الْآيَةَ.

 

بمعرفتنا للأصل الهاجادي الذي هو التفسير السليم لمقصد محمد، والذي لم يتوصل له المسلمون أنفسهم لأكثر من 1400 سنة، حسنًا على الأقل من توصَّل له ملحد من أبنائهم ونسلهم فالأمر أهون قليلًا رغم كل شيء، المسألة في بيتها نوعًا كما يقال بالتعبير العاميّ، بمعرفتنا له نعلم صحة تفسير القائلين بالمعنى والفهم الحرفي للنصّ، والأحاديث مصححة الإسناد تشهد له، أمَّا وقد لجأ ابن كثير آخر الأمر للجوء إلى التفسير المجازي، وادعائه على طريقة محمد في قرآنه وأحاديثه أن التوحيد والإسلام فطرة، فهذا تعريف وفهم مغلوط للفطرة والغريزة، الغريزة تشمل أمورًا مثل الحرص على البقاء، تجنب الألم والأذى، السعي إلى الغذاء، واللذة، والماء للشرب والجنس، الأمومة عند الإناث، الطبيعة الاجتماعية والتعاون بين أفراد المجتمع ولو نسبيًّا، الميل للمسالمة وعدم أذية أفراد نفس النوع البشري، كل هذه الأمور لا تمت بصِلّة لأي اعتقادات دينية غيبية خرافية، بحوث ترجمها حمدي الراشدي وطريف سردست أثبتت كما يقول عنوان أحدها أن (شعوب الفطرة لا دين لها) فأكثر القبائل بدائيةً لهم قيم أخلاقية معينة ولكن ليس لهم أدنى اعتقادات غيبية، وباعتبار الأقوام البدائية صور نموذجية لدراسة الأديان القديمة كأديان العصر الحجري كأننا لا نزال نعيش فيه لنفهم كيفياته وممارساته ومفاهيمه، فكذلك من ذكرهم حمدي الراشدي نرى فيهم أقدم صورة للبشرية الطبيعية البدائية بدون أي خرافات دينية أو غيبيات.

 

أما الطبري فقال في تفسيره بالمعنى الحرفي للنص:

 

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد ربَّك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم، فقرَّرهم بتوحيده، وأشهد بعضهم على بعض شهادَتَهم بذلك، وإقرارَهم به.

 

ثم سرد أحاديث كالتي أوردناها أعلاه للتفسير والاستشهاد. وهو هنا سرد عشرات منها.

مما أورده الطبري عن رجلٍ من أصلٍ يهوديّ ممن نجوا من مذبحة قريظة لصغر سنه أنه قال بتفسيرٍ موافق لأسطورة أخذ العهد على الأرواح الخرافية قبل وضعها في الأجنة التي أوردت ترجمتها ص 42 من بحث الهاجادة، فهو يقول:

 

15376 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن واضح قال: حدثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي في قوله: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: أقرَّت الأرواح قبلَ أن تُخْلق أجسادها.

 

الأثر: 15376- رواه ابن عبد البر في التمهيد (ملحق بكتاب التقصي: 301 من طريق قاسم بن أصبغ عن محمد بن الجهم، عن روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 1: 140 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة.

 

وفي سورة التغابن: 2 روى الطبري شيئًا قريبًا من الأسطورة اليهودية:

 

حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا حسن بن موسى الأشيب، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا بكر بن سوادة، عن أَبي تميم الجيشانيّ، عن أَبي ذرّ: "إن المَنِيَّ إذَا مَكث في الرحم أربعين ليلة، أتى ملك النفوس، فعرج به إلى الجبار في راحته، فقال: أي ربّ عبدك هذا ذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه ما هو قاض، ثم يقول: أي ربّ أشقي أم سعيد؟ فيكتب ما هو لاق: قال: وقرأ أَبو ذرّ فاتحة التغابن خمس آيات".

 

كل هذه الخرافات مرفوضة لا دليل عليها وهي مخافة للمنطق والعقل.

 

وبالنسبة للأنعام: 152، قال الطبري في تفسيرها:

 

...(وبعهد الله أوفوا) ، يقول: وبوصية الله التي أوصاكم بها فأوفوا. وإيفاء ذلك: أن يطيعوه فيما أمرهم به ونهاهم، وأن يعملوا بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك هو الوفاء بعهد الله.

 

أسطورة عرض الأمانة على الإنسان

 

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)} الأحزاب

 

قال الطبري:

 

اختلف أهل التأويل في معنى ذلك فقال بعضهم: معناه: إن الله عرض طاعته وفرائضه على السماوات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت حملها شفقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا) لنفسه (جَهولا) بالذي فيه الحظ له.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم عن أَبي بشر عن سعيد بن جبير في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قال: الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على العباد.

قال: ثنا هشيم عن العوام عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا) قال: الأمانة الفرائض التي افترضها الله على عباده.

قال: ثنا هشيم قال أخبرنا العوام بن حوشب وجويبر كلاهما عن الضحاك عن ابن عباس في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ ... ) إلى قوله: (جَهُولا) قال: الأمانة الفرائض. قال جويبر في حديثه: فلما عرضت على آدم قال: أي رب وما الأمانة؟ قال: قيل: إن أديتها جزيت، وإن ضيعتها عوقبت، قال: أي رب حملتها بما فيها، قال: فما مكث في الجنة إلا قدر ما بين العصر إلى غروب الشمس حتى عمل بالمعصية، فأخرج منها.

حدثنا ابن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أَبي بشر عن سعيد عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ) قال: عرضت على آدم، فقال: خذها بما فيها فإن أطعت غفرت لك وإن عصيت عذبتك، قال: قد قبلت، فما كان إلا قدر ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الخطيئة.

حدثني علي قال: ثنا أَبو صالح قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ) إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك، وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها، وهو قوله: (وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) غرًّا بأمر الله.

حدثني محمد بن سعد قال: ثني أَبى قال: ثني عمي قال: ثني أَبي عن أبيه عن ابن عباس قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ) : الطاعة عرضها عليها قبل أن يعرضها على آدم، فلم تطقها، فقال لآدم: يا آدم إني قد عرضت الأمانة على السموات

الأرض والجبال، فلم تطقها، فهل أنت آخذها بما فيها؟ فقال: يا رب: وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فتحملها فذلك قوله (وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) .

حدثنا ابن بشار قال: ثنا أَبو أحمد الزبيري قال: ثنا سفيان عن رجل عن الضحاك بن مزاحم في قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) قال: آدم قيل له خذها بحقها قال وما حقها؟ قيل: إن أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت، فما لبث ما بين الظهر والعصر حتى أخرج منها.

حُدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ) فلم يطقن حملها فهل أنت يا آدم آخذها بما فيها؟ قال آدم وما فيها يا رب؟ قال: إن أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت فقال: تحملتها، فقال الله تبارك وتعالى: قد حملتكها، فما مكث آدم إلا مقدار ما بين الأولى إلى العصر حتى أخرجه إبليس لعنه الله من الجنة، والأمانة الطاعة.

 

.... حدثني يونس قال: ثنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قول الله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قال: إن الله عرض عليهن الأمانة أن يفترض عليهن الدين، ويجعل لهن ثوابًا وعقابًا، ويستأمنهن على الدين، فقلن: لا نحن مسخرات لأمرك، لا نريد ثوابًا ولا عقابًا، قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "وعرضها الله على آدم، فقال: بين أذني وعاتقي". قال ابن زيد فقال الله له: أما إذ تحملت هذا فسأعينك، أجعل لبصرك حجابًا إذا خشيت أن تنظر إلى ما لا يحل لك، فأرْخ عليه حجابه، وأجعل للسانك بابًا وغلقًا، فإذا خشيت فأغلق، وأجعل لفرجك لباسًا، فلا تكشفه إلا على ما أحللت لك.

حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ) يعني به: الدين والفرائض والحدود (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا) قيل لهن: احملنها تؤدين حقها؟ فقلن: لا نطيق ذلك (وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) قيل له: أتحملها؟ قال: نعم، قيل: أتؤدي حقها؟ قال: نعم، قال الله: إنه كان ظلومًا جهولا عن حقها.

 

للأسف لا أذكر شيئًا من ذلك تم عرضه عليَّ، وإلا لكنت رفضتُ، لأني لا أحب الطقوس الخرافية لإله خرافيّ كما تعلمون، ولا الصلوات الحركية عديمة الجدوى، وإذا كان الله الخرافيّ تجشّم العناء وفقًا لهذه القصة وعرض مسؤولية فروضه الدينية على كل الكائنات الحية وغير الحية كذلك، ويا للعجب من تصور محمد لمذهب الأرواحية ووجود أرواح وهمية في الجمادات، فهلا كان كلّف خاطرَه وعرضها علينا وسألنا فعلًا لكي لا ننكر مزاعمه وادعاآته كما ننكرها هنا، ومع ذلك اللافت للنظر أن الدين الإسلامي كان في لاهوته الأول أقرب لفكرة حرية ومسؤولية الإنسان في اتباع الدين والعقائد والفروض، لكنه لاحقًا صار ولعصور طويلة يفرض على الكل الحضور وإظهار أنفسهم في المسجد للصلوات الجماعية، ومن لا يفعل يتعرض للمساءلة وربما حتى في حالات مسجلة تاريخيًّا للضرب والتعذيب (انظر مثلًا كتاب إنباء الهصر للصيرفي)، وصارت الأمانة الوحيدة المتبقية مما كان يتكلم عنه النص هي، بحسب أبي الدرداء،  الاستحمام الطقسيّ من الجنس والاحتلام فهذه لن يعرفها أحد غير صاحبها!، كما روى الطبري في تفسيره للنص:

 

حدثني محمد بن خلف العسقلاني قال ثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي قال ثنا العوام العطار قال ثنا قتادة وأبان بن أبي عياش عن خليد العصري عن أَبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "خمس من جاء بهن يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وأعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها" وكان يقول: وايم الله لا يفعل ذلك إلا مؤمن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلا وأدى الأمانة، قالوا: يا أبا الدرداء وما الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة فإن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيره.

حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن أَبي الضحى عن مسروق عن أُبي بن كعب، قال: من الأمانة أن المرأة اؤتمنت على فرجها.

 

إشعار الهدي وتقليده (أو جرح وإدماء الحيوان المقدم كذبيحة وتعليق شيء كالحذاء أو الخيوط في رقبته)

وهي نموذج للخرافات الوثنية التي احتفظ الإسلام بها، تقوم على جرح الحيوان خاصة الجمل المزمع ذبحه للناس وإدمائه في سنامه حتى يسيل دمه على وبره، بما يشكل إيلامًا غير ضروريّ للحيوان لمجرد خرافة تقديس الدم القديمة، ثم يعلقون في رقبته شيئًا ما كخيوط أو فردة حذاء، على غرار ما يفعله المصريون اليوم عند شراء عربة جديدة لمنع الحسد، فيا لها من خرافات!، وفي حدود علمي في علم الأديان والطقوس والأساطير لا يمكن معرفة أسباب أو تفسير أصل تلك الطقوس بشكل مباشر أو واضح، لأن الطقوس تسبق الأساطير واللاهوت.

 

جاء في القرآن: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)} المائدة

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} المائدة

 

روى مسلم:

 

[ 1243 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن بن أبي عدي قال بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي حسان عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن وسلت الدم وقلدها نعلين ثم ركب راحلته فلما استوت به على البيداء أهل بالحج

 

وجاء في صحيح البخاري:

 

1545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ بَعْدَ مَا تَرَجَّلَ وَادَّهَنَ وَلَبِسَ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُرِ تُلْبَسُ إِلَّا الْمُزَعْفَرَةَ الَّتِي تَرْدَعُ عَلَى الْجِلْدِ فَأَصْبَحَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَقَلَّدَ بَدَنَتَهُ وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَقَدِمَ مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحَجَّةِ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ أَجْلِ بُدْنِهِ لِأَنَّهُ قَلَّدَهَا ثُمَّ نَزَلَ بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ الْحَجُونِ وَهُوَ مُهِلٌّ بِالْحَجِّ وَلَمْ يَقْرَبْ الْكَعْبَةَ بَعْدَ طَوَافِهِ بِهَا حَتَّى رَجَعَ مِنْ عَرَفَةَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ يُقَصِّرُوا مِنْ رُءُوسِهِمْ ثُمَّ يَحِلُّوا وَذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ بَدَنَةٌ قَلَّدَهَا وَمَنْ كَانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَهِيَ لَهُ حَلَالٌ وَالطِّيبُ وَالثِّيَابُ

 

1566 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ * وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ قَالَ إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ

 

1572 - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَالَ أَهَلَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَأَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَهْلَلْنَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوا إِهْلَالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلَّا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَتَيْنَا النِّسَاءَ وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ وَقَالَ مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَهُ {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}...إلخ

 

بَابُ مَنْ أَشْعَرَ وَقَلَّدَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ أَحْرَمَ وَقَالَ نَافِعٌ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِذَا أَهْدَى مِنْ الْمَدِينَةِ قَلَّدَهُ وَأَشْعَرَهُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ يَطْعُنُ فِي شِقِّ سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ بِالشَّفْرَةِ وَوَجْهُهَا قِبَلَ الْقِبْلَةِ بَارِكَةً

 

1695 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ قَالَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ 1696 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَفْلَحُ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ ثُمَّ قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا وَأَهْدَاهَا فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ أُحِلَّ لَهُ

بَابُ فَتْلِ الْقَلَائِدِ لِلْبُدْنِ وَالْبَقَرِ


1697 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ قَالَ إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي وَقَلَّدْتُ هَدْيِي فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَحِلَّ مِنْ الْحَجِّ

 

1698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ وَعَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهْدِي مِنْ الْمَدِينَةِ فَأَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِهِ ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ

 

بَابُ إِشْعَارِ الْبُدْنِ وَقَالَ عُرْوَةُ عَنْ الْمِسْوَرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَلَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ


1699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَشْعَرَهَا وَقَلَّدَهَا أَوْ قَلَّدْتُهَا ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى الْبَيْتِ وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ لَهُ حِلٌّ

 

بَابُ مَنْ قَلَّدَ الْقَلَائِدَ بِيَدِهِ


1700 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَنْ أَهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى الْحَاجِّ حَتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ قَالَتْ عَمْرَةُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي فَلَمْ يَحْرُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ حَتَّى نُحِرَ الْهَدْيُ

 

وجاء في سنن النسائي:

 

2774 - أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بذي الحليفة أمر ببدنته فأشعر في سنامها من الشق الأيمن ثم سلت عنها وقلدها نعلين فلما استوت به على البيداء أهل حديث صحيح

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

37492- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ ؟ قَالَ: انْحَرْهُ، وَاغْمِسْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، وَخَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهُ فَلْيَأْكُلُوه.

 

ويقول الواقدي في سياق صلح الحديبية:

 

فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ ÷ الظّهْرَ بِذِى الْحُلَيْفَةِ، ثُمّ دَعَا بِالْبُدْنِ فَجُلّلَتْ، ثُمّ أَشْعَرَ بِنَفْسِهِ مِنْهَا عِدّةً وَهُنّ مُوَجّهَاتٌ إلَى الْقِبْلَةِ فِى الشّقّ الأَيْمَنِ. وَيُقَالُ: دَعَا بِبَدَنَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَشْعَرَهَا فِى الْجَانِبِ الأَيْمَنِ، ثُمّ أَمَرَ نَاجِيَةَ بْنَ جُنْدُبٍ بِإِشْعَارِ مَا بَقِىَ وَقَلّدَهَا نَعْلاً نَعْلاً، وَهِىَ سَبْعُونَ بَدَنَةً فِيهَا جَمَلُ أَبِى جَهْلٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ غَنِمَهُ بِبَدْرٍ وَكَانَ يَكُونُ فِى لِقَاحِهِ بِذِى الْجَدْرِ. وَأَشْعَرَ الْمُسْلِمُونَ بُدْنَهُمْ وَقَلّدُوا النّعَالَ فِى رِقَابِ الْبُدْنِ

 

التفاؤل والتطير عند محمد، تفاؤل محمد خرافي وأقرب إلى التشاؤم:

 

روى البخاري:

 

5776 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ

 

5754- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ

 

ورواه أحمد 7618 و7619 و9849 و10790 و7619 و7883 و8393 و9040 و9454 و9912 و10321 و10582 ومسلم 2223 والبخاري5754 وغيرها

 

6190 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ حَزْنٌ قَالَ أَنْتَ سَهْلٌ قَالَ لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَحْمُودٌ هُوَ ابْنُ غَيْلَانَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهَذَا

 

رواه أحمد 23673 وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19851) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6190) ، وأبو داود (4956) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (719) ، وابن حبان (5822) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (819) ، والبغوي في "شرح السنة" (3372). وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (818) من طريق قتادة، عن سعيد، عن أبيه. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6190) ، وفي "الأدب المفرد" (841) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/111، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الآداب" (474) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدِّه. قال البخاري في "التاريخ الكبير": وقال إسحاق: عن سعيد، عن أبيه، أن أباه جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/119، وأحمد في "العلل" (4792) ، والبخاري في "الصحيح" (6193) ، وفي "الأدب المفرد" بإثر (841) ، والطبراني في "الكبير" (3600) ، وابن الأثير في ترجمة حزنٍ من "أُسد الغابة" 2/4 من طرق عن سعيدٍ مرسلاً، ليس فيه عن أبيه.

والحَزْن، قال الحافظ في "الفتح" 10/574: ما غَلُظ من الأرض، وهو ضدُّ السهل، واستعمل في الخُلُق، يقال: في فلانٍ حُزونةٌ، أي: في خُلُقه غِلظة وقساوة.

 

وروى أحمد:

 

(8393) 8374- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ.

 

10321 - حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن مضارب بن حزن، قال: قلت: يعني لأبي هريرة: هل سمعت من خليلك شيئا تحدثنيه ؟ قال: نعم، سمعته يقول صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى، ولا هامة ، وخير الطير الفأل ، والعين حق "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مضارب بن حزن صدوق حسن الحديث، من رجال ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعيد الجريري: هو ابن إياس، ورواية ابن علية عنه قبل اختلاطه. وأخرجه المزي في ترجمة مضارب من "تهذيب الكمال" 28/49 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/40، وابن ماجه (3507) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (276) ، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص9 من طريق إسماعيل ابن علية، به. واقتصر ابن ماجه على قوله: "العين حق" ، وابن أبي عاصم على قوله: "لا عدوى ولا هامة". وأخرجه الطبري ص10 من طريق سفيان الثوري، عن سعيد الجريري، به. ولقوله: "لا عدوى ولا هامة" ، انظر أحمد (7620) . ولقوله: "وخير الطير الفأل" ، انظر (7618) . ولقوله: "والعين حق" ، انظر (7883) .وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19503) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2223) (110) ، وابن حبان (6124) ، والبيهقي في "السنن" 8/139. وأخرجه البخاري (5755) وأخرجه الطيالسي (2512) ، والبخاري في "صحيحه" (5754) ، وفي "الأدب المفرد" (910) ، ومسلم (2223) (110) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1842) و (1846) ، والبيهقي في "الشعب" (1168) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1847) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأحمد برقم (9849) و (10790) من طريق عبيد الله بن عبد الله، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7619) و (7883) و (8393) و (9040) و (9454) و (9612) و (10321) و (10582) . ومن طريق حابس التميمي، عن أبي هريرة في مسند حابس التميمي 5/70. وعن أنس سيأتي 3/118.

 

روى أحمد:

 

24465 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ: شِهَابٌ، فَقَالَ: " أَنْتَ هِشَامٌ "

 

إسناده حسن ، عمران ، وهو ابن داوَر القطان ، مختلف فيه ، وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الطيالسي فمن رجال مسلم ، وأخرج له البخاري تعليقاً ، وهو ثقة ، قتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، وزرارة : هو ابن أوفى ، وسعد بن هشام : هو ابن عامر الأنصاري . وهو في "مسند الطيالسي" (1501) ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5823) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (825) ، والطبراني في "الأوسط" (2408) ، والحاكم 4 / 276 - 277 ، وتمام في "فوائده" (1214) (الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5227) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13 / 439 من طريق عمرو بن مرزوق ، عن عمران القطان ، بهذا الإسناد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وجوَّد إسناده في "السير". وقد جاءت تسمية الرجل الذي سماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هشاماً فيما أخرجه ابن سعد 7 / 26 ، والطبراني في "الكبير" 22 / (442) ، والحاكم 4 / 277 من طريق المعلى بن أسد العَمِّي ، عن عبد العزيز بن المختار ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن هشام بن عامر قال : أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : "ما اسمك؟" فقلت : شهاب ، فقال : "بل أنت هشام". إلا إن في إسناده علي بن زيد ، وهو ضعيف ، والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعن ، وقد تحرف المعلى بن أسد في مطبوع الحاكم إلى المعلى بن راشد . وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8 / 51 ، وقال : فيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

 

لم يعمل أحد بهذه الوصية لمحمد على الإطلاق وهي منسية وفي المهملات

 

ويقول الواقدي في سياق معركة (غزوة) بدر:

 

وَكَانَ قَدْ صَلّى بِالدّبَةِ ثُمّ صَلّى بِسَيَرٍ ثُمّ صَلّى بِذَاتِ أَجْدَالٍ، ثُمّ صَلّى بِخَيْفِ عَيْنِ الْعَلاءِ، ثُمّ صَلّى بِالْخَبِيرَتَيْنِ، ثُمّ نَظَرَ إلَى جَبَلَيْنِ، فَقَالَ: “مَا اسْمُ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ”؟ قَالُوا: مسلحٌ ومخرئ.

فَقَالَ: “مَنْ سَاكِنُهُمَا”؟ قَالُوا: بَنُو النّارِ وَبَنُو حُرَاقٍ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ الْخَبِيرَتَيْنِ، فَمَضَى حَتّى قَطَعَ الْخُيُوفَ، وَجَعَلَهَا يَسَارًا حَتّى سَلَكَ فِى الْمُعْتَرِضَةِ وَلَقِيَهُ

 

ويؤكد الخبر ابن هشام عن ابن إسحاق:

 

فلما استقبل في الصَّفراء، وَهِيَ قَرْيَةٌ بَيْنَ جَبَلين، سَأَلَ عَنْ جَبَلَيْهِمَا مَا اسْمَاهُمَا؟ فَقَالُوا: يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا، هَذَا مُسْلح، وللآخر: هذا مُخْزِئ، وَسَأَلَ عَنْ أَهْلِهِمَا فَقِيلَ: بَنُو النَّارِ وَبَنُو حُراق، بَطْنَانِ مِنْ بَنِي غِفار فَكَرِهَهُمَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرُورُ بَيْنَهُمَا، وَتَفَاءَلَ بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاء أَهْلِهِمَا: فَتَرَكَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّفْرَاءَ بِيَسَارِ، وَسَلَكَ ذَاتَ الْيَمِينِ عَلَى وَادٍ يُقَالُ لَهُ: ذَفِرَان، فجزع فيه، ثم نزل.

 

هذه نماذج لتشاؤم محمد، فقد كان لديه التشاؤم والتفاؤل، وهو تفكير لامنطقي خرافي، وكتب السيرة كابن هشام والواقدي تؤكد أنه كان عنده هذا النمط من التفكير بصورة متواترة، عكس ما تحاول رسمه كتب الأحاديث!

 

وفي سياق أُحُد روى ابن هشام:

 

قال زياد: حدثني محمد بن إسحاق، قال: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حَرَّة بنى حارثة، فذب فرس بذنَبِه، فأصاب كَلاَّبَ سيفٍ فاستلَّه - قال ابن هشام: ويقال: كِلاب سيف قال ابن إسحاق: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحبُّ الفألَ ولا يَعْتافُ لصاحب السيف: شِمْ سيفَك، فإنى أرى السيوفَ ستُسل اليومَ.

 

وروى الواقدي في سياق غزوة خيبر:

 

ثُمّ دَعَا بِالأَدِلاّءِ فَجَاءَ حُسَيْلُ بْنُ خَارِجَةَ الأَشْجَعِىّ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ نُعَيْمٍ الأَشْجَعِىّ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷ لِحُسَيْلٍ: امْضِ أَمَامَنَا حَتّى تَأْخُذَنَا صُدُورُ الأَوْدِيَةِ حَتّى نَأْتِىَ خَيْبَرَ مِنْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشّامِ، فَأَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشّامِ وَبَيْنَ حُلَفَائِهِمْ مِنْ غَطَفَانَ. فَقَالَ حُسَيْلٌ: أَنَا أَسْلُكُ بِك. فَانْتَهَى بِهِ إلَى مَوْضِعٍ لَهُ طُرُقٌ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ لَهَا طُرُقًا يُؤْتَى مِنْهَا كُلّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: سَمّهَا لِى وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يُحِبّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ وَالاسْمَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطّيَرَةَ وَالاسْمَ الْقَبِيحَ، فَقَالَ الدّلِيلُ: لَهَا طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: حَزَنٌ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا، قَالَ: لَهَا طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: شَاسٍ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا قَالَ لَهَا: طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: حَاطِبٌ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْت كَاللّيْلَةِ أَسَمَاءً أَقْبَحَ سَمّ لِرَسُولِ اللّهِ، قَالَ لَهَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يَبْقَ غَيْرُهَا. فَقَالَ عُمَرُ: سَمّهَا. قَالَ: اسْمُهَا مَرْحَبٌ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: نَعَمْ اُسْلُكْهَا، قَالَ عُمَرُ: أَلاّ سَمّيْت هَذَا الطّرِيقَ أَوّلَ مَرّةٍ.

 

وروى أحمد:

 

7045 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ: " أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ".

 

حديث حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وإن كان ضعيفا قد رواه عنه عبد الله بن وهب، وهو صحيح السماع منه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله المصري السبئي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وهو عند ابن وهب في "الجامع" 1/110، ومن طريقه أخرجه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (293). وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد مختصر من حديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن وهب في "جامعه" 1/110، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس (وهو القتباني) ، عن أبي الحصين (هو الهيثم بن شفي) ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك"، وإسناده حسن.

 

يبدو أن محمدًا نفسه كان يحتاج لتكرار هذه الصيغة التبرئية المخصصة للتوبة كثيرًا إذن!

 

3687- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، وَمَا مِنَّا إِلاَّ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم، وهو الأسدي، فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وسلمة بن كهيل: هو الحضرمي. وأخرجه ابن ماجه (3538) ، وأبو يعلى (5219) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (909) ، وأبو داود (3910) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشاشي (655) ، وابن حبان (6122) ، والبيهقي في "السنن" 8/139 من طرق عن سفيان، به. وأخرجه أبو يعلى (5092) من طريق منصور، عن سلمة، به. وسيأتي برقم (4171) و (4194) .

 

الحديث الأخير من أصدق الأقوال وأكثرها انطباقًا على محمد، فقد كان لديه تطير وتشاؤم مارسه بوضوح. وفي حين ذكرنا في باب (هل هو خير البشر حقا) نماذج كثيرة لاعتراف محمد نفسه وقرآنه بأخطائه وعدم عصمته، فقد نادى السنة بعصمة محمد كالملائكة الأسطورية، لذلك سارعوا في فزع لتبرير قول محمد واعترافه الجليل المتواضع ذلك:

 

قال الحافظ في "الفتح" 10/213: وقوله: "وما منا إلا.." من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري، عنه.

 

خرافة أن الأحلام تنبؤات ورؤى إلهية

 

سيجمُنْد فرويد وغيره من علماء النفس أخرجوا الأحلام والحالات النفسية والجنونية من صندوق التفسيرات الخرافية باعتبار الاضطراب العقلي كما تخيل القدماء بجهلهم لبسًا من الجن وجنون، وأن الأحلام رؤى كنوع من وحي إلهيّ للتنبؤ بالمستقبل كما تخيلوا، ووضّحوا لنا أن الأحلام تنشأ من العقل الباطن الغير واعٍ كتعبير عن الرغبات المكبوتة والدفينة والمخاوف كذلك، واستعملها فرويد بالذات في كتبه _وهي مترجمة إلى العربية والإنجليززية وغيرها_ في سرده لنماذج لحالات نفسية قابلته لتفسير أمراضها النفسية وأسبابها، ولفرويد بالإضافة إلى كتبه عن الحالات النفسية كرجل الجرذان (كان يحلم بكابوس فيه جرذان) الكاره لأبيه في اللاشعور و دورا التي عانت من هوس ذي منشأ جنسي ورجل الذئاب، له كذلك كتاب عن الأحلام وتفسيرها العلمي في علم النفس.

 

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)} يوسف

 

{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)}

 

{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)} يوسف

 

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)} يوسف

 

هذه كلها خرافات يهودية توراتية قديمة تبناها القرآن كسرد لقصص أسطورية للتسلية، للسذج والجهَّال لا للعقول الذكية العلمية المستنيرة. العلم قال الحقيقة العلمية الواقعية عن طبيعة وتفسير ومنشأ الأحلام من العقل الباطن لكل إنسان.

 

الاعتقاد بأن النوم درجة من الموت

 

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)} الزمر

 

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)} الأنعام

اعتقد القدماء كما قال ول ديورَنت في بعض ما كتب في قصة الحضارة أن الأحلام هي نتاج خروج الروح من الجسد أثناء النوم إلى عالم أو عوالم أخرى، ونعلم اليوم أن هذه خرافة وأن هناك شيء اسمه العقل الباطن.

 

نسب القرآن لمنجزات الحضارات البشرية إلى الله الخرافي أو شخصيات معيَّنة

 

{وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)} يس

 

المصنوعات البشرية هي من اجتهاد وتفكير واختراع وكفاح وتجارب البشر وتدبيراتهم، لم يعلمها لهم إله خرافي ولا خلقها أو صنعها لهم. لا تختلف هذه الرؤية الخرافية عن قول السومريين القدماء في العراق أن إلهًا اخترع لهم الفأس للزراعة وغيرها، أو قول تقاليد قدماء الصينيين_قبل البودية والكونفوشيوسية والتاوية_حسب الوثنية التقليدية كما نقل كونفوشيوس (كونج فو دزة) في أحد كتبه أن ملوكهم الأوائل اخترعوا مظاهر الحضارة وأدواتها وكانوا أنصاف آلهة.

 

{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)} الأنبياء

 

هنا يصوِّر لنا أن البشرية كلها بحضاراتها كانت تنتظر داوود في مملكته الصغيرة الجبلية الغير مهمة لكي يخترع لهم الدروع! كل الحضارات المصرية والسومرية والبابلية والهندية والصينية وغيرها كانوا ينتظرون فقط داوود بحضارته الإسرائيلية البسيطة التي لم تترك كثيرًا من آثار المدنية ليخترعها لهم. وأن الله هو المخترع والموحي النهائي بها فعلينا أن نشكر ونعبد ذلك الكائن الوهمي.

 

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)} الشورى

 

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)} الحديد

بالتأكيد ليس الله الخرافي من أنزل الميزان لتجارات الناس وعدالتهم، ولا اخترعه الرسل الخرافيون، إن أساليب القياس البشريّ للكتلة والوزن والطول والعرض وغيرها هي اختراعات بشرية بحتة يستوعب بها البشر المقادير لتجاراتهم وهندساتهم وتصميماتهم وحتى طبخاتهم. والحديد لم ينزل لنا من السماء كعطية، بل اكتشف واخترع الإنسان التعدين بعد قرون طوال من حضارته، بدأ بالعصر الحجري، ثم البرونزي، وانتهى إلى عصر التعدين العصر الحديدي. كل ذلك بكفاح أجدادنا لوضع أساس حضارتنا البشرية العظيمة المزدهرة، لا فضل لإله خرافي لا دور له على البشر في إنجازتهم التي اجتهدوا ليحققوها.

 

{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} الأعراف

 

بالتأكيد ليس الله من أنزل اختراع الثياب، بل هي اختراع بشريّ بحت للوقاية من الحر والبر، ولستر الأعضاء الجنسية الخاصة، في برنامج رحلة البشرية المجيدة، وهو مترجم علميّ تحكي فيه عالمة أنثروبولوجي (علم السلالات البشرية) وتتبع خطوات ارتحال البشر خارج أفريقيا لينتشروا ويستعمروا كل أقاليم الكوكب، عرضت في إحدى اللقاطات أقدم إبرة معروفة مكتشفة استعملها الإنسان لخياطة الثياب لإحكام إغلاقها للوقاية من البرد.

 

ترويج للخرافات والخزعبلات عن الأقوام المبادة المزعومة:

 

قلنا في باب الأخطاء التأريخية أن المساكن التي ينسبها محمد لعاد وثمود، بالنسبة لعاد فيبدو أنهم خرافيون تمامًا، أما ثمود فسكنوا عدة أماكن من شبه جزيرة العرب، منها بعض مناطق مدينة العلا بالسعودية التي يسمونها باسم خرافي "مدائن صالح" وسكنها كذلك ضمن من سكنها الأنباط واللحيانيون على فترات زمنية مختلفة، وترك الثموديون خطًّا عربيًّا قديمًا يعُرَف بالخط الثموديّ ينتمي إلى نوع قديم من اللغة العربية، وقلنا أنهم لم ينقرضوا بل اندثرت حضارتهم ولغتهم، حتمًا بعض العرب من نسلهم، الآن مع ذلك لدينا هذا النص أو الآية:

 

{وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)} إبراهيم

هذا يتناقض تمامًا مع قول محمد، كما روى البخاري:

 

433 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَهُمْ

 

4420 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِ الْحِجْرِ لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ

 

3380 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالحِجْرِ قَالَ: «لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ» ثُمَّ تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ "

 

3379 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضَ ثَمُودَ، الحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا، وَاعْتَجَنُوا بِهِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا، وَأَنْ يَعْلِفُوا الإِبِلَ العَجِينَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ البِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ» تَابَعَهُ أُسَامَةُ، عَنْ نَافِعٍ

 

ومما روى مسلم:

 

[ 2980 ] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن ثمود قال سالم بن عبد الله إن عبد الله بن عمر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خلفها

 

 [ 2981 ] حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا شعيب بن إسحاق أخبرنا عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

4561- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عُذِّبُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ.

 

5342- حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ: لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا، إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ، وَتَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ.

 

5984- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ، يَعْنِي ابْنَ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ عَامَ تَبُوكَ نَزَلَ بِهِمُ الْحِجْرَ عِنْدَ بُيُوتِ ثَمُودَ، فَاسْتَسْقَى النَّاسُ مِنَ الآبَارِ الَّتِي كَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا ثَمُودُ، فَعَجَنُوا مِنْهَا، وَنَصَبُوا الْقُدُورَ بِاللَّحْمِ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهَرَاقُوا الْقُدُورَ، وَعَلَفُوا الْعَجِينَ الإِبِلَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ بِهِمْ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ عَلَى الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَشْرَبُ مِنْهَا النَّاقَةُ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ عُذِّبُوا قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ، فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ.

 

وانظر أحمد 5225 و5404 و5441 و5645 و5705 و5931

 

وقال ابن هشام بسياق غزوة تبوك:

 

قال ابن هشام: بلغني عن الزهري أنه قال: لما مر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالحِجْر سجَّى ثوبَه على وجهه، واستحَثَّ راحلته، ثم قال: لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون، خوفا أن يصيبكم مثلُ ما أصابهم.

 

 

وروى الواقدي:

 

وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدّثُ يَقُولُ: لَمّا مَرَرْنَا بِالْحِجْرِ اسْتَقَى النّاسُ مِنْ بِئْرِهَا وَعَجَنُوا، فَنَادَى مُنَادِى النّبِىّ ÷: لا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا وَلا تَتَوَضّئُوا مِنْهُ لِلصّلاةِ وَمَا كَانَ مِنْ عَجِينٍ فَاعْلِفُوهُ الإِبِلَ. قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ: كُنْت أَصْغَرَ أَصْحَابِى وَكُنْت مُقْرِيهمْ فِى تَبُوكَ، فَلَمّا نَزَلْنَا عَجَنْت لَهُمْ، ثُمّ تَحَيّنْت الْعَجِينَ، وَقَدْ ذَهَبْت أَطْلُبُ حَطَبًا، فَإِذَا مُنَادِى النّبِىّ ÷ يُنَادِى: إنّ رَسُولَ اللّهِ ÷ يَأْمُرُكُمْ أَلاّ تَشْرَبُوا مِنْ مَاءِ بِئْرِهِمْ. فَجَعَلَ النّاسُ يَهْرَقُونَ مَا فِى أَسْقِيَتِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ عَجَنّا. قَالَ: أَعْلِفُوهُ الإِبِلَ، قَالَ سَهْلٌ: فَأَخَذْت مَا عَجَنْت فَعَلَفْت نِضْوَيْنِ فَهُمَا كَانَا أَضْعَفَ رِكَابِنَا. وَتَحَوّلْنَا إلَى بِئْرِ صَالِحٍ النّبِىّ عَلَيْهِ السّلامُ فَجَعَلْنَا نَسْتَقِى مِنْ الأَسْقِيَةِ وَنَغْسِلُهَا، ثُمّ ارْتَوَيْنَا، فَلَمْ نَرْجِعْ يَوْمَئِذٍ إلاّ مُمْسِينَ.

 

.... وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: لا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذّبِينَ إلاّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ فَيُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ .

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىّ: رَأَيْت رَجُلاً جَاءَ إلَى النّبِىّ ÷ بِخَاتَمٍ وَجَدَهُ فِى الْحِجْرِ فِى بُيُوتِ الْمُعَذّبِينَ، قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَاسْتَتَرَ بِيَدِهِ أَنْ يَنْظُرَ إلَيْهِ، وَقَالَ: أَلْقِهِ، فَأَلْقَاهُ فَمَا أَدْرِى أَيْنَ وَقَعَ حَتّى السّاعَةَ.

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إنّ رَسُولَ اللّهِ ÷ قَالَ لأَصْحَابِهِ حِينَ حَاذَاهُمْ: إنّ هَذَا وَادِى النّفْرِ، فَجَعَلُوا يُوضِعُونَ فِيهِ رِكَابَهُمْ حَتّى خَرَجُوا مِنْهُ.

 

النفر: أي السير السريع

 

وكما كشف أخ خليجي نقلنا مقاله في باب الأخطاء التأريخية، فمحمد كان لا يزال يقول بأن ما في تبوك هو مساكن، لكنه لما وصل إلى هناك لأول مرة في حياته أثناء تحركه العسكريّ نحو تبوك لفرض سيطرته ومدها على أطراف الجزيرة العربية والشام، فوجئ بأنها مقابر وليست منازل، مما جعله يشعر بالحرج والمأزق وأنه سينكشف كمدَّعٍ فقرر نشر حالة هوس بين أتباعه السذَّج بتعاليم واضحة التناقض مع الآيات القرآنية الأقدم كتلفعه ورحيله بسرعة بعيدًا عن المقابر وأمره إياهم بالبكاء عند المرور بجوارها أو خلالها والرحيل سريعًا، مع أنه قبلها بقليل سمح لهم ببساطة أن يخيِّموا هناك، كل هذا لكي يتشتَّت ذهنهم ولا يفكِّروا بذهنٍ صافٍ، فالتفكير أخطر شيء على دينه ومزاعمه الخرافية، وأكبر صديق للدين هو الجهل والخوف المتهوِّس بلا سبب حقيقيّ موضوعيّ. كل ما قام به محمد هو نشر الخرافات والتجهيل، هناك من هم أفضل منه ممن كرّسوا حياتهم لنشر التفكير والنقد والعلوم كسقراط وﭬولتير وتوماس هوبز ودي هولباخ وتوماس باين ودوكنز وجيري إيه كوين وكثير من علماء الغرب والشرق الأجلاء من المفكرين الأحرار الذين يعدون بالآلاف.

 

هذا ترويج للخرافات والهوس، فقد أثبت علم الآثار_وإن كثيرًا من العاملين بحقل الآثار في السعودية ليعلمون الحق_أن مدائن صالح في السعودية ليست بمدائن ثمود وصالح كما تزعم الأساطير، فقد ثبت أنها كانت مساكن ومقابر وحاضرة للأنباط، وأن بئر صالح بها كتابة منقوشة نبطية، وممن أتونا بصور وتوثيق لذلك زميل ملحد بمنتدى الملحدين العرب القديم، وكنت قد جمعت مقالاته بكتاب سميته (تفنيد مزاعم أساطير الأقوام المبادة).  وراجع باب الأخطاء التأريخية ففيه الكثير من التفاصيل.

 

من خرافات قصة موسى:

 

{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)} طه

 

{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)} طه

 

{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)} طه

 

{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)} الشعراء

 

{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66)} الشعراء

 

{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)} النمل

 

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)} البقرة

 

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)} البقرة

 

{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)} البقرة

 

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)} البقرة

 

{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211)} البقرة

 

حسب نص سورة طه والشعراء والنمل والبقرة وغيرها نقرأ عن عصا موسى التي تتحول إلى حية، ويده التي يتغيَّر لونها كالحرباء، وبحر يتحول إلى فلقتين بدلًا من قاعدة الاستطراق الفيزيائية للمياه، وقبضة من أثر موسى من أوراق مرسوم عليها طلاسم (انظر بحثي عن الهاجادة في موضوع موسى/ العجل الذهبي الذي له خوار) يستعملها رجل لعمل وثن فتجعل عجلًا معدنيًّا يصدر أصواتًا طبيعية كالخوار، من وطيور سلوى مشوية تنزل بخدمة التوصيل Delivery من السماء! والماء يخرج من جلمود الصخر! أي فقدان للعقل هذا؟! سواء في قصة موسى أو سائر هذه القصص الخرافية البلهاء؟!

 

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)} القصص

 

شيء مما لا يحدث في الحياة الواقعية، كم من أطفال ورضع حدثت لهم مآسٍ في كوارث طبيعية أو حوادث أو حروب بشكل عارض أو مقصود للإبادة بين البشر في جنون بعضهم، على غرار مذبحة ميليشيات المسيحيين الموارنة ضد الفلسطينيين في لبنان عام1984م فيما يعرف بمذبحة صبرا وشاتيلا، أو مذابح إسرائيل ضد الفلسطينيين كدير ياسين وحتى جِنين، أو التوستي والهوتو في رواندا وبورندي، أو الأعمال الإرهابية لمتطرفي المسلمين في روسيا وفرنسا وإنجلاند (إنجلترا) وأمِرِكا ومصر ولبنان وسوريا والأردن وقتلهم المدنيين في إسرائيل أحيانًا كانتقام أعمى لعجزهم عن محاربة الجنود والعسكريين، وغيرها. القصة كما ذكر كثيرون مأخوذة من خرافة سرجون الأكدي المشابهة. ويقول الأستاذ سامي المنصوري في مقال له:

 

تكاد تكون هذه الاسطورة العبرانية الخاصة بمولد الطفل الذى سيكون له شأن عظيم عند اليهود صورة كربونية من اسطورة مولد الطفل الأكادى سرجون الاول والذى كان له شأن عظيم عند الأكاديين القدماء فى الالف الثالثة قبل الميلاد . فلما جاء اليهود بعد مئات والاف السنين اقتبسوا هذه الاسطورة القديمة بنفس تفاصيلها مع قليل من التعديلات لتناسب الثقافة العبرية .

فماذا جاء بالاسطورة الاصلية ؟

نقرا بدائرة المعارف الكتابية تحت مادة : سرجون ( ولاحظ اعترافها بتشابه قصة مولد موسى باسطورة مولد سرجون )

"
واسمه بالأكادية في الوثائق المسمارية هو "شاروكين" ومعناه "الملك الشرعي" أو "الذي ثبَّته (الإله)" .

سرجون الأكادي : وهو أول حاكم سامي حكم كل بلاد بين النهرين . وتسجل النقوش المسمارية ، الأشورية والبابلية ، أسطورة عن نشأته أشبه ما تكون بقصة مولد موسى (خر1: 22-2: 10) . فيقال إن أم سرجون حبلت به وولدته سرًّا ، ثم وضعته في سفط من الحلفاء وطرحته في النهر الذى التقطه منه "عكس" السِّقاء ورباه كابن له . ولما بلغ أشده ، أصبح سياسياً داهية وقائداً عسكرياً محنكاً . عمل أولاً ساقياً "لأورزابابا" آخر ملوك "كيس" . وسرعان ما خلعه سرجون وتخلص من منافسه الآخر "لوجالزاجيزى" ملك "أرك" ، وأسس الأسرة الحاكمة الأكادية الأولى ، ونقل عاصمته من "كيس" إلى "أكد" (حوالي 2360 - 2180 ق.م). وقد ظل حاكماً فيها ستاً وخمسين سنة . فكانت مملكته أول إمبراطورية عالمية في التاريخ . فقد أخضع كلاً من سومر حتى الخليج الفارسي ، وبعد ذلك قام بعدة غزوات جعلت منه أسطورة على فم الجميع . وقد ظلت أمجاده ومفاخره تسجل حتى عصر نبونيدس ، أي على مدى أكثر من ألفي عام بعد وفاته . وأشهر هذه الملاحم هي المعروفة باسم "شار تمحاري" (أي "ملك الحرب"). وقد جاء فيها أن تجَّار ما بين النهرين - الذين كانوا يمارسون تجارتهم في بلاد الأناضول - قد استنجدوا بسرجون ، فلبى دعوتهم وفتح تلك البلاد.

وبمقارنة تاريخ سرجون هذا مع العبارة الموجزة : "وكوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جباراً في الأرض . وكان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة في أرض شنعار . من تلك الأرض خرج أشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح ، ورسن بين نينوى وكالح . هي "المدينة الكبيرة" (تك10: 8-12) ، يعتقد بعض العلماء أن سرجون الأول هو نفسه "نمرود" ، ولكن ليس ثمة دليل قاطع على هذا. "


ويقول الباحث التاريخى " ايفار ليسنر " :

((
وكان سرجون الاول Sargon وهوشخصية تاريخية ذات شهرة اسطورية , اول قائد عظيم استطاع توحيد هذه القبائل السامية وهزيمة المدن السومرية الواحدة تلو الاخرى , وبذلك اسس امبراطورية " أكاد " ودام عصره الذى يعرف بالحقبة الأكادية من 2350 الى 2150 ق م .

وأصبح الملك إلها , والامبراطورية الاكادية مملكة قدسية ...

ويقال ان سرجون نفسه هو ابن " لاايبو " La ipu السامى , كما يقال ان امه كانت كاهنة . والحقيقة هى ان ما تذكره الاسطورة السومرية عنها يذكرنا بأسطورة موسى . فقد وضعت الكاهنة طفلها الرضيع فى سلة صغيرة صنعت من اغصان الصفصاف وطليت بالقار , وألقت بها فوق مياه نهر الفرات , ثم عادت فى هدوء الى المعبد لتؤدى واجباتها . وعثر بستانى يدعى آكى Akki على السلة الصغيرة , ومضت الايام واصبح الولد حامل كأس الملك " اورزابابا " Ur Zababa ملك كيش Kish . فما لبث ان خلع سيده عن عرشه ونصب نفسه حاكما على كيش بدلا منه ...ثم اخضع سرجون بأسرها حتى غسل اسلحته فى النهاية فى مياه الخليج الفارسى , وقبل ان تواتيه المنية كان قد وصل الى البحر الابيض المتوسط بل والى الاناضول ايضا واسس اول امبراطورية واسعة فى تاريخ العالم . ))

 (
الماضى الحى , ايفار ليسنر , ترجمة شاكر ابراهيم سعيد , الهيئة المصرية العامة للكتاب , ص 32 )

اما الاستاذ سبتينو موسكاتى Sabatino Moscati فيشير الى هذه الاساطير التى نسجت حول سرجون فيقول :

((
وكان مؤسس دولة " أكد " هو سرجون المشهور , الذى تقول عنه الاساطير انه كان بستانيا من قبل , وانه ترك وهو طفل رضيع على مياه النهر ولكن انقذ بمعجزة ...ولم تلبث قصة سرجون ان شملتها كما رأينا الاساطير والخرافات , ولكن الاعمال التى حققها فعلا وطدت دولة بابل قرنين من الزمان الى ان اكتسحتها جحافل الجوتيين الهمجية ))

(
الحضارات السامية القديمة . سبتينو موسكاتى , ترجمة د . السيد يعقوب بكر , دار الرقى بيروت 1986 , ص 67 68 )


وعن طفولة سرجون المغلفة بالاساطير نقرأ ما جاء بدائرة المعارف البريطانية :




Encyclopedia Britannica

Sargon

Life .Sargon is known almost entirely from the legends and tales that followed his reputation through 2,000 years of cuneiform Mesopotamian history, and not from documents that were written during his lifetime. The lack of contemporary record is explained by the fact that the capital city of Agade, which he built, has never been located and excavated. It was destroyed at the end of the dynasty that Sargon founded and was never again inhabited, at least under the name of Agade.According to a folktale, Sargon was a self-made man of humble origins--;-- a gardener, having found him as a baby floating in a basket on the river, brought him up in his own calling. His father is unknown--;-- his own name during his childhood is also unknown--;-- his mother is said to have been a priestess in a town on the middle Euphrates.



الترجمة :

"
ان مصادر معرفتنا بحياة سرجون نستقيها باكملها من الاساطير والحكايات التى جاءت بعد شهرته خلال الفين عام من التاريخ الرافدى الذى سجل بالكتابة المسمارية , وليس من وثائق كتبت فى زمنه . ..

وبحسب قصة شعبية فان سرجون كان رجلا عصاميا ولد من اصول فقيرة , وجده بستانى طافيا فى سلة على النهر وهو رضيع , وقانم بتربيته وعلمه مهنته . لا نعرف من ابوه ولا نعرف اسمه اثناء طفولته , اما امه فقيل انها كانت كاهنة فى مدينة تقع فى منتصف نهر الفرات


وجاء عنه فى دائرة معارف انكارتا الالكترونية



Encarta encyclopedia

Sargon

" Little is known of Sargon s early life. One Sumerian legend says he was placed in a sealed reed basket and floated down the Euphrates River like Moses before being rescued. Earning the approval of the deity Ishtar, Sargon rose to establish his kingdom"


" لا نعرف الا القليل عن حياة سرجون المبكرة . تقول احدى الاساطير السومرية انه وضع فى سلة مغلقة واخذت السلة تطفو وتعوم على نهر الفرات الى ان انقذت حياته , مثل موسى . وبفضل الإلهة عشتار استطاع سرجون ان يقيم مملكته "

وما اقدمه الان هو نص الاسطورة كما جاء بكتاب ( نصوص الشرق الادنى القديمة ) Ancient Near Eastern Texts 119 وهو ترجمة انجليزية لالواح مسمارية سومرية لاسطورة طفولة سرجون ملك أكاد وسومر على لسانه وفيها يروى كيف ان امه وضعته فى سلة والقته فى النهر وكيف التقطه احد الرجال وقام بتربيته , وكيف صار بعد ذلك ملكا عظيما لامة عظيمة



http://ragz-international.com/legend_of_sargon.htm


Sargon, the mighty king, king of Agade, am I.
MY mother was a changeling1, my father I knew not.
The brother(s) of my father loved the hills.
My city is Azupiranu, which is situated on the banks of the Euphrates.
My changeling mother conceived me, in secret she bore me.
She set me in a basket of rushes, with bitumen she sealed
My lid.
She cast me into the river which rose not (over) me,
The river bore me up and carried me to Akki, the
drawer of water.
Akki, the drawer of water lifted me out as he dipped his
e[w]er.
Akki, the drawer of water, [took me] as his son
(and) reared me.
Akki, the drawer of water, appointed me as his gardener,
While I was a gardener, Ishtar granted me (her) love,
And for four and [ ... ] years I exercised kingship,
The black-headed [people] I ruled, I gov[erned]--;--
Mighty [moun]tains with chip-axes of bronze I con-
quered,
The upper ranges I scaled,
The lower ranges I [trav]ersed,
The sea [lan]ds three times I circled.
Dilmun my [hand] cap[tured],
[To] the great Der I [went up], I [. . . ],
[ . . . ] I altered and [. . .].
Whatever king may come up after me,
[. . .]
Let him r[ule, let him govern] the black-headed
[peo]ple--;--
[Let him conquer] mighty [mountains] with chip-axe[s
of bronze],
[Let] him scale the upper ranges,
[Let him traverse the lower ranges],
Let him circle the sea [lan]ds three times!
[Dilmun let his hand capture],
Let him go up [to] the great Der and [. . . ]!
[. . .] from my city, Aga[de ... ]
[. . . ] . . . [. . .].
(Remainder broken away.)

Source:

From: George A. Barton, Archaeology and The Bible, 3rd Ed., (Philadelphia: American Sunday-School --union--, 1920), p. 310.




ترجمة السطور الاولى للاسطورة


"
أنا سرجون الملك العظيم ملك أكاد..

حبلت بى امى وولدتنى سرا فى الخفاء

وضعتنى فى سلة من اغصان الصفصاف وطلتها بالقار

ألقتنى بالنهر ولم تغطِنى مياهه

حملنى النهر ووصلت الى " أكى " ساقى المياه ( من يرفع المياه من النهر بالجرة او الاناء )

هذا الرجل انتشلنى بينما كان يلقى بانائه

واتخذنى ابنا له وقام بتربيتى

وعملت عنده كبستانى "


[باقي النص يتحدث فيه عن حكمه للبلاد والجبال الجبارة، وحكمه بزعمه لجنة دلمون وأنه دار حول بلدان البحار ثلاث مرات، ربما يقصد طواف حول العالم حسب الأسطورة_لؤي]

 

{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)} الأعراف

 

تكرار لخرافات التوراة، وهي محض خزعبلات لا يصدقها العاقلون والصفوة من المثقفين والمفكرين والعلماء والفلاسفة، بل الدهماء وسواد ورعاع الشعوب الجاهلة فقط ومن لا يفكرون على الإطلاق.

 

{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)} الأعراف

 

السماء لا تمطر طعامًا، وأكثر ناس يعرفون ذلك هم من عانوا الجوع ولو أيامًا من حيواتهم، ناهيك عن بؤساء الأفارقة وغيرهم.

 

خرافة سليمان

 

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (40)} ص

 

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)} الأنبياء

 

{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)} النمل

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)} سبأ

 

يحدثنا القرآن ناقلًا لأساطير وردت في الهاجادة والأبوكريفا مثل (عهد سليمان) سبق وتدارسناها في بحث الهاجادة عن جنيّ خرافيّ يستولي على عرش سليمان لفترة وعن عودته لعرشه وركوبه على بساط ريح و على نسر يسافر به وتسخير الجن له لبناء المعبد (الهيكل)، وتصوَّرَ النمل والهدهد ككائنات تتكلم بلغة بمعنى اللغة الاصطلاحي ولها وعي وفهم بشري أكبر من القدرة المعروفة المحدودة حتى للحيوانات الأذكى والأكثر تطورًا كالقرود والدلافين والكلاب والقطط وغيرها، وأن سليمان يكلم الحيوانات وتناقشه ناهيك عن كون النمل كما عرضت بباب الأخطاء العلمية لا يتواصلن بأصوات بل برسائل كيميائية فرمونية يشمنها بقرون استشعارهن، وخرفات إلانة الحديد لداوود وإذابة النحاس لسليمان وذكرت أصلها ببحث الهاجادة، وكل هذه خرافات لا أراها تليق بأن نرويها لطفل لأنها ستخرِّب عقله وتعزله عن الواقع والجوانب العملية الاجتهادية للحياة المتطلِبة للسعي والاعتماد على النفس.

 

وذكر لويس جينزبرج في المصادر عن قصة تسلط سليمان على البشر والحيوانات والجن ShR15: 6, 30: 16, BaR11: 3, BR34: 12 وهذه الأخيرة نصها: (التسلط على عالم الحيوان، الذي فقده آدم من خلال خطيئته، استعيدَ من قِبَل سليمان) وفي Sanhedrin 20b من التلمود ينص: (كان سليمان قبل سقوطه سيدًا على كل الأرضيات والسماويات)، ويرد الخبر الأسطوري عن سيادة سليمان على الأرواح كذلك في  PK5: 45b, Testament of Solomon, Shir1: 1, 5, ShR52: 4، وبعض نسخ الخرافة تقصر سيطرته على الجن في إتمام بناء الهيكل فقط حصرًا، ويلاحظ جينزبرج على خرافة تأليف سليمان لصيغ أو تعاويذ لعلاج الأمراض أنها وردت في حوليات اليهود القديمة للمؤرخ فلاﭬيوس يوسيفوس  josephus, Antiquities, 8: 2. 5، وأن السلطات الدينية اليهودية أدانت استعمال كتب الشعوذة المنسوبة إلى سليمان (قارن ملاحظة 90 على ج 4 ص277 حيث يذكر أن الملك حزقيا نشر الكتب المقدسة لكنه من جهة أخرى أخفى كتب التعاويذ الطبية، ويذكر جينزبرج مصادر ذلك وأنه لا يرد فيه نسبتها إلى سليمان أو الناس نسبوها إليه لأن الربيين تجنبوا بصمتهم عن هذه الحقيقة نقدًا ضمنيًّا غير مفضل لسليمان، والمصادر المشيرة لهذه الكتب قديمة جدًّا: Berakot 10b, Pesahim 56a, Yerushalmi (Talmud?) 9: 36c- 36d, Nedarim6: 40a, Sanhedrin1: 18d, see Maimonides in Mishnah commentary on Pesahim4 (end))، بينما قدرتها الكنيسة المبكرة تقديرًا عاليًا، واحتفظت بشظايا ذات كم معتبر منها. وقد أثبتُ هذه المراجع هنا لأننا لم نذكرها في بحث الهاجادة كاستدراك، وقارن القرآن {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)} البقرة.

 

خرافة يوسف

 

شخصية يوسف يرجَّح أنها شخصية خرافية لا وجود لها في الحقيقة في تاريخ مصر القديمة، فلا دليل عليها، والقصة كما وردت في التوراة والقرآن بخرافاتها عن المنامات والأحلام والخوارق لا تدل سوى على أسطورة خرافية بحتة. يعتقَد أن قصة الأخوين المصرية القديمة ذات علاقة أو مصدر لقصة يوسف، ربما إلى حدٍّ ما على الأقل.

 

يورد المفسِّرون كالطبري وابن كثير سبب صياغة محمد قصة يوسف وغيرها من قصص وأساطير بالعربية نقلًا عن كتاب اليهود المكدَّس، أن المسلمين أتباعه في مكة شعروا بالملل وأرادوا قصصًا وحكايات تسلّيهم على طريقة من يستمعون لقصص الحكواتي على الربابة في الصعيد بمصر أو حكواتية الشام أو المنشد في الهند، دون أي تفكير عقلانيّ في مصداقية ومنطقية خرافات كهذه، روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين:

 

3319 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأ عمرو بن محمد القرشي ثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص  في قول الله عز وجل: {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال: نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا عليهم زمانا فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب المبين} تلا إلى قوله: {نحن نقص عليك أحسن القصص} فتلا عليهم زمانا فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله عز وجل: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} كل ذلك يؤمر بالقرآن

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي في تحقيقه: صحيح

 

ومما قال الطبري في تفسيره:

 

وذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسألة أصحابه إياه أن يقصَّ عليهم.

*ذكر الرواية بذلك:

....إلخ

 

18775 حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: ملَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملّةً، فقالوا: يا رسول الله حدثنا! فأنزل الله عز وجل: (اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) [سورة الزمر:23] . ثم ملوا ملَّةً أخرى فقالوا: يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن! يعنون القصَص، فأنزل الله: (الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيًا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)، فأرادوا الحديث فدَّلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصصَ فدلهم على أحسن القصص.

 

الأثر: 18775 -" عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود"، روى عن أبيه وعمه مرسلا. وهذا الخبر، خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 3 من طريق عون بن عبد الله، عن ابن مسعود، فهو مرسل. وذكره الواحدي في أسباب النزول: 203.

 

18776 - حدثنا محمد بن سعيد العطار، قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: أخبرنا خلاد الصفار، عن عمرو بن قيس، [عن عمرو بن مرة]، عن مصعب بن سعد، عن سعد، قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، قال: فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا! فأنزل الله: (الر تلك آيات الكتاب المبين)، إلى قوله: (لعلكم تعقلون)، الآية. قال: ثم تلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا! فأنزل الله تعالى (اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا) [سورة الزمر:23]، قال خلاد: وزاد فيه رجل آخر، قالوا: يا رسول الله_ أو قال أبو يحيى: ذهبت من كتابي كلمة_ فأنزل الله: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) [سورة الحديد:16] .

 

الأثر: 18776 -" محمد بن سعيد بن غالب البغدادي، العطار، الضرير"،" أبو يحيى"، شيخ الطبري. روى عن ابن علية، وعبد الله بن نمير، والشافعي، ووهب بن جرير، وغيرهم. ثقة، مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 266، وتاريخ بغداد 5: 306. " وعمرو بن محمد القرشي العنقزي"، ثقة، جائز الحديث. " وخلاد الصفار"، هو:" خلاد بن عيسى العبدي"، ويقال:" خلاد بن مسلم"، وكنيته" أبو مسلم"  ثقة. "وعمرو بن قيس الملائي"، ثقة. "وعمرو بن مرة المرادي الجملي"، ثقة، روى له الجماعة، وهو الذي يروي عن مصعب ابن سعد،، و" مصعب بن سعد بن أبي وقاص"، تابعي ثقة، روى له الجماعة، روى عن أبيه،. وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك 2: 345، من هذه الطريق نفسها، وقال:" هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، ولكن الحاكم قال:" حدثنا خلاد بن مسلم"، فقال الذهبي:" صوابه: خلاد أبو مسلم الصفار، وأبوه اسمه عيسى"، وهناك اختلاف في اسم أبيه. ونقله عن الحاكم، الواحدي في أسباب النزول: 203، وليس فيهما هذه الزيادة عن خلاد في آخر الحديث. وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 3، وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهوية، والبزار، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، وابن مردويه.

 

وقال ابن كثير في تفسير سورة الحديد: 16

 

وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: مَلَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَّةً، فقالوا: حدثنا يا رسول الله. فأنزل الله تَعَالَى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يُوسُفَ:3] قَالَ: ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً فَقَالُوا: حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزُّمَرِ:23] . ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً فَقَالُوا: حَدِّثْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ...} [الحديد: 16]

 

كناس على المذهب العقلاني وباحثين عن الحقيقة هل يُعقَل أن نأخذ أساطير للتسلية كهذه حرفيًّا وعلى أنها يُستدَل منها على قضايا أخلاقية وفكرية وتشريعية وأننا يجب أن نتقيَّد بها؟!

 

من خرافة إهلاك الأقوام التي لا تتبع التوحيد

 

{كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)} الشعراء

 

لم يحدث أي هلاك بمعجزة خلال التاريخ للأقوام الذين لم يتبعوا محمدًا، بل محمد ومن تلاه هم أبادوا الناس من وثنيين ومن أتباع مدّعي النبوات الآخرين غير محمد كمسلمة الحنفي وسجاح وغيرهما، وتقتيلهم لمن قاتل دفاعًا عن وطنه خلال الاجتياحات (الفتوحات)، لكن لم يحدث هلاك لقريش أو غيرها بأي تهديد لمحمد، لو كان الله موجودًا واستجاب لأحقاد كل إنسان لما عاش بشرٌ على هذا الكوكب، لأن الله كان سيمل منهم ومن حقدهم ويقرِّر إدانتهم كجنس يحقد معظمه على بعضه.

 

وفي الكثير من الآيات يماطل محمد القرشيين:

 

{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)} الحِجْر

 

{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)} الإسراء

 

خرافة بناء برج بابل

 

هذه الخرافة وردت أصلًا في سفر التكوين من التوراة وتحكي أن البشر الأوائل حاولوا الوصول إلى سماء الله الخرافية ببناء برج، ونظرًا لإمكانية ذلك حسبما اعتقد كاتب السفر البدائي بتصوره البدائي للكون، قام الرد بهدم البرج على رؤوسهم وبلبل ألسنتهم بعدما كانت لغة البشر واحدة، وبهذا يفسِّر الكاتب بهذه الخرافة سبب تعدد لغات البشر، القرآن كذلك ألمح للأسطورة في سورة النحل:

 

{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (26)} النحل

 

جاء في تفسير الطبري:

يقول تعالى ذكره: قد مكر الذين من قبل هؤلاء المشركين الذين يصدّون عن سبيل الله، من أراد اتباع دين الله، فراموا مغالبة الله ببناء بَنَوه، يريدون بزعمهم الارتفاع إلى السماء لحرب من فيها، وكان الذي رام ذلك فيما ذُكر لنا جبار من جبابرة النَّبَط، فقال بعضهم: هو نمرود بن كنعان، وقال بعضهم: هو بختنصر، وقد ذكرت بعض أخبارهما في سورة إبراهيم. وقيل: إن الذي ذُكر في هذا الموضع هو الذي ذكره الله في سورة إبراهيم

* ذكر من قال ذلك:

حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قال: أمر الذي حاجّ إبراهيم في ربه بإبراهيم فأُخْرِج، يعني من مدينته، قال: فلقي لوطا على باب المدينة وهو ابن أخيه، فدعاه فآمن به، وقال: إني مهاجر إلى ربي، وحلف نمرود أن يطلب إله إبراهيم....إلخ أخذ في بنيان الصرح، فبنى حتى إذا شيده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر، يزعم إلى إله إبراهيم، فأحدث، ولم يكن يُحدث وأخذ الله بنيانه من القواعد (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) يقول: من مأمنهم، وأخذهم من أساس الصرح، فتنقَّض بهم، فسقط، فتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا، فلذلك سميت بابل، وإنما كان لسان الناس من قبل ذلك بالسريانية.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي. عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ) قال: هو نمرود حين بنى الصرح.

حدثني المثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم: إن أوّل جبار كان في الأرض نمرود، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره، فمكث أربع مئة سنة يُضرب رأسه بالمطارق، أرحم الناس به من جمع يديه، فضرب رأسه بهما، وكان جبارا أربع مئة سنة، فعذّبه الله أربع مئة سنة كمُلكه، ثم أماته الله، وهو الذي كان بنى صَرْحا إلى السماء، وهو الذي قال الله: (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) . وأما قوله (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ) فإن معناه: هدم الله بنيانهم من أصله، والقواعد: جمع قاعدة، وهي الأساس، وكان بعضهم يقول: هذا مثَل للاستئصال، وإنما معناه: إن الله استأصلهم، وقال: العرب تقول ذلك إذا استؤصل الشيء.

 

الغريب أن محمدًا في مواضع أخرى ينسب هذه القصة لفرعون موسى المصري، ويجعل وزير فرعون هو هامان الفارسي المذكور بعده بقرون طوال كوزير لأحشويرش في سفر أستير، كنوع من تلبيس عمة هذا لهذا، ربما هذا جاء نتيجة تلاعب بعض اليهود بمحمد وعدم إعطائه معلومات ميثيولجية سليمة بغرض كشفه لمن يدعي أمامهم النبوة من يهود ومسيحيين. ولقد ذكرت هذه الملاحظة في بحث أصول أساطير الإسلام في الهاجادة، وفي الهاجادة أن بناء البرج كان في عهد نمرود وبرعايته وأمره حسب التقاليد الخرافية الربينية.

 

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37)} غافر

 

{وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)} القصص

 

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)} القصص

 

وجاء في دائرة المعارف الكتابية لوليم وهبة/ مادة هامان:

 

اسم فارسى معناه " هام أو مشهور " . وهو هامان بن همداثا الأجاجى الذى رقاه أحشويروش ملك فارس، " وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه . فكان عبيد الملك الذين بباب الملك يجثون لهامـــان لأن هكذا أوصى الملك " ( أس 3: 1 و 2 ) .

وكان مردخاى - أحد رجال البلاط الفارسى - يهودياً، فلم يجث ولم يسجد " ( أس 3: 2 - 4 )، إذ إن السجود لا يجوز إلا لله وحده . " فامتلأ هامان ( الذى تجسدت فيه الكبرياء والغطرسة ) غضباً، وازدرى فى عينيه أن يمد يده إلى مردخاى وحده لأنهم أخبروه عن شعب مردخاى، فطلب هامان أن يُهلك جميع اليهود الذين فى كل مملكة أحشويرس، شعب مردخاى " ( أس 3: 4 - 6 ) . واستطاع أن يستصد أمراً بذلك من الملك أحشويرش، وحدد يوماً للتنفيذ، وأرسل الأوامر إلى كل مقاطعات الامبراطورية الفارسية .

وفى ثورة عضبه، وبمشورة من زوجته " زرش " وكل أحبائه، أمر بصنع خشبة ارتفاعها خمسون ذراعاً ليصلب عليها مردخاى .

ولما علم مردخاى بالزمر الملكى بابادة اليهود، الذى أذيع فى كل المملكة، شق ثيابه ولبس مسحاً برماد، كما كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب . وبلغ خبر ذلك الملكة أستير، فأرسلت تستطلع الخبر من مردخاى، فأرسل إليها صورة كتابة الزمر الملكى بإبادة اليهود، وأوصاها أن تدخل إلى الملك وتتضرع إليه وتطلب منه لأجل شعبها. ولم يكن من المتاح لأحد الدخول إلى الملك إلا بدعوة منه، إلا أن يمد له الملك قضيب الذهب . وطلبت قبل مجازفتها بالدخول إلى الملك، أن يجمع مردخاى كل اليهود فى شوشن، ويصوموا لأجلها ثلاثة أيام ليلا ونهاراً، كما تصوم هى وجواريها . وفى اليوم الثالث، لبست أستير ثيابها الملكية ووقفت فى دار بيت الملك . فلما رآها الملك مد لها قضيب الذهب . وهكذا دعته هو وهامان إلى وليمة تعدها لهما

وتجلت عناية الله العجيبة فى أن يتذكر الملك ما فعله مردخاى من كشف مؤامرة من بعض حرس الملك لاغتياله . فزمر هامان بأن يقوم بالباس مردخاى اللباس السلطانى، ويركبه على الفرس السلطانى، ويضع تاج الملك على رأسه وينادى قدامه: " هكذا يُصنع للرجل الذى يسر الملك بأن يكرمه " . وهكذا بدأت الأمور تنقلب على هامان .

وفى الوليمة التى أقامتها استير للملك وهامان، كشفت زمر المؤامرة التى دبرها هامان لإبادتها وشعبها . وقال أحدهم للملك عن الخشبة التى أعدها هامان ليصلب مردخاى عليها . فأمر الملك أن يصلب عليها هامان . " فصلبوا هامان على الخشبة التى أعدها لمردخاى " ( أس 6، 7 ) . وهكذا تحقق القول: كراجيا، حفره فسقط فى الهوة التى صنع . يرجع تعبه على رأسه، وعلى هامته يهبط ظلمه " ( مز 7: 15 و 16 ) .

كما قُتل أبناء هامان العشرة ( أس 9: 7 - 10 ) . ويحتفل اليهود بعيد العوزيم تذكاراً لنجاتهم من هامان عدوهم اللدود .

ويلقب هامان " بالأجاجى " . وتنسبه بعض التقاليد اليهودية إلى " أجاج " ملك عماليق الذى قتله صموئيل النبى ( 1 صم 15: 33 ) . ولكن ثبت أنه كانت فى ذلك العصر مقاطعه بهذا الاسم ملاصقة لميديا، هى التى ينسب إليها هامان . ففى أحد النقوش التى وجدت فى خورزباد، يقول سرجون ملك أشور ( مأبو سنحاريب): " لقد غزوت 34 مقاطعة فى ميديا، وأخضعتها لسيادة أشور، وفرضت عليها جزية من الخيل . وقد نهبت إقليم " أجازى " ( أجاج ) ودمرتوه وأحرقته " . كما أن اسم " هامان " واسم أبيه " همواثا " اسمان مشتقان من لغة " مادى وفارس " .

 

خرافات سورة الكهف

 

إذا كنتَ نبيًّا حقًّا فبالتأكيد حينما أسألك عن قصص خرافية، لن تقول لي إلا أنها مجرد خرافات لا قيمة لها، ذكر ابن هشام في السيرة وأحمد بن حنبل أن قبيلة قريش عندما كان محمد في مكة أرادت اختبار ادعاآته بوجود صلة له مع الأنبياء الأسطوريين للكتاب المقدس، فأرسلوا إلى يثرب كما تحكي القصة رجالًا منهم ليسألوا أهل الكتاب عن أسئلة دقيقة صعبة يسألونها لمحمد، وتعمَّد هؤلاء أن يسألوه أسئلة من خارج الكتاب المقدس من قصص وأساطير أخرى لهم في تراثهم، تقول القصة في ابن هشام ومسند أحمد أنهم كانوا يهودًا، لكن ذلك مستحيل لأن قصة السبعة النيام هي خرافة مسيحية سريانية، فالمؤكد لي أنهم إما كانوا مسيحيين أو خليطًا سأله القرشيون من المسيحيين واليهود. ربما لم يميز الرواي المسألة بشكلٍ كافٍ. روى أحمد:

 

2309- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِليَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا، أُوتِينَا التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ، فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ}.

 

إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند البصري ثقة من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما. وأخرجه الترمذي (3140)، والنسائي في "الكبرى" (11314) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2501)، وابن حبان (99)، والحاكم 2/531، والبيهقي في "الدلائل" 2/269 من طريقين عن يحيى بن أبي زائدة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 15/155 من طريق داود، عن عكرمة، مرسلا.

 

حكى لنا محمد في السورة وكرر خرافة السبعة النيام الذين اختبؤوا في كهف هربًا من بطش حاكم وثني ظالم متعصِّب، وناموا لمدة 309 سنة ثم استيقظوا! {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)} الكهف، بعض المسيحيين أنفسهم من نخبتهم من أصحاب التوجه العقلانيّ يقولون بأنها خرافة بحتة، رغم ورودها في بعض كتب تقاليدهم وتراثهم كالسنكسار القبطي والأدب السرياني. وقد نقلتُ في بحث (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية) ص333 مقالًا لنبيل فياض ترجمه واقتبسه عن كتاب للصناديقي بالإنجليزية عن أساطير الإسلام. القصة التي ذكرها نبيل فياض مطابقة للإسلام، أما التي في السنكسار الذي بين يدي فمختلفة وتقول أنهم لم يكونوا أحياء بل أجسادهم فقط سليمة، وفي حين قالت النسخة السريانية أن الملك وجد على الكهف حجارة ضخمة لم يستطع جنده رفعها من على مدخل الكهف، تقول النسخة السنكسارية أن الملك داكيوس هو من أمر بوضع الحجارة لسد الكهف عليهم. ربما لا أطمئن كثيرًا لأصالة السنكسار الذي عندي لأنه نسخة محدَّثة حتى أن فيها أحداثًا من عصرنا الحديث. راجع القصة الخرافية بالمرجع المذكور، وهنا أورد لك النسخة القبطية لتقارن بينهما:

 

استشهاد جنود الملك داكيوس بأفسس فى القرن الثالث الميلادى (أهل الكهف ) ( 20 مســرى)

 

في مثل هذا اليوم من سنة 252 م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين، وكانوا من جند الملك داكيوس وقد عينهم لمراقبة الخزينة الملكية ن ولما آثار عبادة الأوثان وشي بهم لديه فالتجأوا إلى كهف خوفا من أن يضعفوا فينكروا السيد المسيح . فعلم الملك بذلك وأمر بسد باب الكهف عليهم وكان واحد من الجند مؤمنا بالسيد المسيح . فنقش سيرتهم علي لوح من نحاس وتركه داخل الكهف . وهكذا أسلم القديسون أرواحهم الطاهرة . وأراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء . فأوحي إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم . فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة . وعرف من اللوح النحاس أنه قد مضي عليهم نحو مائتي سنة . وكان ذلك في عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته أنهم كانوا في أيام داكيوس .

 

تقول القصة أنهم سألوه عن ثلاثة أمور من معتقداتهم وأساطيرهم_كما ورد في كتب التفسيرة والسيرة لابن هشام_هي روح القدس وخرافة السبعة الفتية الأفسسيين النائمين وخرافة الإسكندر الأكبر الثالث المقدونيّ، لصعوبة الأسئلة على من ليس عنده سوى الاطلاع على الكتاب لمقدس فقط، عجز محمد عن الإجابة حتى عثر على شخص عنده المعرفة والخبرة الكافية بالأساطير ليتمكن من الرد، فلم يرد فورًا، وبالنسبة للعقليات البدائية لأهل الكتاب وقريش التي لم تفكر أن كل هذه خزعبلات من الأساس كان هذا دليلًا_وهو كذلك_على أكذوبة نبوة محمد، الأمر كشف محمدًا تمامًا، أين كان الله ليسعفه برد فوريّ، وتذرّع محمد بأنه نسي أن يقول إن شاء الله غدًّا (لم يستثنِ)! فلذلك تأخر الله في الرد عليه! {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)} الكهف، هههه، جاء في السيرة لابن هشام عن ابن إسحاق:

 

...فَأَقْبَلَ النضرُ بنُ الْحَارِثِ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْط بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصي حَتَّى قَدِمَا مَكَّةَ عَلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ جِئْنَاكُمْ بِفَصْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أَخْبَرَنَا أحبارُ يَهُودَ أَنْ نسألَه عَنْ أَشْيَاءَ أَمَرُونَا بِهَا، فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ عَنْهَا فَهُوَ نَبِيٌّ، وَإِنْ لَمْ يفعلْ فالرجلُ متقوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رأيكم.

فَجَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنَا عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ قَدْ كَانَتْ لَهُمْ قِصَّةٌ عَجَبٌ، وَعَنْ رَجُلٍ كَانَ طوَّافًا قَدْ بَلَغَ مشارقَ الْأَرْضِ ومغاربَها، وأخبرْنا عَنْ الرُّوحِ مَا هِيَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ غَدًا، وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ. فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فِيمَا يَذْكُرُونَ- خمسَ عشَرةَ لَيْلَةً لَا يُحْدث اللَّهُ إلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَحْيًا، وَلَا يَأْتِيهِ جِبْرِيلُ، حَتَّى أوجف أهلُ مَكَّةَ، وَقَالُوا: وَعَدَنَا مُحَمَّدٌ غَدًا، وَالْيَوْمَ خمسَ عشَرةَ لَيْلَةً، قَدْ أَصْبَحْنَا مِنْهَا لَا يُخْبِرُنَا بِشَيْءِ مِمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ، وَحَتَّى أَحْزَنَ رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكثُ الْوَحْيِ عَنْهُ، وَشَقَّ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ. ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فِيهَا مُعَاتَبَتُهُ إيَّاهُ عَلَى حُزْنِهِ عَلَيْهِمْ، وخبرُ مَا سَأَلُوهُ عنه من أمر الفتية، والرجلُ الطواف، والروح.

 

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)} الكهف

 

لو أخذت النص حرفيًّا، باعتبار أنه لو كان كلام الله لكان غاية في الدقة وعدم الوقوع في الخطأ، فالنص لم يقل: وإذا استدارت الأرض وقابل نصفها الذي هم فيه وجه الشمس تتعرض لهم في كهفهم ذات اليمين، بل ذكر أن الشمس هي التي تتحرك، وهذا خطأ علميًّا.

 

كما قلتُ فقد استغرق محمد وقتًا للرد على الأسئلة الخرافية حتى عثر على مصدر جيد كفاية ليأخذ عنه القصص الخرافية ويملأ القرآن أكثر بالمزيد من الخزعبلات، ومع ذلك بعض التفاصيل عن عدد الفتية في الخرافة لم يعرفه محمد ولم يحسمه، ربما لأن النسخ السريانية للأسطورة _كما نقل لنا الأستاذ نبيل فياض _مختلفة في عدد الفتية الخرافيين هل هم سبعة أم ثمانية:

 

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)}

 

خرافة البحيرة التي تعيد الحياة للأموات والشباب للشيوخ والعجائز

 

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64)}

 

هذه الأسطورة كنت قد عرضت أنا وابن المقفّع أصلها من كتب اليهود والمسيحيين التراثية في خرافاتهم عن الإسكندر والنبي إيليا. لا يوجد شيء كهذا في الواقع، وهي مجرد خرافة، ولم يعد كائن حي من الموت حتى الآن، عدا البكتيريا والـﭭيروسات التي لها قدرة على الخمول والتبلُّر، ربما يحقق العلم فقط هذا يومًا ما، وعندها لا أضمن عودة الكائن بنفس كفاءة وظائفه البيولوجية ولا ذاكرته ووعيه ومعلوماته السابقة، ربما سيكون كهارد دِسْك تعرض لفورمات أو إعادة تهيئة.

 

خرافة الإسكندر المقدوني كنبي ورجل مؤمن، وخرافة مغرب الشمس في بحيرة منتنة

 

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)} الكهف

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

21459 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ لِي: "يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغِيبُ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِئَةٍ، تَنْطَلِقُ حَتَّى تَخِرَّ لِرَبِّهَا سَاجِدَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا أَذِنَ اللهُ لَهَا فَتَخْرُجُ فَتَطْلُعُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَهَا، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ فَيَقُولُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غِبْتِ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين وهو الواسطي- فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه". يزيد: هو ابن هارون، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه مختصراً أبو داود (4002) ، والحاكم 2/244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (4467) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن هارون بن سعد، عن إبراهيم التيمي، به.

 

أثبت الأخ العزيز ابن المقفع بترجمته من الويكيبديا الإنجليزية أن تصوير ألكساندر المقدوني الثالث الأعظم محتل الشعوب بصورة الرجل الموحِّد وحتى شبه النبيّ في بعض النصوص أمر مألوف في النصوص الأقدم العبرانية اليهودية وكذلك المسيحية السريانية وغيرها، وهذا عجيب لأن الرجل كان أبعد ما يكون عن النبوة بل مجر فاتح عسكري حقق في سنوات قلائل اقتحامًا لمعظم دول العالم وهزم امبراطورية الفرس وهاجم معابدهم التوحيدية الزردشتية باعتبارهم أعداءه وتسبب بضياع معظم الكتاب المقدس الزردشتي الأفستا إلى اليوم لذلك حتى اليوم وإلى الأبد كما نرى في الترجمات العربية والإنجليزية لم يعد هناك نسخة كاملة لكامل كتابهم، ولو أن الموجود كافٍ جدًّا لدراستها. وعندما دخل مصر ادعى أنه ابن الإله آمون وقام بطقوس الوثنية المصرية للتعبد لآمون وتكريم صنمه فحاز رضا وهدوء المصريين المتدينين السذج طوال تاريخهم بهذه الحيلة السياسية.

 

بالنسبة لخرافة غروب الشمس بالهبوط في بحيرة منتنة وهو تصور خرافي نفاه العلم الحديث، قال الطبري:

 

يقول تعالى ذكره: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ) ذو القرنين (مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)، فاختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قراء المدينة والبصرة (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) بمعنى: أنها تغرب في عين ماء ذات حمأة، وقرأته جماعة من قراء المدينة، وعامَّة قرّاء الكوفة (فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) يعني أنها تغرب في عين ماء حارّة.

واختلف أهل التأويل في تأويلهم ذلك على نحو اختلاف القرّاء في قراءته.

ذكر من قال (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ): حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبى عديّ، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: ذات حمأة.

حدثنا الحسين بن الجنيد، قال: ثنا سعيد بن سلمة، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن عثمان بن حاضر، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: قرأ معاوية هذه الآية، فقال: (عَيْنٌ حامِيَةٌ) فقال ابن عباس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس، والثأط: الطين.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني نافع بن أبي نعيم، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقول (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ثم فسرها. ذات حمأة، قال نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: هي الحمأة.

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: ثأط.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قول الله عزّ ذكره (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) قال: ثأطة.

قال: وأخبرني عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قرأت (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وقرأ عمرو بن العاص (فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) فأرسلنا إلى كعب. فقال: إنها تغرب في حمأة طينة سوداء.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) والحمئة: الحمأة السوداء.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس.

وقال آخرون: بل هي تغيب في عين حارّة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) يقول: في عين حارّة.

حدثنا يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن يقول (فِي عَيْنٍ حامِيَةٍ) قال: حارّة.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله (فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ) قال: حارّة، وكذلك قرأها الحسن.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، ولكل واحدة منهما وجه صحيح ومعنى مفهوم، وكلا وجهيه غير مفسد أحدهما صاحبه، وذلك أنه جائز أن تكون الشمس تغرب في عين حارّة ذات حمأة وطين، فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها، وهي الحرارة، ويكون القارئ في عين حمئة واصفها بصفتها التي هي بها وهي أنها ذات حمأة وطين. وقد رُوي بكلا صيغتيها اللتين إنهما من صفتيها أخبار.

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوّام، قال: ثني مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله، قال: " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت، فقال: فِي نارِ اللهِ الحامِيَةِ، فِي نَارِ اللهِ الحَامِيَةِ، لَوْلا ما يَزَعُها مِنْ أمْرِ اللهِ لأحْرَقَتْ ما عَلى الأرْضِ".

 

كما نرى فالتصوران كلاهما خرافي، الأرض تدور حول نفسها وهذا سبب تعاقب النهار والليل، وليس لحركة للشمس. أما التصور الأول والقراءة الأولى (حمئة) فتوجد في الأساطير القديمة عن الإسكندر، أقتبس من ابن المقفع في ترجمته:

 

الأسطورة المسیحیة

 

بصورة لا تثیر الاستغراب ھنالك كلام مطابق تقریباً في النسخة السریانیة من الأسطورة حول الإسكندر الأكبر .

توضح الأسطورة المسیحیة أن الشمس عندما تغرب في البحر المنتن فإنھا تدخل إلى السماء وتسجد خضوعاً لله. یرحل الإسكندر إلى البحر المنتن في نھایة الأرض. وكما وضح في القسم السابق فان ھذا یجب أن یفھم من منظور تسطّح الأرض . توضّح الأسطورة أن الشیوخ الحكماء أخبروا الإسكندر أن في نھایة الأرض ھنالك بحر تشرق الشمس منه شرقاً وتغرب الشمس فیه غرباً. توصف میاه ھذا البحر كبیئة منتنة وشدیدة الحرارة بسبب حر الشمس عندما تشرق على المیاه . عندما سمعت الشخصیة الأسطوریة للإسكندر بھذا النظام الكوني من الشیوخ الحكماء ذھبت إلى مشرق الشمس و شاھدت الشمس تشرق من البحر المنتن . وطبقاً للأسطورة المسیحیة وجد الإسكندر في ھذا المكان حیث تشرق الشمس من البحر المنتن قوماً لا یمتلكون ستراً من الشمس التي تشرق حرفیاً من البحر شدید الحرارة

" مشرقھا) الشمس) يوجد فوق البحر، و البشر الذین یعیشون ھناك یھربون ویختبئون في البحر عند شروقھا، لئلّا یحترقوا بأشعتھا، و تمر خلال منتصف السماء إلى المكان الذي تدخل فیھ خلال نافذة السماء؛ وحیثما تمر ھنالك جبال رھیبة، وھؤلاء الذین یعیشون ھناك لدیھم كھوف منقورة في الصخر، وحالما یرون الشمس تمر [فوقھم]، یھرب البشر والطیور منھا ویختبئون في الكھوف....وعندما تدخل الشمس نافذة السماء، تسجد حالا وتظھر الخضوع أمام الله خالقھا؛ ثم ترحل وتھبط طوال اللیل خلال السماوات، حتى تجد نفسھا في المكان حیث تشرق.... فامتطى كل المعسكر خیلھ، وذھب الإسكندر وجنده إلى ما بین البحر المنتن والبحر اللامع إلى المكان الذي تدخل فیھ الشمس نافذة السماء؛ وذلك أن الشمس خادمة للرب، فلا تنقطع من الجریان لا في اللیل ولا في النھار.... " سیرة الإسكندر الزائفة النسبة لكاليستينس. ص ١٤٨ Pseudo-Callisthenes

 

أما التصور الثاني فمثله ما ورد في سفر أخنوخ:

 

(4 وأخذوني إلى المياه الحية، ونار الغرب، التي تتلقى كل غروبات الشمس، وأتيت على نهرِ نارٍ تتدفق فيه النارُ كالماء وتصب في البحر العظيم في نفس الاتجاه.) أخنوخ 17: 4

 

(1 ومن هناك توجهتُ نحو مكان آخر، إلى غرب تخوم الأرض. 2 ورأيت نارًا كانت تجري دون توقف أو راحة، ليلًا ونهارًا، على نحوٍ مستمر. 3 فسألتُ: "ما هذه النار التي لا تعرف الراحة؟". 4 فأجابني رجوئيل، أحد الملائكة القديسين والذي كان يرافقني: "تيار النار هذا هو نار الغرب الذي يلاحق [نسخة E بديل: يشعل] كافة أنوار السماء.") أخنوخ 23: 1-4

 

وروى مسلم في صحيحه:

 

[ 832 ] حدثني أحمد بن جعفر المعقري حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة قال عكرمة ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسا إلى الشام وأثنى عليه فضلا وخيرا عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة السلمي كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت له ما أنت قال أنا نبي فقلت وما نبي قال أرسلني الله فقلت وبأي شيء أرسلك قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء قلت له فمن معك على هذا قال حر وعبد قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به فقلت إني متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني قال فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة فقالوا الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك فقدمت المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني قال نعم أنت الذي لقيتني بمكة قال فقلت بلى فقلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله أخبرني عن الصلاة قال صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار...إلخ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(17014) 17139- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلاَ تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ، أَوْ رُمْحَيْنِ، فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى، يَعْنِي، يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَفَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، فَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير غندر - وهو محمد بن جعفر- وأبي أمامة رضي الله عنه، فقد أخرج لهما الشيخان. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 22/122 من طريق الإمام أحمد هذا الإسناد. وأخرجه مسلم (832)، وأبو عوانة 1/386-387، والبيهقي في "السنن" 1/81 و2/454-455 و6/369، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/53-54 من طريق النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبد الله ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة، به. وأخرجه ابن سعد 4/215-217، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1327) (مختصراً)، وأبو عوانة 1/5-6 و386، والدارقطني في "السنن" 1/107-108، والحاكم 3/66، والبيهقي في "السنن" 1/81، والبغوي في "شرح السنة" (777) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والدارقطني 1/108 من طريق يزيد بن عبد الله بن يزيد بن ميمون بن مهران أبي محمد، كلاهما عن عكرمة بن عمار، به. قال الدارقطني في إسناد يزيد: هذا إسناد ثابت صحيح.. وأخرجه عبد الرزاق (154) - ومن طريقه عبد بن حميد (302) -، والحاكم 1/131-132 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، به مطولاً، وفيه ذكر فضل الوضوء دون ذكر أوقات الصلاة. وأبو قلابة لم يسمع من عمرو بن عبسة. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1320)، والحاكم 1/131 من طريق أيوب بن موسى، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عمرو ابن عبسة مختصراً في ذكر فضل الوضوء فحسب. قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرطهما، ولم يخرجاه، وأبو عبيد تابعي قديم لا يُنكر سماعه من عمرو ابن عبسة. ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1847) من طريق لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن عمرو بن عَبَسَة، به مطولاً  وأخرجه أحمد مطولاً بذكر قصة إسلام عمرو بن عبسة برقم (17019) وأحمد (17016) و (17018) و (17028) و4/385.

 

(22661) 23038- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ، مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلاَةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، حَتَّى تَعْتَدِلَ عَلَى رَأْسِكَ مِثْلَ الرُّمْحِ، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ عَلَى رَأْسِكَ، فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ، وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُهَا، حَتَّى تَزُولَ عَنْ حَاجِبِكَ الأَيْمَنِ، فَإِذَا زَالَتْ عَنْ حَاجِبِكَ الأَيْمَنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع فإن المقبري -وهو سعيد بن أبي سعيد- لم يسمعه من صفوان بن المعطل، بينهما أبو هريرة كما جاء مصرحاً به في بعض الروايات. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 2/95، والطبراني في "الكبير" (7344)، والحاكم 3/518 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم . وأخرجه ابن ماجه (1252)، وابن حبان (1542)، والبيهقي 2/455 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوانُ بن المعطل رسولَ الله... فذكره . وصحح الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (3/441) هذه الرواية على رواية صفوان نفسه . وأخرجه ابن خزيمة (1275)، وابن حبان (1550) من طريق عياض بن عبد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة . ويشهد له حديث عمرو بن عبسة السالف برقم (17014)، وإسناده صحيح . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612)، وانظر شواهده هناك .

 

ويوجد أمر معتاد عند شيوخ المسلمين وخاصة السنة بعدم التفكير في الأمور الغير منطقية والمخالفة للعلوم وتعطيل العقل واعتباره عضوًا لا وجود له ولا يجوز استعماله!

 

"تسجر"، أي: توقد. قال الخطابي [1/276-277] : ذكره تسجير النار وكون الشمس بين قرني الشيطان وما أشبه ذلك من الأشياء التي تذكر على سبيل التعليل لتحريم شيء ونهيه عن شيء من أمور لا تدرك معانيها من طريق الحس والعيان، وإنما يجب علينا الإيمان بها والتصديق والانتهاء عن أحكام علقت بها.

 

 

 

وروى أحمد عن وجود كهف أو مكان تخرج منه الشمس على غرار الأساطير البدائية:

 

من حديث رقم 17629- ....فيبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم كما قال الله: {من كل حدب ينسلون} [الأنبياء: 96] ، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل عليهم نغفا في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، فيهبط عيسى وأصحابه، فلا يجدون في الأرض بيتا إلا قد ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، قال ابن جابر: فحدثني يزيد بن عطاء السكسكي، عن كعب، أو غيره قال: " فتطرحهم بالمهبل "، قال ابن جابر، فقلت: يا أبا يزيد، وأين المهبل ؟ قال: " مطلع الشمس.....

 

إسئاده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2937) (110) و (111) ، وأبو داود (4321) ، والترمذي (2240) ، والنسائي في "الكبرى" (8024) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (947) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/163-164 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره. وعند بعضهم زيادات عما هنا. وأخرجه مسلم (2937) (111) ، وابن ماجه (4076) ، والترمذي (2240) ، والنسائي في "الكبرى" (8024) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (947) ، والحاكم 4/492 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه! وأخرجه ابن ماجه (4075) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، به. دون ذكر يحيى بن جابر. وأخرج البزار (3381) من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية ابن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده نفير الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسق لفظه كاملا. قال الهيثمي في "المجمع" 7/347: رواه البزار، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقد وثق، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن علي، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر ابن عبد الله، ومجمع بن جارية، وعثمان بن أبي العاص وسلفت أحاديثهم على التوالي بالأرقام (765) و (1526) و (4743) و (14955) و (15466) و (17900). وعن سمرة بن جندب، وعائشة، وعبد الله بن مغفل، وسترد أحاديثهم على التوالي 5/13 و6/75 و125.

 

وروى مسلم:

 

[ 52 ] حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو اليمان عن شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية السكينة في أهل الغنم والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس

 

قد نرى أشكالًا أقدم للخرافة، مثلًا في ملحمة جلجامش القديمة جدًّا يرد ما حاصله: وصل جلجامش إلى سلسلة جبال ماشو التى تحرس ذراها المتقابلة الفوهة التى تنزل منها الشمس إلى باطن الأرض، لتسير مسارها الليلي قبل شروقها من الطرف الآخر.

.... عندها سهَّل له البشر العقارب الموكلون بتلك الجبال، عبور مسالكها، ودلوه على أقصر طريق يوصله إلى أوتناباشتيم. عبر جلجامش مسالك جبال ماشو ووصل فوهة الشمس فنزل فيها ليصل عبرها إلى الطرف الآخر من العالم. وفي عمل معجز لا يقدر عليه سوى إله، اجتاز ممر الشمس السفلي في أقل من ليلة واحدة، وخرج من الطرف الآخر ليجد نفسه على شاطئ البحر الذى يفصله عن جزيرة أوتناباشتيم.

 

لاحظت خلال قراءتي لـ The History of Alexander The Great, Being the Syriac versions of Pseudop-Callithsthenes by Wallis Budege في عنوان فصل (الأسطورة المسيحية عن الإسكندر) Christain Laegend of Alexander: أنها تصوره كملك يحكم العالم وأراد رؤية أسس السماوات وما هي عليه ونهاية الأرض فيحذره قادته من استحالة ذلك لوجود سبع بحار تفصله وجبال هائلة وبحر منتن ما يقترب منه أو يطير فوقه يموت فورًا، ويجمع الملك جنوده، ويطلب آلاف الحدادين من ملك مصر التابع له، وعندما يصل إلى البحر المنتن يسأل إن كان بين الجنود من هو مدان بارتكاب القتل، ويرسل هؤلاء الآثمين ليجرب اقترابهم من البحر المنتن، لكي يجنب الجيش مصيرًا محتملًا كهذا بالتجربة من خلال المحكوم عليهم بالموت، فيموتون من فورهم، يرتاع الملك وجنوده ومثل قصة جلجامش إلى حد ما [في ملمحمة جلجامش يستعمل مجاديف طويلة كل واحد مرة واحدة لكي لا يلمس البحر المميت، لكن ليس فيها أن مجرد التنفس بجواره يميت بل لمس مياهه] يجد الإسكندر طريقًا آخر للوصول إلى نهاية العالم هو نافذة السماء بين البحر المتلألئ والبحر المنتن والتي تعبر منها الشمس خلال تجوالها الذي لا يتوقف، وهناك عند البحر المتلألئ يعيش بشر ما أن يجدوا الشمس تطل حتى يختبؤوا من حرارتها في البحر، وتمر الشمس بالسماوات وتمر على جبال رهيبة يسكنها بشر وحيوانات يختبؤون فور رؤيتها في الكهوف التي حفروها بالجبال، وما أن تدخل الشمس نافذة السماء تسجد لله الخالق، يصل الإسكندر وجنوده إلى الناحية الأخرى مشاهدين حسب الخرافة لمنابع الأنهار وأركان أسس السماوات ويصلون إلى الجنب الآخر إلى العالم المعروف لنا بدوله ومدنه ويصل إلى مدينة يرسل لها الإسكندر رسل سلام ويطلب منها ثلاثمئة رجل حكيم ليعرف منهم معلومات فيسألهم ويعرف منهم أنهم خاضعون تابعون لملك الفرس طبرلق من نسل أحشويرش، يسألهم عن جبل هائل منحدر هناك فيقولون أن لا احد يمكنه عبوره دون خاتم سحريّ لأن الحيوانات تهجم على من يحاول عبوره من كل مكان وتقتله فورًا، وأن العبور فيه يتطلب المرور بمضيق ضيق لا يمكن عبوره دون ركوب حصان، وأنه الحاجز الذي وضعه الله بينهم وبين الأمم الأخرى التي وراءه، يسألهم الإسكندر عن أوصاف هذه الأمم فيعطونه أوصافًا أسطورية مشابهة لما في كتب التفاسير الإسلامية فنساؤهم للواحدة منهن ثدي واحد ويحملن السلاح كالرجال ويحاربن أكثر منهم، لا يلبسون ثيابا ويأكلون جثث من يموت منهم، ويشربون دماء البشر والحيوانات وأنهم لا يحاربون لأنهم يعتمدون على السحر والشعوذة كذلك، ، ويقول له هؤلاء الرجال كبار السن أن الله عندما يغضب على البشر لمعاصيهم يتحرك هؤلاء من وراء الجبال ليهاجموا وينهبوا الناس، ويقول الإسكندر لكتائبه هل تريدون أن نصنع شيئا رائعا في هذه الأرض؟ ويردون عليه: كما تأمر جلالتك سنفعل، فيقال: لنصنع بوابة من النحاس ونغلق هذه الثغرة [المضيق]. ويأمر الإسكندر بجلب ثلاثة آلاف من جنوده الحدادين في الحديد، ومثلهم من العاملين في النحاس، ويصنعون البوابة الضخمة بأوصاف ومقاييس أسطورية ويثبتونها ببراغي ضخمة في صخور الجبال، تصور الرواية الإسكندر كنبي يتنبأ كما تنص على ذلك حرفيًّا فينقش على البوابة أنه يتنبأ بأنه في آخر الزمان بعد 940 عامًا حسب الأسطورة عندما تزداد معاصي البشر بحيث تغطي السماوات سيشتعل غضب الله ويثير الأمم وملوكها الذين وراء البوابة فيجتمعون ويسألون الله "يا رب، افتح لنا هذه البوابة"، وتنفتح البوابة بمجرد إشارة الله، دون استعمال المفتاح الضخم الذي صنعه الإسكندر، ويزال بحوافر خيول كتيبة للشعوب مقدار ضخم فيما بين دعامتين في البوابة، سيسأل شعوب البوابة الله أن يسمح لهم بالخروج منها والتمكن من فتحها فيستجيب لهم، تنتهي القصة بأن شعب تلك البلاد رد الجميل بإبلاغ الملك الفارسي بوجود الإسكندر عندهم ليقتله فيجمع كل الملوك الذين يتبعونه ويحاصرون جيش الإسكندر، تصور القصة الإسكندر كنبي يظهر الله وله ويتجلى شخصيا ويحذره من الهجوم الوشيك للفرس وأحلافهم، كرجل تقيّ يصلي الإسكندر لله الواحد ويأمر جنوده بتقديم قرابين البخور لينصره، وتنتهي القصة بانتصاره وعدم قتله لطبرلق واتفاقهما على توفير حرس يونانيين وفرس مشتركين لحراسة البوابة وتوفير كل ملك منهما للطعام والمؤمن اللازمة للجنود الحراس، ثم عرض والاس بدج ترجمة إنجليزية لقصيدة يعقوب السروجي السريانية الذي ذكر جوج وماجوج والبوابة التي بناها الإسكندر ويصوره كرجل موحّد كتقي ويستهلها بمديح وإنشاد لله على الطريقة الشرقية قبل سرد القصة.

 

إذا كان ابن المقفع أورد أحد أشكال خرافة الإسكندر، وهو الشكل المسيحي تقريبًا، فإنه لمناسبٌ أن أضيف وأستدرك شكلًا يهوديًّا للخرافة ورد عند المؤرخ يوسيفوس، سأنقله من الموسوعة اليهودية الإنجليزية، مادة المسيح  Messiah، موضوع جانبي ألكساندر كمسيح من السماء، انظر باقي هذا الموضوع في باب (مصادر الإسلام)، وبعض ما فيه استدركات وإكمالات للكتابين السابقين عن الهاجادة والأبوكريفا اليهودية والمسيحية.

 

وروى أحمد:

 

18093 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك ؟ قال: فقلت: جئت أطلب العلم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ما من خارج يخرج من بيت في طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع "

قال: جئت أسألك عن المسح بالخفين، قال: نعم، لقد كنت في الجيش الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثا إذا سافرنا، ويوما وليلة إذا أقمنا، ولا نخلعهما من غائط ولا بول ولا نوم، ولا نخلعهما إلا من جنابة "

قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة، مسيرته سبعون سنة، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه "

حديث المسح على الخفين منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، ومعمر- وهو ابن راشد، وإن كان في حديثه عن عاصم اضطراب- قد توبع كما سلف، وهو وبقية رجال الإسناد ثقات. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (793) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (193) ، والطبراني في "الكبير" (7352) ، والدارقطني 1/197، والبيهقي في "السنن" 1/282. ومن طريقه أيضا: ابن حبان (1319) و (1325) ، دون ذكر التوبة، وابن ماجه (226) ، وابن حبان (85) دون ذكر العلم والمسح على الخفين. وأخرج منه حديث المسح على الخفين الطيالسي (1166) من طريق حماد ابن سلمة، عن عاصم، به. وحديث التوبة منه أخرجه الطيالسي (1168) ، وابن ماجه (4070) ، والطبراني في "الكبير" (7383) من طرق عن عاصم، به. وقد سلف برقمي (18089) و (18091) .

 

باب خرافي في مكان مجهول للتوبة نموذج لتجسيد المفاهيم المجردة وهو من المعتاد في نصوص الإسلام، واعتقاد أن سبب تعاقب الليل والنهار هو تحرك الشمس على أرض مسطحة هي مكاننا هذا وأنها تخرج من بابين أو باب! تصورات بدائية جدًّا بالطبع للإنسان البدائي. وراجع بباب الأخطاء العلمية ما ذكرته عن نص "آية" {والشمس تجري لمستقرٍ لها} من سورة يس، وهي آية فعلًا على جهل الصائغ لهذا النص الخرافي وأنها خرافات.

 

خرافة يأجوج ومأجوج

 

{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)} الأنبياء

 

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)} الكهف

 

ذكر زميلي ابن المقفع، وقدمت هناك بعض المساهمات، في بحثنا المشترك عن الهاجادة والأبوكريفا، أصل هذه القصة من الأساطير اليهودية والمسيحية والوثنية اليونانية الجريكية الأقدم عن الإسكندر أو ألكساندر المقدونيّ، وذكرت من تتبعي لأصول الأمر أن جوج وماجوج ليسوا في الأصل إلا شعوب فارسية قديمة، ولاحقًا ألفوا عنها هذه التهاويل العظيمة حتى صارت الأسطورة عن بشر متوحشين بأعداد هائلة، واليوم في عصر الأقمار الصناعية حيث سبرنا واطلعنا على كل الكوكب ونواحيه لم يعد هناك شك عدم وجود مكان به أقوام خرافية كهؤلاء وأن هذه مجرد أسطورة غير حقيقية، وكتب قديمًا الأخ وليد مقلد مقالًا عن هذا بعنوان (يأجوج ومأجوج وأوهام الخروج). والخرافة في القرآن بسورة الكهف تتحدث عن وصول الإسكندر إلى موضع مغرب الشمس وأنها تغرب في عينٍ حمئة موحلة، هذا مطابق لما في أسفار الأسطورة السريانية، كما عرضنا في البحث هناك، ومشابهان كلاهما لملحمة جلجامش العراقية القديمة ووصوله لمكان مغرب الشمس.

 

خرافات وأساطير عن مريم ويسوع- عيسى

 

وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)}

 

قصص غير معقولة لا يصدقها عقل عن امرأة تحمل بدون جنس مع رجل، مع ملاحظة أني أوردت في (نقد العهد الجديد) ملاحظات على الأناجيل تؤكد كون يسوع ابنًا من شخص غير خطيب مريم يوسف النجار، من خلال نصوصه عن الأوقات والأزمنة المرتبطة بالحدث، ومن تعييرات اليهود ليسوع حسب تصوراتهم الدينية الرجعية، وقلت أنه لا يعيب مريم ولا ابنها ذلك وفق القيم العلمانية اللادينية المؤكِّدة للحريات الشخصية والإنسانية والحرية الجنسية، فلا خطأ في علاقة مريم التي كانت مع شخصٍ ما لكونها لم تكن زوجة ليوسف، فلا خيانة زوجية هنا، وينقل محمد من أناجيل الطفولة مما لم يرد في خرافات الأناجيل الرسمية القانونية بعض الخرافات كخلق يسوع من الطين طيرًا تطير وغيرها. هذه خرافات لا تناسب عقول ناس عقلانيين. خرافة معجزات علاج المرضى بدعاء الله وما شابه مؤذية ومضللة لأنها تستبدل العلم الطبيّ النافع الملموس بخرافات مظلمة.

 

خرافة الصراط كجسر على نار جهنم          

 

{اهدنا الصراطَ المستقيمَ (6) صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين(7)} الفاتحة

 

{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)} الزخرف

 

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)} إبراهيم

 

لم يكن مقصود محمد الواضح والأصليّ من ذكره كلمةَ  الصراط سوى بمعنى الدين والنهج والطريقة، أما اللاحقون ذكروا أسطورة منقولة عن خرافة جسر جنيـﭭات أو جينـﭭاتو chinvat, kinvat or cinvatô or Chinwad  bridge في الرزدشتية المجوسية الفارسية وأنه فوق جهنم، وأدق من الشعرة، يمر عليه الناس فيسقط غير المؤمنين منه إلى الجحيم، فيما يجتازه الصالحين إلى الفردوس، وقد أوردت في باب المصادر من الزردشتية نصوصًا مهمة عن الجسر الخرافي من كتب الزردشتية. وأوردت نصوص البخاري هناك اكتفاء به وهي في غيره كذلك.

