29 الاستدلالات الغير منطقية

الاستدلالات والأمور الغير منطقية

 

من سور الفترة المكية الأولى

 

96 سورة العلق

 

{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}

 

إن افتراض ربط الأخلاق والإحسان بالدين افتراض خاطئ، فيمكن وجود الأخلاق الإنسانية العلمانية بدون التعاليم الدينية كذلك، ويوجد بالغرب ناس محسنون كثر غير مؤمنين كبِل جِتس صاحب ميكروسوفت والممثلين الأمِرِكيين براد بِت وأنجِلينا جولي، بل وتوجد مشكلة في الأديان أن بعضها يعتبر أن الأمر بقتل الأبرياء لأجل اختلاف الدين أو الزواج من طفلة_وغيرها من أمور يتفق العقلانيون أنها غير أخلاقية_ يتحول إلى فعل واجب وأخلاقي لو زعمت النصوص فقط أنه أمر أو سمح به الله الخرافيّ وهذا ما يعرف فلسفيًّا بمعضلة يوثيريو التي طرحها سقراطس كسؤال على يوثيرو في حواره معه كما كتبه أفلاطون منذ ما قبل الميلاد. مع ذلك بالتأكيد لا نرضى بالإكراه الدينيّ أو منع شخص من ممارسة معتقداته.

 

74 المدثّر

 

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}

حقيقةً لا يمكن أن يكون هناك فقدان للمنطق والعقلانية أكثر من ذلك، يأتي بخرافة غير عقلانية عن عدد مزعوم أنه هو بالذات عدد ملائكة جهنم الأسطورية، على نحو مضحك، لعله استعان فيه على سؤال الأحبار له عن ذلك بواحد منهم ممن كانوا يساعدونه ويسخرون منه أحيانًا أخرى، لأني لم أجد مصدرًا هاجاديًّا أو أبوكريفيًّا لرقم كهذا، ثم يزعم أن كلامه غير المنطقي هو فتنة لغير المؤمنين بكلامه لأنهم انتقدوه! ثم يضع على لسانهم اعترافًا قسريًّا بحديث لم يقولوه بأنه كلام الله!

 

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}

 

هنا لا حاجة لنا أن نكرر نفس ما قلناه عن عدم صحة ربط التدين بالأخلاق، قابلت في حياتي ناسًا من مختلف العقائد مسلمين ومسيحيين ولادينيين وهندوسًا كانوا من أفاضل الناس، بعض الملحدين أحيانًا دعموني معنويًّا ومرتين بمال بسيط لما مررت ببعض الظروف العصيبة ولهم أوجّه الشكر بالمناسبة الأخ ضحاك وحسام الفارابيوس أو الفارابي، وكذلك قابلت من مختلف هذه العقائد بما فيها الإسلام والعقلانية الإلحاد أشخاصًا غاية في السوء وانحدار الأخلاق والسلوكيات.

 

{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً(52)}

 

يفسرها ابن كثير: أَيْ: بَلْ يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِ كِتَابًا كَمَا أَنْزَلَ عَلَى النَّبِيِّ. قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ، كَقَوْلِهِ: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الْأَنْعَامِ: 124]

 

ليس لي علم كثير رصين للأسف بتاريخ الفلسفة والفكر الغربي، لكنْ حتمًا كثيرون اعترضوا على هذه الخرافة وقالوا لو أن الله موجود حقًّا لتحدث إلى جميع البشر وحل مشاكلهم ولما كان هناك جوع ومرض وحروب وخلل في الأمراض الوراثية والفيضانات والجفاف والمجاعات...إلخ والنقطة التي نركّز عليها هنا هي خرافة الوحي المحصور في شخص واحد بلا دليل ملمس واحد يدّعي أنه وحده يسمعه ويراه ويُبلَّغ به، وحقيقة من العرب القدماء المفكرين لدينا ابن الراونديّ الذي كتب كتبًا تنتقد الأفكار الدينية بحيلة منه حيث جعلها كأنها كلام على لسان البراهمة الهندوس يحاورون به المسلمين. بالتأكيد الاطلاع على سائر الأخطاء العلمية والنقد التشريعي الذي نقدّمه في هذا الكتاب ستدحض فكرة ألوهية مصدر نصوص الإسلام..

 

107 الماعون

 

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}

 

هنا يكرر محمد الافتراض بلا دليل أن غير المتبع لدينه أو غير المؤمن،كالعقلاني الملحد مثلا، لا يمكن أن يكون محسنًا أو خيِّرًا أو مستقيمًا، وهذا باطل، إن إحسان الملحد أعظم مكانة وقيمة لأنه لا ينتظر أجرًا وثوابًا وهميًّا، بل يفعل الخير لمحض الخير.

 

102 التكاثر

 

{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}

 

يقول في تفسيرها ابن كثير:

 

يَقُولُ تَعَالَى: شَغَلَكُمْ حُبُّ الدُّنْيَا وَنَعِيمُهَا وَزَهْرَتُهَا عَنْ طَلَبِ الْآخِرَةِ وَابْتِغَائِهَا، وَتَمَادَى بِكُمْ ذَلِكَ حَتَّى جَاءَكُمُ الْمَوْتُ وَزُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، وَصِرْتُمْ مِنْ أَهْلِهَا؟!

 

كثير من البشر منذ طفولة ونشوء العقل الديني_كما كان منذ القدم في سومر وبابل وأفريقيا والهند ومصر القديمة_ يشعرون بالامتنان لكائن أو كائنات خيالية مجهولة لأجل ما تهبه له الطبيعة أو الحظ الحسن أو اجتهاده أو إحسان البشر الآخرين، لا أعتقد أن عقيدة كهذه صحيحة بأي تفكير منطقيّ عقلانيّ سليم، كذلك لا مانع من تكريس الإنسان بعض أو كل حياته لتحسين أحواله ورفاهيته، على شرط ألا يضرَّ الآخرين أو يستغلهم بصورة أنانية سيئة، ولو أن تخصيص جزء من الحياة لأهداف خيرية أو فكرية أسمى سيكون جيّدًا كذلك. لكن لا يحتاج أحد للعبادات والتكرّس لكائن وصديق أو أصدقاء خياليين وتعاليم رجعية عتيقة في عصرنا الحديث.

 

105 الفيل

 

الاستدلال بأساطير العجائز لا يمكن اعتباره ضمن حوار منطقيّ عقلانيّ.

 

93 الضحى

 

{وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

 

كون شخص ذا حظ جيد أو تتحسّن أموره ليس دليلًا ملموسًا على وجود إله يتحكّم في الأمور بشكل خفيّ من وراء الستار كملاعب العرائس على مسرح كونيّ، وليس دليلًا على دعم هذا الكائن المزعوم لشخصٍ ما أو أنه أعطاه ميزة ما أو نبوة

 

86 الطارق

 

{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}

 

الاستدلال بالظواهر الكونية وهو كثير في القرآن ليس دليلًا على أي شيء، فالعلم يفسر هذه الظواهر والأجرام الكونية بدون أي داعٍ لفكرة أو عقيدة إله خلقها، مثلًا تجاذب ذرات الهيدروجين نحو بعضها لتحدث لها اندماجات نووية تصنع الشموس وجميع العناصر الذرية المعروفة في جدول مندليف، ومنه النجم أو الكوكب المذكور في هذه الآية.

 

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)}

 

هنا نفس المسألة، وجود الماء على الأرض لا يدل على شيء، لقد وجدوا آثاره على المريخ مثلًا، ووجود الحياة على الأرض كالنباتات التي تشقّ الأرض ليست دليلًا على إله حسب نظرية التطور، وحتى لو افترضنا أنها دليل على سبيل الجدل، فهي لا تبرهن على ادعاء محمد صحة دعوته ومقولاته وأنه نبيّ.

 

91 الشمس

 

َالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}

 

هنا نرى نفس مسألة الاستدلال بظواهر موجودة فعليًّا، يمكن تفسيرها بتفسيرات علمية طبيعية، مثلًا في ما يتعلق بالأخلاق التفسير التطوريّ البيولوجي كما قال به هكسلي والكثير من علماء الأحياء كرِتشَرْد دوكِنْز كعامل لتحسين لتعاون بين أفراد النوع ونجاح النوع وبقائه بالتالي تسود وتهيمن الصفات السلوكية كذلك.

 

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

 

هذا السؤال سنطرحه فيما يتعلق بالعديد من الآيات، والكثير من الأحاديث المحمدية، فإذا كان الله وفق هذا التصور اللاهوتيّ هو مصدر الخير والشرّ، وهو الملهِم بالشر، فكيف سيُحاسب البشر على أفعال هو من قدّر عليهم فعلها في اللوح المحفوظ القديم حسب التصور الإسلاميّ، وكيف يتّسق تصوّر كهذا مع فكرة عدالة الله المزعومة Theodicy؟!

وهنا يُطرح سؤال إبكيورس القديم أم لعله سؤال هيوم في كتابه (حوارات عن الدين الطبيعيّ):

 

هل هو راغب في منع الشر لكنه غير قادر؟ إذن هل هو كليّ القدرة؟. هل هو قادر لكنه غير راغب؟ إذن هل هو حاقد؟. هل هو قادر وراغب،كلاهما؟ من أين الشر إذن؟."

 

هذه حجة قوية من وجود الشرور والأمراض والحروب تنفي وجود الله، لأنه لم يكن سيجلس كمتفرّج لو كان له وجود، بعض روايات هذه الأطروحة مما بين يدي تنتهي بقوله إذن هو غير موجود. ويقول هيوم عن وجود الشر في كتابه (حوارات حول الدين الطبيعي)، أقتبسه من ترجمتي لكتاب (القيم والأخلاق في كون بلا إله):

 

في عمله الكلاسيكي (حوارات بصدد الدين الطبيعيّ) يجعل الفيلسوفُ الإسكتلنديُّ الإلحادي العظيم في القرن الثامن عشر ديـﭬـِد هيوم شخصيةَ فيلو[ن] تصل إلى الاستنتاج التالي على أساس ملاحظته على امتزاج الخير والشر في الكون:

 

"قد تكون هناك أربع فرضيات تُستنبَط بخصوص العلل الأولى للكون: أنها متكرسة للصلاح الكامل، أو أنها خبيثة على نحو كامل، أو أنها متعارضة وليدها الصلاح والخبث كلاهما، أو أنها ليست لديها صلاح ولا خبث على السواء. الظواهر الممتزجة لا يمكنها أبدًا إثبات المبدأين غير المختلطين الأولين، والانتظام والثبات للقوانين العامة [للكون] يبدو معارضًا للثالث. لذا فإن الرابع يبدو هو الأرجح إلى حد كبير."

 

هيوم أصاب الهدف تمامًا هاهنا. إنه صعب فهم كيف يمكن أن توحي ملاحظة توزع الخير والشر في الكون بحضور خالق كامل أخلاقيًّا. إن خالقًا أو سببًا محايدًا أخلاقيًّا يبدو الفرضية الأرجح بناءً على الدليل الإمبريقي المتاح بصدد كيفية توزع الخير والشر. (ا ه)

 

80 عبس

 

{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)}

 

هنا القول بأن المظاهر الطبيعية وموارد الطبيعة التي نتنعّم بها هي من إعطاء وهبة كائن خيالي غير مرئي، هو خالق هذه الأشياء حسب الخرافات، لذا يتوجّب على البشر عبادته، وهو تصور عتيق مترسّخ في العقلية الدينية منذ أزمنة البشر البدائيين ونجده في اليهودية والمسيحية والهندوسية والأديان القديمة كالسومرية والبابلية والمصرية القديمة والأديان الأقدم للبدائيين الشامانية. لكن الاستدلال بما هو موجود وقد نفسّره بعوامل وتفسيرات علمية طبيعية على ما هو غير موجود استدلال غير منطقيّ وباطل، إنه يفترض صحة ما يحتاج إلى إثباته في البدء، ولعله ما يسميه علماء المنطق والفلسفة بالبرهان الدائري.

 

أيضًا بصرف النظر عن إدانة الأديان لعدم الإيمان بخرافاتها، فإن الشك وعدم الإيمان ليس رذيلة، والإيمان ليس فضيلة، بالأحرى قد تكون العقلانية ونبذ الخرافات إذا ترافقت مع حسٍّ أخلاقيّ وإنساني سليم ورفيع هي الفضيلة في جوهرها. أما التعميم بأن جنس البشر كله سيء لو فهمنا النص بهذا الفهم الأوسع، فهذا غير صحيح فكثير من البشر صالحون وأغلبهم مسالمون ويميلون إلى السِلم رغم كل شيء.

 

من مقولات جورج كارلين الكوميديّ الراحل

68 القلم

 

{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8)}

 

كثير من آيات القرآن فيها هذا المنطق المحمديّ الفاقد للمنطق، المغالِط، كقوله في نفس السورة: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41)} القلم،

و: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)} البقرة

 

هنا يفترض أن المستمع يؤمن بوجود الله، وأن محمدًا مرسل منه، لكن الوثني (وغير المسلم) لا يعتقد بهذا من الأصل، بالتالي كل استدلالاته ونقاشه غير منطقي، ألا تصدّقوني، حسنًا اذهبوا اسألوا الله، أأنتم أعلم أم الله، يمكن الرد عليه: حسنٌ، هات الله خاصتك ليكلّمنا ويرينا نفسه! تقول لنا هاتوا شركاء الله الآلهة الأخرى، طيِّب وهات أنت الله المزعوم هذا. حقيقة لا أحد من الفريقين يستطيع البرهنة على أي إله أو آلهة لأنها كائنات خرافية وبتعبير أحد الفلاسفة (فئة فارغة) أو بتعبيري كعالم أديان: أسطورة وخرافة. لهذا كنت أرى دومًا أن مناظرات الفرق الدينية بين بعضها للجدل المتعصّب الأعمى على خرافات مختلفين عليها هي عبث وأمور لا يمكن حسمها والاتفاق عليها، فهي حوار طرشان وعميان بالإيمان الأعمى.

 

{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}

 

هذه قصة فيها موعظة دينية، لكنها خارج سياق التاريخ، وبدون أسماء أشخاص أو أماكن، مجرد قصة افتراضية مما يحدث كثيرًا في كل العالم لأسباب خاصة بظواهر الطبيعة وكوارثها وقد تحدث لناس صالحين تمامًا ولا علاقة للأمر بإله أو أي وعظ ديني. هذه القصة مثال لما يجود به ذهن محمد على نحوٍ أصيل دون أن يقتبس من أساطير الأديان الأسبق من الكتاب المقدّس (المكدّس) والهاجادة والأبوكريفا وأساطير الوثنيين والزردشتيين، قصة بلا ملامح ولا حبكة درامية جيّدة.

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)}

 

هنا نرى مسألة أن القرآن ابن بيئته والقضايا التي أثارها والعقائد التي انتقدها تتعلّق بالوثنيين في شبه جزيرة العرب وممارساتهم ونقاشاتهم، لكن لو أنه وُلد مثلًا في الهنج (كبودا جوتاما) ألم يكن سينقد نظام الطبقات الدينية الاجتماعية العنصرية وعقائد وممارسات أخرى هندية تختلف كثيرًا عن الأشياء التي تعرّض لها القرآن في محتواه، هنا كذلك ينفي عمن يناقشهم امتلاكهم لأي كتاب دينيّ، وهي الميزة التي أتى بها محمد: أول كتاب دينيّ عربيّ يوحّد العرب على معتقد واحد، لكن هل يمكن توجيه نفس هذا الجدل إلى لهندوس أو البوديين مثلًا؟ للهندوس عشرات أو مئات الكتب بمئات الآلاف من الصفحات: أربع فﭬيدات وفﭬيدانتا ورامايان وماهابهارتا و18 بورانا كبيرة و18 بورانا ثانوية وبراهمانات ويوبانيشادات وتانترات....إلخ وللبوديين التريبيتاكا أو الكتاب المصنّف في ثلاث سلال من مئات آلاف الصفحات وعشرات آلاف الصفحات تتضمّن عقائد البودية وفي بعضها نفي وجود الله والجنة والنار كما قرأناها وعقائد غيبية مختلفة جدًّا عن الأديان التوراتية كالإسلام وغيره وعن أفكار الإلحاد كذلك المنكرة لكل الغيبيات، هذا غير سوترات مذهب الماهايانا السنسكريتية والصينية واليابانية، ووجود نسخة أخرى من التريبيتاكا كترجمة صينية، غير الأصلية الـﭙـالية، فهل يمكن القول أنهم ليس لهم كتب؟

 

ومن قال أن وجود كتب بها خرافات أو مزاعم تثبت أو تنفي مزاعمَ ما أو حقائق ما في حد ذاتها؟!

 

والآن لنفرِض أنهم قالوا نعم لنا أيمان أقسمها الله بإدخالنا الجنة إذا عبدنا الآلهة الوثنية، كيف سيردّ محمد ردًّا يقطع هذا الزعم بشكل لا مجال للشكّ فيه، حقيقةً يستحيل ذلك لأن المزاعم الخرافية الغيبية كلها لا يمكن دحضها ولا إثباتها لا بالمنطق ولا بالعلم، إلا إذا حاولت الأساطير تناول أمور ملموسة علميًّا، كقصة الخلق بديلًا لحقيقة النشوء والتطور، أو قصة تكوين الكون الدينية بدل المنظور العلمي الصحيح، عندها فقط يمكننا بشكل يقينيّ غير فلسفيّ ولا بطريقة المناطقة التأكّد تمامًا من بطلان الأديان أو الأفكار  الدينية الغيبية، لا أتكلّم عن بطلان التشريعات أو بعض القيم اللاأخلاقية فهذه يمكن الوصول إليها بالمنطق بحسم.

 

{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)}

 

حسنًا، هو لم يطلب مالًا في الأول، لكنْ لاحقًا، بعد "فرش أرضية" لنفسه، كما عرضنا في ج1 حروب محمد الإجرامية، وكما سنعرض بعض النصوص في باب (هل هو خير البشر حقًّا؟!)، محمد استفاد من إحسانات الناس في يثرب أولًا من أتباعه، ثم من المغانم والمنهوبات في غزواته وغارات وحروب أتباعه، وكما عرضنا كان شرطه لضم كل قبيلة كمسلمة معه أن تعطيه خمس الغنائم إذا أغارت على وثنيين، المحتال لا يطلب أجرًا في الأول، كذلك لا تقنعني أن تسع زوجات ورجل (محمد) وامرأتين من المستعبدات الإماء وعدة خدم من الإماء والمستعبدين (أم بركة وأم أيمن وثوبان ويسار...إلخ وأنس الأنصاريّ من بني النجار كخادم حر متطوع غالبًا مقابل طعامه وبعض الإحسان) في غرف محمد كانوا يتغذون من الهواء الأثيري أو from the thin air. كذلك هدف محمد كان أكبر من ذاتيته رغم كل شيء نسبيًّا، فغرضه الأساسي عمل ديانة توحّد العرب وترتقي بهم حسب اجتهاده ووجهة نظره وتجعلهم يحكمون العالم أو ما يقع تحت سلطانهم منه وفق أيديولوجي دينية توحّدهم.

 

87 الأعلى

 

{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}

 

جاء في تفسير ابن كثير:

 

وَقَوْلُهُ: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أَيْ: ذكِّر حَيْثُ تَنْفَعُ التَّذْكِرَةُ. وَمِنْ هَاهُنَا يُؤْخَذُ الْأَدَبُ فِي نَشْرِ الْعِلْمِ، فَلَا يَضَعُهُ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ، كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَنْتَ بمحدِّث قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِمْ. وَقَالَ: حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟!

 

كلام الإمام عليّ دلالة على لا منطقية ولا علمية ولا أخلاقية الكثير من تعاليم ديانة الإسلام، وهو كلام رجلٍ ذي عقل وحكمة شهيرة في العرب حفظ له التاريخ نهج البلاغة وهو مجموعة خطبه وكذلك له عدة أقوال حكيمة مأثورة، لكنه مارس الهوس الديني بكمال.

95 التين

 

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} التين

 

الاستدلال بأشياء وكائنات في الطبيعة مثل النباتات التي نعلم علميًّا اليوم تاريخ تطوّرها وتشعب أنواعها لدرجة رسم شجرة تطورية لأنواعها، أو بجبل ينشأ من خلال تصادم وتحرك صفائح القشرة الأرضية على نحوٍ تلقائيّ، أو بالأوضاع السياسية والدينية لمدينة مكة وتقديس العرب لها كحرم وثنيّ مقدس بعصر محمد، ولو أنه لم يمنع حدوث بعض الحروب بها داخلية (كخزاعة وقريش، وبنو بكر وخزاعة) ومع أطراف خارجية (قريش وهوازن مثلًا) كما نعلم من السيرة لابن هشام والمنتظم في التاريخ لابن الجوزي، كل هذه الأمور ليست دليلًا على وجود خالق بأي حال، الاستدلال بموجودات لا علاقة لها بالقضية ليس له علاقة بإثبات القضية أو الشيء مثل الله، ولو فرضنا جدلًا فقط أنها تثبت ذلك، فلا دليل على صحة أن هذا الإله المزعوم كلامه هو القرآن بالذات، وراجع الأخطاء العلمية لهذه السورة بباب الأخطاء العلمية.

 

103 العصر

 

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

 

القسم والاستدلال بمفهوم الزمن أو بوقت معيَّن من اليوم لا يصلح كدليل كما قلنا سالفًا، أما ربط الأخلاق بالإيمان الأعمى بالخرافات، فالإيمان ليس له علاقة بالفضيلة، بل قد يكون له علاقة عكسية سلبية معها لو ارتبط بالطاعة العمياء لتعاليم العنف الدينية، وفعل الإحسان لا يُشترَط أن يرتبط بالدين، معظم المؤسَّسات الخيرية في الدول العربية مرتبطة بالدين إسلامية أو مسيحية ونادرًا ما تتخذ أي مؤسسة خيرية طابعًا محايدًا علمانيًّا، حتى شعاراتها وأساليب تربيتها للأيتام وغيره تتخذ طابعًا أقرب إلى الأصولية. هذه ظاهرة ربما ليست منتشرة في الغرب. قد يرتبط عمل الخيرات هناك بالكنائس والمعابد والمساجد، وكثيرًا ما لا يرتبط. إذا عاش الإنسان مستمعًا بحياته بصورة غير أنانية غير ضار بالآخرين ولا متعدّيًا على حقوقهم وتجاهلَ كل تخويفات الخرافات وتعليمات أداء الطقوس العقيمة فهذه فضيلة تامّة وحكمة عظيمة.

 

85 البروج

 

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)}

 

القسم مرة أخرى بظواهر طبيعية للبرهنة وإثبات أشياء مزعومة وهمية، فالسماء غلاف جويّ مفهومة طبيعته اليوم وفقًا للعلم، أما البروج أو الأبراج فهي مفهوم اخترعه الإنسان مميِّزًا كل مجموعة من النجوم بتخيله خطوطًا واصلة بينها تشكِّل في تصوره شكلًا معينًا، فكان لدى الجريكيين (اليونان) الثور والدلو والدب..إلخ وعند العرب كوكبة الثريَّا والنسر...إلخ للأسف لا أعرف الكثير من أسمائها لكن في علم الفلك الحديث كثير من كوكبات النجوم ومجموعاتها تعود أسماؤها اللاتينية إلى أصول عربية تحتفظ بها مثل Altair، ومع دوران الأرض السنويّ حول الشمس تختلف وتتغيَّر النجوم التي نراها من عند بقعة معينة من كوكب الأرض، وبذلك يمكن ربط هذا بمواعيد الفصول الأربعة والمناخ، لكن هذا هو فهم الإنسان واستغلاله واستقراؤه للظواهر الطبيعية بحيث يتوقّع المستقبل ويخطّط له وهو أساس التفكير العلميّ، وليس لهذا علاقة بأي إله خياليّ، حيث ليس هناك أبراج أو قصور أو أشكال حقيقية في الفضاء الخارجي. أيضًا تعريف القرآن للسماء غير دقيق علميًّا، فهو لا يميِّز بين الغلاف الجويّ وهو ما نسميه سماءً بشكل دقيق علميًّا وبين الكون اللانهائيّ والفضاء غير المحدود الذي يسمّيه بصورة مضحكة سماء وسبع سماوات خرافية كذلك.

 

كذلك القسم بيوم القيامة المزعوم الخرافيّ قسمٌ بشيء يتعلق بإيمان خرافيّ، وليس برهانًا منطقيًّا أو دليلًا.

 

101 القارعة

 

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}

99 الزلزلة

 

{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}

 

دومًا يتصوّر المتديّنون والعقل الديني_منذ كان ونشأ_الله أو الآلهة كمحقّقين وضمانة للعدالة الكاملة المثالية، سواء في الحياة الواقعية، أو في حياة خيالية أخرى بعد الموت، فلاسفتنا ومفكرونا العقلانيون في أمركا وإنجلترا وبلاد العرب كثيرًا ما كتبوا في نقد هذه الفكرة، لا يوجد الكثير من العدالة في الطبيعة الخامّ، لكن الكائن الحيّ كلما ازداد تطورًا ورقيًّا حيويًّا وإدراكيًّا ازداد حسه بالتعاون والرحمة والإحسان والمسالمة وعدم الأنانية والشعور بإحساس بالآخر، من ملاحظاتي من خلال ما هو متاح لي في المدن مثلًا قد لا نجد الكثير من هذا في مزرعة للدجاج مثلًا، قد ينقر وينقب الدجاج دجاجة جريحة للتغذَي بدمها حتى تموت بتلوّث الجرح ونزيفه، دون أي إدراك أو حس أخلاقيّ من الدجاج بالضرر الذي تسبّبه بعضو من نوعها، هذا نجد عكسه تمامًا فنجد كثيرًا من الإحسان والتعايش وتقسيم الموارد أحيانًا إذا كانت وافرة كما نرى في القطط والكلاب والقرود كالشيمبانزي، ومن المفيد التأمل في المقال التالي ودراسته لبعض الإخوة، ويوجد مثله العشرات في بحر النت العربي اللاديني، وفي ما ترجمنا كملحدين عرب من كتب ومقالات عن التطور، ولعل أول من قال بهذه الملاحظة تشارلز دارون في تعبيره عن الرفض لفكرة أن الله الرحيم القدير المزعوم وليس آليات الطبيعة ما جعل نوعًا من الدبابير يزرع يرقاته في جسد يسروع [يرقة الفراش والعث] لتتغذى عليه حيًّا حتى الموت ببطء، وإلى المقال وهو للأستاذ الشاميّ صاحب الاسم المستعار المبدع (الغراب الحكيم):

 

أكثر الطفيليات رعبًا على الإطلاق

نعيش في عالمٍ تحكمه قوانين الاصطفاء الطبيعي والبقاء للأقدر، ونرى فيه أنواعًا من الحياة غريبةً جدًا، وجدت ضالتها في استغلال غيرها من الكائنات بطرقٍ مثيرة، بل وفي بعض الأحيان تكون مرعبة، إليكم بعضًا من أكثر الطفيليات رعبًا على الإطلاق:

القمل ملتهم الألسنة Tongue-eating Louse من النوع  Cymothoa exigua

كائنٌ قشريٌّ طفيليٌّ يصيب الأسماك على إختلاف أنواعها، يعيش في الماء ويدخل جسم السمكة من خلال الغلاصم ويقوم بالتوجه إلى لسان السمكة حيث يغرس أرجله الخلفية في قعر اللسان ويتغذى على الدم الوارد إليه، مما يؤدي إلى اضمحلال واختفاء اللسان تدريجيًا، ويُستبدل بجسم الطفيلي الذي يتضخم ليأخذ مكان اللسان ويتصل بشكلٍ قويٍّ بأربطة عضلات اللسان.

ما يحدث هنا هو أن الطفيلي يأخذ دور اللسان كليًا، ولا تجد السمكة مشكلةً في البلع حيث تستخدم الطفيلي القشري تماما كاللسان، وبهذا يجد الطفيلي مكانًا للعيش في جسم السمكة بدون الحاجة لقتلها، فيحوِّلها إلى خادمٍ له، يقدِّم له الغذاء والمأوى بشكلٍ لا تدرك فيه السمكة أنها فقدت أحد أعضائها.

تخيل معي طفيليلًا يسكن جسمك ويتغذى على دمك، ويستبدل أحد أعضائك ليقوم هو بمهمة هذا العضو بما يضمن بقائه هو على حساب جسمك.

دودة غينيا Guinea Worm

من النوع  Dracunculus medinensis

من شعبة الخيطيات Nematoda، طوله يصل إلى 80 سم، ودائمًا الأنثى أطول من الذكر، وهو طفيلي غريبٌ في أثره ودورة حياته، تجعله يقترف أسوأ ما يمكن أن نتخيله لضحيته.

تعيش يرقات هذه الدودة في المياه العذبة، حيث تصيب يرقات نوع من القشريات المجهرية، ويصدف أن يشرب الانسان مياهًا ملوثةً بهذه اليرقات المصابة، لتتحرر يرقات الدودة وتخترق الجهاز الهضمي للإنسان لتسكن في تجويف البطن، هناك تنمو وتصبح بالغة، وتتلاقح الاناث مع الذكور، وبعد عام تنضج البيوض الملقحة وتبدأ الإناث بالخروج من الضحية، تقوم بالتأثير على الجهاز العصبي للمضيف وتدفعه للبحث عن أقرب مسطحٍ مائيٍّ ليغمر أطرافه فيه، وسرعان ما تخرج الدودة الطفيلية إلى الماء لتتحرر منها اليرقات الصغيرة وتعيد دورة حياتها.

الطريف في الأمر أنَّ الاسم العلمي لدودة غينيا (Dracunculus medinensis) يعني حرفيًا: تنين المدينة المنورة الصغير.

والخبر الجيد أنه في العام الحالي، أعلن مركز كريتر عن امل كبير في القضاء على هذا الطفيلي في هذا العام، فبفضل جهود التوعية على مدار العقود الثلاثة الاخيرة، انخفضت الاصابات من 3.5 مليون اصابة عام 1986 إلى 126 اصابة فقط عام 2013.

وهناك أنواعٌ مشابهةٌ لهذه الدودة تصيب كائناتٍ أخرى، مثل أنواع شعبة أشباه الخيطيات Nematomorpha التي تصيب الحشرات وتدفعها للقفز في الماء لتنتحر غرقًا وتخرج من جسمها.

تخيل طفيليًا يتحكم بسلوكك ويدفعك للإنتحار لكي تخدم تكاثره، إنه أمرٌ مرعبٌ للغاية، وأشبه بأفلام الرعب التي تختطف فيها الكائنات الفضائية أجساد الضحايا وتتحكم بها.

 

ذات محافظ البيض خضراء العصائب Green-banded Broodsac

من النوع   Leucochloridium paradoxuml

وهي من شعبة الديدان المنبسطة Platyhelminthes، التي تعيش في أمريكا الشماليَّة وأوروبا، يتميز هذا الطفيلي باستغلاله كائنين في دورة حياته، وعملية إنتقاله من كائنٍ لآخر هي العنصر المرعب في القضية.

تصيب هذه الديدان الحلزونات من خلال دخول البيض عبر الجهاز الهضمي، ثم تكبر هذه الديدان وتكبر بشكلٍ واضحٍ في جسم الحلزون الرخو، وتأكل أحد قرون الحلزون وعينه، عادةً ما تكون العين اليسرى أو كلا العينين، وتقوم بالتأثير على دماغ الحلزون مما يدفعه لتسلق أوراق الحشائش والتظاهر العني بشكله الجديد، عندها تقوم هذه الدودة بإظهار عصائبها الخضراء عبر جسم الحلزون الشفاف في عرضٍ من النبضات والحركات التي تحاكي أنواعًا من الديدان التي تعيش على الأغضان، وبذلك تجذب الطيور التي تقتات بهذه الديدان لتأكل المضيف الضحية وتؤمن بهذا طريقة إنتقالٍ إلى الجهاز الهضمي للطيور، حيث تتكاثر وتنتج بيوضها التي تسقط مجددًا مع سقط الطيور على أوراق النباتات التي يأكلها الحلزون.

تقوم هذه الديدان بعد اصابة الضحية على التغذي والنضوج داخل جسمه، ثم تعمل على تغيير مظهر المضيف ودفعه للتظاهر والإعلان عن نفسه بوضوحٍ، مما يؤدي إلى قتل هذه الضحية لمكاسب الطفيلي الخاصة لكي يستمر ويزدهر ويتكاثر على حساب موت ضحيته.

الدبور الطفيلي من النوع  Hymenoepimecis argyraphaga

نوعٌ من الدبابير الطفيليَّة، يعيش في كوستاريكا،أما ضحيَّته فهي نوعٌ من العناكب يُسمَّى Plesiometa argyra.

يقوم الدبور أثناء تكاثره بالبحث عن شبكة عنكبوتٍ ضحيَّة، ويقوم بحرص بالتربص بالعنكبوت حتى يستطيع الإنقضاض عليها وحقنها بسمٍ مخدِّرٍ يشل حركتها مؤقتًا، وما أن تصبح العنكبوت بلا حولٍ أو قوَّة، يقوم الدبور بوضع البيض أسفل جسمها حيث تفقس وتبدأ اليرقة بمص دم الضحيَّة، بعد أن تستيقظ العنكبوت من هذا المخدر تواصل حياتها وكأن شيئًا لم يكن، إلى أن تصبح اليرقة مستعدةً للدخول في طور العذراء، فتقوم بحقن العنكبوت بمادةٍ كيميائيةٍ تؤثر على جهازها العصبي، وتجعلها تبني شبكةً مختلفةً كليَّـًا عن شبكتها التي تصطاد بها، فالشبكة الجديدة تكون مركَّزة في الوسط بشكلٍ لا يسمح لها بالصيد، ولكنَّها تمتلك بنيةً قويَّةً تستطيع تحمُّل الأمطار والرياح لمدةٍ كافية، بعد ذلك تجلس العنكبوت في وسط الشبكة وتموت تاركةً المجال لليرقة الطفيلية بالتغذي على ما بقي منها، ومن ثم تغليف نفسها بالحرير على شبكة العنكبوت التي صنعت خصيصًا لها، ومناسبةً لكي تتحول إلى دبورٍ بالغٍ بكلِّ أمان، إلى أن تخرج بحثًا عن شريكٍ للتكاثر، ومن ثم بحثًا عن ضحيةٍ جديدةٍ تضع عليها البيوض.

هذا الدبور يقوم بزرع بذرته على أجساد ضحيته والتي تقوم بحقن الضحية بمادةٍ كيميائيةٍ تغيِّر سلوك المضيف بما يناسب حاجات الطفيلي وليس حاجة المضيف، كل هذا واليرقة تتغذى على هذه الضحية المسكينة التي لا تعرف ماذا جرى لها ولماذا تقوم بتخريب بيتها بنفسها لخدمة تكاثر هذا الدبور.

المقوَّسة القنديَّة  Toxoplasma gondii

كائنٌ طفيليٌّ وحيد الخلية من شعبةApicomplexa  ، يصيب الفئران والجرذان وغيرها عبر الجهاز الهضمي، وينتقل الى القطط ليتابع دورة حياته من خلال التهام القطط للفئران.

الفئران والجرذان هي كائنات ثديية تتميز بدرجة عالية من التكيف والذكاء، ومن أهم صفاتها التكيفيَّة التي حفظت بقاءها عبر الزمن، أنها تميِّز رائحة بول مفترسيها، فتهرب من المكان وكأن حياتها تعتمد على ذلك، وفي الواقع، حياتها بالفعل تعتمد على الإبتعاد عن مناطق تواجد المفترسين وبالتحديد القطط بأنواعها.

تقوم المقوسة القنديَّة بالتأثير على دماغ الفأر، بحيث تصبح الرائحة المنفرة لبول القطط غير مرعبةٍ ولا تستوجب الهرب، بل وأكثر من ذلك، تصبح الرائحة بالنسبة لهذا المضيف الضحية جاذبة جنسيًا، فيصبح الفأر أو الجرذ متعلقًا بالمكان الذي يحتوي على رائحة القطط، وكما نعلم، فالقطط تعلِّم مناطقها ببولها، وبهذا يصبح الفأر عرضةً حتميةً للإفتراس من القطة، وبالتالي إنتقال الطفيلي إلى مضيفه النهائي ليكمل تكاثره.

تخيل أن يدخل إلى جسمك طفيليٌّ يعطِّل قدرتك على تمييز الخطر، بل ويجعلك ترغب وتحب ما هو خطرٌ ومؤذي لك، وكل هذا لكي يضمن انتشاره وتكاثره، حتى لو كان الضحية هو أنت بالنهاية، والمرعب في الأمر أنَّ الضحية ترى في الخطر والأذى شيئًا مرغوبًا وجميلا.

الدبابير الطفيلية من الجنس Glyptapanteles 

جنسٌ عبقريٌّ من الدبابير الطفيليَّة، يعيش في أواسط وشمال أمريكا الشمالية، يمتلك القدرة على التحكم وتغيير سلوك ضحيته، تبحث الدبور الأنثى البالغة عن ضحيَّتها بين يرقات الفراشات، ولا تقوم بأكلها أو تقديمها كوجبةٍ لأطفالها، بل يبدأ فلم الرعب مباشرةً بتخدير الضحيَّة ومن ثم حقن بيوض الدبور داخل جسم الضحيَّة، حيث تفقس اليرقات و تبدأ بالتغذي على دم المضيف المسكين، الذي يتعافى من المخدر ويستمر بالتغذي على الأوراق لتغذية هذه الدبابير الصغيرة في داخله، ولكن القصة لا تنتهي هنا، إذ تقوم هذه اليرقات في جسم الدودة بالتأثير الكيميائي على الجهاز العصبي ليرقة الفراشة، فعندما تكبر قليلًا، تبدأ بالخروج من جسم المضيف باختراقها جدار جسمه، وحينها يُظهر المضيف الضحيَّة تغيرًا غير متوقعٍ في السلوك، حيث يقوم بجمع يرقات الدبور ورعايتها وحمايتها من المفترسات، بل وتغليفها بالحرير الذي من المفروض أن يكون له، وتبقى اليرقة الضحية المعطوبة في جهازها العصبي بالقرب من طفيلياتها لتحميها إلى أن تموت، وتخرج الدبابير البالغة لمعاودة هذه الدورة المرعبة من التكاثر.

تخيل أن يصيبك طفيليٌ ما، يتغذى على دمك، وأكثر من هذا، يجعلك تقوم بحمايته وبناء ما يقيه من الشرور وصولًا إلى موتك، متناسيًا أولوياتك تمامًا، لأن هذا الطفيلي قام بعطب وتخريب دماغك بهدف خدمة إنتشاره وازدهاره وتكاثره على حساب حياتك، وأنت تقف هناك مدافعًا عنه بلا حيلة أو إدراكٍ لما تقوم به.

يمكنني أن أضيف على مقالة أخي العزيز الضباع والدببة والشيمبانزي كذلك أحيانًا حينما يأكل فريسته حية دون قتلها قبل أكلها، وبعض ما يحدث يوميًّا في صراعات البشر الجنونية وما نقرؤه كذلك في كتب التاريخ الإسلامي والمسيحي وغيرهما والحديث من بشاعات، ما يدل على أن العدالة الوحيدة المتاحة هي من صنع البشر وهي أملهم الوحيد وبأن يزداد تحضرهم وتحسُّنهم وتقدّمهم الأخلاقي ومفهوم العدالة الاجتماعية والدولية.

 

 

 

82 الانفطار

 

{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}

 

هذا التصور لإله يحصي عليك أنفاسك، وله موظفُّون يتولّون ذلك، كأنه عاجز عن أداء كل شيء وحفظه وحده، وهي تصورات بدائية تضفي على الإله السمات البشرية لملك بشري، هنا التصوير بأن هذا الكائن الوهميّ يحصي عليك كل فكرة أو قول أو سلوك جنسي حر...إلخ، لا شك هذه فكرة سخيفة ومفهوم مهووس استحواذيّ كريه بغيض، معادٍ لحرية الإنسان في سلوكه وفكره ولكرامته واستقلاله بمصادرته لصالح قيم وأفكار دينية رجعية انغلاقية، هذا المفهوم يعادي فكرة حرية الإعلام والتعبير والاعتقاد، وهي مشاكل مزمنة نراها في الشعوب العربية والإسلامية الظلامية التي تعيش اليوم أزهى عصورها المظلمة الغارقة في الجهل وأسوأ قيم القرون الوسطى، خاصة عوامّهم ودهماءَهم، ففي عصور العباسيين كان عند العرب ثقافة وتحرر فكريّ وشعريّ وأدبيّ أكثر أغلب الأحيان!

 

81 التكوير

 

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}

 

هنا محمد يقسم كبرهان على نبوته المزعومة على لسان الله الخرافي بأشياء موجودة وهي كما قال المفسّرون النجوم في خنوسها أي اختفائها بالنهار وظهورها بالليل أو حركتها في الأبراج خلال السنة وقيل بل المعنى هو الظباء والبقر الوحشي الذي يدخل كناسه أي مسكنه، والليل وتعاقبه مع النهار، وهذه مغالطات منطقية بلا معنى، وكما قل بعض الإخوة تعليقًا على أسلوب الدينيين أن البشر لو كان لهم ثلاث عيون وأربع قرون لقالوا انظروا إلى حكمة الله وإبداعه في خلق الإنسان بثلاث عيون متناسقة...إلخ فهم ينطلقون من أشياء موجودة يمكننا في عصر العلم تفسيرها بالعلم الحديث، مثلًا: معروف علميًّا أن من التقسيمات الكبيرة لأصناف الكائنات من الأساس تقسيمها إلى غير متماثلة الجانبين (ككائنات بحرية بدائية كالإسفنج وخيار البحر) وشعاعيات (كنجم البحر) ومتماثلة الجانبين (بدءً ربما من الدود وما أرقى كمتحدّرين من كائن متماثل الجانبين)، وبالتالي الإنسان ككائن ثديي متحدِّر من سلالة كائن بدائيّ كان هو كذلك متماثل الجانبين يجعل الأمر ليس بمعجزة، وهكذا.

 

53 النجم

 

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)}

 

هنا محمد يقسم بالنيازك التي تخترق مجال الغلاف الجوي لكوكبنا فتحترق نتيجة الاحتكاك كليًّا أو جزئيًّا، هي ظاهرة معروفة علميًّا بتفسيرها، وهو يحاول استعمالها بطريقة غير منطقية كما في الأمثلة السابقة لادعائه صحة ما يزعم وقد ناقشناه سابقًا، ونلاحظ عدم تفريق اللغة العربية القديمة وهي نفس لغة القرآن هذه، على عكس اللغة المعاصرة، بين النجم والكوكب والشهاب، فكلمة النجم تطلق لتعني الثلاثة، وكلمة الكوكب كذلك، وكذلك الشهاب كقول أبي تمام الشاعر: في السبعة الشهب، يعني الكواكب، ناهيك عن كون محمد اعتبر في القرآن أن النجوم بهذا المعنى الغير المميِّز تسقط على الأرض لترجم وتقتل الشياطين حسب تفسيره الغير علميّ لظاهرة الشهب! كما نورد بباب الأخطاء العلمية.

 

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)}

 

أيضًا نموذج للحوار والاستدلال غير المنطقي، فهو يستنكر أنهم يجادلونه (يمارونه) في مزاعمه الخرافية كناس لديهم شيء من المنطق بحيث لم يعتقدوا كوثنيين بخرافات من نوع وحي إلهي وصعود إلى الله وملاك يكلم شخصًا ليدّعي أن له سلطة على الناس ليتزعّمه ويرأَسَهم...إلخ، أما تكراره لمزاعمه {ولقد رآه نزلة أخرى} فلا تفيد بشي، تكرارك للزعم أو الادّعاء على أمر لا يثبته، وكذلك القسم والحلف على صحته، فهذا التكرار لا يدل عند غير المؤمنين به أنه مكرر لكذبه وادعاآته الوهمية أو أنه يبرهن على جنونه بشكل متكرِّر عند أصحاب نظرية علّة محمد العقلية، ولو أني أعتقد يقينًا كما أعرض في باب (هل هو خير البشر حقًّا؟!) أنه مصاب بعلّة حقًّا، لكن لا شكَّ أنه كان واعيًا بكونه كاذبًا وكان يقتبس من الكتب الأقدم بوعي وحكمة وبمساعدة أشخاص حوله من الديانات الأخرى  ومن أصحابه كما عرضتُ في بحثيَّ السابقَيْنِ.

 

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)}

 

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}

 

ولماذا لا يكون الله كذلك بدوره مثل كل الآلهة الخرافية الأخرى، هو أيضًا خرافة لا دليل ممكن عليها، مجرد قصة تصلح للأطفال خاصة قبل النوم أو بعد موت أحد والديهم أو كلبهم أو قطتهم اللطيفة؟! واستدلال محمد على صحة كلامه بزعمه أنه كلام الله وأنه المرجعية الصحيحة المطلقة لا يبرهن على شيء، إلا على أنه يمارس المغالطات المنطقية، فمن لا يصدِّق بزعمه لن يقتنع بمزاعم ومنطق مُعوَج كهذا. لا برهان من هذه النصوص له أرضية صلبة لأنه مبنيّ على التسليم الأعمى وافتراض أن الآخر عليه التسليم بهذه المزاعم!

 

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35)}

 

هنا مرة أخرى ربط الدين والتديُّن بالأخلاق، كأنها المصدر الوحيد للأخلاق، ليس شرطًا أن تكون مؤمنًا بخرافات لتقوم بالخير والإحسان وتعطي الفقراء، وفي الغرب بعد عصر التنوير والعلم تم كسر احتكار الدين للأخلاق ومفاهيمها فهو ليس المنبع الوحيد، بل هناك أصل اجتماعيّ وبيولوجيّ لها.

 

{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56)}

 

هنا يستدل بآثار حضارات ومدن قديمة أثبتنا في باب (الأخطاء التاريخية) أنها لا علاقة لها بمزاعم العرب الوثنيين ثم المسلمين الأسطورية عن هلاك أقوام بتدخل إلهي أسطوري، والاستدلال بأشياء كهذه من الآثار أيضًا لا علاقة له ولا يدل على صحة نبوته المزعومة، ولا يدل على وجود الإله المزعوم.

 

84 الانشقاق

 

{فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)}

 

في هذه الآيات لم يكن محمد قد انفصل تمامًا بعد واستقل عن أسلوب سجع الكهان قبله ومن معاصريه، وهو هنا يقسم بمشهد غروب الشمس والليل وحلول الظلام وباكتمال القمر، وكما قيل في أحد التفسيرات بأن قريشًا يتغيّر حالها من حال إلى حال، طبقًا عن طبق، وهذا بالضبط أسلوب الكهان: قول كلام مطاطيّ يحتمل أكثر من تفسير بحيث ينطبق على أي شيء، ومن منّا وأي الدول لا يتغير حالها ويستمر دائمًا على منوال واحد؟ وأذكر أني قرأت بكتاب (المعتقدات الدينية لدى الشعوب) نشر مكتبة مدبولي لكاتب إنجليزي تلك القصة الطريفة عن الكاهن اليوناني الذي استشاره امبراطور في خوض حرب، فتنبّأ له أنه لو خاض غمار الحرب فإن جيشًا عظيمًا سوف يُباد، وفي الواقع خاض القائد حربه، وجيشه هو نفسه الذي أبيد ودُمِّر! ولا معنى كما قلت سابقًا للقسم بأشياء موجود واقعية لإثبات ادّعاآت غير واقعية.

 

{إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)}

 

أيضًا كما قلت آنفًا لا أحتاج إيمانًا بخرافات لأحسن لأخي الإنسان وأخي من سائر الحيوانات، أذكر يومًا اشتد برده أو مطره منذ زمن طويل، وكان الوقت قد تأخّر أو حلَّ الفجر، وكنت جالسًا مع مجموعة كلها ملحدون لا ذرّة إيمان دينيّ عندهم من صفوة العقول العربية المصرية الإلحادية، ومر علينا رجل عجوز شيخ يبيع المناديل الورقية كنوع من الاحتيال على الرزق وربما الشحاذة، حقيقة جميعنا أعطاه نقودًا بسيطة ولم نأخذ منه أي مناديل، بشفقة إنسانية حسنة لا علاقة لها بأي إيمان بغيبيات. هذا إحسان ذو منطلق ومعنى أسمى كثيرًا من أي إحسان دينيّ طمعًا في مكافأة وثواب مزعوم كمكسب أكبر. كذلك لا يحتاج الإنسان عمومًا إيمانًا ليكون صالحًا ومواطنًا مستقيمًا، يحتاج الإيمان فقط الرعاع والدهماء من سواد الناس في شعوب يكون أغلبها من غير المتهذّبين بتربية وثقافة وعلم. وحينما يكون هؤلاء هم عموم الشعب فسلامٌ حينئذٍ لحضارة انتهت وولًّتْ، عندما انهارت حضارة روما العظيمة كذلك كان أغلب الناس من الرعاع والإمعات بسبب الجهل والفقر واللامساواة وانعدام قيم الحقوق الأساسية للمواطنين العاديين.

 

100 العاديات

 

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}

 

هنا يقسم محمد كالعادة بأشياء وكائنات موجودة للاستدلال على خرافات ومزاعم زائفة بغير رابط منطقي واضح وحقيقي بين مزاعمه الوهمية وبين تلك الأشياء. وهو هنا يقسم بالخيول في هجومها على قبيلة أخرى.

 

{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}

 

التعميم غالبًا ما يكون مخالفًا للمنطق، وبالتأكيد ليس كل البشر جشعين وطمَّاعين، عكس قول محمد هنا. هذا كبعض نصوص الكتاب اليهودي المتشائمة كقول المزامير (ليس من يعمل صالحً، ليس ولا واحد)، وهو كلام متشائم غير صحيح.

 

79 النازعات

 

{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}

 

تحيَّرَ المفسِّرون في مقصود محمد من هذه الكلمات الغامضة، كما عرضنا في باب (النقد اللغوي)، لكن سواء أكان يُقسم بأشياء وكائنات وهمية غيبية على صحة مزاعمه فهذا غير منطقيّ ولا يدل على أي شيء ولا يصلح كدليل أو برهان، أما لو كان الكلام عن أشياء معروفة كالنجوم أو الظباء أو الموت أو غيرها فهذا أيضًا ليس دليلًا على صحة مزاعمه لعدم وجود رابط منطقيّ كما قلنا على آيات أخرى سلفت.

 

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)}

 

أيضًا كما قلت لا داعي منطقيَّ لافتراض أن هبات الطبيعة ممنوحة من إله أو كيان واعٍ مزعوم، الإنسان البدائيّ صاحب التفكير الخرافي غير العلمي حاول إضفاء السمات الشخصية الواعية على عناصر الطبيعة لأنه كان يجهلها، والأديان التوحيدية استمرار لذلك بافتراض وجود مدبِّر مدرِك واعٍ للكون.

 

{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)}

 

اعتبار غير المؤمن بالإسلام طاغيًا أو ظالمًا غير صحيح منطقيًّا، ولا يشرط لصلاح واستقامة وطيبة الإنسان أن يكون مؤمنًا.

 

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)}

 

أعتقد أن تصور محمد أن كل الحياة والتاريخ البشري بأكمله بلا قيمة بكل كفاحه في سبيل العلم والشرف ومساعدة الآخرين والإنجازات هو شيء سخيف ووجهة نظر باطلة، وفيما أترجمه حاليًّا من كتاب (القيم والأخلاق من منظور كون بلا إله) رد على جدلية (الغاية النهائية) المزعومة. وفي سورة طه: 103-104 يكرِّر محمد نفس هذه الفكرة.

77 المرسلات

 

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)}

 

هنا يقسم بأشياء حار المفسِّرون في الوصول إلى معناها أساسًا، واختلفوا، بالنسبة للآيات من 1إلى 4، ومما قالوه أنها الرياح أو الملائكة، وكما قلنا القسم بظواهر طبيعية لا علاقة لها بما يحاول البرهنة عليه ليس دليلًا على أيٍّ مما يدّعيه، ولا القسم بأمور غيبية يعتقد البعض كالملحدين وبعض أتباع الأديان كالبودية مثلًا أنها خرافات وأشياء وكائنات لا وجود لها يفيد هنا كأي دليل أو استدلال أو برهنة على مزاعمه.

 

78 النبإ

 

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}

 

هنا يحاول محمدٌ الاستدلال والبرهنة على صحة زعمه بوجود يوم قيامة للموتى خرافيّ، كما زعمت قبله المسيحية وبعض مذاهب اليهودية والدين المصري القديم قبل الجميع، من خلال اعتبار بعض معطيات وظواهر الطبيعة منحًا إلهية، حقيقة محمد يعكس ترتيب الأمور، وخير من عبَّر عن هذا الأمر هو رِتشَرْد دُوكنز عالم الأحياء كما عبر عن الأمر في آخر فصل من كتابه (التطور_أعظم العروض على الأرض) والذي ترجمته إلى العربية من قبلُ، وبه يقول:

 

"إن حقيقة وجودنا أنفسنا مدهشة للغاية تقريباً عن تحملها. وكذلك حقيقة كوننا محاطين بنظام بيئيّ ثريّ بالحيوانات التي تشابهنا على نحو وثيق بشكل مؤثِّر، وبالنباتات التي تشابهنا على نحو أقل قليلاً والتي نعتمد عليها على نحو نهائيّ لتغذيتنا، وبالبكتيريا التي تشابه أسلافَنا الأبعد والتي سنعود إليها جميعاً في تحلل عندما ينتهي وقتنا. لقد كان دارْوِن طليعة عصره في فهم حجم مشكلة وجودنا، وكذلك في استيعاب حلها. لقد كان طليعة لعصره أيضاً في تقدير الاعتمادات المتبادَلة للحيوانات والنباتات وكل الكائنات الحية الأخرى، في علاقات يُذهِل تعقيدُها التصوُّرَ. كيف لا نجد أنفسنا لسنا موجودين فحسب بل محاطون بمثل هذا التعقيد وهذه الأناقة، مثل هذه الأشكال اللانهائية الغاية في الجمال والروعة؟

 

الإجابة هي هذه. إن الأمر لم يمكن أن يكون خلاف هذا، حيث أننا قادرون على ملاحظة وجودنا على الإطلاق، وطرح الأسئلة عنه. إن رؤيتنا لنجوم في السماء ليس حادثة صدفوية، كما يشرح علماء الكون لنا. ربما يكون هناك أكوان دون نجوم فيها، أكوان تترك قوانينها وثوابتها الفيزيائية الهيدروجين الأوليّ منتشراً بالتساوي وغير مكثَّف في نجوم. لكن لا أحد يُلاحِظ تلك الأكوان، لأن الموجودات الحية القادرة على ملاحظة أي شيء لا يمكن أن تتطور بدون نجوم. ليس فقط أن الحياة تحتاج حقاً إلى نجمٍ واحد على الأقل للإمداد بالطاقة. فالنجوم أيضاً هي أفران الاندماجات النووية التي كُوِّنت فيها معظم العناصر الكيميائية، ولا يمكن أن يكون لكَ حياة دون كيمياء ثرية. يمكننا المرور على قوانين الفيزياء_واحداً تلو الآخر_وقول نفس الشيء عنهم كلهم: أنها ليست حادثة صدفوية أننا نرى....

 

نفس الأمر صحيح بالنسبة لعلم الأحياء. إنها ليست مصادفة أننا نرى خضرة أينما ننظر تقريباً. إنها ليست مصادفة أننا نجد أنفسنا نجثم على فرع واحد ضئيل في وسط شجرة الحياة المزدهرة النامية، ليست مصادفة أننا محاطون بملايين الأنواع الأخرى، آكلةً ناميةً سابحة ماشية طائرة حافرة جحوراً، مطارِدة مباغِتة راكضة وراء وهاربة وسابقة ومتغلِّبة في الحيلة ومتفسِّخة...إلخ. فبدون النباتات الخضراء بحيث تفوق أعدادَنا على الأقل بنسبة عشرة إلى واحد لما كان هناك طاقة لتمدنا. بدون سباقات التسلح أبدية التصعيد بين المفترسين والفرائس، بين الطفيليات والعوائل المُتطفَّل عليها، دون صراع الطبيعة الدارْوِنيّ، دون مجاعته وموته لما كان هناك أنظمة عصبية قادرة على رؤية أو الإحساس بأي شيء على الإطلاق، دعك من تقديرها وفهمها. نحن محاطون بأشكال حية لا نهائية، غاية في الجمال والروعة، وإنها ليست مصادفة، بل النتيجة المباشرة للتطور بالانتخاب الطبيعيّ غير العشوائيّ. الحيلة الوحيدة في الأمر، أعظم العروض على كوكب الأرض."

 

الشمس مثلًا ليست مصنوعة من أجلنا، لكن بسبب وجودها أمكن أن نكون موجودين وفق ظروف طبيعية وانتخابية طبيعية بحتة، المنظور الماديّ العلميّ ذو الأدلة واليقين معاكس في الاتجاه للمنظور الخرافي الدينيّ الإيمانّي التسليميّ التصديقيّ. بالتالي برهنة محمد على وجود إله قد نراها كعقلانيين برهنة وفق عقلية خرافية بدائية تعكس رؤية المنظور العلميّ الواقعيّ، كذلك بعض ما استدل به محمد هو أمور غير موجودة كفكرة الأرض المسطَّحة وأسطورة السبع سماوات، كما نناقشهما في باب (الأخطاء العلمية).

 

{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)}

 

إن مبدأ العدالة القانونية هو تساوي العقوبة مع الجرم، نحن لا نعاقب_مثلًا_شخصًا لأنه أخذ مصّاصة من طفل مازحًا معه بصلبه على شجرة ودقه بالمسامير أو سجنه ثلاثين سنة، لأن العقوبة تتناسب مع الجرم، هذا مبدأ تشريعيّ، كذلك هنا في جميع مزاعم القرآن والإنجيل وغيرهما بوجود عقوبة أبدية لمن لا يؤمن ويعبد كيانًا وهميًّا ما تبدو غير منطقية، إذ لا ضررَ واقعَ على أي أحدٍ من عدم ممارسة أيٍّ من تلك الشعائر والمعتقدات الخرافية الغيبية ولا على الكائن الوهميّ المفترَض إن وُجِد على سبيل الجدل. كذلك المبدأ القانوني وهدف التشريع هو منع تكرار الجُرْم وردع الآخرين عن فعله وحماية المجتمع من مخالفي القانون والعقد الاجتماعي، وكما نرى لا يوجد في عدم الإيمان في حد ذاته ببعض المعتقدات الغيبية الإيمانية أي ضرر ملموس يقع على أي أحد من المجتمع، بل اليوم كثير من مجتمعات الدول الإسكندناﭬية بالذات أكثريتها ملحدون والباقون في المعظم مؤمنون ناقصو عناصر الإيمان التقليدي كالإيمان بحياة أخرى بعد موتهم، انظر مثلًا كتاب مجتمعات بلا إله Society without God, Phil Zuckerman، كذلك لا معنى لفرض عقبة لمجرد الانتقام أو التعذيب طالما أنها لن تفيد في منع تكرار الفعل (استيحاءً من نقد ديـﭭيد ميلز في كتابه الكون الملحد، وعدم الإيمان وفق القيم المتحضرة ليس جريمة، وكلٌ حرٌ فيما يعتقد.

 

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}

 

هنا وفي غيره من الآيات يغري البدو الذين يعيشون حياة جافّة قاحلة بوجود عالم خياليّ به فواكه وطعام وافر ونساء ناهدات الأثداء، وخمور وافرة، مما لا يتوفّر كثيرًا في بيئة صحرواية ظلت تزداد تصحّرًا وانقراضَ حيوانات والتي كانت نصيب عرب شبه الجزيرة البائسين من الكرة الأرضية، لكن لماذا يُضيِّع الإنسان حياته الواقعية الحقيقية في سبيل التكرس لوهم لا دليل عليه، هذا المعنى ربما أحد أكثر من عبَّر عنه في عالمنا الشرقي قديمًا هو الشاعر الفارسي عمر الخيَّام، لذلك يعشق الناطقون بالإنجليزية شعره، لدرجة استفتاح طيب الذكر كرستوفر هتشنز كتابه الاقتباسات الإلحادية Portable atheist بشعره مترجمًا إلى الإنجلش. ومن تعريبه:

 

كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ ... أَوْجُهاً كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ

أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ ... فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ

إِنَّ رُوحاً مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ ... لَكَ ضَيْفاً مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ

إِسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحاً ... قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ

 

دَعْ عَنْكَ حِرْصَ الوُجُودِ وَاهْنَأْ ... إِنْ أَحْسَنَ الدَّهْرُ أَوْ أَسَاءَ

وَاعْبَثْ بِشَعْرِ الحَبِيبِ وَاشْرَبْ ... فَالْعُمْرُ يَمْضِي غَداً هبَاءَ

إِنْ تَوَاعَدْتُمُ رِفاقِي لأُنْسٍ ... وَسَعِدْتُمُ بِالغَادَةِ الهَيْفَاءِ

وَأدَارَ السَاقِي كُؤُوسَ الحُمَيَّا ... فَاذْكُرُونِي فِي شُرْبِهَا بِالدُّعَاءِ

إِنْ تَلاقَيْتُمُ أَخِلايَ يَوْماً ... فَأَطِيلُوا ذِكْرَايَ عِنْدَ اللِّقَاءِ

وَإِذا مَا أَتَى لَدَى الشُّرْبِ دَوْرِي ... فَأَرِيقُوا كَأْسِي علَى الغَبْرَاءِ

 

إِنْ كُنْتَ لا تَفْنَى سِوَى مرَّةٍ ... فَافْنَ وَدَعْ هَذَا الأَسَى وَالشَّقَاءْ

وَكُنْ كَأَنْ لَمْ تَحْوِ ذَا الجِلْدَ أَوْ ... ذَا الدَّمَ وَاللَّحْمَ وَخَلِّ العَنَاءْ

قَدْ خَاطَبَ السَّمَكُ الأَوُزَّ مُنَادِياً ... سَيَعُودُ مَاءُ النَّهْرِ فَاصْفُ هَنَاءَ

فَأَجَابَ إِنْ نُصْبِحْ شِواءً فَلْتَكُ ال ... دُّنْيَا سَرَاباً بَعْدَنا أَو مَاءَ

مَا الكُونُ دَارُ إِقامَةٍ فَأَخُو النُهى ... أَوْلَى بِهِ أَنْ يُدْمِنَ الصَّهْباءَ

أَطْفِئْ بِمَاءِ الْكَرْمِ نِيرَانَ الأَسَى ... فَلَسَوْفَ تَذْهَبُ فِي الهَوَاءِ هَبَاءَ

 

88  الغاشية

 

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5)}

 

أيضًا نرى هنا أن محمدًا يزعم أن فعل الخيرات والاجتهاد فيها وأنت على دين غير الدين الذي يدعو له يفقدها قيمتها الذاتية كأفعال خيِّرة، وهذا باطل، فالخير والإحسان يظل هو ذاته بصرف النظر عن المعتقَد، عندما تُحسِن إلى جائع يكاد يموت جوعًا بدولة قاحلة أفريقية فأنت لا تفكِّر ما دينه أولًا، هناك اعتبارات وقيم إنسانية أسمى وأعظم. أيضًا سبق وناقشت فكرة العذاب الأبديّ الخرافية لمجرد عدم التعبُّد لكيان وهميّ ينفيه العلم والمنطق كلاهما في الواقع.

 

وروى مسلم:

 

[ 214 ] حدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت قلت يا رسول الله بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين

 

رواه أحمد 24621  وأبو عوانة 1 / 100 ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4357) ، وابن حبان (331) ، وابن منده في "الإيمان" (969) ، وشُهدة الإبرية مسندة بغداد في "العمدة" (91) من طريق عبد الله بن محمد ، بهذا الإسناد . وقال ابن منده : رواه غير حفص مرسلاً. قلنا : يعني منقطعاً . فقد أخرجه إسحاق (1631) عن عبد الأعلى ، عن داود ، عن الشعبي ، عن عائشة، به . دون ذكر مسروق بالإسناد . ولا يُعلّ به ، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5 / ورقة 70 : ويشبه أن يكون حفص قد حفظه. وأخرجه الحاكم 2 / 405 من طريق وهيب بن خالد ، عن أبي واقد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة، به ، وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي. قلنا : وأبو واقد هو صالح بن محمد بن زائدة الليثي ضعيف. وأخرجه إسحاق (1201) و (1633) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(4359) من طريقين عن عكرمة ، عن عائشة ، وفيه : "هل قال مرة : اللهم قني عذاب النار مرة واحدة". ورواه أحمد برقم (24892) .

 

18262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَيَّ بْنَ قَطَرِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِىَّ بْنَ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " إِنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْرًا فَأَدْرَكَهُ، يَعْنِي الذِّكْرَ... إلخ

 

قوله: "إن أباك أراد أمراً فأدركه" حسن لغيره، وقوله: "أمرِ الدم. بما شئت..." صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَي بن قَطَري، وسلف الكلام عليه برقم (18250) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه بتمامه أبو داود الطيالسي (1033-1034) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (562-563-564) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 27/414-415- وابن حبان (332) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (247-250-251) ، والبيهقي في "السنن" 7/279 من طرق، عن شعبة، به. وقوله: "إن أباك أراد أمراً فأدركه": أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4360) من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، به، وأخرجه أيضاً (4361) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به. وسيرد 4/379. وله شاهد من حديث عائشة 6 /93 قالت: قلت: يا رسول الله، ابنُ جُدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المساكن، فهل ذاك نافعه؟ قال: "لا يا عائشة، إنه لم يقل يوماً ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين". وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 11/157: وإذا كانت الأعمال في الإسلام لا تنفع عامليها إلا بنيتهم بها اللهَ عز وجل، فيكونون بها مريدين له، وقاصدين إليه، فيُثيبهم عليها ما يثيبهم عليها، وإذا عملوها لما سوى ذلك من أمور دنياهم، لم يكونوا كذلك، ولم يكن لهم من ذلك من شيء، كان ما عملوه في الجاهلية من الخير الذي ليس معهم من الإسلام ولا النيات التي يريدون بأعمالهم فيها الله عز وجل، أحرى أن لا يثابوا عليها، وأن لا يُؤتوا بها إلا ما قصدوا بها إليه في دنياهم من أسباب دنياهم. قلنا: وجملة "يعني الذكر" في الحديث، من قول سماك، كما في الحديث التالي.

 

(19386) 19605- حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مُرَيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ ، يَعْنِي مِنْ أَجْرٍ ؟ قَالَ : إِنَّ أَبَاكَ طَلَبَ أَمْرًا ، فَأَصَابَهُ. (4/379)

 

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُرَيّ بن قَطَري. مُؤمَّل - وهو ابنُ إسماعيل، وإن يكن ضعيفاً- تابعه أبو حُذيفة، وهو موسى بن مسعود النهدي عند الطحاوي كما سيرد. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4361) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وذكرنا شاهده الذي يحسن به في الرواية (18262) .

 

{فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)}

 

يغري محمدٌ أتباعَه البدائيين السذَّج بوعود وهمية سخيفة لبشرٍ ليس عندهم حضارة ووسائد وأرائك للجلوس عليها والاسترخاء وما شاكل.

 

{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)}

 

الأربع آيات كلها كل واحدة عبارة عن خطإٍ علميٍّ، لكن لندع هذا لباب (الأخطاء العلمية)، وهنا نقول أن الاستدلال بظواهر موجودة فعليًّا في الطبيعة ليس دليلًا ملموسًا على وجود إله أو صحة نبوة محمد، لعدم ارتباط ذلك بالادعاآت محل الكلام، ولأن العلم يفسِّر اليوم تلك الأمور تفسيرًا علميًّا مؤكَّدًا لا علاقة له بالأساطير الدينية.

 

89 الفجر

 

{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}

 

هنا كالعادة يقسم محمد بالفجر (أول طلوع الصباح) ورحيل الليل، وهي نفس الفكرة الواردة في سورة التكوير: 17-18، وهي بلا معنى كما شرحنا من جهة ربط الظواهر الطبيعية بمزاعمه الغيبية الغير راجحة، ويقسم بعظمة أيام مقدَّسة طقسيًّا وشعائريًّا عند وثنيي العرب_والتي تبّناها الإسلام بعد ذلك_وهي الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة العربي في موسم الحج، وفسرها آخرون بالأيام العشر الأولى من الشهر الأول في السنة الهجرية المسمَّى محرَّم، والشفع والوتر قيل هما اليوم العاشر والتاسع من ذلك الشهر، فكلمة شفع معناه زوجيّ (كما نقول رتبة شفعيات الأصابع) والوتر أي فرديّ، واليوم العاشر هو يوم الحج الأكبر وبه يكون ذبح الأضحية المقدَّمة لتوزَّع في مكة على الحاضرين، وفسرها آخرون بأن الشفع: يومان بعد يوم النحر، والوتر: يوم النَّفْر الآخرِ، والقسم بأيام لها قدسية عند قومه الذين مارس دعوته وسيرته المِهَنية كمؤسِّس ديانة بينهم لا تشكِّل رابطًا منطقيًّا كبرهان أو دليل على صحة ادّعاآته  والقسم نفسه لا يدل على شيء بالنسبة لصحتها، كذلك هناك شعوب كثيرة عندها أيام مقدَّسة تختلف كثيرًا عن أيام العرب المقدَّسة، كالهندوس وأعيادهم مثلًا، هل لو كان محمد نشأ في الهند كان سيُقسم بالأيام العشرة من ذي الحجة، وهناك أشخاص يعتبرون الأيام كلها كبعضها جوهريًّا ومبدئيًّا، مثلي كملحد، قد توجد أيام مُمَيَّزة في تواريخ مضَت كيوم إلقاء القنبلة النووية أو احتلال فلسطين أو أحداث 9/ 11 أو يوم اكتشاف تركيب الجينات بلولبها المزدوج ويوم إتمام الخريطة الجينية للبشر، لكن التاريخ المتكرِّر في ما بعدها من سنين كذكرى للحدث برأيي ليس يومًا مميَّزًا بحد ذاته، مقصدي أن قسَم محمد هنا لا يُمثِّل لي أي إقناع منطقيّ ولا استمالة عاطفية أو دينية. ونكتشف من هذا النصّ إن صح أنه من الفترة المكية المبكِّرة_وسماته الأسلوبية من قصر الآيات وسجعها المكثَّف تدلّ على ذلك فعلًا_فمنذ فترة مبكِّرة جدًّا ليس بعد أول الدعوة المحمدية بكثير أنه قرَّر في ذهنه ضم عناصر من الديانة العربية الوثنية القديمة وشعائرها إلى جسم دينه الجديد بعد حذف الطابع التعدُّدي (الشِركيّ) منها، وليس كما يتخيَّل المعظم أنه فعل ذلك كمبدإٍ بعد هجرته، بل الأحرى أنه زاد فقط من وضع العنصر العربي واستبعاد بعض العناصر الكتابية بسبب غيظه من اليهود والمسيحيين لعدم اتّباع معظمهم لديانته الجديدة.

 

75 القيامة

 

{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}

 

هنا مجدَّدًا يحاول محمد الاستدلال على فكرة خرافية لم يرّها أحد تحدث في أي  كائن حي متعدِّد الخلايا على نحو طبيعي (ولا غير طبيعيّ حتى الآن من جهة العلم) وهي عودته إلى الحياة بعد موته وبنفس الوعي والعقل والذاكرة، وغالبًا ربما لو تمكَّن العلماء يومًا من فعل شيء كهذا فأتصور أنهم لن يستعيدوا الكائن بنفس كفاءة وظائفه وخلاياه السابقة ولن يسترجعوا ذاكرته وخبرته المخزَّنة البتّة، وهو يقسم بهذه الفكرة الخيالية للتدليل على فكرة خيالية أخرى وهي يوم القيامة والعدالة الإلهية الكاملة المزعومة لإله مزعوم الوجود، أما قسم محمد بالضمير أو النفس اللوّامة فإن الضمير والأخلاق كما نرى في كتب وبرامج علمية كثيرة _مما طالعته بإنجليزيتي المتوسطة أو مترجمًا والصادر من أعمال علماء إنجلاند وأمِرِكا وأستراليا بالذات، وفرانس مترجمًا_يمكن تفسيرها علميًّا بدون تفسيرات وتعليلات دينية لاهوتية، مثلًا بأن تطور النوع أدَّى إلى انتخاب صفة التعاون والإيثار واقتسام الموارد لأنها تؤدِّي إلى نجاح واستمرار النوع، وبالتالي تفضيل المجموعة للفرد حامل هذه الصفات، مما يجعلها تسود في النوع كله وتصبح سمة من سماته الجينية والسلوكية. لعل كتاب الجين الأناني لدوكنز مثال لعشرات ومئات الكتب التي تدرس هذه المسألة، وهناك كتب كثيرة في فرع علم النفس التطوريّ، وعلم سلوكيات الحيوان المقارن مع الإنسان لاكتشاف أصول الأخلاق والسلوك وجذور تطوُّرها حتى وصلت إلى أرقى_وأحيانًا أحطّ_مستوياتها في الجنس البشريّ. وكما أشرت في موضع آخر لكتب العالم Frans de Waal مثلًا.

 

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}

 

يبدو لي أن محمدًا كان في أول دعوته وحموة انطلاقة فكره الجديد كان يندفع في صياغة النصوص التي يدّعي أنها من عند الإله المزعوم، مما قد يوقعه في ركاكة الصياغة أو الأخطاء محل النقد الأدبيّ، ويبدو أن أتباعه ومعارضيه على السواء في مكة كانوا يسألونه بعض المسائل ويطلبون منه كضغط عليه لإثبات أخطائه التفوُّه بسرعة بالنصوص القرآنية الخاصة به بصدد تلك المسائل، فأراد محمد عدم الاستجابة لهم لكي لا يقع في خطإٍ بادعاء أمر الله له بعدم التسرُّع بإعلان الآيات القرآنية. ومع ذلك وقع محمد في أخطاء التسرُّع وعدم المعرفة كادعائه مثلًا رحلة إلى مكان هيكل اليهود وهو مهدوم حتى الحجر الأخير منذ سنة 70 م على يد تيتُس الروميّ الوثنيّ عقب ثورة بار كوكبا أو ابن الكوكب مع اليهود على الحكم الروميّ، أو ادعائه أن مدينة العلا (الحِجْر) هي مساكن، بينما ثبت أنها قبور، وزعمه أنه سيدخل مكة للعمرة في سنة صلح الحديبية على أساس رؤيا مزعومة، ثم إنكاره وتبريره لما اضطر لجعلها في عام بعده بسبب ممانعة قريش وبنود صلح الحديبية معهم. ومما قاله الطبري في تفسيره، نجتزئ:

 

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، قال: سمعت سعيد بن جُبير يقول: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) . قال: كان جبريل عليه السلام ينزل بالقرآن، فيحرِّك به لسانه، يستعجل به، فقال: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) .

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ربعي بن علية، قال: ثنا داود بن أبى هند، عن الشعبيّ في هذه الآية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قال: كان إذا نزل عليه الوحي عَجِل يتكلم به من حبه إياه، فنزل: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) .

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) قال: لا تكلم بالذي أوحينا إليك حتى يقضى إليك وحيه، فإذا قضينا إليك وحيه، فتكلم به.

وجاء في سورة طه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}

 

وروى أحمد:

 

3191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً ، فَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - قَالَ فَقَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ وَقَالَ: لِي سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُ كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ، ثُمَّ نَقْرَؤُهُ: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ، قَرَأَهُ كَمَا أَقْرَأَهُ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري.

وأخرجه الطيالسي (2628) ، وابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (5) و (7524) ، وفي "خلق أفعال العباد" (359) و (360) ، ومسلم (448) (148) ، والنسائي في "المجتبى" 2/149، وفي "الكبرى" (11634) ، وابن حبان (39) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 198 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بألفاظ متقاربة ابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (4928) و (4929) و (5044) ، وفي "خلق أفعال العباد" (360) و (361) ، ومسلم (448) (147) ، والنسائي في " الكبرى" (7978) ، والطبري 29/187، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/56، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/423 من طرق عن موسى بن أبي عائشة، به

وأخرجه بنحوه الطبراني (12297) من طريق قيس بن الربيع، عن موسى بن أبي عائشة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/348 وزاد نسبته إلي عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه وأبي نعيم. وسلف مختصراً برقم (1910) .

وفي الباب عن عائشة سيأتي في "المسند" 6/232.

قوله: "يعالج"، قال السندي: أي: يلقى ويجد، لأجل أن لا يفوت عليه شيء مما جاء به جبريل.

وقوله: "ثم تقرأه "، قال: يحتمل النصب بتقدير "أن"، ويجوز رفعه على أنه استعمل في معنى المصدر مجازاً، وعلى الوجهين هو عطف على "جمعه"، وهو تفسير لقوله تعالي: "وقرآنه ".

 

وروى البخاري:

 

4927 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ وَكَانَ ثِقَةً عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ حَرَّكَ بِهِ لِسَانَهُ وَوَصَفَ سُفْيَانُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }

4928 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } يَخْشَى أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ وَقُرْآنَهُ أَنْ تَقْرَأَهُ { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ } يَقُولُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ { فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } أَنْ نُبَيِّنَهُ عَلَى لِسَانِكَ


4929 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ الَّتِي فِي لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } قَالَ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ وَقُرْآنَهُ { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ قَالَ فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

{ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى } تَوَعُّدٌ

 

5 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}قَالَ جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ

 

موضوع جبريل هذا هو مجرد حجة لينتظر حتى يحسن صياغة النص ثم حفظه واستظهاره قبل النطق به. ومع ذلك عرضت حالات لنسيانه نصوصًا "آيات" من قرآنه في باب (مما سقط من القرآن أو حذفه محمد أو لجنة جمع عثمان)

 

{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)}

 

هنا لا حاجة لإعادة قولي_كفردٍ على رأي العقلانيين الملحدين_أن لا داعي للإنسان لإهدار حياته الوحيدة دون التمتع بها بكل السبل المتّفقة مع القيم الأخلاقية العلمانية، دون أنانية ودون الإضرار بالآخرين أو التعدّي على حقوقهم.

 

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)}

 

كما قلت سابقًا فالإيمان والتصديق والتسليم ليس فضيلة وعدمه ليس خطيئة أو رذيلة، بل بالأحرى فإن الشك الديكارتيّ المنهجيّ فضيلة لأنه يتضمَّن إيثار الحقيقة والبحث عنها على العرف والسائد وهكذا قيل و(عندما تكون في روما تصرَّف كالرومان)، ولأن اتباع الفضيلة في جوهرها خيرٌ من اتباع أعمى لدين أيًّا ما كانت تعاليمه حتى قتل البشر الأبرياء واستحلال أراضيهم وأموالهم واستعبادهم، أما حجة واجبية الفروض الدينية سواء الإسلامية أو غيرها على الإنسان بزعم أنها موجَّهة لخالق خلقه، فمنتقدة من جهتين، الأولى نفي العلم الحديث لقصة الخلق (اللحظي المستقل لكل نوع على حدة وكما هو بلا تغيير منذاك وفي خلال ستة أيام كما ادّعى القرآن والتوراة قبله) وفق الحقيقة العلمية للتطور البيولوجيّ لأنواع وتاريخ المتحجّرات (مثلًا سجل أحفوريات الفيلة...رتبة كاملة من الفيليات لم يعد هناك منها سوى فيلي أفرقيا والهند، والحوت، والدب، والإنسان...إلخ)، ومن جهة ثانية فلسفية وأخلاقية هي أن معاقبة شخص لعدم فعله تعبدات معينة دون أن يكون ارتكب جرمًا حقيقيًّا ضد كائن ما ملموس يضرّه ضررًا حقيقيًّا بعقوبة أبدية لانهائية الزمن وبأبشع أسلوب بالحرق وغيره تبدو فكرة جنونية ومخالفة لفكرة العدل وتساوي العقوبة مع الجريمة، وهنا لا جريمة من الأساس. هذه هي حجتي وجدليتي ضد الدين الإسلاميّ هنا. كذلك لعدم وجود شيء يمكننا تسميته بتعذيب "أخلاقيّ"، فكل تعذيب لإنسان أو كائن حيِّ هو فعل غير أخلاقي في جوهره، وهي حقيقة لا يمكن تغييرها بأي حال، فلا كائن فوق المبادئ الأخلاقية، ولا حتى إله مزعوم.

 

 

83  المطفّفين

 

{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}

 

كانت حجة ﭬولتير المؤمن الربوبيّ اللادينيّ أن الله لو لم يوجد لتوجَّب علينا اختراعه، وأنه ضمانة جيِّدة للأخلاق، وأنه الوسيلة الوحيدة ليتَّبِع الرعاع والدهماء الأخلاق ويلتزموا السلوك الحميد، أتفق معه فقط في الجزئية الأخيرة ولو أني أرى عمل الدين فيها يظل ناقصًا، إننا لا نحتاج الدين بل الاقتناع بالأخلاق والتعامل بالمثل والأخوة البشرية والكينونية كأساس للالتزام الأخلاقي الغير متزعزع، أما اعتماد المؤمنين على الغيبيات والتخويفات الغيبية للالتزام بالأخلاق فالتزام عرضة_كما رأيت كثيرًا منهم_للتزعزع والتخلِّي عنه بمجرد تقلقل واهتزاز ذلك الإيمان بخرافات لتبرير الأخلاق والمبادئ، لا تحتاج الأخلاق لخرافات تدعمها، ويجب أن عمل سياسيًّا واقتصاديًّأ وتعليميًّا للنهضة بحال الشعب لكي لا يكون محتواه من الرعاع والدهماء السوقة الإمعات، أو على الأقل السعي لتقليل النسبة الفقيرة الجاهلة فيه بكل جهودنا، بذا سنقضي على الدين والمنطلقات والفكر الدينيّ من بلداننا، بالتنوير والعطاء والمطالبة بحقوق الشعب في أجور عادلة وتعليم جيد وضرورة البدء في الإنتاج الصناعي والبحث العلميّ وغيرها من أمور، لا حاجة لأن يظل أغلب شعوبنا الشرقية رعاعًا وجهّالًا لكي نبرّر الدين كعنصر ضروريّ لعقولهم الساذجة غير المنشَّأة على الأخلاق والقيم، وكما قالها عليّ قديمًا في حِكَمه: الفقر يقتل الأخلاق، و: لو كان الفقر رجلًا لقتلته.

 

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)}

 

هنا يكرِّر محمد الافتراض الخاطئ والزعم الباطل بأن مخالفة الديانة التي كان يدعو لها أو عدم الإيمان عمومًا أو حرية التعبير ضده جريمة، وهذا كما قلنا مرارًا باطل، ووصفه لغير المؤمن بالإسلام سواء أكان وثنيًّا أم مسيحيًّا أو يهوديًّا أو بوديًّأ أم لادينيًّا بتعميم خاطئ بأنه معتدٍ ظالم أثيم فاجر تعميم باطل غير منطقي، والسيرة المحمدية وتاريخ أول الإسلام حافل بأشخاص وثنيين طيبين كهشام بن عمرو الذي رغم وثنيته_ لما حاصرت قريش المسلمين في الشِعب ومنعت بيع الطعام لهم ولبني هاشم لدعمهم لمحمد_كان يرسل ويسرِّب حمولات الطعام على جمال من ماله الخاصّ تبرّعًا كعمل خيريّ إنسانيّ، وكان ممن عملوا على نقض الصحيفة الظالمة المتفَّق فيها على منع بيع الطعام لبني هاشم والمسلمين، لأنه رأى فيها ظلمًا لا إنسانيًّا  وقطعًا لصلات القرابة (صلات الرحم)، كما في السيرة لابن هشام:

 

قال ابن إسحاق: وبنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها، ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش علي بنى هاشم وبنى المطلب نفرٌ من قريش، ولم يُبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حُبيب بن نصر بن جُذَيمة بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي، وذلك أنه كان ابن أخيٍ نَضْلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه، فكان هشام لبنى هاشم واصلا، وكان ذا شرف في قومه، فكان - فيما بلغني - يأتي بالبعير، وبنو هاشم وبنو المطلب في الشِّعْب ليلاً، قد أوقره طعاماً حتى إذا أقبل به فم الشِّعْب خلع خطامه من رأسه، ثم ضرب على جنبه، فيدخل الشِّعْب عليهم ثم يأتى به قد أوقره بزاً أو براً، فيفعل به مثل ذلك.

قال ابن إسحاق: ثم إنه مشى إلى زُهير بن أبى أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن عُمر بن مخزوم. وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب، فقال: يا زُهير، أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثيابَ، وتَنكح النساء، وأخوالُك حيث قد علمتَ، لا يُباعون ولا يُبتاع منهم، ولا يَنكحون ولا يُنكح إليهم؟ أما إني أحلف باللّه أن لو كانوا أخوالَ أبي الحكم بن هشام، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم، ما أجابك إليه أبدا، قال: ويحك يا هشام! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد، واللّه لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضِها حتى أنقضَها، قال: قد وجدت رجلا قال: فمن هو؟ قال: أنا، قال له زُهير: أبغنا رجلا ثالثا. فذهب إلى المطْعِم بن عدي، فقال له: يا مُطعم أقد رضيتَ أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه! أما واللّه لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنَّهم إليها منكم سراعا، قال ويحك! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد، قال: قد وجدت ثانيا، قال: من هو؟ قال: أنا، فقال: أبغنا ثالثا. َ قال: قد فعلت، قال: من هو؟ قال: زُهَير بن أبي أمية، قال أبغنا رابعا. فذهب إلى البَخْتري بن هشام، فقال له نحواً مما قال للمُطعم ابن عدي، فقال: وهل من أحد يعين على هذا؟ قال: نعم، قال: من هو؟ قال: زُهير بن أبى أمية، والمُطعم بن عدي، وأنا معك، قال أبغنا خامسا. فذهب إلى زَمْعَة بن الأسود بن المطلب بن أسد، فكلمه وذكر له قرابتهم وحقَّهم، فقال له: وهل على هذا الأمر الذي تدعونى إليه من أحد؟ قال: نعم، ثم سمَّى له القوم. فاتَّعدوا خطم الحجون ليلاً بأعلى مكة، فاجتمعوا هنالك. فأجمعوا أمرَهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها، وقال زُهير: أنا أبدؤكم، فأكون أولَ من يتكلم. فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم، وغدا زُهير بن أبي أمية عليه حُلة، فطاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس فقال: يا أهلَ مكة، أنأكل الطعام ونلبس الثيابَ، وبنو هاشم هلْكَى لا يباع ولا يبتاع منهم، واللّه لا أقعدُ حتى تُشَقَّ هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

 

قال أبو جهل: وكان في ناحية المسجد: كذبتَ واللّه لا تُشق، قال زَمْعة بن الأسود: أنت واللّه أكذب، ما رضينا كتابها حيثُ كُتبت، قال أبو البختري: صدق زَمعة، لا نرضى ما كُتب فيها، ولا نقرّ به، قال المطعِم بن عدي: صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأ إلى اللّه منها، ومما كُتب فيها، قال هشام بن عمرو نحوأ من ذلك. فقال أبو جهل: هذا أمر قُضِيَ بليلٍ، تَشُووِر فيه بغير هذا المكان. وأبو طالب جالس في ناحية المسجد، فقام المطْعِم إلى الصحيفة ليشقَّها، فوجد الأرَضَة قد أكلتها

 

كل هؤلاء كانوا وثنيين دفعهم حب العدل والرحمة لمساعدة المسلمين وبني هاشم باسم الأخوة الإنسانية والكينونية، إذن فتعميم محمد خاطئ بعد كل شيء هنا. والمطعم بن عدي كان رجلًا صالحًا وثنيًّا قام بحماية كثير من المسلمين طوال حياته، لدرجة أن محمد بعد انتصاره بمعركة بدر وقتله لكثير من الأسرى القُرَشيين، وأخذه فدية من أُسَر من تركه أحياء، كما روى البخاري:

 

3139 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ

 

ورواه أحمد (16733) 16853 وغيره.

 

وعن العاص بن وائل السهميّ ورد كذلك عنه رغم مضايقاته أحيانًا للمسلمين، أنه كما يقول البخاري:

 

3865 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعْتُهُ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ وَقَالُوا صَبَا عُمَرُ وَأَنَا غُلَامٌ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ فَقَالَ قَدْ صَبَا عُمَرُ فَمَا ذَاكَ فَأَنَا لَهُ جَارٌ قَالَ فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ

 

3864 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ فَأَخْبَرَنِي جَدِّي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ أَبُو عَمْرٍو عَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ بِحَرِيرٍ وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ لَهُ مَا بَالُكَ قَالَ زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونِي إِنْ أَسْلَمْتُ قَالَ لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا أَمِنْتُ فَخَرَجَ الْعَاصِ فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَالَ بِهِمْ الْوَادِي فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُونَ فَقَالُوا نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَا قَالَ لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ فَكَرَّ النَّاسُ

 

أما كيف رد عمر لاحقًا على هذا الإحسان والفعل الطيِّب والحس السليم للعاصّ في هذا الموقف بحق الإنسان في حرية العقيدة، فكالتالي كما يقول ابن هشام:

 

..... وثاروا إليه، فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم. قال: وطلح (1)، فقعد وقاموا على رأسه وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف باللّه أن لو قد كنا ثلثمائة رجل لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا، قال: فبينما هم علىِ ذلك، إذا أقبل شيخ من قريش، عليه حُلة حبْرة، وقميص مُوَشى، حتى وقف عليهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر؛ فقال: فمه، رجل اختار لنفسه أمراً فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يُسلمون لكم صاحبكم هكذا! خلّوا عن الرجل. قال: فواللّه لكأنما كانوا ثوبا كُشط عنه. قال: فقلت لأبى بعد أن هاجر إلى المدينة: يا أبت، من الرجل: الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟ فقال: ذاك، أي بُني، العاص بن وائل السهمي.

قال ابن هشام: وحدثنى بعض أهل العلم، أنه قال: يا أبت، من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك جزاه اللّه خيرا. قال: يا ابني ذلك، العاص بن وائل، لا جزاه اللّه خيراً.

 

نلاحظ أن رواية ابن هشام هنا فيها جزء أقل مصداقية من البخاري، فعند البخاري أنه لم يستطع مواجهة كل هؤلاء وخاف ولزم بيته، أما ابن هشام عن ابن إسحاق فيحكي قصة بطولة وفتوة أشبه بالأفلام الهندية. لكن أسلوب إنكار الجميل والتنكّر والجحود له سمة أساسية عند المسلمين، مثلًا بعدما آوى مسيحيو إثيوبيا الحبشة المسلمين في هجرتهم الأولى من اضطهاد وثنيي قريش، لنرَ وصف صحابية لهم حسب البخاري من حديث4230 من كلام أسماء بنت عميس من أتباع محمد:

 

...... كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا فِي دَارِ أَوْ فِي أَرْضِ الْبُعَدَاءِ الْبُغَضَاءِ بِالْحَبَشَةِ وَذَلِكَ فِي اللَّهِ وَفِي رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.....

 

ورواه مسلم 2503

 

أما خرافته عن دخول غير المؤمنين في نار أبدية إلهية فردننا عليها منطقيًّا فيما سبق.

 

69 الحاقَّة

 

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)}

 

أيضًا هنا لا حاجة بنا لتكرار ما قلناه عن عدم منطقية ومصداقية مزاعم كبيرة رهيبة كهذه، لانتفاء وجود الله بالأدلة العلمية والمنطقية، وللأسباب المشروحة أعلاه بصدد تنافيها مع فكرة العدل وجوهر القانون وغيرها. وهنا يكرِّر تصوير غير المسلم بصورة تعميمية بأنه لا يُحسِن إلى الفقراء وشرير، وهذا باطل فكثير من الناس غير المسلمين من هندوس ومسيحيين ولادينيين وبوديين وغيرهم صالحون مستقيمون مسالمون ومحسنون، وشهدتُ بنفسي نماذج من الإحسان مثلًا عند الهندوس والبرّ بالأم وغيرها

 

{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}

 

هنا استدلال محمد باطل رأسًا وليس مما نراه على أرض الواقع طوال التاريخ، محمد يزعم أنه لو كان مدّعيًا على الله لردَّ الله بإهلاكه ومنعه من الكذب، ولو نظرنا مثلًا ببحث في موسوعة Wikipedia النسخة الإنجليزية عن جملة Religions founders، يعني مؤسِّسي الأديان لهالنا ودوّخنا كم عدد منشئي الأديان والمذاهب والفِرَق من كل دين ومن كل شكل ولون، ولا يمكن أن يكون كل هؤلاء طبعًا صادقين في ادعائهم كلهم معرفة الحقائق عن الله المزعوم والأمور الغيبية أو على الأقل الحقيقة المطلقة من وجهات نظر أخرى لمذاهب إيمانية ذات مسحة إلحادية كبعض أنواع البودية، أحد الأديان الحديثة نسبيًّا مثلًا وهي ذات منظومة فلسفية مجتهِدة خرافية مستوحاة من كل الهندوسية والبودية والإسلام وغيرها، هي ديانة بابا ميرزا Baba Mirza وهو رجل إيرانيّ مؤسس ديانة هاجر إلى أمركا وكان له عدة زوجات كمحمد واعتبره أتباعه الله متجسِّدًا كعقيدة المسيحيين في المسيح، رغم أنه أصيب بحادثة سيارة كبيرة خلال حياته أضرَّت به، ومن كلماته وفلسفته التي صارت في الثقافة الأمركية (كن سعيدًا)، الآن، نرى أنه لا مصداقية لمحمد في محاولته للرد على تهمة الكذب والادّعاء في قوله بنبوته ورسالته، لماذا لم يقضي الله لو صح كلامه على الباب الشيرازي و ميرزا بهاء الله وصبح الأزل، هؤلاء الثلاثة كنموذج ثلاثة إيرانيين كل واحد أسَّس ديانة: البابية والبهائية والبيانية أو الأزلية! ولدينا أخونا الغالي سِمِث مؤسس المورمونية وبل ماهر سبق وعرض ببرنامجه مذهب كنسيّ يتبعه 150 ألف أمركيّ لرجلٍ يقول أنه الله وتجسد ثانٍ للمسيح ويحيونه كإله ويسوع بأرض المذاهب اللانهائية وحرية الادعاآت والاعتقاد وحتى الجنون أمِرِكا و و...إلخ بلا نهاية.

 

 

51 الذاريات

 

{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)}

 

هنا يٌقسِم محمد على لسان الله بظواهر معروفة بعضها طبيعيّ والآخر من صنع وتدبير البشر، وهي الرياح والسُحُب والسفن، ويقسم بكائنات خرافية متخيَّلة هم الملائكة، ليدّعي البرهنة على خرافة يوم الدين أي الحساب والدينونة الخرافية كضمانة إلهية بعدل نهائيّ، وهي خرافة بحتة، واستدلالاته كما شرحتُ سابقًا باطلة منطقيًّا لعدم وجود رابط منطقيّ بين الظواهر الطبيعية التي قد نفسّرها علميًّا أو حتى بتفسيرات خرافية لا ترتبط البتة بادعاآته.

 

{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}

 

هنا أيضًا نفس الفكرة والادعاء الدينيّ الذي انتقدتُه لأسباب سبق وشرحتُها عن عقيدة التعذيب الأبديّ لناس  لمجرد عدم اعتقادهم بعقيدة أو فكرة ما. لا يوجد شيء يمكن أن يُسمَّى تعذيب "أخلاقيّ أو مشروع".

 

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}

 

أيضًا فكرة باطلة، لا رابط بين الإيمان وفعل الخير، خاصّةً في ظل ووسط دول وثقافات علمانية لادينية، كثير من الناس اللادينيين والمسلمين غير المتدينين والمسيحيين واليهود والهندوس والبوديين وغيرهم صالحون ومحسنون، وهذا يراه أي مختلط بهؤلاء الناس من كل الملل والعقائد. هناك بعض المسلمين والمسيحيين والملحدين من أحسن من عرفت، أذكر مثلًا مدرس الكيمياء خاصتي في مدرستي الثانوية (ر. د.) المسيحيّ ومدرس أو اثنان مسلمان كذلك كانوا من قلة المدرّسين المصريين الحكوميين الذين لهم ضمير ويشرحون باجتهاد، أذكرهم كتحية للذكرى فقط، وكذلك هناك منهم جميعًا_كل العقائد_ألعن من عرفت وأدناه أخلاقًا خلال حياتي، هذا لا علاقة له بالاعتقاد الدينيّ بل بأخلاق الشخص وتنشئته وبيئته ومعدنه.

كذلك فإن أداء الطقوس والتعبُّدات ليس خيرًا ولا إحسانًا، بل مجرد ممارسات دينية، وكما وضع أفلاطون على لسان سقراط في حوار (يوثيرويو)، فقد يكون أداء الشعائر هو فقط المظهر الدينيّ للتقوى والخير عند الشخصيات المتديِّنة، وليس الخير والإحسان ذاته.

 

{وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)}

 

ويمكن لتأمُّل وتفكُّر آخر_مسترشِد بالعلم ونوره_في الكائنات والكون وجسد الإنسان أن تكون دليلًا لصالح العقيدة العقلانية أي الإلحاد، راجع مثلًا ما ترجمته من كتب أنا وغيري عن نظرية النشوء والتطور، وما في أجساد كل الكائنات من عيوب تطورية_كتركيب البروستاتا والنقطة العمياء في العين_ وتراكيب أثرية_كالزائدة الدودية فينا وعظام حوض الحوت الضامرة والأعين العمياء للحيوانات الحافرة تحت الأرض وساكنة الكهوف_ ومواريث بالية نحملها معنا في الجسد والجينات كأمتعة قديمة. وفي مجال الكونيات والفيزياء هناك أمور أعمق فكرًا ولو أن بعضها قد يكون أقل صلة باللاهوت ظاهريًّا كمبدأ عدم اليقين وتجربة شرودنجر وغيرها لأصحاب الرأي الإلحادي من علماء الفيزياء الغربيين الكبار كستيفن هوكنج و وينبرج وغيرهما.

 

{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}

 

كلام غير واقعيّ، قل هذا لمن صاروا كأنهم جلد على عظام هيكل عظميّ في أفريقيا ممن لا يجدون طعامًا، وليس لهم أمل سوى مساعدة إخوتهم في الإنسانية، وليس أي إله مزعوم، بعض هؤلاء يموت جوعًا يوميًّا. لنتذكر هذا لكي نعمل على تقليل المعاناة للبشر وغيرهم في الكوكب.

 

 

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}

 

حسب التقليد العريق منذ ظهور العلم الحديث لعلمائنا وفلاسفتنا الملحدين في الغرب فلا هدف محدَّد للحياة، يمكنك القول أن الحياة هي هدف في حد ذاتها، البعض يطلقون تعبير (الموجود لذاته)، يمر الإنسان في الحياة بلحظات سعيدة مع الأسرة أو لإنجازاته أو لمتعه أو لأعماله المُحسِنة، لا تحتاج لهدف وهمي ديني لتبرير وجودك، وكما قال الفلاسفة الوجوديون بالذات وتلاقى معهم في هذه علماء ومتفلسفة علماء التطور البيولوجي كدوكنز فكل إنسان يحدِّد هويتَه وهدفه وفلسفته في الحياة بنفسه، أنت إله نفسك وسيدها، أنت حرّ في حياتك، لا أحد يسطو على هذا الحقّ لك والذي اكتسبتَه من لحظة وجودك بالكون، لا إنسان ولا رسول ولا قيم بالية رجعية ولا إله ولا طقوس ودين فهذا مفهوم بائس ضحِل لناسٍ بلا هدف يتخيَّلون هدفًا وهميًّا، القيد الوحيد فقط: أنت حرّ ضمن عدم تعدِّيك على حريّات وحقوق الآخرين.

52 الطور

 

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)}

 

هنا كالعادة يُقسم محمد على لسان الله بظواهر طبيعية هي الجبال (الطور) والسماء (ويصفها على نحوٍ خرافيّ بأنها سقف)، والبحر عمومًا على اختلاف المفسِّرين في معنى كلمة مسجور بمعنى مكفوف لا يغرق الناس أو مملوء، وبظاهرة دينية هي بيت الكعبة المقدَّس عند العرب (لاحقًا ألَّف المفسِّرون خرافة أن المعنى هنا بيت في السماء للملائكة مثل الكعبة، وهذا أسوأ لأنه يكون قسَمًا بشيء خرافيّ غير مرئيّ بدعوى إثباته لخرافة أخرى)، ويقسم بكتاب مسطور وقد نفهم أنه القرآن نفسه وعندها نقول المثل الدارج "من يشهد للعروسة غير أمها؟!" أو أن لوح القدر المحفوظ (قسم بخرافة بدعوى إثباتها لخرافة أخرى)، وكما قلتُ سابقًا كل هذه أقسام وحلف واستدلالات باطلة بلا معنى ولا دليل.

 

{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}

 

سبق وتناولتُ شرح هذه الفكرة مع المنطق والعقلانية، فلا داعي للتكرار.

 

 

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23)}

 

هذه وعود وهمية أُخروية مناسبة جدًّا لناس فقراء يعيشون في صحراء فقيرة لا يجد معظمهم هذه الأشياء. لو أنهم كانوا كالإيرانيين مثلًا أو الروم واليونان في عصره، أو الغربيين واليابانيين في عصرنا في معيشة جيدة لما التفتوا لوعود وهمية كهذه واعتبروها هراءً.

 

{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)}

 

أيضًا كما قلت ربط عدم اتباع ديانة خرافية ما بالطغيان ربط غير منطقيّ أقرب إلى نوع من الجنون وتطرف تكفير وتشويه صورة الآخرين.

 

{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36)}

 

لسنا آتين من العدم بل نتيجةً للنشوء والتطور، وهي تفسير علميّ له أدلة سليمة، على العكس من خرافة دينية بلا دليل، كذلك التفسير العلمي والتحديد الزمنيّ لكيفية نشأة الكون مناقضة للتفسير الديني الخرافيّ الذي يجعل الأرض وغلافها الجوي أو السماء بمعنى كل الكون وبخار الماء (دخان) موجودات منذ البدء، وهذا يتنافى مع قول العلم أن أول العناصر وجودًا هو الهيدروجين فقط، ثم الشموس (النجوم) بمستعِرَّاتها النووية الاندماجية، وفيها اندمجت بضغط التجاذب ذرات الهيدروجين لتصنع الهليوم وكل العناصر الموجودة، ثم ظهور الكواكب، هذه علوم حقيقية وتاسير صحيحة لاتمتُّ للدين بصلَةٍ البتَّة.

 

{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)}

 

استدلال منطقيّ ممتاز وسليم، فهلّا كان محمد وقرَّاء القرآن أكملوا الطريق إلى آخره (إن استعرت الأسلوب الأدبي البلاغي الإنجليزي)، فنفس الأمر ينطبق على محمد، فهو لم يصنع أي معجزة عندما طالبه قومه بذلك كما عرضنا بالأدلة من النصوص على ذلك بباب خرافات المعجزات وبباب التناقضات، ما ينفي كل هذه السحب الوهمية وفقاقيع البالون عن معجزات مزعومة، السلطان الذي أمكن لمحمد جلبه آخر الأمر هو سلطان واقعيّ دهريّ عسكريّ وفرض لأمور على أرض الواقع كواقع سياسي وديني وعسكري وعددي.

 

56 الواقعة

 

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}

 

{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)}

 

مجرد الإيمان ليس فعل خير أو إحسان يستحقّ مكافأة ما، هو مجرد اعتقاد بخرافات، ليس فيه إحسانٌ لأي كائن آخر، والإغراآت بالطعام والجنس مما يناسب قومًا في بيئة فقيرة لا يجدون طعامًا كافيًا ولا حياة مزدهرة، وهو مناسب كذلك لهذه الشعوب العربية والشرقية المعاصرة التي يعيش أغلب سكانهم في بؤس وقحط معظمه بسبب جشع وطغيان رأسمالييهم وساستهم وقادتهم وجنونهم وسُعارهم.

 

{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)}

 

{وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}

 

تحدثتُ من قبل عن الأسباب المنطقية لرفض خرافة تخليد من لا يؤمن بإله الخرافة في عذاب أبدي ناريّ، فلا داعيَ للتكرار هاهنا.

 

{(56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77)}

 

اقتبست سابقًا من ترجمتي العربية لكتاب رِتْشَرْد دوُكْنز (أعظم العروض على الأرض) من خاتمته حيث وضَّح للقارئ أن ترتيب العقل الدينيّ لهذه الأمور معكوس، وهنا محمد يستشهد بأشياء يفسِّرها العلم تفسيرًا علميًّا، فهو يفترض بسؤاله من خلقكم؟ أن كل الناس تعتقد بالخلق الإلهيّ، ولم يخطر بباله ما لم يواجهه في مواقف ونقاشات حياته، مما قد يرد عليه به بوديّ من البوديين لا يعتقد بإله خالق أو ملحد نادر في زمنه مثلًا، فلدينا تفسير علميّ وفقًا للحقيقة العلمية للتطور وأدلتها الصامدة المتّسقة كثيرة، عكس فكرة الخلق الإلهيّ المليئة بالثغرات والتناقضات كما عرضت بترجمتي لكتب سابقة علمية، وكذلك الأشجار، وكذلك قسمه بمواقع النجوم، إنها موجودة فقط كمعطىً وظاهرة في أماكنها، والإنسان هو من استغل هذا المعطى لتحديد الاتجاهات وفق التفكير العلميّ في أبسط أشكاله، وليس أنها وُضِعت من البدء لأجل تحديد الاتجاهات للبشر، فهذا سيبدو سخيفًا حقًّا، كل هذه الأجرام الضخمة والكون اللانهائي فقط لأجل الكوكب الضئيل المهمَل في وسط كون لا نهائيّ لأجل بشر هم كنملٍ أو أقل مقارنةً بالكون. عبِّر صلاح جاهين بالعامية المصرية عن ذلك:

 

إنسان يا إنسان ما أجهلك

في الكون وما أضألك

قمر وسدوم وملايين النجوم

وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك؟!

 

وحتى على فرض أنها أدلة على وجود إله، فهذا لا علاقة له بصحة أو كذب ادعاء محمد للنبوة، لعدم تعلقه به، ما لم يأتِ بدليل حقيقيّ ملموس، وهذا غير موجود ولم يقدِّمه، فلماذا لا يكون إله اليهودية مثلًا أو الصابئة أو الزردشتية أو إله قبيلة أفريقية ما أو إله أي دين غير مشهور، لماذا يكون ذكرًا أو عديم الجنس، لماذا لا يكون إلهة بمثابة أم للكون مثلًا؟ لماذا لا يكون إلهان أخوان متعاونان، لماذا لا يكون ثلاثة أقانيم فيها ابن وروح قدس كما المسيحية، لماذا لا يكون إلهان كل واحد له ثلاثة أرواح قدسية وخمسة أبناء؟! وهكذا الافتراضات الخرافية لا نهائية وهي بلا أي دليل.

   

70  المعارج

 

{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}

 

هنا أيضًا الافتراض غير المنطقي بأن عدم الإيمان بالإسلام_على ما فيه من تعاليم فاسدة_جريمة، وعدم احترام حق حرية الاعتقاد، كذلك التعميم الباطل بأن كل من هو غير مسلم ليس من الطيِّبين الصالحين المحسنين، وأن هؤلاء بالضرورة جشعون محبُّون لجمع المال. كذلك سبق ونقدتُ ادّعاء العذاب الأبديّ الخرافيّ والرد عليه بالأدلة المنطقية المعقولة من كافة النواحي.

 

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}

 

{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)}

 

هنا أيضًا التعميم غير الصحيح منطقيًّا بأن كل من هو مسلم بالضرروة صالح مستقيم، وليس الأمر كذلك على أرض الواقع، الناس من مختلف الأديان فيهم الصالح والفاسد. وليس كل البشر بهذا النحو الذي زعمه محمدٌ هاهنا على أنهم مانعون للخير والإحسان. ومن جهة قوله لعدهم راعون فقد ذكرت عدّة أمثلة بالدليل في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية) لنقض وغدر محمد وأتباعه بمن تعاهدوا معهم بلا سبب، وهذا أكبر دليل على عدم صحة التعميم المزعوم.

 

55  الرحمن

 

في سورة الرحمن كالعادة يستدل محمد على وجود الله الخرافي وعلى نبوته المكذوبة بظواهر طبيعية وبشرية لا علاقة لها بإثبات ما يزعمه:

 

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}

 

تحدثتُ في أول باب الأخطاء العلمية عن نفي هذه الفكرة من خلال تاريخ نشوء وتطور اللغات وتباينها، مما ينفي فكرة تعليم الله البشر للغة، اللغة نتاج تطور عضويّ وتواصليّ وإدراكيّ للبشر، وأصولها في الحيوان. الشيمبانزي يمكن تعليمه بعض معاني الكلمات والأوامر لينفِّذها، كما شاهدت بعيني في حديقة الحيوان، كان الحارس يأمره بالنوم والرقص أن يبصق على من يضايقونه من رعاع الأطفال فكان يبصق عليهم بالتحديد وليس على كل الجمهور. وتحدثت بباب الأخطاء العلمية عن خرافة الخلق الباطلة علميًّا.

{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)}

 

هنا ربما يجدر بي ذكر ملاحظة للقبطان ذلك المفكر الكاتب باسم مستعار في منتدى اللادينيين الذي تعلمتُ منه أنا وغيري الكثير، فالأجرام السماوية لا تظل تتخبّط إلى ما لا نهاية، بل تصل إلى مرحلة توازن فيما بينها، وهذه طبيعة الأشياء، مثلما ترمي حجرًا في الماء، فإنه لا يظل يُحدِث دوائر وتموجات إلى الأبد، بل يصل الأمر إلى الاستقرار، يمكن القول أن الحجر رفع مستوى الماء بدرجة قليلة جدًّا يصعب قياسها، هذه قاعدة فيزيائية، ولا أنسى تشبيهه الملهِم للأمر باستعمالك مصفاة كأدوات البنّائين لتصفية الظلط، فتخرج منها الحصى الصغيرة والتراب، وهكذا ثبتت الأجرام في توازن بين قوة الطرد المركزية وقوة جذب الشمس، بحيث أصبحت تدور حول الشمس وحول نفسها، لكن لنعلم أن الاستقرار مرحلة في المجرّة فقط، هناك مراحل أخرى شاهدها علماء الكون وصلت لنا إشارتها الضوئية مما يعني حدوثها منذ ملايين ومليارات السنين، كانهيار مجرة وابتلاع شمسها للكواكب التابعة لها وتحولها إلى قزم أحمر أو أبيض أو ثقب أسود شديد الكثافة، وكابتلاع مجرة لأخرى وغيرها. يشبِّه العالم الفيزيائي العقلانيّ ستيفن وينبرج الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الأمر بأننا فائزون في جائزة يانصيب (سحب) كونية. محمد يستعمل الظواهر الموجودة كدليل على مزاعمه ولو كان للأرض شمسان لاستدل كذلك، ويمكنني مثلًا الاستدلال على وجود إلهين لوجود النهار والليل والصحّة والمرض، فالافتراضات الخرافية لا نهائية ولا يمكن إثباتها ولا دحضها، إلا في حالة تحدّث الزاعم النبوة أو علم الغيب عن بعض الأمور العلمية الملموسة، فعندها فقط يمكننا نقده وكشفه، أنت لا تجلب الله  المزعوم إلى المعمل أو عينة من آثاره، ربما لذلك نقد الإسلام على كثرة نصوصه وتفاصيله وكذلك كتاب اليهود والأناجيل وكتب البوديين والهندوس أسهل من نقد كتاب التاو تي تشنج الصيني مثلًا على صغر حجمه، لأن الأخير لا يتكلّم عن أمور لها صلة بالعلوم البتّة تقريبًا فلا يوقِع نفسه في الخطأ ومواضع الانتقاد.

 

{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18)}

 

هنا يستعمل الظواهر المفسَّرة علميًّا وبتفسير معكوس المنطق كما رأينا حسب فلسفة دوكنز العلمية هنا، فكون السماء كتلة غازات يجعلها مرتفعة فلا معجزة إلهية هنا، واختراع الإنسان للميزان هو باجتهاده ووعيه وبنائه للحضارة والتجارة وقيمها، ووجود الثمار حقيقة قد نفسِّرها بالعلم الحديث وتاريخ تطور النباتات على الكوكب كمعلومات صحيحة سليمة أو نفسرها تفسيرات وهمية كالله أو الإلهة الجميلة Flora فلورا اليونانية إلهة النباتات مثلًا، ويستشهد محمد بخرافات كوجود كائنات وهمية اعتقدها العرب هي الجنّ! أي انعدام منطق هذا؟! استشهاد بخرافة وجهالات لإثبات خرافة أخرى! وخرافة أن الله من اخترع أو أنزل الميزان.

 

{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24)}

 

هنا يستدلّ بمصنوع واختراع بشريّ هو السفن، وهذه من صنع البشر، وليست لله، ولا تدل على إله

 

{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44)}

 

هنا للمرة اللاأدري الكم يشوّه صورة من لا يتّبِّع ديانته ويصمه بالإجرام! جنون ما بعده جنون!

{حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}

 

هنا مثال لفقر التصوُّر البدويّ، حيث تخيّل أن الداخلين للجنة السماوية المزعومة سيسكنون خيامًا كخيام بدو العرب التي كانوا ينصبونها في رحلاته لرعي خرافهم وماعزهم!

 

وكيف يبرِّرون سخافة كهذه، كالتالي كما روى البخاري:

3243 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا لِلْمُؤْمِنِ أَهْلٌ لَا يَرَاهُمْ الْآخَرُونَ

4879 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُونَ وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ كَذَا آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 2838 ] حدثنا سعيد بن منصور عن أبي قدامة وهو الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا

 

كلام منطقيّ جدًّا، وأنا عندي سمكة في حوض سمك بالبيت، لكنها لها أذنان طويلتان وأربع أرجل وذيل تهزه بتودُّد وهي تلهث مخرجة لسانها وترضع جراءها وتفلِّيهم من القمل في فروهم بفمها! وأنا مارلين مونرو أو فنانة من فنانات الإغراء المصريات أو الشاميات أو المغربيات رغم أني ذو لحية طويلة كالحة الآن! هذا مثال لتعريف الشيء بماهية مناقضة لماهيته التي تُميِّزه وتُعرِّفه، كان يمكن لهم مثلًا تبرير ذلك بأنهم يسكنون في بيوت حجرية، لكن الخيام للترفيه والتخييم، لكن هذه كانت فكرة بعيدة عن ذهنهم، كذلك لن يصلح ذلك فما الحاجة إلى ترويح في جنة معتدلة المناخ لا حر فيها ولا شمس ولا زمهرير كما يقول القرآن، مثلًا بسورة الإنسان: 13.

 

{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}

 

أسلوب الإغراء بالوعود الوهمية عن أشياء لا يجدها الرعاع والبرابرة البدو البدائيون في حيواتهم ومواطنهم، أو لا تتوفّر بشكل كافٍ للشعوب الفقيرة العربية التي يمتصّ نهبها بسعار وجنون دون داعٍ وفوق الحاجة هؤلاء الرأسماليون الجشعون خاصتهم الذين لا يشبعون، ترى ذلك الشاب البائس منهم يصل إلى فوق الثلاثين دون زواج أو ممارسة جنسية أو تحصُّل على أي علم مفيد أو خبرات أو عمل مستقر أو مسكن، فيلجأ في حياته الحقيرة الزبالة العبثية البائسة عديمة الجدوى هذه للأوهام والنكوص للخرافات.

 

112 الإخلاص

 

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}

 

سورة تُعتبَر ملخّصًا لعقيدة الإسلام اللاهوتية، ويسمونها أحيانًا الصمديّة، وهنا نقارب محمدًا في شيء، ونخالفه في شيء، أحترم كملحد فكرة نفي تعدُّد الآلهة ووجود آلهة  أبناء لإله أكبر على طريقة الوثنيين، ونقده لفكرة الأقانيم المسيحية المنبثقة أو الأزلية مع الإله الأكبر أو الله:

 

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)} مريم

 

{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)} الزخرف

 

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)} النساء

 

سبب احترامي وتقدير لفكرة التوحيد في اليهودية والإسلام أنها_بشبه اقتباس من المذكور بخير كرستوفر هتشنز في مناظرته مع حبر يهودي اسمه بوتيخ_تقرّبنا من الرقم صفر الذي نريده! لكننا نتحفّظ منطقيًّا على عدم دقة محمد في طريقة نقده لفكرة الأقانيم المسيحية وعدم اجتهاده لعدم تخصّصه وخبرته في علم المنطق والفلسفة في نقدها، لأن المسيحية لا تقول أن يسوع مولود جنسيًّا، بل بصورة غامضة كانبثاق وبالتناقضهو انبثاق أزليّ لا زمن له! تحتاج مفاهيم كهذه إلى متخصصي فلسفة ومنطق لنقد تناقضات الفكرة كحديث الله مع المسيح أو جلوسه عن يمين الآب أو شفاعته للمؤمنين أمام الله، كيف يكونان شخصأ واحدًا ومع ذلك لهما أفعال وذوات ودوافع وماهيّات وكينونات منفصلة؟! لكن محمدًا بذهنه كان أبعد من الوصول إلى عمق كهذا في نقده للمسيحية.

 

{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)} المائدة

 

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)} المائدة

 

وأورد أحمد بن حنبل حديثًا ضعيف الإسناد وبالتالي المصداقية عن سبب صياغة محمد لهذه الآية كالتالي:

 

21219 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُحَمَّدُ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "

 

إسناده ضعيف لضعف أبي سعد محمد بن ميسر وأبي جعفر الرازي -وهو عيسى بن ماهان- أبو العالية: هو رفيع بن مهران. وأخرجه الترمذي (3364) ، والطبري 30/342، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/95، والعقيلي في "الضعفاء" 4/141، وابن عدي في "الكامل" 6/2231، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص279، والواحدي في "أسباب النزول" ص309. وزاد عند بعضهم: فالصمد: الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) قال: لم يكن له شبيه ولا عدل، وليس كمثله شيء. وهذه الزيادة نظنها من كلام أبي جعفر الرازي. وأخرجه الحاكم 2/540 وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص44 عن أبي جعفر الرازي، به. وفيه عندهما الزيادة المذكورة. وأخرجه الترمذي (3365)، والطبري 1/343، والعقيلي 4/141 ثلاثتهم عن أبي جعفر، به مرسلاً. وقال: هذا أصح من حديث أبي سعد. قلنا: وهو ضعيف أيضاً لضعف أبي جعفر الرازي. وفي الباب عن جابر عند الطبري 30/343، وأبي يعلى (2044) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص279، وإسناده ضعيف.

 

لكن لا أعتقد أن العرب القدماء ظنّوا أن الله أو إيل، أو ها رحمان اليمنيّ، له نسبٌ، فبالتأكيد اعتقدوا بأزلية الله الخرافيّ، وإن صحّ نِسبة هذا الكلام لأحد الوثنيين فإما جهالة أو تمييزًا منه لإله الإسلام عن الله الوثنيّ القديم، أو مضايقةً لمحمد فقط.

 

113 الفلق

 

من غير المنطقي أن تعتقد أن استنجادك بشيء وهمي لا دليل ملوس عليه سينقذك من الأشياء الضارّة الحقيقية.

 

114 الناس

 

هذه استعاذة مما قد يكون فكرًا حرًّا نقديًّا على أنها وسوسة شيطانية، وأحاديث كثيرة ترد بهذا المعنى فعلًا، وكما انتقدت في باب (الخرافات) يجب أن نفهم الشر كشيء له أسباب طبيعية ونوازع بشرية داخلية كالطمع والمرض النفسيّ لنتمكَّن من حل مشاكل المجتمع.

 

 

1 الفاتحة

 

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}

 

هنا يفترض المسلمون أنهم على الحقّ، وباقي الأديان على باطل وضلال، لكن لماذا لا يكون الجميع على ضلال، كل الأديان ومنها الإسلام كم نثبت في أبواب أخرى مليئة بأفكار باطلة علميًّا وتشريعات لا تصلح لمجتمع متحضِّر أو تشريعات معيبة وغيرها، وهناك أديان بها رحمة واحترام للآخرين أفضل من الإسلام كالبودية والسيخية والمسيحية مثلًا. ماذا لو أن ديانة خرافية أخرى_طالما قبل العقل الدينيّ بقبول الخرافة كمبدأ_هي الصحيحة والإسلام باطل، هل هو مجرد عامل جغرافيّ لأنكَ وُلدتَ في دولة مسلمة أن تعتقد بالإسلام وتدافع عنه بحماس، هناك عشرات الأديان التوحيدية الأخرى مثلًا كالبهائية والسيخية وبعض الأديان الجديدة العصرية الرشيقة_عكس الديانات العتيقة المتخشِّبة المتحجِّرة_في اليابان وﭬيتنام بقيم ومفاهيم حتمًا معظمها أفضل وأكثر استنارة وواقعية والتي قرأتُ عنها في Wikipedia، وفي الحقيقة كل تلك الأديان خرافات لا ضرورة لها لإنسان يحترم عقله والواقعية.

 

الفترة المكية الثانية

 

54 القمر

 

على طول هذه السورة يستشهد محمد على صحة نبوته المزعومة بخرافات إبادة القبائل التي اندثرت حضاراتها ولغاتها، وقد فنّدنا هذه الخرافة علميًّا بباب  (الأخطاء التاريخية).

37 الصافّات

 

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)} الصافّات

 

وواضح أن الآيات الثلاث تتكلَّم عن الملائكة الخرافية، فهم حسب عقيدة الإسلام يقفون صفوفًا كالجند لخدمة الله وأداء المهامّ والوظائف، وهم يزجرون حسبما تصور محمدٌ السحُب ويسوقونها، كأن الرياح ليس لها وظيفة لتحريك السحاب عشوائيًّا! وهم من ينزلون الإلهام والوحي الإلهيّ المزعوم. وهنا كالعادة يقسم لنا محمد على لسان إلهه الخرافيّ بكائنات وهمية كبرهنة على خرافاته مزاعمه، لا حاجة لتكرار الرد لأن الأمر بتكراره قد بدأ يصير لي مملًا لتكراره ذات الأفكار والأساليب.

 

{قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34)}

 

هنا كذلك يكرِّر المفهوم المغلوط للأديان الثلاثة الشرقأوسطية المنبع أو الإبراهيمية، وهو القول بأن عدم الاعتقاد بديانة معينة هو جريمة ووصف لمن لا يتبع دينه بأنه مجرم بغرض تشويه الصورة والسمعة والتهجُّم على المختلفين في العقيدة لنشر العنصرية والكراهية بين البشر، وقد نقدتُ من قبلُ من عدة نواحٍ منطقية عقيدة أن غير المؤمن سيعذِّبه إلهٌ خرافي إلى الأبد بنار جهنَّم الخزعبلية لمجرد عدم التذُّلل والتملُّق له.

 

{وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)}

ترديد وتكرار خرافات وردت في كتاب اليهود المقدَّس (التاناخ: التوراة والأسفار الأخرى بعدها) والعهد الجديد المسيحيّ_مع أجزاء من الهاجاديَّات (الهاجادوت) والأبوكريفا والديانة الزردشتية والمانوية_ لا يعني البتة صحة مزاعم الإسلام ومحمد، لأن قصص التوراة يثبت علم التاريخ والآثار وعلم البيولوجي (الأحياء) والفلك والفيزياء من عدة وجوه وكذلك المنطق وفلسفة الأخلاق أنها كلها باطلة، ومحمد اقتبس منها أشياء عندما ننتقدها فإنها ننتقدها في الأديان الثلاثة على السواء لوحدة مصدريتها، شخصيًّا أدعوها بالأديان توراتية المنشأ، كثير من الكتب لعلماء صدرت، منها (التوراة مكشوفة على حقيقتها) أو مكشوفة اللثام لاثنين من نسل يهود أبناء يهود، مفكرين حرِّين منهما (إسرائيل فنكلشتاين) الإسرائيليّ من أصلٍ ألمانيّ والمحبّ للعقلانية والسلام ورئيس قسم الآثار بجامعة تل أبيب، لا أقول أن مجرد شخصيته وثقافته برهان ما، لكن محتوى كتابه هو الدليل الساطع على خرافية وخزعبلية قصص التوراة والتاناخ، وليس هو وحده من تناول هكذا نوع من الأبحاث، وقد ذكرنا نقدًا مهمًّا ذا صلة بباب (الأخطاء التاريخية) بما فيه قصة خروج موسى الخرافية من مصر، وقد انتقدتهما وغيرهما كخرافة ملكوت داوود وسليمان الخرافيّ.

 

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (117)}

 

بالتأكيد كل عقلانيّ اطّلَع على كتاب اليهود يعلم أنه ليس كذلك البتة بتناقضاته وتعاليمه الإجرامية، وقد كتب كثيرون في الغرب في نقده من عدة جهات، بعضهم من ناحية التشريعات وآخرون اللاهوت أو التاريخ أو العلاقة مع الأديان الأقدم أو اختلافات المخطوطات وغيرها، ولي كتاب بعنوان (نقد كتاب اليهودية) نقدت فيه كل التشريعات والتناقضات وغيرها، لكن للأسف لم أكن آنذاك متقنًا للنقد التاريخي له لتناقضه مع التاريخ الحقيقيّ وكذلك نظرية المصادر المتعدِّدة لكن لا يجب أن يشمل كتاب واحد كل شيء، فغيري كتب عن ذلك بتخصُّص أكثر وسعة علم.

 

{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)}

 

في آيات لاحقة زمنيًّا في يثرب-المدينة سيُحرِّم محمدٌ الخمور، لكن بالتناقض هو في أغلب السور يتحدَّث عن خمر في الجنة الخرافية، كيف سيُحرِّم الله شيئًا في الدنيا بمعنى كما أفهم أنه شيء غير أخلاقيّ كما يرى المسلمون، ثم يعود فيتيح الشيء الذي حكم عليه بأنه غير أخلاقيّ في الجنة، ولو تتبعنا تبريرات المسلمين هاهنا عن هذه المسألة على طول تاريخ تفاسيرهم، ومن خلال نص القرآن نفسه القائل كتبرير أنها ليست كخمرنا هذه، نرد بأنه إذا فقدت الخمر صفتها فكيف تستمر في أن تكون خمرًا، إذا لم تُحدِث السُكْر والنشوى فكيف تكون كذلك؟ إذا حوَّل الرجل_على غرار بعضهم لمشاكل هرمونية وغيرها عندهم_جنسه وفقد شاربه وشعره وعضوه وصار امرأة جذّابة متكشِّفة ذات ثديين ممتلئين، فأي مناقض لنفسه سيقول له أنه في جوهره رجل؟! هذه نفس مغالطة الماهية التي لا يصحّ أن تكون مزدوجة ازدواجًا متناقضًا وتعرَّضنا لها هنا بنفس الباب من قبل. أيضًا يكرِّر محمدٌ الوعد الوهمي بالخمر والفواكه والمتع الحسيّة التي قد أراها تصبح مبتذلة وسخيفة، ومنها وعده بنساء كثيرات للأتباع، شخصيًّا لا أحب الخجولات قاصرات الطرف التي يحبهم العرب المسلمون بحيث تكون المرأة منهن تضع وجها تجاه الأرض وبلا شخصية، أحب المرأة ذات الشخصية والمتميِّزة والمستقلة والمتفكِّرة والشرسة نوعًا ما المتمردة ضد أفكار الدينيين، أحبها ناظرةً بعيون قوية شجاعة لا تهاب من أحد وتواجه الحياة. في آيات أخرى بسورة الرحمن مثلًا يؤكد أن نساءه الخرافية في الجنة لم يطمثهن أو يجامعهن أحد أو حسب قوله إنس ولا جانّ، كملحدين وتقدميين لا نرى مشكلة في وجود علاقات سابقة للنساء أو الرجال منا قبل تعرف أحدهم على الشخص الحاليّ الذي ينتوي بناء علاقة معه بزواج أو علاقة حرة على السواء، والكثير من النساء العصريات اليوم في بلاد المسلمين رغم أنهن تقليديات محافظات لسن بالضبط نموذج محمد القرآني للنساء قاصرات الطرف مقطوعات اللسان معدومات الشخصية، محمد نفسه لم يكن يحب المرأة ذات الشخصية المستقلة ولم يحدث أن تزوّج واحدة كذلك، لأنهن ما كن ليرتضين بكل هذه الضرائر المتعددات، الوحيدة المستثناة هي خديجة قبل زيجاته الكثيرة، وعائشة لأنه تزوّجها في طفولتها قبل اتضاح شخصيتها وكانت كثيرة التمرّد عليه نسبيًّا ما أن كبرت قليلًا لدرجة صياغته آيات تحذيرية لها ولحفصة بنت عمر! رغم أنها ربما كانت صبورة معه لعلمها بأنه قريب من الموت ولها مكاسب من بعد موته كزوجة شخصية مقدَّسة تمثّلت لاحقًا براتب يصرفه عمر بن الخطاب لزوجات محمد من بيت المال (خزانة الدولة)، ونعرض بباب (هل هو خير البشر حقًّا) قصة المرأة الجونية قوية الشخصية التي حاول محمد تزوجها بالإكراه فأهانته وصدته فلم يلمسها وأرجعها إلى أهلها سالمةً!

 

{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)} الصافّات

 

هنا وصفه لقبح شكل أشجار جهنم الخرافية بأنها كشكل رؤوس الشياطين، لكن مَن مِن الناس رأى هذه الكائنات الخرافية أصلًا، وكيف يمكن أن يوضِّح لنا هذا الوصف بشيء غير معلوم شكل تلك الأشجار الخزعبلية التي نشتاق لرؤيتها ومعرفتها حقًّا! وبعد، فلماذا يخلق الله الشياطين بأشكال قبيحة، مع أنه في آيات كثيرة يقال عنه أنه {الذي أحسن كل شيء خلقه} و {صنع الله الذي أتقن كل شيء} و{وخلق كل شيء فقدره تقديرًا} ومجاراةً للسخافة واستمرارًا بها واستمراءً لها لنسأل: وباعتبار محمد زعم أن بعض الجن اتبعه كذلك، فهل الجن المسلمون شكلهم مفزع بشع كذلك؟! هلموا فلنعترف أن كل هذا هراء لم يكن يستحق شغل النفس به حتى!

 

{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)}

 

واليوم في العصر الحاليّ أغلب المسلمين يتوارثون دينهم، وهم مقتنعون به جدًّا بلا تفكير فقط لأن الأغلبية ببلادهم تعتقد به لأجل التوافق الاجتماعي معهم، ولأنهم تربَّوْا وغُسِلَت أدمغتهم منذ الصغر وفقَ خرافات دين معين، ولو أنهم هم أنفسهم تربوا على دين آخر لدافعوا عنه وآمنوا به نفس الإيمان الأعمى، مجرد قلة تعليم وانعدام فكر مستقلّ وحرّ، ومجتمع شموليّ سمته الجهل والفقر والفاقة يلجأ للوهم ودفن الرؤوس في التراب، مجرد مسألة جغرافيا كما قالت أخت ملحدة مفكِّرة ببرنامج البط الأسود، إن وُلِدْتَ مسلمًا تكون هكذا وتتعصَّب لهذا وتحمد الله من الصفوة المختارة لدخول حصريّ خاصّ للمدعوِّين فقط لجنة الخلد الوهمية. نفس حجَّة محمد هي اليوم حجتنا معكم أيها الإخوة المسلمون. من اتبع العقلانية والمنطق فليكمل الطريق إلى آخره كما يقول الإنجليز ويطبِّق نفس المنطق على كل شيء بنزاهة وحيادية.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74) وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)}

 

الاستدلال بخرافات ينفيها العلم الجيولوجيّ تمامًا في العصر الحديث ويبرهن أنها خرافات عجائز لا يبرهن على صحة ادعاآت الإسلام، بل على زيفها وبطلانها، وراجع باب (الأخطاء التاريخية) عن خرافة نوح.

 

{أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157)}

 

هنا نفس النقاش الغير منطقي من محمد، من حكم بأن وجود كتاب خرافات ما دليل ملموس على أي مزاعم، وكما قلنا لليهود والمسيحيين والهندوس والبوديين والجاينيين وغيرهم كتب، فهل نعتبرهم على حق لأجل كتابتهم وزخرفتهم لأساطيرهم في كتب دينية خزعبلية؟!

 


{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}

 

الظلم بتعريفه المنطقيّ هو التعدّي على حقوق الآخرين أو أذيتهم، وطالما لا يتعلَّق الامتناع عن تعبُّدات الإسلام الخرافية لإله خرافي بشيء من هذا، فوصف غير المسلمين بأنهم ظلمون هو مجرد تهجُّم وتشويه للصورة، محمد عانى اضطهادًا من قريش قومه، لذلك شن حربًا فكرية لفظية عنصرية ضدهم وبالتالي ضد كل من لم يتبعه.

 

71 نوح

 

{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)}

 

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}

 

إذا كان الله لا يزيد الضالّين عن دينه المزعوم إلا المزيد من الضلال، بمشيئته هو، فلا ذنب لهم لعدم الاعتقاد به وبدينه، كذلك فإن وصم غير المؤمنين بصفة الظلم أسلوب تهجُّميّ مفتقد للمنطق، لأن التعريف المنطقيّ للظلم هو التعدّي الملموس على حقوق كائن حي ملموس واقعيّ آخر أو أذيته، ولما لم يكن هذا هو الحال هنا، فإن إطلاق هذه الصفة يمينًا ويسارًا على من يخالفونك في الاعتقاد والأفكار هو شيء سخيف.

 

{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)}

 

تعميم مغلوط، لوجود كثير من الصالحين الطيّبين غير المسلمين، ثم هل هذا على أساس أن أخلاق أغلب المجتمع المسلم_المصريّ مثلًا_رائعة جدًّا، وأنهم ليس فيهم شجع التجّار واستغلال الرأسماليين المسعورين وساعات العمل الاثنا عشر العجيبة الرهيبة التي لا توجد في أي دولة تحترم حقوق الإنسان؟! ولا الشجار ولا الهمجية في الشوارع بدل التفاهم عند تصادم أو احتكاك عربة بأخرى؟! هل تحسبون كل البشر على مثل هذا الانعدام للتحضُّر وسوء السلوكيات والجمود؟

 

76 الإنسان

 

{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)}

افتراض أن البشر المؤمنين، وتحديدًا وحصرًا المؤمنين بالإسلام فقط، هم من يفعلون الخير والإحسان افتراض باطل وفاسد، وكم من أشخاص مسيحيين وملحدين وبوديين وهندوس يحسنون إلى الآخرين، والممثلان الأمِرِكيان أنجِلينا جولي وبراد بِت وصاحب ومؤسس ميكروسوفت من ضمن المشهورين بالتبرع بملايين لأفريقيا وافتتحت أنجلينا مدرسة خيرية للبنات في أفغانستان منذ فترة للتعليم والتنوير والتحرير بعد سقوط نظام طالبان الظلاميّ وتشتهر هي وبراد بتبنّيهم لطفل آسيويّ كابنٍ لهم مع بقية نسلهما ورغم معيشتهما معًا كزوجين عمليًّا لكنهما بلا زواج، ومعروف عن الثلاثة وغيرهم تصريحهم بالاعتقاد الإلحاديّ والفكر العلمانيّ واللادينيّ.

 

{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15)}

 

خرافات منسابة لبدائيين لم يجدوا راحة أو رفاهية أو استجمامًا أو طعامًا كافيًا، فكلام محمد موجَّه حينذاك لناس من أتباعه معظمهم فقراء أو مستعبَدين يعملون في رعي الأغنام في الشمس بحرها والبرد الصحراويّ، ويسكنون الخيام أو البيوت الطينية الحجرية البسيطة، وكذلك لاحقًا بالمدينة ناس معظمها بسطاء يعملون في زراعة نخل التمر وما شابه، ورعاة حول المدينة يثرب. لكن هذا لا يغري بأوهامه من توفَّرت له كحقيقة في حياته الحقيقية الوحيدة والواقعية كل هذه الخيْرات. هذا مناسب لخداع وترضية وإسكات الغالبية الفقيرة المسحوقة في معظم الدول الإسلامية ليتنعَّم أغنياؤها ويستأثروا بكل شيء، ويتركوا للشعوب الفُتات.

 

{عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)}

 

يبدو أن الله بدأ كاريره أو تاريخه المهنيّ كإلهٍ عبريًّا ثم عربيًّا آراميًّا (لغات التوراة) ثم صار يونانيًّا (أسماء هوات الجحيم في رؤيا يوحنا ولغة الإنجيل)، ثم أخيرًا استعربَ وصار إلهًا عربيًّا وابن العرب! لو كان محمد فارسيًا أو هنديًّا أو أنجلوسكسونيًّا لتحدث الله بلسان ولغة أخرى. البشر يصنعون آلهتهم الخرافية على شاكلتهم.

 

{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)}

 

في هذه الآية وغيرها في سور أخرى يرى البعض أنه إغراء جنسي وتلميح لمتعشقِّي الغلمان أو الشاذّون محبو الاعتداء على الأطفال والتغرير بهم، وإن صحَّ ذلك فسنطرح سؤال الطبيعة الجوهرية للأخلاق والسلوكيات، إذا كان التحرش والاعتداء على طفل هو فعل لا أخلاقيّ، فهو يظل كذلك في جوهره وطبيعته في كل مكانٍ وعالمٍ آخر.

 

44 الدخان

 

{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}

تحدثتُ عن بطلان هذا المفهوم وأنه هراء وتخويف للسذَّج بسطاء العقول وتناقضاته فيما سبق.

 

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)}

 

الإيمان بالخرافات ليس شيئًا جميلًا حسنًا يستوجب المكافأة، بالأحرى كثيرًا ما يكون شيئًا سيئًا واتباعًا للجهل والخرافات والتعصب والعنف والهوس.

 

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)}

 

هنا الخطاب لمحمد الذي مات منذ أكثر من 1400 عام، وهذه صيغة منتقدة، تعكس تركيز محمد على ذاته، ولا تصلح للقرّاء بالأزمنة بعد موته، ربما لو كان صاغها: (يسرناه بلسانه)   كانت ستكون أفضل، كذلك هناك نقد منطقيّ: فإذا كان القرآن ميسور الفهم للعرب، فإنه غير ميسور إطلاقًا لغيرهم من البشر، فما يمن به في عدة آيات هو حجة جيدة لغير العرب لعدم اتباع كلام لا يفهمونه على نحوٍ كافٍ، ولو كان كاتب القرآن يعلم الغيب لصاغة باللغة الإنجليزية لأنها أكثر لغة مشتركة اليوم بين كل البشر، أو لكان صاغ منه عدة نسخ بعدة ترجمات تصلح كلها للقراءة والتعبُّد بها، على افتراض أن الكاتب إله كرجل المستحيل أدهم صبري الخرافي الذي يجيد عدة أو كل اللغات على نفس الجودة والطلاقة والفصاحة.

 

50 ق

 

{ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)}

 

هنا يقسم بالقرآن للاستدلال على صحة القرآن نفسه وصحة دعوته، كنوع من مغالطة البرهان الدائري، وافتراض صحة ما يحتاج ويريد إثباته، وكالمثل القائل: من يشهد للعروسة إلا أمها.

 

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} ق

 

هذا التصور لإله له موظفُّون يتولّون المهمات، كأنه عاجز عن أداء كل شيء وحفظه وحده، وهي تصورات بدائية تضفي على الإله السمات البشرية لملك بشري جالس على عرش أو كرسيّ ويحتاج وزراء ورسلًا ومعاونِين وسكرتارية وماسكي دفاتر ومنزلي أمطار وموكَّلين بالأجنّة في الأرحام...إلخ وقد تصوَّر محمد الله _على غرار شخصية محمد نفسه في السيرة_إلهًا عاتيًا مستبدًّا دكتاتورًا طاغية له جواسيس منتظمون يسجِّلون على الناس كل حرف وكلمة يتفوَّهوا بها، لا يطيق حرية التعبير والكلمة، صغير العقل يضع عقله بعقول البشر، ويحاسب ويعاقب على مجرد الكلمة، وهو النموذج اللاهوتي للطغيان ومصادرة حرية الكلمة والرأي باعتباره القدوة والنموذج والآمر الموصي، وهكذا نرى التبرير اللاهوتي والديني للاستبداد ومنع حرية الإعلام والكتابة والكلام والتعبير والاعتقاد. يقول المصريون البسطاء: "هو الكلام عليه جمرك؟"، لكن محمدًا كما عرضنا في ج1 (حروب محمد الإجرامية) رأى أن الكلام ضده وضد أفكاره وتخطيطاته قد يكلف المعارضين حيواتهم أو على الأقل يعرِّضهم للتعذيب. هذا التصوُّر لإله جاثم على الصدور يراقب كل تافهة ويعتبر الأمور العادية ذنوبًا وآثامًا ليس مما يساعد فكريًّا على بناء الشخصية المستقلة الواثقة من نفسها والمعتدَّة والمتزنة نفسيًّا وفكريًّا وفي وعيها والتي تحدث التطوير والاختراع والإبداع وتثور على ظلم الحكومات وأصحاب الأعمال، هذا مجرد خلق لجراء وجرذان معذورة كما رأيت بحياتي كثيرًا من نماذج.

{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)}

 

قال الطبريّ في تفسيره:

 

يقول تعالى ذكره: وجاءت يوم ينفخ في الصور كلّ نفس ربها، معها سائق يسوقها إلى الله، وشهيد يشهد عليها بما عملت في الدنيا من خير أو شرّ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قال: ثنا حكام، عن إسماعيل، عن أبي عيسى، قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يخطب، فقرأ هذه الآية (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) قال: السائق يسوقها إلى أمر الله، والشهيد يشهد عليها بما عملت.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) قال: السائق من الملائكة، والشهيد: شاهد عليه من نفسه.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سفيان، عن مهران، عن خَصِيف، عن مجاهد (سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله (سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) قال: المَلَكان: كاتب، وشهيد.

 

هذا مما يستحق نفس تعليقي السابق.

 

الحضور الكليّ والعلم الكليّ لله

 

{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)}

 

هنا نفس ما انتقدناه سابقًا من تشويه لصورة أتباع ومعتقدي العقائد الأخرى، وفكرة التعذيب الأبديّ الخرافية الغير منطقية.

 

20 طه

 

{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22)}

 

العقليات المؤمنة تصدِّق بهذه الخزعبلات والخرافات، ثم يقولون لنا أننا الملحدين ناس غير منطقيين وأكثرهم سلاطة لسان وعدم معرفة حوار كالعرب يصفون الملحدين بالمجانين بدل مبدأ الاحترام لأجل حوار محترم.

 

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}

 

هنا يمن الله الخرافي على لسان محمد على العرب بصياغته الكلام لهم بلغتهم ليفهموه، لكن هل يستطيع قول نفس الكلام للفرس مثلًا أو الإنجليز، ماذا عن الفرنسيين والإسبان والإيتاليين، والصينيين والأتراك والكوريين؟! ألم يكن الأفضل لو أنزله بلغة أصبحت في العصر الحاليّ بصراحة أكثر حياة وتمدنًا وانتشارًا واستعمالًا وعلميةً وعمليةً كالإنجليزية، بدل العربية التي صارت قديمة ولا يجيدها معظم العرب ولا يفهمونها أصلًا هم أنفسهم بشكل يثير مللي شخصيًّا؟!

 

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}

 

هنا محمد يستعمل ظواهر موجودة بطريقة طبيعية بدون تدخل إلهيّ على أنها من صنع إله مزعوم، وهو محض تفكير خياليّ.

 

{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا (75)}

 

{كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)}

 

أيضًا تكرار لخرافة وشمولية فكرة أن عدم الإيمان بالخرافات الدينية هو جريمة! وفكرة تحقير كل حيوات البشر الواقعية وكفاحهم ومساعيهم لأجل العلم والبحث العلمي وبناء الحضارات والمدن وتحقيق الأمجاد العظيمة والإحسان والتعاطف والحب والقيم النبيلة والسعي للحياة والمعاش على أنها بلا قيمة ولا تساوي عشرة أيام، حقيقة أجد هذا سخيفًا جدًّا.

 

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)}

 

مجموعة جهابذة يهود أو مسيحيون اعتقدوا بخرافاتهم العتيقة، لما وجدوا محمدًا يدّعي أنه نبيّ على طريقة التوراة وأنبيائها الخرافيين، سألوه عن تفاصيل ببعض خزعبلاتهم، أما الجهبذ فلم يكن يعرفها فتحجَّج بأنه ينتظر وحي وإلهام الله له، ذهب وسأل بعض مساعديه ممن يعلمونه هذه الخرافات، ثم عاد ليرد بتكرار الخرافات كرد، هل الخرافات والخزعبلات والمامبو جامبو كما يقول الإنجليز ومعرفتها برهان على نبوة أو على صحة موقف أو مزاعم؟!

 

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)}

 

ترتيب الكلام واضح: المعيشة والحياة هي في هذه الحياة، ثم الحشر الخرافي يوم القيامة الخزعبليّ، لكن من يشتري هراءً كهذا ولو بجنيه مصريّ من عملة بلدي المستمرة في انخفاض القيمة؟! كثير من الناس غير مسلمين وحتى غير مؤمنين بأي خرافات دينية ويعيشون عيشة طيبة، بوسعي القول أني مثلًا أثناء كتابة هذا الكتاب حياتي معقولة نسبيًّا ومستقرة وإلا لما كنتُ تمكنتُ من التفرغ لشهور لإتمامه، دون أي دعم من أي أحد أو جهة أو ناشر، تبرعًا وتطوعًا. وقد ذهب المفسرون كل مذهب وسبيل لمحاولة تبرير هذا الكلام المتناقض مع واقع الحال والحياة، فيقول الطبري:

 

قول تعالى ذكره (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) الذي أذكره به فتولى عنه ولم يقبله ولم يستجب له، ولم يتعظ به فينزجر عما هو عليه مقيم من خلافه أمر ربه (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: فإن له معيشة ضيقة، والضنك من المنازل والأماكن والمعايش: الشديد، يقال: هذا منزل ضنك: إذا كان ضيقا، وعيش ضنك: الذكر والأنثى والواحد والاثنان والجمع بلفظ واحد; ومنه قول عنترة:

وإنْ نزلُوا بضَنْك أنزل (1)

__________

(1) هذا جزء من عجز بيت لعنترة بن عمرو بن شداد العبسي (مختار الشعر الجاهلي طبعة الحلبي، شرح مصطفى السقا، ص 388) والبيت بتمامه هو: إنْ يُلْحَقُوا أكْرُرْ وإنْ يُسْتَلْحَمُوا ... أشْدُدْ وإنْ يُلْفَوا بضَنْكٍ أنْزِل

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: الشقاء.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (ضَنْكا) قال: ضيقة.

حدثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قَتادة، في قوله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: الضنك: الضيق.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهد، في قوله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: ضيقة.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.

واختلف أهل التأويل في الموضع الذي جعل الله لهؤلاء المعرضين عن ذكره العيشة الضنك، والحال التي جعلهم فيها، فقال بعضهم: جعل ذلك لهم في الآخرة في جهنم، وذلك أنهم جعل طعامهم فيها الضريع والزقوم.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو بن عليّ بن مقدم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، عن الحسن، في قوله: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: في جهنم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) فقرأ حتى بلغ (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ) قال: هؤلاء أهل الكفر، قال: ومعيشة ضنكا في النار شوك من نار وزقوم وغسلين، والضريع: شوك من نار، وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة، ما المعيشة والحياة إلا في الآخرة، وقرأ قول الله عزّ وجلّ (يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) قال: لمعيشتي، قال: والغسلين والزقوم: شيء لا يعرفه أهل الدنيا.

حدثنا الحسن، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: في النار.

وقال آخرون: بل عنى بذلك: فإن له معيشة في الدنيا حراما قال: ووصف الله جلّ وعزّ معيشتهم بالضنك، لأن الحرام وإن اتسع فهو ضنك.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة في قوله: (مَعِيشَةً ضَنْكًا)

قال: هي المعيشة التي أوسع الله عليه من الحرام.

حدثني داود بن سليمان بن يزيد المكتب من أهل البصرة، قال: ثنا عمرو بن جرير البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم في قول الله (مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: رزقا في معصيته.

حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا أبو بسطام، عن الضحاك (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: الكسب الخبيث.

حدثني محمد بن إسماعيل الصراري، قال: ثنا محمد بن سوار، قال: ثنا أبو اليقظان عمار بن محمد، عن هارون بن محمد التيمي، عن الضحاك، في قوله (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: العمل الخبيث، والرزق السيئ.

وقال آخرون ممن قال عنى أن لهؤلاء القوم المعيشة الضنك في الدنيا، إنما قيل لها ضنك وإن كانت واسعة، لأنهم ينفقون ما ينفقون من أموالهم على تكذيب منهم بالخلف من الله، وإياس من فضل الله، وسوء ظنّ منهم بربهم، فتشتدّ لذلك عليهم معيشتهم وتضيق.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول: كلّ مال أعطيته عبدا من عبادي قلّ أو كثر، لا يتقيني فيه، لا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة. ويقال: إن قوما ضُلالا أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله عزّ وجل ليس بمخلف لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله، والتكذيب به، فإذا كان العبد يكذّب بالله، ويسيء الظنّ به، اشتدّت عليه معيشته، فذلك الضنك.

وقال آخرون: بل عنى بذلك: أن ذلك لهم في البرزخ، وهو عذاب القبر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يزيد بن مخلد الواسطي، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدريّ، قال في قول الله (مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: عذاب القبر.

حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخُدري، قال: إن المعيشة الضنك، التي قال الله: عذاب القبر.

حدثني حوثرة بن محمد المنقري، قال: ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخُدريّ (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.

 

فأي هراء وأي انعدام منطق؟! المعيشة الضنكة هي الضيقة الفقيرة، وواقع الحال كثير منا مثلًا كملحدين بصحة جيدة كالقطط المتقافزة على الأسوار ولنا أعمالنا وحيواتنا وأموالنا وصحتنا الجيدة وربما زوجاتنا أو أزوجنا وعشيقاتنا أو عشقاؤنا وأولادنا المتعلمين...إلخ ونفس الأمر لغير المسلمين من كل الأديان، اضطر المفسرون إذن للقول أنها المال المكتسب من حرام، وهذا باطل ومعظمنا يعيش بمال شرعيّ لا غبار عليه، ورغم أن المال غير القانونيّ وغير الأخلاقيّ سيء مرفوض لكن منطقيًّا كثير من النصّابين يعيشون سعداء ما لم ينلهم حكم قضائي وعدالة، وكما قلت معظم غير المسلمين عمومًا ككل الناس مستقيمون صفحهم بيضاء، وقالوا أنه عدم القناعة ومتى كانت تلك عيشة ضنك، رغم ذلك؟! وآخر الأمر لما يئسوا وأُحْرِجوا وضاق بهم المجال لجؤوا لمفاهيم خرافية مناقضة تمامًا لمفهوم كلمة المعيشة والحياة، فتحدَّثوا عن المعيشة الخرافية في الحياة الأخرى الخرافية بعد الموت أو في القبر، ونسوا الترتيب المنطقيّ الواضح والموضِّح لمعنى ومقصد النص. فيالعجز العقل الدينيّ وبؤسه، لأنه يدافع عن أي شيء غلط وباطل ومتناقض لمجرد الدفاع الأعمى عن نص قديم يعتوره كأي نص آخر الخلل!

 

{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)}

 

لا للأسف لم يهدِ لي ولم أرَ أيَّ شيء من هذا النوع والقبيل الخرافيّ، كل ما رأيته آثار لأقوام وحضارات تبعًا لسنة التاريخ اندثرت، كما تندثر أي لغات وحضارات ومدن، نعيش بمصر مثلًا كنسل للمصريين القدماء، رغم أن من حولنا آثارًا لهم وللغتهم ومخطوطاتهم البردية وتماثيلهم وبقايا بيوتهم ومعابدهم ومجد دفاعهم عن هذه الدلة ككاموس وأحمس رعمسيس الثاني، بالعراق آثار سومر وبابل وأكاد وآشور وملوك عظام كحمورابي وآشوربانيبال وغيرهما، ومعظم العراقيين من ذات نسلهم، فهل نفهم من ذلك أن الأجداد القدماء حل بهم غضب إلهيّ خرافيّ وأننا جئنا من العدم، اندثار اللغات والحضارات والأديان شيء يحدث بالتدريج، وربما يومًا ما بعد زمن طويل لن يفهم أحد هذه اللغة العربية إلا متخصصو الدراسات اللغوية القديمة، أمر محتمل، وتناولتُ في باب (الأخطاء التأريخية) بعض التفنيد والكشف لأغلاط هذه المزاعم.

 

26 الشعراء

 

{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)}

 

{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)}

 

{قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}

 

{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)}

 

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)}

 

يحدِّثنا القرآن المحمديّ عن خرافات وخزعبلات يثبت علم التاريخ والآثار أنها لا دليل عليها، بل بالأحرى ينفيها (راجع باب الأخطاء التأريخية)، ثم يعتبرها ويحسبها علينا كأدلة وبراهين وآيات، هذه فقاقيع صابون.

 

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)}

 

بوسعي المجادلة بأن ما يشفيني هو جاهز مناعة جسدي وكرات دمي البيضاء، وهي نتاج تطور للبشر والكائنات من قبلي في مواجهة قوى الطفيليات والفيروسات، بتأثير قوة الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح.

 

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)}

 

كما قلت من قبل ادّعاآت وأساليب تخويف لشل العقول الساذجة والجبانة الرعديدة عن التفكير ونقد خرافات الدين وتشريعاته الفاسدة منها.

 

{قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)}

 

هنا يصف محمدٌ الدعاةَ للأديان الأخرى خاصةً التعدُّدية والتأليهية للبشر بأنهم مجرمون، لكن لدينا كثير من الأسباب للصق هذه الصفة بأغلب شيوخ ورجال الدين الإسلاميّ بالذات_على سبيل الجدل_فهي الديانة الداعية لتحقير النساء والسماح بضربهن والتمييز العنصري ضد المواطن غير المسلم والجهاد وغيرها من مفاهيم شريرة وهوسية. أحيانًا يكون دور الشيخ والفقيه في الإسلام هو العمل على تقليل أضرار الإسلام والحد منها والأمثلة في كتب الفقه والتفاسير كثيرة، فكمثال: كل الفقهاء تقريبًا حلَّلوا تأجير الأراضي الزراعية بخلاف أحاديث محمد الثابتة. وكلهم حاولوا حل معضلات أفعال محمد المخالفة لتشريعه هو نفسه. وشيوخ الأزهر الطيبون المستنيرون منهم عارضوا العلاج بالقرآن مقابل مال وتفسير الأحلام وتزويج القاصرات وغيره من دجل وتخلف رغم أنها أمور وردت في كتب الحديث والقرآن.

 

{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}

 

الاستشهاد بتشابه الخط العامّ لخرافات محمد مع ما قبله في كتب اليهود والمسيحيين وغيرهم لا يدل سوى على اقتباسه من هذه الأديان وهرائها، وتشابه هذه مع هذه لا يدل بأي حال على نبوته المزعومة، ومن غير المفهوم هنا قوله {يعلمه} هل يقصد به محتوى القرآن أم شخصه كمحمد، وآيات عديدة تزعم أنه مبشَّر به ومذكور في التوراة ويعرفه اليهود كما يعرفون أبناءهم، وقد درستُ كل النبوآت التي زعموا أنها في كتاب اليهود المقدّس وفي العهد الجديد المسيحيّ، إضافة إلى كوني دارسًا لكامل هذه الكتب دراسة عمومية قبلها، ووضعتُ ذلك في كتابي (تفنيد مزاعم البشارات بمحمد ويسوع)، لم أضع النتائج المطلوبة قبل البحث، ولم أجد بضمير مستريح وتدقيق أي نص يدلّ على محمد يقينًا وبوضوح، بل وجدت العكس دومًا، في بحثي تحريتُ الحقَّ والحقيقة فقط، معظم من اتبع الإسلام وغيروا دينهم إليه هم المسيحيون المضطهدون والزردشتيون ليتخلّصوا من اضطهاد الأغلبية المسلمة وأذاها ومضايقاتها، كان الأمويون قبل عصر عمر بن عبد العزيز يسلكون سلوكًا مخالفًا للإسلام فيأخذون الجزية والخراج ممن أسلم من المسيحيين وغيرهم، وما أن ألغى ابن عبد العزيز هذا حتى تدفَّقوا على الإسلام للتخلص من التمييز العنصريّ والماليّ، بعضهم في العصر الحديث أسلم ليتمكن من الحصول على الطلاق سواء رجالًا أو نساءً، ورأيت حالة أحدهم أسلم كرهًا فقط لأسرته المسيحية ولأن بعض المسيحيون أذوه فكره جميعهم وصار يسبهم ويشوِّه صورتهم بشكل غير عقلانيّ، بعض الممثلين كعمر الشريف وإحدى نجمات الغناء المصري والتمثيل القديم الحسناوات ذوات الصوت الممتاز من الدرجة الولى وممثلات غيرها أسلموا هربًا من اضطهاد اليهود وللتوافق الاجتماعي مع المجتمع ذي الغلبية المسلمة الكارهة لغيرها، معظمهم كان على حد علمي مخلصًا لوطنه وعمر مثلًا خسر الكثير من الأدوار الممكنة لاحقًا في هوليود بسبب دينه كمسلم ويهوديّ سابق وموقفه من إسرائيل، لكنْ يسلم أكثر من يسلم للمصالح، ربما عمر لم يكن يعرف أنه سيصل إلى هوليود، طريقه إليها بدأ بالإسلام ليصير نجمًا مصريًّا أولًا، وأحيانًا للزواج من مسلمة أحبها أحدهم كما رأيت في حالة مع عدم اعتقادهم بأي دين أو مبدأ تقريبًا، ومع ذلك لا شك البعض اتبع الإسلام لقناعات فكرية أو أسطورية أو عاطفية وكلٌّ حرٌّ في أن يعتقد أي اعتقاد يشاء.

{وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}

 

هذا استدلال يمكننا قلبه ضد الإسلام والقرآن العربيّ، بِناءً عليه فليس على غير العرب (الأجانب أو بالكلمة العربية العنصرية: أعاجم) أن يؤمنوا ويتبعوا الإسلام لأنهم لا يعرفون العربية، هذه حجة معكوسة، محمد لم يكن يعرف سوى لغته، الرجل لم يكن مثقفًا جدًّا ليكلمهم باللاتينية أو اليونانية أو الفارسية، هذا محض جدال للهراء، وإذا عدم العربية يصلح عذرًا لعدم اتباع ديانته من وجهة نظر إسلامية، فلا داعي لأن يتبعه غير العرب، لخروج كلامه عن لغتهم وثقافتهم وتاريخهم وعاداتهم، وبعدُ، فلمحمدٍ نقطة واحدة تُحتسَب له، إن كلامه لا يخلو من مقصدٍ سليم  He had a point، وهي أنه صنع دينًا عربيًّا وكتابًا عربيًّا به قصة وأسطورة تأسيس ميثيولوجية لأمة العرب وأصل ونسب خرافي لتجمع كل العقليات العربية الخرافية تحت لواء دولة واحدة من خلال أول كتاب عربيّ مقدَّس بلغتهم، كما أشار حامد عبد الصمد.

 

{كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}

 

هنا تكرار الوصف الضيق الأفق والعنصريّ لغير أتباع دينه الإسلامي بالإجرام، على نحوٍ جنونيّ وغير معقول، وقد ناقشنا هذا من قبل، وقصص خرافات إبادة أقوام لعدم اتباعهم لأنبياء أسطوريين ناقشناها أثريًّا في باب (الأخطاء التأريخية) ومصادرها في باب (مصادر الإسلام الوثنية).

 

{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)} الشعراء

 

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)}

 

بصرف النظر عن خرافة الشياطين التي أعرضها في باب (الأخطاء العلمية) وباب (الخرافات)، فكثيرون ادعَوْا النبوات بل وحتى الألوهية وحالفهم النجاح، يبدو أنه مشروع ناجح دومًا لمن يستطيعون تنفيذه، ووسيلة للثراء، يقول أحد ملحدينا بسخرية لا نأخذها حرفيًّا أو كتفسيرٍ كليٍّ: "نشأ الدينُ عندما التقى أول نصّاب بأول مغفَّل"، لدينا غير محمد، كل ملوك مصر القديمة تقريبًا عدا إخناتون ربما، والأنبياء والملوك والملوك الكهنة والأحبار لليهود، ومؤسس دين المورمونية، والبهائية، وعدة مذاهب للشنتو والبودية، وأديان في اليابان وأمركا وﭬيتنام وكوريا حديثة مستحدثة لها معابد اليوم، كلهم غالبًا انتفعوا بكثرة المال المأخوذ من أتباعهم وأحيانًا كحالة محمد وسمث مؤسس المورمونية ومهر بابا مؤسس ديانة كان لهم الكثير من الزيجات توضع في قائمة طويلة من التابعات المهووسات. كلهم حالفهم الحظ والنجاح المزدهر في دعواتهم، ولم يعارضهم أي إله مزعوم أو يمنعهم من تأسيس منظومات فكرهم وأساطيرهم الدينية. يُعتبَر بودا وكتبة التريبيتاكا الـﭙالية والصينية، وسوترات مذهبي المهايانا في كوريا واليابان والصين وغيرها والـﭭـاجريانا في التبت، باللغات السنسكريتية والصينية واليابانية والتبتية من بعده، مثال بارز لدين مزدهر لم يقف شيء من هذه المزاعم في طريقه، إحدى نسخ أو مذاهب هذا الدين وأكثرها أصالة (الثيراﭬادا أو مذهب السلف تمثل مدارسه القديمة حاليًّا وحدها) ينفي وجود الآلهة والخلق والجنة والجحيم وفقًا لأكثر أفكار وأقوال بودا أصالة كما وردت في التريبيتاكا الـﭙالية، كما قرأتها في موسوعة Access to insight من عندهم بها ترجمة لنصوص كثيرة منه إلى الإنجليزية التي أفهمها بشكلٍ معقول نوعًا، وورد البعض كذلك في قصة الحضارة/الهند لول ديورانت العلّامة اللادينيّ الإنجليزيّ المؤرِّخ وبها سخرية شديدة من فكرة الإله براهما الخالق وزعم الهندوس والأديان معرفتهم أصل الكون، حيث يجعل براهما نفسه في قصة ساخرة يقول لأحد سائليه من البشر بعد مماطلة وتعظيم لنفسه وتهرب من الإجابة أنه هو نفسه لا يعرف أصل الكون والحياة.

 

15 الحِجر

 

{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)}

 

شخصيًّا لا أعتقد، أنا كنتُ منهم ولي مطلق الحرية ولغيري أن يعتقد بالإسلام، لا يوجد ما يمنعني أو من يفعل، بالأحرى تعرضتُ لفترة لمشاكل ومضايقات وأذى لتركي عقيدتهم، لا أحبّ البتّة أنا وأمثالي العودة للالتصاق به بعدما عرفنا تعاليمه وتاريخه وحقيقته.

 

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}

يستعمل غالبًا المسلمون هذا النص بأسلوب مغالطة البرهان الدائريّ، ما برهانك على صحة القرآن وأنه ليس هناك اختلافات على نصه؟ يرد عليك بنص من القرآن! أي أسلوب برهنة وانعدام منطق هذا؟! من قال لك القرآن كلام الله، ما دليلك؟ يرد عليك بعقلية مشلولة عاجزة بنصٍّ قرآني بأسلوب عقيم لا يقدِّم ولا يؤخِّر، المسيحيون يستعملون على غرارهم نصوصًا مثل (السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا  يزول) لوقا21 ومتى24 ومرقس13، مع أنه معروفٌ كم الاختلافات بين مخطوطاتهم الرئيسية بدورهم، وفي باب (أمثلة من اختلافات القراآت ونسخ الصحابة من القرآن) عرضتُ أمثلة فقط، غيض من فيض، لأني لا أنتوي عمل كتاب كامل عن الموضوع لأن ثيودور نولدكه وتلاميذه في تأريخ القرآن ويوسف درة الحداد في الإتقان في تحريف القرآن وغيرهم وحتى كتب لمسلمين باسم معجم القراآت قتلت الموضوع بحثًا وتفصيلًا، ولدينا كتب تراثية مثل المصاحف لابن أبي داوود السجستاني وفضائل القرآن لعبيد بن سلام ومخطوطة منشورة على النت للتحميل بعنوان فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب لعالم شيعيّ خرج عن الخط العامّ للمسلمين كذلك هو حسين بن محمد تقيّ النوريّ الطبرسيّ وغيرها.

 

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}

 

كما شرحتُ من قبلُ، فهذا منطق معكوس، ولا تحتاج ظاهرة صلاحية الأرض للحياة لتفسير خرافيّ، كما اقتبستُ من كلام دوكنز سابقًا من ختام كتابه أعظم العروض على الأرض.

 

{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}

 

هذا مخالف للواقع، هناك ناس في دول ثرية تموت من التخمة والسمنة، ودول أخرى يموت سكانها من الجوع والمرض، دول تعاني فيضانات وأخرى الجفاف والموت عطشًا وتصحُّرًا، لو أن مديرًا لشركة يعمل بنفس هذه الطريقة المزعومة لإله يقولون بوجوده، لكان فصله من العمل أقل شيء، ناهيك عن سجنه للإهمال والفشل الجسيم. وبالعودة لاستدلال هيوم كما عرضتُه في باب (اللاهوت البدائيّ) فهذا يدل على أن الطبيعة تسير بلا إله والشر والحوادث السلبية تحدث ليس بغرض وتخطيط بل اتفاقًا بالطبيعة على نحوٍ محايِد.

 

{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}

 

أيضًا مزيدٌ من فقاقيع صابون المعجزات الوهمية واعتبارها دليلًا على صحة مزاعمه رغم عدم وجود رابط منطقيّ، راجع باب (الأخطاء التأريخية).

 

19 مريم

 

{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)}

 

نفهم من الآيات التي قبلها أن الحديث عن اختلاف الطوائف المسيحية من أرثوذكسية وكاثوليكية ونسطورية وغيرها، لكن من قال أن الاختلاف بين البشر في الاعتقاد الخرافي الذي يعتقدونه أو عدم اتباع عقيدة معينة يعتبر ظلمًا أو جريمة، هذا المعنى المشوَّه الغير منطقيّ ليس هو المعنى المعروف لُغويًّا ومنطقيًّا للظلم، الظلم هو التعدّي على حقوق الغير أو أذيتهم بلا سبب. الغرض من قول محمد هذا المنطق المعوج هو تشويه صورة الآخرين والتهجم.

 

{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)}

 

كالعادة ذات الأسلوب غير المنطقيّ المعتاد لتشويه صورة الآخرين.

 

{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)}

 

روى البخاري:

 

1251 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}

وروى مسلم:

 

[ 2496 ] حدثني هارون بن عبد الله حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول أخبرتني أم مبشر انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة لا يدخل النار ان شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها قالت بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة { وإن منكم إلا واردها } فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا }

 

ورواه أحمد (26440) 26972

 

وروى أحمد:

 

4128- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} ، قَالَ : يَدْخُلُونَهَا ، أَوْ يَلِجُونَهَا ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ قُلْتُ لَهُ : إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ كَلاَمًا هَذَا مَعْنَاهُ

 

4141- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.

 

الغرض من هذه الخرافة (المنقولة عن أسطورة زردشتية تقول بأن الكل يدخلون الجحيم فتكون للمؤمنين كلبن دافئ، كما قلتُ في بحثي مصادر الإسلام من الهاجادة/ موضوع جهنم) هو التخويف وإلغاء التفكير المنطقي العقلاني المفنِّد للخرافات والتعاليم الغير أخلاقية والخزعبلات، من خلال شل عقول السذج الجبناء بالخوف والارتعاد لأجل أوهام.

 

38 ص

 

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}

 

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)}

 

هنا يستخدم محمد في حواره مع الوثنيين التهديد بمجموعة من الأساطير الخرافية والمزاعم، وقد وضحنا حقائق الأمور  في باب (الأخطاء التأريخية).

 

{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}

 

هنا محمد يشهد لمنتجه الفكري والديني بالجودة، ومن يشهد للعروس بكمال الصفات سوى أمها؟! ونحن نعتقد أن ليس مباركًا، وأنه كتاب ينشر الخرافات والكراهية والعنف والشمولية الفكرية والبناء الفكري والمعرفي الوهمي المعتل المغلوط بين الناس. وهو ما نهدف إلى إثباته في هذا الكتاب.

 

{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)}

 

تكرار لأفكار سبق وانتقدتها.

 

{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}

 

كما ذكرتُ، هو لم يطلب أجرًا في الأول، لكنه حاز في النهاية ملكية نصف خيبر ونصف وادي القرى بعد الاستيلاء عليهما من أيدي اليهود، وزكوات وصدقات كل قبائل العرب تحت تصرفه وخمس غنائم المادية والبشرية (العبيد وسبايا النساء  المخوفات) إذا هجموا على آخرين، وزواجه من تسع نساء بالإضافة إلى أربع سراري مستعبدات: ريحانة ومارية والتي أهدتها له زينب وواحدة أخرى من صفايا حروبه ذكرها مؤلف زاد المعاد. الاستثمار من هذا النوع تتحصَّل أرباحه بعد حين حينما يكثر الأتباع المخلصون المريدون وحتى المتهوِّسون.

 

36 يس

 

{وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)}

 

هنا يقسم محمدٌ بادّعاآته على ادّعاآته في نوع من البرهان الدائري عديم الجدوى، فكيف تستدل على صحة دعاواك بشيء من داخلها؟!

 

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)}

 

لو جاز لي استعارة تعبيرات ومصطلحات علم الصحافة والإعلام، فالأسطورة هنا مُجَهَّلة، مجهَّلة سواء في مكان الحدث أو تاريخ وقوعه أو شخصياته وأسمائها وقومياتها..إلخ، فهو عبارة عن قصة لا تاريخية لا أساس لها ولا حتى من واقع تم تحويله إلى أسطورة لا علاقة لها بهذا الواقع مثلًا، وهذا ما كان يحدث غالبًا عندما يحاول محمدٌ عملَ قصة أو أسطورة بنفسه ومن بنات أفكاره، فتخرج باهتة بلا ملامح هكذا، كسرده لمثل أو قصة أصحاب الجنة في سورة القلم وقد ذكرناها سابقًا في هذا الباب، لا توجد تاريخيًّا قرية أو مدينة أُهْلِكَت لعدم اتباعها لنبي أسطوريّ بهذا السرد الذي يقوله ويبالغ فيه قرآن محمد ولا التوارة، مدينة بومبي قبل الميلاد في إيطاليا لما ثار البركان بها وأباد كل السكان لم يكن ذلك نتيجة غضب إلهي أو عدم اتباع نبوة ورسالة مزعومة ما، أحيانًا أبيدت مدن وقرى بكاملها أو تقريبًا بكاملها بأمراض أو حروب أو سيول، ولم يكن لذلك علاقة بمزاعم محمد، البعض من مفسري القرآن وحتى مجتهدو الملحدين كابن المقفع صديقنا حاولوا التخمين أنها قصة مستوحاة من قصص رسل المسيح في سفر أعمال الرسل، لكن بالاطلاع على سفر أعمال الرسل خاصة الإصحاحات 12 إلى 16 فهناك مدن كثيرة دعا بها هؤلاء مع بولس وبرنابا فيها، بعض السكان بالأحرى القليل منهم اتبع المسيحية، والبعض اضطهدهم وضربهم وسجنهم، لكن لا توجد مدينة منها كلها أبيدت بطريقة معجزية ولو كزعم خرافي إنجيلي، معظم تلك المدن كأنطاكية بسيدية أو القريبة من بسيدية الواقعة على الحدّ الفاصل بين بسيدية وفريجية، على شاطئ نهر مياندريس، في آسية الصغرى وهي اليوم يلواص إلى الشمال الشرقي من بحيرة أغردير. وأنطاكية سورية. تقع على ضفتي نهر العاصي في سهل، ولسترة مدينة في المنطقة الوسطى في جنوبي آسيا الصغرى. وكانت قرية قديمة في مقاطعة ليكاؤنية ، وكانت تقع على بعد نحو أربعة وعشرين ميلاً إلى الجنوب من إيقونية في مقاطعة فريجية. وفيلبي أو كولونية وتقع في مقدونيا، وكل هذه المدن صارت تاريخيًّا مدنًا مسيحية، بما فيها الأنطاكيتان قبل دخول الإسلام بهما، وإحدى الأنطاكيتين هي مركز لمقر بابوية أو أكثر من واحدة، مثلها مثل الإسكندرية في مصر وإثيوبيا وروما، ولم يحدث هلاك لأي مدينة من المدن المذكورة.

 

وقد تكون أعمال ماثياس وأندراوس الأبوكريفية السريانية The history of Mar Matthias and Mar Andrew, the blessed apostles  شبيهة قليلًا جدًّا بشكل باهت لحكاية القرآن فتقول الخرافة أن أحدهما ذهب إلى مدينة يأكل سكانها لحوم البشر فسجنوه وسلملوا عينيه، فردهما المسيح له سليمتين، وأرسل الله الآخر ليساعده، لكن ليس في القصة إهلاك المدينة، بل فيها أنها كادت تغرق بالماء حيث جعل رسولٌ منهما الماء يتدفق من تمثال نحاسي ومات كثيرون حتى تاب الباقون وآمنوا فقام الرسول بجعل المياه ترتد إلى أسفل الأرض وأحيى موتاهم وآمنوا جميعًا، ولم يهلك أحد منهم حسب الخرافة! وتقول دائرة المعارف الكتابية ملخِّصة له في موضوع أندراوس/ ثانياً – فى الكتب الأبوكريفية: 2- كرازة القديس متياس فى مدينة آكلي لحوم البشر" (بودج – المجلد الثانى : 276) وتذكر كيف أطلق سراح القديس متياس بعد أن سجنه آكلو لحوم البشر وسملوا عينيه، بواسطة القديس أندراوس الذي أرسله المسيح في سفينة من قبله لمساعدة متياس. ولكن الاثنين سجنا بعد ذلك ثانية. ثم أغرق القديس متياس المدينة، فأطلق سراح الرسولين، وآمن الشعب .

 

ولكن كل هذه خرافات بلا أساس تاريخي، وعلى غرار قصة القرآن كذلك هنا لا ذكر بقصة ماثياس وأندراوس لاسم المدينة بل يُذكَر اسم خرافيّ (مدينة الكلاب التي كان سكانها يأكلون لحوم البشر) ولا موضعها الجغرافي

 

ووجدت خرافة عن أعمال شمعون ويهوذا The Golden Legend,  The Lives of Saints Simon and Jude أنهما بشرا في مدينة ببابل وجعلا صنمين يحطمان بعضهما الآخر، فقتلهما كهنة الوثنية، فضربهم رعد أحرقهم وآمنت المدينة. وهي قصة غير تاريخية وتقول أن ملك بابل كان في حرب مع الهند! وهذا مستحيل جغرافيًّا وبعد الميلاد لم يكن لبابل مملكة وسلطان.

 

ورغم امتلاء قصص الأعمال الأبوكريفية بما قد يصلح لإلصاقه بقصة القرآن لامتلائها بخرافات كهذه، ولكن يقول ابن كثير في تفسيره:

 

...قِصَّةَ أَنْطَاكِيَةَ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ أَصْحَابِ الْمَسِيحِ بَعْدَ نُزُولِ التَّوْرَاةِ، وَقَدْ ذَكَرَ أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغير واحد من السلف أن الله تبارك وتعالى بَعْدَ إِنْزَالِهِ التَّوْرَاةَ لَمْ يُهْلِكْ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ عَنْ آخِرِهِمْ بِعَذَابٍ يَبْعَثُهُ عَلَيْهِمْ، بَلْ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ ذَلِكَ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ، ذَكَرُوهُ عند قوله تبارك وتعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى [الْقَصَصِ: 43] فَعَلَى هَذَا يَتَعَيَّنُ أن هذه القرية المذكورة في القرآن قَرْيَةٌ أُخْرَى غَيْرُ أَنْطَاكِيَةَ

 

والنص القرآني مليء بالإسقاطات النفسية من أحداث سيرة وحياة محمد كما سنناقش في الباب المخصص لذلك.

 

{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}

هنا محمد يستدل بخرافات ومزاعم أسطورية قيلت لتفسير وجود آثار وحضارات لمدن هجرها سكانها مع الوقت، ليدلِّل على صحة مزاعم وخرافات ادّعاها هو، فأي منطق أعرج هذا؟!

 

{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}

 

كما ذكرت سابقًا فالمنطق الدينيّ معاكس تمامًا للمنطق والتفكير العلمي، فهذه الظواهر ليست موجودة لأجلنا ولأجل الكائنات، لكن الكائنات الحية وجدت بسببها، فبدونها لما توفرت ظروف ملائمة للحياة وإمداد بالطاقة من خلال الشمس، كما اقتبستُ من دوكنز سابقًا.

 

{وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)}

 

المصنوعات البشرية هي من اجتهاد وتفكير واختراع وكفاح وتجارب البشر وتدبيراتهم، لم يعلمها لهم إله خرافي ولا خلقها أو صنعها لهم. لا تختلف هذه الرؤية الخرافية عن قول السومريين القدماء في العراق أن إلهًا اخترع لهم الفأس للزراعة وغيرها، أو قول تقاليد قدماء الصينيين_قبل البودية والكونفوشيوسية والتاوية_حسب الوثنية التقليدية كما نقل كونفوشيوس (كونج فو دزة) في أحد كتبه أن ملوكهم الأوائل اخترعوا مظاهر الحضارة وأدواتها وكانوا أنصاف آلهة.

 

{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69)}

 

سأذكر بباب المصادر بعض الأحاديث الدالة على حب محمد لسماع الشعر من غيره، وكذلك استشهاده به، ورغم زعمهم عدم حسن حفظه للشعر، لكن لا شك أنه استفاد من الأفكار الشعرية، في الأخلاق واللاهوت والفكر الحنيفي والمسيحي واليهودي وأساطيرهم، ولفيبي عبد المسيح (ناهد متولي) دراسة قيِّمة بعنوان (القرآن في الشعر الجاهلي)، ولعماد الصباغ دراسة (الأحناف) وغيرها، ولا شك كثير من أفكاره وأساليبه وتصوراته من نبع الشعر وخطب العرب الأقدم منه، ولست بصدد عمل كتاب كامل عن هذا لوجود كتب كاملة وافية عنه كالمذكورتين، وانظر ديوان أمية بين أبي الصلت وشرحه. وروى أحمد:

 

(19464) 19693- حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ كَعْبٍ الطَّائِفِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ : فَأَنْشَدَهُ مِئَةَ قَافِيَةٍ ، فَلَمْ أُنْشِدْهُ شَيْئًا إِلاَّ قَالَ : إِيهِ ، إِيهِ حَتَّى إِذَا اسْتَفْرَغْتُ مِنْ مِئَةِ قَافِيَةٍ ، قَالَ : كَادَ أَنْ يُسْلِمَ.

 

(19467) 19696- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ ، يَقُولُ : قَالَ الشَّرِيدُ : كُنْتُ رِدْفًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي : أَمَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : أَنْشِدْنِي ، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لِي كُلَّمَا أَنْشَدْتُهُ : إِيهِ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئَةَ بَيْتٍ . قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَكَتُّ.

 

وروى البخاري:

6147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ

وروى مسلم:

 

[ 2255 ] حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر كلاهما عن بن عيينة قال بن أبي عمر حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا قلت نعم قال هيه فأنشدته بيتا فقال هيه ثم أنشدته بيتا فقال هيه حتى أنشدته مائة بيت

 

[ 2255 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا المعتمر بن سليمان ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث إبراهيم بن ميسرة وزاد قال إن كاد ليسلم وفي حديث بن مهدي قال فلقد كاد يسلم في شعره

 

 [ 2256 ] حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح وعلي بن حجر السعدي جميعا عن شريك قال بن حجر أخبرنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد

 ألا كل شيء ما خلا الله باطل

 

 [ 2256 ] وحدثني محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد

 ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم

 

 عدم إتقان محمد للشعر ليس فضيلة تُحتسَب له، فكلامه سجع موزون ناقص الوزن كنثر حر، وهو أقل قيمة من كثير من الخطب والمسجوعات النثرية الأخرى، وأقل قيمة فنيًّا ولغويًّا وفكريًّا من الشعر بسموه وحريته ولغته غير المحدودة. عندما يقرأ شخص له ذائقة أدبية جيدة ذلك القرآن مقارنة مع شعر لأمل دنقل أو نزار قباني أو معروف الرصافي أو امرؤ القيس أو زهير بن أبي سلمى أو أبي تمام أو المتنبي، فلا شك أن الأخيرين أمتع وأروع بكثير من هذا الإسفاف والهدير والتهديد والتهوس القرآني، بلهجته الغليظة الفظة القرشية المفخَّمة المستعملة لصيغ أفعال مهجورة على غرار يصَّدق، تساءلون به...إلخ. وعن نفسي أحب شعر غيورغي فاسيلييف وأعتبره من أفضلهم فكرًا وإن قال البعض أنه ليس بشعر وانتقدوه لكن حتى لو اتبعنا تقييمات البعض واعتبرناه أقلهم جودة فهو أفضل من القرآن المحمدي أيضًا فعلى الأقل يعرض فكرًا حرًّا وأفقًا إنسانيًّا واسعًا عكس القرآن.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73)}

 

كالعادة يستعمل ظواهر طبيعية وبشرية لا علاقة لها بمزاعمه بدعوى أنها مرتبطة بها لا ندري بأي كيفية.

 

{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75)}

 

الاعتماد على أي آلهة وقوى خرافية عمومًا على أمل مساعدتها بما فيها الله شيء وفعل غير نافع ولا مُجدٍ.

 

{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81)}

 

ليس الإنسان ولا  الكائنات الحية مخلوقين، بل نشؤوا طبيعيًّا وتطوروا بالانتخاب الطبيعيّ كما أكّد العلم الحديث بالأدلة من كل فروع علم الأحياء، الاستدلال بظواهر كإشعال النار من الأخشاب لا تدل على شيء لأنها ظاهرة طبيعية ولا صلة لها بادعاآت محمد، ولم يذكر أشياء لم تكن في عصره كالبترول والفحم والغاز والكهرباء، لو كان في هذا الزمن لذكرها في قرآنه فهي أفضل من خشب البدائيين خاصته، لا توجد سماوات ليخلقها الله فكلاهما السماوات والله خرافة.

{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)}

 

لا يدل اطلاعنا على كم الفساد والأمراض والعنف والشقاء واللا عدالة في الكوكب على وجود كائن مسيطِر كهذا المزعوم وفق هذا التصور، لو كان له وجود فهو كمدير مدرسة يترك الطلبة يحرقون كراسيها ويحطمون سورها ويتشاجرون مع بعضهم الآخر فيما يستمتع بجلسة رومانسية مع السكرتيرة! أعني لا وجود لدور إلهي حقًّا في كونٍ ككوننا بوضوح، ويجب علينا العمل المجتهد لتحسينه وتخفيف الآلام والمشاكل والنقص فيه.

 

43 الزخرف

 

{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}

 

هنا يمن محمد_بزعمه_على سكان مكة، ومن يستهدفهم برسالته ودعوته من العرب، بعربية لغة القرآن، السؤال وماذا عن باقي مئات اللغات التي لن تفهم كلام القرآن هذا؟! ويدلنا هذا النص ونصوص مثله عرضناها سابقًا أن محمدًا حتى ذلك الوقت لم تكن تبلورت في ذهنه بوضوح فكرة ومبدأ عالمية رسالته وأن يعتبرها لكل البشر في العالم أو للناس كافّة كما سيقول فيما بعد عندما يرتفع طموحه.

ومن الأدلة كذلك على عدم تبلور فكرة جعل الدعوة عالمية غير محصورة في العرب في ذهن محمد في الفترات المكية الأولى من مشروعه الديني قوله:

 

{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} الزخرف

 

{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}

 

هنا يستشهد محمدٌ كما قلنا بخرافات قيلت كتفسير لوجود الآثار في شبه جزيرة العرب، وكما شرحت بباب (الأخطاء التأريخية) فهذه مجرد خرافات للبدائيين والهمج في ظلام جهلهم وانعدام العلم، لا تصلح لإنسان متحضِّر في عصر العلم والبحث، فهو هنا يستشهد بخرافات على خرافات ومزاعم خرافية، وليس بين كليهما صلة كذلك لو افترضنا جدلًا صحة الخرافات والترهات الأولى منهما.

 

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)}

 

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)}

 

تفكير محمد ومعرفته ونقاشه محدود ببيئته وجغرافيته وزمنه، فهو لم يقابل ربما على الإطلاق ملحد نادر في زمنه يعطيه إجابة مختلفة: ليس هناك خلق ولا خالق بالتالي، ربما لو كان مولده في الهند وقابل بعض أتباع الدين البوديّ بل وحتى بعض المذاهب الصفوية الخاصة لبعض الهندوس (راجع قصة الحضارة لول ديورانت) أو تقابل مع فلاسفة يونانيين ملحدين وما يشبههم من زمن ما قبل هيمنة وبطش المسيحية القرونوسطية، لكان حتمًا واجه ردًّا بالنفي التامّ لهذه الفكرة والزعم، ولاحتاج لتغيير أسلوب حواره وجدالاته كثيرًا.