 

على الأغلب ليس محمد نفسه من روى هذه الأسطورة ولم تكن من أفكار الإسلام الأصلية، وقد لاحظت في بحثي عن الأبوكريفا المسيحية سابقًا أنهم دمجوا فكرة السلم المليء بالأشواك والسيوف في أسطورة استشهاد بِربِتْوا المسيحية مع أسطورة الصراط أو الجسر الزردشتية، فجعلوه مليئًا بالحسك والشوك.

 

خرافة وجود حرس سماوي للبشر لحمايتهم من الأقدار غير المكتوبة

 

{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)} الأنبياء

 

جاء في تفسير الطبري:

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد بهؤلاء المستعجليك بالعذاب، القائلين: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين من يكلؤكم أيها القوم: يقول: من يحفظكم ويحرسكم بالليل إذا نمتم، وبالنهار إذا تصرّفتم من الرحمن؟ يقول: من أمر الرحمن إن نزل بكم، ومن عذابه إن حلّ بكم، وترك ذكر الأمر، وقيل من الرحمن اجتزاء بمعرفة السامعين لمعناه من ذكره.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ) قال: يحرسكم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ) قل من يحفظكم بالليل والنهار من الرحمن، يقال منه: كلأت القوم: إذا حرستهم، أكلؤهم

 

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)} الرعد

 

ذكرت في بحثي عن الهاجادة أصل أسطورة الملائكة الحرسة منها، ونرى في العالم الواقعي أن الأحداث عشوائية الحدوث فحسب، سوى ما نخططه له منها، وليس للصدف والاجتهادات وحالات الذهن أي علاقة بتدخل أو حراسة إلهية مزعومة.

 

السماء سماوات ولها أبواب

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} الأعراف

 

وروى أحمد:

 

15396 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِي، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا، وَيَقُولُ: " إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ، فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلًا صَالِحًا "

 

إسناده صحيح، محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، وثقه أحمد وأبو داود، وأبو زرعة، ويحيى بن معين، وغيرهم، وقد انفرد البخاري من بين الأئمة فقال: فيه نظر، وانظر لزاماً ما كتبه العلامة المحدث حبيب الرحمن عن كلمة البخاري: "فيه نظر" وأثبته العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غده في تعليقاته الحافلة على "الرفع والتكميل"، ص389-391. فإنه غاية في النفاسة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن صحابيه لم يخرج له البخاري. مجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الترمذي (478) ، وفي "الشمائل" (289) ، والنسائي في "الكبرى" (331) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن السائب حديث حسن غريب.

 

(8769) 8754- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، قَالُوا : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ ، وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : فُلاَنٌ ، فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ ، وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ ، قَالُوا : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً ، وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ ، فَلاَ تَزَالُ تَخْرُجُ ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : فُلاَنٌ ، فَيُقَالُ : لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً ، فَإِنَّهُ لاَ يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ. (2/364).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي في مسند عائشة 6/139 عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب. وأخرجه ابن ماجة (4262) و (4268) ، والنسائي في "الكبرى" (11442) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/276-277، والطبري في "التفسير" 18/77، والآجري في "الشريعة " ص 392، وابن منده في "الِإيمان" (1068) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/8-9، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/78 و297، وابن حبان (3014) ، والطبراني في "الأوسط" (746) ، والحاكم 1/352-353 و353، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104-105 من طرق عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة.وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/300، وابن حبان (3013) ، والحاكم 1/353 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه مختصراً مسلم (2872) (75) ، وابن منده في "الإِيمان" (1069) من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة. وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287-288. وعن عائشة بنحوه مطولًا، سيأتي 6/139-140.

الروْح: الرحمة، والرَّيحان: الطيب.

 

(18534) 18733- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ ، وَلَمَّا يُلْحَدْ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ، كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ , قَالَ : فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا ، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ : فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلاَ يَمُرُّونَ ، يَعْنِي بِهَا ، عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى , قَالَ : فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ ، فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِيَ الإِسْلاَمُ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : وَمَا عِلْمُكَ ؟ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ : أَنْ صَدَقَ عَبْدِي ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ , قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا ، وَطِيبِهَا ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ . قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي ، وَمَالِي . قَالَ : وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ , قَالَ : فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ ، فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى ، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا . ثُمَّ قَرَأَ : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ ، فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ، أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ ، فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا ، وَسَمُومِهَا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ ، قَبِيحُ الثِّيَابِ ، مُنْتِنُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ. (4/287).

 

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران ، وزاذان : هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، مولاهم. وأخرجه بتمامه ومختصراً: ابن أبي شيبة 3/310 و374 و380-382، و10/194، وهناد في "الزهد" (339) ، والمروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1219) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص29، وأبو داود (4753) ، والطبري في "التفسير" (20764) ، وفي "تهذيب الآثار" (721) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص119، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة"2/459- والآجري في "الشريعة" ص367-370 و370، وابن منده في "الإيمان" (1064) ، والحاكم في "المستدرك" 1/37-38، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2140) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (21) (44) ، وفي "شعب الإيمان" (395) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال البيهقي في "الشعب": هذا حديث صحيح الإسناد، وقال ابن منده: هذا إسناد متصل مشهور، رواه جماعة عن البراء، وكذلك رواه عدّة عن الأعمش، وعن المنهال ابن عمرو، والمنهالُ بنُ عمرو: هو الأسدي، مولاهم، الكوفي، أخرج عنه البخاري ما تفرَد به، وزاذان أخرج عنه مسلم، وهو ثابت على رسم الجماعة. ورُوي هذا الحديث عن جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأنس بن مالك، وعائشة رضي الله عنهم. قلنا: وقد وقع في مطبوع ابن أبي شيبة ص 374: حدثنا أبو معاوية عن ابن نمير، وهو خطأ، صوابه: وابن نمير. وأخرجه الطيالسي (753) ، وأبو داود (3212) و (4753) ، والطبري في "التفسير" (20763) و (20765) و (20780) و (20787) ، وفي "تهذيب الآثار" (718) و (720) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص119، وأبو عوانة- كما في "إتحاف المهرة" 2/459- والحاكم في "المستدرك" 1/38 و39، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (20) و (21) من طرق عن الأعمش، به. زاد جرير عن الأعمش، عند أبي داود (4753) : "ثم يقيض له أعمى أبكم، معه مرزبة من حديد، لو ضُرب بها جبل، لصار تراباً" وسترد هذه الزيادة ضمن سياق الرواية (18614). وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 4/78، وابن ماجه (1549) من طريق عمرو بن قيس، عن المنهال، به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (723) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (396) من طريق عيسى بن المسيب، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، به. وفيه ذكر اسم الملكين: منكر ونكير. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (5221) وقال: حديث حسن، رواتُه محتج بهم في الصحيح. قال ابن حزم في "المحلّى" 1/22: لم يروِ أحد أن في عذاب القبر ردَ الروح إلى الجسد إلا المنهال بن عمرو، وليس بالقوي، فتعقبه ابن القيم في "الروح" ص76 بقوله: هذا من مجازفته، وقال: الحديثُ صحيحٌ لا شكَّ فيه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/49-50 وقال: هو في الصحيح باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقد سلف مختصراً برقم (18482) ، وهو الذي أشار إليه الهيثمي. وسيرد بالأرقام (18535) و (18536) و (18614) و (18615) و (18625) .

 

وروى مسلم:

 

[ 2872 ] حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا

لا وجود لخرافة السماوات السبع تلك فهي خرافة للبدائيين لا يليق بإنسان متحضر الاعتقاد بها، وتصوره لوجود أبواب أو بوابات هو تصور البدائيين الخرافي للكون ولا نفهمه أبدًا لأن العلم ينفيه. وخرافات الأحاديث عن وجود حياة في القبر نقدتها في موضع آتٍ لأجل عدم معقوليتها، فالجثامين تتحلل وتنتهي ولا حياة لها.

 

خرافة السبع أرضين أو أراضٍ

 

خرافة السبع أرضين خرافة قديمة في كتب اليهود الربينية وألمحت لها في ص36 من بحثي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) ليس لها علاقة بالعلم.

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

 

وروى البخاري:

 

2452 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ

 

2454 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَخَذَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ

 

3195 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبْ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ

 

ورواه مسلم 1610 عن سعيد بن زيد في نزاعة مع امرأة تدعى أروى نازعته على أرض وانظر أحمد بن حنبل 1642 و 24504 24353 ومسلم 1611 عن عائشة، ومن مرويات مسلم:

 

[ 2786 ] حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا فضيل يعني بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أو يا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } 

 

وروى أحمد:

 

10924 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ، وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ "

 

إسناده الأول صحيح على شرط مسلم، وإسناده الثاني مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. الحسن : هو البصري. وأخرجه أبو عوانة 1/21 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بالإسناد الأول. وأخرجه بالإسناد الثاني ابن حبان (257) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/437، من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز، عن حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، به. وأخرجه كذلك الفريابي فى "صفة المنافق" (21) ، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، مرسلاً. وانظر أحمد 1628 و1633 و1639 و5740

 

1642 - حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، قال: أتتني أروى بنت أويس في نفر من قريش، فيهم عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فقالت: إن سعيد بن زيد قد انتقص من أرضي إلى أرضه ما ليس له، وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه، قال: فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق، فلما رآنا قال: قد عرفت الذي جاء بكم، وسأحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: " من أخذ من الأرض ما ليس له، طوقه إلى السابعة من الأرضين يوم القيامة، ومن قتل دون ماله، فهو شهيد ".

 

إسناده حسن، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وعلق له البخاري، وروى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (950) ، والشاشي (224) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/115-116 من طريق ابن إسحاق به، واقتصر على قوله: "من قثل دون ماله فهو شهيد". وقد تقدم برقم (1628) ، وانظر (1640) .

 

خرافة السبع أرضين

 

مقالة للأخ العراقي العالم حمدي الراشدي:

 

لا توجد سبع ارضين والجبال ليسوا رواسي

يسود فهم ساذج عن محتويات داخل الارض، البعض يلائمه ان يعتقد ان الارض تنقسم الى طبقات واضحة المعالم وثابتة، مستغلا التقسيمات المجازية التي يقدمها بعض العلماء، عندما يناسبه عددها، ومتناسيا التقسيمات المجازية لبقية العلماء التي لاتتطابق وتمنياته. فهل يمكن حقا تقسيم باطن الارض الى طوابق ثابتة؟ هل لباطن الارض حالة واحدة وثابتة؟ في الحقيقة ان الوقائع المذهلة التي اكتشفت حديثا ادهشت حتى العلماء. ويخرج علينا البعض بالادعاء ان الجبال ظهرت من اجل ابطاء سير القارات او تهدئة دوران الارض. والغريب ان يجد احد دكاترة الجيلوجية المعروف باسم عمرو الكذاب ان النصب وقول مايريد المؤمنين سماعه افضل واربح من الحقيقة. هكذا هي قيمة العلم في بلادنا.

المادة المنصهرة تجعل الارض حية وقشرتها متحركة.

يعرف العلماء ان الحرارة والانصهار داخل الارض هو الذي اعطى الحياة للارض من خلال البراكين والاهتزازات الارضية والانشقاقات الارضية في اعماق البحار وأعالي الجبال المكسية بالثلوج. غير انهم الان فقط قد اكتشفوا مالذي يقف وراء هذه الحياة بالضبط.
الفيزيائيين الجيلوجيين الكنديين Alessandro Forte & Jerry X Mitrovica اليساندرو و جيري، ومن خلال القياس بالاهتزاز، وجدوا ان البنية الداخلية للارض بسيطة جدا، بشكل مدهش. حسب ماتوصلوا اليه، يوجد اربع "فقاعات" من المصهورات المنفصلة (لافا بلوب)Lava blobs ، في حالة حركة مستمرة صعودا ونزولا، حسب نظام حراري خاص داخل الارض.

هذه الفقاعات المنصهرة الهائلة موزعة على الجهات الاربعة للارض، انظر الصورة ادناه. وتقع احدهما تحت افريقيا واخرى تحت المحيط الهادي، حيث يتحركوا ببطء الى الاعلى والاسفل تماما كما في لمبة اللافا ادناه.


الحرارة هي التي تقرر شكل حركة الفقاعات الاربعة. اثنتين منهم قرب نواة الارض ممايرفع درجة حرارتهم ويجعلهم اخف، مما يجعلهم يصعدون الى الاعلى، كالبالونات الهوائية. من الجهة الاخرى نجد ان الفقاعتين الاخريين فقدوا الكثير من حرارتهم واصبحوا ابرد بسبب كونهم في الاعلى على تماس مع سطح الارض منذ مليونين سنة، والان هم اثقل نسبيا، مما يجعلهم في طريقهم الى الاسفل الى مركز الارض.
ابعاد الفقاعة تصل الى 3000 كيلومتر عن سطح نواة الارض. وعند ارتفاعها تشكل ضغطا على سطح الارض يؤدي الى حدوث البراكين. حسب توضيح العالمين الكمديين، فأن العلاقة بين هاتين المجموعتين من الفقاعات هي التي تقرر الحياة الجيلوجية للارض. عند صعود الفقاعتين الى الاعلى ييؤثرون على الارض بحيث ان اعماق البحار تتشقق وتتفتح مصدرة البراكين والاهتزازات الارضية. من المحتمل ان هذا ايضا هو سبب تحرك الصفائح القارية، الامر الذي يغير شكل وجه الارض.



الان تقع الفقاعتان الباردتان تحت المحيط الهادئ، في حين الفقاعتين الحارتين تحت جنوب غرب المحيط الهادي وافريقيا. عند هبوط أجزاء الفقاعة الباردة الماس لاعماق المحيط الهادئ تنسل الاجزاء الخارجية الاخرى الاكثر حرارة لتحل مكانها، وبالتالي تشكل حركة في الفقاعة قد تكون سبب تحرك الرصيف الارضي. تحت غرب فقاعات المحيط الهادئ يقع الجزء الابرد من الفقاعة، التي تنتشر من شمال اليابان وحتى اندونيسيا. نفس الظاهرة موجودة في شرق المحيط الهادئ، من امريكا الوسطى وحتى جنوب امريكا.




اللغز الذي قد حل
العلماء الى فترة قريبة لم يكن يستطيعون تفسير اسباب ارتفاع القارة الافريقية وقاع البحر المحيط بها 500 متر اكثر من اللازم. كان العلماء يعتقدون ان هذه المنطقة اكثر سماكة من المناطق المجاورة. الان توضح ان الفقاعة الهائلة تضغط المنطقة الى الاعلى.حسابات الموجات الاهتزازية تشير الى ان قوة الرفع تكفي لرفع المنطقة بالضبط 500 متر.
علماء اخرين يشيرون الى ان الفقاعة الهائلة قبل 45 مليون سنة وصلت الى اثيوبيا وتمددت الى مساحة 500 كيلومتر. هذه الكمية الهائلة من المادة المنصهرة اخرجت الكثير من البراكين، مما يوضح الكم الكبير من الفوهات البركانية المنتشرة على سطح القارة.

الابحاث تشير الى ان الفقاعات ترتفع بسرعة 2سم في السنة، الامر الذي يتناسب مع سرعة هبوط الفقاعات الاخرى.
كيف تنشأ القارات؟من المعروف ان المحيط الهادئ يتزايد اتساعه بأستمرار بحوالي ثلاث سنتيمترات سنويا. يحدث ذلك بسبب الفقاعة المنصهرة التي ترفع الرصيف الارضي تحت المحيط بأتجاهات مختلفة مما يؤدي الى ظهور البراكين وخروج اللهب المنصر من الفتحات التي تتشكل. هذه المصهورات تتجمد وتتحول الى قشرة ارضية جديدة تسد الثغرات المتشكلة. في منطقة كرينلاند نجد هناك الينابيع الحارة مستمرة. كرينلاند تتحرك باستمرار مبتعدة عن اوروبا، لتصبح القشرة الارضية بينهما رقيقة باستمرار مما يؤدي الى اقتراب حرارة باطن الارض الى التماس مع سطحه ورفع حرارته وانصهار احجار السطح التي تسقط في الشقوق التي تتشكل بفعل تمدد القشرة الارضية الى كلا الجانبين. تزداد الشقوق اتساعا وتشكل بيئة مناسبة لظهور سلسلة من البراكين التي تقوم بمعالجة الشقوق وسدها بالمنصهرات الارضية. عبر بضعة ملايين من السنين تتشكل قارة جديدة في القطب الشمالي، قعره يتألف من المنصهرات المتجمدة القاسية التي تشكل مادة سلسلة الجبال البركانية من اعماق المحيط والى سطحه.




الجبال ليسوا رواسي قبل حوالي اربعين عاما توصل العلماء الى التوصل الى مفهوم كامل عن اسباب ظهور الجبال. إذ عندها ظهرت نظرية تحرك الارصفة الارضية التي تحمل القارات والتي لايزيد سماكتها في اغلب المواضع عن 10-30 كيلومتر وعددها حوالي 12-15 رصيف، كل منهم في حركة دائمة وبالتالي ينزلجون بهدوء بإتجاه بعضهم البعض او عكس بعضهم البعض او بجانب بعضهم البعض. عند اصطدامهم مع بعضهم البعض تنشأ الجبال بنتيجة إنزلاق احد الارصفة تحت الرصيف الاخر، الامر الذي تشهد عليه حوالي التسعمئة هزة ارضية سنويا.
إنطلاقا من ان الارصفة تتحرك ببطء شديد (حوالي 3 سم في السنة) فأن تشكل الجبال الى ارتفاعاتها الكاملة وإندثارها بسبب العوامل الطبيعية يتتطلب مئات الاف من السنين. معرفة سرعة ارتفاع الجبال وعوامل التعرية ارتفاع مستوى البحر وبقية العوامل الطبيعية ساعد العلماء على القدرة على حساب الزمن الذي تتطلبه تشكيل الجبال واندثارها.
من الصورة السفلى تظهر المناطق التي تقع على حافة الارصفة الارضية وبالتالي المعرضة للهزات الارضية.
كاليفورنيا ايسلند وتركيا من المناطق التي ستتعرض الى هزات عنيفة خلال الخمسين عاما القادمة. المناطق الحمراء والبنية تقع في اكثر المناطق خطورة في حين البيضاء والخضراء في اقلها، إذ انها بعيدة عن حافة الصفائح الارضية.



في خط اصطدام الارصفة الارضية ترتفع القشرة العليا مئات الكيلومترات لتنشأ سلسلة جبلية مختلفة عن السلسلة الجبلية التي تنشأ بفضل البراكين. هذا بالذات يحدث الان في العديد من المناطق مثل غوينا الجديدة (Papua New Guineas HuonIsland) حيث يتحرك رصيف المحيط الهادئ بأتجاه غرب شمال غرب بسرعة تصل الى 7 سنتم سنويا. على شبه الجزيرة لازالت الجبال تتشكل صعودا، حيث امكن للعلماء دراسة النمو بدون التعرض الى مشاكل التآكل وارتفاع المياه وبقية العوامل الطبيعية. من الضروري التذكير ان الجبال ترتفع ببطء شديد يصل الى مابين ميللمتر واحد وثلاثة ميلليمتر سنويا.
قبل ثلاثة ملايين عام كانت قمة الجبال في قعر المحيط، عن هذا اخبرتنا المتحجرات ذات الاصول البحرية والموجودة في قمة الجبل. خلال سنوات وجودها تحت الماء تشكلت طبقات من المسحاثات البحرية تتكلم عن تاريخ تلك الاعوام وكائناتها. هذه الطبقات ومكوناتها ذات البصمة الخاصة لكل عصر وسرعة ارتفاع الجبل شكلت الاساس التي مكنت Lon Abbott من جامعة كاليفورنيا الامريكية من معرفة التاريخ والعمق الذي ارتفعت منه الجبال الى حوالي 2500 متر فوق سطح البحر.
بعض المتحجرات البحرية لازالت موجودة وتحيا في البحر. من معرفة طريقة حياتها وعمق المنطقة التي تروق لها امكن معرفة المسافة التي صعد الجبل منها.


صورة تجريدية تصور طريقة تشكل الجبال بفضل تصادم الارصفة المحمولة عليها القشرة الارضية


كيف ستكون عليه القارات في المستقبل:القشرة الارضية تتألف من صفائح متحركة ببطء بالنسبة لبعضها البعض. من خلال الكميوتر والمعطيات المعروفة تمكن العالم الامريكي Christopher Scotese من جامعة تكساس استقراء آفاق مستقبل الارض وصورتها؟.


صورة من الكمبيوتر لما يمكن ان تصبح عليه القارات الارضية بعد خمسين مليون سنة ، ويلاحظ اختفاء البحر المتوسط وظهور سلسلة جبال عالية مكانه


خلال الخمسين مليون سنة القادمة سيتوسع المحيط الاطلسي ، بأعتبار ان النشاطات البركانية في وسطه تتدفع امريكا عن اسيا واوروبا . في نفس الوقت ستقترب افريقيا من اوروبا وتندمج معها ليتشكل جبال عالية بينهم عوضا عن االبحر المتوسط . وحتى استراليا تتجه الى جنوب شرق اسيا. بعد خمسين مليون سنة يصبح التوقع غير مستند على قواعد متينة. ولكن على الاغلب ستتصل في النهاية القارات مع بعضها البعض لتشكل من جديد قارة واحدة هائلة. حركة القارات تعادل سرعتها سرعة نمو الاظفر، وبالتالي فأن القارات تتحرك بما يقارب الثلاث سنتيمترات سنويا.

المصادر:
http://communications.uwo.ca/alumni/...isting_id=7131
Illvet 1/1996, 11/2000, 14/2001
،10/2006، 11/2006

 

ملاحظة: خرافة السبع أرضين خرافة قديمة في كتب اليهود الربينية وألمحت لها في ص36 من بحثي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) ليس لها علاقة بالعلم، وذلك بالاشتراك مع الفاضل/ ابن المقفع من العراق، وعند اليهود في الكتابات الهاجادية أن كل أرض من هذه الأراضي الخرافية بها كائنات غير الأخرى، وللأسطورة أصل بابلي محتمل كما يظهر، فعشتار (إنانا) في رحلة نزولها لمملكة الموتى لإنقاذ تموز (دموزي) مرت بسبع بوابات.

 

التفسير الخرافي لظاهرة الشهب كرجوم للشياطين المتلصّصة على السماء

 

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} النجم

 

{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} الصافّات

 

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)} الحِجْر

 

{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)} الجن

 

{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)} الشعراء

 

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)} الشعراء

 

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} فصلت

 

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)} المُلك

 

في الآية 4 من سورة النجم محمد يقسم على لسان الله المزعوم بالنيازك التي تخترق مجال الغلاف الجوي لكوكبنا فتحترق نتيجة الاحتكاك كليًّا أو جزئيًّا، هي ظاهرة معروفة علميًّا بتفسيرها، وهو يحاول استعمالها بطريقة غير منطقية كما في الأمثلة المعروضة بباب الاستدلالات غير المنطقية لادعائه صحة ما يزعم وقد ناقشناه سابقًا، ونلاحظ عدم تفريق اللغة العربية القديمة وهي نفس لغة القرآن هذه، على عكس اللغة المعاصرة، بين النجم والكوكب والشهاب، فكلمة النجم تطلق لتعني الثلاثة، وكلمة الكوكب كذلك، وكذلك الشهاب كقول أبي تمام الشاعر: السبعة الشهب، يعني الكواكب، ناهيك عن كون محمد اعتبر في القرآن أن النجوم بهذا المعنى الغير المميِّز تسقط على الأرض لترجم وتقتل الشياطين لمنعها من التلصُّص على "الأعمال الإدارية والتخطيط" الخاص بالله وهو يُمرَّر من الرتب العليا للملائكة الخرافيين إلى ذوي الرتب الأدنى للتنفيذ، حسب تفسيره الغير علميّ لظاهرة الشهب! وهو تفسير خرافيّ يناسب ويريح عقل البدائيين بعصر الخرافة وليس البشر المتحضرين بعصر العلوم، تفسير كهذا يثير ضحكنا وسخريتنا اليوم فقط، وربما نتفهَّم الأمر لعجزهم عن المعرفة السليمة مع قدرٍ من التعجُّب لخيال البشر البدائيين هؤلاء. ونفهم من كلام محمد أنه يدّعي أن الشهب قبل عصره كانت غير موجودة أو أقل مما كانت في عصره، وهذا ادّعاء كبير أعتقد الدراسات العلمية المقدِّرة لكم الشهب والنيازك التي هبطت في العصور القديمة ينفيه تمامًا ويفنِّده. وأكبر حفرة معروفة نشأت بسبب اصطدام حجر نيزكي على سطح الأرض توجد في ولاية أريزونا الأمِرِكية، ويصل عرضها إلى أكثر من 1700 متر وعمقها حوالي 200 متر، ومنذ حوالي 65 مليون عام_قبل وجود الإنسان بل وأي نوع من البشريات  Homonoidsأي الأنواع البشرية الأقدم منا بما فيها أجدادنا_بكثير سقط على الأرض كوكيب أدى إلى حدوث فجوة يُطلق عليها حوض "تشكسيلب" في المكسيك، حيث يقع جزء منها تحت سطح البحر ويصل عرضها إلى 300 كم، وزعم بعض العلماء أن هذا الاصطدام قد يكون قد أدى إلى تغيرات هائلة في المناخ وأدى إلى انقراض الديناصورات (نقلًا عن موسوعة سؤال وجواب_الكون_مكتبة الأسرة_الهيئة المصرية العامة للكتاب_مصر_ ص35 و36) وهي معلومات متوفرة في أي مرجع علمي عن الموضوع، ولدينا حديث ظريف في مسند أحمد يقول أنه لم تكن هناك شهب ونيازك قبل محمد! وهو صحيح الإسناد حسب طريقتهم:

 

2482 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصا به، وأخرجه الترمذي (3324) ، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، والنسائى في "الكبرى" (11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/239-240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به. وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل" (177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/240-241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

 

2271- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ ، وَلاَ رَآهُمْ ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ ، قَالَ : فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، قَالَ : فَقَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ ، اسْتَمَعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} الآيَةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.

 

ومن خرافات البخاري:

 

773 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ

 

ورواه مسلم 449 وغيره

 

 

ومن خرافات السيرة عند ابن هشام عن ابن إسحاق:

 

فلما تقارب أمرُ رسول اللّه ص وحضر مبعثُه، حُجبت الشياطين عن السمع، وحيل بينَها وبين المقاعد التي كانت تقْعدُ لاستراقِ السمع فيها فرُموا بالنجوم، فعرفت الجنُّ أن ذلك لأمر حدث من أمر اللّه في العباد يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه، وهو يقص عليه خبرَ الجنِّ إذ حُجبوا عن السمع، فعَرفوا ما عَرَفوا، وما أنكروا من ذلك حين رَأوْا ما رَأوْا: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ...إلخ

 

قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حُدِّث أن أولَ العرب فَزِع للرمى بالنجوم - حين رُمى بها، هذا الحى من ثقيف، وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له: عَمرو بن أمية أحد بنى عِلاَج - قال: وكان أدهى العرب وأنكرها رأياً - فقالوا له: يا عَمرو، ألم ترَ ما حدث في السماءِ من القذف بهذه النجوم. قال: بَلَى، فانظروا، فإن كانت معالم النجوم التي يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وتعرَف بها الأنواءُ من الصيف والشتاء لما يُصلح الناسَ في معايشهم، هى التي يُرْمَى بها، فهو واللّه طيُّ الدنيا، وهلاكُ هذا الخلق الذي فيها، وإن كانت نجوماً غيرَها، وهى ثابتة على حالها، فهذا لأمر أراد اللّه به هذا الخلق، فما هو؟

 

وروى مسلم:

 

[ 2229 ] حدثنا حسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قال حسن حدثنا يعقوب وقال عبد حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب حدثني علي بن حسين أن عبد الله بن عباس قال أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا قالوا الله ورسوله أعلم كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا ثم قال الذي يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ماذا قال قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون به فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون

 

 

ورواه أحمد:

 

1882- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (ح) وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ : فَرُمِيَ بِنَجْمٍ عَظِيمٍ ، فَاسْتَنَارَ قَالَ : مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : كُنَّا نَقُولُ يُولَدُ عَظِيمٌ ، أَوْ يَمُوتُ عَظِيمٌ ، قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ : أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهُ لاَ يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ ، فَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ سَمَاءً ، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخَبَرُ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ ، وَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ ، فَيُرْمَوْنَ فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ ، وَيَزِيدُونَ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : وَيَخْطِفُ الْجِنُّ وَيُرْمَوْنَ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخرجه عبد بن حميد (683) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/238 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3224) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به. قال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أحمد 1883 وأخرجه مسلم (2229) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/113، وأبو نعيم في "الحلية" 3/143، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 203-204، وفي "دلائل النبوة" 2/236 من طرق عن الأوزاعي، بنفس الإسناد لأحمد 1883. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (469) ، ومسلم (2229) ، والنسائي في "الكبرى" (11272) ، والطحاوي 3/113 من طرق عن الزهري، به.

 

24570 - حدثنا بشر بن شعيب، قال: فحدثني أبي، قال: قال محمد: وأخبرني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة، يقول: قالت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم،: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليسوا بشيء "، فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، بشر بن شعيب : هو ابن أبي حمزة - من رجاله ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين . محمد : هو ابن مسلم ابن شهاب الزهري. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20347) - ومن طريقه مسلم (2228) (122) ، والبيهقي في "السنن" 8 / 138 ، والبغوي في "شرح السنة" (3258) - والبخاري (5762) و (7561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2336) من طريق هشام بن يوسف ، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن معمر ، والبخاري (6213) ، ومسلم (2228) (123) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2335) من طريق ابن جريج ، والبخاري في "صحيحه" (7561) ، وفي "الأدب المفرد" (882) من طريق يونس ، ومسلم (2228) (123) ، وابن حبان (6136) من طريق معقل بن عبيد الله ، والطبراني في "الأوسط" (670) من طريق إسحاق بن راشد ، خمستهم عن الزهري بهذا الإسناد . وجاء اسم يحيى بن عروة في "مصنف عبد الرزاق" : هشام بن عروة ! وقال البخاري عقب الرواية (5762) : قال علي : قال عبد الرزاق : مرسل "الكلمة من الحق" ثم بلغني أنه أسنده بعد . قال الحافظ في "الفتح" 10 / 220 : ومراده أن عبد الرزاق كان يرسل هذا القدر من الحديث ، ثم إنه بعد ذلك وصله بذكر عائشة فيه . وأخرجه البخاري (3210) ، وعلقه برقم (3288) ، والطبري في "تفسيره" 23 / 38 من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة ، عن عائشة ، بنحوه . وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (1883) .

قال السندي : قوله : "ليسوا بشيء" كناية عن بطلان قولهم. قوله : "فيقرها" بضم قاف وتشديد راء ، أي : يصبها ويثبتها. قوله : "وليه" أي : الكاهن. قوله : "قر الدجاجة" بفتح فتشديد ، أي : إثبات الدجاجة صوتها.

 

ويظهر لنا هنا تفسير خرافي من محمد لعامل الصدفة أو الذكاء والحدس والتخمين في صحة نبوآت بعض المتنبئين الدجالين من الكهنة الوثنيين وما يشبههم.

 

وقال الطبري في تفسير سورة الشعراء:

 

... حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) قال: هم الكهنة تسترق الجن السمع، ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإنس.

... وقوله: (يُلْقُونَ السَّمْعَ) يقول تعالى ذكره: يلقي الشياطين السمع، وهو ما يسمعون مما استرقوا سمعه من حين حدث من السماء، إلى (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) من أوليائهم من بني آدم.

 

ومن خرافات وعقلية الإنسان البدائي ما رواه أحمد:

 

22549 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: " إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . وأخرجه عبد الرزاق (20007) ، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/286 عن معمر، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد . وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه . قال السندي: قوله: "انقض" من الانقضاض، أي: سقط .

 

هذا هو الفرق بين عقلية إنسان بدائي لا يبحث عن المعرفة والحقائق، جبان يخشى المعرفة وكل شيء بلا سبب، وبين الإنسان المتحضر العلمي الذي يبحث عن مكان سقوط هذه النيازك ويدرسها ويحلل عناصرها ويعرف مصدرها ومكوناتها.

 

العسل ليس علاجًا ولا دواءً

 

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} النحل

 

روى البخاري:

 

5680 - حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " الشِّفَاءُ فِي ثَلاَثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ " رَفَعَ الحَدِيثَ وَرَوَاهُ القُمِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي العَسَلِ وَالحَجْمِ»

 

وانظر أحمد 14701 و(14252) و (14598) و2208 و27256 وابن أبي شيبة 7/443،  (5680) و(5681) و (5683) و (5702) و (5704) ، ومسلم (2205) (71) ، وأبو يعلى (2100) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/195، والطحاوي 4/322، والبيهقي 9/341، والبغوي (3229)

 

وانظر البخاري5683 و5702 و5704 ومسلم 2205 وأحمد 14701 و14252 و14598 و2208 و11146

 

بالتأكيد العسل هو غذاء ومقوٍّ عام فقط، وليس علاجًا لأي مرض، والطريف أن بعضهم يعالج مرض السكر بشرب العسل! وربما كذلك السرطان وغيرها!

 

وروى البخاري:

 

5716 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَقَالَ إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ تَابَعَهُ النَّضْرُ عَنْ شُعْبَةَ

 

ورواه مسلم 2217 وأحمد 11146

 

هنا الحالة واضحة، تلوث في المعدة وقد نفت نفسها بالإسهال (الاستطلاق)، وليس لذلك أي علاقة بالعسل.

 

الحروف المقطعة في أوائل بعض سور القرآن

 

قرأت كثيرًا عن التفاسير المتضاربة لمفسري القرآن المسلمين كابن كثير والطبري، وحتى قرأت آراء المستشرقين في ترجمة عن الألمانية بأحد أعداد مجلة الملحدين العرب، وقد ذهبوا كل مذهب في تفسيرها، والرأي عندي أنها مرتبطة بزعم محمد أنه يمارس سحر الحروف، وهي إحدى الخرافات، مدعو النبوة كثيرًا ما يكونون مضطربي النفسية، ولدينا مخطوطات الباب الشيرازي الغريبة مؤسس البابية والرجل كان مختلًّا للغاية وزعم أن عنده أسرارًا للحروف وكان مقتنعًا بصورة جنونية بذلك، ولا يحب البهائيون توفير وعرض أغلب كتب الباب مصدر البهائية كذلك بسبب حقيقة تفاهة ما كتب وغموضه وركاكته وجنونه. ويبدو أن أحد استعمالات الحروف كان كشفرة عسكرية، روى أحمد:

 

2597 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول " إن بيتم فليكن شعاركم حم لا ينصرون ".

 

قال الألباني: صحيح. قلنا وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9467)، والترمذي (1682) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1063) ، والحاكم 2/107، والبيهقي في "السنن" 6/361-362 من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق، به، ولفظه عند الترمذي: "إن بيتكم العدو فقولوا حم لا ينصرون"، وهذا إسناد صحيح، فإن سفيان الثوري أثبت الناس في أبي إسحاق. وقد قرن عبد الرزاق معمرا بالثوري في إسناده. وأخرجه الحاكم 2/107 من طريق أحمد بن يونس، عن زهير- وهو ابن معاوية- عن أبي إسحاق، به. وسماع زهير من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وقد اختلف عنه فيه. فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10454) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (618) - من طريق الحسين: وهو ابن عياش، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

 

وروى الواقدي:

وَكَانَ شِعَارُ رَسُولِ اللّهِ ÷ فِى الْقِتَالِ فِى بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ”. وَيُقَالُ: جَعَلَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ “بَنِى عَبْدِ الرّحْمَنِ” وَالْخَزْرَجِ: بَنِى عَبْدِ اللّهِ وَالأَوْسِ بَنِى عُبَيْدِ اللّهِ وَفِى يَوْمِ أُحُدٍ: “أَمِتْ أَمِتْ”، وَفِى بَنِى النّضِيرِ: “أَمِتْ أَمِتْ”، وَفِى الْمُرَيْسِيعِ: “أَمِتْ أَمِتْ”، وَفِى الْخَنْدَقِ: “حم لا يُنْصَرُونَ” .

 

وذكر عن الخندق:

 

فَلَمّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ تِلْكَ اللّيْلَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ قِتَالٌ جَمِيعًا حَتّى انْصَرَفُوا، إلاّ أَنّهُمْ لا يَدْعُونَ يَبْعَثُونَ الطّلائِعَ بِاللّيْلِ يَطْمَعُونَ فِى الْغَارَةِ، وَخَرَجَتْ بَعْدَ ذَلِكَ طَلِيعَتَانِ لِرَسُولِ اللّهِ ÷ لَيْلاً، فَالْتَقَيَا وَلا يَشْعُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَلا يَظُنّونَ إلاّ أَنّهُمْ الْعَدُوّ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ جِرَاحَةٌ، وَقَتْلٌ، وَلَسْنَا نَعْرِفُ مَنْ قَتَلَ وَلَمْ يُسَمّ لَنَا، ثُمّ نَادَوْا بِشَعَارِ الإِسْلامِ وَكَفّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَكَانَ شَعَارُهُمْ: “حم لا يُنْصَرُونَ”.

 

الله نور السماوات والأرض

 

{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)} النور

 

وروى أحمد:

 

2710 - حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: " اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت قيام السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت الذي لا إله إلا أنت"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 1/215-216. ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 10/259، والبخاري في "الأدب المفرد" (697) ، ومسلم (769) (199) ، وأبو داود (771) ، والترمذي (3418) ، والنسائي في "الكبرى" (7704) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (868) ، وأبو عوانة 2/300، وابن حبان (2598) ، والطبراني في "الدعاء" (756) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (760) ، والبغوي (950) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10993) ، وفي "الدعاء" (755) من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، به. وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء بعد التكبير، وبعد أن يقول: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما. وأخرجه مسلم (769) (199) ، وأبو داود (772) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليلة" ص 48، وابن خزيمة (1152) ، وأبو عوانة 3/201، وابن حبان (2599) ، والطبراني في "الكبير" (11012) ، وفي "الدعاء" (757) من طريق عمران بن مسلم، عن قيس بن سعد، عن طاووس، به. وفيه أيضا أنه كان يقوله بعد ما يكبر. وأشار إلى روايتي أبي الزبير وقيس بن سعد عن طاووس البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (7442). وسيأتي الحديث برقم (2812) و (3368) و (3468) .

 

بداية فلا وجود لسماوات، هذه خرافة بدائية لا تليق ببشر متحضرين عندهم علوم حديثة ويدرسون الكون، حسنًا لكي نتمكن من إكمال خوض نقاش النص، لنقل أنه يقول الله نور الكون، لكن ذلك غير صحيح، لأن الأنوار في الكون مصدرها النجوم (الشموس) الملتهبة المشتعلة، وهناك نواحٍ مظلمة في الكون بالتأكيد لا نور فيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دراسة نقدية للخرافات في الأحاديث

 

 

خرافة عدم تحلل أجساد الصالحين والأنبياء:

 

روى البخاري:


1351 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الْآخَرِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(15281) 15355- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِيُقَاتِلَهُمْ ، وَقَالَ لِي أَبِي عَبْدُ اللهِ : يَا جَابِرُ ، لاَ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ فِي نَظَّارِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى تَعْلَمَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُنَا ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنِّي أَتْرُكُ بَنَاتٍ لِي بَعْدِي ، لأَحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَيْنَ يَدَيَّ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي ، وَخَالِي عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ ، فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا ، إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي : أَلاَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى ، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ. فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلاَ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ : يَا جَابِرُ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَثَارَ أَبَاكَ عُمَّالَ مُعَاوِيَةَ ، فَبَدَا فَخَرَجَ طَائِفَةٌ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي دَفَنْتُهُ ، لَمْ يَتَغَيَّرْ إِلاَّ مَا لَمْ يَدَعِ الْقَتْلُ ، أَوِ الْقَتِيلُ ، فَوَارَيْتُهُ. ...إلخ

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح العنزي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقول الحافظ عنه في "التقريب": مقبول! غير مقبول. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الحكم 4/110-111 من طريق عفان، بهذا الإسناد. ولم يسقه بتمامه، وصحح إسناده. وأخرجه الدارمي (45) ، وأبو داود (1533) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (77) ، وأبو يعلى (2077) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2074) ، وابن حبان (918) و (3184) ، والبيهقي 2/152-153 من طرق عن أبي عوانة، به. ورواية أبي داود وإسماعيل وأبي يعلى والبيهقي والموضع الأول من ابن حبان مختصرة بلفظ: أن امرأة قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَ عَلَيَّ وعلى زوجي، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صلى الله عليك وعلى زوجك"، ورواية الطحاوي مختصرة بقصة: "خلوا ظهري للملائكة"، ورواية ابن حبان الثانية مقتصرة على أول الحديث إلى قوله: إن النبي يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت. وسلف الحديث مُقطعاً من طريق نبيح العنزي بالأرقام (14169) و (14170) و (14236) و (14245). وانظر ما سلف برقم (15005) من طريق أبي المتوكل، عن جابر.

 

وعند الواقدي في ذكر غزوة بدر:

وَكَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، رَجُلاً أَحْمَرَ أَصْلَعَ لَيْسَ بِالطّوِيلِ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ طَوِيلاً، فَعُرِفَا وَدَخَلَ السّيْلُ عَلَيْهِمَا - وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمّا يَلِى السّيْلَ - فَحُفِرَ عَنْهُمَا، وَعَلَيْهِمَا نَمِرَتَانِ وَعَبْدُ اللّهِ قَدْ أَصَابَهُ جُرْحٌ فِى وَجْهِهِ فَيَدُهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأُمِيطَتْ يَدُهُ عَنْ جُرْحِهِ فَثَعَبَ الدّمُ، فَرُدّتْ إلَى مَكَانِهَا فَسَكَنَ الدّمُ، قَالَ جَابِرٌ: فَرَأَيْت أَبِى فِى حُفْرَتِهِ فَكَأَنّهُ نَائِمٌ وَمَا تَغَيّرَ مِنْ حَالِهِ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ، فَقِيلَ لَهُ: أَفَرَأَيْت أَكْفَانَهُ؟ فَقَالَ: إنّمَا كُفّنَ فِى نَمِرَةٍ خُمّرَ بِهَا وَجْهُهُ وَعَلَى رِجْلَيْهِ الْحَرْمَلُ، فَوَجَدْنَا النّمِرَةَ كَمَا هِىَ وَالْحَرْمَلَ، عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى هَيْئَتِهِ، وَبَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ وَقْتِ دَفْنِهِ سِتّةٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، فَشَاوَرَهُمْ جَابِرٌ فِى أَنْ يُطَيّبَ بِمِسْكٍ فَأَبَى ذَلِكَ أَصْحَابُ النّبِىّ ÷ وَقَالُوا: لا تُحْدِثُوا فِيهِمْ شَيْئًا.

وَيُقَالُ: إنّ مُعَاوِيَةَ لَمّا أَرَادَ أَنْ يُجْرِىَ كِظَامَةَ - وَالْكِظَامَةُ عَيْنٌ أَحْدَثَهَا مُعَاوِيَةُ - نَادَى مُنَادِيهِ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ لَهُ قَتِيلٌ بِأُحُدٍ فَلْيَشْهَدْ فَخَرَجَ النّاسُ إلَى قَتْلاهُمْ فَوَجَدُوهُمْ طَرَايَا يَتَثَنّوْنَ فَأَصَابَتْ الْمِسْحَاةُ رَجُلاً مِنْهُمْ فَثَعَبَ دَمًا.

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىّ: لا يُنْكِرُ بَعْدَ هَذَا مُنْكِرٌ أَبَدًا. وَوُجِدَ عَبْدُ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ فِى قَبْرٍ وَاحِدٍ وَوُجِدَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِى زُهَيْر ٍ وَسَعْدُ بْنُ الرّبِيعِ فِى قَبْرٍ وَاحِدٍ.

فَأَمّا قَبْرُ عَبْدِ اللّهِ وَعَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، فَحُوّلَ وَذَلِك أَنّ الْقَنَاةَ كَانَتْ تَمُرّ عَلَى قَبْرِهِمَا، وَأَمّا قَبْرُ خَارِجَةَ وَسَعْدِ بْنِ الرّبِيعِ فَتُرِكَا، وَذَلِك لأَنّ مَكَانَهُمَا كَانَ مُعْتَزَلاً، وَسُوّىَ عَلَيْهِمَا التّرَابُ. وَلَقَدْ كَانُوا يَحْفِرُونَ التّرَابَ فَكُلّمَا حَفَرُوا فِتْرًا مِنْ تُرَابٍ فَاحَ عَلَيْهِمْ الْمِسْكُ.

 

قانون الطبيعة الحتمي القاهر لكل شيء أنه يعيد تدوير مكونات كل كائن حي بعد موته، بل وبعض أجزائنا كذلك خلال حياتنا، وإن لم نلاحظ ذلك، تخيل كم الجِلد الميت المتساقط منكَ خلال حياتك؟! لا يوجد شيء يقاوم ناموسًا كهذا، تمكن البشر من تحنيط جلد وعظم بعض الموتى لآلاف السنين، لكن حتى هذا الجلد والعظم لو ترك للبيئة دون حفظه في ظروف معينة حديثة في المتاحف فسيتحلل آخر الأمر بعد زمن.

 

ادعاء محمد أن جثته لن تتحلل

 

روى أحمد:

 

16162 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ "

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ - يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ "

 

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح، غير صحابيه فمن رجال أصحاب السنن. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (976) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/516- ومن طريقه ابن ماجه (1085) و (1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) - والدارمي 1/369، وأبو داود (1047) و (1531) ، والنسائي في "المجتبى" 3/91، وفي "الكبرى" (1666) ، وإسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (22) ، وابن خزيمة (1733) و (1734) ، وابن حبان (910) ، والطبراني في "الكبير" (589) ، والحاكم 1/278 و4/560، وأبو نعيم في "المعرفة" (976) ، والبيهقي في "السنن " 3/248، وفي "فضائل الأوقات" (275) من طرق عن حسين بن علي الجُعْفي، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه النووي في الأذكار. ووقع عند ابن ماجه اسم الصحابي شداد بن أوس، وهو وهم، نبه عليه المِزِّي في "تحفة الأشراف" 2/4 و4/143.  وله شاهد من حديث أبي الدرداء وأبي أمامة، أوردهما ابن القَيم في "جلاء الأفهام " ص 85-86، وكلاهما ضعيف إلا أنهما يصلحان للشواهد. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (10970) .

وقد أعلَّ هذا الحديثَ بعضُ الحفاظ بما لا مقدح فيه، انظر بيان ذلك في "جلاء الأفهام" ص81- 85.

 

الطبيعة محايدة بقوانينها، لا تبالي بأحلام البشر السذج ومزاعمهم التافهة، فكل كائن حي يموت يتحلل ويخضع لإعادة تدوير مواده في الطبيعة. ومحمد نفسه جاءت الأخبار أنهم شهدوا بداية تحللها وانتفاخها لأنهم تركوها ثلاثة أيام مشغولين بالصراع والنقاش على من سيتولى حكم الدولة. أقتبس من الجزء الأول من الكتاب:

 

وإذا كان إكرام الميت سرعة دفنه، فبعد موت محمد تركه أتباعه ثلاثة أيام وليلتين مهملة جثته حتى انتفخت، لأنهم انشغلوا بالجدال والتنازع على من له حق تملك الخلافة الإسلامية:

 

روى أحمد بن حنبل:

 

24790 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُرَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ "

 

24333 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَالْمَسَاحِي: الْمُرُورُ "

 

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4300) من طريق الإمام أحمد ، بهذا الإسناد، وقال: لم يرو هذا الحديث عن هُريْم بن سفيان إلا الأسود بن عامر. وأخرجه مرسلاً ابن سعد 2 / 305 ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24 / 396 من طريق شريك بن أبي نمر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين ، ودفن يوم الثلاثاء. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1 / 231 أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء.

 

ووقع في السيرة لابن إسحاق برواية ابن هشام/ ج4:

 

قال ابن إسحاق: وقال الزهريُّ: حدثني أنس بن مالك: أنه لما كان يوم الاثنين الذي قَبض الله فيه رسوله...إلخ

 

فلما فُرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ الثلاثاء، وُضع في سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه، فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما قُبض نبى إلا دُفن حيث يُقبض. فرُفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تُوفي عليه، فحُفر له تحته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرْسالا، دخل الرجال، حتى إذا فرغوا أدخل النساء، حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان. ولم يَؤُم الناسَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدٌ. ثم دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن امرأته فاطمة بنت عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عائشة رضى الله عنها: جوف الليل من ليلة الأربعاء.

 

وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. عليّ بن أبي طالب والفضلُ بن عباس، وقُثَم بن عباس، وشُقْران مولى رسول الله...إلخ

 

وعن تعفن جثة محمد وبدء انتفاخها، رغم مزاعم المسلمين بعدم بلاء وتحلل أجساد الأنبياء وبعض الشهداء والصالحين التي سننتقدها في الجزء الثاني، روى الدارمي في سننه (من أساتذة كل أصحاب الحديث المشاهير):

 

83 - أخبرنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى فقام عمر فقال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول فقام العباس فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من ان يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب...إلخ

 

رجاله ثقات غير أنه مرسل

 

وأورد الذهبي في تاريخ الإسلام له وفي سير أعلام النبلاء:

 

عليّ بْن خَشْرم: حدثنا وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ أنّ أبا بَكْر الصديق جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكبّ عَليْهِ فقبّله وقال: بأبي وأميّ، ما أطيب حياتك ومماتك. ثمّ قَالَ البهي: وكان النبي تُرِك يومًا وليلة حتى ربَا بطنُه وأنثنت خِنْصراه.

قَالَ ابن خشرم: فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيَيْنَة فقال لهم: الله الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قَالَ: ولم أكن سمعته، إلا أنّي أردت تخليص وكيع.

قَالَ ابن خشرم: سمعته مِن وكيع بعدما أرادوا صلبه، فتعجّبت مِن جسارته، وأُخْبِرتُ أنّ وكيعًا احتجّ فقال: إنّ عِدّةً مِن الصحابة منهم عُمَر قَالُوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، فأحبّ الله أن يُريهم آية الموت.

ووقع في الطبقات الكبير لابن سعد:

 

أخبرنا محمد بن عمر، حدثني قيس، يعني بن الربيع، عن جابر عن القاسم بن محمد قال: لم يدفن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى عرف الموت فيه في أظفاره اخضرت.

 

وإذا كانوا رفضوا الواقدي (محمد بن عمر)، فلا يستطيعون رفض وكيع راوي الأحاديث وهو من مصادرهم الأساسية ومضرب المثل عندهم في الحفظ والإتقان والأمانة في رواياته لدرجة قول بيت الشعر فيه: شكوتُ لوكيع سوءَ حفظي...إلخ

 

خرافة عجب الذنب

 

روى البخاري:


4935 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ أَبَيْتُ قَالَ ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2955 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل بن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب

 

 [ 2955 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب

 

ورواه مسلم 2955 وأحمد 8180 و9528

 

حديث خرافة فكل شيء وكل جسم حي يتحلل كقانون جبري طبيعي، كل عظم لكائن حي مات سيتحلل ويتفسخ، لا يوجد شيء يمكنه مقاومة قوانين كهذه. حتى التحنيط لن يدوم لملايين السنين. ففي النهاية كل شيء يتحلل. خرافة كهذه لها جذورها عند الرومان واليهود كما عرضت في بحث الهاجادة. وجاء في (أساطير اليهود) في موضوع موت آدم هكذا The Legends of Jewish, Louis Ginzberg:

 

نادى الله جثمان آدم: آدم! آدم! فأجابه: "يارب، ها أنا ذا"! فقال له الله: "لقد قلت لك ذات مرة من التراب أنت وإلى التراب ستعود. الآن فإني أعدك بالبعث. سأحييك في يوم الحساب. عندما تنبت كل الأجيال من أَحْقائهم، ستنهض من القبر.

 

وذكر زميل كتاب باسم مستعار (كارل ساجان) أن تقديس عظم العجز أو العصعص كان في الحضارات القديمة كالرومان واستخدموه في المشروبات الدينية الطقسية وجاءت كلمة Sacrum الإنجليزية يعني العصعص من كلمة لاتينية تعني مقدس. وزعم الكاتب أنه لبطء تحلل ذلك العظم اعتقد القدماء أنه لا يفنى في أساطيرهم.

 

اعتبار أبوال النوق علاجًا

 

روى البخاري:

 

5727 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَاسًا أَوْ رِجَالًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ وَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا أَهْلَ ضَرْعٍ وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ وَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَبِرَاعٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهِ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَانْطَلَقُوا حَتَّى كَانُوا نَاحِيَةَ الْحَرَّةِ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُوا الذَّوْدَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ الطَّلَبَ فِي آثَارِهِمْ وَأَمَرَ بِهِمْ فَسَمَرُوا أَعْيُنَهُمْ وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَتُرِكُوا فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا عَلَى حَالِهِمْ

 

ورواه البخاري 233 و4192 و 4193و3018 و6804 و6899 ومسلم 1671 وأحمد 12936 و12042 و12668 و12737 و12819 و12639

 

وروى الترمذي:

 

72 - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد سلمة حدثنا حميد و قتادة و ثابت عن أنس: أن أناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها فبعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في إبل الصدقة وقال اشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم واستاقوا الإبل وارتدوا عن الاسلام فأتى بهم النبي صلى الله عليه و سلم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسمر أعينهم وألقاهم بالحرة قال أنس فكنت أرى أحدهم يكد الأرض بفيه حتى ماتوا وربما قال حماد يكدم الأرض بفيه حتى ماتوا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن أنس

وهو قول أكثر أهل العلم قالوا لا بأس ببول ما يؤكل لحمه

 

قال الألباني: صحيح

 

إحدى أسوإ الجهالات الإسلامية والخرافات الضارة السيئة، ومنعدمو الضمير من مدعي العلم في المسلمين بدلًا من مواجهة ونقد وإدانة خرافات كتب السنة كهذه الخرافة المضرة صحيًّا، يبررون الخرافة ويدافعون عنها، آخر ما وصل له منعدمو الضمير كهؤلاء هو تقليل الخطر والضرر بالقول أن المقصد بول الناقة الوالدة حديثًا للتو. من قال لهم أن في الحديث أن كل تلك الجمال كانت نوقًا إناثًا وأنها كلها كانت حديثة الوضع؟! من أي حديث فهموا هذا، أم هم كذلك لديهم وحي كمحمد ومزاعمه؟! أكثر ما يعالجون ببول النوق هو أمراض الكبد! تخيل! مريض الكبد الذي يمنع عنه الطبيب الكثير من اللحوم والأملاح يجعلونه يشرب مطرودات أجساد الجمل من أملاح وسموم!

 

 

وقال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد:

 

وفيها من الفقه جوازُ شُربِ أبوالِ الإبل، وطهارةُ بول مأكول اللَّحم

 

 

وقال ابن قدامة في المغني:

 

[فَصْلٌ بَوْلُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَرَوْثُهُ طَاهِر]

(987) فَصْلٌ: وَبَوْلُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَرَوْثُهُ طَاهِرٌ. وَهَذَا مَفْهُومُ كَلَامِ الْخِرَقِيِّ. وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ وَالنَّخَعِيِّ وَالثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ: قَالَ مَالِكٌ: لَا يَرَى أَهْلُ الْعِلْمِ أَبْوَالَ مَا أُكِلَ لَحْمُهُ وَشُرِبَ لَبَنُهُ نَجِسًا. وَرَخَّصَ فِي أَبْوَالِ الْغَنَمِ الزُّهْرِيُّ وَيَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى إبَاحَةِ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، إلَّا الشَّافِعِيَّ، فَإِنَّهُ اشْتَرَطَ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً مِنْ أَبْعَارِهَا وَأَبْوَالِهَا. وَرَخَّصَ فِي ذَرْقِ الطَّائِرِ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْحَكَمُ وَحَمَّادٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَعَنْ أَحْمَدَ: أَنَّ ذَلِكَ نَجِسٌ.

وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي ثَوْرٍ، وَنَحْوُهُ عَنْ الْحَسَنِ؛ لِأَنَّهُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «تَنَزَّهُوا مِنْ الْبَوْلِ» . وَلِأَنَّهُ رَجِيعٌ، فَكَانَ نَجِسًا كَرَجِيعِ الْآدَمِيِّ. وَلَنَا، «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ الْعُرَنِيِّينَ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِ الْإِبِلِ» ، وَالنَّجِسُ لَا يُبَاحُ شُرْبُهُ، وَلَوْ أُبِيحَ لِلضَّرُورَةِ لَأَمَرَهُمْ بِغَسْلِ أَثَرِهِ إذَا أَرَادُوا الصَّلَاةَ «، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ: «صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَهُوَ إجْمَاعٌ كَمَا ذَكَرَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَصَلَّى أَبُو مُوسَى فِي مَوْضِعٍ فِيهِ أَبْعَارُ الْغَنَمِ. فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَقَدَّمْت إلَى هَاهُنَا؟ فَقَالَ: هَذَا وَذَاكَ وَاحِدٌ.

وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابِهِ مَا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَوْطِئَةِ وَالْمُصَلَّيَاتِ، وَإِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى الْأَرْضِ، وَمَرَابِضُ الْغَنَمِ لَا تَخْلُو مِنْ أَبْعَارِهَا وَأَبْوَالِهَا، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يُبَاشِرُونَهَا فِي صَلَاتِهِمْ، وَلِأَنَّهُ مُتَحَلِّلٌ مُعْتَادٌ مِنْ حَيَوَانٍ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ، فَكَانَ طَاهِرًا كَاللَّبَنِ، وَذَرْقِ الطَّائِرِ عِنْدَ مَنْ سَلَّمَهُ، وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ نَجِسًا لَتَنَجَّسَتْ الْحُبُوبُ الَّتِي تَدُوسُهَا الْبَقَرُ، فَإِنَّهَا لَا تَسْلَمُ مِنْ أَبْوَالِهَا، فَيَتَنَجَّسُ بَعْضُهَا، وَيَخْتَلِطُ النَّجِسُ بِالطَّاهِرِ، فَيَصِيرُ حُكْمُ الْجَمِيعِ حُكْمَ النَّجِسِ.

 

  

جزء من تقرير من جريدة الوفد

 

العلاج بـ«الخرافات» طريق الموت السريع

 

السبت, 09 مايو 2015 06:56

 

تحقيق - محمد عبد الحميد:

 

جريمة جنائية

العلاج ببول الإبل هو استخدام بول الإبل اعتقاداً من بعض المرضى بأنه قادر على معالجة الأمراض وأصبح العلاج ببول الإبل ظاهرة موجودة فى المجتمعات الحضارية بعد أن كان مقصوراً فقط على أهل البدو والعربان، ويؤمن البعض بهذا العلاج الغريب والمقزز ويؤمنون به بالرغم من الجدل العلمى الكبير حول فعالية بول الإبل فى العلاج ورغم استناد المعالجين لهذه الطريقة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى جاء في البخارى روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال «إن ناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها، حتى صلحت أبدانهم» إلا أن علماء العصر الحديث حذروا كثيراً من استخدامه، مؤكدين أن استخدام البول يسبب الكثير من الأمراض لاحتوائه على كثير من المواد السامة مثل مادة اليوريا الموجودة فى بول الجمل أكثر من أى كائن حى آخر. ويهاجم شيوخ سلفيون أساتذة الكبد لرفض الأساتذة لهذا العلاج الغريب بمخالفة الشرع ونصوص أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم الواردة فى البخارى نرى أساتذة الشرعية الإسلامية بجامعة الأزهر يصفون العلاج ببول الإبل بأنه خرافة وفضيحة وأكدوا أن العلاج ببول الإبل استخدمه الرسول مارسها بنفسه كمعجزة وطلب من مجموعة من المؤمنين فى وقت ظهرت عليهم أعراض الحمى بشرب بول الإبل وألبانها، وذلك لقياس درجة إيمانهم وكشف أساتذة الكبد أن العلاج ببول الإبل لا بد من أن نعتبره جريمة يعاقب عليها القانون محملين وزير الصحة المسئولية فى الحفاظ على صحة المواطنين. وذلك دون الدخول فى تفاصيل نص الحديث ويعتبر آخرون أن حديث الرسول دلالة على معجزة للرسول نفسه وليس للعموم.

 

فيروس كورونا القاتل

ومن المخيف فى مجال العلاج ببول الإبل ما سبق وصرح الباحث المصرى حسن عبدالعزيز لإحدى الصحف الألمانية حيث أكد أنه لا يستبعد أن يكون بول الإبل هو مصدر كورونا القاتل؛ الذى ظهر منذ فترة فى بعض الدول العربية وعرف مؤخراً فى بعض الدول الأخرى، موضحاً أنه، كما أضاف الدكتور حسن أنه سبق أن أشرف على رسالة (التداوى ببول الإبل) وأن هذا البحث خلص، إلى أن بول الإبل به مركبات ضارة ذات سمية عالية يمكن لمن يشربه أن يصاب بفشل كلوى حاد ويؤدى إلى الوفاة، كما أضاف عبدالعزيز أن بول الإبل يحتوى على فيروسات خطيرة، من بينها فيروس قريب جداً من فيروس كورونا؛ وتجدر الإشارة إلى أن شرب بول الإبل يعتبر رائجاً جداً فى بعض دول الخليج؛ وقد انتشرت ظاهرة شرب بول الإبل؛ بعد الثورات العربية؛ بسبب انتشار الأفكار المتطرفة التى تميل إلى الخرافات وتحاول أن تنسبها إلى السلف الصالح ونذكر فى هذا ما نشرته الصحف التونسية؛ أن شيخ سلفى ألقى خطبة الجمعة؛ للتونسيين حثهم فيها على أهمية شرب بول الإبل باعتباره سنة مؤكدة ومطهراً للبدن.

 

تحذير من خرافة شرب بول الإبل لعلاج بعض الامراض

 

تحذير: شرب بول الإبل جهل وتخلف ويسبب الفشل الكلوي


انتشرت فى الآونة الأخيرة مرة أخرى موضة شرب ليس فقط لبن الجمال ولكن بول الإبل وهذا ما أكده دكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى قائلا يحدث للأسف بمرسى مطروح بدون أى تراخيص شرب بول الإبل ويتم علاج مرض الكبد والاستسقاء وفيروس سى بدون وجود أى أطباء مع راعى الناقة والجمل وهذا للأسف جهل وتخلف يجرنا للوراء آلاف السنين فبول الإبل به سموم كثيرة ونسبة البولينا هى مادة سامة يتخلص منها الجسم فى البول وتصل إلى 10 آلاف ملى جرام فى اللتر وهى نسبة عالية تكفى لعمل فشل كلوى لمن يتناولها هذا بالإضافة لوجود سموم أخرى ونسبة عالية من الصوديوم فى بول الناقة تجعل مرضى الاستسقاء يتطورون للأسوأ ويحدث زيادة فى حجم البطن من جراء تناول هذا البول الملىء بالصوديوم وليس هناك أى فوائد طبية من تناول هذا البول لمرضى الفيروسات الكبدية فكثيرا من مرضى الكبد تم خداعهم بهذا العلاج وأتوا للعيادات والمستشفيات بعد إصابتهم بفشل كبدى حاد.
أما بالنسبة للبن الإبل فليس له فائدة بالنسبة لمرضى فيروس سى أو التليف وله فائدة للأصحاء فهو يزود جهاز المناعة لوجود بروتين اللاكتوفيرين الذى يزود ويلطف جهاز المناعة كما أن مادة الكالزين ومادة اللاكتوالبومين لها قدرة على مقاومة الأمراض بالإضافة إلى أن مضادات للأكسدة ولم يثبت أن تناول لبن الإبل يساعد على الشفاء من فيروس بى ثم متابعة بعض المرضى الذين ذهبوا لمرسى مطروح لأخذ لبن الإبل فى أوائل الألفية ولم نجد أى تحسن فى عدد الفيروس بالدم بعد تناول لبن الإبل بصورة مستمرة لمدة شهرين ولذا لا ننصح أى مريض على الإطلاق بتناول بول الإبل لأنه سام ويؤدى لفشل كلوى أما لبن الإبل فهو مفيد للأصحاء ويحتوى على مواد مضادة للأكسدة ومواد مقاومة للأورام بالإضافة لمواد تنشط جهاز المناعة هذا بالإضافة لاحتوائه على أحماض أمينية وأحماض دهنية وهو قليل الدهون مقارنة بلبن الجاموس وليس له فائدة لمرضى فيروس سى أو لعلاج التليف الكبدى.

 

مطروح ـ علي الشوكي:

أصيب 3 أطفال بمحافظة مطروح بالتسمم نتيجة تناولهم بول ولبن الابل بمنطقة النخيلة. تم نقل المصابين إلي المستشفي لاسعافهم واخطرت النيابة التي تولت التحقيق. تلقي مدير أمن مطروح اشارة من مستشفي مطروح العام بوصول ناصف ابراهيم 9 سنوات وشقيقيه سعيد وصباح مصابين بحالة تسمم شديدة. أكدت نتيجة الكشف الطبي أن الاطفال الثلاثة تناولوا بول ولبن الابل مما أدى لإصابتهم بالتسمم. تم اجراء الاسعافات الأولية لهم. وتم تحرير محضر بالواقعة.

تحقيقات

43687 ‏السنة 130-العدد 2006 يوليو 17 ‏22 من جمادى الآخرة 1427 هـ الأثنين

الوهم القاتل

بول الابل كأي بول عبارة عن سموم مركزة يتخلص منها الحيوان ويتساءل‏:‏ كيف يعالج طبيب بيطري الآدميين ثم كيف يكون علاج البشر بمخلفات حيوانات؟‏!‏

طبيبة بيطرية تروج لعلاج مرضي الكبد ببول الإبل

جمعية أهلية تحذر المرضي وتطالب بمنع المتاجرة بآلامهم

تحقيق‏:‏ عطية عبد الحميد

د. جمال شيحة ـ د. سهام سيف

كما يفعل مرضي الكبد والفيروس سي في كل يوم‏..‏ يبحثون عن الجديد في العلاج لتخفيف آلامهم والقضاء علي أسباب معاناتهم‏..‏ ولكنهم في سبيل البحث عن هذا الجديد يقعون ضحايا للراغبين في الثراء ببيع الأوهام‏..‏ فمرة يوهمهم البعض بأن العلاج يكون باستخدام نوع معين من الحمام لسحب الفيروس من المريض وأخري باستخدام أنواع معينة من الاعشاب دون تحويلها الي مستحضرات طبية للتخلص من المواد السمية بها‏..‏ أما آخرصيحة فهي التي روجت لها طبيبة بيطرية بمطروح علي شاشة احدي القنوات التليفزيونية عن استخدام بول الابل للعلاج

كما روجت بعض الصحف لنوع من الكريمات‏..‏ لكن بعد اصابة عدد من المرضي الذين تناولوا بول الابل أو استخدموا هذه الكريمات بغيبوبة كبدية واستسقاء وتدهور حالة بعضهم والذين عولجوا بمستشفي مطروح العام ووفاة البعض الآخر لعدم امكان انقاذهم في الوقت المناسب‏,‏ فقد تحركت الجمعية الاهلية التي تتبني رعاية مرضي الكبد فأصدرت بيانا تحذرهم فيه من هذا الوهم القاتل خاصة أن المروجين له يؤكدون حصولهم علي براءة اختراع‏!‏

خطورة شديدة‏!‏

يطالب الدكتور جمال شيحة رئيس جمعية رعاية مرضي الكبد وأستاذ أمراض الكبد بطب المنصورة بوضع حد للمتاجرة بآلامهم وتعريضهم للأذي غير المبرر ويؤكد أن الجمعية تضع عددا من الحقائق أمام مرضي الكبد والرأي العام أهمها أنه لا يجب علي أي مريض خاصة مريض الكبد أن يتناول أي عقار أو أدوية غير مصرح بها من وزارة الصحة لما يمثله ذلك من خطورة شديدة علي الكبد والصحة العامة للمريض حيث إنه لا يوجد في علم أمراض الكبد شيء اسمه العلاج بالأعشاب أو بول الابل ولا ينبغي تناول مثل هذه الأشياء أو الاعلان عنها في أجهزة الاعلام لما يمثله ذلك من خطورة علي مرضي الكبد‏.‏

وطالب من يملك مثل هذه المستحضرات أو يدعي أنها مفيدة للكبد بأن يتوجه الي لجنة العلاج المستحدث بوزارة الصحة لاجازتها بدلا من الاعلان عنها في الصحف والتليفزيون وإذا أقرته هذه اللجنة المتخصصة التي يهمها صحة المواطنين في المقام الأول فسنكون أول المرحبين‏,‏ أما أن تباع هذه السموم علي قارعة الطريق أو بواسطة من يدعون العودة الي الطبيعة فهذه جريمة في حق صحة المواطنين ونطالب نقابة الأطباء بشطب اسم أي طبيب يشترك في هذه الجرائم‏..‏ ويضيف أنه يجب علي كل مرضي الكبد والمواطنين عدم الانخداع بمقولة‏(‏ براءة اختراع‏)‏ حيث إن ذلك لا يعدو أن يكون تسجيلا لرقم يحفظ حقوق الملكية الفكرية ولا علاقة له إطلاقا بصحة ما يدعي أنه اختراع مؤكد حيث إن ذلك لا يعدو أن يكون إمعانا في التدليس والخداع أن بول الابل كأي بول عبارة عن سموم مركزة يتخلص منها الحيوان ويتساءل‏:‏ كيف يعالج طبيب بيطري الآدميين ثم كيف يكون علاج البشر بمخلفات حيوانات؟‏!‏ وهل دور الإعلام في القرن الحادي والعشرين نشر الخرافة وتدمير صحة المواطنين؟‏!‏

كما طالب الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بمنع الذين يتاجرون بصحة المواطنين من مرضي الكبد بما يسمي الأعشاب أو أي علاجات لم تقرها وزارة الصحة كما تطالب الجمعية بقسم الامراض المتوطنة بقصر العيني وعلي رأسه الدكتور سراج زكريا بالتدخل لحماية وعلاج مرضي الكبد والسيد أنس الفقي وزير الإعلام لمنع البرامج التي لا تلتزم بما قررته وزارة الصحة من خطط علاجيه حماية لمرضي الكبد الذين لا تتحمل أكبادهم ونفوسهم كل هذا الارهاق وهذه البلبلة‏.‏

الكبد والسرطان‏!‏

أما الدكتور عبدالرحمن الزيادي أستاذ أمراض الكبد بطب عين شمس فيقول‏:‏ لا أظن أن هناك بحثا علميا نشر عن مدي فاعلية بول الجمال في علاج الاستسقاء أو غيره من الأمراض وبالرغم من هذا فإننا نسمع كل يوم عن قدرة بول الجمال أو لبنها علي علاج أمراض الاستسقاء بالاضافة إلي أورام الكبد والسرطان وسرطان الدم وغيرها ولا ندري أين أجريت هذه البحوث ومن قام بها ولا من هم هؤلاء المتطوعون الأبطال الذين تجرعوا بول الجمال لعلاج هذه الأمراض ثم ماهي الشروط التي تتوافر في هذه الإبل كي نحصل منها علي اللبن أو البول مؤكدا أن تناول بول الإبل كعلاج لأمراض الكبد ليس له سند علمي أو شرعي أو قانوني لدي أدعياء الطب البديل والمتاجرين به‏.‏

موجة جديدة‏!‏

أما الدكتور أشرف عمر أستاذ أمراض الكبد بطب القاهرة فيقول إن هناك موجة جديدة لعلاج الفيروسات الكبدية بإستخدام نوع من الكريمات علي جزء من الجسم وأن قيمة كورس العلاج للمريض الواحد بتكلفة حوالي‏10‏ آلاف جنيه وأن أحد الصيادلة الحاصلين علي براءة اختراع يوزعه في مصر والسعودية وللأسف الشديد أن كثيرا من الصحف تروج لهذا العلاج من خلال الاعلانات المكثفة وأن هذا الأمر لا يعدو أن يكون تجارة رخيصة ويطالب بضرورة الحصول علي تراخيص مسبقة من الجهات الرقابية المسئولة قبل طرح أي أدوية في الأسواق حفاظا علي صحة الشعب‏.‏

غيبوبة كبدية‏!‏

تقول الدكتورة سهام سيف أستاذ مساعد أمراض الكبد بطب المنصورة إن المشكلة تتمثل أصلا في أن القائمين علي علاج مرضي الكبد باستخدام بول الابل لا يقومون بالكشف علي هؤلاء المرضي لمعرفة حالتهم المرضية وكثيرا ما وصفوا البول مع وقف العلاج الطبي المعروف مما أدي الي إصابة‏15‏ حالة بتدهور شديد في صحتهم من بينها حالة دخلت في غيبوبة كبدية وأخري أصيبت بالاستسقاء وثالثة بهذيان‏.‏

 

نصيحتنا للدكتورة سهام التى تُرجع فشل العلاج ببول الإبل لعدم قيام الأطباء بالكشوف الضرورية للمرضى قبل وصف العلاج بالبول، وكأنه علاج مضمون مع بعض الحالات

نصيحتنا للدكتورة سهام أن تشرب كل مساء كوب من البول ربما تشفى من غيبوبتها وترحم الآخرين من علاجاتها

تُرى ألم يُذكر فى الأحاديث أيضا فائدة ما من تناول براز الحيوانات مع وجبة الإفطار؟، قرفتونا ، لقد ذهب وترك لكم ثروة من المخلفات الحيوانية

في الممنوع بقلم مجدي مهنا

في الأسبوع الماضي فاجأتنا صحيفة «الأخبار» بنشر خبر مثير علي صفحتها الأولي، عن توصل فريق بحثي مصري مكون من أساتذة جامعة القاهرة والإسكندرية وأكاديمية مبارك، لعلاج فعال مستخرج من الطحالب، يشفي ٨٠% من مرضي الفيروس «سي» في أقل من شهر، ثم علي الصفحة الثالثة نشرت «الأخبار» تحقيقا تناول هذه التجربة التي انتهت بشفاء معظم المرضي الذين تناولوا علاج الطحالب، وبشر الفريق المواطنين بأن الدواء تحت الإنتاج بواسطة إحدي شركات الدواء الوطنية في أقرب وقت.

وحول هذه القضية المهمة والمثيرة التي تهم ملايين المصريين، يحذر الدكتور علاء الدين إبراهيم رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي بطب بنها في رسالة غاضبة من خطورة هذا العلاج، ويقول: إن المريض المصري تحول إلي أرنب تجارب، فقبل الطحالب ظهر منذ عامين ما يسمي العلاج ببول الإبل، وهناك الآلاف من المرضي يتحملون مشقة السفر للصحراء الغربية لشرب بول الإبل، طمعا في الشفاء، والمشكلة أننا واجهنا حالات كثيرة لمرضي أصيبوا بمضاعفات شديدة نتيجة هذا العلاج، وإذا تكلمنا أو اعترضنا

قال الآخرون ومنهم للأسف أطباء: لا تتكلموا عن هذا الموضوع لأن التشكيك فيه، هو تشكيك في سنة الرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ وتشكيك في الأحاديث النبوية، ولا نعلم لماذا تم ابتداع هذا العلاج الآن، والآن فقط، طالما أن الحديث النبوي بيننا كل تلك المئات من السنين، وإذا طلبنا حتي دراسة هذا العلاج ـ بول الإبل ـ قالوا: ابعدوا عن السنة النبوية ولم نر أي موقف واضح من وزارة الصحة أو نقابة الأطباء، وأنا شخصيا تحفظت في الكلام خوفا من أن يتهمني أحد بالكفر أو إنكار الأحاديث النبوية أو إهدار دمي.

ثم يأتي الآن الحديث عن علاج الطحالب، وقد سألت أساتذتي وزملائي في جامعتي القاهرة والإسكندرية إذا كان هذا العلاج بالطحالب قد تمت تجربته تحت إشراف الأقسام المعينة، فأنكر الجميع معرفتهم، وهذا معناه أن العلاج تمت تجربته في العيادات الخاصة بالسادة المشاركين فيه، وهذا قمة العبث إذا كان الاستنتاج صحيحا.

ويستكمل الدكتور علاء الدين إبراهيم رسالته الغاضبة: كنا ومازلنا ننتظر تصريحا قويا ومباشرا وواضحا من وزارة الصحة، لتحذير أي مواطن من تجربة هذا الدواء الجديد قبل التأكد منه، وننتظر بيانا شافيا من عميد طب القاهرة، وكذلك عميد طب الإسكندرية، كما ننتظر بيانا من السادة المشرفين علي هذا البحث ليبلغونا فيه وبصراحة أين كانوا يعالجون هؤلاء المرضي الذين تحدثوا عن شفائهم؟

من قلوبنا نتمني أن تكون النتائج التي أعلنها السادة المكتشفون حقيقة دامغة، وهي شفاء المرضي بنسبة ٨٠% في خلال ثلاثة أسابيع فقط، ونوصي بحصولهم علي أعلي الأوسمة، بل ونرشحهم لجائزة نوبل في الطب إذا كان هذا صحيحا.

إن ما يواجهنا به الناس: هل من المعقول أن يضحك علينا أساتذة من قصر العيني وجامعة الإسكندرية وأكاديمية مبارك ومعهم ابن شقيق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

بماذا نرد علي أسئلة الناس؟ هل نرد عليهم بأن مرضي الكبد حقل تجارب، من الحمام إلي الجمال، ثم أخيرا الطحالب، وماذا بعد؟ ..عضة الكلب أم رفسة الحمار؟

والله حرام!!

ماذا يقول د. حمدي السيد نقيب الأطباء، وماذا يقول عميد طب القاهرة، وطب الإسكندرية؟

وماذا تقول أنت يا عربى يا مسلم ؟ هل أنت مستعد لشرب بول البعير لشفاء أمراضك أم ستلجأ لأدوية الكفرة التى تم تصنيعها فى معامل أسيادك المتعلمين الكفرة الغير مسلمين؟

من موسوعة ويكيبديا

على الرغم من وجود حديث للنبي محمد صل الله عليه و سلم عن التداوي ببول الابل إلا ان علماء العصر الحديث حذروا بشدة من استخدامه، وقالوا بأنه يسبب امراضا كثيرة نظرا لوجود الكثير من المواد شديدة السمية التي تتوفر في بول الابل بالذات وتركيز مادة اليوريا السامة جدا فيها أكثر من اي كائن حي آخر، نظرا لطبيعة الجمل الذي يعيش في الصحراء والذي يستخلص اكثر كمية ممكنة من الماء عن البول. وهناك العديد من الحالات التي سجلت والتي انتهت إلى المستشفيات بعد تناوله.[1]

تحذيرات

حذرت منظمة الصحة العالمية قائلة إلى أن يتسنى فهم المزيد عن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "(كورونا)" يجب على مرضى داء السكري والفشل الكلوي وأمراض الرئة المزمنة والأشخاص المنقوصو المناعة من عدم مخالطة الجِمال وأن يتجنبوا شرب لبنها النيئ أو بولها أو أكل اللحم الذي لم يتم طهيه على النحو السليم.[2]

 1نقل رجلان تركيان إلى المستشفى بعد تناولهما بول الإبل

 2الإنذار والاستجابة على الصعيد العالمي (GAR)، منظمة الصحة العالمية.

 

وروى البخاري:

 

234 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ

 

428 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ...إلخ

 

رواه مسلم 524

 

وروى مسلم:

 

[ 360 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا

 

فليتخيل القارئ المسلم_مع كامل احترامي له_نفسه يصلي في حظيرة..في زريبة بها روث الخراف والجديان؟! وجميع الأحاديث في مسند أحمد كذلك.

 

إذا كانوا يعتبرون البول طاهرًا، فنتمنى من شيوخهم ألا يحدثونا بعد الآن عن دين الطهارة والنظافة وأنهم أطهار وغيرهم أنجاس قذرون بزعمهم وعنصريتهم الجوفاء.

 

لكن للشافعي (الوحيد العاقل في هذه المسألة نسبيًّا) في كتابه الأم رأيًا آخر:

 

...وقد قِيلَ إنَّ من الضَّرُورَةِ وَجْهًا ثَانِيًا أَنْ يَمْرَضَ الرَّجُلُ الْمَرَضَ يقول له أَهْلُ الْعِلْمِ بِهِ أو يَكُونُ هو من أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ قَلَّمَا يَبْرَأُ من كان بِهِ مِثْلُ هذا إلَّا أَنْ يَأْكُلَ كَذَا أو يَشْرَبَ كَذَا أو يُقَالُ له إنَّ أَعْجَلَ ما يُبْرِئُك أَكْلُ كَذَا أو شُرْبُ كَذَا فَيَكُونُ له أَكْلُ ذلك وَشُرْبُهُ ما لم يَكُنْ خَمْرًا إذَا بَلَغَ ذلك منها أَسْكَرَتْهُ أو شيئا يُذْهِبُ الْعَقْلَ من الْمُحَرَّمَاتِ أو غَيْرِهَا فإن إذْهَابَ الْعَقْلِ مُحَرَّمٌ وَمَنْ قال هذا قال أَمَرَ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم الْأَعْرَابَ أَنْ يَشْرَبُوا أَلْبَانَ الْإِبِلِ وَأَبْوَالَهَا وقد يَذْهَبُ الْوَبَاءُ بِغَيْرِ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا إلَّا أَنَّهُ أَقْرَبُ ما هُنَالِكَ أَنْ يُذْهِبَهُ عن الْأَعْرَابِ لِإِصْلَاحِهِ لِأَبْدَانِهِمْ وَالْأَبْوَالُ كُلُّهَا مُحَرَّمَةٌ لِأَنَّهَا نَجِسَةٌ

خرافة استعمال العجوة كمضاد للسم

 

5768 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ أَخْبَرَنَا هَاشِمٌ أَخْبَرَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ وَقَالَ غَيْرُهُ سَبْعَ تَمَرَاتٍ

 

5769 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَصَبَّحَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ

 

أما مسلم بن حجاج فروى الحديث بطريقة مختلفة:

 

 [ 2047 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعني بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي

 

 [ 2047 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هاشم بن هاشم قال سمعت عامر بن سعد بن أبي وقاص يقول سمعت سعدا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر

 

[ 2048 ] وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وابن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن شريك وهو بن أبي نمر عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في عجوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

 

ورواه أحمد 1442 و1528 و1571

 

وروى أحمد:

 

1442 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ - أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مِنْ بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ عَلَى الرِّيقِ، لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ " قَالَ فُلَيْحٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ " . فَقَالَ عُمَرُ: انْظُرْ يَا عَامِرُ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: أَشْهَدُ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ، وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وفليح- وهو ابن سليمان- قد توبع. أبوعامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه أبو بكر الباغندي في"مسند عمر بن عبد العزيز" (75) من طريق عثمان بن عمر، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (37) ، ومسلم (2047) (154) ، وأبو عوانة 5/396، والبيهقي 9/345 من طريق سليمان بن بلال، وعبد بن حميد (145) من طريق أبي مصعب عبد السلام، وأبو يعلى (786) من طريق محمد بن عمارة، ثلاثتهم عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (1528) و (1572) .

والعجوة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/188: هو نوع من تمر المدينة أكبر من الضيْحاني يضرب إلى السواد.  ولابتا المدينة: حَرتاها، وهما: واقم والوَبَرة.

 

24735 - حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا سليمان، عن شريك بن أبي نمر، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "في عجوة العالية، أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر، أو سم"

 

إسناده صحيح . رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد : وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري ، فقد روى له البخاري متابعة ، وهو ثقة. وقد سلف برقم (24484) دون قوله : "من كل سحر أو سم".

 

اقترحنا على المسلمين الأصوليين أن يجربوا الموضوع، سيأتيهم علماء منا بأفضل أنواع السموم، سنجرب السيانَيِدْ مبدئيًّا. وليتناولوا هم_نتمنى أن يتقدم للتجربة أكثرهم تطرفًا وظلامية وتجهيلًا وإظلامًا لعقول الشعوب ونشرًا لفكر الإرهاب_ أي نوع عجوة أو تمر يريدون، من المدينة أو غيره. عندما تواجههم سيظلون يتهربون ويبررون، ويقولون لك المقصود تمر المدينة فقط، بل نوع معين فقط من ذلك التمر، وربما يقولون لك في النهاية أنه نوع انقرض وغير موجود اليوم!

 

 

ولنستمتع ونتسلَّ بقراءة سطور من ابن قيم الجوزية في زاد المعاد وهو يخوض ويتهرب من هذا الهراء والخزعبلات:

 

وهذا الحديثُ من الخطاب الذى أُريد به الخاصُّ، كأهلِ المدينة ومَن جاوَرَهم، ولا ريبَ أنَّ للأمكنة اختصاصاً ينفع كثير من الأدوية فى ذلك المكان دونَ غيره، فيكون الدواء الذى قد ينبت فى هذا المكان نافعاً من الداء، ولا يوجد فيه ذلك النفعُ إذا نبت فى مكان غيره لتأثير نفس التُّربة أو الهواء، أو هما جميعاً، فإنَّ للأرض خواص وطبائع يُقارب اختلافُها اختلافَ طبائع الإنسان، وكثيرٌ من النبات يكون فى بعض البلاد غذاءً مأكولاً، وفى بعضها سُمّاً قاتلاً، ورُبَّ أدويةٍ لقوم أغذية لآخرين، وأدوية لقوم من أمراض هى أدويةٌ لآخرينَ فى أمراض سواها؛ وأدوية لأهل بلدٍ لا تُناسب غيرهم، ولا تنفعهم.

وأمَّا خاصية السَّبْعِ، فإنها قد وقعت قدْراً وشرعاً، فخلق الله عَزَّ وَجَلَّ السَّمواتِ سبعاً، والأرضَينَ سبعاً، والأيام سبعاً، والإنسان كمل خلقه فى سبعة أطوار، وشرع الله سبحانه لعباده الطواف سبعاً، والسعى بين الصفا والمروة سبعاً، ورمىَ الجمارِ سبعاً سبعاً، وتكبيراتِ العيدين سبعاً فى الأولى. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مُرُوهم بالصَّلاةِ لسَبْعٍ"، "وَإِذَا صَارَ للغُلامِ سَبْعُ سِنِينَ خُيِّرَ بين أبويه " فى رواية.

 

.... ونفع هذا العدد مِن هذا التَّمْر من هذا البلد من هذه البقعة بعينها من السُّم والسِّحر، بحيث تمنع إصابته، من الخواصِّ التى لو قالها "بقراط" و"جالينوس" وغيرهما من الأطباء، لتلقَّاها عنهم الأطباءُ بالقبول والإذعان والانقياد، مع أنَّ القائل إنما معه الحَدْسُ والتخمين والظنُّ، فمَن كلامُه كلُّه يقينٌ، وقطعٌ وبرهانٌ ووحىٌ، أولى أن تُتلقى أقوالُه بالقبول والتسليم، وترك الاعتراض. وأدوية السُّموم تارة تكون بالكيفية، وتارة تكون بالخاصية كخواص كثير من الأحجار والجواهر واليواقيت.. والله أعلم.

فصل

ويجوز نفعُ التَّمْر المذكور فى بعض السموم، فيكونُ الحديثُ مِن العام المخصوص، ويجوز نفعُه لخاصية تلك البلد، وتلك التُّرْبة الخاصة من كل سُمٍّ، ولكن ههنا أمر لا بد من بيانه، وهو أنَّ مِن شرط انتفاع العليل بالدواء قبولَه، واعتقاد النفعُ به؛ فتقبله الطبيعة، فتستعين به على دفع العِلَّة، حتى إنَّ كثيراً من المعالجات ينفع بالاعتقاد، وحُسْن القبول، وكمال التلقِّى، وقد شاهد الناس من ذلك عجائب، وهذا لأ ن الطبيعة يشتد قبولُها له، وتفرحُ النفس به، فتنتعشُ القُوَّة، ويقوى سلطانُ الطبيعة، وينبعثُ الحار الغريزى، فيُساعد على دفع المؤذى، وبالعكس يكون كثير من الأدوية نافعاً لتلك العِلَّة، فيقطعُ عملَه سوءُ اعتقاد العليل فيه، وعدمُ أخذ الطبيعة له بالقبول، فلا يجدى عليها شيئاً. واعتبرْ هذا بأعظم الأدوية والأشفية، وأنفعِها للقلوب والأبدان، والمعاش والمعاد، والدنيا والآخرة، وهو القرآن الذى هو شفاءٌ مِن كل داء، كيف لا ينفع القلوب التى لا تعتقد فيه الشفاء والنفع، بل لا يزيدها إلا مرضاً إلى مرضها، وليس لِشفاء القلوب دواءٌ قَطُّ أنفعَ مِن القرآن، فإنه شفاؤها التام الكامل الذى لا يُغادر فيها سقماً إلا أبرأه، ويحفظ عليها صحتها المطلقة، ويحميها الحمية التامة من كل مؤذٍ ومُضرٍ، ومع هذا فإعراضُ أكثرِ القلوب عنه، وعدم اعتقادها الجازم الذى لا ريب فيه أنه كذلك، وعدمُ استعماله، والعدول عنه إلى الأدوية التى ركبها بنو جنسها حال بينها وبين الشفاء به، وغلبت العوائدُ، واشتد الإعراض، وتمكنت العللُ والأدواءُ المزمنة من القلوب، وتربَّى المرضى والأطباء على علاج بنى جنسهم وما وضعه لهم شيوخُهم، ومَنْ يُعظمونه ويُحسنون به ظنونهم، فعظم المصابُ، واستحكم الداءُ، وتركَّبت أمراضٌ وعللٌ أعيَا عليهم عِلاجُها، وكلمَّا عالجوها بتلك العلاجات الحادثة تفاقَمَ أمرها، وقويت، ولسانُ الحال يُنادى عليهم:

ومِنَ العَجائِبِ والعَجائِبُ جَمَّةٌ ... قُرْبُ الشِّفَاءِ وما إليهِ وصولُ

كَالْعِيسِ فى الْبيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّما ... والماءُ فوق ظُهُورِهَا مَحْمولُ

 

 

لم يكن لشخص الفقية ورجل الدين أن يعترف ويواجه عمومية وإطلاق النص في كل أنواع السموم وجنس السم كله، فهم عبيد الخرافات والمنتفعون والآكلون بها ومنها بترويج الجهل للعوام ليزدادوا جهلًا وبلادة وظلامًا. أما حديث ابن قيم الجوية عن قبول نفسي وإيمان في استخدام دواء فهذا هو الفرق بين التجربة العلمية الرصينة وقابليتها للقياس والتكرار ووحدة وتقارب النتائج، وبين الخرافة الدينية الغير مفيدة لأي شيء وخاصة الطب والعلاج.

 

تغميس الذباب في الطعام

 

روى البخاري:

 

3320 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً

 

ورواه أحمد 7141 و7359 و(7572) و (8485) و (8657) و (9168)  و(11189) .

 

وروى أحمد:

 

11643 - حدثنا يزيد قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، قال: دخلت على أبي سلمة فأتانا بزبد وكتلة، فأسقط ذباب في الطعام، فجعل أبو سلمة يمقله بأصبعه فيه، فقلت: يا خال ما تصنع ؟ فقال: إن أبا سعيد الخدري حدثني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام فامقلوه ، فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء "

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن خالد: وهو القارظي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن ماجه (3504) ، والبغوي (2815) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2188) وعبد بن حميد في "المنتخب" (884) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3289) ، والبيهقي في "السنن" 1/253 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقد سلف برقم (11189) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5782) ، وقد سلف 2/229-230. وآخر من حديث أنس عند البزار (2866) (زوائد) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/38، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط" .

قال السندي: قوله: بزبد: بضم فسكون: زبد اللبن. وكتلة: بضم فسكون: القطعة المجتمعة من التمر ونحوه.

 

7141- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً ، وَفِي الآخَرِ شِفَاءً ، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ. (2/229).

 

وروى النسائي في المجتبى:

 

5718 - أخبرنا سويد قال أنبأنا عبد الله عن جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: كان علي رضي الله عنه يرزق الناس الطلاء يقع فيه الذباب ولا يستطيع أن يخرج منه

 

صحيح الإسناد موقوف

 

ظروف أوائل المسلمين قبل عصر الفتوحات في يثرب كانت سيئة جدا، فهم حاربوا كل شبه جزيرة العرب وعاداهم الجميع وانقطعت كثير من مصالحهم بسبب ذلك، فمن الطبيعي إذن أنك عندما تكون مخيرًا بين عدم تناول طعام للشك في كونه ملوثًا بمرض بسبب مس الذباب له ووقعه فيه والموت جوعًا، أو تناوله والمخاطرة، فإن اختيار المخاطرة سيكون هو الأسلم، وللأسف أن دجالي الإسلام بدلا من نشر العلم والتنوير يدافعون عن خرفات كهذه بل يدعون أنها إعجاز علمي رهيب! يا أمة صارت أضحوكة كل البشرية...كفاكم يا قوم من جعل أنفسكم ونحن معكم أضحوكة لكل العالم. ترويج خرافات ضارة كجناح الذبابة وتغميسها في الطعام بدلا من نزعها على الأقل وشرب بول النوق كعلاج، هذا شر مطلق لا خير فيه.

 

 

كتب أخ مسيحي عالم في الطب:

 

الذباب بين العلم و الفكر اليهودي والاسلامي

الذباب بين العلم و الفكر اليهودي والاسلامي

العلم يخبرنا بان الذباب حشرات ضاره وهي تعيش في الاماكن القذره وتتوالد فيها وهي عباره عن ماكينه نقل امراض فهي تنقل كم ضخم من الامراض

وتوضيح كيفية ان الذباب ينقل الامراض باسلوب مقزز: يقف الذباب في الاماكن القذره وفم الذباب عباره عن شفتين بهما كم كبير من الانزيمات الهاضمه مخلوطه بمواد مخاطيه، وهي تمتص بعض المواد الملوثه القذره وعندما تقف علي طعام اخر ( كطعام مكشوف ) ولاجل انها حشره شرهة جدا ترجع ما باخل بطنها في الطعام وتبدا تمتص الطعام الجديد وايضا تخرج براز في الطعام التي تمتص منه ولهذا فهي حشره مقززه جدا  هذا بالاضافه الي ان الخشونه في ارجلها تجعل موادا كثيره تلتصق بها من ملوثات وبكتريا وعندما تقف علي بشرة انسان او علي طعام تترك فيه هذه المواد الملوثه فهي تنقل الامراض عن طريق الفم والارجل والترجيع والبراز وليس الجناح فقط كما اخبرنا رسول الاسلام فحتى هذه خطا منه ولهذا فكما وصفت هي ماكينه لنقل العدوي

واثبات انها مضره

الأمراض التي يتسبب بها الذباب علي سبيل المثال

There are many bacteria and parasites that  infest the fly, making flies a major factor in spreading many diseases by touching surfaces with their legs or their saliva. After walking on much excrement, flies may carry up to as many as 6 million bacterias on their feet. So be wary of foods that have been touched by a fly! Here's some information on the diseases some flies are known to help spread.

 

Leishmaniasis اللشمانيا

 

Onchocerciasis  الطفيلي أونكوسيركا

  This disease is found in South America, Africa, Indian Subcontinent and Europe.
  It's caused by a parasitic protozoan transmitted by the bite of sand flies.
  Symptoms of this disease usually includes fever, weakness, swollen spleen, and skin sores.
  There is no treatment for this disease; it eats away at your skin.

 

  Onchocerciasis, also known as River Blindness is an infectious cause of blindness .
  It is carried by a minute nematode worm that is spread bythe Simulium black fly.
  Found in South America and Africa, a bite from this insect can transmit the worm to its victim.
  The drug invermectin has helped stop the progress of the disease.

African Trypanosomiasis

طفيليات التريبانوسوما

Bartonellosis

  This is a sleeping sickness and epidemic caused by a protozan blood parasite Trypanosoma.
  It is trasmitted by the salivary glands of infected Tsetse flies in Africa.
  Symptoms include a boil- like sore at the site of the bite, fever, headaches, and severe illness.
  Treatment should apply in the early stages of the disease by anti-parasitic drugs.

  Found in South America, this disease is caused by the rickettsia organism transmitted by the bite of a Sand Fly.
  Victims are usually exhausted from anemia, and experience a high fever and wart-like eruptions on the skin.
  Treatment is available.

Myiasis

  Typhoid التيفوئيد

click on image for source.

  This disease occurs mostly on animals such as dogs and sheep and cows, but sometimes it may occur on humans, more frequently carried by the Cheese Skipper fly.
  It is trasmitted by a fly that lays its eggs on the skin of another organism. The larvae can burrow into the skin or penetrate itself in open wounds.
  Symptoms include violent abdominal pain, nausea, vomiting, and diarrhea with bloody discharge.
  There is currently no treatment for this disease (on humans, that is; on animals insecticides are used), except to either let the larvae grow and leave at its own accord, or to remove it by enticing it.

  Flies rummaging around excrement may come across bacteria known as Salmonella Typhi, which may come from a person shedding it.
  This disease is a type of fever. Symptoms include a body temperature of as high as 103° to 104° F (39° to 40° C), weakeness, stomach pains, headaches, and/or loss of appetite.
  This disease can be found all over the world except in industrial countries such as United States, Western Europe, and Japan.
  Treated with the drug chloromycetin, or ampicillin for those infected with bacteria that is immuned chloromycetin.

 

Dysentery الديزنتاريا أو الإسهال

Leprosyالجذام

  This is a chronic disease that affects the large intestine in humans.
  The parasite Entamoeba histolytica is the cause of this disease. This particular parasite can be found in uncooked meats, and may be transported by flies.
  This disease is characteristic of sever diarrhea and severe stomache cramps.
  Treatment with drugs containing metronidazole or ementine is recommended.

  Leprosy, also known as Hansen's Disease, is a chronic disease that affects mainly the skin.
  It is caused by the bacillus Mycobacterium leprae, which may be carried by flies from rotted foods.
  An early symptom is anesthesia (or the numbness) of a patch of skin. Some muscles may be paralyzed. Because of the numbness of some nerves, injuries to the area are not noticed.
  This disease is generally rare nowadays, but that doesn't mean it doesn't exist. A vaccine for leprosy is currently being developed.

http://library.thinkquest.org/C0117442/html/diseases.html

وأيضا

Flies belong to the insect order Diptera and are related to mosquitoes and gnats. Of the more than 700,000 known species of insects, well over 110,000 are flies. Diptera means two (" di" ) wings (" ptera" ), and it is on the basis of this single characteristic (one pair of wings) that all the species of flies are grouped together. As stated, Diptera literally means " two-winged" and, indeed, only the front pair of wings are functional and they are clear and membranous. The hind wings are represented by a pair of small knob-like or club-shaped organs called halteres or balancers. These small, vibrating structures aid in flying and are in place of a second pair of wings. The vibrating halteres have their own set of control muscles that are controlled by the fly's visual system. Without them flies tumble and crash; with them, they can change course without a wobble in less than 30 milliseconds - and make the fly extremely hard to swat. The adult fly does not possess mandibles, but the mouthparts are modified into a proboscis for sponging/lapping or piercing and sucking. Flies are cold-blooded insects that move about looking for external heat sources; most flies are diurnal and are attracted to certain wavelengths of light. Flies buzz around windows and can be easily vacuumed up by windows or lights. Most flies have large compound eyes and usually three simple eyes. Each of the fly's compound eyes has about 4,000 six-sided lenses - so they can detect the slightest movement. Flies taste with their feet. The larvae or maggot is legless and the head is often reduced or indistinguishable and retracted into the thoracic segments. The two-winged flies constitute a larger order of insects and well over 110,000 different species are known throughout the world. This group forms one of the most highly specialized of insect orders and many species are of the utmost significance in regard to human welfare. If there is anything as " harmless as a fly" , it is certainly not the common housefly or any of its relatives.

Diseases, e.g., malaria, dysentery, sleeping sickness, onchocerciasis, elephantiasis and yellow fever are carried or transmitted from man to man by bloodsucking dipterous flies. Many other diseases are transmitted mechanically by flies due to the habit exhibited by many species of sucking liquid from excreta and other decaying organic matter and then settling on and vomiting on your food.

http://www.thebestcontrol.com/bugstop/control_flies.htm

 

هذا عن الموضوع العلمي

وساعرض اليوم عدة محاولات فاشله لتجميل الاسلام من هذا الحديث الكارثه

المحاوله الاولي هي ان احدهم اخترع موقع مضروب ادعي انه لجامعه ماكوري الاستراليه عملت بحثا عن الذباب وثبت ان به مضادات حيويه وهذا هو السيت

The new buzz on antibiotics

Tuesday, 1 October 2002 Danny Kingsley - ABC Science Online

 

 

Ugly but useful: The sheep blowfly is one of the fly species that might provide humans with new antibiotics. (Pic: BioTrack.)

Related Stories

Scientists to squeeze antibiotics out of sea sponge, Science Online, 04 Oct 2000

Oz fungi screened for new antibiotics, Science Online, 06 Nov 2008

Space to grow antibiotics, Science Online, 06 Nov 2008

The surface of flies is the last place you would expect to find antibiotics, yet that is exactly where a team of Australian researchers is concentrating their efforts.

Working on the theory that flies must have remarkable antimicrobial defences to survive rotting dung, meat and fruit, the team at the Department of Biological Sciences, Macquarie University, set out to identify those antibacterial properties manifesting at different stages of a fly's development.

" Our research is a small part of a global research effort for new antibiotics, but we are looking where we believe no-one has looked before," said Ms Joanne Clarke, who presented the group's findings at the Australian Society for Microbiology Conference in Melbourne this week. The project is part of her PhD thesis.

The scientists tested four different species of fly: a house fly, a sheep blowfly, a vinegar fruit fly and the control, a Queensland fruit fly which lays its eggs in fresh fruit. These larvae do not need as much antibacterial compound because they do not come into contact with as much bacteria.

Flies go through the life stages of larvae and pupae before becoming adults. In the pupae stage, the fly is encased in a protective casing and does not feed. " We predicted they would not produce many antibiotics," said Ms Clarke.

They did not. However the larvae all showed antibacterial properties (except that of the Queensland fruit fly control).

As did all the adult fly species, including the Queensland fruit fly (which at this point requires antibacterial protection because it has contact with other flies and is mobile).

Such properties were present on the fly surface in all four species, although antibacterial properties occur in the gut as well. " You find activity in both places," said Ms Clarke.

" The reason we concentrated on the surface is because it is a simpler extraction."

The antibiotic material is extracted by drowning the flies in ethanol, then running the mixture through a filter to obtain the crude extract.

When this was placed in a solution with various bacteria including E.coli, Golden Staph, Candida (a yeast) and a common hospital pathogen, antibiotic action was observed every time.

" We are now trying to identify the specific antibacterial compounds," said Ms Clarke. Ultimately these will be chemically synthesised.

Because the compounds are not from bacteria, any genes conferring resistance to them may not be as easily transferred into pathogens. It is hoped this new form of antibiotics will have a longer effective therapeutic life.

http://www.abc.net.au/science/news/stories/s689400.htm

http://www.abc.net.au/science/articles/2002/10/01/689400.htm

 

ولكن الحقيقه هذا الامر احزنني جدا علي ما وصل اليه المسلمين من الكذب والتضليل لتجميل الاسلام والحقيقه ان البحث الاصلي من جامعة ماكوري الاسترالية لايتكلم عن الذباب من قريب او من بعيد ولكنه بحث عن النحل واكرر بحث عن النحل

وهو بحث من 20 صفحه

http://www.pr.mq.edu.au/macnews/MUN_PDFS/200706.pdf

 

واضع صورة اول ثلاث صفحات

 

 

اما المحاوله الثانيه هي كانت من الدكتور الشهير دكتور الاعجاز العلمي

ورغم انه مهندس جيلوجي الا انه افتي بالطريقه الاسلاميه في موضوعات طبيه

 

من مقال د. خالد منتصر تعليقا علي دكتور الاعجاز العلمي

،ويعلق قائلاً أنه من الناحية العلمية ثبت أن الذباب يتغذى على النفايات والمواد العضوية المتعفنة حيث تنتشر الفيروسات والبكتيريا والجراثيم ولكى ينفرد ربنا بالوحدانية خلق كل شئ فى زوجية واضحة فخلق البكتيريا وأَضدادها وقد أعطى الله للذباب القدرة على حمل الفيروسات والبكتيريا على جناح والمضادات على جناح ،وأكد الدكتور زغلول على أن مجموعات من أبحاث المسلمين قامت بإجراء أبحاث على أنواع مختلفة من الأشربة وغمست الذباب فى بعضها ولم يغمس فى الباقى وعند الفحص المجهرى إتضح أن الأشربة التى غمس فيها الذباب خالية من كل الجراثيم المسببة للمرض !!

معقول أن يكتب مثل هذا الكلام فى أكبر جريدة مصرية وفى وقت يتعرض فيه الإسلام لأبشع الإتهامات ،الحديث ببساطة من الممكن أن يؤخذ على إنه نتاج زمانه وبيئته البدوية ،لكن أن يتحول الحديث إلى نظرية علمية من ينكرها فهو كافر فهذا هو مايستدعى الرد وبقوة وحسم ،فلايوجد أى مرجع علمى فى العالم يستطيع أن يقول هذا الكلام الذى يردده الدكتور زغلول وأتحداه أن يقول لنا إسم المرجع أو المجلة العلمية التى ذكرت هذه التجربة التخريفية التى لايمكن أن تجرى فى معمل علمى محترم ولكن من الممكن أن تجرى فى غرزة تحت تأثير الدخان الأزرق !،ولابد أن يذكر لنا الدكتور زغلول مرجعه العلمى وإلا إندرج كلامه تحت بند النصب العلنى على عقول البسطاء ،فالمسألة أصبحت سهلة جداً ،مجرد أن تقول ثبت علمياً مش عارف إزاى؟، أو تقول إسم عالم أجنبى ماحدش عارفه هو مين حد حيدور وراك !وبعدين تروح قايل تجربة علمية وتأكد بعدها إنك حتوصل وتصبح من أئمة الإعجاز العلمى وتقبض بالريال والدولار واليورو كمان.

،ومادام الدكتور زغلول بهذه العبقرية لماذا لم ينشئ لنا مصنعاً إسلامياً لإستخراج المضادات الحيوية من أجنحة الذباب ؟أم هو محتار أى جناح اليمين أم الشمال هو الذى يفرز المضاد وهذا مايجعله يؤجل مشروعه العبقرى ؟!،يادكتور زغلول أنت وأمثالك حرام عليكم تغييب وإهانة للعقل فقطار التقدم والحضارة ترك محطتنا منذ زمن طويل ونحن لانستطيع اللحاق حتى بالسبنسة ،هم يتكلمون عن العلاج بالهندسة الوراثية ونحن نتحدث عن العلاج بأجنحة الذباب ،وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ،وهذا ماسيجعلنا من الشعوب المنقرضة التى تحلم بالسبنسة ولن تلحق بها أبداً لأنها خارج الزمان والمكان .

http://www.arabtimes.com/MIXED5/DOC41.html

 

وبعض المقطتفات من كلام دكتور مدعي الاعجاز العلمي

قال اخرجه البخاري وكل امة الحديث فهو حديث صحيح وهذا تاكيد منه لكي لا يتراجع فيما بعد وينكر

1 قال وقد أعطى الله للذباب القدرة على حمل الفيروسات والبكتيريا على جناح والمضادات على جناح

من اين تحمل الذبابه الدواء وما هو مصدره لانها معروفه انها تحمل الداء فقط . و ثبت أن الذباب يتغذى على النفايات والمواد العضوية المتعفنة حيث تنتشر الفيروسات والبكتيريا والجراثيم فهي كما قدمت سابقا ماكينة نشر للامراض فقط

 

2 ويدعي ان الداء علي جناح والدواء علي جناح اخري

واساله ما هو دليلك علي ذلك وبالطبع لا يوجد دليل. وايضا الكيفيه والتفسير لهذا الفصل في كل جناح فهل مثلا تقوم الذبابه بخاصية الطرد المركزي لتفصلهم ام ان احد المسلمين كل يوم يقوم بتنظيف كل اجنحة الذباب ويترك الجناح الاخر قذر ؟

 

3 وقال الدواء يكون من نفس الداء الذي تحمله الذبابه

يعني لو الذباب يحمل الامراض التاليه علي جناح

Diseases, e.g., malaria, dysentery, sleeping sickness, onchocerciasis, elephantiasis and yellow fever and other infectious diseases.