 

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}

 

هنا كالعادة يستعمل محمد الظواهر الموجودة فعليًّا في الطبيعة والحضارة البشرية ليستدل على وجود الإله الخرافي الخالق المزعوم، والعلم يفنِّد هذه الفكرة، ويثبت أن اعتقاد القدماء بوجود تصميم مقصود للكائنات الحية هو وهم نتيجة فعل الانتخاب الطبيعي على الطفرات والصفات الوراثية، كذلك ظاهرة الجنس هي نتاج تطور يمكن تتبع مراحله من أقدم أشكاله في تبادلات بعض البكتيريا والكائنات وحيدة الخلية لمحتوياتها الوراثية، أما اعتقاده أن الأرض ممهدة فتصور غير معقول، ربما يعكس سيره في صحراء جرداء، البشر احتاجوا ويحتاجون جهدًا كبيرًا لشق وتمهيد الطرق الصالحة لسير البشر والسيارات بدون مشقة، وأما الأنعام ودواب الركوب التي لم يعد يستعملها الناس إلا قليلًا في الدول النامية للتجارة عليها والنقل، أو في الأرياف، أو للرفاهية كالسباقات، فقد كانت نتيجة لتدجين واستئناس الإنسان للنسخ الأصلية الوحشية من هذه الحيوانات، كما هو معلوم لمن لديه أقل علم، وأما السفن فلا مجال لإله مزعوم يتحدث بلسانه محمد أن يزعم أن له فضيلة فيها لأنها اختراع ومنتَج بشري، وأما زعمه أن المطر ينزل بقدر وتقدير ومقدار فغير صحيح، فهناك دول تعاني الجفاف وأخرى بها أنهار ووفرة، وأخرى بها سيول وأمطار كثيفة لدرجة التسبب بغرق الشوارع والمنازل، ولعدة سنوات كانت الأمطار تغرق شوارع الإسكندرية المصرية كل شتاء، وفي إحدى السنوات اكتسح السيل معظم جنوب أستراليا، وعدة عواصف ضربت ولايات في أمِرِكا وغيرها. في الباب الذي جمعته عن الكعبة ومرات هدمها، فمنها تعرضها لسيل عظيم اجتاح مكة وأدى إلى انهدامها، وباعتبار المطر ينزل بتقدير الله حسب التصور الإسلامي والديني، فنستنتج من ذلك أن الله لا يريد الكعبة ويعتبر طقوسها خرافات وطقوس بدائية، ومع ذلك أعادوا بناءها مما أثار يأس الله نفسه من أن يستخدم هؤلاء عقولهم، خاصة وهم لهم مصالح مالية مذهلة من زيارات الحجاج، أم لعله أخطأ التقدير والحسابات فغرقت مكة؟! أقول هذا عبثًا وضحكًا من العقول الدينية وتصوراتها الغير منطقية فقط، لأكشف لهم تناقض أفكارهم.

 

{أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}

إذن فلو كان لديهم كتاب يجمع خرافاتهم لكان حجة لصالحهم؟! هل هي إذن كذلك حجة لصالح ادعاآت المسيحية بألوهية الإنسان يسوع الناصري مثلًا؟! هل هي حجة لصالح اليهود بكل مزاعمهم أنهم خير البشر وصفوتهم؟! سبق وناقشنا هذه الفكرة، محمد قال ذلك لأن معظم العرب في شبه جزيرة العرب كانوا أميين لا يكتبون إلا ما ندر منهم، حروف العرب حتى كانت بدائية مشابهة لبعضها الآخر بدون نقط في البداية كذلك، نحن كملحدين عقلانيين مثلًا عندنا باللغة الإنجليزية في العصر الحالي مئات وآلاف الكتب الفكرية والعلمية في شتى مناحي العلوم بفروعها وهي حتمًا بصحتها وحقائقها العلمية الملموسة المثبتة بالدلة الحقيقية غير الوهمية أفضل بل لا يمكن مقارنتها بكتب الخرافات الدينية قليلة القيمة كلها من الناحية العلمية والتأريخية والمنطقية على الأقل. وحتى كتبنا الفكرية عن علوم السياسة والمنطق والأخلاق وغيرها أضمن أو أزعم أنها أفضل بما لا يُقارَن بتلك النصوص، ربما الأديان تتفوق في غرس الوهم والمواساة والطمأنات الوهمية فقط لا أكثر. أما قوله أن الوثنيين وجدوا آباءهم على ذلك فاتبعوهم بالتقليد، فكذلك مسلمو اليوم وكل أهل الأديان يتبعون إيمانًا أعمى بلا تفكير نتيجة ضغوط اجتماعية جبارة رهيبة خاصة هنا في الشرق لتجنب الاضطهادات والمضايقات الاجتماعية والتهديدات والأذى والتمييز وخسارة الوظائف والمصالح والزيجات الجيدة...إلخ ونتيجة غسل العقول منذ الصغر، أعرف أشخاصًا على نحوٍ مباشر وآخرين على نحو غير مباشر من العقول المثقفة النادرة ببلدي هذا اعتقدوا بمعتقد اللادينية والإلحاد والعقلانية، ثم تظاهروا بتركه لما تعرضوا له من أذى وتضييع من أسرهم ومجتمعهم فقط ليتمكّنوا من الاستمرار في حيواتهم بدون اضطهاد المسعورين دينيًّا وسط هذا الهوس العقلي والفكري. أحدهم بالإضافة إلى أفكاره وتأملاته الأسبق، كان درس من خلال ما ساعدته به نظرية التطور ودرس في الإسلام وهذا أقوى أنواع الإلحاد على حد علمي، الإلحاد القائم على العلوم البحتة وعلى دراسات في الأديان، وكان رسم عملًا فنيًّا جرافيكيًّا بينه وبين نفسه فيما ذكر للشخصيات الغربية الملحدة البارزة في ميزان يرجح بكفته كفة الكتب الدينية أو الله المزعوم. ولما وجد نفسه سيخسر الدعم الماليّ لتعليمه وخطيبته وأخاه وأمه وسكنه بمنزل الأسرة تراجع بضغوط قاهرة، سيدة أخرى مثقفة ومنشَّأة على يد أخيها المتفلسف كملحدة اضطرت للانسحاب لما كبرت فقط لتتمكن من العيش بصورة طبيعية وسط مجتمع كهذا لا أكثر، وليس عن قناعة حقيقية، كثيرون لا يفكرون في الدين كثيرًا وهو لهم بمثابة قناع لانعدام أخلاقهم الحقيقيّ المستتر وتظاهرهم بالتدين والأخلاق مع عدم وجود اعتقاد لهم بأي مبدإ أو قيمة إنسانية للأسف.

 

{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}

 

ونحن نزعم أن لدينا ما هو أهدى من الإسلام كذلك، لنعتبر الأديان التوحيدية كما يرتئي بعض مفكرينا كمؤلف كتاب A short history of freethought مرحلة نحو الفكر العقلاني ونفي أي آلهة أو خوراق كليًّا وجملة وتفصيلًا، أما مزاعم إهلاك أقوام بشكل معجزيّ خرافيّ فسبق وناقشناها في مواضع أخرى.

 

{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}

لا أفهم كيف كان سيسأل من ماتوا قبله بآلاف ومئات السنوات من الأنبياء المدعين المزعومين الخرافيين، أما إن كان يقصد الاستشهاد بالكتاب المقدس لليهود والمسيحيين، فهل الاستشهاد بكتاب خرافات قديم هو دليل أو إثبات لأي شيء؟! أما استشهاد بخرافات قصة موسى وغيرها من قصص لم يعرفها معظم وثنيي زمنه سوى من طالع الثقافة الكتابية أو اختلط مع الكتابيين من مسيحيين ويهود وقام هو بتقديمها وتعريفها للعرب فلا يدل على شيء سوى ترويجه لخرافات ووعي وتاريخ مزيَّف بدل العلوم النافعة، وعقول الناس والنشأ يتم ملؤها بهراء كهذا، إنه لمما يؤسَف له حقًّا ويثير السخرية والاستهجان أن ترى رجلًا كبيرًا بلحية تصل إلى صدره يتكلم على المنبر أو التلفزيون بمنتهى الثقة الساذجة والرصانة عن بابا آدم وماما حواء وأكلهما من ثمرة شجرة خرافية! اليوم كثيرون من رجال الـﭭاتيكان ومسيحية الغرب بل وبعض مسلمي الغرب الأكثر استنارة منهم يتخذون القصة كمعنى مجازي وقصة أخلاقية ورمزية لم تحدث تاريخيًّا كحقيقة، لعلمهم بنفي العلم لها. ونفس الأمر لمن درسوا تفاصيل محاولة معرفة أي زمن أو دليل على قصة خروج بني إسرائيل الوهمية من مصر. تقول أحدث النظريات أن اليهود الأصليين الفلسطينيين وفقًا لعلم الآثار لم يأتوا من خارج فلسطين كما تحكي التوراة وسفر يشوع والقرآن على إثرهم، بل هم مجموعات بشرية محلية استوطنت منطقة جبل يهوذا القاسية الجافة وتميَّزت مخلفّاتهم بعدم وجود عظام الخنزير كما أشار إسرائيل فنكلستَيِن عالم الآثار وهو تابو ومحرَّم لأكل بعض أنواع اللحوم جمع بينهم كهوية دينية.

 

{وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)}

 

سبق ونقدتُ هذه المفاهيم عن تشويه صورة غير المسلمين واعتبار عدم الإسلام جريمة! واعتباره ظلمًا! لا أدري ظلم واقع على من بالضبط؟! من المتضرِّر ليرفع دعواه؟! وأساليب التخويف والترغيب للسذج.

 

72 الجن

 

لما وجد محمد أن جهده في مكة بدون إغراآت مادية ولا أوضاع مساعدة ممهدة ضاع تقريبًا، ولم يتبعه كما نصت كتب السيرة والأحاديث أكثر من ثلاثمئة شخص فقط تقريبًا، بدأ يلجأ إلى المزاعم الوهمية من عالم الخيالات والأساطير، فادعى أن الجن ككائنات خرافية لا وجود لها آمنت بها العرب اتبعه بعضهم وأسلموا، ثم شرع يلقي موعظة على لسان الجن للناس كالتي تلقيها لطفل صغير بشكل تدعي أنه تلميح وغير مباشر، فهذا كذلك استدلال على الخرافات والأوهام بأدلة مزعومة من عالم الأوهام والخيال، فقاقيع صابون كالتي يلعب بها الأطفال، تنفجر من مس الهواء فلا تماسكَ له، يقول الإنجليز شيء أو برهان لا يمسك الماء، يعني مخروق وأعرج. وراجع باب الخرافات والخزعبلات وباب النقد اللغوي عن سورة الجن.

 

67 الملك

 

لا نريد إملال القارئ وكل نقدنا لهذه السورة مشابه لما سلف فهي تستعمل ظواهر طبيعية للزعم بوجود إله وأنه واحد، ثم زعم أكبر أنه أرسل رسلًا وأرسل محمدًا، بدون تقديم دليل حقيقيّ ذي صلة، وتنطوي على تهديدات جوفاء بقطع الرزق ومنع الماء أو الخسف أو الحاصب السماوي...إلخ وهي أشياء تستحق وضعها كما كان حريًّا بي في باب الخرافات وهي لن تحدث عمومًا مهما جدَّف بشرٌ مؤمنون وغير على الله والمقدّسات الخرافية لأنه هذا سخيف وهي لا وجود لها ولا إرادة ولا فعل. ويشتمل النص كالعادة على التهديدات بالتعذيب الأبدي_سبق ونقدتها_ لإخافة سذج من سيتبعون هذه الديانة لاحقًا فيخضعوا لتعليمات ونظم السلطات المستبدة بدعوى أنها مرعية من الله وأمور مشابهة ويرضون بقليل مرتباتهم وهضم حقوقهم في نفس الإطار وأنه قدر من الله وغيرها من أفكار.

 

23 المؤمنون

 

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)}

 

كما قلت سابقًا وجود جفاف في مناطق يموت فيها ناس، وأخرى بها سيول وفيضانات، وحدوث سيول أحيانًا في مكة أحدها منذ زمن تسبَّب حتى في هدم وإسقاط بعض جدران الكعبة، ليس مما يدل على صحة مزاعم كهذه.

 

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)}

 

نقدي الموجَّه لنصٍّ كهذا معروف ولا داعي لتكراره: استشهاد بظواهر موجودة لا تدل على ما يدّعيه محمد من صحة نبوته ولا حتى وحدانية الإله ولا وجوده، لاحتمال تفسيرها بتفاسير طبيعية غير دينية، وكذلك ذكره السفن أو الفلك فهي صناعة بشرية لا تدخل لإله فيها.

 

{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)}

 

هنا يستشهد محمد بأسطورة نوح التي لم يرها أحد، وهي مجرد خرافة عجائز أول من اخترعها هم السومريون في العراق، ثم أخذها عنهم الكلدانيون البابليون والأكاديون والآشوريون، واليهود فالمسيحيون، والرومان الوثنيون (كتاب مسخ الكائنات لكنه مكتوب متأخرًا زمنيًّا وبنظام كالتوراة لم تعهده كتبهم الأقدم فهو مقتبس منها غالبًا وسائر على هديها في أسلوب الوعظ الأخلاقي مع الروح الوثنية) والهنود (قصة سمكة مانو أبي البشر الخرافي عندهم والتي كانت تجسدًا للإله ﭬشنو حسب الخرافة) بتأثيرات التبادل الثقافي، لكن العلم الجيولوجي وعلم المناخ والأرصاد يفندانها تمامًا، راجع باب الأخطاء التأريخية ولو أنه خطأ علميّ كذلك، وهو هنا يبيع الوهم في زجاجات، ويستدل على صحة مزاعمه بخرافات لم تحدث ولم يرها أحد سوى مسرودة في كتب الأساطير الدينية، ويروِّجها على أنها آيات محسوبة علينا، وهو ما يعبِّر عنه عقلانيو الإنجليز بأنه "سُحُب المعجزات" أي أنها وهمية لا مُستمسَك لها.

 

{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}

 

هنا على نحو متكرِّر استشهد محمد بأساطير وهمية ذكرنا حقيقة أمرها بباب الأخطاء التأريخية.

 

{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}

 

هنا يكرِّر محمد_كالمسيحيين_خرافة المولد العذري ليسوع الناصري (عيسى) بغير جنس ولا رجل مع مريم أمه، وما أسخف هذا، في الحقيقة ليس عيبًا من وجهة نظر عقلانية حدوث حمل للمرأة من حبيبها أو عشيقها أو صديقها، لكن ترويج خرافات كهذه مما يثير الاستهجان وهو غير مقبول عقليًّا لمخالفته القوانين البيولوجية الطبيعية، إن أردتَ طفلًا وإنسانًا جديدًا عضوًا في مجتمع البشر فأنت يجب عليك أن تمارس الجنس مع شريك من النوع الآخر، حتى لو كنت لا تحب الجنس لغرابة أطوارك مثلًا! يجب أن تعرق وتتسخ قليلًا في هذا العمل!

 

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)}

 

نظرية الإسلام وفرضيته، ولعلها نفس فرضية اليهودية والمسيحية، أن البشر بدؤوا موحدِّين ثم صاروا إلى الوثنية والتعددية، أدبيات سيرة ابن هشام وغيرها تحكي وتطيل في التنظير لذلك كسردهم لعبادة أصنام نوح الخرافي على أنها كانت تماثيل قوم صالحين أو تعدد آلهة وكعبات وبيوت تعبد قدماء العرب بأخذهم حجارة من الكعبة وما حولها ثم قدَّسوها وعبدوها، لكن الواقع والتاريخ وعلم الأديان وعلم تاريخ الأديان يقول بالعكس تمامًا، بدأ البشر في العصور الحجرية بعبادات الطوطم (حيوانات أو رموز أو أشجار اعتُبِرَت رمزًا للقبيلة ومقدّسة) ثم عبادة الآلهة المتعددة (تماثيل حجرية أثرية لآلهة منتصبة القضيب مثلًا أو تماثيل غير متقنة تمثل سيدة سمينة تُعرف بالأم أو الإلهة الكبرى، وأقدم منها رسومات كهوف أهل الكهف الممثلة للشامان وهو يقوم بسحره، يلي ذلك ظهور أديان الحضارت لاحقًا في العراق ومصر والشام والهند والصين وغيرها)، ثم عند البعض تفريد إله بالعبادة رغم الاعتراف بوجود آلهة أخرى كعبادة سين إله القمر أو نبو في العراق أو آمون مثلًا في بعض أشكالها، وجمع عدة آلهة متشابهة ذكورًا أو إناثًا لوحدة أو تقارب وظائفهم واعتبارهم إلهًا واحدًا بأسماء مختلفة، والبعض رأوا في آمون-رع أن كل الآلهة تجليات وأقانيم له، وفي بعض مذاهب الهندوس (الـﭭيدانا) نفس الفكرة عن براهما أو براهمان أو أتمان روح الإله الحالّة في كل شيء وأن الكلَّ آلهةً وبشرًا وكائناتٍ تجليات له) ثم وصولًا للتوحيد كما في آتونية إخناتون واليهودية والزردشتية والمسيحية والإسلام والسيخية وغيرها. كل أدلة علم الآثار وتفاصيل علم الأديان كما درسته وتعمَّقت فيه تؤكِّد ترتيب الأمور وتطورها عكس ما يقول القرآن والتوراة بالضبط. علم الآثار يؤكد أن توحيد اليهودية للإله لم يبدأ سوى على يد يوشيَّا وكهنته في القرن السابع قبل الميلاد حينما هدم كل المعابد الأخرى عدا الذي في القدس أورشليم كما دلت عليه الآثار (راجع كتاب التوارة مكشوفة على حقيقتها، وبرنامج التوراة بلا حجاب). حتى إخناتون مثلًا في البدء كما أثبتت الآثار وضع بجوار آتون (آمون رع الشمس وحده كإله) زوجته أمنيت، ثم تفكَّر قليلًا فقام بإلغائها نتيجة تطور فكره الديني ورؤيته عدم صلاحية فكرة الزوجة والجنس لإله. ويقول محمد نفس الفكرة في سور أخرى منها مثلًا:

 

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)} الشورى

 

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)} البقرة

***

 

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63) حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64)}

 

هنا نفس الافتراض غير الصحيح أن المؤمنين هم الطيبون والآخرون غير المسلمين هم الأشرار، الأفلام المصرية الدينية القديمة مضحكة جدًّا فتصوِّر وثنيي مكة واليهود في أشكال قبيحة باستعمال قلم كحل كثيف لرسم حاجبين غليظين مضحكين وغيرها من سخافات. أما المسلم فتصوِّره في شكل شاب وسيم أو رجل نحيل هزيل طيب أو شيخ عجوز لطيف.

 

{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}

 

الاستدلال بخرافات التوراة والإنجيل ليست برهانًا على صحة مزاعم وجود إله واحد.

 

{أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)}

 

كما قلت سابقًا المؤسس لدين يريد الانتفاع منه لا يطلب ذلك في الأول، بل ينال المكاسب لو نجح آخر الأمر، وهو ما حدث مع محمد بأملاكه التي لا بأس بها من منهوبات بني النضير ونصف أراضي خيبر ووادي القرى الزراعية المزروعة بالنخيل وأخماس الغنائم من كل القبائل المسلمة وغيرها.

{وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)}

 

هذا ما زعمه هو you say، لكن أنا بفصول ومواضيع هذا الكتاب أجادل للبرهنة على العكس وأنه صراط ضلالٍ مُعوَج بتشريعات فاسدة وخرافات وأوهام.

 

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)}

 

كالعادة استدلال بأمور لها تفسير علمي بحت، وليس لها صلة بإثبات زعمه أنه رسول لإله مزعوم.

 

{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}

 

نحن كملحدين نعلم علميًّا ومنطقيًّا وفلسفيًّا كما أزعم أفضل من كلا الفريقين، ونرد ليس الكون ملكًا لأحد، ولا يوجد إله للإنقاذ أو النجدة أو اللجوء له، فعلى البشر الاعتماد على أنفسهم ومساعدة بعضهم ليعيشوا كلهم بأكبر قدر ممكن من السعادة والرفاهية وأقل قدر من المعاناة والمرض والشقاء.

 

{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}

 

أعتقد أن الجدل لمحاولة إثبات أمور وعقائد خرافية هو أمر عقيم لا جدوى منه ولا يمكن له إثبات شيء، الجدال بين الوثنيين والمسلمين والمسيحيين وغيرهم لا طائل منه، فمثلًا لو كان محمد قد التقى بوثنيي بابل واليونان والرومان القدماء لوجدهم يعتقدون بمجمع ديمقراطي للآلهة يتخذون فيه القرارات بالتصويت للأغلبية، ولا ينفرد أحدهم بقرار دون مجلس الآلهة المعروف بالإنجليزية ببناثيون pantheon أي مجمع الآلهة، واعتقد اليونان أن ما يفعله إله لا يمكن لإله آخر أن يزيله أو يفعل ما يعاكسه. قد يقول وثنيّ مؤمن بتعدد الآلهة أن دينه أفضل لأن به ديمقراطية وعدم انفراد بالقرار فلا يمكن لإله أن يقوم بفعل ظالم، عكس الإله الواحد الذي سيكون مستبدًّا ودكتاتورًا كما نعلم في علم السياسة أن السلطة المطلَقة مفسدة مطلَقة، كم كان سيكون مسليًا أن نرى محمدًا البدويّ محاولًا الجدال المنطقي مع جدليات يونانية وثنية متقَنَة كهذه! والحق أن كل الاعتقادات عن آلهة وهمية هي خرافات غير مفيدة.

 

{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}

 

ومن قال أن هناك أي برهان على وجود إله، العلوم الطبيعية نسفت كل مزاعم الأديان التأليهية القائلة بقصة الخلق خاصةً الخلق اللحظيّ المستقل وفي ستة أيام.

 

21 الأنبياء

 

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}

 

في هذه الآية وغيرها مما فيه لفظ {اقتربت الساعة} زعم محمد أن القيامة الخرافية قريبة، ومنذ 1400 سنة لم يحدث شيء مما زعم!

 

{مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)}

 

هنا تهديدات محمد الجوفاء لقريش بغضب الله والهلاك لو لم يتبعوه كخرافات إهلاك الأقوام الأقدمين، وعمليًّا لم يجلب محمد معجزة كهذه، واستشهاده بخرافات الكتابيين التي يؤمنون بها لا يدل على شيء. ربما يدل فقط على مبدأ أن كل دين يقتبس مما حوله ومما قبله من الأديان والأساطير.

 

{وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)}

 

{بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}

 

{وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)}

 

{وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}

 

هنا محمد يكرِّر فقط خرافات توراتية، وأخرى وثنية قام هو بتعديلها، على أنها أدلة على مزاعمه، وقد ذكرت تفاصيل المسألة في باب الأخطاء التأريخية.

 

{أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21)}

 

{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)}

 

لا توجد آلهة ولا إله يخلق (ينشر) لأن الخلق خرافة، نفاها العلم الحديث بإثباته نظرية التطور كحقيقة علمية. واستدلال محمد بأن إله هو الخالق ليس له معنى، لأن في إطار مزاعم الخرافات يمكنك زعم أي شيء فلا دليل.

 

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)}

 

هذا مما يستحق النقد، فكيف يصدر الشر والضرر عن مشيئة وفعل الكائن المزعوم الله الذي افترضوا فيه الكمال الأخلاقي والعدل، كذلك الشر ليس ابتلاءً، فعندما يُصاب طفل بريء بمرض فأي ذنبٍ له، وإن قيل أنه ابتلاء لأهله، فماذا عن مرض حيوان في البرية ليس له "مالك" يتعذب طويلًا بمرضه حتى الموت؟! التفسير العلمي الطبيعي لهذه الأشياء أفضل برأيي، أما الشر البشري فنتاج نفوس البشر بعقدها وأطماعهما ونواقصها، وأما شر الأحدث فعشوائية المصادفات مع الحظوظ والحالات الذهنية ودرجات الانتباه.

 

{أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)}

 

ولا الله كذلك له أي فائدة، فهو خرافة، كم من مغفلين لجؤوا لوهم الله فلم ينَلوا أي شيء، المسلمون الذي تعرضوا للظلم والاضطهاد في إسبانيا القرون الوسطى بعد طرد الحكم العربي منها، وفي كوسوﭬو وبوسنيا والهرسك وفلسطين لم يسعفهم هذا الله بشيء. حلف الناتو والأمم المتحدة وأمِرِكا  في بعض هذه الحالات وأحيانًا أخرى إيران وغيرها كانوا أفضل لهم وأكثر نجدةً وغوثًا من الله.

 

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)}

 

تمتاز اليهودية وابنها الثاني الإسلام دومًا بالتظاهر بالبلاهة أو التغافل في حوارها مع الوثنيين، فبالتأكيد لا يعبد الوثنيون المؤمنون بتعدد الآلهة الحجارة نفسها، بل يعتقدون أنها صور لآلهتهم الخفية، لا شك أنها خرافات بدائية، لكن نمط حوار القرآن_وعلى غراره ومن قبله كتاب اليهود والهاجادة وكتب المسيحية القانونية وغير القانونية_ليس مثالًا لحوار بناء ومفيد مع الوثنيين، لأنه يفترض ما يعلم أنه غير صحيح لمجرد الجدل والتسفيه للآخر. وفي هذا النص المكيّ الذي قاله محمد وهو بعدُ ما زال في مكة لمَّا يكتسب قوته العسكرية والعددية اللاحقة، مقتبسًا من الهاجادة اليهودية للأحبار في كتب تفاسيرهم المدراشيم والتلمود والترجومات، وهو مؤشِّر لنيته لاستعمال العنف والاعتداء على مقدسات الآخرين، باعتبار إبراهيم يمثل عنده القدوة بهمجيته وعدوانيته ضد أديان الآخرين، كقدوة نبوية وتبرير لاهوتيّ للعنف اللاحق بعد ذلك.

 

{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}

 

مع كل المحبة للإخوة الفلسطينيين واليهود كذلك، لكن هذه مبالغة أسطورية، فهناك أراضي أجود بكثير من تربة فلسطين زراعيًّا وغير ذلك، كبعض أراضي مصر أو سوريا أو أمِرِكا أو أستراليا أو نيوزيلاند.

 

{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)} الأنبياء

 

هنا يصوِّر لنا أن البشرية كلها بحضاراتها كانت تنتظر داوود في مملكته الصغيرة الجبلية الغير مهمة لكي يخترع لهم الدروع! كل الحضارات المصرية والسومرية والبابلية والهندية والصينية وغيرها كانوا ينتظرون فقط داوود بحضارته الإسرائيلية البسيطة التي لم تترك كثيرًا من آثار المدنية ليخترعها لهم. وأن الله هو المخترع والموحي النهائي بها فعلينا أن نشكر ونعبد ذلك الكائن الوهمي.

 

{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)}

 

يقول الطبري في تفسيره:

 

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله (لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا) ... الآية، أي أن ذلك لا يكون ولا ينبغي. واللهو بلغة أهل اليمن: المرأة.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قَتادة (لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا) قال: اللهو في بعض لغة أهل اليمن: المرأة (لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا)

 

كما قلت في موضع سابق، فهناك عدم دقة من محمد وعدم تعمق في محاولته وأسلوبه في نقد خرافة الثالوث المسيحي، في سعيه لإثبات خرافته التوحيدية البديلة، لم تقل النصوص المسيحية بأي شكل أن الله اتخذ زوجة أو أن يسوع الناصري ابنه جسديًّا، بل تقول شيئًا مختلفًا عن أقانيم أو تجليات لله موجودة معه منذ الأزل، ورغم أني ناقشت قدر استطاعتي وببساطة بعض تناقضات هذه العقيدة من خلال نقد نصوص العهد الجديد نفسها، لكن يظل الأمر أن نقد محمد هنا لم يُصِب الهدف وقلب المسألة، مربط الفرس كما يُقال.

 

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}

 

بقراءتنا لسيرته الإجرامية (راجع ج1 حروب محمد الإجرامية، وباب تعاليم العنف من هذا الكتاب) وتاريخ المسلمين الدمويّ من بعده في فتوحاتهم ضد غيرهم وفي حروبهم مع بعضهم البعض هم أنفسهم، أعتقد الأنسب لو قال: ما جئتُ إلا نكبة من نكبات البشرية

25 الفرقان

 

{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْت}

 

تصور الإنسان البدائي السماء على أنها مسكن الإله وملائكته، وأنه كبشر بالأسفل والله بالأعلى، لكن في العصر الحديث نظرة أوسع من خارج الكوكب إليه وإلى الجزء المنظور لنا بالتلسكوبات من الكون نجد أنه لا وجود لمفهوم الفوق والتحت في الفضاء، الغلاف الجوي أو السماء محيط بكوكبنا الذي هو شبه كرة، ونحن متعلقون به بفعل الجاذبية الأرضية، بالتالي تصورنا للفوق والتحت محدود بكوكبنا، ولا يصح على المستوى الكوني، هنا تصور محمد الله ينزل وحوله سُحُب (غمام) كثيفة، هذا تصور بدائي وشبيه بتصور المسيحية للمسيح آتيًا راكبًا على سحابة، وقال الطبري في تفسيره:

 

... حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) قال: هو الذي قال: (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ) الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، ولم يكن في تلك قطّ إلا لبني إسرائيل. قال ابن جُرَيج: الغمام الذي يأتي الله فيه غمام زعموا في الجنة.

قال: ثنا الحسين، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي حازم، عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله حين يهبط، وبينه وبين خلقه سبعون حجابا، منها النور والظلمة والماء، فيصوّت الماء صوتا تنخلع له القلوب.

قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عكرمة في قوله: (يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ) يقول: والملائكة حوله.

قال: ثني حجاج، عن مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيد بن جُدعان، عن يوسف بن مهران، أنه سمع ابن عباس يقول: إن هذه السماء إذا انشقت نزل منها من الملائكة أكثر من الجنّ والإنس، وهو يوم التلاق، يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض، فيقول أهل الأرض: جاء ربنا، فيقولون: لم يجيء وهو آت، ثم تَتَشقق السماء الثانية، ثم سماء سماء على قدر ذلك من التضعيف إلى السماء السابعة، فينزل منها من الملائكة أكثر من جميع من نزل من السماوات ومن الجنّ والإنس. قال: فتنزل الملائكة الكُروبيون، ثم يأتي ربنا تبارك وتعالى في حملة العرش الثمانية، بين كعب كل ملك وركبته مسيرة سبعين سنة، وبين فخذه ومنكبه مسيرة سبعين سنة، قال: وكل ملك منهم لم يتأمل وجه صاحبه، وكلّ ملك منهم واضع رأسه بين ثدييه يقول: سبحان الملك القدوس، وعلى رءوسهم شيء مبسوط كأنه القباء، والعرش فوق ذلك، ثم وقف.

 

وقال ابن كثير:

 

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ، فَمِنْهَا انْشِقَاقُ السَّمَاءِ وَتَفَطُّرُهَا، وَانْفِرَاجُهَا بِالْغَمَامِ وَهُوَ ظُلَلُ النُّورِ الْعَظِيمِ الَّذِي يُبْهِرُ الأبصار، ونزول ملائكة السموات يَوْمَئِذٍ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلَائِقِ فِي مَقَامِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاءِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة: 210] الآية.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمار بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا قال ابن عباس رضي الله: عنهما يجمع الله تعالى الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ: الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالْبَهَائِمَ وَالسِّبَاعَ وَالطَّيْرَ وَجَمِيعَ الْخَلْقِ، فَتَنْشَقُّ السَّمَاءُ الدُّنْيَا، فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ الجن والإنس ومن جميع الخلق، فيحيطون بالجن والإنس وجميع الْخَلْقِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنَ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهُمْ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَجَمِيعِ الْخَلْقِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَالسَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهُمْ وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وجميع الخلق، ثم كذلك كل سماء على ذلك التضعيف، حَتَّى تَنْشَقَّ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أكثر ممن نزل قبلهم من أهل السموات ومن الجن والإنس ومن جميع الخلق، فيحطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات وبالجن والإنس وجميع الخلق كلهم، وَيَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَحَوْلَهُ الْكَرُوبِيُّونَ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السموات السبع ومن الجن والإنس، وَجَمِيعِ الْخَلْقِ لَهُمْ قُرُونٌ كَأَكْعُبِ الْقَنَا، وَهُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا بَيْنَ أَخْمَصِ قَدَمِ أَحَدِهِمْ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَعْبِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ رُكْبَتِهِ إِلَى حُجْزَتِهِ «1» مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ...إلخ

 

قديمًا قال الشيخ رحمة الهندي في كتابه (إظهار الحق) أن تصورات التوراة لله لا تختلف عن تصورات الهندوس الوثنيين، هو محقّ في ذلك، لكن فضيلة العقل الحقيقية أن يحكم بالمنطق على كل الأشياء بلا استثناآت وبنزاهة، فكذلك تصورات القرآن لا تختلف عن التجسيدية الوثنية. وفي نص آخر يقول محمد: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} البقرة و {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} الفجر.

 

إذا احتاج الله للتحرك والمجيء، فهو محدود بالمكان، وبالتالي مادة وجزء من المادة، وهنا يفشل التعليل الديني لله كموجد للمواد والكون من العدم كما يزعمون، لأنه هو نفسه محدود حسب هذه التصورات البدائية.

 

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}

 

في الواقع محمد لم يأتٍ بقرآنه كقطعة واحدة على مرة واحدة، لعدم وجود خطة عنده لتنظيم وكتابة كتابه، كان يترك أفكاره وكلامه يتولد من النقاشات والمواقف والأحداث، أو اقتراحات الصحابة، وهو ما يُعرف بأسباب النزول التي ألفوا لها كتبًا مخصوصة كالتي للواحدي وللسيوطي، من يطالع النص القرآني يراه عمومًا بدون أي تنسيق لقصصه ومواضيعه، لو كان منسقًا لما اضطروا لتأليف كتب تنظم مواضيعه، مثل كتب قصص الأنبياء لابن كثير وللثعالبي  وعبد الوهاب النجار وابن الراوندي الشيعي، وأجزائهم عن قصة الخلق كما عند الطبري في تاريخه وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهما، وكتب أحكام النساء، وكتب أحكام الميراث، وغيرها. قارن هذه الفوضى وعدم الترابط وتعدد المواضيع والتكلم بعدة مواضيع متداخلة مع بعضها، مع النظام والتنسيق الواضح في أكثر الكتب بدائية ككتاب اليهود، وفي سائر الكتب الدينية تقريبًا، حقيقةً من جهة التنظيم والأدب يُعتبَر القرآن من أسوأ الكتب الدينية في هذه الناحية.

 

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}

 

للأسف لم يرسل لي كارت دعوة لحضور عرض هذه المعجزة الوهمية، والعلم الحديث يفنِّدها كما قلت في باب الأخطاء التأريخية. ونفس الأمر ينطبق على النص التالي لكونه خرافة لا تاريخية:

 

{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)}

 

هنا استدل محمد بتغير اتجاه وطول الظل نتيجة تغير موقع كوكب الأرض من الشمس أثناء دورانه حول نفسه أمام الشمس، وبظواهر أخرى طبيعية لا علاقة لها بزعمه النبوة، وإنه لمعلومٌ أن القوانين الفيزيائية والكيميائية هي نفسها في كل الكون المعروف لنا، مثلًا كوكب المريخ لونه أحمر لأن معظم مكونه حديد تأكسد وصدأ بفعل وجود ثاني أكسيد الكربون بوفرة فيه، ولا يستطيع أحد أن يغيِّر تلك القوانين، بل العمل يكون من خلالها وتحت شروطها الغير ممكن تجنبها والحتمية. لم نعثر حتى الآن على حياة خارج كوكبنا، ولا أدري إن كان البشر سيتوصلون يومًا لوسيلة لاجتياز مسافات شاسعة رهيبة ليستكشفوا مناطق من الكن ربما ظهرت بها الحياة، حينئذٍ سيكون السؤال هل قوانين الحياة والبيولوجيا واحدة في كل الكون، هل ستعتمد الحياة على الماء والكربون، أم على مواد أخرى، خمَّن البروفِسُر دوكِنْز في (أعظم عرض على الأرض) أن الشيء المؤكد أن قانون الانتخاب الطبيعي سيكون ساريًا في كل الكون، وهذا منطق سليم.

 

{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}

 

تجمعات النجوم في السماء كما نرها ليست أبراجًا أو أشكالًا، بل نحن فقط كبشر تخيلناها كذلك لتسهيل التعرف عليها وتحديد الاتجاهات والمواسم والفصول، فاستدلال محمد باطل ومعكوس، إضافة إلى كونه لا يثبت زعمه بوجود إله أو نبوته له، توضح الصورة العلمية التوضيحية التالية أن رؤيتنا لبعض النجوم على أنها جوار بعضها ليست حقيقية:

أما ذكره لتعاقب الليل والنهار فقد يبدو الأمر كخطة إلهية وكذلك بدا لي أول الأمر، لكن حقيقة ميل الأرض واختلاف درجات الحرارة وتعرض الناس للبرد والحر لدرجة الموت من أحدهما والسيول والعواصف وأحيانًا عصور جليدية مر ببعضها أسلافنا من نفس نوع البشر الهومو سابينس أو الإنسان العاقل المتدبِّر جعلت الأمر واضحًا لي أنه محض صدفة، بعض أماكن القطبين بها ستة شهور ليل وستة أخرى نهار!

 

{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}

 

الذي يريد ترويج سلعة يجنِّد ويوظِّف الكثير من المندوبين لها، أهل الأديان من مسلمين ومسيحيين وبوديين وشهود يهوه يقومون بدعوة نشيطة لمذاهبهم، حسنًا ربما وكذلك بعض ملحدينا خاصة الفرنسيين والناطقين بالإنجليزية والإسبانية والعربية، لو أرسل الله عدة رسل ببراهين وأدلة حقيقية في وقت واحد في كل مكان في العالم على قول واحد وأمارات واحدة رغم عدم اتصالهم ببعض، كأن يكون الرسول فقيرًا ناسكًا كنسّاك الهند ليس معه أي وسيلة اتصال، حينئذٍ كنتُ سأعتبره برهان يحتاج التحقيق والبحث فيه خاصة ببحث غير نظري وعلى أرض الواقع، بمعنى تحقيق investigation حقيقيّ. في آيات أخرى يزعم محمد {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)} فاطر، وهذا غير صحيح ولم يعرف الهنود والصينيون واليابانيون والأفارقة وسائر الأمم سوى اليهود أي مفهوم للنبوة التوحيدية، قبل حكم الأديان التوحيدية كالمسيحية والإسلام لبعض مناطق العالم ودعوة أتباعها الأمم لهاتين الديانتين سواء طوعًا أو بالإكراه والهيمنة والتمييز وحتى الإبادة.

 

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)} الفرقان

 

{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)}

 

كتبت تحفظي على كبت الحرية الجنسية في باب مصادرة الحريات الشخصية، لكن لنتحدث عن باقي القيم كعدم ارتكاب القتل والسرقة وما شابه، ليس المسلمون وحدهم هم الصالحون الطيبون، يجب أن يدركوا ذلك، ليس كل مسلم أو متدين بأداء الطقوس دون جوهر الدين في جانبه الجيد هو بالضرورة صالح وطيب.

 

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)}

 

المشكلة هنا أن مفهوم الأديان عن الذنوب معتل وغير سليم، فهو يشمل أمورًا عادية ليست ذنوبًا أو جرائم قانونية في أغلب العالم والمجتمعات، مثل ممارسة الجنس بدون زواج أو أكل لحم محرَّم كلحم الخنزير في الإسلام أو شرب الخمور أو التفكير بعقلانية وعلمية بدون غيبيات، هذه أمور ومتع الحياة العاية جدًّا، وقد يشمل تفكيرهم حتى ترك إحدى الصلوات أو أيام الصيام أو حتى مجر النظر لامرأة ضمن هوسهم الديني الفكري، لكن لنتحدث عن آثام وجرائم حقيقية لنرى أن مفهوم تبديل السيئات والجرائم إلى حسنات متنافٍ مع مبدأ العدالة، لنفترض أن هناك مجرمًا خطيرًا لم تستدل الشرطة عليه كان يقوم باختطاف الفتيات المراهقات والأطفال، فيكمم أفواههن، ويتسلَّى بصفعهن قليلًا وتعذيبهن، ثم يغتصبهن ويقتلهن، الآن هذا المجرم نفترض أنه تاب وندم وبنى ملجأ للأيتام ومدرسة للفقراء من الأطفال، ثم اكتشفت الشرطة هوية مرتكب الجرائم وأنه ذلك الشخص، يُفترَض وفقًا للمفهوم المعتل الباطل للقرآن حينذاك أن تكافئ الدولة والشرطة المجرم بنفس المقدار الذي كان يستحقه من عقوبة في السجن أو بالإعدام، بل يجب منحه تقديرًا ربما قلادة ووسامًا ما وكأسًا أو لوحة شرف ومبلغ مالي كجائزة، ولما كان هذا لا يصح أخلاقيًّا بل جريمة كهذه لا تسقط بمرور الزمن، فيجب علينا إذن رفض المفهوم القرآني. وتقول الأحاديث أن الإسلام يجب ما قبله كما عرضتُ في باب التشريعات الشاذة وباب تعاليم العنف، في موضوع اسرق وانهب وتعالً عندنا.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

17827 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ شِمَاسَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَنِي، فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ، يَا عَمْرُو أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ "

 

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)}

 

نقدت سابقًا من عدة وجوه وأسباب فكرة التعذيب الأبدي المزعوم لمجرم عدم اتباع دين وعبادة معينين، وأضيف أنه ولا حتى القتل أسوأ وأكبر جريمة قد يرتكبها إنسان تستحق تعذيبًا ناهيك عن تعذيب أبديّ لا نهائيّ كما يزعم محمد، لا يوجد مبرر لتعذيب إنسان أو كائن حي.

 

17 الإسراء

 

{رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)}

 

العلم يفسر سبب حركة الرياح واتجاهاتها دون أي حاجة لإله في الموضوع، كذلك اليم توجد سفن آلية حديثة تعمل بمحركات (مواتير) ولا تحتاج للرياح الطبيعية. الإنسان يتقدم على أفكار القرآن المحمدي بكثير.

 

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}

 

هم سألوه فأحسنوا إحسان الاختيار فعلًا، وقد بحثت هذه المسألة المعقدة في بحثي عن الهاجادة في موضوع روح القدس، صحيح أنها في النهاية مجرد خرافة، لكنهم اختاروا سؤالًا لا يستطيع بدوي بسيط كمحمد مهما اجتهد معرفيًّا بحدود تعلميه ومعرفته أن يرد عليه، هنا محمد لم يستطع الرد واكتفى بالتهرب: الروح من أمر ربي، حسنٌ يا سيدي عرِّف لهم ما هي روح الرب أو روح القدس تلك، وقد شرحت أنها مفهوم حلوليّ قديم توراتيّ مشابه للوثنيات القديمة فحلول روح الرب على نبي أو إنسان يعطيه النبوة والمعرفة بالغيب أو القوة ..إلخ حسب خرافات اليهود. لاحقًا سيحاول محمد مماهاة روح القدس مع شخص جبريل الخرافي، لكن كما جادلت في بحث الهاجادة هذا ليس التفسير المثيولوجي الصحيح. وفي الآية2 من سورة النحل يستمر محمد في استعمال الروح بنفس المعنى {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)} وغيرها، ولم يقل بنظرية أنه جبريل إلا متأخرًا، راجع بحث الهاجادة لي ولابن المقفع.

 

{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)}

 

هذا تعميم باطل وتحقير للذات الإنسانية، فبالتأكيد ليس كل الناس بخلاء، وبعض البشر كرماء ولديهم إيثار وإحسان وخير كثير لغيرهم من البشر والكائنات.

 

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)}

هنا يتحدث محمد عن هدم الهيكل مرتين على يد كل من نبوخذ نصَّر البابلي ثم لاحقًا تيتُس الروميّ، الظاهر أن محمدًا ألف هذا النص متأخرًا لأنه قبله بقليل في نفس السورة زعم أنه أسرى إلى الهيكل الغير موجود أصلًا، لا يخلو الأمر من تناقض، لكن لم يلاحظه القدماء، على أي حال لا أذكر أين قرأت أن بعض المستشرقين يعتقد أن الآية الأولى مضافة لاحقًا على نص السورة، ربما كانت آية وحدها بلا سورة أو أنهم ألفوها لاحقًا، يدل على ذلك أن فاصلتها أو سجعها مخالف لكل باقي آيات السورة وهذا غير معتاد لسورة مكية من الفترة الثانية، وبالنسبة لموضوعنا فهنا هذه نفس نظرية أن الهزيمة الحربية تكون بسبب معاصٍ لله، وهو نفس تفسير كتاب اليهود الخرافي لتاريخهم، لكن كما وجدت أن الدراسة العلمية للتاريخ كما في كتاب (التوراة مكشوفة على حقيقتها) وغيره أن سبب الهزيمة نقص القوة وسوء التخطيط السياسي والعسكري.

 

{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)}

 

مجددًا يستعمل ترتيبًا منطقيًّا معكوسًا، ليست هذه الأشياء موجودة خصيصًا لنا، لكن الإنسان نتاج تطور وعيه استخدمها للحساب والمعرفة وفق قاعدة التوقع العلمي، كذلك هناك مناطق على القطبين بها ليل ستة شهور ونهار ستة شهور أخرى، فأي فائدة لهذا الزعم بالنسبة لهم.

 

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)}

 

كما قلت سابقًا الله كذلك ليس له فائدة بل له أضرار لأنه وهم وخيال.

 

{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)}

 

مزاعم وهمية كبيرة، وتخويف مناسب لبدائيي البشر القدماء، وتفسيرات أسطورية لظواهر الطبيعة كالزلازل وخلافه.

 

{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}

 

وفقًا لهذا الزعم فالنبي الكاذب يهلكه الله، مفهوم خرافي كهذا قال به مؤلفو سفر التثنية:

 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.) من إصحاح 18

 

لكن كما قلت سابقًا الواقع والتاريخ ينفيان زعمًا كهذا، انظر تعليقي على الحاقّة: 46.

 

{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)}

 

قال ابن كثير في تفسيره:

 

يَقُولُ تَعَالَى مُرْشِدًا نَبِيَّهُ إِلَى الْحُجَّةِ عَلَى قَوْمِهِ، فِي صِدْقِ مَا جَاءَهُمْ بِهِ: أَنَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ، عَالِمٌ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ، فَلَوْ كُنْتُ كَاذِبًا [عَلَيْهِ] انْتَقَمَ مِنِّي أَشَدَّ الِانْتِقَامِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الْحَاقَّةِ: 44 -46] .

وَقَوْلُهُ: {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} أَيْ: عَلِيمٌ بِهِمْ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ الْإِنْعَامَ وَالْإِحْسَانَ وَالْهِدَايَةَ، مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ الشَّقَاءَ وَالْإِضْلَالَ وَالْإِزَاغَةَ...إلخ

 

كما قلت سابقًا كثيرون ادعوا النبوة ونجحوا نجاحات باهرة، ماني  الفارسي حقق بعض النجاح وكان له أتباع في مصر والهند وبابل وفارس والصين، توجد آثار بالقبطية للمانوية وأخرى باللغة والنقوش الصينية وغيرها، مؤسس المورمونية نجح، مؤسس البابية والبهائية نجحا ولهما أتباع، بودا أسس ديانة لها مليارات الأتباع، كتبة كتب الهندوس هم نوع من الحكماء والأنبياء عندهم، حجة محمد ومزاعمه باطلة وخداع للسذج. أما حديثه عن الله كشاهد فكلام مضحك مناسب للأطفال، هل تأتي بالله ليشهد في محكمة ومرافعة قانونية؟!

 

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)}

 

إذا كان الله حسب زعم محمد هو من لم يرد اهتداءهم فلا ذنب لهم بالتالي، بل الملامة كلها على الله الخرافي، وبعدُ فقد سبق وانتقدت خرافة التعذيب الأبديّ من عدة وجوه.

 

27 النمل

 

{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}

 

هنا قام محمد بإنشاء خطاب خيالي من الله إليه يردِّد فيه مزاعمه عن إلهية مصدر دعوته وكلامه، مجرد ترديد وتكرار المزاعم لا يدل على صحتها.

 

يتكرر في السورة أمور نقدتها سابقًا كخرافات إبادة الأقوام القدماء، والاستدلال بمظاهر الطبيعة.

{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}

 

لا يوجد من ينجد البشر ويتدخل لهم بل عليهم الاعتماد على أنفسهم وعلى بعضهم الآخر لحل مشاكلهم، أما اللجوء للخرافات كما جرَّب كثير من العقلانيين فلا جدوى له، لا أحد يرزق ولا أحد يخلق، العلم يؤكد ذلك.

18 الكهف

 

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}

 

كان الأفضل لو ترك الحكم على الكتاب للتاريخ والعلماء، وكما يقول المثل من يشهد للعروس غير أمها، وأعتقد أنا وغيري أن مليء بالأخطاء العلمية والمغالطات المنطقية والتعاليم الفاسدة وعيوب وثغرات التشريع وغيرها.

 

{هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}

 

ولا الله كذلك_مثله كأي إله خرافي كذلك_يوجد عليه أي دليل، بل الأدلة العلمية والتاريخية ودراسات علم الأديان كتاريخ الأديان ومقارنة الأديان ونقد النصوص الكتابي وعلم الآثار تدل دلالات قاطعة حاسمة ضد المزاعم الدينية.

 

 

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}

 

استدلال باطل زائف بخرافات على أنها آيات وعلامات ومعجزات.

 

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}

 

هنا يصوِّر محمد الحياة المتاحة الوحيدة للبشر وسائر الكائنات على أنها شيء بلا قيمة ومؤقت، وهذا غير صحيح، فكونها ستنتهي وزائلة يعني أن علينا أن نقدرها بأعظم تقدير، ونحترم حق كل كائن في حياة كريمة مريحة لا شقاء وعذاب فيها، وحقه في الحياة، وحق الشعوب في حياة مرفهة وتأمينات صحية واجتماعية ومرتبات عادلة، هذه مفاهيم شبه غائبة في كثير من الدول العربية أي الفقيرة منها، ولو طُبِّقَت فمعظم ذلك يكون تطبيقًا شكليًّا. لأن الدين يبرِّر لهم اضطهاد الشعوب وأكل حقوقها تحت دعاوى كثيرة للمستبدين وتخدير لعقول الشعوب، كما قال ماركس (الدين أفيون الشعوب). كون الزرع سيصير هشيمًا لا يعني عدم تقدير قيمته، كن الحياة والكون كله والمنظومة الشمسية ستنتهي يعني أن علينا السعي كل لحظة للخير والعلم وإزالة المعاناة من الكائنات لكي لا تضيع حيواتهم الوحيدة المتاحة لهم.

الآيتان 35 و36 استوحاهما محمد من قولٍ للعاص بن وائل السهمي {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78)} مريم، وقال الطبري في تفسيره:

 

... وَذَكَرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ أُنْزِلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

ذكر الرواية بذلك: حدثنا أبو السائب وسعيد بن يحيى، قالا ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن خباب، قال: كنت رجلا قينا، وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه، فقال: والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فقال: فإذا أنا متّ ثم بُعثت كما تقول، جئتني ولي مال وولد، قال: فأنزل الله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) .... إلى قوله: (وَيَأْتِينَا فَرْدًا) .حدثني به أبو السائب، وقرأ في الحديث: وولدا.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل السهمي بدين، فأتوه يتقاضونه، فقال: ألستم تزعمون أن في الجنة فضة وذهبا وحريرا، ومن كلّ الثمرات؟ قالوا: بلى، قال: فإن موعدكم الآخرة، فوالله لأُوتينّ مالا وولدا، ولأُوتينّ مثل كتابكم الذي جئتم به، فضرب الله مثله في القران، فقال: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا) .... إلى قوله (وَيَأْتِينَا فَرْدًا) .

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا) قال: العاص بن وائل يقوله.

حدثنا القاسم، قال. ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.

حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا) فذكر لنا أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتوا رجلا من المشركين يتقاضونه دينا، فقال: أليس يزعم صاحبكم أن في الجنة حريرا وذهبا؟ قالوا: بلى، قال فميعادكم الجنة، فوالله لا أومن بكتابكم الذي جئتم به، استهزاء بكتاب الله، ولأُوتينّ مالا وولدا، يقول الله (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا) ؟.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال خباب بن الأرت: كنت قينا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، فاجتمعت لي عليه دراهم، فجئت لأتقاضاه، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بُعثت كان لي مال وولد، قال: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تبارك وتعالى (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا إِلَى وَيَأْتِينَا فَرْدًا) .

 

رغم مشاكسة الرجل وفعله السيئ في هذا الموقف، فهو يدل في جدليته على اعتقاد وتصور جيد لله، فقد جادل محمدًا بأنه لم يرتكب شيئًا سيئًا في حياته قدر ما أمكنه لدرجة أن يعذبه الله إلى الأبد لو أن هناك حياة أخرى بعد الموت فلا يوجد مبرر له ليعاقبه، لا كما زعم محمد أن الله كائن متغطرس مجنون يعذب البشر، بل سيعطيه ما هو أفضل، وبرأيي أنه جدال منطقي معقول ظاهريًّا، مشابه نوعًا لنقدي بباب الأمور والاستدلالات الغير منطقية لعقيدة وخرافة التعذيب الإلهي الأبدي خاصة لأجل عدم اتباع دين معين بزعم محمد والأديان قبله، ناقدًا ذلك من أكثر من وجه واتجاه.

 

{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}

 

هنا كما قلت في باب التناقضات كان محمد يماطل ويجادل فقط لا أكثر، لأن قومه طلبوا منه الإتيان بمعجزة أو حتى إهلاكهم بعذاب الله الذي يزعمه، وهو ما ثبت عدم قدرته على إنجازه لأن كل هذه مجرد خرافات،

 

استطراد: بعض العقول الوثنية في عصر محمد كانت أقرب للكفر، لا أقول الإلحاد بأخلاقه المنظمة الصالحة وفلسفته المنظمة، بل مجرد كفر بكل شيء وربما مع انعدام مبادئ أحيانًا، هناك قصة مشهورة في سيرة حياة امرؤ القيس أحد أصحاب معلقات الشعر السبعة أو العشرة القبل إسلامية حينما أراد الانتقام لمقتل أبيه، فذهب قبل البدء في مهتمه على عادة العرب بزيارة صنم ذي الخلصة اليمنيّ ليسحب منه الأزلام التي فيها افعل ولا تفعل، فخرج له كل مرة سهم لا تفعل، فقام بكسر الصنم وقال شعرًا معروفًا ما معناه: لو كنت يا ذا الخلصة الموتورا....ما نهيتَ عن قتل العُداةِ زورا!، يعني لو كنت أنت صاحب الثأر المقتول لك شخصًا. وتقول القصة التاريخية أنه انتقم بطريقة بشعة غير إنسانية وحشية ممن قتلوا أباه في ثورة منهم ضد استعباده وهيمنته على قبيلتهم، لدرجة أن امرؤ القيس وضعهم في دروع محمّاة بالنار. بعض مجادي محمد القرشيون كانوا أقرب لذلك وكذلك بعدها عبد الله بن أبي بن سلول وبعض يهود أو إسرائيليي ووثنيي يثرب ممن تظاهروا بالإسلام وكانوا يخططون ويدسون ضده ممن ذكرتهم كتب السيرة.

 

أما زعم محمد خرافات إهلاك الأقوام والشعوب القديمة فتناولتُه من قبل.

 

{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}

 

هنا شيء منافٍ للحس السليم للعدالة والرحمة والأخلاق، فماذا لو لم يكن أبوهما رجلًا صالحًا، يظل الإحسان واجبًا لطفلين يتيمين حتى لو كان أبوهما رجلًا من شر وأفسد البشر.

 

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)}

 

أعتقد أن هذا المفهوم_كما يرد هنا وفي عدة آيات مثل {عالمة ناصبة} وأحاديث سأوردها لاحقًا_غير سليم ومغلوط، ففعل الخير والأخلاق الطيبة والإحسان يظل هو ذاته في جوهره وبنفس قيمته، بصرف النظر عن معتقد الشخص أو ممارساته الدينية التعبدية الصرفة أو عدم وجود شيء من ذلك لنبذه الخرافات.

 

{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}

 

كلام عجيب، فما أكثر كلام البشر، لو كانت الثرثرة علامة على إلهية الكلام لكثرته، فإن أشخاصًا كالباب الشيرازي مؤسس دين البابية والمدعو البهاء أو بهاء الله صاحب الكتب الكثيرة ومؤسس البهائية وأخيه صبح الأزل مؤسس مذهب الأزلية أو البيانية والهندوس والبوديين عندهم كتب بآلاف الصفحات وملايين الكلمات، هل نعتبر شيئًا كهذا معجزة إلهية إذن؟! ربما تكون عبارة مثل القانون الذي اكتشفه أينشتاين المادة= الطاقة×مربع سرعة الضوء، أو تلخيص نظرية التطور في جملة أو فقرة أفضل وأعظم من كل ثرثرة كل الكتب الدينية من الناحية العلمية والعملية. كتاب في علم الأخلاق لفيلسوف مستنير حتمًا أفضل من أخلاقيات وتشريعات النصوص الدينية بكل علاتها وسقطاتها ولا أخلاقياتها وتناقضاتها.

 

الفترة المكية الثالثة

 

32 السجدة

 

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)}

 

مجرد الادعاء وحده لا يكفي وليس دليلًا على شيء.

{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)} السجدة

 

هذا نمط من التسويف لمماطلة جمهور المؤمنين الذين وعدهم بوعود وهمية كثيرة، ومثل قصة اقتراب الساعة الخرافية. ويوجد مثله في رسالة بطرس الثانية3: ( 7 وأما السماوات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار إلى يوم الدين و هلاك الناس الفجار 8 ولكن لا يُخفَ عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد)

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)}

 

كلام مرفوض مردود لأنه غير منطقي ومغالِط، إذا أردتَ عمل دين جديد فأهلًا وسهلًا، أما السعي لتغيير معاني الكلمات وحقائق وجوهريات الأمور، فحتمًا ستجد من يرد عليك، الظلم هو أن تأكل حق غيرك أو تؤذيه، لا علاقة لهذا بتعبدات وعقائد خرافية أيًّا كانت، كثيرًا ما تلاعب الإسلام وغيره من أديان بمعاني الكلمات للتهرب من التناقضات والفضائح وكشف الأمور، مثلًا كلمة صبأ التي وصف بها الوثنيون المسلمين كانت تشير لاقتباس محمد من وضوء الصابئة، ولذلك وصفوا المسلمين بالصبأة والصًبَّأ والصباة، فزعموا أن من معانيها خرج من دين إلى دين، وهذا التلفيق دخل كل معاجم اللغة العربية، هذا مثال من كثير.

 

{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)}

 

سبق ورددت على أمثال ونظائر ذلك فلا داعي للتكرار.

 

41 فُصِّلت

 

{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)}

 

{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)}

 

كما أشرت سابقًا امتنان الله المزعوم هنا لا ينطبق على معظم شعوب العلم، فكيف تكون هذه رسالة عالمية، وذكرت بباب الناقضات آيات شبيهة تدل على أن فكرة عالمية الإسلام جاءت لمحمد متأخِّرةً زمنيًّا. لا منّة ولا معجزة في شيء كهذا، محمد رجل بدويّ بسيط لا علم له سوى بلغة قومه.

 

كثير من الأفكار بها تكرار لما سبق ونقدته فلا داعي للتكرار.

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}

 

يوجد تفسير علمي دقيق ويقينيّ لكيفية تكون الشموس أي النجوم بفعل الجاذبية وقوتها في داخل سحب الهيدروجين، مما يؤدي إلى اندماجات نووية تصنع الشموس. وكذلك تفسيرات للكواكب والأقمار. لا حاجة لخرافة الخلق وهي لا تفيدنا علميًّا ومعرفيًّا بأي شيء.

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}

 

بالنظر إلى ما أوردته في كل أبواب هذا الكتاب كباب الأخطاء العلمية وباب الخرافات وباب الأخطاء التأريخية وباب النقد اللغوي وغيرها، ألا يرى أي عقلاني منصف أنه كتاب يأتيه الباطل من كل اتجاه ومجال ومنحى، وإنه كما يقول التعبير الإنجليزي لا يمسك أو يحجز ماءً!

 

{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}

 

كما قلت سابقًا، أنا حتى لو صرت في ورطة مريعة كالغرق وأنا لا أجيد السباحة وجسدي لا يطفو أصلًا لأنه كتلة عظام منحول، أو حتى لو صدمتني شاحنة وصرت على وشك الموت واحتمال أن ينقسم جسدي بفعل الاصطدام، على طريقة الزوجة في فيلم علامات  signsلمِلْ جِبسُن حيث تحتضر وتتحدث لزوجها بنصف جسد علوي حي فقط، ما كنت لأدعو شيئًا وهميًّا كالله، ربما أكتفي بأخذ الأمر بروح السخرية قائلًا لنفسي العبارة الأجنبية: هوذا واحد آخر يلعق التراب! أو أبتكر عبارة مثل: لقد جاء وقت السداد وإرجاع القرض للطبيعة لتعيد تدوير المواد! أو اكتبوا على قبري هنا يرقد إنسان من علامات البخل والفقر في كل الأزمان وأحد ديدان الكتب القارئين وجامعي وورّاقي الكتب الإلكترونية! أما لو تعرضت لمرض فسأتحمله ما أمكنني وأستعمل الطب إن أمكن وأواصل حياتي بكل ما فيها وأكافح لأجل ذلك. ذكرت في موضع سابق كيف يأخذ الملحدون في الدول ذات الأغلبيات الملحدة مسألة الموت ببساطة نسبيًّا وبدون خوف.

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)}

 

هنا يستعمل محمد نفس ما نعرفه في الفلسفة برهان باسكال أو جدليته، لكن لو أني سأخشى من كل احتمال خرافي، رغم أن الأدلة ترجح كل شيء ضده، وليس هناك أي دليل أو جزء من دليل صحيح على الزعم الخرافي، فسأهدر حياتي دون الاستمتاع بها ودون التفكير والبحث العلمي والعقلاني، وأعيش بلا عقل ولا فهم مع خرافات تافهة، وسيحتاج الأمر لتجنب أي احتمال خرافي أن أتبع كل الأديان جميعًا في وقتٍ واحد، على طريقة الرجل الخسيس في فلم المومياء الأمركيّ The Mummy الذي كان يحمل قلادة فيها كل الرموز الدينية كاحتياط، وهو أمر غير ممكن بالنسبة لمعظم الأديان لتعارضها وتضاربها في التعاليم. قد تنسجم البودية مع الكونفوشيوسية أو التاوية، البعض يعتنق اثنتين أو ثلاثة من هذه، لكن لا يمكن أن تكون هندوسيًّا ومسلمًا وبوديًّا أو متبعًا مثلًا لاثنتين منهما أو مسلمًا ومسيحيًا. الحق يقال أن العلم الحديث بفروعه المختلفة قال كلمة الحق أن الأديان كلها خرافات وأحلام العاجزين البدائيين وطمأنة خوفهم البدائي الهمجي.

 

{سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)}

 

يبدو كما قال عالم الأحياء التطوري جيري إيه كوين في كتابه (لماذا النشوء والتطور حقيقة) الذي ترجمتُه إلى العربية، أنه يبدو أن الله يتعمد أن يظهر الأمر من كافة النواحي والأدلة ضد فكرة الخلق الإلهي ومؤيدًا لحقيقة النشوء والتطور، إن كل الآفاق وكل الأحياء بأعضائها وسلوكياتها وتركيباتها آيات في الآفاق وأدلة على النشوء والتطور بالطفرات وتنوع الصفات والانتخاب الطبيعي. كذلك نرى في الآفاق قصة نشوء الكون.

 

45 الجاثية

 

{إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}

 

{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}

 

كالعادة استدلال بظواهر طبيعية لا علاقة لها البتة بمزاعم محمد عن نبوته، وهو يفترض أن أسطورة الخلق حقيقة. واستدلال كذلك بمصنوعات بشرية لا علاقة لها بالطبيعة الأصلية أو اللاهوت المزعوم.

 

{تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9)}

 

هنا يفترض أنه يجب على الكل عدم الاعتراض على كلامه وأنه كلام الله المزعوم، لكن من لا يؤمن بكلامه ليس ملزَمًا بعدم نقد الكلام أو حتى السخرية منه بأسلوب معقول من باب حرية التعبير واحترام حس الدعابة والفكاهة. يرسِّخ قرآن محمد كما لاحظنا في آيات أخرى كذلك القدوة اللاهوتية المزعومة فالله نفسه يصوَّر كحاكم مستبدّ بشريّ في دولة من العالم الثالث يخشى من سلاح الكلمة والدعابة. باختصار خشية محمد على مشروعه وأسلوبه الطفوليّ العصابيّ.

{وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17)}

 

تفكير وتصور محمد والسلفية الدينية بنظرتها إلى تعدد المذاهب عجيب حقًّا، فتشعب وتنوع مذاهب كل دين وآرائه قانون عام، لم يفلت منه الإسلام نفسه فهناك سنة وشيعة زيدية واثناعشرية وإسماعيلية وقديمًا معتزلة وجبرية وشيعة صفوية وغيرها، وتتنوع الآراء الفقهية واللاهوتية داخل كل فرقة كذلك، فالأشاعرة لا يعتبرهم متشددي السلفية من السنة الأصلية مثلًا. تقول الأحاديث السنية أن أمة الإسلام ستنقسم إلى 73 فرقة، واحدة فقط هي الناجية الداخلة الجنة! كما في مسند أحمد:

 

 

(12208) 12232- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، يَعْنِي الْمَاجِشُونَ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ الْنُمَيْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَأَنْتُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى مِثْلِهَا ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ فِرْقَةً.

 

عالجت هذه المسألة بتوسع أكثر في باب مصادرة الحريات/ موضوع عدم احترام تعدد الأديان والمذاهب، هذا التصور الضيق غير متسع العقل والأفق هو أساس من أسس التعصب والعنف المتبادل بين السنة والشيعة، بدل تقبل تعدد المذاهب، وفي القرآن كذلك {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} الروم. و{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} الأنعام. وإذا كان هذا مسلكهم بين بعضهم رغم وحدة أو تقارب الاعتقاد والدين، فما بالك بالكراهية والعنصرية ضد من هو غير مسلم؟!

 

16 النحل

 

في الآيات من 3 إلى 18، و48، و65 إلى 72، و78 إلى 81، استدل محمد بمظاهر من الطبيعة ومعالم من الحضارة البشرية كصناعة السفن والدروع الحربية والملابس والبيوت، وتتضمن تلك الآيات أخطاء علمية مكرِّرة سبق نقاشها بباب الأخطاء العلمية عن خرافة الخلق وخرافة أن الجبال من خارج الأرض وأن الله أرساها على الأرض لتثبيت الأرض كأوتاد، وهي خزعبلات لا أكثر، وقد تناولت الرد من قبل على هذا النوع من الاستدلالات.

 

في الآيات 26 و33 و34 و36 يكرر مزاعم خرافات إبادة الأقوام القدماء على أساس تفسير خرافي لوجود الآثار، وسبق الرد على هذه الخرافة بنور العلم الحديث وعلم الآثار في باب الأخطاء التأريخية.

 

في الآيات 24 و28 و29 و55 و63 و85- 88 يكرر خرافة وزعم التعذيب الإلهيّ الأبديّ لمجرد عدم الإيمان، ونقدنا وفنَّدنا هذه الفكرة فيما سلف.

 

في الآيات 36 و84 و89 يكرر الزعم أن ظاهرة أنبياء التوحيد كانت موجودة في كل الأمم بمعنى أن الله أرسل في كل أمة رسولًا، ونقدتُ هذا من قبل لعدم معرفة الهنود والصينيين والعراقيين والمصريين عدا حالة إخناتون وسائر الأمم عدا اليهود لهذا المفهوم إلا مستوردًا من خارجهم من الديانات الإبراهيمية الثلاث.

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)}

 

هنا استشهد واستدل مجدَّدًا بخرافات اليهود والمسيحيين، لكنْ من تفكَّر منطقيًّا ثم قال أن هذا دليل على أي شيء، مذكور في الكتاب المقدس اليهومسيحي وفي العهد الجديد المسيحي مثلًا عدة نبيات من النبوة الصغرى، فهل سيعترف أئمة المسلمين بالنبوة للنساء ولو من درجة النبوة الصغرى في غير الرسالات والتعاليم، كنبوة دبورة في سفر القضاة وغيرها ولعلي أشرت للباقيات في نقد كتاب اليهودية/ باب العنصرية ضد المرأة، وهي نقطة لصالح اليهودية نسبيًّا، بالطبع لن يعترفوا بذلك لنص القرآن على كلمة {رجالًا نوحي إليهم} في أكثر من موضع وكذلك لطبيعتهم الذكورية العنصرية وخوفهم الغريزي البدائي من فقدان السلطة الذكورية الاستعلائية، وهنا سؤال ومعضلة أخرى مطروحة إذا كانوا سيرجعون لأهل الكتاب في المسائل والمعضلات وما يجهلونه، فهل تصير التوراة والأناجيل من مراجع الإسلام، وهل سيُعتبَر رجال الدين اليهودي والمسيحي من قسس وحاخاميم أو رابيم (ربيون) مرجعيات إسلامية؟! هذا يدل على بناء الإسلام الناقص نتيجة الاقتباس المجتزأ من سياق توراتي يهودي بالكامل كما أشرت في بحث الهاجادة من قبل، وكما قد أشير في باب المصادر هنا من جهة سماح محمد بالتحديث عن بني إسرائيل لسد النقص والثغرات كما نرى في كتب تفاسيرهم وكتبهم عن قصص الأنبياء وغيرها.

 

{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}

 

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)}

 

هنا كالعادة يهدِّد محمد بتهديداته الوهمية الجوفاء وعرضنا بعضًا من أهمها في باب التناقضات القرآنية، وهي تثبت بطلان نبوته قطعيًّا لعجزه عن تنفيذ أيٍّ منها. وهذا كان يستحق وضعه في باب الخرافات كذلك.

 

{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)}

 

حسنًا، أنا شخصيًّا مهما تعرضت لضيقات أو بلايا أو مرض أو مشاكل لم ألجأ يومًا منذ توصَّل واستنار عقلي بنور العقلانية والعلم الحديث لأي خرافة وهمية خارقة كالله، ولست أشرك معه أحدًا لأني لا أؤمن بأي إله خرافيّ، أؤمن فقط بقدرة العلم والبحث العلمي وأنه فضيلة وبالتراحم والإحسان والأخوة بين البشر وكذلك بين كل الكائنات كمبدإ عموميّ.

 

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}

 

{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}

 

هنا محمد كرَّر زعمه باقتراب يوم القيامة والدين (الدينونة والحساب) الخرافي، وهذا مما يستحق وضعه بباب التناقضات فقد مرت أكثر من 1400 سنة، ذكرت في (نقد العهد الجديد) أن النصوص تدل على أن أوائل المسيحيين اعتقدوا كذلك باقتراب اليوم الخرافي وأنهم سيرون المسيح خلال حيواتهم عائدًا على سحابة!

 

(27حَقًّا أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ».) من لوقا 9

 

ومثله في مرقس9: 1 ومتى 16: 28

 

(51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، 52فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.) من كورنثوس الأولى 15

 

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}

 

ليس بالضرورة أن كل مسلم متدين يعيش معيشة جيدة سعيدة، وبتعميم أكثر ليس بالضرورة أن كل إنسان صالح يعيش معيشة سعيدة، لا ترابط أو تلازم بين هذه وتلك. من أراد الاستقامة والخير وحسن الأخلاق فليكن هذا لأجل الأخلاق والخير ذاتهما لا لغرض آخر لا علاقة له في المعظم.

 

30 الروم

 

أفكارها تكرار لما نقدته من قبل كالاستدلال بظواهر يمكن تفسيرها طبيعيًّا وعلميًّا بدون إله، ومنها قوله عن خرافة الأقوام المبادة حسب الخرافات القديمة:

 

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)}

 

{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42)}

**

{وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)}

 

سبق وشرحت بباب الأخطاء العلمية ما هو معروف علميًّا عن نشأة اللغات وفقًا لعلوم اللغات وتاريخها. أما الألوان فهي نتاج تطور بيولوجي متشعِّب لانتشار البشر من أفريقيا إلى كل أقاليم الكوكب باختلاف مناخاتها.

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)}

 

{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)}

 

يعلق محمد أهمية كبيرة كرجل بدوي صحراوي من الزمن القديم على الأمطار، معظم دول الخليج اليوم لا تحتاج الأمطار ولا تهتم بها كثيرًا لأن العلم والحضارة تقدما ويوجد اليوم آلات لتحلية مياه البحر، وفي باقي الدول كمصر لم يعد هناك مواسم متعاقبة من جفاف وفيضان لوجود السدود كالسد العالي بمصر وسدود أخرى بدول أفريقية وبتركيا...إلخ

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}

 

أيضًا السفن الحديثة بمحركاتها القوية تجعلنا لا نهتم كثيرًا بدفع الرياح لأن سرعته وفعله أضعف بكثير من الآلات، قد نهتم فقط بالرياح الشديدة كالعواصف لما قد تحدثه من أضرار أو إغراق.

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)}

 

هذا المفهوم سنعود للتعرض له كذلك عند نقد الأحاديث، مفهوم محمد والإسلام عن الفطرة عجيب حقًّا، لو تركنا مجموعة أطفال دون أي تعليم على جزيرة، فهل عندما سيكبرون سيتضح أنهم مسلمون، على الأقل كعقيدة لا كممارسات وصلوات؟! بالطبع لا. أثبتت أبحاث نقلها لنا حمدي الراشدي مثل مقاله (شعوب الفطرة لا دين لها) أن أقدم صورة للإنسان ومعتقده كما نراها في أكثر الشعوب بدائية هي شعوب ليس لها أي معتقدات دينية على الإطلاق! الفطرة بمعناها في علم النفس والاجتماع والأحياء تشمل فقط الحاجة للطعام والشرب والدافع الجنسي والدافع الاجتماعي والتعاون وما شابه. أما الأخلاق المدنية والدينية والمفاهيم والعقائد فأمور مكتسبة اجتماعيًّا. بعضها في الواقع بغسل الأدمغة وحشوها بالخرافات. وفي سورة البقرة يرِدُ: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)} البقرة.

 

{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)}

 

أعتقد يمكن للمسلمين الاطمئنان بالنسبة للملحدين الحقيقيين الأصيلين في هذا الأمر، لا نتوجَّه ولا نلجأ إلى أي قوى غيبية وهمية حتى لو صرنا في موقف سيء كالعيش في برميل مدى الحياة كما فعل فيلوف يوناني! حتى لو صرنا عاجزين تمامًا عن أي حركة كالعالم الفاضل البارز ستيفن هوكنج، فهذا لم يثنِ عزمه عن البحث العلمي الخاصّ به ولا عن عقلانيته ومنهجه العلمي الرصين، الرجل لم يعد له حتى صوت بل يتحدث ببديل إلكتروني كمبيوتري ليوضح أفكاره العلمية.

 

{أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35)}

 

حسنًا، بوسعي القول هاهنا أن محمدًا كذلك يظل زعمه نزول وحي وسلطان وسلطة عليه مجرد ادعاء لا دليل واقعيَّ عليه.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)}

 

في الواقع من الصعب أن تقنع طفلًا أفريقيًّا صار جلدًا على عظم أن ذلك الشقاء بإرادة إله مزعوم عادل، وفي آية أخرى يقول {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)} الذاريات، وهو ما يستحق نفس التعليق، وإذا كان الله الخرافي يرزق الجميع ويهتم بهم لما كان هناك فقر وغنى، تخمة وجوع ومسغبة، رفاهية حتى الإسفاف والتبذير وقحط وبؤس، ولما كنا احتجنا كواجب أخلاقيّ للإحسان للمساكين من البشر وكل الكائنات الحية.

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)}

 

ولا الله الخرافي كذلك يخلق أو يرزق، بالنسبة لإنسان عقلاني لديه التفسيرات العلمية ففرضية الله الخرافية أشبه بموظف فاشل غير مفيد وأنت مديره فتقوم بطرده وفصله لعدم الحاجة إليه، وكذلك التفسيرات الخرافية.

 

11 هود

 

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}

 

كم البؤس الحادث في الكوكب، سواء بفعل القدر العشوائي النحِس وعوامل الطبيعة أو بفعل البشر، وما نراه من مجاعات تحدث في أماكن كبعض الدول الأفريقية حاليًّا، وفي الزمن القديم في مصر المملوكية وفي أورُبا القرون الوسطى، يجعلنا لا نعتقد بصحة ضمانة وهمية كهذه، لو أني رجل أفريقي من هؤلاء البائسين الذي ترى بعضهم يعرضهم التلفزيون الغربي وأحدهم لعدم وحدة اللغة يشير إلى بطنه بمعنى الجوع والمعاناة، أو أسيرًا يعاني سوء الظروف في معتقل أيام جرمانيا النازية، فلا أعتقد أني سأصدِّق أبدًا هذا الادعاء.

 

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}

 

وجود الكون والمواد والأشياء والكائنات ظاهرة طبيعية عامّة لا تدل على وجود إلهٍ، الكثير من النقاش الفلسفي والعلميّ في حقل علم الفيزياء والكونيات يدور حول هذا الأمر: لماذا يوجد شيء بدلًا من لا شيء، ستيفن هوكنج في آخر كتبه وبرامجه (التصميم العظيم) The Grand Design ينفي فكرة الله ويرى أن القوانين التحت ذرية الكمية الغريبة كفيلة بتفسير وجود شيء من لا شيء، لأنه فيها تظهر أشياء من لا شيء من العدم، مثل الإلكترونات وتواجدها في مكانين بوقتٍ واحد وغيرها، وأن في بداية الكون حدث خلل بين المادة والمادة المضادة هو ما ألغى العدم وأوجد المواد، وعلى أية حال ربما لا يستطيع العلم بعد معرفة كل الأمور وأن بعضها ليس له تفسير في حقيقة الأمر، لكن يظل العلم أفضل وأكمل تفسير عليه أدلة للظواهر الكونية والبيولوجية، وهو أفضل من تفسير كامل ظاهريًّا كالتفسير الديني لكنه خرافيّ وأجوف بدون أي دليل حقيقيّ.

 

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)}

 

بوسعي المجادلة بأن لا التوراة رحمة أو هدى، ولا القرآن كذلك. كذلك فإن استشهاد محمد بخرافات كتاب اليهود الأقدم ليست دليلًا.

 

قال محمد بعد سرده لخرافة نوح والطوفان:

 

{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)}

 

زعم محمد أن سرده لهذه الخرافة من باب الغيب، وهذا سُخْفٌ مبالَغ فيه، لأن القصة في زمنه معروفة لمئات الآلاف من مسيحيي ويهود العرب وغير العرب، بل وبعض وثنيي العرب ممن اختلطوا بأهل الكتاب، نقل الخرافات ليس معجزة أو إخبارًا بالغيب، بل هو من باب العجز والتجهيل ونشر الجهل والخرافة.

 

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)}

 

البشر المتدينون يتخيلون أمورًا خيالية وعلاقات وهمية بين أمور بعضها ليس حقيقيًّا، بعض قدماء المصريين_ كما قرأت في كتاب (ديانة مصر القديمة) لعالم المصريات الجرماني أدولف إرمان_قدّموا لإلهتهم القطة وعاءً هدية لمعبدها مكتوب عليه سمعت الإلهة ومرسوم عليه أذن! والبعض قدموا هدايا مشابهة لمعبد آمون مثلًا، هل نفهم من هذا أن الآلهة الوثنية موجودة وفاعلة لتخيل هؤلاء علاقات وهمية وأسباب ومسبِّبات غير حقيقية؟! ونفس الأمر بالنسبة لأتباع الأديان التوحيدية.

 

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}

 

وفقًا لهذا فلوط_ في محاولته لإثناء ومنع قومه من الاعتداء الجنسي على ما ظنه ضيوفًا بينما هم ملائكة حسب الأسطورة_عرض بناته للجنس المجاني دون اختيار منهن بل والجنس الجماعي لكل قومه أو من جاءه منهم لكي يتركوا الضيوف، تبدو هذه فكرة عجيبة وغير أخلاقية، فأنت لا تمنع الشر بفعل شر لا يقل عنه شرًّا في جوهره. هل تقتل رجلًا بريئًا لتأخذ أعضاءه وتنقذ بزرعها خمسة أشخاص آخرين؟! هذا فعل غير أخلاقي. كثيرون انتقدوا هذه القصة من الأوربيين والأمِرِكيين والعرب والفرس العقلانيين منهم، ويحتار المرء كيف أنهم يحفِّظون أطفالهم هذه النصوص بإشاراتها الجنسية غير المناسبة لأطفال الجنس البشري، فالمدة الزمنية للطفل البشري فيما يُقال أطول مدة في كل الكائنات الحية بسبب نمو مخه. ربما لحسن الحظ أن معظم هؤلاء الأطفال لا يفهمون كثيرًا من معاني ما يحفظونه إلا ما يشرحه لهم شيخهم.

 

السورة مليئة بالاستدلال بخرافات إبادة الأقوام القدماء، الذين اندثروا فقط كحضارات ولغات، وما لم يدركه العرب أن على الأرجح فبعضهم فعلًا من نسل الثموديين لأنهم لم ينقرضوا بل تناسلوا واندثرت لغتهم تدريجيًّا وتبنوا لغة العرب، هذا هو الافتراض المعقول، لأن لغات البشر وعاداتهم وثقافاتهم ومعتقداتهم تتغير مع الزمن وتتطور، ولم أورد هذه النصوص هنا منعًا للتكرار ومن شاء يطالعها في السورة، ومما قاله محمد:

 

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)}

 

لا توجد آيات أو علامات أو معجزات في سرد خرافات قديمة عجائزية، لأن وجود آثار حضارات قديمة لا يعني استنتاج خرافات عن إبادتهم بغضب إلهيّ مزعوم، وراجع باب الأخطاء التأريخية، وهذه فقاقيعُ صابونِ معجزاتٍ وهميةٍ.

 

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)}

 

أعتقد وفقًا لمبادئ العدالة فهذا مبدأ يكون تعميمه خاطئًا وغير عادل، بعض الأخطاء والجرائم لا يمكن أن تسقط بفعل الخيرات، لكنْ كما نرى في كل الدول المتحضرة قد تؤدِّي أحيانًا إلى تخفيف الحكم فقط. نسمِّيه في مصر حسن سير وسلوك، في الغرب قد يؤدِّي اعتراف المتهم بذنبه ولو بعد سنوات من إنكاره وندمه أو اعترافه في محاكمته أو شهادته على آخرين عنصرًا محتملًا للتخفيف من الحكم عليه أي عدد سنوات السجن، لكن هذا عمومًا لا يُسقط الإدانة والعقوبة. لكن لا ننسى هنا أن محمدًا يتحدث عن ذنوب دينية خرافية ليس لها وجود في علم الأخلاق المنطقي والأخلاق العلمانية الإنسانية مثل: عدم الإسلام، عدم عبادة الله الخرافي، الإشراك به مع آلهة خرافية أخرى، الزنا حسب المفهوم والكلمة الخرافية كوصف للعلاقة الحرة بلا زواج، شرب الخمر حتى دون قيادة سيارة أو عربدة وإزعاج، والتجديف على الله والدين ربما على طريقة المجنون الماركيز دي ساد في رواياته أو وصف الله في بعض الأفلام الأجنبية كفِلم  sleuth بأنه وغد أو مسكين وحيد مريض نفسيًّا بلا أسرة أو بطريقة القس المخلوع المجنون والكافر في روية ابنة القس لجورج أورويل!، (ملاحظة طريفة: بعض الكنعانيين وغيرهم كانوا لما ييأسون من استجابة الآلهة يجدِّفون عليها ويسبُّونها لتستجيب، وهو ما يعرف بالصلاة بالتجديف!). الخلاصة أن محمدًا لم يتكلم عن ذنوب حقيقية وآثام بالمعنى الغربي كما في اللوائح والقوانين الأسترالية مثلًا التي طالعتها لما حاولت السفر إليها، مثل الاغتصاب والسرقة والقتل وقطع الطريق والخطف والتعذيب والنهب والسلب والشغب والشجارات والاعتداء البدني والمسلَّح وجرائم الحرب بقتل الأسرى وأعمال الإبادة والعدوان على المدنيين وغيره، فهذه آثام وأخطاء حقيقية لا يُسقطها تقديم صدقات للأيتام والفقراء والأرامل البائسات أو إرسال باقات زهور للناس مثلًا. لذا أعتبر هذا النص من التعاليم المعيبة والمنتقدَة في الإسلام. لكنْ ما هو جيد فيه تحبيذ وتشجيع المجرم على التوبة وفتح صفحة جديدة وطريق مستقيم.

 

{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)}

 

نماذج للخرافات المتكررة كطنين النحل، وبتكرار وثوقي أخرق، والسورة حافلة بقصص أصدقائنا الخرافيين قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وجنوده وشعيب وغيرهم من الأصدقاء الخياليين المعتادين، وصديق المسلمين الله الخيالي وهو يبيد الجميع من هؤلاء بضراوة واستجابة فورية، بصورة تثير سخرية أي عالم آثار، حتى بعض السعوديين منهم اليوم ممن عرفوا الحقيقة وكانت سببًا أساسيًّا لتبصُّرِهم بالمذهب العقلاني.

 

14 إبراهيم

 

{الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}

 

مع كل احترامي لكل معتقدات الآخرين، فلا أعتقد أن الإسلام والقرآن به نور وإرشاد، والدليل هو أبواب كتابي هذا وما فيها من نقد.

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}

أيام الله في معظمها هي أحداث خرافية لم تحدث تاريخيًّا، أم وصف التوراة وكتاب اليهود بأنه نور فلا أعتقده صحيحًا وقد انتقدتها في كتابي (نقد كتاب اليهودية) وكثيرون من الغربيين  العقلانيين منهم وغيرهم كبعض العرب والهنود من مسلمين وملحدين ومفكرين أحرار عقلانيين ملحدين حديثًا كتبوا في نقدها من عشرات الاتجاهات أو كنقد عام شامل.

 

{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)}

 

أريد تناول الشطر الأول من هذا النص، من قال أنه لا شك في خرافة الله، كل الأدلة العلمية والمنطقية والأخلاقية تشهد ضد الدين والله الخرافي والتعاليم الفاسدة والأفكار الخاطئة علميًّا والخرافية. والآية نفسها هنا بها خرافة السماوات السبع التي تناولتها في باب الأخطاء العلمية.

 

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}

 

لو كان الله المزعوم يريد اتباع الناس له لكلمهم مباشرة دون لعبة الاستخفاء، وزعم المدَّعين أنههم مرسلون يرون ويسمعون ما لا يراه غيرهم. كذلك زعمه أن لهم سلطة ما أو صفة أو معجزات ليأمروا الناس بآرائهم باطل.

 

{وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)}

 

التوكل على الله هو اعتماد على وهم وخرافة، مثلما يعتمد طفل على سلاحف النينجا أو ميكي ماوس أو المحقق كونان أو سوبر مان أو الرجل الوطواط! الله صديق خيالي Imaginary friend.

 

{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)}

 

قال الطبري:

 

وهذا مثلٌ ضربه الله لأعمال الكفّار فقال: مَثَلُ أعمال الذين كفروا يوم القيامة، التي كانوا يعملونها في الدنيا يزعمُون أنهم يريدون الله بها، مَثَلُ رمادٍ عصفت الريح عليه في يومِ ريح عاصفٍ، فنسفته وذهبت به، فكذلك أعمال أهل الكفر به يوم القيامة، لا يجدون منها شيئًا ينفعهم عند الله فينجيهم من عذابه، لأنهم لم يكونوا يعملونها لله خالصًا، بل كانوا يشركون فيها الأوثان والأصنام.

هذا مفهوم باطل، في الحقيقة كلا المفهومين الإسلامي والوثني القبل إسلامي باطلان، فعل الخير يكون لأجل الخير والإحسان فقط، وهو خير  في جوهره، بذات القيمة، بصرف النظر عن وجود نيات أو تصورات دينية معينة على اختلافها أو انعدامها، لا يقلل من قيمته أي اعتقاد دينيّ بوجهٍ عام طالما كان خاليًا من الغرض في مصلحة شخصية، أو إيقاع شر مستتر مرتقَب، كذلك مفهوم ديني زائف خرافي باطل أن تنتظر مكافأة مزعومة أو رزقًا أو ربحًا أو بركة خرافية مقابل فعلك الخير، فعل الخير أسمى وأعظم من ذلك.

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}

 

الإسلام بما فيه ليس نعمة، بل برأيي_مرة أخرى مع كل احترامي لمعتقدات الجميع، فمن حق كلٍّ أن يعتقد بما شاء وأن يعبر عن رأيه كيفما شاء_هو وباء وبلاء بما فيه من عيوب كثيرة تشريعية ومشاكل فكرية وذهنية وغيرها. وهذا ما أثبته في أبواب هذا الكتاب.

 

الآيات 32-34 تكرار لخرافات الاستدلال الباطل بالظواهر الكونية على مزاعم لا علاقة لها بها كافتراض وجود إله وأنه واحد وأن محمدًا رسوله. وافتراض أن نعم الطبيعة من الله وأن البشر سألوه ويسألونه إياها فيعطيها لهم.

 

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)}

 

أي عقلٍ هذا سيقول أن الله المزعوم كان سيأمر إبراهيم بترك زوجته وابنه في صحراء بلا طعام ولا ماء ولا سِتْرٍ؟! هذه مجرد قصة اختلقها محمد ليؤسس الخرافة الإسلامية المؤسِّسة المركزية لأمة العرب الإسلامية والإسلام عمومًا القائلة ببناء إبراهيم للكعبة وأنها من أصل توحيدي غير وثني وأن إسماعيل الخرافي بن إبراهيم الخزعبلي هو أبو شعب كامل هو العرب كلهم عدا القحطانيين في اليمن! ونسبة شعب كامل أو البشر كلهم لشخص واحد أو أب أو أم خطأ علميًّا كما قلنا في مواضع أخرى كباب الأخطاء العلمية لأنه يؤدي إلى انهيار الصفات الوراثية وما كنا لنوجد من الأساس كنوع بشريّ لو صحت خرافة كهذه. الخرافة الأصلية كما وردت في التوراة تقول فقط أنها هربت من سارة زوجة إبراهيم لأنها كانت مستعبَدة لها ولإبراهيم إلى برية أي صحراء فاران في سيناء وليس مكة وحسب الخرافة أراها ملاكٌ نبع ماءٍ هناك. وقلت في كتاب (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع) أن الإسماعيليين كما وردوا في كتاب اليهود هم قوم بدو عاشوا في بعض مناطق فلسطين وسيناء وربما شبه جزيرة العرب، وليسوا أصلًا لكل العرب.

 

12 يوسف

 

{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}

 

أي آيات في خرافات وقصص أطفال كهذه؟!

 

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}

 

استدلال باطل وسخيف لأن التوراة والهاجادة قبل محمد بآلاف السنين احتوت على الأسطورة عن يوسف، فما كان أسهل من أن يقتبسها من يهود شبه جزيرة العرب. والمؤكد عندي من دراستي لها في بحث الهاجادة أن محمدًا كان لديه مصدر يهوديّ ما في مكة زوَّده بتفاصيل هاجادية ربينية للقصة ليست مما في التوراة، راجع البحث المذكور، ومنها تمزيق القميص من الخلف حسب الهاجادة بدل تركه للقميص حسب التوراة. وقصة النساء صاحبات زليخة والتفاحات والسكين فهي هاجادية.

 

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}

 

خطاب لمحمد كشخص حي، وهو منطوٍ عمومًا على استدلالات غير منطقية كثيرة وخرافات مثل الاستدلال بخرافات إبادة القدماء، وبمظاهر الطبيعة، وخرافة وجود "سماوات" وخرافات التهديدات الجوفاء بعذاب إلهي وقيامة لحساب غير منطقي ولا عادل بزعمه يفترض عقوبة على عدم الاعتقاد بخرافات معينة.

 

40 غافر

 

{مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4)}

 

نمط لانعدام التفكير والنقد والنقاش، كل من جادلنا هو كافر، يقومون بتكفيره، ولاحقًا يكون هذا مبررًا لقتله لنقده دينهم. بدل مواجهة النقاش والجدل بشجاعة، لعلمهم بهشاشة حالة نصوص الإسلام من كل النواحي.

 

 

{مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5)}

 

هنا يفترض صحة مزاعمه مقدمًا بصورة شمولية مطلوب منا الإيمان بها بطريقة وثوقية بلا تحري ولا سؤال، ويستدل بخرافات لا صحة لها.

 

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آَيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (13)}

 

تصور الإنسان البدائي للخيرات والأشياء على أنها نازلة من سماء خرافية فيها الله، نعلم كبشر متحضرين أنه تصور سخيف وخرافي، فكل شيء نحصل عليه من الأرض وبموارد محدودة ضمنها.

 

{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15)}

 

أشرت في بحث الهاجادة القديم بموضوع روح القدس إلى تناقض معاني الكلمة في القرآن، وأن تعريفها على أنها جبريل مفهوم وضعه محمد متأخرًا، وهذه آية من الآيات والنصوص التي لا ترد فيه كلمة الروح بمعنى ملاك أو جبريل، بل وحي وروح إلهية من الله نفسه.

{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (20)}

 

والله كذلك لا يقضي بشيء ولا ينفع ولا يضر لعدم وجوده، وخرافة الله والدين له أضرار كبيرة على الإنسان والمجتمع والدول وعلاقاتها.

 

{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)}

 

هنا عكس ادعاآته في عدة آيات عرضناها سابقًا أن مدعي النبوة يميته الله، يقول أنه يحاسبه الله يوم الحساب الخرافي!

 

{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)}

 

ولا الله كذلك يستجيب لأحد في هذه الحياة الوحيدة التي لدينا، مثله كأي إله خرافي آخر، ليس لأيٍّ منهم أي فائدة كخرافات، فعلى البشر الاعتماد على أنفسهم وأن ينضجوا عن الخيالات ويرتقوا فكريًّا وأخلاقيًّا ويتساموا ويتآخوا ويتحابُّوا ويتعاونوا ويعطفوا على بعض، أما الآخرة فلا وجود لها ليستجيب فيها إله خرافي ليس عليه ولا على الآخرة الوهمية أي دليل ممكن.

 

{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56)}

 

ووو ووو...فصاحة محمد وسوط لسانه عمل بشدة بصراحة هذه المرة، أعترف بصراحة، ضد الناقدين لنصوصه، لنحلل كلامه هنا بهدوء أعصاب؛ أما زعمه وجود سلطة له وللمدّعين الآخرين للنبوات فهي سلطة وهمية مدَّعاة، وكثير من مؤسِّسي الأديان والدعاة والمبشِّرين ورجال الدين حازوا سلطة كبيرة فوق ما يستحقونه ببساطة لأن المؤمنين السذج كثيرون، فمنهم خلفاء إسلاميون لبسوا رداء وسلطة الدين وبابوات وملوك مسيحيين في القرون الوسطى حكموا من خلال قدسيته للعامة وتبجيل العوام بسذاجة لهم كممثلين وظل لله الخرافي في أرضه، لكنها سلطة زائفة لا حقيقة لها، لا شيء يجعلهم أكثر تميزًا من غيرهم، هم نصابون محترفون وناشرو خرافات يقودون بها جهلة الناس، لا أكثر من ذلك، أما زعمه من ينتقد نصوصه يجب أن يكون له سلطان، فما الذي يقصده، هل يجب على من يفعل ذلك أن يدّعي هو كذلك بطريقة مضحكة مهووسة خرافية أنه نبيّ من الله ينتقد القرآن؟! أم يقصد الإتيان بمعجزات أو إنزال الله نفسه لينتقد، محمد نفسه لم يستطع تحقيق هذه المطالب الخرافية لقومه قريش، أي سلطان أكبر من العقل والعلم والتفكير السليم المنطقي؟! لنقد كل الخرافات والتناقضات وانعدام المنطق الدينيّ. أما قوله أن نقد الآخرين لقرآنه تكبر يتكبرونه فوق قيمتهم الحقيقية، فنقدنا ليس تكبرًا، بل خسرنا الكثير ودفعنا ثمنًا مكلِّفًا لأجل الحرية والاستمرار في النقد وإتمام هذا الكتاب مثلًا، وهو حال كل مفكر حر في بلاد المسلمين.

 

{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)}

كون الكون أكبر من الإنسان المحدود لا يدل على وجود إله ولا على صحة دين ما، كذلك لا توجد سماوات ولا خلق، وناقشت هذه الأمور بباب الأخطاء العلمية.

 

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61)}

 

هنا وفي آيات أخرى ربما لم نتعرض لها ينطبق حديث القرآن طبعًا ويتحدث مع البشر فقط، لأن كائنات كالفئران والخفافيش والبوم والليموريات (رتبة صغيرة الحجم تعيش على الأشجار وتنشط ليلًا، من بعض أجدادها تطورت كذلك القردة وبالتالي نحن) كلها تنشط ليلًا فهو مجال حياتها، القطط كذلك لها جزء كبير من النشاط الليلي أعني وكذلك السنوريات أي القطط الكبيرة كالأسود والنمور والفهود، فهم يرون في الظلام جيدًا لخاصية معينة في عيونهم تجمع كل فوتون نور متوفر وتكثِّفه، وليس فقط قططنا الأهلية، بالحديث عنا كبشر فبعضنا ساعته البيولوجية مقلوبة تمامًا، شاهدت برامج تحكي بصورة تجمع بين المأساة والكوميديا عن حياة بعض الأسر فيها جزء من الأسرة مصاب بهذه العلة فلا يرون بعضهم سوى قليلًا وقد يزعجون بعضهم الآخر.

 

احتوت السورة على كثير من الاستدلالات الخرافية التي سبق ونقدها فلا داعي للتكرار.

 

28 القصص

 

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}

 

استدلال باطل على نبوته، فالقصص الخرافية مكتوبة ومردَّدة شفويًّا على ألسنة آلاف الكتابيين وغيرهم قبله بآلاف السنين!

 

{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}

 

ليس وثنيو العرب هم من رفض نبوة موسى حسب خرافات محمد والتوراة، محمد هنا تهرب وتملّص من طلب قريش له عمل ولو معجزة واحدة، ما دام كان يزعم أنه نبيّ، وفشل في ذلك واضطر للجدل والتهرب فقط، بعد هجرته إلى يثرب سيدعي بدعم أتباعه المناصرين بهوس أن له معجزات! في بيئة معادية كمكة لم يمكنه ادعاء ذلك، المعجزات وُجِدت حيث لم تكن مطلوبة ولا حاجة لها في يثرب وسط أتباعه فقط! أما طلبه تأليف كتاب أكثر هدى فهل المطلوب أن يدعي كثيرون بهوس أنهم أنبياء ولهم كتب سماوية، حسنًا كثيرون فعلوها أو فعلوا أشياء مشابهة كبودا، وكثير من تعاليمهم ووصاياهم أفضل مما عند محمد وقرآنه، الطبيعة الإلحادية العقلانية تقريبًا مثلًا لتعاليم وأفكار ومقالات الدلاي لاما المستوحاة من قدوته بودا تذهلني شخصيًّا وكثيرون من رجالهم الصفوة يذهلونني حقًّا، فلم أتوقع هذا من رجال دين فيه غيبيات، لدي كملحد مكتبة إلكترونية جامعة لكثير من تراث المفكرين الأحرار والكتابات العلمانية والعلمية في الأخلاق والتعليم وعلم الاجتماع والقوانين والدستور والعلوم الطبيعية كلها أفضل بكثير من كلام محمد الرجعي وتشريعاته الدموية المنتقَدة المعيبة والهمجية. بدون أن يكون عزوها ونسبتها لإله مزعوم، بل لبشر من خيرة العقول المتحضرة المستنيرة البعيدة عن همجية وتخلف عرب شبه الجزيرة زمن محمد ومسيحيي القرون الوسطى. عدم إتيان الوثنيين بكتاب يدعون أنه من الله الخرافي لاعتبارهم طلبه تافهاً لا يعني صحة مزاعمه أو أن هناك إلهًا من الأساس. لا نحتاج كتابًا دينيًّا خرافيًّا رجعيًّا محتويًا على خرافات عتيقة تعود إلى العصر الحجري والحديدي والقرون الوسطى لنسترشد به، فهذا ليس هدى أو رشد، بل تيه وضلال وتحير وزيغ وفقدان للعقول.

 

{أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}

 

سبق وعلقت على عيوب هذه الفكرة أو العقيدة. وفي باب التشريعات الشاذة قلت أن أكثرهم لا يعمل بمبدإ كهذا، فلو أن محاربًا ومجرم حرب ارتكب مجازر  وقتل أطفلًا ونساءً، واغتصب نساءً، ثم جاءهم مسلمًا، فبالتأكيد لن يعفوا عنه ويقدموا له الزهور، بل سيقتلونه شر قتلة_ربما مثلما فعلوا مع بعض الصليبيين قديمًا أو الصرب حديثًا_وهو السلوك السليم، والعدالة، لا كتشريعات مبادئ إسلامية شاذّة كهذه. أيضًا يلمح النص إلى أن المسلمين فقط هم من يفعلون الخيرات والإحسان.

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}

 

استدلال خرافي كرره محمد في سور أخرى، هذا عمليًّا مستحيل، لأنه يتطلب إيقاف الأرض عن الدوران، بقوة أو إرادة تعارض قوانين الفيزياء الحاكمة على الأجرام على التجاذب فيما بينها ودوران الصغير حول نفسه وحول الكبير منه، لا توجد أي قوة معروفة عمومًا ولا حتى إلهية يمكنها كسر وتجاوز ومخالفة وعكس قوانين الطبيعية والفيزياء، يمكن القول أنه فعل مستحيل ضد المنطق، لا يزال أمامنا الكثير وفقًا لقوانين الطبيعة حتى يستهلك الاندماج النووي كل كتلة الشمس الغازية تقريبًا وتصير قزمًا أحمر يبتلع كوكبنا وسائر كواكب المجموعة الشمسية، ثم تتحول إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني أو شيء ما من الأشياء التي يقولها العلماء. هذا أمامه مليارات السنوات أبعد بما لا يُقاس من أعمارنا البسيطة كأفراد، وهو وفق قوانين الطبيعة فقط. معدل استهلاك واحتراق أو اندماج غازات الشمس ثابت تقريبًا.

 

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)}

كون شخصٍ ثريًّا ثراءً فاحشًا حتى لو كان بخيلًا للغاية، أو أنه متفاخر مغرور متبختر متكبر، أو لا يتبع ديانة معينة، كل هذا لا يبرر اعتباره مجرمًا أو الحكم بإعدامه، لو أخذنا بما ذكره القرآن فقط في هذه القصة، دون التفات للتوراة والهاجاديات (الهاجادوت) اليهودية، القصة القرآنية غير منطقية، لم ينقل لنا القرآن خرافة تقديم قورح (قارون) وبنيه كتحدٍّ لموسى نار بخور للهيكل وإهلاك الله لهم، وهي قصة خرافية قيلت لتبرير حصر الامتيازات الدينية في اللاويين، نلاحظ أنه من بعد السبي البابلي عمومًا ضاعت واندثرت الأنساب اليهودية الأسطورية ولم تعد الكهانة حصرًا على سبط لاوي، من وجهة نظر معينة فإن السبي البابلي وهدم الهيكل آخر مرة على يد الروم الوثنيين كان ذا فائدة لتطوير الدين اليهودي نسبيًّا في طقوسه وممارساته ليصير دينًا معاصرًا كالمسيحية والإسلام وغيرها، له أماكن عبادة في كل حي وشارع يهوديّ، يختار بعض أفراد المجتمع دون الارتباط بنسب أن يكونوا رجال دين ربيين...إلخ

 

روى البخاري:

 

3485 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ

5789 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

كلام غير منطقي لأن العقوبة تتناسب مع الجرم، هذا مبدأ دستوري وقانوني، كذلك يجب تعريف القانون للجرم بتعريف واضح لا لبس فيه، وما عنصر الجرم فيه. بعض قدماء العرب من المسلمين حقيقة أو اسمًا سخروا من أبي هريرة، روى أحمد بن حنبل:

 (10455) 10459- حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ ، فَجَعَلَ يَمِيسُ فِيهَا حَتَّى قَامَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ عِنْدَكَ فِي حُلَّتِي هَذِهِ مِنْ فُتْيَا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ ، وَقَالَ : حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَيْنَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ ، فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَأَمَرَ الأَرْضَ فَبَلَعَتْهُ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

اذْهَبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

 

{تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}

 

من غير المفهوم ما قصده بكلمة (علو)، فلو يقصد الطموح والمناصب والمراكز والنجاح فلا أرى مانعًا، الخمول والركود والتنبلة صفة سيئة لأشخاص نساهم التاريخ ولم يقدموا شيئًا. ومحمد كما وضح مفسروه هنا يربط بين العلو والظلم والتجبر، أعتقد العكس: الإنسان النبيل هو الذي يعلو وينجح ويترأس ولا يتجبر ولا يظلم أحدًا، فذلك هو الرجل القائد النبيل الشريف.

 

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}

 

مرة أخرى ناقض هنا ادعاءه في آيات أخرى أن مدعي النبوة يهلكه الله، واكتفى بالادعاء بوجود حساب بعد الموت يحاسبه فيه الله الخرافي لو كان كاذبًا. وفقًا لاحتمالية كذبه، وحسب أدلتي فهي راجحة ومؤكدة، فلماذا نتبعه وخرافاته وتشريعاته المعيبة لأجل احتمال معدوم؟!

 

لم أشأ تكرار كثير من نقد استدلالات مكررة في السورة لما سبق نقده.

 

39 الزمر

 

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)}

 

سبق التعليق على أمثاله.

 

{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}

 

التعبد ليس عملًا مفيدًا ولا عملًا بالمفهوم العملي بأي حال، أذكر أني شاهدت برنامجًا لدوكنز ذهب فيه إلى روسيا إلى نفس الدير الذي قضى فيه الأديب دوستوﭬسكي آخر أيامه، وبهذا الدير ما يشبه مذهبًا دينيًّا لرجال لا يحبون الاختلاط بالناس ويحبون العزلة، ولا يخرجون من الدير على الإطلاق، وهم مثقفون للغاية، حتى أن دوكنز وجد أحد كتبه عن أصول الكتابة العلمية لدى هؤلاء الصفوة المترهبنة المسيحية المثقفة، لقد سألهم دوكنز ماذا تفعلون هنا وما في الفائدة من عزلتكم في دير، فأجابوا بإجابات غريبة على غرار أن تكرسهم للصلوات لأجل الناس يفيد الناس، لم يشأ دوكنز جرح أو إحراج هؤلاء الناس لرقيهم ورقتهم عكس سلوكه المعتاد الحادّ المعروف مع رجال الدين من أصحاب التوجهات السلفية، لكنه علق بعد خروجه في البرنامج أنه لا يفهم كيف ستفيد الناس وتحسن إليهم بدون الفعل والتفاعل والخروج لمساعدتهم، بمجرد أداء صلوات خرافية في عزلة. (لدوكنز صديق هو أسقف مثقف جدًّا، كان من الشخصيات الدينية التي وقعت مع العلماء الطبيعيين والبيولوجيين على العريضة المقدمة لتوني بلير لدعم تدريس التطور البيولوجي، يبدو أن سلوك دوكنز الغاضب الحادّ كان دومًا مع الأصوليين فقط، فهو اعتبرها حربًا فكرية في سبيل التنوير والعدالة).

 

{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}

 

لا أدري أأقول للمسلمين أني يسرني بابتسامة واسعة أم أني يؤسفني كأسلوب دبلوماسي مهذب أن أقول أن فصول كتابي هذا، وكل الكتب الناقدة للإسلام الأخرى تقول أن به اعوجاجاتٍ وعيوبًا من عدة نواحٍ يا حضرات السادة، من أخطاء علمية وتأريخية ولغوية وتناقضات وعيوب تشريعات وغيرها.

 

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)}

 

هنا كما قال محمد في آيات أخرى مثل {لفسدتا} و{لذهب كل إله بما خلق} يستدل بعدم وجود نزاع في الكون يوحي بوجود آلهة مختلفة على أن هناك إله واحد، لكن هناك حل مختلف أصح لم يفكر فيه محمد وهو لا يحتاج افتراضات خيالية وهمية بلا دليل كافتراضه، وهو الافتراض الإلحادي وعليه أدلة علمية ومنطقية وفلسفية كثيرة تثبته كحقيقة ويقول بعدم وجود أي آلهة، ومن الناحية الدينية والفلسفية وجود المتضادات كالمتعة والعذاب والراحة والعناء والوفرة والفقر والجدب والحياة والموت والصحة والمرض، هذا دفع البعض _كالزردشتيين والغنوسيين والمانوييين والكاثاريين من ضمن الغنوسيين كأشكال خاصة من الغنوس وغيرهم_ لتخيل وجود قوتين في الكون خيرة وشريرة، أهورمزدا وأهريمان في الزردشتية المجوسية، أو الإله الحقيقي الأول والإله المزيَّف الديمرج الصانع للمواد الذي اعتبره البعض يهوه اليهود نفسه إله موسى حسب بعض مذاهب الغنوسية الأكثر بعدًا عن المسيحية، فاستدلال محمد هنا ضعيف، فهناك غيره تأملوا الكون وتوصلوا إلى أساطير ووجهات نظر لاهوتية وخرافات أخرى، وحتى لو بالكاد أمكنه إثباته وهذا غير ممكن فهو لا يثبت نبوته ولا علاقة له بادعاآته.

 

{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}

 

تحدثت عن بطلان هذه الفكرة، وأن محمدًا يتحدث هنا عن ذنوب دينية وهمية خزعبلية، وليس ذنوب وآثام وجرائم حقيقية بتعريفها القانونيّ، لا يمكن انطباق فكرة لاهوتية كهذه على سارق أو قاتل أو مغتصب، فنسقط عنه العقوبة ونرسل له باقة من الزهور وشهادة تقدير وشكر، لأنه بعد ارتكاب جريمة كخطف واغتصاب فتاة بقسوة وعنف وحشيّ أعطى إحسانًا للمساكين!

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}

 

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}

 

تجربتي في الحياة تقول أن المتغطي بالأوهام كالدين والله عريان! لا حل لإنسان لمشكلة إلا بالاعتماد على نفسه واتخاذ الخطوات الإيجابية. كما قلت سابقًا لم يخطر على ذهن محمد وفكره قط فكرة الرد العقلاني اللاغيبي أي الإلحادي، العقل الديني عمومًا لا يتصور العالم دون خرافات وخزعبلات وأصدقاء خياليين لأنه اعتاد على ذلك.

 

 

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)}

 

أفكار خيالية، افترض القدماء البدائيون كما فسر الأمر ول ديورَنت في جزء ما طالعته من كتابه الضخم قصة الحضارة أن سبب الأحلام هو أن النفس أو الروح الخرافية تذهب إلى عالم آخر خرافي تخيلوه، لعدم علمهم بعلم النفس ودور العقل الباطن اللاواعي، لكن الإنسان وغيره في النوم لا يموت لأن وظائف الحيوية تعمل بكمالها وهو فقط يستريح بدنيًّا وذهنيًّا.

 

{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)}

 

ما لم يفهمه محمد قط أن الجدل في الغيبيات والخرافات لا يوصّل إلى نتيجة، طالما أن كل طرف معتقد بشيء غير ما يعتقد الآخر، لأنها لا دليل عليها ولا برهان، هي مجرد أساطير وخرافات، وحقيقةً فلا إله وآلهة ولا شفعاء ولا متشفَّع عنده.

 

29 العنكبوت

 

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}

 

{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)}

 

هنا تبرير ضعيف من محمد لعدم تدخل الله لصالح أتباعه في مقابل الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في مكة من الأغلبية الوثنية لقريش وكنانة وسكان مكة عمومًا. وعدهم محمد بتدخل إله جبّار بطريقة معجزية ولما لم يحدث ذلك بدأ يلجأ للتبريرات اللاهوتية، وما قد نسميه اللاهوت التبريري، وهو معتاد في كل الأديان القديمة، وليس الإسلام فقط. وهل الله المزعوم والذي يعتقدون أنه كلي المعرفة ومسبق المعرفة يحتاج إلى تجارب واختبارات ليعلم إيمان الناس به، وهل يوجد تبرير في الوجود للسماح بوجود آلام وعناء للناس؟!

 

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)}

 

سبقًا نقد هذه الفكرة من الناحية التشريعية، أنت لا تعطي مبلغًا ماليًّا أو رسالة شكر لقاتل متسلسل أو لص قتل أباك ليسرقه، لأنه توقف عن ذلك وعمل الخيرات. الجرائم الحقيقية_وليس الذنوب الدينية الخرافية _هي أفعال لا تسقط عقوباتها بالتقادم. الشيء الوحيد الذي قد يسقطها إما الخلل العقليّ أثناء فعل ذلك أو وجود دافع كالدفاع عن النفس أو الإصابة لاحقًا بالزهايمر لأن عقاب الفاعل سيكون بلا معنى حينئذٍ، أظن هناك مثال مضحك مبكي لبعض مجرمي الحرب ربما منهم قائد سابق للخمير الحمر لم تتم محاكمته في محكمة العدل الدولية رغم القبض عليه لأجل إصابته بالزهايمر وتدهوره التام.

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)}

 

مقصود محمد من هذا هو التسويف والممطالة لأتباعه لعجزه عن الإتيان بمعجزات خارقة لصالحهم مما كان يدّعيه كإهلاك قريش كما عرضنا بأول باب التناقضات، فهو هنا يتحدث عن نوح وألف سنة إلا خمسين عامًا! يعني يتكلم عن صبر وزمن طويل للغاية، ولو لم تسر الأمور لصالحه بعد الهجرة إلى يثرب وينقلب الميزان لصالحه لكان موقفه أمام أتباعه سيكون غاية في السوء. بالنسبة لحديثه عن الطوفان الأسطوريّ كآية وعلامة فللأسف لم أكن حاضرًا لهذه المعجزة الوهمية الخرافية التي نفاها العلم بكل معطياته الحديثة، وعلم التاريخ كذلك.

 

{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)}

 

لكن للأسف فالله الإسلاميّ وإله المسيحية واليهودية كذلك مجرد وهم وخرافة لا فائدة له بدوره كذلك. الله والعون الخرافي منه مجرد صنم فكريّ.

 

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)}

 

وفقًا لهذا النص، رغم أو مع ادعاء محمد لإرسال الله لرسل لكل الأمم من بنيها وبلغاتهم، فمنذ ما قبل الميلاد [تأريخ ميلاد يسوع الناصريّ] وقبل الهجرة المحمدية بآلاف السنين حصر الله النبوة في نسل إبراهيم الأسطوري، بالتالي حسب القرآن لم توجد نبوة منذ زمن إبراهيم سوى في بني إسرائيل وبني إسماعيل، اهتم الله فقط وحصريًّا بإرسال عشرات الأنبياء لقبيلة أو شعب واحد شبه بدويّ ونصف زراعيّ هامشيّ ليس بأهم الشعوب ولا أكثرها تميزًا، شعب بني إسرائيل القديم، مع كامل تقديري لكل البشر، وأهمل كل شعوب العلم الكبيرة كالمصريين وشعوب الشام والعراق القديمة والأردن والهند والصين وروما وبيزنطة [تركيا] الحثيين القدماء، وغيرها. يبدو هذا تصورًا سخيفًا غير معقول وبعيدًا عن المنطق، الدين اليهودي كان دينًا قوميًّا خاصًّا بقومه فقط، أنبياؤه كانوا خاصين بيهوه كإله قومي، مثلما كان للآلهة الوثنية التي كانت بمثابة شعارات أو طوطم لكل شعب آخر، كهنة وأنبياء كأنبياء بعل وغيره، أحد زملائنا كتب منذ زمن موضوعًا عنونه بعنوان (زحمة أنبياء بني إسرائيل). معظم أنبياء القرآن يهود إسرائيليون لأنه مقتبس من اليهودية وكتابها، سوى ما اقتبسه محمد من القليل من الخرافات العربية الوثنية التي أسلمَها.

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}

 

من الناحية الفيزيائية تعتبر شبكة العنكبوت قوية جدًّا بالقياس إلى سمكها الرقيق كخيوط، بعض أنواع العناكب تنتج خيوطًا قوية بصورة غريبة لدرجة أن العلماء زرعوا جين البروتين الخاص بها في الماعز لينتجوا بكميات اقتصادية ذلك النسيج لصنع مواد ربما منها ملابس، يقول الفيزيائيون كما في كتاب (فيزياء المستحيل) أن النملة بالنسبة لحجمها أقوى من الفيل، ولو ضخَّمْت طائرًا بنفس مقاييس جسمه فلن يتمكن من الطيران، لأن كم العضلات المستلزم لرفع نفسه في الطيران لن يكفي لرفع العضلات نفسها. ختامًا ربما ليست شبكة العنكبوت بيتًا يسكن فيه بل هو مصيدة كما هو واضح، يظل الأمر أن تعبير محمد هو تشبيه ومجاز، لكن برأيي أن اللاجئين للوهم الديني الإسلامي والله هم كذلك كمن يستند على الفراغ ويستعين بالعدم وبصديقٍ خياليّ، وبتعبير القرآن هم كالعنكبوت يتخذ من خيوط واهنة بيتًا وهميًّا، بل على الأقل خيوط العنكبوت لها فائدة ملموسة للصيد والتغذّي.

 

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)}

 

الله كذلك هو خرافة ولا شيء، صديق متخيَّل، أحد صحبنا يسمي الله بالفئة الفارغة حسب مفهومه الفلسفيّ، كائن عديم الصفات، كل صفاته هي ليس بكذا، وليس بكذا.

 

{بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)}

 

كما قلت سابقًا الظلم هو التجاوز على حقوق غيرك أو أذيتهم بلا سبب، أما محاولة تغيير المعنى المعروف والمنطقيّ واللغويّ للظلم فتفسد كل القيم والمبادئ وتجعلها بلا معنى، بل وتجعل الكلمات نفسها بلا معنى ولا أهمية.

 

{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)} العنكبوت

 

ها هو قد أعلن عجزه التام عن تحقيق أي من مزاعمه الخرافية الماورائية في أوج احتياجه لإحداها كدليل على نبوته. محمد اعترف في كثير من النصوص [الآيات] التي عرضناها في باب المعجزات المزعومة وباب التناقضات القرآنية، ثم نجد على النقيض بعض إشارات لمعجزات مزعومة في القرآن، ويكتب علماء المسلمين في كتبهم التراثية في تنافس بينهم على الهراء عدة كتب تحمل كلها عنوان (دلائل النبوة) وأحيانًا (معجزات الرسول)، وكرس ابن كثير في آخر حديثه عن سيرة محمد في كتابه البداية والنهاية جزءً كذلك للدلائل والمعجزات المزعومة الوهمية تلك، وهم يسردونها بالمئات فهذا برصٌ يكلم محمد، وهذه شجرة تطيع محمد وتمشي إليه، وهذا جمل أو حمار يكلمه، إلى آخر الهراء بأشكال لا نهائية لا حصر لها، أين كان كل هذا عندما احتاج محمد القليل منه بل واحدة منه فقط في مكة ولم يستطع الإتيان بها؟!

 

{قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)}

 

ونعمَ الشهود، والسبع نعمات أو تنعام كما يقول الشوام، لكنْ هل سيحضر هذا الشاهد ليدلي بشهادته أمام الناس؟! هل تجلب الله الخرافي إلى محكمة وتقول الله شاهدي؟! نموذج لاستدلالات ومناقشات مهاترات محمد الغير منطقية التي لا طائل منها، لنفترض أني آمنت بجدية بالدعابة الإلحادية المسمّاة (إله وحش المكرونة الإسباجتي الطائر)! هل يمكنني أن أقول بجدية: قل كفى بإله المكرونة الإسباكتي الطائر شاهدًا على صحة نبوتي ورسالتي من عنده؟!

 

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}

 

كما عرضت في أول باب التناقضات القرآنية فقد هدد محمدٌ قومَ قريش بأنهم لو طردوه أو أذوه فسيهلكهم الله سريعًا، وقد اضطر محمد آخر الأمر للهجرة والفرار، ولم يحدث شيءٌ من مزاعمه، كذلك هنا نكتشف فشله في الإتيان بالعذاب والهلاك المزعوم على قريش، كالذي وصفه في أساطيره على أنه حدث لثمود وعاد وقريتي قوم لوط وجنود فرعون وغيرهم، ويضطر للمزاعم الخرافية الأخروية الوهمية كيوم العدالة الإلهية التامة المنتظر والحساب، في مقابل بطش وظلم واضطهاد بعض وثنيي قريش لأتباعه، وهنا ثاني مرة يرد فيها التلميح بأمر محمد لأتباعه بالهجرة من مكة لسوء أوضاعهم بها، والإشارة الأولى في سورة الزمر، ومعظمهم وجدوا أفضل مهجر متاح آنذاك لدى ملك الحبشة إثيوبيا، المسمى في كتب الإسلام بالنجاشي أصحمة، ويقال أنه أسلم، ويعتقد البعض أنه كان أريوسيًّا أو أبيونيًّا ذا رأي قريب نوعًا مامن الإسلام.

 

{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)}

 

خيرات الطبيعة موجودة ومتوفرة فحسب، وافتراض كائن خفيّ يوفِّر تلك الأشياء ويعطيها بشكل خفيّ ما غير معقول وغير واقعيّ للغاية. هذا كافتراض أن محرك السيارة به كائن خفيّ هو من يجعل البنزين يحترق.

 

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)}

 

وفي هذا النص وما قبله لم يخطر على ذهن محمد المحدود قط فكرة الخيار العقلانيّ الماديّ، ورفض خرافة الله والغيبيات.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)}

 

كما قلت في نقد نصوص مشابهة سابقًا، ليس من معجزات الله الخرافي ولا نعمه وجود أوضاع سياسية ودولية ودينية أوجدها البشر ومجتمعاتهم، دولة الفاتيكان مثلًا أو دول عدم الانحياز كونها في حياد وسلام من ناحية الحروب الدولية ليس دليلًا على أنها حرم مقدّس قدسه الله، بل أغلب دول عدم الانحياز العريقة المعروفة ملحدون مثلنا نحن.

 

31 لقمان

 

{هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}

 

ليس المسلمون وحدهم من يوجد من بينهم محسنون، فهذا في كل الاعتقادات عمومًا، والدين لا يحتكر الأخلاق والخير والإحسان والمفاهيم الأخلاقية، أما إقامة الصلوات والطقوس الخرافية فليس لعا علاقة بالإحسان بمفهومه اللغوي والمنطقي، عندما تقوم بطقوس دينية فأنت لا تحسن إلى أحد، بينما عندما تساعد عجوزًا على عبور الطريق أو تعطي فقيرًا مالًا أو ملابسَ فأنت تقوم بإحسان.

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}

الشخص المذكور هنا وهو النضر بن الحارث، القرشيّ الوثنيّ، كما تقول كتب التفسير والسيرة لابن هشام قاوم دعوة محمد بشغل الناس بأساطير الفرس التي تعلمها منهم كمنافس لأساطير محمد، طالما هؤلاء القدماء من العرب كانوا مولعين بالخرافات لا المنطق أو البحث العلمي والتجريبي، بمجتمعهم البدوي، وكانت معظم الحضارات في القرون الوسطى منهارة من الناحية العلمية والفكرية والفلسفية عمومًا. حسنًا أعتقد أن معظم ما كتبتناه كملحدين إنجليزيين وأمِرِكيين وفرنسيين وعرب أنا منهم وفرس وغيرهم من الأجناس واللغات اتسم بالجدية الشديدة والاهتمام بموضوع الجدل بيننا وبين المتدينين عمومًا، أبحاثنا تغطي مجالا وتخصصات عديدة حسب تخصص وعلم كلٍّ منا، منا علماء أديان باهتمامات مختلفة، منهم من درسوا وترجموا نصوص الدين المصري القديم، أو السومري والبابلي والأكادي وغيره، ومنهم من قارن ونقد الأديان وهنا الأسماء بالمئات تقريبًا، ومنهم من كان من الفلاسفة فنقد الدين فلسفيًّا كديـﭭيد هيوم وبرتراند رَسِل وفيورباخ، ومنهم من هم علماء في مجالات عملية بحتة كفرانس دي وال في علم النفس التطوريّ وسلوكيات القرود، وعلماء في البيولوجي وفرع التطور البيولوجي والإحاثة والحفريات وغيرها، والفيزياء، والكونيات كستيفن هوكنج وستيفن وينبرج وعشرات غيرهما، بعضهم الآخر اتخذ مهارته الهزلية اللاذعة كسلاح إلحادي تنويري، أشهر مثال هنا هو الراحل طيب الذكر الأمِركي جورج كارلين، وله مترجمات كثيرة إلى العربية على يوتيوب، وربما يعتبر البعض أحد الكوميديين المصريين الشهيرين من ضمن الملحدين كذلك وهذا محتمل لشدة وتألق ذكائه. لكن بوجه عام لم يكن في كلامنا وأبحاثنا أي نوعٍ من لهو الحديث أو العبث أو التفاهة، حتى بالنسبة لرسامي الكاريكاتير المبدعين ومقدمي الستاندباي أو برامج الإضحاك والفكاهة منا، وأعتقد أن المسلمين بحاجة إلى الاستماع لكلمة الإلحاد والمفاهيم العلمانية والديمقراطية والعلمية لأنها ستحررهم من الكثير من مشاكلهم. بعض صالحي وتنويريي العرب ترجموا ويترجمون ويكتبون الكثير لأجل الإلحاد، وبعض صالحي وزارة الثقافة في عهد سوزان مبارك سمحوا ورعوا نشر كتب مترجمة لبرتراند رسل وريتْشَرْد دوُكِنْز، وغيرهما، وهذا شيء جميل وجهد مخلِص للتنوير والتحرير، يغلب الظن أنه سيضيع للأسف، مع كل جهودنا، بما فيه هذا الكتاب، مع انتشار الفقر والجهل وكل هذا السيل والطوفان من الانفجار السكاني الجاهل المتعصب الغارق في الدجل والخرافات الدينية، لكن يتبقى أن نرشد القليل من العقول المتميزة المفكِّرة غير الساذجة ولا الحمقاء على الأقل.

 

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}

 

في حقيقة الأمر فلا يوجد خلق من الأصل، هذه أسطورة فندها العلم تمامًا، وقتلها، راجع الباب الأول الأخطاء العلمية، وكل الكتب والمقالات المترجمة على النت عن النشوء والتطور، بهذا تسقط جدلية محمد ضد الوثنيين، لكن ليس معنى هذا صحة الخرافة الوثنية، بل أقصد سقوط وفشل أسلوب استدلال محمد هنا، فماذا لو رد عليه أحدهم قائلًا: أنا أعبد رب الحمير وهو إله له رأس حمار وهو الذي خلق الحمير حصريًّا فهذه لم يخلقها الله، أو أنا أعبد رب النمل أو ربما القطط؟! الجدال في الغيبيات وادعاء المزاعم الخرافية الغيبية يحتمل أي وكل شيء، ولا يمكن دحضه منطقيًّا ولا علميًّا في حد ذاته عمومًا، نحن لا نفحص الله أو ما يدعى أنه جزء منه في المعمل، فقط لو ادعى الدين تفاصيل معينة مناقضة للعلم عن قصة الخلق المرتبطة بالله، كخرافة الستة أيام، وبعض التفاصيل العلمية الخاطئة التي ناقشناها في البابين الأول والثاني، عندها فقط يمكن الحديث عن نقد علميّ على نحوٍ ممكن للدين ولعقيدة وجود إله.

 

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)}

 

نقدت فكرة تسخير أو عبودية الكائنات الحية الأخرى للإنسان، في باب اضطهاد الإسلام لبعض أنواع الحيوانات، ويتبقي أن نقول هنا أن وجود كتاب خرافيّ لدين خرافيّ بدوره لا يدل على صحته، محمد كان يجادل الوثنيين العرب ممن ليس لهم كتب دينية، لكنه لم يخرج إلى العالم الأوسع ليواجه الزردشتيين المجوس فكريًّا بكتبهم الدينية وخاصة الأﭬستا والكتب البهلـﭭية أو البهلوية اللاحقة، ولا البودييين والهندوس والكونفوشيوسيين والتاويين بكل كتبهم ومقولاتهم وفلسفاتهم ومذاهبهم ولا من هم أقدم ممن كان لهم كتابات وانقرضت دياناتهم ولا زلنا لليوم محتفظين بميراثهم بعد فك الخطوط المسمارية العراقية والكتابات المصرية القديمة مثلًا، أضف إليهم ملاحم وخرافات اليونان الجريكيين والرومان والأيسلنديين والنرويجيين.

 

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}

 

كثرة الكلام والثرثرة ليست علامة ودليلًا على إلهية الكلام، للبوديين التريبيتاكا وهي نص في مجلدات ضخمة مطولة منها نسخة ﭘاليّة وأخرى مختلفة صينية، ولهم مئات أو آلاف السوترات الخاصة بمذهب الماهيانا وأخرى للـﭭجريانا التبتية، وللبابيين والبهائيين والبيانيين الأزليين نصوص مطولة جدًّا، كل هذا لا يجعلهم على حق هم كذلك. لو أن الله كان له وجود وتكلم لقال كلامًا موجزًا وأهم بكثير من كلام محمد عن الأخلاق ومصير الإنسان وقوانين  الكون، إن القانون الذي اكتشفه أينستين مثلًا ويكتبه علماء الفيزاء برموز مختصر جدًّا بمعنى: المادة = الطاقة×مربع سرعة الضوء، هي جملة وحقيقة كونية أقوى من كل نصوص الأديان وأكثر أهمية، لأنها تتكلم عن حقيقة جوهر المادة وتقترب من الفهم الكامل بشدة بالنسبة لمستوى العلم الحاليّ، وجملة كهذه سببت كارثة كالقنبلة الذرية، وفوائد كالاستعمالات السلمية للطاقة النووية، دولة كفرنسا اليوم معظم طاقتها مستمدة من توليد الطاقة النووية.

 

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}

كل الآلهة باطلة، قال صديق مرح لي يومًا: الإلحاد شهادة أن لا إله حتى الله! حسنًا هو صديق كوميدي ظريف، لكن الإلحاد ليس مجرد دين معكوس أو معكوس دين، فله هوية وأفكار وكيان مستقلين، أما حديثه عن السفن فالريح هي ما يدفعها وليس الله، هذا لو تكلمنا عن السفن البدائية البسيطة كسفن فقراء الصيادين، أو بالمجاديف يدويًّا، أما السفن الحديثة فتدور بالمحركات، وكل ذلك لا يحتاج الله الخرافي ولا يستلزمه، ختامًا الملحد على نحوٍ أصيل حتى لو بلغ الماء فمَه ورئتيه فلن يلجأ لوهمٍ خرافيٍّ لا جدوى منه.

 

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}

 

يبدو أن العلم الحديث كلما مر الزمن وتقدم أكثر سحب البساط من تحت قدمي إله الفراغات هذا، الذي يسندون إليه كل ما عجزوا عن فهمه أو معرفته، فيمكننا اليوم معرفة جنس الجنين وصحته وعدم إصابته بمرض وراثي من خلال الأشعة والفحوصات وهو ما زال في رحم الأم. بعض الناس يمكنهم معرفة أين سيموتون على الأرجح، لو أنك شخص مقعَد أو مريض عجوز مثلًا تعيش معتمدًا على الآخرين فأنت علم على الأقل أنك ستموت داخل منزلك أو دار المسنين التي تعيش بها، بينما مقعدتك على الكرسيّ المتحرك ملتصقة به من كثرة الجلوس، وهي ميتة رائعة فاتنة حقًّا ومريحة. كذلك يمكنني أحيانًا معرفة ما سأكسبه غدًّا لو عندي وظيفة ذات مرتب ثابت ونفقات ثابتة تقريبًا، على الأغلب لم يعرف مجتمع محمد فكرة الوظيفة ذات المرتب الثابت، إنه مجتمع غير متمدن، لا تنسَ ذلك، ليس فيه وظائف الأفندية تلك التي كانت عند شعوب أخرى منذ قدمها كالكاتب المصريّ الجالس برسوماته وتماثيله الشهيرة أو لاحقًا إداريي دولة الفرس أو روما أو بيزنطة أو مصر البطلمية والرومانية. هذه وظائف ستظهر مع ظهور دواوين الخلافة الإسلامية.

 

42 الشورى

 

{تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)}

 

يقول الطبري:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) قال: يعني من ثقل الرحمن وعظمته تبارك وتعالى.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ) : أي من عظمة الله وجلاله.

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.

حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ) قال: يتشقَّقن في قوله: (مُنْفَطِرٌ بِهِ) قال: منشقّ به.

 

لو أخذنا بهذا المعنى والفهم التجسيدي الفظ البدائيّ لوجود ثقل وكتلة لله، فهذا ليس في صالح الإسلام ونظريته اللاهوتية بعيوبها الكثيرة فعلًا التي أنتقدها في باب اللاهوت البدائيّ التالي، هذا التصوير المرعب الهزليّ لا يخيف شخصًا عاقلًا متزنًا، سيبدو طريفًا قراءته مع كوب مشروب طبيعي مثلج أكثر، مع شدة إملال النص القرآني بخرافاته عمومًا، إنه لعجيبٌ أني حتى في إسلامي كنتُ لا شعوريًّا أشعر بالملل من استماع كلام كهذا، ولم أكن أتوقف كثيرًا للبحث عن السبب.

 

{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)}

 

حقيقةً فالله لا يمكنه رفع عود كبريت عن الأرض، لأنه غير موجود، كيف يمكن لمعدوم لا وجود له، كائن خرافي وهمي فعل أي شيء؟! هذا كأن أقول أن ميكي ماوس الفأر قادر على حل مشاكل الدول الاقتصادية!

 

{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)}

 

هذا كأنه تصور أن الله كرجل كبير في الحي ينزل الشارع ليحل المشاكل والخلافات والشجارات كأخ أو أب كبير للجميع، لا أدري لم أرَ الله في الحي [الخاص بنا] كثيرًا مؤخرًا. هل تنادي الله الخرافي ليحل المشاكل بينك وبين غيرك؟! هل يستدع الناس الله عند اشتداد واحتدام مشاكلهم مع بعضهم الآخر؟! على الأرجح عندما تحتدم المشكلة يلجؤون إلى طرف وسيط بشريّ للصلح كرجل مقبول من الطرفين حكيم، أو حتى الشرطة والقضاء، وربما مجلس به كبار المنطقة وشيوخها وأبناء المنطقة في الأماكن الشعبية والبدوية بالدول النامية.

 

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16)}

 

قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط:

 

{لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} : أي قد وضحت الحجج وقامت البراهين وأنتم محجوجون ، فلا حاجة إلى إظهار حجة بعد ذلك. {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } وبينكم ، أي يوم القيامة ، فيفصل بيننا. وما يظهر في هذه الآية من الموادعة منسوخ بآية السيف.

{وَالَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِى اللَّهِ} : أي يخاصمون في دينه ، قال ابن عباس ومجاهد : نزلت في طائفة من بني إسرائيل همت برد الناس عن الإسلام وإضلالهم ومحاجتهم ، بل قالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ؛ فديننا أفضل ، فنزلت الآية في ذلك. وقيل : نزلت في قريش ، كانوا يجادلون في هذا المعنى ، ويطمعون في رد المؤمنين إلى الجاهلية. واستجيب مبني للمفعول ، فقيل : المعنى من بعدما استجاب الناس لله ، أي لدينه ودخلوا فيه. وقيل : من بعدما استجاب الله له ، أي لرسوله ودينه ، بأن نصره يوم بدر وظهر دينه. {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} أي باطلة لا ثبوت لها.

 

وقال الزمخشري في الكشاف:

 

لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ أى لا خصومة لأنّ الحق قد ظهر وصرتم محجوجين به فلا حاجة إلى المحاجة. ومعناه : لا إيراد حجة بيننا ، لأنّ المتحاجين : يورد هذا حجته وهذا حجته اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا يوم القيامة فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم ، وهذه محاجزة ومتاركة بعد ظهور الحق وقيام الحجة والإلزام. فإن قلت : كيف حوجزوا وقد فعل بهم بعد ذلك ما فعل من القتل وتخريب البيوت وقطع النخيل والإجلاء؟ قلت : المراد محاجزتهم في مواقف المقاولة لا المقاتلة.

 

وقال القرطبي في تفسيره:

 

قال مجاهد : ومعنى {لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} لا خصومة بيننا وبينكم. وقيل : ليس بمنسوخ ، لأن البراهين قد ظهرت ، والحجج قد قامت ، فلم يبق إلا العناد ، وبعد العناد لا حجة ولا جدال.

 

في هذا النص اعترف محمد أخيرًا بما سبق وقلته، من أن الجدال الطويل أو حتى اللانهائي حول الخرافات والماورائيات لا طائل من ورائه، لاستحالة إثبات أي رأي واعتقاد فيها، لو ظل طرفا إيمانين أعميين كالإسلام والمسيحية يتجادلان لمليون سنة فلن يصل أي منهما إلى شيء، حسنًا ربما لو اكتسبا أو أحدهما حكمة تعوزه بعد فترة طويلة كهذه فسيصل إلى حقيقة العقلانية-الإلحاد وكون الأديان خرافات.

 

وجاء في لسان العرب لابن منظور:

 

والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً نازعه الحُجَّةَ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً غلبه على حُجَّتِه

 

وفي معجم اللغة العربية المعاصرة:

 

ح ج ج

 

1331 - ح ج ج

احتجَّ بـ/ احتجَّ على يحتجّ، احتَجِجْ/ احتَجَّ، احْتِجاجًا، فهو مُحْتَجّ، والمفعول مُحْتَجّ به

• احتجَّ بكذا: استند إليه، اتَّخذه حُجَّةً له وعُذرًا "احتجّ بأقدميَّته لنيل ترقيةٍ".

• احتجَّ عليه:

1 - أقام الحُجَّةَ والبرهانَ "كان نحاة العرب لا يحتجّون على الصَّواب اللّغويّ إلاّ بلغة عدد محدود من القبائل".

2 - عارضه مستنكرًا رافضًا فعله "احتجّ الطّلابُ على رفع مصاريف الدِّراسة".

 

ح ج ج

 

1331 - ح ج ج

تحاجَّ يتحاجّ، تَحاجَجْ/ تَحاجَّ، تحاجًّا، فهو مُتحاجّ

[ص:445] • تحاجَّ القومُ: تجادلوا، تناظروا، تخاصموا مع بعضهم "إنّهم يتحاجّون بغير علم- {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} ".

 

إن اعتراف محمد يثبت ويبرهن على صحة جدليتي لإثبات كون الأديان خرافات وخزعبلات، لو ظل محمد ملايين السنين يدعو لما جعل كل الناس في الكوكب تتبع دينه، ناهيك عن فرض دينه على كل عرب شبه جزيرة العرب وعلى معظم سكان الدول الأخرى المجاورة كمصر والسودان والشام والعراق وإيران وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وغيرها. فقط السيف وسياسات التمييز العنصري الاستعلائي والاضطهاد هو ما كان مقنعًا جدًّا لأفراد الشعوب المقهورة لدخول الدين الإسلامي أفواجًا مثلما أدخل محمد عرب شبه الجزيرة العربية مساقين ومبايعين له كالخراف أفواجًا مجبورة في معظمهم.

 

{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)}

 

بالتأكيد ليس الله من أنزل الميزان لتجارات الناس وعدالتهم، ولا اخترعه الرسل الخرافيون، إن أساليب القياس البشريّ للكتلة والوزن والطول والعرض وغيرها هي اختراعات بشرية بحتة يستوعب بها البشر المقادير لتجاراتهم وهندساتهم وتصميماتهم وحتى طبخاتهم. ومثلها قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)} الحديد، و{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)} الرحمن

**

 

{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)}

 

هذه الفكرة من أقدم الأفكار والتصورات الوهمية تجذُّرًا في العقل الديني الواعي وحتى الباطن غير الواعي، من أقدم الأديان كأديان العصر الحجري والبدائيين، وحتى ديانات مصر القديمة والعراق والشام، وهو افتراض وجود يد خفية لإله أو آلهة تمنح البشر والكائنات خيرات الطبيعة التلقائية التي يسعى الإنسان إليها، انظر مثلًا كيف رسم أخناتون إلهه الشمس آتون كما تصوره كقرص شمس له أيادي كثيرة تمتد للأرض، لكن هذا تصور باطل وهميّ، فأين لطف الإله المزعوم فيمن يموتون جوعًا وعطشًا في أماكن، فيما يغرق آخرون في السيول والعواصف؟! أهو إلهٌ عابث ساخر شرير مثلًا؟! حقيقة فأي تفكر حكيم بهذه الأمور ينفي فكرة الله الخرافية، مجرد التأمل في مظاهر البؤس البشري في بعض مناطق العالم على مدى التاريخ من مجاعات نتاج الجفاف، وفقر وتشريد وناس في العراء والبرد بسبب الحروب كألبان كوسوﭬو أو السوريين في حرب سوريا الأهلية الكبيرة، أو العراقيين فيما بعد انسحاب أمِرِكا وإسقاطها نظام صدام حسين تاركة البلد في فوضى وأمواج من الجماعات الإرهابية الأكثر جنونًا، حينما أقرأ مثلًا عن شخص يتوسل الأمم المتحدة لتوفر له لجوءً هو أسرته بعدما قتل الإرهاب كل أسرته لمجرد كونهم كانوا موظفين حكوميين اعتياديين في حكومة صدام، جماعات أخرى كانت تقتل الحلاقين بالذات لأنهم حسب تصورها يحلقون لحى الرجال، أي جنون؟!، أو حصار وقتل الرجال والنساء والأطفال لكونهم أتباع دين آخر كالأيزيدي (اليزيدي) على جبل سنجار وسبي وخطف واستعباد النساء وبيعهن واغتصابهن، أو الصوماليين وكثير من دول أفريقيا وبلاياهم، لا تترك مجالًا لخرافة ووهم كهذا، تحتاج أن تكون عديم التفكير والحس بعد مشاهدتك لكل ذلك أو بعضه، أو ممن يعيشون في برج الفلاسفة الدينيين العاجي المنعزل لتعتقد بخرافة الله.

 

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)}

 

ومن قال أن هناك إلهًا شرّع وفرض التشريعات البدائية الهمجية في معظمها التي في دين الإسلام أو اليهودية أو الهندوسية مثلًا؟! انظر إلى أبواب التشريعات الشاذّة والهمجية وتأمّل بحق وإنصاف ونزاهة، أهذا دين إله وتشريعاته أم مجرد أساليب همج بدائيين وحشيين متهوّسي العقول؟!

 

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}

 

مرة أخرى يعطينا محمد ردًّا مختلفًا على اتهامه بالادعاء والكذب، فمرة قال أنه لو كان كذلك لأماته الله (الحاقة: 46) وهو ذات ادعاء سفر التثنية التوراتي وقلنا أنه غير سليم، ومرة قال أنه لو كان كذلك فسيحاسبه الله يوم البعث الخرافيّ (غافر: 28)، وهنا يقول أنه لو كان كذلك فإن الله قادر على أن ينسيه القرآن، ويعتبر محمد أن القلب هو محل وعضو الذاكرة والحفظ والفهم وهو خطأ علمي. كل هذه الردود وهمية تناسب الأتباع ذوي العقول الطفولية المستعدين لقبول كل جدلياته حتى أضعفها وأكثرها لا معقولية، فكثيرون ادعوا نبوات وأسسوا أديان ناجحة.

 

{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}

 

هذا ادّعاء باطل، وفرة الموارد وعدم ندرتها من شأنه لو حدث في كل العالم أن يحل كل أو معظم مشاكل البشر الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والمادية وحتى الصراعات بين الدول، لو أن هناك وفرة لا نهائية في البترول مثلًا لماذا ستصارع وتحارب دول الغرب الأقوى للسيطرة على الدول المتوفر فيها؟! ولماذا سينتشر الجهل والفقر والتدين والتعصب والدروشة والزهد والحقارة الفكرية؟!، إن الناظر لحال الدول الأكثر ثراءً واهتمامًا برفاهية العنصر البشريّ كأستراليا والنروِج (نورواي) والدنمارك وإسكتلندا والنمسا والسويد ثم جرمانيا وفرانس وإنجلاند (بريطانيا) يراهم لا يعانون من مشاكل الشرق الأوسط وأفريقيا الكبيرة والحادة التي نراها عندهم، وكلما ازداد رفاه أفراد الدول والمجتمع من تعليم وصحة ونوادٍ ثقافية ورياضية ومكتبات عامة ومرتبات جيدة ازدادت العلمنة والحرية والإلحاد وقلت المشاكل والعنف، لانعدام أسبابه. ما سيكون حقًّا مفسدة مطلقة وخراب كامل ليس وفرة الموارد، بل وفرة  القوة والقدرة لأنها ستؤدّي إلى حروب وعنف وشرور.

 

{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)}

 

هذا كلام بدائيّ مناسب لبدائيي شبه جزيرة العرب الذين يعيشون على الأمطار، لكن الإنسان المعاصر الحديث يسخر من هذا الكلام ويعتبره سخافة وبدائية، الإنسان في دول كثيرة كإنجلاند بريطانيا وأمِرِكا ومصر والسودان وإثيوبيا وسائر دول أفريقيا المطلة على النيل، والعراق والشام ربما عدا الأردن وغيرها تتوفر لها أنهار عذبة وسدود فلا تحتاج إلى الاعتماد على الأمطار، كذلك دول الخليج العربيّ اليوم تعتمد على تحلية مياه الخليج المالحة، وبهذه الطريقة ومع تخزين المياه في خزانات ضخمة لا نحتاج ولا نلتفت اليوم في دول كهذه للأمطار ولا نهتم بها كثيرًا ولا قليلًا، قد "نتفاءل" بها فقط كمياه عذبة جاهزة فنخزن بعضها عندما تمطر في الخزانات كمخزون عذب إضافيّ. وسوف نرى في باب الخرافات طريقة تأدية محمد لصلاة سقوط الأمطار على الطريقة البدائية بأن يصلي ويسأل الله بعدما يلبس قميصه بالمقلوب لاعتقاد قدماء العرب قبله بأن ذلك يغيِّر الأحوال حسب سحر التماثل الخرافيّ (كما يسميه جيمس فريز في الغصن الذهبي).

 

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)}

 

{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48)}

 

الجملة الأولى بصيغة الحصر، يعني جامعة مانعة، وهو كلام باطل، كثير من الناس يعانون بلا ذنب فعلوه، مجرد نتاج صدف عشوائية للقدر بأحداثه أو عشوائية الجينات، ما ذنب طفل رضيع يولد ويعاني الآلام الرهيبة لعدة أيام أو شهور من مرضٍ وراثي أو نتاج خلل في الحمل، ثم يموت؟! وماذا عن حدوث ذلك لحيوان في الغابة والبريّة لو زعمتم أن هذا عقاب أو ابتلاء لأهل الطفل؟!

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)}

 

كلام بدائيّ، لشخص محدود التصورات لم يعلم المستقبل وتقدم العلم والتكنولوجي، فلتتوقف الرياح تمامًا فستدير محركاتنا سفننا وتحركها بأفضل من أي رياح بكثير. فلينتهِ البترول والغاز من الأرض، وسنصنع سفنًا تعمل بتخزين الطاقة الشمسية أو الاندماجات أو الانشطارات النووية وهي وسائل تقدمنا فيها كثيرًا ويسهل أن نتقدم فيها أكثر، وبكل مصدر طاقة آخر لم يكن ليخطر على بال محمد ومجتمعه، البعض حتى يتصور استعمال المادة المظلمة لو كان هناك شيء كهذا حقًّا في الكون لتدوير سفن الفضاء والمواكيك، انظر كتاب فيزياء المستحيل. هذه الآية وأمثالها كذلك في باب الأخطاء العلمية وهي جديرة بذلك.

 

10 يونس

 

{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)}

 

كما قلت سابقًا فمهما حدث للملحد الأصيل في إلحاده فهو لن يلجأ أبدًا لأوهام دينية لا فائدة منها.

 

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}

 

تكرار لأساطير وهمية.

 

{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}

 

المرحلة التي يصل شخص ما فيها إلى فكرة معينة أو اكتمال فكرة معينة في ذهنه، كفكرة محمد لتأسيس دين عربيّ للعرب، يمكن أن تأتي في أي مرحلة، طاغور تعلم الإنجليزية وكتب بها أشياء صارت من علامات الأدب الإنجليزي في سن كبيرة، والنابغة صار شاعرًا في كبر سنه فقط. حاليًا أترجم بسرعة لا بأس بها ولو بالاستعانة بقواميس كتبًا إنجليزية اللغة، لو قلتَ لي قبل بضعة سنوات أني سأفعل ذلك لما صدَّقتُ لانعدام معرفتي بالإنجليزية آنذاك، الإنسان يتطور ويتعلم، وليس كتلة صلبة أو حجرًا، فقط تختلف قابليات التعلم، محمد يحاول التهرب وإنكار بديهيات واضحة أولية كهذه، بتبريرات ودفاعات واهية ضعيفة كالقشة.

 

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}

 

وصف إنسان بالإجرام لمجرد عدم تصديقه بمزاعم دينية خرافية هو استعمال للكلمات يفقدها معانيها وأهميتها، الإجرام هو الإضرار بالآخرين أو بالنظام العامّ كقواعد المرور، لو اختلطت وتشوشت هذه المفاهيم ستفقد كل القيم معانيها وقيمها الحقيقية، وهو حاصل الأمر عند متطرفي المسلمين، لا بأس من قتل غير مسلم عندهم وسرقته وعمل تفجيرات وحتى خطف واستعباد واغتصاب نساء غير مسلمات، لكن ترك صلاة العصر أو العشاء مسألة كبيرة وإثم خطير، هذه نماذج لعقول معتلة اختلت بسبب إفساد الدين لها ولبنيتها. قال محمد أنه لو كان مدعيًا فهو مجرم، وأنا أتفق معه...لقد كان مجرمًا حقًّا، ليس لمجرد ادعاآته الخرافية الغيبية، بل لنشره الجهل والخرافات وما يؤذي الناس ماديًّا وفكريًّا وصحيًّا، ونشره الكره بين البشر على أساس التعصب الدينيّ والقوميّ الانغلاقيّ البغيض المهووس.

 

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}

 

{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)}

 

هنا عاد محمد لأسلوب جداله العقيم الممل، الجدال في غيبيات لا يوصل إلى أي شيء، الله كذلك لا يضر ولا ينفع لأنه خرافة وصنم فكريّ ذهنيّ، يقول محمد أن الله لا يعلم ذلك وينكره، هل كان يستطيع الإتيان بالله الخرافي ليتكلم بنفسه عن نفسه، أهو إله خجول يحتاج من يتكلم عن نيابة عنه ولا يمكنه المواجهة؟! ولنفترض أني أعتقد كالقرآن أن الله جالس على عرش على طريقة الملوك الأرضيين البشريين، لكني أعتقد بالإضافة إلى ذلك أنه مصاب بتصلب المفاصل لأنه إله عجوز ولذلك يضع كرسي آخر أمامه ليمد عليه رجليه في استرخاء، فأي جدلية دينية ستنفي وجود الكرسي الآخر وأن الله مادٌّ رجليه عليه؟! هذا حديث أورده الطبري في أول تفسيره لسورة الشورى يقول أن لله يجلس واضعًا رجلًا على الأخرى بتغطرس بشريّ مضحك وفقًا لمفاهيم الثقافة العربية عن وضع الرجل أو الساق على الأخرى، وهو حديث منكر باصطلاح علماء الحديث، لكن يمكن نفي الرأي اللاهوتي التالي نفيًا لا يدع احتمالًا لصحته:

 

حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا حسين بن محمد، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس، قال: جاء رجل إلى كعب فقال: يا كعب أين ربنا؟ فقال له الناس: دقّ الله تعالى، أفتسال عن هذا؟ فقال كعب: دعوه، فإن يك عالما ازداد، وإن يك جاهلا تعلم. سألت أين ربنا، وهو على العرش العظيم متكئ، واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمسمائة سنة ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمس مئة سنة، وكثافتها خمس مئة سنة، حتى تمّ سبع أرضين، ثم من الأرض إلى السماء مسيرة خمس مئة سنة، وكثافتها خمس مئة سنة، والله على العرم متكئ، ثم تفطر السموات.

 

{وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}

 

لا شك أنه انتظر وأنهم انتظروا إلى حين وفاة محمد دون حدوث ولا معجزة واحدة قام بها. المعجزة الوحيدة كانت قدرته المستمرة على الكذب، وأن كثيرين كانوا بالسذاجة الكافية لتصديق الهراء والخرافات لجهلهم.

 

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}

 

قد نردّ بسخرية على هذا النص بأننا مخلصي الاعتقاد للإلحاد والعقلانية والمذهب الماديّ العلميّ، المذهب الإنسانيّ، مهما حدث من أحداث جيدة أو سيئة، كمبدإٍ مستقلٍّ.

 

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31)}

بل سنقول لا أحد، هذه خيرات طبيعية تلقائية صدفوية نسعى نحن لرعايتها بالزراعة أو تربية الحيوانات وغيرها، لا أحد يملك سمعي ولا بصري ولا عقلي، أنا مُلك نفسي ولي مطلق الحرية أن أرى وأسمع وأفكر ما و فيما أشاء، ولا توجد في الطبيعة عودة للميت إلى الحياة سوى في البكتيريا والـﭭيروسات، تصور محمد للنباتات تنشأ. من العدم تصور خرافي غير علمي.

 

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}

 

استدلالات وهمية، فلا إله خلق، ولا يوجد خلق من الأساس، العلم نفى خرافة الستة أيام لخلق الكون والكائنات وهي أسطورة ضعيفة لا محل لها من الحقائق العلمية اليوم، الدين كذلك لا يهدي بتعاليمه بل يضل الناس وهو ما نبرهن عليه بهذا الكتاب بفصوله العديدة.

 

{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37)}

 

وما الذي سيمنع من افترائه وتلفيقه، كل الأدلة من كل أبواب هذا الكتاب، وبالذات الباب الأول عن الأخطاء العلمية والثاني عن الأخطاء التأريخية وباب الخرافات وغيرها يثبت أنه تلفيق وكذب بحت وضحك على العقول الساذجة.

 

{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)}

 

كلام مطاطي يحتمل معاني ونبوآت كثرة، وهي طريقة المتنبئين والمتكهنين منذ القدم، قول كلام غامض يحتمل عدة معاني. فقد يعني هنا معجزة سماوية مزعومة، ربما ينتظر وقوع أي حدث عاديّ مما يحدث للناس من الحوادث ليدعي أنه غضب إلهيّ، أو نصر عسكريّ لأتباعه...إلخ

 

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}

 

نقدت من قبل هذا االتحقير السخيف لجهود وكفاح الجنس البشري لبناء الحضارة ورفاهية البشر والسعي لكل خير ورزق وإحسان للآخرين.

 

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}

قال امرؤ القيس الكندي في شعره (حلفتُ لها حلفةَ فاجرٍ)، وهذه حلفة فاجر أي كاذب عاصٍ مارق، فكل الأدلة ضد زعمه، لا إله كان سيرتكب الأخطاء العلمية التي أرودناها في أول بابين، ولا الأخطاء التشريعية والأخلاقية الأخرى التي ارتكبها محمد. مجرد القسم لا يثبت شيئًا. أحد أصدقائنا مازحني يومًا فكتب لي: أقسم لك....والله الذي لا أؤمن به  أبدًا ولا أعبد...هل ينبغي أن نعتبر قسمه في حد ذاته دليلًا على الصدق إذن؟! محمد قال أن الشيطان نفسه أقسم لآدم وحواء في الأسطورة {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)} الأعراف.

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

 

هنا نطرح كذلك السؤال ومن قال أن خرافات الإسلام عن تحريم لحم الخنزير وغيره مثل الضفادع والقنافذ  صحيحة كذلك؟! العلم يفنّد كل ذلك كأساطير. اعترف أحد المقربين لي مع كونه مسلمًا أنه عاش في الغرب دهرًا غير متدينٍ مختلطًا تمامًا بالأوربيين وكان يأكل لحم الخنزير بشراهة، فلم يضره هذا في شيء بل استمتع به كأي لحمٍ آخر. عند الشعوب الأخرى كالغربيين والآسيويين لحم الخنزير من المصادر الرئيسية للبروتين، مثله مثل لحوم الطيور والأبقار والجواميس.

 

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}

 

وما عليه المسلمون كذلك هو ظنون وأوهام، وإيمان أعمى وثوقيّ جاهل.

 

{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}

 

وبفرض وجود الله الخزعبلي، فهل كل نقدي هنا وخاصة البابين الأولين للكتاب هما برهان على معرفة محمد شيئًا عن الله وأنه كان له خط اتصال معه؟!

 

{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}

 

كلام غير منطقي ولا يستقيم، وعرضنا أمثلة سابقة مماثلة لذلك، فما علاقة قوم نوح الأسطوريين، بمن جاء بعدهم في أساطير أخرى؟! وهذا مماثل لقوله {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)} القصص، وسبق نقده.

 

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}

 

أمثال هذا النص معضلة لمسلمي اليوم، هل يجب إذن أن يعتبروا القساوسة والمطارنة والأساقفة وربيي اليهود وما شاكل مرجاع دينية إلى جوار شيوخ المسلمين، وسؤالهم في حالة الشك في شيء؟! وهل كون خرافات أو بعض خرافات الكتابيين توافق خرافات محمد والإسلام تعني صحة مزاعم محمد، أليست كلها خزعبلات يتخلص منها العقل السليم ولا يلتفت لها.

 

34 سبأ

 

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)}

استدلالات باطلة، وتبريرات واهية عجيبة، هل يحتاج الله المزعوم الكليّ القدرة والمعرفة أن يقوم بتجارب واختبارات ليعرف أخلاص وإيمان أتباعه؟!

 

{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)}

 

الله كذلك لا يملك شيئًا، لأنه مجرد وهم وخرافة.

 

{قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)}

 

هنا محمد كان يحاور الوثنيين، لكن بنفس أسلوبه المجادل هذا سنطلب منه كذلك أن يرينا الله المزعوم، أو من ينوب عن محمد من زعماء وأئمة المسلمين، مثلما طلب هو من الوثنيين أن يروه آلهتهم.

 

{وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (44)}

كما قلنا وجود كتب للخرافات ليست دليلًا على صحة مزاعم خزعبلية ما، لدينا كعلماء وملحدين كتب فكرية وفلسفية وعلمية فيها نور علم ومنطق وعلم أخلاق عظيم أفضل بكثير من الإسلام وتعاليم الأديان، محفوظة في تراث التنوير اللاديني للغربيين منذ القرن السادس عشر وإلى اليوم في عطاء مستمر للفكر اللاديني، ولم يترجم منه سوى القليل إلى العربية، نحتاج لترجمة أهم كتب ديـﭭيد هيوم وجون ستيورات مل وسائر التنويريين العظام والاهتمام كذلك بالكتب العلمية البحتة وكذلك الفكرية الإلحادية المعاصرة الأحدث الأهم.

 

{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (45)}

 

تكرار لأساطير تم كشفها في الباب الثاني.

 

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}

 

كما قلت سابقًا فمدعي النبوّة لا يطلب المال والمصالح والنفوذ سلفًا ومقدمًا، الأمور لا تسير بهذه الطريقة، محمد نال مكاسبه لاحقًا بحيث صار مجرد غضبه يؤدي إلى التفاف أتباعه حوله وموت بعض الأشخاص بمجرد إشارة منه بقتلهم، وزواجه من ثلاثة عشر امرأة خلال حياته، وأخماس غنائم عصابات الإسلام في كل شبه الجزيرة العربية، ونصف ريع خيبر ووادي القرى وفدك، وكل زكوات وصدقات أقاليم شبه جزيرة العرب، وإتاوات أو جزيات كل الكتابيين والمجوس والصابئة في الأقاليم التابعة له، يتصرف فيها كيفما شاء.

 

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}

 

وطالما هناك احتمال يعترف به هو نفسه بأنه مضلّ وكاذب، وهو احتمال اتضح أنه صحيح من خلال دراسة الإسلام، فلا معنى ولا سلامة لاتباع تعاليمه بعيوبها.

 

35 فاطر

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}

 

لا يوجد من هم غيره، وهو نفسه لا يوجد، لا أحد خرافيّ يعطينا هِبات وعطايا الطبيعة التلقائية.

 

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}

 

سبق وقلتُ أن التاريخ ينفي ذلك، لا نعلم نبيًّا واحدًا لا في التاريخ ولا حتى في أساطير الإسلام أو اليهودية أو حتى أساطير الأقوام الأخرى كان مصريًّا أو هنديًّا أو صينيًّا أو غيرها.

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}

 

هنا يستدل بظواهر طبيعية لا علاقة لها بمزاعمه، ويمكن تفسيرها علميًّا دون حاجة لتفسيرات خرافية دينية، ومعظم العلماء الحقيقيين في الغرب اليوم من علماء البيولوجي والفيزياء ملحدون في الواقع، لا يبالون بخرافة الله والدين إطلاقًا، وليس أنهم يخشون الله والخرافات كعاجزين لا يفكرون ومرتعشين فقط. الخائفون هم من لا يفكرون، رأس الجهل والحماقة هو الخوف.

 

{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}

 

كون القرآن تكرارًا وترديدًا لخرافات اليهود والمسيحيين وغيرهم لا يدل بأي حال على صحته، فكل هذه خزعبلات وأقاصيص.

 

{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}

 

في الإسلام من المتفق عليه في تعاليم الأحاديث أن الذهب والحرير محرم على الرجال المسلمين، كيف يكون فعل غيرَ أخلاقيٍّ في جوهره في الحياة الأرضية، ثم يتحول بطريقة سحرية إلى فعل أخلاقي في الجنة الخرافية، ألا ينبغي أن نفهم أن تشريع تحريم هذه الأشياء هو تشريع شاذّ من الأصل استمده محمد من تعاليم الدسقولية المسيحية المتشددة المنسوبة إلى رسل المسيح، ومعظم المسيحين عدا الرهبان لم يعملوا بتعاليم الزهد المذكورة لشذوذها وتشددها، لا يوجد ما هو غير أخلاقي من حيث المبدأ في لبس الحرير والذهب.

 

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)}

 

ناقشت من قبل ونقدت هذه الخرافة من عدة نواحٍ، أريد تكرار أنه لا يوجد تعذيب أخلاقيّ، كل وأي تعذيب لأي كائن حي هو لا أخلاقيّ، هذا هو النموذج اللاهوتي في عقول المسلمين الذي يجعل ضابط شرطة في تعامله مع متهم أو فرد أو مسؤول أمن دولة يدافع عن نظام الحكم ضد نقده يستعمل أسلوب التعذيب والعنف الجسدي، مع أن دستور أي دولة متحضرة متمدنة ينص على أنه لا عقوبات جسدية على المواطنين، وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة، التشريعات الإسلامية نفسها كذلك معظمها تشريعات عنف وأذى جسدي همجي كالجلد والرجم وقطع اليد وغيرها. هذه كلها منظومة فكرية واحدة فاسدة من أساسها وفي جوهرها. حتى العنف الأسريّ ضد الأطفال وضد الزوجات مستمد من هذه التعاليم وكذلك عنف مدرسيهم في المدارس والعنف بين الطلبة والأطفال وحتى في الشوارع بين ناسهم.

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40)}

 

من الناحية العلمية قصة الخلق الإلهي أسطورة، وسنتحدى المتدينين أن يرونا ما يزعمون أنه خلقه الله، إن كان هناك أي شيء خلقه من الأساس، ولا يمكن أن نفسره بالحقيقة العلمية للتطور البيولوجي وبأدلة علمية تنفي وتضادّ وتتعارض مع خرافة الخلق اللحظيّ المستقلّ في ستة أيام. أما قوله أن عدم وجود كتاب أو كتب دينية لعرب شبه الجزيرة هو فقدان برهان ودليل على صحة ادعاآتهم، فإن الزردشتيين عندهم كتاب فيه ذكر الآلهة الثانوية الشبيهة بالملائكة المعاونين لله-آهورامازدا، وكتب الهندوس وما أكثرها تذكر عشرات ومئات وآلاف أسماء الآلهة، هل يجعل هذا هؤلاء على بينة وهدى كلهم؟! براهين ونقاشات محمد ومعرفته كانت محدودة ببيئته العربية المحدودة، وهذا دليل على عدم إلهية مصدر القرآن.

 

{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}

 

تكرار لأساطير كشفناها في الباب الثاني.

 

7 الأعراف

 

{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}

 

مثل هذا النص خطير جدًّا لأنه يؤسس لتشويه البنية المعرفية والإدراكية عند المسلمين، فهم يتركون الحقائق العلمية والبديهيات الواضحة الحقيقة لأجل اتباع وتصديق أوهام خرافية ينفيها العلم والمنطق والحس الأخلاقيّ، بدعوى أن هذه الخزعبلات من عند الله، أحدهم من محدودي العقول والمعارف والتعليم والقدرات العلمية عندما عرضت عليه بعض ما يجهله عن النشوء والتطور، وهو الجاهل غير المثقف الذي لم يقرأ كتابًا في حياته سوى مناهجه الدراسية التافهة الدينية المجدبة للعقول، كان رده عليَّ هو تعبيره عن كرهه للعلم وأن هذا العلم يضر الدين!، بعضهم كان ردهم رفض الحقائق العلمية بدعوى أن القرآن كلام الله وهو أصح، لكن هذه قناعات خرافية وتابوهات لأشخاص عندهم القاعدة رقم 1: عندك محظورات يجب ألا تفكر فيها منطقيًّا ولا عقليًّا ولا علميًّا، بل تتبعها اتباعًا أعمى وتريح دماغك. هذا بناء معرفي مشوَّه وناقص في الحقيقة في كل نواحيه سواء تصوراته الكونية ومنظوره للحياة وأشكالها، ومنظوره الأخلاقي، وغيرها.

 

{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)}

 

قاعدة جيدة وأتفق مع محمد عليها، إذن فهل قتل البشر لأجل اختلاف العقيدة والإبادة للوثنيين، والنهب واستعباد النساء والأطفال واغتصاب النساء من حروب الفتوحات والاحتلال، والتمييز العنصريّ في الحكم الإسلامي ضد الكتابيين والزرشتيين المجوس والصابئة وغيرهم ألم يكن فاحشة وفعلًا غيرَ أخلاقيٍّ كذلك لا يمكن أن يأمر به إله له صفة الكمال الأخلاقيّ والخيرية؟! تحويل فعل غير أخلاقي وإجرامي إلى العكس أمر مستحيل منطقيًّا، لا يستطيعه ولا حتى إله مزعوم، لأن تغيير جواهر الحقائق والقيم والأمور والماهيات يخالف المنطق، ولو كان لله قدرة على مخالفة المنطق لكان يستطيع خلق إله أقوى منه أو صخرة لا يستطيع هو نفسه تحريكها، وهو السؤال الفلسفي الذي طرحه قدماء ملحدي أو عقلانيين اليونانيين (الجريكيين).

 

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}

 

نفس التعليق، فالعدوان الذي أمر به القرآن لاحقًا في السور المدنية على مسالمي الوثنيين والمسيحين وغيرهم، ألم يكن عدوانًا وبغيًا؟!، وإن لم يكن كذلك، فما معاني الكلام وما قيم الحق والعدل والأخلاق؟!، ولماذا لا نفعل أي شيء لأي أحد مع انهيار الأخلاق ومفاهيمها بهذه الطريقة الإسلامية؟! عندما تصبح الأخلاق فقط ألا تؤذي من هم ضمن مجموعتك العشائرية أو العرقية أو الدينية، بنفس مفاهيم أحط قبيلة أفريقية أو أمركية أصلية (هنود حمر) بدائية همجية وحشية، ما دمت يمكنني أذية غيرهم، فلماذا لا أؤذي أي أحد بما فيهم من هم في مجموعتي الانتمائية، وما الفرق التشريحي بين مسلم وغير مسلم؟! وأي أفكار استعلائية منحطة انغلاقية مهووسة هذه؟!

 

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}

 

من ضمن هذه الطيبات في الواقع لحم الخنزير والحمير كذلك، فمن حرمه وبأي منطق؟!

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}

 

حقيقةً كلهم لم يأتوا ليقصوا آيات إلهية، بل ليقصوا خرافات وينشروا جهالات في المجتمعات وعقائد مؤذية للإنسانية ومعيقة لتقدمها.

 

{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}

 

صديقنا العالم العراقي (حمدي الراشدي) استعمل هذه الآية بالذات(مع كونه عقلانيا ملحدا) لنقد حال المسلمين، كل ما يخرج من بلدانهم في معظمه اليوم هو الجهل والإرهاب، يؤسفني القول أن كثيرًا من دول الإسلام هي معامل لتفريخ الإرهابيين والمجانين والمستبدين، انظر إلى قائمة أسماء مرتكبي 11 سبتمبر أو أي تفجيرات أخرى في الغرب، حتى أكثر الدول مسالمة ومناصرة للمسلمين، كفرانس (فرنسا) التي تستضيف وتوطن وتعطي الجنسية والوظائف والتعليم والتنوير العلماني والخير لملايين المغاربة والجزائريين والتوانسة لم تسلم من الإرهاب، وهي دولة تناصر قضية فلسطين العربية ولا تدعم إسرائيل وتعارضها بقدر ما تستطيع رغم كل ضغوط أمركا وإنلجترا عليها.

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}

 

كان محمد لعجزه في مكة ينتظر حدوث أي مشكلة للمكيين الوثنيين حتى يزعم أنها عقوبة من الله، مثلًا أي كساد تجاري أو مجاعة أو قلة موارد كانت تحدث، انظر مثلًا قوله:

 

{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17)} الدخان

**

 

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}

 

وهل الفقر والصراعات والجهل والأمراض النفسية والاجتماعية وانتشار النصب والسرقة والظلم وانعدما عدلة الأجور وأكل رجال أعمالهم للسحت من عرق عمالهم وغيرها من الأمور التي يغرق فيها المسلمون اليوم في معظمهم ومنذ عصور قديمة، ربما منذ نشأة أول خلافية إسلامية، عدا فقط بعض الازدهار أيام العباسيين في دولتهم الأولى قبل اضمحلالها، هي مثال لهذه البركات والنعم الإلهية؟! كتب صديقنا فينيق مقالًا ترجمه عن الإسبانية لغته الأخرى كلبناني الجذور بعنوان (المجتمعات تكون بحال أسوأ عندما يكون الله إلى جانبها) فالمجتمعات الدينية المتخلفة هي الأسوأ حالًا في كل النواحي عمومًا.

 

{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)}

 

هذا دليل على بشرية القرآن والتوراة، فكلام الله الخرافي لو كان له وجود فليس فيه حسنٌ وأحسن منه.

 

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)}

 

استدلالات بخرافات ومزاعم عن أمور لم تحدث ولا يتذكرها أحد، ناقشتها في باب الخرافات.

 

{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)}

 

لا يوجد شيء اسمه خلق من الناحية العلمية، لأن العلم دمّر هذه الأسطورة، ولا نحتاج الإيمانَ بخرافاتٍ وتعاليم فاسدة رجعية وعنصرية وخرافية ومعيبة وآخر من شكله أزواج.

 

{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192)}

 

أتفق مع محمد تمامًا في وصفه للآلهة بالعجز والانعدام، وأضيف أنه نفس صفة الله الخرافي كصنمٍ ووهمٍ فكريٍّ.

 

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194)}

 

مطلب محمد هنا مطلب غير عادل، لأننا سنطلب منه أو ممن ينوبون عنه من علماء الإسلام أو المسلمين أن يرونا استجابة أو ردًّا ملموسًا من الله، سأقترح أن أضع علبة كبريت على طاولة ويدعون هم الله أن يجعلها تتحرك وحدها عن طريق قوى خفية مما يزعمون. يمكن القيام بتجرب طريفة يمكنك لأحدنا أن يتخذ مهنة وانتظارًا لمرتبه المتوقع شهريًّا فليدعُ الكوكوواوا بدلًا من الله أو إله المكرونة الإسباكِتي وسنزعم أنه استجاب والرجل أخذ مرتبه، هذه نفس طريقة تفكير المسلمين والمتدينين، عندما أرفع يدي بالملعقة إلى فمي فلا إله أو ملاك يمسك ويسند يدي.

 

{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}

 

محمد تحدى الوثنيين بثقة شديدة في أن يدعوا عليه آلهتم ليهلكوه، وبنفس الطريقة تحداه الوثنيون أن يدعو الله ليهلكهم، كلا الفريقين كان يعلمان في قرارة نفوسهم أن كل هذه مجرد خرافات غير حقيقية لذلك كانت تحدياتهم ببساطة، قال بعض حكماء الإلحاد الغربيين ممن رحلوا ما معناه وحاصله: الإيمان هو أن تعتقد بما تعلم في قرارة نفسك أنه باطل وخرافة.

{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}

 

عادةً يستمع عوام المسلمين حتى العرب، بل العرب بالذات، للقرآن دون فهم أي شيء تقريبًا منه، لا يوجد شخص عاقل سيفهم معاني هذا الكلام ويؤمن به بالتأكيد، على الأقل لن يكون سليمًا نفسيًّا ليعتقد به، وترديد تسابيح والتحدث مع شخصية وهمية وصديق خياليّ كالله ليس مما ينصح به طبيب نفسيّ محترم مرضاه كوسيلة للسلامة العقلية والاعتماد على النفس.

 

46 الأحقاف

 

النص أو "الآيات" 1- 12 تكرار للاستدلال بترديد خرفات الأقوام المبادة، انظر كشفها في الباب الثاني.

 

{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}

 

كما ذكرنا مرارًا سابقًا فهذه أكذوبة، مثلها مثل ما ورد في سفر التثنية، فكثيرون ادعوا النبوة ونجحوا في نشر دعواتهم كالباب الشيرازي وبهاء الله وبابا ميرزا وكثير من أديان الهند كالسيخية وأتباع الشاعر كبير وحتى في الأديان الأقدم التي انتشرت قديمًا كديانات وعقائد وثنية مصر القديمة، أو على الأقل في حالات أخرى كبودا (سيدهارتا جوتاما) ادعوا  معرفة ناميس الكون بعقولهم فقط وبحدسهم دون علوم حديثة أو وسائل متوسطة لذلك، وانتشرت دياناتهم على مدى واسع في بلدان كثيرة، ديانة ماني مثلًا كان لها أتباع ولو أقليات في مصر وفارس والصين وبلدان العرب ولها مخطوطات بالقبطية والبهلوية والصينية، واعتبرها فراس السواح مثالًا لدين عالميّ في كتابه (دين الإنسان).

 

 

6 الأنعام

 

{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}

 

استعمال محمد للكلام استعمال مطاطيّ، وهو أسلوب مدعي النبوات والكهنة والمتنبِّئين، فهو يسمّي نصوصه التي لا تخلو من وجوه نقدٍ كثيرة بالآيات أي المعجزات والعلامات الإلهية! ثم يدّعي أنه جاء للوثنيين بمعجزات وآيات، مع أنه في نصوص كثيرة اعترف بعجزه عن عمل ولو معجزة واحدة فقط، كما أوردنا في باب المعجزات المزعومة وباب التناقضات القرآنية.

 

{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6)}

 

بالتأكيد هو كان يكلِّم ناسه البدو الصحروايين الذين يتبرزون في الخلاء والصحراء وليس عندهم حمامات ولا حضارة عمومًا، لكن حتمًا البشرية تتقدم والحضارات زمن محمد كانت أكثر تقدمًا مما قبلها، وحضاراتنا الحالية أكثر تقدمًا وقوة ورفاهية وحلًّا للمشاكل عمومًا بما لا يُقارَن بالحضارات القديمة في الأزمنة السالفة، طبيعة الحضارات والعلوم هي التراكم والتقدم. أما حديثه عن إهلاك القدماء فمحض خرافات لأطفال لا يفهمون كيفية تعاقب الأجيال وتغير الحضارت والدول.

 

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)}

 

إذا كان المطلوب من المرءِ أن يسير كأبله متدين ساذج يصدق كل حكاية تُقال، بل فلنَسِر بثقة وقوة مع الأدوات العلمية والمراجع العلمية والأساليب والمناهج العلمية لنعرف حقائق الطبيعة والتاريخ، وننبذ خرافات القدماء وجهالاتهم إلى الأبد. التاريخ والتقدم لا يعود إلى الخلف.

 

 

 

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}

 

حسنًا، قد أثرت اهتمامنا وتشويقنا، ائتنا بهذا الله الشاهد لنسمع شهادته، فليأتنا به شيوخ الإسلام لنسلم ونهتدي لهداهم المزعوم!

 

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}

 

{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114)}

 

بحثت بجدية تامة منذ أيام إسلامي، رغم عدم تديني، عن حقيقة وجود ذكر لمحمد في كتاب اليهود وإنجيل المسيحيين، وبعد دراسات مطولة متعمقة وجدت أنه لا ذكر له، لا يمكن عرض كامل المسألة هنا لأن لها كتابًا كاملًا تفصيليًّا، من الطريف أن أذكر أن أحد مصادري وتجهيزاتي لنقد مزاعم التنبؤات بمحمد كانت مخطوطة من خط يدي في صغري عن تلخيص من الكتب الإسلامية لهذه المزاعم! يمكنكم مراجعة كتابي (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع في كتاب اليهود)، ربما العنوان ليس دقيقًا جدًّا لكن هذا مناسب لكي لا يكون أطول من اللازم، لأني فندت فيه النبوآت المزعومة إسلاميًّا عن محمد في كتاب اليهود وفي العهد الجديد المسيحي، وفندت ما زعمه المسيحيون عن يسوع في كتاب اليهود. لو أن هناك حقًّا بشارات بمحمد في الكتب القديمة بصورة صحيحة ألم يكن كل مطلع على هذه الكتب من يهودي أو مسيحي أو ملحد سيخاف من عاقبة المصير الأبديّ المزعوم في جهنم ويتبع الإسلام فورًا؟! لكن الواقع يقول أن كثيرين كتبوا كالقمص سرجيوس وغيره ومثلي كملحد عقلانيّ ضد هذه الفكرة. إن أفضل طرق الربح في دولة إسلامية أن تكون رجلًا كتابيًّا أو رجل دين كتابيّ ثم تسلم وتكتب كتابًا تردد فيه مزاعم المسلمين بطريقة مبتكرة، هم يفرحون جدًّا بذلك ويوجّهون له دعمًا وشراءً كثيرًا ككتاب اليهودي السابق السموأل (صموئيل) إفحام اليهود وكتاب الإيراني عبد الأحد داوود، أو كتابي الدكتُر مور وموريس بوكاي لصالح خرافات وخزعبلات الإعجاز العلمي القرآني. للأسف لا يوجد أدنى ذكر لمحمد ناهيك عن أن يكون واضحًا كوصف أحدهم ومعرفته بابنه، ولدينا مخطوطات كتاب اليهود وكتاب المسيحيين منذ ما قبل الإسلام وليس فيها أي شيء من ذلك، مثلًا مخطوطات قمران (البحر الميت)، كتبة دول الإسلام كفيلون بالتلاعب بعقول السذج والذهاب بهم مع موسى أو إبراهيم أو أي شخصية خرافية أخرى إلى مكة والكعبة ثم الصعود بهم إلى المريخ لو شاؤوا، وسيصدِّق العامّة الدهماء أيَّ شيءٍ تقريبًا.

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)}

 

باعتبار أن الظلم هو التعدي على حقوق الآخرين وأذيتهم، فبفرض وجود الله الخرافيّ جدلًا، هل يمكن لأحد أذيته أو أخذ حقوقه المزعومة، فإن كانت الإجابة نعم فهذا ليس إلهًا لإمكانية أذيته، vulnerable أو قابل للتأذي والانجراح كما يقال بالإنجليزية، أم لو كانت الإجابة لا فإذن لا يوجد ظلم في عدم التعبد لله المزعوم، وعلى كلٍّ تفترض القوانين المدنية_بعد إلغاء قوانين الحسبة الاجتماعية المتخلفة_أن من يرفع قضية على أحدٍ، يجب أن يكون هو من يقع عليه ضررٌ ملموسٌ من المُدَّعَى عليه. ولا يوجد أحد واقع عليه ضرر فعليٌّ من عدم اتباع معظم البشر للإسلام، كون أحدهم متعصبًا أو مهووسًا فهذه مشكلته الفكرية والعقلية هو، ربما عليه الذهاب إلى مسجد فيه شيخ أكثر اعتدالًا أو جلسات علاج نفسي أو ترك الدين أو أيًّا ما يشاء بحيث لا يزعج أربعة أخماس البشرية الآخرين الغير مسلمين.

 

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)}

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)}

 

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)}

 

افتراضات وجدليات خرافية وهمية لا تحدث، ولو ثارت براكين الأرض كلها وخرج باطن الأرض المصهور ليحرق الكائنات الحية فلن نلجأ إلى وهم خرافيّ كعقلانيين. وانظر كمثال قوله قلوبكم فهي خطأ علميّ لاعتقاده أن القلوب مصدر وعضو الفهم والتفكير.

 

الآيات42- 45 تكرار لأساطير إبادة أقوام قديمة

 

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60)} الأنعام

 

اعتقد القدماء كما قال ول ديورَنت في بعض ما كتب في قصة الحضارة أن الأحلام هي نتاج خروج الروح من الجسد أثناء النوم إلى عالم أو عوالم أخرى، ونعلم اليوم أن هذه خرافة وأن هناك شيء اسمه العقل الباطن.

 

{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)}

 

من مفاهيم محمد العجيبة، التي اقتبسها من كتب أحبار اليهود والأبوكريفا كما عرضت في كتاب سابق عن الهاجادة، أن هناك ملائكة موظَّفة على كل شخص لمنع تعرضه لعشوائية القدر والأحداث، بحيث لا يصيبه بزعمه إلا ما هو مقدَّر ومكتوب من الله، ونظرة إلى طريقة عمل الطبيعة والأحداث تنفي هذا المفهوم بشدة من نواحٍ كثيرة.

 

{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)}

 

الإجابة: لا أحد، نحن كبشر نعتمد على أنفسنا تمامًا. We are on our own

 

{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)}

 

تفسير واستدلال خرافي بكوراث أحداث الطبيعة التلقائية غير ذات الغرض، وبمظاهر الاجتماع والحضارة البشرية.

 

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}

 

أوصى محمد هنا أتباعه عن طريق وصية ظاهرية من الله المزعوم له بعدم الجلوس والاستماع لمن ينتقدون أو يسخرون من كلام محمد القرآني، صحيح أن هذه ليست طريقة شجاعة لمواجهة النقد بالجدال والحجج وتبادل الجدليات والنقاشات والأدلة لو كان هذا  الكلام حقًّا معصومًا من أوجه النقد وإلهيًّا كاملًا بلا عيب، لكنها وسيلة سلمية لتفادي الإحراجات، لاحقًا كما في سورة التوبة سيأمر محمد بالعكس، بقتل كل من يطعن أو ينتقد في الإسلام والقرآن، بل وكل من لا يتبع دينه من الوثنيين بالإكراه!

 

{قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71)}

 

الله بدوره لا ينفع ولا يضر، لأنه خرافة وعدم، شيء لا وجود له، بل مفهومه ضار بالبشر هو والدين لأنه تبرير وتحريض للكراهية والعنصرية والاعتمادية على الوهم وغيرها وعدم اتخاذ مناهج التفكير العملي والعلمي المؤثِّر لحل المشاكل.

 

{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}

 

لا يوجد أي برهان أو دليل أو سلطان على أي اعتقاد خرافي، الأديان كلها اختراع بشري لناس بدائيي العقول لتفسير مظاهر الطبيعة التي لم يفهموها، ولخلق كائن وهميّ يلجؤون له في مخاوفهم، كما قال سيجمُنْد فرويد في كتابه (مستقبل وهمٍ) وغيره أنه صورة مكبّرة لنموذج الأب الحامي لأولاده.

 

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}

 

روى الْبُخَارِيُّ: 4629 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [الأنعام: 82] قَالَ أَصْحَابُهُ وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَنَزَلَتْ { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [لُقْمَانَ: 13]

 

هذا يؤكد قولي أن محمدًا كان يحاول تغيير معاني الكلمات نفسها، بأسلوب مخالف للمنطق، وكان يقوم بعملية تشويه معرفي لعقول ومنطق أتباعه، لدرجة احتياجه لتأليف نص يوضح معاني مصطلحاته التي استعملها بالمخالفة للمنطق واللغة السليمين. الظلم معروف وهو أذية الناس أو أكل حقوقهم دون ذنب منهم.

 

{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}

 

ما الذي سيجعل مجموعة من الشخصيات التي بعضها خرافيّ والآخر من الجدالين ناشري الخزعبلات والجهل سيكونون أفضل البشر، بدلًا من علماء الطبيعيات والطب والفزياء والميكانيكا وغيره ممن يقدمون فوائد حقيقية ملموسة للبشرية لتتقدم وتتحسن أحوالها؟!