فهل الجناح الاخر يحمل المضاض الحيوي لكل من الامراض السابقه علي حدي ام مخلوطين معا ؟

4 الذباب يجب غمسه

الذي يعف علي الجيف والنفايات هل هذا من النظافه ؟ كيف اغمسه في شرابه واشربه؟

5 وقال تعليقا علشان الناس متموتش عطشا لان في بلادنا ناس تبحث في القمامة عن لقمة عيش واسئله ما الذي ادي ان الناس في البلاد الاسلاميه الي ان تبحث في القمامه عن لقمة عيش؟

 

6 الغمس وسيلة وقايه ناجحه

وسيلة وقايه يا رجل ام ذيادة المصيبه ؟

7 قال ان الناس لم تكتشف ان الذباب فيه داء الا بعد اكتشاف المجهر

هذه كذبه ولم يعلم ان من قديم الزمن يعلمون ان الذباب ينقل الامراض وكانوا يستخدموا البيرثريم للوقايه والناموسيه وغيرها وان كنت غير متاكد بسبب ان الفكر الاسلامي ضللك ارجع الي الكتاب المقدس سفر الخروج الذي وضعته سابقا في المقال

8 اكد ان هذه الحقيقه لم يكتشفها اي عالم حتي الان ان الذباب يحمل الدواء

غالبا هذه سقطه منه فان كان لم يكتشفها احد حتي الان فكيف هو اكتشفها وتكلم عنها ام هي فتوي اسلاميه بدون دليل كالعاده ؟

 

9 العلم اثبت ان الداء ومسببات الامراض التي ينقلها الذباب لها مضات وقال هي ملتهمات البكتريا وهي البكتريوفاج

اولا سابقا قال لم يكتشفها احد ثم يقول اكتشف العلم فاسلهم اكتشف ام لم يكتشف ومن الذي اكتشف هذا ؟ وهو يتكلم عن البكتريوفاج ولم يعلم ان البكتريوفاج هو احد المكونات من كرات الدم البيضاء فهل الذباب يحمل دم علي جناحه من الخارج ولو كان يقصد بالبكتيروفاج

Bacteriophage

الذي هو فيرس يخترق البكتيريا لايصلح ان يلقبه بملتهمات البكتيريا فهو اصغر بكثير جدا من البكتيريا ويخترقها وليس ياكلها

وملحوظه ان البكتيروفاج هذا فيرس له انواع كثيره جدا وهو متخصص للغايه اي لا يصيب كل البكتيريا والفيروسات والجراثيم الاخري التي تحملها الذبابه كما ادعي هذا الدكتور

والاخطر من ذلك ان الكثير من البكتيروفاج هو معدي للانسان ويسبب امراض كثيره وخطيره فلو كانت تحمله الذبابه كما ادعي الدكتور يكون هذه كارثه فهو يستغل البكتيريا في التكاثر فلن يصبح الشراب معقم كما ادعي بل اكثر تلوث واخطر في اضراره

10 قال جديده ان الميكرسكوب الالكتروني اثبت ان احد الاجنحة فيه الامراض وفي الاخر بكتريوافاج ويقول ان اله الاسلام هو الي علم محمد

وطبعا اساله ما هو دليلك واين هي الصوره الملتقطه بالميكرسكوب الالكتروني وهل هذا تم والذبابه حيه ام بعد تشريحها ؟

وبالطبع اله الاسلام هو من علم محمد هيكون مين غير هذا الاله الغريب

 

وتعليقا علي موضوع الغمس والنزع

11 تكلم عن التوتر السطحي وقال ان لو الذباب سقط علي السطح هيسقط ما به من بكتريا لكن لو غمس هيكون سائل غلاف يمنع دخول مسببات الامراض

اولا اسمه توتر سطحي يا دكتور ثانيا الذباب لا يتمتع بخاصية الوقوف علي سطح السائل باستخدام خاصية التوتر السطحي مثل بعض الحشرات الاخري مثل عنكبوت الماء وغيره وهذا لان ارجل الذباب خشنه ورفيعه فتخترق سطح السائل لذلك لا تستطيع الذبابه ان تقف علي سطح سائل

فهذا ايضا خطأ منك

وتاكيد لكلامي

صوره لعنكبوت الماء طافيا

 

وصوره لذبابه مخترقه السطح

 

وهل تخطئ رسولك يا ايها الدكتور ؟ هل تكلم عن التوتر السطحي ؟

فهو قال (و إنه يتقي بجناحيه الذى فيه الداء ) فحتي من ملاحظة الرسول البيئيه انه ينغمس بجناحه وليس يقف علي الماء بالتوتر السطحي كما ادعيت

وحتي لو كان كلامك صحيح فخاصية التوتر السطحي لا يمنع الاشياء العالقه ان تسقط في الماء مثل المضادات التي ادعاها ولكنها تمنع الاشياء الاكبر حجم مثل البكتريا التي علي الاجنحه التي لم تنزل في الماء بعد فانت بكلامك عن التوتر السطحي اثبت ان البكتريا والجراثيم لم تنزل بعد ولكن امر الرسول بغمسها هو ما زاد الطينة بله

12 وقال : بالغمس يدخل المضادات التي تمتص البكتريا والذي يبقي من الداء يصبح تطعيم

والعكس هو الصحيح فبالغمس هو ادخل الجراثيم عنونه اكثر الي الماء

ولم يعرف ان الفيروسات ليس لها تطعيم بالشرب لها مصل اما البكتريا فانواع التطعيم ثلاث بكتريا مضعفه او ميته او اجزاء منها وبعض الامراض الخطيره ممكن تصيب من واحد فقط

ودعوني اشرح شيئ بسيط لتتاكدوا من الاخطاء التي يقولها هذا دكتور الجيلوجيا

اولا الماء وسط اسمه هيدروفيلك

Hydrophilic

اي محب للمياه والاشياء التي تحتوي علي جزي ء

Oh

ولو كان يوجد بكتريوفاج كما ادعي الدكتور فالبكتريوفاج هو ايضا محب للمياه ( هيدروفيلك ) اذا البكتريوفاج تذوب مباشره في الماء بدون مجهود

اما الجراثيم فيوجد الكثير منها ليبوفيلك او هيدروفوبك اي كاره للمياه

hydrophobic

وهذا لوجود مواد الليبوبروتين علي سطحه

Lipoprotein

وهذه الماده تجعل ذوبانه في الماء يحتاج مجهود

فلو افترضت ان كلامك صحيح يا دكتور الجيلوجيا بان الذباب يحتوي علي الدواء وهو البكتيروفاج فهو يذوب بسرعه في الماء في الوقت الذي لم ينزل بعد الجراثيم ولكن بناء علي امر رسولك بموضوع الغمس فهو تكرم باذابة الجراثيم اكثر ليجعل الشراب اكثر تلوث

فهل تقبل ذلك من رسولكم ؟

 

13علماء مسلمين في جامعة الملك عبد العزيز في جده وجامعة القاهره وفي الاردن وفي كثير من الجامعات الاسلاميه مجموعتين من الاكواب ماء وعصائر وعسل ولبن وتركوا الذباب يحط علي المجموعتين مجموعه غمسوه ومجموعه تركوالذباب يتحرك بحرية ويطير في النهاية واثبتوا صدق الحديث

طبعا هذا هراء وليس كلام علمي وفقط اكون شاكرا لك لو احضرت لي دراسه ليست ملفقه من جامعة الملك عبد العزيز في جده وايضا الدراسه الاخري من جامعة القاهره مع ذكر اليوم والذين قاموا بها والاستاذ الذي اشرف عليها واسلوب التحليل والنتيجه

وارجوا ان لا تتسرع في ذكر اي اسم لاني قادر علي ان اتصل بهم للتاكد بحكم منصبي

ثانيا في مضمون هذا البحث الخرافي قلت ان المجموعه الثانيه التي هي مكونه من اكواب بها

1 ماء

2 عصائر مختلفه ( بالتاكيد بعضها لزج وبعضها اقل لزوجه )

3 لبن

وبالطبع تتكلم عن اشياء مختلفه في الحموضه والقاعديه

Ph

ومختلفه في اللزوجه

Viscosity

ومختلفه في التوتر السطحي

Surface tension

ومختلفه في التكوين المحب للماء والكاره للماء

Hydrophilic , lipophilic

ومختلفه في اشياء كثيره اخري

وكلهم افترضت ان الذباب في المجموعه الثانيه كان قادرا علي الن يسقط فيهم ويتحرك بحرية علي حد تعبيرك ويطير مره اخري . فاقول لك اني اطلب من كل من قراء كلامك ان يحضر هذه الاكواب ويري هل سيطير الذباب مره اخري ام يموت في السائل ؟ لان الذباب ليس له القدره علي ان يطير مره اخري من كل هذه الاوساط فهذه خرافه اخري منك وسقطه لم تنتبه اليها ايضا

 

14 الذباب لا يحط الا بجناح واحد وهو الذي فيه الداء والاخر الذي فيه الدواء يبقي في الهواء فبغمسه تدخل المضادات

اولا الذباب عند سقوطه في سائل يرف بجناحيه مجاهدا لكي يتخلص من الرطوبه التي التصقت بجناحيه ولكن يفشل فامر الجناح الواحد هذا فتوي من رسولك

ثانيا الم تعلم شئ عن الاستخلاص لاستخللاص المضادات محتاج عمليه اسمها اكستراكشن

extraction

وهي عمليه تحتاج فيها اسيتون اوالكحول بناء علي ذوبان الماده وبناء علي نسبة الليبوبروتين ( وهذا امر طويل ليس مجاله الان لاشرحه ) فهل بالغمس يحدث هذا ؟ بالطبع لا والا ما كنا نحتاج الي كل هذه المذيبات والمواد العضويه في المعمل

ارجو ان لا تستخف بعقولنا

 

15 الحديث ده دار حول جدل كبير رغم انه وحده يكفي للشهادة لصدق الوحي

بالفعل يشهد وبكل قوه ان الذي ينطق عن الهوي لايعلم شيئ في البكتيريولوجي اي علم البكتيريا

Bacteriology

ولا الامينونيتي اي علم المناعه

Immunity

ولا علم انفكشويس دزيز اي الامراض المعديه

infectious diseases

ولا علم البيوكيمستري اي الكيمياء الحيويه

biochemistry

ولا غيرها من العلوم الاخري

16 حين فشلوا في مهاجمة القران بداوا بمهاجمة الاحاديث لانهم لم يعلموا علم التوفيق والجرح والتعديل وعلم الرجال فان كل ما في البخاري ومسلم وكل كتب الاحاديث صحيحة

من هم الذين فشلوا في مهاجمة القران ؟ لو توافق ساعطيك مئات الاسئله التي لم اجد لها اجابه في القران لو توافق

واشكرك علي تاكيد ان كل احاديث البخاري ومسلم صحيحه مثل رضاع الكبير والزواج بالطفله وبول البعير وغيره

 

ومحاوله ثالثه

قال اخر مسلم يدعي المعرفه

اسم الفطر

ووجد ان الذبابة فعلا تحمل انواع من الجراثيم تسبب التيفود والدوسنتريا وغيرها من من الامراض فى الوقت ذاتة ان الذبابة تحمل نوعا من الفطريات سماها هذا العالم النيوزموسكي

ووجد ان هذا الفطر يقتل جميع الجراثيم التى تفرزها الذبابة من جناحها الاخر

لم اجد هذا الاسم في اي مرجع ولا اي بحث معتمد فهل هو اختراع اسلامي وكلام تخاريف اخر

 

وقال رابع

 

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

 

( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء ) رواه البخاري ، وفي رواية لأبي داود ( وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ) .

 

وهو حديث ينبغي على المسلم أن يتلقاه بالقبول والتسليم وألا يعارضه بعقله القاصر ، لأنه قد ثبت وصح عمَّن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فكيف وقد جاءت حقائق العلم والطب الحديث بتصديقه وتأكيد ما فيه ؟! .

 

فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الذبابة المنزلية " مصابة بطفيلي من جنس الفطريات" وهذا الطفيلي يلازم الذبابة على الدوام ، وهو يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة بشكل خلايا مستديرة فيها إنزيم خاص ، ثم لا تلبث هذه الخلايا المستديرة أن تستطيل فتخرج من الفتحات أو من بين مفاصل حلقات بطن الذبابة

.

اولا هذا يكلمنا عن شيئ مختلف تماما يضاد كلام دكتور الجيلوجيا السابق وهو يتكلم عن طفيلي يصيب الذباب فهل هذا الطفيلي ليس له اسم ؟

ويقول انه به خلايا بها انزيم خاص فايضا هذا الانزيم ليس له اسم ؟

وثانيا هل الان نتكلم عن انزيم وليس دواء ؟ وهل هذا الانزيم كافي لقتل كل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات ؟

فاذا كان انزيم بهذه القوه كيف لم يذيب جسم الذبابه نفسها ؟ او الطفيل الذي يحمله ؟

وهل الرسول تكلم عن البطن ام الجناح ؟

 

ثالثا عزيزي دورة حياة الذبابه قصيره فهل هذا من بداية دورة حياتها ام في نهايتها ؟

ولو كان في نهايتها فهل لو سقطة ذبابه صغيره العمر للاسف ستصيب الشراب بالداء فقط لان الدواء لم ينضج بعد ؟

فهل قال الرسول ذبابه في اخر عمرها اغمسوها ولكن في اول عمرها لاتغمسوها ؟

كفايه كذب وتاليف

 

وبحث اخر لاحدهم يقولوا عنه انه استاذ دكتور الحشرات الطبيه في كلية العلوم بنين جامعة الازهر

اولا ياعزيزي هذا كلام غير دقيق فالذبابه المنزليه لاتنقل الداء علي جناحها فقط ولكن

Housefly as a vector of diseaseMechanical transmission of organisms on its hairs, mouthparts, vomitus and feces:

 

parasitic diseases: cysts of protozoa e.g. Entamoeba histolytica, Giardia lamblia and eggs of helminths e.g.: Ascaris lumbricoides, Trichuros trichura, Haemenolypes nana, Enterobius vermicularis.

bacterial diseases: typhoid, cholera, dysentery, pyogenic cocci, etc. House flies have been demonstrated to be vectors of Campylobacter and E. coli O157:H7 using PCR.[7] House flies can be monitored for bacterial pathogens using filter paper spot cards and PCR [8]

Viruses: enteroviruses: poliomyelitis, viral hepatitis (A & E)..etc.

والذبابه المنزليه هي سبب نقل الامراض

اسلوب نقل ميكانيكي للكائنات علي الشعر واجزاء الفم والترجيع والبراز

وامامكم قائمه طويله من الامراض التي تنقلها وهي متنوعه ولا تستجيب كلها الي مضاد واحد كما ادعي هذا الاستاذ

ثانيا هو ادعي ان تم تجميعها من بيئات مختلفه وكلهم عليهم نفس الامراض وهذا ايضا خطأ علمي لان كل بيئه تختلف ملوثاتها عن البيئه الاخري ولا يوجد بها نفس الطفيليات والبكتيريا والفيروسات فهذا ايضا يثبت ان بحثه مفبرك

ثالثا

سقط هذا الباحث في خطا بشع وهو ان تكلم عن الجام بوزتف والجرام نيجاتيف

Gram + , Gram –

ولكن للاسف الذي لم يعرفه هذا الاستاذ ان الباسيلس الذي تكلم عنها هي تصبغ بالصبغه الحمضيه السريعه

Acid fast stain

فكيف يسقط استاذ كهاذا في خطا يعرفه اي طالب في كلية الصيدله ؟

رابعا هذه النوعيه في حد ذاتها هي معديه

very heat-resistant bacteria which cause fermentation of cereals in canned meat foods. They cause souring but no gas production so that the can does not bulge. Called also flat sour. B. stearothermophilus spores are used to test efficacy of autoclaves.

فهي تسبب تعفن للحوم المعلبه

 

بالاضافه الي انها تسبب مرض خطير وهو Endocarditis caused by Bacillus circulans

 

فهل يعلم هذا ؟

فلو افترض ان الذبابه تحمله هو يؤكد ان غمسها وشرب السائل هذه كارثه في حد ذاتها حتي لو لم يكن هناك جراثيم اخري ؟

 

وبالطبع الماده المفبركه التي تكلم عنها هذا الاستاذ وهي مادة

C30H37N4SO9

هذه ليس لها وجود واطالبه باي اسلوب استخدمه لتسميتها ؟ فهل يقصد انها تحتوي علي 30 كربون و37 هيدروجين و4 نيتروجين و9 اكسيد الكبريت ؟ بهذه الطريقه تكون التسميه خطا لانه عد الجزيئيات فيما عدا الكبريت والاكسوجين وتكون تسميه خطأ

وبالطبع هذه ليست تسمية الايوباك IUPAC

International Union of Pure and Applied Chemistry

وهذا يعرفه اي طالب في العلوم

اذا اقدر اقول انها تاليفه من هذا الاستاذ ان لم تكن تاليف اطالبه باسمها بالايوباك

كفاكم خداع للبسطاء

 

وبعض المراجع لكي تستخدمها قبل ان تخطئ في ابحاثك الاخري

 

1.^ Larraín, Patricia & Salas, Claudio (2008). " House fly (Musca domestica L.) (Diptera: Muscidae) development in different types of manure [Desarrollo de la Mosca Doméstica (Musca domestica L.) (Díptera: Muscidae) en Distintos Tipos de Estiércol]" . Chilean Journal of Agricultural Research 68: 192–197. doi:10.4067/S0718-58392008000200009. ISSN 0718-5839.

2.^ Stuart M. Bennett (2003). " Housefly" . http://www.the-piedpiper.co.uk/th6a.htm.

3.^ a b c d Anthony DeBartolo (June 5, 1986). " Buzz off! The housefly has made a pest of himself for 25 million years" . Chicago Tribune. http://www.hydeparkmedia.com/housefly.html.

4.^ Adapted from Dewey M. Caron (1999). " House flies" . University of Rhode Island. http://www.uri.edu/ce/factsheets/sheets/houseflies.html.

5.^ Dübendorfer A, Hediger M, Burghardt G, Bopp D. (2002). " Musca domestica, a window on the evolution of sex-determining mechanisms in insects" . International Journal of Developmental Biology 46 (1): 75–79. PMID 11902690.

6.^ Brian M. Wiegmann, David K. Yeates, Jeffrey L. Thorne, Hirohisa Kishino, a fly's head, showing compound eyes and hair

7.^ A. L. Szalanski, C. B. Owens, T. Mckay & C. D. Steelman (2004). " Detection of Campylobacter and Escherichia coli O157:H7 from filth flies by polymerase chain reaction" . Medical and Veterinary Entomology 18 (3): 241–246. doi:10.1111/j.0269-283X.2004.00502.x. PMID 15347391.

8.^ Sheri M. Brazil, C. Dayton Steelman & Allen L. Szalanski (2007). " Detection of pathogen DNA from filth flies (Diptera: Muscidae) using filter paper spot cards" . Journal of Agricultural and Urban Entomology 24 (1): 13–18. doi:10.3954/1523-5475-24.1.13.

 

بحث خامس او استطيع ان اسميه خرافه خامسه ومحاوله خامسه لاثبات صحة حديث رسولهم

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"
إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء " .


وقد قام باحثون بالدراسة المعملية لما ورد في الحديث ، وقد ثبت بالدليل القاطع أن الذبابة
تحمل بعض أنواع البكتيريا الممرضة ( الداء ) ، وتحمل في جسمها أيضاً بعض أنواع من الفيروسات ملتقمات البكتيريا المسماة بالبكتيريوفاج ( وهي تمثل الدواء في الحديث ) ، والتي تلتصق بجدار الخلية البكتيرية الممرضة في الأوساط السائلة ، وتخترق الجدار البكتيري والغشاء الخلوي لتصل إلى المكونات الداخلية للخلية البكتيرية وتبدأ التكاثر بشراهة بتسخير الحامض النووي البكتيري ( أهم المكونات الخلوية في الخلية البكتيرية ) لتصنع جزيئات الحامض النووي الفيروسي ( الجزء الفعال في الفيروس ) مما يترتب عليه موت البكتيريا الضارة وهلاكها ، خاصة الموجودة في أمعاء  الإنسان ( وطلاب المرحلة الثانوية يدرسون دورة البكتيريوفاج في مدارسنا منذ عشرات السنين ) .

وقد قام الباحثون بتربية البكتيريا الممرضة في مزارع صناعية ثم حقنوها باللاقم البكتيري الفيروسي ، فكانت النتيجة اختفاء البكتيريا تماماً من تلك المزارع ( وقد اتخذت هذه التجربة كتجربة ضابطة عند إجراء التجربة على الذباب ) .

كما قام الباحثون بغمس الذباب في الماء المقطر المعقم ، ثم حقنت مجموعة من أطباق مزارع البكتيريا الممرضة بهذا الماء ( منقوع الذباب ) فوجدوا أن نسبة موت البكتيريا تتناسب تناسباً طردياً مع عدد الذباب المغموس ، ومدة الغمس ، وكمية منقوع الذباب ، وهي تتناسب تناسباً عكسياً مع كمية المياه المستخدمة في غمس الذباب ( منقوع الذباب ) .


وقد خلص الباحثون إلى أن الذباب يحمل الداء البكتيري الذي عزلوه من الذباب ، ويحمل أيضاً المتلقم الفيروسي اللاقم للبكتيريا الممرضة والذي عزلوه من جسم الذباب أيضاً .

وثبت بالتجربة والبحث أن غمس الذباب في السوائل كالماء يسمح للفيروس بأن يلتقي بالبكتيريا ويلتصق بجدارها ويخترقه ويقضي عليها بسهولة


وما ينطق عن الهوي  ان هو الا وحي يوحي

 

وهذا كلام خرافه

وكالعاده من هم هؤلاء الباحثون لانعرف هم وجدوا هذه في المنام  وقد شرحت موضوع البكتيروفاج سابقا ولكن في الاعاده افاده

 

البكتيروفاج هو فيرس متخصص بمعني انه لا يصيب كل البكتيريا ولكن انواع منه تصيب انواع معينه من البكتيريا

وهو لا يصيب الفيرس الاخري التي تحملها الذبابه ولا يصيب بقية الجراثيم

اذا لو الذبابه تحمل الاف الانواع من البكتيريا والفيروثات والطفيليات والفطريات وبقية الجراثيم فالبكتيريوفاج قد يصيب نوع واحد فقط من هذه الالف نوع ويترك ما يقرب من الف نوع من الجراثيم

ثانيا البكتيريوفاج يوجد منه انواع معديه للانسان فلو كانت الذبابه بالفعل تحمل انواعه بغمسه يذيد من وجوده في السوائل فيكون معدي اكثر

ثالثا الذي شرح هذا الامر وقال بالغمس في الوسط المائي يجعل البكتيريوفاج يلتقي بالبكتيريا فلبكتيريوفاج لايحتاج الي الماء ليلتقي بالبكتيريا فهو يسبح في الهواء والماء في الحقيقه قد يعيق انتقاله الي البكتيريا قليلا

رابعا البكتيريوفاج له دورة حياه بعد اختراقه للخليه فهو يحتاج فتره زمنيه طويله تصل الي عدة ايام وليس ثواني لتقتل بكتيريا واحده ليعبر اولا بمرحله الالتصاق ثم الاختراق

Attachment and penetration

ثم مرحلة اتحاد الدي ان اي للفيرس بالذي للبكتيريا

ثم مرحلة تصنيع البروتين والاحماض الامينية

ثم مرحلة تصنيع وتركيب فيروسات اخري

ثم مرحلة اذابة خلية البكتيريا

Lytic cycle

وانطلاق الفيروسات

ولهذا افتراض المشكك ان ذلك يحدث قتل البكتيريا في ثواني فهو خطأ علمي فادح فهل قال الرسول ان يغمسوا الذبابه في الشراب وينتظروا عدة ايام حتي يتم تاثير البكتيريوفاج ثم يشربوه بالشفاء ؟

وخامسا لم يعرف المشكك ان هناك الكثير من البكتيريوفاج لا يقتل البكتيريا بل فقط يكون فيها في مرحلة كمون او تصنيع بدون قتلها وتستمر البكتيريا في التاثير

وتسمي هذه    Lysogenic cycleاو تسمي Temperate phages

فيكون غير مضر للبكتيريا

 

وبناء علي كل هذا يكون كلام المشكك خرافه

وملحوظه موضوع البكتيروفاج لعلاج البكتيريا ثبت فشله من سنين طويله فارجوا ان تحترموا عقولنا يا اطباء المسلمين

 

http://www.drdcha.com/vb/showthread.php?t=114884

 

وفي محاوله سادسه قال شيخ من شيوخ الفضائيات

طلبت الكنيسه من بعض العلماء ان يثبتوا ان هذه الحديث خطأ ولكن العلماء اثبتوا العكس ووجد الحقيقه الدامغه بان خرج العلامين بنتيجه ان الذباب يحتوي في احد جناحيه علي كم هائل جدا من مضادات البكتيريا والفيروسات وان شركة باير الالمانيه سمعت به وقامت بعمل مزارع للذباب واكتشفت نوع من انواع مضادات الفيروسات ضد الايدز موجود علي جناح الذبابه وتم استخلاصه وانتج في شكل دواء وهو عباره عن خمس اقراص تكفي لقتل فيروس الايدز ويباع 500$

وهذا لنك الفديو التذي تكلم فيه شيخ الفضائيات

http://www.youtube.com/watch?v=FaLD5WMFaOc

 

وفي الحقيقه هذه كانت كذبه كبري بالطبع وقد قمت بالاتصال بشركة باير وبقسم الابحاث وبالطبع ان الاجابه ان هذا الكلام لا اساسه له من الصحه لا من قريب ولا من بعيد ومن هم العالمان هم بالطبع اشخاص ليس لهم اسماء ككل الابحاث الاسلاميه ،ولمن يريد التاكد هذا هو موقع شركة باير ويقدر يبحث ويتاكد انه لا يوجد هذه الهراء

http://www.bayer.com/

وايضا يقول انه مضاد للبكتيريا وهو لايعرف الفرق بين مضاد الباكتيريا ومضاد الفيرسK وياللكذب الذي وصل اليه المسلمون ولكن بالطبع الكذب حلال لنصرة الاسلام

 

وحاول احدهم محاوله سابعه : تجميل الصوره بادعاء ان الحديث يقصد النحل وليس الذباب وبالطبع هذه محاوله فاشله

 

واشكر اولا الشيخ الحويني الذي رد علي هذا وقال الذباب هو الذباب المنزلي واسمه من معني انه كلما ذب اب اي كلما تم هشه رجع مره اخري، وهذا لنك لكلام الشيخ الحويني

http://www.youtube.com/watch?v=7obIT7ggioI

 

وهنا

ولتاكيد كلام الشيخ الحويني

 

لسان العرب

.
والذُّبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ، يَسْقُط في الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، ولا تَقُلْ ذِبَّانة.

 

المعجم الغني

ذُبابٌ، ةٌ - (حش). 1.: حَشَرَةٌ مِنْ فَصيلَةِ الذُّبابِيَّاتِ، مِنْ رُتْبَةِ ذَاتِ الجَناحَيْنِ، وَذُبابَةُ البُيوتِ تَتَغَذَّى بِالقاذُوراتِ وَتَنْقُلُ الأَمْراضَ. 2." ذُبابَةُ الخَيْلِ" : حَشَرَةٌ مِنَ الذُّبابِيَّاتِ تَعيشُ في الإِصْطَبْلاتِ وَتَلْصَقُ في دُبُرِ الخَيْلِ والأَبْقارِ وَتَنْقُلُ الأَمْراضَ. 3." الذُّبابَةُ الحَلَزونِيَّةُ" : ذُبابَةٌ خَطيرَةٌ قاتِلَةٌ أَكولَةٌ، تَأْكُلُ لُحومَ الأَحْياءِ وَتَفْتِكَ بِالحَيَوانِ وَالإِنْسانِ أيضاً، حَمْراءُ العَيْنَيْنِ، يَبْلُغُ حجْمُها ثَلاثَةَ أَمْثالِ حَجْمِ الذُّبابَةِ العادِيَةِ، تَضَعُ بَيْضَها في القَرْحِ أَوِ الجُروحِ الْمَفْتوحَةِ وَيُفَقَّسُ في غُضونِ ساعاتٍ قَليلَةٍ، تَحْفُرُ يَرْقاتُها الجَسَدَ وَمِنْهُ إلى الأَعْضاءِ مُباشَرَةً. 4." ذُبابَةُ الشَّيْءِ" : بَقِيَّتُهُ.

http://lexicons.sakhr.com/openme.aspx?fileurl=/html/3090830.html

 

والحقيقه هذه الاجابه فيها إساءة الي رسوله بوصفه انه لا يعلم الفرق بين الذباب والنحل رغم ان الرسول تكلم عن النحل وهناك سورة باسم النحل وهي السورة رقم 16 وليس سورة الذباب

وهذه كلمة النحل

 

{وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} النحل: 68

 

وحديث عن الرسول فيه يتكلم عن النحل

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال " غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال " لا . اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر " فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم " .

الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2937
خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

وهل يختلط علي الرسول الفرق بين النحل والذباب وهو كان يسمع صوت النحل ؟

سمعت عمر بن الخطاب يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل ، فأنزل عليه يوما فلبثنا ساعة ثم سري عنه ، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا ، ثم قال : أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ، ثم قال : { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون : 1 ] حتى ختم عشر آيات

الراوي: عبد الرحمن ابن عبد القاري المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/311
خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

مثل هذه الخرافات العلميه التي بسببها لا يزال اطباء وعلماء المسلمين يجاهدوا بالكذب والتاليف والتضليل لكي يثبتوا ان كلام رسولهم صحيح

 

وكتب الفاضل العالم/ حمدي الراشدي:


إكتشاف مضادات حيوية على الذباب
في جامعة ماغواري، Macquarie University, وهي مؤسسة للعلوم البيلوجية، وضعوا فرضية ان الذباب الذي يعيش في الاوساخ لابد ان يملك آلية ليحافظ على نفسه من البكتريا الضارة له. لذلك قررت الجامعة البحث عن الخصائص المضادة للبكتريا في مختلف مراحل نمو الذباب.

في مؤتمر جمعية البيلوجيين الاسترالييين في ميلبورن قدمت Ms Joanne Clarke, استعراضا للمشروع ، الذي هو جزء من مشروع دولي للبحث عن مضادات حيوية جديدة.

الباحثون فحصوا اربعة انواع من الذباب: ذبابة البيت، ذبابة الاستفراغات، ذبابة الموز، وذبابة المقارنة عبارة عن ذبابة من جزيرة كوين اسلندا Queensland fruit fly وتضع بيوضها في الفواكه الطازجة. النوع الاخير لاتحتاج يرقاته الى الكثير من المضادات الحيوية لانه لايكون في تماس مع الكثير من البكتريا.

تقول مس كلارك ( واصفة وضع ذبابة المقارنة):" الذبابة تمر بمرحلة اليرقة والعذراء قبل ان تبلغ مرحلة النضوج. وفي مرحلة العذراء تكون محمية في شرنقة معزولة، ولاتأكل. نحن تنبأنا انهم لن ينتجوا الكثير من المضادات الحيوية".

وهم لم يفعلوا. وعلى كل حال جميع الييرقات اظهرت قدرة على انتاج المضاد الحيوي ( عدا يرقات ذبابة الفواكه).

جميع انواع الذباب الناضج انتجوا المضادات الحيوية، بما فيهم ذبابة الفواكه، التي في مرحلة النضوج تحتاج الى المضادات الحيوية لانها في تماس مع بقية انواع الذباب لكونها متحركة.

هذه الخاصية كانت موجودة على سطح جميع الانواع الاربعة، كما ان هذه الخاصية توجد في الامعاء ايضا. " نحن نجد النشاط في كلا المكانين" تقول الباحثة.
وتقول: "والسبب الذي ركزنا فيه على السطح لكونه المكان الاسهل". ((يعني المضادات توجد في كل مكان عدا الاجنحة، بحيث ان الحديث الشريف لامعنى له على الاطلاق، فكيف ما سقطت الذبابة وصل المضاد

المضادات الحيوية جرى استخراجها من خلال تغطيس الذبابة بالكحول ثم ترشيح المحلول من خلال شبكة نسيجية واستخراج العالق الخام.

عند وضع العالق الخام مع بكتريا بما فيه من الانواع E.coli, Golden Staph, Candida (خميرة) and a common hospital pathogen, جرى ملاحظة وجود تأثير مضاد حيوي في كل مرة. (وجود تأثير لايعني قضاء تام على البكتريا، او على جميع انواع البكتريا والفيروسات، بحيث كان من الافضل، طالما انه ينطق إعجاز، لو طلب غلي السوائل وليس تغطيس الذبابة فقط، لانه بذلك قدم حماية زائفة)

"
الان نحاول التعرف على مكونات المضادات الحيوية وتحديدها". تقول مس كلارك، وفي النهاية سنقوم بإنتاج مركباتها صناعيا.

ولكون هذه المركبات ليست من بكتريا، محتمل، لن يكون من السهل على جزء من الجينات التي تصبح لديها مناعة ضدهم ان تتحول الى مسببات للامراض بسهولة. نتأمل ان هذا الشكل الجديد من المضادات الحيوية سيملك فترة فعالية علاجية اطول.
دعونا نتعرف على الذباب

الذباب له قدرة عجيبة على التكاثر، ففي خلال فصل واحد، ومن ذبابة واحدة ونسلها ينتج لدينا 25 مليون ذبابة. الذبابة الواحدة تضع مابين 100-150 بيضة في المرة الواحدة، وتقوم بوضع البيض 4-5 مرات على مدى حياتها التي تكون 3-4 اسابيع في الصيف و 3-4 اشهر في الشتاء. وكلما ازدادت الحرارة كلما زاد عدد البيض. في الظروف المثالية تنمو الذبابة خلال 9-13 اسبوع.

يوجد 60 الف نوع من الذباب. كل منهم قد يحمل بكتريا او فيروسات ممرضة الى درجة قاتلة، ومختلفة عن الاخرى. ان تكون الذبابة قادرة على انتاج مضادات حيوية لحماية نفسها من انواع البكتريا التي قد تصيبها لايعني انها محتاجة لانتاج مضادات لحماية نفسها من الانواع التي لاتصيبها. فهل عنى محمد ان الذباب ينتج مضادات حيوية لجميع انواع الفيروسات والبكتريا الممرضة التي ينقلها الذباب على اجنحتهم وعلى جسدهم وعلى اقدامهم وعلى خرطومهم، بحيث ان المضادات على جسدها يقتل البكتريا والفيروسات على اية حال؟ ولكن لماذا تعتبر الذباب ممرضة وتنقل امراض خطيرة اذن؟ هل نصدق تمنياتنا وتصوراتنا ونرفض الواقع؟

95%
من الذباب الذي نلتقي به يوميا هو الذباب البيتي. Musca domestica. هذه الذبابة تتغذى من خلال فرز لعابها على المواد الغذائية لتحليلها ثم امتصاصها. وتنجذب الى جميع انواع الطعام او الجثث او الافرازات او الفضلات.
نوع اخر من الذباب نراه كثيرا هو ذباب الاستفراغات، حيث تنجذب الى رائحة الموتى لتضع بيوضها في الجثة. هذه الذبابة تسمى Caliphra vomitoria.
ذبابة الحصان نوع شائع في حظائر الحيوان، ومتخصص في ازعاج الحيوانات، وتسمى Musca autumnalis. هذه الذبابة تنشر مرض Parafilaria, الذي يسبب اخضرار اللحم ومرض بياض العين.
ذبابة الغابات Hydrotea Irritans والذي يميزها جوانب خضراء، تنشر مرض mastit.
ذبابة الجثث تسمى Sarcophaga carnaria, وتضع بيوضها في الجثة في حين ان الشرنقة تطمر نفسها في التراب.

توجد انواع من الذباب اللاسع، يتغذى على دماء الحيوان وحتى الانسان. اكثر هذه الجماعة شيوعا هي الذبابة Stomoxys calcitrans, وتنمو يرقاتها في مخلفات الحيوان وتسبب اختلالات عصبية وهرمونية عند الحيوان.

الامراض التي تنشرها
الذباب ينشر امراض فيروسية وبكترية وطفيلية على السواء، منها تسبب امراض الجهاز الهضمي عند الانسان والحيوان على السواء مثل مرض التيفوس والديسنتريا، والتيفوئيد. tyfus , dysenteri. و امراض مثل Parafilaria, mastit, وإلتهاب الكبد، والجمرة الخبيثة، والسلمونيلا ومرض الحمى القلاعية. ونتناول بعضها

كوليرا
تسببها بكتريا، تنتشر بفضل الذباب. يصاب المرء بإسهال شديد يؤدي الى الجفاف والموت.

Campylobacter
عائلة بكتريا تصيب الانسان والحيوان على السواء، وشائعة. بعض انواعها مثل Campylobacter jejuni and C. coli, تسبب امراض في المعدة والامعاء. ولكون الفضلات البشرية والحيوانية متلوثة بهذه البكتريا فإن الشكل الرئيسي لانتقال العدوى عن طريق الذباب. احيانا يصاب المرء Guillain-Barré المؤدي الى الشلل.

Shigella
بكتريا تنقلها الذباب وقريبة للسلمونيلا وتسبب تقلصات معوية وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة وخروج دم مع الفضلات.

visceral leishmaniasis
مرض يصيب الكلاب والانسان، بسبب طفيلات تنقله ذبابة الرمل. sand flies التي تعيش في المناطق الحارة مثل الشرق الاوسط والمناطق المدارية. تسبب الحكة وتغييرات جلدية وتسبب الفشل الكلوي واضرار للكبد. وهو مرض مزمن لاعلاج له. والمرض ينتقل عبر لعاب الذبابة الى الدورة الدموية للضحية.

مرض النوم
ذبابة من نوع Tsetseflies, وهي من مجموعة ذباب Simulium تنقل الى الانسان protozo والذي بدوره يسبب له مرض النوم. وهو مرض ينتهي بالموت إذا لم يجري علاجه

mastit
مرض التهاب الثدي تسببه بكتريا Arcanobacterieum pyogenes التي تعيش على الاثداء، و التي تنقلها ذبابة الغابات من المراعي.

Onchocerciasis
عمى النهر، وسببه دودة طفيلية معوية. ويصاب به المرء عن طريق عضة ذبابة سوداء. الدودة تنتشر في كل انحاء الجسم وعندما تموت تسبب حكة وتقتل الانسجة المجاورة مثل العين.

الخلاصة
- الحديث يقول ان الافة والدواء على جناحي الذبابة، ولكن المصدر العلمي لايؤكد هذا الادعاء، بل يعارضه . ان الجناحيين ليسا معنيان بالامر، وبالتالي فالحديث لايتطابق مع الواقع من جهة مصدر العلاج ولا من جهة موقع العلة. ومثل هذه الثقوب لاتصدر عن آلهة.
2-الحديث قال (إذا) سقطت (فأغمس)، وهذه نصيحة خاطئة. هذا هو جوهر الامر. النصيحة خاطئة اساسا وجملة وتفصيلا، كان عليه ان يقول (|إذا سقطت أغلى الوعاء) ليدلل على معرفته وحسن نيته، خصوصا وانه علاج بسيط وفي متناول الجميع على مختلف العصور، ولكنه ضل واضل.
3-النصيحة ليست صالحة لأي زمان على الاطلاق، وتدل انها صادرة عن جاهل او قاتل. انها تزيد من احتمال الاصابة والموت، وتعطي حماية وهمية كاذبة تذكر بعلاج الكهنة.
4-إذا كانت النصيحة عن قوة خارقة عالمة فلابد انها آتية عن الشيطان وليس عن إله رحيم، فهي تهدف الى التأكد من موت الانسان وليس خلاصه. الاله الصحيح سينصح بالغلي وليس بزيادة احتمال المرض، خصوصا وان الغلي عملية بسيطة.
5- إذا كانت النصيحة عن محمد، كبشر، وحبا منه في تطمين الفقير جاهلا بما سيترتب على نصيحته الخاطئة صحيا، امر اقبله، فهي صادرة عن جاهل بحسن نية والى جاهل، ولكنها ليست اعجاز الا عند من لا يفكر.

 

الحوار المتمدن

 

شهيد الذبابة.

بقلم سامى لبيب

2014 / 3 / 16

مازالت أتذكر قول والدى الحبيب أن سبب تخلفنا هو كوننا شعوب كسولة لا تفكر ولا تعرف معنى الإستثمار فنحن تنابلة نسند ظهرنا للحيط ولا نفعل شئ سوى شرب الشاى والقهوة والشيشة واللعب فى أصابع أرجلنا من باب التسلية لننتظر من الغرب أن يأتى لبلادنا ليكتشف ويستخرج النفط فلا نفكر أن نقوم بهذا العمل بدلاً منه ولسان تخلفنا وهواننا يقول : يا أخى خلى كل واحد ياكل عيش .. نحن كسالى وتنابلة لا نملك إلا فنجرة بق وحنجرة كبيرة ونسوان عريانه بتلعب فى دماغنا ليل نهار .
أفتخر أن لى عقلية إستثمارية من الدرجة الأولى إكتسبتها من السيد الوالد لتبحث عن المال بملقاط وتخرج اللقمة من فم الأسد لأجد الوحى الإستثمارى قد حل علىّ فجاة وأنا أستمع لأغنية الذبابة التى غناها ابن عمى http://www.youtube.com/watch?v=BrEEHqpy_No والتى من فرط عشقى لها تحملت تكاليف إنتاج فيديو كليب رائع لأجنى منه أموال طائلة http://www.youtube.com/watch?v=1_r3knELzzo هذا أثناء إطلاعى لبعض القراءات من التراث الإسلامى الجميل لأتوقف أمام حديث للبخارى عن النبى " إذا سقط الذباب فى شراب أحدكم فليغمسه كله ثم لينزعه ويشرب. فإن فى أحد جناحيه داء. وفى الآخر شفاء" لأندهش من هذا الحديث وأتقزز منه عندما أتخيل ذباب يَحط على طعامى فأغمسه فيه ثم أنزعه وأأكل طعامى هنيئاً مريئاً ولكن إيمانى غلب فطرتى وذوقى فقلت هذا حديث للرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى بل يبشرنا بأن أحد جناحى الذبابة به داء والآخر به دواء أى أن هناك رسالة يريد أن يبلغنا إياها فلما لا تكون إعجاز علمى مثل شرب بول البعير لأسرع لمحرك البحث جوجل باحثاً عما يخص الذباب لأجد الدكتور العلامة الكبير زغلول الفشار يخوض فى هذا ويقول لقد أثبت العلم أن إحدى أجنحة الذبابة به داء والجناح الآخر يحمل مضادات هذا الداء .. يا الله ماهذا الإعجاز وكيف عرف محمد بهذا الإكتشاف العلمى من أربعة عشر قرن سبحانك يارب لأزهو بهذا الحديث بالرغم من قرفى من قصة غمسه فى طعامى عندما يحل عليه ضيفاً فقد تعلمنا من الصغر أن الذباب مُقرف وأكثر الحشرات قذارة وناقلة للأمراض فهو يحط على البراز والرمم والقاذورات وينقل منها كل الأمراض ليبلغ ما يحمله من جراثيم فى بطنه وعلى جسمه مايقرب من 50 مليون جرثومة فهكذا تعلمنا وهكذا نراه محلقاً من قمامة لقمامة ومن براز إلى رمه إلى جيفه إلى طعامنا ولكن من قال أن علوم الغرب صحيحة أمام العلوم الربانية ,فهذا الغرب الحاقد على الإسلام يتعمد أن يرسل لنا علوم فاسدة مغلوطة ليبعدنا عن العلوم والمعارف النبوية التى تفيدنا فى حياتنا كموضوع غمس الذباب فى الطعام .. يا الله كم نحن غافلون كسالى لا نكتشف العلوم الربانية إلا بعد أن يكتشفها الغرب بالرغم أنها فى كتبنا فهل نحن قوم بلهاء لا نفقه ما فى داخل تراثنا من كنوز .
فى زهوة فخرى بحديث الذبابة وأثناء مداعبتى للذباب فلم يعد هناك قرف وضيق منها كما فى السابق تحركت قرون إستشعارى الإستثمارية لتتوهج وتصطاد فكرة بمليون دولار لأشعل سيجارتى وأقول لماذا لا نستفاد من الذباب فطالما هو يحمل أجنحة عليها دواء فهذا يعنى أننا أمام عقاقير طبية ربانية جاهزة للتعبئة والتوزيع .. ياالله كم أنا عبقرى .
نعم سأنشأ مصنع أو مسالخ كمسالخ البهائم ولكن بأجهزة دقيقة جدا تقوم بسلخ أجنحة الذبابة عن جسمها ونأخد الجناح الذى فيه الدواء الذى غالباً سيكون الجناح الأيمن حيث يُفضل الله أهل الميمنة عن أهل الميسرة كما يأمرنا النبى العربى أن نستخدم اليمين فى تعاملاتنا فلا نأكل باليد اليسرى ,فالشيطان يحل بها بينما هى لنظافة مؤخراتنا فقط .. حسنا سأجمع الأجنحة اليمنى للذباب وأقشط ما عليها من دواء ربانى وأعبأه فى زجاجات وأبيع تلك الأدوية فى كل أرجاء المعمورة وبالعملة الصعبة ولتذهب غطرسة الغرب للجحيم فنحن قادرين على الإبداع والإبتكار ليرشدنا كتاب الله وسنة نبيه بأسراره المذهلة ... لن أخشى من منافسة الغرب فلن يخطر على جهابذة علماءه أن الذباب يحمل جناح دواء وجناح داء وحتى لو تسرب هذا المشروع فماذا هم فاعلون فبيئتهم النظيفة لن تمنحهم الذباب بينما بيئتنا غنية ثرية بالقذارة والعفن مما سيعطينا محصول وافر من الذباب .. فسبحان الله فلكل شئ حكمة ,فهاهى حكمته أن نكون شعوب تعيش فى القذارة والعفن وليهنأ الغرب بنظافته .
كافئت نفسى على تلك الفكرة العبقرية بفنجان من القهوة وسيجارة أمريكية وبدأت أنظم تفكيرى فى كيفية تحقيق هذا المشروع الإستثمارى الضخم فهو يتوقف على توفير إمكانيات مادية لإنشاء هذا المعمل الذى سيسلخ الذباب أو يقص أجنحته بأشعة الليزر لنستخلص الدواء من على جناحه الأيمن بقشطه وهذا مقدور عليه بإستيراد هذه الأجهزة الدقيقة من الغرب الكافر ,أما الذباب فماشاء الله والحمد لله رب العالمين فهو متوفر عندنا كالرمل أى لن نستورد ولن نبدد مصاريف على الإطلاق .. ياااه إنه مشروع عظيم وعلى بركة الله أتوكل .
وفيما انا أفكر فى ترتيبات المشروع فكرت فى إمكانية تطوير هذا المشروع بشكل مُبهر فلأنشأ فى كل مدينة معمل لسلخ الذباب ومزرعة لتدجينه كما ندجن الفراخ وذلك لتوفير أكبر قدر من الذباب الحى الطازج يكفى لإنتاج دواء يغطى السوق المحلى والعالمى .. ياااه كم أنا عبقرى وكله بفضل الله وحديث الذبابة .
أشعلت سيجارة أمريكية أخرى فى زهوة إنتصارى وفيما أحدق فى الذباب الذى يتطاير على أكوام القمامة وقعت ذبابة فى فنجان القهوة لأغمسها على الفور بل أغطسها بالكامل فى قهوتى ثم أنزعها وأرميها جانباً وصحة وعافية ووداعاً للأفكار والعلوم الغربية وهذا الهراء عن النظافة والصحة والجمال ولأكمل أحلامى وأنا أداعب الذباب وأكلمهم : قد حان الوقت يا أعزائى أن تعيشوا حياة مُرفهة فى مزارعى وتودعوا مقالب زبالتنا وتفيدوا البشرية فأنتم سخركم الله لنا بجوار تسبيحكم إياه , لتنطلق فكرة عبقرية أخرى لأقول لماذا لا أستغل علم الإستنساخ فى مشروعى العظيم هذا أى أستنسخ ذباب بأعداد غفيرة من ذبابة أصلية أنزع عنها الداء الرابض على جناحها الأيسر لأنتج مليارات الذباب تحتوى على الدواء فقط مما يسهل عملية السلخ فيقوم العامل بقص الأجنحة بسهولة وبشكل سريع بدلا من الدقة التى سيمارسها فى فصل جناح الداء عن الدواء أو فلنعجن الذبابة بأكملها ونضعها فى زجاجة الدواء ,ولكن أحسست بالحرج من تلك الفكرة فشيوخنا الأفاضل لم يحللوا الإستنساخ ,علاوة أننى أُعدل هكذا فى خلقة ربنا وأتدخل فى حكمته فكيف ألغى جناح الداء هكذا وهو الذى خلقه الله لحكمة لا نعرفها لأنصرف عن تلك الفكرة وأبقى على فكرة إنشاء مزارع لتدجين الذباب فى كل مدينة وقرية ولأدع الناس تاكل عيش .
وفيما أنا فى تلك النشوة العظيمة من إنطلاق أفكارى الإستثمارية تحركت فى داخلى ثقافتى العربية الأصيلة لأجد نفسى أسب وألعن الغرب فلا تقل ما دخل الغرب لتسبه فى تلك اللحظة التاريخية لأقول أنها ثقافة البراء التليدة التى لا تترك مناسبة تمر دون سب الغرب ولعنهم ولكن هذه المرة تحركت قدرتى الإبداعية الإجرامية فى العداء للغرب فلن أكتفى بالنباح كما إعتدت لتخرج فكرة جهنمية تطلب أن يصفق لها الشيطان ,لأقول لماذا لا نستفيد من أجنحة الذباب التى تحمل الداء ونعبئها ونصنع منها قنبلة تشبه القنابل الجرثومية ونطلقها على إسرائيل ونسميها القنبلة الذبابية العربية–القاهر 1 .. ياااه كم أنا عبقرى فهاأنا أجدد من جينات ثقافتى العدائية الأصيلة التى تتشاجر مع دبان وشها ..ولكنى توقفت برهة لأقول إننا كعرب لا نمتلك منصات صواريخ لنطلق القنبلة الذبابية وليس لدينا أقمار صناعية لتوجيه الصواريخ فلو اطلقنا فرضاً صواريخ القنبلة الذبابية هكذا فيمكن ان تصيب أهلنا فى غزة والأردن كما فعل صدام ,إذن لم يتبقى سوى أن نرميها من طائرة ولكن الطائرات نستوردها ولو أدرك الغرب نيتنا فسيمنع الطائرات عنا بل يكفى أن يحجب توريد الصواميل والمسامير لتصبح طائراتنا جثث هامدة لا تقلع من على الارض علاوة أن الغرب يمتلك تقنية اطلاق صواريخ على طائراتنا وهى لسه بتدير مواتيرها على أرض المطار ... إذا فلنرجع للحل الربانى ولا نبعد عنه ولنستلهم قصة أصحاب الفيل لتلوح فى دماغى فكرة جهنمية أخرى بأن أجمع الذباب فى معاملى ومن مداجنى الخاصة لأكشط الدواء من على جناحها الأيمن ثم أدهنه بطبقة عازلة حتى لا تتكون طبقة دواء جديدة وأطلقه بعدها على إسرائيل حاملاً للداء ,.وسلملى على التكنوجيا الغربية وكيف تتصدى لجحافل ذبابى وخلى الصواريخ الذكية والباتريوت والأقمار الصناعية تنفعهم. هههههه .
للأسف نحن المؤمنين لا نتمعن فى الآيات الربانية فألم يضرب الرب شعب مصر بالذباب ليبيد المصريين بذلك السلاح الرهيب كما ورد فى الكتاب المقدس فلماذا نغفل عن الدروس الربانية ,فهاهو الرب يستعمل الذباب فى مصر وهاهو نبينا العربى يعطينا تفسير لهذه المعجزة الإلهية ,فالذباب الذى ضرب شعب مصر هو ذباب نزع الله الدواء من عن جناحه الأيمن وأطلقه .
أنام لأصحو وقد ارتفعت درجة حرارة جسدى كفرن البوتجاز وتجتاح أمعائى وأحشائى ثورة هائلة من الإضطرابات والألم وكأن سكاكين تمزقها لتسارع زوجتى بإحضار الطبيب الذى لم يجد جهداً فى توصيف حالتى بأننى أعانى حمى شديدة من فعل الذباب وأنه لا يثق فى قدرة جسدى على تحملها وأن أيامى باتت معدودة لأودع الحياة ,لتبكى زوجتى من هول الخبر .
تمر بالفعل أيام قليلة وأحس بملك الموت يقترب لتسألنى زوجتى ماذا تريد ان نكتب على شاهد قبرك قلت : اكتبى مات شهيد الذبابة والله يخرب بيتك يااللى فى بالى , لتقول مين ده: قلت زغلول الفشار و......
غطينى وصوْتى يا إنشراح.

دمتم بخير .


فتحُ الألباب في علوم الذباب

بسام درويش / Nov 24, 2007

 

تصوّر نفسك عزيزي المسلم وأنت تجلس في مطعم من المطاعم، تستمتع بتناول إفطارٍ مكوّنٍ من فنجان حليبٍ ساخنٍ وفطيرةِ جبنٍ محمصةٍ ورغيفِ خبزٍ وقطعةِ زبدة. تدخل فجأة أربع ذباباتٍ تحمل كل منهنّ بعضَ روثِ حمارٍ لبائع خضارٍ كان يقف على الرصيف خارج المطعم، فتحطّ كل واحدة على صحن من الصحون أمامك لتلقي فيه بمئات المئات من الميكروبات الصغيرة جداً التي لا تُرى بالعين المجردة.

وبصفتك إنسان متعلم، فأنت تدرك خطورة هذه الجراثيم على صحتك وخاصة في عصرنا هذا حيث أصبحنا نسمع كل يوم بمرض جديد. لكنْ، وإذ أنعم الله عليك بأن وُلِدت على دين الإسلام، فأنت تعرف إلى أين تلجأ في لحظات عصيبة كهذه. تتذكّر بسرعة ما تركه لك خير المرسلين من حكمٍ ذهبية صالحةٍ لكل زمان ومكانٍ، تعب في جمعها علماء الحديث والفقه ومؤرخو سيرته الشريفة، كي يحفظوها لك ولأجيالك من بعدك، تعينك وتعينهم على حلّ أية معضلة تواجهك أو تواجههم مهما بلغ تعقيدها. وتتذكّر من هذه الحكم ما نصح به الرسول في وضعٍ كهذا الوضع تماماً: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كلُّه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء"(1).

وبسرعة البرق، تشمّر عن ذراعيك وتهوي بيديك الاثنتين فتضرب بهنّ الذبابات الغازيات قبل أن يتمكنّ من الهرب، ثم تغمسهنّ في الحليب والزبدة والفطيرة غمساً، بينما تحك الرابعة بالرغيف حكّاً لتعذّر غمسها، وبعد ذلك تتخلّص منهنّ برميهنّ بعيداً، وتعود إلى الأكل مطمئن البال بأنّ الترياق المضاد للجراثيم الذي تحمله الأجنحة الأخرى لهذه الذبابات، قد طهّر بقايا روث الحمار وأنّ طعامك قد عاد حلالاً زلالاً، لا خوف منه ولا عليه، ولا من يحزنون!

وبعد أن تنتهي من تناول هذا الإفطار الشهيّ، تقوم بلعق أصابع يديك لعقاً(2) على سنّة الله ورسوله وتلحس بلسانك ما تبقى في الصحون لحساً(3) غير عابئ بأولئك الأوباش من المتحضرين الذين يتناولون طعامهم قبالتك ينظرون إليك بشذرٍ لقلّة فهمهم ولجهلهم بالإسلام، ثم تمسح بطرف قميصك ما علق على شفتيك من طعام و"تتيسّر" بعد ذلك إلى عملك.

**************

لكن، وخلال نهارك، ولأنك على مستوىً رفيع من العلم والثقافة، فإنّ صورة هذه الذبابات لا تترك فكرك. هناك شيءٌ لم يتطرق إليه النبي، فتأخذ بالتساؤل عما إذا كان قد غاب عن ذهنه حين قال حكمته الذهبية تلك...! ففي هذه المرة، حالفك النصر ـ بعون الله ـ على هذه الذبابات اللواتي لم يتوقعن منك هذه السرعة الرهيبة في تنفيذ حكم الله ورسوله بهنّ، والحرب خدعة على كل حال، لكن، ماذا لو طارت الذبابات فوراً بعد أن حطّت على طعامك قبل أن تتمكن من القبض عليها؟ من أين ستأتي بالترياق؟

ماذا أيضاً عن الطباخ أو العاملين معه في المطبخ؟ هل أنت متأكّد بأنهم ينفذون وصايا النبي بعناية في حال سقوط ذبابة أو ذبابات في وجبتك خلال إعدادهم لها؟ ماذا لو كانوا من الكفار الجاهلين الذين لم يسمعوا بهذه الحكم الذهبية من قبل وخاصة إذا كانوا قد تعلموا أصول الطبخ في معاهد غير إسلامية؟  

 

لذلك، ولأنك إنسان ذكيّ جداً أنعم الله عليك بما لم ينعم به على أحد من غير المسلمين وهو نعمة العقل(4)؛ فقد أخذت تُعمِلُ التفكير لعلّك تصل إلى حلٍّ لهذه المشكلة تخدم فيه الصحة العامة وأمة المسلمين وتغلق كل ثغرة يحاول الكفار أن ينالوا عن طريقها من الإسلام.  وهكذا، ولأنّ الإسلام شجّعك على الاجتهاد وعلى طلب العلم حتى ولو من الصين، فإنّك قررت أن تبحث عن الحلّ بنفسك فصلّيت صلاة الاستخارة وبدأت سعيك.

أخذت تفكّر وتفكّر وتفكّر، وطال بك التفكير أياماً، فذهبتَ إلى غارٍ خارج المدينة بعيداً عن ضوضاء الناس، وقبعت تتأمّل وتتأمّل وتتأمّل، وأنت على ثقة بأنّ جهودك ستحظى ببركة الله ورسوله الذي قال: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...". وأخيراً كلّل الله سعيَكَ بفكرةٍ فيها خيرٌ للمسلمين ستكون شوكة تخرزها في عيون المشركين الذين لا يكفون عن السخرية برسول الله وما فضّل به من حكمٍ على العالمين؛ فتركتَ الغارَ وأنت تصرخ كما صرخ من قبلك أرخميدس، "يوريكا... يوريكا...!" وجدتها...! وجدتها...! 

خلال تلك الأيام التي أمضيتها متأملاً، خطر بفكرك الكثير من الحلول، منها على سبيل المثال، أن تؤسس مزرعةً لتربية الذباب واستنساخ أفضل أنواعه، وتغذيته بمختلف أنواع الفضلات البشرية والنباتية والحيوانية، ثم بيعه في مغلفات أو علبٍ صغيرة يحملها المسلمون معهم أينما رحلوا وحلوا. وهكذا، فإنْ وجدوا أنفسهم في وضع يستحيل عليهم خلاله الإمساك بالذبابة قبل غمسها غمساً كاملاً، سوف يجدون في متناول أيديهم ذباباً حلالاً لا غشّ فيه يحمل دمغة وزارة الأوقاف المحلية وخاتم الأزهر، يأخذون منه ما هم بحاجة إليه فيغمسونه في الطعام ويتابعون أكلهم على بركة الله ورسوله. أفكار أخرى كثيرة مشابهة انتهيتَ بنبذها كلها بعد أن أتاك الإلهام الإلهي بالحل الأمثل. ما دفعك إلى نبذ تلك الفكرة وما شابهها هو أن النبيّ لم يكن واضحاً كل الوضوح في ما يتعلق بنوعية الترياق الذي يحمله الجناح الآخر للذبابة. هل هو ترياق مضاد فقط لنوع الجراثيم التي يحملها الجناح الأول، أم هو مضاد لكل أنواع الجراثيم التي يحملها الذباب بشكل عام؟! ماذا لو كانت الذبابة التي سقطت في صحن طعام مسلمٍ في سوريا مثلاً، قد جاءت لتوها عن طريق طائرة قادمة من باكستان أو الصومال؟ أليس من الممكن أنْ لا تحمل الذبابة المنتجة محلياً الترياق المضاد للجراثيم التي خلفتها الذبابة الباكستانية. في الحقيقة، ربما لم يغفل النبي عن هذه الناحية حيث أنه لعدم وجود الطائرات آنذاك، ولكون الذبابة لا تعيش لفترة طويلة تكفي لانتقالها من بلد بعيد إلى أرض العرب، فإنه لذلك لم يهتمّ كثيراً بالاستفاضة في هذا الموضوع. صحيح أنّه نبي ولكن للنبوءة حدود، والأنبياء لا يصرحون بكلّ شيء يعرفونه وهم يتركون متعمدين شيئاً للمفسّرين كي يجتهدوا فيه.   

أخيراً، وبعون الله وشفاعة المصطفى، توصّلت إلى الحلّ النهائي، وهو أن تؤسس مصنعاً إسلامياً لإنتاج اللقاحات الذبابية له فروع صغيرة في كل أنحاء العالم تستخلص الترياق من مجموعات من الذباب المحلي تبعث به إلى المصنع الرئيسي. وطبعاً، فإنّ الأمصال المستوردة ستخضع قبل شحنها لإشراف هيئة من علماء المسلمين في كل بلد. بعد ذلك، تقوم بخلط الأمصال ووضعها في قطّارات صغيرة يسهل حملها. وبالتأكيد، لن تنسى أن تضع على العبوات تاريخ الصنع وتاريخ انتهاء صلاحية الترياق حرصاً على صحّة المؤمنين وتأكيداً على أنّ الشركة لا تزوّد الأسواق إلا بالطازج من مخلفات الذباب.

وهكذا، وإذْ يتركّب هذا اللقاح من الداء والدواء معاً وبمواصفات إسلامية عالمية، فإنه يمكن للمسلم استخدامه مع أية وجبة طعام، سواء وقع فيها الذباب أم لم يقع. وبذلك لا يعود يخشى من إمكانية أن يكون طبّاخٌ كافر قد تعمّد عدم غمس الذبابة نكاية في المسلمين، أو أن يكون طبّاخٌ مسلمٌ قد سها عن غمسها سهواً.  لكنْ، مع ذلك، وكي تتأكد من أنك لن تتحمل مسؤولية سوء استعمال اللقاح من قبل بعض الناس، فإنك قمتَ بوضع لصاقة تحذير على كل عبوة تفصّل تركيباته وطريقة استعماله وتختمها بالآية الكريمة التي تبعد بها عن نفسك كل مسؤولية قانونية: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون".

************

عزيزي المسلم

ربما تعتقد بعد انتهائك من قراءة ما كتبتُ أن غايتي من هذه الكتابة هي الاستهزاء بك وبعقلك. أؤكّد لك أنك على خطأ في هذا الاعتقاد. فأنتَ لو أعملتَ فكرك وتأمّلت في تعاليم هذا الدين الذي تنتسب إليه لعرفتَ تمام المعرفة من هو الذي يستهزئ بك وبعقلك.

هذه الأحاديث ليست من اختراعي ولا من اختراع السي آي إي أو الموساد لتشويه صورة الإسلام. إنها أقوالٌ لنبيّك بذل علماء دينك جهوداً وأموالاً طائلة لجمعها في كتب ولتخصيص مواقع إلكترونية كي يحفظوها لك ويمرروها لأجيالك القادمة.

لست أنا الذي يستهزئ بك، إنما أنت الذي تسمح لتعاليم بالية سخيفة نطق بها بدويٌّ في القرن السابع للميلاد أن تستهزئ بك.

إذا قلتَ بأنّك لا تصدّق هذه الخزعبلات، فهل لك أن تقول لي أيّة خزعبلات أخرى لا تصدّقها أيضاً؟ كم من الأحاديث التي أجمع فقهاؤك على تسميتها بـ "الصحيحة" سترميها إذاً في سلّة القمامة؟ وما هي الأحاديث الأخرى التي تعتقد بصحتها اليوم ثم تعلن عدم تصديقك لها غداً؟ وهل الأحاديث فقط دون القرآن تحوي ما هب ودبّ من الخزعبلات التي تهزأ بذكائك؟

ما رأيك بالأحاديث التي تنهاك عن الأكل أو الشرب وأنت واقف أو بشمالك لأن الشيطان يشرب ويأكل بشماله، أو تلك التي تنهاك عن التثاؤب حتى لا يدخل الشيطان في فمك، أو عن عدم جواز الانتعال بالشمال قبل اليمين، أو تلك التي تقول لك إنك إذا أكلت حبة البركة فسوف تشفى من كل مرض إلا الموت (تذكر أن هذه النصيحة كافية لمنافسة إنتاجك من لقاحات الذباب)، أو إنّك إذا أكلت سبع حبات من التمر فسوف تبعد عنك السحر ليوم كامل، أو تلك التي تقول إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة أو فيه كلب، أو إنّ أبواب الجنّة تفتح كل يوم اثنين وخميس وطوال أيام شهر رمضان، أو إنّ سبب طنين الأذنين هو تبويل الشيطان فيهما لأن صاحبهما نسي أن يصلي قبل النوم، أو إنّ الشمس تشرق وتغرب على قرني شيطان، أو إنّ الرّعدَ هو ملاك يسوق الغيوم، أو إنّ الشيطان يضرط كي لا يسمع الناس صوت الآذان، أو إنّك إذا جامعت زوجتك دون أن تسمّي باسم الله فإن جنّياً سينطوي مع إحليلك ويجامعها معك، أو إنك إذا لم تقم بغزوة في حياتك أو لم تفكّر بغزوٍ فإنك ستموت منافقاً... وغير ذلك من آلاف الأحاديث التي لا أفهم كيف لا تجدها هازئة بعقلك ساخرة من ذكائك(5)!

وماذا عما يعلمك إياه القرآن بأنّ الشهب التي تراها في السماء ما هي إلاّ صواريخ (رواجم) تلاحق الشياطين الذين يحاولون التنصت على أهل السماء(6)، أو أن الأرض مسطحة(7)، أو أن الجبال هي رواسي خلقها الله ليثبّت الأرض بها ويمنعها من الاهتزاز(8)، وغير ذلك مما يخالف كل ما تعلمته في المدرسة والجامعة؟

الإسلام يا عزيزي لا يكتفي بالاستهزاء بذكائك فقط إنما يسلخ عنك إنسانيتك وكرامتك، ولا يكتفي فقط بتعليمك كراهية الناس وعدم احترام حريتهم(9)، إنما أيضاً يحرمك أنت نفسك من حريتك ومن حق اختيار الدين(10) أو عدم الإيمان بدينٍ على الإطلاق.

بعبارةٍ أخرى، أنت يا عزيزي المسلم ضحيّةٌ لأيديولوجية هدّامة خطيرة، ولا أحد، إلاّ عديمَ ضميرٍ وقلبٍ، يهزأ من الضحيّة. أنا أهزأ بهذه الأيديولوجية لعلّ ذلك يحرّضك على التفكير ويزيل الغشاوة عن عينيك ويشجّعك في النهاية على الانتفاض لإنسانيتك.

 

علاج لدغ الأفاعي والسم بالرقي والتعاويذ بدلًا من الأمصال الطبية

 

روى البخاري:

 

5741 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ فَقَالَتْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّقْيَةَ مِنْ كُلِّ ذِي حُمَةٍ

 

ورواه مسلم 2193

 

5705 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

ورواه أحمد 2448 وأخرجه البخاري (6541) عن أسيد بن زيد، ومسلم (220) (374) ، وأبو عوانة 1/85-86 من طريق سعيد بن منصور، وابن حبان (6430) ، وابن منده في "الإيمان" (982) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1163) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثلاثتهم عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري (3410) و (5705) و (5752) و (6541) ، ومسلم (220) (375) ، والترمذي (2446) ، وأبو عوانة 1/86، وابن منده (983) و (984) ، والبغوي (4322) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وعند أحمد مختصرا بقصة دخول السبعين ألفا الجنة برقم (2954) . وقوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة" رواه أحمد من حديث سهل بن حنيف 3/486، ومن حديث عمران بن حصين 4/436 و438 و446.

الحمة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/446: السم، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج.

 

هناك تناقض هنا كما لاحظت من قبل في باب (أول من خالف تشريع نفسه) فقد نهى محمد عن الرقي والتعاويذ، ثم سمح بها كوسيلة خرافية غير علمية.

 

وروى مسلم:

 

[ 2708 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح واللفظ له أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب أن يعقوب بن عبد الله حدثه أنه سمع بسر بن سعيد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك

 

[ 2709 ] قال يعقوب وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك

 

ورواه أحمد 15709 و7898

 

شيء لا يحدث في أرض الواقع. ولا غنى عن الاحتراس وفي حالة الإصابة بلدغة أخذ الأمصال سريعًا.

 

وكان محمد يستعمل التعاويذ والرقي كعلاج خرافي غير مفيد للأمراض، روى البخاري:

 

5744 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْقِي يَقُولُ امْسَحْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ

 

5745 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا

 

5746- حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الرُّقْيَةِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا

 

وروى مسلم:

 

[ 2194 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قالوا حدثنا سفيان عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا قال بن أبي شيبة يشفى وقال زهير ليشفى سقيمنا

 

 [ 2195 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال أبو بكر وأبو كريب واللفظ لهما حدثنا محمد بن بشر عن مسعر حدثنا معبد بن خالد عن بن شداد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين

 

[ 2202 ] حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني نافع بن جبير بن مطعم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر

 

هذا الترويج للجهل والخرافات هو شيء مزرٍ بلا قيمة وضار جدًّا.

 

ومما روى أحمد:

 

17907 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذَهُ وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُهُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " ضَعْ يَمِينَكَ عَلَى مَكَانِكَ الَّذِي تَشْتَكِي، فَامْسَحْ بِهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ فِي كُلِّ مَسْحَةٍ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان- وهو ابن داود- الهاشمي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن، وعمرو بن عبد الله السَّلَمي، فقد روى له أصحاب السنن أيضاً، وهما ثقتان. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1000) عن علي بن حجر، وعن محمد بن زنبور المكي، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف في "مسند المدنيين" (16268) .

 

(16268) 16376- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ عُثْمَانُ : وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمْسِكْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ. (4/21)

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الله بن كعب السَّلَمي فقد أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة. وهو عند مالك في "الموطأ" ومن طريقه أخرجه أبو داود (3891) ، والترمذي (2080) ، والنسائي في "الكبرى" (7546) و (10837) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (999) - وابن حبان (2965) ، والطبراني في "الكبير" (8340) ، وفي "الدعاء" (1130) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (545) ، والحاكم 1/343، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/114. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من حديث الجريرىِ عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان ابن أبي العاص بغير هذا اللفظ. قلنا: بل أخرجه مسلم بهذا اللفظ من طريق الزهري عن نافع كما سيأتي في التخريج. وخالف زهيرُ بنُ محمد مالكاً في روايته عن يزيد في تسمية عمرو بن عبد الله بن كعب. فقد أخرجه ابن أبي شيبة 8/51 و10/316، وعبد بن حميد في "المنتخب" (382) ، وابن ماجه (3522) ، والطبراني في "الكبير" (8341) ، وفي "الدعاء" (1132) من طريق زهير بن محمد، عن يزيد بن خُصَيفة، عن عمر بن عبد الله بن كعب، عن نافع، به. فسمى عَمراً عُمَرَ، وجاء في مطبوع ابن ماجه "عمرو". وقال الطبراني في "الدعاء": اتفق مالك بن أنس وإسماعيل بن جعفر في إسناد هذا الحديث، وخالفهما زهير بن محمد، ثم ذكر الحديث. قلنا: رواية إسماعيل بن جعفر ستأتي 4/217. = وأخرجه مسلم (2202) ، والنسائي في "الكبرى" (10839) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1001) - ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/364، وابن حبان (2964) و (2967) ، والطبراني في "الدعاء" (1129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/30، وفي "الاستذكار" (40039) من طريق ابن شهاب الزهري، عن نافع بن جبير، عن عثمان، به، وفيه زيادة: التسمية ثلاثاً، وفي آخره: "وأحاذر". وفي الباب من حديث أنس عند الترمذي (3588) والحاكم 4/219. =

 

الاستسلام للأمراض وتفسيرات خرافية لها

 

روى أحمد:

 

1494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، وَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، قَالَ: فَمَا تَزَالُ الْبَلايَا بِالرَّجُلِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة. وأخرجه الطيالسي (215) ، ومن طريقه الدورقي (42) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/368، والبيهقي في "السنن" 3/372، وفي "شعب الإِيمان" (9775) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (69) من طريق عمرو، عن شعبة، به.

 

1481 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الدورقي (41) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (146) ، والدارمي (2783) عن أبي نعيم، والحاكم 1/41 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (215) ، وابن أبي شيبة 3/233، والبزار (1155) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 253، وابن حبان (2900) و (2921) ، والحاكم 1/41، والبيهقي في "السنن" 3/372-373، وفي "الشعب" (9775) من طرق عن عاصم، به. وأخرجه مختصراً البزار (1150) من طريق سماك بن حرب، عن مصعب، به. وسيأتي برقم (1494) و (1555) و (1607) .

 

24358 - حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا داود يعني ابن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته، أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله صلى الله عليه وسلم: " أنه كان عذابا يبعثه الله عز وجل على من يشاء، فجعله الله عز وجل رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرا محتسبا ، يعلم أنه لم يصبه إلا ما كتب الله عز وجل له، إلا كان له مثل أجر الشهيد "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير داود بن أبي الفرات فمن رجال البخاري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7527) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (1353) و (1761) ، والبخاري (3474) و (5734) و (6619) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/206، والبغوي في "شرح السنة" (1442) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وسيأتي برقمي (25212) و (26139). وانظر (24527) و (25118). وفي الباب: عن جد عكرمة بن خالد المخزومي، وقد سلف برقم (15435) ، وعن شرحبيل بن حسنة، وقد سلف برقم (17753) ، وقد ذكرنا عندهما أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث خزيمة بن ثابت سيرد 5/213.

 

وروى البخاري:

 

5648 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا

 

كثير من بسطاء وفقراء المسلمين يعيشون مستسلمين بأفكار كهذه، يعانون المرض والفقر، ولا يجدون علاجًا من الحكومات، ولا يحاولون المطالبة ولا الاعتراض ولا الثورة، فقط يقولون أنه كفارة لذنوب خرافية وأن محمدًا نفسه عانى المرض. التفكير القدري الاستسلامي الديني هو تفكير مشؤوم عفِن يؤدي إلى السلبية.

 

الجن (كائنات خيالية) هم سبب بعض الأمراض حسب محمد

 

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)} ص

 

روى أحمد:

 

19528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: "وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ"

 

هذا إسناد اختُلف فيه على زياد بن علاقة، فرواه سفيان- وهو الثوري كما في هذه الرواية- عنه، عن رجل، عن أبي موسى. وكذلك رواه شعبة عنه، كما سيأتي برقم (19743). ورواه سَعَّادُ بنُ سليمان، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/211- 212، والبزار (3040) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" (1418) ، ومسعر بنُ كدام، كما عند الطبراني في "الصغير" (351) كلاهما عنه، عن يزيد ابن الحارث (وهو لا يعرف، وفي مطبوع البزار: زياد بن الحارث) ، عن أبي موسى، به.//ورواه حجاجُ بنُ أرطاة كما عند الطبراني في "الأوسط" (8507) عنه، عن كردوس بن عياش الثعلبي، عن أبي موسى، به. وحجاج ضعيف.//ورواه أبو مريم- وهو عبد الغفار بن القاسم- كما عند الدارقطني في "العلل "7/257، عنه، عن البراء بن عازب، عن أبي موسى. وأبو مريم ضعيف جداً.//ورواه أبو حنيفة- كما في "مسنده" (393) - عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي موسى، به. وعبد الله بن الحارث مجهول.//ورواه أبو بكر النهشلي كما في الرواية (19744) ، عنه، عن أسامة بن شريك، عن أبي موسى.//والظاهرُ أن الحديث معروفٌ في بني ثعلبة قومِ زياد بن علاقة، فقد جاء في رواية شعبة (19743) عن زياد، قال: حدثني رجل من قومي.. ثم قال في آخره: فلم أَرْضَ بقوله، فسألتُ سيد الحي وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى. وهو ما جاء التصريح به عند أبي شيبة، فيما حكاه عنه الدارقطني في "العلل" 7/256-257، فقال: وقال أبو شيبة: عن زياد، عن اثني عشر رجلاً من بني ثعلبة، عن أبي موسى. ومن ثم قال الدارقطني: والاختلافُ فيه من قِبَلِ زياد بن علاقة، ويُشبه أن يكون حَفِظَهُ عن جماعة، فمرةً يرويه عن ذا، ومرة يرويه عن ذا. وانظر (19708) .

 

19743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ كُنْتُ أَحْفَظُ اسْمَهُ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَنْتَظِرُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ ، وَالطَّاعُونِ " . قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: " طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، فِي كُلٍّ شَهَادَةٌ " قَالَ زِيَادٌ: فَلَمْ أَرْضَ بِقَوْلِهِ فَسَأَلْتُ سَيِّدَ الْحَيِّ، وَكَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ صَدَقَ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُوسَى.

 

19744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِي مُوسَى فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي فِي الطَّاعُونِ " فَذَكَرَهُ

 

هذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19528) فانظره. وأسامةُ بنُ شريك صحابيٌّ جليل من بني ثعلبة قوم زياد بن علاقة. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/384 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.//وأخرجه البزار (3039) (زوائد) عن الفضل بن سهل، عن يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن أبي موسى، به.//قال الحافظ. في "بذل الماعون" 113: وما أظنُّه إلا وهماً من البزار ومن شيخه، فإن أحمد بنَ حنبل أحفظُ من الفضل بن سهل وأتقنُ.//وأخرجه أبو يعلى (7226) من طريق جُبارة بن مُغَلَّس، عن أبي بكر النهشلي، به.

 

تعاليم للاحتفاء بالمرض والبؤس والجهل والفقر والموت، وكره الحياة، وتفسير قدري استسلامي مواس معزٍّ بالأوهام قبل اكتشاف الجراثيم والبكتيريا والمضادات الحيوية وغيرها من أدوية. والقول بأن سبب الأمراض الوبائية حسب تفسيره الخرافي هو الجن (كائنات خرافية وهمية لا وجود لها) وليس البكتيريا والـﭭيروسات.

 

روى البخاري:

 

5653 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ تَابَعَهُ أَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ وَأَبُو ظِلَالِ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

رواه أحمد 12468 و12595 و7579 و12636

 

في عصر لم يكن به طب متقدم، بل ولا حتى الطب القديم في ذلك الزمن فلم يكن متوفرًا في معظم شبه جزيرة العرب، ما الذي كان لديهم سوى العزاآت الوهمية؟!

 

تصور خرافي مشخَّص مشخصن عن الأمراض

 

روى أحمد:

 

14393 - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: استأذنت الحمى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " من هذه ؟ " قالت: أم ملدم ، قال: فأمر بها إلى أهل قباء، فلقوا منها ما يعلم الله، فأتوه، فشكوا ذلك إليه، فقال: " ما شئتم ؟ إن شئتم أن أدعو الله لكم فيكشفها عنكم، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا "، قالوا: يا رسول الله، أوتفعل ؟ قال: " نعم "، قالوا: فدعها.

رجاله رجال الصحيح، وفي متنه غرابة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه عبد بن حميد (1023) من طريق سفيان، وأبو يعلى (1892)، وابن حبان (2935) ، والحاكم 1/346، والبيهقي في "الدلائل" 6/159 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو يعلى (2319) ، والبيهقي 6/158-159 من طريق يعلى بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وروي عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أم طارق مولاة سعد، مرفوعا بهذه القصة. أخرجه أحمد في "المسند" 6/378، والبيهقي في "الدلائل" 6/158، وجعفر بن عبد الرحمن هذا شيخ للأعمش لقيه بواسط، ولم يرو عنه غيره، فهو مجهول، انظر "التاريخ الكبير" 2/196، و"الجرح والتعديل" 2/483.// وله شاهد من حديث سلمان الفارسي عند الطبراني في "الكبير" (6113) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/159-160، وفي إسناده هشام بن لاحق، وهو ضعيف، ترك حديثه الإمام أحمد، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقواه النسائي.// قلنا: وقد صح من حديث عائشة عند البخاري (1889) : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمدينة أن تنقل حماها إلى الجحفة. والجحفة ميقات أهل مصر والشام إذا لم يدخلوا المدينة، وهي جنوب غرب المدينة قرب مدينة رابغ على الساحل. وانظر أحمد 27127.

 

تصورات بدائية غريبة عن الأمراض بصورة مشخصة طفولية، ربما أشبه بتصور اليونانيين لإلهة الحسد وإله الجوع، وأفكار خرافية تعكس الجهل في ذلك الزمن بأسباب الأمراض والأوبئة من جراثيم وبكتيريا وفيروسات وآخر القصة لا يدل سوى على عجز تام عن حل أي مشاكل طبية وانتشار أوبئة بدون وجود واستخدام العلم الطبي الحديث، فالمزاعم الخرافية تقف عاجزة مكتوفة دومًا عن إزالة المعاناة الإنسانية.

 

التعاويذ والرقي

 

روى البخاري:

 

3371 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْمِنْهَالِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ

 

4439 - حَدَّثَنِي حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ فَلَمَّا اشْتَكَى وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ طَفِقْتُ أَنْفِثُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ الَّتِي كَانَ يَنْفِثُ وَأَمْسَحُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ

 

5016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا

 

ورواه مسلم 2192

 

5742 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ ثَابِتٌ يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ أَنَسٌ أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَلَى قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

2434 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذكما بكلمة الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة "، ثم يقول: " هكذا كان أبي إبراهيم عليه السلام يعوذ إسماعيل وإسحاق عليهما السلام "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري، سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7988) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2060) ، وقال: حسن صحيح. وانظر (2112) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (634) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/299 و5/45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.وأخرجه ابن أبي شيبة 8/48-49 و10/315، والترمذي (2060) ، والبغوي (1417) من طريق يعلى بن عبيد، به. وأخرجه ابن ماجه (3525) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (455) ، والطحاوي 4/72، والحاكم 3/167 من طرق عن سفيان الثوري، به.وأخرجه ابن أبي شيبة 8/49 و10/315، والبخاري في "صحيحه" (3371) ، وفي "خلق أفعال العباد" (454) و (456) ، وأبو داود (4737) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1007) ، وابن حبان (1013) من طرق عن منصور، به. وأخرجه ابن حبان (1012) ، والطبراني (12271) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، به.

 

تعاويذ خرافية تتضمن الاعتقاد بالحسد (عين لامة) وهي خرافة غير منطقية ولا مكان لها في العلم، وبالشياطين كسبب للأمراض كتفسير بدائي خرافي جاهل.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2185 ] حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد وهو بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين

 

 [ 2186 ] حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت فقال نعم قال باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك

 

ورواه أحمد 11225 11557 و11225 و11534 و11710وانظر 9757 و11710 و11399 و10985

 

 [ 2187 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق

 

 [ 2188 ] وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش قال عبد الله أخبرنا وقال الآخران حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا

 

وتتضمن هذه النصوص خرافات كالعلاج من الأمراض بمجرد قول كلام، وهي آمال وهمية وخرافات، وأن بعض المرض نتيجة شيء خرافي كضرر بدون لمس من شخص آخر بمجرد النظر بحقد وهو ما سموه بالحسد وكل هذه خرافات وخزعبلات لا حقيقة لها ولا قيمة علميًّا وقد يكون لها أضرار كما قلت من قبل، لأنها تعطي تفاسير خرافية وهمية بدلا من مواجهة المشاكل الصحية وغيرها الحقيقية. فمرض شخص قد يفسرونه بحسد بدل اللجوء لطبيب جيد أو عمل فحوصات أو مراجعة النظام الغذائي، وتراجع مستوى طفل في الدراسة قد يفسرونه كذلك بدل مراجعة مدى وصول الشرح والتدريس الجيد له وحالته الصحية والنفسية واستقرار البيت ومستوى ذكائه الفعلي الحقيقي وما شابه.

 

وعلى النقيض كان محمد ينهى عن الرقي في أول الإسلام، روى البخاري:

 

5705 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

 

محمد كان يروج للدجل

 

وروى البخاري:

 

2276 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِي رَقَى لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ بِهَذاَ

 

5737 - حَدَّثَنِي سِيدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ هُوَ صَدُوقٌ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ أَوْ سَلِيمٌ فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلًا لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ فَبَرَأَ فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ

5007 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا وَهْبٌ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ مَعْبَدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَقَالَتْ إِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ سَلِيمٌ وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ فَرَقَاهُ فَبَرَأَ فَأَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِينَ شَاةً وَسَقَانَا لَبَنًا فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً أَوْ كُنْتَ تَرْقِي قَالَ لَا مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَابِ قُلْنَا لَا تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ أَوْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ وَقَالَ أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِهَذَا

 

ورواه مسلم 2201 وأحمد 10985 و11070 و11399 و11472 و11787

 

وروى مسلم:

 

باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار

 

[ 2201 ] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال وما أدراك أنها رقية ثم قال خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم

 

 [ 2201 ] حدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع كلاهما عن غندر محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال في الحديث فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل

 

 [ 2201 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أخيه معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري قال نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق فقام معها رجل منا ما كنا نظنه يحسن رقية فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ فأعطوه غنما وسقونا لبنا فقلنا أكنت تحسن رقية فقال ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب قال فقلت لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال ما كان يدريه أنها رقية أقسموا واضربوا لي بسهم معكم

 

وروى أحمد:

 

11399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلَمْ يَقْرُوهُمْ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ دَوَاءٌ أَوْ رَاقٍ ؟ (1) فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلَا نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا ، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنْ شَاءٍ ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقْرَأُ: أُمَّ الْقُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفُلُ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأَتَوْهُمْ بِالشَّاءِ ، فَقَالُوا: لَا نَأْخُذُهَا حَتَّى نَسْأَلَ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ وَقَالَ: " مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي فِيهَا بِسَهْمٍ "

 

صحيح على شرط الشيخين وأخرجه البخاري (5736) ، ومسلم (2201) ، والنسائي في "الكبرى"  (7547) و (10867) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1028) -، وابن ماجه (2156) ، والدارقطني 3/64 من طرق عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري عن شعبة بصيغة الجزم عقب الحديث (2276) ، فقال: وقال شعبة: حدثنا أبو بشر، سمعت أبا المتوكل... بهذا. وقد وصله الترمذي (2064) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به. وإنما ذكره البخاري لأن فيه تصريح أبي بشر بالسماع من أبي المتوكل، كما ذكر الحافظ في "الفتح" 4/455. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وسلف برقم (10985) وذكرنا هناك مكرراته وشرحه

 

أسلوب علاج مرض أو لدغة بتعويذة وبصاق (يتفل) أسلوب معتاد عند البدائيين، لا نزال نراه وقد رأيته في التلفزيون عند بدائيي أفريقيا وغيرها، هذه خرافات الشامانيين  Shamanismوالعرافين البدائيين وهي غير مفيدة وخزعبلات، لعل الرجل في القصة لو صحت قد شفي وحده، أحيانًا تقاوم أجساد البشر السم وتشفى وحدها، أو أن القرصة لم تكن من عقرب بل حشرة أخرى. وفي القصة طلب محمد حصة مالية مما كسبوه من هذا الدجل، لعله اعتبر نفسه "صاحب حقوق نشر" القرآن وسورة الفاتحة، أو كرئيس لعمليات الدجل والخداع هذه. هل لو قلت أن محمدًا ونصوصه من قرآن وأحاديث تدعم وتساعد على نشر الخرافة وممارسات الدجل والنصب أكون جانبت الصواب؟!

 

التعاويذ لن تغنيك عن العلاج عند طبيب عيون

 

روى أحمد:

 

17241 - حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن أبي جعفر المديني، قال: سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت، يحدث عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، ادع الله أن يعافيني، فقال: " إن شئت أخرت ذلك، فهو أفضل لآخرتك، وإن شئت دعوت لك" . قال: لا بل ادع الله لي. " فأمره أن يتوضأ، وأن يصلي ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي، وتشفعني فيه، وتشفعه في " قال: فكان يقول هذا مرارا . ثم قال بعد: أحسب أن فيها: أن تشفعني فيه . قال: ففعل الرجل، فبرأ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات، وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (379) ، والترمذي (3578) ، والنسائي في "الكبرى" (10495) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (659) ، وابن ماجه (1385) ، وابن خزيمة (1219) ، والحاكم 1/313 و519 من طرق عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر، وهو الخطمي. وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: بل في إسناده من لم يخرج له الشيخان، كما سلف. وأخرجه الحاكم كذلك 1/519 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وقال : صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10496) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (660) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8311/1) ، وفي " الصغير" (508) مطولا بذكر قصة، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (633) ، والحاكم 1/526-527 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي بعده برقمي (17241) و (17242) .

 

مما لا يحدث على الإطلاق في الواقع، وليس هذا هو حال الحياة والواقع، الخرافات والجهل تعطينا آمالًا وهمية، والأمل الحقيقي هو في العلم والتعاطف والتآزر البشري فقط. لا توجد مصلحة في إعطاء آمال وهمية للناس وخداعهم، علاجهم بأسلوب واقعي ومساعدتهم مساعدات حقيقة أفضل وأنبل وأشرف.

 

وروى مسلم:

 

[ 2964 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بنى إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه قذره وأعطى لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر شك إسحاق إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر قال فأعطى ناقة عشراء فقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه وأعطى شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك قال البقر فأعطى بقرة حاملا فقال بارك الله لك فيها قال فأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك قال أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطى شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا قال فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت قال وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد على هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت قال وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضى عنك وسخط على صاحبيك

 

أيضًا خرافات مضحكة، شبيهة ببعض ما أوردناه من خرافات عن النبيّ الخرافيّ عند اليهود إيلِيَّا أو باليونانية إلياس كما في لفظ القرآن، حسب أساطير قصص الهاجادة التي سردناها في كتاب مخصص عن المصدر الهاجادي، وقصص ابتلاء الإنسان باتخاذ الإله نفسه صورة فقير أو امراة بائسة مألوفة في أساطير البدائيين كقبائل الأفارقة وغيرهم فيما قرأت. وهي شبيهة بقصص تنكر الملائكة والنبيّ إلياس أو الخضر هذه. في الواقع لم يعالج الدجل يومًا مرضًا جلديًّا أو بكتيريًّا كالجذام والبرص بل العلم اخترع لنا المضادات الحجيوية وغيرها، ولا قام الدجل والخزعبلات بعملية زرع شعر.

 

وعد مطاطي وتأثير مزعوم بلا دليل

 

روى أحمد:

 

2137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَنْ سَعَيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلا عُوفِيَ"

حديث صحيح، يزيد أبو خالد -وهو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني- وإن كان فيه كلام قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. وأخرجه الحاكم 4/213 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد وأخرجه الترمذي (2083) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1048) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (544) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه أبو داود (3106) ، والحاكم 1/432 و4/416 من طريقين عن شعبة، به. وأخرجه الحاكم 1/342 و4/416 من طريقين عن يزيد الدالاني، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن منهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1045) و (1046) و (1047) ، وابن حبان (2978) ، والطبراني في "الدعاء" (1115) و (1116) و (1117) و (1118) و (1119) و (1120) ، والحاكم 1/343 و4/213 من طرق عن المنهال بن عمرو، به. وسيأتي برقم (2182) . وانظر ما بعده.

 

كلام مطاطي جدًّا ومثال لعقلية المتدين الساذج وكيف يتعرض للخداع، فلو شفي قالوا بفضل الدعوة والتعويذة، ولم يحدث وانتكس ومات قالوا أتى أجله. كما قال أ. سيد محمود القمني أنهم يقولون الله يستجيب لدعوة المظلوم ولو بعد حين. لماذا بعد حين؟! أعندما تتحسن ظروفه (الله يعني) أم عندما تتحسن ظروفي فأقول الله استجاب؟!

 

الدعاء لأجل الأمراض

 

روى أحمد:

 

13004 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/188 عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2008) عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو داود (1554) ، وابن حبان (1017) ، والطبراني في "الدعاء" (1342) من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (2897) عن إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد، به. وأخرجه النسائي 8/270 من طريق همام بن يحيى، وابن حبان (1023) ، والطبراني في "الصغير" (316) ، وفي "الدعاء" (1343) ، والحاكم 1/530، والبيهقي في "الدعوات" (297) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، كلاهما عن قتادة، به، ورواية شيبان ضمن حديث مطول في الدعاء.

الجُذام: عِلَّة تتآكل منها الأعضاء وتتساقط.  وسيِّئ الأسقام: قال السندي: تعميم بعد تخصيص، وهي العاهات التي يصير المرء بها مُهاناً بين الناس، تتنفَّر عنه الطباع، ومقتضاه أنه لا يطلب السلامة من الأمراض مطلقاً، ولكن يطلب العافية، ويتعوَّذ من هذه العاهات الشنيعة.

 

وروى مسلم:

 

[ 2202 ] حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني نافع بن جبير بن مطعم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر

 

الدعاء هو ألا تفعل شيئًا مفيدًا حقيقيًّا وتتخيل أنك تفعل، وهو في حالتنا هذه مثلًا لن يغنيك عن أخذ التطعيمات الوقائية، واتخاذ الاحتياطات الصحية، وفي حالة الإصابة أخذ الأدوية المناسبة الصحيحة. نفس الأمر ينسحب على فقر الأمم ومشاكلها السياسية كالاستبداد، هذه كلها مشاكل واقعية تحتاج وتستلزم إجراآت واقعية، ولن تحل بأدعية خرافية لكائن وهمي خرافي.

 

تفسيرات خرافية قدرية استسلامية للأمراض

 

روى البخاري:

 

5640 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

 

3473 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَسْأَلُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مَاذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّاعُونِ فَقَالَ أُسَامَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لَا يُخْرِجْكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2571 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قال فقلت ذلك أن لك أجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وليس في حديث زهير فمسسته بيدي

 

 [ 2571 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية كلهم عن الأعمش بإسناد جرير نحو حديثه وزاد في حديث أبي معاوية قال نعم والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم

 

 [ 2572 ] حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال زهير حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود قال دخل شباب من قريش على عائشة وهى بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة

 

 [ 2572 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لهما ح وحدثنا إسحاق الحنظلي قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة

 

 [ 2572 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا قص الله بها من خطئيته

   

 [ 2572 ] حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس ويونس بن يزيد عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها

 

 [ 2572 ] حدثنا أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن يزيد بن خصيفة عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص بها من خطاياه أو كفر بها من خطاياه لا يدرى يزيد أيتهما قال عروة

 

 [ 2572 ] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرنا حيوة حدثنا بن الهاد عن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة

 

 [ 2573 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته

 

 [ 2574 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن بن عيينة واللفظ لقتيبة حدثنا سفيان عن بن محيصن شيخ من قريش سمع محمد بن قيس بن مخرمة يحدث عن أبي هريرة قال لما نزلت { من يعمل سوءا يجز به } بلغت من المسلمين مبلغا شديدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها قال مسلم هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن من أهل مكة

 

 [ 2575 ] حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا الحجاج الصواف حدثني أبو الزبير حدثنا جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبى الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد

 

[ 2218 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن المنكدر وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وقال أبو النضر لا يخرجكم إلا فرار منه

 

[ 2218 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن حبيب قال كنا بالمدينة فبلغني أن الطاعون قد وقع بالكوفة فقال لي عطاء بن يسار وغيره إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كنت بأرض فوقع بها فلا تخرج منها وإذا بلغك أنه بأرض فلا تدخلها قال قلت عمن قالوا عن عامر بن سعد يحدث به قال فأتيته فقالوا غائب قال فلقيت أخاه إبراهيم بن سعد فسألته فقال شهدت أسامة يحدث سعدا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الوجع رجز أو عذاب أو بقية عذاب عذب به أناس من قبلكم فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها قال حبيب فقلت لإبراهيم آنت سمعت أسامة يحدث سعدا وهو لا ينكر قال نعم

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(11183) 11201- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ ابْنَةُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ هَذِهِ الأَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُنَا مَا لَنَا بِهَا ؟ قَالَ : كَفَّارَاتٌ قَالَ أُبَيٌّ : وَإِنْ قَلَّتْ ؟ قَالَ : وَإِنْ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا قَالَ : فَدَعَا أُبَيٌّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لاَ يُفَارِقَهُ الْوَعْكُ حَتَّى يَمُوتَ فِي أَنْ لاَ يَشْغَلَهُ عَنْ حَجٍّ ، وَلاَ عُمْرَةٍ وَلاَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلاَ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَمَا مَسَّهُ إِنْسَانٌ ، إِلاَّ وَجَدَ حَرَّهُ حَتَّى مَاتَ.

 

إسناده حسن، زينب ابنة كعب -وإن لم يرو عنها إلا اثنان، ولم يوثقها غير ابن حبان-: هي زوجة أبي سعيد الخدري، والراوي عنها أبنا أخويها، ثم إنها مختلفُ في صحبتها، وبقية رجال الإسناد ثقات، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسعد بن إسحاق: هو ابن كعب بن عجرة البلوي المدني حليف الأنصار، روى له أصحابُ السنن. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7489) ، وأبو يعلى (995) ، وابن حبان (2928) ، والحاكم 4/308 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/301-302، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات. قلنا: ليس على شرطه، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" . وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (540) نحوه من حديث أبي بن كعب، وإسناده ضعيف، فيه مجهولان. وله أصل صحيح سلف من حديث أبي سعيد برقم (11007)

 

11007 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُصِيبُهُ وَصَبٌ ، وَلَا نَصَبٌ ، وَلَا حَزَنٌ، وَلَا سَقَمٌ ، وَلَا أَذًى حَتَّى الْهَمُّ يُهِمُّهُ، إِلَّا يُكَفِّرُ اللهُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في الرواية برقم (11770) ، فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلية، ومحمد بن عمرو بن عطاء: هو ابن عياش القُرشي العامري. وأخرجه أبو يعلى (1256) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/230، ومسلم (2573) ، والبيهقي في "السنن" 3/373، وفي "الشعب" (9833) من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وأبي هريرة، به. وأحمد بالأرقام (11141) و (11188) و (11336) و (11450) و (11584) و (11770) ، وانظر (11183) . وفي الباب عن ابن مسعود، عن أحمد برقم (3618) . وعن أبي هريرة، برقم 2/248. وعن عائشة عند البخاري (5640) ، ومسلم (2572) ، وأحمد 6/88. وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (2575) .

 

وانظر أحمد 8027

 

7859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ، وَفِي مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ "

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابنُ حبان (2913) ، والحاكم 1/346، والبغوي (1436) من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال البغوي: حديث حسن صحيح. قلنا: وهم الحاكم والذهبي في تصحيحه على شرط مسلمٍ، لأن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/231، وهناد بنُ السري في "الزهد" (402) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (494) ، والترمذي (2399) ، والبزار (761- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (5912) و (6012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/91 و8/212، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/374، وفي "شعب الإِيمان" (9837) ، وفي "الآداب" (909) ، والبغوي (1436) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/182 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/236 بلاغاً عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد جاء موصولاً عندَ أبى نعيم في "الحلية" 3/265، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/180، أخرجاه من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار، به. وقال أبو نعيم: قد رواه أصحابُ مالك عنه في "الموطأ" أنه بلغه عن أبي الحباب، ولم يُسموا ربيعة، وتفرد به معنٌ بتسمية ربيعة. وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لِمالك عن ربيعة، عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد. وأخرج أبو يعلى (6095) ، وابن حبان (2908) ، والحاكم 1/344 من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا يحيى بن أيوب البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الرجلَ لَتكونُ له عندَ اللهِ المنزلة، فما يَبْلُغُهَا بعمل، فما يزالُ الله يبتليه بما يكره حتى يُبلغه إياها". وهذا إسناد حسن. وسيأتي برقم (9811) ، وانظر (7192) و (8027). وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سَلَفَ برقم (1481) ، وإسناده حسن.

 

1481 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الدورقي (41) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (146) ، والدارمي (2783) عن أبي نعيم، والحاكم 1/41 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (215) ، وابن أبي شيبة 3/233، والبزار (1155) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 253، وابن حبان (2900) و (2921) ، والحاكم 1/41، والبيهقي في "السنن" 3/372-373، وفي "الشعب" (9775) من طرق عن عاصم، به. وأخرجه مختصراً البزار (1150) من طريق سماك بن حرب، عن مصعب، به. وسيأتي برقم (1494) و (1555) و (1607) .

 

20767 - حدثنا يزيد، حدثنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة، قال: سمعت أبا عسيب، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل بالحمى، والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لأمتي، ورحمة، ورجس على الكافر"

 

إسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد 7/61، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (466) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (255) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/44، وابن حبان في "الثقات" 5/399، والطبراني (974) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ويشهد لقوله: "الطاعون شهادة" حديث أبي هريرة السالف برقم (8092) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

21751 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ سَعْدًا عَنِ الطَّاعُونِ، فَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَا أُحَدِّثُكَ عَنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا عَذَابٌ، أَوْ كَذَا، أَرْسَلَهُ اللهُ عَلَى نَاسٍ قَبْلَكُمْ، أَوْ طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ يَجِيءُ أَحْيَانًا وَيَذْهَبُ أَحْيَانًا، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وعامر بن سعد: هو ابن أبي وقَّاص الزهري. وأخرجه الحميدي (544) ، ومسلم (2218) (95) ، وابن خزيمة في كتاب "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 1/284، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/285، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/253 و254 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد . وأخرجه مسلم (2218) (95) ، والترمذي (1065) ، والنسائي في "الكبرى" (7524) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 1/286، وابن حبان (2954) من طريق حماد بن زيد، ومسلم (2218) (95) ، وأبو عوانة من طريق ابن جريج، وابن خزيمة في "التوكل" من طريق محمد بن ثابت العبدي، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به . وجاء في رواية محمد بن ثابت: عن عامر بن سعد، عن سعد، عن أسامة، وسيأتي الكلام على هذه الطريق عند الحديث رقم (21763).  وأخرجه مسلم (2218) (97) وابن خزيمة في "التوكل" من طريق عطاء بن يسار، والباغندي في "مسند عمر عبد العزيز" (72) ، وأبو عوانة في الطب من طريق رياح بن عَبيدة، والباغندي (71) و (74) ، وأبو عوانة من طريق عمر بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن عامر بن سعد، به . وجاء في رواية عطاء عند مسلم قوله: عن عامر بن سعد يحدث به، ولم يبين عمن رواه، وعند ابن خزيمة أن عامراً رواه عن أبيه عن أسامة بن زيد . وسيأتي الكلام على هذه الطريق برقم (21763). وأخرجه الدروقي في "مسند سعد بن أبي وقاص" (79) من طريق رياح بن عَبيدة . عن عامر، به . وجعله من حديث سعد . قلنا: وقد صح أن سعداً قد روى هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير هذا الطريق، كما سلف في مسنده برقم (1577). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3746) من طريق عبد الغفار بن القاسم -وهو ابن قيس الأنصاري- عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار، قال: قال أسامة وسعد وخزيمة ... وذكر الحديث . قلنا: هذا إسناد ضعيف بمرة، فإن عبد الغفار هذا متروك الحديث . وسيأتي الحديث مروياً على الصواب برقم (21818). وأخرجه البزار (2575) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة . وصالح هذا ضعيف، وقد تفرد بهذه الطريق وخالف أصحاب الزهري ممن رواه عنه عن عامر بن سعد وعن عياضٍ ابن عم أسامة. وسيأتي من طريق عامر بن سعد بالأرقام (21806) و (21807) و (21811) ، ومن طريق إبراهيم بن سعد برقم (21798) و (21818) ، وفي مسند خزيمة ابن ثابت برقم (21860) ، كلاهما عن أسامة بن زيد . وفي الباب عن جدِّ عكرمة بن خالد المخزومي، سلف برقم (15435) ، وانظر تتمة شواهده هناك .

 

وروى أبو يعلى في مسنده:

 

6095 - حدثنا أبو كريب حدثنا يونس بن يكير حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها

 

إسناده صحيح وأخرجه ابن حبان (2908) ، والحاكم 1/344 في المستدرك.

 

أما علماء العصر الحديث والطب المتقدم فيعرفون ما جهله محمد وفسره بالخرافات، فهم يعرفون سبب ظهور وانتشار الأوبئة والأمراض ثم اختفائها، من خلال تطور مقاومة أجساد البشر وظهور أجيال جديدة للـﭭيروسات والبكتيريا وغيرها من علوم في علم التطور والـﭭيروسات وعلم المناعة وغيرها. كل ما استطاعه محمد هو تقديم تفسيرات دينية لاهوتية خرافية على أن الأمراض ابتلاءات أو كفارات أو رجز غضب إلهي وأنه تجيء وتذهب بدون سبب معروف عند محمد.

 

وكل ذلك هو نموذج للأفكار والعقائد الخرافية القدرية الاستسلامية المشؤومة التي لا تعرف التفسير العلمي الصحيح للأمراض كإصابات ببكتيريا أو ﭬيروسات، أو نتاج خلل في أعضاء الجسم يحتاج الجراحة للإصلاح أو خلل في كيميائه يعالج بالأدوية.

 

علاج الحروق والجروح بالأدعية الخرافية والبصاق والنفث

 

روى البخاري:

 

4206 - حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ فَقَالَ هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ النَّاسُ أُصِيبَ سَلَمَةُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ

 

رواه أحمد 16514 وأخرجه البخاري (4206) ، وأبو داود (3894) ، وابن حبان (6510) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/251 من طريق مكي بن إبراهيم، به. وعند ابن حبان: يوم حنين، وهو تحريف.

قوله: فنفث فيه: في موضع الضربة، والنفثة فوق النفخ ودون التفل، بريق خفيف أو لا.

 

روى أحمد:

 

15452 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ: انْصَبَّتْ عَلَى يَدِي مِنْ قِدْرٍ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي مَكَانٍ، قَالَ: فَقَالَ كَلَامًا فِيهِ: " أَذْهِبِ الْبَأْسَ، رَبَّ النَّاسْ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي " قَالَ: وَكَانَ يَتْفُلُ.

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن عدا أبي داود. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (536) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1194) ، والنسائي في "الكبرى" (10863) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1024) ، وابن حبان (2976) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (536) من طرق عن شعبة، به. وقوله: "أذهب الباس ربَّ الناس.." حديث صحيح سلف في مسند عبد الله ابن مسعود برقم (3615) ، وذكرنا هناك شواهده. وسيأتي 4/259، من رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، وفيه: فانطلق بي أبي، وهو وَهَم، تفرد به محمد بن جعفر، عن شعبة.

 

(18276) 18465- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ، قَالَ : تَنَاوَلْتُ قِدْرًا لأُمِّي ، فَاحْتَرَقَتْ يَدِي ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ يَدِي ، وَلاَ أَدْرِي مَا يَقُولُ ، أَنَا أَصْغَرُ مِنْ ذَاكَ ، فَسَأَلْتُ أُمِّي ، فَقَالَتْ : كَانَ يَقُولُ : أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ. (4/259).