 

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}

 

هنا قد يكون محمد كان يجادل اليهود في يثرب، فيكون النص هنا يثربي، رغم كون السورة معظمها مكيّ، تكرار خرافات اليهود والمسيحيين ليس برهانًا، أي دراسة لتلك الكتب وكثيرون درسوها نقديًّا تكشف عدم إلهيتها، وإجاباتنا هي لا أحد أنزلها من سماء خرافية وفق تصورات ناس بدائيين، هذه كتب لفقها كهنة وأحبار لمصالح شخصية ونشر خرافات وغيرها، مثلها مثل قرآن محمد. كذلك فإن عدم تنفيذ يهود زمن محمد لبعض تعاليم التوراة المتخلفة والبشعة ليس شيئًا سيئًا، بل هو تقدم نحو التمدن والفضيلة بنبذ التشريعات الهمجية المجنونة القديمة لكونها معيبة. وهي خطوة اتخذها معظم المسلمين كما نرى اليوم لاحقًا. فمن المجنون الذي سيظن أن دولة متحضرة متقدمة ستمارس الرجم والجلد وقطع اليد والشق نصفين (الشجّ شجّتين) وغيرها من وحشية وجنون وخرافات؟! ويميل الطبري لكون الكلام مع وثنيي قريش، لكون كل السورة حديث وجدال معهم، ولو صح ذلك يكون استدلال وحوار محمد كله فاسد ويخلط الأمور لأن الوثنيين لم يكونوا من هم عندهم قراطيس ولفائف التوراة وكتاب اليهود ولم يؤمنوا بها ليجادلهم بهذه الجدلية القائمة على ترديد الأساطير. وهنا يورد الطبري قراءة مناقضة للنص تعطي هذا المعنى الذي مال له: (قُلْ مَنْ أَنزلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلناسِ يَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ يُبْدُونَهَا وَيُخْفُونَ كَثِيرًا)، وهي مثال لعدم عصمة نص القرآن من الاختلافات والتناقضات، ولو أني كففت عند نقطة معينة من باب أمثلة من اختلافات القراآت عن إيراد كثير من هذه الأمثلة.

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}

 

هنا أتفق مع محمد، فقد كان من الظالمين المجرمين الذي نشروا الجهل والخرافات والتجهيل والعنصرية والكراهية بمزاعمه الكاذبة، وأبواب الكتاب خاصة الأول والثاني وغيرهما تثبت كذبه وعدم إلهية القرآن.

 

{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)}

 

هناك آليات خلوية معروفة وراثية شرح بعضها مثلًا دوكنز في ترجمتي لكتابه (أعظم العروض على الأرض)، والأمر لا يحتاج لإله يفلق النوى والبذور، هذا شبيه باعتقادات بدائيي اليونان بوجود إله يمسك السهم ليصل إلى هدفه عندما يطلقه أحدهم من سهم، لقد كان عندهم كذلك له للنوم والأحلام، وحتى إله للفساء! نفس الأمر بالنسبة لدوران الكواكب، هنا الأرض حول نفسها، وهي حقيقة علمية جهلها قرآن محمد، كما أثبتنا في الباب الثاني الأخطاء العلمية.

 

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)}

 

ما لم يعلمه محمد ومن في عصره وقبله أن الشمس نجم، والنجوم شموس، وأن بعضها أضخم بمرات كثيرة من شمسنا، وأنها ليست مخلوقة لنا لنستمته بمنظرها أو نهتدي بها أو أي مفاهيم غائية خرافية، الشموس- النجوم نشأت بتجاذب قويّ بين سحب الهيدروجين في الفضاء مما أحدث اندماجات نووية أحدثت حرارة وأنشأت تلك النجوم، هذه الأشياء الضخمة ليست مصنوعة لنا نحن البشر الأقزام أمام لا محدودية ولا نهائية الكون، وسبق وذكرت قصيدة صلاح جاهين الرباعية الحكيمة في نقد هذا التصور المضحك الساذج المغرور.

{وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}

 

استدلال بأمور لا علاقة لها بمزاعم محمد، ولها تفسير علمي بالتطور البيولوجي وآلياته الطبيعية المادية العمياء.

 

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}

 

استدلال وهمي يقدّم افتراضًا وهميًّا من البداية مفترضًا صحته بلا دليل، وهو خرافة الخلق التي فنّدها العلم الحديث.

 

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)} الأنعام

 

{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)}

 

هنا يبرر تبريرًا ضعيفًا فما أدراك أنك لو أتيتهم بالمعجزة التي طلبوها منك لن يتبعوك، هل سبق وجربت ذلك، طبعًا لا لعدم وجود معجزات من الأصل. كيف تعرف شيئًا أو أمرًا ليس بالإمكان فعله أو تجربته؟!

 

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}

 

لا يبدو لي بعد الاطلاع على كامل نصوص القرآن وسيرة محمد وأحاديثه أن الإسلام بمثل هذه النورانية والروعة المزعومين.

{وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)}

 

مفهوم النبوة يقوم على الخداع على المغفلين والسذج، فمدّعو النبوة يزعمون رؤيتهم ما لا يراه الآخرون، وأنهم مميزون عن باقي الناس، أي شخص له عقل سيميِّز هؤلاء كمخادعين وأفّاقين، من خلال الأخطاء في كلامهم على الأقل.

 

{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)}

 

{قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}

 

بنفس منطق محمد نسأل ومن شهد تحريم الله المزعوم الخرافيّ للحم الخنزير، والثابت علميًّا أنه لا ضرر فيه وأنه لحم طيب ومفيد.

 

عن الآية 152 قال ابن عباس حسب ما روى الطبري في التفسير:

 

وكان ابن عباس يقول: هذه الآيات، هنَّ الآيات المحكمات.

14156- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: هن الآيات المحكمات، قوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئًا) .

حسب رأي ابن عباس فهذا هو النص الوحيد المحكم المحكوم في القرآن الذي لا مجال للاشتباه فيه أو نقده باعتباره من الآيات المتشابهات المنتقدة التي لما عجز محمد قال أنها ابتلاء من الله للكفار ليتبعوا ويتتّبعوا ما تشابه أو اشتُبِه فيه بزعمه فينتقدونه {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} آل عمران، لكن كما يمكن للقارئ الملاحظة فهذه الآية وحدها عليها نقد كثير وجهناه لها في باب التناقضات القرآنية وتشريعات العنف لأنها تنص على تحريم القتل، ثم ضرب بها محمد عرض الحائط وأمر بالقتل والإبادة للأبرياء لمجرد كونهم وثنيين، وتحريم الخنزير ونقدناه في باب الأخطاء العلمية.

 

وحاول المسلمون ونصوصهم دومًا منع وتحريم التفكير المنطقي العقلاني الطبيعي وحق التساؤل والنقد والبحث، روى البخاري:

 

4547 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ

 

وروى مسلم:

 

[ 2665 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمي الله فاحذروهم

 

وروى أحمد:

 

24210 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} " فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ، فَاحْذَرُوهُمْ "

 

حديث صحيح، رجالهُ ثقات رجال الشيخين- إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتياني. وعبد الله بن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة.

وأخرجه ابن ماجه (47) ، والطبري في تفسير الاَية المذكورة من آل عمران (6605) من طريق إسماعيل ابن علَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/116، وابن راهوية (1235) و (1236) ، وابن ماجه (47) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (6) ، والطبري (6606) و (6607) و (6608) و (6609) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2516) ، وابن حبان (76) ، والاَجري في "الشريعة" ص26 و27 و72 و332، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/546 من طرق عن أيوب بن أبي تميمة السَّخْتياني، به.

وتوبع أيوب:

فأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (492)) التفسير (من طريق حماد بن يحيى الأبَحّ، والترمذي (2993) ، والصبر أني في "الأوسط" (3368) من طريق أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، والطبري (6612) و (6614) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2515) من طريق نافع بن غمر الجُمحي. والطبري كذلك (6613) من طريق روح بن القاسم. والطبراني في "الأوسط" كذلك

(4952) من طريق عليِّ بن زيد بن جُدْعان، خمستهم عن ابن أبي مُلَيْكة، به.

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. قلنا: وإسناد الطبري (6612) ، والطحاوي (2515) وقع فيه تصريحُ ابنِ أبي مُلَيْكة بسماعه من عائشة، لكن في طريقه الوليد بنُ مسلم، وهو كثيرُ التدليس والتسوية، ومعلمه ينبغي أن يُصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن، فلا يعتدُّ به.

وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي مُلَيكة:

فرواه يزيدُ بنُ إبراهيم كما سيرد برقم (26197) ، وحمادُ بنُ سلمة، كما سيرد برقمي (24929) و (25004) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، بزيادة القاسم بن محمد بين ابنِ أبي مُليكة وعائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 8/210: قد سمع ابنُ أبي مُلَيكة من عائشة كثيراً وكثيراً أيضاً ما يُدخِلُ بينها وبينه واسطة، وقد اختُلف عليه في هذا الحديث.

قلنا: وسيرد بالأرقام (24929) و (25004) و (26197) ، وانظر حديث أبي أمامة 5/262.

 

{ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}

 

لا كتابُ اليهودِ بما فيه التوراة ولا القرآنُ هدىً ولا اهتداءٌ، بل تشريعات همجية وخرافات، إن كليهما أشبه بأختين قبيحتين تتنافسان قائلتين: من منا أقبح من الأخرى؟

 

13 الرعد

 

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)}

 

استدلالات لمحمد بالخرافات وكوسيلة للتهديد بالخزعبلات، مع تبرير لعجزه عن عمل أي معجزة مما طلب منه قومه.

{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}

 

سبق نقد هذه الخرافة عن وجود ملائكة تنظِّم حدوث الأحداث العشوائية، وهي فكرة خرافية غير منطقية، كمثال ذات مرة كنت أسير مع بعض أقاربي في حي المعادي بمصر المشهور بأشجاره الضخمة العتيقة الرائعة، بل وكنت أسير متباطئًا خلفهم بوهن، وسقطت كتلة ضخمة من الفروع الضخمة جدًّا ورائي بمترين فقط تقريبًا، حتمًا لو أني كنت في المكان والزمان المناسب لقتلتني أو أصابتني إصابة خطيرة للغاية، ربما حتى غيَّرت ودمّرت مجرى حياتي تمامًا، وهذه بوضوح عشوائية الأحداث والصدف في مجريات حيواتنا وفي أحداث الكون، الفيزيائيون كستيفن هوكنج أكثر من يمكنهم الحديث عن هذا الأمر، كطريقة توزع المادة بعد الانفجار العظيم على نحوٍ غير متساوٍ في الكون بعشوائية، ولو حدث وتوزعت المادة بالتساوي لكان الكون خاملًا بلا حركة ولا نجوم وطاقة سوى الطاقة النووية داخل الذرات فقط. ويتحدثون عن احتمالات تصرف الإلكترون كموجة أو كتلة، وانتقاله من مكان إلى آخر دون وسط حيث يختفي ويظهر، وتجربة قطة شرودنجر وأمور لم أعد أذكرها كلها. قال هوكنج مرة في محاضرة تتوفر ترجمتها النصية إلى العربية أن الطبيعة ترمي النرد نفسه بحيث لا نعرف موضعه أبدًا على العكس من تعبير أينستَيْن: الله لا يلعب النرد. عشوائية الجينات ووراثتها وأخطاء عملية نسخها وكون النسبة الأكبر من جينات كل كائن حي جينات زائفة ميتة مهملة لا عمل لها كلها من ضمن الأمور التي تدل على عكس التصور الدينيّ الساذج.

 

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}

 

ولا الله كذلك يستجيب بشيء لأنه وهم وخرافة، كم من ملايين دعوا لسنوات طوال وعلى مدى أجيال لتزدهر وترتاح أحوال شعوب المسلمين ويتقدموا ولم يتحقق شيء، الله فكرة ضارة جدًّا جعلهم يتكلون عليها كوهم ويرتاحون لجهلهم وكسلهم وخمولهم ورضوخهم للطبقية وانعدام عدلة الأجور وظروف العمل وحتى عداوتهم للعلم الحديث والفكر المنطقي والحر والمنهج العلمي في الأبحاث بمجالاتها المختلفة، وكم دعوا لتحرير فلسطين وزوال البطش الإسرائيلي والأجنبي عن هذا الشعب العربي البائس المسكين دون أدنى فائدة، قال أينستين قديمًا: الحماقة هو أن تقوم بتكرار نفس الفعل بذات الطريقة وتتوقع نتيجة مختلفة.

 

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)}

 

لا يوجد رب، ولا "سماوات" فهذه خرافة بدائية نقدتها في باب الأخطاء العلمية، ولا خلق لحظيّ مستقلّ للأنواع كما هي بشكل ثابت في خلال ستة أيام فهذه خرافة نفاها العلم وشرحت ذلك في نفس الباب وهو معروف لكل العالم عدا بلاد المسلمين لتأخرهم وحجبهم نور العلم بظلام الدين بأسلوب جوبلز وزير الإعلام النازيّ وسياسته لترديد الأكاذيب حتى يصدقها الناس، لا يوجد إله ولا آلهة، التطور كحقيقة علمية والانفجار الكبير وشرح نشوء العناصر في المستعرات النووية النجمية ألغى دور الله كتفسير خرافي لما جهله الإنسان البدائي، آن للبشرية أن تقيل وتفصل الله من وظيفته يا سادة، إلى الخارج أيها الوهم والخرافة.

 

{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)}

 

خرافات الدين وخزعبلاته هي كزبد ورغوة ماء السيل والبحر والنهر، ونفاية عملية التعدين، أما العلم وحقائقه فهو المعدن النقيّ بعد التمحيص والتنقية وهو كالماء النافع العذب.

 

{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)}

 

هنا يزعم أن من يصلون ويودّون قراباتهم (صلة الرحم حسب التعبير العربيّ الغريب) هم فقط أتباع الإسلام، وصلات ومودة القرابة سلوك غريزيّ ليس حصرًا على دين أو عقيدة معيَّنة. ويزعم أنهم وحدهم من يقومون بالإحسانات والصدقات. أما حديثه عن الصلوات فإن الاعتقادات والممارسات الدينية ليست فضيلة، بل سلوكيات وأفعال الشخص هي ما يكون فضائل أو رذائل.

 

 

 

 

{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}

 

الشخص المتدين في اطمئنانه مثل شارب الخمر المدمن أو متعاطي المخدرات، مرتاح بأوهامه وضلالاته الذهنية، وبجهله لحقائق الأمور الواقعية والعلمية والتاريخية، إنه كسول عن أن يكتسب العلم والمعارف، وفي الأغلب ليس لديه القدرة على ذلك إما بحكم تربيته وتعليمه المحدودين أو بحكم محدودية قدراته كذلك.

 

 

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}

 

استدلالات ومزاعم قائمة على الخزعبلات التي فنّدها علم التاريخ والآثار.

 

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}

 

أسلوب جدال محمد مع وثنيي العرب كانت سمته الرئيسية أنه عقيم وبلا جدوى وفاشل تمامًا في الإقناع، خصوصًا أنه فقد اتزانه وجعل يتهجم على الناس الوثنيين، ولم ينجح سوى بالسيف بعد ذلك، وحتى في هذا فشل لأنهم سرعان ما ارتدوا بعد موته واضطر أتباعه لخوض حروب دموية أهلية داخل شبه جزيرة العرب، هنا محمد يقيم جدله على أساس أنه المتحدث باسم الله وأن كلامه هو كلام الله الخرافيّ، لكنه لم يثبت هذا الافتراض من الأساس ليستعمله، أما زعمه أن ما يتعرض له كل البشر من متاعب هو عذاب إلهيّ لغير المسلمين أو "الكفار" فهو كلام خرافيّ وخزعبلات لأن المسلمين كغيرهم وكلنا نتعرض للأمراض والمصائب والمشاكل، هذه طبيعة الحياة...أنها ناقصة ومعيبة لأنها نتاج للطبيعة، ولا وجود لمحسن ومشرِف ومراعٍ سماويّ للكائنات الحية والبشر، وكما يقول الناطقون بالإنجليزية: كما تعلم، الأمور السيئة تحدث.

 

{وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ (36)}

 

رغم أن الكتاب المكدّس والقرآن على السواء كلاهما خرافات، سأحاول وضع نفسي موضع الكتابيين اليهود والمسيحيين وأتصور الموقف؛ فبدلًا من الكتاب المقدّس المنظّم المرتّب في سرده للمواضيع والأساطير نسبيًّا والواضح التفاصيل، يُعرَض عليَّ نسخة باهتة ضعيفة فيها كلمة من الشرق وكلمة من الغرب وليس فيه أي نظام أو ترابط للمواضيع والقصص، والقصص غائبة مبهمة غير واضحة ولا تفصيلية فيه، لا أعتقد أني كنت سأفرح وأستقبل نصًّا معيبًا كهذا بحفاوة، يعتبر القرآن مقارنة بأي كتاب مقدس تقريبًا اضطلعت عليه من أغربها وأكثرها فوضى وعدمَ ترابط. لم توجد أي خطة عند المؤلِّف لترتيب وصياغة النص القرآني.

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)}

 

مع كامل تقديري للغة العربية، فهي لغتي كما تعلمون، فلا معنى لشدة الفرحة والافتخار بكون لغة القرآن هي العربية، فهناك لغات أكثر انتشارًا منها بكثير كالمندرينية الصينية والإنجليزية والإسبانية، كل هذه اللغات لو كان القرآن بإحداها لكان أفضل لانتشار الإسلام، لكنْ لحظة...هل تعتقد أن أممًا عاقلة متقدمة كهذه كانت ستتبع ديانة ونصًّا كهذا؟! دعه بالعربية فهو مناسب لبدائيي العرب ومن يتمسّحون ويفرحون بخرافاتهم وتعابيرهم الفظة القرآنية الجافة الغليظة القديمة السلفية بلهجة قريش ولهجات بدو الصحراء القدماء التي لم تعد معظمها مستعملة ولا مؤدَّاة.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}

 

استدلال بخرافات نسفها العلم، وحتى لو فرضنا صحتها جدلًا رغم عدم احتمالية ذلك فليس لها علاقة بادعائه النبوة.

 

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}

جميل جدًّا، وهل كان يستطيع الإتيان بالله باعتباره شاهده المزعوم، مثال للمزاعم الخرافية والمغالطات المنطقية، يذكرني هذا بفلم لعادل إمام حينما جاءه أحدهم في جنازة أبيه ليدعي دون دليل أو وثيقة أن أباه كان مدينًا له بمال، فرد عليه:"روح خدهم منه!". الشهادة المقبولة تتطلب حضور صاحب الشهادة بصفته وشخصه، ما سوى ذلك هو هراء، أوه أنا عندي شاهد على أن فلانًا سرق مني المال، لقد مر شخص ورأى الموقف كله حينما تسلل فلان للبيت، طيب هات الشخص المارّ، أوه لا أتذكر شكله للأسف ولا يمكنني إحضاره، إذن تخسر قضيتك، انتهت المسألة هنا، ما الذي نتحدّث عنه ولماذا أزعجت المحكمة أصلًا؟!، تلتزم بدفع نفقات انعقاد المحكمة. أما حديث محمد عن تصديق الكتابيين لكلامه أو تشابه بعض نصوصه مع كتابهم المقدس، فتشابه الخرافات ليس دليلًا على شيء سوى الغرق في ظلمات الجهل لدى البدائيين وهواة الخرافات والجهل من القدماء، ومعظم لم يتبعوه في زمنه وهذا تنطق به كمية الكراهية والتحريض الرهيبة في السور المدنية اليثربية، لأن محمدًا بتركيبته النفسية وتقديسه لهم ولثقافتهم انصدم_في جنون عظمته وشعوره بالاضطهاد وحب الامتلاك والاتباع له_لكونهم لم يتبعوه، فمارس ضدهم الكثير من الإجرام والشر والعنف اللاإنساني والعنصرية كما عرضتُ في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية)، لدرجة أنه حسب رواة الأحاديث والسيرة كانت آخر وصاياه العنصرية وهو على فراش الموت إجلاءهم إجلاءً عنصريًّا من شبه جزيرة العرب. إن تحول الشعوب محتلة الدول والمحكومة من العرب المسلمين حدث تدريجيًّا وخلال قرون طوال نتيجة سياسات العنصرية والتمييز والاستعلاء والهيمنة الثقافيين وتفضيل المسلمين بالوظائف في الدواوين وغيرها، وفرض الجزية والخراج على غير المسلمين، ونهبهم والبطش بهم ومضايقتهم، انظر تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع وكتاب القصارى في نكبات النصارى واليهود بين الصليب والهلال، وغيرها من كتب. وهي توصيات إسلامية وردت في القرآن والأحاديث اتبعوها بالإضافة إلى تشريع عمر المعروف بالعهدة العمرية الذي ينص على عدم ترميمهم لأي كنيسة أو معبد يتهدّم، فهي سياسات قوّضت ودمرت الأديان الأخرى بوضوح: المعبد أو الكنيسة تهدمت، لا تبنوا غيرها ولا تصلحوها، لا مكان لتنشروا أو تتعبدوا فيه بدينكم أو تعبروا عن هوياتكم وثقافاتكم واختياراتكم الدينية!. هناك كذلك مسألة أخرى وهي  أن شهادات أشخاص على أساس هوياتهم أو شخوصهم ليست دليلًا في حد ذاتها، الدراسة والاطلاع الموضوعي العلميّ للنصوص الخرافية العتيقة للكتاب المقدّس المكدّس تنفي وجود أي دليل أو إشارة أو تلميحة تدل على محمد وادعاءاته ولي دراسة تفصيلية عن هذه النقطة في كتاب سابق.

 

الفترة المدنية

 

آيات مبكرة من سورة 5 المائدة

 

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}

 

لا يمكن وصف أي كتاب مقدس سواء كتاب اليهود أو الإنجيل أو القرآن بأنه نور، فهذه كتب خرافات وجهل وتجهيل وعنصرية.

 

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}

 

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)}

 

التصديق بخرافات قديمة لا يدل على صحة ديانة وخرافاتها، فكلها خرافات هذه وتلك.

 

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}

قلت في عدة مواضع أن أداء طقوس خرافية ليس فضيلة ولا إحسانًا ولا علاقة له بالفضيلة، الفضائل والإحسان هو فعل الخير والإيثار لكائنات أخرى من بشر أو حيوانات أخوة لنا في الإنسانية أو الكينونة على الترتيب.

 

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}

 

كلام غير منطقي، عندما تحصل على خير ورزق، فهذا بعملك في مهنة ما أو تجارة ما أو باستخراج بعض خيرات الأرض بالزراعة والتعدين، أو تربية الحيوانات كغذاء، لا أحد ككائن خفيّ خرافيّ يعطيك بيدٍ خفية هذه الأشياء، لو جلست ولم تفعل شيئًا ولم يحسن إليك أحدٌ فلن يعطيك كائن وهمي مزعوم شيئًا.

 

{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)}

 

فهل حصل أو يحصل المسلمون على خيرات كثيرة خرافية مزعومة كهذه وهم اتبعوا ويتبعون محمدًا، بل العكس معظم تأثير الإسلام حينما يُتبَّع ضارٌّ ومؤذٍ للمجتمع وأفراده.

 

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}

 

هنا افترض بدون دليل أو حتى جزء من دليل أن كلامه كلام الله وأن عليهم اتباعه! وباقي كلامه شتيمة عنصرية وتحريض على الكراهية باستعمال خرافات اليهود أنفسهم القديمة.

 

2 البقرة

 

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}

 

هنا يعطي محمد حكمًا مسبقًا بعدم الاستطاعة، وقد استجبنا للتحدي وعرضنا تقليدات ممتازة لقرآنه كأمثلة في باب النقد اللغوي. وبالنسبة لطلبه من الوثنيين إحضار شهدائهم من الآلهة التي زعموها، فهو مطلب غير عادل، وسنطلب منه أو ممن ينوب عنه اليوم من رجال الدين الإسلامي وقادته أن يأتوا بالله ليشهد ويتكلم، فهذا نفس مطلب مطلب للوثنيين ومن العدل أن نطلبه كملحدين من الطرف المسلم.

 

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}

 

ولماذا سيستعمل الله أمثلة وأمثال غريبة تدفع البعض لعدم الإيمان به، بحيث أنه حسب زعم محمد يضل البشر عمدًا!

 

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}

 

جدل قائم على افتراضات خرافية لا إثبات لها، والعلم نفاها، فلا خلق، ولا سماوات سبع خرافية، وفكرة تسخير الكائنات للبشر مرفوضة.

 

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)}

 

الرسالة الفاضلة الحقيقية لليهود والمسيحيين ووثنيي العرب وغيرهم كانت ستكون تنويرًا علميًّا وفكريًّا ومنطقيًّا ضد الأديان وخرافاتها، وليس نشرًا لخرافة بديلة لا تقل سوءً بل تزيد من نواحٍ كثيرة، خرافة العهد بين الله والبشر أو الله والإسرائيليين نقدتها في باب الخرافات، وتكرار محمد لبعض خرافات اليهود الأقدم ليس دليلًا بأي حال على صحة مزاعمه الخرافية، فكلها خرافات وهراء، أما زعمه أن هناك إشارات لقدومه كنبيّ في كتاب اليهود فألّفتُ له كتابًا كاملًا درستُ فيه هذا الادعاء بكل التفاصيل.

 

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}

 

هذه القصة الأسطورية في القرآن وفي سفر العدد 11 من التوراة اليهودية غير منطقية، لو سرنا مع القصة فإن مطلب اليهود في هذه الأسطورة مطلب معقول وعادل، لأن جسد الإنسان لا يمكنه الاكتفاء بنوع واحد أو نوعين من الطعام، وهو يحتاج فعلًا للغذاء النباتي من ضمن موارده لكي لا يمرض ويعتل، نحن أحفاد قرود وبشر قرديين كان جزء من غذائهم النباتات، ولا نزال وعلى الأغلب سنظل لدينا هذا الاحتياج للمزروعات كجزء من التغذية.

 

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}

 

لا يوجد تحريف بالمعنى الذي يقوله ويقصده القرآن، يعني تغيير ملة وعقيدة إلى أخرى تمامًا، أو تخبئة نبوات مزعومة عن محمد، نعم هناك تعدد واختلاف بين مخطوطات كتاب اليهود لوجود عدة تنقيحات له ولأنه_ كقرآن عثمان_كان بدون تشكيل ولا نقط، لذلك توجد قراآت عديدة لكلمات كتاب اليهود. يمكن باطمئنان أن نقول أن ادعاآت محمد كاذبة، لا تختلف أقدم مخطوطات كمخطوطات قمران الأردنية كثيرًا عما هي عليه نسخ ترجمات وأصول كتاب اليهود اليوم وفي العصور التي قبل الآن، الاختلاف في التنقيحات والترجمات والقراآت. لكن الدين والطقوس والمعتقدات واحدة.

 

{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}

 

نفهم من هذا أن اليهود قالوا_على غرار نفس العقيدة الموجودة في الأحاديث الإسلامية_أن عصاتهم يدخلون جهنم (جي هَنُّوم أو وادي هنّوم في الأصل وهو مكان قديم جُعِل لتقديم قرابين وثنية بحرقها بالنار، ومنه اشتقوا الاسم) الخرافية تكفيرًا عن ذنوبهم ثم يدخلون الجنة الوهمية، وهنا يرد محمد بأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر وليس لهم بيِّنة أو دليل على زعمهم، لكن نفس هذا يمكن قوله كرد على محمد وسيعمل كجدلية جيدة بنفس الدرجة.

 

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)}

 

كما قلتُ من قبل لا توجد خطيئة في الوجود، سواءً خطيئة حقيقية كالقتل والسرقة والإرهاب والأذى للآخرين، مهما كانت كبيرة وخطيرة فعلًا، أو ذنوب وهمية شبيهة بذباب مسرحية سارتر كترك الصلوات أو الدين، تستحق عقابًا أبديًّا، مبدأ العدالة تساوي الجرم مع مقدار العقوبة، كما أنه لا يوجد شيء اسمه تعذيب "أخلاقيّ" أو "قانوني شرعي مشروع".

 

{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}

 

نموذج للجدل العقيم، الذي يعلم كل إنسان متعقِّل في قرارة نفسه أنه هو والقيام بهكذا أمور لا يأتي بنتيجة، محمد هنا فقط عبَّر عن أمنيته الشخصية بموت اليهود وفنائهم كحقد وكره عنده، لأنه اعتبرهم منافسًا وبديلًا متاحًا لديانته لا تتميز ديانته عنه بشيء إلا القليل، بل ووقتها كان بديلًا أقوى بكثير فلهم كتاب كامل منظم والإسلام ليس له نسخة كتاب مجموع، وإلى اليوم قرآن محمد شيء شائه باهت ليس فيه أي نظام مقارنة بكتاب اليهود، واليهود كان لهم تراث كبير ديني وثقافي بحكم مرور قرون صاغوا فيها تفاسيرهم وأساطيرهم ومواعظهم، هذا لن يصل له المسلمون إلا بعد محمد بقرون، عندما ندعو بموتنا فلا أحد سيستجيب هناك لشيء كهذا، كذلك بفرض حدوث استجابة معجزية فمحمد لم يكن سيحلم بأكثر من هذا، خلو الساحة له ليمرح كما يشاء بلا منافس، وهو نموذج لجدل محمد العقيم والعابث غير المفيد، مثله مثل دعوته المسيحيين للابتهال والمباهلة في سورة آل عمران. هذا تعريف عمليّ للمهاترات وتضييع الوقت.

 

{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}

 

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}

 

توافق بعض أساطير قرآن محمد مع كتاب اليهود لا يدل على صحة مزاعمه، فكلها خرافات بالية لا قيمة لها إلا كتراث وفلكلور، أما عداء أو محبة كائنات وهمية وأصدقاء خياليين كالملائكة فليس فضيلة ولا رذيلة في حد ذاته، في الواقع هو درجة من درجات غسيل المخ والجنون والاضطراب الذهنيّ تقريبًا. أما ادعاء محمد بوجود إشارات عنه أو عن الإسلام الذي ابتكره فرددت عليها في كتاب مستقل.

 

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}

 

لا يبدو من خلال نقدي اللغوي والعلمي والتأريخيّ وغيرها لنصوص محمد أنها بينات أو واضحات جدًّا أو غاية في الصحة والدقة.

 

{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}

 

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}

 

أحد أصدقائي أحجم عن عمل مشروع كمشروعي لسبب بسيط، بالإضافة إلى كونه لا يهوى دراسات نقد نصوص الأديان التي يمكنني القول أني تخصّصت فيها تقريبًا تطوّعًا مني، فكونه مفكرًا وفيلسوفًا ينقد أسس التفكير الدينيّ، قال لي: كل آية تستحق النقد ولا تخلو من وجه للنقد، كلها أغلاط وانعدام منطق، هذا سيحتاج جهدًا هائلًا وتضييع وقت لا أملكه!. ما نوع الخير الذي يُفترَض أن نتخيل أنه يهطل كزخات المطر فوق رؤوسنا من سماء الله الخرافية التي تصورها العقل البدائي بالضبط؟! هل هي الأخطاء العلمية أم التاريخية أم الخرافات والخزعبلات والاعتماد على الأوهام والعجز غير العلمي ولا العملي أم تعاليم الإرهاب أم غير ذلك مما أورده في هذا الكتاب؟! الكراهية بين أتباع الأديان في دول وعصور الجهل أمر طبيعي لأنها تفرّق ولا توحّد وبطبيعها تفترض وجود مجموعة بشرية هي المختارة المباركة من الله أو الآلهة الوهمية، هذا هو حالها منذ أقدم الأديان وحتى أكثرها بدائية. ليس معنى هذا حسدًا لروعة ما حصل عليه المسلمون، لو أنه رائع هكذا لكان كل الناس أسلموا لينعموا بهذه اللعنة والشقاء والجهل والتخلف. على ماذا سيحقدون عليهم يا حسرة، وقد جعلهم الإسلام في النهاية أحط الأمم وأكثرها تأخرًا، العالم الثالث كما يُسمّى.

 

 

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}

 

إذا كان مثلها فلماذا حذفها أو نسيها من الأساس؟! محمد كان ينسى بعض النصوص التي كان يؤلفها ثم يقول أنسانيها الله: أي أنساني إياها الله! وهو دليل على بشرية دعوة وقرآن محمد.

{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)}

 

نفس الجدلية يمكن استعمالها ضد قرآن محمد وضد الإسلام وعقيدة المسلمين، ما برهانكم الملموس الحقيقيّ على وجود الجنة التي نعتقد أنها خرافة وأنكم وحدكم حصريًّا من تدخلونها؟!

 

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)}

 

كما قلت سابقًا طبيعة الأديان أن كل واحدة منها تدعي أنها وحدها الصواب وطريق النجاة، ومعظمها ربما عدا البودية عمومًا وبعض ممارسات المسيحية والجاينية والهندوسية وبعض متسامحي المسلمين، تنص في نصوصها عمومًا على أن من يتبعونها هم من بداخل خانة الفئة المختارة، ومن خارجها هم كفار وآخرون منزوع عنهم صفة التشابه معهم، ولا يوجد دين يعترف بالآخر عمومًا، الإسلام مثلًا يقول بأن السابقين لمحمد جاؤوا بنفس الإسلام المحمديّ ولكن بتشريعات مختلفة، كما ينص قرآن محمد في كثير من آياته على أن من قبله من رسل وأتباعهم كانوا مسلمين، فالحواريون قالوا بزعمه: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} آل عمران، و الرسل مسلمون{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)} المائدة، كذلك في دراستي (تفنيد مزاعم البشارات بمحمد ويسوع) برهنت أنه لا بشارة أو إشارة ليسوع- عيسى في كتاب اليهود، ومعظم مزاعم المسيحيين التي ناصرها محمد هي مزاعم تأليهية ليسوع في فهمها وتأويلها لنصوص كتاب اليهود، وأثبت هناك دون غرض مسبَق أو وضع للنتيجة قبل البحث وبتحري الدقة والصحة فقط في البحث وفهم المعاني الصحيحة أنه لا توجد أي إشارة لا لمحمد ولا ليسوع في كتاب اليهود. ومن الطريف أن أكثر النصوص التي ادعاها علماء المسلمين ومحمد نفسه على أنها تتعلق به هي نفس ما ادعاه قبل محمد بقرون كتبة الأناجيل والرسائل على أنها تخص يسوع الخاص بهم!

 

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)}

 

لمن قالوا ذلك كل الحق وهم ناس عقلانيون في هذه المسألة على الأقل، شخص يأتي ويزعم أنه وحده يرى أشياء ويسمعها دونًا عن غيره، ما الذي سيجعلني لا أفترض على نحوٍ صائب أنه مدّعٍ كاذب أو مجنون مختل؟! ما البرهان الملموس على مزاعمه؟!

 

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)}

 

سأضيف من خلال تجربتي الكبيرة مع متعصبي المسلمين في أسرتي وفي أحد أعمالي التي عملتها: (لن ترضى عنك المسلمة حتى تتبع ملتهم ولإن اتبعتَ خرافاتهم وجهالاتهم فإنك إذن من التائهين الجاهلين). طبيعة الأديان التوراتية المنبع هي التعصب وأن أتباعه_في معظمهم_يضيقون صدرًا لمجرد وجود آخرين ليسوا مثلهم يتنفسون من نفس هواء الكوكب. ولا تتسع نفوسهم لفكرة التعدد والتنوع وحرية الاختيار.

 

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}

 

الانتقال من دين ما إلى الإسلام هو انتقال من جهل وخرافة وأضلولات عقلية إلى أخرى، بعض اليهود كعبد الله بن سلام وابن سعية وغيرهما اتبعوا الإسلام طمعًا في المكاسب والمغانم وللمشاركة في اللعبة الاجتماعية والسياسية السلطوية والعسكرية، وتجنبًا للمصير الذي يبدو أنهم شعروا أنه سيصيب قومهم اليهود بصورة حتمية مع تزايد قوة محمد مع نهجه الإرهابي الرافض لوجود أي هويات وثقافات أخرى إلى جواره.

 

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}

 

نموذج لطريقة التفكير والتصور الإسلامي، لا يوجد في التاريخ أو الوثائق سوى ما يدل على أن اليهودية هي اليهودية منذ القدم ومنذ نشأت وتطورت وانفصلت عن الوثنية إلى التفريد ثم التوحيد، لا علاقة لها بالإسلام، وكذلك المسيحية عمومًا لا علاقة لها بكل أفكارها ومذاهبها بأفكار الإسلام التوحيدية، لأنها كلها قالت بأن المسيح أول خليقة الله، سوى مذاهب جعلت الابن أو يسوع أقل من الآب أي الله، ومع ذلك لا يوجد في معظمها شيء قريب الشبه جدًّا من الإسلام.

 

{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}

 

تعريف محمد للفطرة والغريزة والحس السليم المشترك تعريف مغلوط ومعتلّ، الغريزة تتضمن الطعام والشراب والسعي للذة واجتناب الألم والأذى والغريزة الجنسية ومسالمة باقي البشر والاجتماع والتعاون بين الأفراد، ولا يشمل هذا الطقوس الخرافية ولا الخرافات ولا العقائد والتعبدات لكائن وهمي لا وجود له، دراسة تشريع الإسلام وأفكاره تثبت أنه عكس وضد الفطرة والغريزة والحس السليم المشترك بالضبط.

 

{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)}

 

نموذج للمغالطات المنطقية القرآنية المحمدية، فهو يفترض صحة ما يحتاج ويُطلَب منه إثباته ولم يتمكن من إثباته، الطرف الآخر لا يعتقد بأن الكلام كلام من الله، بالتالي لا معنى لكل جداله، جدال عقيم ومهاترة. على كلٍّ فمن ناحية علم التأريخ والآثار فلا دليل على وجود الشخصيات التوراتية الخرافية المذكورة، وهي مجرد آباء أسطوريين لشعب إسرائيل القديم. بالنسبة لحديث محمد عن ضرورة عدم كتم الشهادة ممن عنده علم، فأعتقد أني كدارس لنصوص الأديان وخرافاتها وبتوسع لم أدخر وسعًا في كتابة شهادتي في كتبي السابقة عن مصادر أساطير الإسلام وعن تفنيد مزاعم البشارات بمحمد ويسوع ونقد العهد القديم ونقد العهد الجديد، والآن في هذا الكتاب الأخير عن الموضوع. وكلها ناطقة بحقيقة كذب وزيف الإسلام واليهودية والمسيحية.

 

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145)}

 

الذين سألوا هذا السؤال ليسوا سفهاء، أسلوب محمد ضد المنطق والنقد العقلانيّ كان دومًا هو الشتيمة والتسفيه، بل هو سؤال منطقيّ، وردود محمد غير منطقية فهل يحتاج الله لعمل اختبار وتجربة بدونها لا يمكنه معرفة من يتبع رسوله المزعوم؟! يبدو أنه محدود العلم إذن! محمد لم يأتِ بأي معجزة مما زعم لا للوثنيين ولا لليهود ولا لأتباعه، وكل ما لدينا بعد نصوص كثيرة تنفي قدرة محمد وتماطل وتجادل دفاعًا عن عجزه التام، تتحفنا قصص الأحاديث وكتب السيرة بمعجزات في حكايات عنه ولا يوجد دليل عليها فهي مجرد قصص وأوهام وخيالات وأساطير، ولو أنهم كانوا يعلمون بصحة دعوة محمد لما كان وُجِد شيء يمنعهم من اتباعه لطالما يتعلق الأمر بمصيرٍ أبديٍّ كما زعموا، من سيتجاهل مصيرًا أبديًّا يعلم أنه سيلاقيه وبأي تفكير لو كان لديه يقين وعلم به؟! محمد كان يمارس تكرار الكذب حتى يصدقه الأتباع فقط.

 

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)}

 

سبقت الإشارة إلى الردود على هذا.

 

{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)}

 

التزكية من الزكاة أي التطهير، بعد أفعال محمد اللاحقة لتاريخ صياغته هذه الآية، من نشر للبغض والكره وتحريض للتقتيل والإبادة والإرهاب والنهب وخطف واغتصاب النساء واستعبادهن واستعباد الأطفال، لا أعتقد أن وصف التزكية يليق بديانة كالإسلام بممارساتها التي تنصّ عليها.

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}

 

قال الطبري:

قال أبو جعفر: يعني بقوله "إنّ الذين يَكتمون مَا أنزلنا منَ البينات"، علماءَ اليهود وأحبارَها، وعلماءَ النصارى، لكتمانهم الناسَ أمرَ محمد صلى الله عليه وسلم، وتركهم اتباعه وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل. و"البينات" التي أنزلها الله: ما بيّن من أمر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومبعثه وصفته، في الكتابين اللذين أخبر الله تعالى ذكره أنّ أهلهما يجدون صفته فيهما. ويعني تعالى ذكره ب"الهدى" ما أوضح لَهم من أمره في الكتب التي أنزلها على أنبيائهم، فقال تعالى ذكره: إنّ الذين يكتمون الناسَ الذي أنزلنا في كتبهم من البيان من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته، وصحة الملة التي أرسلته بها وحقِّيَّتها، فلا يخبرونهم به، ولا يعلنون من تبييني ذلك للناس وإيضاحِيهِ لهم، في الكتاب الذي أنزلته إلى أنبيائهم،"أولئك يَلعنهم الله ويَلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا" الآية. كما:-

2370- حدثنا أبو كريب قال، وحدثنا يونس بن بكير -وحدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة- قالا جميعًا، حدثنا محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس قال: سألَ مُعاذ بن جبل أخو بنى سَلِمة، وسعد بن مُعاذ أخو بني عبد الأشهل، وخارجة بن زيد أخو بني الحارث بن الخزرج، نفرًا من أحبار يَهود - قال أبو كريب: عما في التوراة، وقال ابن حميد: عن بَعض مَا في التوراة - فكتموهم إياه، وأبوْا أن يُخبروهم عنه، فأنزل الله تعالى ذكره فيهم:"إنّ الذين يَكتمون مَا أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّناه للناس في الكتاب أولئك يَلعنهم الله وَيَلعنهم اللاعنون".

... 2373- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه عن الربيع في قوله:"إنّ الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى" قال، كتموا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، فكتموه حسدًا وبغيًا.

 

هذه القصة قد تكون مثالًا لاستعانة محمد والمسلمين الأوائل باليهود لتأسيس الدين، لو أخذنا بالقصة التي قيلت لتفسير النصّ، وعلى كلٍّ فقد درست كل كتب اليهود والمسيحيين المقدسة والأبوكريفية التي رفضوها ونصوصًا من الهاجاديات وحتى درست ترجمة مخطوطات قمران (البحر الميت) الخاصة بطائفة شبيهة باليهود الأسينيين أو الأسينيين أنفسهم، ودرست نصوصًا غنوسية وغيرها، فما وجدت أدنى ذكر لمحمد فيها، هذه حقيقة الأمر كما عرضتها في كتاب آخر بإنصاف وأمانة، لو أني وجدت ذكرًا له أما كنتُ سأتبعه فورًا، هذا أسهل بكثيرٍ كما ترى من المشاكل التي تحدث لملحد في عالم إسلاميّ متعصب، قد يجعل حياتك جحيمًا.

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}

 

كيف سيكون على غير المسلمين لعنة الناس أجمعين، مع أن معظم الناس منذ القدم وحتى اليوم غير مسلمين، أربعة أخماس البشرية اليوم غير مسلمين، منهم كمية كبيرة جدًّا علمانيون لادينيون، ونسبة كبيرة من البوديين، والمسيحيين، والهندوس، هل يعتبر محمد الناس هم المسلمون فقط؟!

 

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)}

 

لا توجد سماوات فهذه خرافة، والانفجار العظيم ونظرية تكون العناصر في مستعرات النجوم كافية وأوفى ولها أدلة على عكس خرافة الستة أيام الخاطئة علميًّا، تعاقب الليل والنهار قد يبدو للإنصاف لأول وهلة أمرًا منظمًا إلهيًّا، لكن عندما نشبّه الأمر في وصوله لتوازن بين الأرض والشمس والكواكب بإلقاء حجر في الماء والذي يصل أمره إلى استقرار آخر الأمر وتتوقف دوامات الماء سيشرح لنا الأمر، كذلك فإن تعاقب الحر والبرد واضطراب الطقس واختلافه لا يدل على إله مزعوم، كان يمكن لإله لو كان له وجود أن يجعل الكوكب كله كحجرة مكيفة مريحة، أما السفن فاختراع بشريّ بحت من ملاحظة الإنسان لطوف الخشب وما شابهه من مواد، أما الكائنات الحية وتنوعها ففسّرته الحقيقة العلمية للنشوء والتطور وهي حقيقة صحيحة مثبتة تاريخية تتناقض معها خرافة الخلق اللحظيّ المستقلّ في ستة أيام فقط.

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} البقرة

 

حاول محمد الادعاء أنه كان يعرف شيئًا عن الله، هذا على أساس أن له وجودًا من الأصل! لا هو يعرف عنه شيئًا ولا غيره كذلك، والعلم الطبيعي وعلم التاريخ والآثار والجيولوجي والمنطق وعلم الأديان يثبتْنَ أنه خرافة.

 

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)}

 

أليس هذا نفس حال مسلمي اليوم، مسلمون بالوراثة والتربية، مسألة جغرافيا، لو ولد أحدهم لأسرة مسيحية أو في الغرب لكان مسيحيًّا مؤمنًا بالخرافة المسيحية بنفس الدرجة والشدة.

 

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)}

 

فالمسلمون اليوم وما قبل ذلك من عصور ليسوا في شقاق وعداوات؟! ثلث المسلمين هم شيعة اثنا عشرية وهناك شيعة زيدية، بالإضافة إلى الأغلبية السنية، وهناك إباضية، وهناك إسماعيلية، وبقايا شبه معتزلة وقرآنيين، وشيعة كرمانية ومذاهب أخرى كثيرة، وكلهم كارهون ومكفِّرون في أغلبهم لبعض الآخر، خاصة أغلبيتهم من الدهماء الجاهلين، واسألني عن ذلك فأنا أعيش وسطهم، الجهل مستشرٍ منتشر، والقاعدة عندهم هي تصريف طاقة الكره والحقد عندهم على الآخرين المختلفين مذهبيًّا، هذه سمة الدين والجهل حينما ينتشران بمناطق من العالم. الدولة العباسية مثلًا أقامت ديوان الزنادقة لتقتيل الشيعة والمانويين وغيرهم والمتنصرين، والشيعة بدورهم في دولتهم الصفوية القديمة وغيرها لم يكونوا أفضل حالًا. والاختلافات الفكرية واللاهوتية وبعضها نطرحه بأبواب التناقضات وغيره لا نهائية بين مذاهب وأطروحات السنة وحدهم.

 

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}

 

لا علاقة للطقوس الخرافية والاعتقادات الدينية الوهمية الغيبية بالفضيلة والإحسان، بالتالي الجزء الصحيح من كلام محمد هو فقط من أول قوله (وآتى المال)، وذكره الصبر حين البأس مرتبط بمفهوم الحرب والجهاد، وإذا ارتبط بالجهاد الانتقاميّ والعدوانيّ فهو رذيلة وليس برًّا ولا إحسانًا، بل هو إجرام.

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}

 

لا فائدة من الأدعية، بل يجب على البشر الاعتماد على أنفسهم، بدلا من اللجوء للأوهام غير المجدية.

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244)}

 

هنا يستعمل محمد الأسطورة الواردة في سفر حزقيال، أصحاح 37، من كتاب اليهود عن إحياء النبيّ حزقيال لموتى أو لجثة دون تحديد ماهيتها كرمز لإحياء شعب إسرائيل وعودتهم لفلسطين، لكنه يوردها بشكلها الهاجادي من التوشيات والإضافات في تفاسير أيْ: مدراشيم اليهود، وعرضنا أصلها في بحث الهاجادة منذ زمن، وكما نقل زميلي ابن المقفع في بحثنا (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) عن باحث غربيّ لا أذكر اسمه قال: لقد نظر محمدٌ إلى التوراة بعيون هاجادية، نلاحظ هنا أن محمدً يستغل ويوظِّف إحدى أساطير بعث الموتى الخرافية لتشجيع المقاتلين أتباعه على القتال والعدوان وعدم الخوف، بدعوى أنهم سيعودون للحياة، ويتمتعون بها أكثر مرة أخرى، باعتبار الله قام بذلك حسب الخرافة ذات مرة بصورة رآها بعض الناس هنا على الأرض. قول محمد هنا أن الله ذو فضل على الناس ضاربًا المثالَ بهذه الخرافة هو كلام ونقاش واستدلال غير منطقيّ، فهذه معجزة وخرافة وهمية لا دليل عليها، مجرد أسطورة مسطورة في كتب اليهود. من ناحية أخرى لو طالع محمد هذه القصة بدقة في كتاب اليهود وكان لديه أي علم وتوقع بمستقبل الأطماع الدائمة لليهود_أعني يهود العالم وليس اليهود من أصل فلسطيني والسامريين_خصوصًا المتدينين في فلسطين لما كان نقل هذه الأسطورة وأتحفنا بها. هذه من منظور القومجية الشوفينيين يمكن اعتبارها صهيونية ودعم للصهيونية في قلب القرآن نفسه!

 

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)}

 

السكينة لا تكون في صندوق، بل في النفوس السليمة نفسيًّا وعند الناس المرتاحة نفسيًّا أو ماديًّا وصحيًّا، لكن على كلٍّ هنا يشير محمد هنا إلى مفهوم خرافي هاجادي لأحبار اليهود ناقشناه في بحث (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) هو الشكينة بالعبرية Shekinah أيْ تجلي الله يهوه الخرافيّ على تابوت العهد، وهو الصندوق الذي حسب الخرافة كان يُحتفَظ فيه بلوحي الوصايا العشر الحجريين.

 

{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}

 

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)}

 

لو تفكرنا وتأملنا قليلًا لوجدنا أن الأديان منذ وُجِدت كمفاهيم خرافية وتعصب كانت سببًا لفرقة البشر وتعزيز الفرقة والخلاف بينهم وتبرير العداوات، يجب أن تتخلص البشرية من هذا الهراء التافه وهذه الخزعبلات عديمة القيمة.

 

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)}

 

كل الأديان ومنها الإسلام هي ظلمات جهلٍ دامس وتعصب وانغلاق فكريّ وعلى المجموعة الدينية.

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)}

 

ليس هذا دليلًا على وجود إله، والله لا يأتي بالشمس، ولا الشمس تتحرك حول أو على الأرض، بل الأرض تدور حول نفسها وفق قوانين فيزيائية وتوازن بين قوى وتجاذبات أجرام المجموعة الشمسية، وهو توازن مؤقَّت بالنسبة إلى عمر الكون، وبعد مليارات السنوات سينتهي باحتراق الأرض ثم لاحقًا ابتلاع الشمس لها كما حكم العلم بعلوم الفيزياء الراسخة الحتمية.

 

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}

 

لا يوجد شيطان خرافيّ يوسوس للناس بعدم الإحسان خشية الفقر، بل النفس البشرية وبخل بعض الناس هو ما يفعل ذلك، يسمي مؤلف كتاب (القيم والأخلاق في كون بلاإله) هذا بقلب الظلام داخل كل منا، ومقصوده الأنانية البيولوجية المتوارثة والتركيب المعيب لنفسية وتوصيلات وتراكيب مخ الإنسان التي نحتاج للتسامي عليها لنصل إلى الإحسان والمحبة، أما الله فلا يعد بشيء لأنه لا وجود له.

 

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269)}

 

أنا أزعم من خلال كتابي هذا أن الإسلام ليس حكمة، مع باقي كتبي السابقة المؤلفة والمترجمة، ولا أريد وصف ماهيته لكي لا أسيء لأتباعه.

 

{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271)}

 

لا أحتاج وعدًا خرافيًّا وهميًّا بثواب وأجر ومقابل للإحسان لكي أفعل الخير والإحسان، لا أؤمن بإله وأفعل الخير حينما يمكنني ما وسعني لمساعدة البشر والكائنات، مع أني بائس لا أملك مسادة نفسي إلا بما يكفي لرمق الحياة تقريبًا. الخير الحقيقي لا ينتظر فاعله مكافأة، بل هو لأجل ذاته نفعله.

 

22 الحج

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)}

 

لا يوجد جدال لاهوتي عن الله يكون عن علم، لأن خرافة الله هي علامة من علامات الجهل وعدم المعرفة.

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}

 

لو رجعنا لمادة Ressurection أيْ البعث في The Jewish encyclopedia الموسوعة اليهودية، فسنجد مثل هذه الاستدلالات والتشبيهات في الكتابات الرابينية للرابيين (الأحبار) اليهود وفي الأناجيل، وكانت في كتاب اليهود في الأصل تستعمل كتشبيهات لبعث الأمة اليهودية وموطنها إسرائيل حسب عقيدتهم وليس حياة أخرى، لا يمكن على أي حال عودة المعدوم بذاته بنفس كيانه وذاكرته، لأن كل كائن حي مركب مصيره إلى الانحلال والتفكك والتحلل، وبعد التحلل لا عودة، إن الإنسان والكائنات الحية كلها تطورت من أصول أخرى حسب علم الأحياء، عودة النباتات إلى الظهور في مواسم تعود لوجود جذورها أو بذورها حية كامنة في التربة في المواسم الغير مناسبة، وليس أنها نشأت من العدم كما ظن البدائيون.

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)}

 

ذكر مفسرون كالطبري وابن أبي حاتم في تفسيره أنها قيلت في النضر بن الحارث القرشي من بطن بني عبد الدار، الذي جادل ضد عقيدة التوحيد، والسؤال الذي سألته من قبل هو أن محمدًا كان يناقش الوثنيين العرب الذين لم يكن لهم كتاب ولا كتابة، فكيف لو واجه وثنيين لهم كتابة كالهندوس بكتابتهم وكتبهم الكثيرة، أو الزردشتيين، أو البوديين، أو حتى المسيحيين واليهود أنفسهم فلديهم كتب، فهل كل هؤلاء على حق لمجرد وجود كتاب أو كتب لديهم، ومن حكم بأن القرآن كتاب منير أو مستنير أو ينير أحوال البشر؟! راجع فصول كتابي هذا.

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)}

 

لا يوجد شرعية أو سلطان لأي خرافة أو آلهة كالله وغيره، سوى ما يعطيه لها ناس يعتقدون بخرافات وأوهام. إن وضع الله لا يختلف عن سائر الآلهة الخرافية، كلها أوهام وضلالات.

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)}

 

تمكن العلماء من عمل كائنات جديدة بمنظومات جينية مختلفة لأسباب علمية وتجارية صناعية، عن طريق نقل الجينات من كائن إلى آخر، كحالة استخراج الأنسولين البشري نفسه من مزراع بكتيرية من خلال زرع جين إنتاجه في البِكتيريا! واستخراج نسيج خيوط عنكبوت قوية على نحو استثنائي من حليب ماعز زرعوا فيها جين العنكبوت وسموها الماعز العنكبوتية! لا يزال أمامنا تحدي أن نصنع من المواد والأحماض الأمينية الخام كائنً حيًّا بمنظومة جينية كاملة، لا يزال تحدي القرآن لم يتم هزيمته بالكامل، لكننا بدأن في ذلك بقدر كبير، ومشكلة المسألة أن البشر ينفقون على التسليح والتصنيع والبحث العسكري والحربي اكثر بكثير وأضعاف أضعاف البحوث المفيدة والطبية، وأن تصنيع كائن كامل من مواد كيميائية خام فقط ويا للعجب حقيقةً ليس له فائدة تجارية كبيرة أو طبية. أما استنقاذ طعام قليل جدًّا من ذباب فممكن عمليًّا وعلميًّا، في حالتين: في غرفة مغلقة يمكن إمساك الذبابة الجانية المتلبسة بسرقة الطعام وحبسها أو قتلها وتمرير أشعة جاما مطهرة معقمة على جسمها ثم أكلها بالهناء والشفاء أو عصرها، أو لو أن شخصًا شهيته طيبة فيمكنه قتلها وأكلها بدون كل ذلك إن كان مهتمًّا جدًّا بتحدي القرآن!. لكن من سيبلغ به البخل درجة التفكير فيما سلبته ذبابة منه لتعيش؟!

 

98 البَيِّنة

 

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}

 

وأمثالها كثير، مثلًا:

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} آلِ عِمْرَانَ: 105

 

كما قلت من قبل، لو تفكر محمد والمسلمون قليلًأ لعلموا أن مصدرًا من أكبر مصادر الخلاف بين البشر والفرقة هو انتشار الجهالات والتجهيلات الدينية بسبب الأديان وخرافاتها.

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)} البينة

 

هذا تصنيف عنصريّ، فاعتقادات الإنسان الدينية ليست فضيلة أو أفضلية، بل هي حرية شخصية، والأفضلية والفضيلة تأتي من أفعاله وسلوكياته وأخلاقه، ولا يبدو لنا من تعاليم الإسلام وأفعال المسلمين أنهم أفضل الأمم، بل بمجمل أفعالهم هم أسؤها أو من أسوئها. لو شاركوا في مسابقة لربحوا جائزة متقدمة كأمة متأخرة وسيئة جدًّا في كل المجالات والأمور. أن يقولها عقلانيّ ملحد من نسلهم وبنيهم خيرٌ من أن يقولها غيرهم لهم، وقد قالوها لهم.

 

64 التغابن

 

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}

 

استشهاد بخرافات عجائزية مما في كتاب اليهود خاصة التوراة منه، وتعديلات محمد على أساطير عربية قبل إسلامية، راجع الباب الثاني.

 

{فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)}

 

القرآن يخلط قيمًا صالحة مع فاسدة، مما يجعله كله منظومة أخلاقية فاسدة لا تصلح للاستعمال الآدمي، عندما حدَّثتُ منذ زمن بعض أقاربي عما وصلتُ له من حقائق عن الإسلام، قالوا لي ردًّا على كلامي: خذ من الإسلام الأمور الجيدة واترك السيئة. للأسف هذا لا يصلح لأنه يبرهن على عدم إلهية الإسلام لوجود أشياء فاسدة غير أخلاقية فيه. فهو يفسد أخلاق من يتبعونه كله إذن لأنهم يأخذون بفعل أشياء غير أخلاقية لزعم القرآن والأحاديث أنها أمر بها الله وجعلها بطريقة سحرية أخلاقية! ناهيك عن الأخطاء العلمية والتاريخية وفي علم الأديان والخرافات والأخطاء اللغوية والنقد الأدبيّ وغيرها. معظم القرآن إذن ظلام حالك ونشر للجهل لا أكثر.

 

62 الجمعة

 

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)}

 

ذكرت من قبل أنه لا يصح وصف تعاليم القرآن بأنها تطهير وتزكية، بل هي تدنيس للنفوس بالتعاليم العنصرية الفاسدة والمفاهيم المغلوطة.

 

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)}

 

سوءً فهمنا الفضل المذكور على أنه نبوة محمد المزعومة أو الرسالة التي آمن بها بعض الناس، فلا شك أن الإسلام ليس بنعمةٍ ولا فضلٍ، بل هو نقمة وعذاب ولعنات، وأمور ضارّة من الجهل والخرافات والتعصب والإرهاب وكراهية باقي البشر والتشريعات الفاسدة وغيرها.

 

{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}

 

سبق وتناولت هذه المهاترة بالنقد في سورة البقرة: 94-96 وهي نموذج لمهاترات محمد والجدليات العبثية الكلامية الغير مجدية ولا مفيدة، لعدم وجود نتيجة لها وعدم وجود إله سيستجيب، ومحمد فقط عبَّر عن تمنيه لموت اليهود لكونهم في نظره برهانًا على كذبه، أكثر ناس اقتبس من نصوصهم وتقاليدهم رفضوا اتباعه وفضلوا ديانتهم التي هي الأصل لنسخته الباهتة الشائهة من تراثها، إن كانت اليهودية غاية في السوء بتعاليمها وأغلب اليهود يعلمون ذلك، فما معنى ومبرر الانتقال من دين سيء إلى آخر سيء؟! لذلك فإن بعض الكتب التي أطالعها مثل Cambridge companion to Atheism و Societies without God تقول أن في مجتمعات الغرب تكاد تكون كلمة يهودي رديفة لملحد وغير متدين، ويقول كتاب مجتمعات بدون الله أن أكثر فئتين في الغرب تحبِّذان العلاقات الجنسية والتجارب قبل الزواج هما الملحدون واليهود! روح علمانية لادينية مناقضة تمامًا لرجعية وخرافات التوراة. يقول المثل العاميّ المصريّ: الملافظ سعد، علمني العمر أن كثيرًا من مزاح البشر وما شابهه له علاقة برغباتهم ومشاعرهم الحقيقية في كثير من الأحيان، فإذا مازحك شخص بأنه يكرهك أو غير مرحب بزيارتك فهناك احتمال أنه يعني ما يقوله في قرارة نفسه!

 

ومن الذي لا يفر من الموت، الذي هو نهاية حياة الإنسان، وانعدام وجوده؟! هذه غريزة الحفاظ على البقاء. ولا عيب فيها بل هي طبيعية وغريزية وحق من الحقوق؟ هل المسلمون لا يبالون ولا يخافون الموت؟! بالتأكيد كغيرهم يحرصون على حيواتهم، ربما عدا المتطرفين الانتحاريين كارهي الحياة وبعض المسالمين ممن ملوا الحياة أو تعذبوا فيها كبعض المرضى وكبار السن والبؤساء، في أحد أفلام شوازِنجر  The last Standيدخل مقهى أو كافيه به رجل شيوخ عجائز ليحذرهم بصفته عمدة القرية بضرورة العودة إلى منازلهم لكي لا يتعرضوا للرصاص من مجرم خطير في القرية، فينظرون له بلا مبالاة مستهزئة ويعلقون: ما الذي نخاف منه؟! قد انقضت أعمارنا! هذا مثال لمن لا يخاف الموت ولا يتجنبه، نعم إنه لجيدٌ للعقلانيّ الملحد أن يكون متقبِّلًا مستعدًا للموت حينما يأتي وقته الطبيعيّ نتيجة كبر السن أو المرض أو حادث، سواء له أو لأحد أحبائه ومعارفه، أو حينما يضطر له دفاعًا عن الوطن أو العدالة أو قضية نبيلة أو لإنقاذ حياة شخص آخر في شكلٍ من أشكال التضحيات الإيثارية، أما الإقدام على الموت بدون سبب كما اقترح محمد لأجل أوهام أو إرهاب وقتال فلا معنىً له ولا مغزى وعبثٌ صرفٌ.

 

{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)}

ما عند شيوخ المسلمين وخطبهم بالصراخ والتشنجات وانعدام المنطق والخرافات والتوافه وما في القرآن والإسلام عمومًا في مجمله هو الهراء وتضييع الوقت فقط، القراءة وتحصيل العلوم المفيدة الحقيقية أو حتى التسلية والترفيه أو اللعب أو التجارة والعمل خير من هذا النشاط الدينيّ غير المفيد، طبعًا هذا رأينا كعقلانيين طبيعيين وكلٌّ حر في أن يعتقد ويمارس ما شاء من دينٍ.

 

8 الأنفال

 

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}

 

الفزع والخوف لأجل خرافات وأوهام هو عدم حكمة.

 

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)} الأنفال

 

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)} الأنفال

 

الله في القرآن والأحاديث كثيرًا ما يمكن اعتباره ذات محمد المتضخمة، دمية محمد للتعبير عن آرائه ورغباته، وأحيانًا لخداع الأتباع السذج يوعود وهمية كهذه، يمكننا أن نقول بصحة تامة (وما جعله محمد إلا بشرى وليطمئنك ويضحك عليكم وما النصر إلا بعنصري الاجتهاد مع الإعداد والحظ). وفي النص أي الآية الثانية التي تزعم تشجيع الله وتثبيته للملائكة، فهل هي ككائنات خرافية ذوي قوى رهيبة حسب وصف القرآن والأحاديث بحيث يخافون من البشر مع أنهم لديهم ميزة كونهم غير مرئيين، وهي ميزة يحلم بها كل قادة عسكريين لدولة متقدمة حتى اليوم، لو أني قزم بذراع واحدة ومنحتني هذه القدرة لفعلت الكثير في حرب حقًّا، لكن يزعم محمد رغم جبروت الملائكة وخفائهم أن الله يطمئنهم بأنه معهم لئلا يخافوا من بشر معهم سيوف ورماح بدائية وليس أسلحة كالحديثة التي عند البشر اليوم، بعضها قد يدمر مبنى كامل في لحظة والآخر قد يدمر مدينة أو دولة أو يسمم الجو والماء.

 

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}

 

نظير هذه الآية يتكرر في سورة آل عمران عن أحداث موقعة أحد: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} آل عمران، ويبدو لي أن الأمر لم يكن منة أو علامة إلهية، بل قد كان على الأرجح أحد أعراض مرض وبائي منتشر ما بين ناس يثرب، وهذا العرض هو خمول الجسم والدوار أو النعاس، وربما حتى حمى وارتفاع حرارة، انظر مثلًا ما روى البخاري:

 

1889 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ قَالَ اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا وَصَحِّحْهَا لَنَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ قَالَتْ وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللَّهِ قَالَتْ فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلًا تَعْنِي مَاءً آجِنًا

وانظر البخاري 4256.

1602 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَقَدْ وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ

 

3616 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ قَالَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ طَهُورٌ كَلَّا بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ تُزِيرُهُ الْقُبُورَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَعَمْ إِذًا.

 

3388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَأَلْتُ أُمَّ رُومَانَ وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ عَمَّا قِيلَ فِيهَا مَا قِيلَ قَالَتْ بَيْنَمَا أَنَا مَعَ عَائِشَةَ جَالِسَتَانِ إِذْ وَلَجَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهِيَ تَقُولُ فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ وَفَعَلَ قَالَتْ فَقُلْتُ لِمَ قَالَتْ إِنَّهُ نَمَى ذِكْرَ الْحَدِيثِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَيُّ حَدِيثٍ فَأَخْبَرَتْهَا قَالَتْ فَسَمِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ نَعَمْ فَخَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا فَمَا أَفَاقَتْ إِلَّا وَعَلَيْهَا حُمَّى بِنَافِضٍ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا لِهَذِهِ قُلْتُ حُمَّى أَخَذَتْهَا مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحُدِّثَ بِهِ....إلخ (في سردٍ لقصة الإفك_لؤي)

 

{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)}

 

محمد هنا يستشهد بقول قاله الوثنيون وفق اعتقاداتهم الخرافية بوجود عدالة سماوية، حيث جاء في السيرة لابن هشام:

 

قال ابن إسحاق: وحدثني محمد ابن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَيْر العُذْري، حليف بني زُهرة، أنه حدثه: لما التقى الناسُ، ودنا بعضُهم من بعض، قال أبو جهل بن هشام: اللهم أقطَعنا للرحم، وآتانا بما لا يُعْرف، فأحِنْه الغَداةَ. فكان هو المستفتح.

 

صحيح وأخرجه أحمد بن حنبل (23661) 24060 والنسائي في السنن الكبرى 11201 والحاكم في المستدرك 2/ 328 وتفسير الطبري.

أحنه: أهلكْه. ومعنى الكلام دعاؤه بأن تكون الهزيمة للأكثر قطيعة لمودة القرابة وإتيانًا بما لا يعرفونه فهم كوثنيين لا يعرفون فكرة التوحيد ويعتبرونها مضادة للعقائد والأعراف المعتادة عندهم والتي لذلك اعتبروها سماوية من عند الآلهة الخرافيين.

 

روى النسائي:

 

11201 - أنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد نا عمي نا أبي عن صالح عن بن شهاب قال حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: كان المستفتح يوم بدر أبو جهل وإنه قال حين التقى القوم اللهم أينا كان أقطع للرحم وآتى لما لا نعرف فافتح الغد وكان ذلك استفتاحه فأنزل الله { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }

 

وقال الطبري في تفسيره:

 

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمشركين الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، يعني: إن تستحكموا الله على أقطع الحزبين للرحم، وأظلم الفئتين، وتستنصروه عليه، فقد جاءكم حكم الله، ونصرُه المظلوم على الظالم، والمحق على المبطل.

* * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

15831- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، قال: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.

 

15835- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، قال: كفار قريش في قولهم: "ربنا افتح بيننا وبين محمد وأصحابه"! ففُتح بينهم يوم بدر.

15836 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.

15837- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، قال: استفتح أبو جهل فقال: اللهم = يعني محمدًا ونفسه = "أيُّنا كان أفجرَ لك، اللهم وأقطعَ للرحم، فأحِنْه اليوم"! قال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) .

 

15841- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، أخذوا بأستار الكعبة واستنصروا الله وقالوا: "اللهم انصر أعز الجندين، وأكرم الفئتين، وخير القبيلتين"! فقال الله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، يقول: نصرت ما قلتم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.

15842- حدثنا عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) إلى قوله: (وأن الله مع المؤمنين) ، وذلك حين خرج المشركون ينظرون عِيرَهم، وإن أهلَ العير، أبا سفيان وأصحابه، أرسلوا إلى المشركين بمكة يستنصرونهم، فقال أبو جهل: "أينا كان خيرًا عندك فانصره"! وهو قوله: (إن تستفتحوا) ، يقول: تستنصروا.

 

روى البخاري:

 

4877 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ وَقَالَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}

 

النصر العسكري ليس دليلًا على أن المنتصر هو من معه الحق، لو كان الأمر كذلك لوجب أن نتعبر كثيرًا من أفعال العدون البشري حقًّا مشروعًا وأفعالًا مباركة من الله الخرافيّ كاحتلال أمركا للعراق مؤقتًا وعدوانها هناك، أو الاحتلال المستقر طويل الأمد من يهود العلم لمعظم فلسطين، أو بعض ما نقرؤه أو نشاهده في الأفلام التاريخية عن ظلم بعض غزاة الرومان وبطشهم الرهيب ومثلهم الفرس، ولاحقًا العرب، أو بطش وعسف ملوك العصور الوسطى في الغرب والشرق. وبعض الأحداث الرهيبة في عصرنا وفي كل العصور وبعضها فيه هزائم ونكبات ومآسٍ على المسلمين كمسلمي بورما واضطهادهم أو طرد الاحتلال العربي من إسبانيا واضطهاد وتعذيب البقية الباقية من الأقلية المسلمة الموريسكية المغربية على أيدي كهنة محاكم التفتيش. ويكن أن نقول بثقة في حالات كإسبانيا أنه لا شك أن ملوكها وجنودها وشعبها كانوا قد قاموا بصلوات مسيحية فانتصروا على العرب والمسلمين؟! هذا تفكير خرافيّ لا يصلح للحروب والتاريخ.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.

فقال بعضهم: معناه: يحول بين الكافر والإيمان، وبين المؤمن والكفر.

* ذكر من قال ذلك:

15876- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير: (يحول بين المرء وقلبه) ، قال: بين الكافر أن يؤمن، وبين المؤمن أن يكفر.

 

...15879 - حدثني أبو السائب وابن وكيع قالا حدثنا أبو معاوية، عن المنهال، عن سعيد بن جبير: (يحول بين المرء وقلبه) ، قال: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان. 15885 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن الضحاك بن مزاحم: (يحول بين المرء وقلبه) ، قال: يحول بين الكافر وبين طاعة الله، وبين المؤمن ومعصية الله.

 

.... وقال آخرون: بل معنى ذلك: يحول بين المرء وعقله، فلا يدري ما يَعمل.

* ذكر من قال ذلك:

15895- حدثنا عبيد الله بن محمد الفريابي قال، حدثنا عبد المجيد، عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: (يحول بين المرء وقلبه) ، قال: يحول بين المرء وعقله.

15896 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (يحول بين المرء وقلبه) ، حتى تركه لا يعقل.

 

.... وقال آخرون: معناه: يحول بين المرء وقلبه، أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه.

* ذكر من قال ذلك:

15901- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) ، قال: يحول بين الإنسان وقلبه، فلا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه.

 

.... قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب عندي في ذلك أن يقال: إن ذلك خبرٌ من الله عز وجل أنه أملك لقلوب عباده منهم، وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يقدر ذو قلب أن يُدرك به شيئًا من إيمان أو كفر، أو أن يَعِي به شيئًا، أو أن يفهم، إلا بإذنه ومشيئته. وذلك أن "الحول بين الشيء والشيء"، إنما هو الحجز بينهما، وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه، (1) لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبَه إدراكَه سبيلٌ.

وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك قول من قال: "يحول بين المؤمن والكفر، وبين الكافر والإيمان"، وقول من قال: "يحول بينه وبين عقله"، وقول من قال: "يحول بينه وبين قلبه حتى لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه"، لأن الله عز وجل إذا حال بين عبد وقلبه، لم يفهم العبد بقلبه الذي قد حيل بينه وبينه ما مُنِع إدراكه به على ما بيَّنتُ.

 

كلام خرافي غير منطقي بلا قيمة، الإرادة الإنسانية حرة ولا يوجد كائن وهمي يتحكّم فيها على نحوٍ خفيٍّ، بل يختار الإنسان ما يشاء من أفكاره ومصائره وفقًا لما يقرره عقله ورغبته واختياره. وإذا كان عدم الإيمان بزعم محمد شرًّا فكيف سيحرص على حدوثه إله خيِّر عادل بزعمه؟!

 

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)}

 

مساعي البشر وأفعالهم وأوضاعهم السياسية والدينية هي نتاج مجموع  المعادلة الاجتماعية للإرادات المتنوعة المتعددة لأفراد مجتمعٍ ما، أغلبية أفراد مجتمع يثرب هم من تبنوا فكرة ديانة محمد ومشروعه، فهم على عكس قريش كانوا عدة مجموعات أو اثنتين على الأقل مفككتين متصارعتين: خزرج وأوس، ووجدوا في مشروعه وقيمه الجديدة أملًا لتغيير وضعهم ومستقبلهم: {... فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)} الأنفال، اليثاربة هم من آوَوْا المهاجرين من مكة وكل إقليم آخر من شبه جزيرة العرب، ونتيجة قرارهم هذا جاء ضدهم: لقد أفنتهم الحروب وصار نسبهم كما نعلم من كتب الأحاديث أقلية قليلة وغرقت يثرب بالمهاجرين من كل مكان، ولم يظفر المدنيون اليثربيون بعد موت محمد بأي جزء من كعكة السلطة، بل حازتها قبيلة قريش للقرون الطوال التالية. وخيررات الطبيعة التلقائية التي يزرعها الإنسان ليراعي نماءها أو تربيته للدواجن لا علاقة لها بإله خرافي خفيّ يعيطها لنا بيدٍ خفية.

 

{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}

 

مما قاله الطبري:

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما كان الله ليعذب هؤلاء المشركين من قريش بمكة وأنت فيهم، يا محمد، حتى أخرجك من بينهم= "وما كان الله معذبهم"، وهؤلاء المشركون، يقولون: "يا رب غفرانك! "، وما أشبه ذلك من معاني الاستغفار بالقول. قالوا: وقوله: "وما لهم ألا يعذبهم الله"، في الآخرة.

* ذكر من قال ذلك.

16000 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا عكرمة، عن أبي زميل، عن ابن عباس: إن المشركين كانوا يطوفون بالبيت يقولون: "لبيك، لبَّيك، لا شريك لك"، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قَدْ قَدْ! " فيقولون: "إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك"، ويقولون: "غفرانك، غفرانك! "، فأنزل الله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون". فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان: نبيّ الله، والاستغفار. قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار= "وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون"، قال: فهذا عذاب الآخرة. قال: وذاك عذاب الدنيا.

 

... وقال آخرون: بل معناه: وما كان الله معذبهم وهم يصلُّون.

* ذكر من قال ذلك.

16013 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، يعني: يصلُّون، يعني بهذا أهل مكة.

16014 - حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد في قول الله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، قال: يصلون.

.... وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما كان الله ليعذب المشركين وهم يستغفرون. قالوا: ثم نسخ ذلك بقوله: "ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام".

* ذكر من قال ذلك.

16017 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن البصري قالا قال في "الأنفال": "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، فنسختها الآية التي تليها: "وما لهم ألا يعذبهم الله"، إلى قوله: "فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"، فقوتلوا بمكة، وأصابهم فيها الجوع والحَصْر.

 

كل ما كان محمد ناجحًا فيه هو المماطلة والجدل، حتى لو كان جدلياه متناقضة ونصوصه، فوفقًا للنص هنا فالله يقبل من الوثنيين تعبدهم واستغارهم له، قارن مع قوله بالتناقض مع ذلك: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} آل عمران و {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} الغاشية. فقد فشل في تحقيق معجزة مما زعم في خرافاته، خاصةً عن زعمه إهلاك اللهِ من لا يتبعون النبيّ المزعوم حسب خرافاته التي قالها مرات لا تُحصى في قرآنه! فكل الأديان فيها استغفارات من ذنوب حقيقية ومن ذنوب دينية وهمية غير واقعية، كتخدير للضمائر الدينية باستعمال حيلة نفسية تتعلق بالصديق والأصدقاء الخياليين، كما أشرح بباب (التشريعات الشاذة)، وعلى هذا فلا يمكن أبدًا تنفيذ الوعيد الإلهي المزعوم في القرآن ضد أي بلد.

 

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)}

 

هذا التصور الخرافي الفاسد لا يزال منتشرًا عند عوام المسلمين، وأحيانًا حتى بعض متعلميهم وصفوتهم، فهم يتصورون أن فقرهم ليس نتيجة لسوء التخطيط الاقتصادي لحكومة الدولة وكسل الشعب ورجال المال والأعمال عن عمل مصانع إنتاج بدل الاستيراد ولتنفيرهم السياحة بأعمال الإرهاب وبمضايقة السياح والتحرش بهم، أو بسبب عدم عدالة الأجور، بل بدلًا من مواجهة الأسباب الحقيقية الواقعية والعمل على حلها ومعالجة عيوبهم وعيوب دولتهم وعيوب أنفسهم ومجتمعاتهم، يلجؤون إلى تفسيرات وهمية لا ارتباط لها علاقة، انظر مثلًا إلى الملصقات أو الكلمات السخيفة التي يكتبها بعض مهووسيهم على المواصلات والجدران في الشوارع: (يرتفع الغلاء إذا تحجبت النساء)!، مع أنهم بهوسهم ونشرهم لجهالاتهم وشموليتهم بل وحتى إرهابهم للناس في الثمانينيات والتسعينيات لدرجة إلقاء ماء النار (حمض الكبريتيك) على سيقان الفتيات الأطفال في المدارس الابتدائية لكي لا يلبسن ثيابًا تكشف السيقان! بهذا وبالسيطرة على الآلة الإعلامية الموجهة لشعوب بدائية بلا تعليم ولا ثقافة وفكر حقيقيين ولا حس نقدي أو قدرة على البحث والتفكير والاختيار جعلوا فعلًا أغلب نساء المسلمين محجبات متخمِّرات بالخمار، وهو لم يكن عادة منتشرة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، أمي مثلا توفيت في 1984 ولم تكن لبست خمارًا في حياتها، وهي لم تكن ملحدة ولا مفكرة ثورية، بل مسلمة عادية جدًّا وكانت عماتنا وخالاتنا حتى السبعينات غير محجبات ويرتدين جيبات أي تنورات قصيرة إلى الساقين بصورة عادية وأنيقة جدًّا كما يظهر في الصور العائلية القديمة، بانتشار المد الشمولي لاحظت أنه حتى غير المتدينات في الجامعة اضطررن للتخمر به في النهاية نتاج القهر والضغط الاجتماعي، لأن المجتمع يكفر من لا تلبسه، ونعود لموضوعنا فهم يتصورون أن قلة الأرزاق وضيق حال المعيشة ليس نتاج أسباب موضوعية، بل أفكار وأمور خرافية كالذنوب الوهمية الدينية غير الحقيقية، كمشاهدة أفلام عادية مثلًا أو مسلسلات لأنها بنظر هؤلاء البدائيين فجور وفسق وأن الفن والتمثيل والغناء ومجرد النظر إلى امرأة أجنبية (غير الزوجة) ذنوب تجلب غضب الله الخرافي، يحيط بهؤلاء ذباب سارتر، الذنوب الوهمية المزعجة كما صورها في مسرحيته (الذباب).

47 محمد

 

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ (3)}

مجرد تكرار التأكيد بالكلام ليس دليلًا، بل هو تكرار للمزاعم، السذَّج فقط من يقتنعون بمجرد تكرار الكلام ولا يطلبون أدلة ملموسة، بحثي عن الأدلة أرشدني أنها العقلانية السامية-الإلحاد وليس كل خرافات الأديان المتحيِّرة الجاهلة بدون نورٍ من قبس العلم الحديث.

 

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)}

 

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}

 

إذا كان هذا هو أسلوب محمد كما كان يظن لدعوة الوثنيين لفكره فهذا جدل وأسلوب عقيم، كما أنه منفِّر، معظم من اتبعوه لاحقًا إنما فعلوا لأجل المكاسب أو الخوف من القتل، أو لمجرد اقتناعهم أن الوثنية باطلة ولأنهم لم يجدوا بديلًا ميسورًا لهم غير الإسلام كما طرحه محمد عليهم. خرافة إبادة القدماء تناولناها في الباب الثاني، ولا يوجد مولى أو نصير وهمي خياليّ لأتباع أي ديانة، على البشر الاعتماد على أنفسهم ونشر السلام والإخاء فيما بينهم، لأن لا أحد سيساعدهم في تدبر أمورهم ومشاكلهم سوى أنفسهم.

 

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)}

 

المسلمون ليسوا على بينة ولا يقين، بل ككل أتباع الأديان على وهم وإيمان وثوقيّ دوجمائيّ dogma أعمى، دون أي تفكير أو تدبر أو محاولة للاطلاع على العلوم والحقائق العلمية والتاريخية ومن علم الآثار وعلوم الفيزياء والكون والبيولوجي والجيولوجي وغيره. المبدأ عندهم: لا نحصل العلوم ولا نريد معرفة الحقائق، بل نتبع المجموعة ونرتاح، ولا نستعمل العقل للبحث وليست الحقيقة هدفنا، بل نتبع العواطف فقط والخيالات والتعصبات.

 

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)}

 

أليس هذا كلامًا جديرًا بالسذج والأطفال، وعود وهمية خرافية لا يصدقها عقل سليم في تنشئته. على هذا الأساس لا يهتمون بتحسين حيواتهم في معظمهم من جمهور فقرائهم، أو يذهب الإرهابيون منهم للموت، لأجل خيالات وأحلام وخرافات.

 

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)}

 

تبرير ساذج ضعيف، هل الله يحتاج إلى اختبارات ليعرف صحة وقوة إيمان المؤمنين به حسب ذلك؟! وهل لا يفضل الله المزعوم_لو كان له وجود_نشر السلام بين البشر بدلًا من التحريض على الحروب والقتال والمجازر؟!

 

3 آل عمران

 

{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)}

 

سبق وقلت أن التصديق والتوافق القرآني مع خرافات الكتاب المكدس الأقدم ليس دليلًا على صحته، ترديدي لبلاهات شخص آخر من الماضي ليس معناه أني صادق. لقد كتب دراسات وغير كتب في نقد كتاب اليهود والعهد الجديد المسيحي والقرآن والأحاديث وكتب سيرة محمد، فلم نجد فيها هدى، بل ضلال وتشريعات فاسدة وخرافات وبالنسبة لليهودية والإسلام أمر وتحريض على الشرور.

 

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}

 

كلام غير منطقي يقول للناس باختصار: لا تفكروا ولا تستخدموا عقولكم، اجعلوها كما يقال في مثل عامة المصريين (العقل زينة نحطه في البترينة)، ألم يكن الله وهو الكامل العلم والقدرة بزعمهم إذا كان القرآن كلامه أن يجعله كله محكم الصياغة لا مجال فيه للشبهات واشتباه معانٍ تعيب القرآن وللنقد وأوجه الطعن والتغليط، كما أفعل أن في كتابي هذا بحيث "شرّكت" نص القرآن تمامًا وأثبتُ أنه يأتيه الباطل وفيه الباطل من كل اتجاه ومجال، إذا كان لا أحد يعلم تأويل بعض نصوص القرآن سوى الله، فلماذا كان الله سينزل بزعمهم نصوصًا غير مفهومة للبشر عليهم، ما دام لا فائدة منها لكونها غير مفهومة، أم بالأحرى أن الأذكياء فهموها على نحوٍ صحيح ونقدوها، ولذلك أراد محمد منع الأتباع من التفكير، لأن العقل والعقلانية هو العدو الأول للجهل والدين. المطلوب فقط من المسلمين عدم التفكير وترديد تعاويذ لعدم التفكير بموانع فكرية ومحاظير ومحاذير ممنوعة عليهم. يُنسبَ لـﭭيكتُر هوجو الأديب والمفكر الفرنسيّ أنه قال: "يوجد في كل قرية مصباح هو المعلّم، ويوجد من يطفؤه وهو رجل الدين". There is in every village a torch: the schoolmaster—and an extinguisher: the parson.

 

 

روى الحاكم في المستدرك:

 

3138 - علي بن صالح بن حي عن أبي إسحاق عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس رضي الله عنهما  ـ { آيات محكمات } هي التي في الأنعام { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم } إلى آخر الثلاث الآيات

 قال الذهبي: صحيح

 

3238 - حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول  إن في الأنعام آيات محكمات هن أم الكتاب ثم قرأ : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم } الآية

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

بحسب فهم ابن عباس فالآيات المحكمات هي المتعلقة بالأحكام مثل قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)} الأنعام، وحتى هذه قد انتقدناها وأثبتنا فيها عيوبًا كثيرة في هذا الكتاب بأبواب نقد التشريعات العديدة، وباقي نصوص القرآن كذلك لها أوجه نقد كثيرة كما ترى في كتابي هذا.

 

 

قال ابن كثير:

 

يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ، أَيْ: بَيِّنَاتٌ وَاضِحَاتُ الدَّلَالَةِ، لَا الْتِبَاسَ فِيهَا عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَمِنْهُ آيَاتٌ أُخَرُ فِيهَا اشْتِبَاهٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ أَوْ بَعْضِهِمْ، فَمَنْ رَدَّ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ إِلَى الْوَاضِحِ مِنْهُ، وَحَكَّمَ مُحْكَمَهُ عَلَى مُتَشَابِهِهِ عِنْدَهُ، فَقَدِ اهْتَدَى. وَمَنْ عَكَسَ انْعَكَسَ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أَيْ: أصله لَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ عِنْدَ الِاشْتِبَاهِ {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} أَيْ: تَحْتَمِلُ دَلَالَتُهَا مُوَافَقَةَ الْمُحْكَمِ، وَقَدْ تَحْتَمِلُ شَيْئًا آخَرَ مِنْ حَيْثُ اللَّفْظِ وَالتَّرْكِيبِ، لَا مِنْ حَيْثُ الْمُرَادِ.

وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ، فَرُوِيَ عَنِ السَّلَفِ عِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [أَنَّهُ قَالَ] الْمُحْكَمَاتُ نَاسِخُهُ، وَحَلَالُهُ وَحَرَامُهُ، وَحُدُودُهُ وَفَرَائِضُهُ، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ وَيُعْمَلُ بِهِ.

وَكَذَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، ومُقاتل بْنِ حَيّان، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، والسُّدِّي أَنَّهُمْ قَالُوا: الْمُحْكَمُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ: الْمُحْكَمَاتُ [فِي] قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الْأَنْعَامِ: 151] وَالْآيَتَانِ بَعْدَهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} [الْإِسْرَاءِ: 23] إِلَى ثَلَاثِ آيَاتٍ بَعْدَهَا. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَحَكَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر [ثُمَّ] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْد أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمَر وَأَبَا فَاخِتَةَ تَرَاجَعَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فَقَالَ أَبُو فَاخِتَةَ: فَوَاتِحُ السُّوَرِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَر: الْفَرَائِضُ، وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ، وَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ.

وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَة، عَنْ عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} يَقُولُ: أَصْلُ الْكِتَابِ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُنَّ أُمَّ الْكِتَابِ؛ لِأَنَّهُنَّ مَكْتُوبَاتٌ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.

وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ أَهْلِ دِينٍ إِلَّا يَرْضَى بِهِنَّ.

وَقِيلَ فِي الْمُتَشَابِهَاتِ: إِنَّهُنَّ الْمَنْسُوخَةُ، وَالْمُقَدَّمُ مِنْهُ وَالْمُؤَخَّرُ، وَالْأَمْثَالُ فِيهِ وَالْأَقْسَامُ، وَمَا يُؤْمَنُ بِهِ وَلَا يُعْمَلُ بِهِ. رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَقِيلَ: هِيَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ، قَالَهُ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ.

وَعَنْ مُجَاهِدٍ: الْمُتَشَابِهَاتُ يُصَدِّقُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا. وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزُّمَرِ: 23] هُنَاكَ ذَكَرُوا: أَنَّ الْمُتَشَابِهَ هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي يَكُونُ فِي سِيَاقٍ وَاحِدٍ، وَالْمَثَانِي هُوَ الْكَلَامُ فِي شَيْئَيْنِ مُتَقَابِلَيْنِ كَصِفَةِ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ النَّارِ، وَذِكْرِ حَالِ الْأَبْرَارِ ثُمَّ حَالِ الْفُجَّارِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ فَأَمَّا هَاهُنَا فَالْمُتَشَابِهُ هُوَ الَّذِي يُقَابِلُ الْمُحْكَمَ.

وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِيهِ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ، حَيْثُ قَالَ: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فِيهِنَّ حُجَّةُ الرَّبِّ، وَعِصْمَةُ الْعِبَادِ، وَدَفْعُ الْخُصُومِ وَالْبَاطِلِ، لَيْسَ لَهُنَّ تَصْرِيفٌ وَلَا تَحْرِيفٌ عَمَّا وُضِعْنَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَالْمُتَشَابِهَاتُ فِي الصِّدْقِ، لَهُنَّ تَصْرِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَتَأْوِيلٌ، ابْتَلَى اللَّهُ فِيهِنَّ الْعِبَادَ، كَمَا ابْتَلَاهُمْ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ أَلَّا يَصْرِفْنَ إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق.

 

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أَيْ: ضَلَالٌ وَخُرُوجٌ عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} أَيْ: إِنَّمَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ بِالْمُتَشَابِهِ الَّذِي يُمْكِنُهُمْ أَنْ يُحَرِّفُوهُ إِلَى مَقَاصِدِهِمُ الْفَاسِدَةِ، وَيُنْزِلُوهُ عَلَيْهَا، لِاحْتِمَالِ لَفْظِهِ لِمَا يَصْرِفُونَهُ فَأَمَّا الْمُحْكَمُ فَلَا نَصِيبَ لَهُمْ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ دَامِغٌ لَهُمْ وَحُجَّةٌ عَلَيْهِمْ، وَلِهَذَا قَالَ: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أَيِ: الْإِضْلَالِ لِأَتْبَاعِهِمْ، إِيهَامًا لَهُمْ أَنَّهُمْ يَحْتَجُّونَ عَلَى بِدْعَتِهِمْ بِالْقُرْآنِ، وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ لَا لَهُمْ

 

وقال الطبري:

 

وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:"منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخَر متشابهات"، وما المحكم من آي الكتاب، وما المتشابه منه؟

 

.... وقال آخرون:"المحكمات" من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحد ="والمتشابه" منها: ما احتمل من التأويل أوجهًا.

ذكر من قال ذلك:

6587 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات"، فيهن حجة الربّ، وعصمةُ العباد، ودفع الخصُوم والباطل، ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه =  "وأخَرُ متشابهات"، في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العبادَ، كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يُصرفن إلى الباطل ولا يحرّفن عن الحق.

.....فقال بعضهم:"المحكمات" من آي القرآن، المعمول بهن، وهنّ الناسخات أو المثبتاتُ الأحكامَ ="والمتشابهات" من آية، المتروك العملُ بهنّ، المنسوخاتُ.

ذكر من قال ذلك:

6573 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا العوّام، عمن حدثه، عن ابن عباس في قوله:"منه آيات محكمات"، قال: هي الثلاث الآيات من ههنا: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) [سورة الأنعام: 151، 152] ، إلى ثلاث آيات، والتي في"بني إسرائيل": (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) [سورة الإسراء: 23 - 39] ، إلى آخر الآيات. (1)

__________

 (1) الأثر: 6573- هكذا إسناده في المخطوطة والمطبوعة، وأنا أخشى أن يكون سقط من إسناده"عن أبي إسحاق"، بعد"قال أخبرنا العوام". و"العوام" هو العوام بن حوشب، يروي أبي إسحاق السبيعي. أما قوله في الإسناد"عمن حدثه" فإن ذلك كذلك، لأن الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي، هو"عبد الله بن قيس"، مذكور بروايته هذا الأثر، وراويه عنه هو أبو إسحاق السبيعي، ولم يعرف من روى عنه غير أبي إسحاق. (تهذيب التهذيب 5: 365) . والأثر نفسه رواه الحاكم في المستدرك 2: 288 من طريق: "علي بن صالح بن حي، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس". ونصه: "آيات محكمات، هي التي في الأنعام: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم - إلى آخر الثلاث الآيات". وقال الحاكم: "صحيح"، ووافقه الذهبي. من أجل ذلك خشيت أن يكون سقط من إسناد الطبري"عن أبي إسحاق"، ولكني لم أثبته في نصه.

 

6574- حدثني المثنى قال: حدثنا أبو صالح قال، حدثنا معاوية بن صالح، عن على بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب"، المحكمات: ناسخه، وحلالُه، وحرَامه، وحدوده وفرائضُه، وما يؤمن به ويعمل به = قال:"وأخر متشابهات"، والمتشابهات: منسوخه، ومقدّمه ومؤخره، وأمثاله وأقسامه، وما يؤمن به ولا يُعمل به.

6575 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله:"هو الذي أنزل عليك الكتاب" إلى"وأخر متشابهات"، فالمحكمات التي هي أمّ الكتاب: الناسخ الذي يُدان به ويعمل به. والمتشابهات، هن المنسوخات التي لا يُدان بهنّ.

6576 - حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس = وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"هو الذي أنزلَ عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" إلى قوله:"كل من عندنا ربنا"، أما"الآيات المحكمات": فهن الناسخات التي يعمَل بهن = وأما"المتشابهات" فهن المنسوخات.

6577 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب"، و"المحكمات": الناسخ الذي يعمل به، ما أحلّ الله فيه حلاله وحرّم فيه حرامه = وأما"المتشابهات": فالمنسوخ الذي لا يُعمل به ويُؤمن به.

 

 

{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

 

الصبر على ما يمكن الإنسان تغييره وتحسينه ليس فضيلة بل سلبية وخنوع وكسل وما أسميه بالزهد الزبالة والدروشة، والقنوت أي التعبد والاستغفار من ذنوب وهمية من كائن وهمي (الله) ليست فضيلة، الممارسات الدينية ليست فضيلة، بل أفعال الإنسان الأخلاقية الملموسة هي الفضائل.

 

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}

 

البشر اختلفوا بسبب الأديان وخرافاتها التي نشرها بعضهم فيهم، عدم وجود الأديان هو كإزالة خلية سرطانية من جسم حي أو عدم وجودها من الأصل.

 

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

 

أفكار خرافية غير منطقية، قوانين الجاذبية بين الكواكب تعمل وحدها دون حاجة لإله بحيث تدور الأرض حول نفسها أمام الشمس. لا إله يفعل فعلًا ما ليحدث ذلك. كذلك تقلبات أحوال البشر وحكوماتهم هي نتاج مزيج من إرادات وأفعال البشر والحظوظ. لا يوجد في الطبيعة ميت يحيى، هذا تصور خرافي لمحمد، من خلال رؤيته للأرض اليابسة فيها جذور وبذور حية لم يرَها تعيش فترة طويلة في بيئة جافة حتى يسقط المطر فتبنت، الميت العائد للحياة الوحيد هو الكائنات الطفيلية  وحيدة الخلية كالبكتيريا والـﭭيروسات.

 

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

 

قال الطبري:

6846- حدثني المثنى قال، حدثنا علي بن الهيثم قال، حدثنا عبد الوهاب، عن أبي عبيدة قال: سمعت الحسن يقول: قال أقوامٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد، إنا لنحب ربنا! فأنزل الله جل وعز بذلك قرآنًا:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، فجعل الله اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علمًا لحبه، وعذاب من خالفه.

 

الشي الخطير في هذا التعليم الفاسد أنه يربط الخيرية (كون الشخص خيِّرًا صالحًا طيِّبًا) بلزوم طاعة محمد بصورة عمياء على الدوام، حب الله عند الإنسان الدينيّ يُقصَد به عمومًا حب الكينونة الكلية لكل البشر والكائنات الحية لو بمعنى أسطوري موجَّهًا لكائن وهميّ باعتباره رمزًا للخيرية الكاملة، محمد استغل الخير الذي في الناس وإحساسهم بالرغبة في عمل الخير والإحسان، وكمثل الشيطان الخرافيّ الذي في الأديان لبَّس عليهم الباطل على أنه الحق، والشر على أنه الخير، وأن اتباعهم له وفعل كل شيء غير أخلاقي كقتل الأبرياء لمجرد مخالفتهم لهم في العقيدة هو من الأمور التي يحوِّلها الله الخرافي بطريقة مستحيلة غير منطقية من لا أخلاقية إلى أخلاقية وصالحة! ويربط فعل الجهاد والإرهاب وقطع الطريق والغارات بمفهوم المغفرة فالله يغفر كل الذنوب مقابل ذلك، وفعل هذه الأمور الشريرة ليس من الذنوب، لأنه أمر به الله بزعمه، في حين أن التفكير أو الحرية أو محبة كل البشر هي الذنب والإثم بزعمه.

 

قال الطبري كذلك تفسيرًا آخر:

 

وقال آخرون: بل هذا أمرٌ من الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لوفد نجران الذين قدموا عليه من النصارى: إن كان الذي تَقولونه في عيسى من عظيم القول، إنما يقولونه تعظيمًا لله وحبًّا له، فاتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم.

ذكر من قال ذلك:

6849 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"قل إن كنتم تحبون الله"، أي: إن كان هذا من قولكم - يعني: في عيسى -  حبًّا لله وتعظيمًا له =،"فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، أي: ما مضى من كفركم ="والله غفور رحيم".

قال أبو جعفر: وأولى القولين بتأويل الآية، قولُ محمد بن جعفر بن الزبير. لأنه لم يجر لغير وفد نجرانَ في هذه السورة ولا قبل هذه الآية، ذكرُ قوم ادَّعوا أنهم يحبُّون الله، ولا أنهم يعظمونه، فيكون قوله."إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" جوابًا لقولهم، على ما قاله الحسن. وأمّا ما روى الحسن في ذلك مما قد ذكرناه، فلا خبر به عندنا يصحّ، فيجوز أن يقال إنّ ذلك كذلك، وإن لم يكن في السورة دلالة على أنه كما قال. إلا أن يكون الحسن أرادَ بالقوم الذين ذكر أنهم قالوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفدَ نَجران من النصارى، فيكون ذلك من قوله نظير اختيارنا فيه.

 

وفي السيرة لابن إسحاق برواية ابن هشام:

 

ثم قال{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله} أي إن كان هذا من قولكم حقا، حُبًّا للّه وتعظيماً له { فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي ما مضى من كفركم { وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ *قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ } فأنتم تعرفونه وتجدونه في كتابكم{ فَإِنْ تَوَلَّوْا } ، أي على كفرهم {فَإِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. [آل عمران: 31،32]

 

حسب التفسير الثاني بربطه بنقاش مع المسيحيين، وهو محتمَل لتحدث الآيات بعده عن تراث وثقافة أساطير المسيحيين، فيمكن اعتبار حث محمد على اتباعه بربطه بحب الله غير منطقي، فلا دليل ملموس على وجود هذا الله، ولا أن له علاقة بمحمد، فليس على من آمن بإله غير إله الإسلام أن يتبع محمدًا لزومًا، لأنه قد يرى كشخص متدين في أفعال محمد مخالفة لخيرية الله المزعوم.

 

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}

 

لا يوجد مبرر أو سبب مقنع ليصطفي الله الخرافي شخصيات خيالية وأخرى همجية من السفّاحين وناشري الخرافات، ليكونوا صفوته من خلقه ومن البشر، لو كان الله موجودًا فإنه كان سيختار ناسًا أفاضل أفادوا البشرية من ساسة وقادة حرروا البشرية كأبراهام لنكولن وتوماس بين وتوماس جيفرسون ومصطفى كامل وعرابي وغاندي ومارتن لوثر كنج وجان داراك ومن شابه، وعلماء كماري كوري وتوماس أدِسُن ومكتشفي الدي إن إيه ومن شابه. في نظر عوام المسلمين فإن إرهابيًّا كبن لادن يدخل الجنة بإرهابه، فيما يدخل أفاضل العلماء جهنم لأنهم عقلانيون يفكرون.

 

{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}

 

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}

 

كلام وزعم مضحك، درست دراسة سابقة اسمها (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية والهرطقات)، وكذلك هناك دراسة (مصادر الإسلام) لكلير تسدل، وغيرها، وقراءتي في مجموعة كتابات ما قبل مجمع نيقية Ante Nicene FathersWritings, parts 7, 8, and 9 وهي موثقة بالتواريخ ومنها كتب الأبوكريفا تذكر وجود ترجمات ونسخ عربية قديمة لهذه الأسفار، رغم أن إبراهيم سالم الطرزي ترجم الأصول اليونانية واللاتينية من خلال ترجمة ترجمتها الإنجليزية إلى العربية في كتابه (أبوكريفا العهد الجديد) الجزء الأول، لكن تتوفر ترجمات مخطوطات عربية لهذه الأسفار، مثلًا في مكتبتي كتاب The uncanonical Gospels in the original languages, by  The Rev. Dr. Giles حيث أني حملته مصورًا من النت ضمن مكتبتي الضخمة للأبوكريفا لتخصصي فيها لفترة واهتمامي بها، وفي الكتاب المذكور النص العربي القديم لإنجيل الطفولة العربي المسمى (إنجيل الطفولة لرئيس الكهنة يوسف قيافا)، ولسِفر نياحة يوسف النجار، فهذا مثال لتوفر الترجمات، لا يحتاج الأمر معجزة مزعومة ليعرف محمد خرافات كانت منتشرة بين المسيحيين العرب وخاصة في شبه جزيرة العرب، بعيدًا عن سلطان الكنيسة الرسمية ودولة الروم، لأن العرب القدماء في شبه جزيرة العرب كانوا مولعين بالخرافات والأساطير بطبيعتهم. يقول إبراهيم سالم الطرزي نقلا عن المراجع الأجنبية أن إنجيل الطفولة العربي من المحتمل أنه يرجع إلى أصل سرياني، من القرن الميلادي الخامس-السادس، لكن لاحظ أن تأريخ الأصول اليونانية واللاتينية أقدم بكثير كذلك قبل قرون من الإسلام، ويقول كتاب آباء ما قبل مجمع نيقية ج8 أن فصوله مزيج اقتباسات وأخْذ من الأسفار الأقدم لميلاد وطفولة يسوع وميلاد مريم. والقصة من الأساس كلها أغلاط في التاريخ وعلم الأديان، راجع الباب الثاني من كتابي هذا. بمراجعة Ante Nicene FathersWritings, part 8 فإن إنجيل البدايات ليعقوب أشار إليه أوريجن (أوريجنوس) في آخر القرن الثاني الميلادي باسم كتاب يعقوب، والشهيد أوغسطين (جستين) أشار في فقرتين إلى الكهف الذي وُلد فيه يسوع حسب الأبوكريفا، وبدء من القرن الرابع هناك إشارات عديدة في الكتابات الكنسية إليه،  أما إنجيل الطفولة المنسوب إلى توما فكذلك ذو قدم لا يشك فيه، فقد أشار إليه أوريجن بالاسم، واقتبس منه إرنايوس من القرن الثاني الميلادي، واقتبس منه مؤلف كتاب Philosophumena, وقال أنه كان يُستعمل من قبل مذهب عباد الحية الغنوسي (النحاشيين).أما سفر قصة أو نياحة يوسف النجار فلا يقول كتاب كتابات ما قبل مجمع نيقية ج8 بالإنجليزية في المقدمة العامة على ترجمة أبوكريفا العهد الجديد أي شيء يقيني عن تاريخه، سوى أن عقيدة صعود مريم تعود إلى القرن الخامس الميلادي وهي مذكورة فيه، وهو مكتوب بالقبطية في الأصل وله كذلك ترجمات عربية. وأما إنجيل ميلاد مريم وهو باللاتينية فيقول إبراهيم سالم الطرزي نقلًا عن المراجع الإنجليزية أنه يحتمل عودته إلى القرن الخامس إلى السادس الميلادي وأشار له إبيفانوس في كتابه (ضد الهرطقات) وأوغسطين (جستين) في نظريته عن أصل أبوكريفا جينا ماريا ( يعني ميلاد أو أصل مريم). راجع إيرادي لنصوص كاملة في باب المصادر من اليهودية والمسيحية.

 

{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} آل عمران

 

لا يوجد أدنى دليل تاريخي ملموس على وجود مصطلح الإسلام وتقديس الكعبة كمزار لديانة توحيدية قبل دعوة محمد الدينية، تصور لنا نصوص القرآن والأحاديث دعاة (أنبياء) اليهود ورسل المسيحية الحواريين كمسلمين، لكن لا يوجد دليل على ذلك، وبطرس نفسه كبير الحواريين وسائرهم عمومًا منذ نشأة المسيحية اخترعوا ديانة تأليه يسوع، ثم انضم لهم بولس- شاول تاركًا اليهودية وكانت له ميول أممية ضد يهودية في فكره فابتدأ حسبما تنص الرسائل في الإنجيل بممارسة المسيحية اليهودية أو المتهودية التي كانوا يمارسون وفقًا لها التقاليد المعتادة كختنه لأحد الأتباع له تجنبًا لشر اليهود وكلامهم (أعمال الرسل 16) أو انضمامه لنذر النذراء اليهود للتعبد (أعمال الرسل 18: 18 وأعمال 21: 23- 24)، ثم عارض بطرس ومن معه ورأى تحرير المسيحية من الطقوس والقرابين والمحرمات اليهودية في العموم، ويبدو أن بطرس فيما يزعم سفر أعمال الرسل طاوعه في كثيرٍ من ذلك (أعمال الرسل 10 و11 و15)، وإن كانت توحي نصوص أخرى أنه تعارض معه (انظر مثلًا غلاطية2). يعتقد أن أفكار الخلاص عن طريق كفارة يقدمها شخص مقدس في الهيكل مستمدة من تقاليد يهودية أقدم حيث اعتقد اليهود في كتبهم التفسيرية والترجوميم أن المسيح المنتظر سيقدم كفارات في الهيكل للتكفير عن ذنوبهم، تطورت الفكرة أكثر عند مذهب اليهود الأسينيين أو أتباع ديانة مخطوطات قمران فنجد فيها أن شخصية قائدهم غير المعروف الذي قتله اليهود العاديون اعتُبِرَت مبرئة ومكفرة لهم بتقدمات القرابين من آثامهم، لكنهم لم يؤلهوا زعيمهم، الناظر إلى نصوص مخطوطات البحر الميت أي قمران سيجد فيها كثير من نفس الأفكار المسيحية حتى نفس تشبيه بولس للمسيح بكهنوت ملكي صادق ولعله اقتبسه منهم، وحتى أسلوب موعظة يسوع (التطويبات) لها نظائر كثيرة في تلك المخطوطات، فلعل أسلوب الإنجيل اقتُبِس منه، صُدِم أتباع يسوع لمقتله مثلما حدث مع الأسينيين القمرانيين قبلهم، لكنهم ادعوا أنه إله قُتِل للتكفير بموته عن خطايا البشرية، ككل ديانة وُجِدَتْ ديانات ومذاهب منشقة عن المسيحية لها تصورات متعددة متنوعة، لكن لا واحدة منها توافقت مع الإسلام، بعضها قال أن الابن أقل من الآب يعني يسوع أقل من الله الرب، لكنه ليس إنسانًا عاديًّا متساويًا مع البشر، بعضها اعترف أنه إنسان لكنه قال بخلاف الإسلام أنه ابن مريم ويوسف من حمل عاديّ، وبعضها رفض فكرة وعقيدة الصلب والفداء وقال أن المسيح ابن الله وتجلٍّ إلهيّ ولم يكن له جسد بل طيف خياليّ وهميّ وهم بعض مذاهب الغنوسيين. بعض مذاهب أخرى أقل تطرفًا للغنوسيين وأكثر توافقًا مع المسيحية العادية اعترفوا بكل عقائد المسيحية بما فيها الصلب والفداء لكنهم اعتبروا فيه رمزًا للتخلص من شرور الجسد وتخليص الروحاني من الجسدي على الصليب بمعنى عدم الاهتمام بحاجات ورغبات الجسد، ولعل من ضمن هؤلاء من سموا أنفسهم بالتوماويين المدعين أنهم أتباع توما وهؤلاء كانوا يحرمون الزواج والعلاقات الجنسية ويبشرون بعدم الزواج! كل هذه النصوص متاحة اليوم بالعربية والإنجليزية في ترجمات النصوص الأبوكريفية الغنوسية وفي الكتب التي تحدثت عن مذاهب الهرطقة ككتابات إرنايوس خاصة كتابه (ضد الهرطقات) Ante Nicene FathersWritings, part 1  وإبيفانوس the panarion of epiphanius of salamis وغيرهما وهي متاحة بالإنجليزية، وفي كتاب مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة، جمع الأرشمنديت حنانيا إلياس كسّاب وهو بالعربية وفيه فهارس مفيدة للباحثين مع ضخامته وموسوعيته، وسائر الكتابات التاريخية، ولا يوجد شيء من هذه المذاهب متطابق بنسبة كبيرة مع الإسلام. كمثال:

 

...وادعى بولس الساموساطي بأن العذراء ولدت يسوع الإنسان ثم حلَّ عليه كلمة الله عند ولادته فصار إلهًا أي انه كان يؤمن بإنسان تأله وليس إلهًا تأنس. وعند آلامه فارقه كلمة الله، ونادى بأن للمسيح أقنومان، وهو يمثل ابنان لله أحدهما بالطبيعة (كلمة الله) والآخر بالتبني (يسوع) وأنكر بولس الساموساطي أقنومية شخص اللوغوس وشخص الروح القدس في الثالوث القدوس إنما هما مجرد قوى من قوى الله مثل قوى العقل والفكر بالنسبة للإنسان، وأدعى أن المسيح أخذ ينمو أدبيًا حتى تحرَّر من الخطية وهزم خطية أبائنا وصار مخلصًا لجنسنا، وقال أن اللوغوس سكن في المسيح بصورة أكبر من سكناه في أي نبي أو رسول آخر (تاريخ الكنيسة القبطية - القس منسى يوحنا ص 95) [عن موقع الأنبا تكلا من كتاب المجامع المسكونية والهرطقات - الأنبا بيشوي]

 

محتوى بدعة بولس السيموساطي

 

كان بولس السيموساطي يعلم بأن الله واحد ، أي أقنوم واحد ، وفي هذا الأقنوم يمكننا أن نميز بين اللوجوس والحكمة ، وهما عبارة عن صفتين وليسا أقنومين. خرج اللوجوس من الله أو انبثق منه منذ الأزل، وهو الذي كان يعمل في الأنبياء، وأيضاً في يسوع الذي وُلد من العذراء، أي أن يسوع إنسان مثلنا تماماً، مع أنه أعظم من موسى والأنبياء، ولكنه إنسان كامل، وقد حلّ اللوجوس في هذا الإنسان يسوع لذا لابد من التمييز بينه وبين يسوع. فاللوجوس أعظم من يسوع لأن يسوع بشري مثلنا، ويقول أن كلمة الإله حل فيه بعد ولدته من العذراء ونشط بعد حلول اللوجوس على يسوع وقت عماده وارتبط به برباط المحبة القوية. وبفضل رباط المحبة هذه استطاع يسوع أن ينتصر ليس فقط على الخطيئة بل أيضاً على خطيئة أجداده ، لذا أصبح فادياً ومخلصاً لأنه تمّم مشيئة الله بطريقة كاملة , وبسبب أتحاد الكلمة الإلهية بهذا النسان يمكن القول أن المسيح هو الإله وليس بمعناها الحقيقى , ونشأ عن هذه البدعة والهرطقة فكر آخر وهو أنه كان فى  المسيح  أقنومان وأبنان للأله أحدهما بالطبيعة والآخر بالتبنى , وبذلك أنضم غلى سابيليوس فى انكار الثالوث الأقدس بقوله يوجد إله واحد تحسبه الكتب المقدسة بالآب وأن حكمته زكلمته ليست اقنوماً بل أنها فى العقل الإلهى بمقام الفهم فى العقل الإنسانى .

 

تعاليم أريوس

لم تقتصر تعاليمه هذه على مدرسة واحدة، كما قال كثيرون – أى أنها لم تنطلق لا عن وحدانية الله الكتابية التي أعتنقها الأنطاكيون المتطرفون الذين أعتقدوا بأن الابن تهذب وتشكل بهبوط قوة إلهية مجردة على يسوع..، كما أنها لم تنطلق عن فكرة الوحدانية التي أعتنقها السكندريون المتطرفون الذين أعتقدوا بأن هذه الوحدانية الإلهية اتسعت لتحوى كل الموجودات الإلهية، بل هي نشأت عن فلسفة الوحدانية. وحيث أن أريوس كان موحداً متطرفاً فإنه أراد أن يؤكد أن الله كان واحداً وأنه في نفس الوقت متحول. أن حل وحدانية الله إنما سيعنى تمييز الله إلى أب وابن. أما حل التحول إنما سيكون بواسطة خليقة هذا العالم..

وبحسب اعتقاده، فإن الله واحد، غير مولود وحده، سرمدى وحده، ليس له بداية وحده. الحقيقى وحده، الذي له الخلود وحده. وبجانب الله، لا يوجد كائن آخر.. ولكن عن طريقه توجد قوة عامة (لا شخصية) هي "الحكمة والكلمة".. وهذه التعاليم مأخوذة عن "الوحدانية المقتدرة" التي لبولس الساموساطى. ولكن فكره اللاهوتى يوضح اعتماداً أكثر على "المدافعين". وتأثيرات "الغنوسيين". فيما أن الله كان واحداً فهو لم يكن أباً "الله لم يكن دائماً أباً. أما فيما بعد فقد صار أباً".

ولقد صار الله أباً عندما أراد أن يخلق العالم. عندئذ خلق كائناً واحداً. هذا الكائن أسماه الابن، ويسمى استعاريا الكلمة أو الحكمة.

إذن فحسب تعاليم أريوس توجد حكمتان:

1 قوة الله الواحدة العامة.

2 وكائن إلهى ذاتى واحد. وهذا الكائن هو الحكمة الثانية الذي جاء إلى الوجود من العدم. ومن ثم فهو مخلوق. إذ يقول "كلمة الله ذاته خلق من العدم.. وكان هناك وقت ما حينما لم يكن موجوداً. وقبل أن يصير لم يكن موجوداً.. بل أنه هو نفسه أول الخليقة لأنه صار" ويقول أيضاً "الله وحده كان وحده دون أن يكون هناك الكلمة والحكمة.. ومن بعد ذلك عندما أراد أن يخلقنا عندئذ بالضبط خلق شخصاً وهو الذي دعاه الكلمة والابن، وذلك كى يخلقنا بواسطته". ولكى يؤيد تعاليمه استخدم نصاً خاصاً اقتبسه من سفر الأمثال: "الرب أقامنى أول طرقه.." (أم22:8)، وكان أوريجانوس من قبل قد تحدث عن "خضوع الابن"، كما تحدث عن "ميلاد الكلمة الأزلى" وهنا أخذ أريوس الجزء الأول فقط من تعايم أوريجانوس، وذلك عندما أضطر فيما بعد أن يقر "بالميلاد قبل الدهور" مفسراً ذلك بأنه يعنى فقط الزمن الذي سبق خلقه العالم.

فعند أريوس. يبدأ هذا العالم بخلق الابن، عندما بدأ الزمن أيضاً أن يوجد.. والابن هو المولود الأول ومهندس الخليقة.. ومن المستحيل عنده أن يعتبر الابن إله كامل. ويعتبر أن معرفته محدودة لأ، ه لا يرى الآب ولا يعرفه.. والأمر الأكثر أهمية أنه يمكن أن يتحول ويتغير كما يتحول ويتغير البشر.. "وبحسب الطبيعة فإنه مثل جميع الكائنات، هكذا أيضاً الكلمة ذاته قابل للتغيير والتحويل ولكن بنفس أرادته المطلقة، طالما أنه يرغب في أن يبقى صالحاً.. حينئذ عندما يريد فإنه في استطاعته هو أيضاً أن يتحول مثلنا، حيث أن طبيعته قابلة للتغير".

أن بولس الساموساطى استعمل اصطلاح "القدرة على الاكتمال الذي أتخذ منه أريوس كل تعبيراته.. وفقاً لتعليمه وهو أن المسيح هو ظهور بسيط للكلمة في إنسان. ومن ناحية أخرى فهو يعتبر إنسان كامل فقط وليس إله كامل.. وبالتالى فإن الأبن يمكن أن يدعى الله استعارياً فقط. وهو نفس الاسم الذي يمكن أن يدعى به البسطاء من الناس أيضاً حينما يصلون إلى درجة كاملة من الروحانية والأخلاق.. وهنا يتضح كل تعليم هرطقة "التبنى Adoptionism" عن المسيح.

النتيجة الأولى لهذا التعليم:

هو أن الإيمان بالثالوث يتلاشى ويذوب.. بالطبع تحدث أريوس أيضاً عن الثالوث إلا أنه اعتبره أنه قد صدر متأخراً ولم يكن أصلياً وأزلياً. لأنه وفقاص لتعليمه فإن الآب وحده كان إلهاً أزلياً.

أما النتيجة الثانية:

فهى أن الحياة الجديدة للإنسان التي صيغت كنتيجة لتأنس الكلمة، لا تتكون نتيجة تأليه بل بواسطة سمو روحى وأخلاقى.. وبهذا يتمكن أى شخص أن يقول أن هذا الموقف قد اقتبسه أريوس من المدافعين الذين وفقاً للتقاليد نشؤوا من مدارس فلسفية. وكانوا قد أتخذوا موقفاً مماثلاً عن الحياة الجديدة.... [ عن مقال الآريوسية للبروفسور ب. ك خريستو أستاذ الآباء بجامعة تسالونيكى باليونان، مترجم]

 

بدعة سبليوس

 

أعتقد أن الإله هو أقنوم واحدً ظهر فى ثلاثة أشكال للأب والأبن والروح القدس وليس ثلاثة أقانيم أو أحوال : حال الآب، وحال الابن، وحال الروح القدس , وكان يبحث عن وحدانية الإله ورأى أن هذه الوحدانية لا تتفق مع وجود ثلاث أقانيم. فالتمييز في الإله ليس بين أقانيم بل بين أحوال وأشكال ثلاثة اتخذها الإله الواحد في الزمن. لذلك نستطيع أن نخلع عليه ثلاثة أسماء، فندعوه تارة الآب لأنه مبدأ الكون وخالقه، وتارة الابن لأنه تجسّد وصار إنساناً، وتارة الروح القدس لأنه يملأنا بحضوره

 

عقيدة الأبيونيين

 

الأبيونيون  Ebionites  أعتقدوا أن المسيح ليس إلا ابنًا ليوسف من مريم , إلا أن هذا التصور قد وجد معارضة شديدة من خارج هذه الجماعة وفى داخلها أيضاً حيث انقسمت هذه الطائفة  إلى عدة طوائف كل منها له معتقده ولكن يطلق عليها اسما واحدا وهو الأبيونيين الذى يعنى (الفقراء(

 

[أضيف على ذلك_لؤي]ووجدت من قراءة مادة Ebionites  في كتاب Dictionary of , heresies, ecclesiastical parties, by John Henry Blunt, page 139, 1874   أنهم كانوا طائفتين؛ إحداهما أنكرت ألوهية يسوع وقالت أنه وُلِد ميلادًا عاديًّا من يوسف ومريم، وقالوا أنه أعظم من سائر الأنبياء بفضائله وسموه، وكان لهم إنجيل العبرانيين.

 

أما الطائفة الأخرى فاعتقدوا بالميلاد العذري له، ولم يعتقدوا بوجوده المسبق (يعتقدون بتأله ناسوته بحلول روح القدس عليه إذن كما قد أستنتج أو أنه منبثق لاحقًا من الله الأب)، وكانوا يمارسون الأعراف والشرائع اليهودية كالختان والسبت وقرابين الهيكل والأعياد ليهودية مثلهم مثل الطائفة الأخرى، لكنهم علاوة على ذلك كانوا يحتفلون كالمسيحيين بذكرى القيامة (المزعومة)، بالتالي اعتقدوا بعقيدة الصلب والفداء المسيحية، وكان لهم إنجيل متى العبراني.

 

كما نرى لا تطابق تام مع أفكار وعقائد الإسلام، هذه بعض النماذج. هل يُعقَل أنه لا توجد وثيقة واحدة أو أثر تاريخي للمسلمين الموحدين المزعمين قبل محمد؟!

 

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}

 

الأديان هي سبب فرقة البشر، تفرق بين المسلم والمسيحي واليهودي والبودي والهندوسي وغيرهم، نتاج زرع الكراهية والفكر الشمولي المنغلق الخرافي، المسلمون أنفسهم لم ينجوا من الانقسام والتناحر الطائفي، فإلى اليوم بقي منهم عدة فرق: الأغلبية السنية، الشيعة ويمثّلون حوالي ثلث عدد مسلمي العالم، ومنهم شيعة اثنا عشرية هم الأكثر انتشارًا اليوم، وشيعة زيدية يتركزون في اليمن (تسببت جماعة متطرفة منهم_الحوثيون_في المشاركة في تأجيج الحرب الأهلية في اليمن بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح واحتكوا بالحدود السعودية فضربتهم الأخيرة ضربات قوية)، وشيعة إسماعيلية يعتبر فكرهم مزيجًا من الإسلام والأفلاطونية اليونانية وعناصر شبه إلحادية عقلانية في بعض نسخ ومراتب المذهب وهي في بعض الشام ودول آسيا، وشيعة كرمانية في بعض السعودية (مكارمة نجران)، وإباضية مذهبهم مختلف عن السنة والشيعة وأقرب إلى آراء اللاهوت والفقه الخاص بالخوارج والمعتزلة لكنهم لا يتبنون عنف الخوارج ويسمون أنفسهم أحيانًا بالمحكِّمة أي الذين يحكمون القرآن لا الآراء حسب قولهم ويتركزون في إمارة عُمَّان اليوم، وغيرها من مذاهب، يمكن اعتبار الأزهر وبعض المؤسسات الدينية الشامية منابر معتدلة، مع أنه لا اعتدال في الإسلام، فمعتدلهم لا تزال تطلع منه على تطرف منه ودعوات رجعية ونشر للجهالات والتجهيل بحكم إسلامه، ومنظمات أو جماعات متطرفة كالإخوان والسلفيين وجماعات الإرهاب والتي لا تتورع عن شتيمة شيوخ الأزهر والتطاول عليهم وتمني قتلهم، يكاد يكون هذان اليوم شبه مذهبين مختلفين مع أن الكل سُنّة، يمكن إضافة مذهب القرآنيين ويتبعه صفوة من المثقفين ذوي الميول الدينية مع تأثر بالفكر العلماني وبعضهم اضطر للهجرة واللجوء خارج أوطانهم وعلى رأسهم أحد أعلامهم المحترم/ أحمد صبحي منصور، وبعض أشباه المعتزلة الشبه قرآنيين كمحمد عمارة، الاطلاع على أعمالهم تثبت أنهم مسلمون يعتقدون في الأفكار الخرافية القرآنية مع مسحة معقلنة للدين. الدين بتعصباته وتناقض أفكاره ولا منطقيته يثير الفرقة والكره بين الناس، حتى بين أبناء الدين الواحد، لذا فوجب علينا تنوير العقول وعلاجها منه.

 

{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)}

 

هنا صور محمد أتباعه (ومن ضمنهم من أسلم ويسلم من الكتابيين) على أنهم هم فاعلو الخيرات الصالحون، وغيرهم فاسقون أشرار فجرة، ولعُمري هذي هي الصورة السائدة دومًا في عقلية المسلم العاميّ المُسمَّمة بالدين، وهو تعميم غير منطقي وتشويه لصورة غير المسلمين بما لا دليل على صحته، فكل دين فيه صالحون ومحسنون. أداء الصلوات الخرافية في حد ذاته ليس فضيلة، قالها الحكيم سقراطس قبلي بكثير، في حواره مع يوثيريو، كما رواه أفلاطون عنه. كانت هناك جملة ساخرة تعبر عن حال المصريين والمسلمين للراحل جلال عامر: "معي أنت جميل، ضدي أنت عميل".

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)}

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: شَبَهُ ما ينفق الذين كفروا، أي: شَبَهُ ما يتصدق به الكافر من ماله، فيعطيه من يعطيه على وجه القُربة إلى ربّه وهو لوحدانية الله جاحد، ولمحمد صلى الله عليه وسلم مكذب، في أن ذلك غير نافعه مع كفره، وأنه مضمحلّ عند حاجته إليه، ذاهبٌ بعد الذي كان يرجو من عائدة نفعه عليه = كشبه ريح فيها برد شديد، أصابت هذه الريح التي فيها البرد الشديد ="حرثَ قوم"، يعني: زرع قوم قد أمَّلوا إدراكه، ورجَوْا رَيْعه وعائدة نفعه ="ظلموا أنفسهم"، يعني: أصحاب الزرع، عصوا الله، وتعدَّوا حدوده ="فأهلكته"، يعني: فأهلكت الريح التي فيها الصرُّ زرعهم ذلك، بعد الذي كانوا عليه من الأمل ورجاء عائدة نفعه عليهم.

 

كلام غيرُ منطقيٍّ وباطلٌ، فضيلة الخير والإحسان يظل جوهرها الخيِّر الطيب الزكيّ الطاهر الحَسَن واحدًا، أيًّا ما كانت عقيدة فاعلها، فلا علاقة لذلك بالإحسان، العقائد هي مجر خرافات قد تحث على فعل الخير أو الشرو الأذى على السواء، والفضيلة ليس بالضرورة أن ترتبط بالدين، عندما تحسن إلى إنسان أو كائن آخر فهذا نابع من حب الخير والتعاون والعطف فقط، ولا علاقة له بإله خرافي مزعوم توجَّه له الصدقات على أمل مكافأة أثمن وأربح مزعومة خرافية، الخير والمعروف أسمى وأعلى من ذلك الفهم الساذج لناس بعقول أطفال، لا يمكنهم أن يحسنوا ويؤثروا على أنفسهم ويتركوا بعض ما لهم سوى في انتظار مكافأة وهمية موعودة، ومع ذلك يعطون ببخل ومشقّة.

 

فيما يتعلق بما بعد هزيمة المسلمين في أحد:

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)} آل عمران

 

يقول الواقدي:

 

وَأَظْهَرَتْ الْيَهُودُ الْقَوْلَ السّيّئَ، فَقَالُوا: مَا مُحَمّدٌ إلاّ طَالِبُ مُلْكٍ مَا أُصِيبَ هَكَذَا نَبِىّ قَطّ؛ أُصِيبَ فِى بَدَنِهِ، وَأُصِيبَ فِى أَصْحَابِهِ، وَجَعَلَ الْمُنَافِقُونَ يُخَذّلُونَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ ÷ أَصْحَابَهُ، وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالتّفَرّقِ عَنْ رَسُولِ اللّهِ ÷، وَجَعَلَ الْمُنَافِقُونَ يَقُولُونَ لأَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ ÷: لَوْ كَانَ مَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ عِنْدَنَا مَا قُتِلَ، حَتّى سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ ذَلِكَ فِى أَمَاكِنَ، فَمَشَى إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ لِيَسْتَأْذِنَهُ فِى قَتْلِ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ مِنْ الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “يَا عُمَرُ، إنّ اللّهَ مُظْهِرٌ دِينَهُ وَمُعِزّ نَبِيّهُ، وَلِلْيَهُودِ ذِمّةٌ فَلا أَقْتُلُهُمْ”. قَالَ: فَهَؤُلاءِ الْمُنَافِقُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَلَيْسَ يُظْهِرُونَ شَهَادَةَ أَنّ لا إلَهَ إلاّ اللّهُ، وَأَنّى رَسُولُ اللّهِ”؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ، وَإِنّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ تَعَوّذًا مِنْ السّيْفِ، فَقَدْ بَانَ لَهُمْ أَمْرُهُمْ، وَأَبْدَى اللّهُ أَضْغَانَهُمْ عِنْدَ هَذِهِ النّكْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “نُهِيت عَنْ قَتْلِ مَنْ قَالَ لا إلَهَ إلاّ اللّهُ، وَأَنّ مُحَمّدًا رَسُولُ اللّهِ، يَا ابْنَ الْخَطّابِ، إنّ قُرَيْشًا لَنْ يَنَالُوا مِنّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ حَتّى نَسْتَلِمَ الرّكْنَ”.

 

والآن ما رد القرآن وتبريره للهزيمة بأسلوب الدين والأسطورة:

 

{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)} آل عمران

 

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} آل عمران

 

{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)} آل عمران

 

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)} آل عمران

 

وفي تفسيرها يقول الواقدي:

 

{وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا} يَقُولُ: مَنْ قَاتَلَ مَعَ نَبِيّهِ، {وَيَتّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} مَنْ قُتِلَ بِأُحُدٍ {وَلِيُمَحّصَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا} يَعْنِى يَبْلُوهُمْ، الّذِينَ قَاتَلُوا وَثَبَتُوا؛ {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} يَعْنِى الْمُشْرِكِينَ. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنّةَ وَلَمّا يَعْلَمِ اللّهُ الّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} يَعْنِى مَنْ قُتِلَ بِأُحُدٍ وَأَبْلَى فِيهِ، {وَيَعْلَمَ الصّابِرِينَ} مَنْ يَصْبِرُ يَوْمئِذٍ.

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} قَالَ: السّيُوفُ فِى أَيَدِى الرّجَالِ كَانَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النّبِىّ ÷ قَدْ تَخَلّفُوا عَنْ بَدْرٍ فَكَانُوا هُمْ الّذِينَ أَلَحّوا عَلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ فِى الْخُرُوجِ إلَى أُحُدٍ فَيُصِيبُونَ مِنْ الأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ، فَلَمّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَلّى مِنْهُمْ مَنْ وَلّى. وَيُقَالُ: هُوَ فِى نَفَرٍ كَانُوا تَكَلّمُوا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ النّبِىّ ÷ إلَى أُحُدٍ، فَقَالُوا: لَيْتَنَا نَلْقَى جَمْعًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَإِمّا أَنْ نَظْفَرَ بِهِمْ أَوْ نُرْزَقَ الشّهَادَةَ. فَلَمّا نَظَرُوا إلَى الْمَوْتِ يَوْمَ أُحُدٍ هَرَبُوا.

 

.... وَلِيَبْتَلِىَ اللّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ} يَقُولُ: يُخْرِجُ أَضْغَانَهُمْ وَغِشّهُمْ {وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ} يَقُولُ: مَا يُكِنّونَ مِنْ نُصْحٍ أَوْ غِشّ

هنا نسأل بصدد هذا الإله المزعوم العالم بكل شيء العليم القدير القادر على كل شيء، ألم يكن قادراً على معرفة الفرق بين المسلم والمتظاهر بالإسلام بدون اقتناع به، دون إحداث هزيمة للمسلمين، وبعد فقد كان سبب حدوث ظاهرة النفاق هو الإكراه الديني الذي شرع محمد وصحبه يقومون به ضد وثنيي يثرب، أما اتخاذ الله لشهداء وجرحى ومقطوعي أطراف وآذان وأنوف فيا له من إله وهمي محمدي محب لآلام الناس وعذاباتهم! هل التمييز المزعوم أن الله أراده هو لنفسه فيكون غير كلي العلم، أم هو تمييز كان سيحصل في عيون المسلمين المؤمنين ليعرفوا المنافقين، وإذا كانوا ميّزوهم وعرفوهم حقًّا على نحوٍ يقينيّ فلماذا لم يقتلوهم ومحمد أمر في قرآنه بقتل الوثنيين وفرض الجزية على الكِتابيين؟! ولماذا ظلوا يخططون ضد الإسلام لدرجة قصة مسجد الضرار لمحاولة عمل دعوة دينية منافسة لمحمد ومحاولة اغتيال محمد عند مضيق جبليّ بمزاحمته لإسقاطه، وكلا الحدثين كمثالين حدثا في آخر حياة محمد وعرضتهما في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية).

 

أيضاً من ضمن اللامنطقية هنا أن محمداً يعد جهلاء أتباعه يوم موقعة بدر بثلاثة آلاف من الملائكة الخرافية الوهمية من الله الخرافي وأنها ستنصرهم وتناصرهم على العدو المكي، ثم يتمادى في الوعد ويتناقض فيقول خمسة آلاف من الملائكة.

 

{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} آل عمران

 

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)} آل عمران

 

ويقول ابن هشام في السيرة بتفسيراتهم الخرافية:

 

إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ *بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران: 123-125]: أي إن تصبروا لعدُوي، وتطيعوا أمري، ويأتوكم من وجهِهم هذا، أمدكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين.

قال ابن هشام: مُسوَّمين: مُعَلَّمين. بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال: أعْلَموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف أبيض.

فأما ابن إسحاق فقال: كانت سيماهم يوم بدر عمائم بيضاً. وقد ذكرت ذلك في حديث بدر. والسِّما: العلامة.

 

{وَمَا جَعَلَهُ الله إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {[آل عمران:126]: أي ما سَميت لكم من سميت من جنود ملائكتى إلا بُشرى لكم، ولتطمئن قلوبكم به، لما أعرف من ضَعفِكم، وما النصر إلا من عندي، لسلطانى وقدرتي، وذلك أن العز والحكم إلىَّ، لا إلى أحد من خلقي. ثم قال:{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ }[آل عمران: 127]: أي ليقطع طرفا من المشركين بقتل ينتقم به منهم، أو يردهم خائبين: أي ويرجع من بَقيَ منهم فَلا خائبين، لم ينالوا شيئاً مما كانوا يأملون.

قال ابن هشام: يكبتهم: يغمهم أشد الغم، ويمنعهم ما أرادوا.

 

تعليق: إنها ليست سوى بشارة وهمية فعلاً، وهي لا تعدو كونها كذلك وليست حقيقة، ومن يصدقها فهو بعقلية طفل ساذج. وهي تتعلق بمزاعم محمد الخرافية يوم معركة بدر.

 

قال الطبري:

 

.... وَلِيَعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَالله لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {[آل عمران: 140]: أي ليميز بين المؤمنين والمنافقين، وليكرم من أكرم من أهل الإيمان بالشهادة،،} وَالله لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {: أي المنافقين الذين يظهرون الطاعة وقلوبهم مُصرَّة على المعصية} وَلِيُمَحِّصَ الله الَّذِينَ آمَنُوا {: أي يختبر الذين امنوا حتى يخلصهم بالبلاء الذي نزل بهم، وكيف صبرهم، ويقينهم} وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {[آل عمران: 141]: أي يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، حتى يظهر منهم كفرهم الذي يستترون به. ثم قال تعالى:} أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ {[آل عمران: 142]: أي حسبتم أن تدخلوا الجنة، فتصيبوا من ثوابى الكرامة، ولم أختبركم بالشدة، وأبتليكم بالمكاره، حتى أعلم صدق ذلك منكم بالإِيمان بي، والصبر على ما أصابكم فيَّ ولقد كنتم تمنون الشهادة على الذي أنتم عليه من الحق قبل أن تلقوا عدوكم، يعنى الذين استنهضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خروجه بهم إلى عدوهم، لما فاتهم من حضور اليوم الذي كان قبله ببدر، ورغبة في الشهادة التي فاتتهم بها، فقال:} وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ {يقول} فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ {[آل عمران: 143] أي الموت بالسيوف في أيدي الرجال قد خلَّى بينكم وبينهم وأنتم تنظرون إليهم، ثم صدَّهم عنكم.

 

...القول في تأويل قوله: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)}

قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء = نداولها بين الناس.

 

التفسير الديني للنصر والهزيمة وأسباب الحروب وغيرها مضحك دوماً، لا يختلف عن تصورات كتاب اليهود الذي يجعل كل ملك لهم كان بعصره مشاكل غالباً غير مؤمن، وكل واحد كان عصره مستقراً أو له انتصارات مؤمناً صالحاً! وعلم الآثار أثبت زيف قصص هؤلاء الأخيرين أي اليهود!

 

قال الطبري:

 

7896- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله"، والقرح الجراحة، وذاكم يوم أحد، فشا في أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة، فأخبرهم الله عز وجل أن القوم قد أصابهم من ذلك مثلُ الذي أصابكم، وأن الذي أصابكم عقوبة.

 

لقد ادعى محمد أن هزيمة أتباعه كانت بسبب معصيتهم له في معركة بدر حينما أراد ارتكاب مذبحة ضد الأسرى، ورفضوا هذا وعارضوه، طمعًا في فداء الأسرى كمكسب، ولرفض البعض قتل وإفناء قومهم قريش:

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

208 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، ...إلخ....فَلَمَّا كَانَ يَوْمُئِذٍ ، وَالْتَقَوْا ، فَهَزَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُشْرِكِينَ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا ، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا ، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ وَعَلِيًّا وَعُمَرَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، هَؤُلاءِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةُ وَالْإِخْوَانُ ، فَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدْيَةَ ، فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : وَاللهِ مَا أَرَى مَا رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنِي مِنْ فُلانٍ - قَرِيبًا لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ ، أَخِيهِ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، حَتَّى يَعْلَمَ اللهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، هَؤُلاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ .

فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ ، قَالَ عُمَرُ : غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبَكَ ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ " - لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ - وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال : 67 - 68] مِنَ الْفِدَاءِ ، ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمُ .

فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ ، وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران : 165] بِأَخْذِكُمُ الْفِدَاءَ.

 

إسناده حسن ، رجاله رجال الصحيح . أبو نوح : اسمه عبد الرحمن بن غزوان الضبي ، وقُراد لقب له . وأخرجه أبو داود (2690) عن أحمد بن حنبل ، بهذا الإسناد . مختصراً . وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 350 و14 / 365 - 366 ، ويعقوب بن شيبة في " مسند عمر " ص 63 - 64 ، وأبو عوانة 4 / 157 من طريق أبي نوح قُراد ، به ، وحسن يعقوب بن شيبة إسناده . وأخرجه عبد بن حميد (31) ، ومسلم (1763) ، ويعقوب بن شيبة ص 57 - 58 و58 - 60 و60 - 62 ، والترمذي (3081) ، والبزار (196) ، والبيهقي 9 / 189 و10 / 44 ، وأبو عوانة 4 / 152 و155 و156 ، وابن حبان (4793) ، والبيهقي في " السنن " 6 / 321 وفي " الدلائل " 3 / 51 - 52 ، وأبو نعيم في " الدلائل " (408) من طرق عن عكرمة بن عمّار ، به . وقد سقط من المطبوع من " دلائل أبي نعيم " : ابنُ عباس . ورواه أحمد كذلك برقم (221) .

والرباعية : هي السن التي بين الثنية والناب . والبيضة : هي خوذة الحديد توضع على الرأس ، من آلات الحرب .

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)}

 

{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168) وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}

 

في الواقع دراستي السابقة (حروب محمد الإجرامية) أثبتت أن المجبرين على التظاهر بالإسلام من متشككين ولا مبالين بالمسألة الدينية نفسها ووثنيين مضطرين لذلك، "المنافقين" كما سماهم محمد، خير من كثير من أصحاب محمد، وأكثر إنسانية ورحمة، وعملوا بمبدإ الأخوة في الإنسانية مع اليهود وغيرهم، وحاولوا مساعدتهم وإنقاذهم بقدر ما استطاعوا، ونصيحتهم هنا للمسلمين بالمسالمة وعدم الدخول في العنف والقتال، إنما هو نصيحة بالعودة إلى الغريزة السويّة والحس السليم المشترك، فالغريزة تملي على الإنسان مسالمة البشر الآخرين وعدم تعريض النفس للأذى وعدم أذية أو قتل الآخرين، بدلًا من ذلك قام محمد بتشويه غريزة عقلية أتباعه وغرس في أذهانهم أن القتل والشر هو الخير والفضيلة، وأبعدهم عن غريزة حب البقاء ومسالمة الآخرين بزعمه وجود حياة أخرى أفضل لو قُتِلوا، ولو انتصروا فلهم مغانم وأرباح، ثم قام بتبرير عجيب منطوٍ على مغالطة غير منطقية وخرافية بزعمه بتصورٍ خرافيّ أن موت من شاركوا معه في حربه قتلًا هو أمر مقدَّر من الله الخرافي، وأنهم حتى لو كانوا لم يشاركوا وكان مقدَّرًا لهم الموت لماتوا على نحوٍ طبيعي في أسِرَّتِهم، وهو كلام بلا معنى ولا منطق، فالشخص الذي لا يشارك في حروب وخاصة حروب للعدوان والتحرش بالآخرين، والشخص الذي كمثال لا يدمن المخدرات بالتأكيد يعيشان أكثر ممن يفعل ذلك، ولو كان استدلال محمد صحيحًا لكان علينا عدم معاقبة المتسبب في حريق وموت أشخاص نتيجة إهماله، وكذلك عدم معاقبة أي قاتل أو لص أو مغتصب لأن كل الأمور حسب التصور الديني الخرافي مقدَّرة مسبقًا من الله، ولا داعي وفقًا لذلك لأن نحرص على حيواتنا أو حيوات الآخرين فنتجنب مثلًا القيادة بسرعة مخالفة وصدم الناس وقتلهم أو قتل أنفسنا، لأن كل شيء مقدر سلفًا، و {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} [من الآية 51 من التوبة]، حسب تعبير محمد.

 

 

 

وفي الواقع نصيحة عبد الله بن أبي بن سلول لمحمد بعدم الخروج للقرشيين وجعلهم يدخلون يثرب كان فكرة سليمة احتمالًا، لأن الأهالي أدرى بالطرق والشعاب، وكانوا سيقاومون القرشيين من كل اتجاه، ومن فوق الأماكن المرتفعة ومن على أسطح البيوت، لأنه كما قالوا له لم يتمكن أحد من دخولها عليهم قبل ذلك. الذي يؤكد ذلك أن القرشيين رغم انتصارهم على جيش محمد لم يحاولوا اقتحام المدينة يثرب، وهو تفكير وتخطيط سليم هنا، لأن القاعدة في التخطيط الحربي ألا تترك عدوك يفرض عليك مكان القتال، وألا تتبعه إلى كمين ينصبه لك. لو كان محمد تركهم يدخلون ليفرض عليهم أرض المعركة وهو مستعد. تزعم الراوية أن هذا كان رأي محمد كذلك، لكنه أطاع الرأي المخالف لبعض أتباعه وخالف رأي عبد الله بن أبي.

 

قال ابن إسحاق في السيرة:

 

... فقال عبد الله بن أبي بن سلول: يا رسول. الله، أقم بالمدينة لا تخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو لنا قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا. منه، فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءوا.

 

فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كان من أمرهم حُبُّ لقاء القوم، حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته، فلبس لأمته، وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة. وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له: مالك بن عَمرو.، أحد بني النجار فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج عليهم، وقد ندم الناس، وقالوا: استكرهنا رسول الله. صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لنا ذلك. فلما خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله استكرهناك ولم يكن ذلك لنا، فإن شئت فاقعدْ صلى الله الله عليك، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما ينبغى لنبي إذا لبس لَأمَتَه أن يضَعها حتى يُقاتلَ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من أصحابه.

قال ابن هشام: واستعمل ابنَ أم مكتوم على الصلاة بالناس.

قال ابن إسحاق: حتى إذا كانوا بالشَّوْطِ بينَ المدينة وأحد، انخذل عنه عبد الله بنُ أبي ابنُ سلول بثُلث الناس، وقال: أطاعهم وعصانى، ما ندري علام نقتلُ أنفسَنا هاهنا أيها الناس، فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والرَّيْب، واتبعهم عبد الله ابن عَمرو بن حرام، أخو بني سلمة، يقول: يا قوم، أذكِّركم الله ألا تخذلوا قومَكم ونبيكم عندما حضر من عدوهم؛ فقالوا: لو نعلم، أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال. قال: فلما استَعْصَوْا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم، قال: أبعدكم الله أعداءَ الله فسيُغنى الله عنكم نبيَّه.

 

ونفس الخبر عند الواقدي في المغازي.

 

{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}

تفكير خرافي وغير عقلاني، النصر يكون بالتخطيط الجيد والأسلحة الحديثة وكفاءة تدريب الجنود وشجاعتهم وعوامل المناخ والحظ، والمعلومات والأفكار التي يتمكن كلا الجيشين من الحصول عليها، وغيرها، أعتقد أنه مهما حاول المسلمون إعادة أمجاد امبراطوريتهم (الخلافة) فلن يستطيعوا أبدًا، سنن التاريخ وقوانينه تحكم بذلك، لعدم اهتمامهم بالعلوم وتأخرهم فيها، ولعداوتهم لبعضهم البعض، ولذهاب المقوّمات التي كانت لأسلافهم العرب ومعاوني العرب كاللغة العربية القوية والهوية والقومية، والتعصب الديني الشمولي المستميت، وغيرها. وكذلك تحول الدين الإسلامي بتبنيهم لأكثر الصور تعصبًا وشمولية وتخلفًا منه إلى فأس ومطرقة لتحطيم أنفسهم.

 

{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}

 

وجود محمد في الماضي ودعوته وتشريعاته، من خلال دراستها، نجد أنه نقمة، العرب والمسلمون انتقلوا من ضلالة وثنية إلى ضلالة إسلامية، من جاهلية إلى أخرى، من خرافات إلى أخرى، بل الإسلام أسوأ لتحريضه على نحو مباشر على العنف، لم نسمع عن كاهن وثني زاهد متعبِّد حرَّض قومه على الشر والعدوان، صحيح أنها كانت عادة العرب ضد بعضهم، لكن بدون مباركة دينية.

 

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}

 

هذه مماطلة واضحة وجدال أجوف يدل على عجزه الفعليّ عن عمل أي معجزة من المعجزات الخرافية المزعومة. ما في كتب اليهود (وكذلك غيرهم كالمسلمين والمسيحيين والهندوس والبوديون) هو خرافات وأكاذيب وليس معجزات.

 

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}

 

هذا لا يدل على صحة مزاعم محمد، بل بالأحرى هو دليل ضدها، فكل الناس العقلانيين الأذكياء من كل زمان رفضوا خرافات مدعي النبوات، ومنذ فجر التاريخ الحضاري ظهر في الهند واليونان ملحدون عقلانيون رفضوا الخرافات والجهل. وحتى في زمن محمد وما بعده نجد أدلة وتلميحات على وجود ملحدين ومتشككين مستترين، كقصة صبيغ التي أوردتها في باب مصادرة حرية الرأي والعقيدة والحريات الشخصية، وهناك قصة أخرى في البخاري عن ملحد أو متشكك درس القرآن دراسة نقدية، ثم جاء بمكر ودهاء ليناظر ابن عباس متظاهرًا أنه يستفسر فقط، روى البخاري بعد حديث رقم 4815:

 

سُورَةُ حم السَّجْدَةِ وَقَالَ طَاوُسٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ { ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا } أَعْطِيَا { قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } أَعْطَيْنَا وَقَالَ الْمِنْهَالُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ قَالَ { فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ } { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ } { وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا } { وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَقَالَ { أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا إِلَى قَوْلِهِ دَحَاهَا } فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ { أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إِلَى قَوْلِهِ طَائِعِينَ } فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ وَقَالَ { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } { عَزِيزًا حَكِيمًا } { سَمِيعًا بَصِيرًا } فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى فَقَالَ { فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ } فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ { فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الْآخِرَةِ { أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ } وَأَمَّا قَوْلُهُ { مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } { وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا } فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ تَعَالَوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا وَعِنْدَهُ { يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } الْآيَةَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ { دَحَاهَا } وَقَوْلُهُ { خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } فَجُعِلَتْ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

 

ابن عباس كان أكثر تحضرًا ولطفًا كما يبدو من عمر بن الخطاب بأسلوبه المتعصب الفجّ، لقد أحسن ملحدنا التاريخي اختيار من يناظره، بعض مقولاته متضمنة في ثنايا كتابي بمعالجات أكثر تطورًا، وهناك رويات عند الشيعة عن مناظرات مع أبي جعفر الباقر، وكان متحضرًا جدًّا، عكس معظم وجمهور المسلمين لذلك تقول الروايات أنه نال احترامًا وتقديرًا من الملحدين في زمنه كمثال للإنسان الإنسانيّ المتدين، انظر (الإمام أبي جعفر الباقر في نظر علماء الغرب).

 

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)}

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: واذكر أيضا من [أمر] هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكتاب منهم، يا محمد، إذ أخذ الله ميثاقهم، ليبيننّ للناس أمرك الذي أخذ ميثاقهم على بيانه للناس في كتابهم الذي في أيديهم، وهو التوراة والإنجيل، وأنك لله رسول مرسل بالحق، ولا يكتمونه="فنبذوه وراء ظهورهم"، يقول: فتركوا أمر الله وضيعوه. ونقضوا ميثاقه الذي أخذ عليهم بذلك، فكتموا أمرك، وكذبوا بك="واشتروا به ثمنًا قليلا"، يقول: وابتاعوا بكتمانهم ما أخذ عليهم الميثاق أن لا يكتموه من أمر نبوتك، عوضًا منه خسيسًا قليلا من عرض الدنيا = ثم ذم جل ثناؤه شراءهم ما اشتروا به من ذلك فقال:"فبئس ما يشترون".

 

... 8320 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم"، كان أمرهم أن يتبعوا النبيّ الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته، وقال: (اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [سورة الأعراف: 158] فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم قال: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [سورة البقرة: 40] عاهدهم على ذلك، فقال حين بعث محمدًا: صدِّقوه، وتلقون الذي أحببتم عندي.

8321 - حدثنا محمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس" الآية، قال: إن الله أخذ ميثاق اليهود ليبيننه للناس، محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولا يكتمونه، ="فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلا".

 

... 8323 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه"، قال: وكان فيه إن الإسلام دين الله الذي افترضه على عباده، وأن محمدًا يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل.

 

لا يوجد أي ذكر لمحمد في كتاب اليهود ولا إنجيل المسيحيين، وإن نبذ وترك التشريعات الدينية التوراتية والقرآنية إذا كان لهدف إنساني وهو ترك ما فيها من شرور فهو فعل خيِّر طيِّب، أما إن كان لترك ما هو صالح وعادل منها متوافقًا مع العدالة والقوانين الحقيقية الإنسانية لاستغلال الآخرين وأذيتهم فهو فعل شرير، لكن نبذ الدين وتعاليمه في حد ذاته أمر صالح لما فيه من تعاليم شريرة إجرامية.

 

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}

 

التعبدات لكائن وهمي ليست حكمة ولا تعقُّل، ولا صفة لذوي العقول (الألباب)، بل سمة لمستلبي العقول العائشين في الوهم والخرافة والضلالات، وهي ليست فضيلة لأنها لا تتعلق بأمانة وحسن عشرة مع آخرين ولا إحسانًا لهم، بل هي رذيلة ذاتية تتضمن الوهم والخيال، وقد تحول إلى رذيلة عامة حينما تحرض صاحبها على أذية الناس من الأيان الأخرى والتصرف ضدهم بعنصرية وكراهية دون سبب موضوعي وشخصي. لا توجد سماات هذه خرافة مضحكة بدائية ناقشتها في الباب الأول، وتعاقب الليل والنهار هو عملية طبيعية فيزيائية نتاج دوران الأرض حول نفسها نتاج قوانين الجاذبية في علاقة كوكبنا مع الشمس كجُرمٍ أكبرَ حجمًا.

                                                                     

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)} آل عمران:60-63

نلاحظ أسلوب مهاترات محمد عديمة الجدوى المعتاد كطلبه في القرآن في سورة آل عمران من المسيحيين أن يجتمعوا معه ليتلاعنوا ويدعوا الله أن يحل اللعنة على صاحب العقيدة غير الصحيحة منهما، وهو محض هراء وتضييع وقت ومجادلات خاوية لأنه لا إله من الأصل موجود ليبالي بهذه الجدالات والتفاهات، ولو كان فرضًا موجودًا كإله خالق لكون فسيح جدًّا فهو لن يلتفت للنمل المتكبر المسمى بشر الذي تقول كل نملة منه أنا صاحب العقيدة الصحيحة وأعلم ماهية الإله المجهول والكون اللانهائي، لو سمحتم لي بالاستعارة من أسلوب ﭬولتير الساخر.

 

وقلت في الجزء الأول (حروب محمد) وهو في أحداث سنة 9 هجرية، (فترتيب هذا الجزء من السورة هنا اعتباطًا فقط وهو غلط لأنها آية متأخرة الزمن في تأليفها):

 

نماذج لرسائل التهديد من محمد إلى القبائل ليسلموا بالإكراه والترويع والإرهاب

 

من خلال نص الطبقات الكبير لمحمد بن سعد/ج1/ عنوان: ذكر بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وما كتب به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لناس من العرب وغيرهم

 

رسالة محمد إلى مسيحيي نجران

 

جاء في دلائل النبوة للبيهقي:

 

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحافظ، وأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ يَشُوعَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ يُونُسُ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم كَتَبَ إِلَى أَهْلِ نَجْرَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْهِ «طس»  سُلَيْمَانَ بِسْمِ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم إِلَى أُسْقُفِّ نَجْرَانَ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ: إِنْ أَسْلَمْتُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللهَ إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِبَادِ وَأَدْعُوكُمْ إِلَى وِلَايَةِ اللهِ مِنْ وِلَايَةِ الْعِبَادِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَالْجِزْيَةُ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَقَدْ آذَنْتُكُمْ بِحَرْبٍ وَالسَّلَامُ.

فَلَمَّا أَتَى الْأُسْقُفَّ الْكِتَابُ وَقَرَأَهُ فَظِعَ بِهِ وذعره ذعرا شديدا، فعبث إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ يُقَالُ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ وَدَاعَةَ، وَكَانَ مِنْ [أَهْلِ] هَمْدَانَ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُدْعَى إِذَا نَزَلَتْ مُعْضِلَةٌ قَبْلَهُ، لَا الْأَيْهَمُ، وَلَا السَّيِّدُ، وَلَا الْعَاقِبُ، فَدَفَعَ الْأُسْقُفُّ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى شُرَحْبِيلَ، فَقَرَأَهُ...إلخ

... فَلَمَّا اجْتَمَعَ الرَّأْيُ مِنْهُمْ عَلَى تِلْكَ الْمَقَالَةِ جَمْعًا أَمَرَ الْأُسْقُفُّ بِالنَّاقُوسِ فَضُرِبَ بِهِ، وَرُفِعَتِ الْمُسُوحُ فِي الصَّوَامِعِ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ إِذَا فَزِعُوا بِالنَّهَارِ وَإِذَا كَانَ فَزَعُهُمْ لَيْلًا ضَرَبُوا بِالنَّاقُوسِ وَرُفِعَتِ النِّيرَانُ فِي الصَّوَامِعِ، فَاجْتَمَعَ حِينَ ضُرِبَ النَّاقُوسُ وَرُفِعَتِ الْمُسُوحُ أَهْلُ الْوَادِي أَعْلَاهُ وَأَسْفَلُهُ...إلخ

 

فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَأَلَهُمْ عَنِ الرَّأْيِ فِيهِ فَاجْتَمَعَ رَأْيُ أَهْلِ الْوَادِي مِنْهُمْ عَلَى أَنْ يَبْعَثُوا شُرَحْبِيلَ بْنَ وَدَاعَةَ الْهَمْدَانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ شُرَحْبِيلَ الْأَصْبَحِيَّ وَجَبَّارَ بْنَ فَيْضٍ الْحَارِثِيَّ فَيَأْتُونَهُمْ بِخَبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ الْوَفْدُ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْمَدِينَةِ وَضَعُوا ثِيَابَ السَّفَرِ عَنْهُمْ وَلَبِسُوا حُلَلًا لَهُمْ يَجُرُّونَهَا مِنْ حِبَرَةٍ، وَخَوَاتِيمَ الذَّهَبِ، ثُمَّ انْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمُ السَّلَامَ، وَتَصَدَّوْا لَكَلَامِهِ نَهَارًا طَوِيلًا فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ وَعَلَيْهِمْ تِلْكَ الْحُلَلُ وَالْخَوَاتِيمُ الذَّهَبُ، فَانْطَلَقُوا يَتْبَعُونَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَا مَعْرِفَةً لَهُمْ، كَانَا يَجْدَعَانِ الْعَتَائِرَ إِلَى نَجْرَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَيَشْتَرُوا لَهُمَا مِنْ بَزِّهَا وَثَمَرِهَا وَذُرَتِهَا، فَوَجَدُوهُمَا فِي نَاسٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فِي مَجْلِسٍ، فَقَالُوا: يَا عُثْمَانُ وَيَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! إِنَّ نَبِيَّكُمَا كَتَبَ إِلَيْنَا بِكِتَابٍ فَأَقْبَلْنَا مُجِيبِينَ لَهُ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ سَلَامَنَا، وَتَصَدَّيْنَا لَكَلَامِهِ نَهَارًا طَوِيلًا فَأَعْيَانَا أَنْ يُكَلِّمَنَا فَمَا الرَّأْيُ مِنْكُمَا: أَنَعُودُ أَمْ نَرْجِعُ؟ فَقَالَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وهو فِي الْقَوْمِ: مَا تَرَى يَا أَبَا الْحَسَنِ فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ لِعُثْمَانَ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: أَرَى أَنْ يَضَعُوا حُلَلَهُمْ هَذِهِ وَخَوَاتِيمَهُمْ وَيَلْبَسُوا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ، ثُمَّ يعودون إِلَيْهِ. فَفَعَلَ وَفْدُ نَجْرَانَ ذَلِكَ، وَوَضَعُوا حُلَلَهُمْ وَخَوَاتِيمَهُمْ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمُوا فَرَدَّ بِسَلَامِهِمْ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ أَتَوْنِي الْمَرَّةَ الْأُولَى وَإِنَّ إِبْلِيسَ لَمَعَهُمْ». ثُمَّ سَاءَلَهُمْ وَسَاءَلُوهُ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ وَبِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى قَالُوا لَهُ: مَا تَقُولُ فِي عيسى بن مَرْيَمَ؟ فَإِنَّا نَرْجِعُ إِلَى قَوْمِنَا وَنَحْنُ نَصَارَى يَسُرُّنَا إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا أَنْ نَعْلَمَ مَا تَقُولُ فِيهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ يَوْمِي هَذَا، فَأَقِيمُوا حَتَّى أُخْبِرَكُمَا بِمَا يُقَالُ فِي عِيسَى».

فَأَصْبَحَ الْغَدُ وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ إلى قوله فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ.

فَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم الْغَدَ بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ أَقْبَلَ مُشْتَمِلًا عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فِي خَمِيلٍ لَهُ وَفَاطِمَةُ تَمْشِي عِنْدَ ظَهْرِهِ لِلْمُلَاعَنَةِ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ عِدَّةُ نِسْوَةٍ فَقَالَ شُرَحْبِيلُ لِصَاحِبَيْهِ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شُرَحْبِيلَ وَيَا جَبَّارُ بْنَ فَيْضٍ قَدْ عَلِمْتُمَا أَنَّ الْوَادِيَ إِذَا اجْتَمَعَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلُهُ لَمْ يَرِدُوا وَلَمْ يَصْدُرُوا إِلَّا عَنْ رأي، وَإِنِّي وَاللهِ أَرَى أَمْرًا مُقْبِلًا إِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ مَلِكًا مَبْعُوثًا فَكُنَّا أَوَّلَ الْعَرَبِ طَعَنَ فِي عَيْنِهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ أَمْرَهُ لَا يَذْهَبُ لَنَا مِنْ صَدْرِهِ وَلَا مِنْ صُدُورِ قَوْمِهِ حَتَّى يُصِيبُونَا بِجَائِحَةٍ وَإِنَّا لِأَدْنَى الْعَرَبِ مِنْهُمْ جِوَارًا، وَإِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ نبيا مرسلا فلا عنّاه فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنَّا شَعْرٌ وَلَا ظُفُرٌ إِلَّا هَلَكَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبَاهُ: فَمَا الرَّأْيُ يَا أَبَا مَرْيَمَ فَقَدْ وَضَعَتْكَ الْأُمُورُ عَلَى ذِرَاعٍ، فَهَاتِ رَأْيَكَ، فَقَالَ: رَأْيِي أَنْ أُحَكِّمَهُ فَإِنِّي أَرَى رَجُلًا لَا يَحْكُمُ شَطَطًا أَبَدًا، فَقَالَا لَهُ: أَنْتَ وَذَاكَ.

فَتَلَقَّى شُرَحْبِيلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ خَيْرًا مِنْ مُلَاعَنَتِكَ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ شُرَحْبِيلُ: حُكْمُكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَيْلَتُكَ إِلَى الصَّبَاحِ فَمَهْمَا حَكَمْتَ فِينَا فَهُوَ جَائِزٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّ وَرَاءَكَ أَحَدٌ يُثَرِّبُ عَلَيْكَ! فَقَالَ شُرَحْبِيلُ: سَلْ صَاحِبَيَّ فَسَأَلَهُمَا، فَقَالَا لَهُ: مَا تَرِدُ الْوَادِي وَلَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْيِ شُرَحْبِيلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم: كَافِرٌ أَوْ قَالَ جَاحِدٌ موفق. فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَاعِنُهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ أَتَوْهُ فَكَتَبَ لَهُمْ هَذَا الْكِتَابَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا مَا كَتَبَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَجْرَانَ إِذْ كَانَ عَلَيْهِمْ حُكْمُهُ فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ وَكُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ وَسَوْدَاءَ وَرَقِيقٍ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ، وَتَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْأَوَاقِي فِي كُلِّ رَجَبٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، وَفِي كُلِّ صَفَرٍ أَلْفُ حُلَّةٍ، وَمَعَ كُلِّ حُلَّةٍ أُوقِيَّةٌ مِنَ الْفِضَّةِ فَمَا زَادَتْ عَلَى الْخَرَاجِ أَوْ نَقَصَتْ عَنِ الْأَوَاقِي فَبِالْحِسَابِ، وَمَا قَضَوْا مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ أَوْ عُرُوضٍ أُخِذَ مِنْهُمْ بِالْحِسَابِ، وَعَلَى نَجْرَانَ مُؤْنَةُ رُسُلِي، وَمُتْعَتُهُمْ مَا بَيْنَ عِشْرِينَ يَوْمًا فَدُونَهُ، وَلَا تُحْبَسُ رُسُلِي فَوْقَ شَهْرٍ، وَعَلَيْهِمْ عَارِيَةٌ ثَلَاثِينَ دِرْعًا وَثَلَاثِينَ فَرَسًا وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا إِذَا كَانَ كَيَدٌ وَمَعَرَّةٌ، وَمَا هَلَكَ مِمَّا أَعَارُوا رُسُلِي مِنْ دُرُوعٍ أَوْ خَيْلٍ أَوْ رِكَابٍ فَهُوَ ضَمَانٌ عَلَى رُسُلِي حَتَّى يؤَدُّوهُ إِلَيْهِمْ، وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهَا جِوَارُ اللهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَعَشِيرَتِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَأَنْ لَا يُغَيِّرُوا مِمَّا كَانُوا عليه وَلَا يُغَيَّرُ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِمْ وَلَا مِلَّتِهِمْ، وَلَا يغيّروا أسقف من اسقفيته وَلَا رَاهِبٌ مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ، وَلَا وَاقِهًا مِنْ وُقَيْهَاهُ، وكلما تَحْتَ أَيْدِيهِمْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ، وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ دِنْيَةٌ وَلَا دَمُ جَاهِلِيَّةٍ وَلَا يُحْشَرُونَ وَلَا يُعْشَرُونَ وَلَا يَطَأُ أَرْضَهُمْ جَيْشٌ، وَمَنْ سَأَلَ فِيهِمْ حَقًّا فَبَيْنَهُمُ النِّصْفُ غَيْرَ ظَالِمِينَ وَلَا مَظْلُومِينَ بِنَجْرَانَ، وَمَنْ أَكَلَ رِبًا مِنْ ذِي قَبَلٍ فَذِمَّتِي مِنْهُ بَرِيئَةٌ، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ رَجُلٌ بِظُلْمِ آخَرَ، وَعَلَى مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ جِوَارُ اللهِ عَزَّ وجل وذمة مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ، مَا نَصَحُوا وَأَصْلَحُوا فِيمَا عَلَيْهِمْ غَيْرَ مُثْقَلِينَ بِظُلْمٍ.

شَهِدَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْلَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَمَالِكُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ بَنِي نَصْرٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيُّ، وَالْمُغِيرَةُ وَكَتَبَ....إلخ

 

نموذج لتهديدات محمد الإرهابية لإنشاء دولة عنصرية دكتاتورية تميز بصورة عنصرية بين السكان على أساس الدين والاعتقاد، اتخذ المسيحيون كأقلية قرارًا حكيمًا بعدم الدخول مع رجل متطرف متغطرس مجنون بالبارانويا أي جنون العظمة في جدال يؤدي إلى الإضرار بهم بحكم قوته العسكرية الزمنية، ونلاحظ أسلوب مهاترات محمد عديمة الجدوى المعتاد كطلبه في القرآن في سورة آل عمران من المسيحيين أن يجتمعوا معه ليتلاعنوا ويدعوا الله أن يحل اللعنة على صاحب العقيدة غير الصحيحة منهما، وهو محض هراء وتضييع وقت ومجادلات خاوية لأنه لا إله من الأصل موجود ليبالي بهذه الجدالات والتفاهات، ولو كان_فرضًا فقط_موجودًا كإله خالق لكون فسيح جدًّا فهو لن يلتفت للنمل المتكبر المسمى بشر الذيين تقول كل نملة منهم أنا صاحب العقيدة الصحيحة وأعلم ماهية الإله المجهول والكون اللانهائي، لو سمحتم لي بالاستعارة من أسلوب ﭬولتير الساخر.

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

32848- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , قَالَ : لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُلاَعِنَ أَهْلَ نَجْرَانَ أَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ.

 

38169- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُلاَعَنْ أَهْلَ نَجْرَانَ قَبِلُوا الْجِزْيَةَ أَنْ يُعْطُوهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ أَتَانِي الْبَشِيرُ بِهَلَكَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ ، لَوْ تَمُّوا عَلَى الْمُلاَعَنْة ، حَتَّى الطَّيْرِ عَلَى الشَّجَرِ ، أَوِ الْعُصْفُورِ عَلَى الشَّجَرِ ، وَلَمَّا غَدَا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ.

 

وروى البخاري:

 

4380 - حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدَانِ أَنْ يُلَاعِنَاهُ قَالَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لَا تَفْعَلْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّا لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا قَالَا إِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَنَا وَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا وَلَا تَبْعَثْ مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا فَقَالَ لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ فَاسْتَشْرَفَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ

 

وروى أحمد:

 

3930 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، قَالَ (1) : وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ، قَالَ: وَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَعَنَّا، - قَالَ خَلَفٌ: فَلَاعَنَّا - لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا أَبَدًا، قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَا: لَا نُلَاعِنُكَ، وَلَكِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا (2) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا أَمِينًا (3) حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّا، قَالَ: " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (4)

 

(1) القائل هنا هو الإمام أحمد، وأراد أن يذكر أن له في رواية هذا الحديث شيخين.

(2) في (ظ 14) : رجل أمين. وكتب فوقها: صح.

(3) في (ظ 14) و (س) : رجل أمين.

(4) إسناده من طريق أسود صحيح على شرط الشيخين، وخلف بن الوليد - وهو أبو الوليد العتكي -: ثقة أيضاً، وحديثه في مسند الإمام أحمد، أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة: هو ابن زُفَر العبسي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8196) ، وابن ماجه (136) ، والحاكم 3/267 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصراً في "الصحيحين " من حديث الثوري وشعبة عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة، فأخرجته لأنه على شرطهما صحيح، ووافقه الذهبي.

قلنا: بل رواه إسرائيل بهذا الإسناد أيضاً، عن حذيفة بدل ابن مسعود، كما هو عند البخاري (4380) ، ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود، فيكون إسرائيل قد رواه بإسناد واحد من حديث ابن مسعود، ومن حديث حذيفة.

قال الدارقطني في "العلل " 5/114: ويشبه أن يكون الصحيحُ حديث ابن مسعود. فتعقبه الحافظ في "الفتح " 8/92 بقوله: وفيه نظر، فإن شعبة قد روى أصل الحديث عن أبي إسحاق، فقال: عن حذيفة، كما في الباب أيضاً (يعني عند البخاري برقم 4381) ، وكأن البخاري فهم ذلك، فاستظهر برواية شعبة، والذي يظهر أن الطريقين صحيحان، فقد رواه ابن أبي شيبة أيضاً، والإسماعيلي من رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة.

قلنا: سيرد من حديث حذيفة مختصراً في "المسند" 5/385.

ولقوله: "هذا أمين هذه الأمة" شاهد من حديث أنس عند البخاري (3744) و (4382) ، ومسلم (2419) ، سيرد 3/133 و189 و245.

وآخر بنحوه من حديث عمر، سلف برقم (108) مطولًا.

وثالث من حديث خالد بن الوليد، سيرد 4/90

 

وانظر القصة في السيرة لابن إسحاق برواية ابن هشام وكتب تفسير القرآن.

 

والظاهر أن محمدًا أنهى حواره بهذا الجدل العقيم ليغلقه بأسلوب فض المجالس، لأنه لا باع له ولا خبرة ولا علم ولا طول صبر في الحوارت والنقاشات البيزنطية اللاهوتية الغير مجدية والجدليات الفلسفية الدينية، قال الطبري في التفسير:

 

7175 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، وحدثني ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ليتَ بيني وبيني أهل نجرانَ حجابًا فلا أراهم ولا يروني! من شْدّة ما كانوا يمارون النبي صلى الله عليه وسلم.

 

الحديث: 7175- سليمان بن زياد الحضرمي المصري: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره. وقال أبو حاتم: "شيخ صحيح الحديث". وابن لهيعة حسن الحديث وفيه ضعف.

 

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}

 

كل أهل دين يتبعون خرافة بثقة عمياء، لكن الكتابيين ليس لديهم أدلة على صحة الإسلام، ولو أنصف أهل الأديان من أنفسهم وفكّروا لعلموا بالحس السليم أن أديانهم خرافات وقصص أطفال، وإن الأذكياء منهم يتظاهرون بالتدين عن عدم اقتناع لأجل النفاق الاجتماعي في مجتمع جاهل.

 

{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}

 

الكراهية بين أهل الأديان البدائيين سببها تعصب وانغلاق فكري وأفكار متهوسة مستحوذة عليهم مستلبة لعقولهم، لكن لا يوجد من يحسد الآخر على ديانته في العموم، كل فرحٌ بما هو عليه من بلاء وهراء وخرافة، والإسلام بالذات في العموم ليس فيه ما يُحسد عليه من ابتُلُوا به إلا إن كنتَ فقط تحب تعدد الزوجات وما شابه. ولا يصح وصف الإسلام بالرحمة لا لمن ابتليت عقولهم ومجتمعاتهم به ولا لمن تعرضوا للأذى من غير المسلمين بسببه، فهو بكل عناصره وتشريعاته نقمة وبلاء ووباء وبيل.

 

{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}

 

كلام عائم بلا طائل منه، كل مجموعة من البشر بطبيعة الحال فيها الأمين وغير ذلك، وهكذا في كل الصفات الحسنة والسيئة.

 

{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}

 

على العموم لا داعي للقلق من جهة هذه المسألة، فلا يوجد إله، وبالتالي لا كتب أنزلها، ولا كتاب أو كلام من عند الله، ففي كل الحالات كل أهل الأديان تائهون وبعضهم من القليلين ممن يعلمون بطلان دياناتهم كاذبون عن قصد، واستدلال محمد بكتب خرافية همجية قديمة على زعمه بوجود ذكر له بها لا قيمة له، فما بُنِيَ على باطل فهو باطل، مع كون تشريعات الإسلام وأطروحاته باطلة في حد ذاتها. ولأن مزاعم محمد عن وجود ذكر له بكتب اليهود باطلة كما أثبتُ بدراسة سابقة محايدة تفصيلية طويلة مرهقة.

 

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)}

 

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101)}

مزاعم خرافية فارغة من أي دليل ملموس، العلم كمعرفة أعلى من كل ذلك فنّد كل خرافات المتدينين، راجع أول بابين من هذا الكتاب. ولا يوجد ما يُحسَد عليه المسلمون لأجل إسلامهم، لو كان الأمر كذلك فلا أسهل من أن يُسلم الناس كلهم لو كان الإسلام بهذه الروعة، طالما هو اختيار متاح للجميع، دون حاجة للحسد والحقد المزعومين بلا مبرر واضح.

 

{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87)}

 

كيف سيكون عليه لعنة الناس أجمعين، وأربعة أخماس البشرية غير مسلمين في العصر الحالي على الكوكب، ولم يكن المسلمون إلا جزءً فقط من البشرية، وأضمن لك أن في هذا الخمس الكثير من غير المخلصين للإسلام وغير المقتنعين به، وأشخاص صنّفتهم الدولة رغم أنوفهم كمسلمين بالميلاد، مثلنا كملحدين عقلانيين، ولا علاقة لنا مثلًا بالإسلام إلا المودة للقربى مع المسلمين والإخلاص لقضاياهم العادلة فقط منها.

 

61 الصفّ

 

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)}

 

لا أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة أن يقاتل الجنود في صفوف مصفوفة، في عصر الأسلحة الحديثة الذي نعاصره، حينئذٍ ستكون الآية: (يحب الذين يقاتلون في سبيل وهمه صفًّا فيموتون هدرًا بلا جدوى وسريعًا)! الحروب الحقيقية_لا حروب محمد الأولى الصغيرة من أعداد بالمئات فقط كبدر وأحد والخندق_تتطلب مناورات وتخطيطات والتفافات وتطويق جيوب العدو، لا أعتقد أن الوقوف صفوفًا سيفيد إلا في قتل عشرات الجنود بقذيفة واحدة للتوفير.

 

{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}

لا يوجد أي ذكر لاسم أحمد ولا محمد في العهد الجديد كتاب المسيحية، وراجع مبحثي (تفنيد البشارت المزعومة بمحمد ويسوع)، فهو كتاب شامل وافٍ عن هذا الموضوع. وكل قصص معجزات موسى ويسوع ومحمد هي مجرد خرافات وأقاصيص للسذج والدهماء، وليست أدلة ولا بينات لأن لا أحد رآها واختبرها.

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)}

 

هنا افترض محمد مقدمًا ما يحتاج إلى إثباته، وهو لم يثبت أنه رسول كما زعم بدليل حقيقي ملموس، ليبني عليه زعمه بأن من لا يتبعه ويكذب مزاعمه مخطئ أو "ظالم" بقاموس مفرداته الذي لا يوجد في منطق أي لغة، يعبِّر الناطقون بالإنجليزية عن هذه المغالطة اللغوية بجملة: "يشحت مما يحتاج إلى إثباته" أو He begs the question.

 

57 الحديد

 

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}

 

إذا كان الكائن الخرافي معنا أينما كنا، فكيف تحدث كل هذه المصائب في العالم؟! راجع تناولي لفكرة وجود الشر في العالم بأسلوبي المتواضع واقتباسي ممن تناولوه في باب (التصورات اللاهوتية).

 

{آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}

 

ديانة الإرهاب وكره الإنسان لأخيه والسعي لإيذائه وتحقيره وديانة الخرافات لا يمكن أن تكون نورًا أبدًا.

 

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}

 

هنا قام محمد كالعادة بغرس سمه في عقول أتباعه متبعًا الاستيراتيجية التي انتقدها وشخّصها بعض الكتاب الغربيين مثل: Darrel W. Ray - The God Virus--How Religion Infects Our Lives and Culture (ﭬيرَس الإله، كيف يُعدي الدينُ حيواتنا وثقافتنا)، وله ولما يشابهه ويوازيه ترجمات من مترجمينا العرب الأفاضل، بدأ محمد بغرس الفكرة الخيالية الهوسية أن الحياة مؤقتة لذلك لا داعي للاهتمام بها والحرص على الحفاظ عليها بعد الاقتتال، وزعم بطريقة خرافية بوجود حياة أخرى عوضَا عنها لمن يموتون في حروبه، ثم غرس مفهوم الذنوب الوهمية الدينية (التي ليست في حقيقة الإنسانية ذنوبًا بل أمورًا عادية) ليجعلهم في حالة هوس وقلق وتأنيب ضمير وهمي خيالي استحواذي دون وجود خطايا فعلية لهم، ثم زعم لهم أن الوسيلة المضمونة الكفَّارية المكفِّرة لهذه الذنوب الوهمية (الذباب المزعج في مسرحية سارتر) لكي يغفر الله الخرافي المراقب لكل صغيرة وتافهة ذنوبهم التافهة السخيفة الوهمية الكبيرة في عقولهم المتهوسة هي أن يرتكبوا ما هو ذنوب وجرائم حقيقية ألا وهو قتل الناس ونهبهم واستعبادهم زاعمًا لهم أنها أفعال فاضلة كريمة لا غبار عليها! يلجأ رجال الدين للحصول على الأتباع والعطايا والإكراميات والجاه إلى اتباع أسلوب محمد في خطبهم التخويفية عن الجحيم والله شديد العقاب الخزعبلي والذنوب الوهمية ومحقرات الذنوب ويغرسون ذلك باستمرار كحالة هوس محفَّزة في أذهان جمهور المؤمنين السذّج ليظلوا في حالة خوف وقلق يشل عقولهم عن أدنى تفكير وتفكر، ويجعلهم متدينين مستلَبي العقول والتفكير والإرادات دومًا. ثم كرر محمد نفس الجدلية المغالِطة العقيمة القائلة بأن من يموتون في حروبه الانتقامية والهجومية الإرهابية إنما ماتوا بناءً على قدر الله الخرافي. وقد نقدت هذه الجدلية سابقًا.

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26)}

 

وفقًا لخرافات الإسلام واليهودية والمسيحية فالله الخرافي منذ ما قبل الميلاد حصر النبوة والرسالات في منطقة الشرق الأوسط فقط، وتحديدًا في اليهود في المعظم حصريًّا، وأهمل كل الأمم الأخرى وكل البشر، سبق ونقدت هذه الفكرة الخرافية، بابل ومصر وكنعان وفارس كانوا كالرحم لميلاد اليهودية، واليهودية هي أم ووالدة المسيحية واليهودية، لذلك من هذا الأصل اليهودي للإسلام نجد أن كل أنبيائه عدا قلائل من تراث العرب الوثني كلهم إسرائيليون، كيف لم يرسل الله الخرافي لو صح له وجود رسولًا واحدًا للهند أو الصين أو اليابان؟! اليهود كأمة منغلقة اهتموا بأنفسهم فقط وعمل تاريخ أسطوري له فيه أنبياء وملوك وحروب خرافية.

 

4 النساء

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)}

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}

 

{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)}

 

أخلاق الإنسان الملحد الذي يكون أخلاقيًّا ومهذّبًا أفضل من أخلاق المؤمن المتدين، لأن الأول تقوم أخلاقه على القناعة بالأخلاق في حد ذاتها والمبادئ، أما الآخر المؤمن فيقوم حفاظه وممارسته للأخلاق على إيمان بخرافات غير موجودة أخرى كالله كأب أو شرطي سماوي يراقي كل الأمور، متى ما يضعف إيمانه بالخرافات التي قام عليها بناؤه الأخلاقي الهشّ الضعيف في كثير من الأحيان يفقد أخلاقه المستقيمة ويتردّى إلى الانحطاط والفساد. بالتأكيد ليس كل ملحد بالضرورة مواطنًا صالحًا مستقيمًا، ولا كل مؤمن صالح ولا فاسد كذلك، لكن البناء الأخلاقي العقلاني أقوى وأرسخ لأنه يقوم على أرض الحقيقة والشعور الإنساني النبيل.

 

{وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38)}

 

بالتأكيد يختلف المنظور العقلاني الإلحادي للأخلاق عن الديني في كثير من الأمور، وفقًا لقيم الإلحاد فلا تهم نية الشخص إن كان يفعل الإحسان لأجل الإحسان نفسه، أم ليمتدحه الناس ويكون محبوبًا وذا شعبية، وبالتأكيد ليس مطلوبًا توجيه نية إحسانه لإرضاء كائن وهمي خرافي في الأعلى، بل الخير هو هو نفسه في جوهره وقيمته، طالما لا يتخذه ستارًا لعمل أفعال شريرة في السرّ. وألّا يكون عاطؤه فيه إذلال للناس أو تقديم بطريقة غير لائقة.

 

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}

قال الطبري:

 

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.

فقال بعضهم:"طمسه إياها": محوه آثارها حتى تصير كالأقْفَاء.

وقال آخرون: معنى ذلك أن نطمس أبصارها فنصيّرها عمياء، ولكن الخبر خرج بذكر"الوجه"، والمراد به بصره ="فنردّها على أدبارها"، فنجعل أبصارَها من قبل أقفائها.

*ذكر من قال ذلك:

9713 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثنا عمي قال حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:"يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا" إلى قوله:"من قبل أن نطمس وجوهًا"، وطمسها: أن تعمى ="فنردها على أدبارها"، يقول: أن نجعل وجوههم من قبل أقفِيتهم، فيمشون القهقرى، ونجعل لأحدهم عينين في قفاه.

 

شمولية شديدة لا تقبل بتعدد وتنوع المعتقدات، ومحمد هنا استعمل تهديدات خرافية جوفاء مضحكة، ليست مما يحدث أو يمكن حدوثه في الواقع. على الأقل لن يستطيع أحد ضرب الآخر على قفاه، بل لن يعرف أين قفاه! خخخ. ذكر الطبري معنى آخر مجازي للمسخ، لكنه غير محتمَل لذكر محمد بعدها لخرافة مسخ القرود التي لم نجد مصدرًا لها سواه حتى الآن، ولم يذكرها لويس جينزبرج صاحب أساطير اليهود The legends of  jewish رغم موسوعيته لا في الكتاب ولا هوامشه، لو كان لها وجود لذكرها. أما ابن كثير فذكر معنى آخر للنص هو نفس ما فهمته وهو أن يصير الوجه مكان الدبر (المؤخرة)، هذا تصور مضحك، ربما يذكرنا بأكثر الأفلام الكوميدية فجاجة، ربما مثل بعض المشاهد البذيئة في فلم The hung over games أو هلاوس تلاعبات المخدرات، وهو محاكاة ساخرة لفلم The hunger games أو ألعاب الجوع. في أحد المشاهد تقرص نحلات سامة في الحلم الأبطال فيحلم أحدهم بالفتاة المثيرة التي تشد انتباهه تخلع له قميصها، فيفاجأ بأن ثدييها عبارة عن صورتين متكررتين لصديقه السمين الذي يكرهه ويبدآن في الحديث معه مبررين وجودهما هناك وأنه لا ذنب لهما في شكل حياتيهما!

 

 

 

 

{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)}

 

استدلال بخرافات على مزاعم خرافية، ولا يوجد مدعاة للحسد في بلِّيَّة الإسلام ومصيبة من ابتُلوا به، بل يُرثى لهم حينما يتسبب الدين بتعاليمه في أذاهم لأنفسهم ولبعضهم البعض.

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)} النساء

 

سبق ونقدت خرافة التعذيب الأبدي من عدة نواحٍ أخلاقية ومنطقية وقانونية. وهي النموذج الأساسي اللاهوتي لبطش وعنف نظم الحكم والشرطة في الدول الشرق أوسطية، وكذلك العنف الأسري والمدرسي والمجتمعي في الشارع. إنه من منابع الجنون والهوس المتأصّل في عقول بعض الناس.

 

{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)}

 

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"أفلا يتدبرون القرآن"، أفلا يتدبر المبيتون غير الذي تقول لهم، يا محمد كتاب الله، فيعلموا حجّة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك، وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم، لاتِّساق معانيه، وائتلاف أحكامه، وتأييد بعضه بعضًا بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، وتناقضت معانيه، وأبان بعضه عن فساد بعض، كما:-

9987 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا" أي: قول الله لا يختلف، وهو حق ليس فيه باطل، وإنّ قول الناس يختلف.

 

شهادة واعتراف إذن من محمد أن القرآن لو تناقضت نصوصه يكون بشريًّا، وليس من عند الله الخرافي، راجع إذن باب التناقضات القرآنية وباب نسخ الأحكام والبابين الأول والثاني عن الأخطاء العلمية والتأريخية، وسائر أبواب الكتاب.

 

{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)}

 

كل ما تعلمه محمد في حياته من الكتابيين والوثنيين هو خرافات وخزعيلات وتشريعات همجية بدائية وتهوسات. ليس من فضل في ذلك.