 

مرفوعه صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك: وهو ابن حرب- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا أصحاب السنن عدا أبي داود. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 10/315، والنسائي في "الكبرى" (10864) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1025) - والطبراني في "الكبير" 19/ (540) و24/ (903) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10865) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1026) - والطبراني في "الكبير" 19/ (539) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/174 من طريق مسعر، كلاهما عن سماك، بهذا الإسناد. وانظر (15452) و (15454) .

 

18281 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب ، عن محمد بن حاطب، قال: وقعت القدر على يدي ، فاحترقت يدي، فانطلق بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يتفل فيها ، ويقول: "أذهب البأس رب الناس" وأحسبه قال : "واشفه إنك أنت الشافي"

 

صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه برقم (18276). وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (537) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

 

يعني حسب الأحاديث فلا حاجة بنا لطب الحروق والجلدية، ولا مراهم الحروق ولا أي شيء من ذلك. مجرد بصقة على الحرق ودعاء ورقية! ولا حتى البلسم كعلاج طبي لدى القدماء. محمد قام في يثرب بدور شبيه بساحر القبيلة أو الشامان (العراف والمداوي) وهو أمر معتاد عند قدماء بدو العرب في شبه الجزيرة العربية، كرجل متبرك به يلجأ له السذج كأمل وهمي كاذب بينما كان يروج هو الخرافات. حتى أساليبه كانت نفس أساليب سحرة القبائل البدائية (العراف أو الشامان) كالنفث والبصق، طقوس لا تزال عند بدائيي الأفارقة وغيرهم من الغارقين في الفقر والبدائية والجهل، ولا يزال يمارسها بعض دجالي العرب والمطاوعة. مسلسل (طاش ما طاش) وهو مسلسل عديد الحلقات والمواسم كوميدي ساخر سخر في حلقة من العلاج الخرافي هذا، فرأيت في مشهد مطوعًا يدخل على مرضى جالسين فيبصق عليهم واحدًا واحدًا.

 

علاج الأمراض الجلدية بالأدعية بدل المضادات الحيوية والمراهم والمطهرات أو مضادات الحساسية وما شابه

 

روى أحمد:

 

23141 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ، حَدَّثَتْنِي مَرْيَمُ ابْنَةُ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " أَعِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ ؟ "، قَالَتْ: نَعَمْ، فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا عَلَى بَثْرَةٍ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ مُطْفِئَ الْكَبِيرِ، وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ، أَطْفِئْهَا عَنِّي "، فَطُفِئَتْ.

 

إسناده إلى مريم بنت إياس صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، وأما مريم فقد تفرد بالرواية عنها عمرو بن يحيى المازني، ومع ذلك فقد صحَّح حديثها هذا الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" كما في "الفتوحات الربانية" لابن علان 4/49، وقال بعد أن خرجه من طريق أحمد وغيره: فإن رواته من أحمد إلى منتهاه من رواة "الصحيحين" إلا مريم بنت إياس بن البكير صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد اختُلف في صحبتها، وأبوها وأعمامها من كبار الصحابة ولأخيها محمد رؤية. وأخرجه المزي في ترجمة مريم بنت إياس من "التهذيب" 35/305 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1031) ، والحاكم 4/207 من طريق الحجاج بن محمد المصيصي، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (635) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به . ووقع في رواية الحاكم: أظنها زينب يعني زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصححه، ووقع عند ابن السني: "مريم بنت أبي كثير" وهو وهمٌ نبَّه عليه الحافظ .

قوله: "ذريرة" هي فتات قصب الطِّيب، يُجلَب من الهند .

 

وهنا في هذا الحديث مارس محمد ما يمارسه دجالوا ومشعوذو القبائل البدائية، فمزج الوسائل العملية الطبية (الذريرة) كعلاج متوفر في زمنه من طب الأعشاب القديم مع الخرافة والأدعية والتعاويذ. لكن على الأقل ذكر الحديث استعماله كذلك لطب شعبي معروف وليس خرافات الأدعية فقط. هذا يؤكد لي تصوري لأحد أدوار محمد كشامان أو عراف معالج بالخرافة والأعشاب في يثرب.

 

علاج خرافي لجأ إليه محمد في آخر حياته

 

روى البخاري:

 

198 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ الْآخَرُ قُلْتُ لَا قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهُ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ وَأُجْلِسَ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلْكَ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ

 

روى أحمد:

 

25179 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، أو عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: " صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح، فأعهد إلى الناس " قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس، وسكبنا عليه الماء منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن، ثم خرج.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الرزاق. فرواه أحمد في هذه الرواية عنه، عن معمر، عن الزهري، فقال: عن عروة أو عمرة، عن عائشة، على الشك. إلا أن الحاكم 1/144-145 -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/31- أخرجه من طريق أحمد، وقد جاء عنده: عن عروة، عن عمرة! وأخرجه على الشك كذلك إسحاق بن راهويه (645) ، وابن خزيمة (258) ، وابن حبان (6596) و (6600) ، والبيهقي في "السنن" 1/31 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (179) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7082) ، وابن خزيمة (123) - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. دون شك. وهو عند عبد الرزاق كذلك (9754) [51/430] عن معمر، عن الزهري، عن عروة وغيره، عن عائشة. وأخرجه الحاكم 1/144-145 من طريق على ابن المديني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك، وهو الراجح. إذ أخرجه كذلك النسائي في "الكبرى" (7082) ، وابن حبان (6599) ، والحاكم 1/145 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك. وأخرجه إسحاق بن راهويه (644) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني في "الأوسط" (6710) ، وفي "مسند الشاميين" (2915) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2438 من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. وأخرجه ابن سعد 2/250-251 من طريق أبي الأسود، والدارمي (81) من طريق محمد بن كعب، كلاهما عن عروة، به. وأخرجه مطولا البخاري (198) و (4442) و (5714) ، والنسائي في "الكبرى" (7083) ، وأبو يعلى (4579) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3130) ، والبيهقي في "السنن" 1/31، وفي "الدلائل" 7/173-174، والبغوي في "شرح السنة" (3825) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، عن عائشة، به.

قال السندي: قوله: "فأعهد إلى الناس"، أي: أوصي إليهم.

 

لماذا سبعة بالذات؟! رقم سحري خرافي؟ ولماذا موكية مغلقة، ريما اعتقد أنها هكذا تكون مجنَّبة لتأثيرات شيطانية أو سحرية أو لم تتعرض لأوبئة، ليس لكل هذا العلاج أي فائدة سوى أن الماء يخفض درجة حرارة المريض بوباء يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة.

 

العلاج بالقسط البحري (نوع من البخور الهندي)

 

روى البخاري:

 

5692 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لِي لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّ عَلَيْهِ

 

5696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ وَقَالَ لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ

 

5718 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ أُخْتُ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا قَدْ عَلَّقَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْعُذْرَةِ فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ عَلَى مَا تَدْغَرُونَ أَوْلَادَكُمْ بِهَذِهِ الْأَعْلَاقِ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ يُرِيدُ الْكُسْتَ يَعْنِي الْقُسْطَ قَالَ وَهِيَ لُغَةٌ

 

ورواه مسلم 1577 وأحمد 12045 و12883

 

وروى مسلم:

 

[ 2214 ] قالت ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال علامه تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفيه منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب

 

 [ 2214 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد أن بن شهاب أخبره قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن أحد بني أسد بن خزيمة قال أخبرتني أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يبلغ أن يأكل الطعام وقد أعلقت عليه من العذرة قال يونس أعلقت غمزت فهي تخاف أن تكون به عذرة قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علامه تدغرن أولادكن بهذا الإعلاق عليكم بهذا العود الهندي يعني به الكست فإن فيه سبعة أشفيه منها ذات الجنب

 

"بالغمز" قال السندي: أي: من العذرة، وهو بضم عين مهملة، وسكون ذال معجمة: وجع أو ورم يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، وكانوا يغمزون موضعه بالأصابع ليخرج منه دم أسود، فأرشدهم إلى أن القسط يغني عنه.

 

وروى أحمد:

 

(26997) 27537- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ ، أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، قَالَتْ : دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ ، فَبَالَ ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ.

وَدَخَلْتُ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَنْهُ ، وَقَالَ مَرَّةً : عَلَيْهِ ، مِنَ الْعُذْرَةِ ، فَقَالَ : عَلاَمَ تَدْغَرْنَ أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذَا الْعِلاَقِ ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُسْطِ ، وَقَالَ مَرَّةً سُفْيَانُ : الْعُودِ الْهِنْدِيِّ ، فَإِنَّ فِيِهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ ، يُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ ، وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ. (6/355)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (1486) ، والحميدي (344) ، وابن أبي شيبة 8/8، والبخاري (5692-5693) و (5713) ، ومسلم ج4/ص1734، وأبو داود (3877) ، والنسائي في "الكبرى" (7583) ، وابن ماجه (3462) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3256) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/324، وفي "شرح مشكل الآثار" (1936) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) ، والبيهقي في "السنن" 7/465 و9/346، وفي "السنن الصغير" (2878) ، والبغوي في "شرح السنة" (3238) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (1486) ، والبخاري (5715) و (5718) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (435) و (440) و (442) ، وفي "الأوسط" (5278) ، وفي "الشاميين" (3129) من طرق عن الزهري، به. وانظر ما قبله.

قال السندي: قولها: قد أعلقت عنه -وقال مرة: عليه- من العذرة، العذرة، بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة: وجع أو ورم يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، والإعلاق غمز ذلك الموضع بالإصبع ليخرج منه دم أسود، ثم الإعلاق المذكور يقال له: الدغر أيضا، بالدال المهملة والغين المعجمة، آخره راء. قال الخطابي: المحدثون يقولون: أعلقت عليه، وإنما هو: أعلقت عنه، أي: رفعت عنه العلوق. "بهذا العلاق": في "المجمع" بفتح العين، وهو اسم من: أعلق، أي: بهذا الغمز. "بهذا القسط": بضم القاف، معروف. "يسعط": على بناء المفعول من السعوط بالفتح، وهو صب الدواء في الأنف. "ويلد": من اللدود، بالفتح، وهو صب الدواء في جانب الفم.

 

14385 - حدثنا أبو معاوية، وابن أبي غنية، المعنى، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة - قال ابن أبي غنية: دخل على عائشة بصبي يسيل منخراه دما - قال أبو معاوية في حديثه، وعندها صبي يثعب منخراه دما، قال: فقال: " ما لهذا ؟ " قال: فقالوا به العذرة ، قال: فقال: " علام تعذبن أولادكن، إنما يكفي إحداكن أن تأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء سبع مرات، ثم توجره إياه " - قال ابن أبي غنية: ثم تسعطه إياه -، ففعلوا فبرأ "

 

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي غنية- وهو يحيى بن عبد الملك بن حميد الخزاعى-، وأبي سفيان- وهو طلحة بن نافع- فكلاهما من رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/9، والبزار (3024- كشف الأستار) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (1912) و (2009) و (2280) ، والحاكم 4/205 و406 من طرق عن الأعمش، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم. وأخرجه بنحوه الحاكم 4/205-206 و406 من طريقين عن أبي الزبير، عن جابر. وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12045). وعن أم قيس بنت محصن، وسيأتي 6/355 و356، وهو متفق عليه. وعن عائشة عند البزار (3025) و (3026) .

قوله: "يثعب" قال السندي: بمثلثة ثم عين مهملة ثم موحدة، أي: يسيل  ويجري، كذا في نسخة صحيحة، وقد تحرف في بعض النسخ، فجعل بتقديم الباء الموحدة على المثلثة من البعث. والصواب ما قدمنا. "العذرة" بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة، وجع أو ورم يهيج في الحلق من الدم أيام الحر. "تعذبن" من التعذيب، والخطاب للنساء، وكانت إحداهن تغمز ذلك الموضع بالأصبع ليخرج منه دم أسود. "قسطا" بضم القاف: وهو العود الهندي. "ثم تسعط" من السعوط بالفتح، وهو صب الدواء في الأنف

 

كنت سأضع التداوي بالحجامة كذلك بباب الخرافات، لكني اعتبرته من قبيل اجتهاد خاطئ علميًّان فوضعته في باب (الأخطاء العلمية) وتبخير شخص وتشميمه بخورًا لا يفيد بالتأكيد لعلاج شخص من مرض داخلي، فجسم الإنسان أجهزة تختل وتعتل فيتدخل الطبيب الجراح لتصليحها، وهو كذلك مواد كيميائية بتوازنات قد تختل فنعالجها بالأدوية، وتتعرض الأجهزة للطفيليات فنعالجها بالمضادات الحيوية والمعقمات. وعلى سبيل المثال ذكر محمد علاج ذات الجنب (التهاب الأغشية الرئوية) بالبخور الهندي المذكور، وهذا لن يصفق له أو يستحسنه أي طبيب أمراض صدرية، لأن هذا سيهيج التهاب الشعب الهوائية أكثر على الأغلب، ومرض كهذا يحتاج مضادات حيوية وفي حالاته المتأخرة سيحتاج تدخلات أشد قد تتضمن تدخلًا جراحيًّا أو قسطرة لإخراج ماء أو فتح مجرى للتنفس وما شابه من أمور الأطباء تلك. كذلك وجود خراج أو كيس أو تكيس داخل الجسم لن يفيده البخور طبعًا.

 

الصرع والأمراض العقلية بسبب جن

 

روى البخاري:

 

5652- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ

 

ورواه مسلم 2576 وأحمد 3240 و9689

 

وروى أحمد:

 

9689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لَمَمٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي، وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ "، قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ، وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ.

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2909) ، والبغوي (1424) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه هناد في "الزهد" (288) ، والبزار (772 - كشف الأستار) ، وابن حبان (2909) ، والحاكم 4/218 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (502) ، والبيهقي في "الشعب" (9969) من طريق قرة بن حبيب، عن إياس بن أبي تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - ضمن قصة مطولة.

قوله: "بها لَمَمٌ"، أي: صرع، كما جاء في حديث ابن عباس السالف برقم (3240) .

 

يثبت العلم الحديث أن الصرع له أسباب عضوية، وأن جسم الإنسان كيمياء تعالج اختلالاتها بكيمياء ومواد دوائية، لكن عصر محمد كان عصر جهل واعتقدوا أن الأمراض العصبية كالصرع وغيره مرتبطة بجن يمس الإنسان أو يسكن جسده.

 

وروج محمد لخرافة أن المرض العقلي والعصبي والنفسي بسبب كائنات خرافية (جن وشياطين) في عصر جهل وظلام لم يكن به العلم الحديث كعلم المخ والأعصاب واستعمال الأشعة التشخيصية والرنين المغناطيسي والعلاج النفسي والكيميائي والتحاليل، واستعمل ذلك للتكسب من الدجل والخداع، روى أحمد:

 

21835 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن زكريا، ووكيع، حدثنا زكريا، قال يحيى في حديثه: حدثني عامر، عن خارجة بن الصلت، قال يحيى التميمي: عن عمه، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل راجعا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا قد حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عنده شيء يداويه ؟ قال: فرقيته بفاتحة الكتاب، قال وكيع: ثلاثة أيام، كل يوم مرتين، فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: " خذها فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق"

 

إسناده محتمل للتحسين، خارجة بن الصلت روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام الذهبي في "الكاشف": محله الصدق، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير صحابيه . زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي. وأخرجه أبو داود (3896) ، وابن ماجه (6111) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/367 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن حبان (6110) ، والطبراني 17/ (509) ، والحاكم 1/559-560، والمزي في ترجمة خارجة بن الصلت من "التهذيب" 8/14 من طرق عن زكريا ابن أبي زائدة، به . وانظر ما بعده. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10985).

"من أكل" هي شرطية، أي: أي أحد أكل بباطل فلست به، فإنك أكلت برقية حق . وفيه جواز الطب بالقرآن، وأخذ الأجر عليه ولا يلزم منه جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن، والله تعالى أعلم .

 

21836 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن خارجة بن الصلت، عن عمه، قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: نبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم دواء أو رقية ؟ فإن عندنا معتوها في القيود . قال: فقلنا: نعم . قال: فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي، ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال قال: فأعطوني جعلا، فقلت: لا حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال: " كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق "

 

إسناده محتمل للتحسين من أجل خارجة بن الصلت، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه. وأخرجه أبو داود (3897) و (3901) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1032) ، وابن السني (635) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3420) و (3897) و (3901) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، والطحاوي 4/126 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به.

جُعلًا: أجرًا.

 

يعني كما نرى كل العلاج المحمدي هو حبة بركة وعسل وبصاق وتفال وتف وتعاويذ ورقي، دجل بنظرة واقعية مماثل لأي دجل وخرافة عند بدائيي الأفارقة والهنود الحمر والأستراليين الأصليين.

 

10985 - حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فعرض لإنسان منهم في عقله - أو لدغ - قال: فقالوا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم من راق ؟ فقال رجل منهم: نعم، فأتى صاحبهم فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ ، فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبل، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، قال: فضحك، وقال: " ما يدريك أنها رقية ؟ " قال: ثم قال: " خذوا واضربوا لي بسهم معكم "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح = بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية، وأبو المتوكل: هو الناجي على بن داود، ويقال: ابن دؤاد. وأخرجه مسلم (2201) (65) ، والنسائي في "الكبرى" (10868) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (1029) - ، وابن ماجه (2156) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/126-127 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. (تنبيه: وقع في إسناد المطبوع من ابن ماجه زيادة: عن ابن أبي المتوكل، بين أبي بشر وأبي المتوكل، وهو خطأ). وتابع هشيما أبو عوانة، فأخرجه البخاري (2276) و (5749) ، وأبو داود (3418) و (3900) ، والبيهقي في "السنن" 6/124، وفي "شعب الإيمان" (2572) من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به. وتابعهما شعبة أيضا فأخرجه مسلم (2201) ، والترمذي (2064) ، والنسائي في "الكبرى" (10867) ،- وهو في "عمل اليوم والليلة" (1028) -، وابن ماجه (2156) ، من طريق شعبة، عن أبي بشر، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث الأعمش، عن جعفر بن إياس، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد. قلنا: حديث الأعمش هو عن أبي بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، يعني بذكر أبي نضرة بدل أبي المتوكل، وسيرد برقم (11070) ونتكلم عليه هناك. وسيأتي بالأرقام (11070) و (11399) و (11472) و (11787). وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5737) ، والبيهقي في "السنن" 6/ 124. وعن عم خارجة بن الصلت عند أبي داود (3901) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1032) ، سيرد 5/211.

وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 4/455 و10/199 أن حديث أبي سعيد وحديث ابن عباس إنما هما في قصة واحدة وقعت لهم مع الذي لدغ، وحديث عم خارجة بن الصلت في قصة أخرى مع رجل مصاب بعقله.

قال السندي: قوله: بحي من أحياء العرب، أي: بقبيلة من قبائلهم. فاستضافوهم: أي: طلبوا منهم الضيافة على عادة ذلك الوقت. فأبوا أن يضيفوهم: بتشديد الياء، أو تخفيفها، من ضيفه أو أضافه : أي: أنزله، وجعله ضيفا. فعرض لإنسان: على بناء المفعول، أي: عرض له عارض.

أو لدغ: شك من الراوي، والمشهور هو الثاني. قلنا: قد قال الحافظ في "الفتح " 4/455: ما وقع في رواية هشيم أنه مصاب في عقله. أو لديغ شك من هشيم، وقد رواه الباقون فلم يشكوا في أنه لديغ، ولا سيما تصريح الأعمش بالعقرب. قلنا: قد مر أن حديث من أصيب في عقله إنما هو في قصة أخرى.

 

17548 - حدثنا عبد الله بن نمير، عن عثمان بن حكيم، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة، قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة، معها صبي لها، فقالت: يا رسول الله، هذا صبي، أصابه بلاء ، وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم، ما أدري كم مرة، قال: " ناولينيه " فرفعته إليه، فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر فاه، فنفث فيه ثلاثا، وقال: " بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله " ثم ناولها إياه، فقال: " القينا في الرجعة في هذا المكان، فأخبرينا ما فعل " قال: فذهبنا ورجعنا، فوجدناها في ذلك المكان، معها شياه ثلاث، فقال: " ما فعل صبيك ؟ " فقالت: والذي بعثك بالحق، ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم. قال: " انزل فخذ منها واحدة، ورد البقية " ...إلخ

 

إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عبد العزيز. وأخرجه بطوله ابن أبي شيبة 11/488-490 عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 11/490-492، والدارمي (17) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/223، والبيهقي في "الدلائل" 6/18-19 وإسناده ضعيف. وأخرج القصة الأولى منه ابن أبي شيبة 8/44 و54-55، ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (394) ، عن عبد الله بن نمير، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (2288). وعن أسامة بن زيد عند العقيلي 3/81، والبيهقي في "الدلائل" 6/24 - 26. وعن عثمان بن أبي العاص عند ابن ماجه (3548) ، والطبراني في "الكبير" (8347) ، وأبي نعيم في "الدلائل" (396) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/307-308 و308 بألفاظ متقاربة. وانظر حديثه الآتي برقم (17897) وعن الوازع- وقيل: الزارع- بن عامر العبدي عند الطبراني في "الكبير" (5314) ، وهو في "المسند" لكن سقط من المطبوع، انظر "الأطراف" 5/445. وفي أسانيدها مقال. وأخرج قصة البعير الطبراني في "الكبير" 22/ (694) من طريق عبد الله بن نمير، به. وروايته مختصرة. ويشهد لها حديث عبد الله بن جعفر السالف برقم (1745) ، وحديث أنس ابن مالك السالف برقم (12614) . وانظر تتمة شواهده هناك. وفي باب قصة الشجرتين عن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012). وعن أسامة بن زيد عند أبي نعيم في "الدلائل" (298) . وعن غيلان بن سلمة، عند أبي نعيم في "الدلائل" (295) . وعن ابن مسعود عند البيهقي في "الدلائل" 6/20 وجمع إلى قصة الشجرتين قصة الجمل. وانظر ما سيأتي بالأرقام (17549) و (17559) و (17563) و (17564) و (17565) و (17567).

"ففغر فاه"، أي: فتحه.

 

17549 - حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن أبيه - قال وكيع: مرة يعني الثقفي، ولم يقل: مرة عن أبيه -، أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اخرج عدو الله، أنا رسول الله " قال: فبرأ . فأهدت إليه كبشين، وشيئا من أقط ، وشيئا من سمن، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذ الأقط والسمن وأحد الكبشين، ورد عليها الآخر "

 

إسناده ضعيف لانقطاعه، المنهال بن عمرو لم يسمع يعلى بن مرة. وسيأتي الحديث مرة أخرى عن وكيع برقم (17563) ولم يقل فيه: عن أبيه. وأخرجه وكيع في "الزهد" (508) ، ومن طريقه هناد في "الزهد" (1338) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/21-22 و22، بهذا الإسناد. والحديث عندهم إلا الموضع الثاني للبيهقي مطول بنحو حديث عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة السالف برقم (17548) . ولم يقولوا فيه: عن أبيه، إلا البيهقي في الموضع الأول. وقال البيهقي عن الرواية الثانية: هذا أصح، والأول وهم، قاله البخاري، يعني روايته "عن أبيه" وهم، إنما هو عن يعلى نفسه، وهم فيه وكيع مرة، ورواه على الصحة مرة. ثم استدرك البيهقي على البخاري فقال: وقد وافقه فيما زعم البخاري أنه وهم يونس بن بكير، فيحتمل أن يكون الوهم من الأعمش، والله أعلم. قلنا: وحديث يونس أخرجه هناد في "الزهد" (1339) ، والحاكم 2/617، والبيهقي في "الدلائل" 6/20-21. والحديث عندهم مطول. وأخرجه دون قوله "عن أبيه": الطبراني في "الكبير" 22/ (679) من طريق يحيى بن عيسى، و (680) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن الأعمش، به. لكن وقع الإسناد عنده في الموضع الأول: عن المنهال بن عمرو، قال: حدثني ابن يعلى بن مرة، عن أبيه. وانظر ما سلف برقم (17548) .

 

أليست هذه الأحاديث بالضبط هي تشجيع على وشرعنة للدجل والنصب والخداع للسذج؟!

 

 

 

 

العلاج النفسي بالقرآن والأدعية وسيلة غير ناجحة

 

روى البخاري:

 

7029- حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ لَنْ تُرَاعَ نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ نَافِعٌ فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ

 

3738 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا أَعْزَبَ وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لِي لَنْ تُرَاعَ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا

 

6311 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ مَنْصُورًا عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ

 

6319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ

 

6312 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ

 

6313- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعَ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا ح و حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى رَجُلًا فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَا وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ

 

وروى أحمد:

 

6696 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَقُولُهُنَّ عِنْدَ النَّوْمِ مِنَ الْفَزَعِ: " بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " يُعَلِّمُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ نَوْمِهِ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ أَنْ يَحْفَظَهَا كَتَبَهَا لَهُ فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ".

 

حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (765) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، 186 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يرد عند النسائي إلا المرفوع منه. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/39 و63 و (3598) و (3656) ، وأبو داود (3893) ، والترمذي (3528) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (766) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 89، والطبراني في "الدعاء" (1086) ، وابن السني (753) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 150، والبيهقي في "الآداب" (993) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به، وعند النسائي أن خالد بن الوليد هو الذي كان يفزع في منامه، فعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الكلمات. وعند البخاري أنه الوليد بن الوليد، وعند ابن السني أن رجلاً شكا الى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يرد عند بعضهم إلا المرفوع منه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم 1/548 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف (يعني هو من رواية شعيب، عن أبيه محمد، عن عبد الله بن عمرو) . وسقطت هذه الرواية من "تلخيص" الذهبي. وله شاهد من حديث الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد عند ابن أبي شيبة 8/60 (3650) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، من طريقين عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن الوليد بن الوليد، وهذا سند رجالُه ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً بين محمد بن يحيى بن حبان وبين الوليد بن الوليد، وهو عند ابن السني (755) من حديث خالد بن الوليد، رواه من طريق مسدد، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن خالد بن الوليد، وهذا منقطع أيضاً. وهو في "الموطأ" 2/950 عن يحيى بن سعيد، أنه قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أروع في منامي... وآخر عند ابن السني (747) عن محمد بن عبد الله بن غيلان، عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشكا إليه أهاويل يراها في المنام، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... وأبو هشام الرفاعي -واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة مختلف فيه، قال ابنُ معين والعجلي وسلمة بن قاسم: لا بأس به. وقال البرقاني: ثقة، أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في إلصحيح، واحتج به مسلم، وضعفه البخاري وأبو حاتم والحكم أبو أحمد والنسائي، وباقي رجاله ثقات.

 

16573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ وَحْشَةً ، قَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يُضَرُّكَ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لَا يَقْرَبَكَ "

 

حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن حبان لم يدرك الوليد بن الوليد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري غير أن صحابيه ليس له رواية في الكتب الستة. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (643) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/60، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص185 من طريقين عن يحيى بن سعيد، به.وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/123، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد.

 

وروى مالك في الموطإ برواية الزهري:

 

1999 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أنه قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرَوَّعُ فِي مَنَامِي، قال: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ , وَأَنْ يَحْضُرُونِ.

 

بسطاء المسلمين الطيبين المساكين الفقراء كثيرًا ما يلجؤون إلى القرآن كنص ديني وللأدعية الدينية كأسلوب للعلاج النفسي والسلام الداخلي، هذه وسيلة خرافية وهمية، لا أعتقد أن شخصًا عنده ذكاء وعلم وتعليم وثقافة كافية سيعتبر الاستماع لنص كالقرآن بما فيهن خرافات وأوامر عنصرية وأوامر بالعنف والقتل وتهديدات بعذاب أبدي خرافي سيعتبره عاملًا للسلام النفسي. شخصيًّا أعتقد أن الاستماع للقرآن مما يثير أعصاب أي شخص عقلاني لما فيه، مع احترامي طبعًا لحرية الاعتقاد للجميع وحقهم في فعل ما يشاؤون، لكن لي الحق في كتابة رأيي على أي حال. الأدعية كذلك لن تعالج مرضًا عقليًّا أو نفسيًّا أو عصبيًّا. مرضى كثيرون يحتاجون علاجًا بالأدوية الكيميائية أوالعمليات الجراحية أو جلسات العلاج النفسي ولا يحصلون على علاج سليم بسبب خرافات كهذه.

يغضب في مرضه فيسوء خلقه وخرافة أن ذات الجنب مرض يسببه جن خرافي

 

روى البخاري:

 

4458- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

واللد: هو العلاج باللدود، وهو ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم، ولديدا الفم: جانباه، قال ابن الأثير: وإنما فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لدوه بغير إذنه. اقترأ، أي: قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة.

 

وروى أحمد:

 

(24263) 24767- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، لَدَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، فَأَشَارَ : أَنْ لاَ تَلُدُّونِي قُلْنَا : كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ لاَ تَلُدُّونِي ؟ قَالَ : لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ غَيْرُ الْعَبَّاسِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُنَّ. (6/53)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4458) و (5712) و (6886) و (6897) ، ومسلم (2213) ، والنسائي في "الكبرى" (7085) و (7586) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1933) ، وابن حبان (6589) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيرد مطولا برقم (24870) . وفي الباب: عن ابن عباس سلف (1784) .

قال السندي: قولها: لددنا، اللدود بالفتح: دواء يسقى المريض في أحد جانبي الفم. قوله: كراهية، بالنصب، أي: قال ذلك لأجل كراهية المريض، أو بالرفع أي: قوله ذلك كراهية، أي: ليس هو نهي تحريم، بل هو نهي للكراهية.

 

(24870) 25382- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ أُخْتِي ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَمْرًا عَجِيبًا ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَأْخُذُهُ الْخَاصِرَةُ ، فَيَشْتَدُّ بِهِ جِدًّا ، فَكُنَّا نَقُولُ : أَخَذَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِرْقُ الْكُلْيَةِ ، لاَ نَهْتَدِي أَنْ نَقُولَ الْخَاصِرَةَ ، ثُمَّ أَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَاشْتَدَّتْ بِهِ جِدًّا حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، وَخِفْنَا عَلَيْهِ ، وَفَزِعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَظَنَنَّا أَنَّ بِهِ ذَاتَ الْجَنْبِ ، فَلَدَدْنَاهُ ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَفَاقَ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ لُدَّ ، وَوَجَدَ أَثَرَ اللَّدُودِ ، فَقَالَ : ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَلَّطَهَا عَلَيَّ ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطْهَا عَلَيَّ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ إِلاَّ عَمِّي ، فَرَأَيْتُهُمْ يَلُدُّونَهُمْ رَجُلاً رَجُلاً ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَمَنْ فِي الْبَيْتِ يَوْمَئِذٍ ، فَتَذْكُرُ فَضْلَهُمْ ؟ فَلُدَّ الرِّجَالُ أَجْمَعُونَ ، وَبَلَغَ اللَّدُودُ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلُدِدْنَ امْرَأَةٌ امْرَأَةٌ ، حَتَّى بَلَغَ اللَّدُودُ امْرَأَةً مِنَّا ، قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ : لاَ أَعْلَمُهَا ، إِلاَّ مَيْمُونَةَ ، قَالَ : وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ : أُمُّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : إِنِّي وَاللَّهِ صَائِمَةٌ ، فَقُلْنَا : بِئْسَمَا ظَنَنْتِ أَنْ نَتْرُكَكِ ، وَقَدْ أَقْسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَدَدْنَاهَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِي ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ. (6/118)

 

إسناده حسن . عبد الرحمن : هو ابن أبي الزناد حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود : وهو الطيالسي ، فمن رجال مسلم ، وهو ثقة. وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الرواية (4458) ، فقال : رواه ابن أبي الزناد ، عن هشام عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسق متنه. ووصله ابن سعد 2 / 235 ، وأبو يعلى (4936) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1934) ، والحاكم 4 / 202 - 203 من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، به ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ووافقه الذهبي . ورواية البخاري سلفت عند أحمد برقم (24263) عن يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، ولفظه : لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ، فأشار أن لا تلدوني ، قلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق ، قال : "ألم أنهكم أن تلدوني؟ قال : لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس ، فإنه لم يشهدكن". وقوله : "ما كان الله يسلطها علي" سيأتي نحوه برقم (26346) بإسناد حسن . وفي الباب عن أسماء بنت عميس ، سيرد 6 / 438 ، وقد أخرجه أحمد من طريق عبد الرزاق (9754) عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي هشام ، عن أسماء قالت : أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه ، فتشاور نساؤه في لده، إلى آخر الحديث ، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8 / 148 ، وصحح أبو حاتم وأبو زرعة إرساله فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2 / 332 - 333!

قال السندي : قولها : تأخذه الخاصرة ، أي : وجع الجنب. قولها : فلددناه ، اللدود بالفتح من الأدوية ما يسقى المريض في أحد شقي الفم ، ولديدا الفم : جانباه ، قيل : كان الذي لد به العود الهندي والزيت. قوله : "إلا لد" فعل ذلك عقوبة لهم لأنهم لدوه بغير إذنه ، وقيل : قصاصا ومكافأة لفعلهم ، واختلفوا في القصاص في مثل اللدود. قوله : "إلا عمي" أي : عباس ، وقد جاء أنه قال صلى الله عليه وسلم فيه : "إنه لم يشهدكم" ، أي : ما حضركم حالة اللدود ، وسوق حديث عائشة هذا لأنه تركه تعظيما

 

(26346) 26877- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ قَالَ ، حِينَ قَالُوا : خَشِينَا أَنْ تَكُونَ بِهِ ذَاتُ الْجَنْبِ ، إِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ. (6/274)

 

هذا الحديث له إسنادان: الأول: يعقوب، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، أن عائشة حدثته. وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. ولا يعارضه حديث أبي يعلى (443) عن عائشة أنها قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب، فإن في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف.

والإسناد الثاني: يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: قال ابن شهاب: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة. وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع.

 

(27469) 28017- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، قَالَتْ : أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ فِي لَدِّهِ فَلَدُّوهُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ مَا هَذَا فَقُلْنَا هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ قَالُوا : كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْرَفُنِي بِهِ لاَ يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلاَّ الْتَدَّ إِلاَّ عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْنِي الْعَبَّاسَ ، قَالَ : فَلَقَدِ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ لِعَزْمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (6/438)

 

هذا إسناد الصواب فيه أنه مرسل، فيما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/332، فقال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أسماء بنت عميس... فذكر الحديث، فقالا: هذا خطأ، رواه يونس بن يزيد وشعيب بن أبي حمزة وغيرهما، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم... وهذا صحيح. قلنا: لكن صححه ابن حبان والحاكم والذهبي والحافظ في "الفتح" 8/148 وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (9754) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان (6587) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (372) ، والحاكم 4/202، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/510 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره مرسلا. وأخرجه أيضا من طرق عن الزهري، بمثل سابقه مرسلا. =وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/33، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن عائشة، سلف بإسناد صحيح برقم (24263) ولفظه: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه، فأشار ألا تلدوني -قلت: كراهية المريض الدواء- فلما أفاق قال: "ألم أنهكم ألا تلدوني؟" قال: "لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس، فإنه لم يشهدكن". وانظر حديث العباس السالف برقم (1784) .

قال السندي: قوله: "ليقرفني به"، بقاف وراء وفاء، من باب ضرب، أي: ليرميني به، والمراد ليبتليني به، فإن المبتلى ببلية يرمى بها، فكأن الذي ابتلاه رماه به، والله أعلم.

 

كانوا يعتقدون أنه مصاب بمرض ﭬيروسي هو ذات الجنب وهو التهاب الأغشية الرئوية، وأعراض مرض موت محمد تتطابق معه فعلًا كما سأقول في باب الخرافات، جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة:

 

ذات الجنب: (طب) التهاب في الغشاء المحيط بالرِّئة يسبِّب سُعالاً، وحمَّى ونخسًا في الجنب، يزداد عند التنفُّس

 

ذو الجنب: الذي يشتكي جَنْبَه.

 

وجاء في قاموس أطلس الموسوعي:

 

Pleurisy برْسام، ذات الجَنْب: التهاب الغشاء البلوري يحدث غالبًا كمضاعفة لمرضٍ كالتهاب الرئة يرافقه تجمع السائل في تجويف الغشاء البلوري والقشعريرة والحرارة وألم عند التنفس والسعال.

 

هذه نفس بعض الأعراض التي ذكروها عن محمد وجع في الجنب وسخونة. لكن لأنه كان هناك اعتقاد شائع بأنه مرض يسببه الجن الخرافي كان محمد قد رفض أن يعالجوه بذلك. ولما فعلن ساء خلقه معهن فجعلهن كلهن يضعن الدواء في أفواههن وكذلك كل من في البيت من حاضرين، ولولا احترامه لعمه وتقديره المعروف له لكان جعله معهن. يرجح أن رواية أبي يعلى عن ابن لهيعة التي نقل فيها قول عائشة أن محمدًا مات من ذت الجنب لم يقل فيها إلا الحق والحقيقة وهم لها كارهون. وجاء عن أعراض مرض موت محمد هكذا، روى أحمد:

 

24103 - حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله، عن عائشة، قال: سفيان سمعت منه حديثا طويلا ليس أحفظ من أوله إلا قليلا، دخلنا على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين، أخبرينا عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: " اشتكى، فجعل ينفث ، فجعلنا نشبه نفثه نفث آكل الزبيب ، وكان يدور على نسائه، فلما اشتكى شكواه، استأذنهن أن يكون في بيت عائشة، ويدرن عليه، فأذن له، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين متكئ عليهما، أحدهما عباس، ورجلاه تخطان في الأرض، قال ابن عباس: " أفما أخبرتك من الآخر؟ " قال: لا، قال:" هو علي "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه بتمامه ومختصرا الحميدي (233) ، والنسائي في "الكبرى" (7088) و (8935) ، وابن ماجه (1618) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/726، وأبو عوانة 2/113 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (24061) .

قال السندي: قولها: آكل الزبيب: حين يرمي بالبذر بفيه.

 

نفث محمد هذا سببه شدة ارتفاع الحرارة، و روى البخاري:

 

198 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ فِي أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ الْآخَرُ قُلْتُ لَا قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهُ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ هَرِيقُوا عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ وَأُجْلِسَ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلْكَ حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ

 

روى أحمد:

 

25179 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، أو عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: " صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح، فأعهد إلى الناس " قالت عائشة: فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس، وسكبنا عليه الماء منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن، ثم خرج.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الرزاق. فرواه أحمد في هذه الرواية عنه، عن معمر، عن الزهري، فقال: عن عروة أو عمرة، عن عائشة، على الشك. إلا أن الحاكم 1/144-145 -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/31- أخرجه من طريق أحمد، وقد جاء عنده: عن عروة، عن عمرة! وأخرجه على الشك كذلك إسحاق بن راهويه (645) ، وابن خزيمة (258) ، وابن حبان (6596) و (6600) ، والبيهقي في "السنن" 1/31 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (179) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7082) ، وابن خزيمة (123) - عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. دون شك. وهو عند عبد الرزاق كذلك (9754) [51/430] عن معمر، عن الزهري، عن عروة وغيره، عن عائشة. وأخرجه الحاكم 1/144-145 من طريق على ابن المديني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك، وهو الراجح. إذ أخرجه كذلك النسائي في "الكبرى" (7082) ، وابن حبان (6599) ، والحاكم 1/145 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة دون شك. وأخرجه إسحاق بن راهويه (644) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني في "الأوسط" (6710) ، وفي "مسند الشاميين" (2915) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2438 من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. وأخرجه ابن سعد 2/250-251 من طريق أبي الأسود، والدارمي (81) من طريق محمد بن كعب، كلاهما عن عروة، به. وأخرجه مطولا البخاري (198) و (4442) و (5714) ، والنسائي في "الكبرى" (7083) ، وأبو يعلى (4579) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3130) ، والبيهقي في "السنن" 1/31، وفي "الدلائل" 7/173-174، والبغوي في "شرح السنة" (3825) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، عن عائشة، به.

قال السندي: قوله: "فأعهد إلى الناس"، أي: أوصي إليهم.

 

26137 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: بلى، ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أصلى الناس ؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قال: " ضعوا لي ماء في المخضب " ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: " أصلى الناس ؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: " ضعوا لي ماء في المخضب " . ففعلنا: فاغتسل، فذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: " أصلى الناس ؟ " فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول الله، قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، وكان أبو بكر رجلا رقيقا، فقال: يا عمر صل بالناس . فقال: أنت أحق بذلك فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة، فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه أن لا تتأخر، وأمرهما، فأجلساه إلى جنبه، فجعل أبو بكر يصلي قائما ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا، فدخلت على ابن عباس، فقلت: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات . فحدثته، فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا . قال: هو علي.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه النسائى في "المجتبى" 2/101-102، وفي "الكبرى" (908) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. قال المزي في "التحفة" 11/483: هذا أجود حديث في الباب. وأخرجه بتمامه ومختصرا ابن سعد 2/218-219، وابن أبي شيبة 2/332- 333 و14/560- 561، وإسحاق (1091) و (1092) ، والبخاري (687) ، ومسلم (418) (90) ، والنسائي في "الكبرى" (7084) ، والدارمي (1257) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/450، وأبو عوانة 2/111-112، وابن المنذر في "الأوسط" (238) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/405-406، وفي "شرح مشكل الآثار" (4207) ، وابن حبان (2116) و (6602) ، والبيهقي في "السنن" 3/80- 818/151-152 ، وفي "معرفة السنن والآثار" (5696) ، وفي "الدلائل" 7/190-191 من طرق عن زائدة، به. وقد سلف برقم (24061) .

 

27079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. أبو عُبيدة بنُ حُذيفة وهو ابنُ اليَمَان - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه العجلي، ولم يذكره أحد بجرح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. حُصَيْن: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي. وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/233، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي عُبيدة بنِ حُذيفة بنِ اليمان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 8/325-326، والنسائي في "الكبرى" (7496) و (7613) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (629) ، والحاكم 4/404 من طرق عن شعبة، به. وقوَّى إسنادَه الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة فاطمة بنت اليمان). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7482) من طريق عَبْثَر بن القاسم، والطبراني في "الكبير" 24/ (626) و (627) و (628) و (630) من طريق عبد الله ابن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي وسليمان بن كثير وزائدة، خمستهم عن حُصَيْن، به. وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (631) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القَطِيعي، عن جرير- وهو ابن عبد الحميد - عن حُصين، عن خيثمة، عن ابي عُبيدة بن حُذيفة، عن عمته، بنحوه. فزاد في الإسناد: خيثمة بين حُصين وأبي عبيدة. والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 214. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/292، وقال: رواه أحمد والطبرانى في "الكبير" بنحوه، وقال: وإسناد أحمد حسن. وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) ، وفيه أن سعداً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أىُّ الناس أشدُُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس... " وإسناده حسن. وآخر من حديث ابن مسعود، قال: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُوعَك، فمسستُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتَُوعَكُ وَعْكاً شديداً! قال: "اجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم"... وسلف برقم (3618) ، إسناده صحيح على شرط الشيخين. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "إنَّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر"، سلف برقم (11893) .

 

لم تذكر الروايات بقدر ما بحثت في مرض موت محمد شيئًا عن السعال والكحة، لكن يوجد نص غير حاسم كدليل عن سعاله في صلاة بعد فتح مكة بحيث قطع قراءته وركع، روى أحمد:

 

15394 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُسَيِّبِ الْعَابِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصُّبْحَ بِمَكَّةَ " قَالَ: " فَافْتَتَحَ سُورَةً الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى ذِكْرِ مُوسَى وَهَارُونَ - أَوْ ذِكْرِ عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ - أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْلَةٌ ، فَرَكَعَ " قَالَ: وَابْنُ السَّائِبِ حَاضِرُ ذَلِكَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم على وهم فيه، قول حجاج في عبد الله ابن عمرو: هو ابن العاص، وهم منه، تابعه فيه روح كما سيأتي في الرواية رقم (15395) و (15400) ، صوابه: عبدُ الله بن عمرو بن عبد القاري، كما عند عبد الرزاق في "مصنفه" (2707) . وقد نبّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 2/256، وسيأتي من طريق عبد الرزاق (15395) ، وهوذة بن خليفة (15397) غير منسوب. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وأخرجه مسلم (455) ، وابن خزيمة (546) ، وابن حبان (1815) من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/85 (بترتيب السندي) ، وأبو داود (649) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/347، والبغوي في "شرح السنة" (604) من طرق عن ابن جريج. إلا أن الشافعي لم يذكر عبد الله بن المسيب، وذكر الطحاوي أبا سلمة ابن سفيان وحده. وقد اختلف فيه على ابن جريج. فأخرجه الحميدي (821) ، وابن ماجه (820) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن عبد الله بن السائب، به. قال أبو حاتم في "العلل" 1/87: هذا خطأ، إنما هو ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري، عن عبد الله ابن السائب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الصواب. ثم قال: لم يضبط ابن عيينة، ثم قال: أن كان ابن عيينة إذا حدث عن الصغار كثيراً ما يخطئ. وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة التمريض في كتاب الأذان: باب الجمع بين السورتين في الركعة، فقال: ويُذكر عن عبد الله بن السائب: قرأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤمنون في الصبح... قال الحافظ في "الفتح" 2/256: وكان البخاري علقه بصيغة "ويذكر" لهذا الاختلاف، مع أن إسناده مما تقوم به الحجة. وانظر ما قبله.

 

15395 - حدثنا عبد الرزاق، وروح، قالا: أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، قال: أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وعبد الله بن عمرو، قال روح: ابن العاص، وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب، قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى، قال روح محمد بن عباد يشك، واختلفوا عليه - أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فحذف فركع " وقال: عبد الله بن السائب حاضر ذلك.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه، وقول روح في عبد الله بن عمرو: هو ابن العاص، وهم منه، سلف الكلام عليه في الرواية السالفة. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2707) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (455) ، وأبو داود (649) ، وابن خزيمة (546) ، والبغوي في "شرح السنة" (604) . وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/389 من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (15394) .

قال السندي: قوله: فحذف، أي: ترك القراءة.

 

وقال البخاري في صحيحه معلقًا:

 

بَاب الْجَمْعِ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ وَالْقِرَاءَةِ بِالْخَوَاتِيمِ وَبِسُورَةٍ قَبْلَ سُورَةٍ وَبِأَوَّلِ سُورَةٍ وَيُذْكَرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُونَ فِي الصُّبْحِ حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ أَوْ ذِكْرُ عِيسَى أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ وَقَرَأَ عُمَرُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْ الْبَقَرَةِ وَفِي الثَّانِيَةِ بِسُورَةٍ مِنْ الْمَثَانِي وَقَرَأَ الْأَحْنَفُ بِالْكَهْفِ فِي الْأُولَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِيُوسُفَ

 

الخلاصة برأيي هي أن محمد مات فعلًا بداء ذات الجنب (التهاب الغشاء البلوري وامتلائه بالسائل)، أو بعلة بطنية أو كلوية داخلية. وعلى كلٍّ لا يصح اعتبار مرض بسبب شيطان خرافي، هذا تفكير غير علمي وخرافي ولا يفيد المرضى في شيء.

 

الحمى من فيح جهنم

 

روى البخاري:

 

3261 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ هُوَ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ قَالَ كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَأَخَذَتْنِي الْحُمَّى فَقَالَ أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ أَوْ قَالَ بِمَاءِ زَمْزَمَ شَكَّ هَمَّامٌ

 

3262 - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْحُمَّى مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ

 

ورواه أحمد 2649 و 4719 و5576 و6183 و 17266 و22165 و 24228 و 24229 و 24598 و 22274 و15810 و21886 وغيرها ومسلم 2209

 

لو أخذنا هذه الجملة بمعنى حرفي غير مجازي أدبي، فهي خطأ وخرافة، لأن الحمى ناتجة عن ﭬيروسات وبكتيريا وجراثيم تقاومها أجساد البشر وأجهزتهم المناعية.

 

طول مدة الحيض بسبب شيطان يؤذي الرحم!

 

روى الترمذي:

 

128 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما تأمرني فيها قد منعتني الصيام والصلاة ؟ قال أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم قالت هو أكثر من ذلك ؟ قال فتلجمي قالت هو أكثر من ذلك ؟ قال فاتخذي ثوبا قالت هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم سآمرك بأمرين أيهما صنعت أجزأ عنك فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال إنما هي ركضة من الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ثم اغتسلي فإذا رأيت أنك طهرت واستنقأت فصلي أربعا وعشرين ليلة أو ثلاثا وعشرين ليلة وأيامها وصومي وصلي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي كما تحيض النساء وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن فإذا قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ثم تغتسلين حين تطهرين وتصلين الظهر والعصر جميعا ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين - فافعلي وتغسلين مع الصبح وتصلين وكذلك فافعلي وصومي إن قويت على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ و ] هو أعجب الأمرين إلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ورواه عبيد الله بن عمرو و الرقى و ابن جريح و شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران عن أمه حمنة إلا أن ابن جريج يقول عمر بن طلحة والصحيح عمران بن طلحة [ قال ] وسألت محمدا عن هذا الحديث ؟ فقال هو حديث حسن [ صحيح ] [ و ] هكذا قال أحمد بن حنبل هو حديث حسن صحيح وقال أحمد و إسحق في المستحاضة إذا كانت تعرف حيضها بإقبال الدم وإدباره وإقباله أن يكون أسود وإدباره أن يتغير الى الصفرة - فالحكم لها أيام معروفة قبل أن تستحاض فإنها تدع الصلاة أيام أقرانها ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وتصلي وإذا استمر بها الدم ولم يكن لها أيام معروفة ولم تعرف الحيض بإقبال الدم وإدباره فالحكم لها على حديث حمنة بنت جحش [ وكذلك قال أبو عبيد ] وقال الشافعي المستحاضة إذا استمر بها الدم في أول ما رأت فدامت على ذلك فإنها تدع الصلاة ما بينها وبين خمسة عشر يوما فإذا طهرت في خمسة عشر يوما أو قبل ذلك فإنها تقضي صلاة أربعة عشر يوما ثم تدع الصلاة و بعد ذلك أقل ما تحيض النساء وهو يوم وليلة قال أبو عيسى واختلف أهل العلم في أقل الحيض وأكثره فقال بعض أهل العلم أقل الحيض ثلاثة وأكثره عشرة وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة وبه يأخذ ابن المبارك وروى عنه خلاف هذا وقال بعض أهل العلم منهم عطاء بن أبي رباح أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشر [ يوما ] وهو قول مالك و الأوزاعي و الشافعي و أحمد و أحمد و إسحق و أبي عبيد

 

قال الألباني: حسن

 

روى أبو داوود:

 

296 - حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن سهيل يعني ابن أبي صالح عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسماء بنت عميس قالت قلت: يا رسول الله إن فاطمة بننت أبي حبيش استحيضت منذ كذا وكذا فلم تصل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله إن هذا من الشيطان لتجلس في مركن فإذا رأت صفرة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غسلا واحدا وتغتسل للمغرب والعشاء غسلا واحدا وتغتسل للفجر غسلا واحدا وتتوضأ فيما بين ذلك "

 قال أبو داود رواه مجاهد عن ابن عباس لما اشتد عليها الغسل أمرها أن تجمع بين الصلاتين

 قال أبو داود ورواه إبراهيم عن ابن عباس وهو قول إبراهيم النخعي وعبد الله بن شداد .

 

قال الألباني: صحيح

المركن: إناء يغسل فيه الثياب 

 

287 - حدثنا زهير بن حرب وغيره قالا ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن أمه حمنة بنت جحش قالت كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها ؟ قد منعتني الصلاة والصوم ؟ فقال: " أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم " قالت هو أكثر من ذلك قال " فاتخذي ثوبا " فقالت هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم " قال لها " إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله تعالى ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثا وعشرين ليلة أو أربعا وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزيك وكذلك فافعلي [ في ] كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " وهذا أعجب الأمرين إلي "

 قال أبو داود ورواه عمرو بن ثابت عن ابن عقيل قال فقالت حمنة [ فقلت ] هذا أعجب الأمرين إلي لم يجعله من قول النبي صلى الله عليه و سلم جعله كلام حمنة

 قال أبو داود وعمرو بن ثابت رافضي [ رجل سوء ولكنه كان صدوقا في الحديث وثابت بن المقدام رجل ثقة ] وذكره يحيى بن معين

 قال أبو داود سمعت أحمد يقول حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء .

 

قال الألباني: حسن لم يجعله من قول النبي صلى الله عليه و سلم جعله كلام حمنة

 

وروى أحمد:

 

24972 - حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، أن أم حبيبة بنت جحش كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وأنها استحيضت ، فلا تطهر، فذكر شأنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ليست بالحيضة ، ولكنها ركضة من الرحم، فلتنظر قدر قرئها التي كانت تحيض له، فلتترك الصلاة، ثم لتنظر ما بعد ذلك، فلتغتسل عند كل صلاة، ولتصل "

 

حديث صحيح ، دون قوله : "فلتغتسل عند كل صلاة ولتصل" فهو غير محفوظ ، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن الحجاج - وهو المروزي - فمن رجال البخاري ، أبو بكر : هو ابن محمد بن عمرو بن حزم ابن أخت عمرة بنت عبد الرحمن. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1 / 98 ، والبيهقي في "السنن" 1 / 349 - 350 ، وفي "معرفة السنن والآثار" (2208) من طريقين عن عبد العزيز ابن أبي حازم ، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1 / 120 - 121 و183 ، وفي "الكبرى" (218) ، وأبو عوانة 1 / 323 - 324 ، والبيهقي 1 / 349 - 350 من طريقين عن يزيد بن الهاد ، به. وقد سلف برقم (24523) و (24538) بإسناد صحيح . وقوله : "فلتغتسل عند كل صلاة ولتصل". ورد هنا من قوله وأمره صلى الله عليه وسلم ، وقد صرح الزهري في الرواية (24523) أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالغسل عند كل صلاة ، وإنما فعلته أم حبيبة من نفسها. ونقل البيهقي 1 / 350 عن أبي بكر بن إسحاق قوله : قال بعض مشايخنا : خبر ابن الهاد غير محفوظ. وسيأتي بنحو رواية ابن الهاد ، من طريق ابن إسحاق برقم (26005) وإسناده ضعيف. وانظر أحمد (27474).

قال السندي : قوله : "ولكنها ركضة" ، أي : ركضة من الشيطان ، كما في رواية ، وهي الضرب بالرجل والإصابة بها ، ونسب إلى الشيطان لأنه وجد به طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها ، ومعنى "من الرحم"، أي : في الرحم .

 

معروف علميًّا اليوم أن حالة طول فترة الحيض تستدعي استشارة طبيب أمراض تناسلية أو نساء وتوليد، وهو مرتبط إما بخلل هرموني أو شيء في الأوردة الدموية. لا علاقة لذلك بخرافات كشيطان خرافي لا وجود له، هذه خرافة غير مفيدة عمليًّا وليس لها أي فائدة، عكس العلم الطبي النافع للعلاج. وهذا الحديث كما سنكمل نقاشه في باب التناقضات سبب مشكلة للفقهاء لأنه يطلب شيئًا صعبًا جدًّا على المريضة وهو الغسل عند كل صلاة أو صلاتين وهو أمر مستحيل! وبعض أسانيده صحيحة.

 

خرافة الحسد

 

روى البخاري:

5944 - حَدَّثَنِي يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَنَهَى عَنْ الْوَشْمِ حَدَّثَنِي ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ حَدِيثَ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ أُمِّ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ حَدِيثِ مَنْصُورٍ

ورواه مسلم :

 

 

[ 2185 ] حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد وهو بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين

 

 [ 2186 ] حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت فقال نعم قال باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك

 

 [ 2187 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق

 

 [ 2188 ] وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد بن خراش قال عبد الله أخبرنا وقال الآخران حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

9872 - حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، وحجاج، قال: أخبرنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعوهن: التطاعن في الأنساب، والنياحة، ومطرنا بنوء كذا وكذا، والعدوى: الرجل يشتري البعير الأجرب، فيجعله في مائة بعير فتجرب، فمن أعدى الأول ؟ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فهو حسن الحديث. وسلف الحديث برقم (7908) . وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد.

 

9454 - حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني معروف بن سويد الجذامي، أنه سمع علي بن رباح، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى، ولا طيرة، والعين حق "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معروف بن سويد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في مسند على من "تهذيب الآثار" ص 9، والطحاوي 4/309 و312، والمزي في ترجمة معروف بن سويد من "تهذيب الكمال" 28/268 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. رواياتهم مختصرة إلا المزي.

 

خرافة العلاج بحبة البركة (الشونيز)

 

روى البخاري:

 

5688 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ

 

5687 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ فَقَالَ لَنَا عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحُبَيْبَةِ السَّوْدَاءِ فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا مِنْ السَّامِ قُلْتُ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ

 

ورواه مسلم 2215 وأحمد 7557 و7638 و(8517) و (9473) و (9543) و (9544) و (10550) و(10626) و(9056) و(10046) و (10047) وعبد الرزاق 20169، وأخرجه (في سياق قصة) ابن أبي شيبة 8 / 10 - ومن طريقه البخاري (5687) ، وابن ماجه (3449) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (105)

 

 

حبة البركة عند وضعها في الطعام ولا سيما المخبوزات تعطي طعما ظريفا محببا، لكن القول بأنها علاج لأي مرض، بل وأنها علاج لكل الأمراض فهذه خرافة غير علمية مغالية في السخف، وإنه لمما يؤسَف له أن نكون في عصر تقدم العلوم في الغرب أوربا وأمركا وأستراليا ومعهم اليابان وإسرائيل وغيرها، ولا يزال قومنا العرب والمسلمون يعتقد ويمارس كثير منهم خرافات كهذه لشدة الجهل والفقر. ولعلمهم بأنها خرافة سخيفة بلا قيمة من خلال التجربة الطبية، فقد حاولوا التملص ببساطة رغم عمومة وإطلاق لفظ النص:

 

قوله: "فإن فيها شفاء من كل داء"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/2112: هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص. إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم، وذلك أنه حار يابس، فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد، والغذاء بالمشاكل.

وقال أبو بكر ابن العربي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/145: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك، فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل:

(فيه شفاء للناس) الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.

وقال غيره: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: "شفاء من كل داء"، أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع.

 

لقد علموا من التجربة إذن أنه محض هراء، وفي عصر العباسيين كانوا وصلوا لمستوى جيد في العلوم ومنها الطب، وكانوا أفضل حضارة آنذاك أو من أفضلها، لكن حتى تقسيماتهم الخرافية وخرافة الطبائع الأربعة المأخوذة من طب اليونان العتيق وربما معهم الصينيون وهي الصفراء والسوداء والبلغم والدم محض خرافات لم يعد لها قيمة مع الطب الحديث العلمي اليوم.

 

خرافة بركات ماء زمزم وأنه صحي ويصلح كعلاج وكبديل للطعام!

 

روى مسلم:

 

[ 2473 ] حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا سليمان بن المغيرة أخبرنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت انا وأخي أنيس وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا واحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا انك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتينا الكاهن فخير أنيسا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا بن أخي قبل ان ألقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربي أصلى عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس أن لي حاجة بمكة فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم ان الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتم على لسان أحد بعدي انه شعر والله انه لصادق وانهم لكاذبون قال قلت فاكفني حتى اذهب فانظر قال فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ فأشار الي فقال الصابئ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي قال فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب احمر قال فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام الا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان إذ ضرب على أسمختهم فما يطوف بالبيت أحد وامرأتين منهم تدعوان إسافا ونائلة قال فأتتا علي في طوافهما فقلت انكحا أحدهما الأخرى قال فما تناهتا عن قولهما قال فاتتا علي فقلت هن مثل الخشبة غير اني لا أكني فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان ههنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان قال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال ما قال لكما قالتا انه قال لنا كلمة تملأ الفم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته قال أبو ذر فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام قال فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله ثم قال من أنت قال قلت من غفار قال فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره ان انتميت إلى غفار فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه وكان أعلم به مني ثم رفع رأسه ثم قال متى كنت ههنا قال قلت قد كنت ههنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قال قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما أجد على كبدي سخفة جوع. قال: "إنها مباركة إنها طعام طعمة". فقال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف وكان ذلك أول طعام أكلته بها ...إلخ

 

رواه أحمد 21525 و21526 وأخرجه ابن سعد 4/219 - 222، وابن أبي شيبة 14/215 - 219، ومسلم (2473) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "الإتحاف" 14/158، وأبو نعيم في "الدلائل" (197) من طرق عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة أيضا من طريق ابن عون، عن حميد بن هلال، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/157 من طريق أبي النضر، عن سليمان ابن المغيرة، به. مختصرا بقصة صلاة أبي ذر قبل الإسلام. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/157 من طريق أبي هلال محمد بن سليم، عن حميد بن هلال مختصرا بقصة صلاته أيضا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3334) من طريق يزيد بن هارون، به. مختصرا بقصة ذهاب أنيس إلى مكة وإيابه. وأخرجه الطحاوي أيضا (1595) من طريق يزيد بن هارون، به مختصرا بقصة سلام أبي ذر على النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الدارمي (2524) و (2639) ، والبخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (339) ، والطحاوي (1595) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/159 من طرق عن سليمان بن المغيرة، به مختصرا بقصة سلام أبي ذر على النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه مسلم (2473) و (2514) ، وابن أبي عاصم (989) ، وابن حبان = (7133) ، والبيهقي في "السنن" 5/147، وفي "الدلائل" 2/208 - 212 من طريق هدبة بن خالد.

فراث علي: أي: أبطأ.  على دينك: أي رجلا كائنا على دينك، وهو على دينك في ترك الأصنام، والتوجه إلى عبادة الرحمن تعالى.  أقراء الشعر: بالقاف والراء والمد، أي: طرقه وأنواعه.  شنفوا: بشين معجمة مفتوحة، ثم نون مكسورة، ثم فاء، أي: أبغضوه.  قلنا: وبمعناه شئفوا بالهمز. وقوله: شفوا له: أي: عالجوه بكل ما يشتفى به، والمعنى على المجاز والله أعلم.  وأما قوله: سبقوا له، فلم نتبين وجهه، فلينظر.  وتجهموا: أي: قابلوه بوجوه كريهة.  فتضعفت: أي: رأيته ضعيفا، فوجدت أنه لا يصيبني بمكروه.  مدرة: قطعة من الطين اليابس.  نصب: بضمتين أو سكون الثاني، وهو صنم أو حجر كانوا يذبحون عليه، أي: صرت من كثرة الدماء التي سالت مني كأني نصب.  تكسرت، أي: انثنت من كثرة السمن.  عكن: جمع عكنة، كغرف جمع غرفة، وهي الطي في البطن من السمن.  سخفة: بفتح أو ضم فسكون: رقة الجوع وضعفه. قمراء: أي طالع قمرها.  إضحيان: بكسر الهمزة والحاء وسكون ضاد معجمة بينهما، أي: مضيئة. أصمخة: جمع صماخ، مثل سلاح وأسلحة، وهو الخرق الذي في الأذن، والمراد ها هنا الآذان، وهذا كناية عن النوم. إساف: اسم صنم، وكذا نائلة، وهو المشهور، وفي نسخ المسند: نائل. فقلت: وهن: بفتح الهاء وتخفيف النون، يكون كناية عن كل شيء، وهو ها هنا كناية عن الذكر.

 

وروى البخاري:

 

5617 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مِنْ زَمْزَمَ

 

1637 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ قَالَ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ قَالَ عَاصِمٌ فَحَلَفَ عِكْرِمَةُ مَا كَانَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا عَلَى بَعِيرٍ


1635 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا فَضْلُ اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا فَقَالَ اسْقِنِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ قَالَ اسْقِنِي فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فِيهَا فَقَالَ اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ يَعْنِي عَاتِقَهُ وَأَشَارَ إِلَى عَاتِقِهِ

 

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ....إلخ

 

2368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ أَوْ قَالَ لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنْ الْمَاءِ لَكَانَتْ عَيْنًا مَعِينًا وَأَقْبَلَ جُرْهُمُ فَقَالُوا أَتَأْذَنِينَ أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ قَالَتْ نَعَمْ وَلَا حَقَّ لَكُمْ فِي الْمَاءِ قَالُوا نَعَمْ

 

ما في صحيح مسلم والمسند كلام أسطوري مستحيل بالطبع، أن تظل بدون طعام ثلاثين يومًا تمامًا، لا أدري مدى قدرة جسد إنساني على ذلك، لكن ذلك سيهزله وينحله بالتأكيد، والماء ضروري لا يصبر الإنسان عن عدم وجوده أكثر من الطعام، فعدمه يؤدي إلى موته أسرع، وعدم الأكل سيؤدي إلى غيبوبة مخية بعد انهيار كل وظائف وأعضاء الجسد بالتأكيد. فهذه خرافة.

 

وللأسف على عكس أحلام السذج، فالحقيقة أنه ماء ضار، وشربه بكثرة فيما يسمونه بالاستضلاع يعني تحقيق مزيد من الضرر بأنفسهم، هذا مقال وخبر:

 

قرأت ذات يوم خبر عن مياه زمزم وخطورتها على صحة اﻹنسان.. فتوقفت لحظة أفكر ما مدى صدق الخبر و لماذا لم يمت الناس و هم يشربون من تلك المياه منذ مئات السنين و خاصة القاطنين في مكة أين الحقيقة... لم يكن هناك رابط للتأكد من الخبر و لكن ذكر في المقال أنه تم نقله عن بي بي سي فذهبت باحثا عن الحقيقة ووجدت عدة مقالات تتحدث عن الموضوع و لكنها تتحدث عن مياه مزيفة ليس لها صلة بالمياه الحقيقية المستخرجة من البئر و للعلم بالشئ تمنع السعودية تصدير تلك المياه للخارج ولا تسمح بخروجها إلا للإستعمال الشخصي فقط... ولكن مع مزيد من البحث و جدت هذا الخبر و بعد قراءته تساءلت إلى متى... إلى متى الجهل... إلى متى الكبر و المكابرة على الحقائق الجلية... إلى متى التخلف... إلى متى التشبث بكل شئ حتى لو كان كذب و خداع... إلى متى اﻹصرار على إمتلاك الفهم الصحيح و عدمه للمخالفين... إلى متى الظلام... إلى متى الظلم... إلى متى الحيرة....... أترككم مع الخبر في رحابه المزرنخة.....

مياه زمزم المقدسة من مكة المكرمة ملوثة و تباع  في المملكة المتحدة

من أخبار بي بي سي ... المراسل جاي لين:

مياه الشرب المقدسة ملوثة بالزرنيخ و تباع بطريقة غير مشروعة للمسلمين من قبل المحلات التجارية في المملكة المتحدة ، كما وجدت هيئة الاذاعة البريطانية.
تؤخذ زمزم من بئر في مكة المكرمة وتعتبر مقدسة للمسلمين ، ولكن عينات من المصدر اقترحت احتواءها على مواد كيميائية خطرة.
يمكن للسياح جلب كميات صغيرة من المملكة العربية السعودية ، ولكن لا يمكن تصديرها للاستخدام التجاري.
وجد باحث سري كميات كبيرة من زجاجات تباع في شرق لندن والجنوب وفي لوتون.
وقال رئيس جمعية المحللون العامة انه "بالتأكيد لا يوصي" شربها.

"
شراب سام"

كشف تحقيق للبي بي سي ان مياه زمزم  كان يجري بيعها من قبل المكتبات الاسلامية في اندسوورث ، جنوب غرب لندن ، وابتون بارك ، شرق لندن ، وكذلك في لوتون ، بيدفوردشير.
"
المياه سامة ، لا سيما بسبب مستويات عالية من الزرنيخ ، وهو مادة مسرطنة" ، عن الدكتور دنكان كامبل ، رئيس رابطة المحللون العامة.
"
يتم تعيين الحدود المبينة في مياه الشرب لسبب وجيه جدا وبمجرد الحصول على مياه فوق هذا الحد ، فانها ليست آمنة".
تم الحصول على تسجيلات سرية للبائعين أدلوا فيها أن العملاء يشربونها يوميا.... واضافوا "انهم يعتمدون عليها ، فهم لا يشربون أي شيء آخر" ، عن صاحب مكتبة إسلامية في ابتون بارك.
وفي العام الماضي قالت وكالة المعايير الغذائية الشعب "ينبغي أن يتجنب" المشروب في المملكة المتحدة ، التي قالت انها جاءت من مصادر مشكوك فيها.

"
المسألة الحساسة"

سألت البي بي سي احد الحجيج ان يأخذ عينات من الصنابي المرتبطة ببئر زمزم و أيضا شراء زجاجات من مكة المكرمة ، للمقارنة بين المياه المباعة بطريقة غير مشروعة مع المصدر اﻷصلي. وأظهرت هذه مستويات عالية من النترات والبكتيريا الضارة المحتملة ، وآثار الزرنيخ يزيد ثلاث مرات عن المستوى الأقصى المسموح به ، تماما مثل المياه غير المشروعة التي تم شراؤها في المملكة المتحدة.

قال الدكتور يونس رمضان ضابط بالصحة البيئية والذي قد حذر سابقا من مياه زمزم وصرح انها "مسألة حساسة" و أن "الناس يرون هذه المياه باعتبارها الماء المقدس" واضاف "انهم يجدون صعوبة في قبول أنها ملوثة ولكن السلطات في المملكة العربية السعودية أو في المملكة المتحدة لا بد أن تتخذ إجراءات"
أي من المحلات الثلاث المعنية يمكنها القول لماذا يبيعون الماء أو يعلنون عن كيفية الحصول عليه ، ولكنهم اكدوا أنه تم إزالته من رفوفها.
ورفضت السفارة السعودية في لندن التعليق على قضية التلوث عند المصدر في مكة المكرمة.

http://www.bbc.co.uk...london-13267205

انتهى....

ويظل تساؤلي مطروحا للجميع... للمسلمين... للعلماء... للمحققين... للسعودية... للبشر جميعا...أين الحقيقة و إلى متى ستظل غائبة

 

وجاء في جريدة الشرق الأوسط:

 

...كما يوضح الدكتور فيصل شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومدير وحدة الفشل الكلوي بمستشفى الملك فهد العام قائلا: ننصح بعض المرضى المصابين بالفشل الكلوي بعدم تناول كميات كبيرة من ماءزمزم  والتي قد تسبب لهم زيادة في تكوين الحصوات بالكلى مما يؤدي إلى القصور في وظائف الكلى والالتهاب المتكرر في مجرى البول او الكليتين وارتفاع ضغط الدم الناتج عن ضيق شريان الكلى مما يتسبب للمريض بتكوين الحصوات المتكررة التي تعمل على القصور الكلوي لجميع وظائف الكلى.

 

وأشار الدكتور شاهين إلى احتواء ماء زمزم على بعض الأملاح التي تساعد على تكوين الحصوات بالكلى فينتج عنها قصور في وظائف الكلى، ومن أهم مضاعفاتها تضخم الكبد وارتفاع إنزيماته ومن ثم التعرض لالتهاب الكبدي الوبائي وهبوط القلب والتهاب جدران الأمعاء والميل إلى القيء وعسر الهضم ونقص كمية الكالسيوم في العظام. كما أن هناك بعض الحالات تصاب بالتهاب الجهاز التنفسي، ويشير الدكتور فيصل شاهين إلى أن الإصابة بالحصوات المتكررة تؤدي إلى غيبوبة نتيجة ارتفاع نسبة البولينا في الدم.

 

وكتب أخ ملحد بمنتدى الملحدين العرب:

 

هل هناك جهة محايدة غير إسلامية (كمنظمة الصحة العالمية) اعتمدت الدراسات الإسلامية عن ماء زمزم؟!

هل هناك تحسن ملحوظ لصحة سكان (مكة المكرمة) تميزهم عن باقي المناطق في العلم لشربهم ماء زمزم؟!

هل ثبت صحيا وقطعيا علميا شفاء مرضى رتفاع السكر أو HIV الإيدز بسبب شربه من ماء زمزم أو حتى تحسن نظر أحدهم بحيث استغنى عن النظارة الطبية؟!

 

وأشار أحد ملحدي السعودية قائلا تعليقا على قول الأستاذ فينيق المترجم العملاق عن سوء طعم ماء زمزم:

 

أما ما قاله الزميل فينيق فهو صحيح، لم أشرب ماء أسوأ طعما من زمزم. ولو أن ماء زمزم لا يعلى عليه لما رأيت في الحرم نفسه بجوار كل كولمان ماء زمزم كولمان ماء عادي. أما ما قاله الزميل حيران فهو أيضا صحيح وإذا كان لماء زمزم قوى شفائية فلماذا تمتلئ المملكة السعودية بالمستشفيات؟!

 

وروى أحمد:

 

14849 - حدثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ماء زمزم لما شرب له "

 

حديث محتمل للتحسين، عبد الله بن المؤمل ضعيف، لكنه متابع، وأبو الزبير صرح بسماعه من جابر عند البيهقي في "السنن"، لكن في الإسناد إليه من لم نتبينه، وقد نقل السخاوي عن الحافظ ابن حجر أنه قال فيه: إنه باجتماع طرقه يصلح للاحتجاج به. وحسنه ابن القيم في "زاد المعاد" 4/393، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 2/210. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/95، وابن ماجه (3062) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/303، والطبراني في "الأوسط" (853) و (9023) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1455، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/52، والبيهقي في "السنن" 5/148، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/37، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/179 من طرق عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق عبد الله بن المؤمل برقم (14996). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3827) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1455 كلاهما عن علي بن سعيد الرازي، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي الزبير، به. وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن المغيرة، فهو صدوق، وعلي بن سعيد الرازي متكلم فيه. ولم يصرح أبو الزبير عندهما بالسماع. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/202 من طريق إبراهيم بن طهمان، حدثنا أبو الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فتحدثنا، فحضرت صلاة العصر، فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به، ورداؤه موضوع، ثم أتي بماء من ماء زمزم، فشرب، ثم شرب، فقالوا: ما هذا قال: هذا ماء زمزم، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له". وفي إسناده أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي، ولم نتبينه، وفيه معاذ بن نجدة، ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: صالح الحال. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4128) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/166 من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن ابن أبي الموال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. وفيه قصة، قال الحافظ في "التلخيص" 2/268: خلط سويد بن سعيد في هذا الإسناد، وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل، عن أبي الزبير، كذلك رويناه في "فوائد أبي بكر بن المقرئ" من طريق صحيحة. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس عند الدارقطني 2/289، والحاكم 1/473 من طريق محمد بن حبيب الجارودي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا ومطولا. وقال الحاكم: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي. وتعقبه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/268 بقوله: الجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله. وقال في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 110: المحفوظ عن ابن عيينة وقفه. قلنا: رواية مجاهد الموقوفة أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (9124) ، عن سفيان بن عيينة، وأخرجها كذلك الأزرقي في "تاريخ مكة" 2/50 عن جده، عن سفيان. وأخرجها عبد الرزاق (9123) عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد قوله. وهذا الأثر يعتضد به الحديث المرفوع، فمثل هذا لا يقال بالرأي. وقد روي عن ابن عباس: أنه كان إذا شرب من زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء. أخرجه عبد الرزاق (9112) عن سفيان الثوري، عمن يذكر أن ابن عباس...، وأخرجه الدارقطني 2/288 من طريق حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس. وحفص ضعيف. وأخرجه الحاكم 1/473 بإثر رواية الجارودي المرفوعة التي ذكرناها. وفي الباب عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في قصة إسلامه عند المصنف 5/174-175، ومسلم (2473) ، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن زمزم: "إنها مباركة، إنها طعام طعم"، وروى الطيالسي (457) هذه القطعة، وزاد فيها: "وشفاءسقم". وانظر "المقاصد الحسنة" للسخاوي (928) .

 

وروى عبد الرزاق في مصنفه:

 

9110 - عبد الرزاق عن زمعة بن صالح قال أخبرني عمرو بن دينار ان بن عباس قال شرب زمزم بأخذ الدلو ثم يستقبل القبلة فيشرب منها حتى يتضلع فإنه لا يتضلع منها منافق

 

9111 - عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر ولا أعلم الثوري إلا قد حدثناه عن عثمان بن الأسود عن بن أبي مليكة قال كنت عند بن عباس فجاءه رجل فجلس إلى جنبه فقال له بن عباس من أين جئت قال شربت من زمزم قال شربتها كما ينبغي قال وكيف ينبغي يا بن عباس قال تستقبل القبلة وتسمي الله ثم تشرب وتتنفس ثلاث مرات فإذا فرغت حمدت الله تعالى وتتضلع منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم

 

9112 - عبد الرزاق عن الثوري قال سمعت من يذكر أن بن عباس شرب من زمزم ثم قال أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء

 

9116 - أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج قال أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ أن زييد بن الصلت أخبره أن كعبا قال لزمزم برة مضنونة ضن بها لكم أول من اخرجت له إسماعيل قال كعب في هذا الحديث ونجدها طعام طعم وشفاء سقم

 

9117 - عبد الرزاق عن زمعة بن صالح قال حدثني سلمة بن وهرام قال أخبرني من سمع تبيعا يقول عن كعب قال لما دخل زمزم دخلها ببعيره ثم شرب منها وأفرغ على ثيابه فقيل له لم تبل ثيابك يا أعرابي قال أنتم لا تعرفون هذه هذه في كتاب الله برة شراب الأبرار زمزم لا تنزف ولا تذم

 

9120 - عبد الرزاق عن الثوري عن بن خثيم أو عن العلاء شك أبو بكر عن أبي الطفيل عن بن عباس قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعني زمزم وكنا نجدها نعم العون على العيال

 

9121 - عبد الرزاق عن معمر والثوري عن بن خثيم عن وهب بن منبه قال نجدها في كتاب الله يعني زمزم شراب الأبرار يعني زمزم مضنونة طعام طعم وشفاء من سقم ولا تنزح ولا تذم قال وقال وهب من شرب منها حتى يتضلع أحدثت له شفاء واخرجت له داء

 

9122 - عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه قال زمزم طعام طعم وشفاء سقم

 

9123 - عبد الرزاق عن معمر عن بن خثيم أن مجاهدا كان يقول هي لما شربت له يقول تنفع لما شربت له

 

9124 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال زمزم لما شربت له إن شربته تريد الشفاء شفاك الله وإن شربته تريد أن يقطع ظمأك قطعه وإن شربته تريد أن تشبعك أشبعتك هي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل

 

وانظر مصنف ابن أبي شيبة 14335 وما بعده (كتاب المناسك باب 220 في فضل زمزم).

 

وصفة خرافية لعلاج عِرق النسا

 

13295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا بِالصَّغِيرِ، يُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُذَابُ فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءٌ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1554) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الأسناد. وأخرجه ابن ماجه (3463) ، والحاكم 2/292 و4/206 و408، والضياء (1555) من طرق عن هشام بن حسان، به. وعند ابن ماجه والحاكم في موضعه الأول: تؤخذ على الريق. وأنس بن سيرين سقط من أحد طرق الحاكم وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (2088) ، والحاكم 4/406-407، والضياء (1556) من طريق حبيب بن الشهيد، عن أنس بن سيرين، عن أنس ابن مالك. وذكره البخاري في "التاريخ " 6/126 قال: قال عبد الخالق بن أبي المخارق: حدثنا حبيب بن الشهيد، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عِرق النسا. وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12481) ، و"الأوسط" (3430) ، و"الصغير" (344) ، وإسناده حسن. قوله: "عرق النسا"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/51: النسا بوزن العصا: عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. والأفصح أن يقال له: النسا، لا عرق النسا.

 

ما الفرق الداخلي بين كبش فروه الخارجي لونه أبيض أو أسود أو بني أو غير ذلك، عربي أو أوربي أو نيوزلندي أو أي شيء آخر، هذه وصفة خرافية.

 

ألم العصب الوركي هو الاسم الذي يُطلق على أي نوع من الألم الذي يسببه تَهيّج أو ضغط على العصب الوركي.

العصب الوركي هو أطول عصب في جسمك. يتم تشغيله من الجزء الخلفي من حوضك ، من خلال أردافك، وعلى طول الطريق إلى أسفل ساقيك، وينتهي عند قدميك.

عندما يضغط أو يُهيّج شيء العصب الوركي، فإنه يمكن أن يسبب الألم الذي يشعّ خارجاً من أسفل ظهرك وينتقل على طول ساقك إلى ربلتك. يمكن أن تتراوح الآلام الوركية بين كونها معتدلة ومؤلمة جداً.

أسباب ألم العصب الوركي

انزلاق غضروفي هو السبب الأكثر شيوعاً الذي تمّ تحديده لألم العصب الوركي، ولكن في بعض الحالات لا يوجد سبب واضح.

تشمل الأسباب الأقل شيوعاً تضيّق العمود الفقري (تضيّق الممرّات العصبية في العمود الفقري)، إصابات أو عدوى أو نمو في العمود الفقري.

متى عليك مراجعة طبيبك

يجد معظم الناس أنّ آلامهم الوركيّة تنتهي بشكل طبيعي في غضون بضعة أيام أو أسابيع. ومع ذلك، راجع طبيبك إذا:

•     كنت تواجه أي أعراض أخرى جنباً إلى جنب مع ألم في ظهرك وساقك، مثل فقدان الوزن أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة

•     واجهتَ بشكل متزايد المزيد من الألم وعدم الراحة

•     كان الألم شديد جداً لإدارته مع تدابير المساعدة الذاتية

في هذه الحالات، يجب أن يتحقّق طبيبك مما إذا كانت هناك مشكلة أكثر خطورة تسبِّب الألم.

علاج ألم العصب الوركي

تمرُّ معظم الحالات قصيرة الأجل المعروفة باسم (الحادّة) من ألم العصب الوركي دون الحاجة لتلقِّي العلاج. يمكن لمزيج من الأشياء التي يمكنك القيام بها في المنزل، مثل أخذ المسكنات دون وصفة طبية ، ممارسة الرياضة و الكمّادات الساخنة أو الباردة تخفيف الأعراض عادةً.

لألم العصب الوركي الثابت (المعروف باسم المزمن)، قد تُنصح بتجريب ممارسة برنامج منظّم تحت إشراف أخصّائي في العلاج الطبيعي. في حالات نادرة جداً، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية للسيطرة على الأعراض.

الوقاية من ألم العصب الوركي

هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتّخاذها لتقليل المخاطر الخاصة بك من انزلاق غضروفي أو إصابة في الظهر التي يمكن أن تؤدي إلى ألم العصب الوركي. يشمل هذا:

•     تحسين التموضع وتقنيات الرّفع في العمل

•     التّمدّد قبل وبعد ممارسة الرياضة

•     ممارسة تمارين رياضية منتظمة وبسيطة لتحسين المرونة

الأعراض

يمكن أن تتراوح الآلام الوركيّة بين كونها معتدلة ومؤلمة جداً ويمكن أن تستمر لبضعة أيام فقط أو لعدة أشهر. إذا استمرّ الألم لأكثر من ستة أسابيع، يُعتبر ألم العصب الوركي مستمراً(مزمناً) .

ألم العصب الوركي مختلف عن آلام الظهر العامّة. لا يكاد يؤثّر ألم العصب الوركي على الظّهر على الإطلاق، بل ينتشر خارجاً من أسفل الظهر، لأسفل الأرداف وإلى واحد أو كل من الساقين، وصولاً إلى الربلة.

غالباً ما يسوء الألم مع مرور الوقت ويمكن أيضاً أن يزداد سوءاً بسبب:

•     العطس، السّعال أو الضّحك (دفعة ألم )

•     الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة من الزّمن

•     الإنحناء الى الوراء

أعراض أخرى

إذا كان لديك ألم العصب الوركي، قد تواجه أيضاً الأعراض التالية حول الساقين والقدمين:

•     خدر

•     وخز

•     ضعف العضلات

•     فقدان المنعكسات الوترية

الأسباب

يحدث ألم العصب الوركي بواسطة تهيّج أو ضرر في العصب الوركي. انزلاق غضروفي (أو فتق) هو السبب الأكثر شيوعاً الذي تم تحديده لألم العصب الوركي.

انزلاق غضروفي (أو فتق)

يتكون عمودك الفقري من فقرات، غضاريف وأعصاب. الفقرات هي كتل من العظام التي تشكل هيكل عمودك الفقري وتحمي الأعصاب.

يتم دعم الفقرات وتلطيف حركتها عن طريق الغضاريف. تُصنع الغضاريف من صندوق قاسي ليفي،   يحتوي على مادة ليّنة مثل الهلام. يحدث انزلاق غضروفي عندما يتمزّق الجزء الخارجي من الغضروف (ينشق)، سامحاً للهلام في الداخل بالإنتفاخ والبروز إلى الخارج بين الفقرات.عندما يضغط هذا بشدّة على العصب الوركي، فإنه يمكن أن يسبّب ألم العصب الوركي.

عندما يكبرالشخص تصبح الغضاريف أقسى، أمتن وأكثر جفافاً. يعني التعب المتكرِّر في الظهر أن هناك فرصة أكبر لتقسيم و لتمزّق غضروف متصلِّب.

تضيُّق العمود الفقري

تضيّق العمود الفقري هو تضييّق الممرّات العصبية في العمود الفقري. يحدث عندما تضغط العظام، الأربطة أو غضاريف العمود الفقري على أعصاب العمود الفقري (عادةً ما يكون العصب الوركي) مسببّة الألم، عادةً في أسفل الظهر والساقين. يؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص في آخر منتصف العمر وكبار السن.

تتضمّن أسباب التضيّق في العمود الفقري :

•     التغيّرات المرتبطة بالعمر في العمود الفقري

•     التغيّرات في الأربطة في العمود الفقري

•     أمراض العظام، مثل مرض باجيت

اقرأ عن جراحة مزيلة للضغط أسفل الظهر لمزيد من المعلومات بشأن معالجة التضيّق في العمود الفقري.

أسباب أخرى

أقل شيوعاً، قد يكون ألم العصب الوركي ناجم عن:

•     التهاب

•     جرح

•     نمو داخل العمود الفقري، مثل ورم

متلازمة ذيل الفرس

متلازمة ذيل الفرس هي حالة نادرة ولكنها خطيرة يمكن أن تسبّب ألم العصب الوركي. ذيل الفرس هي حزمة من الأعصاب التي تخرج من نهاية الحبل الشوكي. تحدث متلازمة ذيل الفرس عندما يتم ضغط وتلف هذه الأعصاب .

إذا تُركت دون علاج يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الشّلل.

واحدة من علامات التحذير من متلازمة ذيل الفرس هي فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء فجأة.إذا حدث هذا، راجع الطبيب فوراً.

عوامل الخطر

اقرأ المزيد عن أسباب ألم العصب الوركي.

الاختبارات

إذا كانت أعراض ألم العصب الوركي خفيفة و لم تَدُم أكثر من ستة أسابيع، ليس هناك حاجة لتشخيص طبي عادةً . هذا لأن ألم العصب الوركي المعتدل ذو المدى القصير (الحاد) عادةً ليس مدعاة للقلق، وسوف يتحسّن بدون علاج.

مع ذلك، إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرّت الحالة لأكثر من ستة أسابيع، راجع الطبيب لاستبعاد أي ظرف من الظروف الخطيرة التي يمكن أن تسبّب ألم العصب الوركي لديك.

اختبار رفع الساق بشكل مستقيم

يجب أن يكون طبيبك قادراًعلى التأكيد أن الألم ناجم عن العصب الوركي باستخدام الإختبار السلبي لرفع الساق بشكل مستقيم.

هذا الإختبار ينطوي على الإستلقاء على ظهرك مع مد ساقيك . سوف يطلب منك الطبيب رفع ساق واحدة، ومن ثم ّ سيطلب منك رفع قدمك عالياً .إذا كان هذا يسبّب الألم أو يجعل الألم أسوأ ، فإنه عادةً ما يكون مؤشراً على أن ألمك ناجم عن العصب الوركي.

علامات التحذير

سوف يسألك طبيبك أيضاً أسئلة حول تاريخك الطبّي والظروف الفردية.سيبحث عن علامات تحذير بأن ألم العصب الوركي الخاص بك ناجم عن حالة خطيرة، مثل ذيل الفرس، عدوى في العمود الفقري، أو السرطان.

يشير الأطباء إلى هذه العلامات التحذيرية باسم 'الأعلام الحمراء'.

الأعلام الحمراء التي تشير إلى متلازمة ذيل الفرس هي:

•     خدر في مؤخرتك، أسفل ظهرك و ساقك

•     فقدان السيطرة على المثانة و / أو الأمعاء

•     الشعور بالضعف في ساقك وقدمك

الأعلام الحمراء التي تشير إلى سرطان أو التهاب هي:

•     إذا كنت تبلغ أكثر من 50 سنة من العمر ولم يكن لديك أي آلام ظهر سابقة

•     لديك تاريخ من السرطان

•     لديك أعراض حمى، قشعريرة أو فقدان وزن غير مبرًر

•     إذا كان لديك مؤخراً عدوى بكتيرية ، مثل عدوى المسالك البولية

•     إذا كنت تحقن المخدرات غير المشروعة، مثل الهيروين أو الكوكايين (عوامل الخطر الرئيسية لأمراض العمود الفقري)

•     إذا كان لديك حالة تُضعِف نظام مناعتك، مثل فيروس نقص المناعة البشرية

•     إذا كان لديك تشوُّه هيكلي للعمود الفقري

إذا كان لديك واحد أو أكثر من الأعلام الحمراء، من الممكن أن يوصي الطبيب بأن تقوم بمزيد من الإختبارات. إذا كان لديك أيّ من الأعلام الحمراء التي تشير إلى ذيل الفرس، سيحرصون على إدخالك إلى المستشفى على الفور.

مزيد من الإختبارات

اعتماداً على الأعراض الخاصة بك، قد يشعر طبيبك أنه من الضروري إجراء مزيد من الإختبارات التي قد تشمل ما يلي:

•     فحص الدم لاستبعاد الإلتهاب

•     الأشعة السينية

•     اختبارات التصوير مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي

تستخدم فحوصات الرنين المغناطيسي موجات مغناطيسية قوية لبناء صورة مفصّلة لداخل جسمك. ينبغي أن يكون التصوير بالرنين المغناطيسي قادراًعلى الكشف عن أي مشاكل مع الأعصاب وبنية عمودك الفقري .

العلاج

يمكن علاج معظم حالات ألم العصب الوركي الحادّة في المنزل مع المسكنات. عادةً ما يتطلّب ألم العصب الوركي المزمن مجموعة من تقنيات المساعدة الذاتية والعلاج الطبي.

علاج ألم العصب الوركي قصير الأجل

مسكنات الألم

عادةً ما تكون المسكنات من دون وصفة طبيّة فعّالة في تخفيف الألم. يُعتقد أن مسكّنات الألم المعروفة باسم   الأدوية المضادة للإلتهابات غير الستيرويدية (المسكنات)، مثل ايبوبروفين، تعمل بشكل أفضل.

مضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية قد لا تكون مناسبة إذا كنت مصاباً بالربو، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكبد، أمراض القلب أو لديك تاريخ من اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي.في هذه الظروف، من المرجّح أن يكون الباراسيتامول مسكن الألم الأكثر ملاءمة لك. سيكون طبيبك أو الصيدلي قادراً على تقديم النّصح.

إذا كانت مسكنات الألم من دون وصفة طبية غير فعّالة في تخفيف ألمك ، قد يصف الطبيب مسكّناً معتدلاً أفيوني الأساس، مثل الكوديين، أو إذا كانت الأعراض شديدة جداً، مرخّي العضلات مثل الديازيبام.

يمكن أن يتم الإدمان على اليازيبام، لذلك لن يقوم الطبيب بوصف أكثر من دورة لمدة 7 أيام من الدواء عادةً.

ممارسة التمارين الرياضية

إذا كان لديك ألم العصب الوركي، فمن المهم بالنسبة لك أن تبقى نشيطاً بدنياً قدر الإمكان.بينما قد توفّرالراحة في الفراش بعض تخفيف الآلام المؤقتة، قد يكون لا لزوم لفترات طويلة من الراحة في الفراش . وتشمل التدريبات الموصى بها المشي وتدريبات التمدّد بلطف

ما هو علاج عرق النساء

 

يعتبّر عرق النساء عبارّة عن ألام في الأطراف السفلى من الجسم الناتج عن هيجان في العصب الوركي ، وإنزلاق في الغضاريف القطنيّة حيث يشعر المريض بعرق النسا بألم في الظهر في المناطق القطنية التي توجد خلف الفخذ و أسفل الركبة ، يعتبر العصب الوركي هو من أكبر الأعصاب في الجسم، و يمتد من الجذور العصبية الموجودة في الحبل الشوكي القطني أسفل الظهر عبر الأرداف ويقوم بإرسال النهايات العصبية أسفل الاطراف السفلى ، ويسمى ألم عرق النساء أحياناً باسم ألم العصب الوركي ، وبالرغم من تسمية عرق النساء بهذا الاسم إلا أنه الغالب ما يصيب عرق النساء الرجال أكثر من النساء .

 

أسباب عرق النساء



في الغالب ينتج عرق النساء عن فتق في القرص القطني بحيث يضغط بشكل مباشر على العصب ، وقد يكون بسبب تهيج أو إلتهاب في العصب الوركي مما يؤدي الى الاصابة بعرق النساء . أو قد يكون بسبب تهيج في أعصاب العظام المجاورة له ، أوالأورام في العصب والعضلات ، أو بسبب نزيف داخلي ، أو نتيجة صدمة معينة على العصب الوركي أو بسبب تهيجات العصب الوركي خلال الحمل عند النساء .

 

أعراض عرق النساء

 

من أعراض عرق النساء أنه يسبب ألم شديد في الاطراف السفلى ، و حرقان بها ، بالاضافة الى الخدران ، ووخز أسفل الظهر و في الأرداف يمتد الى ما خلف الفخذ والجزء الخلفي من الساق . من أعراض عرق النساء أيظاً ألم في الورك وآلام أسفل الظهر ، وصعوبة في المشي ويخف ألمه عند الاستلقاء على الظهر .

 

تشخيص مرض عرق النساء

 

يتم تشخيص عرق النساء بناءاً على الاعراض المصاحبة به ويقوم الطبيب بمعرفة تاريخ المريض الصحي ، وعن طريق إستخدام الاشعة السينية والرنين المغناطيسي وتخطيط العضلات .

 

علاج عرق النساء



  • الأبتعاد عن النشاطات التي تسبب لك الألم وتوفير الراحة للمريض .
  • لتخفيف الألم يجب وضع كمادات باردة أو أكياس معبئة بالثلج على أماكن الألم لمدة عشرون دقيقة .
  • وضع كمادات ساخنة على مناطق الالم وذلك بعد الكمادات الباردة بيومين ثم التناوب بين الساخنة والباردة .
  • تناول مسكنات للألم مثل الايبوبروفين و النابروكسين .
  • إعطاء المريض مضادات للالتهاب.
  • تناول بعض أدوية مرخيات العضلات
  • إستخدام بخاخ المخدر الموضعي .
  • إذا لم يشفى المريض لا بد من التدخل الجراحي للعلاج .

 

الجن كائنات خرافية من حولنا حسب تصور المسلمين والمتدينين ترحل بالتعاويذ والأدعية

 

روى مسلم:

 

[ 2017 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن أبي حذيفة عن حذيفة قال كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها

 

[ 2018 ] وحدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا الضحاك يعني أبا عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء

 

رواه أحمد 15108 و16630 و18963وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1099) ، ومسلم (2018) (103) ، وأبو داود (3765) ، وابن ماجه (3887) ، وأبو عوانة 5/358، وابن حبان (819) ، والبيهقي في "الشعب" (5829) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (178) ، وأبو عوانة 5/357 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر أحمد (14729) . ورواهن أحمد 23249 و23373.

 

لا أعتقد أن تصور البشر لأمور خرافية كهذه صحي لأجل نفسياتهم وحالاتهم العقلية والذهنية ومواجهتهم لمشاكلهم ورغباتهم بواقعية.

 

الجن تظهر ليلًا في الظلام

 

اعتقاد شاع عند القدماء وهو خرافة، ولا يزال سائدًا عند عوام الشعوب المسلمة وفي بعض الأفلام الخيالية الغربية، روى البخاري:

 

3304 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَ مَا أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ وَلَمْ يَذْكُرْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ

 

5623 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَحُلُّوهُمْ فَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ

 

5624 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ

 

3316 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ قَالَ خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ عَنْ عَطَاءٍ فَإِنَّ لِلشَّيَاطِينِ

 

ومما روى مسلم:

 

[ 2013 ] وحدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء

 

[ 2012 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفؤا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم ولم يذكر قتيبة في حديثه وأغلقوا الباب

 

رواه أحمد 15256

 

[ 2014 ] وحدثنا عمرو الناقد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الليث بن سعد حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء

 

ورواه أحمد 14829 بإسناد صحيح على شرط مسلم، وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6059) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1140) من طريق يحيى بن إسحاق، ومسلم (2014) ، وأبو عوانة 5/334-335، والبيهقي (6059) ، والبغوي (3061) من طرق عن الليث بن سعد، به. وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (1230) من طريق ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إياكم والسمر بعد هدوء الليل، فإن أحدكم لا يدري ما يبُثُّ الله من خلقه، غلًّقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصابيح" وإسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (14434). قلنا: والأمر بتغطية الآنية وإيكاء الأسقية ثابت في الأحاديث الصحيحة عن جابر وغيره، مطلقا دون هذا القيد، وهو قوله: "فإن في السنة ليلة... إلخ"، فقد تفرد به جعفر بن عبد الله، عن القعقاع بن حكيم.

 

[ 2014 ] وحدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثني أبي حدثنا ليث بن سعد بهذا الإسناد بمثله غير أنه قال فإن في السنة يوما ينزل فيه وباء وزاد في آخر الحديث قال الليث فالأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول

 

ورواهن أحمد 14342 و15137 و14898 و14899 و14830 و14870 و14829 و14899 و144342 و15015 و15145

 

وعند الشيعة الاثناعشرية:

 

علل الشرائع: ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد و عن فضالة و حماد و ابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبد الله ع قال إذا أحرمت فاتق قتل الدواب كلها إلا الأفعى و العقرب و الفأرة فأما الفأرة فإنما توهي السقاء و تحرق على أهل البيت و أما العقرب فإن نبي الله ص مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب فقال لعنك الله لا برا تدعينه و لا فاجرا و الحية إذا أرادتك فاقتلها و إن لم تردك فلا تردها و الكلب العقور و السبع إذا أراداك و إن لم يرداك فلا تردهما و الأسود الغدار فاقتله على كل حال و ارم القراد رميا عن ظهر بعيرك و قال إن القراد ليس من البعير و الحلمة من البعير .

 

عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري عن محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جابربن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أجيفوا أبوابكم وخمروا آنيتكم وأوكؤا أسقيتكم فان الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل وكاء وأطفؤا سرجكم فان الفو يسقة تضرم البيت على أهله ، احبسوا مواشيكم وأهليكم من حين تجب  الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء.

 

مجالس المفيد: عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار ، عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم عن أبي عبدالله أو عن أبي جعفر صلوات الله عليهما عن جابر بن عبدالله قال : قال بنا رسول الله صلى الله عليه وآله : خمروا آنيتكم وأوكؤا أسقيتكم وأجيفوا أبوابكم واحبسوا مواشيكم وأهاليكم من حيث تجب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء إن الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل وكاء وإن الشياطين ترسل من حيث بحب الشمس وأظفؤا سرجكم فان الفويسقة تضرم البيت على أهله.


مكارم الأخلاق : عن سماعة بن مهران ، عن أبى عبدالله أو أبى الحسن عليهما السلام أنه سئل من إغلاق الابواب وإكفاء الاناء وإطفاء السراج قال : أغلق بابك فان الشيطان لا يفتح بابا ، وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفارة لاتحرق بيتك وأكفئ وإناءك فان الشيطان لايرفع إناء مكفأ.

 

علل الشرائع: عن أبيه ، عن محمد العطار عن الاشعري عن البرقي عن رجل ، عن ابن أسباط عن عمه رفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في كلام كثير : لا تؤووا منديل اللحم في البيت فانه مربض الشيطان ولا تؤووا التراب خلف الباب فانه مأوى الشيطان وإذا خلع أحدكم ثيابه فليسم لئلا تلبسها الجن فانه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى يصبح ولا تتبعوا الصيد فانكم على غرة وإذا بلغ أحدكم باب حجرته فليسم فانه ينفر الشيطان وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم فانه ينزله البركة ، وتؤنسه الملائكة ولا يرتدف ثلاثة على دابة فان أحدهم ملعون وهو المقدم ولا تسموا الطريق السكة فانه لاسكة إلا سكك الجنة ، ولا تسموا أولادكم الحكم ولا أبا الحكم فان الله هو الحكم ، ولا تذكروا الاخرى إلا بخيرفان الله هو الاخرى ولا تسموا العنب الكرم فان المؤمن هو الكرم واتقوا الخروج بعد نومة فان لله دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون ، وإذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فانها يرون ولا ترون ، فافعلوا ما تؤمرون نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.


قرب الإسناد: عن اليقطيني عن القداح عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : نطفوا بيوتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيت يورث الفقر.

 

نشر خرافات كهذه ثبت أنه يؤذي عقلية الطفل ونفسيته أحيانًا بجدية، كذلك فليس من الصواب تنشئة أجيال على الخرافة والجهل والخزعبلات بدل العلم والعقل والتفكير. وخرافة أن الجن والأرواح الخرافية لا تدخل سوى من باب مفتوح قديمة ومنتشرة عمومًا ونراها في الأفلام الغربية حتى اليوم مستمدة من تراث خرافات أجدادهم القدماء. وهؤلاء القدماء كان عندهم أساطير عن الأيام وأن بعضها نحس بزعم خرافاتهم. وخرافة تغطية الأواني والأكواب ولو بعود، فإنه واضح أن العود الخشبي لن يمنع ذبابة أو حشرة من الدخول، بالتالي فهذا التعليم مرتبط بتابو خرافي نرى مثيله عند بعض الأفارقة اليوم، فهو يفترض أن الجن والثعابين لن تدخل الكوب أو تمسه وتتسبب بوجود ضرر به. وخرافة نزول وباء من السماء هكذا وفي يوم واحد من السنة بالطبع خرافة جاهلة، فعلم الأمراض الباثولوجي ليس فيه شيء كهذا بالطبع، والأوبئة تنتشر بالتنفس أو الطعام والشراب أو الدم ونقله أو الممارسة الجنسية أو التلامس الجلدي، وليس أيٌّ منها مرتبطًا بيوم واحد فقط في السنة. هذه خرافات وخزعبلات لا قيمة لها علميًّا وعمليًّا. والحديث نفسه عند مسلم يتضح لنا أنه يتشابه أو مقتبس من خرافة فارسية شعبية لم أسمع بها في الحقيقة، لكن هذا النص انفرد به راوٍ واحد فيغلب ظني أن التابو في الأصل مقصده أعم من ذلك كخرافة.

 

ومما روى أحمد:

 

14898 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْبِسُوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَوعَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَخْتَرِقُ فِيهَا الشَّيَاطِينُ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، حبيب المعلم صدوق لا بأس به، وروى له الشيخان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1231) من طريق عارم محمد بن الفضل، وأبو يعلى (1771) ، وابن حبان (1276) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد. وهو قطعة من الحديث السالف برقم (14434) فانظر تمام تخريجه عنده. وقد سلف من طريق أبي الزبير برقم (14342) .

قوله: "فوعة" قال السندي: أي: أوله، وفوعة الطيب: أول ما يفوح منه.  ويروى بغين، لغة فيه.  وقوله: "تخترق فيها الشياطين" قال: لعله بخاء وفاء، أي: تخطف، أي: تسلب، أصله: اخترف ثمرة النخل إذا قطعها.

 

وروى مسلم:

 

[ 2016 ] حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو عامر الأشعري وأبو كريب واللفظ لأبي عامر قالوا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال احترق بيت على أهله بالمدينة من الليل فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم

 

حتمًا ليست النار سوى ظاهرة طبيعية محايدة غير عاقلة، فهي ليست عدوًا ولا صديقًا. وقد نستفيد منها أو ننضر، ونفيد غيرنا بها كإعداد طعام لفقراء أو نضر بها أنفسنا أو آخرين كالحروب مثلًا.

 

الجن تظهر للبشر إذا ساروا وحدهم في مكانٍ خالٍ مهجور

 

من الخرافات العجائزية الشائعة بين الجهال عن كائنات خرافية لا وجود لها

 

روى أحمد:

 

2510 - حدثني عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلا خرج فتبعه رجلان، ورجل يتلوهما، يقول: ارجعا، قال: فرجعا، قال: فقال له: إن هذين شيطانان، وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام، وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له، لأرسلنا بها إليه، قال: " فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك عن الخلوة "

 

إسناده حسن، عبد الجبار بن محمد الخطابي روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 244: وإنما عرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الجزري الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه أبو يعلى (2589) عن هاشم بن الحارث، والحاكم 2/102 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2719) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به. وأخرجه البزار (2022 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2588) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد.

قوله: "فقال له"، قال السندي: أي: فقال الذي تلاهما للخارج.  وقال الشيخ أحمد شاكر: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني الجن.

 

وروى البخاري:

 

2998 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ

 

ورواه أحمد 4748

 

أساليب التخويف الخرافية هذه اتُبِعَت عمومًا لمنع الأفراد من الخلوة والانفراد والتفكير ودراسة الدين والعلوم لاكتشاف أنها مجرد خرافات ينافيها العقل والعلم. وقد اعتقد القدماء ولا يزال هذا في المخيلة الشعبية التراثية لجهلة الفلاحين في الأقطر العربية أن الجن الخرافية تسكن الصحاري والأماكن المهجورة، وأنها تقابل الشخص السائر وحده في تلك الأماكن، وهي خرافات وأوهام وأساطير. وروى البخاري:


142 – حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ تَابَعَهُ ابْنُ عَرْعَرَةَ عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ وَقَالَ مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ إِذَا دَخَلَ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ

 

ورواه أحمد هكذا:

 

13999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى الْخَلَاءَ ، قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ ، وَالْخَبِيثِ - أَوِ الْخَبَائِثِ - "، قَالَ شُعْبَةُ: " وَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (142) و (6322) ، وأبو داود (5) ، والترمذي (5) ، وابن الجارود في "المنتقى" (28) ، وأبو يعلى (3914) ، وابوالقاسم البغوي في "الجعديات " (1473) ، وأبو عوانة 1/216، وابن حبان (1407) ، والطبراني في "الدعاء" (359) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (17) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (186) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 1/4671 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقُرن بشعبة عند أبي يعلى وابن حبان وابن السني حمادُ بن سلمة وهشيمُ بن بشير. وانظر (11947)  أخرجه ابن أبي شيبة 1/1، ومسلم (375) ، وأبو يعلى (3902) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (17) ، والبغوي في "الجعديات" (1474) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (675) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (713) ، ومسلم (375) ، وأبو داود (4) ، والترمذي (6) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (74) ، وأبو عوانة في "مسنده" 1/216، وابن السني (17) ، والبغوي في "الجعديات" (1474) ، والطبراني في "الدعاء" (359) ، والبيهقي 1/95 من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به. وسيأتي برقم (11983) و (13999) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/1، والطبراني في "الدعاء" (355) و (356) و (357) و (358) و (360) من طرق عن أنس- وفيه زيادة. وفي الباب من حديث زيد بن أرقم، سيأتي 4/369.