 

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)}

 

المغالطة أنه افترض مقدمًا صحة ما كان يحتاج إلى إثباته ولم يتمكن من إثباته من الأساس، وهو ادعاؤه أن كلامه هو كلام الله. وبني عليه أن الوعد حق وصادق لأن الله لا يكذب، هناك شيئان آخران لا يمكنه إثباتهما هو وجود الله المزعوم الخرافي، وإثبات أن وعوده مضمونة وأنه لا يكذب، وطبعًا إثبات أن وعود محمد هي وعود الله.

 

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)}

 

الخير وقيمته وجوهره واحد، ولا يتغير يتغير اعتقاد فاعله، ولا يجب أن ننتظر على فعلننا الخيرات مكافآت وهمية، بل نفعل الخير حبًّا فيه فقط. المتدينون أطفال أنانيون بعقول أطفال يحتاجون وعودًا وهمية ليستقيموا ويحسنوا ويقوموا بخيرات.

 

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)}

 

لا يوجد أدنى دليل أنه خير الأديان وأفضلها، بل دراستي تثبت أنه أسوأ أو من أسوإ الأديان التي يعتنقها البشر، لا ينافسه في ذلك سوى اليهودية والهندوسية بعيوبهما التشريعية وخزعبلاتهما الخاصة بهما.

 

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150)}

 

هنا افترض محمد مقدمًا أنه نبي، وأنهم يفرقون بينه وبين باقي من افترض أنهم كذلك أنبياء حقًّا، وكل هذه افتراضات خرافية بلا دليل، وهنا الكلام عن اليهود والمسيحيين. وحقيقة كل الأنبياء هم إما أساطير أو مدعون أفّاقون أو مجانين من نوع ما أو محاولين لعمل مشاريع فكرية دينية فاسدة الجوهر والأفكار معظم الأحيان.

 

{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154)}

 

لم يتمكن محمد من عمل أي معجزات خرافية مما زعم، فاكتفى كالعادة بالممطالة والجدال مستدلًّا بخرافات قديمة يهودية، هل يجوز أن _بدلًا من أن أكتب كتابي هذا_أستدل على بطلان القرآن بأن غيري قد أثبت ذلك في زمن قديم، بكلام مرسل دون توثيق؟! دون أن أثبت بالأدلة الملموسة بطلان القرآن على نحو مقنع؟!

 

{لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزلَ إِلَيْكَ أَنزلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)}

 

قال ابن كثير:

 

لَمَّا تَضْمَّنَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} إِلَى آخَرِ السِّيَاقِ، إِثْبَاتَ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّدَّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ نُبُوَّتَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزلَ إِلَيْكَ} أَيْ: وَإِنْ كَفَرَ بِهِ مَنْ كَفَرَ بِهِ مِمَّنْ كَذَّبَكَ وَخَالَفَكَ، فَاللَّهُ يَشْهَدُ لَكَ بِأَنَّكَ رَسُولُهُ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَهُوَ: الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الذِي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فُصِّلَتْ: 42]

 

استدلالات مضحكة، القرآن بكل عيوبه التي أوردها في كتابي هذا تجعله لا يصلح كبرهان لصالحه، بل كبرهان ضده يكشف مزاعمه، يقول أن الله هو شاهده، هل يمكن إحضار هذا الشاهد الخرافي لنسمعه؟! مغالطات غير منطقية لا ينخدع بها شخص عنده أقل قدر من الذكاء، مرة أخرى يشحت محمد مما هو مطلوب إثباته، كما يقول التعبير الإنجليزي، فهو لم يثبت أولًا أن الله له وجود وأنه أرسله وأن الكلام كلامه، لكي يدعي بعد ذلك بناءً عليه أن الله شاهده. ملائكة، هل رأى أحدكم ملاكًا مؤخرًا وهو جالس على المقهى أو في الحديقة، نريده كشاهد يا قوم!

 

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)}

الجدال ما بين أتباع الأديان والمذاهب والآراء الدينية لأجل محاولة إقناع طرف بأنه مخطئ، بطريقة خرافاتي هي الصواب وخرافاتك خطأ، على الأغلب عقيمة ولا تأتي بنتيجة لأن كل طرف مقتنع عاطفيًّا بفعل التربية والارتباط الانتمائي الخرافي والتعود على ديانته وخرافته، وكل من الطرفين مغسول الدماغ بها، أي طرف مطلع جيدًا سيدرك أن في ديانة من يجادله عيوبًا وخرافات خطيرة، لكنه لا يتبصر بخرافات ديانته هو، على الأغلب لن يتبع طرفٌ الطرفَ الآخر إلا إن كان انتماؤه ضعيفًا لديانته ومجموعته الدينية وخرافاتها أو حتى كارهًا لها، أو لو نجح الطرف الداعي في غسل مخه نتاج عدم ترسخه في القدرة على الجدليات العبثية السوفسطائية اللاهوتية وعدم اطلاعه على عيوب الدين الذي يُدعَى له، من خلال تدليس الداعي فهو بطبيعة الحال يخفي عيوب دينه بل هو نفسه لا يراها، (القرد في عين أمه غزال) كما يقال. معظم العالم الإسلامي_عدا حالات قليلة كإندونيسيا_أسلم معظم أجداد سكانه متعددي الأديان من وثنيين وشامانيين مؤمنين بالسحر والكهانة ومسيحيين وزردشتيين مجوس ويهود وبوديين وهندوس نتاج العنف والإكراه الديني والخوف والجزية على الرؤوس وخراج الأراضي الزراعية وغيرها من سياسات إكراه وتمييز عنصري وإذلال. كل الأديان هي خرافات غيبيات لا دليل علمي ملموس عليها وبالتالي لا يمكن إثبات أيٍّ منها، وفي الحقيقة كلها خرافات وخطأ وباطلة، ويمكن إثبات كل منها بطرق الجدل السوفسطائي اللاهوتي، قد يقول المسلمون أنه لا نزاع في الكون ولا اضطراب ولذلك فهناك إله واحد، وقد يقول زردشتي مجوسي أو مانوي أو غنوسي أن هناك قوة للشر مقاومة لله الخيِّر ومساوية له لذلك فهناك خير وشر وصحة ومرض، وقد يقول المسيحيون جدليات معقَّدة حقًّا، مثل ما قاله عالم لاهوتي من القرن السابع عشر هو "بارثولوميو كيكرمان " Partholome Keckmann 1614م )، من أن : الله فكر ذاتي الإدراك، ولا بد لفكر الله من موضوع كامل يتجه إليه فعل التفكير، ويكون أزليا معه، ولكي يكون كاملا فلابد أن يكون هو الله، ولما كان الله واحدا، فلابد أن يكون هذا الموضوع هو الله الواحد. وهناك جدلياتنا كملحدين من جهة وجود الشرور والأمراض في الكون، في رأيي لولا أن علومًا معينة تدعم الرأي الإلحادي وتنفي تفاصيل أساطير الأديان كعلم الأحياء والحياة (البيولوجي) والفيزياء والكون وعلم الأديان والتاريخ وعلم الأخلاق لما كان للإلحاد أي دليل أكثر من الأديان، لو استعملنا له الأدلة الكلامية والمنطقية الاستدلالية فقط. العلم هو ما أعطى للإلحاد قوة الأدلة الملموسة الحاسمة. أحد براهين صحة الإلحاد هو بطلان الأديان ونصوصها نفسها أخلاقيًّا وعلميًّا وتشريعيًّا، وأفضلية المذهب الإنساني العَلماني والعلمي والبراجماتي النفعي (السعي لأقصى قدر من السعادة لأقصى قدر من البشر دون إيذاءأحد) عليها. لكن تظل العلوم المجردة أقوى دليل، ولو أنها لا علاقة لها بقيم ومفاهيم الإلحاد والليبرالية والعلمانية في العموم لأنها علوم بحتة، لكنها تثبت فقط فكرته الرئيسية: نفي خرافة الخلق والله والتصميم للكون وللكائنات الحية.

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)}

 

على العكس، فكل الأدلة من كل المجالات جاءت ضد الإسلام ومزاعم محمد في كتابي وكل الكتب الناقدة للإسلام بحيادية وإنصاف. لو كان هناك دليل ملموس حقيقي غير مزيف يصمد للتفنيد لكنت اتبعت الإسلام، لكن العلوم الحديثة ومبادئ الخلاق الفاضلة وعلم التاريخ والأديان كلهن يقفن ضد احتمالية صحة الإسلام، بحيث يجعلونها منعدمة من وجهة نظرنا.

 

65 الطلاق

 

النصان "الآيتان" 8-9 استدلالات سبق نقدها من خرافات إبادة الأقوام القدماء.

 

59 الحشر

 

{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)}

 

ما هي احتمالية أن ينهار الجبل من الضحك لما في القرآن من أغلاط علمية وأمور واستدلالات غير منطقية؟! جبل جماد يخشع ويخاف من خرافة، خرافة داخل خرافة.

 

33 الأحزاب

 

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)}

مفاهيم خرافية، لا مواثيق ولا عهود بين الكائن الخرافي المزعوم وبين البشر، ولا بينه وبين مدعي النبوة الأفاقين.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}

 

التعبد ليل نهار لكائن وهمي ليس فضيلة، بل عيش في الوهم واستسلام له، وهو ليس مثالًا لحالة عقلية ونفسية نوصي بها للوصول إلى سلامة نفسية وشخصية سوية.

 

24 النور

 

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)}

 

القيام بصلوات وتعبدات وتسبيح لكائن وهمي ليس فضيلة ولا يجوز ربطه بالفضيلة والإحسان والخير، من أراد عمل خير لكائن آخر غيره من إنسان أو حيوان فليفعل، دون حاجة لأوهام دينية يتم ربطها بذلك.

 

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)}

 

يظل جوهر وقيمة الخير هي نفسها، ولا أهمية ولا فرق لدين الشخص، إذا كنتُ إنسانًا جائعًا أو فقيرًا فسأشكر وأفرح بإحسان من يحسن إليَّ، ولن يكون هناك حاجة لي بمعرفة معتقده، وسأكون ممتنًّا له. ما غير ذلك هو نكران جميل متعصب لبعض المتعصبين دينيًّا.

 

{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} النور

كل أتباع الأديان تقريبًا يعيشون عمومًا في ظلمات الجهل والتعصب والضياع عن معرفة هوياتهم وكينوناتهم الحقيقية، ولا يعرفون التفسيرات العلمية لنشوء الكون والحياة والتطور، عدا من استنار منهم بنور العلم والعلمانية واحتفظ بقشرة من الدين، وربما لا نعتبر من يعتبرون منهم الدين حبًّا وتعاطفًا مع الناس وصوفية ومحبة ليسوا في ظلام تام، هم في حالة دينية نفسية جيدة، لكن معلوماتهم الغيبية خرافات رغم ذلك، نكن لها كل احترام وتقدير كحافز لهم على الخير والمحبة، من هؤلاء مسلمين ومسيحيين ويهود، لاحظت عمومًا أنه يصعب أو يستحيل أن تجد صوفيًّا مسلمًا أو يهوديًّا من الحسيديم متطرفًا إرهابيًّا أو يقتل الناس، لأن مذهب المحبة الصوفية يتنافى مع الكره المتطرف، قد يكونون متشددين في الدين على أنفسهم وأسرهم، لكن ليس كارهين وعنصريين.

 

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)}

 

هذا كما قال تشارلز دارون في مواضع من كتابه (عن أصل الأنواع) انبهار الشخص البدائي بالكائنات الحية وقوة الانتخاب الطبيعي العاملة على تشكيل الكائنات، لكن محمدًا والمتدينين لم يعرفوا بالتأكيد تاريخ  تطور وظهور هذه الأشكال من الكائنات وحركتها، مثلًا ذكرت في كتب ترجمتها متحجرة تيكتاليك وظهور الأرجل متحورة عن زعانف سمكية، وأن أجداد الثعابين كان لها أرجل، كما أثبتت المتحجرات وعلم الجينات كذلك يمكنه إثبات أمور كهذه.

 

   "هناك عظمة في هذه الرؤية للحياة، فبقدراتها العديدة المختلفة، منفوخةً في الأصل إلى أشكال قليلة أو شكل واحد، وبينما كان هذا الكوكب يدور بناء على قانون الجاذبية الثابت، من خلال بداية بسيطة إلى هذا الحد طُوِّرَت وتُطوَّر أشكال لانهائية ورائعة للغاية. لكن هناك بدرجة أكبر سبب آخر للتعجب. إذ أن عملية التطور، الانتخاب الطبيعي، الآلية التي قادت أول مجرد جزيء ناسخ لنفسه إلى تنوع ملايين المتحجرات والأشكال الحية، هي آلية ذات بساطة وجمال مذهلين. وهؤلاء هم فقط من يفهمون كيف أنه تُكشَف الرهبة النابعة من إدراك كيفية قدرة عملية مستقيمة كهذه على إنتاج صفات متنوعة على غرار زهور الأوركيد، وجناح الوطواط، وذيل الطاووس."

 

   مجدداً في أصل الأنواع، يصف دارون_متشرباً بالأبوية الڤكتورية_هذا الشعور:

 

   "عندما نتوقف عن النظر إلى أحد الكائنات المتعضية مثلما ينظر الإنسان الهمجي إلى إحدى السفن، على أساس أنها شيء أبعد تماماً من قدرته على الاستيعاب، وعندما نتأمل في كل تركيب معقد وغريزة معقدة على أساس أنها الخلاصة الخاصة بالعديد من الوسائل المخترَعَة، التي يكون كلٌ منها مفيداً للحائز عليه، وبنفس الطريقة التي يكون بها أي مُخْتَرَع آلي عظيم هو الخلاصة الخاصة بالعمل، والخبرة، والتفكير، وحتى التخبطات والأخطاء الخاصة بالعديد من الأفراد العاملين، وعندما نتطلع بهذا الشكل إلى كل كائن متعضي، فلنا أن نتصور المدى الأكبر للتشويق_وأنا أتكلم من واقع التجربة_التي قد تصبح عليها دراسة التاريخ الطبيعي."

 

{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}

 

في كثير من الحالات بل هم الخاسرون، فإما يصيرون متطرفين متشددين يحرّمون كل شيء ويفقدون الاستمتاع بالحياة ومسراتها، وإما يصيرون إرهابيين قتلة، وأقل الحالات وأكثرها شيوعًا يعيشون في ظلام الجهل والخرافات.

 

58 المجادلة

 

ضيق صدر محمد من كثرة أسئلة أتباعه لأنه جعل الدين والخزعبلات الدينية مصدر ومرجعية كل الأمور العلمية والإنسانية، وإلغاؤه لمحالة عمل رسوم على سؤالهم له

 

جعل محمد نفسه المرجعية لكل شيء في الحياة عند أتباعه، فهو الجهبذ العلامة في كل شيء، تمامًا مثلما نرى جهلة المسلمين يتصلون ببرامج شيوخ الدين الجهلاء ليفتوهم في علم النفس والتربية والاجتماع وربما حتى الطب والاقتصاد وكافة الأمور التي هم في حقيقة الأمر لا يفقهون عنها شيئًا، وبسبب كثرة أسئلتهم له من جمهور مؤمنين متزايد منضم له انزعج ونهاهم عن سؤاله عن أي شيء، كان الرجل في تلك الفترة قد كبر سنه وصارت أخلاقه وصبره يضيق ويقل تدريجيًا. الخطأ خطؤه لأن تعليمه نص على إلغاء الناس لعقولهم وللمنطق والعقلانية والتفكير العلمي والاستدلال والبحث والقراءة والمرجعيات العلمية والفلسفية وغيرها. ويحتمَل أن بعض سائليه كانوا من المتظاهرين بالإسلام (المنافقين) وكانوا يحاولون اصطياد سهواته وأخطائه في الردود للطعن عليه وكشفه.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة

قال الطبري:

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارًا فتصدق به، ثم أنزلت الرخصة في ذلك.

حدثنا محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، قال: ثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه: إن في كتاب الله عزّ وجلّ لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: فُرِضت، ثم نُسخت.

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أَسامة، عن شبل بن عباد، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدّقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قدّم دينارًا صدقة تصدق به، ثم أنزلت الرخصة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثًا، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه: آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تصدقت بدرهم، فنسخت، فلم يعمل بها أحد قبلي: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) .

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: سأل الناس رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أحفوه بالمسألة، فوعظهم الله بهذه الآية، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلا يستطيع أن يقضيها، حتى يقدّم بين يديه صدقة، فاشتدّ ذلك عليهم، فأنزل الله عزّ وجلّ الرخصة بعد ذلك (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) .

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) قال: إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.

...حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) ، وذاك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه؛ فلما قال ذلك صبر كثير من الناس، وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ، فوسع الله عليهم، ولم يضيق.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن أبى المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماريّ، عن عليّ، قال، قال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "مَا تَرَى؟ دِينَارٌ" قَالَ: لا يطيقون، قال: "نصف دينار؟ " قال: لا يطيقون قال: "ما ترى؟ " قال: شعيرة، فقال له النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: "إنَّكَ لَزَهِيدٌ"، قال عليّ رضي الله عنه: فبي خفف الله عن هذه الأمة، وقوله: (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) ، فنزلت: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) .

 

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) : لئلا يناجي أهل الباطل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيشُقّ ذلك على أهل الحقّ، قالوا: يا رسول الله ما نستطيع ذلك ولا نطيقه، فقال الله عزّ وجلّ: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ، وقال: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) ، من جاء يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه لا تناجه. قال: وكان المنافقون ربما ناجوا فيما لا حاجة لهم فيه، فقال الله عزّ وجلّ: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) قال: لأن الخبيث يدخل في ذلك.

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة والحسن البصري قالا قال في المجادلة: (إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فنسختها الآية التي بعدها، فقال: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) .

وقوله: (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) يقول تعالى ذكره: فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، (فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يقول: فإن الله ذو عفو عن ذنوبكم إذا تبتم منها، رحيم بكم أن يعاقبكم عليها بعد التوبة، وغير مؤاخذكم بمناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تقدّموا بين يدي نجواكم إياه صدقة.

 

... حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (أَأَشْفَقْتُمْ) قال: شقّ عليكم تقديم الصدقة، فقد وُضِعت عنكم، وأمروا بمناجاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بغير صدقة حين شقّ عليهم ذلك.

حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا أَبو أُسامة، عن شبل بن عباد المكيّ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) : فريضتان واجبتان لا رجعة لأحد فيهما، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر الصدقة في النجوى.

 

وقال ابن كثير:

 

يَقُولُ تَعَالَى آمِرًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يُنَاجِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ: يُسَارُّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُ وَتُزَكِّيهِ وَتُؤَهِّلُهُ لِأَنْ يَصْلُحَ لِهَذَا الْمَقَامِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ}، ثُمَّ قَالَ: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا} أَيْ: إِلَّا مِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ لِفَقْدِهِ {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَمَا أَمَرَ بِهَا إِلَّا مَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} أَيْ: أَخِفْتُمْ مِنَ اسْتِمْرَارِ هَذَا الْحُكْمِ عَلَيْكُمْ مِنْ وُجُوبِ الصَّدَقَةِ قَبْلَ مُنَاجَاةِ الرَّسُولِ، {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فَنُسَخَ وُجُوبُ ذَلِكَ عَنْهُمْ.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3794 - أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا محمد بن أيوب أنبأ يحيى بن المغيرة السعدي ثنا جرير منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها بعدي أحد آية النجوى { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال : كان عندي دينار نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت : { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات }

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج1:

 

331 - حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي كاتب سلمة ثنا سلمة بن الفضل ثنا محمدبن إسحاق عن أبي إسحاق الهمداني عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال: نزلت في ثلاث آيات من كتاب الله عز و جل نزل تحريم الخمر نادمت رجلا فعارضته وعارضني فعربدت عليه فشججته فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر } إلى قوله { فهل أنتم منتهون } ونزلت في { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها } إلى آخر الآية ونزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } فقدمت شعيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنك لزهيد ) فنزلت الأخرى { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية كلها

 

هنا كشف محمد عن وجهه الحقيقي، فقد أراد وضع رسم مالي (على طريقة شيوخنا اليوم مع كونهم كمحمد ليس لهم فائدة) لمن يسألونه عن أي شيء سؤالًا خصوصيًّا، كوسيلة لتوفير مصدر دخل وعائد إضافي للإنفاق على نفسه ونسائه الكثيرات وعلى تسليحات حروبه الإرهابية وربما إحسانات لفقراء الأتباع تكسبه الشعبية، مع أنه لا ينفق من جيبه (نفس طريقة مساجد وجمعيات الإخوان المسلمين والمتطرفين اليوم)، ثم لما وجد أن الأتباع لم يستقبلوا ذلك استقبالًا حسنًا لغى حكمه! ولعل لعلي أو سعد بن أبي وقاص دورًا في تعقيل محمد ورده إلى الصواب لكي لا يخسر شعبيته لدى الأتباع بسبب ضيق الصدر والتحمل الذي أصابه، كلما مضى العمر بمحمد كما نرى من دراسة السيرة والأخلاق كان يزداد سوء طباع وانحطاط أخلاق وتدهورًا نفسيًّا وعقليًّا. في آخر العمر صار محمد يتخيل أشياء أكثر كما سنورد.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102)} المائدة

 

قال الطبري في تفسير المائدة:

قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب مسائل كان يسألها إياه أقوام، امتحانًا له أحيانًا، واستهزاءً أحيانًا. فيقول له بعضهم:"من أبي"؟ ويقول له بعضهم إذا ضلت ناقته:"أين ناقتي"؟ فقال لهم تعالى ذكره: لا تسألوا عن أشياءَ من ذلك= كمسألة عبد الله بن حُذافة إياه من أبوه="إن تبد لكم تسؤكم"، يقول: إن أبدينا لكم حقيقة ما تسألون عنه، ساءكم إبداؤها وإظهارها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك تظاهرت الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* ذكر الرواية بذلك:

12794 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا حفص بن بُغَيل قال، حدثنا زهير بن معاوية قال، حدثنا أبو الجويرية قال: قال ابن عباس لأعرابيّ من بني سليم: هل تدري فيما أنزلت هذه الآية:"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"؟ = حتى فرغ من الآية، فقال: كان قوم يسألون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استهزاء، فيقول الرجل:"من أبي"؟ = والرجل تضل ناقته فيقول:"أين ناقتي"؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية.

 

روى البخاري:

 

 

4622 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِهْزَاءً فَيَقُولُ الرَّجُلُ مَنْ أَبِي وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ أَيْنَ نَاقَتِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْآيَةِ كُلِّهَا

 

7294 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح و حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ فَصَلَّى الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ السَّاعَةَ وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا قَالَ أَنَسٌ فَأَكْثَرَ النَّاسُ الْبُكَاءَ وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي فَقَالَ أَنَسٌ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مَدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّارُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ قَالَ ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُونِي سَلُونِي فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ

ضاق صدره كما نرى حتى قام بتكفير وسب أحد الرجال، ربما كان تابعًا مخلصًا يخاف على مصيره الأخروي الخرافي الذي خوّفهم محمد به، وربما كان منافقًا متظاهرًا بالإسلام ليحمي نفسه.

6362- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ الْمَسْأَلَةَ فَغَضِبَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا وَرَاءَ الْحَائِطِ وَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ عِنْدَ هَذَا الْحَدِيثِ هَذِهِ الْآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }

 

7089 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ فَصَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لَاحَى يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ صُوِّرَتْ لِي الْجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ فَكَانَ قَتَادَةُ يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ لَافًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ أَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَوْأَى الْفِتَنِ و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَمُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ

7291 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَشْيَاءَ كَرِهَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ وَقَالَ سَلُونِي فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي فَقَالَ أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا بِوَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْغَضَبِ قَالَ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

 

ومن مرويات مسلم وباقيها كما عند البخاري:

 

[ 2359 ] حدثنا محمود بن غيلان ومحمد بن قدامة السلمي ويحيى بن محمد اللؤلؤي وألفاظهم متقاربة قال محمود حدثنا النضر بن شميل وقال الآخران أخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنة والنار فلم أر كاليوم في الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه قال غطوا رؤوسهم ولهم خنين قال فقام عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا قال فقام ذاك الرجل فقال من أبي قال أبوك فلان فنزلت { يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } 

 

[ 2359 ] وحدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى لهم صلاة الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن قبلها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه فوالله لا تسألونني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا قال أنس بن مالك فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول سلوني فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول سلوني برك عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى والذي نفس محمد بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كاليوم في الخير والشر قال بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة ما سمعت بابن قط أعق منك أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس قال عبد الله بن حذافة والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته

 

[ 2360 ] حدثنا عبد الله بن براد الأشعري ومحمد بن العلاء الهمداني قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم فقال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله وفي رواية أبي كريب قال من أبى يا رسول الله قال أبوك سالم مولى شيبة

 

وروى أحمد:

 

(10531) 10538- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ : مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ بْنُ قَيْسٍ فَرَجَعَ إِلَى أُمِّهِ فَقَالَتْ : وَيْحَكَ ، مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ ؟ فَقَدْ كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، وَأَهْلَ أَعْمَالٍ قَبِيحَةٍ . فَقَالَ لَهَا : إِنْ كُنْتُ لأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ مَنْ أَبِي ، مَنْ كَانَ مِنَ النَّاسِ.

 

(12044) 12067- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ فَقَالَتْ أُمُّهُ : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ ، قَالَ : وَكَانَ يُقَالُ فِيهِ ، قَالَ حُمَيْدٌ : وَأَحْسَبُ هَذَا عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عُمَرُ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ ، وَغَضِبِ رَسُولِهِ.

 

(12786) 12817- حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَصْحَابِهِ : سَلُونِي ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ ، لِلَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ ، لَقَدْ قُمْتَ بِأُمِّكَ مَقَامًا عَظِيمًا ، قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّئَ صَدْرِي مِمَّا كَانَ يُقَالُ ، وَقَدْ كَانَ يُقَالُ فِيهِ.

 

(12820) 12851- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ . قَالَ أَنَسٌ : فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالاً ، فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ لاَفٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي ، قَالَ : وَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ إِذَا لاَحَى ، يُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ حُذَافَةُ ، قَالَ : أَبُو عَامِرٍ وَأَحْسَبُهُ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِي الْجَنَّةِ ، أَوْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ ، قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ ، إِنَّهُ صُوِّرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الْحَائِطِ.

 

وأحمد (12659) 12688، وغيرها

 

هذا الحديث يدل على أن قولي بأن محمدًا جعل نفسه مرجعية لكل شيء تكبرًا وتغطرسًا منه ليس باطلًا، الجهل المركب هو سمة الجاهل الذي يجهل جهله ويعتبر نفسه علامة في كل شيء ومرجعية لكل شيء. ويبدو أن أم حذافة نفسها لم تكن متأكدة من أبيه! ففي كلامها سذاجة وطيبة وشبه اعتراف (غير مؤكد طبعًا ظني هذا)  بعدم معرفتها وزواجها زيجة تعدد الرجال أو ممارسة البغاء والدعارة أو خيانة زوجها قبل الإسلام. محمد اكتفى إذن بالرد المعروف ظاهريًّا، كما كان  في الحديث صحيح الإسناد (الولد للفرش، وللعاهر الحجر) البخاري 2053، وهو في الصحيحين والمسند وغيرها، يعني مدعي أن شخصًا ابن زوجين هو ابنه ليس له حق ولا نصيب في الابن. وأهم ما في الأمر ضيق صدر محمد وعدم صبره ولا طولة باله.

 

وروى البخاري:

 

4745 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عُوَيْمِرًا أَتَى عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي عَجْلَانَ فَقَالَ كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ فَسَأَلَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا قَالَ عُوَيْمِرٌ وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَجَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُلَاعَنَةِ بِمَا سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَلَاعَنَهَا ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا فَطَلَّقَهَا فَكَانَتْ سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بَعْدَهُمَا فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْظُرُوا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ فَلَا أَحْسِبُ عُوَيْمِرًا إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَصْدِيقِ عُوَيْمِرٍ فَكَانَ بَعْدُ يُنْسَبُ إِلَى أُمِّهِ

ورواه مسلم 1492 وأحمد (22830) 23218

 

وروى مسلم:

 

[ 12 ] حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال...إلخ [رواه أحمد (12457) 12484]

 

[ 1337 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. [أحمد (7367) 7361 و (7501) 7492 و (8144) 8129 وغيرها]

 

محمد مثال للمعلم الفاشل، معلم الجهل والتجهيل والخزعبلات، الحكيم العالم يصنع علماء يبحثون ويفكرون ويصلون إلى نتائج جديدة في العلوم، لكن أمثال محمد يصيبون عقول الناس بالشلل والتأخر والعجز.

 

{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} المجادلة

 

لا وجود لشيطان يأمر بالحرية والعقلانية، أو على الأقل عدم التدين، الله خرافة، من شاء فليهجر خرافة كهذه وليعش بخير وسلام مع الناس لا يؤذِهم ولا يتصف بالأنانية ويكن مواطنًا صالحًا.

 

48 الفتح

 

ادعى محمد أنه رأى رؤيا في نومه أنه يدخل مكة ويطوف بكعبة الوثنييين، وكان لديه ثقة زائدة أن قد صار لديه قوة عسكرية ودبلوماسية تضغط على قريش وسائر سكان مكة من كنانة وأحابيش وغيرها، ليسمحوا له بذلك، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقول المثل العربي، وأخلف المكيون ظنه.

 

يقول ابن كثير في تفسيره للقرآن:

 

[سورة الفتح (48) : الآيات 27 الى 28]

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (28)

 

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رأى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ دَخَلَ مَكَّةَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فَلَمَّا سَارُوا عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ لَمْ يَشُكَّ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَا تَتَفَسَّرُ هَذَا الْعَامَ فَلَمَّا وَقَعَ مَا وَقَعَ مِنْ قَضِيَّةِ الصُّلْحِ وَرَجَعُوا عَامَهُمْ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَعُودُوا مِنْ قَابَلَ وَقَعَ في نفوس بعض الصحابة رضي الله عنهم مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، حَتَّى سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ أَفَلَمْ تَكُنْ تُخْبِرُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: «بَلَى أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ عَامَكَ هَذَا؟» قَالَ لَا، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَوِّفٌ بِهِ» وَبِهَذَا أَجَابَ الصِّدِّيقُ رضي الله عَنْهُ أَيْضًا حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ

 

وروى البخاري من حديث رقم 2732:

 

....فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ

 

وروى أحمد بن حنبل، من حديث رقم 18928:

 

.....فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللهِ ؟ قَالَ: " بَلَى " قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ ؟ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا ؟ قَالَ: " إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وَهُوَ نَاصِرِي " . قُلْتُ: أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ ؟ قَالَ: " بَلَى " قَالَ: " أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ ؟ " قُلْتُ: لَا . قَالَ: " فَإِنَّكَ آتِيهِ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ "، قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيُّ اللهِ حَقًّا ؟ قَالَ: بَلَى . قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ: بَلَى . قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا ؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَلَنْ يَعْصِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ.....

ويروي الواقدي في المغازي:

 

.... وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ ÷ يَكْرَهُونَ الصّلْحَ لأَنّهُمْ خَرَجُوا لا يَشُكّونَ فِى الْفَتْحِ لِرُؤْيَا رَسُولِ اللّهِ ÷ أَنّهُ حَلَقَ رَأْسَهُ وَأَنّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَأَخَذَ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ، وَعَرَفَ مَعَ الْمُعْرِفِينَ فَلَمّا رَأَوْا الصّلْحَ دَخَلَ النّاسُ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ حَتّى كَادُوا يَهْلِكُونَ.....

 

.... وَقَالَ عُمَرُ، وَرِجَالٌ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِ النّبِىّ ÷: يَا رَسُولَ اللّهِ أَلَمْ تَكُنْ حَدّثْتنَا أَنّك سَتَدْخُلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَتَأْخُذُ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ وَتُعَرّفُ مَعَ الْمُعَرّفِينَ؟ وَهَدْيُنَا لَمْ يَصِلْ إلَى الْبَيْتِ، وَلا نَحْنُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “قُلْت لَكُمْ: فِى سَفَرِكُمْ هَذَا”؟ قَالَ عُمَرُ: لا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَمَا إنّكُمْ سَتَدْخُلُونَهُ وَآخُذُ مِفْتَاحَ الْكَعْبَةِ، وَأَحْلِقُ رَأْسِى وَرُءُوسَكُمْ بِبَطْنِ مَكّةَ، وَأُعَرّفُ مَعَ الْمُعَرّفِينَ”، ثُمّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: “أَنَسِيتُمْ يَوْمَ أُحُدٍ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ فِى أُخْرَاكُمْ؟ أَنَسِيتُمْ يَوْمَ الأَحْزَابِ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ أَنَسِيتُمْ يَوْمَ كَذَا؟ وَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يُذَكّرُهُمْ أُمُورًا - أَنَسِيتُمْ يَوْمَ كَذَا”؟ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: صَدَقَ اللّهُ وَرَسُولُهُ، يَا نَبِىّ اللّهِ مَا فَكّرْنَا فِيمَا فَكّرْت فِيهِ لأَنْتَ أَعْلَمُ بِاَللّهِ وَبِأَمْرِهِ مِنّا، فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ عَامَ الْقَضِيّةِ وَحَلَقَ رَأْسَهُ، قَالَ: “هَذَا الّذِى وَعَدْتُكُمْ”.

فَلَمّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَخَذَ الْمِفْتَاحَ، فَقَالَ: اُدْعُوا لِى عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ، فَقَالَ: “هَذَا الّذِى قُلْت لَكُمْ” فَلَمّا كَانَ فِى حَجّةِ الْوَدَاعِ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: “أَىْ عُمَرُ هَذَا الّذِى قُلْت لَكُمْ”،...

 

تحقق النبوآت لا يكون مطاطيًّا متى ما أمكن، بل في حينه، وليس على مراحل وبالتقطيع، ومع ذلك فقد عرضنا في قسم التناقضات وقسم الأخطاء التأريخية نماذج لنبوآت مخفقة غير مقبولة.

يقول الواقدي في سياق صلح الحديبية تعليقًا على القرآن:

 

وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللّهُ فِى رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيّلُوا لَعَذّبْنَا الّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} يَقُولُ: لَوْلا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مُسْتَضْعَفُونَ بِمَكّةَ، {أَنْ تَطَئُوهُمْ} يَقُولُ: أَنْ تَقْتُلُوهُمْ وَلا تَعْرِفُوهُمْ فَيُصِيبُكُمْ مِنْ ذَلِكَ بَلاءٌ عَظِيمٌ حَيْثُ قَتَلْتُمْ الْمُسْلِمِينَ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {لَوْ تَزَيّلُوا} يَقُولُ لَوْ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِمْ {لَعَذّبْنَا الّذِينَ كَفَرُوا}، يَقُولُ سَلّطْنَاكُمْ عَلَيْهِمْ بِالسّيْفِ

نسأل وألم يكن إلههم الخرافي المزعوم قادر على إخراج المسلمين من مكة بلا مشاكل، أو إنزال كارثته المزعومة خصيصًا على وثنيي مكة دون أن تصيب مسلميها، ألم يكن قادرًا على جعل مسلمي يثرب ينتصرون دون أن يؤذوا الأقلية المسلمة؟! حقيقة لم يكن المسلمون وقتئذٍ وصلوا بعد لقوتهم التامة ليهزموا وثنيي مكة ويفرضوا دين محمد بالإكراه كما سيحدث بعد ذلك، واستدلالات القرآن وحججه واهية هاهنا، ونتفق مع إبكيورس (أبيقور) _أم لعله هيوم_في أن الإله ليس له إرادة وليس له قدرة، وبالتالي هو غير موجود ليدعم مجموعات الإرهاب الإسلامي في هوسها الديني!

 

9 التوبة

 

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)}

 

كما علقتُ من قبلُ، فهي بئس الصفقة، تقتل أخاك الإنسان وتخاطر بحياتك الشخصية لأجل وهم تافه عدميّ، لم يوجد في الإنجيل تعاليم عنف، بل هي في كتاب اليهود ومنه التوراة كنقيض متناقض مع تعاليم الإنجيل، ولو أن المسيحيين في القرون الوسطى تورطوا بعنف دموي رهيب، أما حديثه عن عهد وميثاق عملوه مع الله الخرافي فخرافة بلا قيمة، ومن غير المفهم أي استبشار يكون بشؤمٍ كشؤم الجهاد، بسبب كمية السبايا والاختلاط مع الشعوب وفرض العربية بالقهر عليهم دمر العرب هويتهم وكيانهم وفككوه بما فيه الكيان اللغوي المتماسك، وفي النهاية ربط محمد التقوى الدينية الزائفة من صلوات وتسابيح لكائن خرافي مع الجهاد والتقتيل والإرهاب، فعندهم أن القتل جزء من التوقى وطاعة الله والأخلاق! لو أن شخصًا يصلي ثم يتوجه لتقل بعض الناس لاحتلال بلدهم فلم يكن في ذلك بأسٌ عندهم، أما من يترك الصلاة أو الصوم أو تكون له علاقة مع امرأة بدون عقد زواج أو ينظر لامرأة غير متزوج منها فيالها من مصيبة بنظرهم! أي سخافة لعقول تعتبر القتل بدون حق وبدون أن يكون الطرف الآخر يهددك أو قتل حدًا على أنه شيء عادي بل وواجب وخير! وفي حقيقة الأمر فالطقوس الخرافية ليست خيرًا ولا إحسانًا لأنها موجهة لوهم، وليست موجهة لكائن أخ لك في الإنسانية أو الكينونة الأشمل (الحيوانات).

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)}

 

نفس التعليق: الطقوس الخرافية ليست فضيلة ولا خيرًا.

 

5 المائدة

 

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}

 

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)}

 

نموذج للجدال اللاهوتي والديني العقيم، وكما قلت سابقًا في عدة مواضع من هذا الباب؛ فالجدل في الاختلافات العقائدية لا يفيد بشيء، ولا يقنع طرفًا لا يريد الاقتناع، لأنها كلها خرافات لا دليل عليها، لو أني مثلًا قلت أن الله له رأسان كل واحدة منهما على شكل تمساح فلا يوجد لديك كمسلم أو غير ذلك دليل علمي حاسم ملموس لنفي زعمي، وهكذا كل المزاعم الخرافية لا دليل عليها، الله واحد أو ثالوث تجليات أو بل هم عدة آلهة، حتى نفي الله كما نقول نحن العقلانيين الملحدين لا يمكن إثباته علميًّا في حد ذاته، بل الممكن عمليًّا وعلميًّا نفي الله الديني بصفاته الواردة في نصوص الأديان كالتوراة والقرآن، كخرافة الخلق في ستة أيام التي نقضها العلم بأدلته الكثيرة في علمي البيولوجي والفيزياء والجيولوجي، والأخطاء العلمية في نصوص الأديان، ويمكن نفي الله بمعناه الديني من خلال العلوم الحديثة، لكنْ يظل الأمر هو نفي الله الديني، وببطلان نصوص الأديان التي هي مصدر فكرة وعقيدة الله، تنتفي كذلك خرافة الله منطقيًّا، ولا يعتقد به بعد ذلك سوى_وكل الناس أحرار أن تعتقد ما شاءت ولا يضرون الآخرين_حالمين واهمين بوجود إله فلسفي أو إله الفلاسفة مختلفًا عن إله الأديان.

 

{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)}

 

كل الآلهة لخرافية بما فيها الله والمسيح وأي إله آخر غير مفيدة وبلا جدوى، لأنها أشياء لا وجود لها. لا تنفع، بل تضر لأن من يتبع الإيمان بها يعيش في خرافات وأوهام تؤذيه باتكاله عليها وأمله في وعود وهمية وجنات ونعيم وتؤذي الآخرين بوصوله لحالة هوسية تأمره وفق تعاليم الدين العنصرية بكراهية وإيذاء الآخرين.

 

{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}

 

استدلال بخرافات على خرافات، الاستدلال بطقوس اخترعها الناس كشعائر خرافية بدائية على أنها دليل على وجود الله الخرافة بل وعلى صفاته كالعلم الكلي، يعني الاستدلال بالظواهر الدينية والاجتماعية على ذلك، هو استدلال غير منطقي وبلا ارتباط منطقيّ.

 

{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)} المائدة

 

كل هذه هي خرافات لا يمكن إعطاء دليل عليها، سواءً خرافات الوثنيين القدماء، أو خرافات ومزاعم دين محمد، لا يمكن لمحمد نفي خرافات الوثنيين العرب القدماء في معظمها بدليل علميّ لو أتيحت له دراسة العلوم البحتة. خرافة كقصة شق البحر لموسى تتنافى مع العلم وقاعدة استطراق الماء، لكن لا يمكن نفي حدوثها كمعجزة بدليل تاريخي، في حين يمكننا نفي أشياء أخرى بالعلم كخرافة قصة الخروج اليهودي من مصر لعدم وجود أدنى أثر يؤكد ذلك في علم الآثار والبقايا البشرية وكذلك خرافة الخلق في ستة أيام لأسباب علمية. النقاش في العقائد والطقوس هو نقاس عقيم غير مجدٍ، يعكس تعصب محمد، وتدخله في عقائد الآخرين، ولم يتمكن محمد وبعده أبو بكر سوى من فرض الإسلام بالقوة والسيوف والإبادة على الوثنيين العرب. أما وصف القرآن لحال الوثنيين المؤمنين بتعدد الآلهة من قدماء العرب فهو نفس حال مسلمي العصر الحالي وما بعد محمد: يتبعون الدين لمجرد اتباع آبائهم، وكلهم متوهمون لخرافات، ولهم مطلق الحرية طبعًا ولكل بشرٍ أن يعتقد ما يشاء.

 

{يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) ......وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}

 

من غير المفهوم ما حاجة الله الخرافي كلي القدرة والمعرفة لعمل مسرحية كهذه، مع علمه بالإجابات المزعومة مسبقًا، وما حاجته لشهادات له ليحكم؟! وهل كان محمد يحسب أنه بخرافات كهذه سيقنع غير المسلمين؟! معظم من أسلموا في الزمن القديم أسلموا بفعل قوة وبطش وعنصرية الحكم الإسلامي وأعمال غسل الأجمغة والأسلمة، ولكي يحصلوا على الوظائف في إمارات الخلافة الإسلامية المتعصبة، وليس لأن براهين قرآن محمد في الجدل العقيم حول اختلاف العقائد والخرافات مقنعة جدًّا ورائعة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستدلالات والأمور الغير منطقية في الأحاديث

 

يقول الواقدي في سياق غزوة بدر:

 

فَحَدّثَنِى عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْت مَعَ النّبِىّ ÷ إلَى بَدْرٍ، وَكَانَ كُلّ ثَلاثَةٍ يَتَعَاقَبُونَ بَعِيرًا، فَكُنْت أَنَا وَأَخِى خَلاّدُ بْنُ رَافِعٍ عَلَى بَكْرٍ لَنَا، وَمَعَنَا عُبَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَامِرٍ، فَكُنّا نَتَعَاقَبُ.

فَسِرْنَا حَتّى إذَا كُنّا بِالرّوْحَاءِ، أَذَمّ بِنَا بَكْرُنَا، فَبَرَكَ عَلَيْنَا، وَأَعْيَا، فَقَالَ أَخِى: اللّهُمّ إنّ لَك عَلَىّ نَذْرًا، لَئِنْ رَدَدْتنَا إلَى الْمَدِينَةِ لأَنْحَرَنهُ.

قَالَ: فَمَرّ بِنَا النّبِىّ ÷ وَنَحْنُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ بَرَكَ عَلَيْنَا بَكْرُنَا. فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ ÷ بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَتَوَضّأَ فِى إنَاءٍ، ثُمّ قَالَ: “افْتَحَا فَاهُ” فَفَعَلْنَا، ثُمّ صَبّهُ فِى فِيهِ، ثُمّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمّ عَلَى عُنُقِهِ، ثُمّ عَلَى حَارِكِهِ، ثُمّ عَلَى سَنَامِهِ، ثُمّ عَلَى عَجُزِهِ، ثُمّ عَلَى ذَنَبِهِ، ثُمّ قَالَ: “ارْكَبَا”، وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ ÷ فَلَحِقْنَاهُ أَسْفَلَ الْمُنْصَرَفِ وَإِنّ بَكْرَنَا لَيَنْفِرُ بِنَا، حَتّى إذَا كُنّا بِالْمُصَلّى رَاجِعِينَ مِنْ بَدْرٍ بَرَكَ عَلَيْنَا، فَنَحَرَهُ أَخِى، فَقَسّمَ لَحْمَهُ وَتَصَدّقَ بِهِ.

 

قصة غير منطقية، فكل ما في الأمر أن الجمل ارتاح قليلاً فنشط رغم تعبه أو مرضه، ولو كانت بركة نبوية ومعجزة مزعومة، فلماذا عاد الجمل لمرضه وإعيائه مرة أخرى؟!

 

يقول الواقدي:

 

حَدّثَنَا مُحَمّدٌ، قَالَ: حَدّثَنَا الْوَاقِدِىّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِىّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ، وَكَانَ أَحَدَ الْبَكّائِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “لَقَدْ سَلَكَ فَجّ الرّوْحَاءِ مُوسَى النّبِىّ عَلَيْهِ السّلامُ فِى سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ بَنِى إسْرَائِيلَ”، وَصَلّوْا فِى الْمَسْجِدِ الّذِى بعرق الظّبْيَةِ - وَهِىَ مِنْ الروحاء عَلَى مِيلَيْنِ مِمّا يَلِى المدينة إذَا خَرَجْت عَلَى يَسَارِك.

 

وروى البخاري:

1555 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ أَنَّهُ قَالَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ وَلَكِنَّهُ قَالَ: «أَمَّا مُوسَى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذْ انْحَدَرَ فِي الوَادِي يُلَبِّي»

 

5913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ قَالَ ذَاكَ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: «أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذِ انْحَدَرَ فِي الوَادِي يُلَبِّي»

 

أيضاً كلام هزلي، وهو معتاد في الإسلام، ما الذي سيأتي بموسى الشخصية الخرافية من مصر أو سيناء مصر إلى بلاد العرب، طبعاً ليحج إلى مكة والكعبة حسب التصورات المضحكة للمسلمين! هم لا يدركون أبداً أن الكعبة بالأصل معبد وثني لهبل والآلهة العربية، وأن زعم محمد بأن إبراهيم بناها مكذوب إذ لا توجد آية مكية واحدة تقول بذلك، وهو لم يقل بتلك الخرافة الجديدة المبتكرة إلا بعد هجرته ليثرب ويأسه من اتباع اليهود له رغم اتباعه لخطى تشريعاتهم ودينهم. ناهيك عن تصوره للفعل من جانب شخص لو كان وُجد فهو ميت منذ آلاف السنين قبله، ولا علاقة للدين اليهودي بطقوس مكة الوثنية أو الإسلام وطقوسه، فهو دين مختلف تمامًا في الكثير من عقائده وطقوسه، مستقل عن الإسلام.

 

ويقول الواقدي في سياق غزوة بدر:

 

وَمَضَى رَسُولُ اللّهِ ÷ وَكَانَ صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ بعِرْقِ الظّبْيَةِ، فَجَاءَ أَعْرَابِىّ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ تهَامةَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ ÷: هَلْ لَك عِلْمٌ بِأَبِى سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ؟ قَالَ: مَا لِى بِأَبِى سُفْيَانَ عِلْمٌ، قَالُوا: تَعَالَ سَلّمْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ÷. قَالَ: وَفِيكُمْ رَسُولُ اللّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَيّكُمْ رَسُولُ اللّهِ؟ قَالُوا: هَذَا، قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ اللّهِ؟ قَالَ: “نَعَمْ”، قَالَ الأَعْرَابِىّ: فَمَا فِى بَطْنِ نَاقَتِى هَذِهِ إنْ كُنْت صَادِقًا؟ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ: نَكَحْتهَا فَهِىَ حُبْلَى مِنْك فَكَرِهَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مَقَالَتَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ،

 

ونفس الخبر عند ابن هشام:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ مَرَّ عَلَى تُرْبان، ثُمَّ عَلَى مَلَل، ثُمَّ غَميس الحَمام مِنْ مَرَرَيْن، ثم على صُحَيْرات الْيَمَامِ، ثُمَّ عَلَى السَّيالة، ثُمَّ عَلَى فَجِّ الرَّوْحاء، ثُمَّ عَلَى شَنُوكة، وَهِيَ الطَّرِيقُ الْمُعْتَدِلَةُ، حَتَّى إذَا كَانَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ -قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الظَّبْيَةُ: عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ- لَقُوا رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ النَّاسِ فَلَمْ يَجِدُوا عِنْدَهُ خَبَرًا. فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: سلِّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَوَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فسلَّم عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِي عَمَّا فِي بَطْنِ نَاقَتِي هَذِهِ. قَالَ لَهُ سَلَمة بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقش: لَا تَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبِلْ عليَّ فَأَنَا أُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ. نَزَوْتَ عَلَيْهَا، فَفِي بَطْنِهَا مِنْكَ سَخْلة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْ أفحشْتَ على الرجل"، ثم أعرض عن سَلمة.

 

لو كان رسولا حقاً لأجاب السؤال! ثم يزعمون أن له معجزات كشق القمر وصعود السماء وأنه كان يقول للناس ما في ضمائرها أو ما ضاع منهم أو خبؤوه كما نقرأ بكتب السيرة والأحاديث، وهو يعجز عما هو أقل من ذلك بكثير جداً! أفلم يكن الله المزعوم أو أحد ملائكته الخرافية يأتيه برد؟

 

ونرى قصة حجتنا فيها مماثلة من السيرة، حيث يقول ابن هشام عن ابن إسحاق، في قصة إرسال محمد لعثمان بن عفان إلى قريش في مفاوضات الحديبية:

 

...فانطلق عثمانُ حتى أتى أبا سفيان وعظماءَ قريش، فبلَّغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئتَ: أن تطوفَ بالبيت فطُفْ فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوفَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحتبسته قريش عندَها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمانَ بن عفان قد قُتل. فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها، إلا الجَدّ بن قيس، أخو بني سلمة....إلخ

 

والقصة رواها الواقدي

 

قَالَتْ أُمّ عُمَارَةَ: وَالرّسْلُ تَخْتَلِفُ بَيْنَ رَسُولِ اللّهِ ÷ وَبَيْنَ قُرَيْشٍ، فَمَرّ بِنَا رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمًا فِى مَنْزِلِنَا. قَالَتْ: فَظَنَنْت أَنّهُ يُرِيدُ حَاجَةً فَإِذَا هُوَ قَدْ بَلَغَهُ أَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ قَدْ قُتِلَ فَجَلَسَ فِى رِحَالِنَا ثُمّ قَالَ: “إنّ اللّهَ أَمَرَنِى بِالْبَيْعَةِ”. قَالَتْ: فَأَقْبَلَ النّاسُ يُبَايِعُونَهُ فِى رِحَالِنَا حَتّى تَدَارَكَ النّاسُ، فَمَا بَقِىَ لَنَا مَتَاعٌ إلاّ وَطِئَ وَزَوْجُهَا غَزِيّةُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَالَتْ فَبَايَعَ رَسُولُ اللّهِ ÷ النّاسَ يَوْمئِذٍ، قَالَتْ: فَكَأَنّى أَنْظُرُ إلَى الْمُسْلِمِينَ قَدْ تَلَبّسُوا السّلاحَ وَهُوَ مَعَنَا قَلِيلٌ إنّمَا خَرَجْنَا عُمّارًا، فَأَنَا أَنْظُرُ إلَى غَزِيّةَ بْنِ عَمْرٍو وَقَدْ تَوَشّحَ بِالسّيْفِ فَقُمْت إلَى عَمُودٍ كُنّا نَسْتَظِلّ بَهْ فَأَخَذْته فِى يَدِى، وَمَعِى سِكّينٌ قَدْ شَدَدْته فِى وَسَطِى، فَقُلْت: إنْ دَنَا مِنّى أَحَدٌ رَجَوْت أَنْ أَقْتُلَهُ. فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمئِذٍ يُبَايِعُ النّاسَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ آخِذٌ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُمْ عَلَى أَلاّ يَفِرّوا. وَقَالَ قَائِلٌ: بَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ. وَيُقَالُ: أَوّلُ النّاسِ بَايَعَ سِنَانُ بْنُ أَبِى سِنَانِ بْنِ مِحْصَنٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ أُبَايِعُك عَلَى مَا فِى نَفْسِك. فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يُبَايِعُ النّاسَ عَلَى بَيْعَةِ سِنَانِ بْنِ أَبِى سِنَانٍ

 

كما نرى تسرع وشمر عن ساعده لاحتمالية مقتل رجله ودعا أتباعه لمبايعته على القتال!

 

روى أحمد بن حنبل:

 

24195 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُكَلِّمُهُ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، مَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا "} [المجادلة: 1] " إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، تميم بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (188) ، والطبري في "التفسير" 28/5، وأبو الشيخ في "العظمة" (191) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (689) ، والبيهقي في "السنن" 7/382، وفي "السنن الصغير" 3/138، وفي "معرفة السنن والآثار" 11/115، وفي "الأسماء والصفات" (385) ، وفي "الاعتقاد والهداية" ص51 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن الأعمش، به، قبل الحديث (7386) . وأخرجه إسحاق بن راهوية (731) ، والنسائي في "المجتبى" 6/168، "التفسير" (75) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1402) ، وابن راهوية (1446) ، وأبو داود (3490) ، والنسائي في "الكبرى" (11055) - وهو في "التفسير" (75) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/99، والبيهقي 6/11 من طرق عن شعبة، به. وقرن الطحاوي بالأعمش منصوراً، ورواه أحمد من طريقه بالأرقام (24490) و (25532) و (25576) و (26375) . وذكره الإمام أحمد بتمامه برقم (24692) .

 

أي كلام مضحك وساذج هذا؟! الكلام هو رد محمد فلا معجزة ولا إله مؤلف للقرآن.

 

خرافة إخراج الماء من بئر شبه جاف في أثناء رحلة صلح الحديبية

 

جاء في البخاري عن المعجزات المزعومة في قصة صلح الحديبية:

3576 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ مَا لَكُمْ قَالُوا لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً

 

3577 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي الْبِئْرِ فَمَكَثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ أَوْ صَدَرَتْ رَكَائِبُنَا

 

4152 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ قَالَ فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ قَالَ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا فَقُلْتُ لِجَابِرٍ كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً

 

وروى الواقدي:

 

حَتّى نَزَلَ بِالنّاسِ عَلَى ثَمَدٍ مِنْ ثِمَادِ الْحُدَيْبِيَةِ ظَنُونٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يُتَبَرّضُ مَاؤُهُ تَبَرّضًا، فَاشْتَكَى النّاسُ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ قِلّةَ الْمَاءِ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَغُرِزَ فِى الثّمَدِ فَجَاشَتْ لَهُمْ بِالرّوَاءِ حَتّى صَدَرُوا عَنْهُ بِعَطَنٍ. قَالَ: وَإِنّهُمْ لَيَغْرِفُونَ بِآنِيَتِهِمْ جُلُوسًا عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ، وَاَلّذِى نَزَلَ بِالسّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ مِنْ أَسْلَمَ. وَقَدْ رُوِىَ أَنّ جَارِيَةً مِنْ الأَنْصَارِ قَالَتْ لِنَاجِيَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَهُوَ فِى الْقَلِيبِ:

إنّــــــى رَأَيْت النّاسَ يَحْمَدُونَكَا

 

يَا أَيّهَا الْمَاتِــــحُ دَلـــْوِى دُونَكَا

يُثْنُـــونَ خَيْـــرًا وَيُمَجّدُونَكَــا

فَقَالَ نَاجِيَةُ وَهُوَ فِى الْقَلِيبِ:

قَدْ عَلِمَتْ جَارِيَةٌ يَمَانِيَهْ      أَنّى أَنَا الْمَاتِحُ وَاسْمِى نَاجِيَهْ

وَطَعْنَـــــةٍ مِنّـــــى رَشَاشٍ وَاهِيَهْ  طَعَنْتهَا تَحْتَ صُـــدُورِ الْعَالِيَــــهْ

أَنْشَدَنِيهَا رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ نَاجِيَةَ بْنِ الأَعْجَمِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الأَسْلَمِىّ.

فَحَدّثَنِى مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الّذِى نَزَلَ بِالسّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ.

فَحَدّثَنِى مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الّذِى نَزَلَ بِالسّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبٍ.

وَحَدّثَنِى الْهَيْثَمُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدّثَنِى رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ النّبِىّ ÷ أَنّ نَاجِيَةَ بْنَ الأَعْجَمِ - وَكَانَ نَاجِيَةُ بْنُ الأَعْجَمِ يُحَدّثُ - يَقُولُ: دَعَانِى رَسُولُ اللّهِ ÷ حِينَ شُكِىَ إلَيْهِ قِلّةُ الْمَاءِ فَأَخْرَجَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ وَدَفَعَهُ إلَىّ وَدَعَانِى بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ الْبِئْرِ فَجِئْته بِهِ فَتَوَضّأَ، فَقَالَ: مَضْمَضَ فَاهُ ثُمّ مَجّ فِى الدّلْوِ وَالنّاسُ فِى حَرّ شَدِيدٍ، وَإِنّمَا هِىَ بِئْرٌ وَاحِدَةٌ وَقَدْ سَبَقَ الْمُشْرِكُونَ إلَى بَلْدَحٍ فَغَلَبُوا عَلَى مِيَاهِهِ فَقَالَ: “انْزِلْ بِالْمَاءِ فَصُبّهُ فِى الْبِئْرِ”، وَأَثِرْ مَاءَهَا بِالسّهْمِ. فَفَعَلْت، فَوَاَلّذِى بَعَثَهُ بِالْحَقّ مَا كُنْت أَخْرُجُ حَتّى كَادَ يَغْمُرُنِى، وَفَارَتْ كَمَا تَفُورُ الْقِدْرُ حَتّى طَمّتْ وَاسْتَوَتْ بِشَفِيرِهَا يَغْتَرِفُونَ مَاءَ جَانِبِهَا حَتّى نَهِلُوا مِنْ آخِرِهِمْ. إلخ القصة

 

ويعود الواقدي بعد سطرين ليقول:

 

وَحَدّثَنِى عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جَدّهِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْت خَالِدَ بْنَ عَبّادٍ الْغِفَارِىّ يَقُولُ: أَنَا نَزَلْت بِالسّهْمِ يَوْمَئِذٍ فِى الْبِئْرِ.

حَدّثَنِى سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِى إسْحَاقَ الْهَمْدَانِىّ قَالَ: سَمِعْت الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: أَنَا نَزَلْت بِالسّهْمِ. قَالُوا: وَمُطِرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِالْحُدَيْبِيَةِ مِرَارًا فَكَثُرَتْ الْمِيَاهُ.

حَدّثَنِى سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذّاءِ، عَنْ أَبِى الْمُلَيْحِ الْهُذَلِىّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مُطِرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ مَطَرًا فَمَا ابْتَلّتْ مِنْهُ أَسْفَلُ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللّهِ ÷: “إنّ الصّلاةَ فِى الرّحَالِ”.

حَدّثَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ ابْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىّ، قَالَ: صَلّى بِنَا رَسُولُ اللّهِ ÷ الصّبْحَ فِى الْحُدَيْبِيَةِ فِى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللّيْلِ

 

هنا نرى تخبطًا في من نزل بالسهم، قد يطعن على القصة ويوحي بأنها لم تحدث أو مبالغ فيها، إضافة إلى أننا نرى تفسيرًا عمليًّا لها بسقوط المطر قد نزعم أن كتبة السيرة إنما غيَّروا ترتيب الأحداث لا أكثر.

 

ومسألة المطر ذكرها البخاري في صحيحه:

 

846 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ

 

ورواها مسلم:

 

[ 71 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب

 

ورواه أحمد 17061 و17035 وهو عند مالك في "الموطأ" 1/192، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 1/15 (بترتيب السندي) ، والبخاري (846) و (1038) ، وفي "الأدب المفرد" (910) ، ومسلم (71) ، وأبو داود (3906) ، والنسائي في "الكبرى" (10761) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (925) -، وأبو عوانة 1/26، وابن حبان (188) و (6132) ، وابن منده في "الإيمان" (503) ، والبيهقي في "السنن" 3/357-358، والبغوي في "شرح السنة" (1169) .

 

والقصة رواها ابن هشام عن ابن إسحاق، مع التغافل عن ذكر المطر، وبنفس التخبط في ذكر من نزل إلى البئر بالسهم المزعوم:

 

ثم قال للناس: انزلوا؛ قيل له: يا رسول الله: ما بالوادي ماء ننزل عليه، فأخرج سهما من كنانته، فأعطاه رجلا من أصحابه، فنزل به في قَلِيب من تلك القُلُب. فغرزه في جوفه، فجاش بالرَّواء حتى ضرب الناس عنه بعَطَن.

قال ابن إسحاق: فحدثني بعض أهل العلم عن رجال من أسْلم: أن الذي نزل في القَليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جُنْدَب بن عُمير بن يَعْمر ابن دارم بن عمر بن واثلة بن سهم بن مازن بن أسلم بن أفْصى بن أبي حارثة، وهو سائق بُدْن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن هشام: أفْصَى بن حارثة.

 

قال ابن إسحاق: وقد زعم لي بعض أهل العلم: أن البَرَاء بن عازب كان يقول: أنا الذي نزلت بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم أي ذلك كان. وقد أنشَدتْ أسلم أبياتا منٍ شعر قالها ناجيةُ، قد ظننا أنه هو الذي نزل بالسهم، فزعمت أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها، وناجية في القَليب يَميح على الناس فقالت:

 يأيها المائحُ دَلْوي دُونَكا ... إنى رأيتُ الناسَ يحمدونَكا

 يثنون خيراً ويُمجدونكا

قال ابن هشام: ويروى:

 إنى رأيت الناس يمدحونكا

قال ابن إسحاق: فقال ناجية، وهو في القليب يَميح على الناس:

 قد علمت جارية يمانيهْ أني أنا المائح واسمي ناجيهْ

 وطعنةٍ ذاتِ رَشاشٍ واهيهْ طعنتُها عندَ صدورِ العاديهْ

 

العطن: مبرك الإبل حول الماء

يميح على الناس: يملأ دلاءهم.

 

إن ما تعلمته مع طول التمرس في درساة علم الأديان وخزعبلات الأناجيل والقرآن والأحاديث أن كثرة قصص معجزات إطعام وسقيا الآلاف لا تعكس سوى العكس عن تلك العصور من انتشار المجاعات والعطش والمسغبة وتفشي الأمراض والأوبئة المستوخمة.

 

عدم الاتساق الأخلاقيّ

 

روى أحمد:

 

11482 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُمْ " خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلُوا رُفَقَاءَ رُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ، وَرُفْقَةٌ مَعَ فُلَانٍ "، قَالَ: فَنَزَلْتُ فِي رُفْقَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ مَعَنَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَنَزَلْنَا بِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، وَفِيهِمْ امْرَأَةٌ حَامِلٌ، فَقَالَ لَهَا الْأَعْرَابِيُّ: أَيَسُرُّكِ أَنْ تَلِدِي غُلَامًا ؟ إِنْ أَعْطَيْتِنِي شَاةً وَلَدْتِ غُلَامًا، فَأَعْطَتْهُ شَاةً، وَسَجَعَ لَهَا أَسَاجِيعَ ، قَالَ: فَذَبَحَ الشَّاةَ . فَلَمَّا جَلَسَ الْقَوْمُ يَأْكُلُونَ، قَالَ رَجُلٌ: أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الشَّاةُ ؟ فَأَخْبَرَهُمْ . قَالَ: فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُتَبَرِّزًا (1) مُسْتَنْبِلًا (2) مُتَقَيِّئًا " (3)

 

(1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : متبرياً، وفي (ظ 4) ، وهامش (س) : متبرزاً، وهي كذلك في نسخة السندي، وقال: من تبرز، أي: خرج إلى الفضاء لقضاء الحاجة.

(2) في هامش (س) و (ق) : مستقبلاً، قال السندي: مستنبلاً: النبل: بنون، ثم باء مفتوحتين: حجارة يستنجى بها، فلعل استنبل يكون بمعنى طلب النبل للاستنجاء بها كما هو المعتاد بعد قضاء الحاجة.

(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نبيح: وهو ابن عبد الله العَنَزِي، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم. زهير: هو ابن معاوية الجعْفي.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/92، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. قلنا: والظاهر أنه في نسخة الهيثمي على الصواب، إذ لو كان في نسخته ربيح لأشار إلى انقطاع إسناده.

قال لسندي: قوله: رفقة: بضم راء أو كسرها وسكون فاء، جماعة نرفقهم في السفر.

وقوله: سجع، كمنع، أي: نطق بكلام له فواصل، وهي الأساجيع، والمراد أنه فعل لها فعل الكهان، فإن عادتهم الأسجاع لترويج أباطيلهم.

 

هذه من عجائب تناقضات أفعال المسلمين، فهم ليس عندهم مانع من الهجوم على ناس مسالمين مختلفين في الدين في دولة أخرى بدون أي سبب غير محض الرغبة في الأذية والنهب والاستعباد للآخرين، بدافع شر وحقد وكراهية محضة تفور في دواخلهم، في حين يقولون بالتعامل بأمانة مع نفس الأشخاص في التعاملات المادية الفردية، ما الفائدة من أن أتعامل مع شخص من دولة أخرى بأمانة، ثم في اليوم التالي أحتل بلده وأنهب ماله وربما حتى أخطف أسرته وأطفاله ونساءه من زوجة أو ابنة أو اخت أو طفل للاستعباد؟! سلوكيات متناقضة غير متسقة أخلاقيًّا ولا منطقيًّا، وكما ذكرت بباب (المصادر من الوثنية) نقلًا عن (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) لجواد العلي لم يكن العرب بأخلاقهم الجلفاء يرون عيبًا في النهب والعدوان بالقوة، وإنما كان العيب عندهم هو السرقة بالاختلاس مدنيًّا فقط.

 

وبسبب عدم الاتساق الأخلاقي فسدت كل الأخلاق عند كثير من المسلمين، وكلما ازداد التدين ونشر الفكر والممارسات الأصولية ازدادت اللاأخلاقية والفصام الأخلاقي حدة، لأن الإسلام يفسد المقياس الأخلاقي السليم، كما رأينا في (حروب محمد الإجرامية) أن من يشارك في بشاعات الجهاد قد يتحول إلى الغدر أو محاولة الغدر بالمسلمين، كمحاولة عمرو بن أمية الضمري لسرقة أموال أرسلها محمد إلى مكة، وكقتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة وهو مسلم لأجل منع قومه للزكاة ثم سبيه لزوجته واغتصابها في نفس اليوم فيما كان قد وضع رأس مالك مكان ثالثة الأثافي الخاصة بالموقد المرتجَل. ولأجل ذلك نرى انهيارًا كبيرًا في الأخلاق في عصور الجهل والمد الديني الشمولي التعصبي كالعصر الحاليّ، وروى البخاري:

 

6497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامُ وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا

 

رواه أحمد (23255) و(23256) و (23257) و (23431)

وأخرجه مسلم (143) ، والترمذي (2179) من طريق أبي معاوية.

وأخرجه الطيالسي (424) ، وعبد الرزاق (20193) ، والحميدي (446) ، والبخاري (7086) و (7276) ، ومسلم (143) ، وأبو عوانة (141) و (142) ، وابن حبان (6762) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/271 و8/258-259، والبيهقي في "السنن" 10/122، وفي "الشعب" (5271) من طُرُق عن الأعمش، به . ورواية البخاري (6276) مختصرة .

 

الخير كقيمة لا علاقة له بدين واعتقاد الشخص الفاعل له

 

قيمة الخير ثابتة ولا أهمية لعقيدة الشخص ولا علاقة لها بفعل الخير، لأن جوهره واحد

 

روى أحمد وابنه عبد الله بن أحمد على عكس ما نقول:

 

* 24621 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد، قال: حدثنا حفص، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المساكين، فهل ذاك نافعه ؟ قال: " لا يا عائشة، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، داود - وهو ابن أبي هند - من رجاله ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي ، وهو ثقة وقد توبع . عبد الله بن محمد : هو أبو بكر بن أبي شيبة ، وحفص : هو ابن غياث ، والشعبي : هو عامر بن شراحيل. وأخرجه مسلم (214) (365) ، وأبو عوانة 1 / 100 ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4357) ، وابن حبان (331) ، وابن منده في "الإيمان" (969) ، وشهدة الإبرية مسندة بغداد في "العمدة" (91) من طريق عبد الله بن محمد ، بهذا الإسناد . وقال ابن منده : رواه غير حفص مرسلا. قلنا : يعني منقطعا . فقد أخرجه إسحاق (1631) عن عبد الأعلى ، عن داود ، عن الشعبي ، عن عائشة، به . دون ذكر مسروق بالإسناد . ولا يعل به ، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5 / ورقة 70 : ويشبه أن يكون حفص قد حفظه. وأخرجه إسحاق (1201) و (1633) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4359) من طريقين عن عكرمة ، عن عائشة ، وفيه : "هل قال مرة : اللهم قني عذاب النار مرة واحدة". وسيرد برقم (24892) . وفي الباب عن عدي بن حاتم ، سلف برقم (18262) .

 

27361 - حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان قال: سمعت جابرا قال: حدثتني أم مبشر امرأة زيد بن حارثة، قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط فقال: " لك هذا؟ "، فقلت: نعم، فقال: " من غرسه؟ مسلم أو كافر؟ "، قلت: مسلم، قال: " ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طائر، أو إنسان، أو سبع، أو شيء إلا كان له صدقة "، [قال: عبد الله] قال أبي: ولم يكن في النسخة، سمعت جابرا، فقال ابن نمير: سمعت جابرا

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف نحوه برقم (27043) ، إلا أن شيخ أحمد هنا هو عبد الله بن نمير. وأخرجه الطبراني فى "الكبير" 25/ (264) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

 

12495 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَزْرَعُ زَرْعًا، أَوْ يَغْرِسُ غَرْسًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

وأخرجه البخاري (2320) و (6012) ، ومسلم (1553) ، والترمذي (1382) ، وأبو يعلى (2851) ، والبيهقي 6/137، والبغوي (1649) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق قتادة بالارقام (12999) و (13389) و (13553) و (13554) .

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، ومعاذ بن أنس الجهني، والسائب بن خلاد، ورجل شهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبي أيوب الأنصاري، وأم مبشر، وأبي الدرداء، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 3/391 و438 و4/55 و61 و5/415 و6/362 و444.

 

18262 - حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت مري بن قطري، قال: سمعت عدى بن حاتم، قال: قلت: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم، ويفعل كذا وكذا، قال: " إن أباك أراد أمرا فأدركه، يعني الذكر، " قال: قلت: إني أسألك عن طعام لا أدعه إلا تحرجا، قال: " لا تدع شيئا ضارعت فيه نصرانية "، قلت: أرسل كلبي، فيأخذ الصيد وليس معي ما أذكيه به، فأذبحه بالمروة ، والعصا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمر الدم بما شئت، واذكر اسم الله عز وجل"

 

قوله: "إن أباك أراد أمرا فأدركه" حسن لغيره، وقوله: "أمر الدم. بما شئت..." صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مري بن قطري، وسلف الكلام عليه برقم (18250) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه بتمامه أبو داود الطيالسي (1033-1034) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (562-563-564) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 27/414-415- وابن حبان (332) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (247-250-251) ، والبيهقي في "السنن" 7/279 من طرق، عن شعبة، به. وقوله: "إن أباك أراد أمرا فأدركه": أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4360) من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، به، وأخرجه أيضا (4361) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به. وسيرد 4/379 (19386).

 

وروى البخاري:

 

2320 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ

 

9 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

12 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ

 

وروى أحمد وعبد الله بن أحمد:

 

• 21224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلَادِ، وَالنَّصْرِ، وَالرِّفْعَةِ فِي الدِّينِ، وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعَمَلِ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، فَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري لكن قبيصة -وهو ابن عقبة السُّوائي- قد أخطأ في هذا الإسناد عن سفيان الثوري كما قال أبو حاتم كما في "العلل" 1/306، والصواب ما رواه الجماعة عن سفيان، عن المغيرة بن مسلم القسملي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبيِّ، وقد ذكرنا هذه الطرق عند الرواية السالفة برقم (21220) . وقبيصة هذا، قد نص بعض أهل العلم على أنه يخطئ في بعض ما يرويه عن سفيان الثوري.

وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1153) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6835) من طريق حفص بن عمر الرَّقِّي، عن قبيصة بن عقبة، به.

 

21220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ "، وَهُوَ يَشُكُّ فِي السَّادِسَةِ، قَالَ: "فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ"

قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: "أَبُو سَلَمَةَ هَذَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخُو عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيِّ"

 

إسناده قوي. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي، وأبو سلمة: هو المغيرة بن مسلم القَسْمَلي السَّرَّاج، وأبو العالية: هو رُفَيع بن مِهْران الرِّياحي.

وأخرجه الشاشي (1491) ، والحاكم 4/311، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6834) و (10335) ، وفي "دلائل النبوة" 6/317-318 من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 4/318 من طريق عبد الصمد بن حسان، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6833) ، والبغوي في "شرح السنة" (4145) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم عن سفيان بن سعيد الثوري، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأسقط محمد بن يوسف الفريابي من إسناده: "الربيع بن أنس" كما بين ذلك البيهقي في "الشعب"، ورواية غيره أَوْلى، فقد نص بعض أهل العلم على أنه يخطئ في بعض ما يرويه عن سفيان الثوري.

وسيأتي الحديث من طريق معتمر بن سليمان (21221) ، ومن طريق يحيى ابن يمان (21222) ، كلاهما عن سفيان الثوري.

وسيأتي أيضاً من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن الربيع بن أنس برقم (21223) .

وسيأتي من طريق أيوب بن أبي تميمة السَّخْتِياني، عن أبي العالية رفيع بن مِهْران برقم (21224) .

قوله: "بالسَّناء"، أي: بارتفاع المَنْزِلة والقَدْر، من سَنَى يَسْنَى سناءً، أي: ارتفع.

 

يمكنك أن تكون من ديانة أخرى غير الإسلام أو عقلانيَّا ملحدًا وتقوم بالخيرات والإحسان، فالخير جوهره واحد ولا دين له. ولا يصح تقييم جوهر الخير الواحد بتقييمات متعددة لمجرد اختلاف عقيدة القائم به بل المهم نيته في فعل الخير. أما فعل الخير لمجرد الطمع في مكافأة وهمية وليس عن صلاح وطيبة وحب للخير حقيقي من داخل نفسية الشخص فهذا أقل قيمة بكثير من فعل الخير حبًّا له سواء عن إيمان ديني أو عن قناعة إنسانية بدون إيمان بغيبيات وخرافات. وكما قلت بمواضع أخرى ففعل الشرور كذلك جوهره واحد مهما كان التبرير لتحويل الفعل الآثم الرذيل من جريمة إلى فعل مقدس كأعمال الإرهاب الإجرامية والفتوحات الإسلامية القديمة كنهب واحتلال للشعوب.

 

لا علاقة للخير والفضيلة والقيمة الإنسانية بمكان موت الشخص

 

روى أحمد:

 

5437 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، روى له البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأيوب: هو السختياني.

وأخرجه ابن ماجه (3112) ، والترمذي (3917) ، وابن حبان (3741) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4185) ، والبغوي (2020) من طرق، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4186) من طريق سفيان بن موسى، عن أيوب السختياني، به.

وسيأتي الحديث برقم (5818) .

وفي الباب عن الصُّميتة عند النسائي في "الكبرى" (4285) ، وابن حبان (3742) ، والطبراني في "الكبير"24/ (824) .

وعن سبيعة الأسلمية عند الطبراني 24/ (747) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/306، وقال: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جماعة، ولم يذكره أحد بسوء.

قوله:"من استطاع أن يموت بالمدينة"، قال السندي: أي: بالاستقرار فيها، وعدم الانتقال منها.

وقوله:"فإني أشفع"، قال: أي شفاعة مخصوصة غير التي هي لعموم المؤمنين، قضاءً لحق الجوار، فلذلك قالوا: الأفضل الموت بالمدينة، والله تعالى أعلم .

 

هذا يتنافى مع مفهوم العدالة ومع جوهر الفضيلة الواحد الذي لا يتغير بتغير المكان. لو أن إلهًا له وجود فهو لن يبالي بالأماكن والجنسيات، ولن يكون هناك وساطات معه للتحيز.

 

تفضيل التعاليم الدينية والشخصيات المقدسة على الأخلاق الإنسانية الحقيقية والعقل والمنطق والعلم

 

روى البخاري:

 

13 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ

 

15 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

 

6041- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجِدُ أَحَدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ وَحَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا

 

6632 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْآنَ يَا عُمَرُ

 

رواه مسلم 43 و44 وأحمد 12765 و13151 و13592 و13959 و12002 و12814 و13407 و140470 و12738 و13151 و13152 و13960 و18047 و22503.

 

وهي السمة العامة لعامة المسلمين، لا يمكن تنوير شخص قرر أن النصوص الشمولية القديمة لها أولوية على حقائق العلم أو جوهر الأخلاق الإنسانية والحس الإنساني السليم المشترك، وأما الحب والكره على أساس ديني بدلًا من الأساس الإنساني السليم فهو إنشاء لشخصيات كريهة عنصرية لا تحب سوى من على نفي دينها ومذهبها وفكرها فقط، وهذا ليس التعريف الصحيح للإنسانية والقيم الأخلاقية والمحبة والأخوة بين البشر.

 

البر ما سكنت إليه النفس؟!

 

روى أحمد:

 

17631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِىَّ قَالَ، - وَكَذَا قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْأَنْصَارِيُّ (1) - قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: " الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ " (2)

(1) حديثه يأتي برقم (17633) .

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن بن جبير: هو ابن نفير.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/14، والبيهقي في "الشعب" (7994) من طرلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (2553) (14) ، والترمذي (2389) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، به.

وأخرجه الدارمي (2790) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (295) و (302) ، ومسلم (2553) (15) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2138) ، والطبراني في "الشاميين" (2023) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص7، والحكم 4/12، والبيهقي في "الشعب" (7272) من طرق عن معاوية بن صالح "به" وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" بإثر الحديث (980) من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، به.

وسيأتي برقم (17632) من طريق يحيى بن جابر، وبرقم (17633) من طريق جبير بن نفير، كلاهما عن النواس.

وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني، سيرد برقم (17742). وعن وابصة بن معبد، سيرد برقم (17999). وعن أبي أمامة، سيرد 5/251.

 

17742 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخُشَنِيَّ، يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي، وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ، قَالَ: فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ، فَقَالَ: " الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ "

وَقَالَ: " لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ ، وَلَا ذَا نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ".

 

إسناده صحيح، زيد بن يحيى الدمشقي: هو ابن عبيد الخزاعي، وعبد الله بن العلاء: هو ابن زَبْر الربعي .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (585) ، وفي "الشاميين" (782) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد مختصراً.

وسيأتي مختصراً برقم (17745) ، وسيأتي مختصراً أيضاً من طريق أبي إدريس الخولاني برقم (17746). ولشطره الثاني انظر ما سلف برقم (17731) .

ولشطره الأول انظر حديث النواس بن سمعان السالف برقم (17631) .

 

22159 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الْإِثْمُ ؟ فَقَالَ: " إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ " . قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ: " إِذَا سَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ، وَسَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ "

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أن في سماع يحيى ابن أبي كثير من زيد بن سَلاَّم خلافاً، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لم يسمع منه، وإنما هو كتاب أخذه يحيى من معاوية بن سلام أخي زيد، وثَبَّتَ أبو حاتم وأحمد سماعه منه

إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد القرشي الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي البصري، وجد زيد بن سلام: هو ممطور الأسود الحبشي أبو سلام .

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20104) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (7539) ، وفي "الأوسط" (3017) ، والحاكم 1/14، والقضاعي في "مسند الشهاب" (401) ، وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1089) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما (عبد الرزاق وعبد الله بن المبارك) عن معمر بن راشد، بهذا الإسناد . ورواية الحاكم مختصرة بالسؤال عن الإيمان.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7540) ، وفي "الشاميين" (233) من طريق أبي سعيد الشامي، والحاكم 1/14 من طريق عليّ بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به . وروايتهما مختصرة بالسؤال عن الإيمان . وجاء عند الطبراني: "عن سلام بن أبي سلام، عن أبي أُمامة" دون ذكر جده أبي سلام ممطور الحبشي بينهما .

وسيأتي عن روح بن عبادة برقم (22166) ، وعن إسماعيل ابن علية برقم (22199) ، كلاهما عن هشام الدَّسْتُوائي، عن يحيى بن أبى كثير .

وفي باب سؤال الرجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإثم، فقال له: إذا حَكَّ في نفسِك شيءٌ فَدَعْه . عن النَّواسِ بن سَمْعان سلف برقم (17631) ، وعن أبي ثَعْلبة الخُشَني سلف برقم (17742) ، وعن وابِصَة بن معبد الأسدي سلف أيضاً برقم (17999) .

وفي باب سؤاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإيمان، فقال: "إذا ساءَتْك سَيِّئَتُك، وسَرَّتك حسنتُك، فأنت مؤمنٌ" عن عمر بن الخطاب سلف في مسنده برقم (114) ، وعن عامر بن أبي ربيعة سلف برقم (15696) ، وعن أبي موسى الأشعري سلف أيضاً برقم (19565) .

وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَكَّ" بتشديد الكاف، أي: أَثَّر فيها الانقباض، ولم ينشرح الصدر به، وكان في قلبك منه شيء من الشكِّ، والإيهامِ أنه ذنبٌ، والحاصل أن النفسَ إذا تردَّدت في كونه ذنباً، فالتقوى تركُه .

وقوله: ما الإيمان؟ أي: ما علامته، وبأيِّ شيء يَعرِفُ المرءُ إيمانَه .

 

نظرية قد تعتبر باطلة ولعلي ترجمت بمنتدى الإلحاد بساحة الترجمة مادة مقال فلسفي مشابه لما أقوله هنا عن هذه المسألة، فهناك نفوس تطمئن للشرور لأنها غير سوية وبلا ضمائر ونتاج التربية السيئة والتشوه النفسي وانحراف الغريزة السوية وغسيل الدماغ الديني كذلك كأفكار الجهاد والعنصرية والاطمئنان إلى أعمال الإرهاب ومعاملة الغير مسلمين معاملة حقيرة عنصرية مسيئة مهينة فلو كان هذا هو الخير بمفهومهم فتعسًا له وبئسًا من مفهوم لعين باطل (معظم الشعب الجرماني يعني الألماني كان يؤيد النازية مثلًا في عهد هتلر والعرب في عصر الخلافات الإسلامية كان معظمهم يؤيدون بصورة شمولية النهب والاستعباد وكان المسيحيون في القرون الوسطى بأوربا بجمهورهم يؤيدون حرق وتعذيب المختلفين في العقيدة)، لذلك فالأسلم القياس الأخلاقي على أساس مجمل رأي كل البشرية وليس فردًا أو شعبًا واحدًا، وقد لا تطمئن نفوس المسلمين إلى أمور عادية طبيعية تمارسها معظم شعوب العالم الطبيعية كزواج يعتبرونه بأساطيرهم حرامًا على أساس تابو أخوة الرضاعة أو أكل لحم الخنزير أو شرب الخمور والنبيذ wine أو العلاقات الجنسية الحرة بلا زواج واحترام حرية المثليين الجنسيين كذلك وفوائد البنوك فهذه لا يطمئن لها معظم دهماء وعوام المسلمين لجهالتهم وشدة بلاهتهم بصراحة مع أنها قانون عالمي حاكم وهم أحوج إليها لدرجة أن البنوك ومكاتب البريد تعمل خيارًا للمتقدم بطلب حساب إذا كان يريد الفوائد أم لا يريدها! وأن تكره اطلاع الناس على عقيدتك أو اختيارات حياتك فقد لا يرجع ذلك إلى خجلك منها بل لأنك ببساطة تتجنب الاضطهاد والمسلمون الأوائل في مكة كانوا يفعلون ذلك وكذلك المسلمون في كثير من شبه جزيرة العرب أول الإسلام وفي بعض الأقاليم ذات الأغلبيات المسيحية في القرون الوسطى بسبب تعصب الجهل آنذاك، وربما من آن إلى آخر في نواحٍ قليلة من العالم كبورما مثلًا كدولة متخلفة تضطهد المسلمين ودولة أفريقية أخرى أعلنت حظر الديانة الإسلامية وهي نماذج متحجرة لدول متخلفة تمارس ما عفا عليه الزمن من شمولية وظلامية وتخلف فحق التعبد وحرية العقيدة أساسي لكل إنسان، والمهم أن مقصدي أن ليس كل ما أخفيته عن العامة من شعبك هو بالضرورة غير أخلاقي أو خاطئ في حد ذاته، فحرية العقيدة مثلًا مكفولة ولا يمكن اعتبار اتباع دين مبررًا لاضطهاد شخص بدون فعله لأذية للآخرين.

 

التعبدات في حد ذاتها ليست فضيلة

 

روى أحمد:

 

22704 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيّ قَالَ: زَعَمَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ، فَقَالَ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِت كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَسُجُودَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله الصُّنابحي، كذا وقع في هذه الرواية عبد الله الصنابحي، والذي نرجحه أنه أبو عبد الله الصنابحي كما وقع في رواية آدم بن أبي إياس عن محمد بن مطرف الآتية في التخريج، واسمه: عبد الرحمن بن عُسيلة، وهو ثقة من رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً في الجزء الحادي والثلاثين بين يدي الحديث (19063) .

وأخرجه أبو داود (425) ، والبيهقي 2/215، والبغوي (978) من طريق يزيد ابن هارون، والطبراني في "الأوسط" (4655) و (9311) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/130-131، والبيهقي 2/215 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن محمد ابن مطرف، بهذا الإسناد . قال البيهقي عقبه: ليس في حديث آدم ذكر الوتر، وقال: عن أبي عبد الله الصنابحي . قال الحافظ في "النكت الظراف" 4/255: وهو الصواب .

وانظر ما سلف برقم (22693) .

 

(22693) 23069- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى ، يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ الْقُرَشِيَّ ، ثُمَّ الْجُمَحِيَّ ، أَخْبَرَهُ ، وَكَانَ بِالشَّامِ ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُخْدَجِيَّ ، رَجُلاً مِنْ بَنِي كِنَانَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ بِالشَّامِ ، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ الْوَتْرَ وَاجِبٌ ، فَذَكَرَ الْمُخْدَجِيُّ ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ : الْوَتْرُ وَاجِبٌ . فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ : كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : خَمْسُ صَلَوَاتٍ ، كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ ، لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا ، اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير المخدجي -وهو أبو رفيع، وقيل: رفيع- فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن محيريز، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، لكنه قد توبع .

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/296 و14/235-236، والدارمي (1577) ، والشاشي في "مسنده" (1281) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد .

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، وعبد الرزاق (4575) ، والحميدي (388) ، وأبو داود (1420) ، وابن نصر في "الوتر" (11) ، والنسائي 1/230، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167) و (3168) ، والشاشي (1284) و (1286) ، والطبراني في "الشاميين" (2181) و (2182) و (2183) ، وابن حبان (1732) ، والبيهقي 1/361 و2/8 و467 و10/217، والبغوي (977) من طرق عن يحيى ابن سعيد الأنصاري، به .

وأخرجه الحميدي (388) ، والطبراني (2182) من طريق محمد بن عجلان، وابن ماجه (1401) ، وابن حبان (2417) ، والطحاوي (3169) ، والطبراني (2183) من طريق عبد ربه بن سعيد، والشاشي (1282) و (1287) ، وابن حبان (1731) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وابن أبي عاصم في "السنة" (967) ، والطبراني (2186) من طريق نافع القارئ، والشاشي (1283) من

طريق عمرو بن يحيى المازني، والطبراني (2184) من طريق سعد بن سعيد، و (2185) من طريق محمد بن إبراهيم، و (2187) ، والطحاوي (3171) من طريق عقيل بن خالد، كلهم عن محمد بن يحيى بن حبان، به . لكن ليس في رواية عمرو المازني وعقيل بن خالد ذكر المخدجي، وكذا في رواية ابن عجلان عند الطحاوي وحده .

وأخرجه بنحوه الطيالسي (573) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/126 من طريق أبي إدريس الخولاني، والشاشي (1177) و (1285) من طريق الوليد بن عبادة بن الصامت، و (1265) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، ثلاثتهم عن عبادة .

وسيأتي برقم (22720) و (22752) .

وسيأتي برقم (22704) من طريق عبد الله الصنابحي عن عبادة .

وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن نصر في "كتاب الوتر" (12). وعن أبي قتادة عند أبي داود (430) ، وابن ماجه (1403) ، وابن نصر (13).

قوله: "كذب أبو محمد" قال في "النهاية": أي: أخطأ، وسماه كذباً، لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد، لأن الكاذب يعلم أنه كذب والمخطئ لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أدَّاه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب، وإنما يدخله الخطأ، وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، قال الأخطل:

كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أم رأيتَ بواسطِ ... غلَسَ الظلام مِن الربابِ خيالاً

 

6576 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ".

 

إسناده حسن، عيسى بن هلال: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/213، وذكره الفسوي في "تاريخه" 2/515 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير كعب بن علقمة، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب.

وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (353) ، والدارمي 2/301-302، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3181) ، وابن حبان (1467) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1788) من طريق ابن ثوبان، عن سعيد بن أبي أيوب، به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3180) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب، به.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/292، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد ثقات.

 

وله شاهد آخر من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خمس من جاء بهنَّ مع إيمان ، دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان ، وحجَّ البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وآتى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدَّى الأمانة". أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (533) وقال: رواه الطبراني بإسناد جيد.

وانظر أحاديث عثمان السالفة بالأرقام: (406) و (473) و (478) و (483) و (484) و (486) .

 

كم من أشخاص عرفتها تتعبد ثم تسرق وتغدر وتفعل عظائم ومنكرات الأمور وكانوا منعدمي القيم والأخلاق! ليس كل متعبد بالضرورة أن يكون صالحًا مستقيمًا حسن الأخلاق والسيرة والسمت. ولا علاقة بالتعبدات الدينية الشخصية بصلاح الشخص، والمواطنون في بلداننا لسذاجتهم يحسبون أن التعبد علامة على صلاح المواطن وضرورة تفضيلهم له على غيره تفضيلًا دينيًّا عنصريًّا وهذا باطل فكم من إرهابيين وتكفيريين قتلوا الناس الأبرياء من بلدانهم نفسها وغيرها ومن نفس دينهم ومن غيره وهو كانوا متدينين مواظبين على الصلوات والصيامات والطقوس. وعدم التعبد ليس رذيلة ولا شيئًا سيئًا، ومنذ القدم ناقش سقراطس العظيم في الحوار مع يوثيريو هذه المسألة وكان ما توصل إليه هو أن الطقوس والتعبدات هي مظهر ديني للصلاح والتقوى والخير، لكنها ليست الخير والتقوى نفسها. وهناك مقولة إلحادية علمانية غربية تقول: أنت تذهب إلى الكنيسة لأنك رجل صالح وليس أنك رجل صالح لأنك تذهب إلى الكنيسة. بالطبع نفس الجملة تنطبق على المسجد والمعبد اليهودي وغيرها.

 

ولا علاقة للتسابيح والتعبدات بالخير والإحسان

 

روى البخاري:

 

6403 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ

 

رواه أحمد 23546 و23568 ومسلم 2693 والترمذي 3464 وانظر أحمد 8008 و18516 و16583 و23583 و23516

 

6404 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ مَنْ قَالَ عَشْرًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لِلرَّبِيعِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن ابْنِ أَبِي لَيْلَى فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ وَقَالَ آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلَهُ وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَهُ وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَالصَّحِيحُ قَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرٍو

 

روى أحمد:

 

8008 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/209.

ومن طريق مالك أخرجه البخاري (3293) و (6403) ، ومسلم (2691) ، وابن ماجه (3798) ، والترمذي (3468) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (25) ، وابن حبان (849) ، والبغوي (1272) . قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وسيأتي الحديث برقم (8873) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وبنحوه برقم (8719) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سُمي، وانظر (8012) .

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6740) .

عَدْلَ، قال السندي: بالنصب، وهو بكسر العين بمعنى المِثْل، وقال الفَرَّاء: العَدْل بالفتح: ما عادَلَ الشيء من غير جنسه، والعِدْل بالكسر: المثل، وعلى هذا فالفتح ها هنا أظهر.