الخُبث: بضمتين: جمع خبيث، والخبائث: جمع خبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وقد جاءت الرواية بإسكان الباء في الخبث أيضاً إما على التخفيف، أو على أنه اسم بمعنى الشر، وحينئذٍ فالخبائث صفة النفوس، فيشمل ذكور الشياطين وإناثهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشر وأصحابه.

ومما يؤكد هذا التفسير الميثيولوجي للحديث، ما رواه أحمد:

 

(19286) 19501- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ. (4/369)

 

رجالُه ثقات رجال الشيخين، وهذا حديث تفرَد به قتادة، ورواه عنه شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، ومعمر، وهشام الدستوائي، واختلفوا عليه فيه: فرواه شعبة عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، رواه عن شعبة محمدُ بن جعفر وحجاج في هذه الرواية، وعبد الرحمن بن مهدي في الرواية (19332). ورواه سعيدُ بنُ أبي عروبة، عنه، فقال: عن القاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، رواه عن سعيد أسباطُ بن محمد، وعبدُ الوهَّاب الخفاف في الرواية (19331) ، وخالفهما ابنُ علية- عند النسائي في "الكبرى" (9904) ، والطبراني في "الكبير" (5100) ، وفي "الدعاء" (362) - فقال: عن النضر بن أنس، بدل: القاسم الشيباني، وثلاثتهم روى عن سعيد قبل الاختلاط. ورواه معمر عنه، فقال: عن النضر بن أنس، عن أبيه أنس بن مالك، رواه عن معمر عبد الرزاق عند الطبراني في "الدعاء" (355). ورواه هشام الدستوائي- كما ذكر الترمذي في "سننه" 1/11- فقال: عن قتادة، عن زيد بن أرقم. وقد عدَ الترمذيُّ هذا الاختلاف اضطراباً، فقال: وحديثُ زيد بن أرقم في إسناده اضطرابٌ ، ثم سرده. وقال في "العلل الكبير" 1/84: سألت محمداً (يعني البخاري) إيُ الروايات عندنا أصحُ؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعاً عن زيد بن أرقم، ولم يقض في هذا بشيء. قلنا: يريد البخاري بقوله هذا دَفْعَ الاضطراب عن إسناد هذا الحديث، لأن قول معمر فيه: عن أنس بن مالك، وهمٌ ، فيما نقله البيهقي في "سننه" 1/96 عن الإمام أحمد، وروايةُ الدستوائي فيها، انقطاع، فتمحَّض من هذه الروايات روايتا سعيد وشعبة، عن قتادة. ولم يقطع البخاري باضطرابهما، وإن لم يوافقه الترمذي، وصحَّحهما ابن حبان، فقال: الحديث مشهورٌ عن شعبةَ وسعيدٍ جميعاً، وهو ما تفرَّد به قتادة. قلنا: وتابعه على تصحيحهما الحاكم في "المستدرك"، فقال: وكلا الإسنادين من شرط الصحيح، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/82، وابن ماجه (296) ، والنسائي في "الكبرى" (9903) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (75) - وابن خزيمة (69) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/287 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (679) - ومن طريقه ابن خزيمة (69) ، والبيهقي 1/96-، وأبو داود (6) ، والطبراني في "الكبير" (5099) ، وفي "الدعاء" (361) ، والحاكم 1/187 من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو يعلى (7219) من طريق النضر بن شميل، وابن خزيمة (69) ، وابن حبان (1408) من طريق خالد بن الحارث، وابن خزيمة أيضاً (69) من طريق ابن أبي عدي، خمستهم عن شعبة، به، واللفظ عند الطبراني والحاكم:.... فليقل: "أعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرحيم". وسيرد برقمي: (19331) و (19332) . وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (142) ، ومسلم (375) ، سلف برقمي: (13947) و (13999) ، ولفظه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث".

قال السندي: قوله: الحُشُوش. بضم المهملة والمعجمة جميعاً، وهي الكُنُف، واحدها حُشٌ ، مثلثة الحاء، وأصله جماعة النخل الكثيفة، كانوا يقضون حوائجهم إليها قبل اتخاذ الكُنُف في البيوت.  مَحتَضَرة: بفتح الضاد، أي: تحضُرها الشياطين.   من الخُبُث: بضمتين، جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، والمراد ذكور الشياطين وإناثهم، وسكون الباء غلط. قاله الخطابي، وردَّه النووي بأن الإسكان جائز على سبيل التخفيف قياساً، ككتب ورسل، فلعل الخطابي أنكر على من يقول أصله الإسكان، بل قد يقال: يمكن أن يكون أصله السكون بناء على أنه اسمٌ بمعنى الشرّ، وحينئذ فالخبائث صفة للنفوس، فيشمل ذكورَ الشياطين وإناثَهم جميعاً، والمراد التعوذ من الشرِّ وأصحابه.

 

 

الجن الخرافية لا تدخل في السلسلة الغذائية الطبيعية

 

روى مسلم:

 

[ 2033 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة

 

[ 2033 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة

 

ورواه أحمد 14388 و14221 و14552 و14938

 

[5307]- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعَ يَدَهُ ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا ، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا ، فَجَاءَ بِهَذَا الأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا.

 

خرافات بحتة فالشيطان الخرافي لا يأكل طعامنا وليس جزء من الهرم الغذائي الطبيعي العلمي. بالنسبة للحديث الأول فكان مقصود محمد منه عدم إهدار موارد غذائهم المحدودة، لكنه استعمل خرافات وتشبيهات خرافية للحث على ذلك.

 

من نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ حسب زعم الأحاديث

 

روى البخاري:


1144 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقِيلَ مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ

 

ورواه أحمد 3557 و7537 و9516 وغيرها  ومسلم 774

 

الشيطان ينام على خيشوم الإنسان

 

روى البخاري:

 

3295 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أُرَاهُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ

 

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/67، وفي "الكبرى" (96) ، والبيهقي 1/49، والبغوي (212) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (238) (23) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن خزيمة (149) من طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الِإسناد -وفيه عندهم: "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات...". وروى أحمد من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة برقم (7221) ولفظه : "من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر".

قوله: "فليستنثر"، قال السندي: قيل: من استنثر: إذا حرك النَّثْرة، وهي طرف الأنف.  "يبيت على خياشيمه" في "المجمع": الخيشوم أعلى الأنف، وقيل: كله،

 

خرافة أخرى ربما يبرر بها محمد سوء رائحة نفس الشخص، بدلا من البكتيريا التي نعرفها اليوم وما شابه.

 

بعض الشياطين جن متجسد متنكر حسب ادعاء محمد!

 

روى مسلم:

 

[ 2236 ] وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صيفي وهو عندنا مولى بن أفلح أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان

 

ورواه أحمد (11369) 11389 و11369 و11090 و11215 وأبو داوود 5257 والسنن الكبرى لنسائي 10806 و10809

 

وانظر محمود شكري الألوسي في (بلوغ الأرب في أحوال العرب) ج2 ص 360 ومن عجائب اعتقادات العرب ومذاهبها في بعض الحيوان.

 

الأمر بقتل الثعابين بما فيها الغير سامة، ثم تغييره وتعديله ذلك، ثم تناقضه وعودته عنه، واعتقادات خرافية عن الثعابين لا محل لها من العلم

 

روى البخاري:

 

3297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ

 

3298- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَبَيْنَا أَنَا أُطَارِدُ حَيَّةً لِأَقْتُلَهَا فَنَادَانِي أَبُو لُبَابَةَ لَا تَقْتُلْهَا فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ إِنَّهُ نَهَى بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ وَهِيَ الْعَوَامِرُ

 

3308 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ

3309 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْأَبْتَرِ وَقَالَ إِنَّهُ يُصِيبُ الْبَصَرَ وَيُذْهِبُ الْحَبَلَ

 

3310 - حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقُشَيْرِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ ثُمَّ نَهَى قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدَمَ حَائِطًا لَهُ فَوَجَدَ فِيهِ سِلْخَ حَيَّةٍ فَقَالَ انْظُرُوا أَيْنَ هُوَ فَنَظَرُوا فَقَالَ اقْتُلُوهُ فَكُنْتُ أَقْتُلُهَا لِذَلِكَ 3311 - فَلَقِيتُ أَبَا لُبَابَةَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقْتُلُوا الْجِنَّانَ إِلَّا كُلَّ أَبْتَرَ ذِي طُفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُسْقِطُ الْوَلَدَ وَيُذْهِبُ الْبَصَرَ فَاقْتُلُوهُ

 

3312 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ 3313 - فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ فَأَمْسَكَ عَنْهَا

 

وروى مسلم:

 

[ 2232 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان وابن نمير عن هشام ح وحدثنا أبو كريب حدثنا عبدة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ذي الطفيتين فإنه يلتمس البصر ويصيب الحبل

 

[ 2232 ] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو معاوية أخبرنا هشام بهذا الإسناد وقال الأبتر وذو الطفيتين

[ 2233 ] وحدثني عمرو بن محمد الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يستسقطان الحبل ويلتمسان البصر قال فكان بن عمر يقتل كل حية وجدها فأبصره أبو لبابة بن عبد المنذر أو زيد بن الخطاب وهو يطارد حية فقال إنه قد نهي عن ذوات البيوت

 

 [ 2233 ] وحدثنا حاجب بن الوليد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب يقول اقتلوا الحيات والكلاب واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يلتمسان البصر ويستسقطان الحبالى قال الزهري ونرى ذلك من سميهما والله أعلم قال سالم قال عبد الله بن عمر فلبثت لا أترك حية أراها إلا قتلتها فبينا انا أطارد حية يوما من ذوات البيوت مر بي زيد بن الخطاب أو أبو لبابة وأنا أطاردها فقال مهلا يا عبد الله فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهن قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذوات البيوت

 

 [ 2233 ] وحدثنيه حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ح وحدثنا حسن الحلواني حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح كلهم عن الزهري بهذا الإسناد غير أن صالحا قال حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب فقالا إنه قد نهى عن ذوات البيوت وفي حديث يونس اقتلوا الحيات ولم يقل ذا الطفيتين والأبتر

 

 [ 2233 ] وحدثني محمد بن رمح أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة بن سعيد واللفظ له حدثنا ليث عن نافع أن أبا لبابة كلم بن عمر ليفتح له بابا في داره يستقرب به إلى المسجد فوجد الغلمة جلد جان فقال عبد الله التمسوه فاقتلوه فقال أبو لبابة لا تقتلوه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي في البيوت

 

 [ 2233 ] وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا نافع قال كان بن عمر يقتل الحيات كلهن حتى حدثنا أبو لبابة بن عبد المنذر البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك

 

 [ 2233 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله أخبرني نافع أنه سمع أبا لبابة يخبر بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان

 

 [ 2233 ] وحدثناه إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا أنس بن عياض حدثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر عن أبي لبابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله أن أبا لبابة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي في البيوت

 

 [ 2233 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني نافع أن أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وكان مسكنه بقباء فانتقل إلى المدينة فبينما عبد الله بن عمر جالسا معه يفتح خوخة له إذا هم بحية من عوامر البيوت فأرادوا قتلها فقال أبو لبابة إنه قد نهي عنهن يريد عوامر البيوت وأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين وقيل هما اللذان يلتمعان البصر ويطرحان أولاد النساء

 

 [ 2233 ] وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل وهو عندنا بن جعفر عن عمر بن نافع عن أبيه قال كان عبد الله بن عمر يوما عند هدم له فرأى وبيص جان فقال اتبعوا هذا الجان فاقتلوه قال أبو لبابة الأنصاري إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتتبعان ما في بطون النساء

 

 [ 2233 ] وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني أسامة أن نافعا حدثه أن أبا لبابة مر بابن عمر وهو عند الأطم الذي عند دار عمر بن الخطاب يرصد حية بنحو حديث الليث بن سعد

 

 [ 2234 ] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ ليحيى قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار وقد أنزلت عليه والمرسلات عرفا فنحن نأخذها من فيه رطبة إذ خرجت علينا حية فقال اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاها الله شركم كما وقاكم شرها    

 [ 2235 ] وحدثنا أبو كريب حدثنا حفص يعني بن غياث حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر محرما بقتل حية بمنى

   

[ 2236 ] وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صيفي وهو عندنا مولى بن أفلح أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلي أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم قال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان

 

 [ 2236 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي قال سمعت أسماء بن عبيد يحدث عن رجل يقال له السائب وهو عندنا أبو السائب قال دخلنا على أبي سعيد الخدري فبينما نحن جلوس إذ سمعنا تحت سريره حركة فنظرنا فإذا حية وساق الحديث بقصته نحو حديث مالك عن صيفي وقال فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر وقال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكم

 

وروى أحمد:

 

2037 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ الصَّغِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أُرَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ، فَلَيْسَ مِنَّا، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ"

 

إسناده صحيح، موسى بن مسلم الطحان الصغير روى له أبو داود حيح. والنسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في، الثقات". وأخرجه أبوداود (5250) ، والطبراني (11801) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3254) .

 

3254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ - قَالَ: كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَيَقُولُ: "مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ، أَوْ مَخَافَةَ تَأْثِيرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا"

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ الْجَانَّ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ"

إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجال البخاري، ومن سواه من رجال الشيخين. وهو في "المصنف" (19617) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1232- كشف الأستار) ، والطبراني (11846) ، والبغوي في "شرح السنة" (3265) . وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2037) . ويشهد للمرفوع منه حديث ابن مسعود في "المسند" 1/420، وحديث أبي هريرة فيه أيضاً 2/432و 520.

قوله: "إن الجان مَسيخ الجن"، قال ابن الأثير 4/328: الجان: الحيات الدقاق، ومَسيخ: فعيل بمعنى مفعول، من المَسْخ، وهو قلب الخِلْقة من شيء إلي شيء.

 

هذا الجهل والخرافات غير مقبول في عصر نور العلوم الحديثة، نعلم اليوم أن الثعابين زواحف تعود أصولها إلى أسلاف كان لها أرجل ووجدنا فعلًا متحرجات لتلك الأسلاف بها آثار الأرجل الضامرة.

 

وبالتناقض بعد أمره بقتل جميع الثعابين، عاد فنهى عن بعضها غير المضر بالتناقض، روى أحمد:

 

6336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، ونافع: هو مولى ابن عمر.وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19619) . وقد سلف برقم (4557) ما يدل على إن راوي النهي عن قتل حيات البيوت إنما هو أبو لبابة، أو زيد بن الخطاب، ويؤكد ذلك ما سيأتي في حديث أبي لبابة 3/52 هـ 453، وأن ابن عمر سمعه منهما أو من أحدهما، وأن نافعاً كان معه حين حدثه بذلك أبو لبابة أو عمه زيد، ويكون هذا الحديث مرسل الصحابي.

والجِنان: قال ابن الأثير: هي الحيات التي تكون في البيوت، واحدها جان، وهو الدقيق الخفيف.

 

4557 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ "

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: يَقْتُلُ كُلَّ حَيَّةٍ، وَجَدَهَا فَرَآهُ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يُطَارِدُ حَيَّةً فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين سفيان : هو ابن عيينه ، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (620) ، ومسلم (2233) و (128) ، ، وأبو داود (5252) ، وأبو يعلي (9429) 5493) ، والطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (2930) ، وابن حبان (5645) ، والبغوي في "شرح السنة" (3262) من طريق سفيان بن =عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19616) ، ومن طريقه مسلم (2233) (130) ، والبغوي في "شرح السنة" (3263) ، وأخرجه البخاري (3297) و (3298) ، من طريق هشام بن يوسف، وأبو يعلى (5498) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن معمر، ومسلم (2233) (129) من طريق الزبيدي، والترمذي (1483) ، وابنُ حبان (5642) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (2233) (130) ، وابن ماجه (3535) ، وابن حبان (5638) ، من طريق يونس بن يزيد، والطحاوى في "شرح مشكل الآثار" (2928) من طريق عقيل بن خالد، و (2931) من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم، ومسلم (2233) (130) ، وابنُ حبان (5643) من طريق صالح بن كيسان، خمستهم عن الزهري، به. وعند مسلم زيادة: اقتلوا الحيات والكلاب. وعند البخاري من طريق هشام بن يوصف، عن معمر: أبو لبابة وحده، وعند مسلم وابن حبان من طريق صالح: أبو لبابة وزيد بن الخطاب. وعلقه البخاري (3299) بصيغة الجزم عن عبد الرزاق، عن معمر: فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب. وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: فرآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب. قال الحافظ: أي ان هؤلاء الأربعة (يعني يونس ومن بعده) تابعوا معمراً على روايته بالشك المذكور، ثم قال: هؤلاء الثلاثة (يعني صالح بن كيسان ومن بعده) رووا الحديث عن الزهري، فجمعوا فيه بين أبي لبابة وزيد بن الخطاب. وأخرجه البخاري (3310) و (3311) عن ابن أبي مليكة، عن ابن عمر. وفيه: أبو لبابة، من غير شك. وأخرجه البخاري (4016) و (4017) ، ومسلم (2233) (131) حتى (136)  =من طرق، عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة. قلنا: وسيأتي تخريج هذه الطرق في "مسنده " 3/452-453. قال الحافظ في "الفتح" 6/349: وهو يرجح ما جنح إليه البُخاري من تقديمه لرواية هشام بن يوسف عن معمر المقتصرة على ذكر أبي لبابة، والله أعلم. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13161) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن، و (13250) من طريق بكير بن عبد الله الأشج، كلاهما عن سالم، وسيأتي برقم (6025) . وانظر (6336) .

قوله: "اقتلوا ذا الطفيتين "، قال الحافظ في "الفتح" 6/348: تثنية طُفية، بضم الطاء، وسكون الفاء، وهي خوصة المُقل، والطُّفْيُ: خوص المُقل، شبه به الخط الذي على ظهر الحية. وقال ابنُ عبد البر: يقال: إن ذا الطفيتين جنس من الحيات، يكون على ظهره خطان أبيضان.

وقوله: "والأبتر": هو مقطوع الذنب. زاد النضر بن شميل أنه أزرق اللون، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت. وقيل: الأبتر: الحية القصيرة الذنب، قال الداوودي: هو الأفعى التي تكون قدر شبر، أو أكثر قليلاً. وقوله: "والأبتر" يقتضي التغاير بين ذي الطفيتين والأبتر، ووقع في الطريق الاتية: "لا تقتلوا الحيات إلا كل أبتر ذي طفيتين " وظاهره اتحادهما، لكن لا ينفي المغايرة...

قوله: "يلتمسان البصر": قال السندي: أي: يخطفانه ويطلبانه لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: يقصدان البصر باللسع.

وقوله: إنه نُهي عن ذوات البيوت، قال الحافظ 6/349: أي: اللاتي يوجدن في البيوت. وظاهره التعميم في جميع البيوت. وعن مالك تخصيصه بيوت أهل المدينة، وقيل: يختص ببيوت المدن دون غيرها. وعلى كل قول فتقتل في البراري والصحاري من غير إنذار. وروى الترمذي عن ابن المبارك أنها الحية التي تكون كأنها فضة، ولا تلتوي في مشيتها. ثم قال الحافظ: وفي الحديث النهيُ عن قتل الحيات التي في البيوت إلا بعد الإنذار، إلا أن يكون أبتر أو ذا طفيتين، فيجوز لتلُه بغير إنذار، ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم الإذنُ في قتل غيرهما بعد الإنذار، وفيه: فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر. قال القرطبي: والأمر في ذلك للإرشاد، نعم ما كان منها محقق الضرر، وجب دفعه.

لا يوجد مبرر لقتل ثعبان غير سام مسالم، عرب شبه الجزيرة العربية كان عندهم خبرة بحكم البيئة والضرورة بهذه الأنواع، أؤمن بقدسية الحياة وحق كل كائن في الحياة ولا أجيز قتل إلا ما احتمل احتمالا راجحا أنه يضر الإنسان أذى واضحًا. عاد محمد إلى النهي عن العوامر المسالمة، بعدما كان أمر بقتل كل الأنواع، لنا أن نقول أنها عودة إلى جادّة الصواب والحق في هذه المسألة، رغم تناقض تشريعاته وتضاربها بما يسمونه بالنسخ يعني التعديل والتبديل والإلغاء إلخ. ومن خرافات العرب القدماء أن الثعابين تسبب سقوط حمل المرأة بمجرد نظرها لها بطريقة سحرية ما ربما نتيجة الفزع بزعمهم وخرافتهم! وقولهم أنها تسبب فقد البصر خرافة كذلك. وقول المسلمين أن الجان يعني الجنان وهي الثعابين الصغيرة من مسخ الجن (كائنات خرافية) أو أنها جن متنكر مثال لعقلية الجهال عديمي العلم، فلكل كائن حي تاريخ تطوري من واقع الجينات والمتحجرات وعرضت شيئًا عن تطور الثعابين عن زواحف ذات أرجل والمتحجرة التي أكدت ذلك في ترجمة كتاب (لماذا النشوء والتطور حقيقة). وحديث ما سالمناهن منذ حاربناهن يعود بأصله إلى القصة التوراتية الأصلية حيث كانت الحية هي من أغوى آدم وحواء حسب الأسطورة وليس الشيطان، لأنه ابتكار لاهوتي لاحق أخذه اليهود عن الفارسيين والزردشتية المجوسية.

 

(14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».) من سفر التكوين 3

 

خرافة أن الفئران والضب مسخ من بني إسرائيل

 

روى مسلم:

 

 [ 2997 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى العنزي ومحمد بن عبد الله الرزي جميعا عن الثقفي واللفظ لابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدت أمة من بنى إسرائيل لا يدري ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته قال أبو هريرة فحدثت هذا الحديث كعبا فقال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال ذلك مرارا قلت أقرأ التوراة قال إسحاق في روايته لا ندري ما فعلت

 

 [ 2997 ] وحدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال الفأرة مسخ وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم فتشربه ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه فقال له كعب أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفأنزلت علي التوراة

 

ورواه أحمد 7197 و10452 و10594 

 

[ 1949 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق عن بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فأبى أن يأكل منه وقال لا أدري لعله من القرون التي مسخت  

 

 [ 1951 ] وحدثني محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رجل يا رسول الله إنا بأرض مضبة فما تأمرنا أو فما تفتينا قال ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت فلم يأمر ولم ينه قال أبو سعيد فلما كان بعد ذلك قال عمر إن الله عز وجل لينفع به غير واحد وإنه لطعام عامة هذه الرعاء ولو كان عندي لطعمته إنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 [ 1951 ] حدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا أبو عقيل الدورقي حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي قال فلم يجبه فقلنا عاوده فعاوده فلم يجبه ثلاثا ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة فقال يا أعرابي إن الله لعن أو غضب على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب يدبون في الأرض فلا أدري لعل هذا منها فلست آكلها ولا أنهى عنها

 

وروى أحمد:

 

11013 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ - أَوْ مَا تُفْتِينَا ؟ - قَالَ: " ذُكِرَ لِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ " فَلَمْ يَأْمُرْ وَلَمْ يَنْهَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَطَعِمْتُهُ، وَإِنَّمَا عَافَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1951) (50) ، والبيهقي في "السنن" 9/324 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (11144) و (11373) و (11376) و (11425) و (11599) و (11634). وفي الباب في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مُسخت" . عن عبد الرحمن بن حسنة، سيرد 4/196. وعن سمُرة بن جندب، سيرد 5/19. وعن عبد الرحمن بن غُنْم، سيرد 4/227 (17992). وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1949) (48) . وعن ثابت بن وديعة، سيرد 4/220.

قال السندي: قوله: مُضبة: بضم ميم وكسر ضاد، رواية. والمعروف بفتحها، وهو على الأول: اسم فاعل من أضبت أرضه: كثر ضبابها. قوله: "مُسخت" ، أي: خاف أنها مُسخت ضباباً

 

11144 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا بِأَرْضٍ مَضَبَّةٍ فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ، فَمَا أَدْرِي أَيُّ الدَّوَابِّ هِيَ ؟ " فَلَمْ يَأْمُرْ وَلَمْ يَنْهَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/267، وأبو يعلى (1184) ، والبيهقي 9/324، والخطيب في "تاريخه" 11/336 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3240) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن داود، به.

 

11425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَلَّ سِبْطَانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الضِّبَابَ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدُوسي.

 

11599 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَامَّةُ طَعَامِ أَهْلِي يَعْنِي الضِّبَابَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمْ يُجَاوِزْ إِلَّا قَرِيبًا، فَعَاوَدَهُ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَعَاوَدَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَعَنَ أَوْ غَضِبَ عَلَى سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمُسِخُوا دَوَابَّ، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّهُ بَعْضُهَا، فَلَسْتُ بِآكِلِهَا وَلَا أَنْهَى عَنْهَا"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد روى له البخاري متابعةً، وقد توبع. أبو عَقيل: هو بشير بن عقبة الدوْرقي البصري، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطَعة العبدي. وأخرجه الطيالسي (2153) -ومن طريقه البيهقي 9/325- عن شعبة، ومسلم (1951) (51) من طريق بهز بن أسد العمي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/198، وفي "شرح مشكل الآثار" (3283) من طريق أبي الوليد الطيالسي، ثلاثتهم عن أبي عقيل، به. وعند الطحاوي: فما أظنهم إلا هؤلاء.

 

17928 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ بِضِبَابٍ قَدِ احْتَرَشَهَا ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى ضَبٍّ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا "

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 4/382-383 في ترجمة ثابت بن وديعة من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3281) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/198 من طريق حميد الصائغ، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف من حديث عبد الرحمن بن حسنة (17757) . انظر الاختلاف فيه على زيد بن وهب هناك.

قوله: "احترشها": قال في "النهاية" 1/367: الاحتراش والحرش: أن تهيِّج الضب من جُحره، بأن تضربه بخشبة أو غيرها من خارجه فيخرج ذنبه ويقرب من باب الجُحر، يحسب أنه أفعى، فحينئذٍ يُهدَم عليه جحره ويؤخذ، والاحتراش في الأصل: الجمع والكسب والخداع.

 

17930 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ثَابِتِ ابْنِ وَدِيعَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضِبَابٍ، قَالَ: فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ضَبًّا مِنْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مُسِخَتْ " قَالَ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا " قَالَ شُعْبَةُ: وَقَالَ حُصَيْنٌ: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا، قَالَ: " فَلَمْ يَأْمُرْ به، وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا عَنْهُ"

 

إسناداه صحيحان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير صحابي الأول منهما فلم يخرجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. عفان: هو ابن مسلم، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي.. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1365) من طريق علي بن عبد العزيز، عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1215- كشف الأستار) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال: هكذا رواه حصين عن زيد، وخالفه الأعمش، والحكم بن عتيبة، وعدي بن ثابت خالف كل واحد منهم صاحبه. قلنا: وقد سلف الكلام على هذا الخلاف عند الحديث رقم (17757) ، وشعبة قد تفرد في جعل هذا الحديث عن حصين من حديث حذيفة. وخالفه جمهور أصحاب حصين فجعلوه من حديث ثابت بن يزيد بن وداعة كما سيأتي في الحديث التالي، والخلاف في صحابي الحديث لا يضر. وسيتكرر في مسند حذيفة بن اليمان 5/390.

 

(20209) 20472- حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، وَعَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : أَتَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ ؟ قَالَ : أُمَّةٌ مُسِخَتْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلاَ أَدْرِي أَيَّ الدَّوَابِّ مُسِخَتْ ؟.

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حُصين الفزاري- وهو ابن قبيصة، كما جاء مصرحاً باسمه في باقي روايات "المسند"- روى عنه ثلاثة ووثقه العجلي وابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصّفّار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/197- 198، وفي "شرح مشكل الآثار" (3282) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وعفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/268-269، والطبراني في "الكبير" (6790) من طريق عفان وحده، به. ووقع عند الطبراني: حصين بن أبي الحر، وهو وهم، فإن حصين بن أبي الحر تميمي عنبري وليس فزارياَ، وهو ابن مالك بن الخشخاش، وهو غير حصين بن قبيصة الفزاري. وأخرجه الطبراني (6788) من طريق أبي الوليد الطيالسي وحده، به، ووقع هنا: حصين بن قبيصة، على الصواب. وأخرجه البزار (1216- كشف الأستار) عن أبي كامل ومحمد بن عبد الملك، عن أبي عوانة، به. ووقع عنده: حصين بن أبي الحر، وهو وهم كما أسلفنا، ولم تُعَيَّن عنده الأُمَّة أنها بنو إسرائيل. وسيأتي الحديث بعد هذا الحديث، وبرقم (20240). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11013) ، وانظر شواهده وشرحه هناك.

قوله: "فلا أدري أي الدواب مسخت" قال السندي: أي: تلك الأمة، أي: فيحتمل أن تكون قد مسخت ضِباباً، فينبغي الاحتراز عنها، والله تعالى أعلم.

 

خرافة عنصرية وسخيفة، تعكس جهلًا تامًّا بعلوم الأحياء، ونعلم كبشر متحضرين لدينا علوم اليوم أن الكائنات كلها تطورت عن سلف وأسلاف مشتركة، وأن لكل كائن حي بما فيه الفئران والضب تاريخًا تطوريًّا عن أسلاف وأنواع أخرى بما في ذلك الفئران والضب من خلال الجينات وسجل المتحجرات وعلم التشريح وغيرها. وفي القرآن خرافة مسخ اليهود قرودًا وخنازير، وفي الأحاديث إلى الحيوان الزاحف الضب والفئران من القوارض غيرها، وكلها خزعبلات لا قيمة لها من ناحية العلم البيولوجي.

 

وعلى عكس هذه العنصرية والخزعبلات، توجد أسطورة معقلنة مخففة قالت على النقيض وبالتناقض أن الممسوخين لا يعيشون أكثر من ثلاثة أيام ولا يتركون نسلًا، ووفقًا لهذه الأسطورة لا يحدث خلل في تصنيف وأصول الكائنات الحية المعروف علميًّا، روى مسلم:

[ 2663 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن عبد الله قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل قال وذكرت عنده القردة قال مسعر وأراه قال والخنازير من مسخ فقال إن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك

 

[ 2663 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحجاج بن الشاعر واللفظ لحجاج قال إسحاق أخبرنا وقال حجاج حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن معرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب القبر لكان خيرا لك قال فقال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك

 

ورواه أحمد 3700 و3925 و3747

 

وفي حين ورد في الأحاديث السابقة تحليل الضب، ورد حديث آخر فيه تحريمها متوافقًا مع تشريع سفر اللاويين من توراة اليهود وفيه تحريم الزواحف، روى أحمد:

 

17757 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا أَرْضًا كَثِيرَةَ الضِّبَابِ، قَالَ: فَأَصَبْنَا مِنْهَا وَذَبَحْنَا، قَالَ: فَبَيْنَا الْقُدُورُ تَغْلِي بِهَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فُقِدَتْ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ هِيَ فَأَكْفِئُوهَا فَأَكْفَأْنَاهَا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيِّه فلم يخرِّجا له، وحديثه عند أصحاب السنن غير الترمذي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران. وأخرجه البزار (1217- كشف الأستار) عن عمرو بن علي، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/197، وفي "شرح مشكل الآثار" (3275) و (3276) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي من طريقه أيضاً برقم (17759) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/266 عن وكيع. وأخرجه أبو يعلى (931) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5266) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/436 عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن وكيع، به. وقد رواه عدي بن ثابت وحصين بن عبد الرحمن، فخالفا الأعمش في إسناده، فقالا: عن زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد الأنصاري، وسيأتي في مسنده، انظر (17928) و (17931) . ورواه الحكم بن عتيبة، عن زيد بن وهب، عن البراء بن عازب، عن ثابت الأنصاري، وسيأتي أيضاً برقم (17932). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11013) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر أيضاً الكلام على نسخ هذا الحديث وأمثاله هناك.

 

يعني كل الأحاديث تناقضات لا نهائية، مسخ باقٍ متناسل أم لا مسخ متناسل، نأكل من الضِباب أم لا، وغيرها.

 

ومن خرافات الشيعة الاثناعشرية عن المسخ كما في علل الشرائع وكتب أخرى أدناه اقتباساتها، نقلًا عن بحار الأنوار:

 

1 العلل : عن علي بن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي عن محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : حدثنا علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر بن محمد عليه السلام قال : المسوخ ثلاثة عشر : الفيل والدب والارنب والعقرب والضب والعنكبوت والد عموص ( 1 ) والجري والوطواط والقرد والخنزير والزهرة وسهيل ، قيل : يابن رسول الله ما كان سبب مسخ هؤلاء ؟ قال : أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا ، وأما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه ، وأما الارنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ( 2 ) ولا غير ذلك ، وأما العقرب فكان رجلا همازا لا يسلم منه أحد ، وأما الضب فكان رجلا أعرابيا يسرق الحجاج بمحجنه ، وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها ، وأما الدعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الاحبة ، وأماالجري فكان رجلا ديوثا يجلب الرجال على حلائله ، وأما الوطواط فكان رجلا سارقا يسرق الرطب من رؤس النخل ، وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت ( 3 ) وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا ، وأما سهيل فكان رجلا عشارا باليمن ، وأما الزهرة فانها كانت امرأة تسمى ناهيد ، وهي التي تقول الناس : إنه افتتن بها هاروت وماروت ( 4 ) .

 

2 علل الشرائع : عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن الحسن بن زعلان قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن المسوخ فقال : اثنا عشر صنفا ولها علل ، فأما الفيل فانه مسخ كان ملكا زناء لوطيا ، ومسخ الدب لانه كان أعرابيا ديوثا ، ومسخت الارنب لانها كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيض ولا جنابة ، ومسخ الوطواط لانه كان يسوق تمور الناس ، ومسخ سهيل لانه كان عشارا باليمن ومسخت الزهرة لانها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ، وأما القردة والخنازير فانهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت ، وأما الجري والضب ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى عليه السلام لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر ، وأما العقرب فانه كان رجلا نماما ، وأما الزنبور فكان لحاما يسرق في الميزان ( 1 ) .

 

3 العلل : عن علي بن عبدالله الوراق عن سعد بن عبدالله عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا عليه السلام أنه قال : كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله عزوجل خفاشا وإن الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عزوجل عليهم فمسخهم فأرا ، وإن البعوض كان رجلا يستهزئ بالانبياء فمسخه الله ( 2 ) عز وجل بعوضا ، وإن القملة هي من الجسد ( 1 ) وإن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي إذا أقبل إليه سفيه من سفها بني إسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله عزوجل قملة وإن الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الانبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أو زاغا ، وأما العنقاء فمن غضب الله عزوجل عليه فمسخه وجعله مثلة ، فنعوذ بالله من غضب الله ونقمته.

 _______________________________________________________

( 2 ) في المصدر : يستهزئ بالانبياء ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله .

( 1 ) في نسخة من العلل : لايرع .


5 المجالس والعلل : عن علي بن عبدالله الاسواري عن مكي بن أحمد بن سعدويه البردعي عن أبي محمد زكريا بن يحيى بن عبيد العطار عن القلانسي عن عبدالعزيز بن عبدالله الاويسي عن علي بن جعفر عن معتب مولى جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسوخ قال هم ثلاثة عشر : الدب والفيل والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والدعموس والعقرب والعنكبوت ولا رنب وزهرة ( 4 ) وسهيل ، فقيل : يا رسول الله ما كان سبب مسخهم ؟ قال : أما الفيل فكان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا ، وأما الدب فكان رجلا مؤنثا

_______________________________________________________
( 4 ) في نسخة من العلل : والزهرة .


يدعو الرجال إلى نفسه ، وأما الخنزير فقوم نصارى سألوا ربهم عزوجل إنزال ( 1 ) المائدة عليهم فلما نزلت عليهم كانوا أشد كفرا وأشد تكذيبا ، وأما القردة فقوم اعتدوا في السبت وأما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى أهله ، وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه ، وأما الوطواط فكان يسرق الثمار من رؤوس النخل ، وأما الدعموص فكان نما ما يفرق بين الاحبة ، وأما العقرب فكان رجلا لذاعا لا يسلم على لسانه ( 2 ) أحد ، وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها ، وأما الارنب فكانت امرأة لا تطهر من حيض ولا غيره ، وأما سهيل فكان عشارا باليمن ، وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت وماروت و كان اسمها ناهيل ، والناس يقولون : ناهيد ( 3 )

_______________________________________________________
( 1 ) في العلل : ان ينزل .
( 2 ) في نسخة من العلل : من لسانه .
( 3 ) علل الشرائع 2 : 174 ( ط قم ) ولم نجد الحديث في المجالس ولعله مصحف الخصال .

 

توضيح : قال الجوهري : ( فلان يرشح للوزارة ) أى يربى ويؤهل لها ، قوله للملائكة ، أي لكونهم منهم ، والاظهر للملكية .
7 الاختصاص والبصائر : عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي عن كرام عن عبدالله بن طلحة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوزغ فقال : هو رجس وهو مسخ فاذا قتلته فاغتسل ، ثم قال : إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فاذا وزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل : أتدري ما يقول هذا الوزغ ؟ فقال الرجل : لا علم لي بما يقول ، قال : فانه يقول : والله لئن ذكرت عثمانا لاسبن عليا أبدا حتى يقوم من ههنا ( 4 ) .
دلائل الطبري : عن علي بن هبة الله عن الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد مثله .
 _______________________________________________________
( 1 ) هكذا في الكتاب وأكثر نسخ المصدر ، وفى بعض نسخ المصدر ، ( فاختارا ) بصيغة التثنية .
( 2 ) الزمر : 30 .
( 3 ) علل الشرائع 2 : 175 ط قم .
( 4 ) الاختصاص : 301 بصائر الدرجات : 103 ( ط 1 ) .


( 1 ) كا : عن علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي مثله وزاد في آخره قال : وقال أبي : ليس يموت من بني امية ميت إلا مسخ وزغا ( 2 ) .
8 المحاسن : عن محمد بن علي أبي سمينة ( 3 ) عن محمد بن أسلم عن الحسين بن خالد قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام هل يحل أكل لحم الفيل ؟ فقال : لا ، فقلت : ولم ؟ قال لانه مثلة ، وقد حرم الله لحوم الامساخ ولحوم ما مثل به في صورها ( 4 ) .
العلل : عن محمد بن علي ما جيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن محمد بن أسلم الجبلي مثله ( 5 ) .
9 الاختصاص : عن محمد بن أبي عاتكة الدمشقي عن الوليد بن سلمة عن موسى ابن عبدالرحمن القرشي ( 6 ) عن حذيفة بن اليمان قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ قال : إن الله تبارك وتعالى مسخ من بني إسرائيل ( 7 ) اثنى عشر جزءا فمسخ منهم القردة والخنازير والسهيل والزهرة والعقرب والفيل والجري وهو سمك لا يؤكل والدعموص والدب والضب والعنكبوت والقنفذ ، قال حذيفة بأبي أنت وامي يا رسول الله فسرلنا هذا كيف مسخوا ؟ قال صلى الله عليه وآله : أما القردة فمسخوا لانهم اصطادوا الحيتان في السبت على عهد داود النبي عليه السلام ، وأما الخنازير فمسخوا لانهم كفروا بالمائدة التي نزلت من السماء على عيسى بن مريم عليه السلام ، وأما السهيل فمسخ لانه كان رجلا عشارا فمربه عابد من عباد ذلك الزمان ، فقال العشار : دلني على اسم الله الذي يمشى به على وجه الماء ويصعدبه إلى السماء فدله على ذلك ، فقال العشار : قد ينبغي لمن عرف هذا الاسم أن لا يكون في الارض بل يصعدبه إلى السماء فمسخه الله وجعله آية للعالمين ( 1 ) .

___________________________________________________
( 1 ) دلائل الامامة : 99 .
( 2 ) الروضة : 232 ( ط الاخوندى ) فيه : ( فقال رجس وهو مسخ كله ) وفيه لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لا شتمن عليا .
( 3 ) في المصدر : عن بكر بن صالح ومحمد بن على عن محمد بن اسلم الطبرى .
( 4 ) المحاسن : 472 .
( 5 ) علل الشرائع 2 : 171 .
( 6 ) في المصدر : عن عبدالرحمن القرشى .
( 7 ) في المصدر : من بنى آدم .

 

11 كتاب محمد بن المثنى عن عبدالسلام بن سالم عن ابن أبي البلاد ( 3 ) عن عمار بن عاصم السجستاني قال : جئت إلى باب أبي عبدالله عليه السلام فدخلت عليه فقلت ( 4 ) : أخبرني عن الحية والعقرب والخنفس وما أشبه ذلك ، قال : فقال : أما تقرأ كتاب الله ؟ قال : قلت : وما كل كتاب الله أعرف ، فقال : أو ما تقرأ : ( أولم يرواكم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآية أفلا يتذكرون ) ، قال : فقال : هم اولئك خرجوا من الدار فقيل لهم : كونوا شيئا ( 5 ) .

________________

( 5 ) كتاب محمد بن المثنى : 92 فيه : أحرجوا من النار فقيل لهم : كونوا نششا .

 

وفي الكافي من أمهات كتب الشيعة، باب حديث القباب:


305 - عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبدالله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى يقوم من ههنا، قال: وقال أبي: ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال: وقال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده

 

الكافي : عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الحسن عن أبان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه، فقال له : الوزغ بن الوزغ ، قال أبوعبدالله عليه السلام فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث

 

الكافي ج1: الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن علي بن سماعة ، عن الكلبي النسابة قال : دخلت المدينة ، ولست أعرف شيئا من هذا الامر ، فأتيت المسجد ، فاذا جماعة من قريش فقلت : أخبروني عن عالم أهل هذا البت ، فقالوا : عبد الله بن الحسن فأتيت منزله فاستأذنت فخرج إلي رجل ظننت أنه غلام له ، فقلت له : استأذن لي على مولاك ، فدخل ثم خرج ، فقال لي : ادخل فدخلت فاذا أنا بشيخ معتكف شديد الاجتهاد ، فسلمت عليه فقال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا الكلبي النسابة فقال : ما حاجتك ؟ فقلت : جئت أسألك فقال : أمررت با بني محمد ؟ قلت : بدأت بك فقال : سل ! قلت : أخبرني عن رجل قال لامرأته : ( أنت طالق عدد نجوم السماء ) فقال : تبين برأس الجوزاء ، والباقي وزر عليه وعقوبة فقلت في نفسي : واحدة فقلت : ما يقول الشيخ في المسح على الخفين فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن أهل بيت لا نمسح فقلت في نفسي : ثنتان فقلت : ما تقول في أكل الجري أحلال هو أم حرام ، فقال : حلال إلا أنا أهل البيت نعافه ، فقلت في نفسي : ثلاث ، فقلت : وما تقول في شرب النبيذ ؟ فقال : حلال إلا أنا أهل البيت لا نشربه ، فقمت فخرجت من عنده وأنا أقول : هذه العصابة تكذب على أهل هذا البيت ، فدخلت المسجد فنظرت إلى جماعة من قريش وغيرهم من الناس ، فسلمت عليهم ثم قلت لهم : من أعلم أهل هذا البيت فقالوا : عبد الله بن الحسن ، فقلت : قد أتيته فلم أجد عنده شيئا ، فرفع رجل من القوم رأسه لقال : ائت جعفر بن محمد عليهما السلام فهو عالم أهل هذا البيت ، فلامه بعض من كان بالحضرة .
فقلت : إن القوم إنما منعهم من إرشادي إليه أول مرة الحسد ، فقلت له : ويحك إياه أردت فمضيت حتى صرت إلى منزله فقرعت الباب ، فخرج غلام له فقال : ادخل يا أخا كلب ، فوالله لقد أدهشني ، فدخلت وأنا مضطرب ونظرت فإذا  بشيخ على مصلى ، بلا مرفقة ولا بردعة ، فابتدأني بعد أن سلمت عليه فقال لي : من أنت ؟ فقلت في نفسي : يا سبحان الله غلامه يقول لي بالباب : ادخل يا أخا كلب ويسألني المولى : من أنت ! ! فقلت له : أنا الكلبي النسابة ، فضرب بيده على جبهته وقال : كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، قد خسروا خسرانا مبينا ، يا أخا كلب إن الله عزوجل يقول : ( وعاد وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ) الفرقان: 38 أفتنسبها أنت ؟ فقلت : لا جعلت فداك ، فقال لي : أفتنسب نفسك ؟ قلت : نعم أنا فلان بن فلان بن فلان ، حتى ارتفعت فقال لي : قف ليس حيث تذهب ، ويحك أتدري من فلان بن فلان ؟ قلت : نعم فلان بن فلان قال : إن فلان بن فلان الرعي الكردي إما كان فلان الكردي الرعي على جبل آل فلان ، فنزل إلى فلانة امرأة فلان من جبله الذي كان يرعى غنمه عليه ، فاطعمها شيئا وغشيها ، فولدت فلانا فلان بن فلان من فلانة وفلان بن فلان .
ثم قال : أتعرف هذه الاسامي ؟ قلت : لا والله جعلت فداك ، فإن رأيت أن تكف عن هذا فعلت فقال : إنما قلت فقلت ، فقلت : إني لا أعود قال : لا نعود إذا ، واسأل عما جئت له فقلت له : أخبرني عن رجل قال لا مرأته أنت طالق عدد النجوم فقال : ويحك أما تقرأ سورة الطلاق ؟ ! قلت : بلى قال : فاقرأ فقرأت ( فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ).
قال : أترى ههنا نجوم السماء ؟ قلت لا ، قلت : فرجل قال لا مرأته أنت طالق ثلاثا قال : ترد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ثم قال : لا طلاق إلا على طهر من غير جماع ، بشاهدين مقبولين ، فقلت في نفسي : واحدة ثم قال ك سل فقلت : ما تقول في المسح على الخفين ؟ فتبسم ثم قال : إذا كان يوم القيامة ، ورود الله كل شئ إلى شيئه ، ورد الجلد إلى الغنم ، ف ترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم ؟ ! فقلت في نفسي : ثنتان .
ثم التفت إلي، فقال : سل. فقلت : أخبرني عن أكل الجري ؟ فقال : إن الله عز وجل مسخ طائفة من بني إسرائيل فما أخذ منهم بحرا فهو الجري والزمار والمار ماهي وما سوى ذلك ، وما أخذ منهم برًا فالقردة ، والخنازير ، والوبر ، والورل وما سوى ذلك ، فقلت في نفسي : ثلاث...إلخ

 

وفي الخرائج:

 

يج : الصفار عن ابن عيسى عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن كرام عن عبدالله بن أبي طلحة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوزغ فقال : هو رجس مسخ فاذا قتلته فاغتسل ، ثم قال : إن أبي عليه السلام كان قاعدا يوما في الحجر فاذا بوزغ يولول قال : إنه يقول : لئن شتمتم قومنا لاشتمن عليا ، ثم قال : إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله .

 

وفي الاختصاص:

 

ختص ، ير : الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل الاعور عن بعض أصحابنا قال : كان رجل عند أبي جعفر عليه السلام من هذه العصابة يحادثه في شئ من ذكر عثمان ، فاذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط ، فقال أبوجعفر عليه السلام : أتدري ما يقول؟ قلت : لا ، قال : يقول : لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا.

 

وفي بحار الأنوار ج44/ ص79 و80، نقلا عن الاحتجاج للطبرسي:

 

إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباده خولا ، وكتابه دغلا فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت عليهم اللعنة ولهم ، فاذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ، فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اخفضوا أصواتكم فان الوزغ يسمع ، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم أمر هذه الامة يعني في المنام فساءه ذلك وشق عليه فأنزل الله عز وجل في كتابه " ليلة القدر خير من ألف شهر " فأشهد لكم وأشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل علي إلا ألف شهر التي أجلها الله عز وجل في كتابه .

 

وفي ج96/ 340:

 

أقول وجدت في بعض نسخ الفقه الرضوي.....إلخ و قد رخص ع في قتلهن في الحل و الحرم و ما سواهن فقد رخص التابعون في قتلهن الزنبور و الوزغ و البق و البراغيث

 

وفي علل الشرائع:

 

عن علي بن عبدالله الوراق عن سعد بن عبدالله عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا عليه السلام أنه قال : كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله عزوجل خفاشا وإن الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عزوجل عليهم فمسخهم فأرا ، وإن البعوض كان رجلا يستهزئ بالانبياء فمسخه الله (1) عز وجل  بعوضا ، وإن القملة هي من الجسد وإن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي إذا أقبل إليه سفيه من سفها بني إسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله عزوجل قملة وإن الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الانبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أو زاغا ، وأما العنقاء فمن غضب الله عزوجل عليه فمسخه وجعله مثلة ، فنعوذ بالله من غضب الله ونقمته.

 

(1) في المصدر : يستهزئ بالانبياء ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله .

 

وجاء في تفسير القمي:

 

{ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} إلى قوله : {بعد أن تولوا مدبرين} ......قال : وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم وكان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار ،

 

العقليات الدينية غير قادرة على استيعاب حقيقة الكائنات الإخوة كأقارب تطوريين حسب حقيقة نظرية التطور.

 

خرافة أن الكحل مفيد للعين

 

روى أحمد:

 

2047 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ"

 

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/266 و8/21 و598، وابن ماجه (3497) من طريق يحيى بن آدم، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/383 من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6200) و (6201) ، والحميدي (520) ، وابن ماجه (1472) ، وأبو يعلى (2410) ، والطبري 1/483 و384 و385، والطبراني (12485) و (12486) و (12488) و (12490) و (12492) و) يم 1249) ، والحاكم 1/354، والبيهقي 3/245، و5/33، والبغوي (1477) من طرق عن عبد الله بن عثمان، به. وأخرجه الطبراني (12427) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2219) و (2479) و (3035) و (3342) و (3426) .

 

وروى البخاري:

 

5336 - قَالَتْ زَيْنَبُ وَسَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدْ اشْتَكَتْ عَيْنَهَا أَفَتَكْحُلُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ لَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ قَالَ حُمَيْدٌ فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ وَمَا تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ فَقَالَتْ زَيْنَبُ كَانَتْ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ فَقَلَّمَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلَّا مَاتَ ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمِي ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ سُئِلَ مَالِكٌ مَا تَفْتَضُّ بِهِ قَالَ تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا

 

خرافة قديمة جدًّا عند العرب، ولعلها أقدم من محمد نفسه بكثير، وهي غير صحيحة علميًّا على أي حال.

وتوجد خرافة محمدية أخرى لا قيمة طبية لها عن فطر الكمأة، روى البخاري:

 

5708 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ عَمْرُو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ قَالَ شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شُعْبَةُ لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ

 

النخل له تاريخ تطوري بيولوجي وليس من خارج الكوكب

 

روى أحمد:

 

15508 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَصِيفٌ يَقُولُ: " الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ "

 

إسناده قوي، رجاله ثقات. يحيى بن سعيد: هو القطان، والمشمعل: هو ابن إياس، ويقال: ابن عمرو بن إياس المزني. وسيأتي 5/31 و65، وسيكرر 5/31 سنداً ومتناً. وقد سلف نحوه من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11453) ، وذكرنا هناك شواهده.

قال السندي: قوله: وأنا وصيف: أي عبد أو خادم. قوله: "العجوة": نوع من تمر المدينة. قوله: "والشجرة": أي شجرة ذلك النوع من التمر، وهذا المعنى هو المتبادر من هذا اللفظ. وقال المناوي في "فيض القدير": 4/376: الشجرة: الكرمة، أو شجرة بيعة الرضوان.

 

(20650) 20926- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ. (5/65)

 

إسناده صحيح، وهو مكرر (20345) سنداً ومتناً.

قيل في معنى الصخرة: صخرة بيت المقدس، ويمكن أن يراد بها الحجر الأسود، فقد ثبت عن أنس من قوله: "الحجر الأسود من الجنة"، وقد سلف برقم (13944) ولا يصح رفعه

 

(20341) 20606- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ وَأَنَا وَصِيفٌ ، يَقُولُ : الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ. (5/31)

إسناده صحيح. وهو مكرر (15508). وأخرجه الحاكم 3/588 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (20344) و (20345) و (20650) .

قوله: "وأنا وصيف "، أي: عَبْدٌ أو خادم.

 

(20344) 20610- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ ، أَوْ قَالَ : الْعَجْوَةُ وَالشَّجَرَةُ فِي الْجَنَّةِ ، شَكَّ الْمُشْمَعِلُّ.

 

إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، والمشمعل بن عمرو المزني، يقال له أيضاً: المشمعل بن إياس. وأخرجه الحاكم 4/120 و203 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وانظر (20341) .

 

(20345) 20611- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الْجَنَّةِ. (5/31)

 

إسناده صحيح. وسيتكرر برقم (20650). وأخرجه الحاكم 3/588 و4/120 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3456) ، والمزي في ترجمة رافع بن عمرو من "تهذيب الكمال" 9/34 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر (20341) .

 

حقيقةً يعلم العلماء اليوم الكثير عن التاريخ التطوري للنباتات كلها وقد بنوا شجرة قرابات تطورية كاملة أو شبه كاملة عن كل أنواع النبات على الكوكب، وللنخيل بالطبع تاريخ تطوري على الكوكب، وعمومًا درسنا في المدرسة تاريخ تطور النبات من صنف عديم البذور إلى ذي بذور وذي فلقة واحدة ثم ذي فلقتين...إلخ. قد يتبادر إلى الذهن أن مقصود محمد أو راوي الحديث كان مجازيًّا أو أدبيًّا بلاغيًّا، لكن ذكره شيئًا آخر من الجنة هو الصخرة أو شجرة ما يؤكد المعنى الخرافي وأنه كان مقصوده، والقرآن به خرافة وغلط علمي خاص بزعم تنزيل الأنعام والضأن من السماء بدلا من تطورها بيولوجيًّا هنا على الكوكب كما نقدت في الباب الأول (الأخطاء العلمية). وجاء في الموسوعة البريطانية Encyclopædia Britannica عن النخل وتطوره:

Palm Tree

Written by: Harold E. Moore, Jr.

Alternative titles: Arecaceae; Palmae

 

Evolution

The earliest fossils of palms are leaves of Sabal magothiensis and stems of Palmoxylon cliffwoodensis from the Late Cretaceous, about 80 million years ago. By the middle of the Maastrichtian, some 69 million years ago, pollen supposedly representative of Nypa fruticans and Acrocomia is present. These records place palms among the earliest recognizable modern families of flowering plants. By the beginning of the Eocene Epoch, nearly 56 million years ago, palms were widespread and abundant. A diversity of genera, including Phoenix, Sabal, Serenoa, Livistona, Trachycarpus, and Oncosperma, existed in the United States, Canada, India, Europe, and China, many in places where palms do not occur today. These genera include members of groups considered primitive and specialized within the family and appear to represent an early burst of radiation and diversification.

Palms are diverse and their interrelationships are not clear. Some of their structural specialization relates to the demands of gigantism and an unbranched habit. Underlying such requirements are reproductive structures and a vascular system that are characteristic of all monocotyledons. Thus, the study of palms may be valuable in interpreting monocotyledonous evolution. It has been suggested that the palms may represent a fragment of an early monocotyledonous radiation. The Palmae was separated earlier than the other families and has developed more specialized features, although within its own special constraints.

 

 

نترجم باختصار: أقدم آثار النخل هي متحجرات لبعض أنواعه من أوراقه وسيقانه وهي من العصر الطباشيري الجيولوجي منذ 80 مليون سنة ماضية. وهي من أقدم أنواع النباتات المزهرة. وهناك متحجرات تشعبات أنواع من النخل بدائية مما انقرض في أمِرِكا وكندا والهند وأوربا والصين حيث لا يتوطن النخل بشكل طبيعي اليوم. بعض بنيويات النخل نشأت كمتطلبات تطورية للتضخم وعدم إنتاج فروع، أما البنيوات التكاثرية والأنظمة الوعائية فهي السمات المميزة لكل احاديات الفلقة من أنواع النباتات، ويعتقد أن النخل يمثل جزء من تشعب أحادي الفلقة مبكر. انفصل النخل كأسرة نوع مبكرا وطور سمات أكثر تخصصًا رغم كونها ضمن نفس قيودها التطورية الخاصة (كموروث تطوري سابق).  

 

خرافة السحر وقتل السحرة

 

تخيل أنه حتى اليوم في عصر العلم والتنوير والتقدم، يوجد قضايا في السعودية يحاكم فيها بجدية عن ادعاء المدعين على المتهمين بأنهم سحروهم! أي هراء هذا؟! في القرون الوسطى حرق آلاف البشر وخاصة من النساء بتهمة السحر الزائفة، ولا يوجد شيء اسمه سحر أصلًا. وكانوا يفعلون ذلك أعني كهنة محاكم التفتيش لأنهم يستولون على أموال المتهمين ويجعلون أهاليهم بجبروت يدفعون تكاليف المحاكمة وتعذيب الضحايا وخلافه! وكان من طقوسهم تحسس أعضاء الساحرات لسبب ما بزعمهم فيما قرأت. نفس الخرافة مات بسببها ناس كثيرون في الشرق  كذلك. ونص تشريع حمورابي على قتل الساحرة! وكما قلت في مواضع أخرى افترضوا أن السحر تقوم به النساء أكثر وهو من ضمن التصورات الذكورية المريضة ضد النساء، ففي القرآن {ومن شر النفاثات في العقد} الفلق، وفي التوراة (لا تدع ساحرة تعيش) الخروج22: 18.

 

روى أحمد بن حنبل:

1657- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، سَمِعَ بَجَالَةَ ، يَقُولُ : كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَمِّ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ : أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ : وَسَاحِرَةٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ ، فَقَتَلْنَا ثَلاثَةَ سَوَاحِرَ ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ حَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ ، وَصَنَعَ جَزْءٌ طَعَامًا كَثِيرًا ، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ ، وَدَعَا الْمَجُوسَ ، فَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ ، أَوْ بَغْلَيْنِ ، مِنْ وَرِقٍ وَأَكَلُوا مِنْ غَيْرِ زَمْزَمَةٍ ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ : قَبِلَ ، الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ.

وقَالَ سُفْيَانُ : حَجَّ بَجَالَةُ مَعَ مُصْعَبٍ سَنَةَ سَبْعِينَ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة - وهو ابن عَبَدَةَ التميمي العنبري البصري- فمن رجال البخاري. وجَزء بن معاوية: هو ابن حُصين بن عبادة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس وهو معدود في الصحابة، وكان عاملَ عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على مَناذر (وهي من قرى الأهواز) وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية، وولي لِزياد بعضَ عمله. وأخرجه الطيالسي (225) ، والشافعي في "الرسالة" (1183) ، وعبد الرزاق (9972) و(9973) و (19390) و (19391) و (10024)، والحميدي (64) ، وأبو عبيد في "الأموال" (77) ، وابن أبي شيبة 12/243، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (123) ، والدارمي (2501) ، والبخاري (3156) و (3157) ، وأبو داود (3043) ، والترمذي (1587) وقال: حسن صحيح، والبزار (1060) ، والنسائي في "الكبرى" (8768) ، وابن الجارود (1105) ، وأبو يعلى (860) ، والشاشي (254) و (255) ، والبيهقي في الكبرى 8/247 - 248 و9/189، والبغوي (2750)، وبعضهم يرويه مختصراً . وأخرجه الترمذي (1586) وحسنه من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، به. وروه أحمد برقم (1685) .

 

وفي سنن سعيد بن منصور:

 

2180 - أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ بَجَالَةَ، يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ وَجَابِرَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، فَأَتَى كِتَابُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَنَةٍ «أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ الْمَجُوسِ وَحُرَمِهِمْ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ» فَقَتَلْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ، وَفَرَّقْنَا بَيْنَ الرَّجُلِ وَحُرْمَتِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَصَنَعَ طَعَامًا ثُمَّ دَعَا الْمَجُوسَ، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، فَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ وَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخَذَ مِنَ الْمَجُوسِ جِزْيَةً حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ

 

2182 - أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، نا هُشَيْمٌ، أنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، أنا قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبْدَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ «أَنِ اضْرِبُوا الزَّمَازِمَةَ، حَتَّى يَتَكَلَّمُوا، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمَجُوسِ وَبَيْنَ حُرْمَتِهِ، وَاقْتُلُوا السَّحَرَةَ»

 

2181 - أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، نا هُشَيْمٌ، نا عَوْفُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبْدَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ «أَنْ فَرِّقُوا بَيْنَ الْمَجُوسِ وَبَيْنَ حُرَمِهِمْ كَيْمَا نُلْحِقَهُمْ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، وَاقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَكَاهِنٍ»

 

نموذج للجنون والتطرف والهوس العمري ومحاولة منع طقوس الطعام الزردشتية قبل الطاعم كشكر لإلههم الخرافي أهورامازدا والتدخل في شعائر أهل الأديان الأخرى وحرياتهم ومصادرتها.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

8075 - أخبرناه عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي الوزير التاجر أنبأ أبو حاتم محمد بن إدرييس الحنظلي بالري ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أشعث بن عبد الملك عن الحسن  أن أميرا من أمراء الكوفة دعا ساحرا يلعب بين يدي الناس فبلغ جندب فأقبل بسيفه واشتمل عليه فلما رآه ضربه بسيفه فتفرق الناس عنه فقال : أيها الناس لن تراعوا إنما أردت الساحر فأخذه الأمير فحبسه فبلغ ذلك سلمان فقال : بئس ما صنعا؛ لم يكن ينبغي لهذا وهو إمام يؤتم به يدعو ساحرا يلعب بين يديه؛ ولا ينبغي لهذا أن يعاتب أميره بالسيف. 

 

وروى البيهقي في سننه الكبرى:   

 

16278 - وقد أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي المحاملي ثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أنبأ خالد عن أبي عثمان النهدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

29579- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ ، عَنِ الْحَسَنِ ؛ أَنَّهُ قَالَ : يُقْتَلُ السُّحَّارُ ، وَلاَ يُسْتَتَابُون.

29580- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ؛ أَنَّ جُنْدَبًا قَتَلَ سَاحِرًا ، أَوْ أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ.

29581- حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ؛ أنَّهُ قَتَلَ سَاحِرًا.

29582- حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى ؛ أَنَّ عَامِلَ عُمَانَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سَاحِرَةٍ أَخَذَهَا ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : إِنَ اعْتَرَفَتْ ، أَوْ قَامَتْ عَلَيْهَا الْبَيِّنَةُ ، فَاقْتُلْهَا.

 

وروى عبد الرزاق:

 

18751 - أخبرنا عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد أن سعد بن قيس أو قيس بن سعد قتل ساحرا

      

18755 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الرحمن عن المثنى عن عمرو بن شعيب عن بن المسيب أن عمر بن الخطاب أخذ ساحرا فدفنه إلى صدره ثم تركه حتى مات

 

فأي حماقة وبلاهة وتطرف هذه؟! لا وجود لشيء اسمه سحر في العالم، وما يقوم به الحواة هو من قبيل الخدع المتعلمة وخفة اليد والحيل، وأذكر أني كنت في مول للأثرياء (كايرو فستيـﭭال سِتي) في احتفاله بمرور سنة على تأسيسه، فجلبوا ساحرًا كوريًّا خفيف اليد وماشين على العصي ولابسي عرائس وما شابه، فقال لي زميل في العمل: المفروض يُقتَل (يتقتل)، فسألته بدهشة واستغراب لماذا (ليه؟!)، فقال: إنه ساحر! قلت له إنها ألعاب خفة يد لا أكثر! الفكر الظلامي القرونوسطي المتسم بالغباء هو السائد في مصر والعالم العربي.

 

والحديث الوارد في البخاري 3268 وغيره وأحمد وغيرهما عن خرافة سحر محمد علي يد لبيد بن الأعصم حليف اليهود (ذكرناها في باب هل هو خير البشر، في كلامي عن مرض محمد النفسي)، لم يقم محمد فيها بقتل المتهم بهذه التهمة الخرافية التي يستحيل إثباتها وإثبات وجود تأثير مرتبط بها حقيقي.

 

خرافة الغلام والراهب والساحر والتنين

 

روى مسلم:

 

[ 3005 ] حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فأبعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وانك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الاكمه والأبرص ويداوى الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع ان أنت شفيتنى فقال اني لا أشفى أحدا إنما يشفى الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري قال ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال اني لا أشفى أحدا إنما يشفى الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم أكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم أكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيه فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق

 

ورواه أحمد 23931 وعبد الرزاق 9751

 

هذه قصة خرافية كقصص الأطفال الشرقية بها ساحر ووحش خرافي، وهي أشبه في قصة الوحش مانع الطريق بأساطير اليونان، وباقيها أشبه بسير شهداء المسيحيين كما عرضت في (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية)، وهي باطلة تاريخيا فمضطهد نصارى نجران كان ملكا يهوديا يمنيا اسمه يوسف أسار ذو نواس، ومسيحيو نجران لم يعتقدوا في المسيحية بين يوم وليلة بمعجزة بل انتشرت بينهم تدريجيًّا، وهناك خرافة أخرى في السيرة لابن إسحاق برواية ابن هشام عن دور عبد الله بن الثامر في دخول المسيحية لنجران، ولنقاش ونقد تاريخي موسع لهذه الخرافة راجع الباب الثاني (الأخطاء التأريخية)، وخاصة أن اليهود أحرقوا على المسيحيين النجرانيين بيوتهم وليس أنهم حفروا لهم أخدودًا أو أخاديد.

 

خرافة البركة

 

روى البخاري:

 

3581 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَرَّةً مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ سَادِسٍ أَوْ كَمَا قَالَ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ وَأَبُو بَكْرٍ ثَلَاثَةً قَالَ فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ امْرَأَتِي وَخَادِمِي بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ مَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ أَوْ ضَيْفِكَ قَالَ أَوَعَشَّيْتِهِمْ قَالَتْ أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ فَجَدَّعَ وَسَبَّ وَقَالَ كُلُوا وَقَالَ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا قَالَ وَايْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ اللُّقْمَةِ إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا شَيْءٌ أَوْ أَكْثَرُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ قَالَتْ لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ الشَّيْطَانُ يَعْنِي يَمِينَهُ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ فَتَفَرَّقْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ قَالَ أَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ أَوْ كَمَا قَالَ وَغَيْرُهُ يَقُولُ فَعَرَفْنَا مِنْ الْعِرَافَةِ

 

5392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ح و حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ


وروى أحمد:

 

8628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا، فَقَالَ لِي: " اجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، وَلَا تَنْثُرْهُ " قَالَ: "فَحَمَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَنَأْكُلُ، وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حَقْوِي ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، انْقَطَعَ عَنْ حَقْوِي، فَسَقَطَ "

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر -وهو ابن مخلد- فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه الترمذي (3839) ، وابن حبان (6532) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/109 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (341) من طريق أيوب السختياني، عن المهاجر بن مخلد ، به. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/109-110 من طريق محمد بن سيرين، وأبو نعيم (342) ، والبيهقي 6/110-111 من طريق أبي منصور، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8299) .

 

يعني كما يقول التعبير الإنجليزي (سُحُب معجزات)، فقاقيع بالون، لا توجد معجزة واحدة حقيقية قدموها، كلها مزاعم خرافية يتهربون من إثباتها. وما نحن بصدده في هذا الحديث هو خرافة البركة الوهمية، وبها يتواكلون ولا يفكرون في التخطيط لمستقبلهم على الإطلاق، المادة تحكمنا يا سادة والضرورات والاقتصاد والميزانيات والحاجات والموارد وما هو متوفر، أما تلك الخرافات فلا شيء منها سوى الضرر وعدم التخطيط.

 

2439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "كُلُوا فِي الْقَصْعَةِ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا"

 

إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وأخرجه الطبراني (12290) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد . وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3277) من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (1805) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2730) و (3190) و (2314) و (3438) .وفي الباب عن واثله بن الأسقع عند أحمد 3/490، وابن ماجه (3276) ، وهو حسن.وعن عبد الله بن بسر عند أبي داود (3773) ، وابن ماجه (3275) ، وسنده جيد.

 قوله: "فإن البركة"، قال السندي: أي: النماء والزيادة، "تنزل في وسطها" أي: فلا تجعلوه خالياً.

 

خرافة مضحكة، لعله قالها لإلزامهم بآداب الطعام والأكل مما يليهم ومن ناحيتهم.

 

17678 - حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن بسر المازني، قال: بعثني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى طعام فجاء معي، فلما دنوت من المنزل أسرعت، فأعلمت أبوي فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحبا به، ووضعنا له قطيفة كانت عندنا زئبرية فقعد عليها، ثم قال أبي لأمي: هات طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح، فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " خذوا بسم الله من حواليها ، وذروا ذروتها ، فإن البركة فيها " فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلنا معه، وفضل منها فضلة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وبارك عليهم، ووسع عليهم في أرزاقهم "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عمرو- وهو ابن هرم السكسكي- فمن رجال مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر ص443 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرا الدارمي (2022) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1355) ، والنسائي في "الكبرى" (6763) ، وابن حبان (5299) ، والطبراني في "الشاميين" (923) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني أيضا (923) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، كلاهما عن صفوان بن عمرو، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/352، وابن أبي عاصم (1353) ، والنسائي (6764) ، والطبراني (1010) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان، عن أزهر بن عبد الله، عن عبد الله بن بسر، به. فزاد بقية بين صفوان وعبد الله بن بسر أزهر، وهذا مخالف لرواية الجماعة. وأخرجه بنحوه ابن عساكر ص441 من طريق حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن عبد الله بن بسر. وانظر (17673) . وفي باب: "خذوا بسم الله" عن سلمان الفارسي، سيأتي 5/438. وفي باب الأكل من جوانب القصعة حديث ابن عباس، سلف برقم (2439) .

قوله: "قطيفة" نسيج من القطن. "زئبرية" بكسر الزاي والباء، وضم الباء أيضا: ذات وبر.

 

وروى مسلم:

 

[ 2055 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت أشربت شراب محمد فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وأخرتك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النوم وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فأهلك فقال اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافلة وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطعمون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشربتم شرابكم الليلة قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إحدى سوآتك يا مقداد فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس

 

 [ 2056 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى جميعا عن المعتمر بن سليمان واللفظ لابن معاذ حدثنا المعتمر حدثنا أبي عن أبي عثمان وحدث أيضا عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبيع أم عطية أو قال أم هبة فقال لا بل بيع فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى قال وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول الله صلى الله عليه وسلم حزة حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه وإن كان غائبا خبأ له قال وجعل قصعتين فأكلنا منهما أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملته على البعير أو كما قال

 

 [ 2057 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبد الأعلى القيسي كلهم عن المعتمر واللفظ لابن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثلاثة ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر بثلاثة قال فهو وأنا وأبي وأمي ولا أدري هل قال وامرأتي وخادم بين بيتنا وبيت أبي بكر قال وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صليت العشاء ثم رجع فلبث حتى نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو قالت ضيفك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم قال فذهبت أنا فاختبأت وقال يا غنثر فجدع وسب وقال كلوا لا هنيئا وقال والله لا أطعمه أبدا قال فأيم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها قال حتى شبعنا وصارت أكثر مما كانت قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر فإذا هي كما هي أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس ما هذا قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار قال فأكل منها أبو بكر وقال إنما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده قال وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الأجل فعرفنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل إلا أنه بعث معهم فأكلوا منها أجمعون أو كما قال

 

[ 2058 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الإثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة

 

 [ 2059 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة ح وحدثني يحيى بن حبيب حدثنا روح حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طعام الواحد يكفي الإثنين وطعام الإثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية وفي رواية إسحاق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يذكر سمعت

 

في الواقع تدلنا كل هذه الخرافات على انتشار الجوع والفقر والبؤس في أول الإسلام حتى نجح محمد في أعمال العنف التي كان يمارسها والنهب والسلب والاستعباد.

 

وروى أحمد:

 

23955 - حدثنا عصام بن خالد الحضرمي، حدثنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، أن فضالة بن عبيد الأنصاري كان يقول: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، فجهد بالظهر جهدا شديدا، فشكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما بظهرهم من الجهد، فتحين بهم مضيقا فسار النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فقال: " مروا بسم الله " فمر الناس عليه بظهرهم، فجعل ينفخ بظهرهم: "اللهم احمل عليها في سبيلك، إنك تحمل على القوي والضعيف، وعلى الرطب واليابس، في البر والبحر " قال: فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمتها قال فضالة: " هذه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على القوي والضعيف، فما بال الرطب واليابس، فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس في البحر، فلما رأيت السفن في البحر وما يدخل فيها، عرفت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عصام بن خالد صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات. صفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2110) ، وابن حبان (4681) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (971) من طريق الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار في "مسنده" (3758) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (771) ، وفي "مسند الشاميين" (931) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن فضالة. فخالف يحيى بن عبد الله في إسناده، وهو ضعيف.

قال السندي: قوله "فجهد" على بناء المفعول "جهدا" بفتح الجيم، أي: تعب.

 

قصة فيها نموذج لسوء التخطيط وعدم الأخذ بالتخطيط والتدبير والاقتصاد والإعداد، المسلمون الأوائل كان فيهم تهور كهذا في فتوحاتهم وغاراتهم، لكن كثيرًا ما كان قادتهم العسكرين عمليون جدًّا يحسنون التخطيط، فلم يكونوا بهذا الغباء والسذاجة وعدم التخطيط، تغلب أفكار كهذه أدى وسيؤدي إلى هزائم للعرب والمسلمين، كهزيمة 1967 بسبب الاغترار. التخطيط الجيد لا غنى عنه لعمل شيء مثل 1973 أو كالنصر على الصليبيين والمغول المنغوليين. لا يمكن لعاقل الاعتقاد أن نفخة ستساعد الدواب على السير أو تباركهم بطريقة ما، حتى لو كنت ممن يعتقدون بتأثير الفراشة في علم المناخ فتأثير كهذا تراكمي وليس فوريًّا.

مما لا يحدث في الواقع

 

أدعية لاجتناب الضرر

 

روى مسلم:

 

 [ 2708 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح واللفظ له أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب أن يعقوب بن عبد الله حدثه أنه سمع بسر بن سعيد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك

 

 [ 2708 ] وحدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر كلاهما عن بن وهب واللفظ لهارون حدثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرنا عمرو وهو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه

 

 [ 2709 ] قال يعقوب وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك

 

 [ 2709 ] وحدثني عيسى بن حماد المصري أخبرني الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن جعفر عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح مولى غطفان أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رجل يا رسول الله لدغتني عقرب بمثل حديث بن وهب

 

ورواه أحمد 7898

 

وروى أحمد:

 

23083 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: " لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهِنَّ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ عَقْرَبٌ حَتَّى تُصْبِحَ"

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على سهيل بن أبي صالح في صحابيه كما بيناه عند الرواية (15709). وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 11/146 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

 

15709 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ لُدِغَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ: حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ " قَالَ سُهَيْلٌ: " فَكَانَ أَبِي، إِذَا لُدِغَ أَحَدٌ مِنَّا يَقُولُ: قَالَهَا ؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: كَأَنَّهُ يَرَى أَنَّهَا لَا تَضُرُّهُ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وقد اختلف عنه في صحابي هذا الحديث، فقد رواه شعبة ووهيب بن خالد وأسد بن موسى في آخرين، كما سيرد من حديث رجل من أسلم، ورجحه الدارقطني، ورواه مالك والثوري وغيرهما من حديث أبي هريرة، ورجحه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/27، وذكر الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/95 أن مالكاً أحفظ لحديث المدنيين من غيره، وأن الدارقطني كأنه رجح حديث الرجل من أسلم بالكثرة، ثم قال: والذي يظهر لي أنه كان عند سهيل على الوجهين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10432) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (596) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (28) من طريق أسد بن موسى، والطحاوي أيضاً (25) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد، وقَرَنَ أسد بنُ موسى في روايته مع سهيل أخاه، ولفظُ روايةِ وهبِ بنِ جرير: "من قال حين يمسي: أعوذُ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق، ثلاث مرات، لم يَضُرَّه حُمَةٌ في تلك الليلة". وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19834) عن معمر، وأبو داود (3898) ، والنسائي في "الكبرى" (10430) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (594) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (26) من طريق زهير بن معاوية، والنسائي في "الكبرى" (10429) - وهو في "عمل اليوم والليلة"(593) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (29) من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي أيضاً (27) من طريق أبي عوانة، والنسائي في "الكبرى" (10431) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (596) -، والطحاوي (24) من طريق سفيان بن عيينة، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وفي رواية معمر وزهير وأبي عوانة وابن عيينة ذكر الرجلُ الأسلمي أن الذي لُدغ رجلٌ غيره من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه النسائى في "الكبرى" (10433) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (597) - عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، مرسلاً. وسيكرر بإسناده ومتنه 5/430 (الطبعة الميمنية). وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (8798). وفي الباب عن خولة بنت حكيم عند مسلم (2708) ، سيرد 6/377.

 

خرافة غير معقولة ولا نراها في الواقع، لو نمت في صحراء بدون احتساب الحذر من العقارب والثعابين أو لم تحتسب في مكان ما لأي خطورة محتملة، فلن تفيدك تعاويذ خرافية كهذه من نوع الهابرا كدابرا.

 

وروى أحمد بن حنبل وابنه عبد الله:

 

• 528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : "مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللهُ.

 

حسن ، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مودود - واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان المدني قاص أهل المدينة - فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي ، ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن المديني وابن نمير ، وذكره ابنُ حبان في " الثقات " ، وأخطأ الحافظ في " التقريب " خطأ مبيناً فقال في حقه : مقبول ، وهي لفظة يطلقها على الذي لا يقبل حديثه إلا في المتابعات والشواهد . محمد بن كعب : هو القُرظي . وأخرجه أبو داود (5089) ، والبزار (357) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (15) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 171 ، وابن حبان (852) و (862) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (44) ، والبغوي (1326) من طرق عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 238 عن زيد بن الحباب ، وأبو داود (5088) عن عبد الله بن مسلمة ، كلاهما عن أبي مَودود ، عمن سمع أبان ، عن أبان ، به . وأخرجه النسائيُّ في " اليوم والليلة " (16) عن محمد بن علي ، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبو نعيم في " الحلية " 9 / 42 من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، كلاهما عن أبي مودود ، عن رجل ، عمن سمع أبان بن عثمان ، عن أبان ، به. قال الدارقطني في " العلل " 3 / 8 : وهذا القولُ - يعني الأخير - هو المضبوطُ عن أبي مودود ، ومن قال فيه : عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم . وانظر ما تقدم برقم (446) .

 

446 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ".

 

إسناده حسن ، عبيد بن أبي قرة قال ابن معين : ما به بأس ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة صدوق ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ، وهو مترجم في " تعجيل المنفعة " و" تاريخ بغداد " 11 / 95 - 97 ، و" لسان الميزان " 4 / 122 - 123 ، وابن أبي الزناد - وهو عبد الرحمن - صدوق حسن الحديث ، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح . وأخرجه الطيالسي (79) ، ومن طريقه البخاري في " الأدب المفرد " (660) ، وابن ماجه (3869) ، والترمذي (3388) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (346) ، وأخرجه النسائي (347) من طريق يزيد بن فراس ، وأخرجه الحاكم 1 / 514 من طريق عبد الله بن مسلمة (وقد تحرف في المطبوع منه إلى : عبد الله بن سلمة) ، ثلاثتهم (الطيالسي ويزيد وعبد الله) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، بهذا الإسناد . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب . وسيأتي برقم (474) و (528) . قال الدارقطني في " العلل " 3 / 9 عن هذا الطريق بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث كما سيأتي في رقم (528) : هذا متصل ، وهو أحسنها إسناداً .

 

23568 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَعِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ مَسْلَحَةً مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ، وَلَمْ يَعْمَلْ يَوْمَئِذٍ عَمَلًا يَقْهَرُهُنَّ، فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات . أبو اليمان: هو الحَكَم بن نافع، وأبو رُهم السِّمعي: اسمه أحزاب ابن أَسِيد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3883) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً فيه (3883) ، وفي "الشاميين" (928) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به.وأخرجه مختصراً في "الكبير" (3884) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ربيعة بن مطير، عن أبي رهم، عن أبي أيوب. وانظر ما سلف برقم (23516) .

والمسلحة يعني الحَرَس.

 

دعاء سحري للإجابة

 

وروى أحمد:

 

12207 - حدثنا وكيع، حدثني عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن قال: "تسبحين الله عشرا، وتحمدينه عشرا، وتكبرينه عشرا، ثم سلي حاجتك، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت"

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وله أوهام تنزله عن رتبة الصحيح. وأخرجه النسائي 3/51، وابن خزيمة (850) ، وابن حبان (2011) ، والضياء في "المختارة" (1517) و (1518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (481) ، والحاكم 1/255 و317، والضياء (1515) و (1516) من طريق ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، به.

 

(12611) 12638- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعَفَّانُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَلْقَةِ ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي . فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ جَلَسَ وَتَشَهَّدَ ، ثُمَّ دَعَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الْمَنَّانُ ، بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى. قَالَ عَفَّانُ : دَعَا بِاسْمِهِ. (3/158).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وخلف بن خليفة -وإن كان قد اختلط بأخرة- لم ينفرد بهذا الحديث، فقد توبع، انظر ما سلف برقم (12205) . حسين بن محمد: هو ابن بهْرام المرُّوذي، وحفص بن عمر: هو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة ابن أخي أنس. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1885) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (705) ، وأبو داود (1495) ، والنسائي 3/52، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (175) ، وابن حبان (893) ، والطبراني في "الدعاء" (116) ، والحاكم 1/503- 504، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص20، وفي "الدعوات" (106) و (200) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص346، والبغوي (1258) ، والضياء (1884) من طرق عن خلف بن خليفة، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، فإن حفصاً لم يخرِّج له مسلم شيئاً. وسيأتي عن عفان وحده برقم (13570) .

 

(13798) 13834- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي عَيَّاشٍ زَيْدِ بْنِ صَامِتٍ الزُّرَقِيِّ وَهُوَ يُصَلِّي ، وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، يَا مَنَّانُ ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى.(3/265).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قابل للتحسين، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند غير المصنف، وعبد العزيز بن مسلم- وهو مولى آل رفاعة- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات ". وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 347 من طريق إسحاق بن إبراهيم الرازي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/27، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (174) ، والطبراني في "الصغير" (1038) ، والضياء في "المختارة" (1514) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه الحاكم 1/504 من طريق عياض بن عبد الله الفِهْري، عن إبراهيم ابن عبيد، به.

 

مزاعم لا تحدث في أرض الواقع على الإطلاق، قديمًا أهدى المصري القديم لمعبد إلهه رع أو إلهته باستت أو سخمت أو غيرها جرة فخارية عليها رسم أذن وكتابة: سمع الإله! أو سمعت الإلهة، فهل تعتقد أن الآلهة الوثنية لهم وجود وأن أحدهم استجاب له فعلًا؟! البشر يعتقدون بأفكار خرافية غير منطقية لا وجود لها ببساطة. ويربطون بين أمور واقعية وأخرى خرافية وهمية.

 

عصمة المدينة يثرب المزعومة

 

روى أحمد:

 

1558 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيْهٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِدَهْمٍ - أَوْ بِسُوءٍ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عبد الله القَراظ: اسمه دينار. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4267) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه "عمر بن نبيه" إلى: عمر بن بثينة. وأخرجه الدورقي (121) ، ومسلم (1387) (494) ، والبغوي (2014) من طرق عن عمر بن نبيه، به. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/238 تعليقاً. وسيأتي برقم (1593) من طريق أسامة بن زيد، عن أبي عبد الله القراظ، عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. بأطول مما هنا. وسيأتي أيضاً بنحوه برقم (1606) من طريق عامر بن سعد، عن أبيه. وأخرجه بنحوه البخاري (1877) من طريق جُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها.

قوله: "بدَهْم"، أي: بغائلةٍ وأمرٍ عظيم، من دهَمَهم الأمرُ، إذا فجَأهم.

 

1606 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ، حَرَمَهُ لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا ، وَلا يُقْتَلُ صَيْدُهَا، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَلا يُرِيدُهُمِ أحَدٌ بِسُوءٍ إِلا أَذَابَهُ اللهُ ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه الدورقي (38) ، وإبراهيم الحربي 3/924، وأبو يعلى (699) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن الدورقي بعفان موسى بنَ إسماعيل . وقد تقدم الحديث برقم (1573)، وانظر (1558) .

 

وروى مسلم:

[ 1361 ] وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان بن بلال عن عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها فناداه رافع بن خديج فقال مالي أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها وذلك عندنا في أديم خولاني إن شئت أقرأتكه قال فسكت مروان ثم قال قد سمعت بعض ذلك

 

فيزيد بن معاوية أرسل مسلم بن عقبة فيما يعرف بوقعة الحرة فاستباح المدينة لمعارضتهم حكم الأمويين وتوريث الحكم ليزيد بن معاوية، ثلاثة أيام، قيل للنهب فقط، وقالت بعض الكتب التاريخية أن الجنود الشاميين اغتصبوا ألف عذراء! ولم يحدث شيء لهؤلاء المعتدين، أين الخرافات العجائزية؟!

 

يثرب لا يدخلها الطاعون

 

روى البخاري:

 

1880 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ

 

ورواه مسلم 1379 وأحمد 1593 و1457 و1558 و1606

 

بالتأكيد المدينة/ يثرب كأي مكان قد ينتشر بين سكانها مرض وبائي كالطاعون وهي كلمة مطاطية ربما استخدمها القدماء للدلالة على الأمراض الوبائية، ولو لم تقم الحكومة بتطعيم السكان وأخذ احتياطات على المسافرين فستكون النتائج الوبيلة، رغم خرافات محمد المزعومة. بالتأكيد وزراة صحة المدينة وأطباؤها أعلم بتاريخ الأمراض ومتابعاتهم للأمور الصحية هناك وهم أدرى بأن الحديث لا قيمة له، وإلا لما كان لهم وظائف في دولة السعودية في مدينة المدينة.

 

 

توصيات أخلاقية جيدة عن طريق خرافات لا تحدث ولا نراها في عالم الواقع

 

روى مسلم:

 

[ 2567 ] حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أنى أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه

 

وروى أحمد:

 

7919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ: أُرِيدُ فُلَانًا . قَالَ: لِقَرَابَةٍ ؟ قَالَ: لَا . قَالَ: فَلِنِعْمَةٍ لَهُ عِنْدَكَ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ: لَا . قَالَ: فَلِمَ تَأْتِيهِ ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ . قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ . أَنَّهُ يُحِبُّكَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ فِيهِ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نُفيع الصائغ.

وأخرجه البغوي بإثر الحديث (3465) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (350) ، ومسلم (2567) ، وابن حبان (572) و (576) ، والبغوي (3465) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (9291) و (9958) و (10247) و (10600) و (10601) من طريق أبي رافع، وبرقم (10602) من طريق أبي حسان الأعرج عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8325) .

 

الوصية نفسها هنا أخلاقية وجيدة، لكن الحث عليها تم بخرافة مضحكة.

 

وروى البخاري:


1442 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا

 

ورواه مسلم 1010 وأحمد 8054

 

لا أدري، هل سمع أحد منكم هذين الملاكين الخرافيين المزعومين، ما الفائدة من ترديد كلام لن نسمعه نحن؟! أما الوصية والمقصد فصالح، لكن الحث بخرافات خداع لا يفيد وهو مناسب لبشر بعقول أطفال أنانيين، لا يفعلون الخير لأجل الخير نفسه.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2732 ] حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

 

 [ 2732 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل

 

 [ 2733 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان وهو بن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد 21707 و21708 وأخرجه مسلم (2732) (86) و (87) ، وأبو داود (1534) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/620، وابن حبان (989) من طرق عن طلحة ابن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء . واقتصر على المرفوع. ووقع في رواية فضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله فيما سيأتي 6/452 عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ . وانظر ما بعده . والدرداء: هي بنت أبي الدرداء . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد" (623) وأبي داود (1535) ، والترمذي (1980). وعن عمران بن حصين عند البزار (3170 - كشف الأستار) . وعن أنس (3171) .

 

وروى أحمد:

 

21721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا".

 

إسناده حسن من أجل خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . وهو في "الزهد" لأحمد ص 19 . وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/60 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (979) ، وعبد بن حميد (207) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" 1/266 و267 و269، وابن حبان (686) و (3329) ، والطبراني في "الأوسط" (2912) ، وابن السني في "القناعة" (22) و (23) و (24) ، والحاكم 2/444-445، وأبو نعيم في "الحلية" 1/226، والقضاعي في "مسند الشهاب" (810) ، والبيهقي في "الشعب" (3412) ، والبغوي في "شرح السنة" (4045) من طرق عن قتادة، به . وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطيالسي والطبري في موضعيه الثاني والثالث والحاكم وأبي نعيم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (188) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ثابت عن أبيه ثابت، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" . وأحمد بن عبيد ضعيف . ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (8054) .

 

خرافة ساعة الإجابة الإلهية

 

نموذج لسوق الآمال الوهمية الرائج جدًّا للبؤساء والفقراء، وهل بضاعة الأديان غير ذلك؟!

 

روى البخاري:

 

935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا

 

ورواه أحمد و7472 و7151 و7487 ومسلم 852

 

 

خرافة ليلة القدر

 

من ضمن الآمال الوهمية المعطاة للبؤساء والفقراء

 

روى البخاري:


35 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

 

49 - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ

 

813 - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ انْطَلَقْتُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقُلْتُ أَلَا تَخْرُجُ بِنَا إِلَى النَّخْلِ نَتَحَدَّثُ فَخَرَجَ فَقَالَ قُلْتُ حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ الْأُوَلِ مِنْ رَمَضَانَ وَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ فَاعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ فَاعْتَكَفْنَا مَعَهُ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَرْجِعْ فَإِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَإِنِّي نُسِّيتُهَا وَإِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ شَيْئًا فَجَاءَتْ قَزْعَةٌ فَأُمْطِرْنَا فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْنَبَتِهِ تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ

 

2015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ

 

2016 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقَالَ اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنَا وَقَالَ إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا أَوْ نُسِّيتُهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَرْجِعْ فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ

 

2021 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى

 

2022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ وَعِكْرِمَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ فِي الْعَشْرِ هِيَ فِي تِسْعٍ يَمْضِينَ أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ * قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ وَعَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ الْتَمِسُوا فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ

 

2023 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ

 

وانظر مسلم 1165 و1166

ويبدو أن الهدف من هذه الخرافة وعدم ذكر يوم معين يكون مخصصًا لهذه الخرافة هو إلهاء العامة من الشعوب عن المطالبة بحقوقهم بالالتهاء والانشغال بهذه الآمال الوهمية والخزعبلات، لذلك اختلفت الأحاديث في تحديد ذلك اليوم الخرافي. وبعض الأحاديث مصرة على أنه يوم عرفوه بعينه، مثلا 27 رمضان، على أساس أوصاف تنطبق على كل أوقات الفجر في معظم أيام السنة! روى مسلم:

 

[ 762 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني عبدة عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها

 

وروى أحمد:

 

21193 - حدثنا سفيان، قال: سمعته من عبدة، وعاصم، عن زر، قال: سألت أبيا، قلت: أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول، يصب ليلة القدر فقال: يرحمه الله، لقد علم أنها في شهر رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين. قال: وحلف. قلت: وكيف تعلمون ذلك؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا بها: "أن الشمس تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبدة -وهو ابن أبي لبابة الأسدي مولاهم الكوفي-، وحسن من جهة عاصم -ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم الكوفي-. سفيان: هو ابن عيينة الهلالي الكوفي. وأخرجه الحميدي (375) ، ومسلم ص828 (220) ، والترمذي (3351) ، وابن خزيمة (2191) ، وأبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 1/196، وابن حبان (3689) ، والبيهقي 4/312 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3406) ، وابن خزيمة (2191) عن يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة وحده، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3407) ، وابن خزيمة (2191) عن يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود وحده، به. وانظر (21190) .

 

• 21209 - حدثنا عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، قال: أتيت المدينة، فدخلت المسجد، فإذا أنا بأبي بن كعب، فأتيته، فقلت: يرحمك الله أبا المنذر، اخفض لي جناحك، وكان امرأ فيه شراسة، فسألته عن ليلة القدر، فقال: ليلة سبع وعشرين، قلت: أبا المنذر، أنى علمت ذلك؟ قال: "بالآية التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم "، فعددنا وحفظنا " وآية ذلك أن تطلع الشمس في صبيحتها مثل الطست لا شعاع لها، حتى ترتفع "

 

صحيح، وهذا إسناد حسن. أحمد بن محمد بن أيوب -وهو أبو جعفر الوراق صاحب "المغازي"- تكلم في روايته عن أبي بكر بن عياش، لكنه قد توبع، وأبو بكر بن عياش وعاصم -وهو ابن أبي النجود- صدوقان حسنا الحديث، وقد توبعا أيضا. وأخرجه الترمذي (793) عن واصل بن عبد الأعلى، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: أتيت المدينة... إلى قوله: شراسة. وفيه زيادة. وانظر (21190) .

 

ماء بطعم المسك

 

روى أحمد:

 

18838 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَهْلِي، عَنْ أَبِي قَالَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي الْبِئْرِ أَوْ شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ، فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رِيحِ الْمِسْكِ "

 

(3) حديث حسن، ولا تضر جهالة الرواة الذين حدث عنهم عبد الجبار لأنهم جمع- وقد فصلنا القول في ذلك في حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11737) - وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ومسعر: هو ابن كدام. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/182، والطبراني في "الكبير" 22/ (119) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/257 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم: (18851) و (18874). وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (3527). 

 

18874 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَتَمَضْمَضَ، فَمَجَّ فِيهِ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ .، أَوْ قَالَ: مِسْكٌ، وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ ".

 

حديث حسن، وهو مكرر (18851) إلا أن شيخ أحمد هنا: هو أبو أحمد: وهو محمد بن عبد الله بن الزبير. وأخرجه الحميدي (886) ، وابن ماجه (659) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1136) من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (659) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/69 من طريق أبي أسامة، كلاهما عن مسعر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (120) عن مقدام بن داود، عن أسد ابن موسى، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عبد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن أبيه. به. قلنا: ومقدام بن داود ضعيف. وقد سلف (18838) .

 

عندما تقدم على شرب ماء أو عصير أو طعام ويكون قد انسكب عليه عطر أو كان بجواره عطر فانتقلت إليه الرائحة و"كرف" كما يقول عامة المصريين، فإن لا تأكله وتلقيه، وربما تلقيه لقطة أو كلب فيعافه ولا يأكله بدوره إلا لو كان شديد الجوع. حديث كهذا من قول شخص لم يكن يفكر عندما لفَّقَه، زيارة محل ملابس خاص بتاجر مسلم وتعطير كل بضاعته كان سيكون معجزة مزعومة جيدة معقولة أما تعطير بئر ماء فهو زعم أحمق لأنه كان سيكون إفسادًا للماء.

 

تهديدات لا تحدث في الواقع

 

خسف الله للمتكبرين

 

روى البخاري:

 

3485 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ

 

ورواه مسلم 2088 وأحمد 9346 و7630 و9886 و9005 و10869 و10455.

 

أحد الرجال سخر من أبي هريرة على هذه الخرافة المضحكة، روى أحمد:

 

10455 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ، فَجَعَلَ يَمِيسُ فِيهَا حَتَّى قَامَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ عِنْدَكَ فِي حُلَّتِي هَذِهِ مِنْ فُتْيَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ ، فَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ الْأَرْضَ فَبَلَعَتْهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " اذْهَبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

 

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. وانظر ما سلف برقم (7630) .

المَيْسُ: التبختر في المشي.

 

شي لا يحدث، وبصراحة كنت أتمنى حدوثه لبعض المتغطرسين المتعنجهين من أصحاب السلطة والمال في بلداننا هذه، بعضهم يأنف من تحية الناس أو السلام عليهم ويعتبرون أنفسهم فوق جنس البشر!

 

 

 

لتخطفن أبصارهم

 

وروى البخاري:

 

750 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ

 

وروى مسلم:

 

[ 427 ] حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد كلهم عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد حدثنا أبو هريرة قال قال محمد صلى الله عليه وسلم أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار

 

[ 427 ] حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأمن الذي يرفع رأسه في صلاته قبل الإمام أن يحول الله صورته في صورة حمار

 

 [ 427 ] حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي وعبد الرحمن بن الربيع بن مسلم جميعا عن الربيع بن مسلم ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة كلهم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا غير أن في حديث الربيع بن مسلم أن يجعل الله وجهه وجه حمار

 

باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة

 

 [ 428 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم

 

 [ 429 ] حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا بن وهب حدثني الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم

 

ورواه أحمد 12104 و12146 و12155 و12065 و20837 و20965 و21042 و8408

 

أيضًا مما لن يحدث مهما فعلت في صلاة إسلامية، صدقني قد قمت سابقًا بما هو أكثر عندما كنت أضطر للنفاق والتظاهر بالصلاة لأجل الانخراط مع سلفيين في وظيفة ما! إن لواضحٌ أني لم أتحول إلى حمار بعد أو سحلية أو أفقد بصري بزعم هذه الخرافات.

 

تهديدات مضحكة لمحمد

 

روى أحمد:

 

12276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "، قَالُوا: مَا رَأَيْتَ ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ "، وَحَضَّهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَسْبِقُوهُ، إِذَا كَانَ إِمَامَهُمْ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَأَنْ يَنْصَرِفُوا قَبْلَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ "، وَقَالَ لَهُمْ: " إِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي، وَمِنْ خَلْفِي "، وَسَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ صَلَاةِ الْمَرِيضِ فَقَالَ: " يَرْكَعُ، وَيَسْجُدُ قَاعِدًا فِي الْمَكْتُوبَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المختار بن فلفل، فمن رجال مسلم. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الدارمي (1317) ، وأبو داود (624) ، وأبو عوانة 2/136، والحاكم 1/218 من طرق عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد، والحديث عندهم -إلا أبا عوانة مختصر، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حضهم على الصلاة، ونهاهم أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة. زاد الدارمي: وقال: "إني أراكم من خلفي وأمامي" . وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وانظر (11997) .

 

وروى البخاري:

1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

 

تحرك صخور بمجرد الكلام

 

روى البخاري:

 


2215 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ قَالَ فَفُرِجَ عَنْهُمْ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ

 

3465 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ وَأَنِّي عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَأَنَّهُ أَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَقُلْتُ لَهُ اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَسُقْهَا فَقَالَ لِي إِنَّمَا لِي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ فَقُلْتُ لَهُ اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ فَسَاقَهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَانْسَاحَتْ عَنْهُمْ الصَّخْرَةُ فَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا لَيْلَةً فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا وَأَهْلِي وَعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنْ الْجُوعِ فَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَانْسَاحَتْ عَنْهُمْ الصَّخْرَةُ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي ابْنَةُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ إِلَّا أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا فَأَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا فَقَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا

 

ورواه أحمد 5974 وأخرجه مسلم (2743) ، والبيهقي في"الشعب" (7852) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (2215) و (2333) و (3465) و (5974) ، ومسلم (2743) ، والطرسوسي (86) ، وابن حبان (897) ، والطبراني في"الدعاء" (199) ، والبغوي في"شرح السنة" (3420) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه البخاري (2272) ، ومسلم (2743) ، والطبراني في"الدعاء" (197) و (198) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به، مرفوعا. وفي الباب عن أنس بن مالك، عند أحمد 3/142-143 (12454). صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الطيالسي (2014) ، والبزار (1868- كشف الأستار) ، وأبو عوانة الإسفراييني، والطبراني في "الدعاء" (192) من طرق عن أبي عوانة وضاح اليشكري، به. وقال البزار: لا نعلم أحدا حدث به إلا أبو عوانة عن قتادة، عن أنس. وأخرجه البزار (1870) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1149) ، والطبراني في "الدعاء" (200) ، وابن عدي في "الكامل" 1/273، وعن النعمان بن بشير، عند أحمد 4/274-275 (18417). إسناده حسن ورجاله ثقات، وعن أبي هريرة عند ابن حبان (971) ، والبزار (1866) و (1869) ، والطبراني في "الدعاء" (193) . وعن علي عند البزار (1867) ، والطبراني في"الدعاء" (187) . وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في"الدعاء" (201) . وعن عقبة بن عامر عند الطبراني في"الدعاء" (195) . وعن عبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني في"الدعاء" (196) .

قوله:"فرق الأرز": الفرق: بفتح الفاء والراء وقد تسكن الراء، وهو مكيال يسع ثلاثة آصع. قاله الحافظ في "الفتح"6/507.  وقوله:"يتضاغون": الضغاء، بالمد: الصياح ببكاء. قاله الحافظ في"الفتح" وقوله:"الأرز"، قال عياض: فيه ست لغات: بفتح الهمزة وضمها، وضم الراء مع تشديد الزاي، وبضم الهمزه وسكون الراء، وبضم الهمزة والراء والتخفيف، ورنز بحذف الهمزة، ورز بحذف الهمزة والنون. "كبيران": للمبالغة.  وقوله:"حلابهما": بكسر مهملة وخفة لام، أراد به اللبن المحلوب.  وقوله:"أبيت"، أي: بت، أي: مضى علي الليل.  وقوله:"فافرج عنا": من فرج كنصر، أي: فافصل عنا.  وقوله:"فسمتها": من السوم، أي: طلبتها.  "ولا تفض": أي: لا تكسر.  "الخاتم إلا بحقه": أي: لا يحل لك إزالة البكارة إلا بالحلال، وهو النكاح الشرعي المسوغ للوطء. وقوله:"فتحرجت": من الحرج بحاء مهملة وراء وجيم، أي: تضيقت.  "وثمرته": من التثمير، أي: كثرته بالزرع والتجارة. قاله السندي.

 

ورواه أحمد برواية مختلفة قليلًا فحسب بحيث جعلت المرأة غريبة عن الراغب فيها وجعلها متزوجة وزوجها رضي بأن تبيع نفسه حسب هذه الحبكة الدرامية المختلفة:

 

(18417) 18607- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ ، يَعْنِي ابْنَ مَعْقِلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبًا ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَذْكُرُ الرَّقِيمَ فَقَالَ : إِنَّ ثَلاَثَةً نَفَرٍ كَانُوا فِي كَهْفٍ ، فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ ، فَأُوصِدَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : تَذَاكَرُوا أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً ، لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهِ يَرْحَمُنَا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً : كَانَ لِي أُجَرَاءُ يَعْمَلُونَ ، فَجَاءَنِي عُمَّالٌ لِي ، اسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَطَ النَّهَارِ ، فَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرْطِ أَصْحَابِهِ ، فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ ، كَمَا عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ ، فَرَأَيْتُ عَلَيَّ فِي الذِّمَامِ أَنْ لاَ أُنْقِصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ ، لِمَا جَهِدَ فِي عَمَلِهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : أَتُعْطِي هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلاَّ نِصْفَ نَهَارٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أَحْكُمُ فِيهِ مَا شِئْتُ ، قَالَ : فَغَضِبَ ، وَذَهَبَ ، وَتَرَكَ أَجْرَهُ ، قَالَ : فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبٍ مِنَ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ ، فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلَةً مِنَ الْبَقَرِ ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَمَرَّ بِي بَعْدَ حِينٍ شَيْخًا ضَعِيفًا لاَ أَعْرِفُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا فَذَكَّرَنِيهِ حَتَّى عَرَفْتُهُ ، فَقُلْتُ : إِيَّاكَ أَبْغِي ، هَذَا حَقُّكَ ، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعَهَا ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، لاَ تَسْخَرْ بِي إِنْ لَمْ تَصَدَّقْ عَلَيَّ ، فَأَعْطِنِي حَقِّي ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَسْخَرُ بِكَ : إِنَّهَا لَحَقُّكَ مَا لِي مِنْهَا شَيْءٌ : فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا . قَالَ : فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهُ ، وَأَبْصَرُوا , قَالَ الآخَرُ : قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً كَانَ لِي فَضْلٌ ، فَأَصَابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنِّي مَعْرُوفًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ ، فَأَبَتْ عَلَيَّ ، فَذَهَبَتْ ، ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَذَكَّرَتْنِي بِاللَّهِ ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا وَقُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ ، فَأَبَتْ عَلَيَّ ، وَذَهَبَتْ ، فَذَكَرَتْ لِزَوْجِهَا ، فَقَالَ لَهَا : أَعْطِيهِ نَفْسَكِ ، وَأَغْنِي عِيَالَكِ ، فَرَجَعَتْ إِلَيَّ فَنَاشَدَتْنِي بِاللَّهِ ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا ، وَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا ، فَلَمَّا تَكَشَّفْتُهَا ، وَهَمَمْتُ بِهَا ، ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِي ، فَقُلْتُ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ : أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، قُلْتُ : لَهَا خِفْتِيهِ فِي الشِّدَّةِ ، وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّجَاءِ . فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا مَا يَحِقُّ عَلَيَّ بِمَا تَكَشَّفْتُهَا . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا . قَالَ : فَانْصَدَعَ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ , قَالَ الآخَرُ : عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً ، كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ ، فَكُنْتُ أُطْعِمُ أَبَوَيَّ وَأَسْقِيهِمَا ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى غَنَمِي ، قَالَ : فَأَصَابَنِي يَوْمًا غَيْثٌ حَبَسَنِي ، فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَأَخَذْتُ مِحْلَبِي ، فَحَلَبْتُ وَغَنَمِي قَائِمَةٌ ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَوَيَّ ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا ، فَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي ، فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا ، وَمِحْلَبِي عَلَى يَدِي حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ ، فَسَقَيْتُهُمَا . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا قَالَ النُّعْمَانُ : لَكَأَنِّي أَسْمَعُ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ الْجَبَلُ : طَاقْ ، فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَخَرَجُوا. (4/274).

 

إسناده حسن، رجاله ثقات، وحسنه الحافظ في "الفتح" 6/506 و510. وهب: هو ابن منبه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/80 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (8) ، والطبراني في "الدعاء" (190) ، وفي "الأحاديث الطوال" (41) ، وابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" ص205-206 من طريق إسماعيل بن عبد الكريم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (190) ، وفي "الأوسط" (2328) و (2329) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/79 و80 من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم، وعبد الله بن بَحير القاص، عن وهب بن منبه، به. وأخرجه البزار (3178- كشف الأستاد) من طريق مؤمل، وابن أبي الدنيا (9) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل من بَجيلة. وأخرجه الطبراني (189) ، وابن أبي الدنيا (10) من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن شَراحيل، كلاهما عن النعمان بن بشير، به. = وأخرجه ابنُ أبي الدنيا (11) من طريق سُرَيج بن النعمان ، عن حماد بن سلمة، عن سماك، عن النعمان بنحوه، ولم يرفعه. وأخرجه البزار (3179) ، والطبراني في "الدعاء" (191) من طريق مؤمل، عن حماد بن سلمة، به، مرفوعاً. وأخرجه البزار (3180) ، والطبراني في "الدعاء" (191) من طريق أبي مسعود الزجاج، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان ، عن سماك، عن النعمان، به، مرفوعاً. وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (5973) و (5974) وذكرنا أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: يذكر الرقيم، المذكور في قوله تعالى: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً) [الكهف: 9] .  قلنا: الظاهر أن النبي صلي الله عليه وسلم لما ذكر الكهف والرقيم المذكور في الآية التي أشار إليها السندي، ذكر الكهف المذكور في هذا الحديث.  وقال السندي: فأوصَد، أي: سد الباب.  تذكروا: حذف النون تخفيفاً، والخبر بمعنى الأمر.  والذَّمام. بكسر الذال المعجمة وفتحها: الحق والحرمة، وقيل: الذمة والذمام بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق.  لما جهد، كسَمعَ، أي: تعب.  لم أبخسك. من البخس، بمعنى النقص.  فمر بي، أي: ذلك الأجير الذي ترك حقه.  إن كنت تعلم. ليس للشك في علمه تعالى، وإنما هو للشك في كونه أخلص لله تعالى أم لا، وقد سقط "تعلم" من بعض النسخ، كما هو في كلام الآخَرَين. قلنا: لم ترد كلمة "تعلم" إلا في (ظ 13) ، وفي كلام الأول فقط، وذلك في النسخ المتوفرة لدينا. وقال السندي: فانصدع، أي: انشق.

 

لما كنا أطفالًا سذجًا حكيت لنا قصص كهذه، فلما كنا نتعرض لأزمات خطيرة وأوقات عصيبة ونحسب أن أعمالنا الطيبة لها هدف آخر غير فعل الخير لأجل الخير فقط، فانتظرنا إنقاذًا وتدخلًا سماويًّا ما ولم يحدث شيء طبعًا، واكتشفنا أنّا كنا حمقى ومغفلين مخدوعين. ليس من المصلحة في شيء خداع السذج بخرافات وحكايات مضحكة كهذه، لأنهم سرعان ما سيصطدمون بصخور الواقع القاسية الصلبة الغير مبالية والمحايدة وهم غير مستعدين للمواجهة ومخدوعون.

 

الدعاء لا يُردّ بين الأذان والإقامة

 

روى أحمد:

 

12584 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ، فَادْعُوا"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بريد بن أبي مريم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. أسود: هو ابن عامر الملقب شاذان، وحسين بن محمد: هو ابن بهْرام المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق جدُّه: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي. وأخرجه ابن خزيمة (427) عن أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/226، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (67) ، وأبو يعلي (3679) و (3680) ، وابن خزيمة (425) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (102) ، وابن حبان (1696) ، والطبراني في "الدعاء" (484) ، والضياء في "المختارة" (1562) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/375 من طرق عن إسرائيل، به. وسيأتي الحديث عن حسين بن محمد وحده برقم (13668) ، وبرقم (13357) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم. وانظر ما سلف برقم (12200) .

 

وقيام الليل يؤدي إلى استجابة خرافية للأدعية عقيمة الجدوى

 

روى البخاري:

 

1154 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ عَنْ الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ

 

رواه أحمد 22673 وأخرجه الدارمي (2687)، وأبو داود (5060) ، وابن ماجه (3878) ، والترمذي (3414) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (861) ، وابن حبان (2596) ، والطبراني في "المعجم الكبير" كما في "فتح الباري" لابن حجر 3/40، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (751) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/159، والبيهقي 3/5، والبغوي (953) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (763) ، وفي "الشاميين" (224) عن ورد بن أحمد البيروتي، عن صفوان بن صالح . وعن إبراهيم بن دحيم، عن دحيم، كلاهما (صفوان ودحيم) عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، به - بلفظ: "ما من عبد يتعارُّ من الليل فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إلا كان من خطاياه كيوم ولدته أمه، فإن قام وتوضأ تقبلت صلاته" . قلنا: وردٌ شيخ الطبراني في الإسناد الأول لم نقف له على ترجمة، وإبراهيم شيخ الطبراني في الإسناد الثاني لم يُذكَر فيه جرح ولا تعديل، ثم هو قد خولف، فقد رواه أبو داود وابن ماجه وعبد الله بن محمد بن سَلْم -عند ابن حبان- ثلاثتهم عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي، على الصواب . وقال الحافظ في "الفتح" 3/40: وأخرجه الطبراني في "الدعاء" من رواية صفوان بن صالح، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هانئ، وأخرجه الطبراني فيه أيضاً عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن أبيه -وهو الحافظ الذي يقال له: دحيم- عن الوليد مقروناً برواية صفوان بن صالح، وما أظنه إلا وهماً، فإنه أخرجه في "المعجم الكبير" عن إبراهيم، عن أبيه، عن الوليد، عن الأوزاعي كالجادة،... ورواية صفوان شاذة، فإن كان حفظها عن الوليد احتمل أن يكون عند الوليد فيه شيخان، ويؤيده ما في آخر الحديث من اختلاف اللفظ حيث جاء في جميع الروايات عن الأوزاعي، فإنه قال: "اللهم اغفر لي... إلخ"، وقع في هذه الرواية "كان من خطاياه كيوم ولدته أمه... إلخ" .

قوله: "تعار" قال البغوي: أي: استيقظ من النوم، وأصل التعارِّ: السهر والتقلُّب على الفِراش، وقيل: إن التعار لا يكون إلا مع كلام أو صوت، مأخوذ من عِرار الظَّليم، وهو صوته . (الظليم: ذكر النعام).

 

7495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 757 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة

 

ورواه أحمد 14355 و14544 و14746 وانظر 3673

وروى أحمد:

 

22048 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا هَاهُنَا فَحَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَظُنُّهُ عَنَى أَبَا ظَبْيَةَ.

 

إسناده من جهة ثابت -وهو ابن أسلم- صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي ظبية، فقد روى له "البخاري" في "الأدب" وأصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة، ومن جهة عاصم بن بهدلة ضعيف لضعف شهر بن حوشب . روح: هو ابن عبادة . وأخرجه أبو داود (5042) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (235) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد . ووقع عند الطبراني حماد بن زيد، وهو خطأ . وفيه: قال موسى بن إسماعيل: قال حماد: فقدم علينا أبو ظبية، فحدثنا عن معاذ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله، وهو خطأ أيضاً. وأخرجه ابن ماجه (3881) من طريق أبي الحسين زيد بن الحباب، والبزار في "مسنده" (2676) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به . ولم يذكر فيه رواية ثابت. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (805) من طريق أبي دواد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وعاصم، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ . وظاهر رواية النسائي هذه أن ثابتاً وعاصماً قد رواياه جميعاً عن شهر، ثم زاد أن ثابتاً قد سمعه أيضاً من أبي ظبية دون واسطة، وهذا خطأ، صوابه: أن ثابتاً لم يُحدِّث به عن شهر، وإنما كان في المجلس عندما حدث به عاصمٌ عن شهر، فذكر ثابتٌ عندها أنه سمعه من أبي ظبية، فتابع بذلك شهراً، كما جاء مبيناً عند المصنف وغيره. وأخرجه أبو داود الطيالسي (563) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن شهر، عن رجل لم يسمه -وهو أبو ظبية- عن معاذ. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (22092) و (22114) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (806) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/87، والطبراني 20/ (235) من طريق عفان بن مسلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10642) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (806) - من طريق عفّان قال: حدثنا حماد قال: كنتُ أنا وعاصم وثابتٌ، فحدث عاصم، عن شهر، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ما من مسلم يبيت..." فقال ثابت: فقدم علينا، فحدثنا بهذا الحديث، ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية، فقلتُ لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ. وإسناده من طريق حماد، عن ثابت، عن أبي ظبية، عن معاذ صحيح. ورواه أحمد 22048.// قال ابنُ علاَّن في "الفتوحات الربانية" 3/165: قال الحافظ: هو حديث حسن، قال: ولعل أبا ظبية حمله عن مُعَاذ وعن عمرو بن عَبَسَة، فإنه تابعي كبير شهد خطبة عمر بالجابية، وسكن حمص ولا يُعرف اسمه، وانعقد على توثيقه. وقد رُوي الحديث عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن عمرو بن عبسة، وقد سلف في مسنده برقم (17021).// وفي باب إجابة الدعاء في الليل عن عقبة بن عامر سلف برقم (17458) . وعن عبادة الصامت عند البخاري (1154) ، وسيأتي 5/313. وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3673) ، وحديث ابن عمر عند ابن حِبّان (1051) .

 

17790 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: لَا أَقُولُ الْيَوْمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنْ جَهَنَّمَ "

17791 - وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ أَحَدُهُمَا مِنَ اللَّيْلَ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ فَيَتَوَضَّأُ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ لِلَّذِينَ وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ يَسْأَلُنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي فَهُوَ لَهُ "

 

إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان (1052) و (2555) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (17458)

 

23714 - حدثنا يزيد، أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال: "إن الله ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا، فيردهما خائبتين"

 

إسناده صحيح، وهو هنا موقوف إلا أنه قد روي أيضا مرفوعا كما سيأتي. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل. وأخرجه الحاكم 1/497، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص484 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد في "الزهد" ص151 من طريق يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/3400 و13/339 عن معاذ بن معاذ، كلاهما عن سليمان التيمي، به. وأخرجه وكيع في "الزهد" (504) ، وهناد في "الزهد" (1361) من طريق يزيد بن أبي صالح، عن أبي عثمان النهدي، به. وأخرجه مرفوعا ابن حبان (880) ، والطبراني في "الكبير" (6130) ، وفي "الدعاء" (202) ، والحاكم 1/535، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1110) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (181) من طريق محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، به وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه مرفوعا أيضا الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/317، والبغوي في "شرح السنة" (1385) من طريق أبي المعلى يحيى بن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، به. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص90-91 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد وسعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن سلمان أنه قال: أجد في التوراة: إن الله حيى كريم يستحيي أن يرد يدين خائبتين سئل بهما خيرا. وهذا اللفظ تفرد به حماد بن سلمة. وفي الباب عن أنس من طريقين عنه فيهما مقال، عند عبد الرزاق (3250) و (19648) ، والحاكم 1/497-498، والبغوي في "شرح السنة" (1386) .

 

23715 - حدثنا يزيد، أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد، أنه سمع أبا عثمان، يحدث بهذا عن سلمان الفارسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. قال: يزيد سموه لي قالوا: هو جعفر بن ميمون قال عبد الله: قال أبي: " يعني جعفر صاحب الأنماط "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، الرجل المبهم الذي روى عنه يزيد بن هارون هو جعفر بن ميمون كما سيذكر هو نفسه بإثر الحديث، وجعفر بن ميمون هذا يعتبر به، وهو متابع، وجوَّد إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/143. وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/211 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/497، والبيهقي في "السنن" 2/211، وفي "الأسماء والصفات" (1014) ، وفي "الدعوات الكبير" (180) من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه أبو داود (1488) ، وابن ماجه (3865) ، والترمذي (3556) ، وابن حبان (876) ، والطبراني في "الكبير" (6148) ، وفي "الدعاء" (203) ، وابن عدي في "الكامل" 2/562، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1111) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص90، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/235-236 من طرق عن جعفر بن ميمون، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه.

 

العقل المسلم غارق دومًا في أوهام وخيالات كهذه، فيما تعيش الشعوب المسلمة في معظمها في أسوإ حال وقد تأخرت عن كل الأمم تقريبًا في كل شيء، وحالتهم ضنك وفقر وجهل ومرض ولا يحاولون تغيير وتحسين أوضاعهم منتكسين للخرافات.

 

طعام يأتي من العدم وآخر يبقى ولا ينتهي ولا يفنى

 

روى البخاري:

 

6451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي رَفِّي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ

 

ورواه أحمد 24768 ومسلم 2973

 

روى أحمد:

 

10658 - حَدَّثَنَا ابْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ، خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ امْرَأَتُهُ قَامَتْ إِلَى الرَّحَى، فَوَضَعَتْهَا، وَإِلَى التَّنُّورِ فَسَجَرَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ: اللهُمَّ ارْزُقْنَا. فَنَظَرَتْ فَإِذَا الْجَفْنَةُ قَدِ امْتَلَأَتْ . قَالَ: وَذَهَبَتْ إِلَى التَّنُّورِ فَوَجَدَتْهُ مُمْتَلِئًا . قَالَ: فَرَجَعَ الزَّوْجُ، قَالَ: أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا ؟ قَالَتْ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ مِنْ رَبِّنَا . قَامَ إِلَى الرَّحَى . فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا، لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " وَاللهِ، لَأَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ صُبَيْرًا، ثُمَّ يَحْمِلَهُ يَبِيعَهُ فَيَسْتَعِفَّ مِنْهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا يَسْأَلُهُ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وهو- وإن روى له البخاري- له أغاليط كما نص عليه بعض أهل العلم، منهم الإمام أحمد، وهذا الحديث قد تفرد به، وأورده له الذهبي في "الميزان" 4/500 كأنه يشير بذلك إلى نكارته، وقد سلف الحديث برقم (9464) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، وهو به أشبه، وفيه أن ذلك كان في بعض من سلف من الأمم، وشهر ضعيف. وأخرجه البزار (3687) ، والطبراني في "الأوسط" (5584) ، والبيهقى في "الدلائل" 6/105، وفي "الشعب" (1339) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وليس في آخره عندهم: "والله لأن ياتي أحدكم..." . قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا أبو بكر بن عياش. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا هشام بن حسان، ولا عن هشام بن حسان إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به أحمد بن يونس. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والله لأن يأتي أحدكم ..." سلف من طرق أخرى صحيحة عن أبي هريرة، انظر (7317) .

قوله: "صِيراً" ، قال السندي: ضُبِطَ بكسر صاد وسكون ياء. وفي "المجمع" : هي أغصان الشجر. قلنا: والذي في "لسان العرب" 4/478 في مادة "صير" : الصيور والصائرة: ما يصير إليه النبات من اليُبْس.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2280 ] وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنا فما زال يقيم لها آدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال عصرتيها قالت نعم قال لو تركتيها ما زال قائما

 

 [ 2281 ] وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم

 

رواه أحمد 14664 و14621

 

 [ 706 ] حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك وهو بن أنس عن أبي الزبير المكي أن أبا الطفيل عامر بن واثلة أخبره أن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استسقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جنانا

 

عودة الأشياء الضائعة والمسروقة وحدها وبضعف عددها

 

روى أحمد:

 

20664 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا سليمان يعني ابن المغيرة، عن حميد يعني ابن هلال، قال: كان رجل من الطفاوة طريقه علينا، فأتى على الحي، فحدثهم، قال: قدمت المدينة في عير لنا، فبعنا بياعتنا، ثم قلت: لأنطلقن إلى هذا الرجل فلآتين من بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يريني بيتا، قال: " إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزا لها، وصيصيتها كانت تنسج بها "، قال: " ففقدت عنزا من غنمها، وصيصيتها، فقالت: يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدت عنزا من غنمي، وصيصيتي، وإني أنشدك عنزي، وصيصيتي "، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شدة مناشدتها لربها تبارك وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأصبحت عنزها ومثلها، وصيصيتها ومثلها، وهاتيك فأتها فاسألها إن شئت "، قال: قلت: بل أصدقك "

 

رجاله إلى حميد بن هلال ثقات رجال الصحيح، وليس في النص ما يصرح بسماع حميد من الرجل الطفاوي، والله تعالى أعلم. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/277، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

قوله: فبعنا بياعتنا، قال السندي: البياعة بالكسر: السلعة.  "وصيصيتها": ضبط بكسر صادين مهملتين، وهي الصنارة التي يغزل بها وينسج.  "فأصبحت عنزها ومثلها"، أي: معها.

 

خرافات لا تحدث في عالم الواقع

 

روى البخاري:

 

2291 - * قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا قَالَ صَدَقْتَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ قَالَ هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ قَالَ أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا

 

2430 - * وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ فَخَرَجَ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا هُوَ بِالْخَشَبَةِ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ

 

ورواه أحمد 8587

 

كلام عجائبي غير ممكن، هل تتداين لشخص بمال فترسله له في البحر، وكيف سيصل له؟! وما أدراه أنك أنت مرسله بفرض جدلًا مستحيلًا أنه وصله، ستظل ملزمًا بالدفع.

 

وروى أحمد:

 

10658 - حَدَّثَنَا ابْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَهْلِهِ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْحَاجَةِ، خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ امْرَأَتُهُ قَامَتْ إِلَى الرَّحَى، فَوَضَعَتْهَا، وَإِلَى التَّنُّورِ فَسَجَرَتْهُ ، ثُمَّ قَالَتْ: اللهُمَّ ارْزُقْنَا. فَنَظَرَتْ فَإِذَا الْجَفْنَةُ قَدِ امْتَلَأَتْ . قَالَ: وَذَهَبَتْ إِلَى التَّنُّورِ فَوَجَدَتْهُ مُمْتَلِئًا . قَالَ: فَرَجَعَ الزَّوْجُ، قَالَ: أَصَبْتُمْ بَعْدِي شَيْئًا ؟ قَالَتْ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ مِنْ رَبِّنَا . قَامَ إِلَى الرَّحَى . فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا، لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " وَاللهِ، لَأَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ صُبَيْرًا، ثُمَّ يَحْمِلَهُ يَبِيعَهُ فَيَسْتَعِفَّ مِنْهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا يَسْأَلُهُ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وهو- وإن روى له البخاري- له أغاليط كما نص عليه بعض أهل العلم، منهم الإمام أحمد، وهذا الحديث قد تفرد به، وأورده له الذهبي في "الميزان" 4/500 كأنه يشير بذلك إلى نكارته، وقد سلف الحديث برقم (9464) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، وهو به أشبه، وفيه أن ذلك كان في بعض من سلف من الأمم، وشهر ضعيف. وأخرجه البزار (3687) ، والطبراني في "الأوسط" (5584) ، والبيهقى في "الدلائل" 6/105، وفي "الشعب" (1339) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وليس في آخره عندهم: "والله لأن ياتي أحدكم..." . قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا أبو بكر بن عياش. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا هشام بن حسان، ولا عن هشام بن حسان إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به أحمد بن يونس. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والله لأن يأتي أحدكم ..." سلف من طرق أخرى صحيحة عن أبي هريرة، انظر (7317) .

قوله: "صِيراً" ، قال السندي: ضُبِطَ بكسر صاد وسكون ياء. وفي "المجمع" : هي أغصان الشجر. قلنا: والذي في "لسان العرب" 4/478 في مادة "صير" : الصيور والصائرة: ما يصير إليه النبات من اليُبْس.

 

لو كانت أشياء كهذه تحدث في عالم الواقع، هل كان سيوجد أي مشاكل جوع وفقر واقتصاد؟!

 

إطعام المئات من الشيء القليل والعدم

 

روى البخاري:

 

3578 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا.

 

روى أحمد:

 

16006 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ وَاثِلَةَ يَعْنِي ابْنَ الْأَسْقَعِ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِقُرْصٍ فَكَسَرَهُ فِي الْقَصْعَةِ، وَصَنَعَ فِيهَا مَاءً سُخْنًا، ثُمَّ صَنَعَ فِيهَا وَدَكًا، ثُمَّ سَفْسَفَهَا ، ثُمَّ لَبَّقَهَا ، ثُمَّ صَعْنَبَهَا ثُمَّ قَالَ: " اذْهَبْ فَاْئتِنِي بِعَشَرَةٍ أَنْتَ عَاشِرُهُمْ" فَجِئْتُ بِهِمْ فَقَالَ: " كُلُوا وَكُلُوا مِنْ أَسْفَلِهَا، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ أَعْلَاهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا، فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا"

 

إسناده حسن، ابن لهيعة: وهو عبد الله: صدوق إذا سمع منه أحد العبادلة، وعبد الله بن المبارك منهم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب: وهو ابن زياد الخراساني، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه ابن ماجه (3276) مختصراً، والطبراني في "الكبير" 22/ (216) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (328) نحوه مطولاً من طريق عمر بن الدَّرَفْس- ويقال عمرو- عن عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة، به. وقال البوصيري في "الزوائد" 4/10: هذا إسناد فيه مقال، عبد الرحمن بن أبي قسيمة لم أر من جرحه، ولا من وثقه، وعمر بن الدرفس ذكره البخاري فيمن اسمه عمرو، وتبعه على ذلك ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، ما في حديثه إنكار، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه بنحوه مطولاً الطبراني في "الكبير" 22/ (208) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/22-23 من طريق سليمان بن حيان العدوي- أو العذري- عن واثلة، به. وأخرجه الحاكم 4/116-117 من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن واثلة، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد وثقه بعضهم، وقال النسائي: ليس بثقة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/305، وقال: عند ابن ماجه طرف من آخره، ورواه أحمد، ورجاله موثقون، وأورده كذلك 8/305، وقال: رواه كله الطبراني بإسنادين، وإسناده حسن. وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2439) .

قال السندي: قوله: "سفسفها"، أي: جعلها كالدقيق. قوله: "ثم لَبّقَها"، أي: خلطها خلطاً شديداً. قوله: "صعنبها"، بصاد وعين مهملتين، ثم نون، ثم موحدة، أي: جعل لها رأساً مرتفعاً.

 

روى البخاري:

 

5375- وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ عُدْ فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ قَالَ فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي وَقُلْتُ لَهُ فَوَلَّى اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ قَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ

 

6452 - حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ أَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ قَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي قَالَ وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خُذْ فَأَعْطِهِمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ اشْرَبْ فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ

 

ورواه أحمد 10658

 

قبل 5614 معلَّقًا- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ واسْمُهُ الْجَعْدُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَرَّ بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً فَقُلْتُ لَهَا افْعَلِي فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لِي ضَعْهَا ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ ادْعُ لِي رِجَالًا سَمَّاهُمْ وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ قَالَ فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَقُولُ لَهُمْ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ قَالَ حَتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْهَا ...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 1428 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أمي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت وسمى رجالا قال فدعوت من سمى ومن لقيت قال قلت لأنس عدد كم كانوا قال زهاء ثلاثمائة وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس هات التور قال فدخلوا حتي امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه قال فأكلوا حتى شبعوا قال فخرجت طائفة حتى أكلوا كلهم فقال لي يا أنس ارفع قال فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ...إلخ

 

وروى أحمد:

 

10679 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ مَا فِي وَجْهِي، وَمَا فِي نَفْسِي، فَقَالَ: " أَبَا هِرٍّ " فَقُلْتُ لَهُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَقَالَ: " الْحَقْ " وَاسْتَأْذَنْتُ فَأَذِنَ لِي، فَوَجَدْتُ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ ؟ " فَقَالُوا: أَهْدَاهُ لَنَا فُلَانٌ أَوْ آلُ فُلَانٍ . قَالَ: " أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ لِي " قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَمْ يَأْوُوا إِلَى أَهْلٍ، وَلَا مَالٍ، إِذَا جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ، أَصَابَ مِنْهَا وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مِنْهَا، وَإِذَا جَاءَتْهُ الصَّدَقَةُ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُصِيبَ مِنَ اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي . فَقُلْتُ: أَنَا الرَّسُولُ، فَإِذَا جَاءَ الْقَوْمُ كُنْتُ أَنَا الَّذِي أُعْطِيهِمْ، فَقُلْتُ: مَا يَبْقَى لِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ ؟ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ، فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: " أَبَا هِرٍّ خُذْ فَأَعْطِهِمْ " . فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِمْ، فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ الْقَدَحَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ الْقَدَحَ، وَأُعْطِيهِ الْآخَرَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ الْقَدَحَ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِمْ، وَدَفَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَبَقِيَ فِيهِ فَضْلَةٌ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ، فَقَالَ: " أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ " فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " فَاقْعُدْ فَاشْرَبْ " قَالَ: فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ لِيَ: " اشْرَبْ " فَأَشْرَبُ، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهَا فِيَّ مَسْلَكًا . قَالَ: " نَاوِلْنِي الْقَدَحَ " فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ الْقَدَحَ، فَشَرِبَ مِنَ الْفَضْلَةِ

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد" (764) ، والبخاري (6246) و (6452) ، والترمذي (2477) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (16) ، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/315، وابن حبان (6535)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص77 - 78، والحاكم 3/15-16، وأبو نعيم في "الحلية" 1/338 ص339 و377، والبيهقى في "دلائل النبوة" 6/101-102، والبغوي (3321) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/169-170 من طرق عن  عمر بن ذر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري (5375) ، وابن حبان (7151) من طريق محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم سلمان الأشجعي، عن أبي هريرة.

قوله: "لأعتمد بكبدي" ، قال السندي: أي: لألصق بطني بالأرض من الجوع.

 

هذه الخرافات تعطي آمالًا وهمية لا وجود لها، إذا لم يخطط البشر أمورهم جيدًّا ويساعدوا بعضهم البعض فلا أمل لهم في غير ذلك وخاصة في خرافات كهذه، وهي تعكس وتدل على وجود جوع وفقر شديدين في عصر محمد قبل خوضه لغزواته وغاراته اللصوصية، وهذه الخرافات مطابقة لما في أناجيل المسيحية القانونية الأربعة فنستنتج كذلك أن كلا الديانتين عانى أتباعها الأوائل مشكلة الجوع والفقر وعاشوا على الوهم.

 

زعم الأحاديث أن الحيوانات تفزع يوم الجمعة

 

روى أحمد:

9896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ بِيَوْمٍ، وَلَا تَغْرُبُ، بِأَفْضَلَ - أَوْ أَعْظَمَ - مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَانِ الثَّقَلَانِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَعَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ، فَالْأَوَّلَ، كَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَيْرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/229-230، وابن خزيمة (1727) و (1770) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد - رواية النسائي وابن خزيمة الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن خزيمة الأولى مقتصرة على القطعة الأولى والثانية. وأخرجه النسائي 10/227-228 و235، وأبو يعلى (6468) ، وابن خزيمة (1727) و (1770) ، وابن حبان (2770) و (2774) ، والبغوي (1062) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به - وروايات النسائي وابن خزيمة وابن حبان الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن حبان الأولى دونها. وسلف الحديث بطوله من طريق ابن جريج، عن العلاء، عن أبي عبد الله إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة برقم (7687) . ورواه محمد بن إسحاق، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، سيأتي عند المصنف برقم (11767) .

قوله: "إلا تفزع ليوم الجمعة"، قال السندي: أي: خوفا من أن تقوم فيه القيامة.

 

خرافة قلب الثياب الملبوسة لتغيير الحال

 

روى البخاري:

 

1025 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي قَالَ فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ

 

1027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ * قَالَ سُفْيَانُ فَأَخْبَرَنِي المَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ

 

1011 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبٌ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى فَقَلَبَ رِدَاءَهُ

 

1012 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَبَاهُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ * قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ هُوَ صَاحِبُ الْأَذَانِ وَلَكِنَّهُ وَهْمٌ لِأَنَّ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ مَازِنُ الْأَنْصَارِ

 

6343 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هَذَا الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي فَدَعَا وَاسْتَسْقَى ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَلَبَ رِدَاءَهُ

 

1005 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ

 

ورواه مسلم 894 وأحمد 16451 و16432 و16434 و16462 و16473 و16435 و16436 و16439 و16448 و16455 و16462 و16466 و16468 والطيالسي1100 وعبد الرزاق4809 والحميدي 416 وابن خزيمة 1406 وبعده والنسائي في الكبرى 1827 و1814 و1812 و1810 وغيرهم

 

ورغم وروده بأسانيد صحيحة عند أحمد، أختار هذا الحديث لتوضيحه مقصود محمد الخرافي من هذه الممارسة:

 

16460 - حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عباد بن تميم الأنصاري، أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى ، ثم توجه قبل القبلة، وحول إلى الناس ظهره يدعو، وحول رداءه، وصلى ركعتين "، قال أبو عبد الرحمن: قلب الرداء حتى تحول السنة يصير الغلاء رخصا

 

حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سكن بن نافع- وهو الباهلي- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. وقد سلف نحوه مطولا برقم (16437) ، ومختصرا برقم (16432) : وانظر (16439) .

 

هذه سنة ثابتة في كتب الحديث عن محمد في صلاة المطر، وقد وجدت أن أصل هذه الخرافة قبل إسلامي وثني من ديانة العرافة (الشامانية) العربية القديمة، فقد ذكرت الشيخ العلامة محمود شكري الألوسي في كتابه (بلوغ الأرب في أحوال العرب) ج2 316 قلب القميص والتصفيق إذا ضل أحدهم، كما قرأت فيه، أن أحدهم كان إذا ضل طريقه يقلب ثوبه ويصفق، معتقدًا أنه بذلك سيجد طريقه في الصحراء، وكذلك لو تاهت منه دابته ركوبته. ولعل هذا ما يسميه علماء الأديان بسحر المماثلة والتشابه. وهو خرافة طبعًا تبناها محمد كما ترى هنا. يمكننا وصف محمد بأنه مارس دور نبي وعراف (شامان) يثرب. شامان أو عراف يثرب، مصطلح لن يحبه الإخوة المسلمون كثيرًا، لكنه وصف واقعي لزيارتهم له لعلاجهم ببصقة أو دعاء ولعلاج الأمراض والجروح والحروق ومباركة مياه الشرب...إلخ

 

يجب الإشارة كذلك إلى خرافة إمكانية تغيير ظروف المناخ والحياة بمجرد الدعاء، هذه الفكرة هي أساس الأديان منذ نشأة أقدم الأديان وأكثرها بدائية، فتصوروا أن قوى الطبيعة الغير عاقلة المحايدة القاسية على أنها آلهة أو تحت سيطرة آلهة، وأن يمكن ترضيتها أو رشوتها بصلوات وقرابين، وكان دور العراف والكاهن (الشامان) ولاحقًا النبي والشيخ ورجل الدين هو الدعاء لمحاولة السيطرة بزعمه على هذه القوى أو جلب الخير وإبعاد الضرر. تحلية المياه وبناء السدود على الأنهار أنفع من كل هذه الخرافات عديمة الجدوى.

 

وانظر أحمد 21943 إلى 21945 و16413 و24009/ 83

 

ليس مما يعرفه علماء وخبراء الأرصاد والطقس عن أسباب سقوط الأمطار

 

روى مسلم:

 

[ 2984 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمى فقال أني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول أسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه

 

ورواه أحمد 7941

 

ربما يجب أن يضع علماء الأرصاد في حسبانهم تأثيرات الملائكة الخرافية بعد الآن، سيكون هذا مصطلحًا جديدًا: تأثير الملائكة أو ملاك المطر، ربما شيء مثل نظرية تأثير الفراشة! تفسيرات كهذه وخرافات لا قية لها في ميزان العلم والأمور العملية المفيدة.

 

تصورات بدائية غير علمية

 

روى مسلم:

 

[ 898 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال قال أنس أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه تعالى

 

ورواه أحمد 12365 و13820 والبخاري في الأدب المفرد571 وأخرجه ابن أبي شيبة 8/743، وأبو عوانة كما في "الإتحاف " 1/447 من طريق عفان، وأبو داود (5100) ، والنسائي في "الكبرى" (1837) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (622) ، وأبو يعلى (3426) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص260، وابن حبان (6135) ، والحاكم 4/285، وأبو نعيم في "الحلية" 6/291، والبيهقي 3/359، والبغوي (1171) من طرق عن جعفر بن سليمان

 

أفكار خرافية فحسب هذا النص الخرافي فالمطر لا ينزل من السحب كبخار متكثف إلى ماء كما نعرف، بل هو من سماء عبارة عن سقف وقبة صلبة وليست غلافا غازيا كما نعرف علميا، تسكنها النجوم والملائكة ويتردد عليها الله وهو جالس في أعلى طبقة منها السماء السابعة فوق عرش كالملوك البشريين، هذه تصورات بدائية للبشر البدائيين الذين غرقوا في ظلمات الجهل الدامس الحالك، وهي ليست جديرة بالإنسان المعاصر العلميّ المثقف المتحضر المستخدم لعقله وللعلوم.

 

ما هي الريح أو الرياح

 

روى أحمد:

 

10714 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِىِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ الرِّيحُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَا الرِّيحُ ؟ فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَعُوذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا"

 

حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت - وهو ابن قيس الأنصاري- الزرقي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" ، وهو حسن الحديث. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (906) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/382، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (924) ، والطبراني في "الدعاء" (972) ، والبيهقى 3/361 من طريق الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطحاوي فيه القصة. وانظر (7413) .

 

أعتقد أن ما درسناه في مدارسنا، وما يدرسه علماء المناخ عن أسباب حركة الرياح واتجاهاتها وأسباب نشوء الرياح الشديدة والعواصف أكثر عملية وفائدة من مقولات دينية لا تفسر لنا شيئًا ولا تفيدنا في شي، يستطيع علماء كهؤلاء التنبؤ لنا بعاصفة قادمة خطيرة (ليس هذا معتادًا هنا في مصر وبعض الدول العربية فيما أعرف أغلب الأحيان) لكنه يحدث كثيرًا في أماكن أخرى، وحدث من قبل في دول عربية وإسلامية كعمان وإندونيسيا وربما أحيانًا بعض المدن المصرية كالإسكندرية، ودول أخرى كالهند وأمِرِكا وغيرها. إن المقولة الدينية هذا بأمر ومشيئة الله لتفسير زلزال أو بركان أو عاصفة أو فيضان أو مرض وبائي ليست مما يفيد البشر عمليًّا، ما يفيدنا هو العلم العملي الحديث الواقعي.

 

واحتفظ محمد بخوف البدائيين من الظواهر الطبيعية ككسوف الشمس والرياح القوية، روى البخاري:

 

1034 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَاً يَقُولُ كَانَتْ الرِّيحُ الشَّدِيدَةُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

 1035 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ

 

وروى أحمد:

 

(24369) 24873- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرٌو ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا ، قَالَ مُعَاوِيَةُ : ضَحِكًا ، حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ وَقَالَتْ : كَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا ، أَوْ رِيحًا ، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ ، عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ قَالَتْ : فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ ، مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ ، فَقَالُوا : هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا. (6/66)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلب الكوفي أبو عمرو البغدادي، وابن وَهْب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، وأبو النَّضْر: هو سالم بنُ أبي أمية المدني مولى عمر بن عبيد الله التيمي. وأخرجه مسلم (899) (16) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (821) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4828- 4829) و (6092) ، وفي "الأدب المفرد" (251) ، ومسلم (899) (16) ، وأبو داود (5098) ، والطبراني في "الأوسط" (217) ، والحاكم 2/456، والبيهقي في "السنن" 3/360، وفي "الدلائل" 1/322، والبغوي في "شرح السنة" (1150) ، وفي "تفسيره"- سورة الأحقاف الآية (24) - من طرق عن عبد الله بن وهب. قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، وثم يخرجاه بهذه السياقة! ووافقه الذهبي! . قلنا: بل أخرجاه وبالسياقة نفسه. وسيرد بنحوه برقمي: (25342) و (26037) . ومختصراً بالأرقام (24474) و (24503) و (24894) .

 

12620 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ "

 

إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان (664) من طريق يحيى بن أيوب المقابري، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1034) ، والبيهقي 3/360 من طريق محمد بن جعفر أخي إسماعيل، عن حميد، به. وصرح حميد عندهما بالسماع من أنس. وسيأتي برقم (12621) بإثر هذا الحديث. وفي الباب عن عائشة، وسيأتي 6/66، وهو متفق عليه.

 

 

الاعتقاد أن هبوب ريح شديدة عاصفة يكون علامة على حدث ما، وتأييد محمد لهذه الخرافة الوثنية لأهل شبه الجزيرة العربية:

 

روى مسلم:

[ 2782 ] حدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا حفص يعنى بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت هذه الريح لموت منافق فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات

 

ورواه أحمد 14378 وأخرجه عبد بن حميد (1029) ، ومسلم (2782) ، وأبو يعلى (2307) ، وأبو عوانة في المنافقين كما في "الإتحاف" 3/179، والبيهقي في "الدلائل" 4/61 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (14676) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير. وخالف الجماعة عن الأعمش فضيل بن عياض، فرواه البخاري في "الأدب المفرد" (733) عن مسدد، عن فضيل، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين، فبعثت هذه الريح". وفضيل ثقة، لكن روايته شاذة. وأخرجه أيضا (732) بنحوه من طريق خالد بن عرفطة، عن أبي سفيان، به. وخالد بن عرفطة جهله أبو حاتم والبزار فيما قاله الحافظ ابن حجر في "التهذيب". وأخرجه كرواية الجماعة عن الأعمش: ابن حبان (6500) من طريق وهب ابن منبه، عن جابر. وإسناده قوي.

 

وقال الواقدي في المغازي:

 

ثُمّ رَاحَ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِالنّاسِ مُبْرِدًا، فَنَزَلَ مِنْ الْغَدِ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ: بَقْعَاءُ فَوْقَ النّقِيعِ، وَسَرّحَ النّاسُ ظَهْرَهُمْ فَأَخَذَتْهُمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتّى أَشْفَقَ النّاسُ مِنْهَا، وَسَأَلُوا عَنْهَا رَسُولَ اللّهِ ÷ وَخَافُوا أَنْ يَكُونَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ خَالَفَ إلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالُوا: لَمْ تَهِجْ هَذِهِ الرّيحُ إلاّ مِنْ حَدَثٍ، وَإِنّمَا بِالْمَدِينَةِ الذّرَارِىّ وَالصّبْيَانُ، وَكَانَتْ بَيْنَ النّبِىّ ÷ وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ مُدّةٌ فَكَانَ ذَلِكَ حِينَ انْقِضَائِهَا فَدَخَلَهُمْ أَشَدّ الْخَوْفِ فَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِ ÷ خَوْفُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ بَأْسٌ مِنْهَا، مَا بِالْمَدِينَةِ مِنْ نَقْبٍ إلاّ عَلَيْهِ مَلَكٌ يَحْرُسُهُ، وَمَا كَانَ لِيَدْخُلَهَا عَدُوّ حَتّى تَأْتُوهَا؛ وَلَكِنّهُ مَاتَ الْيَوْمَ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النّفَاقِ بِالْمَدِينَةِ، فَلِذَلِكَ عَصَفَتْ الرّيحُ”. وَكَانَ مَوْتُهُ لِلْمُنَافِقِينَ غَيْظًا شَدِيدًا، وَهُوَ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ التّابُوتِ مَاتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.

فَحَدّثَنِى خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، قَالَ: كَانَتْ الرّيحُ يَوْمَئِذٍ أَشَدّ مَا كَانَتْ قَطّ إلَى أَنْ زَالَتْ الشّمْسُ، ثُمّ سَكَنَتْ آخِرَ النّهَارِ، قَالَ جَابِرٌ: فَسَأَلْت حِينَ قَدِمْت قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ بَيْتِى: مَنْ مَاتَ؟ فَقَالَ: زَيْدُ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ التّابُوتِ، وَذَكَرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنّهُمْ وَجَدُوا مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ شِدّةِ الرّيحِ حَتّى دُفِنَ عَدُوّ اللّهِ فَسَكَنَتْ الرّيحُ.

 

ويقول ابن إسحاق:

 

ورافع ابن حُرَيْملة، وهو الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حين مات: قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين ورفاعة بن زَيْد بن التَّابوت، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هبت عليه الريح، وهو قافل من غزوة بنى المصْطَلَق، فاشتدت عليه حتى أشفق المسلمون منها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخافوا، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد رفاعة بن زيد بن التَّابوت مات ذلك اليوم الذي هَبَّت فيه الريح.

 

الدعاء في مواجهة قوى الطبيعة

 

{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)} الإسراء

 

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)} العنكبوت

 

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)} يونس

 

روى البخاري:


3582 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ يُونُسَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْكُرَاعُ هَلَكَتْ الشَّاءُ فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا قَالَ أَنَسٌ وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا ثُمَّ اجْتَمَعَ ثُمَّ أَرْسَلَتْ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ

 

وروى مسلم:

 

[ 899 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعني بن بلال عن جعفر وهو بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمة

 

 [ 899 ] وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب قال سمعت بن جريج يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به قالت وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه قالت عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا } 

 

روى الترمذي:

 

2252 - حدثنا إسحق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي كعب قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به

 قال وفي الباب عن عائشة و أبي هريرة و عثمان بن أبي العاصي وأنس وابن عباس وجابر

 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

 

قال الألباني: صحيح، قلت: وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (934) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (918) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (298) من طرق عن محمد بن فضيل، به. ورواه بإسناد آخر عبد بن حميد (167)، والنسائي (937) ، ومن طريقه الضياء (1225).

 

 

وروى أحمد:

 

7413 - حدثنا يحيى، حدثنا الأوزاعي، حدثني الزهري، حدثني ثابت الزرقي، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الريح، فإنها تجيء بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله خيرها، وتعوذوا بالله من شرها "

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت الزرقي -وهو ثابت بن قيس الأنصاري المدني-، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو -وإن لم يرو عنه غير الزهري- قد وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر في "التقريب". ونقل ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/272 عن الحافظ ابن حجر قوله في هذا الحديث: حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (973) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد فيه: "الريح من روح الله". وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 10/216-217، وعنه ابن ماجه (3727) ، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (720) ، والطبراني (973) من طريق مسدد، كلاهما (ابن أبي شيبة ومسدد) عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (932) ، وأبو يعلى (6142) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (919) و (920) ، وابن حبان (1007) ، والطبراني في "الدعاء" (974) ، والحاكم 4/285، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/114 من طرق عن الأوزاعي، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/167، والنسائي (931) من طريق ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن الزهري، به. وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (7631) و (9299) و (9629) و (10714) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (929) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، والنسائي (930) ، والطبراني في "الدعاء" (975) من طريق سالم الأفطس، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الإسنادين مقال، وفال المزي في "تهذيبه" 21/353: ليسا بمحفوظين، والمحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس. وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/123. وفي باب الدعاء إذا عصفت الريح عن عائشة عند مسلم (899) (15). وعن عثمان بن أبي العاص عند الطبراني في "الكبير" (8346) ، وفي "الدعاء" (970) . وعن جابر عند أبي يعلى (2194) . وعن أنس عند البخاري في "الأدب" (717) ، وأبي يعلى (2905) و (4012) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (926) ، والطبراني في "الدعاء" (969) . وعن ابن عباس موقوفا عند ابن أبي شيبة 10/217.

 

الدعاء في مواجهة قوى الطبيعة أمر غير مفيد وعبثيّ لأنها محايدة وغير عاقلة وعمياء لا إدراك لها ولا مقصد، ولا يوجد إله ما خلفها يحركها.

 

تعاليم لزيادة عمل الطقوس الخرافية

 

روى البخاري:


1513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَشْعَمَ فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ

 

وروى أحمد:

 

1812 - حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس أو عن الفضل بن عباس - أن رجلا، سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أبي أدركه الإسلام وهو شيخ كبير لا يثبت على راحلته ، أفأحج عنه ؟ قال: "أرأيت لو كان عليه دين، فقضيته عنه، أكان يجزيه ؟ " قال: نعم، قال: "فاحجج عن أبيك"

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سليمان بن يسار لم يدرك الفضل بن عباس، والصواب رواية سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. وأخرجه الدارمي (1835) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220 من طريق حماد بن زيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند ابن عباس (3377) عن إسماعيل، و (3378) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6717) من طريق هشيم، عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وسيأتي برقم (1818) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وأخرجه النسائي 5/118 و8/229 من طريق هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220، وابن حبان (3990) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

 

16184 - حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبي رزين العقيلي، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير، لا يستطيع الحج، ولا العمرة، ولا الظعن ، قال: "حج عن أبيك واعتمر"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النعمان بن سالم فمن رجال مسلم، وغير صحابيه فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. وكيع: هو ابن الجراج الرؤاسي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن أوس: هو ابن أبي أوس الثقفي. وأخرجه الترمذي (930) ، والنسائي في "المجتبى" 5/117، وابن ماجه (2906) ، وابن الجارود في "المنتقى" (500) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/389 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (1091) ، وأبو داود (1810) ، والنسائي في "المجتبى" 5/111، وابن خزيمة (3040) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2546) ، وابن حبان (3991) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (457) و (458) ، والحاكم 1/481، والبيهقي في "السنن" 4/329، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/389-390 من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وسيأتي بالأرقام (16190) و (16199) و (16203) ، وسيكرر برقم (16185) سندا ومتنا. وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن الزبير برقم (16102) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: ولا الظعن، بفتحتين، أو سكون الثاني، مصدر ظعن يظعن، بالضم إذا سار. وفي "المجمع": الظعن الراحلة، أي: لا يقوى على السير ولا على الركوب من كبر السن. قال السيوطي في "حاشية النسائي": قال الإمام أحمد: ولا أعلم في إيجاب العمرة حديثا أجود من هذا ولا أصح منه. ولا يخفى أن الحج والعمرة عن الغير ليسا بواجبين على الفاعل، فالظاهر حمل الأمر على الندب، وحينئذ ففي دلالة الحديث على وجوب العمرة خفاء لايخفى، والله تعالى أعلم.

 

وروى مسلم:

 

[ 1149 ] وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها

 

ورواه أحمد 22956 و23032 وانظر 2140 و1970 و24401

 

هذه تعاليم لزيادة عمل طقوس الحج والصوم الخرافية، وإهدار المزيد من الموارد والجهد والوقت والمال لأجل الخرافات والشعائر الغير مفيدة، بالحج عن المريض والميت نيابة عنه، كان الأولى إنفاق ملايينهم المهدرة على تحسين أحوال الفقراء أو علاج المرضى أو دعم العلماء والأطباء وأبحاثهم ومعاهدهم، لو فعلنا ذلك لكان تغير حالنا كثيرًا وصرنا في مصافّ الأمم المتقدمة المزدهرة.

 

خرافة المهدي

 

المهدي ما هو إلا النسخة العربية من المسيح اليهودي المنتظر من نسل داوود عند اليهود (مسيا أو مشيا Messiah)، وعودة المسيح وقدومه الثاني عند المسيحيين كما كتبوا في أناجيلهم ورسائل بولس وغيرها، حتى أن صفات عصره كلها مقتبسة من كتابي اليهود والمسيحيين، هذه الخرافة الغرض منها تواكل الناس واستكانتهم وسكوتهم على ظلم الحكام وعدم الثورة، بدعوى أن النبوءة قالت أن لن يسود العدل إلا عندما يأتي هذا الشخص ليحقق عصرًا نوذجيًّا ذهبيًّا من العدالة والفتوحات الإرهابية الإسلامية، وبالتالي لا فائدة من الثورة أو محاولة المطالبة بالحقوق والإصلاحات لأن "الملك العضوض الجبري" للحكام سيستمر حتى قدوم وميلاد المهدي ونزول المسيح ابن مريم مؤيدًا له. وهي خرافة متطابقة مع ما جاء في كتب اليهود كإشعيا وغيره. وفي الزردشتية قالت كتبهم أن عليهم انتظار شخص من نسل زرتشت (زردشت) وفي البودية قالوا في كتبهم أن هناك بودا قادمًا في المستقبل سيحقق لهم عصرًا ذهبيًّا وسموه مايتريا، وهناك أساطير مشابهة في الهندوسية وغيرها. وظيفة الدين هي بيع الآمال الوهمية وعدم مواجهة الواقع وتحقيق بقاء الأوضاع كما هي لصالح الطبقات المنتفعة والحكام الفاسدين وحاشيتهم. ونلاحظ أنه رغم وجود أسانيد قوية حسب علم الإسناد الوهمي الخرافي لأسطورة المهدي، فلم يورد البخاري في صحيحه حرفًا واحدًا عنها وهذا من أحسن ما فعله. وقصة المهدي عند الشيعة وعند الاثناعشرية ليس أنه شخص قادم جديد بل أنه رجوع (رجعة) شخص من الماضي هو الحسن العسكري الذي اختفى طفلًا من نسل أئمتهم!، وعند شيعة آخرين قالوا أنه شخص آخر منتظر فقرأت أن بعض مذاهب الشيعة كانوا ينتظرون محمد بن الحنفية من نسل علي!

 

في العصر الحالي من قراآتي لما كتبوه لاحظت أن بعضهم يعتقد اليوم أن نبوءة محمد عن حرب عجيبة مع اليهود يخوضها المهدي هي تحرير فلسطين، وأنه لا إنقاذ للفلسطينيين أو تحرير لأرضهم أو تحقيق سلام عادل مع الإسرائيليين، إلا بقدوم الشخص الأسطوري المهديّ، في غضون ذلك ليس على المسلمين والعرب سوى تدخين النارجيلة (الشيشة) ربما أو الجلوس على مقهى ما، غير محاولين التعلم والتقدم والأخذ بالعلوم الحديثة أو اكتساب القوة واحترام العالم!

 

روى أحمد:

 

773 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، لَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا مِنَّا، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " رَجُلًا مِنِّي" قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَذْكُرُهُ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فله حديث واحد عند البخاري مقروناً بغيره، وروى له أصحاب السنن، وقد وثقه غير واحد، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الكوفيين وهو متماسك، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" ص 264 فطر زائغ، لم يحتج به البخاري، وقال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عنه إلا لسوء مذهبه. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأبو داود (4283) ، والبزار (493) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/856.

 

وروى مسلم:

 

[ 2913 ] حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر واللفظ لزهير قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبد الله فقال يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذاك قال من قبل العجم يمنعون ذاك ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى قلنا من أين ذاك قال من قبل الروم ثم اسكت هنية ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددا قال قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أتريان أنه عمر بن عبد العزيز فقالا لا

 

 [ 2913 ] وحدثنا بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا سعيد يعني الجريري بهذا الإسناد نحوه

 

 [ 2914 ] حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني بن المفضل ح وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعنى بن علية كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفائكم خليفة يحثوا المال حثيا لا يعده عددا وفي رواية بن حجر يحثي المال

 

 [ 2914 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده

خرافة التيمن والأكل باليمين

 

روى البخاري:

 

5376 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ

 

414 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْزُقَ الرَّجُلُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى وَعَنْ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ حُمَيْدًا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوَهُ

 

ورواه مسلم 548 وأحمد 11025 و4509 و11185 و11064

 

روى مسلم:

 

[ 2019 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال

 

 [ 2020 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب وابن أبي عمر واللفظ لابن نمير قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن جده بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله

   

[ 2020 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة قال أبو الطاهر أخبرنا وقال حرملة حدثنا عبد الله بن وهب حدثني عمر بن محمد حدثني القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر حدثه عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها قال وكان نافع يزيد فيها ولا يأخذ بها ولا يعطي بها وفي رواية أبي الطاهر لا يأكلن أحدكم

 

 [ 2021 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال فما رفعها إلى فيه

 

 [ 2022 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر جميعا عن سفيان قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان سمعه من عمر بن أبي سلمة قال كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك

 

وأحمد 4537 و5514 و6117 و6184

 

باب النهي عن الاستنجاء باليمين

 

 [ 267 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن همام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء

 

 [ 267 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه

 

 [ 267 ] حدثنا بن أبي عمر حدثنا الثقفي عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء وأن يمس ذكره بيمينه وأن يستطيب بيمينه

 

ورواه البخاري 153 و154 و5630 وأحمد 22522 و22534 و22565 و22634 و22638 و22647 و22655 و19419 و19420 

باب التيمن في الطهور وغيره

 

 [ 268 ] وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل

 

 [ 268 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في شأنه كله في نعليه وترجله وطهوره

 

وروى أحمد:

 

7179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا خَلَعَ، فَلْيَبْدَأْ بِشِمَالِهِ "، وَقَالَ: " أَنْعِلْهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحْفِهِمَا جَمِيعًا

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (48) من طريق محمد بن كثير، عن معمر، بهذا الإسناد.  وأخرجه مسلم (2097) (67) من طريق الربيع بن مسلم، والطبراني في "الصغير" (48) من طريق حماد بن سلمة وعبد الله بن شوذب، ثلاثتهم عن محمد بن زياد، به.وسيأتي الحديث برقم (7812) و (9306) و (9557) و (10003) و (10189) و (10458) ، انظر (7349) و (8652)

 

خرافة سخيفة بلا معنى، فلا فرق بين اليمين واليسار، بعض الناس يولدون شولًا أعاسر يستخدمون اليد اليسرى أقوى وأفضل من اليمنى، لأنهم عكس معظم البشر يكون عندهم مركز الحركة في الجانب الأيمن من المخ، وهذا يجعل الجانب الأيسر أكثر براعة وتحكمًا. في المجتمعات الإسلامية يجبر الآباء بالضرب هؤلاء كأطفال صغار على محاولة الأكل باليد اليمنى الضعيفة عندهم! مثال للهراء والخرافات والاتباع الأعمى بلا معنى. ورغم أن محمد حرّم التطير والتشاؤم، لكن عادة التيمن مرتبطة على نحو وثيق وشديد بعادة التطير والتشاؤم، فكان قدماء العرب والرومان كذلك إذا أرادوا فعل شيء أو الإقدام على أمر نظروا إلى طير أو طيور فلو طارت يمينًا فعلوه، ولو طارت يسارًا أحجموا عنه، وإذا نظرنا لأصل كلمة الإنجليزية auspice بمعنى التكهن والتوقع أو المناصرة والمحسوبية أو النذير والتحذير المسبق والهاجس، لوجدنا أن أصلها كما يقول قاموس Oxford Pocket Dictionary من كلمة لاتينية تعني مراقبة الطيور وجزء من الكلمة من كلمة لاتينية تعني الطيور.

 auspice  n. 1 (in pl.) patronage (esp. under the auspices of). 2 omen, premonition. [originally ‘observation of bird-flight’: Latin avis bird].

 

ولدينا كذلك كلمة sinister الإنجليزية من أصل لاتيني وتعني مشؤوم ونذيرًا بالشر أو شريرًا، وكذلك تعني: واقع إلى جهة اليسار، وأصلها باللاتينية يعني اليسار. وهي خرافة طبعًا وخزعبلات، والتيمن الإسلامي له علاقة بها، رغم أنه نهى عنها.

 

خرافة عجيبة تحويل عسراء إلى يمنى تستعمل يدها اليمنى

 

روى أحمد:

 

16639 - حدثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم، قال: حدثنا حسين بن ذكوان، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الله بن محمد، عن امرأة منهم قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آكل بشمالي وكنت امرأة عسراء ، فضرب يدي فسقطت اللقمة فقال: " لا تأكلي بشمالك وقد جعل الله تبارك وتعالى لك يمينا "، أو قال: " قد أطلق الله عز وجل لك يمينك "، قال: فتحولت شمالي يمينا فما أكلت بها بعد.

 

عبد الله بن محمد، هكذا وقع غير منسوب، ولم نعرفه، ورفع الهيثمي نسبه في "مجمع الزوائد" 5/26، فقال: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، وحسين بن ذكوان: هو المعلم المكتب. وقد نسبه الهيثمي إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات! قلنا: ولم نقف عليه عند الطبراني. والأمر بالأكل باليمين سلف من حديث ابن عمر برقم (4537) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

 

ربما نقل محمد لها مركز الحركة في المخ من اليمين إلى اليسار لتصير هي يمنى!

 

مفهومهم المغلوط عن العلم على أنه حفظ وترديد نصوص الخرافات والجهل

 

روى أحمد:

18089 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ ؟ قُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، قَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ ؟ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فقد روى له البخاري ومسلم مقرونا بغيره، وهو صدوق حسن الحديث ينحط على رتبة الصحيح لأوهام يسيرة وقعت له، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه. عفان: هو ابن مسلم الصّفّار. وقد روى الإمام أحمد وغيره هذا الحديث مطولاً ومفرقاً. وسيرد بتمامه من طريق سفيان، عن عاصم، به، برقم (18095) ، ومن طرق أخرى مُفَرَّقاً بالأرقام (18091) و (18093) و (18098) و (18100) .وأخرجه ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص35 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن بحمّادِ بنِ سلمة حمادَ بنَ زيد. وأخرجه الطيالسي (1165) و (1166) و (1167) و (1168) ، والدارمي (363) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/400، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/82، والطبراني في "الكبير" (7359) مطولاً، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص36 من طرق، عن حماد بن سلمة، به. وجاء عند الطيالسي في الرواية (1166) ذكر حديث المسح على الخُفَّين، وفي الرواية (1167) ذكر حديث: "المرء مع من أَحَب". وقد قَرَنَ الطيالسي بحمادِ ابنِ سلمة حمادَ بنَ زيد، وهَماماً، وشُعبة. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/400، وابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص36 من طريق أبي جعفر الرازي، عن عاصم، بنحوه. وسيرد حديث المسح ضمن الأرقام (18094) و (18097) و (18099) .

 

وروى الترمذي:

 

2685 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا سلمة بن رجاء حدثنا الوليد بن جميل حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير

 قال أبو عيسى هذا حديث غريب قال سمعت أبا عمار الحسين بن حريث الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول عالم عامل معلم يدعى كبيرا في ملكوت السموات

 

قال الألباني: صحيح، وقال محققو طبعة الرسالة لمسند أحمد عنه: إسناده محتمل للتحسين، وذلك عند هامش حديث رقم 21715.

 

وقال البخاري في صحيحه معلقًا:

 

بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}وَقَالَ{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}وَقَالَ{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَهِّمْهُ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَوْ وَضَعْتُمْ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ{كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ

 

مفهوم عامة المسلمين عن العلم ليس العلوم الحقيقية المفيدة كالبيولوجي والطب والصيدلة والجيولوجي (طبقات الأرض واستخراج المواد) والفيزياء والمحركات وغيرها، بل عندهم أنه حفظ وترديد الخرافات التافهة غير المفيدة أو حتى الضارة والآمال الوهمية والتشريعات الرجعية للشريعة ما فيها من عوار وعيوب كثيرة، كما عرضناها في الأبواب المخصصة لذلك. هذا المفهوم المظلم المضلل مما عمل ويعمل على استمرار تأخر وتخلف المسلمين عن ركب الحضارة والعلم والتقدم والتحضر.

 

يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب

 

روى مسلم:

 

[ 510 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية ح قال وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر قال يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب الأسود شيطان

 

[ 511 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المخزومي حدثنا عبد الواحد وهو بن زياد حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل

 

ورواه أحمد عن أبي هريرة 7983 و9490 وعن ابن عباس 3241

 

وروى أحمد:

 

3241- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَتَادَةُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، (قَالَ يَحْيَى : كَانَ شُعْبَةُ يَرْفَعُهُ) ؛ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْكَلْبُ ، وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ.

 

من غير المفهوم لماذا هذا التحقير المخصص للمرأة بحيوانات كان العرب يحقرونها، ولا لماذا كذلك تحقير الكائنات الأخرى الإخوة لنا، كل كائن يستحق الاحترام واحترام حياته وحقه فيها، وتخصيص قطع الصلاة بهذه الأشياء بلا معنى، لأن أصحاب مذهب قطع الصلاة بمرور أحد أمامهم أثناء أدائها يعتبرون أنه لو مر رجل كذلك فسيقطع صلاتهم، روى البخاري:

 

509 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يُصَلِّي إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ فَأَرَادَ شَابٌّ مِنْ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَدَفَعَ أَبُو سَعِيدٍ فِي صَدْرِهِ فَنَظَرَ الشَّابُّ فَلَمْ يَجِدْ مَسَاغًا إِلَّا بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَادَ لِيَجْتَازَ فَدَفَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ أَشَدَّ مِنْ الْأُولَى فَنَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى مَرْوَانَ فَشَكَا إِلَيْهِ مَا لَقِيَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ خَلْفَهُ عَلَى مَرْوَانَ فَقَالَ مَا لَكَ وَلِابْنِ أَخِيكَ يَا أَبَا سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنْ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ بَاب إِثْمِ الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي

 

510 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَرْسَلَهُ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ يَسْأَلُهُ مَاذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَارِّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي فَقَالَ أَبُو جُهَيْمٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لَا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً

 

ورواهن مسلم:

 

 [ 505 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان

 

 [ 505 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا بن هلال يعني حميدا قال بينما أنا وصاحب لي نتذاكر حديثا إذ قال أبو صالح السمان أنا أحدثك ما سمعت من أبي سعيد ورأيت منه قال بينما أنا مع أبي سعيد يصلي يوم الجمعة إلى شيء يستره من الناس إذ جاء رجل شاب من بني أبي معيط أراد أن يجتاز بين يديه فدفع في نحره فنظر فلم يجد مساغا إلا بين يدي أبي سعيد فعاد فدفع في نحره أشد من الدفعة الأولى فمثل قائما فنال من أبي سعيد ثم زاحم الناس فخرج فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي قال ودخل أبو سعيد على مروان فقال له مروان مالك ولابن أخيك جاء يشكوك فقال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره فإن أبي فليقاتله فإنما هو شيطان

 

 [ 506 ] حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبي فليقاتله فإن معه القرين

 

 [ 506 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان حدثنا صدقة بن يسار قال سمعت بن عمر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بمثله

 

 [ 507 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي قال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه قال أبو النضر لا أدري قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة

 

في حين رفضت عائشة بشجاعة هذا الحديث رغم وجود كثير من أصحاب محمد يروونه عنه، وكذبتهم واعتبرت كلامهم عنصرية ضد النساء، وهذا من مواقف عائشة المجيدة التي تُحتسَب لها. روى البخاري:

 

بَاب اسْتِقْبَالِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ أَوْ غَيْرَهُ فِي صَلَاتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَكَرِهَ عُثْمَانُ أَنْ يُسْتَقْبَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يُصَلِّي وَإِنَّمَا هَذَا إِذَا اشْتَغَلَ بِهِ فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَشْتَغِلْ فَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مَا بَالَيْتُ إِنَّ الرَّجُلَ لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ

 

511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ يَعْنِي ابْنَ صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ فَقَالُوا يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ قَالَتْ لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا كِلَابًا لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَإِنِّي لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ عَلَى السَّرِيرِ فَتَكُونُ لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ فَأَنْسَلُّ انْسِلَالًا وَعَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ

 

512 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ عَلَى فِرَاشِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ

 

 513 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا قَالَتْ وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ

 

بَاب مَنْ قَالَ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ

 

 514 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ * قَالَ الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنِي مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ شَبَّهْتُمُونَا بِالْحُمُرِ وَالْكِلَابِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ

 

515 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّهُ عَنْ الصَّلَاةِ يَقْطَعُهَا شَيْءٌ فَقَالَ لَا يَقْطَعُهَا شَيْءٌ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ

 

ورواه مسلم:

 

 [ 512 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة

 

 [ 512 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل كلها وأنا معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت

 

 [ 512 ] وحدثني عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة ما يقطع الصلاة قال فقلنا المرأة والحمار فقالت إن المرأة لدابة سوء لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو يصلي

 

 [ 512 ] حدثنا عمرو الناقد وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا حفص بن غياث ح قال وحدثنا عمر بن حفص بن غياث واللفظ له حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم عن الأسود عن عائشة قال الأعمش وحدثني مسلم عن مسروق عن عائشة وذكر عندها ما يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقالت عائشة قد شبهتمونا بالحمير والكلاب والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنسل من عند رجليه

 

 [ 512 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت عدلتمونا بالكلاب والحمر لقد رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتوسط السرير فيصلي فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحافي

 

 [ 512 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح

 

 [ 513 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله ح قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عباد بن العوام جميعا عن الشيباني عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال حدثتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابني ثوبه إذا سجد

 

 [ 514 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال زهير حدثنا وكيع حدثنا طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله قال سمعته عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط وعليه بعضه إلى جنبه

 

يوجد تناقض واضح إ       ذن بين ذكر أصحاب محمد للكلام العنصري المنسوب لمحمد ضد المرأة مع خرافات ضد الكلاب المسكينة التي يضطهدونها وخاصة السوداء لسبب خرافي غير مفهوم، وبين إنكار عائشة واستنكارها من خلال أفعال محمد التي رأتها في طقوس حسبما قالت وزعمت، وكذلك بين رأي أصحاب محمد من أصحاب مذهب أنه لا يقطع الصلاة أحد ولا شيء ولديهم أدلتهم من أفعال محمد وشعائره التي رأوها بدورهم! وعلى العموم هذا تناقض كبير، فنفس الصحابي الذي عنه رواية بمذهب قطع الصلاة عند أحمد وغيره وهو عبد الله بن عباس، توجد له رواية أخرى بأنه لا يقطع الصلاة شيء، روى البخاري:

 

493 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ

 

ورواه أحمد 1891

 

ورواه مسلم:

 

 

 [ 504 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي الصف فنزلت فأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد

 

 [ 504 ] حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أنه أقبل يسير على حمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بمنى في حجة الوداع يصلي بالناس قال فسار الحمار بين يدي بعض الصف ثم نزل عنه فصف مع الناس

 

 [ 504 ] حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم عن بن عيينة عن الزهري بهذا الإسناد قال والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعرفة

 

 [ 504 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد ولم يذكر فيه منى ولا عرفة وقال في حجة الوداع أو يوم الفتح

 

وهو نفس رأي صحابة آخرين، روى البخاري:

 

495 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ بِالْبَطْحَاءِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ

 

ورواه مسلم 503

 

وروى مسلم كذلك:

 

[ 502 ] حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض راحلته وهو يصلي إليها

 

 [ 502 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى راحلته وقال بن نمير إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بعير

 

وروى أحمد:

 

2095- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ ، فَفَرَعَ بَيْنَهُمَا.

 

1164- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَقْطَعُ الصَّلاةَ إِلاَّ الْحَدَثُ ، لاَ أَسْتَحْيِيكُمْ مِمَّا لاَ يَسْتَحْيِي مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَالْحَدَثُ : أَنْ يَفْسُوَ ، أَوْ يَضْرِطَ.

 

وروى الترمذي:

 

337 - حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الشوارب حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله [ بن عتبة ] عن ابن عباس قال: كنت رديف الفضل على أتان فجئنا والنبي صلى الله عليه و سلم يصلي بأصحابه بمنى قال فنزلنا عنها فوصلنا الصف فمرت بين أيديهم فلم تقطع صلاتهم

قال أبو عيسى: وفي الباب عن عائشة و الفضل بن عباس و ابن عمر

قال أبو عيسى: وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين قالوا لا يقطع الصلاة شيء

 وبه يقول سفيان [ الثوري ] و الشافعي

 

صحيح

 

جميع هذه الأحاديث وغيرها موجودة في مسند أحمد، فهو كتاب للمسانيد، لكن ليعذرني القارئ إذ مع طول الكتاب بفصوله الكبيرة التي بعضها كتب مستقلة قد أصابني الإرهاق، رغم أن مخطوطتي الرئيسية لدراسة المسند كان بها كل حديث برقمه، لكن فيما أوردناه توضيح وكفاية، وأحاديث اعتراض عائشة في مسندها من مسند أحمد.

 

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/461-463 بعد أن أورد حديث عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي وهي معترضه بين يديه، وحديث ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس بمنى فمرَّ ابن عباس بين يدي بعض الصف فنزل وأرسل الأتان ترتع، ودخل في الصف ولم ينكر ذلك عليه أحد: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرَّت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مرّ بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" فقال: وهذا قول علي وعثمان وابن عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي.

وذهب قوم إلى أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمار والكلب، يروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر.

ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق.

 

واستكمالًا لعرض التناقضات والتخبطات ننقل من المغني لابن قدامة من آراء أصحاب محمد والفقهاء:

 

[مَسْأَلَةٌ لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ إلَّا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ]

(1224) مَسْأَلَةٌ؛ قَالَ: (وَلَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ إلَّا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ) . يَعْنِي إذَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ. هَذَا الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -، نَقَلَهُ الْجَمَاعَةُ عَنْهُ. قَالَ الْأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ لَا يَقْطَعُهَا عِنْدِي شَيْءٌ إلَّا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ.

وَهَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَحُكِيَ عَنْ طَاوُسٍ وَرَوَى عَنْ مُعَاذٍ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُمَا قَالَا: الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ شَيْطَانٌ، وَهُوَ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ. وَمَعْنَى الْبَهِيمِ الَّذِي لَيْسَ فِي لَوْنِهِ شَيْءٌ سِوَى السَّوَادِ. وَعَنْ أَحْمَدَ رِوَايَةٌ أُخْرَى، أَنَّهُ يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ، وَالْمَرْأَةُ إذَا مَرَّتْ، وَالْحِمَارُ.

قَالَ: وَحَدِيثُ عَائِشَةَ مِنْ النَّاسِ مَنْ قَالَ: لَيْسَ بِحَجَّةِ عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ الْمَارَّ غَيْرُ اللَّابِثِ، وَهُوَ فِي التَّطَوُّعِ، وَهُوَ أَسْهَلُ، وَالْفَرْضُ آكَدُ. وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَرَرْت بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ. لَيْسَ بِحَجَّةِ؛ لِأَنَّ سُتْرَةَ الْإِمَامِ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ وَرُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ أَنَسٍ وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ.

وَوَجْهُ هَذَا الْقَوْلِ مَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ، وَالْحِمَارُ، وَالْكَلْبُ، وَيَقِي ذَلِكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ» .

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا سَأَلْتنِي فَقَالَ «الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ» . رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلَّذِي مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى حِمَارٍ: " قَطَعَ صَلَاتَنَا ". وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ يَقُولَانِ: يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد، وَابْنُ مَاجَهْ. قَالَ أَبُو دَاوُد: رَفَعَهُ شُعْبَةُ، وَوَقَفَهُ، سَعِيدٌ، وَهِشَامٌ، وَهَمَّامٌ، عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَقَالَ عُرْوَةُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ: لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ؛ لِمَا رَوَى أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ شَيْءٌ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

وَعَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ فِي بَادِيَةٍ، فَصَلَّى فِي صَحْرَاءَ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ سُتْرَةٌ، وَحِمَارَةٌ لَنَا وَكَلْبَةٌ يَعْبَثَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَا بَالَى ذَلِكَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنْ اللَّيْلِ، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ» . وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَقْبَلْت رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي، فَمَرَرْت عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ، وَنَزَلْت، فَأَرْسَلْت الْأَتَانَ تَرْتَعُ. فَدَخَلْت فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيَّ أَحَدٌ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا.

وَحَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، حِينَ مَرَّتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَقْطَعْ صَلَاتَهُ. وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَقَرَعَ بَيْنَهُمَا فَمَا بَالَى ذَلِكَ.

بَهِيمٍ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ» . فَبَيَّنَ أَنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: الْبَهِيمُ كُلُّ لَوْنٍ لَمْ يُخَالِطْهُ لَوْنٌ آخَرُ فَهُوَ بَهِيمٌ. فَمَتَى كَانَ فِيهِ لَوْنٌ آخَرُ فَلَيْسَ بِبَهِيمِ. وَإِنْ كَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُكْتَتَانِ يُخَالِفَانِ لَوْنَهُ لَمْ يَخْرُجْ بِهَذَا عَنْ كَوْنِهِ بَهِيمًا،

يَتَعَلَّقُ بِهِ أَحْكَامُ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ؛ مِنْ قَطْعِ الصَّلَاةِ، وَتَحْرِيمِ صَيْدِهِ، وَإِبَاحَةِ قَتْلِهِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثٍ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي الْغُرَّتَيْنِ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ» .

 

أليس كل ذلك مغالاة في السخافة والبحث عن تنفيس للعنصرية والكراهية لدى العقلية الدينية بأي شكل؟!

 

 

خرافات ضد الكلب

 

وقولهم بأنه نجس، وأن الكلب الأسود شيطان! والطقس الخرافي المضحك لغسل سبع مرات إحداهن بالتراب على أنهم قوم لم يعرفوا الصابون! وغيرها من خرفات سخيفة، راجع باب (اضطهاد الإسلام لبعض أنواع الحيوانات) وبعضه مكرر في باب (التشريعات الشاذة/ الباب الأول العام). وخلاصة الأمر أن الحيوان الأليف ما دام تلقى تطعيماته بانتظام وتوبع طبيًّا لدى بيطريٍّ فلا خوف ولا حذر من احتمال عدوى منه سواء قط أو كلب أو همستر أو أي شيء آخر.

 

صلاة الاستخارة

 

روى أحمد:

 

* 14707 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو سَعِيدٍ - يَعْنِي مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ - يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ -، خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَمَعِيشَتِي - وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ - وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ - اللهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه عبد بن حميد (1089) ، والبخاري في "الصحيح" (1162) و (6382) و (7390) ، وفي " الأدب المفرد" (703) ، وأبو داود (1538) ، وابن ماجه (1383) ، والترمذي (480) ، والنسائي في "المجتبى" 6/80، وفي "عمل اليوم والليلة" (498) ، وأبو يعلى (2086) ، وابن حبان (887) ، والبيهقي في "السنن" 3/52، وفي "الأسماء والصفات" ص 124 و125، والبغوي في "شرح السنة" (1016) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البزار (3185- كشف) ، وابن حبان (885). وعن أبي هريرة عند ابن حبان (886). وعن أبي أيوب الأنصاري عند الحاكم 1/314. وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10012) و (10052).

قوله: "أستخيرك"، قال السندي: أي أسأل منك أن تُرشدَني إلى الخير فيما أريد بسبب أنك عالم. وقوله: "أستقدرك"، أي: أطلب منك أن تجعلني قادراَ عليه إن كان فيه خير.

فكرة خرافية تمامًا، يحتاج الإنسان لاتخاذ قرار ما إلى التفكير والتحري والبحث والتدقيق وجمع المعلومات لاتخاذ القرار السليم، هل تخوض حربًا أو تقوم بزواج على أساس استخارة، هذا يفعله بعضهم حقًّا! ويتوهمون أنهم شعروا بالارتياح لقرار كعلامة إلهية، وكثيرًا ما تنتهي قرارات متسرعة على أساس أوهام كهذه بكوارث ومآسٍ ونتائج غير مُرضية.

 

مزاعم لا يراها أحد

 

روى البخاري:

 

5197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

 

ادعاؤه إمساكه بجنيٍّ (كائن خرافي وهمي)

 

روى البخاري:


3423 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا

 

1210 - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فَذَعَتُّهُ بِالذَّالِ أَيْ خَنَقْتُهُ وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ {يَوْمَ يُدَعُّونَ} أَيْ يُدْفَعُونَ وَالصَّوَابُ فَدَعَتُّهُ إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ

 

ورواه أحمد 7969 وعن أبي سعيد الخدري، 3/82-83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير" (459) . وعن أبي الدرداء عند مسلم (542) . وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (1925) ، ورواه أحمد 5/104

 

ومما روى مسلم:

 

[ 542 ] حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة

 

ومما روى أحمد:

 

(11780) 11802- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ ، حَاجِبُ سُلَيْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ قَائِمًا يُصَلِّي ، مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ، مُرْخٍ طَرَفَهَا مِنْ خَلْفِهِ ، مُصْفَرَّ اللِّحْيَةِ ، فَذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَرَدَّنِي : ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ ، وَهُوَ خَلْفَهُ ، فَقَرَأَ ، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ قَالَ : لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي ، فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ ، الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ، وَلَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ ، لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَتَلاَعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لاَ يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ. (3/82).

 

إسناده حسن، مسرة بن معبد: هو اللخْمي، رضي عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ما به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف" : وثق، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" ، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة الدمشقي: شيخ لنا قديم من أهل فلسطين.. حدث عنه من الأجلة -ضمرة وركيع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات" ، ثم أعاد ذكره في "المجروحين "، وقال: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحافظ في "التقريب" : صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك. وأخرجه مختصراً أبو داود (699) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (946) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/87 دون قوله: "فمن استطاع.." ، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3926) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" . سلف نحوه برقم (11299) .

 

(21000) 21312- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ ، يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَجَعَلَ يَهْوِي بِيَدِهِ ، قَالَ خَلَفٌ : يَهْوِي ، فِي الصَّلاَةِ قُدَّامَهُ ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ كَانَ يُلْقِي عَلَيَّ شَرَرَ النَّارِ لِيَفْتِنَنِي عَنْ صَلاَتِي ، فَتَنَاوَلْتُهُ ، فَلَوْ أَخَذْتُهُ ، مَا انْفَلَتَ مِنِّي حَتَّى يُنَاطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. (5/104)

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2338) . وأخرجه الطبراني (1925) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/97 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (626) ، والطبراني (2048) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني (2053) ، والدارقطني 1/365، والبيهقي في "السنن" 2/450 من طريق مفضل بن صالح، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية المفضل: "إن الشيطان أراد أن يمر بين يدي، فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، وايم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد... ". والمفضل بن صالح ضعيف، لكن الحديث جاء بنحو هذا اللفظ من غير حديث جابر بن سمرة كما سنبينه في الشواهد. وقد روي الحديث عن سماك على وجه آخر، أخرجه ابن أبي عاصم (627) ، والحاكم 3/258 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه. قلنا: وهذا الحديث وهم من عمرو بن أبي قيس، فإنه قد رواه على الوجهين، من حديث جابر بن سمرة، ومن حديث عبد الله بن عتبة عن أبيه وقد قال أبو داود: في حديثه أوهام. ولم يتابع على حديث عتبة بن سعود.

 

هنا زعم محمد أمورًا تهرب من إثباتها كعادته، قد نفهم هذا ككذب وحب للضحك على عقول السذج كتسلية، أو لو كان يتكلم بصدق فقد كان مرضًا عقليًّا ما.

 

وروى أحمد:

 

13735 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَسْوَدُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "رَاصُّو صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ"، وَقَالَ عَفَّانُ: إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان - وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وأخرجه أبو داود (667) ، وابن خزيمة (1545) ، وابن حبان (2166) ، والبيهقي 3/100، والبغوي (813) من طريق مسلم بن إبراهيم، والنسائي 2/92 من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان بأبان شعبةَ. وسيتكرر عن عفان وحده برقم (14017). وانظر (12813). وانظر في قصة تخلُّل الشياطين للصفوف ما سلف برقم (12572).

الحَذَف، قال ابن الأثير في "النهاية": هي الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حَذَفَة بالتحريك. وقيل: هي صِغارٌ جُرْد ليس لها آذان ولا أذناب، يُجاءُ بها من جُرَشِ اليمن.

 

5724 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كثير بن مرة- وهو أبو شجرة، ويقال: أبو القاسم الحضرمي الحمصي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. هارون بن معروف: هو المروزي، وعبد الله بن وهب: هو المصري، ومعاوية بن صالح : هو ابن حُدير الحضرمي ، وأبو الزاهرية: هو حُذيربن كُرَيب الحضرمي. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن ابن وهب، بهذا الِإسناد. وقال أبو داود لم يقل عيسى: بأيدي إخوانكم. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، مرسلا. وقوله:"من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله": أخرجه النسائي في"المجتبى"2/93، وابنُ خزيمة (1549) ، والحاكم 1/213 من طريقين عن ابن وهب، به. وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: كثير بن مرة لم يخرج له مسلم، وروى له البخاري في"القراءة خلف الِإمام".

 

قد أفهم مزاعم كهذه كأساليب ميثيولوجية لتنظيم الأتباع وجعلهم يطيعونه، وليس على أنها مرض نفسي. يظل التفسيران التعليمي والنفسي موجودان بجوار بعضهما. وهذا مما ينضاف إلى باب الخرافات السابق، فلنراعِ ذلك.

 

وزعم محمد تهديدات غيبية مضحكة، روى أحمد:

 

22506 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، وإبهامه لا يضر . أبو البختري الطائي: هو سعيد بن فيروز . وقد سلف الحديث برقم (18289) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4347) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (132) - ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4157) - من طرق، عن شعبة، به. وفي الباب عن ابن عباس مرفوعا: "... ولا يهلك على الله تعالى إلا هالك" سلف ضمن الحديث رقم (2519) .

 

هذا شبيه جدًّا ومطابق للتهديدات القرآنية التي وجهها محمد لقريش والتي عرضتها في أول باب التناقضات القرآنية، وكذلك في باب المعجزات المزعومة.

 

من أساليب التخويف

 

يعمل رجال الدين على إثارة الخوف والقلق وممارسة أساليب التخويف والترويع للسذج لكي لا يفكروا ويدعموا مؤسساتهم الدينية وقيمهم وخرافاتهم الرجعية. ومن ذلك روى ابن حبان في صحيحه:

 

823 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْبُخَارِيِّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّوَرِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟ »، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا نَقُولُ يَوْمَئِذٍ؟، قَالَ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

 

[تعليق الألباني] هذا الحديث فصله الشيخ الألباني جزئين لوجود إسنادين به: الجزء الأول: 820 - أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد، قال ... ونعم الوكيل " وقال عن هذا الجزء: صحيح - «الصحيحة» (1079). الجزء الثاني: قال أبو حاتم رضي الله عنه: أخبرنا أبو يعلى ... على الله توكلنا» وقال عن هذا الجزء: صحيح - المصدر نفسه.[تعليق شعيب الأرنؤوط] إسناده صحيح على شرط الشيخين. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/189، وإسناده حسن.ومن حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/153، والضياء المقدسي في "المختارة" ورقة 207. ورواه أحمد في المسند عن ابن عباس 3008 وفي إسناده عطية العوفي وهو ضعيف.

الناقور: هو الصور، وهو قرن يُنفخ فيه

 

وروى البخاري:

 

1314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ

 

ورواه أحمد 11372 و11552 و11553 والبخاري 1316 و1380.

 

دومًا أشياء مزعومة لا يراها أحد ولا يسمعها، خرافات بلا حقيقة، للتخويف وشل عقول السذج. على الإنسان أن يعيش حياته باستقامة وصلاح، دون حاجة للدين والخرافة والرجعية وعيوب الأديان، أما التخويف بما بعد الحياة، فليس بعدها سوى العدم وتفكك الأجساد المركبة من خلايا عديدة للكائن العديد الخلايا كالإنسان، ولا داعي للخوف من أوهام، وسبق وأن اقتبست مقولة إبيكورس (أبيقور) عن عدم وجود داعٍ للخوف من الموت، فقد كنت عدمًا من قبل وهكذا سأعود، ومقولة توماس بين بطل الاستقلال الأمركي والمفكر الملحد عن أن شر أنواع الاستبداد هو الديني لأنه يحاول مطاردة الناس حتى إلى قبورهم.

 

غرس الأخلاق بالتخويف

 

روى البخاري:

 

216 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ بَلَى كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا

 

وروى أحمد:

 

27413 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ سُفْيَانُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ - قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ " وَحَلَّقَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، سوى حبيبةَ بنتِ أمِّ حبيبة، فقد روى لها مسلم، وقد رواه سفيان بن عيينة، عن الزُّهري كذلك دون ذكر حبيبة، كما هو عند البخاري ومسلم، قال الدارقطني -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 13/12-: أظنُّ سفيان كان تارة يذكرها، وتارة يُسقطها. قلنا: وممن رواه عن الزُّهري بإسقاطها كذلك صالح بن كَيْسان، فيما سيرد في الرواية التالية. وأخرجه الحميدي (308) ، وابنُ أبي شيبة 15/42، ومسلم (2880) (1) ، والترمذي (2187) ، والنسائي في "الكبرى" (11311) -وهو في "التفسير" (331) - وابن ماجه (3953) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/722، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3092) ، وأبو يعلى (7155) و (7159) ، والطبراني في "الكير" 24/ (137) و (138) و (142) ، وأبو عمرو الداني في "الفتن وغوائلها" (51) ، والبيهقي في "السنن" 10/93، وفي "دلائل النبوة" 6/406، وفي "شعب الإيمان" (7598) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/304-305 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد جوَّد سفيان هذا الحديث... وأخرجه البخاري (7059) ، ومسلم (2880) (1) ، وأبو عمرو الداني (52) ، وابنُ عبد البرّ 24/306-307 من طرق عن سفيان بن عيينة، به. دون ذكر أمِّ حبيبة في الإسناد. وأخرجه ابن حبان (6831) من طريق سُريج بن يونس، عن سفيان بن عيينة، به، لكنه أسقط حبيبة وزينبَ بنت جحش من الإسناد، فجعله من حديث أمِّ حبيبة، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "الفتح" 13/12. وأخرجه البخاري (3346) و (3598) و (7135) ، ومسلم (2880) (2) وبإثره، وابن حبان (327) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3115) ، وابن عبد البر 24/305، والبغوي في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء، وفي "شرح السنة" (4201) من طرق عن الزهري، به، ليس فيه ذكر حبيبة. ورواه معمر عن الزهري، واختلف عليه فيه: فرواه عبد الرزاق -كما في "مصنفه" (20749) ، وفي "تفسيره" 1/375، وعند الطبراني في "الكبير" 24/ (135) - عن معمر، عن الزُّهري، عن زينب بنتِ أمِّ سلمة، عن زينب بنت جحش، به، ليس فيه حبيبة، ولا أمُّها أم حبيبة. ورواه محمد بن ثور الصنعاني -فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" الآية 16 من سورة الإسراء- عن معمر، عن الزُّهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. وسيرد برقمي (27414) و (27416) .

 

وهذا هو منهج القرآن كذلك فيما عرضته في باب (الاستدلالات والأمور الغير منطقية). إن غرس وزرع الأخلاق في الأطفال والكبار بالإقناع والتربية الأخلاقية أفضل من التخويف بالبعبع والأساطير وجهنم والكائنات الخرافية لأن ربط الأخلاق بإيمان بخرافات وتخويفات يجعلها تتزعزع متى اهتز الإيمان بالخرافة وضعف. أما القناعة المبنية على المنطق والاقتناع بالأخلاق والقيم والاستقامة في حد ذاتها فأحرى ألا تتغير أو تهتز.

 

وروى مسلم:

 

[ 956 ] وحدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا حماد وهو بن زيد عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شابا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها أو عنه فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني قال فكأنهم صغروا أمرها أو أمره فقال دلوني على قبره فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم

 

لا أعتقد أني سأهتم بتوصيل الكهرباء والمصابيح عند موتي حيث لن أحتاج إليها. نمط للتفكير الغير عقلاني القائم على إحداث الذعر عند السذج الذين لا يفكرون ولا يتبصرون.

 

خرافة عذاب القبر

 

روى البخاري:

 

بَابُ مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} هُوَ الْهَوَانُ وَالْهَوْنُ الرِّفْقُ وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

 

 1369 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أُتِيَ ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا وَزَادَ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ

 

1370 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحٍ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ قَالَ اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ فَقَالَ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا فَقِيلَ لَهُ تَدْعُو أَمْوَاتًا فَقَالَ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ

 

1371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}

 

1372 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ لَهَا أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقَالَ نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

 

1373 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقُولُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا فَذَكَرَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ الَّتِي يَفْتَتِنُ فِيهَا الْمَرْءُ فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً زَادَ غُنْدَرٌ عَذَابُ الْقَبْرِ

1374 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا * قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ

1375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَوْنٌ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ الْبَرَاءَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

1376 - حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَتْنِي ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

 

1377 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ

 

86 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ

 

6366 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا لِي إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ وَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

 

6052 - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ثُمَّ قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا

 

وروى مسلم:

 

 [ 2866 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة

 

 [ 2866 ] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فالجنة وإن كان من أهل النار فالنار قال ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة

 

 [ 2867 ] حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال

 

 [ 2868 ] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر

 

 [ 2869 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر كلهم عن شعبة عن عون بن أبي جحيفة ح وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن يحيى القطان واللفظ لزهير حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء عن أبي أيوب قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها

 

 [ 2870 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون

 

 [ 2870 ] وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا

 

 [ 2870 ] حدثني عمرو بن زرارة أخبرنا عبد الوهاب يعنى بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه فذكر بمثل حديث شيبان عن قتادة

 

 [ 2871 ] حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } قال نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فذلك قوله عز وجل { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة

 

 [ 2871 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وأبو بكر بن نافع قالوا حدثنا عبد الرحمن يعنون بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن خيثمة عن البراء بن عازب { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة } قال نزلت في عذاب القبر

 

 [ 2872 ] حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا

 

 [ 2873 ] حدثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال أنس كنت مع عمر ح وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر أما تراه فجعل لا يراه قال يقول عمر سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله قال فقال عمر فوالذي بعثه بالحق ما أخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا

 

 [ 2874 ] حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر

 

 [ 2875 ] حدثني يوسف بن حماد المعنى حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة ح وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة قال لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا وفي حديث روح بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر وساق الحديث بمعنى حديث ثابت عن أنس

 

وروى عبد الله بن أحمد:

 

• 454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، حَدَّثَنَي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى ، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلا تَبْكِي ، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ " . قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ "

 

إسناده صحيح . هشام بن يوسف : هو هشام بن يوسف الصنعاني الأبناوي قاضي صنعاء. وأخرجه ابن ماجه (4267) ، والترمذي (2308) ، والحاكم 4 / 330 - 331 من طريق يحيى بن معين ، بهذا الإسناد ، وحسنه الترمذي ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي. وأخرجه البزار (444) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (397) من طريقين عن هشام بن يوسف ، به .

 

وروى مسلم:

 

[ 2867 ] حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال

 

ورواه أحمد 12007 و12123 و13080 و12553 و12791 و14031 و12808 و13447 و12096 و12530 و13719

 

ومما روى أحمد:

 

12123 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن حميد، أخبرنا أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط لبني النجار، فسمع صوتا من قبر فقال: " متى مات صاحب هذا القبر ؟ " قالوا: مات في الجاهلية . فقال: " لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (3727) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن به يزيد بن هارون. وانظر (12007).

12007 - حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة لبني النجار، فسمع صوتا من قبر، فسأل عنه: " متى دفن هذا ؟ " فقالوا: يا رسول الله، دفن هذا في الجاهلية، فأعجبه ذلك وقال: " لولا أن لا تدافنوا ، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 4/102، وابن حبان (3126) ، والآجري في "الشريعة" ص360، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (91) والبغوي (1526) من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث بالأرقام (12123) و (13080) ، وسيأتي من طريق ثابت وحميد جميعا برقم (12553) و (12791) و (14031). وسيأتي من طريق قتادة برقم (12808) و (13447) ، ومن طريق قاسم الرحال وسيأتي بنحوه دون قوله: "لولا أن لا تدافنوا..." من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (12530) ، ومن طريق هلال بن علي برقم (13719) . وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي 5/190. وعن أم مبشر، سيأتي 6/362.

قوله: "حائطا" قال السندي: أي: بستانا.  "فسمع صوتا" دل على أنه معذب.

 

(21658) 21997- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ، فِيهِ أَقْبُرٌ ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ ، فَحَادَتْ بِهِ ، وَكَادَتْ أَنْ تُلْقِيَهُ ، فَقَالَ : مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأَقْبُرِ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَوْمٌ هَلَكُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَقَالَ : لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا ، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ لَنَا : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ . ثُمَّ قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ . ثُمَّ قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ . ثُمَّ قَالَ : تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ. (5/190)

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو المنذر بن مالك بن قطعة - فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبراني (4783) ، والبغوي (1361) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/373 و10/185 و15/34 - 35 و130، ومن طريقه عبد بن حميد (254) ، ومسلم (2867) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2057) ، والطبراني (4783) - وقرن به عثمان بن أبي شيبة - والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (203) عن إسماعيل ابن علية، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 4/659 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح المشكل" (5203) ، والبيهقي (89) و (203) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ثلاثتهم عن سعيد الجريري، به. وأخرجه ابن حبان (1000) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الطحان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: بينما نحن في حائط... ولم يذكر فيه زيد بن ثابت! مع أن أبا سعيد قال - كما في حديث ابن أبي شيبة عند مسلم -: لم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثنيه زيد بن ثابت. فلعل أحد الرواة أخطأ في حديث ابن حبان، فأسقط زيدا، أو أنه قد سقط من الأصل الخطي لنسخة "الإحسان" والله أعلم. وفي الباب عن أنس سلف برقم (12007) . وعن أم مبشر سيأتي 6/362. وقد جاءت الاستعاذة من هذه الأربع من حديث أبي هريرة وغيره بعد الفراغ من التشهد الأخير في الصلاة. انظر ما سلف برقم (7237) .

 

(27044) 27584- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ ، فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ ، قَدْ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ . قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ. (6/362)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع الواسطي- فمن رجال مسلم، وهو صدوق لا بأس به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/374 و10/193-194، وهناد في "الزهد" (349) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (875) ، وابن حبان (3125) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (268) ، والآجري في "الشريعة" ص363، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (95) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/56 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وسلف برقم (14152) من طريق أبي الزبير، عن جابر، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما نخلا... فذكره دون قولها: قلت: يا رسول الله....، ولم يذكر أم مبشر في الإسناد. وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 225 بعد أن ذكر روايتي أبي سفيان وأبي الزبير عن جابر: وقول أبي الزبير عنه أشبه بالصواب. وقوله: "نعم، عذابا تسمعه البهائم" يشهد له حديث عائشة، السالف برقم (24178) ، وهو عند البخاري (1418) ، ومسلم (586) .

 

12530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لَنَا نَخْلٌ لِأَبِي طَلْحَةَ يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ، قَالَ: وَبِلَالٌ يَمْشِي وَرَاءَهُ، يُكَرِّمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ، فَقَامَ حَتَّى تَمَّ إِلَيْهِ بِلَالٌ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ يَا بِلَالُ هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ؟ " قَالَ: مَا أَسْمَعُ شَيْئًا . قَالَ: " صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ " . قَالَ: فَسُئِلَ عَنْهُ، فَوُجِدَ يَهُودِيًّا

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث ابن سعيد، وعبد العزيز: هو ابن صهيب. وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (94) من طريق عبد الله بن عمرو أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (13719) من طريق هلال بن علي، عن أنس. وانظر ما سلف برقم (12007) .

قوله: "حتى تَمَّ إليه" : من التَّمام، أي: وصل وانتهى إليه. قاله السندي.

 

خرافة عذاب القبر متفق عليها بين السنة والشيعة الاثنا عشرية والزيدية ومذاهب أخرى كذلك، لا يخلو كتاب من كتب الحديث عند السنة منها وكذلك كتب الشيعة مليئة بها. ربما بعض متعمقي الباطنية والإسماعيلية، والقرآنيين المعاصرين رفضوا هذا الاعتقاد فقط، وما أحسن ما قاله إبكيورس (أبيقور) في نقد أفكار خرافية مشابهة فيما قبل الميلاد: لماذا أخاف من الموت، فقد كنت عدمًا قبل ذلك وسأعود كذلك. وقال توماس بين: لا يوجد ما أكثر استبدادًا وشرًّا من الدين، فهو يريد مطاردة أتباعه باستبداده إلى القبر. لا يوجد ما يخيف في الموت، فهو قانون الحياة لإعادة تدوير مواد الكائنات الحية وتطورها وتطور الحياة. الأبحاث عن المجتمعات الغربية الأكثر إلحادًا كالإسكندناﭬية كالدنمارك وإسكتلاند السويد والنروِج وغيرها يتعاملون ببساطة وواقعية ودون خوف من الموت. راجع مثلًا كتاب مجتمعات بلا إله Society without God, Phil Zuckerman. وادعى محمد في أحاديث كهذه أمور غريبة لم يرها أحد، وتصورات المسلمين مما يحتاج علاجًا نفسيًّا مكثفًا برأيي كتصور ثعبان في القبر وجحيم، أهذا فلم رعب ذهنيّ ما؟! من مات قد انتهى وانتهى الأمر يا سادة، هو ذا شخص آخر يعض التراب كما يقول الغربيون، بطة ميتة.

 

ونجد تصورات عجيبة لديهم حقًّا عن القبر موضع تحلل جثث الذين لم يعد لهم وعي ووجود، فهم يتصورون حياة كاملة لجثة تتحلل أو تحللت وصارت في التراب وفي النبات وكائنات أخرى، روى مسلم:

 

[ 2375 ] حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخ قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت وفي رواية هداب مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره

 

ورواه أحمد 12210 و12504 و13593

 

وروى أحمد:

 

20671 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمرو القسملي، عن ابنة أهبان، أن علي بن أبي طالب أتى أهبان، فقال: ما يمنعك من اتباعي، فقال: أوصاني خليلي وابن عمك، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ستكون فتن وفرقة، فإذا كان ذلك فاكسر سيفك، واتخذ سيفا من خشب "، فقد وقعت الفتنة والفرقة، وكسرت سيفي، واتخذت سيفا من خشب، وأمر أهله حين ثقل أن يكفنوه، ولا يلبسوه قميصا، قال: فألبسناه قميصا، فأصبحنا والقميص على المشجب".

 

حديث حسن. أبو عمرو القسملي: يحتمل أنه عبد الله بن عبيد الحميري البصري الوارد في إسناد الحديث السابق، ويؤيده أن ابن قانع كنى عبد الله بن عبيد هذا في "معجم الصحابة" 1/58 بأبي عمرو، ثم إنه منسوب إلى: "قسامل"، وهي محلة بالبصرة على أحد وجهين، وعبد الله بن عبيد بصري، وإلا فإن أبا عمرو القسملي هذا لا يعرف كما قال الحسيني في "الإكمال" 2/316-317، وأبو زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف"ص 338، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" 2/516، لكنه قد توبع كما في الحديث السابق، وكما سيأتي في تخريجه. وعفان: هو ابن مسلم الصفار البصري. وأخرجه الطبراني (864) من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي الحديث مع زيادة فيه، لكن دون ذكر قصة تكفين أهبان في "المسند" 6/393 عن مؤمل بن إسماعيل، وعن أسود بن عامر، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وقصة التكفين وحدها أخرجها بأطول مما هنا الحارث بن أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" 3/123-124. والطبراني (862) من طريق عثمان بن الهيثم، عن عبد الله بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان، به.  وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/39: وهذا خبر- يعني: قصة أهبان في القميص الذي كفن فيه- رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم، منهم: سليمان التيمي، وابنه معتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنى، عن المعلى بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان، عن أبيها.

وقوله: "المشجب" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/445: هو بكسر الميم، عيدان تضم رؤوسها، ويفرج بين قوائمها، وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الأسقية لتبريد الماء.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج1:

 

865- حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ ، قَالَتْ : حَيْثُ حَضَرَ أَبِي الْوَفَاةُ ، قَالَ : لاَ تُكَفِّنُونِي فِي ثَوْبٍ مَخِيطٍ فَحَيْثُ قُبِضَ وَغُسِّلَ أَرْسَلُوا إِلَيَّ أَنْ أَرْسِلِي الْكَفَنَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمْ بِالْكَفَنِ ، قَالُوا : قَمِيصٌ ، قُلْتُ : إِنَّ أَبِي قَدْ نَهَانِي أَنْ أُكَفِّنَهُ فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْقَصَّارِ ، وَلأَبِي قَمِيصٌ فِي الْقَصَّارِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَأُلْبِسَ وَذُهِبَ بِهِ ، فَأَغْلَقْتُ بَابِي وَتَبِعْتُهُ ، وَرَجَعْتُ ، وَالْقَمِيصُ فِي الْبَيْتِ فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي ، فَقُلْتُ : كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قُلْتُ : هُوَ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ.

 

خرافة عجيبة جدًّا تفترض وفق ذهنيتهم الخرافية إما وجود كائنات خرافية مختفية (ملائكة) أو أن الجثة تحركت، وكلا الافتراضين هوس ديني وجنون. بالتأكيد في حالة حدوث ذلك فأحد أفراد الأسرة أو المعارف كان قد نزع القميص عن الجثمان.

 

خرافة اقتراب الساعة، زعم محمد أن يوم القيامة قريب الحدوث

 

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)} الأنبياء

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} القمر

 

في هذه النصوص المسماة آيات وغيرها، زعم محمد أن القيامة الخرافية قريبة، ومنذ 1400 سنة لم يحدث شيء مما زعم!

 

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)} النحل

 

{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)} النحل

 

{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)} محمد

 

قال الطبري:

 

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) قد دنت الساعة ودنا من الله فراغ العباد.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا) قال: أشراطها: آياتها.

 

وروى البخاري:

 

6505 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ يَعْنِي إِصْبَعَيْنِ تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي حَصِينٍ

 

5301 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ أَبُو حَازِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَوْ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى

 

رواه مسلم 2951 وأحمد 12245 و12322 و13010 و13287 و13908 و14014 و12334 و13319 و13950 و13336 و13483

ومما روى أحمد:

 

22809 - وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ " . وَفَرَّقَ بَيْنَ إِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، ثُمَّ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ فَرَسَيْ رِهَانٍ " . ثُمَّ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ السَّاعَةِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ طَلِيعَةً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُسْبَقَ أَلَاحَ بِثَوْبِهِ: أُتِيتُمْ أُتِيتُمْ " . ثُمَّ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا ذَلِكَ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (347) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10237) من طريق أنس بن عياض، به . وقد أورد هذا الحديث السيوطيُّ في "الجامع الصغير" دون قوله: "مثلي ومثل الساعة كهاتين"، ورمز لحُسْنه، وأخطأ الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله فأورده في "ضعيف الجامع الصغير" (5256) .

قوله: "ألاَح بثوبه" أي: أشار إليهم به .  "أُتِيتُم أُتِيتم" أي: جاءكم العدوُّ، جاءكم العدوُّ

 

22796 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . سفيان: هو ابن عينية، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار . وسيأتي مكرراً برقم (22834). وأخرجه الحميدي (925) ، والبخاري (5301) ، وأبو يعلى (7523) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 6/127، والطبراني في "الكبير" (5912) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4936) و (6503) ، ومسلم (2950) ، وأبو عوانة، وابن حبان (6642) ، والطبراني في "الكبير" (5873) و (5884) و (5988) من طرق عن أبي حازم، به. وسيأتي برقم (22862) من طريق محمد بن مطرِّف عن أبي حازم، ونحوه برقم (22809م) عن أنس بن عياض عن أبي حازم . وفي الباب عن أنس، سلف برقم (12245) ، وانظر تتمة شواهده هناك. قوله: بعثتُ أنا والساعة . الساعة بالنصب مفعول معه، وبالرفع عطف على ضمير بعثتُ.

وقوله: "كهذه من هذه" يريد السبَّابة والوُسطى .

 

هنا محمد كرَّر زعمه باقتراب يوم القيامة والدين (الدينونة والحساب) الخرافي، وهذا مما يستحق وضعه بباب التناقضات فقد مرت أكثر من 1400 سنة، ذكرت في (نقد العهد الجديد) أن النصوص تدل على أن أوائل المسيحيين اعتقدوا كذلك باقتراب اليوم الخرافي وأنهم سيرون المسيح خلال حيواتهم عائدًا على سحابة!

 

(27حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ».) من لوقا 9

 

ومثله في مرقس9: 1 ومتى 16: 28

 

(51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.) من كورنثوس الأولى 15

 

(24حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ:«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، 25فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. 26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ 27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ».) من متى16

 

حمار وإنسان عملاقان

 

روى أحمد:

 

14954 - حدثنا محمد بن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يخرج الدجال في خفقة من الدين، وإدبار من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر - ك ف ر مهجاة - يقرؤه كل مؤمن كاتب، وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرمهما الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول الجنة، ونهر يقول النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة، فهو النار، ومن أدخل الذي يسميه النار، فهو الجنة "، قال: " ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب "، قال: " فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم، فيحاصرهم، فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا، ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر ، فيقول: يا أيها الناس، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث ؟ فيقولون: هذا رجل جني، فينطلقون فإذا هم بعيسى ابن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدم يا روح الله، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه "، قال: " فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه، فيقتله حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح الله، هذا يهودي، فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله "

إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر. وانظر بسط أحاديث الدجال في كتاب "النهاية" لابن كثير 1/103 وما بعدها. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/102 من طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4/530 من طريق حفص بن عبد الله السلمي، كلاهما عن إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد- ولم يسق ابن خزيمة لفظه، ووقف الحاكم فيه إلى قوله: "وقامت الملائكة بأبوابها".

قاد السندي: قوله: "في خفقة من الدين"، أي: في حال من ضعف في الدين، وقلة أهله، من خفق الليل: إذا ذهب، أو خفق: إذا اضطرب، أو خفق: إذا نعس.  "ومنهل": هو من المياه ما يكون على الطريق، وما كان على غير طريق لا يقال له: منهل.  "في جهد" بالفتح، أي: في مشقة.  " ينماث"، أي: يذوب.

 

وروى مسلم:

 

[ 2946 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا عبد العزيز يعني بن المختار حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أعلم بحديثه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال

 

 [ 2946 ] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن حميد بن هلال عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة قالوا كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين بمثل حديث عبد العزيز بن مختار غير أنه قال أمر أكبر من الدجال

 

حمار خرافي ضخم بوصف مهول لا وجود له في التاريخ الطبيعي البيولوجي الذي نعرفه لذوات الحوافر كلها، ويركبه إنسان صخم بصورة غير معقولة علميا، وجبل الدخان المذكور على الأصح مكان خرافي لا وجود له وكل هذه الأساطير ومعها أسطورة تكلم الشجر والحجر وجدت لها أصولًا هاجادية كما عرضت في بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة والأبوكريفا اليهودية).

 

يغرقون في العرق

 

روى البخاري:

 

4938 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ

 

تصور مضحك جدًّا، فلا توجد كمية في جسم أي إنسان تصل إلى درجة وصول الماء إلى أذنيه أو حتى أقل من ذلك، ولو خرجت كل كمية الماء من خلايا الجسم بل لو خرجت الكمية التي يحتاجها جسمه ونقصت لمات فورًا.

 

ورواه مسلم:

 

[ 2862 ] حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالوا حدثنا يحيى يعنون بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم { يوم يقوم الناس لرب العالمين }  قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه وفي رواية بن المثنى قال يقوم الناس لم يذكر يوم

 

 [ 2862 ] حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا أنس يعنى بن عياض ح وحدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة كلاهما عن موسى بن عقبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس عن بن عون ح وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثني أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كل هؤلاء عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث عبيد الله عن نافع غير أن في حديث موسى بن عقبة وصالح حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه

 

 [ 2863 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعنى بن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس أو إلى آذانهم يشك ثور أيهما قال

 

 [ 2864 ] حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن جابر حدثني سليم بن عامر حدثني المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فوالله ما أدرى مع يعنى بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه

 

ورواه أحمد 4613 و4697 و(5318) (4697) و (4862) و (5318) و (5388) و (5823) و (5912) و (6075) و (6086) و(15) و2/418-419. و3/178. و4/157. و5/254. و6/3-4. وابن حبان (7335) .والنسائي في "الكبرى" (11656) ، والطبري في "تفسيره" 30/92- 94، وابن حبان (7332) وأخرجه الطبري فى "تفسيره" 30/94 وأخرجه عبد بن حميد (763) ، والبخاري (4938) ، ومسلم (2862) (60، والبيهقي في "الشعب" (257) ، والبغوي في "تفسيره" 7/219 وعبد الرزاق في "تفسيره" 2/355

وعود خرافية

 

روى مسلم:

 

[ 2833 ] حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الجبار البصري حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا

 

ورواه أحمد:

 

14035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، فِيهَا كُثْبَانُ الْمِسْكِ، فَإِذَا خَرَجُوا إِلَيْهَا هَبَّتِ الرِّيحُ " - قَالَ حَمَّادٌ: أَحْسِبُهُ قَالَ: شَمَالِيٌّ-، قَالَ: " فَتَمْلَأُ، وُجُوهَهُمْ، وَثِيَابَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ مِسْكًا، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا "، قَالَ: " فَيَأْتُونَ أَهْلِيهِمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، وَيَقُولُونَ لَهُنَّ: وَأَنْتُمْ قَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/150، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 1/472 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي في "السنن " (2842) ، ومسلم (2833) ، وأبو عوانة، وابن حبان (7425) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/253، وفي "صفة الجنة" (417) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (374) ، والبغوي (4389) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه بنحوه الدارمي (2841) عن يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس - مرفوعًا. وأخرجه بنحوه الحسين المروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك "(1491) من طريق محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، موقوفا. وأخرجه كذلك ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعيم " (241) ، وابن أبي شيبة 13/102، والبيهقي في "البعث " (375) من طريق سليمان التيمي، عن أنس. وأخرجه أيضاً بنحوه موقوفاً عبد الرزاق (20881) عن معمر، عن قتادة، عن أنس.

قوله: "إن لأهل الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة" قال النووي في "شرح مسلم " 17/170: المراد بالسوق مَجْمَع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا، ومعنى "يأتونها كل جمعة" أي: في مقدار كل جمعة، أي: أسبوع، وليس هناك حقيقة أسبوع لفقد الشمس والقمر.// وقوله: "قال شمالي" قال السندي: لعله قال: "ريح شمالي" موقع "الريح "، والمشهور: ريح شمال، بلا ياء النسبة، والشمال بالفتح- وقد تكسر- اسم لريح معروفة، ولعل ياء النسبة- إن صحت- فهي كما في قول القائل: الجِني، لفرد من أفراد الجن. قلنا: جاء هذا الحرف عند جميع من خرج الحديث غير المصنف: ريح شمال، ودون شك. وقال النووي في "شرح مسلم ": خص ريح الجنة بالشمال، لأنها ريح المطر عند العرب، كانت تهب من جهة الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا يرجون السحابة الشامية.

 

تحدثت مطولا عن الوعود الخرافية في باب (تعاليم العنف والإرهاب) وباب (الاستدلالات والأمور الغير منطقية) وغيرها، وهنا مثلا فأهل الصحراء كانوا يسيرون فيها لمعايشهم من رعي أغنام أو جلب ماء أو زرع نخل وخلافه فيلفحهم حرها مع التراب والغبار والعرق، فيحكي لهم محمد أو راوي الحديث عن ريح تعطرهم بالمسك! وقوله ريح شمال وشرحها يكشف لنا الطابع البشري المستوحى من الحياة اليومية لحبك وصياغة الخرافة والأسطورة. كثير من الناس ومنهم هؤلاء الأوائل البدو السذج كانوا كبارًا بعقول أطفال صغار.

 

وكمواساة وهمية لضحايا الاشتراك في الإرهاب الإسلامي المحمدي، روج محمد للأوهام فوجد لها سوقًا رائجة، روى البخاري:

 

4079 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدٍ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ وَقَالَ أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلُوا وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَوْنِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَبْكِيهِ أَوْ مَا تَبْكِيهِ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ

 

2816 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ فَقِيلَ ابْنَةُ عَمْرٍو أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو فَقَالَ لِمَ تَبْكِي أَوْ لَا تَبْكِي مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا قُلْتُ لِصَدَقَةَ أَفِيهِ حَتَّى رُفِعَ قَالَ رُبَّمَا قَالَهُ

 

رواه أحمد 14187 و14295 ومسلم 2471

 

عزاآت وهمية ووعود وأوهام خيالية

 

روى أحمد:

 

15595 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبُّهُ ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ "مَا فَعَلَ ابْنُ فُلَانٍ ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِيهِ: " أَمَا تُحِبُّ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، إِلَّا وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ: " بَلْ لِكُلِّكُمْ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحاب السنن. وأخرجه الطيالسي (1075) ، وابن أبي شيبة 3/354، والنسائي في "المجتبى" 4/22-23، والطبراني في "الكبير" 19/ (54) ، والحاكم 1/384، والبيهقي في "الآداب" (924) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/118، والطبراني في "الكبير" 19/ (66) من طريق خالد بن ميسرة، عن معاوية بن قُرَّة، به. وسيكرر 5/34-35 بإسناده ومتنه، وسيأتي أيضاً 5/35.

 

نموذج لعزاآت وهمية ساذجة يعتقد بمثلها كثير من البشر المتدينين، المسلمون وغيرهم، لكن برأيي مواجهة حقائق الأمور والواقع أفضل مهما كان جافًّا وقاسيًا. كيف سيظهر الطفل من كل أبواب الجنة الخرافية، هل هو فلم Matrix.

 

وما أكثر الوعود العظيمة المضحكة التي بلا دليل لسذج المؤمنين التي عرضتها من القرآن والأحاديث في باب (تعليم العنف) وباب (الاستدلالات الغير منطقية)،

 

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)} الواقعة

 

وروى البخاري:

 

748 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلُ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ قَالَ إِنِّي أُرِيتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا

 

1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

 

وروى أحمد:

 

17642 - حدثنا علي بن بحر، حدثنا هشام بن يوسف، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عامر بن زيد البكالي، أنه سمع عتبة بن عبد السلمي، يقول: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الحوض ، وذكر الجنة، ثم قال الأعرابي: فيها فاكهة ؟ قال: " نعم، وفيها شجرة تدعى طوبى "، فذكر شيئا لا أدري ما هو ؟ قال: أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال: " ليست تشبه شيئا من شجر أرضك " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتيت الشام ؟ " فقال: لا، قال: " تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة، تنبت على ساق واحد، وينفرش أعلاها "، قال: ما عظم أصلها ؟ قال: " لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك، ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما "

قال: فيها عنب ؟ قال: " نعم " قال: فما عظم العنقود ؟ قال: " مسيرة شهر للغراب الأبقع، ولا يفتر "، قال: فما عظم الحبة ؟ قال: " هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما ؟ " قال: نعم، قال: " فسلخ إهابه فأعطاه أمك، قال: اتخذي لنا منه دلوا ؟ " قال: نعم، قال الأعرابي: فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي ؟ قال: " نعم وعامة عشيرتك "

 

إسناده قابل للتحسين، عامر بن زيد البكالي- وقيل عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/191، وخرج له في "صحيحه". وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (716) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (313) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/320-321 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. وعندهم جميعا عمرو بن زيد، بدل: عامر. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/341-342، وابن أبي عاصم في "السنة" (715) ، والطبري في "التفسير" 13/149، وابن حبان (6450) و (7414) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (312) ، وفي "الشاميين" (2860) ، وفي "الأوسط" (404) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (346) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (274) من طريق أبي سلام ممطور، عن عامر بن زيد، به. ووقع عندهم جميعا: عامر إلا عند ابن أبي عاصم: فعمر بن زيد، وهو خطأ من الناسخ، صوابه عامر، لأنه رواه عن يعقوب بن سفيان، ورواية الأخير عامر. وبعضهم يرويه مطولا بذكر قصة الحوض، وبعضهم يختصره. وفي باب طوبى اسم لشجرة في الجنة عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11673). وعن قرة عند الطبري في "تفسيره" 13/149.

 

18312 - حدثنا قران، حدثنا سعيد الشيباني أبو سنان، عن أبي إسحاق، قال: مات رجل صالح، فأخرج بجنازته، فلما رجعنا، تلقانا خالد بن عرفطة، وسليمان بن صرد وكلاهما قد كانت له صحبة، فقالا: سبقتمونا بهذا الرجل الصالح، فذكروا أنه كان به بطن ، وأنهم خشوا عليه الحر، قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من قتله بطنه لم يعذب في قبره"؟

 

حديث صحيح، سعيد الشيباني- وهو ابن سنان البرجمي أبو سنان ، وإن وثقه عدد من أئمة الجرح والتعديل، قال أحمد: ليس يقيم الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب وأفراد، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب والوضع، لا إسنادا ولا متنا، ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء، ورواياته تحتمل وتقبل. قلنا: ومما وهم فيه ما ذكره البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" (157) قال: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: أبو إسحاق سمع من سليمان بن صرد، ولا أعرف لأبي إسحاق سماعا من خالد بن عرفطة، ولعله (يعني أبا إسحاق) سمع هذا الحديث من جامع بن شداد. قلنا: يعني يرجع الحديث إلى رواية جامع بن شداد، عن عبد الله بن يسار، عنهما كما في الرواية السابقة، وإسنادها صحيح. وبقية رجال الإسناد ثقات. قران : هو ابن تمام الأسدي، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه الترمذي في "السنن" (1064) ، وفي "العلل" (157) ، والطبراني في "الكبير" (4109) ، وفي "الصغير" (298) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/129 (ترجمة خالد بن عرفطة) من طريق عبيد بن أسباط، عن أبيه أسباط ابن محمد، عن سعيد بن سنان الشيباني، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب في هذا الباب، وقد روي من غير هذا الوجه. قلنا: يعني بالإسناد السابق كما أسلفنا.

 

على أساس أنه لو كان غير ذلك يمكن أن يتعذب جسده الميت المتفسخ المتخلل يعني! أحيانًا يكون دور الدين مواساة الأحياء على فقد الأحباب ممن ماتوا بآلام بشعة، من خلال عزاآت خرافية.

 

خرافة أهمية الصلوات الخرافية

 

روى أحمد:

 

6659 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا ، وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " عُصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ "

 

إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 14/46، والبيهقي في "السنن" 1/389 و8/287 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ثم قال: سمعه ابن وهب عنه (يعني عن عمرو بن الحارث) وهو غريب جداً. وأورد الهيثمي في "المجمع" 5/69-70 القسم الأول منه فقط إلى قوله "فسُلبها"، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وانظر (6644) و (6773) و (6854) . وانظر: "ذيل القول المسدد" الحديث (17) .

 

وروى البخاري:

 

552 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ

 

 553 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ

 

لا أعتقد أن الصلوات الخرافية لكائن خرافي وهمي غير موجود لها كل هذه الأهمية المهولة المزعومة.

 

تفسير خرافي لفوات صلوات عليهم

 

تكلمت في باب (مصادر الحريات) وباب (ألتشريعات الشاذة/ الباب الأول العام) عن سماجة أوقات الصلوات الإسلامية، وأنها حتى في عصر محمد كانت تفوتهم أحيانا لأجل ذلك السبب، وقد قال محمد تفسيرا خرافيا غير واقعي غير ما أقوله، فروى مسلم:

 

[ 680 ] وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي كلاهما عن يحيى قال بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال عرسنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان قال ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين وقال يعقوب ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة

 

ورواه أحمد 9534 وابن أبي شيبة 4772 و37251 وابن الجارود (240) والنسائي 1/298، وابن خزيمة (988) و (999) و (1118) و (1252) ، وأبو عوانة 2/251-252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3990) ، وابن حبان (2651) ، والبيهقي في "السنن" 2/218 و483-484، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/251 وأبو داود (435) ، وابن ماجه (697) ، والنسائي 1/296، وأبو عوانة 2/253، وابن حبان (2069) ، والبيهقي في "السنن" 2/217 و218، وفي "الدلائل" 4/272-273، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/250-251، والبغوي بإثر الحديث (437)، وأبو داود (436) ، وأبو عوانة 2/253-254، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3988) ، والبيهقي في "السنن" 2/218

 

التكبير على كل مكان مرتفع أثناء السير في سفر

 

روى البخاري:


2993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا

 

1797 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنْ الْأَرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ ثُمَّ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ

 

ورواه أحمد 4496 ومسلم 1344

 

وروى أحمد:

 

8310 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي . قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ "

 

إسناده حسن، أسامة بن زيد خرَج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي. وأخرجه الترمذي (3445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (505) ، وابن حبان (2692) و (2702) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (501) ، والحاكم 2/98، والبيهقي في "السنن" 5/251، وفي "الشعب" (547) ، وفي "الزهد" (878) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الِإسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (8385) و (9724) وروى محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعاء السفر: "... اللهم اطوِ لنا الأرض، وهون علينا السفر"، وسيأتي في "المسند" برقم (9599) . وفي باب التكبير على كل شرفٍ عن جابر، سيأتي عند أحمد 3/333، قال: كنا نسافر مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا. ونحوه عند البخاري برقم (2993) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4496). وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (2992) ، ونحوه في "المسند" 4/394. وفي باب الدعاء في السفر عن ابن عمر، سلف برقم (6311) .

الشرَفُ: قال السندي: بفتحتين، أي: مكان مرتفع، والمقصود تذكر عظمة الخالق عند رؤية ارتفاع المخلوق.  وازوِ: من زَوَى، كطوى لفظاً ومعنىً.

 

وروى الواقدي في غزوة بني لحيان:

 

فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ ÷ إلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ يَقُولُ: “آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبّنَا حَامِدُونَ اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِى السّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ عَلَى الأَهْلِ اللّهُمّ أَعُوذُ بِك مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ اللّهُمّ بَلّغْنَا بَلاغًا صَالِحًا يَبْلُغُ إلَى خَيْرٍ مَغْفِرَةً مِنْك وَرِضْوَانًا”.

وَغَابَ رَسُولُ اللّهِ ÷ عَنْ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَكَانَ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمّ مَكْتُومٍ، وَكَانَتْ سَنَةَ سِتّ فِى الْمُحَرّمِ، وَهَذَا أَوّلُ مَا قَالَ هَذَا الدّعَاءَ ذَكَرَهُ أَصْحَابُنَا كُلّهُمْ.

 

وذكر في حجة الوادع:

 

قَالُوا: وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ إذَا قَفَلَ مِنْ حَجّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوَةٍ، فَوَافَى عَلَى ثَنِيّةٍ، أَوْ فَدْفَدٍ كَبّرَ ثَلاثًا، ثُمّ قَالَ: “لا إلَهَ إلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِى وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَىّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، اللّهُمّ إنّا نَعُوذُ بِك مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِى الأَهْلِ وَالْمَالِ، اللّهُمّ بَلّغْنَا بَلاغًا صَالِحًا نَبْلُغُ إلَى خَيْرِ مَغْفِرَةٍ مِنْك وَرِضْوَانٍ”.

 

وما الفائدة من التكبير على كل مكان مرتفع؟! بالتأكيد لا شيء. أفعال نابعة من خرافات لا معنى لها ولا فائدة.

 

نصائح غير عملية وغير مفيدة لا لزوم لها

 

عندما كان أبو الدرداء يموت لم يجد ما في ذهنه البسيط الساذج كنصيحة بعد كل عمره في الحياة سوى هذا الهراء، كما روى أحمد:

 

27546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ أَبُو الْفَضْلِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ فِي هَذَا الْبَلَدِ - أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ، وَالْخُشُوعَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ " قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِمَ فِي اسْمِ الشَّيْخِ فَقَالَ سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ وَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ "

 

إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، فقد وهم أحمد بن عبد الملك، فسمى صدقة بن أبي سهل سهل بن أبي صدقة، وقد نبه على ذلك عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث، وصدقة وكثير أبو الفضل الطفاوي من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". وبقية رجال الإسناد ثقات بعضهم رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1848) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2040) ، والطبراني في "الدعاء" (1848) ، وفي "الأوسط" (5022) من طرق عن صدقة بن أبي سهل، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن. وسلف نحوه برقم (27497) .

قال السندي: قوله: بئس ساعة الكذب هذه، أي: لا يمكن أن أكذب هذه الساعة وأنا على الموت، والمراد أن حديثه مما يعتمد عليه.

 

أبو الدرادء من أصحاب وأتباع محمد هذا كان رجلًا ساذجًا من بله الناس وزهادهم، وفي نهاية الأرب للنويري 6/ 180 قصة فضائحية عن استغلال معاوية لبلاهته في عمل شيء خبيث شرير:

 

وكان معاوية بن أبى سفيان من الدّهاة؛ وله أخبار فى الدّهاء تدلّ على بعد غوره وحدّة ذهنه. فمنها [1] أن يزيد ابنه سمع بجمال زينب بنت إسحاق زوج عبد الله بن سلّام القرشىّ، وكانت من أجمل النساء فى وقتها وأحسنهنّ أدبا وأكثرهنّ مالا، ففتن بها يزيد؛ فلما عيل صبره ذكر ذلك لبعض خصيان أبيه، وكان ذلك الخصىّ خاصّا بمعاوية واسمه رفيق، فذكر رفيق ذلك لمعاوية وقال له: إنّ يزيد قد ضاق ذرعه بها. فبعث معاوية الى يزيد فاستفسره عن أمره؛ فبثّ له شأنه؛ فقال: مهلا يا يزيد؛ فقال له:

علام تأمرنى بالمهل وقد انقطع منها الأمل؟ فقال له معاوية: فأين مروءتك وحجاك [وتقاك] ؟ فقال: قد عيل الصبر، ولو كان أحد [ينتفع فيما يبتلى] به من الهوى [بتقاه، أو يدفع ما أقصده بحجاه] لكان أولى الناس به داود حين ابتلى به؛ فقال: اكتم يا بنىّ أمرك، فإن البوح به غير نافعك، والله بالغ أمره فيك، ولا بدّ مما هو كائن.

وأخذ معاوية فى الاحتيال فى تبليغ يزيد مناه، فكتب الى زوجها عبد الله بن سلّام، وكان قد استعمله على العراق: أن أقبل حين تنظر كتابى لأمر [2] فيه حظّك إن شاء الله تعالى فلا تتأخر عنه. فأغذّ السير وقدم، فأنزله معاوية منزلا كان قد هيّىء له وأعدّ فيه نزله؛ وكان عند معاوية يومئذ بالشأم أبو هريرة وأبو الدّرداء، فقال لهما معاوية: إنّ الله قد قسم بين عباده قسما [ووهبهم نعما] أوجب عليهم فيها شكره وحتّم عليهم حفظها، فحبانى

__________

[1] أورد صاحب «كتاب الإمامة والسياسة» هذه القصة بزيادات كثيرة واختلاف فى العبارات عما هنا. وقد أثبتنا من هذه الزيادات ما يستقيم به الكلام، وهو ما وضعناه بين القوسين.

[2] فى الأصل: «والأمر ... » وما أثبتناه عن كتاب الامامة والسياسة.

 

منها عز وجل بأتمّ الشرف وأفضل الذكر، وأوسع علىّ الرزق، وجعلنى راعى خلقه، وأمينه فى بلاده، والحاكم فى أمر عباده، ليبلونى أأشكرأم أكفر. وأوّل ما ينبغى للمرء أن يتفقّد وينظر من استرعاه الله أمره، ومن لا غنى به عنه. وقد بلغت لى ابنة أريد إنكاحها والنظر فى اختيار من يباعلها، لعل من يكون بعدى يقتدى فيه بهديى ويتبع فيه أثرى. فإنه [1] قد يلى هذا الملك بعدى من يغلب عليه الشيطان ويرقيه الى تعضيل [2] بناتهم فلا يرون لهم كفؤا ولا نظيرا، وقد رضيت لها ابن سلّام القرشىّ، لدينه وشرفه وفضله ومروءته وأدبه؛ فقالا له: إن أولى الناس برعاية نعم الله وشكرها وطلب مرضاته فيما اختصّه منها لأنت؛ فقال لهما معاوية: فاذكرا له ذلك عنى، وقد كنت جعلت لها فى نفسها شورى، غير أنى أرجو ألّا تخرج من رأيى إن شاء الله. فخرجا من عنده وأتيا عبد الله بن سلّام وذكرا له القصة. ثم دخل معاوية على ابنته وقال لها: اذا دخل عليك أبو الدرداء وأبو هريرة فعرضا عليك أمر عبد الله بن سلّام وحضّاك على المسارعة الى اتباع رأيى فيه، فقولى لهما: إنه كفء كريم وقريب حميم، غير أنّ تحته زينب بنت إسحاق، وأخاف أن يعرض لى من الغيرة ما يعرض للنساء فأتناول منه ما يسخط الله تعالى فيه فيعذّبنى عليه، ولست بفاعلة حتى يفارقها. فلما اجتمع أبو هريرة وأبو الدرداء بعبد الله وأعلماه بقول معاوية، ردّهما اليه يخطبان له منه، فأتياه؛ فقال: قد علمتما رضائى به وحرصى عليه، وكنت قد أعلمتكما الذى جعلت لها فى نفسها من الشّورى، فادخلا عليها واعرضا عليها الذى رأيت لها. فدخلا عليها وأعلماها؛ فقالت لهما ما قاله معاوية لها. فرجعا الى ابن سلّام وأعلماه بما قالته.

فلما ظن أنه لا يمنعها منه إلا فراق زينب أشهدهما بطلاقها وأعادهما الى ابنة معاوية.

__________

[1] عبارة الإمامة والسياسة: «فانى قد تخوّفت أن يدعو من يلى هذا الأمر من بعدى زهو السلطان وسرفه الى عضل نسائهم ... الخ» .

[2] تعضيل البنات: حبسهنّ عن الزواج ظلما. وفى الأصل: «الى تعطيل بناتهم» .

 

فأتيا معاوية وأعلماه بما كان من فراق عبد الله زوجته رغبة فى الاتصال با بنته؛ فأظهر معاوية كراهة فعله وفراقه لزينب وقال: ما استحسنت له طلاق امرأته ولا أحببته، فانصرفا فى عافية ثم عودا إليها وخذا رضاها. فقاما ثم عادا اليه، فأمرهما بالدخول على ابنته وسؤالها [1] عن رضاها تبرّيّا من الأمر، وقال: لم يكن لى أن أكرهها وقد جعلت لها الشورى فى نفسها. فدخلا عليها وأعلماها بطلاق عبد الله بن سلّام امرأته ليسرّها، وذكرا من فضله وكمال مروءته وكرم محتده؛ فقالت لهما: إنه فى قريش لرفيع القدر، وقد تعرفان أن الأناة فى الأمور أرفق لما يخاف من المحذور، وإنى سائلة عنه حتى أعرف دخلة أمره وأعلمكما بالذى يزيّنه الله لى، ولا قوّة إلا بالله؛ فقالا: وفّقك الله وخار لك. وانصرفا عنها، وأعلما عبد الله بقولها؛ فأنشد:

فإن يك صدر هذا اليوم ولّى ... فإنّ غدا لناظره قريب

وتحدّث الناس بما كان من طلاق عبد الله زينب وخطبته ابنة معاوية، ولا موه على مبادرته بالطلاق قبل إحكام أمره وإبرامه. ثم استحثّ عبد الله أبا هريرة وأبا الدرداء؛ فأتياها وقالا لها: اصنعى ما أنت صانعة واستخيرى الله، فإنه يهدى من استهداه؛ فقالت: أرجو، والحمد لله، أن يكون [2] الله قد خار [لى] ، وقد استبرأت [3] أمره وسألت عنه فوجدته غير ملائم ولا موافق لما أريد لنفسى، ولقد اختلف من استشرته فيه، فمنهم الناهى عنه و [منهم] الآمر به، واختلافهم أوّل ما كرهت.

فلما بلّغاه كلامها علم أنه مخدوع، وقال: ليس لأمر الله رادّ، ولا لما لا بدّ [4] منه

__________

[1] فى الأصل: « ... وسؤالهما ... » .

[2] فى كتاب الامامة والسياسة: «الحمد لله أرجو أن يكون ... » .

[3] فى الأساس: «استبرأت الشىء: طلبت آخره لأقطع الشبهة عنى» .

والمعنى هنا أنها استقصت جميع أموره حتى عرفته كل المعرفة.

[4] فى الأصل: «ولا لما لا يدنيه صاد» ولعله تحريف عما وضعناه، وأن الياء والدال من «يدنيه» محرّفتان عن «بد» وبقية الكلمة محرّفة عن «منه» . ويؤيد هذا أن عبارة «الامامة والسياسة» «ولا لما لا بد أن يكون منه صاد» .

 

صادّ؛ فإن المرء وإن كمل له حلمه واجتمع له عقله واستدّ رأيه ليس بدافع عن نفسه قدرا برأى ولا كيد. ولعل ما سرّوا به واستجذلوا [1] [له] لا يدوم لهم سروره، ولا يصرف عنهم محذوره. وذاع أمره وفشا فى الناس، وقالوا: خدعه معاوية حتى طلّق امرأته، وإنما أرادها لابنه، وقبّحوا فعله. فتمّت مكيدته هذه؛ لكن المقادير أتت بخلاف تدبيره وبضدّ تقديره. وذلك أنه لما انقضت أقراء زينب، وجّه معاوية أبا الدرداء الى العراق خاطبا لها على ابنه يزيد؛ فخرج حتى قدم الكوفة، وبها يومئذ الحسين بن علىّ رضى الله عنهما، فبدأ أبو الدرداء بزيارته، فسلم عليه الحسين وسأله عن سبب مقدمه؛ فقال: وجّهنى معاوية خاطبا على ابنه يزيد زينب بنت إسحاق؛ فقال له الحسين: لقد كنت أردت نكاحها وقصدت الإرسال اليها اذا انقضت أقراؤها، فلم يمنعنى من ذلك إلا تخيّر مثلك [2] ، فقد أتى الله بك، فاخطب- رحمك الله- علىّ وعليه، لتتخيّر من اختاره الله لها، وهى أمانة فى عنقك حتى تؤدّيها اليها، وأعطها من المهر مثل ما بذل معاوية عن ابنه؛ فقال: أفعل إن شاء الله. فلما دخل عليها أبو الدرداء قال: أيتها المرأة، إنّ الله خلق الأمور بقدرته، وكوّنها بعزته، فجعل لكل أمر قدرا، ولكل قدر سببا، فليس لأحد عن قدر الله مستحاص، ولا للخروج عن أمره مستناص؛ فكان مما [3] سبق لك وقدّر عليك الذى كان من فراق عبد الله بن سلّام إيّاك، ولعل ذلك لا يضرّك ويجعل الله فيه خيرا كثيرا؛ وقد خطبك أمير هذه الأمة وابن ملكها وولىّ عهده والخليفة من بعده

__________

[1] كذا فى «كتاب الامامة والسياسة» وفى الأصل: «ما سوّلوا به واستخذلوا» .

[2] فى الأصل وفى «كتاب الامامة والسياسة» : «فلم يمنعنى من ذلك الا تخيير مثلك ... » وظاهر أن الذى يلتئم مع السياق انما هو التخير وهو الانتقاء، اذ المراد هنا انتقاء الرسول الذى يحسن القيام بهذه السفارة.

[3] كذا فى كتاب الامامة والسياسة. وفى الأصل: «فكان ما سبق لك ... » .

 

يزيد بن معاوية، والحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيّد شباب أهل الجنة، وقد بلغك شأنهما وسناؤهما وفضلهما، وقد جئتك خاطبا عليهما، فاختارى أيّهما شئت؛ فسكتت طويلا ثم قالت: يا أبا الدرداء، لو أن هذا الأمر جاءنى وأنت غائب لأشخصت فيه الرسل إليك واتّبعت فيه رأيك ولم أقتطعه دونك، فأمّا إذ كنت أنت المرسل فقد فوّضت أمرى بعد الله إليك وجعلته فى يديك، فاخترلى أرضاهما لديك، والله شاهد عليك، فاقض فى أمرى بالتحرّى ولا يصدّنّك عن ذلك اتباع هوى، فليس أمرهما عليك خفيّا، ولا أنت عما طوّقتك غبيّا؛ فقال: أيتها المرأة، إنما علىّ إعلامك وعليك الاختيار لنفسك؛ قالت: عفا الله عنك! إنما أنا ابنة أخيك، ولا غنى لى عنك، فلا تمنعك رهبة أحد عن قول الحق فيما طوّقتك، فقد وجب عليك أداء الأمانة فيما حمّلتك؛ والله خير من روعى وخيف، إنه بنا خبير لطيف. فلما لم يجد بدّا من القول والإشارة قال: أى بنيّة، إن ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إلىّ وأرضى عندى، والله أعلم بخيرهما لك، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضع شفتيه على شفتى حسين، فضعى شفتيك حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم شفتيه؛ قالت: قد اخترته وأردته ورضيته. فتزوّجها الحسين وساق لها مهرا عظيما. فبلغ ذلك معاوية فتعاظمه ولام أبا الدرداء شديدا، وقال: من يرسل ذا بله وعمى يركب خلاف ما يهوى. وأما عبد الله ابن سلّام فإنّ معاوية اطّرحه وقطع عنه جميع روافده، لسوء قوله فيه وتهمته أنه خدعه، ولم يزل يجفوه حتى عيل صبره وقلّ ما فى يديه. فرجع الى العراق، وكان قد استودع زينب قبل طلاقه لها مالا عظيما ودرّا كثيرا، فظن أنها تجحده لسوء فعله بها وطلاقها من غير شىء كان منها، فلقى حسينا فسلّم عليه، ثم قال: قد علمت ما كان من خبرى وخبر زينب، وكنت قد استودعتها مالا ولم أقبضه، وأثنى عليها وقال له: ذاكرها أمرى واحضضها على ردّ مالى. فلما انصرف الحسين إليها قال لها: قد قدم عبد الله بن سلّام وهو يحسن الثناء عليك ويحمل النشر عنك فى حسن صحبتك وما آنسه قديما من أمانتك، فسرّنى ذلك وأعجبنى، وذكر أنه كان قد استودعك مالا، فأدّى إليه أمانته وردّى عليه ماله، فإنه لم يقل إلا صدقا ولم يطلب إلا حقا؛ فقالت:

صدق، استودعنى مالا لا أدرى ما هو، فادفعه اليه بطابعه؛ فأثنى عليها حسين خيرا وقال: ألا أدخله عليك حتى تتبرّئى إليه منه كما دفعه اليك؟ ثم لقى عبد الله وقال:

ما أنكرت مالك، وإنها زعمت أنه بطابعك، فادخل اليها وتسلّم مالك منها؛ فقال:

أو ما تأمر من يدفعه إلىّ؟ قال: لا! بل تقبضه منها كما دفعته إليها. ودخل عليها حسين وقال: هذا عبد الله قد جاء يطلب وديعته؛ فأخرجت اليه البدر فوضعتها بين يديه وقالت: هذا مالك؛ فشكر وأثنى. وخرج حسين عنهما، وفضّ عبد الله ابن سلّام خواتم بدرة [1] وحثى لها من ذلك وقال: خذى فهو قليل منى؛ فاستعبرا جميعا حتى علت أصواتهما بالبكاء أسفا على ما ابتليا به؛ فدخل الحسين عليهما وقد رقّ لهما فقال: أشهد الله أنها طالق ثلاثا، اللهم قد تعلم أنى لم أستنكحها رغبة فى مالها ولا جمالها، ولكنى أردت إحلالها لبعلها. فسألها عبد الله أن تصرف الى حسين ما كان قد ساق إليها من مهر؛ فأجابته الى ذلك؛ فلم يقبله الحسين وقال:

الذى أرجو إليه من الثواب خير لى. فلما انقضت أقراؤها تزوّجها عبد الله، وحرمها الله تعالى يزيد بن معاوية.

 

دليل على شكلية طقوس التطهر الوهمية الإسلامية

 

في حالة عدم وجود ماء يكتفي المسلم بمجرد مسح مرفقيه وفي رواية كفيه فقط بالتراب

 

روى البخاري معلَّقًا قبل حديث رقم 345

بَاب إِذَا خَافَ الْجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ الْمَرَضَ أَوْ الْمَوْتَ أَوْ خَافَ الْعَطَشَ تَيَمَّمَ وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَتَيَمَّمَ وَتَلَا{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ

 

وروى أبو داوود في سننه:

 

334 - حدثنا ابن المثنى أخبرنا وهب بن جرير أخبرنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير [ المصري ] عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ " فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا

 [ قال أبو داود عبد الرحمن بن جبير مصري مولى خارجة بن حذافة وليس هو ابن جبير بن نفير ] .

 

قال الألباني:  صحيح

 

335 - حدثنا محمد بن سلمة [ المرادي ] أخبرنا ابن وهب عن ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص كان على سرية وذكر الحديث نحوه قال فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم فذكر نحوه ولم يذكر التيمم

 قال أبو داود وروى هذه القصة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال فيه " فتيمم " .

 

قال الألباني: صحيح

 

ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (878) والحاكم في المستدرك 629 والدارقطني 1/178 وابن المنذر في "الأوسط" 2/27، وابن حبان (1315)، والدارقطني 1/179، والبيهقي 1/226، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جبير من "التهذيب" 17/32-33، وفي ترجمة أبي قيس 34/208، وابن حجر في "التغليق" 2/188-191، وأحمد بن حنبل 17812.

 

وروى أحمد:

 

18328 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى، وَعَبْدِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، وَقَدْ أَجْنَبَ شَهْرًا مَا كَانَ يَتَيَمَّمُ ؟ قَالَ: لَا، وَلَوْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذَا، لَأَوْشَكُوا إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا الصَّعِيدَ، ثُمَّ يُصَلُّوا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: إِنَّمَا كَرِهْتُمْ ذَا لِهَذَا ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَلَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ عَمَّارٍ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، فَأَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ " وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبَتِهَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ، لَمْ يُجِزْ الْأَعْمَشُ الْكَفَّيْنِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ .

 

لفظ البخاري: "قلتُ وإنما كرهتم هذا لذا". فجعل الحافظ في "الفتح" القائل هو الأعمش، أخذاً من رواية أخرى عند البخاري برقم (347) سأل فيها الأعمش شقيقاً هذا السؤال، كما سيرد أيضاً برقم (18334) ، المصرح في رواية أحمد هذه أن القائل هو أبو موسى الأشعري، والظاهر أن الحافظ لم يطلع عليها. إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه بتمامه ومختصراً بن أبي شيبة 1/157-158 و158، والبخاري (347) ، ومسلم (368) ، وأبو داود (321) ، والنسائي في "المجتبى" 1/170-171، وفي "الكبرى" (308) ، وابن خزيمة (270) ، وابن حبان (1304) ، والدارقطني1/179- 180 من طريق أبي معاوية بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (346) من طريَق حفص بن غياث، وأبو عوانة 1/303-304 من طريق الوليد بن القاسم الهمداني، كلاهما عن الأعمش، به. وسيرد بالأرقام (18329) و (18330) و (18334) و4/398-399 وانظر (18315) و (18332) .

وقوله: ألم تر عمر لم يقنع بقول عمار، جاء بأتم من هذا في رواية مسلم، ففيها: قال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية، فأجنبنا، فلم نجد ماء، فأما أنت فلم تُصَلّ، وأما أنا فتمعكتُ في التراب، وصليت، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ... وذكر الحديث، فقال عمر: اتق الله يا عمار، قال: إن شئت لم أحدث به. فقال عمر: نوليك ما توليت. قال النووي في "شرحه" على مسلم: معنى قول عمر: اتق الله يا عمار، أي: فيما ترويه، وتثبت فيه، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك، فإني كنت معك، ولا أتذكر شيئاً من هذا، ومعنى قول عمار: إن رأيت المصلحة في الإمساك عن التحديث به راجحة على التحديث به وافقتُك، وأمسكت، فإني قد بلغته، فلم يبق عليَّ فيه حرج، فقال له عمر: نوليك ما توليت، أي : لا يلزم من كوني لا أتذكره ألا يكون حقا في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به.

قال الحافظ في "الفتح" 1/457: وبه يتضح عذر عمر، وأما ابن مسعود، فلا عذر له في التوقف عن قبول حديث عمار، فلهذا جاء عنه أنه رجع عن الفتيا بذلك.

وفي باب التيمم للجنابة عن ابن عباس سلف برقم (3056) . وعن أبي هريرة سلف برقم (7747) . وعن عمرو بن العاص سلف.

 

21304 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا، فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ، وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، وَقَدْ نُعِتَ لِي أَبُو ذَرٍّ، فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ مِنًى فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَإِذَا شَيْخٌ مَعْرُوقٌ آدَمُ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِطْرِيٌّ، فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا، وَأَطْوَلَهَا، فَلَمَّا فَرَغَ رَدَّ عَلَيَّ، قُلْتُ: أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلِي لَيَزْعُمُونَ ذَلِكَ قَالَ: كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللهُ لِلْإِسْلَامِ، وَأَهَمَّنِي دِينِي، وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي، فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُ أَبَا ذَرٍّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ، قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ، فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا، فَكُنْتُ أَعْزُبُ مِنَ الْمَاءِ، وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ، فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِصْفَ النَّهَارِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَنَزَلْتُ عَنِ الْبَعِيرِ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: "وَمَا أَهْلَكَكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ، فَدَعَا إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهِ، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ، مَا هُوَ بِمَلْآنَ، إِنَّهُ لَيَتَخَضْخَضُ، فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ، وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ، فَأَمِسَّ بَشَرَتَكَ "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل العامري -وهو عمرو بن بجدان- كما سماه خالد الحذاء في الروايتين الآتيتين برقم (21371) و (21568) ، وعمرو بن بجدان هذا تفرد بالرواية عنه أبو قلابة ووثقه العجلي وابن حبان، وصحح حديثه هذا الترمذي وابن حبان والحاكم وغيرهم. وروى حديث أبي ذر هذا أبو هريرة بسند صحيح كما سيأتي. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/156-157، والدارقطني 1/187 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. مختصراً دون القصة.//وأخرجه بنحوه الطيالسي (484) ، وعبد الرزاق (912) ، وأبو داود (333) ، من طرق عن أيوب السختياني، به.// وسيأتي في الرواية التالية برقم (21305) من طريق شعبة، عن أيوب، نسب الرجل المبهم فيها قشيرياً، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في حاشية "سنن الترمذي" 1/215: وهذا الرجل هو الأول نفسه، لأن بني قشير من بني عامر كما في "الاشتقاق" لابن دُريد ص181، وهو عمرو بن بجدان نفسه.//وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1355) عن أحمد بن محمد بن صدقة، عن مقدم بن محمد المقدمي، عن القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: كان أبو ذر في غنيمة له، فذكره.//قال الهيثمي في "المجمع" 1/261: ورجاله رجال الصحيح، وهو كما قال.//وأخرجه البزار (310 - كشف الأستار) عن مقدم بن محمد، به، ولم يذكر القصة واقتصر على المرفوع. وله طريق أخرى سلفت في المسند برقم (7747) بلفظ: جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني أكون في الرَّمل أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيكون فينا النفساء، والحائض والجنب، فما ترى؟ قال: "عليك بالتراب".// وسلف قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" ضمن حديث أبي ذر برقم (21299) .

 

وروى البخاري:

335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ َح قَال وحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً

 

وانظر أحمد (21299 ) و(21314) و(21435) و(21305) و(21328) و(21334) و(7068)

 

إذا أراد إعادة الجماع (ممارسة الجنس) يتوضأ أولًا

 

روى مسلم:

 

[ 308 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث ح وحدثنا أبو كريب أخبرنا بن أبي زائدة ح وحدثني عمرو الناقد وابن نمير قالا حدثنا مروان بن معاوية الفزاري كلهم عن عاصم عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ زاد أبو بكر في حديثه بينهما وضوءا وقال ثم أراد أن يعاود

 

ورواه أحمد 11036 و11161 و11227 و11523

 

وقد رفض الشافعي هذا الحكم فقهيًّا، وعلق عليه البيهقي في السنن الكبرى:

 

ونقل البيهقي في "السنن" 7/192 في باب الجنب يتوضأ كلما أراد إتيان واحدة أو أراد العود. قول الشافعي رحمه الله: قد روي فيه حديث وإن كان مما لا يثبت مثله، واعتذر عنه بقوله: إن كان الشافعي رحمه الله أراد هذا الحديث، فهذا إسناد صحيح، ولعله لم يقفْ على إسناده.

 

ومعظم المسلمين ليس عملهم على هذا الحديث والتعليم الخرافي.

 

الوضوء من لحوم الجمال

 

روى مسلم:

 

[ 360 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا

 

ورواه أحمد 20925 بإسناد حسن من أجل جعفر بن أبي ثور، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن سليمان، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب. وأخرجه ابن خزيمة (31) ، وأبو عوانة 1/270 و396 و401-402، والطحاوي 1/70 و384، وابن حبان (1124) و (1154) و (1156) ، وابن حزم في "المحلى" 1/242، والطبراني (1866) ، والبيهقي 1/158 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (360) ، والطبراني (1867) ، وابن حزم 1/242 من طريق شيبان بن فروخ، عن عثمان بن عبد الله، به- وقرن به عند مسلم وابن حزم أشعث بن أبي الشعثاء. ورواه أحمد من طريق عثمان بن موهب عن جعفر برقم (21015). وأخرجه الطبراني . في "الكبير" (7106) ، والحاكم 3/617 من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، عن إسماعيل بن عبد الله بن موهب، عن عثمان ابن عبد الله بن موهب، عن جابر بن سمرة، عن أبيه سمرة. فجعلاه من مسند سمرة. قلنا: وسليمان الشاذكوني متروك، وسقط من مطبوع "المستدرك" عثمان ابن عبد الله بن موهب. وفي الباب حديث سليك الغطفاني هو عند الطبراني في "الكبير" (6713) .

 

لعل سبب أمره بذلك أنها كانت تعتبر نجسة في شريعة اللاويين الخرافية من توراة اليهود، ورغم اتباعه الشديد لها في أول تأسيسه لدينه، فلا شك أنه واجه ضغوطًا منعت تحريم لحوم الجمال لأنها كانت مصدرًا رئيسيًا للغذاء في البيئة الصحراوية، لصمودها في الحر وتغذيها على الصبار والشوكيات في الصحراء, وهذا أمر بلا معنى، فلحوم الجمال طاهرة لا نجاسة أو ضرر فيها، والوضوء لن يزيل شيئًا من الجوف والبطن.

 

من استجمر فليوتر

 

روى البخاري:

 

161 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ

 

ورواه مسلم 237 وأحمد 7221

 

وروى أحمد:

 

(7345) 7340- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، يَرْفَعُهُ : إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. (2/245).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (957) ، ومسلم (237) (20) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7300) .

قال ابن الأثير في "النهاية" 5/147: الوتير: الفرد، وتكسر واوه وتفتح، فالله واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و"يحب الوتر"، أي: يثيب عليه، ويقبله من عامله.

 

والمقصود من استنجى وتطهر بمس الحجارة والحصى، لأن القوم كانوا لا يتوفر عندهم في صحرائهم ماء وفير في أحيان كثيرة، فليستعمل رقمًا فرديًّا مثل 1 و3 و5 إلخ. هذه تعاليم مضحكة لا نحتاجها كناس متمدنين لدينا مواسير مياه وإمداد دائم للمياه من الأنهار أو بتحلية المياه في بلدان أخرى. ولا معنى للتمسك بأرقام كهذه، وفي حديث الغسل من ولوغ الكلب في الإناء سبع مرات وهو خرافة انتقدتها.

 

ومن نظريات محمد اللاهوتية الغريبة أن الله فرد ورقم فردي، لذلك هو يحب الأرقام الفردية! روى البخاري:

 

6410 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قَالَ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ

 

ورواه مسلم 2677 وأحمد 7502

 

ولذلك يفضل الصلاة في النوافل بحيث تنتهي بعدد فردي للركعات، روى أحمد:

 

877- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ، أَوْتِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ.

 

إسناده قوي، زكريا- وهو ابن أبي زائدة- ذكر فيمن سَمِعَ من أبي إسحاق بعدَ تغيره، وقد أخرج له الشيخانِ من روايته عن أبي إسحاق، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1416) عن إبراهيم بنِ موسى، عن عيسى بنِ يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1214) و (1225) و (1228) و (1262) . وانظر (1232) .

 

6439- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى ، مَثْنَى ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.

 

الأحلام كوسيلة للتنبؤات الخرافية وهو تفسير خرافي لها

 

تحدثت عن الأحلام في نقدي للقرآن والتفسير العلمي من علم النفس لها، في مقابل الأساطير الدينية الخزعبلية البدائية، ولشدة اهتمامهم بهراء الأحلام كنبوآت، روى البخاري:

 

6987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ

 

7017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ عَوْفًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَمَا كَانَ مِنْ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ قَالَ وَكَانَ يُقَالُ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ حَدِيثُ النَّفْسِ وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ وَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ قَالَ وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ فِي النَّوْمِ وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ الْقَيْدُ وَيُقَالُ الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ وَرَوَى قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَأَبُو هِلَالٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْرَجَهُ بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ وَحَدِيثُ عَوْفٍ أَبْيَنُ وَقَالَ يُونُسُ لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَيْدِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ لَا تَكُونُ الْأَغْلَالُ إِلَّا فِي الْأَعْنَاقِ

 

6990 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ

 

7042 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَلَيْسَ بِنَافِخٍ قَالَ سُفْيَانُ وَصَلَهُ لَنا أَيُّوبُ وَقَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ مَنْ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً وَمَنْ تَحَلَّمَ وَمَنْ اسْتَمَعَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَنْ اسْتَمَعَ وَمَنْ تَحَلَّمَ وَمَنْ صَوَّرَ نَحْوَهُ تَابَعَهُ هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ

 

7043 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ

 

110 - حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ

ورواه أحمد 1866 و7168 و2895 و7183 و7643 و4678 و8763 و8819 و9656 ومسلم 2268 و2263 وغيرها.

 

وروى مسلم:

 

[ 2263 ] وحدثنا إسماعيل بن الخليل أخبرنا علي بن مسهر عن الأعمش ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المسلم يراها أو ترى له وفي حديث بن مسهر الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة

 

العقلية الخرافية الشعبية لا تزال تعتقد أن للأحلام علاقة بأمور ستحدث في المستقبل، لذلك اهتموا جدًّا بعدم الكذب فيها، وحسن تفسيرها، هناك ناس صاروا من أصحاب المال الكثير بتقديم برامج في هذا الهراء ونشر الجهل والخرافة. في عصر حكم الإخوان ادعى أحدهم أنه رأى "رسول الله" يعني محمدًا يؤيد ويبشر بمرسي! مخابيل كثيرون آنذاك ساروا بحماسة وراء ذلك. ادعت الأحاديث أن من رأى محمدًا يكون رآه حقًّا، لكنك ستجد كثيرًا من المرضى النفسيين والمخابيل والسذج يقولون لك وبصدق تام في الحقيقة أنهم رأوا محمدًا في أحلامهم وأنه بشرهم بأمور أو حذرهم من أخرى أو أوصاهم بأشياء..إلخ

 

وروى البخاري:

 

6985 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ

 

7005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفُرْسَانِهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ الْحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَلَنْ يَضُرَّهُ

6995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَرَاءَى بِي

 

5747 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا

 

7044 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ وَأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي حَتَّى سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ اللَّهِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَلْيَتْفِلْ ثَلَاثًا وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ

 

ورواه احمد 1866 و2525 و5998 و5711 و3383 و1900 و6009 و22583 و22593 و22722 و8313 وغيرها ومسلم 2264 و2265

 

وروى مسلم:

 

[ 2268 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأعرابي جاءه فقال إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام

 

 [ 2268 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتدت على أثره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يخطب فقال لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه

[ 2268 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس وفي رواية أبي بكر إذا لعب بأحدكم ولم يذكر الشيطان

 

وروى أحمد:

 

14383 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ، فَسَقَطَ رَأْسِي، فَاتَّبَعْتُهُ، فَأَخَذْتُهُ فَأَعَدْتُهُ مَكَانَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ، فَلَا يُحَدِّثَنَّ بِهِ النَّاسَ"

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم. وأخرجه ابن ماجه (3912) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "الإتحاف" 3/166، والبغوي (3280) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/57، وعبد بن حميد (1031) ، ومسلم (2268) (15) و (16) ، وأبو يعلى (2274) من طرق عن الأعمش، به. وانظر (14293) و8763 و14779 و15110 و14780 و11054.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

8177 - حدثنا أبو حفص أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا إسحاق بن أحمد بن صفوان البخاري ثنا يحيى بن جعفر البخاري ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرؤيا تقع على ما تعبر ومثل ذلك رجل رفع رجله فهو ينتظر فهو متى يضعها فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح، قلنا: وفي اتصاله وقفة، فهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20354) مرسلاً.

 

وروى الدارمي في سننه:

 

2163 - أخبرنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس هو بن بكير أخبرنا بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب الا تركها حاملا فتاتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فتقول ان زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم ان سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعورا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله صلى الله عليه و سلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها عم تسألين رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أمة الله فقالت رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فاسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت فأخبريني ما هي قالت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكي فقال لهاما لها يا عائشة فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مه يا عائشة إذا عبرتم المسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها فمات والله زوجها ولا أراها الا ولدت غلاما فاجرا إلا ولدت غلاما فاجرا

 

إسناده رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق قد عنعن ومع ذلك فقد قال الحافظ في الفتح إسناده حسن ( قلت : وكذا قال الأرناؤوطان في تحقيق زاد المعاد : إسناده حسن )

 

وجاء في التفسير من سنن سعيد بن منصور:

 

89- حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ مصحف يُنْقَطُ بالعَرَبِيَّة؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، أَوَما بَلَغَكَ عَنْ كِتَابِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَتَبَ: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ، وَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ، وَأَحْسِنُوا عِبَارَةَ الرُّؤْيَا؟

قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: وَسَأَلْتُ ابْنَ سِيرِينَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَزِيدُوا فِي الحروف.

 

إسنده حسن إلى الحسن البصري وابن سيرين؛ رجاله ثقات عدا عبد الرحمن بن زياد فصدوق، وهو صحيح لغيره إليهما، فإن ابن زياد قد توبع كما سيأتي. وأما نقل الحسن عن عمر فضعيف؛ لأنه أخذه بلاغًا عن كتابه كما يظهر من السياق، والحسن إنما ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر - رضي الله عنه - كما في "التهذيب" (2 / 263). والحديث أخرجه البيهقي في "الشعب" (5 / 599 - 600) من طريق المصنف، به مثله، إلا أنه قال: ((المصحف)) ، ولم يذكر سؤال أبي رجاء لابن سيرين. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4 / 323 - 324 رقم 7948). وابن أبي شيبة في "المصنف" (10 / 458 رقم 9971). ومن طريقه الداني في "المحكم" (ص11). وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (ص158 و 159 و 160). أما عبد الرزاق فمن طريق عبد الله بن كثير، وأما ابن أبي شيبة فمن طريق أبي داود الطيالسي، وأما ابن أبي داود فمن طريق محمد بن جعفر غندر ومسكين، جميعهم عن شعبة، به نحوه، إلا أن رواية ابن أبي داود عن غندر إنما ذكر فيها سؤال أبي رجاء لابن سيرين، وأما روايته عن مسكين ففرّقها، فجعل سؤال الحسن في موضع، وسؤال ابن سيرين في موضع آخر، وأما رواية الداني للحديث من طريق ابن أبي شيبة فإنما ذكر فيها سؤال ابن سيرين فقط. والحديث أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ص320 رقم 750) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة متابعًا لشعبة، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحَمَّدِ بْنِ سيف قال: قلت للحسن: ما تقول فيمن يتعلم العربية، أما يخاف أن يكون يزيد في الهجاء؟ فقال: ليس به بأس، قال عمر بن الخطاب: عليكم بالتفقه في الدين، والتفهم في العربية، وحسن العبارة.

 

هذه تفسيرات خرافية للأحلام تغرق في ظلمات الجهل الدينيّ، نور العلم وضّح لنا سبب الأحلام كشيء ناتج عن العقل اللاواعي أو العقل الباطن كما يسميه علماء النفس. واعتقدوا أن الكوابيس أو الأحلام المزعجة يجب عدم حكيها لكيلا تتحقق، لا يزال بؤساء وجهال العرب يعتقدون بهذه الخزعبلات، على العكس كان سيجمُند فرويد يعتمد على الأحلام والأحلام المزعجة أو الكوابيس ومعه باقي علماء النفس لفهم (النساية) أو ما يخبؤه العقل الباطن من أسباب المرض النفسي وقد نسيه أو تجاهله وأغفله العقل الواعي وذاكرته. نصيحة الإسلام بعدم ذكر الحلم المزعج ربما على العكس لا تساعد على شفاء المريض لو كان الأمر مرتبطًا بمرض نفسي، لأن الأحلام في تلك الحالة تكشف سر المرض وعقدته والنساية. أما الأخ الذي رأى رأسه يتدحرج فلعله عنده خوف من القتل بسبب اشتراكه في إرهاب وعدوان محمد وقطعه للطرق، فيفترَض أن الإنسان يضطر فقط للحرب للدفاع عن حق أو استرداده، أما العدوان واستفزاز الآخرين فهو بمثابة سعي للحرب واحتمال الموت.

 

واعتقدوا بمقدرة الأحلام على التنبؤ بالمستقبل، روى البخاري:

 

7018 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ قَالَ وَمَا يُدْرِيكِ قُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ قَالَتْ وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ

 

7019 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ

 

7033 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ قَالَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي ذَكَرَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَفُظِعْتُهُمَا وَكَرِهْتُهُمَا فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزٌ بِالْيَمَنِ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ

 

4373 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أَرَيْتُ فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ

 

4375 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ

 

وفسر محمد الكوابيس التي أصابت الأطفال والمراهقين السذج بسبب دينه القائم على التخويف بأنها علامات على التقوى أو إنذارات ما من الله، روى البخاري:

7029- حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَأَنَا غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَبَيْتِي الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَرَأَيْتَ مِثْلَ مَا يَرَى هَؤُلَاءِ فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلَانِ بِي إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا بَيْنَهُمَا أَدْعُو اللَّهَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ ثُمَّ أُرَانِي لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ لَنْ تُرَاعَ نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ لَوْ كُنْتَ تُكْثِرُ الصَّلَاةَ فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ لَهُ قُرُونٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ بِيَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا مُعَلَّقِينَ بِالسَّلَاسِلِ رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ فَانْصَرَفُوا بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ نَافِعٌ فَلَمْ يَزَلْ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ

 

الأحلام كوسيلة لمعرفة صحيح الدين والطقوس والأخلاق والقرارات بزعمهم

 

روى البخاري:

 

1567 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَمَرَنِي فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَعُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي أَقِمْ عِنْدِي فَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِمَ فَقَالَ لِلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ

 

1688 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ الْمُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِهَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ الْهَدْيِ فَقَالَ فِيهَا جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ قَالَ وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُنَادِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَالَ آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ

 

رواه أحمد 2158 ومسلم 1242

 

2687 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 116 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن سليمان قال أبو بكر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة قال حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال مالي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر

وروى ابن أبي شيبة:

 

39050- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جمهان ، قَالَ : كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ دَعَوْنِي حَتَّى كِدْت أَنْ أَدْخُلَ فِيهِمْ ، فَرَأَتْ أُخْتَ أَبِي بِلاَلٍ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهَا رَأَتْ أَبَا بِلاَلٍ أَهْلَبَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، مَا شَأْنُك ، قَالَ : فَقَالَ : جُعِلْنَا بَعْدَكُمْ كِلاَبَ أَهْلِ النَّارِ.

 

38999- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : رَأَى فِي الْمَنَامِ أَبُو المَيْسَرَةَ عَمْرَو بْنُ شُرَحْبِيلَ ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّي أُدْخِلْت الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ قِبَابًا مَضْرُوبَةً ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : هَذِهِ لِذِي الْكَلاَعِ وَحَوْشَبٍ ، وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ ، قَالُوا : أَمَامَك قُلْتُ : وَكَيْفَ وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، قَالَ : قِيلَ : إنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ ، قَالَ : فَقِيلَ : لَقُوا بَرَحًا.

 

39019- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : حدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ ، أَنَّ قَاضِيًا مِنْ قُضَاةِ الشَّامِ أَتَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، رُؤْيَا أَفْظَعَتْنِي ، قَالَ : مَا هِيَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يَقْتَتِلاَنِ ، وَالنُّجُومُ مَعَهُمَا نِصْفَيْنِ ، قَالَ : فَمَعَ أَيَّتِهِمَا كُنْت ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْقَمَرِ عَلَى الشَّمْسِ ، فَقَالَ عُمَرُ : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} فَانْطَلِقْ فَوَاللهِ لاَ تَعْمَلُ لِي عَمَلاً أَبَدًا ، قَالَ عَطَاءٌ : فَبَلَغَنِي ، أَنَّهُ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ.

 

الأحلام بوضوح هي تمنيات وغرائز ورغبات العقل الباطن اللاواعي أو النصف واعٍ ومستقل الوعي تقريبًا، فهي لا تصلح كمقياس للأخلاق أو تقييم الناس، وهناك قصة طريفة في وفيات الأعيان لابن خلكان:

 

وكان شريك يشاحن الربيع صاحب شرطة المهدي، فكان يحمل المهدي عليه، فدخل شريك يوماً على المهدي فقال له المهدي: بلغني أنك ولدت في قوصرة، قال: يا أمير المؤمنين، ولدت بخراسان والقواصر هناك عزيزة، قال: إني لأراك فاطمياً خبيثاً، قال: والله إني لأحب فاطمة، وأبا فاطمة صلى الله عليه وسلم، قال: وأنا والله أحبهما، ولكني رأيتك في منامي مصروفاً وجهك عني، وما ذاك إلا لبغضك لنا، وما أراني إلا قاتلك لأنك زنديق، قال: يا أمير المؤمنين إن الدماء لا تسفك بالأحلام، وليست رؤياك رؤيا يوسف عليه السلام؛ وأما قولك إني زنديق فإن للزنادقة علامة يعرفون بها، قال: وما هي قال: شرب الخمور والضرب بالطنبور، قال: صدقت أبا عبد الله، وأنت خير من الذي حملني عليك.

 

من يعاشر عامة المسلمين يرى عجبًا في ذلك الصدد، فهم يتصورون أن الأحلام رؤى مقدسة تحتاج تفسيرًا وليس محض عبث عقل باطن، وفي عصر حكم مرسي عن الإخوان المسلمين لمصر كان هناك عجب العجب من أحلام مزعومة عن مباركة محمد نفسه لمرسي وأنه يفتح القدس ويحررها من اليهود إلى آخر ذلك الهراء الغث.

 

رمي الحصى أو رمي الجمرات

 

روى البخاري:

 

1752 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ثُمَّ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى كَذَلِكَ فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلًا فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا وَيَقُولُ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ

 

 1753 - وَقَالَ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي تَلِي مَسْجِدَ مِنًى يَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ تَقَدَّمَ أَمَامَهَا فَوَقَفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ ثُمَّ يَأْتِي الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ ثُمَّ يَنْحَدِرُ ذَاتَ الْيَسَارِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ فَيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو ثُمَّ يَأْتِي الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَيَرْمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا قَالَ الزُّهْرِيُّ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ مِثْلَ هَذَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ

ورواه أحمد 6404 ومسلم 1218 و1296

 

ومن مرويات مسلم نذكر:

 

[ 1296 ] وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا بن مسهر عن الأعمش قال سمعت الحجاج بن يوسف يقول وهو يخطب على المنبر ألفوا القرآن كما ألفه جبريل السورة التي يذكر فيها البقرة والسورة التي يذكر فيها النساء والسورة التي يذكر فيها آل عمران قال فلقيت إبراهيم فأخبرته بقوله فسبه وقال حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع عبد الله بن مسعود فأتى جمرة العقبة فاستبطن الوادي فأستعرضها فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة قال فقلت يا أبا عبد الرحمن إن الناس يرمونها من فوقها فقال هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة

 

طقس رمي الحصى أو الجمرات في الحج معروف لكل مسلم ومسلم سابق ولكل دارس للإسلام. هذه طقوس خرافية بدائية بحتة ذات أصل وثني، وبصرف النظر عن بعض تفسيرات المسلمين أنه رجم للشيطان سواء حقيقي أم رمزي (انظر أحمد 2707)، فعلم الأديان يفيدنا أن الطقوس في الأديان البدائية كثيرًا ما كانت تجيء بدون أسطورة تبنى عليها وبدون تفسير عقلاني أو سبب مفهوم. ما الذي يجعل رجلًا بالغًا راشدًا عاقلًا يرمي حصى بدون سبب وبدون هدف ما؟! ربما هذا سينسحب على كل طقوس الحج الخرافية، فلماذا التكلف بسفر مرهق مكلف لأجل عدم جدوى وعبث، ولماذا طواف حول كتلة وبناء حجري سبع دورات أو لفّات؟! يصعب على عقلية عقلانية مفكرة بلع أمور خرافية كهذه. وبالتأكيد لكل إنسان حريته الكاملة في الاعتقاد وممارسة ما يشاء من طقوس دينية، طالما لا يضر أو يزعج الآخرين.

 

رفع اليدين في الصلاة

 

روى أحمد:

 

23599 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لَهُ: مَا كُنْتَ أَقْدَمَنَا صُحْبَةً، وَلَا أَكْثَرَنَا لَهُ تَبَاعَةً، قَالَ: بَلَى . قَالُوا: فَاعْرِضْ . قَالَ: كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَى بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ " فَرَكَعَ ثُمَّ اعْتَدَلَ فَلَمْ يَصُبَّ رَأْسَهُ، وَلَمْ يَقْنَعْهُ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ رَفَعَ وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ مُعْتَدِلًا، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ "، ثُمَّ جَافَى وَفَتَحَ عَضُدَيْهِ عَنْ بَطْنِهِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَقَعَدَ عَلَيْهَا، وَاعْتَدَلَ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَوَى سَاجِدًا وَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ "، ثُمَّ ثَنَى رِجْلَهُ وَقَعَدَ عَلَيْهَا حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عُضْوٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ نَهَضَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ صَنَعَ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّكْعَةُ الَّتِي تَنْقَضِي فِيهَا الصَّلَاةُ أَخَّرَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَقَعَدَ عَلَى شِقِّهِ مُتَوَرِّكًا، ثُمَّ سَلَّمَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، ومحمد بن عطاء: هو محمد بن عمرو بن عطاء القرشي. وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري في "رفع اليدين" (3) ، وأبو داود (730) و (963) ، وابن ماجه (862) ، والترمذي (304) ، والبزار في "مسنده" (3711) ، والنسائي 2/187 و211 و3 /2-3 و34-35، وابن خزيمة (587) و (651) و (685) و (700) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1403) و (1446) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/228، وابن حبان (1865) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (3248) ، والبغوي في "شرح السنة" (555) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/78-79 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي. حديث حسن صحيح. وأخرجه أيضا مطولا ومختصرا ابن أبي شيبة 1/235 و288-289، والدارمي (1356) ، والبخاري في "رفع اليدين" (4) ، وأبو داود (730) و (963) ، وابن ماجه (803) و (1061) ، والترمذي (305) ، وابن الجارود (192) و (193) ، وابن خزيمة (588) و (625) و (677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/195 و223 و228 و230 و258، وابن حبان (1867) و (1870) و (1876) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/72 و116 و118 و123 و129 و137، وفي "معرفة السنن والآثار" (3248) و (3249) و (3629) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/52-53، والبغوي (556) من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، به. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (3046) ، والبخاري في "الصحيح" (828) ، وأبو داود (731) و (732) و (964) و (965) ، وابن خزيمة (643) و (652) ، والطحاوي 1/258 و259، وابن حبان (1869) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/84 و84-85 و97 و102 و116 و127 و127-128 و128، وفي "معرفة السنن والآثار" (3623) و (3624) و (3625) ، والبغوي (557) من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به. أخرجه أبو داود (733) ، والطحاوي 1/260، وابن حبان (1866) ، والبيهقي 2/101 و118 من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك (وتحرف في بعض المصادر إلى: أخبرني مالك!) عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلس ... فذكره - ووقع فيه عندهم غير ابن حبان: عباس أو عياش. وذهب ابن حبان في "صحيحه" 5/182 إلى أن هذين الطريقين محفوظان، وأن محمد بن عمرو بن عطاء سمع هذا الخبر من أبي حميد الساعدي ومن عباس ابن سهل. قلنا: لكن روايته لهذا الخبر عن أبي حميد أصح وأقوى، فقد روي عنه على هذا الوجه من طريقين صحيحين، ووقع فيهما التصريح بسماع محمد بن عمرو بن عطاء من أبي حميد، وأما عبد الله بن عيسى بن مالك فليس بالمشهور، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وجهله ابن المديني، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن عيسى بن مالك أيضا عن عياش أو عباس بن سهل الساعدي، ولم يذكر فيه محمد بن عمرو بن عطاء، أخرجه هكذا أبو داود (735) و (966) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6071) و (6072) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (763) ، والبيهقي 2/115. وأخرجه مطولا ومختصرا الدارمي (1307) ، والبخاري في "رفع اليدين" (5) ، وأبو داود (734) و (735) و (967) ، والترمذي (260) و (270) ، و (293) ، وابن ماجه (863) ، والبزار في "مسنده" (3712) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند ابن عباس) 1/190 و191، وابن خزيمة (589) و (608) و (637) و (640) و (689) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1402) و (1437) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/223 و229-230 و257-260، وابن حبان (1871) ، والبيهقي في "السنن" 2/73 و85 و112 و121 و128-129، وفي "المعرفة" (3246) و (3554) من طريق فليح بن سليمان، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/260 من طريق عيسى بن عبد الرحمن العدوي، كلاهما عن عباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي. زاد فليح في صفة السجود كما في بعض المصادر: فأمكن جبهته وأنفه من الأرض. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (6) ، وابن خزيمة (681) من طريق ابن إسحاق، عن العباس بن سهل الساعدي قال: كنت بالسوق مع أبي قتادة وأبي أسيد وأبي حميد كلهم يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا لأحدهم: صل، فكبر.. إلخ . ورواية البخاري مختصرة. وقد أشار البخاري إلى حديث أبي حميد هذا في عدة أبواب من كتاب الصلاة في "صحيحه". وفي الباب عن عبد بن الرحمن بن أبزى، سلف برقم (15371) ، ونزيد على ما ذكرناه عنده من أحاديث الباب: عن وائل بن حجر، سلف برقم (18850). وعن مالك بن الحويرث، سلف برقم (20539). وعن عائشة، سيأتي برقم (24030) .

 

يُعتقَد أن رفع اليدين في الصلاة له أصل قبل إسلامي كطقس لصلاة الوثنيين، وأنه لطرد الشياطين الخرافية، فيما قرأت في (مصادر الإسلام) لابن الوراق ترجمة ابن المقفع، وهو فصل من كتابه (لماذا لست مسلمًا)، وأذكر أني شاهدت صلاة الصابئة العراقيين في كتاب به صورة لها وفيه رفع اليدين، وهو ما يؤكد قدم هذا الطقس. يوجد كتاب كامل كتبه البخاري عن هذه المسألة وحدها اسمه (رفع اليدين في الصلاة)! حقيقة لا أدري كيف يمكن لشخص إفراد كتاب كامل لأجل مسألة غير مهمة كهذه!

صلاة كسوف الشمس الإسلامية

 

كسوف الشمس ظاهرة بسيطة تحدث كما فسر العلم وأثبت عندما يقف القمر بين الأرض والشمس، خلال دورته السنوية بحيث يحدث كسوف في أحد أجزاء كوكب الأرض، لكن بالنسبة للبدائيين كانت هذه كارثة ومصيبة يخافون منها لجهلهم بسببها وبساطتها وعدم خطورتها، ولقد عرضت في آخر إصدارة من بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) تطابق تعاليم محمد الخرافية في هذا المجال مع تعاليم تلمود اليهود، وتشابهها مع كل أفكار البدائيين كالهندوس وغيرهم. سننظر للمسلمين وغيرهم حتمًا حينما يرددون خرافات كهذه نظرتنا إلى الإنسان الجاهل البدائي قبل عصر العلوم الحديثة والمعرفة.

 

روى البخاري:

 

3203 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ قَامَ فَكَبَّرَ وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَقَامَ كَمَا هُوَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً وَهِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهِيَ أَدْنَى مِنْ الرَّكْعَةِ الْأُولَى ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ

 

86 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ

1051 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ لَمَّا كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ فَرَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ جُلِّيَ عَنْ الشَّمْسِ قَالَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا بَاب صَلَاةِ الْكُسُوفِ جَمَاعَةً وَصَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُمْ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ وَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَصَلَّى ابْنُ عُمَرَ

 

1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

 

1044 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ

 

1041 - حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَقُومُوا فَصَلُّوا

 

1042 - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا

 

1045 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُودِيَ إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ

 

1044 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

 

1047 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ فَكَبَّرَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَقَامَ كَمَا هُوَ ثُمَّ قَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً وَهِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهِيَ أَدْنَى مِنْ الرَّكْعَةِ الْأُولَى ثُمَّ سَجَدَ سُجُودًا طَوِيلًا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ سَلَّمَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَوِّفُ اللَّهُ عِبَادَهُ بِالْكُسُوفِ وَقَالَ أَبُو مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

 1048 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ وَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ الْوَارِثِ وَشُعْبَةُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ وَتَابَعَهُ مُوسَى عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ * وَتَابَعَهُ أَشْعَثُ عَنْ الْحَسَنِ

 

1053 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوْ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا فَيُقَالُ لَهُ نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّتَهُمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ

 

1054 - حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ

1058 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الْأُولَى ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُرِيهِمَا عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ

 

1059 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وَقَالَ هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ {يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ} فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ

 

1060 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاسُ انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ

 

ومن مرويات مسلم:

 

[ 905 ] حدثنا محمد بن العلاء الهمداني حدثنا بن نمير حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت على عائشة وهى تصلي فقلت ما شأن الناس يصلون فأشارت برأسها إلى السماء فقلت آية قالت نعم فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدا حتى تجلاني الغشي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء قالت فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ما من شيء لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيؤتى أحدكم فيقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وأطعنا ثلاث مرار فيقال له نم قد كنا نعلم إنك لتؤمن به فنم صالحا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت

 

[ 904 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وتقاربا في اللفظ قال حدثنا أبي حدثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر قال انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس إنما انكسفت لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات بدأ فكبر ثم قرأ فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الأولى ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين ثم قام فركع أيضا ثلاث ركعات ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها وركوعه نحوا من سجوده ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا وقال أبو بكر حتى انتهى إلى النساء ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس فقال يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس وقال أبو بكر لموت بشر فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه

 

 [ 906 ] حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا بن جريج حدثني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت فزع النبي صلى الله عليه وسلم يوما قالت تعني يوم كسفت الشمس فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام للناس قياما طويلا لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن النبي صلى الله عليه وسلم ركع ما حدث أنه ركع من طول القيام

 

 [ 906 ] وحدثني سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي حدثنا بن جريج بهذا الإسناد مثله وقال قياما طويلا يقوم ثم يركع وزاد فجعلت أنظر إلى المرأة أسن مني وإلى الأخرى هي أسقم مني

 

 [ 906 ] وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا حبان حدثنا وهيب حدثنا منصور عن أمه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه بعد ذلك قالت فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقمت معه فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس ثم ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول هذه أضعف مني فأقوم فركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء خيل إليه أنه لم يركع

 

[ 907 ] حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويلا قدر نحو سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد انجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك كففت فقال إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل أيكفرن بالله قال بكفر العشير وبكفر الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط

 

[ 901 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت وفي رواية مالك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله

 [ 910 ] حدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية وهو شيبان النحوي عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن خبر عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي بالصلاة جامعة فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلي عن الشمس فقالت عائشة ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط كان أطول منه

 

 [ 911 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم

 

 [ 911 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ويحيى بن حبيب قالا حدثنا معتمر عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس والقمر ليس ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموه فقوموا فصلوا

 

[ 913 ] وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن أبي العلاء حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة قال بينما أنا أرمي بأسهمي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلي عن الشمس فقرأ سورتين وركع ركعتين

 

 [ 913 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كسفت الشمس فنبذتها فقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها قال فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين

 

ورواه أحمد 6631 و6763 و6868 و6483 و6517 و70780

 

وبعض أحاديث محمد هي كوميديا حقيقية فبعضهم روى أنه زعم أنه رأى شخصًا سرق جملا من جماله في النار في المستقبل ومعه لص كان يسرق الحجاج في مكة، وأنه اقتربت منه نار جهنم حتى نفخ فيها (هف هف)، روى أحمد:

 

6763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ نَحْوَ ذَلِكَ - وَجَعَلَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَيَنْفُخُ، وَيَقُولُ: " رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ، رَبِّ، لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا فِيهِمْ "، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، حَتَّى لَوْ مَدَدْتُ يَدِي لَتَنَاوَلْتُ مِنْ قُطُوفِهَا، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أَنْفُخُ خَشْيَةَ أَنْ يَغْشَاكُمْ حَرُّهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا سَارِقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ، سَارِقَ الْحَجِيجِ ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: هَذَا عَمَلُ الْمِحْجَنِ ، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ حِمْيَرِيَّةً ، تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ، وَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا انْكَسَفَ أَحَدُهُمَا - أَوْ قَالَ: فُعِلَ بِأَحَدِهِمَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ - فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ (1) "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ (2) : " لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ ؟ لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ ؟ "

 

(1) صحيح، وهذا إسناد حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وهو مكرر (6483) ، وسلف هناك ذكرُ شواهده وشرح غريب ألفاظه.

(2) سلف الحديث من طريقه برقم (6483) .

 

(14417) 14470- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ ، ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّاسُ : إِنَّمَا كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ سِتَّ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ كَبَّرَ ، ثُمَّ قَرَأَ ، فَأَطَالَ الْقِرَاءَةَ ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَرَأَ دُونَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً دُونَ الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ ، ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِمَّا قَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَانْحَدَرَ لِلسُّجُودِ ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ ، لَيْسَ فِيهَا رَكْعَةٌ إِلاَّ الَّتِي قَبْلَهَا أَطْوَلُ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا ، إِلاَّ أَنَّ رُكُوعَهُ نَحْوٌ مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ تَأَخَّرَ فِي صَلاَتِهِ ، وَتَأَخَّرَتِ الصُّفُوفُ مَعَهُ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ، وَتَقَدَّمَتِ الصُّفُوفُ ، فَقَضَى الصَّلاَةَ ، وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ بَشَرٍ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلاَتِي هَذِهِ ، وَلَقَدْ جِيءَ بِالنَّارِ ، فَذَلِكَ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ ، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا ، حَتَّى قُلْتُ : أَيْ رَبِّ ، وَأَنَا فِيهِمْ ، وَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ ، فَإِنْ فُطِنَ بِهِ ، قَالَ : إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي ، وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ ، وَحَتَّى رَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَةَ الْهِرَّةِ ، الَّتِي رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا ، وَجِيءَ بِالْجَنَّةِ ، فَذَلِكَ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي مَقَامِي ، فَمَدَدْتُ يَدِي ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْ ثَمَرِهَا لِتَنْظُرُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ لاَ أَفْعَلَ.(3/318).

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وأخرجه أبو داود (1178) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/371-372، والبيهقي 3/325-326 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه بأخصر مما هنا ابن خزيمة (1386) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2901) ، وابن حبان (2844) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/467- 468، وعبد بن حميد (1012) ، ومسلم (904) (10) ، وأبو عوانة 2/372، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/328، وابن حبان (2843) ، والبيهقي 3/326، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص 285-286 من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وسيأتي الحديث من طريق أبي الزبير، عن جابر برقم و (15018)

 

6483- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ ، وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِرَاكِعٍ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ ، فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ، ثُمَّ سَجَدَ ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ ، ثُمَّ سَجَدَ ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا فَعَلَ فِي الأُولَى ، وَجَعَلَ يَنْفُخُ فِي الأَرْضِ ، وَيَبْكِي وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : رَبِّ ، لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ ؟ رَبِّ ، لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ ، وَقَضَى صَلاَتَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِذَا كَسَفَ أَحَدُهُمَا ، فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ ، حَتَّى لَوْ أَشَاءُ لَتَعَاطَيْتُ بَعْضَ أَغْصَانِهَا ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ ، حَتَّى إِنِّي لأُطْفِئُهَا ، خَشْيَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرَ ، سَوْدَاءَ طُوَالَةً ، تُعَذَّبُ بِهِرَّةٍ لَهَا ، تَرْبِطُهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا ، وَلاَ تَدَعُهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ ، كُلَّمَا أَقْبَلَتْ ، نَهَشَتْهَا ، وَكُلَّمَا أَدْبَرَتْ نَهَشَتْهَا ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ ، وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْمِحْجَنِ مُتَّكِئًا فِي النَّارِ عَلَى مِحْجَنِهِ ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ ، فَإِذَا عَلِمُوا بِهِ قَالَ : لَسْتُ أَنَا أَسْرِقُكُمْ ، إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي.

 

حديث حسن. ابن فضيل -وهو محمد-، وإن سمع من عطاء بعد اختلاطه؛ قد تابعه شعبة في الرواية (6763) ، وسفيان (6868) ، وهما ممن سمع من عطاء قديماً قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات. السائب- والد عطاء-: هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 2/467، ومن طريقه ابنُ حبان (2829) عن محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (1194) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق شعبة، و3/137 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والترمذي في "الشمائل" ص 166، وابنُ خزيمة (1389) و (1392) ، وابنُ حبان (2838) من طريق جرير بن عبد الحميد، أربعتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وشعبة وحماد بن سلمة سمعا من عطاء قديماً. وسيرد مقطعاً بالأرقام (6517) و (6611) و (6631) و (6763) و (6868) و (7046) و (7080) . وفي الباب عن جابر بإسناد صحيح، سيرد 3/317-318. وقوله: "إن الشمس والقمر آيتان..." له شاهد من حديث أبي بكرة عند النسائي في "المجتبي" 3/124 و126-127. ومن حديث عائشة عند النسائي في "المجتبى" أيضاً 3/129 و134 و150 و151. ومن حديث أبي هريرة عنده أيضاً 3/139-140.

 

وعرضت ترجمة لأصل هذه الأسطورة من تلمود اليهود في Sukkah 25a في آخر إصدارة من (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة، ص512) ونشرتها منفصلة بموقع الملحدين العرب، وذكرت ما يشابها عند الهندوس وقدماء الصينيين كتقليد شعبي وثني، وأضيف هنا ما ذكره برنامج The Grand Design للعالم ستيـﭭـِن هوكنج عن اعتقاد الفايكنج القدماء بأنهم يجب أن يطرقوا على أوانٍ أو أشياء حديدية لإحداث صوت يرعب ذئبًا أو وحشًا ضخمًا يحاول التهام إله الشمس عند الكسوف كنموذج لعقلية ما قبل عصر العلوم، وأعتقد أن الأسطورة التلمودية اليهودية هي ما أوحى بالطقس الإسلامي، سيبدو سخيفًا جدًّا أن نهرع للمساجد للصلوات كالناس البدائيين الجاهلين المتخبطين في جهلهم وخرافاتهم لأجل ظاهرة معروف سببها علميًّا، لنقوم بصلاة طويلة مرهقة مجتهِدة كهذه. أذكر أني حضرت كسوف شمس في دولة إسلاية خليجية وحقيقةً خرجت يومها لشراء شيء رغم تحذير بعض علماء الطقس من الخروج، دون أن أنظر للشمس مباشرة، لأنه كان كسوفًا جزئيًّا، وفي الحقيقة لم أسمع المساجد تنادي بجنون وفزع: الصلاة جامعة أو أي شيء مشابه، في حدود ما لاحظت، لم يعد لخرافات كهذه أي معنى.

 

تقبيل الحجر الأسود

 

روى البخاري:


1597 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ

 

وروى مسلم:

 

[ 1268 ] وحدثنا محمد بن المثنى وزهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد جميعا عن يحيى القطان قال بن المثنى حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثني نافع عن بن عمر قال ما تركت استلام هذين الركنين اليماني والحجر مذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما في شدة ولا رخاء

 

 [ 1268 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير جميعا عن أبي خالد قال أبو بكر حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع قال رأيت بن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله

 

[ 1275 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا سليمان بن داود حدثنا معروف بن خربوذ قال سمعت أبا الطفيل يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن

 

 [ 1270 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس وعمرو ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثني بن وهب أخبرني عمرو عن بن شهاب عن سالم أن أباه حدثه قال قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال أمَ واللهِ لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك زاد هارون في روايته قال عمرو وحدثني بمثلها زيد بن أسلم عن أبيه أسلم

 [ 1270 ] وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن عمر قبل الحجر وقال إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك

 

وانظر أحمد 5875 وعبد الرزاق 8923

 

عدم جواز حلق أو قص الأظافر لمن أراد تقديم أضحية للإحسان في الأيام العشر من ذي الحجة

 

روى مسلم:

 

باب نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئا

 

 [ 1977 ] حدثنا بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا قيل لسفيان فإن بعضهم لا يرفعه قال لكني أرفعه

 

 [ 1977 ] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة ترفعه قال إذا دخل العشر وعنده أضحية يريد أن يضحي فلا يأخذن شعرا ولا يقلمن ظفرا

 

 [ 1977 ] وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني يحيى بن كثير العنبري أبو غسان حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمر بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره

   

[ 1977 ] وحدثني عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الليثي عن عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة الليثي قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي

 

 [ 1977 ] حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو أسامة حدثني محمد بن عمرو حدثنا عمرو بن مسلم بن عمار الليثي قال كنا في الحمام قبيل الأضحى فاطلى فيه ناس فقال بعض أهل الحمام إن سعيد بن المسيب يكره هذا أو ينهى عنه فلقيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له فقال يا بن أخي هذا حديث قد نسي وترك حدثتني أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث معاذ عن محمد بن عمرو

 

 [ 1977 ] وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن بن أخي بن وهب قالا حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني حيوة أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمر بن مسلم الجندعي أن بن المسيب أخبره أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته وذكر النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديثهم

 

ورواه أحمد 26474 و26571 و26654

 

ولم يعد أحد تقريبًا يعمل بخرافة كهذه، ربما عدا بعض شديدي التدين والتزمت والدراسة للدين والاتباع لسننه وشرائعه، وبصراحة لم أرَ ممارسة خرافية كهذه في الواقع فلا أدري إن كان هناك عدد جوهري يتبعها.

 

حالة هوس وبقايا للوثنية القبل إسلامية برأيي. طقوس مضحكة جدًّا في الحقيقة، فمن لم يقبل الحجر قبَّل يد نفسه أو الأداة التي مس بها الحجر الأسود!

 

تربح بعض من أسلم من الكتابيين من يهود ومسيحيين وأبنائهم بحكاية القصص للمسلمين

 

هذه وسيلة قديمة معروفة للتربح، ولا تزال تقريبًا مضمونة حتى اليوم، إسلام الغير مسلم وسيلة جيدة أحيانًا للربح لأن المسلمين عاطفيون جدًّا ويحبون أن يسمعوا الكلام المؤيد لأفكارهم وعقائدهم فقط دومًا. أن تنشر كتابًا لصالح الإسلام وترويج خرافاته ومزاعمه وأنت كنت قسًّا أو عالمًا ملحدًا مثلًا فهذه وسيلة تكسب مضمونة تقريبًا قام بها كثيرون كموريس بوكاي والدكتر مور والقس السابق الإيراني داوود عبد الأحد وغيرهم. والمشكلة أن هؤلاء في المعظم كانوا يجيئون بما لا أصل له في كتب اليهود والمسيحيين وخرافاتهم ولا في كتب الإسلام، روى أحمد:

 

6750 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ نَوْفًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِي، اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ: لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا وُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني، وأبو أيوب: هو يحيى بن مالك -ويقال: حبيب بن مالك- المراغي الأزدي العتكي البصري. وكلام نوف -وهو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار- سلف برقم (6583) على أنه مما حكاه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نوح في وصيته لابنه. والحديث المرفوع أخرجه ابن ماجه (801) من طريق النضر بن شميل، عن حماد، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": لهذا إسناد رجاله ثقات.

 

وعلى العكس أحاديث أخرى جعلت كلام نوف البكالي هو كلام محمد، هذا أمر مثير للريبة كما ترى، روى أحمد:

 

6583 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ حَمَّادٌ، أَظُنُّهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ سِيجَانٍ مَزْرُورَةٌ بِالدِّيبَاجِ ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ، وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: " أَلَا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لَا يَعْقِلُ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ،  والأرضين السبع، كن حلقة مبهمة، قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر " قال: قلت أو قيل يا رسول الله: هذا الشرك قد عرفناه، فما الكبر ؟ قال: الكبر أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان قال: " لا " قال: هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها ؟ قال: " لا " قال: الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها ؟ قال: " لا " قال: أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه ؟ قال: " لا " قيل: يا رسول الله، فما الكبر ؟ قال: " سفه الحق، وغمص الناس "

 

إسناده صحيح، الصقعب بن زهير روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (548) عن سليمان بن حرب، شيخ أحمد، عن حماد، به. وفيه: قال حماد: لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار. وهذا الشك من حماد لا تؤثر في صحة الإسناد، لأن الحديث سيرد برقم (7101) بإسناد آخر إلى الصقعب بن زهير، وليس فيه شك برواية زيد عن عطاء. ونقله الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 1/119 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه. وأخرجه البزار (2998) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن الصقعب بن زهير، به. ثم أخرجه البزار (3069) من طريق محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فقال ابن كثير في "تاريخه" 1/119 -بعد أن ساقه من رواية الطبراني من طريق محمد بن إسحاق، بإسناد البزار المذكور، لكن من حديث ابن عمرو بن العاص-: والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني. وأورده الهيثمي بطوله في "المجمع" 4/219-220، وقال: رواه كله أحمد، ورواه الطبراني بنحوه، وزاد في روايته: وأوصيك بالتسبيح، فإنها عبادة الخلق، وبالتكبير، رواه البزار من حديث ابن عمر... ورجال أحمد ثقات. ثم أورده الهيثمي مقطعا في موضعين 5/133 و142. وقال في الموضع الأول: رواه البزار وأحمد في حديث طويل تقدم في وصية نوح عليه السلام في الوصايا، ورجال أحمد ثقات. وقال مثله في الموضع الآخر دون أن ينسبه إلى البزار. ثم أورده الهيثمي أيضا من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 10/84، وقال: رواه البزار، وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. ثم قال الهيثمي: وقد تقدم هذا من حديث عبد الله بن عمرو في الوصايا في وصية نوح. قلنا: كأن الهيثمي لم يطلع على ما رجحه ابن كثير من أن الحديث حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (548) عن عبد الله بن مسلمة -وهو القعنبي-، عن عبد العزيز -وهو الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمرو، أنه قال: يا رسول الله، أمن الكبر؟... نحوه. قلنا: وهذا إسناد منقطع. وقوله: وآمرك بـ"لا إله إلا الله"، فإن السماوات السبع... الخ، سيرد على أنه من كلام نوف البكالي في الحديث (6750) . وفي الباب في تحديد معنى الكبر: عن ابن مسعود عند مسلم (91) ، سلف برقم (3644) . وعن أبي هريرة عند أبي داود (4092) . وعن أبي ريحانة، سيرد 4/133-134، وانظر (6526) و (7015) .

 قوله: "سيجان"، جمع ساج، كالتيجان جمع تاج، والساج: الطيلسان الأخضر.  قوله: "حلقة مبهمة"، أي: غير معلومة المدخل والطرف. قوله: "قصمتهن"، قال السندي: بقاف وصاد مهملة وميم، أي: قطعتهن وكسرتهن. قال ابن الأثير: والقصم: كسر الشيء وإبانته، والفصم بالفاء: كسره من غير إبانة. قوله: "سفه الحق"، قيل: هو أن يرى الحق سفها باطلا، فلا يقبله، ويتعظم عنه، قاله السندي، وقال ابن الأثير: المعنى الاستخفاف بالحق، وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. قوله: "غمص الناس"، أي: احتقارهم وألا يراهم شيئا.

 

ومن هنا يمكننا فهم الكثير عن سبب دخول أساطير هاجادية يهودية وأبوكريفية مسيحية والمزيد منها في الأحاديث، اكثر مما كان اقتبسه محمد فعليًّا في القرآن وأكثر الأحاديث أصالة كما عرضنا في بحث الهاجادة. وقد تكلمت عن أصل أسطورة وصية نوح في الكتاب المذكور.

 

خرافة أن منابع بعض الأنهار من الجنة

 

روى مسلم:

 

[ 2839 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة

 [ 164 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك لعله قال عن مالك بن صعصعة رجل من قومه قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت فانطلق بي فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قتادة فقلت للذي معي ما يعني قال إلى أسفل بطنه فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل صلى الله عليه وسلم فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا وقال مرحبا به ولنعم المجيء جاء قال فأتينا على آدم صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بقصته وذكر أنه لقي في السماء الثانية عيسى ويحيى عليهما السلام وفي الثالثة يوسف وفي الرابعة إدريس وفي الخامسة هارون صلى الله عليهم وسلم قال ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السادسة فأتيت على موسى عليه السلام فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزته بكى فنودي ما يبكيك قال رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي قال ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السابعة فأتيت على إبراهيم وقال في الحديث وحدث نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم ثم أتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن فعرضا علي فاخترت اللبن فقيل أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ثم فرضت علي كل يوم خمسون صلاة ثم ذكر قصتها إلى آخر الحديث

 

وروى البخاري:

 

3207 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ قَالَا حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ وَذَكَرَ يَعْنِي رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنْ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ الْبُرَاقُ فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالَا مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قِيلَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْنَا عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى فَقِيلَ مَا أَبْكَاكَ قَالَ يَا رَبِّ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ ثُمَّ مِثْلَهُ ثُمَّ ثَلَاثِينَ ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَجَعَلَهَا خَمْسًا فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ جَعَلَهَا خَمْسًا فَقَالَ مِثْلَهُ قُلْتُ سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ فَنُودِيَ إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا

 

ورواه أحمد 7544 و7886 و9674 و7886 و9674 و17833 وغيرها

 

وروى أحمد:

7544 - حدثنا ابن نمير، ويزيد، قالا: أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فجرت أربعة أنهار من الجنة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان"

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/54 و8/185 من طريق يزيد بن هارون. وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1163) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5921) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي الحديث من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة برقم (7886) و (9674) بلفظ "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة" . وخرجه بهذا اللفظ مسلم (2839 . وانظر ما يأتي في مسند أنس بن مالك 3/164، وفي مسند مالك بن صعصعة 4/207-208 و208-210.

سيحان وجيحان: نهران في جنوب تركيا، يقع على الأول المصيصة، وعلى الثاني أضنة.

 

(12673) 12702- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ وَوَرَقُهَا ، مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَانِ ؟ قَالَ : أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ. (3/164).

 

22695 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تَخْرُجُ الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ، وَالْعَرْشُ مِنْ فَوْقِهَا، وَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه قد اختلف فيه على عطاء بن يسار، فروي عنه عن عبادة كما هنا، وروي عنه عن معاذ بن جبل كما سلف في مسنده برقم (22087) ، وروي عنه عن أبي هريرة كما سلف أيضاً برقم (7923) ، ومال الترمذي إلى ترجيح حديث معاذ على انقطاعه بينه وبين عطاء . يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/138، والترمذي (2531) ، والطبري في "تفسيره" 16/37، والشاشي في "مسنده" (1238) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/247، والشاشي (1239) ، والحاكم 1/80، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (225) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (226) من طريق عفان بن مسلم وحده، به. وأخرجه عبد بن حميد (182) ، والطبري 16/37، والشاشي (1241) ، والحاكم 1/80، وأبو نعيم (225) ، والواحدي في "تفسيره" 3/171 من طرق عن همام بن يحيى، به. وسيأتي الحديث عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى برقم (22738). وأخرجه الشاشي (1240) من طريق ميمون بن موسى المَرَئي (بفتح الميم والراء وكسر الهمزة نسبة إلى امرئ القيس بن مضر) ، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن عبادة . وإسناده حسن .

 

منابع الأنهار معروفة ليس فقط في العصر الحالي، بل منذ عصور قديمة، المصريون القدماء عملوا رحلات لمعرفة منابع النيل، ولاحقًا قام المستكشفون في عصر الملوك من نسل محمد علي رحلات مماثلة، ولكل نهر منابع معروفة، مثلا نهر النيل الأفريقي منبعه أمطار غزرة تسقط على جبال إثيوبيا، وكذلك أنهار العراق وسوريا لها أصول، مثلا بعضها في تركيا، وهكذا. خرافة أن هذه الأنهار منبعها الجنة الخرافية نجد أصله في سفر التكوين من التوراة

 

(10وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ، وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ: 11اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ. 12وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. 13وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِى جِيحُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. 14وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ، وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ.) التكوين 2: 10- 14

 

أما خرافة أنها تنبع وتخرج من شجرة في الجنة (شجرة الحياة) فمصدره أسطورة في سفر رؤيا وصعود بولس الأبوكريفي وقد ذكرتها في (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية).

 

الاستلاب الفكري لكائن وهمي ووهم وخرافات

 

روى أحمد:

 

17650 - حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن عبدا خر على وجهه من يوم ولد، إلى أن يموت هرما في طاعة الله، لحقره ذلك اليوم، ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن إسحاق وهو السلمي مولاهم- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. وهو في "الزهد" لابن المبارك (34) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/15. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1124) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (562) ، وأبو نعيم في "الصحابة" (676) وبإثره من طريق الوليد ابن مسلم، والبخاري في "التاريخ" 1/15 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به. وقال ابن أبي عاصم عقبه: أحسبه ذكره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسقطت من المطبوع كلمة "أحسبه"، واستدركت من "معجم" أبي نعيم، فقد رواه من طريقه، ومن "الإصابة" 6/29. وانظر ما قبله.

 

هذا النقد يشمل كل الدين ونصوصه عمومًا، فلا نحتاج للامتنان إلى أي شيء، وجودنا مرتبط بالانتخاب الطبيعي لجينات ظهرت بطفرات عشوائية، نظمتها وانتخبتها عملية الانتخاب الطبيعي للأفضل، ربما فقط نشعر بالتواضع تجاه كل الكائنات الحية والبشر الآخرين لأننا لا دور لنا ولا فضل فيما نحن عليه من حسن أو سوء حال. أما المشاعر بالامتنان والاستعباد والاستلاب والطاعة العمياء للدين وخرافاته على أنها إله وأوامر إله فلا دليل عليه ولا داعي له.

 

خرافة الجن المستمع بمحمد الذين آمن به

 

أيام كان عدد أتباع محمد قلائل، لجا إلى الخرافات وعالم الخيال وادعى أن جنًّا (كائنات خرافية وهمية أسطورية) استمعوا إلى قرآنه فآمنوا به كما عرضناه من سورة الجن وسورة الأحقاف فيما سلف.

 

السؤال هل رآهم محمد أم لا وهل قابلهم أم لا

 

روى أحمد أنه رواية أن لم يرهم:

 

2271- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ ، وَلاَ رَآهُمْ ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ ، قَالَ : فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، قَالَ : فَقَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ ، اسْتَمَعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} الآيَةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ. (1/252)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية. وأخرجه البخاري (773) و (4921) ، ومسلم (449) ، والترمذي (3323) ، والنسائي في "الكبرى" (11624) و (11625) ، وأبو يعلى (2369) ، والطبري 29/102، وابن حبان (6526) ، والطبراني (12449) ، والحاكم 3/503، والبيهقي 2/225-226 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2482) .

 

2482- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا ، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا ، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلاً ، وَكَانَتِ النُّجُومُ لاَ يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لاَ يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلاَّ رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا إِلاَّ مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الأَرْضِ. (1/274)

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصا به، وأخرجه الترمذي (3324) ، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، والنسائى في "الكبرى" (11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/239-240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به. وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل" (177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/240-241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

 

ورواه مسلم:

 

[ 449 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا }  فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن} 

 

[ 450 ] حدثنا سعيد بن محمد الجرمي وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن معن قال سمعت أبي قال سألت مسروقا من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن فقال حدثني أبوك يعني بن مسعود أنه آذنته بهم شجرة

 

يعني عالم فانتازيّ فيه جن وشجر متكلم، كأفلام هوليود وأمِرِكا!

 

وروى البخاري:

3859 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَأَلْتُ مَسْرُوقًا مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِنِّ لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبُوكَ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ أَنَّهُ آذَنَتْ بِهِمْ شَجَرَةٌ

 

ربما هذه رواية أقرب وأنسب لنسخة خرافة القرآن، لأنه قال أوحي إلي، يعني عرف محمد ذلك بالوحي وليس أنه رآهم وتكلم معهم وعرف ما يأكلونه، فهذه خرافة إضافية غير ما في القرآن.

 

وهناك رواية أخرى أنه رآهم وأنه ذهب إليهم، روى مسلم:

 

[ 450 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر قال سألت علقمة هل كان بن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت بن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال آتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم

 

ورواه أحمد 4149 وأخرجه الترمذي (3258) ، وأبو يعلى (5237) ، وابن حبان (6320) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن خزيمة (82) ، وابن حبان (1432) من طريق ابن أبي زائدة، به. وأخرجه مطولا ومختصرا: الطيالسي (281) ، وابن أبي شيبة 1/155، ومسلم (450) (150) و (151) ، وأبو داود (85) ، والترمذي (18) ، والنسائي في "الكبرى" = (39) ، وأبو عوانة 1/219، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/124، والشاشي (316) ، وابن حبان (6527) ، والبيهقي في "السنن " 1/11، والبغوي في "شرح السنة" (178) من طرق عن داود، به. ومتقط اسم ابن مسعود من مطبوع ابن أبي شيبة. وأخرجه مسلم (450) (152) ، والشاشي (331) و (332) ، والطبراني في "الكبير" (9971) ، والبيهقي في "السنن" 1/11 من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، بلفظ: "لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووددت أني كنت معه ". وأخرجه أبوداود (39) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (180) عن حيوة بن شريح، عن ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله ابن الديلمي، عن ابن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، انه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله جعل لنا فيها رزقا.

 

وروى أحمد:

 

3954- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ ، رُفَقَاءَ بِالْحَجُونِ. (1/416)

إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع = من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين . عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو يعلى (5062) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/33 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1121) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل، عن الزهري، به. وانظر (4149) .

قوله: رفقاء، بضم ففتح: جمع الرفقة مثلثة الراء وسكون الفاء، وهو حال من الجن. والحجون : بتقديم الحاء على الجيم: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها.

 

وهناك رواية أخرى مناقضة للبخاري ومسلم فيها أن ابن مسعود حضر ليلة الجن الخرافية مع محمد، قال ابن كثير في تفسير الأحقاف:29

 

طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أن بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ رُبْعًا بِالْحَجُونِ".

 

طَرِيقٌ أُخْرَى: فِيهَا أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ سَنَّةَ الْخُزَاعِيِّ -وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ -أَنَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: "مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ الْجِنِّ اللَّيْلَةَ فَلْيَفْعَلْ". فَلَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ خَطَّ لِي بِرِجْلِهِ خَطًّا، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَامَ، فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ فَغَشِيَتْهُ أَسْوِدَةٌ كَثِيرَةٌ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى مَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ، ثُمَّ طَفِقُوا يَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ ذَاهِبِينَ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ، فَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْفَجْرِ، فَانْطَلَقَ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: "مَا فَعَلَ الرَّهْطُ؟ " فَقُلْتُ: هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُمْ عَظْمًا وَرَوْثًا زَادًا، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِرَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ.

 

وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَهْبِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، بِهِ (5) .

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ -كَاتِبِ اللَّيْثِ-عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ بِهِ (6) .

 

(3) تفسير الطبري (26/21) ورواه أحمد في المسند (1/416) من طريق يونس عن الزهري، به.

(5) تفسير الطبري (26/21) .

(6) دلائل النبوة للبيهقي (2/330) ، ورواه الحاكم في المستدرك (2/503) 3858 من طريق عبد الله بن صالح به، قال الذهبي: "هو صحيح عند جماعة".

 

وروى أحمد:

3782 - حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، عن عبد الله بن مسعود،، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الله، أمعك ماء ؟ " قال: معي نبيذ في إداوة، فقال " اصبب علي "، فتوضأ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الله بن مسعود، شراب وطهور "

 

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي المصري- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه ابن ماجه (385) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/94، والطبراني في "الكبير" (9961) ، والدارقطني 1/76، من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، لكنه عند ابن ماجه والطحاوي من مسند ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود... وعند الطبراني والدارقطني من مسند ابن مسعود. قال الدارقطني تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/77-78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (589) من طريق الحسين بن عبيد الله العجلي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: الحسين بن عبيد الله يضع الحديث على الثقات. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (590) من طريق الحسن بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق. والحسن بن قتيبة ضعيف. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78 من طريق فلان بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود. وقال: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان. وسيأتي برقم (3810) و (4296) و (4301) و (4353) و (4381) .

 

4353 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن خط حوله، فكان يجيء أحدهم مثل سواد النخل، وقال لي: " لا تبرح مكانك "، فأقرأهم كتاب الله عز وجل، فلما رأى الزط ، قال: " كأنهم هؤلاء "، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أمعك ماء ؟ " . قلت: لا، قال: " أمعك نبيذ ؟ ": قلت: نعم، فتوضأ به

 

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وأبو رافع؟ هو نفيع الصائغ. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/77، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (588) من طريق أبي سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/95، والدارقطني في "السنن " 1/77، والبيهقي في "السنن " من طريقين، عن حماد بن سلمة، به. قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضا عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو بقوي.

 

وأعطى ابن إسحاق زمنًا مختلفًا لقصة الجن الخرافية وبإسناد صحيح:

 

قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظي...إلخ

قال: ثم إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف من الطائف راجعا إلى مكة، حين يئس من خير ثقيف ، حتى إذا كان بنَخْلة قام من جوف الليل يصلى، فمر- به النفر من الجن الذين ذكرهم اللّه تبارك وتعالى، وهم - فيما ذُكر لي - سبعة نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له ، فلما فرغ من صلاته وَلَّوْا إلى قومهم منذرين ، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا، فقص اللّه خبرهم عليه صلى الله عليه وسلم، قال اللّه عز وجل :{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}.[الأحقاف: 29] . إلى قوله تعالى: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.[الأحقاف: 31] وقال تبارك وتعالى:{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ}.[الجن: 1]  . إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة .

قال سامي أنور جاهين في تحقيقه للسيرة: إسناده صحيح هنا، صححه الألباني في فقه السيرة (134) مرسلا، وبنحوه أخرجه الطبري في التفسير (1/ 80). وعند الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 35 وقال: وفيه ابن إسحاق مدلس ثقة. وبقية رجاله ثقات. قلت: وقد صرح ابن إسحاق هنا بالتحديث. (وسيأتي أدناه تصحيح ابن كثير له كذلك_لؤي).

 

علق عليه ابن كثير في تفسير:

 

وَذَكَرَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قِصَّةَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ وَدُعَائِهِ إِيَّاهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِبَائِهِمْ عَلَيْهِ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وَأَوْرَدَ ذَلِكَ الدُّعَاءَ الْحَسَنَ: "اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي" إِلَى آخِرِهِ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ عَنْهُمْ بَاتَ بِنَخْلَةَ، فَقَرَأَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْقُرْآنِ فَاسْتَمَعَهُ الْجِنُّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ.

وَهَذَا صَحِيحٌ، وَلَكِنَّ قَوْلَهُ: "إِنَّ الْجِنَّ كَانَ اسْتِمَاعُهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ". فِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ الْجِنَّ كَانَ اسْتِمَاعُهُمْ فِي ابْتِدَاءِ الْإِيحَاءِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَذْكُورُ، وَخُرُوجُهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلَى الطَّائِفِ كَانَ بَعْدَ مَوْتِ عَمِّهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ، كَمَا قَرَّرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ [وَاللَّهُ أَعْلَمُ]

 

نماذج إذن للتناقضات الكثيرة في قصص الخرافات هذه.

 

خرافة خاتم النبوة

 

روى البخاري:


190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ الْجَعْدِ قَالَ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الْحَجَلَةِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2344 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته وكان إذا أدهن لم يتبين وإذا شعث رأسه تبين وكان كثير شعر اللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال لا بل كان مثل الشمس والقمر وكان مستديرا ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده

 

باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحلة من جسده صلى الله عليه وسلم

 

 [ 2344 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة قال رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمام

    

[ 2345 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن الجعد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد يقول ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن بن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة

 

 [ 2346 ] حدثنا أبو كامل حدثنا حماد يعني بن زيد ح وحدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر كلاهما عن عاصم الأحول ح وحدثني حامد بن عمر البكراوي واللفظ له حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد حدثنا عاصم عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال ثريدا قال فقلت له أستغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك ثم تلا هذه الآية { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات }  قال ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل

 

وروى أحمد:

 

15582 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُدْخِلَ يَدِي فِي جُرُبَّانِهِ ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُو لِي، فَمَا مَنَعَهُ أَنْ أَلْمِسَهُ أَنْ دَعَا لِي . قَالَ: " فَوَجَدْتُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلَ السِّلْعَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له إلا البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. روح: هو ابن عبادة، وقُرَّة بن خالد هو السدوسي. وأخرجه الطيالسي (1071) - ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 1/264-، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7307) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (50) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن قرة بن خالد، به. وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" 19/ (49) من طريق زيد بن الحباب، عن قرة بن خالد، به. وسيكرر 5/35 سنداً ومتناً، وانظر ما قبله. وقد سلف وصف خاتم النبوة من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11656) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: في جربانه، بضم جيم وراء، وتشديد موحدة: جيب القميص.  قوله: فما منعه: أي ما عَدَّه قلة أدب حتى يمنعه ذاك من الدعاء لي، أو ما شغله ذاك عن الدعاء لي حتى يقطع الدعاء.  قوله: نغض، بضم نون وفتحها، وسكون غين معجمة، وضاد معجمة: أي أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه.  قوله: السلعة، بكسر سين: زيادة تحدث في الجسد كالغدة، تكون من قدر الحمصة إلى قدر البطيخة، وقيل: هي غدة تظهر بيِن الجلد واللحم، إذا غمزت اليد تحركت.

 

20770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: "تَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ، يَعْنِي نَفْسَهُ، كَلَّمْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ مَعَهُ، وَرَأَيْتُ الْعَلَامَةَ الَّتِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَهِيَ فِي طَرَفِ نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى، كَأَنَّهُ جُمْعٌ، يَعْنِي الْكَفَّ الْمُجْتَمِعَ، وَقَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا عَلَيْهِ، خِيلَانٌ كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه، فهو من أفراد مسلم. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20796) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/264. وأخرجه مسلم (2346) ، والترمذي في "الشمائل" (22) ، والنسائي في"الكبرى" (11496) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (422) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1103) و (1104) ، وأبو يعلى (1563) ، وابن حبان (6299) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/264 من طرق عن عاصم الأحول، به. وبعضهم يزيد فيه قصة استغفار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن سرجس الآتية برقم (20778). وانظر (20774) و (20780). وفي باب خاتم النبوة عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي سعيد السالف برقم (11656).

قال السندي: "نُغْض كتفه" بضم النون أو فتحها وسكون غين معجمة، وضاد معجمة: أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه. "جُمع": بضم جيم وسكون ميم، يريد أن الخاتم مثل جُمْع الكف، وهو أن تجمع الأصابع وتضمها وتعطفها إلى باطن الكف، ووجه الشبه: الهيئة أو المقدار، بل المراد الهيئة ليوافق بيضة الحمام، أي: كصورته بعد جمع الأصابع وضمها. "خِيلانٌ": بكسر الخاء المعجمة وسكون الياء: جمع خال، وهو الشامَةُ في الوجه. "الثآليل" كمصابيح: جمع ثُؤْلُول، وهو هذه الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها.

 

مجرد "وحمة" أو بروز جلدي أو لحمي بسيط أشبه بشكل البيضة مغطى بالشعر والثآليل أو الشامات كان عند محمد، وُجِد ويوجد عند آلاف أو حتى ملايين البشر، وكثيرًا ما تكون الوحمة عليها شعر أو ثآليل، لا يدل على أي شيء، مجرد وراثة جينية عشوائية، ادعى محمد بأنه علامة على نبوته ورسالته. فيالها من أضحوكة، لو كان محمد مولودًا وعلى جلده كتابة لم يصنعها أحد لربما صدقنا شيئًا كهذا لو تم إثباته، أما ادعاء أن مجرد وحمة هي برهان للنبوة وتصديق السذج لذلك فلا يمر على الأذكياء ولا يصدقون به، وادعى المسلمون أن هناك إشارة في كتب اليهود والمسيحيين لهذا الخاتم أعني الوحمة! ومع كون كتب خرافات قديمة كهذه ليست برهانًا على شيء، فقد درستها بتعمق للنقد، وكتبت كتاب (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع) ولم يكن هناك شيء كهذا في تلك الكتب ولا حتى في كتب الأبوكريفا وكتابات الهاجادة، مع العلم أني طالعت معظم أساطيرها ونصوصها بالعربية والإنجليزية فما تركت شيئًا يمر، خاصة أني كنت أعد دراستَيَّ عن (أصول أساطير الإسلام) فكان هذا هدفًا عمليًّا كذلك، ودراستّيَّ عن نقد كتاب اليهود، ونقد العهد الجديد.

 

لقد شخَّصَها البعض من ممارسي الطب زمن محمد فعلًا كتشوه خلقي بسيط صغير ثانوي، وحمة أو زائدة يسهل التخلص منها بالجراحة البسيطة، روى أحمد وابنه عبد الله:

 

7109 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي أَبِي: هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِي أَبِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَاكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ فَإِذَا بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ - قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: ذُو وَفْرَةٍ - وَبِهَا رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " ابْنُكَ هَذَا ؟ " قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " حَقًّا ؟ " قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي في أَبِي، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كأَطَبِّ (1) الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ ؟ قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا "

 

(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لأَطُبُّ.

إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وإياد: هو ابن لقيط السدوسي. واخرجه ابنُ سعد في "طبقاته" 1/426، والدارمي 2/199، وابن حبان (5995) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (720) ، والحاكم 2/425، والبيهقي في "السنن" 8/345 من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن سعد 1/426 من طريق عفان، به. وأخرجه ابنُ سعد 1/426، وأبو داود (4206) و (4495) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/281، والدولابي في "الكنى" 1/29، والطبراني في "الكبير" 22/ (720) ، والبيهقي في "السنن" 8/27 من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد. وانظر مصنف ابن أبي شيبة 23889.

قال السندي: قوله: له وفْرة: بفتح واو، وسكون فاء، وراء: هي من الشعر ما بلغ شحمة الأذن، وقيل غير ذلك. ثوبان أخضران: أي: بتمامهما، أو أنه كان فيهما خطوط خضر، والمراد بهما: الرداء والإزار. قوله: اشْهدْ به: على صيغة الأمر، أي: كن شاهدا على اعترافي بأنه ابني، أو [أشْهدُ] على صيغة المتكلم، أي: أقر وأعترف بذلك، وفائدةُ هذا الكلام ضمانُ الجنايات بينهما على عادة الجاهلية، فلذلك ردهُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "لا يجني عليك ولا تجني عليه". من ثبت: بفتحتين: في "الصحاح": رجل ثبْت: أي بفتح فسكون: أي: ثابت القلب، ورجل له ثبت بالتحريك، أي: بفتحتين، أي: ثبات، وكذا الثبت بفتحتين: الحجة، والمعنى: تبسم شارعاً في الضحك من أجل ثبوت مشابهتي في أبي، بحيث يُغني ذاك عن الحلف، ومع ذلك حلف أبي.

إلى مثل السلْعة، بكسر فسكون: قيل: هي غُدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غُمزت باليد تحركت.

 

• 7110 -[قال عبد الله بن أحمد] : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن ابن أبجر، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي وأنا غلام، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له أبي: إني رجل طبيب، فأرني هذه السلعة التي بظهرك، قال: " وما تصنع بها ؟ " قال: أقطعها، قال: " لست بطبيب، ولكنك رفيق (1) ، طبيبها الذي وضعها " وقال غيره: " خلقها (2) " (3)

 

(1) جاء في هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) ما نصه: بالفاء، أي: أنت ترفق بالمريض، وتتلطف به، والله الذي يبرئه ويعافيه.

(2) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الذي خلقها.

(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. حسين بن علي: هو الجعفي، وابن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد. وأخرجه الشافعي في "مسند" 2/98، والحميدي (866) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي في "المجتبى" 8/53، والطبراني في "الكبير" 22/ (715) ، والبيهقي في "السنن" 8/27، والبغوي (2534) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" 22/ (716) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن ابن أبجر، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق ابن عيينة 4/163.

 

(17492) 17631- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي ، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ ؟ قَالَ : أَنْتَ رَفِيقٌ ، وَاللَّهُ الطَّبِيبُ قَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟ فَقَالَ ابْنِي : أشْهَدُ بِهِ . قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ ، وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ : قَالَ أَبِي : اسْمُ أَبِي رِمْثَةَ رِفَاعَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ.(4/163).

 

(17493) 17632- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّمِيمِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ أَبِي حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ، قَالَ أَبِي : إِنِّي طَبِيبٌ ، أَلاَ أَبُطُّهَا لَكَ ؟ قَالَ : طَبِيْبَهَا الَّذِي خَلَقَهَا قَالَ : وَقَالَ لأَبِي : هَذَا ابْنُكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لاَ يَجْنِي عَلَيْكَ ، وَلاَ تَجْنِي عَلَيْهِ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1142) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة. وقوله: خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت برأسه ردع حناء، قد سلف برقم (7104) بهذا الإسناد. وقوله: وقال لأبي: "هذا ابنك"؟... الحديث، سلف برقم (7107) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري. وانظر ما قبله.

 

20732 - حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثني عزرة الأنصاري، حدثنا علباء بن أحمر، حدثنا أبو زيد، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقترب مني "، فاقتربت منه، فقال: " أدخل يدك فامسح ظهري "، قال: فأدخلت يدي في قميصه، فمسحت ظهره، فوقع خاتم النبوة بين إصبعي، قال: فسئل عن خاتم النبوة، فقال: " شعرات بين كتفيه"

 

إسناده قوي على شرط مسلم. عزرة الأنصاري: هو ابن ثابت بن أبي زيد عمرو بن أخطب. وأخرجه الطبراني 17/ (44) من طريق صالح بن عمر الواسطي، عن عزرة ابن ثابت، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عزرة بن ثابت 5/341. وسيأتي أيضا من طريق أبي نهيك عثمان بن نهيك، عن أبي زيد الأنصاري 5/340. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف (11656) ، وقد ذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

 

22889 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا زَيْدٍ ادْنُ مِنِّي، وَامْسَحْ ظَهْرِي". وَكَشَفَ ظَهْرَهُ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، وَجَعَلْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ أَصَابِعِي . قَالَ: فَغَمَزْتُهَا . قَالَ فَقِيلَ: وَمَا الْخَاتَمُ ؟ قَالَ: شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ عَلَى كَتِفِهِ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم . أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلد النَّبِيل، وعزرة: هو ابن ثابت بن أبي زيد الأنصاري. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (19) ، وأبو يعلى (6846) ، ومن طريقه ابن حبان (6300) ، وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/262، من طرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/331، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/275 بإثر حديث أبي نَهِيك، من طريق حسين بن واقد، عن عِلْباء بن أحمر، عن عمرو بن أخطب. وحديث أبي نهيك سلف عند المصنف برقم (22882). وسلف برقم (20732) عن حَرَمي بن عمارة، عن عزرة .

 

وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" 4/44، والترمذي في "الشمائل" (21) من طريق بشر بن وضاح: وهو البصري عن بشير بن عقبة الدورقي، عن أبي نضرة، سألت أبا سعيد عن خاتم النبي صلى الله عليه وسلم -يعني خاتم النبوة-، قال: كان بضعة ناشزة. وهذا إسناد حسن.

 

خرافة آدم وحواء

 

خرافة أساسية في القرآن، عرضنا لبطلانها علميًّا في الباب الأول (الأخطاء العلمية).

 

روى البخاري:

 

6614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

 

ورواه أحمد 7387 ومسلم 2652

 

قلت في الباب الأول (الأخطاء العلمية) أن آدم وحواء خرافة نفاها العالم الحديث، ولا يعتقد بها علماء الأحياء اليوم، وحتى بعض رجال الكنيسة في الغرب لا يأخذونها بفهم حرفي كحقيقة، بل كقصة رمزية أخلاقية، لأن البشر تطوروا من مجموعة نوع أسلاف أقدم، والتي تطورت بدورها من نوع أقدم، بالتدريج، بالتالي لا وجود لخرافة آدم وحواء. هذه فكرة خرافية ساذجة، تنفيها أدلة علمية كثيرة مثل قياس العمر الزمني لكروموسوم واي والميتوكندريا الأمومية بساعة الطفرات الوراثية التقديرية وغيرها. وهنا السؤال اللاهوتي أو النافي لللاهوت: إذا افترضنا جدلا وجود هذا الـ آدم فما ذنب البشرية أن تخرج من جنة النعيم والراحة الخرافية تلك وتشقة وتجتهد وتعمل وتكافح للحياة على كوكبنا هذا لمجرد خطإ أبيهم الذي لم يرتكبوه هم ولا ذنب لهم فيه؟! ففي هذا الكوكب كما ترى شقاء وأمراض وحروب وتنافسات وصراعات؟! وهنا يناسب طرح أسئلة إبيكورسية (أبيقورية) الطابع: لماذا يقدر الله المزعوم الشر بدلا من إزالته ولماذا لا يزيله، هل يقدر ولا يريد فهو إذن شيطان وليس إله، هل يريد ولا يقدر إذن هو عاجز وليس إلها، هل لا يريد ولا يقدر إذن هو ليس له وجود، ويقال أن طارح السؤال هو ديـﭭيد هيوم، وقد يكون ذلك أصح، لأنه قيل عن إبيكورس أنه آمن بآلهة لا دور لها في الكون.

 

حيوانات تتكلم

 

لا عجب في هذا ولا جديد، فنفس الخرافة وردت في القرآن فلدينا هدهد متكلم ونمل متكلم بلغة متطورة وأفكار متطورة كالبشر!

 

روى البخاري:

 

3471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ

 

2324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ قَالَ آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَتَبِعَهَا الرَّاعِي فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي قَالَ آمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ


ورواه أحمد 7351 و8963 والبخاري 3663 و3690 و2324 ومسلم 2388

 

وروى أحمد:

 

(11792) 11814- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ ، فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ : أَلاَ تَتَّقِي اللَّهَ ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ ، يُكَلِّمُنِي كَلاَمَ الإِِنْسِ ، فَقَالَ الذِّئْبُ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ ؟ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ ، حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَقَالَ لِلرَّاعِي : أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ. (3/83).

 

رجاله ثقات رجال الصحيح، القاسم بن الفضل الحُدَّاني، وأبو نضرة: وهو المنذر بن مالك العبدي، يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (877) ، والبزار (2431) "زوائد"، والترمذي (2181) -دون ذكر قصة الذئب-، والحاكم 4/467، 467-468، وأبو نعيم في "الدلائل" (270) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/41-42، والعقيلي في "الضعفاء" 3/478 من طرق، عن القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب! لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثقه يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح! وأخرجه ابن حبان (6494) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (270) من طريق هدبة بن خالد القيسي، عن القاسم بن الفضل الحداني، حدثنا أبو نضرة، به، مرفوعاً. وعند ابن حبان: زيادة الجُرَيري في الإسناد بين القاسم وأبي نضرة، وهو مقحم فيه. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/291، وقال: رواه أحمد، والبزار بنحوه باختصار، ورجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. وفي الباب عن أبي هريرة، سلف 2/306، وانظر حديث أبي هريرة السالف 2/382.

قال السندي: قوله: فأقعى الذئب: من الإقعاء، وهو جلوس الكلب ونحوه. قوله: بأنباء ما قد سبق، أي: بأخبار الأمم السالفة مخبر بها عن الله تعالى من غير سبق تعلم منه لذلك، ففيه شهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرسالة. قوله: فزواها -بزاي معجمة-، أي: جمعها وضمها إلى طرف من أطراف المدينة.

 

نموذج للعقلية التسليمية الإيمانية وعدم التفكير وتعطيل عمل المخ والعقل. ولا داعي قط للسؤال عن كيف استوعبت حيوانات عقولها بسيطة لغة البشر، وكيف ردت بصوت بشري، فالإيمان معناه إلغاء العقل واستعماله.

 

روى أحمد:

8055 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا حَمَلَ مَعَهُ خَمْرًا فِي سَفِينَةٍ يَبِيعُهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ "، قَالَ: " فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا بَاعَ الْخَمْرَ، شَابَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ بَاعَهُ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ "، قَالَ: " فَجَعَلَ يَطْرَحُ دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ، حَتَّى قَسَمَهُ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد شك حماد في رفعه فيما سيأتي برقم (9282) من رواية عفان بن مسلم عنه، ووَقْفه هو الصواب عندنا، فإنه يَبْعُد جداً أن يعاقب من يشوبُ الخمرَ بالماءِ بمثل هذا، لأن الخمر لم تكن قط مباحة لا قبل الإِسلام ولا بعده، ويغلب على الظن أن هذا مما سمعه أبو هريرة رضي الله عنه من كعب الأحبار مما تناقلته بنو اسرائيل بينهم من الحكايات القديمة، والله تعالى أعلم. وسيأتي الحديث أيضاً برقم (8427) و 9282.

والدَّقَل، قال السندي: بفتحتين، خشبة يُمَدُّ عليها شراع السفينة، ويسميها البحريةُ: الصَّاري.

 

هذا أشبه بقصص العرب وعليها طابعهم كقصص ألف ليلة وليلة أو بعض قصص الهاجادة (الهاجاديَّات أو الهاجادوت) اليهودية، للقرود وخاصة الشيمبانزي ذكاء جيد، لكن لا يصل إلى درجة إدراك معرفي وأخلاقي بهذه الدرجة. هذه خرافات مضحكة.

 

حيوانات تدعو الله الخرافي

 

روى أحمد:

 

21442 - حدثنا حجاج، وهاشم، قالا: حدثنا ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة: أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له فسأله: ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: "إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته ". قال: وما دعاء البهيمة من البهائم؟ قال: "والذي نفسي بيده، ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر فيقول: اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده " قال عبد الله بن أحمد قال أبي: "ووافقه عمرو بن الحارث عن ابن شماسة "

 

إسناد هذا الأثر صحيح، وهو من رواية ابن شماسة -وهو عبد الرحمن- عن معاوية بن حديج كما سيأتي. حجاج: هو ابن محمد، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص143 عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا ص143 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن معاوية بن حديج: أنه مر على رجل بالمضمار معه فرس... فذكره، وسمى الرجل أبا ذر. وهي الرواية التي أشار إليها المصنف بإثر الحديث. وسيأتي برقم (21497) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن أبي ذر مرفوعا. والليث بن سعد وعمرو بن الحارث المصري أوثق من عبد الحميد بن جعفر، والمحفوظ روايتهما كما في "العلل" للدارقطني 6/267.

قال السندي: قوله: "أنت خولتني" بالتشديد، أي: أعطيتني.

 

لن يصل إدراك وعقول الحيوانات إلى درجة الاعتقاد بدين وغيبيات خرافية، البشر فقط هم من لديهم ملكة الخيال، أبناء عمومتنا إنسان النياندرثال وجد مدفونًا معهم أصداف ملونة وغيرها بما يشبه شبه طقوس دينية أو رموز ما. ربما كان الاعتقاد الديني والخيال والكتابة الأدبية مما يميز جنس البشر.

 

البهائم تأتي وحدها للذبح عند محمد

 

روى أحمد:

 

19075 - حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور قال: حدثني راشد بن سعد، عن عبد الله بن لحي، عن عبد الله بن قرط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر". وقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بدنات أو ست ينحرهن فطفقن يزدلفن إليه، أيتهن يبدأ بها، فلما وجبت جنوبها، قال كلمة خفية لم أفهمها، فسألت بعض من يليني: ما قال ؟ قالوا: قال: " من شاء اقتطع "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. ثور: هو ابن يزيد الرحبي، وراشد بن سعد: هو المقرائي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة عبد الله بن قرط) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه ومختصرا ابن خزيمة في "صحيحه" (2866) و (2917) ، والنسائي في "الكبرى" (4098) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/103 -104، وابن حبان (2811) ، والحاكم في "المستدرك" 4/221، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/364-365 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ولحي اسم والد عبد الله الهوزني، تحرف في بعض المصادر إلى نجي ويحيى. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/34-35، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/50، وفي "شرح مشكل الآثار" (1319) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/104، والبيهقي في "السنن" 5/237 و241 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو داود (1765) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور، به.

قال السندي: قوله: "أعظم الأيام" أي: أيام الحج لكثرة ما فيه من مناسكه، أو مطلق الأيام.  يزدلفن، أي: يقتربن.  أيتهم يبدأ، أي: قاصدات البداية بأيتهن، أي: يقصد كل منهن أن يبدأ في النحر بها، ولا يخفى ما فيه من المعجزة والدلالة على محبة الحيوانات العجم الموت في سبيل الله.  وجبت جنوبها، أي: أزهقت نفوسها، فسقطت على جنوبها، من وجب: إذا سقط.  لم أفهمها، أي: ما فهمتها بمجرد السماع أول مرة.

 

خرافة لا تُعقَل، الحيوانات أسوى نفسية من بعض الناس المتدينين منا كبشر، فهي حريصة على الحياة ولا تحاول الإقدام على إهدارها لأجل أوهام دينية لا تصل عقولها حتى لإدراكها.

 

رضع يتكلمون

 

أيضًا لا جديد في هذه الأسطورة فالقرآن تكلم عن كلام ابن مريم في مهد الطفولة! وروى البخاري:

 

3436 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ قَالَ الرَّاعِي قَالُوا نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ


1206 - وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَتْ امْرَأَةٌ ابْنَهَا وَهُوَ فِي صَوْمَعَةٍ قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي قَالَتْ يَا جُرَيْجُ قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي قَالَتْ اللَّهُمَّ لَا يَمُوتُ جُرَيْجٌ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وَجْهِ الْمَيَامِيسِ وَكَانَتْ تَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِيَةٌ تَرْعَى الْغَنَمَ فَوَلَدَتْ فَقِيلَ لَهَا مِمَّنْ هَذَا الْوَلَدُ قَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ نَزَلَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ قَالَ جُرَيْجٌ أَيْنَ هَذِهِ الَّتِي تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا لِي قَالَ يَا بَابُوسُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ رَاعِي الْغَنَمِ

 

رواه مسلم 2550 والبخاري 3436 و2482 و1206 و3466 وأحمد 8071 و8994 و9603 و9135

 

وروى أحمد:

 

(2821) 2822- حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا ، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا شَأْنُهَا ؟ قَالَ : بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا ، فَقَالَتْ : بِسْمِ اللهِ . فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ : أَبِي ؟ قَالَتْ : لاَ ، وَلَكِنْ رَبِّي ، وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ . قَالَتْ : أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ : نَعَمْ . فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا ، فَقَالَ : يَا فُلانَةُ ، وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ . فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا ، قَالَتْ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً . قَالَ : وَمَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَتْ : أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، وَتَدْفِنَنَا . قَالَ : ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ . قَالَ : فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا ، وَاحِدًا وَاحِدًا ، إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ ، كَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ ، قَالَ : يَا أُمَّهْ ، اقْتَحِمِي ، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ ، فَاقْتَحَمَتْ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ : عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ. (1/309)

 

إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة، وأبو عمر الضرير: اسمه حفص بن عمر البصري روى له أبو داود، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (12280) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن حبان (2903) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني (12279) من طريق أبي نصر التمار، كلاهما عن حماد بن سلمة، به، ولم يذكر يزيد بن هارون في حديثه قول ابن عباس فيمن تكلم صغيراً، وسيأتي الحديث برقم (2822) و (2823) و (2824) .

وقوله: "فأمر ببقرة من نحاس"، في "النهاية" لابن الأثير 1/145: قال الحافظ أبو موسى: الذي يقع لي في معناه: أنه لا يريد شيئاً مَصُوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرة واسعة، فسماها بقرة، مأخوذاً من التبقُّر: التوسع، أو كان شيئاً يَسَعُ بقرةً تامة بتوابلها، فسُميت بذلك.

 

أعضاء جسم الإنسان تتكلم بعضها مع بعض يوميا حسب أحاديث

 

روى أحمد:

 

11908 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أبو الصهباء قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث، عن أبي سعيد الخدري، لا أعلمه إلا رفعه قال: " إذا أصبح ابن آدم، فإن أعضاءه تكفر للسان، تقول: اتق الله فينا، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت، اعوججنا"

 

إسناده حسن، أبو الصهباء الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقائل: لا أعلمه إلا رفعه هو حماد بن زيد كما جاء مصرحا به عند حسين المروزي، وقد روي موقوفا، وقال الترمذي: هو أصح، قلنا: لكنه في حكم المرفوع. وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1012) عن بشر بن السري، وعبد بن حميد في "المنتخب" (979) عن سليمان بن حرب، والترمذي (2407) من طريق محمد بن موسى البصري، وأبو نعيم في "الحلية" 4/309 من طريق عارم ومسدد وسهل بن محمود، والبيهقي في "الشعب" (4945) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، سبعتهم عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد، عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه. وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء. وأخرجه الترمذي (2407) من طريق صالح بن عبد الله، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (1) من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري، قال: أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الترمذي (2407) من طريق حماد بن أسامة أبي أسامة، عن حماد بن زيد، به، ولم يرفعه. قال الترمذي: وهذا أصح من حديث محمد بن موسى. قلنا: يعني المرفوع.

قال السندي: قوله: "إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر للسان" : من التكفير، بمعنى الخضوع، أي: إن الأعضاء كلها تطلب منه الاستقامة طلب من يخضع لغيره ليفيض عليه بالمطلوب بواسطة الخضوع لديه، والمراد بالأعضاء الظاهرة، وهذا لا ينافي أن يكون المدار على صلاح القلب، وأن يكون استقامة اللسان به، كما جاء: "في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله" .

 

هذا كلام غير معقول ولا يقبله إنسان عاقل، فليس للأعضاء نفسها مفردة وعي وتفكير، وليس لها لسان ولا كلام، هذا أشبه ببعض ما نرى من أفلام كوميدية مغالية في الخيال، عندما يتطرق الأمر إلى الهلوسات، ربما شيء مثل فلم The Hung over games.

 

جذع الخشب المقطوع يحن إلى محمد بصوت

 

روى البخاري:

 

3583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ وَاسْمُهُ عُمَرُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَحَنَّ الْجِذْعُ فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ نَافِعٍ بِهَذَا وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

3584 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا

 

3585 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ

 

روى أحمد:

 

2236 - حدثنا عفان، أخبرنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه، حن عليه، فأتاه فاحتضنه فسكن، قال: "لو لم أحتضنه، لحن إلى يوم القيامة"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الدارمي (39) و (1563) ، وابن ماجه (1415) ، والطبراني (12841) ، والبيهقي 2/558 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/188 من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2400) و (2401) و (3430) و (3432) ، وانظر ما بعده. وأخرجه عبد بن حميد (1336) ، والدارمي (39م) و (1564) ، وابن ماجه (1415) ، وأبو يعلى (3384) من طرق عن حماد بن سلمة، وما سيأتي في مسند أنس 3/226.

 

قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 6/131-138: باب حنين الجذع شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقا من فراقه، وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة.

وقال السندي: قوله: "حن عليه": أي اشتاق إليه، وصاح على فراقه، والحنين: صوت يخرج من الصدر فيه رقة، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، وهذا الحديث مشهور جاء عن جماعة من الصحابة، وقال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف. وفيه دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله تعالى فيها إدراكات كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل قوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) على ظاهره. وعن الشافعي: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أعطي عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكثر من ذلك، انتهى. وذلك لأن هذا إحياء ما ليس من نوعه الحياة مع ما فيه من الاشتياق إليه والبكاء عليه بخلاف ما أعطي لعيسى، وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه، وأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.

 

(13363) 13396- حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ : ابْنُوا لِي مِنْبَرًا أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَهُمْ ، فَبَنَوْا لَهُ عَتَبَتَيْنِ ، فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِينَ الْوَالِهِ قَالَ : فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ ، فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا ، فَسَكَنَتْ.(3/226).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، والمبارك- وهو ابن فضالة- قد صرح بالتحديث عند غير المصنف، وهو متابع. وأخرجه ابن خزيمة (1776) ، وأبو يعلى (2756) ، والبغوي في "الجعديات " (3341) ، وابن حبان (6507) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1473) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/559، والخطيب في "تاريخه " 12/486 من طرق عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد- وزادوا فيه: قال المبارك بن فضالة: وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه. وأخرجه الطبراني (1430) ، والضياء في "المختارة" (1861) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، عن الحسن، عن أنس. وإسناده قوي. وأخرجه بنحوه الدارمي (41) ، والترمذي (3627) ، وابن خزيمة (1777) ، واللالكائي (1472) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وقال الترمذي: حسن صحيح. وزادوا في آخره إلا الترمذي: "أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة" حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن. وأخرجه من حديث أبي سعيد الدارمي (37) . وسنده ضعيف. وأخرجه الدارمي أيضا بنحوه مرسلا برقم (38) من طريق الصعق بن حزن، عن الحسن. وسلف نحوه من طريق ثابت عن أنس في مسند ابن عباس برقم (2237) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5886) . وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2236) . وعن أنس بن مالك، سلف في مسند ابن عباس (2237) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/324. وعن أبي بن كعب، سيرد 5/139. وعن سهل بن سعد، سيرد 5/330. وعن أبي سعيد الخدري عند الدارمي 1/18، وابن أبي شيبة 11/486، وأبي نعيم في"الدلائل" (308) . وعن بريدة الأسلمي عند الدارمي 1/16. وعن عائشة عند أبي نعيم في"الدلائل" (310) . وعن أم سلمة عند البيهقي في"الدلائل"2/563.

والواله: من الوله: وهو شدة الحزن، والذكر والأنثى: واله، ويجوز في الأنثى: والهة .

 

(14468) 14522- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ ، فَاسْتَوَى عَلَيْهِ ، اضْطَرَبَتِ السَّارِيَةُ كَحَنِينِ النَّاقَةِ ، حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَالْتَزَمَهَا ، فَسَكَنَتْ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ : اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السَّارِيَةُ ، وَقَالَ رَوْحٌ : فَاعْتَنَقَهَا فَسَكَنَتْ ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : فَسَكَتَتْ.(3/324).

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري مقرونا بغيره. محمد بن بكر: هو البرساني أبو عثمان البصري، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم. وقد سلف عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني وروح بن عبادة، عن ابن جريج برقم (14142) . وسلف برقم (14119) من طريق سعيد بن أبي كرب، عن جابر.

 

21248 - حدثنا زكريا بن عدي، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرب إلى جذع إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، هل لك أن تجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة، حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك؟ قال: "نعم " فصنع له ثلاث درجات اللاتي على المنبر. فلما صنع المنبر، ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، " فلما أراد أن يأتي المنبر مر عليه، فلما جاوزه خار الجذع، حتى تصدع وانشق، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلى، صلى إليه" فلما هدم المسجد وغير، أخذ ذاك الجذع أبي بن كعب، فكان عنده حتى بلي وأكلته الأرضة، وعاد رفاتا "

 

صحيح لغيره دون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، المذكورة في آخره، فلم ترد إلا في حديث أبي، ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ولم يتابع على هذه القصة، ولم يرد ما يشهد لها، فهي ضعيفة، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي. وأخرجه الدارمي (36) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/251-252، وابن ماجه (1414) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4176) من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به. وأخرجه الشافعي 1/143، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/67 عن إبراهيم الأسلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. وسيأتي برقم (21252) و (21260) . ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (5886) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

قلنا: وقد جاء في بعض هذه الشواهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يدفن الجذع، روي ذلك في حديث أبي سعيد الخدري عند الدارمي (37) ، وابن أبي شيبة 11/486، وحديث أنس بن مالك عند الدارمي (41) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4179) ، وابن خزيمة (1777) ، وإسناده حسن، وحديث سهل بن سعد عند الطحاوي (4196) ، وحديث ابن عباس عند البيهقي في "الدلائل" 2/558. وهذه القصة أصح من قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، وجمع بينهما الطحاوي في "شرح المشكل" 10/390، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/603 بأن أبيا أخذه بعدما دفن. والأولى تضعيف حديث عبد الله بن محمد ابن عقيل لمخالفته.

 

(21260) 21580- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الشَّاشِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاَثِينَ وَمِئَتَيْنِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، يَعْنِي الرَّقِّيَّ أَبَا وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا ، وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ ذَلِكَ الْجِذْعِ ، فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، حَتَّى تَرَى النَّاسَ ، أَوْ قَالَ : حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ ، وَحَتَّى يَسْمَعَ النَّاسُ خُطْبَتَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَصَنَعُوا لَهُ ثَلاَثَ دَرَجَاتٍ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يَقُومُ ، فَصَغَى الْجِذْعُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : اسْكُنْ ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : هَذَا الْجِذْعُ حَنَّ إِلَيَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْكُنْ ، إِنْ تَشَأْ غَرَسْتُكَ فِي الْجَنَّةِ ، فيَأْكُلُ مِنْكَ الصَّالِحُونَ ، وَإِنْ تَشَأْ أُعِيدُكَ كَمَا كُنْتَ رَطْبًا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُفِعَ إِلَى أُبَيٍّ ، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَكَلَتْهُ الأَرَضَةُ. (5/138)

 

إسناده ضعيف، فقد تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل بهذه السياقة، وحديثه ضعيف فيما يتفرد به. وعيسى بن سالم وثقه الخطيب، ونقل الحافظ في "التعجيل" توثيقه عن ابن أبي حاتم، ولم نره في ترجمته في "الجرح والتعديل" 3/278، ولم يعرفه ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" ص 345، وقال الحسيني كما في "التعجيل": فيه نظر. وابن أبي بن كعب هو الطفيل كما في روايات الحديث الأخرى، وهو وعبيد الله الرقي ثقتان. وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (306) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/67 من طريق عيسى بن سالم، به. ولقوله في آخر الحديث: "إن تشأ غرستك..." شاهد ضعيف من حديث بريدة عند الدارمي (32) ، وفي إسناده صالح بن حيان القرشي الكوفي، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه، فرواه على وجه آخر، فجعله من حديث عائشة، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2271) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (310) ، وفي آخره عندهما: فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم" فغار الجذع فذهب. وأصل القصة صحيح دون هذه الزيادة، ودون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، انظر (21248) .

 

وروى الدارمي في سننه:

 

41 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار ثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي فقال ألا اصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله صلى الله عليه و سلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه و سلم سكن ثم قال أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفن

 

إسناده صحيح

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

32408- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إلَى جِذْعٍ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ ، فَقَالَ : أَصْنَعُ لَك مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ ، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ فَخَطَبَ حَنَّ الْجِذْعُ حُنَيْنَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا ، فَنَزَلَ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُ إلَيْهِ ، فَسَكَنَ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُدْفَنَ ، وَيُحْفَرَ لَهُ.

 

نموذج لخرافة غير معقولة أبدًا ولا يصدقها عقل، لا يوجد لدى النبات من الأصل وعي ليقوم بشيء مماثل، ناهيك عن أن جذع الخشب المقطوع ميت كذلك لا حياة فيه. ولا يوجد للنبات أحبال صوتية لإحداث الصوت ولا وعي وإدراك بالأشخاص. وإذا سألتهم فأين هذا الجذع الخرافي لنرى هذه المعجزة العظيمة فيهدينا الله للإيمان والخرافة، قالوا لك إجابتين مختلفتين للتهرب: رواية تقول أنه دفنه محمد، والأخرى أنه أكلته الأرضة (حشرة النمل الأبيض) عند أبي بن كعب، هذا التناقض في مصير الجذع المزعوم يكشف لك الكذب والخرافة. ولم يكن المرء يحتاج تناقضًا نصيًّا ليعرف ذلك، والمهم أن يتهربوا بأي حجة من تقديم معجزة مما زعموه. للإنسان عقله فليستعمله ليميز الصدق من الدجل. ولو أنهم قدموا معجزة واحدة من آلاف المعجزات الخرافية التي تحكيها كتبهم للبشر لآمن الجميع بالإسلام، ولما كان الأمر متعلقًا بالإيمان بغيب وخرافة، فأي غيب سيكون بعد جذع يصدر صوتًا وسحلية وحمار يتكلمان وشجرة تمشي من هذه الخرافات التي في كتبهم؟!

 

النهي عن التفكير ضد الخرافات

 

روى أحمد:

 

23943 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ، حَدَّثَهُ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَعَصَى إِمَامَهُ، وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ، وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الجنبي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المكي المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح التُّجيبي المصري، وأبو هانىء: هو حميد بن هانىء الخَوْلاني المصري. وأخرجه البزار في "مسنده" (3749) ، وابن حبان (4559) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (788) و (789) ، والحاكم 1/119 من طريق أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (590) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (89) و (900) و (1060) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (790) من طريق عبد الله ابن وهب، عن أبي هانىء، به - واقتصر ابن أبي عاصم على أوله، وهو مفارقة الجماعة. وفي باب مفارقة الجماعة ونزع الطاعة انظر حديث ابن عمر السالف برقم (5386) ، وشواهده هناك. وفي باب إباق العبد انظر حديث جرير بن عبد الله السالف برقم (19155) . وفي باب منازعة الله عز وجل الكبرياء والعزة انظر حديث أبي هريرة السالف برقم (7382) .

قال السندي: قوله: "لا تُسأَل عنهم" أي: فإنك لا تستطيع أن تعرف ما هم عليه من سوء الحال وقُبح المآل، وهذا كناية عن غاية شناعة حالهم. "الجماعة" أي: جماعة المسلمين بعد اتفاقهم على إمام.

 

وروى البخاري:

 

7296 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ

 

وروى مسلم:

 

[ 134 ] حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد واللفظ لهارون قالا حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله

 

[ 134 ] حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته

 

[ 135 ] حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله قال وهو آخذ بيد رجل فقال صدق الله ورسوله قد سألني اثنان وهذا الثالث أو قال سألني واحد وهذا الثاني وحدثنيه زهير بن حرب ويعقوب الدورقي قالا حدثنا إسماعيل وهو بن علية عن أيوب عن محمد قال قال أبو هريرة لا يزال الناس بمثل حديث عبد الوارث غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الإسناد ولكن قد قال في آخر الحديث صدق الله ورسوله

 

[ 135 ] وحدثني عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا هذا الله فمن خلق الله قال فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله قال فأخذ حصى بكفه فرماهم ثم قال قوموا قوموا صدق خليلي

 

ولرجال الدين أن يطمئنوا، فلن نحتاج كملحدين علميين هذا السؤال إطلاقًا، فقد تجاوز العلم فكرة الله عمومًا ولا نعتقد بوجود كائن خرافي غائب مستخفٍ لا دور له في أي شيء علميًّا. لا يوجد شيء محصن ضد وممنوع فيه الجدل والسؤال والتفكير، خوفهم من التفكير علامة ضعف خرافاتهم، لا تخضعوا ولا تستسلموا لمن يحاولون استلاب حريتكم وحقكم في التفكير، التفكير ملكة ونعمة من الطبيعة تؤدي إلى التقدم والتحرير وتحسن الأحوال في كل المجالات.

الحمار ينهق لرؤيته شيطانًا بزعم أحاديث

 

روى البخاري:

 

3303 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا

 

ورواه مسلم 2729 وأحمد 8064 و8764

 

وروى أحمد:

 

(14283) 14334- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (ح) وَيَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، الْمَعْنَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلاَبِ ، وَنُهَاقَ الْحَمِيرِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَقِلُّوا الْخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَغَطُّوا الْجِرَارَ ، وَأَكْفِئُوا الآنِيَةَ.

قَالَ يَزِيدُ : وَأَوْكُوا الْقِرَبَ.(3/306).

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له أهل السنن، وقرنه مسلم بغيره، وقد صرح بالتحديث في بعض مصادر التخريج. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه أبو يعلى (2221) ، والحاكم 4/283-284، والبغوي (3060) من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1157) ، وابن حبان (5517) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، والبخاري في "الأدب المفرد" (1234) من طريق أحمد بن خالد، وأبو داود (5103) من طريق عبدة، وابن خزيمة (2559) من طريق جرير، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواية جرير مختصرة: "أقلوا الخروج إذا هَدأت الرجل، إن الله يبث في ليله من خلقه ما شاء". وأخرجه مختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (1233) ، وأبو داود (5104) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (942) من طريق سعيد بن زياد، عن جابر. وإسناده ضعيف لجهالة سعيد بن زياد. وانظر ما سلف برقم (14228) ، وما سيأتي برقم (14830) . وفي باب التعوذ من صوت الحمير عن أبي هريرة سلف برقم (8064) .

قوله: "هدأت الرجل" قال السندي: بهمزة بعد الدال أي: بعد انقطاع الأرجل عن المشي في الطريق ليلاً.  "يبث" من البث بتشديد المثلثة، أي: ينشر.

 

خرافة مضحكة عجيبة، فنهيق الحمار هو صوته ككل كائن له صوت يعبر به، مثلما الصهيل صوت الحصان، لكن حظ الحمار لسبب ما أننا لا نستظرف ولا نستملح نهيقه وصوته، ويعود التشاؤم من الحمار إلى أصل وثني قبل إسلامي، ويبدو أنهم اعتقدوا أن بعض الحيوانات تكون مراكب للشياطين فيما قرأت في بعض الكتب. ينهق الحمار في أي وقت ربما حتى وقت أذان الصلاة الإسلامية أو لأنه يشعر بالجوع أو التعب أو رأى أنثى أتان...إلخ والكلاب بالذات لاحظت أنها تعتبر مكيروفونات مكبرات الصوت في المساجد شيئًا معاديًا لها ككائن ما يهددها لأنهم لا يدركون أنه صوت طقوس دينية بشرية، فيظلون ينبحون خاصة وقت الفجر لشعورهم بتهديد (استعمالي لضمير العاقل متعمد لأني أعتبر الكائنات المتطورة لهم عقول ولو أقل من البشر)، على هذا نفهم أن وقت تنزل الشياطين هو وقت أذان الفجر الإسلامي؟! هذه أصوات تلك الكائنات ولهؤلاء الكائنات منا كل احترام وتقدير كإخوة في الكينونة والقرابة التطورية. أما خرافة الديك فأميل إلى أن لها أصلًا زردشتيًّا فارسيًّا لأنهم قدسوا الديوك واعتبروها رمزًا للإله آهورامازدا وأنصارًا له لارتباط صياحها بظهور الفجر.

 

الفئران تحرق البيت متعمدة

 

روى مسلم:

 

[ 2012 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفؤا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم ولم يذكر قتيبة في حديثه وأغلقوا الباب

 

رواه أحمد 15145 بإسناد صحيح على شرط مسلم، وقد صرح أبو الزبير بسماعه في رواية سفيان بن عيينة عنه عند الحميدي (1273). وأخرجه أبو عوانة 5/329 و332 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2694) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3057) عن علي بن الجعد، عن زهير- وهو ابن معاوية-، عن أبي الزبير، به. وقد سقط علي بن الجعد من المطبوع من "شرح السنة"، وقد وقع فيه "زهير بن حرب" وهو خطأ، والصواب أنه زهير ابن معاوية. ورواه أحمد (14228) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر- وهو ابن خليفة-، فقد روى له البخاري مقروناً بغيره، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وأبو الزبير قد صرح بالسماع من جابر عند الحميدي. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/230 من طريق وكيع، بهذا الإسناد - ولفظه: "غلقوا أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأَوكوا أسقيتكم". وأخرجه ابن خزيمة (132) ، وعنه ابن حبان (1275) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن فطر بن خليفة، به- وزاد فيه: "وكفُّوا فَواشيَكم وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب فجوة العشاء". وسيأتي مثله برقم (15256) من طريق زهير بن معاوية عن أبي الزبير. وفجوة العشاء: اشتداد الظلام. وأخرجه مطولاً ومختصراً مالك في "الموطأ" 2/928-929، والحميدي (1273) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1221) ، ومسلم (2012) (96) ، وأبو داود (3732) ، وابن ماجه (360) و (3410) و (3771) ، والترمذي (1812) ، وأبو يعلى (1837) و (2258) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1081) و (1083) و (1776) و (1777) ، وأبو عوانة 5/330 و331، وابن حبان (1271) من طرق عن أبي الزبير، به. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (19873) من طريق قتادة، وابن خزيمة (133) ، وابن حبان (1274) ، والحاكم 4/140 من طريق وهب بن منبه، كلاهما عن جابر. وسيأتي الحديث تاماً ومقطعاً من طريق أبي الزبير بالأرقام (14342) و (14899) و (15015) و (15137) و (15145) و (15256). وانظر ما سيأتي بالأرقام (14283) و (14434) و (14829) و (14830) و (14870). وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8752) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "أغلقوا"، قال السندي: من الإغلاق، وهو مقيد بالليل كما جاء في الحديث. "وخمِّروا" من التخمير، أي: غطوا. "وأَوْكُوا" بفتح الهمزة، وضم الكاف من الإيكاء، أي: شدوا أفواهها واربطوها بالوِكاء، وهو الخيط، والمراد فعل الكل بِاسْم الله كما جاء، صَوْناً لهذه الاشياء من الشيطان، كما قال: "فإن الشيطان لا يفتح "، أي: إذا أُغْلِق بِاسْم الله. "وِكاء" بكسر الواو، أي: خيطاً ربط به فم القِرْبة. "الفُوَيسقة" بالتصغير للتحقير، والمراد الفأرة، سُميت فويسقة لكونها من المؤذيات، "تُضرِم" من الإضرام، أي: توقد.

لا أعتقد أن خرافة كهذه صحيحة بالطبع، فمن أين للفأر ذكاء كافٍ ليتناول النار بشيء دون أن تحرقه ودون أن يخاف من الاقتراب منها، حيوانات أذكى منه بكثير وأكثر تطورًا لا يمكنهم فعل ذلك مما قمت بتربيته وإطعامه وملاحظته كالقطط والكلاب، وينضم لذلك الذئاب والأسود، ولا أدري عن القرود ومنها الشيمبانزي، لكن ما لم يتم تعليمها ذلك فهي تخاف من النار كذلك عمومًا.

 

الديك يصيح لأنه يدعو إلى الصلاة بزعم الأحاديث

 

روى أحمد:

 

17034 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، قال: لعن رجل ديكا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تلعنه، فإنه يدعو إلى الصلاة "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وصله، وقال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد. وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20498) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (5208) ، والبيهقي في "الشعب" (5171) ، والبغوي في "شرح السنة" (3269). وتابع معمرا في وصله مالك عند الطبراني (5212) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/346، لكنه من طريق بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك، عن صالح بن كيسان، به. وبكر بن سهل ضعفه النسائي. وتابعه في وصله كذلك عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون فيما سيأتي 5/192-193. والدراوردي على اختلاف فيه: فرواه عنه موصولا قتيبة بن سعيد عند أبي داود (5101) ، وعمرو بن عون عند الطبراني في "الكبير" (5210) ، وحسين بن حريث عند البيهقي في "الشعب" (5174) ، ثلاثتهم، عنه، عن صالح بن كيسان، به. وخالفهم ابن وهب، فرواه عن الدراوردي، عند البيهقي في "الشعب" (5169) ، عن صالح بن كيسان، أن الديك صرخ مرة... فذكره هكذا معضلا. وقد قرن بالدراوردي مسلم بن خالد الزنجي وسليمان بن بلال. وخالفهم (يعني معمرا ومالكا والماجشون والدراوردي في بعض الطرق عنه) زهير بن محمد التميمي، فرواه عن صالح بن كيسان مرسلا عند النسائي في "الكبرى" (10782) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (946) -، عن عبيد الله ابن عبد الله، أن الديك صوت...وسفيان بن عيينة عند الحميدي (814) فرواه عنه مرسلا لكن على الشك، فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، لا أدري زيد بن خالد أم لا، قال: سب رجل ديكا...ورواه مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن كيسان، واضطرب فيه، فرواه عنه ابن وهب عند البيهقي في "الشعب" (5169) - كما سلف- معضلا. ورواه عنه أحمد بن محمد الأزدي، عند البزار (2040) "زوائد"، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله أن ديكا صرخ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبه رجل، فنهى عن سب الديك. قال البزار: أخطأ فيه مسلم ابن خالد، والصواب: عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله، عن زيد بن خالد. ورواه عنه سويد بن سليمان وصالح بن محمد عنه، عن صالح بن كيسان، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن أبيه مسعود، أن ديكا صرخ. ورواه إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، عند أبي نعيم في "الحلية" 4/268، فقال: عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود، أن الديك صرخ... وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها. قال أبو نعيم: الصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، وهذا مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين، واختلط فيه. وتابع صالح بن كيسان في وصله عبد العزيز بن رفيع عند الطبراني (5211) ، وفي طريقه حفص بن سليمان وهو الأسدي، متروك. وفي الباب عن ابن عباس عند البزار (2041) "زوائد" من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس أن ديكا صرخ قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم... قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وعباد روى عن عكرمة أحاديث، ولا نعلمه سمع منه. ورواه أحمد 21679 وأخرجه عبد بن حميد (278) ، وابن حبان (5731) من طريق يزيد بن هارون.

 

ليس لأنه يعلن عن منطقة نفوذه كذكر بالغريزة، عملت بمزرعة دجاج لفترة طويلة ولاحظت أن الصياح مرتبط بإعلان مناطق النفوذ المؤقتة في المزرعة ومنافسة باقي الديوك على النشاط التكاثري مع الدجاج. لا علاقة لصياح الديك بالصلوات، وارتبط المخيال الشعبي بهذه الفكرة الخرافية كثيرًا عند السذج من شعوب العرب، حتى أن المصريين مثلًا يقولون أن الديك يؤذِّن وليس يصيح! عوام العرب لهم عقول أطفال في الحقيقة.

 

الجمال مخلوقة من الشياطين وعلى ظهور الدواب شياطين

 

روى أحمد:

 

16788 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ . وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصُوا مِنْ أُجُورِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا "

قَالَ: " وَكُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا نُصَلِّيَ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ "

 

إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، والحسن البصري قد سمع عبد الله بن مغفل كما ذكر الإمام أحمد- فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص45، وقد صرح بسماعه هذا الحديث منه عند ابن حبان (5656) . إسماعيل: هو ابن عُلَية، ويونس: هو ابن عبيد العبدي. وأخرجه بتمامه ابنُ حبان (5657) من طريق يزيد بن زُريع، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. والقسم الأول منه- وهو في قتل الكلاب-: أخرجه أبو داود (2845) ، والترمذي (1486) ، والنسائي في "المجتبى" 7/185، وابن ماجه (3205) من طرق عن يونس، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الترمذي (1486) و (1489) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1179، وأبو نعيم في "الحلية" 7/111، والخطيب في "تاريخه" 3/304، والبغوي في "شرح السنة" (2780) ، وفي "التفسير" 2/132 من طرق عن الحسن، به. وسيأتي 5/54 و56. وفي الباب: عن جابر عند ابن أبي شيبة 5/406، ومسلم (1572) ، وابن حبان (5658) ، وقد سلف 3/333.وعن عائشة عند الطبراني في "الأوسط " (5159) ، وقد ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/43، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلس. وعن علي عند الطبراني في "الأوسط" (7895) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/286، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق الجارود عن إسرائيل، والجارود لم أعرفه. وعن ابن عباس بنحوه عند أبي يعلى (2442) ، والطبراني في "الكبير" (11979) ، وفي "الأوسط" (2740) . ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/43، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وإسناده حسن. والقسم الثاني منه- وهو في قصة اتخاذ الكلاب-: أخرجه النسائي 7/185 من طريق يزيد بن زريع، وابن ماجه (3205) من طريق أبي شهاب الحنّاط، وابن حبان (5650) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن يونس، به. وفي رواية ابن ماجه: "قيراطان". وأخرجه الترمذي (1489) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" 3/1179، والخطيب في "تاريخه" 3/304 من طريق أبي حرة، والنسائي 7/188-189 من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وفي رواية ابن عدي والخطيب: "ضرع" بدلاً من "صيد". وسيأتي 5/56 و57

 

(18538) 18737- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ إِبِلٍ ، فَقَالَ : تَوَضَّؤُوا مِنْهَا . قَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ ، فَقَالَ : لاَ تُصَلُّوا فِيهَا ، فَإِنَّهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ ، وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، فَقَالَ : صَلُّوا فِيهَا ، فَإِنَّهَا بَرَكَةٌ. (4/288).

 

(20541) 20815- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاَءِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَأَنْتُمْ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ فَصَلُّوا ، وَإِذَا حَضَرَتْ وَأَنْتُمْ فِي أَعْطَانِ الإِِبِلِ فَلاَ تُصَلُّوا ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ. (5/54)

 

(20571) 20846- حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْلاَ أَنَّ الْكِلاَبَ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ ، لأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا ، فَاقْتُلُوا الأَسْوَدَ الْبَهِيمَ ، وَأَيُّمَا قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ ، أَوْ زَرْعٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ ، كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ. (5/56)

 

20847- وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي مَبَارِكِ الإِِبِلِ ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ. (5/57)

 

16039 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا تُقَصِّرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ "

 

إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث إلا عند المخالفة، علق له البخاري، واستشهد به مسلم. ومحمد بن حمزة: وهو الأسلمي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وعلي بن إسحاق: هو المروزي وأخرجه الدارمي 2/285-286، والنسائي في "الكبرى" (10338) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (504) - وابن خزيمة (2546) ، وابن حبان (1703) ، والطبراني في "الكبير" (2994) ، وفي "الأوسط" (1945) ، والحاكم1/444 من طرق عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/131، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالها رجال الصحيح غير محمد بن حمزة، وهو ثقة. وفي الباب عن أبي لاس الخزاعي سيرد 4/221 وعن أبي هريرة عند ابن خزيمة (2547) ، والحاكم 1/444 وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (6684) وعن عمر بن الخطاب عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (497) .

 

(17938) 18103- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُمَرِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي لاَسٍ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : حَمَلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ لِلْحَجِّ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا هَذِهِ . قَالَ : مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ فِي ذُرْوَتِهِ شَيْطَانٌ ، فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أَمَرْتُكُمْ ، ثُمَّ امْتَهِنُوهَا لأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ عز وجل.(4/221).

 

إسناده حسن، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث في الرواية التالية، وعمرو بن الحكم صدوق أيضا، وباقي رجال الإسناد ثقات. وصحابيه أبو لاس اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله، وقيل: وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/297، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2328) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/62، وابن خزيمة في "صحيحه" (2377) و (2543) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (837) ، والحاكم في "المستدرك" 1/444، والبيهقي في "السنن" 5/252، وفي "الآداب" (801) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/302 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأورد البخاري بعضه في "صحيحه" تعليقا، في كتاب الزكاة، باب رقم (49) قوله تعالى: (وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله) [التوبة: 60] وهو قوله: ويذكر عن أبي لاس: حملنا النبي صلى الله عليه وسلم على إبل الصدقة للحج. وفي الباب عن أبي حمزة الأسلمي، سلف برقم (16039) . وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: امتهنوها: قال السندي: أي: استعملوها.

 

23647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، أَنَّ رَجُلًا وَجَأَ نَاقَةً فِي لَبَّتِهَا بِوَتِدٍ وَخَشِيَ أَنْ تَفُوتَهُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُ، أَوْ فَأَمَرَهُمْ، بِأَكْلِهَا "

 

إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (2823) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/250 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/391، وعبد الرزاق (8626) و (8627) عن سفيان ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن غلاماً من بني حارثة.. فذكره مرسلاً. وأخرجه النسائي 7/225-226، وابن عدي في "الكامل" 2/552 من طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً من الأنصار... فذكره، وجعله من حديث أبي سعيد الخدري. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4597) . وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "وَجَأَ" بهمزة في آخره، أي: طَعَن. "لَبَّتها" بفتح فتشديد، والمراد آخر موضع النحر. "أن تفوته" أي: تفوته الناقة بالهرب قبل الذبح.

15806 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَاقُو الْعَدُوِّ غَدًا، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى ؟ قَالَ: " مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ عَلَيْهِ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ، وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكَ أَمَّا السِّنُّ: فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ: فَمُدَى الْحَبَشَةِ " قَالَ: وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْبًا ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ ، فَسَعَوْا لَهُ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ - أَوْ قَالَ: لِهَذِهِ النَّعَمِ - أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ، فَمَا غَلَبَكُمْ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا "

 

 إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن عامر: وهو الضُّبعي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. شعبة: هو ابن الحجاج، وسعيد بن مسروق: هو الثوري والد سفيان. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/183، والبيهقي في "السنن" 9/245-246 من طريق سعيد بن عامر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5503) ، والنسائي في "المجتبى" 7/228، وفي "الكبرى" (4498) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/183 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (963) و (964) ، ومسلم (1968) (22) ، والنسائي في "المجتبى" 7/191، وفي "الكبرى" (4809) ، وابن ماجه (3137) ، والطبراني في "الكبير" (4383) ، والبيهقي في "السنن" 9/246 من طريق زائدة بن قدامة، والشافعي في "المسند" 2/173، والحميدي (410) و(411) ، ومسلم (1968) (22) ، والنسائي في "المجتبى" 7/226، وفي "الكبرى" (4492) ، والطبراني في "الكبير" (4391) ، والبيهقي 9/247 من طريق عمر بن سعيد، والبخاري (2488) و (3075) و (5498) ، وابن حبان (5886) ، والطبراني (4384) ، والبغوي في "شرح السنة" (2782) من طريق أبي عوانة، والبخاري (5544) ، وابن ماجه (3178) و (3183) ،والطبراني (4392) ، من طريق عمرو بن عبيد الطنافسي، ومسلم (1968) (22) ، والطبراني (4394) ، والبيهقي 9/247 من طريق إسماعيل بن مسلم، والطبراني (4386) من طريق داود بن عيسى الكوفي، و (4387) من طريق أبي حنيفة، و (4388) من طريق حبيب بن حبيب، و (4389) من طريق حسان بن إبراهيم، و (4390) من طريق إسرائيل، و (4392) من طريق مندل بن علي وحماد بن شعيب الحراني، و (4393) من طريق مبارك بن سعيد بن مسروق، كلهم عن سعيد بن مسروق، به. وقال الطيالسي: قال زائدة: ما يرون في الدنيا حديثاً في هذا الباب أحسن منه. وقال الطيالسي: هو والله من جياد الحديث. قلنا: وزاد فيه إسماعيل بن مسلم: فرميناه بالنبل حتى وَهَصْناه. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/387- 388، والبخاري (5543) ، وأبو داود (2821) ، والترمذي (1491) و (1492) و (1600) ، والنسائي في "المجتبى" 7/226، وفي "الكبرى" (4125) و (4493) ، والطبراني (4385) ، والبيهقي في "السنن" 9/247 من طريق أبي الأحوص والطبراني (4389) ، والبيهقي في "السنن" 9/247 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، كلاهما عن سعيد ابن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه رفاعة، عن جده رافع. فزادا: عن أبيه رفاعة. وذكر الترمذي أن الأول أصح، أي دون هذه الزيادة، ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون أن يُذَكّى بسِنٍّ ولا بعظم. وقال الرازي في "العلل" 2/45: سألت أبي عن حديثٍ رواه أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق، عن عَبَاية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع بن = خديج... فساقه، ثم قال: قال أبي: روى هذا الحديث الثوريُ وغيره، ولم يقولوا فيه: عن أبيه، قلت: فأيهما أصح؟ قال: الثوري أحفظ. قلنا: رواية الثوري سترد بالرقم (17261) . وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 5/389 عن أبي خالد الأحمر، عن ابن جريج، عمن حدَّثه، عن رافع بن خَدِيج. بنحوه. وسيأتي برقم (15813) و4/140 و140- 141 و142.

 

قول محمد أن الجمال مخلوقة من الشياطين لو أخذناه حرفيَّا فهو غلط طبعًا، والجمال كأي كائن حي لهم تاريخ تطوري على كوكبنا، وللغرابة يعود أصل الجمال والخيول إلى أمِرِكا رغم أنها لاحقًا انقرضت منها حتى استقدم الإنجليز الخيول في استعمارهم لأمركا ولم يكن الهنود الحمر (الأمركيون الأصليون) يعرفون الخيول قبل ذلك! لكنهم سرعان ما تعلموا ركوبها لمحاولة مقاومة الإنجليز. أما لو قلنا بمعنى مجازي كما قال مفسرون وشرّاح فبرأيي هذا غلط وغير سليم، فلكل كائن حي إرادة في الحرية والحياة، ورغم أن الإنسان بحيلة اختيار الصفات بالانتخاب الاصطناعي والإبقاء على ما يناسبه فقط صاغ كائنات ذوات صفات ملائمة له للغاية فأنت تجد جديًا مدجنًا لا يقاوم كثيرًا وكذلك الخراف، ولا يمكن مقارنة ذلك مع جدي أو ماعز جبلي سريع الهرب وكفيل بنطحك نطحة خطرة لو حاولت الإمساك به ناهيك عن ذبحه، نفس الأمر في المقارنة بين ثور مدجن أهلي وثور من ثيران الغابة، لا شك أن الجمل استأنسه الإنسان بشكل قوي عبر التدجين واختيار الصفات الهادئة المسالمة لكنه يظل هو والثور من أخطر ما يتم تربيته بالفعل، لضخامتهما وقوتهما الشديدة، وقد يخرج الكائن منهم عن الاستئناس فجأة ويثور لاختلاف في المزاج أو سعي لإنقاذ حياة نفسه وهذا طبيعي، أو لميزة معينة طفرية في جيناته تجعله مختلفًا عما دجنه الإنسان بدرجة أو أخرى. في كل الحالات لا يمكن وصف الحيوان الهارب أو المتمرد على البشر مهددًا لحياته لإنقاذ حياة نفسه بأنه شيطان أو مخلوق من شيطان، بل هذا سلوك مفهوم متفهّم منه تمامًا. ولعل الأقرب للصحة حديث محمد الآخر (لها أوابد كأوابد الوحش) فقد اقترب جدًّا من نفس ما أقوله هنا. أما التفسير بأن على ظهور الحيوانات شياطين خرافية تفعل شيئًا ما كنخسها أو حثها فتصورات خرافية غير معقولة لناس عاقلين.

 

تصورات محدودة ثقافيًّا للجنة الخرافية ونسائها

 

روى البخاري:

 

2796 - قَالَ وَسَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ يَعْنِي سَوْطَهُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

 

ما حاجة امرأة حورية أسطورية في الجنة لأن تتطبع بطباع البدو فتلبس نصيفًا يعني خمارًا على رأسها، يبدو أن الجنة وإله الإسلام بدوي بدوره، فالبشر صنعوا آلهتهم على شاكلتهم كما قال فيلسوف من قدماء الجريكيين (اليونانيين). وهناك كثير من إسباغ الصفات البشرية على الإله الخرافي سنناقشها في باب (بدائية اللاهوت الإسلامي).

 

خرافة التفاؤل بالأرقام الفردية

 

روى البخاري:

 

161 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ

 

والحديث عند كتب الحديث الأخرى كذلك، وهو يتضمن خرافة تفضيل الأرقام الفردية مثل 1 و3 و5 و7، وكان محمد يحب هذه الأرقام لوهم وسواسي ما عنده. ومعنى الحديث هو تشريع طقسي لمن تطهر بالحجارة لعدم وجود ماء بعد التبرز، والسؤال ما حاجة بشر متحضرين مثلنا لديهم بيوت ومواسير مياه لتشريعات عجيبة بدائية كهذه؟!

 

وروى أحمد:

 

(7345) 7340- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، يَرْفَعُهُ : إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. (2/245).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (957) ، ومسلم (237) (20) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7300) .

قال ابن الأثير في "النهاية" 5/147: الوتير: الفرد، وتكسر واوه وتفتح، فالله واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و"يحب الوتر"، أي: يثيب عليه، ويقبله من عامله.

 

والمقصود من استنجى وتطهر بمس الحجارة والحصى، لأن القوم كانوا لا يتوفر عندهم في صحرائهم ماء وفير في أحيان كثيرة، فليستعمل رقمًا فرديًّا مثل 1 و3 و5 إلخ. هذه تعاليم مضحكة لا نحتاجها كناس متمدنين لدينا مواسير مياه وإمداد دائم للمياه من الأنهار أو بتحلية المياه في بلدان أخرى. ولا معنى للتمسك بأرقام كهذه، وفي حديث الغسل من ولوغ الكلب في الإناء سبع مرات وهو خرافة انتقدتها.

 

ومن نظريات محمد اللاهوتية الغريبة أن الله فرد ورقم فردي، لذلك هو يحب الأرقام الفردية! روى البخاري:

 

6410 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قَالَ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ

 

ورواه مسلم 2677 وأحمد 7502

 

ولذلك يفضل الصلاة في النوافل بحيث تنتهي بعدد فردي للركعات، روى أحمد:

 

877- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ، أَوْتِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ.

 

إسناده قوي، زكريا- وهو ابن أبي زائدة- ذكر فيمن سَمِعَ من أبي إسحاق بعدَ تغيره، وقد أخرج له الشيخانِ من روايته عن أبي إسحاق، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1416) عن إبراهيم بنِ موسى، عن عيسى بنِ يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1214) و (1225) و (1228) و (1262) . وانظر (1232) .

 

6439- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى ، مَثْنَى ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.

 

وروى أحمد كذلك:

 

17426 - حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي، وكان يكره شرب الحميم ، وكان إذا اكتحل اكتحل وترا، وإذا استجمر استجمر وترا "

 

حديث حسن صحيح، وقد رواه عن ابن لهيعة أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وللحديث شواهد يتقوى بها. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/321 من طريق عمرو بن خالد، والطبراني في "الكبير" 17/ (932) من طريق سعيد بن أبي مريم، و (933) من طريق القعنبي، و (934) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، أربعتهم، عن ابن لهيعة، به- واقتصر الطحاوي على النهي عن الكي، والطبراني في الموضع الثاني والثالث على قصة الاكتحال والاستجمار. وقوله: نهى رسول الله في عن الكي، سلفت شواهده عند الحديث (17315). وقوله: كان يكره شرب الحميم، ففي الباب عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا أثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره، ثم تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه أعظم للبركة"، وسيرد 6/350، وهو حديث حسن. وعن أبي هريرة موقوفا بلفظ: "لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره"، أخرجه البيهقي 7/280 بإسناد صحيح. وعن أبي ذر موقوفا أيضا عند البيهقي 7/280، ولفظه: "دعوها حتى يذهب بعض حرارتها"، وفي إسناده عمير بن الفيض، وقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وقالا: روى عنه الحارث بن يزيد، لكن ذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/257، وذكر أن ابنه عتبة ابن عمير روى عنه أيضا. وانظر "مجمع الزوائد" 5/19- 20. وقوله: "وكان إذا اكتحل اكتحل وترا، وإذا استجمر استجمر وترا" سيرد في الحديثين بعد هذا، وقد سلفت أحاديث الباب لكلا الطرفين في مسند أبي هريرة عند تخريج الحديثين (7221) و (8611) .

قال السندي: وقوله: "وكان يكره شرب الحميم"، أي: شرب الماء الحار.

 

 

الهوس الإسلامي المحمدي ضد طفل وُلِدَ مشوهَ التكوين قليلًا

 

لهذه الأسطورة أصل كان يعرفه أوائل المسلمين ونسيه أو تعمد إغفاله أواخرهم حتة نسوه فهو مقتبس من الأبوكريفا المسيحية وأساطيرها كما عرضت في كتاب آخر. الطفل ابن صياد أو الصائد اليهودي تعرض لاضطهاد وضايقات وهوس إسلامي منذ صغره وشبابه وحتى كبره لمجرد شكله المشوه وراثيًّا بدون ذنب منه، في عصر آخر ودولة متحضرة كان سيحصل على حماية من الشرطة وتلقي الشرطة القبض على من يزعجونه ويؤذونه كأشخاص مجرمين مهاويس مزعجين يتعرضون لمواطن مسالم.

 

روى مسلم:

 

[ 2924 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لعثمان قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بصبيان فيهم بن صياد ففر الصبيان وجلس بن صياد فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تربت يداك أتشهد أني رسول الله فقال لا بل تشهد أنى رسول الله فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله حتى أقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله

 

الرد نفسه واضح أنه رد طفل شقي لا أكثر. طريقة كلام الأطفال وجدالهم بوضوح. عمر كان مستعدًا لقتل طفل بمجرد إشارة من محمد. هل هذا ما يفعله الدين بعقولهم؟! لا نريد اتباع الدين إذن وسنحافظ على إنسانيتنا وقيمنا وعقولنا وأخلاقنا.

 

وروى البخاري:

 

1354 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَفَضَهُ وَقَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ فَقَالَ لَهُ مَاذَا تَرَى قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيأً فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ

 

6173 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ هُوَ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْ هُوَ لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ قَالَ سَالِمٌ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ أَيْ صَافِ وَهُوَ اسْمُهُ هَذَا مُحَمَّدٌ فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ قَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ

 

رواه أحمد 6363 ومسلم 2931 والخبر عند الشيعة الاثناعشرية في كمال الدين وإتمام النعمة/ حدیث الدجال وما یتصل به من أمر القائم علیه السلام/ حديث رقم 1 و2.

 

وروى أحمد:

 

(14955) 15018- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلاَمًا مَمْسُوحَةٌ عَيْنُهُ ، طَالِعَةٌ نَاتِئَةٌ ، فَأَشْفَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالَ ، فَوَجَدَهُ تَحْتَ قَطِيفَةٍ يُهَمْهِمُ ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الْقَطِيفَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ صَائِدٍ مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : فَلُبِسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ مَرَّةً أُخْرَى ، فَوَجَدَهُ فِي نَخْلٍ لَهُ يُهَمْهِمُ ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ ، لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلاَمِهِ شَيْئًا ، فَيَعْلَمُ هُوَ ، هُوَ أَمْ لاَ ، قَالَ : يَا ابْنَ صَائِدٍ مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُلِهِ ، فَلُبِسَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، فَتَرَكَهُ , ثُمَّ جَاءَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَالأَنْصَارِ وَأَنَا مَعَهُ ، قَالَ : فَبَادَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلاَمِهِ شَيْئًا ، فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبَيَّنَ فَقَالَ : يَا ابْنَ صَائِدٍ مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ، فَلُبِسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا ابْنَ صَائِدٍ ، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَكَ خَبِيئًا فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : الدُّخُّ الدُّخُّ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْسَأْ اخْسَأْ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : ائْذَنْ لِي فَأَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَسْتَ صَاحِبَهُ ، إِنَّمَا صَاحِبُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَإِنْ لاَ يَكُنْ ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ ، قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْفِقًا أَنَّهُ الدَّجَّالُ.(3/368).

 

إسناده على شرط مسلم، وأبو الزبير- هو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يصرح بسماعه من جابر. وأورده ابن كثير في "النهاية" 1/116- 118 من رواية أحمد هذه، وقال: هذا سياق غريب جدا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2942) عن أبي أمية الطرسوسي، والبغوي في "شرح السنة" (4274) من طريق عباس الدوري، كلاهما عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد. وأخرجه بأخصر مما هنا مسلم (2926) ، وابن حبان (6784) من طريقين عن معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أبي. نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد، ومعه أبو بكر وعمر، قال: وابن صائد مع الغلمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أني رسول الله؟" قال: أتشهد أني رسول الله؟ فقال نبي الله: "آمنت بالله وبرسوله"، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما ترى؟" قال: أرى عرشا على الماء، فقال صلى الله عليه وسلم: "ترى عرش إبليس على البحر" قال: "انظر، ما ترى؟" قال: أرى صادقين وكاذبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لبس على نفسه فدعاه". وخالف سليمان التيمي سعيد الجريري فرواه عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه من طريقه مسلم (2925). وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6360). وعن ابن مسعود مختصرا، سلف برقم (3610) ، وانظر شرحه وشواهده هناك.

وذكروا كذلك تلصص محمد وتسلله لحديقة أسرة الطفل للتجسس عليه، فأي هوس وجنون وأفعال مخالفة للقوانين والأعراف والآداب هذه؟!

 

2638 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ سَالِمٌ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ أَيْ صَافِ هَذَا مُحَمَّدٌ فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ

 

أيضًا تعرض الرجل المسكين مشوه الخلقة بدون مبرر للاعتداء البدني من مهووس إسلامي من صحابة محمد، هذا كان يستدعي في دولة قانون سجن ومحاسبة فاعل ذلك وفحص قواه العقلية خاصة أنه قال أنه لم يشعر بما فعل، روى مسلم:

 

[ 2932 ] حدثنا محمد بن المثني حدثنا حسين يعني بن حسن بن يسار حدثنا بن عون عن نافع قال كان نافع يقول بن صياد قال قال بن عمر لقيته مرتين قال فلقيته فقلت لبعضهم هل تحدثون أنه هو قال لا والله قال قلت كذبتني والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا فكذلك هو زعموا اليوم قال فتحدثنا ثم فارقته قال فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه قال فقلت متى فعلت عينك ما أرى قال لا أدري قال قلت لا تدري وهي في رأسك قال إن شاء الله خلقها في عصاك هذه قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت قال فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت وأما أنا فوالله ما شعرت قال وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال ان أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه

 

وروى أحمد:

 

(26426) 26958- حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ مَرَّتَيْنِ ، فَأَمَّا مَرَّةً فَلَقِيتُهُ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَقُلْتُ لِبَعْضِهِمْ : نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ لَتَصْدُقُنِّي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : قُلْتُ : أَتُحَدِّثُونَ أَنَّهُ هُوَ ؟ قَالُوا : لاَ ، قُلْتُ : كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ ، لَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُكُمْ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَقَلُّكُمْ مَالاً وَوَلَدًا أَنَّهُ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَكُونَ أَكْثَرَكُمْ مَالاً وَوَلَدًا ، وَهُوَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ ، قَالَ : فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ فَارَقْتُهُ ، ثُمَّ لَقِيتُهُ مَرَّةً أُخْرَى وَقَدْ تَغَيَّرَتْ عَيْنُهُ ، فَقُلْتُ : مَتَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي . قُلْتُ : لاَ تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ ؟ فَقَالَ : مَا تُرِيدُ مِنِّي يَا ابْنَ عُمَرَ ؟ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَخْلُقَهُ مِنْ عَصَاكَ هَذِهِ خَلَقَهُ ، وَنَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ ، فَزَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِي أَنِّي ضَرَبْتُهُ بِعَصًا كَانَتْ مَعِي حَتَّى تَكَسَّرَتْ ، وَأَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ . قَالَ : فَدَخَلَ عَلَى أُخْتِهِ حَفْصَةَ فَأَخْبَرَهَا ، فَقَالَتْ : مَا تُرِيدُ مِنْهُ ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَالَ ، تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا. (6/284)

 

وتعرض الرجل لاضطهاد وعزلة وهوس ضده لمجرد تشوه شكله خلقيًّا

 

روى مسلم:

 

[ 2927 ] حدثنا محمد بن المثني حدثنا سالم بن نوح أخبرني الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا بن صائد قال فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه قال وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي فقلت إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة قال ففعل قال فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس فقال اشرب أبا سعيد فقلت إن الحر شديد واللبن حار ما بي إلا أن أكره أن أشرب عن يده أو قال آخذ عن يده فقال أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وأنا مسلم أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة قال أبو سعيد الخدري حتى كدت أن أعذره ثم قال أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن قال قلت له تبا لك سائر اليوم

 

وروى أحمد:

 

11749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا فِي جَيْشٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قِبَلَ هَذَا الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَكَانَ فِي الْجَيْشِ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ، وَكَانَ لَا يُسَايِرُهُ أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُهُ، وَلَا يُؤَاكِلُهُ، وَلَا يُشَارِبُهُ، وَيُسَمُّونَهُ الدَّجَّالَ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ نَازِلٌ فِي مَنْزِلٍ لِي، إِذْ رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ صَيَّادٍ جَالِسًا، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَا تَرَى إِلَى مَا يَصْنَعُ بي النَّاسُ ؟ لَا يُسَايِرُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُرَافِقُنِي أَحَدٌ، وَلَا يُشَارِبُنِي أَحَدٌ وَلَا يُؤَاكِلُنِي أَحَدٌ، وَيَدْعُونِي الدَّجَّالَ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ " وَإِنِّي وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ "، وَقَدْ وُلِدَ لِي، فَوَاللهِ لَقَدْ هَمَمْتُ مِمَّا يَصْنَعُ بِي هَؤُلَاءِ النَّاسُ، أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأَخْلُوَ فَأَجْعَلَهُ فِي عُنُقِي فَأَخْتَنِقَ، فَأَسْتَرِيحَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ، وَاللهِ مَا أَنَا بِالدَّجَّالِ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَوْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، وَاسْمِ أُمِّهِ، ، وَاسْمِ الْقَرْيَةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نَضْرَة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. محمد بن جعفر: هو الملقب غندر، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وقد سلف بنحوه بالأرقام (11209) و (11390) .

قال السندي: قوله: فكان في الجيش عبد الله بن صياد، وفي بعض النسخ: ابن الصائد، وبالجملة فهذا الحديث يدل على أن اسمه كان عبد الله، وقد جاء ما يدل على أن اسمه كان صافياً، فيحتمل أن يقال: إطلاق عبد الله عليه بالمعنى الإضافي، أو أن الصافي كان لقبه.

 

11923 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: حَجَجْنَا فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، وَجَاءَ ابْنُ صَائِدٍ فَنَزَلَ إِلَى جَنْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا صَبَّ اللهُ هَذَا عَلَيَّ فَجَاءَنِي، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا تَرَى مَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ: أَنْتَ الدَّجَّالُ، أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الدَّجَّالَ لَا يُولَدُ لَهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ، وَلَا مَكَّةَ " وَقَدْ جِئْتُ الْآنَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا هُوَ ذَا أَذْهَبُ إِلَى مَكَّةَ، - وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: وَقَدْ دَخَلْتُ مَكَّةَ- وَقَدْ وُلِدَ لِي، حَتَّى رَقَقْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكَانِهِ السَّاعَةَ أَنَا، فَقُلْتُ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وأبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. عفان: هو ابن مسلم. وقد سلف برقم (11390) ، وانظر أيضاً (11209) .

 

واضح إذن أن الرجل لو صح نسبة هذا الكلام له ولم يكن مجرد هوس إسلامي وتشويه صورة نسبوا له الكلام به، أنه تعود العبث بعقول المسلمين لعلمه بتفاهتها أو أنه أصيب هو نفسه بمرض نفسي ما من كثرة ما مر به.

 

هذه القصة مع فهم سببها وأصولها من الخرافات الأبوكريفية مسيحية الجذور عن تشوه خلقة المسيح الكاذب، تعطينا فكرة عن التأثير الضار للخرافات وكيف أن الاعتقاد بالخرافات وعكسها المنهج العلمي العقلاني هو الفرق بين الإنسان الهمجي البدائي المتخلف مظلم العقل المتصرف بغير منطقية وبين إنسان العلم والتنوير والمنهج العقلاني العلمي المنظم المتحضر.

 

رجل ينتفخ حتى يسد الطريق

 

روى أحمد:

 

26425 - حدثنا سريج، وعفان، ويونس، قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، وعبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه رأى ابن صائد في سكة من سكك المدينة، فسبه ابن عمر، ووقع فيه فانتفخ حتى سد الطريق، فضربه ابن عمر بعصا كانت معه حتى كسرها عليه، فقالت له حفصة: ما شأنك وشأنه ؟ ما يولعك به ؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها " قال عفان: " عند غضبة يغضبها " وقال يونس في حديثه: ما تولعك به.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سريج - وهو ابن النعمان - فمن رجال البخاري. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ويونس: هو ابن محمد المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه ابن حبان (6793) ، وأبو يعلى (7061) من طريق روح بن أسلم، عن حماد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2932) (98) - ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن وغوائلها " (660) ، والبغوي في "شرح السنة" (4272) - من طريق هشام بن حسان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/191-192 من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (336) و (373) من طريقين عن حفص ابن غياث، عن عبيد الله، به، بلفظ: "إنما خروج ابن صياد لغضبة يغضبها". وأخرجه أبو يعلى (7040) من طريق سليمان بن أبي كريمة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الدجال لا يخرجه إلا غضبة يغضبها". وأخرجه الطبراني 23/ (370) من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة، قالت:... كنا نتحدث أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها. قال الطبراني: ومعمر عن الزهري مثله. وسيرد بالأرقام (26426) و (26427) و (26428) . وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (6360) .

قال السندي: قولها: ما يولعك به: من الإيلاع، أي: أي شيء جعلك حريصا على الكلام فيه.

 

ورواه مسلم:

 

[ 2932 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام عن أيوب عن نافع قال لقي بن عمر بن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة فدخل بن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له رحمك الله ما أردت من بن صائد أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما يخرج من غضبة يغضبها

 

خرافة لا شك في كونها خرافة وخزعبلات، هل هذا مما نراه في الحياة الواقعية؟! هل هذا من الممكنات البيولوجية والمنطقية العقلانية؟! متى كانت أي مرة رأى فيها أي قارئ لهذا الكتاب شيئًا مماثلًا؟

 

 

هل الدجال الخرافي سيولد كإنسان عادي، أم هو شيطان قديم

 

روى مسلم:

 

[ 2927 ] حدثنا محمد بن المثني حدثنا سالم بن نوح أخبرني الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا بن صائد قال فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه قال وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي فقلت إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة قال ففعل قال فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس فقال اشرب أبا سعيد فقلت إن الحر شديد واللبن حار ما بي إلا أن أكره أن أشرب عن يده أو قال آخذ عن يده فقال أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وأنا مسلم أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة قال أبو سعيد الخدري حتى كدت أن أعذره ثم قال أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن قال قلت له تبا لك سائر اليوم

 

على العكس روى مسلم حديث خرافة تميم الداري التي نقلها عنه محمد، على أن الدجال شيطان أو كائن قديم مكبل في كهف في جزيرة مهجورة مجهولة:

 

[ 2942 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان حدثنا بن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت بن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أمري بيدك فأنكحني من شئت فقال انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فأني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى بن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من بنى فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عنى إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

ورواه احمد27101 و27325 و27331 و27350

 

وروى البخاري:

 

6173 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ هُوَ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْ هُوَ لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ قَالَ سَالِمٌ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ أَيْ صَافِ وَهُوَ اسْمُهُ هَذَا مُحَمَّدٌ فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ قَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ

 

رواه أحمد 27100

 

ويبدو أنها مستمدة من سفر رؤيا برثولماوس الأبوكريفي، وفيها يدخل برثولماوس بعون المسيح إلى هاوية الجحيم ليقابل الشيطان الكبير وهو مكبل في أغلاله. راجع بحث (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية).

 

ولا أعتقد أنه يصح للسلامة النفسية والعقلية أن يعتقد شخص راشد عاقل بخرافات وقصص أطفال كالجساسة المغطاة كلها بشعر والدجال المقيد في جزيرة وكل هذه الخرافات المضحكة.

 

تفسير خرافي للتثاؤب

 

روى البخاري:

 

3289 - حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ التَّثَاؤُبُ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ الشَّيْطَانُ

 

6223 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِذَا قَالَ هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2994 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي قالوا حدثنا إسماعيل يعنون بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع

 

[ 2995 ] حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سهيل بن أبي صالح قال سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري يحدث أبي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاوب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل

 

وروى أحمد:

 

7599 - حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب العطاس ، ويبغض أو يكره التثاؤب ، فإذا قال أحدهم: ها، ها، فإنما ذلك الشيطان يضحك من جوفه "

 

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقا، ومسلم متابعة، وهو قوي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3323). وأخرجه الحميدي (1161) ، والترمذي (2746) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (217) ، وابن خزيمة (921) ، وابن حبان (2358) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (226) ، والحاكم 4/263 من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه (968) ، والنسائي (216) ، وأبو يعلى (6627) ، وابن خزيمة (922) ، وابن حبان (598) ، والبغوي (3340) من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. وسيأتي برقم (9530) و (10707) . وانظر ما سلف برقم (7294) .

 

يدخل الشيطان فيفعل ماذا بالضبط، أضمن له أنه لن يجد شيئًا مفيدًا له على أي حال! وأي شيطان هذا الذي يضحك من جوف الإنسان؟! شيطان للتثاؤب؟! هذه تفسيرات أسطورية وخرافات، العلم يقول أن التثاؤب كما نعرف كبشر متحضرين هو نتيجة ارتخاء في الحجاب الحاجز مؤقت، وكل الكائنات المتطورة عمومًا-على الأقل التي على البر كما رأيتها_تتثاءب وتتمطأ.

 

تفسير خرافي لسبب بكاء الطفل حديث الولادة حين خروجه من رحم الأم

 

روى البخاري:


3431 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

 

وروى مسلم:

 

[ 2366 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا بن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة اقرؤا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } 

 

ورواه أحمد 7182 و7879 و7708

 

بكاء الطفل يكون لخروجه من موضعه المنغلق في الرحم إلى عالم جديد لا يعرفه وهواء بارد يمس بشرته بالنسبة لدف رحم وبطن الأم، ولنا أن نتساءل أي إله عديم السلطة هذا الذي كان سيترك للكائن الخرافي الآخر الشيطان حرية التصرف هكذا في مخلوقاته بهذه الطريقة وعلى هذا النحو؟!

 

تشميت العاطس وأصل هذه العادة الخرافية

 

روى البخاري:

 

6224 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ

 

ورواه مسلم 2162 وأحمد 8631 و9530 و8346 و8397 و8271 و8675 و8688 و8845 و9032

 

1239 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَشْعَثِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَعِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَإِجَابَةِ الدَّاعِي وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ وَرَدِّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ وَنَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَالْقَسِّيِّ وَالْإِسْتَبْرَقِ

 

1240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ * تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَرَوَاهُ سَلَامَةُ عَنْ عُقَيْلٍ

 

يعتقد البعض أن أصلها هو كون مسيحيي القرون الوسطى اعتقدوا أن الروح (شيء خرافي وهمي معناه عندهم مفهوم الحياة في صورة غير مادية غير بيولوجية) تكاد تخرج في العطسة، فكانوا يباركون العاطس، لكن ما قرأته في (بلوغ الأرب في أحوال العرب) للشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ج2  ص 331 تشاؤمهم بالعُطاس فإن العرب قبل الإسلام كانوا يتشاءمون من العطس ويشتمون العاطس لسبب خرافي ما، فأبدل محمد هذه العادة بمباركة العاطس، وربما اقتبس الفكرة جزئيًّا من عادة المسيحيين كذلك.

 

تجاهل بعض أصحاب محمد لخرافات الأحاديث

 

روى أحمد:

 

17959 - حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الله بن أمية بن أبي عثمان القرشي، قال: حدثنا محمد بن حيي بن يعلى بن أمية، عن أبيه، قال: رأيت يعلى يصلي قبل أن تطلع الشمس، فقال له رجل: أو قيل له: أنت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي قبل أن تطلع الشمس ؟ قال يعلى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الشمس تطلع بين قرني شيطان " قال له يعلى: " فأن تطلع وأنت في أمر الله، خير من أن تطلع وأنت لاه ".

 

إسناده ضعيف، محمد بن حيي وأبوه مجهولان. وعبد الله بن أمية لم يرو عنه غير أبي عاصم- وهو الضحاك بن مخلد، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان" انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4612) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

قارن مع ما رووه واللفظ للبخاري:

 

3272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ 3273 - وَلَا تَحَيَّنُوا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ أَوْ الشَّيْطَانِ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ

 

تحريم المشي أو الجلوس فوق المقابر

 

روى مسلم:

 

[ 970 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه    

 

[ 971 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر

   

[ 972 ] وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن واثلة عن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها

   

وروى أحمد:

9048 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ، فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ، خَيْرٌ لُهُ مِنْ أَنْ يَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ "

 

صحيح على شرط مسلم، ورواه أحمد 8108 و9048 و9732 و10832

 

20784 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي نَعْلَيْنِ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَقَالَ: " يَا صَاحِبَ السَّبْتِيَّتَيْنِ ، أَلْقِهِمَا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير خالد بن سمير وبشير صحابي الحديث، فقد خرَّج لهما البخاري في " الأدب المفرد" وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وخالد ثقة وثقه النسائي والعجلي وابن حبان. وسيتكرر 5/224 . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/396، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1651) ، وابن ماجه (1568) ، والنسائي 4/96، والطحاوي 1/510، والحاكم 3/373 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

 

20787 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ بَشِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِهِ، فَقَالَ لِي: " يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ، مَا أَصْبَحْتَ تَنْقِمُ عَلَى اللهِ ؟ أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَهُ، قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ: آخِذًا بِيَدِهِ، "، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَصْبَحْتُ أَنْقِمُ عَلَى اللهِ شَيْئًا، قَدْ أَعْطَانِي اللهُ كُلَّ خَيْرٍ، قَالَ: فَأَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُهَا، قَالَ: فَبَصُرَ بِرَجُلٍ يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ ، أَلْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَنَظَرَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَعَ نَعْلَيْهِ

 

إسناده صحيح. وأخرجه الطيالسي (1123) و (1124) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (775) و (829) ، وأبو داود (3230) ، وابن حبان (3170) ، والطبراني (1230) ، والحاكم 1/373، والمزي في ترجمة خالد بن سمير من "تهذيب الكمال" 8/90 من طرق عن أسود بن شيبان، بهذا الإسناد- وزادوا في أوله قصة تسمية بشير الآتية في الحديث التالي.

 

14148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ: سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْهَى أَنْ يُقْعَدَ عَلَى الْقَبْرِ، وَأَنْ يُقَصَّصَ ، أَوْ يُبْنَى عَلَيْهِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (3225) عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6488) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (970) (94) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/335 و337 و339، وعبد بن حميد (1075) ، ومسلم (970) (94) ، وأبو داود (3226) ، والنسائي 4/86، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440، والطحاوي 1/516، وابن حبان (3163) ، والحاكم 1/370، والبيهقي 4/4 من طريق حفص بن غياث، والترمذي (1052) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 3/440 من طريق محمد بن ربيعة، وأخرجه الطحاوي 1/515، وابن حبان (3164) ، والحاكم 1/370 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ورواية الحديث مختصرة عند بعضهم، وقرن معظمهم في حديثه بأبي الزبير سليمان بن موسى، وزاد بعضهم من طريق سليمان بن موسى وأبي الزبير معاً: ونهى أن يكتب عليه، وكذا من طريق أبي الزبير وسليمان بن موسى كل على حِدةِ، وزاد بعضهم أيضاً: أو يزاد عليه. وإسناد هاتين الزيادتين: إن كان من طريق سليمان بن موسى، ففيه الانقطاع بينه وبين جابر، فإن روايته عنه مرسلة، وإن كان من طريق أبي الزبير، فلم يصرح فيه هو ولا ابن جريج الراوي عنه بالسماع. وسيأتي الحديث عن حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج برقم (14647) ، وبعضه من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني برقم (14565) كلاهما عن أبي الزبير. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8408) من طريق قتادة، عن سليمان بن قيس اليشكري، وأخرجه أيضاً الطبراني في "الأوسط" (5980) من طريق أشعث، عن الحسن البصري، كلاهما (سليمان والحسن) عن جابر.وأخرجه الطحاوي مختصراً 1/516 من طريق نصر بن راشد، عن جابر قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نجلس على القبور. وانظر ما بعده وما سيأتي برقم (15286) . وفي باب النهي عن الجلوس على القبر، سلف عن أبي هريرة برقم (8108) ، وانظر تتمة شواهده والكلام على فقهه هناك.

 

24009 / 39 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوداة الجذامي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن عمرو بن حزم، قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكأ على قبر، فقال: "لا تؤذ صاحب هذا القبر - أو لا تؤذه -"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن نعيم الحضرمي، فقد أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو ثقة، وغير صحابيه فقد روى له أبو داود في "المراسيل"، والنسائي وابن ماجه. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وابن وهب: هو عبد الله القرشي المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري المصري. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 13/ورقة 422 من طريق أبي بكر الباغندي، عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/201 من طريق أحمد بن عيسى، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/215 من طريق يعقوب بن حميد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به. ولم يسق ابن قانع لفظه.

 

عقيدة خرافية، بلا معنى، فالموتى انتهوا وصاروا جثثًا تحللت وعادت للأرض، اقترح الساخر طيب الذكرى جورج كارلين مرة أن نجرف جثث الموتى للأنهار أو الأراضي الزراعية لأننا نحتاج تلك الأسمدة للزراعة! لو تفكرنا في المسألة فكل ركن نجلس عليه أو نكون فيه حتمًا فيه ذرات كانت في موتى عاشوا من قبل، بل وحتى في أجسامنا نفسها، فلا معنى لتحريم محمد، وفي كل مكان تحتنا وحولنا عناصر كانت في ناس وكائنات عاشت يومًا على الكوكب.

 

خرافة طواف سليمان على نسائه

 

روى البخاري:

 

6639 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُلَيْمَانُ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ

 

 

ورواه أحمد 7137 و10580 ومسلم 1654

 

قصة تخلو من أدنى منطق، فأي رجل إنسان هذا الذي يمكنه معاشرة كل هذا العدد من النساء الإناث في يوم وليلة واحدة؟! هذا مستحيل بيولوجيًّا، ومن قال أن من لا يقول كلامًا دينيًّا مثل إن شاء الله لا يحصل على نسل، لو كان ذلك صحيحًا لصارت وسيلة جيدة لمنع الحمل بدلا من الأدوية! وكما شرحت في بحث الهاجادة فهذه قصة سخيفة قيلت للتهرب من تلميح القرآن لأسطورة تنكر الشيطان على شكل سليمان، لأنهم شعروا أنها تمثل معضلة لاهوتية وشبهة تشكيك، ولكني ذكرت هناك أن البخاري في صحيحه من كلامه في التفسير والطبري وغيرهما  فسروا النص القرآني {ألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب} بالقصة الهاجادية اليهودية.

 

روى عبد الرزاق:

 

9753 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك

 

وقال البخاري في صحيحه قبل 3423:

 

{الْجِيَادُ} السِّرَاعُ {جَسَدًا} شَيْطَانًا

 

خرافة الغيلة

 

اعتقد العرب قبل الإسلام أن الممارسة الجنسية مع الزوجة التي لديها طفل رضيع ترضعه يضر بطريقة خرافية ما بالطفل، ويجعله ضعيفًا أو يسقط من على فرسه عندما يكبر، ومنه جائت كلمة الغيلة بهذا المعنى، فمعناها الأصلي هو القتل. محمد رفض هذه الخرافة، روى مسلم:

[ 1442 ] وحدثنا خلف بن هشام حدثنا مالك بن أنس ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قرأت على مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب الأسدية أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم قال مسلم وأما خلف فقال عن جذامة الأسدية والصحيح ما قاله يحيى بالدال

 

 [ 1442 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد ومحمد بن أبي عمر قالا حدثنا المقرىء حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس وهو يقول لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوأد الخفي زاد عبيد الله في حديثه عن المقرئ وهي { وإذا الموؤدة سئلت

 

[ 1442 ] وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا يحيى بن أيوب عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب الأسدية أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث سعيد بن أبي أيوب في العزل والغيلة غير أنه قال الغيال

 

[ 1443 ] حدثني محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب واللفظ لابن نمير قالا حدثنا عبد الله بن يزيد المقبري حدثنا حيوة حدثني عياش بن عباس أن أبا النضر حدثه عن عامر بن سعد أن أسامة بن زيد أخبر والده سعد بن أبي وقاص أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أعزل عن امرأتي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تفعل ذلك فقال الرجل أشفق على ولدها أو على أولادها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان ذلك ضارا ضر فارس والروم وقال زهير في روايته إن كان لذلك فلا ما ضار ذلك فارس ولا الروم

 

رواه أحمد 11078 و27034 و27447

 

 لكن طريقته في اكتشاف أنها خرافة لم تكن بوحي، بل بالتفكير والتأمل في الواقع العملي، فلماذا لا تكون كل تعاليم محمد كانت كذلك، بعض الخرافات عرف أنها خرافات باجتهاد البشري المحدود البحت، وأخرى لم يعرف بعقله أنها خرافات بينما هي كذلك فعلًا؟!

 

خرافة تصفيد الشياطين الخرافية في شهر رمضان العربي القمري

 

روى مسلم:

 

[ 1079 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين

 

 [ 1079 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين

 

وروى أحمد:

 

18794 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: " كُنْتُ فِي بَيْتٍ فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ أَوْلَى بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ الرَّجُلُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي رَمَضَانَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عرفجة- وهو ابن عبد الله الثقفي- روى عنه جمع ووثقه العجلي ص331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/273. وباقي رجاله إلى صحابيه- ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وشعبة روى عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242 باب الكنى، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 وجعله ابن عيينة من حديث عتبة بن فرقد وخطَأه النسائي، كما سيرد في التخريج. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/130، وفي "الكبرى" (2418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب. قلنا: يعني من حديث ابن عيينة الآتي ذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (327) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، وقال: بإسناده نحوه. يعني جعله من حديث عتبة بن فرقد! ورواه حماد بن سلمة- فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 عن عطاء، عن عرفجة، عن أبي عبد الله، رجل من الصحابة، حدثهم عند عتبة بن فرقد. وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7386) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (325) - والنسائي في "المجتبى" 4/129- 130، وفي "الكبرى" (2417) ، من طريق سفيان بن عيينة، وابن قانع في "معجمه" 2/269، والطبراني في "الكبير" 17/ (326) من طريق عبد السلام بن حرب (وتحرف اسمه عند الطبراني إلى: عبد الله) كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، بلفظ: عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان؟ قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "تفتح أبواب...". وقال النسائي: هذا خطأ. وله شاهد من حديث أبي هريرة ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (7148) يصح به، وذكرنا هناك بقية شواهده. وسيأتي بالحديث بعده و5/411 (23491).

 

7148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ "

 

صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، وأبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- روايته عن أبي هريرة مرسلة. إسماعيل : هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (8383) ، وابن أبي شيبة 3/1، وإسحاق بن راهويه (1) و (2) ، والنسائي 4/129، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/154 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (8991) و (8992) ، وسيتكرر من هذا الطريق برقم (9497). ولحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هذا شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644) ، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/99، وهو كما قال. وأخرجه ابن ماجه (1642) ، والترمذي (682) ، وابن خزيمة (1883) ، وابن حبان (3435) ، والحاكم 1/421، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "شعب الإيمان" (3598) ، والبغوي (1705) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي  صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومرة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار. وذلك كل ليلة" . وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين! قال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، فذكر الحديث. قال محمد وهذا (يعني حديث الأعمش عن مجاهد من قوله) أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش. قلنا: لكن يشهد له مرفوعا بسياقة أبي بكر بن عياش ما أخرجه ابن أبي شيبة 3/1، وأحمد 4/311 و312 و5/411، والنسائي 4/130، والبيهقي في "الشعب" (3601) عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وإسناده حسن. وللقسم الأخير منه ما سيأتي في مسند أبي هريرة نفسه برقم (7450). وانظر ما يأتي من طريق مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة برقم (7780) .

 

خرافة أن أفعال الشر والتفكير فيه بسبب كائنات خرافية شياطين هي خرافة وبنوا عليها خرافة تقييد الشياطين في رمضان، وهذا مخالف للواقع، فهل لا ترتكب جرائم في رمضان في الدول الإسلامية كالقتل والسرقة والنصب والاختلاس. وكذلك "الذنوب الخرافية الدينية" حسب مفهومهم الديني الرجعي ترتكب أكثر في رمضان من جهة الأغاني والرقص والمسلسلات والإعلانات. وذكر الحديث في مسند أحمد عن صوت يتكلم بدون ان يسمعه أحد بلا فائدة فلماذا سيتكلم متكلم بصوت لا يسمعه به أحد إلا كسفاهة وتضييع جهد ووقت؟! ما فائدة ذلك؟! هذه خرافة طبعًا.

 

جبل من ذهب

 

روى مسلم:

 

[ 2895 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين وأبو معن الرقاشي واللفظ لأبي معن قالا حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قلت أجل قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقل يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون قال أبو كامل في حديثه قال وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل أجم حسان

 

ورواه أحمد 21262 و21263

 

علم الجيولوجي وظواهر الأرض لا يوجد فيها جبل أو تل من ذهب، فهذه خرافة مخالفة للعلم، والأقمار الصناعية التي تكشف كل شيء اليوم كانت ستعثر فورًا على شيء كهذا بهذا الوضوح، وكان سيصير في جيوب شركات بعض الأثرياء كالعادة وهو حال البشر دومًا. تستولي الدول والشركات على مناجم الذهب ولا تحصل الشعوب على شيء غالبًا إلا الفتات.

 

زعمه إمكانية التنبؤ الخرافي بقراءة خطوط الرمل

 

روى مسلم:

 

[ 537 ] حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة وتقاربا في لفظ الحديث قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم قال ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال بن الصباح فلا يصدنكم  قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك....إلخ

 

وروى أحمد:

 

9117 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمَهُ، فَهُوَ عِلْمُهُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فقد روى له البخاري مقروناً. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري. هذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. وله شاهد من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي 5/447 ضمن حديث مطوّل، وهو عند مسلم (537) .

وقوله: "فمن وافق عِلمَهُ، فهو عِلْمُه"، ولفظ مسلم: "فمن وافق خطه فذاك"، وصورته كما في "شرح مسلم" للأبي 2/436: أن يأتي ذو الحاجة إلى الحازي (الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه) ، ومع الحازي غلام معه ميل فيخط الأستاذ في أرض رخوة خطوطا معجلا لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوها على مهل خطين خطين، فإن بقي خطان، فهو علامة النجح، وإن بقي واحد، فهو علامة الخيبة.

وهذا الحديث محمول على إنه علق الحِل بالموافقة بخط ذلك النبي، وهي غير واقعة في ظن الفاعل، إذ لا دليل عليه إلا بخبر معصوم، ولم يوجد، فبقي النهر على حاله، لأنه علق الحِل بشرط ولم يوجد.

 

المشكلة هنا أن محمدًا لم ينفِ خرافة التنبؤ بقراءة الرمل الخرافية نفيًا تامًّا، بل ترك بابًا واسعًا مفتوحًا لها، فما أسهل أن يدعي شخص ما أنه ولي من الأولياء وأن الله أعطاه نفس قدرة النبي الخرافي المذكور في هذه المسألة والجانب. فهو هكذا سيكون لم يدع أنه نبي رغم كل شيء.

 

تشريع خرافي بخصوص لبس الحذاء

 

وروى البخاري:

 

5856 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا

 

وروى مسلم:

 

[ 2097 ] حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد يعني بن زياد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع فليبدأ بالشمال ولينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا

 

 [ 2097 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمش أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا

[ 2098 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا بن إدريس عن الأعمش عن أبي رزين قال خرج إلينا أبو هريرة فضرب بيده على جبهته فقال ألا إنكم تحدثون أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتهتدوا وأضل ألا وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها

 

ورواه أحمد (7447) و(14118) و(14121) و (14178) و (14198) و (14452) و (14489) و (14587) و (14705) و (14770) و (14856) و (14897) و (14899) و (14951) و (15153) و(14546) .

 

إذا تعرض أحدنا للفقر أو لانقطاع نعله في الطريق، فلا مانع من السير به هكذا، فهذا خير من انجراح القدم بشيء في الطريق كزجاجة أو حجر، أو تأذيها من سخونة الأرض. وكثيرون كما نرى من ذوي العقول عارضوا سخافة تعاليم محمد منذ عصر تأسيس المذهب السنيّ بسخافات أحاديثه. بما فيها قصة اعتبار الكلب نجسًا، خاصة أن أهل الشام كانوا أهل حضارة ليس عندهم خرافة نجاسة الكلب التي عند بدو شبه جزيرة العرب.

 

ولعل هذا التحريم الخرافي مشابه لتابو خرافي مجهول السبب لي ورد في سفر التثنية في توراة اليهود:

 

(9«لاَ تَزْرَعْ حَقْلَكَ صِنْفَيْنِ، لِئَلاَّ يَتَقَدَّسَ الْمِلْءُ: الزَّرْعُ الَّذِي تَزْرَعُ وَمَحْصُولُ الْحَقْلِ. 10لاَ تَحْرُثْ عَلَى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعًا. 11لاَ تَلْبَسْ ثَوْبًا مُخْتَلَطًا صُوفًا وَكَتَّانًا مَعًا.) من التثنية22

 

(فَرَائِضِي تَحْفَظُونَ. لاَ تُنَزِّ بَهَائِمَكَ جِنْسَيْنِ، وَحَقْلَكَ لاَ تَزْرَعْ صِنْفَيْنِ، وَلاَ يَكُنْ عَلَيْكَ ثَوْبٌ مُصَنَّفٌ مِنْ صِنْفَيْنِ.) من اللاويين 19

 

وهو تشريع له نفس روح الغرابة والشذوذ وانعدام المنطق والفائدة منه كوصية.

 

المسلمون يكونون محجلين كالأحصنة العربية يوم القيامة

 

روى البخاري:

136 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ

 

وروى مسلم:

 

[ 246 ] حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد قالوا حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري عن نعيم بن عبد الله المجمر قال رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله

 

لا أدري لكن عن نفسي لا تستهويني فكرة وتصور كهذا، أحب نفسي بدون خطوط كالأحصنة!

 

خرافة موسى مع ملاك الموت


1339 - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ

 

ورواه مسلم 2372

 

من غرائب المتدينين الاعتقاد بملاك أو كائن ما موكول بقبض الشيء الخرافي الذي يسمونه روح، حياتنا قائمة على كوننا كائنات متعددة الخلايا يعني كائنات مركبة، ما أحكم وأعقل قول بود فيما نسبوا له: كل مركب مصيره إلى الانحلال، لو أننا كائنات وحيدة الخلية غير متطورة لما احتجنا آلية الموت الذاتي للخلية لتنسيق عمل الخلايا مع بعضها، ولعشنا مئات أو ملايين السنين كالبكتيريا (البكتيريوم كمفرد) والـﭭيروسات. خرافة موسى هذه عرضت أصلها الهاجادي من كتابات تراث أحبار اليهود، وذكر أخي الفاضل ابن المقفع تلميحًا لها في العهد الجديد كتاب المسيحية مأخوذًا من الهاجادة (رسالة يهوذا1: 9). وخرافة موسى هذه من ناحية لاهوتية ميثيولوجية غير معقولة فكيف يستطيع إنسان هزيمة ملاك أقوى منه ومع سلطة وتخويل وتفويض من الله؟ لماذا لم يعتبر الله الخرافي ضرب ملاكه الخرافي في هذه الأسطورة كما نقول نحن تعدي على موظف حكومي أثناء أداء وظيفته؟!

 

يخرب الكعبة حبشي

 

روى البخاري:

 

1591 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ

 

1595 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَخْنَسِ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا

 

1596 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ

 

ورواه مسلم 2909 وأحمد 2010

 

هذه من خرافات ما يُعرف في  علم الأديان بمصطلح (أساطير العود الأبدي) فإذا كان من حاول تخريبها كما زعمت أسطورة كان حبشيًّا أسموه أبرهة، فالذي سيهدمها كذلك سيكون حبشيًّا. ولنا ان نتساءل ما مصلحة الحبشة إثيويبيا في عمل عداوة مع عالم الإسلام أو الخوض في صحراء العرب بدون فائدة، لمجرد هدم مكان مقدس؟! لا يوجد أي احتمالية لحدوث ذلك، حوالي 40% من الإثيوبيين مسلمون، هل تتوقع أنه لو قامت حكومة ما بشيء مماثل لن تثور ضدهم هذه الجموع التي تصل إلى قرابة نصف السكان؟! ووصف الحديث الحبشي بأنه أفحج يعني متباعد الساقين كعيب تكويني خلقي، يبدو أن صفات المسيح الكاذب الدجال الأسطورية المقتبسة من كتب الأبوكريفا المسيحية (عرضناها في بحث سابق كتاب مستقل هو أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية) ربطوها كذلك بهادم الكعبة الأسطوري هذا.

 

محمد كمؤسس للمذهب الحرفيّ

 

روى مسلم:

 

[ 3006 ] حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري...إلخ...سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شأ لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال أنا يا رسول الله قال أنزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم...إلخ

 

 [ 2595 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد

 

 [ 2595 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع قالا حدثنا حماد وهو بن زيد ح وحدثنا بن أبي عمر حدثنا الثقفي كلاهما عن أيوب بإسناد إسماعيل نحو حديثه إلا أن في حديث حماد قال عمران فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء وفي حديث الثقفي فقال خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة

 

[ 2596 ] حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا يزيد يعنى بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي برزة الأسلمي قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بهم الجبل فقالت حل اللهم العنها قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة

 

 [ 2596 ] حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر ح وحدثني عبيد الله بن سعيد حدثنا يحيى يعنى بن سعيد جميعا عن سليمان التيمي بهذا الإسناد وزاد في حديث المعتمر لا أيم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله أو كما قال

 

وروى أحمد:

 

19859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: لَعَنَتِ امْرَأَةٌ نَاقَةً لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا مَلْعُونَةٌ فَخَلُّوا عَنْهَا " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا تَتْبَعُ الْمَنَازِلَ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ نَاقَةٌ وَرْقَاءُ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب - وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختيانى، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19532) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 18/ (449) ، والبغوي في "شرح السنة" (3558) . وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (363) ، والدارمي (2677) ، ومسلم (2595) (81) ، وأبو داود (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3537) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (71) ، وابن حبان (5741) ، والطبراني 18/ (450) و (451) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الشعب" (5164) من طرق عن أيوب السختياني، به.وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8816) من طريق عمران بن حدير، وابن حبان (5740) من طريق يحيى بن أبي كثير، كلاهما عن أبي قلابة، به. وتحرف عمران بن حدير في سنن النسائي إلى عمران بن جابر. وسيأتي برقم (19870) . وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وذكرنا شواهده هناك.

 

19870 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ " قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ، يَعْنِي النَّاقَةَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المهلب- وهو الجرمي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/673، ومسلم (2595) (80) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (374) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (452) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (19870) .

 

9522 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا ".

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/420. وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/429 و431. وعن عائشة، سيأتي 6/138.

وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009) ، وأبي داود (1532) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3539) ، وابن حبان (5742) .

 

(19766) 20004- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ قَالَ : كَانَتْ رَاحِلَةٌ ، أَوْ نَاقَةٌ ، أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ وَعَلَيْهَا جَارِيَةٌ ، فَأَخَذُوا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَتَضَايَقَ بِهِمُ الطَّرِيقُ ، فَأَبْصَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : حَلْ حَلْ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَاحِبُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ ؟ لاَ تَصْحَبُنَا رَاحِلَةٌ ، أَوْ نَاقَةٌ ، أَوْ بَعِيرٌ عَلَيْهَا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن طَرْخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مُل النهدي، مشهور بكنيته.

وأخرجه مسلم (2596) (82) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (669) من طريق يزيد بن زريع، ومسلم (2596) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 41 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (19789) .

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9522) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

منهج حرفي غير معقول، فقد جعل محمد منها تابو ومحظورًا، كان لهذه الناقة كحيوان داجن حقه في الطعام والماء، لكن لحسن حظ الناقة فالجمال يمكنها الحياة بدون اعتماد على البشر في الصحراء، لا يوجد سبب عقلاني موضوعي لإهدار مال بحجم وثمن جمل (ناقة أنثى) لأجل خرافات وكلام. ما فعله محمد يدخل في إطار مصطلح التابو والتشاؤم.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.