 

18704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ (1) وَرِقٍ ، أَوْ هَدَى زُقَاقًا ، أَوْ سَقَى لَبَنًا، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشَرَ مِرَارٍ، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ"

وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا أَوْ عَوَاتِقَنَا يَقُولُ: " لَا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ " وَكَانَ يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ أَوِ الصُّفُوفِ الْأُوَلِ " وَقَالَ: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ"

كُنْتُ نُسِّيتُهَا، فَذَكَّرَنِيهَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ (2)

 

(1) في (ظ 13) وهامش (س) : منحة.

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عوسجة، فقد روى له البخاري في "الأدب" وروى له أصحاب السنن. يحيي: هو ابن سعيد القطان .

وأخرجه الحاكم 1/573 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد، ولم يسق لفظه.

وقوله: وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة... إلى آخر الحديث أخرجه ابنُ خزيمة (1551) من طريق يحيى ومحمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وفيه: "زينوا القرآن".

وقوله: كان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة... إلى قوله: "يصلُّون على الصف الأول" أخرجه ابنُ الجارود (316) من طريق يحيي، عن شعبة، به.

وقوله: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول" أخرجه ابنُ ماجه (997) من طريق يحيي ومحمد بن جعفر، به.

وقوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص50 من طريق محمد بن جعفر. وابنُ ماجه (1342) من طريق يحيى ومحمد بن جعفر. وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 76، والنسائي في "المجتبى" 2/179- 180، وفي "الكبرى" (1089) ، والآجري في "أخلاق حملة القرآن" (87) ، والحاكم 1/573، والبيهقي في "السنن" 2/53 من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به.

ولم يذكر ابن ماجه والآجري قول ابن عوسجة: كنت نسيتها...

وأخرجه الطيالسي (738) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/53- عن شعبة، به.

وسلف بتمامه من وجه آخر برقم (18516). ورواه أحمد وبتمامه دون قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" برقم (18518) وإسناده صحيح كذلك، وأخرج منه قوله: "من منح منحة ..." و"من قال لا إله إلا الله ...": الطيالسي (740) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3385) - عن شعبة. ورواه أحمد مقطعاً بالأرقام (18531) و (18616) و (18621) و (18643) و (18646) و (18665) و (18709) وانظر (18507).

 

6740 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ ".

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. حسن: هو ابن موسى الأشيب.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (577) ، والطبراني في "الدعاء" (334) ، من طرق عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ثابت (عند النسائي وليس عند الطبراني) ، وداود بن أبي هند، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/500 من طرق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وداود بن أبي هند، به، لكن قال فيه: "مئة مرة"، ويغلب على الظن أنه وهم من أحد رواته، أو أن فيه اختصاراً، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (575) ، وابن السني (75) ، والطبراني في "الدعاء" (333) من طريق شعبة، عن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، بلفظ: "مئة مرة إذا أصبح ومئة مرة إذا أمسى".

وأخرجه البزار (3070) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وليس عنده داود بن أبي هند.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/86، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفهم. ولم ينسبه إلى البزار.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/449، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني. ولم ينسبه للبزار.

وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3293) ، ومسلم (2691) ، وسيرد (8008) و (8873) .

 

7243 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَ لَنَا مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَاتٍ، إِذَا عَمِلْتَ بِهِنَّ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ، وَلَا يَلْحَقُكَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ ؟" قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: "تُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَخْتِمُهَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عائشة فمن رجال مسلم.

وأخرجه أبو داود (1504) ، وابن حبان (2015) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1353) من طريق هقل بن زياد، عن الأوزاعي، به.

وأخرج البخاري (843) و (6329) ، ومسلم (595) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (146) ، وابن خزيمة (749) ، وأبو عوانة 2/248 و249، وابن حبان (2014) ، والبيهقي 2/186-187، والبغوي (717) و (720) من طريق أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء الفقراء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات... فذكر نحوه. وانظر ما سيأتي برقم (8834) .

وسيأتي الحديث بنحوه في مسند أبي ذر الغفاري 5/158-167.

الدثور -بضم الدال والثاء-: جمع دثر: وهو المال الكثير.

 

21411 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: أَبُوهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَبَقَنَا أَصْحَابُ الْأَمْوَالِ، وَالدُّثُورِ سَبْقًا بَيِّنًا، يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ كَمَا نُصَلِّي وَنَصُومُ، وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَتْ عِنْدَنَا أَمْوَالٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِعَمَلٍ إِنْ أَخَذْتَ بِهِ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَفُتَّ مَنْ يَكُونُ بَعْدَكَ؟ إِلَّا أَحَدًا أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ: تُسَبِّحُ خِلَافَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم والد بشر: وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وعمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين النوفلي.

وأخرجه البزار في "مسنده" (4054) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عمر بن سعيد بن أبي حُسين، قال: أخبرني بشر بن عاصم أن أباه أخبره أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر، فذكر قصة في أوله ثم ساقه، وذكر التحميد فيه أربعاً وثلاثين. قال أبو عاصم: هو أبو ذر، ولكن قال عمر بن سعيد: حدثني بشر بن عاصم أن أباه أخبره: أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر.

وأخرجه الحميدي (133) ، وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1157) ، وعنه ابن ماجه (927) ، كلاهما (الحميدي والحسين المروزي) عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، به. قال سفيان: إحداهن أربعاً وثلاثين، وزاد الحميدي: وعند منامِكَ مثل ذلك.

وأخرجه ابن خزيمة (748) من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، به. وجعل التكبير فيه ثلاثاً وثلاثين وزاد: "وإذا أويتَ إلى فراشك".

وانظر ما سيأتي برقم (21512) .

وفي الباب عن أبي هريرة عند الشيخين وسلف برقم (7243) ، وفيه قصة أبي ذر إلا أنه قال فيه: تكبر دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله إلخ.

وعن أبي الدرداء، سيأتي 5/196، بنحو حديث أبي ذر.

وعن كعب بن عجرة عند مسلم (597) .

 

26775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ حَبِيبَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ (1) ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ (2) فِي الْجَنَّةِ، أَوْ بَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهِنَّ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " فَقَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: " فَمَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ عَمْرٌو: " مَا بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ " وقَالَ النُّعْمَانُ: " مِثْلَ ذَلِكَ " (3)

 

(1) في (م) : في كل يوم.

(2) في (ظ2) و (ق) : بني له بهن بيت.

(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، النعمان بن سالم وعنبسة بن أبي سفيان من رجاله، وبقيةُ رجالِه ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه مسلم (728) (103) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1591) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، والنسائي في "الكبرى" (487) ، والدارمي (1438) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص113، وأبو عوانة 2/261، وابن حبان (2451) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (431) ، والبيهقي 2/472، والخطيب في "تاريخه" 5/294 من طرق، عن شعبة، به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/37، وأبو يعلى (7135) ، والطبراني 23/ (434) من طريق سالم بن منفَذ، عن عمرو بن أوس، به.

ورواه أحمد برقم (26768) و(26781).

 

لا يمكن مساواة تسابيح خرافية عقيمة الجدوى موجهة إلى العدم وكائن خرافي مع الأفعال الإيجابية الحقيقية القيمة لمساعدة الإخوة في الإنسانية وفي الكينونة الأوسع يعني سائر الكائنات الحية، الأولى بلا قيمة ولا معنى ولا فائدة والثانية الأخيرة ذات قيمة عالية إنسانيًّا وأخلاقيًّا وهي قيمة خير قد لا تقتصر أحيانًا على صفة الإنسانية فقد رأيتها نادرًا في كائنات واعية أخرى منها حالة نادرة لقطة أنثى كانت تتبنى هررة بلا أمهات على وشك الموت وترضعهن وتتبناهن اختياريًّا كأم بالتبني والرعاية حيث كانت معظم نسلها الخاص بها يموت بمرض وراثي. أما إن كنت تريد مساعدة الناس وليس لديك مال فالفعل الإيجابي إن أردت عمل الخير هو أن تساهم بجهدك ووقتك في عمل تطوعي بوقت فراغك بجمعية خيرية محترمة موثوقة ما، أما الأدعية والتسابيح فأفعال عبثية لن تفيد أحدًا.

 

ومن الأحاديث المضحكة الطريفة ما رواه أحمد:

 

27515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ الصِّينِيَّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ إِذَا كَانَ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ قَالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو الدَّرْدَاءِ مُقِيمٌ فَنُسْرِحُ، أَوْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفُ؟ قَالَ: فَإِنْ قَالَ لَهُ: ظَاعِنٌ قَالَ لَهُ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يَحُجُّونَ، وَلَا نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلَا نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُوهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ"

 

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حالِ أبي عُمر الصِّيني، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحَكَم: وابن عتيبة.

وأخرجه المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (في ترجمة أبي عمر الصِّينيّ) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9978) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (150) - من طريق محمد بن جعفر، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/235، والطبراني في "الدعاء" (710) ، والمِزِّي في "تهذيبه" (ترجمة أبي عمر) من طرق عن شعبة، به.

وسلف برقم (21709) .

قال السندي: قوله: فنُسرِح، أي: فنرسل دابتك إلى المرعى.

 

21709 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: نَزَلَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَجُلٌ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مُقِيمٌ فَنَسْرَحَ، أَمْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفَ ؟ قَالَ: بَلْ ظَاعِنٌ . قَالَ: فَإِنِّي سَأُزَوِّدُكَ زَادًا لَوْ أَجِدُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ لَزَوَّدْتُكَ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، نُصَلِّي وَيُصَلُّونَ، وَنَصُومُ وَيَصُومُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَنْتَ فَعَلْتَهُ، لَمْ يَسْبِقْكَ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ أَحَدٌ بَعْدَكَ، إِلَّا مَنْ فَعَلَ الَّذِي تَفْعَلُ: دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً "

 

صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو عمر الصيني روى عنه جمع ولا يعرف بجرح ولا تعديل، فهو مستور، وروايته عن أبي الدرداء مرسلة، وسيأتي في رواية شريك بن عبد الله النخعي أن الواسطة بينهما هي أم الدرداء، لكن شريكاً سيئ الحفظ . الحكم: هو ابن عتيبة .

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (711) من طريق عبد الله بن نمير، عن مالك ابن مغول، بهذا الإسناد . وقرن بعبد الله أبا معاوية الضرير .

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 8/237-238 من طريق يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، به .

وأخرجه النسائي أيضاً (151) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة، عن عمرو الصيني . كذا سماه زيد، وتحرف في المطبوع منه إلى أبي عمر الصيني، وهو خطأ صوبناه من "تحفة الأشراف" 8/238، ونبه عليه المزي أيضاً في "التحفة" 8/229 .

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/235 و13/453، والنسائي (149) ، والطبراني في "الدعاء" (708) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء .

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (712) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن نشيط أبي عمر، عن أبي الدرداء .

وأخرجه أيضا (713) من طريق محمد بن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن يونس بن خَبَّاب، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء .

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (148) ، والطبراني (707) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء . وشريك سيئ الحفظ .

وأخرجه الطيالسي (982) وابن أبي شيبة 13/453، والطبراني (709) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وابن أبي شيبة 13/453، والنسائي (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء . وإسناده صحيح إن كان أبو صالح سمع من أبي الدرداء .

وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1159) ، والطبراني (714) من طريق الليث بن أبي سليم، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء . والليث بن أبي سليم ضعيف .

وسيأتي 6/446 .

وفي الباب عن أبي ذر سلف برقم (21468) .

 

هنا كان أبو الدرداء الزاهد الفقير يطمِّع المار والزائر بحسن ضيافة، على الأقل رعاية لدابته كحصانه أو بغله أو حماره أو جمله وهو وسيلة مواصلاته يوفر منها بعض نفقة السفر، لكن بطبيعة الحال فإن أبا الدرداء بعد هذا التطميع ما كان لديه معلف كافٍ ولا مرعى وافر عمومًا، وبسبب فقره أدى ذلك إلى بخل طبيعي مبرر لا لوم عليه عنده، فكان يقدم للزائر تحفيظه مأثورات أدعية خرافية، وهذا شيء عقيم غير مفيد، وطرفة كانت تستحق إضافتها من الجاحظ على كتابه الخاص بالنوادر المعروف بـ (البخلاء)، ورغم أن المصريين شعب متدين شمولي جدًّا فتوجد في ثقافتهم الشعبية أمثال شبه إلحادية عقلانية ربما أطلقها أفراد قدماء متعقلنون أو  كان لهم ميول إلحادية أو تشكك غير واعٍ، منها (كسبنا صلاة النبي)!

 

تفضيل العرب في تحرير المستعبَدين، والخير الحقيقي لا يعرف تمييزًا بين البشر على أساس الأجناس والأديان

ومن ضمن نفسية العنصرية الإسلامية العربية، لم يكن هناك فقط التمييز الديني في مقابل حق كل البشر في الحرية كحق من الحقوق الأصيلة، بل وكذلك تمييز جنسي عرقيّ، ومع كوني من جنس العرب وممن يتكلمون بلسانهم ومن نسلهم على الأرجح، فلا أرى ما يجعلنا نعتبر أي جنس بشري-العرب أو غيرهم_أعلى وأسمى من باقي أجناس وأنواع البشر مختلفي الألوان والسمات الجسمانية الخارجية، ولا ما يجلعنا نعتبرهم أولى بحق من الحقوق أكثر من غيرهم، أو يعطيهم الحق بالاستئثار والاحتكار لحق دون غيرهم كانفرادهم بحكم المسلمين لزمن طويل مع استعلائهم وتغطرسهم الأجوف في الزمن القديم.

 

وروى البخاري:

 

4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ أَوْ قَوْمِي

 

6404 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ مَنْ قَالَ عَشْرًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لِلرَّبِيعِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن ابْنِ أَبِي لَيْلَى فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ وَقَالَ آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلَهُ وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَهُ وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَالصَّحِيحُ قَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرٍو

وروى مسلم:

 

[ 2525 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الحارث عن أبي زرعة قال قال أبو هريرة لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم أشد أمتي على الدجال قال وجاءت صدقاتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا قال وكانت سبية منهم عند عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل

 

[ 2693 ] حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني حدثنا أبو عامر يعني العقدي حدثنا عمر وهو بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل وقال سليمان حدثنا أبو عامر حدثنا عمر حدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك قال فقلت للربيع ممن سمعته قال من عمرو بن ميمون قال فأتيت عمرو بن ميمون فقلت ممن سمعته قال من بن أبي ليلى قال فأتيت بن أبي ليلى فقلت ممن سمعته قال من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

وبالإضافة إلى مسلم والبخاري، رواه أحمد 23583 وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/369 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6404) ، ومسلم (2693) من طريق أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، عن عمر بن أبي زائدة، به. وأخرجه الطبراني (4023) من طريق حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب. وذكره البخاري تعليقاً بإثر (6404) عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به - ولم يذكر الربيع بن خثيم فيه. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (120) من طريق زهير بن معاوية وإسرائيل، و (121) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به عن أبي أيوب موقوفاً، ولم يذكر زيدٌ عبدَ الرحمن بن أبي ليلى. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/102-103، والطبراني (4020) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب . وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (118) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (113) ، والشاشي في "مسنده" (1149) ، والطبراني (4022) والبيهقي في "شعب الإيمان" (594) و (595) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/152 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، فذكره، ثم سأله الشعبي عمن سمعه ... إلخ . وأخرجه النسائي (118) ، والبيهقي في "الشعب" (2544) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو ابن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب - وزاد في أوله: "من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ..." الحديث، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (23554). وخالف زائدةَ بن قدامة أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى عند النسائي (117) فرواه عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قوله. وهو من حديث ابن مسعود من طريق هلال بن يساف عند النسائي (114) و (115) و (116) ، وأشار إليه البخاري عقب الحديث (6404) .

 

[ 2276 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

 

وروى أحمد:

 

26268 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ سَبْيٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ خَوْلَانَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ، فَنَهَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ سَبْيٌ مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، " فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ "

 

حسن لغيره ، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن معقل، وجاء اسمه عند الحاكم في "المستدرك" : عبد الله بن معقل، وذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه عبد الله بن معقل المحاربي ، وهذا قد ذكره المزي في "التهذيب" تمييزاً، وذكره الذهبي في "الميزان" ، وقال: محلُّه الصدق، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في كتبهم. مسعر: هو ابن كِدَام، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل منه أصح.// وأخرجه البزار في "مسنده" (2827) (زوائد) من طريق أبي أحمد الزبيري، به، وتحرَّف فيه عُبيد بن حسن إلى عُبيد بن حسين. قال البزار: رواه شعبة، عن عبيد بن حسن، عن ابن معقل قال: كان على عائشة محرَّر من ولد إسماعيل... ولم يقل: عن عائشة. قلنا: يعني أنه رواه مرسلاً.// وروي عن مسعر مرسلاً كذلك: فقد أخرجه ابن راهويه (1768) عن الفضل بن دكين، والحاكم في "المستدرك" 2/216 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن مسعر. عن عبيد ابن الحسن، عن ابن معقل قال: كانت على عائشة رقبة - أو نسمة - من ولد إسماعيل ... قال الحاكم: تابعه شعبة عن عبيد بن الحسن، ثم أخرجه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!// وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/242، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفهم، ثم ذكره فيه 10/46، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح!// وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند البزار (2825) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10400) ، وفي إسناده علي بن عابس، وهو ضعيف. قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس. واَخر من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (2826) (زوائد) وفي إسناده أحمد بن عبد الله بن أبي السفر (شيخ البزار) ، قال النسائى: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. لكن يُعتبر به في المتابعات والشواهد.

 

هنا اعتبر محمد أن اليمنيين لسمرتهم الشديدة وصلتهم العرقية بالتكاثر مع الإثيوبيين ليسوا من نفس الجنس العربي، الذي يسميه في خرافته بولد إسماعيل الخرافي.

 

16583 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ "، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ "

 

حديث صحيح على خلاف في صحابيه، هل هو الزرقي أم غيره، وجرى على أنه هو: البخاري وأبو أحمد الحاكم والدولابي في "الكنى"، وهذا مقتضى صنيع الإمام أحمد هنا، وفرق بينهما الحافظ في "الإصابة"، والمزي في "تهذيب الكمال"، والخلاف في الصحابي لا يضر. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/79- 80 و10/244، والنسائي في "الكبرى" (9852) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (27) - وابن ماجه (3867) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد- وقد تحرف في مطبوع ابن أبي شيبة اسم أبي عياش إلى ابن عياش. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/381-382، وأبو داود (5077) ، والطبراني في "الكبير" (5141) ، وفي "الدعاء" (331) من طريقين عن حماد ابن سلمة، به. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (63) من طريق أبي هلال، عن أبي صالح، به. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/46-47 من طريق زيد بن أسلم، عن أبي عياش، به. وأخرجه أبو داود (5077) من طريق وهيب: وهو ابن خالد، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن أبي عائش، به، فسماه ابن أبي عائش، وقال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عائش .

 

لا يوجد أدنى سبب لتفضيل عرق بالتحرير والحرية، غريزة البشر البيولوجية تفضيل الناس من نفس اللون واللغة والبلد، عندما تسقط طائرة نهتم بمن ماتوا من بلدنا فقط وعددهم، عندما تحدث أي كارثة أو هجوم إرهابي نفس الأمر، نعطي مواطني الدولة مميزات أكثر مما للزائرين السياح والعاملين الأجانب الذين نفرض عليهم رسومًا أكثر من المواطن، الإنسان السامي يعرف أن كل ذلك خطأ، وأن كل البشر إخوة تحت الجِلد ومتساوون في الحقوق والواجبات عمومًا، عدا استثناء الحقوق بالجنايات والواجبات بالعاهات والأمراض. ولو كان هناك إله كما يزعمون فلن يكون متحيزًا لجنس بشري على حساب آخر، بل ولا متحيزًا للبشر على حساب باقي الكائنات، هذه تحيزات بشرية بيولوجية وشوفينية قومية انغلاقية عفنة معروفة، الإنسان السامي النبيل أسمى من هذه القاذورات، والله لو يكون له وجود فسيكون أكثر نزاهة وحيادًا وعدالة من ذلك، فلا يوجد سبب بشريّ تحيزيّ يجعله يفضل جنسًا على آخر، هذه مجرد أحلام بشر عنصريين حاقدين على إخوتهم الآخرين من البشرية، تمامًا كما يقول الأمركيون: بارك الله أمِرِكا God bless America، وليس بارك الله العالم وكل الكائنات.

 

ينبغي ألا نميز بين البشر المتساوين في درجة الاحتياج في تقديم المساعدة والإحسان لهم، لا على أساس الجنسية أو القومية أو العرق أو الدين أو الجنس، وما أحسن ما قام طيب الذكر/ عبد الرحيم الدمرداش الوجيه الذي أسس مستشفى الدمرادش (الحكومي التابع لمستشفيات عين شمس بمصر حاليًّا) ليوفر العلاج بالمجان أو بأسعار بسيطة لكل المرضى المحتاجين من جميع الجنسيات والأديان والملل والأجناس.

 

وكان الأولى من تحرير بعض البشر من باب التنازل والتعطف، أن يتم تحريم الاستعباد من الأساس كجريمة وإعلان حقيقة أن الحرية حق أصيل لكل إنسان لا يجوز سلبه ولا بيعه ولا التنازل عنه، فلا يجوز استعباد ولا سخرة وتسخير لأي إنسان.

 

الشر جوهره واحد

 

روى البخاري:


4761 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ح قَالَ وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }

 

رواه مسلم 86

 

4477 - حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ

 

وروى أحمد:

 

3612 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ ": {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يَزْنُونَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68]

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11368) -وهو في "التفسير" (388) -، والشاشي (493) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو يعلى (5098) ، ومن طريقه ابن حبان (4414) من طريق أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، والشاشي (486) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، و (487) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن الأعمش، به.

قال الدارقطني في "العلل" 5/220-222: رواه الأعمش واختلف عنه، فرواه الثوري ومعمر وجرير وعبد الله بن نمير عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، وخالفهم أبو شهاب الحناط وأبو معاوية الضرير وشيبان بن عبد الرحمن فرووه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. ثم قال: والصحيح حديث عمرو بن شرحبيل.

قال ابن حبان 10/264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعا محفوظين.

قلنا: سيرد من طريق أبي معاوية أيضاً برقم (4102) ، وفيه متابعة وكيع له.

وسيرد بزيادة عمرو بن شرحبيل برقم (4131) و (4134) .

وأخرجه بزيادة سؤال: أي الأعمال أفضل؟ الحميدي (103) ، والبيهقي في "السنن" 8/18 من طريق سفيان بن عيينة، والطبري في "تفسيره" 19/41 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود.

وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9811) من طريق الحجاج، عن أبي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود.

وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق عون بن عبد الله، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود.

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2302) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وقال: جوده يزيد بن معاوية، ولم يجوده حماد بن سلمة.

ثم أخرجه الطبراني (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود. وعبد الملك لم يسمع من ابن مسعود، ولذا قال الطبراني: ولم يجوده حماد بن سلمة.

23854 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ظَبْيَةَ الْكَلَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا ؟ " قَالُوا: حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ "، قَالَ: فَقَالَ: " مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ ؟ " قَالُوا: حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ: " لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ "

 

إسناده جيد. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (103) ، وفي "التاريخ الكبير" 8/54، والطبراني في "الكبير" 20/ (605) ، وفي "الأوسط" (6329) من طرق عن محمد ابن فضيل، بهذا الإسناد. قال الطبراني في "الأوسط": لا يروى هذا الحديث عن المقداد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن فضيل.

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/279 و352، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/168: رجاله ثقات.

وفي باب عظم جرم الزاني بامرأة جاره عن ابن مسعود سلف برقم (3612) .

وعن ابن عمر عند الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (491) .

 

برأيي قتل النفس البريئة هو جريمة بنفس المقدار سواء أكان ولدك أو غيره، والخيانة الزوجية هي فعل غير أخلاقي سواء مع جارتك زوجة جارك أو غير ذلك، أما التعبد لإله واحد أو أكثر فكلها خرافات لا تشكل فارقًا عمومًا.

 

تشويه مفاهيم القيم والأخلاق

 

روى أحمد:

 

3890 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس.

وأخرجه الطيالسي (372) ، والبخاري في "صحيحه " (527) و (5970) و (7534) ، وفي "الأدب المفرد" (1) ، ومسلم (85) (139) والدارمي 1/278 والنسائي في "المجتبى" 1/292، وأبو يعلى (5286) ، وأبو عوانة 1/63-64، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"3/27، وابن حبان (1477) ، والطبراني في "الكبير" (9805) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266، والبيهقي في " السنن "

2/2152، وفي "الشعب " (7824) ، والبغوي في "شرح السنة" (344) ، من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 6/311، والبخاري (2782) و (7534) ، ومسلم (85) (137) و (138) ، والترمذي (173) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1478) ، والطبراني في "الكبير" (9806) و (9807) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266 و10/401، والبيهقي في "الشعب " (4219) ، من طرق عن الوليد بن العيزار، به.

وأخرجه مختصراً مسلم (85) (140) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1474) ، والطبراني في "الكبير" (9809) و (9810) و (9811) و (9812) و (9813) و (9814) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/301، من طرق عن أبي عمرو الشيباني، به.

وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/246، والحاكم 1/188-189، من طريق حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص المَديني، عن شعبة، به، بلفظ: "الصلاة في أول ميقاتها". قال الحاكم: قد روى هذا الحديث جماعة عن شعبة، ولم يذكر هذه اللفظة غير حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص، وحجاج حافظ ثقة، وقد احتج مسلم بعلي بن حفص المديني، ووافقه الذهبي.

وبهذه اللفظة أخرجه ابن خزيمة (327) ، وابن حبان (1475) و (1479) ، والطبراني في "الكبير" (9808) ، والحاكم 1/188 من طريق بندار محمد بن بشار، والحاكم 1/188 أيضاً، والبيهقي في "السنن " 1/434، والبغوي في "شرح السنة" 2/177 من طريق الحسن بن مكرم البزار، كلاهما عن عثمان بن عمر، عن مالك بن مِغْوَل، عن الوليد بن العيزار، به.

قال ابن حبان: "الصلاة في أول وقتها" تفرد به عثمان بن عمر، وقال الحاكم: فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/247 من طريق الحجاج، عن سليمان، عن أبي عمرو الشيباني، به.

وأخرجه الدارقطني 1/246-247، والحاكم 1/189 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبيد المكتب، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحاكم: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني. قلنا: سيرد في "المسند" 5/368 من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور (2302) ، والطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حُبيش، عن إبن مسعود، به.

وأخرجه الشاشي (897) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: سأل رجل عبد الله بن مسعود. وعون لم يدرك ابن مسعود.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9815) من طريق عمرو بن جرير البَجَلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود، موقوفاً.

وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق أبي نعيم، عن أبي جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به.

وأخرجه مطولا أيضاً الطبراني في "الكبير" (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود، به.

وأخرجه مختصراً الطبراني (9822) من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، به.

وسيأتي برقم (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313) .

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6602) .

وعن أم فروة عند الترمذي (170) مختصراً.

قال السندي: قوله: "الصلاة على وقتها"، أي: أداؤها في وقتها المستحب، وأحاديث أفضل الأعمال وردت مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوهاً، من جملتها أن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال المخاطبين، فمنهم من يكون الأقضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر.

 

الأحاديث كهذا كثيرة وعرضتها بمواضع أخرى من الكتاب ومن هذا الباب، فالتعبدات لكائن وهمي ليس فعلًا فاضلًا يستحق الامتداح فليس فيه إحسان لأحد أو فعل فاضل كالبحث العلمي مثلًا والكتابة الأدبية والتأريخية والتنظيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدراسات العسكرية والإستراتيجية مما يفيد الأمم، أما جعل الحروب العدوانية الاحتلالية المسماة جهادًا بطبيعتها الإجرامية اللاأخلاقية في خانة واحدة مع بر الوالدين والإحسان إليهما فمثال لاعتباطية وتشويه مفهوم الأخلاق في الإسلام وما يشابهه كذلك من أديان كاليهودية ومسيحية القرون الوسطى قبل عصر التنوير الغربي.

 

وصية سخيفة بلا معنى

 

روى أحمد:

 

27546 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ أَبُو الْفَضْلِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ أَخِي مَا أَعْمَدَكَ (1) فِي هَذَا الْبَلَدِ - أَوْ مَا جَاءَ بِكَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا إِلَّا صِلَةُ مَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ فَقَالَ: أَبُو الدَّرْدَاءِ بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ (1) ، وَالْخُشُوعَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ "

قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَحَدَّثَنَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ،

قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِمَ فِي اسْمِ الشَّيْخِ فَقَالَ سَهْلُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ وَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْهُنَائِيُّ". (2)

 

(1) في (ظ6) : الركوع، وهي نسخة في (ظ2) و (ق) .

(2) إسناده حسن على وهم في تسمية أحد رواته، فقد وهم أحمد بن عبد الملك، فسمى صدقة بن أبي سهل سهل بن أبي صدقة، وقد نبه على ذلك عبد الله بن أحمد عقب هذا الحديث، وصدقة وكثير أبو الفضل الطفاوي من رجال "التعجيل"، وقد روى عنهما جمع، وذكرهما ابن حبان في "الثقات".

وبقية رجال الإسناد ثقات بعضهم رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1848) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2040) ، والطبراني في "الدعاء" (1848) ، وفي "الأوسط" (5022) من طرق عن صدقة بن أبي سهل، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن.

وسلف نحوه برقم (27497) .

قال السندي: قوله: بئس ساعة الكذب هذه، أي: لا يمكن أن أكذب هذه الساعة وأنا على الموت، والمراد أن حديثه مما يعتمد عليه.

 

هذا رجل عاش من العمر مديدًا ولم يحصل خلال حياته في حدود ما أتيح له من مصادر معلومات وحدود قدراته العقلية أي حكمة حقيقية أو قيمة إنسانية حقيقة أو علم حقيقي نافع، فكل ما خطر على باله كوصية مهمة أخيرة وكلمات أخيرة قبل الموت تعتبر هي الأهم هو مقولة ووصية تافهة خرافية عديمة القيمة والجدوى كهذه. وذكرت في مواضع أخرى من الكتاب قصة طريفة من (نهاية الأرب) للنويري لاستغلال معاوية لأبي ذر وأبي الدرداء لسذاجتهما في تطليق عبد الله بن سلام القرشي من وجهاء قريش لزوجته (وهو غير عبد الله بن سلام الإسرائيلي من أصحاب محمد) تطميعًا له بالزواج من بنت معاوية الخليفة، حيث أرسلهما فقط برسالة رغبة معاوية في تزويج ابنته ثم أكمل هو وابنته اللعبة، وذلك لأن يزيد بن معاوية كان يرغب بالزواج من زوجة القرشي، فطلقها ثم قالت له بنت معاوية أنها ستفكر في الأمر فأدرك الرجل أنه قد خُدِعَ، لكنْ انتهى الأمر بفشل الخدعة وتزوجها بعد الطلاق من حفيد محمد وابن علي بن أبي طالب ثم عودتها بعد كل فضيحة زوجها وفعله السيئ إليه بسماح وتطليق حفيد محمد لها.

 

معاقبة الناس على مجرد عقائدها

 

روى البخاري:

 

6208 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ

 

ورواه البخاري 3883 و6572.

 

وروى أحمد:

 

1763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ، قَالَ: " إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/165، ومن طريقه مسلم (209) (359) ، وأبو يعلى (6694) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9939) ، وابن منده في "الإيمان" (957) و (959) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الحميدي (460) ، ومسلم (209) (358) ، وأبو يعلى (6695) ، وابن منده (690) و (961) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به 0 وسيأتي برقم (1768) و (1774) و (1789) .

والضحضاح، قال ابن الأثير 3/75: هو في الأصل: ما رَق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.

قوله: "في الدرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقاً للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقاً للضحضاح، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العَرض، قال تعالى: (النار يُعْرَضونَ عليها) الآية [غافر: 46] ، وهو الذي تدلى عليه أحاديثُ عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (والذين كفروا أعمالُهم كسَرابٍ) الآية] النور: 39 [، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجُملة، وهو ينافي قوله تعالى: (فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين)] المدثر: 48 [، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفيُّ النفع بحيث يتخلصُ من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.

 

فكرة غير منطقية سخيفة حقًّا تتكرر في القرآن والأحاديث، إذا كان شخص ما صالحًا خيرًا طيبًا يحسن للناس والكائنات الحية، ولا يؤذي أحدها، فلماذا كإله مزعوم كان سيهتم بمجرد ما يعتقده الشخص من دين وخرافات، لو هناك إله وهو عادل فسيدخل هذا الشخص في جنة خمس نجوم، لأنه لم يفعل شرًّا. هناك تناقص آخر بين هذا الحديث والهامش يمكنك ملاحظته من هامش طبعة الرسالة الذي أوردته هنا وفي القرآن كذلك {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} الغاشية

 

وهو برأيي هراء وتعويج للقيم والمقاييس الأخلاقية السلمية، فجوهر الخير واحد وثابت ولا يهم اختلاف العقائد الشخصية للأشخاص.

 

المبايعة على الطاعة العمياء بلا تفكير ولا تقييم أخلاقي ومنطقي لما يقدم عليه التابع

 

وهو منهج جماعات الإرهاب وأصله يعود إلى نظام جماعة محمد الأولى في يثرب وعرضت كثيرًا من النصوص عن ذلك في باب تعالم العنف، وروى البخاري:

 

7055 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ

 

كان المسلمون الأوائل كما عرضت في كتاب حروب محمد الإجرامية وفي باب تعاليم العنف من هذه الموسوعة مستعدين بإشارة وإيماءة من محمد لقتل أي شخص بدون حتى غالبًا سؤاله عن السبب والداعي. وذكرت نماذج كثيرة للعنف والاغتيالات.

 

وانظر مسلم 56 و1709 و1867 وأحمد 15653 و22679 و22700 و22725 و22716 و22769 و22731 و22735 إلى 22737 و12203 و8953

 

الأحلام كوسيلة لمعرفة صحيح الدين والطقوس والأخلاق والقرارات بزعمهم

 

روى البخاري:

 

1567 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَمَرَنِي فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَعُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي أَقِمْ عِنْدِي فَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لِمَ فَقَالَ لِلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ

 

1688 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ الْمُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِهَا وَسَأَلْتُهُ عَنْ الْهَدْيِ فَقَالَ فِيهَا جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ قَالَ وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ إِنْسَانًا يُنَادِي حَجٌّ مَبْرُورٌ وَمُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَالَ آدَمُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَغُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ

 

رواه أحمد 2158 ومسلم 1242

 

2687 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أُمَّ الْعَلَاءِ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ قَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 116 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن سليمان قال أبو بكر حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة قال حصن كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال مالي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر

 

الأحلام بوضوح هي تمنيات وغرائز ورغبات العقل الباطن اللاواعي أو النصف واعٍ ومستقل الوعي تقريبًا، فهي لا تصلح كمقياس للأخلاق أو تقييم الناس، وهناك قصة طريفة في وفيات الأعيان لابن خلكان:

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

39050- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جمهان ، قَالَ : كَانَتِ الْخَوَارِجُ قَدْ دَعَوْنِي حَتَّى كِدْت أَنْ أَدْخُلَ فِيهِمْ ، فَرَأَتْ أُخْتَ أَبِي بِلاَلٍ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهَا رَأَتْ أَبَا بِلاَلٍ أَهْلَبَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، مَا شَأْنُك ، قَالَ : فَقَالَ : جُعِلْنَا بَعْدَكُمْ كِلاَبَ أَهْلِ النَّارِ.

 

38999- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْعَوَّامِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : رَأَى فِي الْمَنَامِ أَبُو المَيْسَرَةَ عَمْرَو بْنُ شُرَحْبِيلَ ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّي أُدْخِلْت الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ قِبَابًا مَضْرُوبَةً ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذِهِ ؟ فَقِيلَ : هَذِهِ لِذِي الْكَلاَعِ وَحَوْشَبٍ ، وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ ، قَالُوا : أَمَامَك قُلْتُ : وَكَيْفَ وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، قَالَ : قِيلَ : إنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ ، قَالَ : فَقِيلَ : لَقُوا بَرَحًا.

 

39019- حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : حدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ ، أَنَّ قَاضِيًا مِنْ قُضَاةِ الشَّامِ أَتَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، رُؤْيَا أَفْظَعَتْنِي ، قَالَ : مَا هِيَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يَقْتَتِلاَنِ ، وَالنُّجُومُ مَعَهُمَا نِصْفَيْنِ ، قَالَ : فَمَعَ أَيَّتِهِمَا كُنْت ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْقَمَرِ عَلَى الشَّمْسِ ، فَقَالَ عُمَرُ : {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} فَانْطَلِقْ فَوَاللهِ لاَ تَعْمَلُ لِي عَمَلاً أَبَدًا ، قَالَ عَطَاءٌ : فَبَلَغَنِي ، أَنَّهُ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ.

 

وكان شريك يشاحن الربيع صاحب شرطة المهدي، فكان يحمل المهدي عليه، فدخل شريك يوماً على المهدي فقال له المهدي: بلغني أنك ولدت في قوصرة، قال: يا أمير المؤمنين، ولدت بخراسان والقواصر هناك عزيزة، قال: إني لأراك فاطمياً خبيثاً، قال: والله إني لأحب فاطمة، وأبا فاطمة صلى الله عليه وسلم، قال: وأنا والله أحبهما، ولكني رأيتك في منامي مصروفاً وجهك عني، وما ذاك إلا لبغضك لنا، وما أراني إلا قاتلك لأنك زنديق، قال: يا أمير المؤمنين إن الدماء لا تسفك بالأحلام، وليست رؤياك رؤيا يوسف عليه السلام؛ وأما قولك إني زنديق فإن للزنادقة علامة يعرفون بها، قال: وما هي قال: شرب الخمور والضرب بالطنبور، قال: صدقت أبا عبد الله، وأنت خير من الذي حملني عليك.

 

من يعاشر عامة المسلمين يرى عجبًا في ذلك الصدد، فهم يتصورون أن الأحلام رؤى مقدسة تحتاج تفسيرًا وليس محض عبث عقل باطن، وفي عصر حكم مرسي عن الإخوان المسلمين لمصر كان هناك عجب العجب من أحلام مزعومة عن مباركة محمد نفسه لمرسي وأنه يفتح القدس ويحررها من اليهود إلى آخر ذلك الهراء الغث.

 

الله مشغول بالنظافة الشخصية لأجساد الناس

 

روى البخاري:

 

218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا مِثْلَهُ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 292 ] حدثنيه أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الواحد عن سليمان الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال وكان الآخر لا يستنزه عن البول أو من البول

 

وروى أحمد:

 

8331 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (689) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الِإسناد.

وسيأتي برقم (9033) و (9059) .

وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980) ، قال: مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول..." وهو متفق عليه.

 

نعم النظافة الشخصية في حد ذاتها سلوك جيد، لكن هل هذا الإله المزعوم الخرافي قد حل كل المشاكل من حروب ومجازر وإرهاب وفقر وجوع ومجاعات وناس وأطفال يعانون ولم يعد لديه سوى الاهتمام بالتطهر لدرجة أن معظم تعذيبه المزعوم للبشر لأجل ذلك السبب التافه، فأين ذهب السفاحون كرجال الجماعات الإرهابية الإسلامية المعاصرون وجهاديو عصر محمد الفاتحون والروم والفرس القدماء وهتلر النازي وشارون وبارك من الصهاينة وحافظ وبشار الأسد ربما وصدام حسين ورجالهم؟! أين مرتكبو مذابح التطهير العرقي البشعة في أفريقيا؟! أين المتعصبون الإرهابيون من مسلمين وهندوس على السواء في الهند؟! يبدو أنه إله سخيف مهتم بصغائر الأمور فقط. النظافة الشخصية عمومًا سلوك شخصي لا يضر الآخرين إجمالًا بل يضر من لا يهتم به فقط، هل من قواعد العدالة القانونية مثلًا أن تسجن شخصًا لأنه قذر وغير نظيف؟! هذا كلام غير معقول، وهذا هو حال الملة الإسلامية؛ انعدام المنطق تمامًا.

 

وروى البخاري:

 

6477 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ

 

6478 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْني ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2988 ] وحدثناه محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

 

أيضًا كلام لا يُعقَل، الكلام العادي واختلاف العقائد والآراء لا يستدعي تعذيب شخص تعذيبًا أبديًّا، وكما قلت في باب (مصادرة الحريات) اللاهوت الإسلامي نفسه لا يمثل قدوة صالحة جيدة للمسلمين ليحترموا حق الآخرين في حرية الاعتقاد، وهي مشكلة قائمة كذلك في اليهودية والمسيحية.

 

البخل لا يستوجب عقابًا جنائيًّا، حتى لو كان العقاب المزعوم من جانب إله مزعوم

 

روى أحمد:

 

23976 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْعَصَا وَفِي الْمَسْجِدِ أَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ، فِيهَا قِنْوٌ فِيهِ حَشَفٌ، فَغَمَزَ الْقِنْوَ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِهِ قَالَ: " لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " أَمَا وَاللهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي " قَالَ: فَقُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ . قَالَ: " يَعْنِي الطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ " قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَلَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ، هِيَ الْكَرَاكِيُّ

 

إسناده حسن، صالح بن أبي عَرِيب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو بكر الحنفي: اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/281، والبزار في "مسنده" (2759) و (2763) ، والطحاوي 4/201-202، وابن حبان (6774) ، والطبراني 18/ (99) ، والحاكم 2/285 و4/425-426 من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر، به - وهو عند بعضهم مختصر. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

وأخرجه عمر بن شبة 1/281-282 من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: ذكر لي عن عوف بن مالك... فذكره مختصراً.

وسيأتي الحديث برقم (23998) .

وفي باب تعليق القنو في المسجد عن البراء بن عازب عند الترمذي (2987) ، وابن ماجه (1822) .

وفي باب كراهية التصدق برذائل الأموال عن سهل بن حنيف عند ابن خزيمة (2313) ، والطحاوي 4/201، والحاكم 2/284.

وفي باب هجر المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7193) .

قال السندي: قوله: "أقناء" جمع قِنو -بكسر فسكون-: العِذق بما فيه من الرُّطَب. "حَشَفٌ" بفتحتين: هو اليابس الفاسد من التمر. قلنا: والكَرَاكي: جمع كُرْكي: وهو طائر معروف، كبير أغبر اللون، طويل العنق والرجلين، أبتر الذنب، قليل اللحم، يأوي إلى الماء أحياناً. "المعجم الوسيط" 2/784.

 

الشطر الثاني من الحديث أسطورة ملفقة مضافة لا أعتقد شخصيًّا أنها من كلام محمد ولا أساطيره الأصيلة الحقيقية التي قالها. أما الأخ الذي فسر عوافي الطير بالكراكي يعني طائر الغاق ذو الفم الكبير الذي يصطاد السمك به فتفسير عجيب غير معقول بالنظر إلى عدم مناسبة بيئة الصحراء العربية له، لو كان الحديث عن دولة بها نهر أو أنهار كمصر وسوريا ولبنان لقبلنا تفسيرًا كهذا مبدئيًّا.

 

23998 - حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ أَقْنَاءَ حَشَفٍ، فَطَعَنَ بِالْعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ، ثُمَّ قَالَ: "لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

 

إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطّان.

وأخرجه أبو داود (1608) ، والنسائي 5/43-44، وابن ماجه (1821) ، وابن خزيمة (2467) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/85-86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسلف بأطول مما هنا برقم (23976)

 

كون الشخص لم يعط مقدارًا جيدًا ونوعية مقبولة جيدة من الإحسان لا يجعله بالضرورة مستحقًا لعقاب كتجويعه بعدم توفير طعام له سوى الحشف، فما يفعله هو تطوع غير واجب رغم بخله، البخل صفة مرذولة للشخص القادر المقتدر المتيسر الحال، رغم ذلك فبعض الناس الطيبون الذين عرفتهم كانوا كذلك لعلة في نفوسهم، وكانت سمتهم هي الحرص الشديد والبخل رغم ثراء بعضهم، ونادرًا ما رأيتهم قدموا لفقير أي شيء، وما يجب أن يلتزم به المواطن على أية حال هو المقدار القانوني المفروض للضرائب الواجبة عليه فيدفعها بأمانة وبلا تلاعب، فإن لم يفعل غير ذلك فلا ملامة عليه عامة، ويُفترَض بالدولة أن تنفق تلك الضرائب على الفقراء، لكن هناك خلل في كثير من الدول  العربية والإسلامية فالمال الرسمي المدفوع كضرائب تدخل في ميزانية وخزانة الدولة لا يصل إلى الفقراء أو يصل من أقل القليل فقط، لذلك يعتبر المسلمون عامة الضرائب الحكومية غير زكاتهم وإحساناتهم لأنهم يريدون ضمان وصولها لفقراء يعرفونهم ويدركونهم وهذا تصرف معقول منهم، لكن هذه العيوب أصيلة في الدول  العربية والإسلامية الحالية، لا شك أنه في دول الغرب يوجد بجانب دفع الضرائب الرسمية تطوعات وتبرعات أخرى لبعض فضلاء دافعي الضرائب للجمعيات الخيرية والطبية والتعليمية وخلافه، لكن هناك تقوم الدولة بدورها تجاه الفقراء كذلك إلى حد كبير. والحالة الوحيدة التي نحكم فيها بحكم جنائي بسبب البخل لو جاء شخص إلى باب البخيل القادر وهو على وشك الموت طالبًا طعامًا أو ماءً لإنقاذ حياته فامتنع عن ذلك، ومع ذلك لا توجد جريمة أو تقصير في كل الحياة يتساوى مع عقوبة أبدية مزعومة، مهما كانت شدة أو بشاعة التقصير أو الجريمة، لأنه فعل محدود زمنيَّا.

 

الغنى والثراء ليس عيبًا

 

بل العيب والخطأ هو الاستئثار وعدم الإحسان إلى المحتاجين بالأساسيات فهو واجب اجتماعي

 

روى أحمد:

 

21395 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا. قَالَ: قَالَ لِي: "انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ " قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَهَذَا عِنْدَ اللهِ أَخْيَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلِ هَذَا"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن مُسهِر، فمن رجال مسلم. وهو في "الزهد" للمصنف ص27-28، وقال فيه: حدثنا وكيع ووافقه زائدة، حدثنا الأعمش... إلخ.

وهو في "زهد" وكيع أيضاً (144) ، وعنه أخرجه ابن أبي شيبة 13/222.

وأخرجه ابن حبان (681) من طريق أبي أسامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (21398) عن أبي معاوية عن زائدة بن قدامة عن الأعمش.

وأخرجه البزار في "مسنده" (4018) و (4019) من طريق يونس بن بكير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/115-116 من طريق الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن المعرور بن سُوَيد، عن أبي ذر.

وسيأتي الحديث من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر بالأرقام (21396) و (21397) و (21493) .

قوله: "أرفع رجل" أي: الرفعة من حيث الدنيا.

"الأخلاق" جمع خَلَقٍ بفتحتين، وهو الثوب العتيق.

 

وروى البخاري:

 

6268 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا يَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلَاثٌ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَأَرَانَا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْأَكْثَرُونَ هُمْ الْأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا ...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 94 ] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو كريب كلهم عن أبي معاوية قال يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر قال قلت لبيك يا رسول الله قال ما أحب أن أحدا ذاك عندي ذهب أمسى ثالثة عندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا حثا بين يديه وهكذا عن يمينه وهكذا عن شماله قال ثم مشينا فقال يا أبا ذر قال قلت لبيك يا رسول الله قال إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا مثل ما صنع في المرة الأولى قال ثم مشينا قال يا أبا ذر كما أنت حتى آتيك قال فانطلق حتى توارى عني قال سمعت لغطا وسمعت صوتا قال فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت أن أتبعه قال ثم ذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك قال فانتظرته فلما جاء ذكرت له الذي سمعت قال فقال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق

 

رواه أحمد 21347

 

وروى أحمد:

 

21782 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغَيْرُهُ: إِلَّا أَصْحَابَ الْجَدِّ، مَحْبُوسُونَ، إِلَّا أَصْحَابَ النَّارِ فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مِقسَم المعروف بابن عُليَّة، وسليمان: هو ابن طَرْخان، وأبو عثمان النَّهدي: هو عبد الرحمن بن ملٍّ .

وأخرجه البخاري (5196) و (6547) من طريق إسماعيل بن عليَّة، بهذا الإسناد .

وأخرجه عبد الرزاق (20611) ، ومسلم (2736) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" لأبيه ص 24، والنسائي في "الكبرى" (9265) و (9270) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/295، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/9، وابن حبان (675) و (692) و (7456) ، والطبراني في "الكبير" (421) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (768) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (193) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/149، وابن عبد البرِّ في "التمهيد" 3/322، وفي "جامع بيان العلم وفضله" 2/17، والبغوي في "شرح السنة" (4063) و (4064) من طرق عن سليمان التيمي، به .

وسيأتي عن يحيى بن سعيد، عن التيمي برقم (21825) .

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6611) ، وانظر تتمة شواهده هناك .

"أصحاب الجَدِّ" أي: أصحاب الغنى.  وقوله: "محبوسون": قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/420: أي: ممنوعون من دخول الجنة مع الفقراء من أجل المحاسبة على المال، وكأن ذلك عند القنطرة التي يتقاصُّون فيها بعد الجَوَاز على الصِّراط .

 

حديث دخول الفقراءِ الجنةَ قبل الأغنياء

 

ككل الأديان عمومًا عمل الإسلام على إبقاء الأوضاع الطبقية كما هي، وأعطى الفقراء الذين لم تعطهم الدولة الحد الأدنى من الكفاية آمالًا وهمية، ومنها حديث دخول الفقراء للجنة قبل الأغنياء، وبالمقارنة بين روايات الأحاديث سنعرف أنه مجرد تلفيق وأكاذيب متناقضة.

 

روى مسلم:

 

[ 2979 ] قال أبو عبد الرحمن وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وأنا عنده فقالوا يا أبا محمد إنا والله ما نقدر على شيء لا نفقة ولا دابة ولا متاع فقال لهم ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان وإن شئتم صبرتم فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا قالوا فإنا نصبر لا نسأل شيئا

 

رواه أحمد 6578 بلفظ (فَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْنَاكُمْ مِمَّا عِنْدَنَا) وأخرجه ابنُ حبان (678) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 2/339، والنسائي في "الكبرى" (5876) ، وابن حبان (677) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (455) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به. وانظر (6570) و (6571) .

 

عبد الله بن عمرو بن العاص كان شخصية مقربة من السلطة الحاكمة وهو ابن عمرو بن العاص، ومقرب من معاوية نفسه ومن أقاربه، لكنه كان متعاطفًا مع الرعية، ويحمل بعض اللوم لأقاربه على ظلمهم للشعوب، لكنه في نهاية الأمر كان يميل إلى قومه الأمويين من البيت الحاكم فيعمل على تخدير عقول الناس بالأوهام الدينية وهو عمل هام لمنع التفكير والثورة ضد الظلم السياسي للسلطة الحاكمة.

وروى الترمذي:

 

2352 - حدثنا عبد الأعلى بن واصل الكوفي حدثنا ثابت بن محمد العابد الكوفي حدثنا الحرث بن النعمان الليثي عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة لم يا رسول الله؟ قال إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة

قال أبو عيسى هذا حديث غريب

 

قال الألبانيّ: صحيح

 

وعلى النقيض توجد رواية مناقضة لحديث الأربعين خريفًا أو سنة السابق هذا، فروى أحمد:

 

7946 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/246، وابن ماجه (4122) ، والترمذي (2353) و (2354) ، والنسائي في "الكبرى" (11348) ، وابن حبان (676) ، وأبو نعيم 7/91 و8/212 و250 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (8521) و (9823) .

 

تحريم اكتناز الذهب والفضة والادخار عمومًا

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} التوبة

 

ما أن قام دين الإسلام كدين مؤسسي حتى حدث فيه نفس الشيء، طبيعة الدين عمومًا أنه خداع للسذج والمستغفَلين، وحصول على الأموال والخضوع منهم، العيب الذي في بعض رجال الدين المسيحي يوجد كذلك في رجال الدين الإسلامي وكل الأديان الأخرى كاليهودي والهندوسي والبودي، وقد تختلف درجات ذلك، ويظل هناك رجال دين أشرف من آخرين بالتأكيد، لكن معظم ربح ورواتب رجال الدين هي مقابل أدائهم لا شيء، مجرد ترويج خرافات وجهل وعزاآت وهمية، أما وصفهم بأنهم يصدون عن "سبيل الله" ودينه، ففي دولة متحضرة متمدنة لا يكون هناك تمييز على أساس ديني، أو تحديد دين على أنه الحق والحقيقة ودين الدولة الذي تميز أتباعه على باقي المواطنين المعتقدين بمذاهب وأديان أخرى، لأن المعتقد نفسه أيًّا كان ليس فضيلة أو مفخرة في حد ذاته، بما فيه العقلانية – الإلحاد، بل أخلاق الإنسان وقيمته الإنسانية وتساميه وتعاطفه وإحسانه للآخرين وأمانته وشرفه هي ما تعلي من شأنه وكذلك كفاءته وإخلاصه في عمله.

 

تتضمن هذه الآية كذلك تحريضًا على تمويل الإرهاب، ونهيًا للناس عن اكتناز الذهب والفضة، والتبرع بها لحروب محمد وإرهابه وشروره بدعوى أنه من باب أفعال الخير والإحسان، لم يعمل أحد من الأثرياء المعروفين عمومًا في زمنه كعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان بتعاليم كهذه ولم يصيروا فقراء، ادعى البعض أن هذه آية منسوخة، لكن هذا باطل لأنها في إحدى أواخر السور التي قالها محمد، سنة 9ه، ورأى فيها البعض تناقضًا مع الآيات المحددة لنصيب معين كنسبة من أموال الأثرياء:

 

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}

 

لكن كما نعلم من كتب السيرة وتأريخ القرآن، ففرض تشريع الزكاة كان سنة 2 ه بعد موقعة بدر، قال ابن كثير في السيرة:

 

... قُلْتُ: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ فِيمَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ فُرِضَتِ الزَّكَاةُ ذَاتُ النُّصُبِ: كَمَا سَيَأْتِي تَفْصِيلُ ذَلِكَ كُلِّهِ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ.

 

.... وَفِيهَا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ، عَلَى مَا سَلَفَ.

وَفِيهَا فُرِضَ الصِّيَامُ، صِيَامُ رَمَضَانَ، كَمَا تَقَدَّمَ.

وَفِيهَا فُرِضَتِ الزَّكَاةُ ذَاتُ النُّصُبِ وَفُرِضَتْ زَكَاةُ الْفِطْرِ.

وَفِيهَا خَضَعَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْيَهُودِ الَّذِينَ هُمْ بِهَا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ وَبَنِي النَّضِيرِ وَبَنِي قُرَيْظَةَ وَيَهُودِ بَنِي حَارِثَةَ وَصَانَعُوا الْمُسْلِمِينَ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ طَائِفَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْيَهُودِ وَهُمْ فِي الْبَاطِنِ مُنَافِقُونَ، مِنْهُمْ مَنَ هُوَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ انْحَلَّ بِالْكُلِّيَّةِ فَبَقِيَ مُذَبْذَبًا لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ، كَمَا وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.

 

ولدينا أحاديث تحدد نصابًا معينًا محددًا للزكاة على الأموال والأغنام والتمر عن محمد، ما يكشف تناقضًا وأن غرضه كان التشديد والتخويف فقط ليُسقطوا بعض أمواله في كيسه لتمويل حروبه ونفقاته، وأحاديث تقول بنسخ هذه الآية وهو غير صحيح، لأنها من آخر ما صاغه محمد، روى البخاري:

 

1404 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا  فَوَيْلٌ لَهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ

                                                                                                                                                        
1405 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ

وفي الأحاديث الشهيرة الطويلة في مسند أحمد مثل 72 و4634، ومصنف عبد الرزاق في أوله، تحدد نسب معينة على عدد الأغنام والمواشي للزكاة، وعند البخاري 1454 و1448.

 

وعلى النقيض بعض الوعّاظ الزاهدين ذوي الميول الاشتراكية تمسكوا بنصها، لذلك تعرض أحدهم للنفي والتكدير وعزله عن الناس على يد عثمان لفساده هو وحاشيته وعشيرته، وهو أبو ذر الغفاري، روى البخاري:

 

1406 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ سَمِعَ هُشَيْمًا أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ مَا أَنْزَلَكَ مَنْزِلكَ هَذَا قَالَ كُنْتُ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ فِي {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قَالَ مُعَاوِيَةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ فَقُلْتُ نَزَلَتْ فِينَا وَفِيهِمْ فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي ذَاكَ وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَشْكُونِي فَكَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ اقْدَمْ الْمَدِينَةَ فَقَدِمْتُهَا فَكَثُرَ عَلَيَّ النَّاسُ حَتَّى كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَذَكَرْتُ ذَاكَ لِعُثْمَانَ فَقَالَ لِي إِنْ شِئْتَ تَنَحَّيْتَ فَكُنْتَ قَرِيبًا فَذَاكَ الَّذِي أَنْزَلَنِي هَذَا الْمَنْزِلَ وَلَوْ أَمَّرُوا عَلَيَّ حَبَشِيًّا لَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ

 

وكانت أحكام محمد المتشددة المبكرة تتضمن ذلك:


2289 - حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ فَقَالُوا صَلِّ عَلَيْهَا فَقَالَ هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَالُوا لَا قَالَ فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا لَا فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلِّ عَلَيْهَا قَالَ هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ قِيلَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالُوا صَلِّ عَلَيْهَا قَالَ هَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا لَا قَالَ فَهَلْ عَلَيْهِ

 

وروى أحمد:

 

16527 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، صَلِّ عَلَيْهَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ شَيْئًا ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا ؟ "، قَالُوا: لَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ "، قَالُوا: ثَلَاثَ دَنَانِيرَ، قَالَ: " ثَلَاثُ كَيَّاتٍ "، قَالَ: فَأُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 4/65، وابن حبان (3264) ، وبتمامه الطبراني في "الكبير" (6291) ، والبيهقي في "السنن" 6/72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (16510) .

 

16510 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِأُخْرَى فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، قَالَ: فَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ ثَلَاثَ كَيَّاتٍ، قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ دَيْنٍ ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6290) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد، بهذا الإسناد. وسمى الرجل من الأنصار بأنه أبو قتادة. قلنا: سيأتي التصريح به كذلك في الرواية الآتيه برقم (16527) ، وسيأتي من حديث قتادة 5/297. وأخرجه البخاري (2295) مختصراً، والبيهقي 6/75 من طريق أبي عاصم، عن يزيد، به. إلا أن في رواية البيهقي في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أتي بجنازة ثانية: "هل ترك من دين؟" قالوا: نعم أو قالوا: لا، على الشك. وأخرجه بنحوه البخاري (2289) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2153) - عن مكي بن إبراهيم، عن يزيد، به. وأخرجه البيهقي 6/72 من طريق عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مكي ابن إبراهيم، به، إلا أنه خالف في قوله: "هل عليه دين؟ " قالوا: لا، قال: "هل ترك شيئاً؟ " قالوا: نعم، فصلى عليه، ورواية البخاري من طريق مكي: "هل عليه دين؟" قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئاً؟ " قالوا: لا، فصلى عليه. وعبد الملك صدوق يخطئ، قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فَكثُرَتِ الأوهام في روايته.  وأخرجه بنحوه مختصراً ابن أبي شيبة 3/371، والطبراني في "الكبير" (6258) من طريق إياس بن سلمة، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (16527) ، وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3843). وفي الباب من حديث أبي هريرة، وقد سلف برقم (7899) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

 

9538 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى رَجُلٍ تَرَكَ دِينَارَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البزار (3650 - كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372 عن عبد الله بن نمير، عن فضيل بن غزوان، به. وسيأتي برقم (10400) .

 

3843 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَمَاتَ، فَأُوذِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا ؟ " فَقَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ ".

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372، وأبو يعلى (4997) ، من طريق أبي أسامة، عن زائدة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق. وسيأتي برقم (3943) ، وبنحوه برقم (3914) و (3994) و (4367) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (788) و (1155) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/356. وعن جابر، سيرد 3/342. وعن أبي أمامة، سيرد 5/253. وأخرجه الطيالسي (357) ، والبزار (3652) "زوائد"، وأبو يعلى (5037) و (5115) ، وابن حبان (3263) ، والبيهقي في "الشعب " (6962) من طرق عن حماد بن زيد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.

 

3914 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوُجِدَ فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات: رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسلف بنحوه برقم (3843) ، وسيأتي برقم (3994) و (4367) . وسيرد تخريجه في الثاني منهما. تخريج 4367: وأخرجه الطيالسي (357) ، والبزار (3652) "زوائد"، وأبو يعلى (5037) و (5115) ، وابن حبان (3263) ، والبيهقي في "الشعب " (6962) من طرق عن حماد بن زيد

 

(23711) 24112- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا احْتُضِرَ سَلْمَانُ بَكَى وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا فَتَرَكْنَا مَا عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ يَكُونَ بُلْغَةُ أَحَدِنَا مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ قَالَ : ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا تَرَكَ فَإِذَا قِيمَةُ مَا تَرَكَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا ، أَوْ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُونَ دِرْهَمًا.

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه مرسل، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لا يعرف له سماع من سلمان، وقد توبع. منصور: هو ابن زاذان.  وهو عند الإمام أحمد بن حنبل في "الزهد" ص28-29.

وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10397) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد.

وأخرجه وكيع في "الزهد" (67) ، وعبد الرزاق (20632) ، وابن سعد في "الطبقات" 4/91، وحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (966) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/196 و2/237، والبيهقي في "الشعب" (10394) من طرق عن الحسن البصري، به.

وأخرجه ابن ماجه (4104) ، والطبراني في "الكبير" (6069) ، وأبو نعيم 1/197 من طريق أنس بن مالك، عن سلمان.

وأخرجه ابن حبان (706) ، والطبراني في الكبير" (6182) ، وأبو نعيم 1/197 من طريق عامر بن عبد الله، عن سلمان.

وأخرجه أحمد في "الزهد" ص152، وابن سعد 4/90-91، وابن أبي شيبة 13/220، وهنَّاد في "الزهد" (566) ، والحاكم 4/317، وأبو نعيم 1/195-196، والبيهقي في "الشعب" (10395) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة ابن نافع عن بعض أشياخه، عن سلمان.

وأخرجه أبو نعيم 1/195 من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، عن سلمان.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10396) من طريق زائدة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن سلمان - ليس بينهما أحد.

وأخرجه مختصراً ومطولاً ابن سعد 4/91، وابن أبي عاصم في "الزهد" (169) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/78-79، والطبراني في "الكبير" (6160) ، وأبو نعيم 1/196-197، والقضاعي في "مسند الشهاب" (728) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص262-263 من طريق سعيد بن المسيب، عن سلمان.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (169) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/78-79، والطبراني في "الكبير" (6160) ، وأبو نعيم 1/196 و2/237، والقضاعي (728) من طريق مورِّق العِجْلي، عن سلمان.

وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (967) من طريق مورِّق العِجْلي، عن بعض أصحابه، عن سلمان.

وفي الباب عن خباب بن الأرت: أخرجه الحميدي (151) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (170) ، وأبو يعلى (7214) ، والطبراني في "الكبير" (3695) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/360، والبيهقي في "الشعب" (10400) و (10401) .

وعن عائشة: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/76، والترمذي (1780) ، والحاكم 4/312، والبيهقي في "الشعب" (6181) و (10398) ، والبغوي في "شرح السنة" (3115) . والبكري في "الأربعين" ص92.

وانظر "مجمع الزوائد" 10/253 و254.

 

453 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الزَّبَادِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ : أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصَاهُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : يَا كَعْبُ ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا ، فَمَا تَرَى فِيهِ ؟ فَقَالَ : إِنْ كَانَ يَصِلُ فِيهِ حَقَّ اللهِ فَلا بَأْسَ عَلَيْهِ . فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا ، وَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ لِي هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي ، أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ سِتَّ أَوَاقٍ " أَنْشُدُكَ اللهَ يَا عُثْمَانُ ، أَسَمِعْتَهُ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ؟ قَالَ : نَعَمْ.

 

إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ، وجهالة مالك بن عبد الله الزبادي. وهو في " فتوح مصر " ص 286 من طريق ابن لهيعة ، بهذا الإسناد . وفيه " البردادي ". وسيأتي المرفوع منه بنحوه في مسند أبي ذر 5 / 52 و160 - 161 .

 

وروى البخاري ما يشهد لقول حديث أحمد بشبه اللفظ المرويّ عن محمدٍ:

 

1407 - حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ جَلَسْتُ و حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالْهَيْئَةِ حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ بَشِّرْ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ يَتَزَلْزَلُ ثُمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَقُلْتُ لَهُ لَا أُرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلْتَ قَالَ إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا  1408 - قَالَ لِي خَلِيلِي قَالَ قُلْتُ مَنْ خَلِيلُكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَتُبْصِرُ أُحُدًا قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنْ النَّهَارِ وَأَنَا أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وَإِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْقِلُونَ إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا لَا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ

 

6957 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ فَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ قَالَ وَاللَّهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِي رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ فَخَافَ أَنْ تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ فَبَاعَهَا بِإِبِلٍ مِثْلِهَا أَوْ بِغَنَمٍ أَوْ بِبَقَرٍ أَوْ بِدَرَاهِمَ فِرَارًا مِنْ الصَّدَقَةِ بِيَوْمٍ احْتِيَالًا فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ إِنْ زَكَّى إِبِلَهُ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ بِيَوْمٍ أَوْ بِسِتَّةٍ جَازَتْ عَنْهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 992 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي العلاء عن الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل قال فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا قال فأدبر واتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم قال إن هؤلاء لا يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته فقال أترى أحدا فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له فقلت أراه فقال ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا قال قلت مالك ولإخوتك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم قال لا وربك لا أسألهم عن دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله

 

 [ 992 ] وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب حدثنا خليد العصري عن الأحنف بن قيس قال كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر وهو يقول بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم قال ثم تنحى فقعد قال قلت من هذا قالوا هذا أبو ذر قال فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقول قبيل قال ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه

وروى أحمد:

 

8185 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ " قَالَ: " يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ " قَالَ: " وَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6957) ، والبغوي بإثر الحديث (1561) . وانظر أحمد برقم (7756) و(8933) ومسلم 988 .

 

17137 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ: " كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ الشِّدَّةُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى قَوْمِهِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِيهِ بَعْدُ، فَلَمْ يَسْمَعْهُ أَبُو ذَرٍّ، فَيَتَعَلَّقَ أَبُو ذَرٍّ بِالْأَمْرِ الشَّدِيدِ "

 

حديث حسن، حسن الأشيب- وهو ابن موسى، وإن روى عنه ابن لهيعة بعد الاختلاط- متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبيد الله بن المغيرة: هو ابن معيقيب السبئي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7166) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/154، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف، رواه الطبراني في "الكبير".

إذن ليس خطأ أبي ذر كون محمد صاحب تعاليم متناقضة متضاربة بصورة لا تقبل التوفيق بين متنافراتها.

 

21384 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي ذَرٍّ، فَخَرَجَ عَطَاؤُهُ وَمَعَهُ جَارِيَةٌ لَهُ، فَجَعَلَتْ تَقْضِي حَوَائِجَهُ، قَالَ: فَفَضَلَ مَعَهَا سَبْعٌ، قَالَ: فَأَمَرَهَا أَنْ تَشْتَرِيَ بِهِ فُلُوسًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَوْ ادَّخَرْتَهُ لِلْحَاجَةٍ تَنُوبُكَ، أَوْ لِلضَّيْفِ يَنْزِلُ بِكَ. قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إِلَيَّ " أَنْ أَيُّمَا ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أُوكِيَ عَلَيْهِ، فَهُوَ جَمْرٌ عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى يُفْرِغَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الصامت، فمن رجال مسلم. وأخرجه البزار في "مسنده" (3926) ، والطبراني (1634) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/162 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (1641) من طريق منصور بن زاذان، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن الصامت، به- ولم يذكر فيه قصة. وسيأتي برقم (21561) و (21528) عن يزيد بن هارون عن همام. وسيأتي بنحوه برقم (21480) من طريق أبي مجيبٍ عن أبي ذر.  وانظر (21451) و (21470) .

قوله: "تنوبك" قال السندي: أي: تنزل بك.  "أُوكي" بلا همز في آخره، أي: ربط عليه.

 

21451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْأَقْنَعِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ يَرَوْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: مَا يُفِرُّ النَّاسَ؟ قَالَ: "إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ بِالَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عبد الله بن يزيد بن الأقنع روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 7/27، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الحاكم 4/522 من طريق عَبْدان، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي في "تلخيصه" وهو تساهل منهما. وقد تحرف "عبدان" في المطبوع منه إلى: عبد الرزاق، وصححناه من "إتحاف المهرة" 14/103. وسيأتي برقم (21534) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري. وانظر (21384) و (21425) .

 

21470 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ، قَالَ أَبُو جُرَيٍّ: أَيْنَ لَقِيتَ خُلَيْدًا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أُنَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ أَبُو ذَرٍّ، حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ قَالَ: "لِيُبَشَّرِ الْكَنَّازُونَ بِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ ظُهُورِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ بُطُونِهِمْ، وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ ". قَالَ: ثُمَّ تَنَحَّى فَقَعَدَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تُنَادِي بِهِ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا قَدْ سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ (1)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، خُليدٌ العَصَري -وهو ابن عبد الله- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعةً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الأشهب: هو جعفر بن حيَّان. وأخرجه مسلم (992) (35) ، وابن حبان (3260) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، والبزار في "مسنده" (3901) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن أبي الأشهب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (21485) و (21486) من طريق أبي نعامةَ عن الأحنف بن قيس. وأخرجه بنحوه البخاري (1407) ، ومسلم (992) (34) ، وابن حبان (3259) من طريق أبي العلاء بن الشخير، عن الأحنف بن قيس، به. ورواية مسلم وابن حبان مطولة، وفيها: "ما يسرني إن لي مثل أحد ذهباً أُنفقه كُلَّه إلا ثلاثة دنانير" وهذه الزيادة سلفت في "المسند" برقم (21425). وأخرجه البزار في "مسنده" (3902) من طريق أبي عقيل بشير بن عقبة الناجي، عن رجل، عن الأحنف، به. وأخرج عبد الرزاق (6865) عن معمر، عن قتادة، عن أبي ذر موقوفاً قال: بشر أصحاب الكنوز بكيٍّ في الجباه، وفي الجنوب، وفي الظهور، وقتادة لم يدرك أبا ذرّ. وانظر ما سلف برقم (21384) و (21451) .

 

21485 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا أُرِيدُ الْعَطَاءَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَلَسْتُ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ حِلَقِ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ أَسْمَالٌ لَهُ قَدْ لَفَّ ثَوْبًا عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: "بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ فِي الْجِبَاهِ، وَبِكَيٍّ فِي الظُّهُورِ، وَبِكَيٍّ فِي الْجُنُوبِ "، ثُمَّ تَنَحَّى إِلَى سَارِيَةٍ، فَصَلَّى خَلْفَهَا رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تُنَادِي بِهِ؟ قَالَ: "مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، إِنِّي كُنْتُ آخُذُ الْعَطَاءَ مِنْ عُمَرَ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً، وَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ دَيْنًا، فَإِذَا كَانَ دَيْنًا فَارْفُضْهُ.

 

 صحيح على شرط مسلم. أبو نعامة: هو السَّعدي، وقيل: اسمه عبد ربِّه، وقيل: عمرو.

 

21530 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ، حَدِيثٌ، فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: قَدْ لَقِيتَ فَاسْأَلْ. قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ " قَالَ: نَعَمْ، فَمَا أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى خَلِيلِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلَاثًا يَقُولُهَا، قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4] ، وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ، وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمُ الْكَرَى وَالنُّعَاسُ، فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ " قَالَ: قُلْتُ: مَنِ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ؟ قَالَ: "الْفَخُورُ الْمُخْتَالُ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18] ، وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ، وَالتَّاجِرُ أَوِ الْبَيَّاعُ (1) الْحَلَّافُ " قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا الْمَالُ؟ قَالَ: فِرْقٌ لَنَا وَذَوْدٌ، يَعْنِي بِالْفِرْقِ: غَنَمًا يَسِيرَةً، قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُ، إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ صَامِتِ الْمَالِ؟ قَالَ: مَا أَصْبَحَ لَا أَمْسَى، وَمَا أَمْسَى لَا أَصْبَحَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا لَكَ وَلِإِخْوَتِكَ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: وَاللهِ لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينِ اللهِ حَتَّى أَلْقَى اللهَ وَرَسُولَهُ ثَلَاثًا يَقُولُهَا (2)

 

(1) في (م) و (ر) و (ق) : والبيَّاع.

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن شيبان، فمن رجال مسلم. يزيد شيخ المصنف: هو ابن هارون، ويزيد أبو العلاء: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّير. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2784) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، دون القطعة الأخيرة منه. وأخرجه الطيالسي (468) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (128) ، والبيهقي 9/160، وأخرجه البزار في "مسنده" (3908) ، والطحاوي (2784) من طريق أبي عامر العقدي، والطحاوي أيضاً (2784) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 8/132 من طريق أبي نعيم، والطبراني في "الكبير" (1637) ، والحاكم 2/88 - 89 من طريق مسلم بن إبراهيم، أربعتهم (الطيالسي وأبو عامر وأبو نعيم ومسلم بن إبراهيم) عن الأسود بن شيبان، به. وانظر ما سلف برقم (21340) .

 

21425 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلَقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ إِلَّا كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ. فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ " فَأَجَبْتُهُ فَقَالَ: "هَلْ تَرَى أُحُدًا؟ " فَنَظَرْتُ مَا عَلَا مِنَ الشَّمْسِ وَأَنَا أَظُنُّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ، فَقُلْتُ: أَرَاهُ. قَالَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ الدَّنَانِيرِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عليَّة، والجُريري: هو سعيد بن إياس، وأبو العلاء بن الشخير: هو يزيد بن عبد الله. وأخرجه مسلم (992) (34) ، وابن حبان (3259) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وساقاه بتمامه. وأخرجه كذلك البخاري (1407) و (1408) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوارث بن سعيد، عن الجريري، به. وانظر ما سيأتي برقم (21451) و (21534) وانظر ما سلف (21322) .وقصة ملأ قريش التي لم يسق المصنف لفظها ستأتي عنده مفردة بالأرقام (21470) و (21485) و (21486) .

 

وبسبب أسلوب أبي ذر الغليظ نفاه عثمان ونكَّل به ما سأذكر في باب (الأحداث بعد موت محمد) لدرجة حمله على ركوبة عرية بلا سرج من الشام إلى المدينة لتعذيبه وإيلامه، ثم نفيه. الأسلوب الغليظ الشمولي الفارض لنفسه له خيف أن يتحول إلى قيادة ثورة ضد الطبقية التي ازدادت في عصر عثمان بسبب سياساته.

 

خير القرون قرنه وجيله بزعمهم

روى البخاري:

 

6428 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ قَالَ حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ مُضَرِّبٍ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ فَمَا أَدْرِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ

 

6429 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ

 

2651 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ

 

6430 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ خَبَّابًا وَقَدْ اكْتَوَى يَوْمَئِذٍ سَبْعًا فِي بَطْنِهِ وَقَالَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِالْمَوْتِ إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضَوْا وَلَمْ تَنْقُصْهُمْ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ وَإِنَّا أَصَبْنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ

 

3673 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ تَابَعَهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَاضِرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ

 

رواه أحمد 11079 و11516.

وروى مسلم:

 

[ 2533 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وهناد بن السري قالا حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم بن يزيد عن عبيدة السلماني عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذين يلوني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته لم يذكر هناد القرن في حديثه وقال قتيبة ثم يجيء أقوام

 

[ 2534 ] حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم عن أبي بشر ح وحدثني إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم والله أعلم أذكر الثالث أم لا قال ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا

 

[ 2535 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن غندر قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا جمرة حدثني زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدرى أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثة ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن

 

[ 50 ] حدثني عمرو الناقد وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد واللفظ لعبد قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم بن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت بن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته بن عمر قال صالح وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع

 

وانظر أحمد 3594 و3963 و4379.

 

[ 2541 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه

 

وروى أحمد:

 

7957 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ " قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ: فَرَفَضَهُمْ.

 

إسناده جيد. صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري.

وهذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8483) . وفي معناه انظر ما سلف برقم (7123) .

وقوله: "فرفضهم"، قال السندي: أي: تركهم ولم يذكر لهم فضلاً.

 

8483 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ فَقَالَ: " أَنَا، وَالَّذِينَ مَعِي، ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ ، ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ "، ثُمَّ كَأَنَّهُ رَفَضَ مَنْ بَقِيَ.

 

إسناده جيد. وانظر (7957) .

 

هذا باطل، بل هو من شر القرون والأجيال، من جيل قام بالإرهاب والعدوان على الشعوب الأخرى والفتوحات واستعباد البشر وخطف وسبي النساء والفتيات ونهب الشعوب وتقتيل البشر، ويتخيل المتدينون عصر محمد وأتباعه الأوائل صحبه على أنه عصر نموذجي لا يمكن أو يصعب تحقيق شيء رائع عظيم مثله، والحقيقة أن أخلاق البشر في العموم تتحسن وتتطور، وقد صارت أفضل بكثير منه همجية ووحشة عصر محمد والروم والفرس القدماء. أما من يتبعون سنة محمد ونص قرآنه حرفيًّا واتباعًا صحيحًا فهم إرهابيون معروفون مطاردون دوليًّا من الحكومات فهذه هي السنة والمضي على الأثر كما في سيرة محمد وفتوحات أصحابه وتابعيه من بعده في عصور الخلافات الإسلامية.

 

نبوآت مزعومة متشاءمة باطلة عن ديمومة واستمرار الدكتاتورية والصرعات على السلطة داخليَّا بين المسلمين

 

روى البخاري:

 

7068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2889 ] حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا

 

وروى أحمد:

 

17115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الْأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي (1) مِنْهَا، وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَبْيَضَ وَالْأَحْمَرَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَا يُهْلِكُ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيُهْلِكَهُمْ بِعَامَّةٍ (2) ، وَأَنْ لَا (3) يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا ، وَلَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَقَالَ: " يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكَ (4) لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِمَّنْ سِوَاهُمْ فَيُهْلِكُوهُمْ بِعَامَّةٍ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا "

قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ، فَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (5)

 

(1) لفظ "لي" ليس في (ص) ، وهو في (س) نسخة.

(2) في (ق) : عامة. وهو الموافق لرواية مسلم.

(3) في (ص) : ولا. وأشير إليها في نسخة (س) .

(4) في نسخة في (س) : أعطيتُ.

(5) حديث صحيح، وهذا إسنادٌ خالف فيه معمرٌ حمادَ بنَ زيد، فجعله من حديث شداد بن أوس، وقد رواه حمادُ بنُ زيد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي من حديث ثوبان، وهو الصواب، فقد ذكر يحيى بنُ معين- فيما نقله عنه المزي في "التهذيب"- أنه إذا خالف الناسُ حمادَ

ابنَ زيد في أيوب، فالقولُ قولُه. وسيرد من حديث ثوبان في "المسند" 5/278.

وأخرجه البزار (3291) "زوائد"، والطبري في "التفسير" (13369) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري (13368) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/221، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح.

 

والعكس صحيح فالحروب والاحتراب ينتهي مع مرور الزمن والمسار العام رغم كل شيء هو لصالح الديمقراطية وتطور وتحسن أخلاق البشر، أما هذه الأحاديث فتروج للاستسلام لظلام العصور المظلمة بظلمها وحروبها وعدم فعل أي شيء للمقاومة خوفًا من السلطة الحاكمة. ورغم الفقر في الكثير من الدول العربية والإسلامية فالكثير منها مستقر أمنيًّا حتى لو كان هناك فقر أو درجة أو أخرى من الاستبداد أو عدم تحقيق حقوق ورغبات الشعوب والمواطنين، بالتالي فنبوءة دوام الحروب إلى الأبد وباستمرار نبوءة زائفة باطلة.

 

كبر السن والشيبة ليس فضيلة في حد ذاته

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج18:

 

782- حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ ، عَنْ حَنَشٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّ رِجَالاً يَنْتِفُونَ الشَّيْبَ ، فَقَالَ : مَنْ شَاءَ نَتَفَ شَيْبَهُ - أَوْ قَالَ : نُورَهُ.

 

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (168) ، والطبراني في في "الأوسط" (5489) 5493، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6388) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسنده حسن.

 

وروى ابن حبان في صحيحه:

 

2985 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: "لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ فَإِنَّهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَرُفِعَ له بها درجة"

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو، هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات.

وأخرجه بلفظ الحديث "2983" القضاعي في "مسند الشهاب" "457" من طريق عنبسة الحداد، عن مكحول، عن أبي هريرة.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو داود "4202" في الترجل: باب في نتف الشيب، والترمذي "2821" في الأدب: باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب، والنسائي "8/136" في الزينة: باب النهي عن نتف الشيب، وأحمد "2/179"، و"207" و"210"، وابن ماجه "3731" في الأدب: باب نتف الشيب، والبغوي "3181"، والبيهقي "7/311". وقال الترمذي: حديث حسن.

وفي الباب عن أنس موقوفاً عند مسلم "2341" "104" في الفضائل: باب شيبه صلى الله عليه وسلم، بلفظ: "يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته".

 

وآثرت عدم الإيراد للأحاديث من عند أحمد لأن مخرجاته لنظائر هذا الحديث بأسانيد ضعيفة ومنها 6672 و23952 وعن عمرو بن عبسة -أبي نجيح السلمي 4/113 (17020) و(17022)، بلفظ: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة". وعن فضالة بن عُبيد 6/20 (23952). وعن كعب بن مرة 4/236 (18064).

 

كبر السن وشيبة الشعر ليست فضيلة ومأثرة فأنت لا تفعل شيئًا مميزًا لتصير كبير السن بل هو نتيجة طبيعية لمرور الزمن وشيخوخة وتقادم حالة الجسم، وكذلك تضييع العمر في أوهام وخرافات هو بالأحرى دليل على عدم تعلم الشخص أي حكمة وتعقل خلال كل حياته رغم طولها.

 

 

ميل العقليات السلفية للانقياد لشخص وعدم التفكير وتحبيذهم لوضع قائد في أي أمر

 

روى أبو داوود:

 

2608 - حدَّثنا عليُّ بن بحرِ بن بَرِّي، حدَّثنا حاتمُ بن إسماعيلَ، حدَّثنا محمدُ بن عجلانَ، عن نافع، عن أبيْ سَلَمةَ عن أبي سعيدِ الخدري، أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إذا خرجَ ثلاثةٌ في سفرٍ فليُؤمِّروا أحدهم".

 

قال شعيب الأرنؤوط ومحمد كامل قرة: رجاله ثقات، وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجح المرسل أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 84، ورجح المرسل كذلك الدارقطني في "العلل" 9/ 326. وقال أبو زرعة: وروى أصحاب ابن عجلان هذا الحديث، عن أبي سلمة مرسلاً.

أخرجه أبو يعلى (1054) و (1359)، وأبو عوانة (7538)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4620)، والطبراني في "الأوسط" (8093) و (8094)، والبيهقي 5/ 257، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 7، والبغوي في "شرح السنة" (2676) من طريق حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وتحرف قوله: " فليؤمروا" عند أبي يعلى في الموضعين إلى: "فليؤمهم".

وأخرجه البزار (1673 - كشف الأستار) عن إبراهيم بن المستمر، عن عُبيس بن مرحوم العطار، عن حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث، وإذا كانوا ثلاثة في سفر

فليؤمروا أحدهم". قلنا: لعل إبراهيم بن المستمر أو عُبيس بن مرحوم أحدهما قد سلك في هذه الرواية الجادة، لأن جل رواية نافع عن مولاه ابن عمر.

وأخرجه مسدَّدٌ في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (5724)، والدارقطني في "العلل " 9/ 326 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، عن نافع، عن أبي سلمة مرسلاً.

وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 84: ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن أبي سلمة أن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يعني مرسلاً كذلك.

ثم قال أبو حاتم: ومما يقوي قولنا أن معاوية بن صالح وثور بن يزيد وفرج بن فضالة، حدثوا عن المهاصر بن حبيب، عن أبي سلمة، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- هذا الكلام.

قلنا: رواية ثور بن يزيد عن المهاصر عند عبد الرزاق في "مصنفه" (3812) لكن تحرف اسم المهاصر بن حبيب إلى: مهاجر بن ضمرة، وإنما هو المهاصر بن حبيب أخو ضمرة بن حبيب.

والصحيح من حديث أبي سعيد الخدري ما أخرجه مسلم (672)، والنسائي (782) و (840) من طريق قتادة بن دعامة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم".

وهو في "مسند أحمد" (11190)، و "صحيح ابن حبان" (2132).

 

2609 - حدَّثنا علي بن بحرٍ، حدَّثنا حاتمُ بن إسماعيلَ، حدَّثنا محمدُ بن عَجلانَ، عن نافعٍ، عن أبي سلمةَ عن أبي هريرة، أن رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان ثلاثةٌ في سفرٍ فليُؤمِّروا أحدَهم" قال نافعٌ: فقُلنا لأبي سلمةَ: فأَنت أَميرُنا.

 

رجاله ثقات، وقد اختُلف في وصله وإرساله، والصحيح المرسل كما بيناه في الطريق السالف.

وأخرجه أبو عوانة (7539)، والبيهقي 5/ 257، والبغوي في "شرح السنة" (2676) من طريق حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

1623 - ثنا أبو محمد القاسم بن مالك المزني عن الأعمش عن زيد بن وهب قال  قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا كان نفر ثلاثة فليؤمروا أحدهم ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

 

وافقه الذهبي، وفيه القاسم بن مالك المزني مختلف فيه، وقال الذهبي في "الميزان" 3/378 بعد أن أورد الحديث: رواه جماعة عن الأعمش ولم يرفعوه.

 

إن المرء ليلاحظ أن منطلقات وبذور الفكر الإرهابي ومنها تنصيب أمير على الجماعة موجودة في الإسلام نفسه من أساسه وفي أساسه وكيانه.

 

كثرة استغفار المسلمين عن ذنوب وهمية غير حقيقية

 

المسلم التقليدي شخص مصاب بهوس وأوهام مستحوذة جدية خطيرة، فهو لا يأنبه ضميره على الجرائم والآثام الحقيقية كالسرقة والأذية للآخرين والخيانة والغش والخداع والاختلاس وغيرها، بل وعن أمور عادية تافهة كسماع أغنية أو النظر إلى شخص حسن الشكل من الجنس الآخر غير متزوج منه أو وجود منشفة عليها صور كصور طيور في المنزل باعتبار الفن حرام والظلام والجهل وعداء الحضارة واجب وغيرها من تفاهات وهوس فكري. بل ومن ضمن عدم الاتساق الأخلاقي أن كثيرين من المهاويس كهؤلاء الأصوليين لا يؤنبهم ضميرهم على ممارسة العنصرية والمضايقة والاضطهاد للمسيحيين المحاولين العمل معهم في شركة يكون فيها المسلمون الأصوليون هم الأغلبية، وبعضهم يشجع الإرهاب والإرهابيين ويعتبرهم أبطالًا بل وحتى قد يشاركون فعليًّا في جماعات الإرهاب لو تم استقطابهم، وشاهدت بعضهم رغم كل ذلك الهوس يأخذون الرشاوى ويستغلون الناس. ولما عملت في دار نشر كان العاملون مهاويس أصوليين يعتبرون أن عدم حذف كلام من كتب المنفلوطي والسيرة الهلالية هو إثم عظيم وأنه يجب تعديل ومراجعة وتقييم كل كلمة دينيًّا وعقديًّا بمنهج شمولي ظلامي مظلم الأمر والحال.

 

وروى أحمد:

 

729 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، وَالْمَاجِشُونُ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ - اللهُمَّ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " وَكَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي " وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " فَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، والماجشون: هو يعقوب بن أبي سلمة، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز.

وأخرجه ابن خزيمة (463) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/199 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بأحمد بن خالد عبدَ الله بن صالح.

وأخرجه عبد الرزاق (2567) و (2903) ، وابن ماجه (1054) ، وابن خزيمة (464) و (673) ، وأبو عوانة 2/102، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/488، و"شرح معاني الآثار" 1/239، وابن حبان (1771) و (1772) و (1774) ، والدارقطني 1/287، والبيهقي 2/33 و74 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، به.

وأخرجه الطيالسي (152) ، وابن أبي شيبة 1/231-232 و248، والدارمي (1238) و (1314) ، ومسلم (771) (202) ، وأبو داود (1509) ، والترمذي (266) و (3422) ، والنسائي 2/129- 130 و192 و220، وابن خزيمة (462) و (612) و (743) ، وأبو يعلى (285) و (574) ، وابن الجارود (179) ، وأبو عوانة 2/100 و101، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/199، والد ارقطني 1/296 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، به. وقرن الترمذي في الموضع الثاني بعبد العزيز يوسفَ بن يعقوب الماجشون، وقال: حسن صحيح.

وأخرجه مسلم (771) (201) ، والترمذي (3421) ، والبزار (536) ، وابن خزيمة (723) ، وأبو يعلى (575) ، والبيهقي 2/32، والبغوي (572) من طريق يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (803) و (804) و (805) و (960) .

 

عقائد الأشخاص في حد ذاتها ليست موضع طعن ونقد لهم ولا مبررًا للكراهية والتحقير

 

روى البخاري:

 

434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ»

 

3873 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

435 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا

ورواه مسلم 528 وأحمد 24252 و24081 و26090.

 

العقائد الدينية اللاهوتية البحتة التي لا صلة لها بأي تعاليم عنف سواء أكانت إسلامية أو مسيحية أو من أي دين أو الرسومات وقد ذكرت عداء الإسلام للفن والحضارة في باب (التشريعات الشاذة) وكل ذلك ليس فضيلة ولا عيبًا في حد ذاته ولا مبررًا لنشر الكراهية بين البشر لأجل اختلافهم على الخرافات والممارسات الخرافية الطقسية الدينية والعقائد الخرافية.

 

لا علاقة بين الطقسيات والشعائر الشكلية وازدهار أو تدهور واضمحلال أحوال الأمم

 

روى أحمد:

 

23121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعَصْرَ فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَرَآهُ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِصَلَاتِهِمْ فَصْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْسَنَ ابْنُ الْخَطَّابِ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صحابيه .

وأخرجه أبو يعلى (7166) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد .

وأخرجه عبد الرزاق (3973) من طريق عبد الله بن سعيد، عن الأزرق بن قيس، به .

وأخرجه أبو داود (1007) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (728) ، وفي "الأوسط" (2109) ، والحاكم 1/270، والبيهقي 2/190 من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة، فقال: صليت هذه الصلاة ... وذكر قصة، ثم ذكر حديثنا . والمنهال ضعيف .

وذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة أبي ريمة -بالتحتانية- من "الإصابة" 7/147، أن ابن منده وأبا نعيم أخرجاه من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق ابن قيس، قال: صلى بنا إمام يكنى أبا ريمة ... فذكره .

وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سلف بسند صحيح برقم (16866) وفيه: لا تُوصَلُ صلاةٌ بصلاة حتى تَخرُجَ أو تتكلم .

قوله: "لم يكن لصلاتهم فصل" يعني: لم يكن بين فرضهم ونفلهم فصل .

 

وروى البخاري:

 

2410 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَخْبَرَنِي قَالَ سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ قَالَ لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا

 

1936 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ

 

هذا من باب المغالاة في السخافة واللامنطق، فلا علاقة للطقوس الخرافية سواء من جهة القيام بها أو عدمه أو كيفية القيام بها بتقدم الأمم، وفي عصور كثيرة منها عصور المماليك والعثمانيين والعصر الحالي كان جمهور المسلمين غاية في التدين ومع ذلك ظلوا متأخرين متخلفين عن ركب الحضارة والتمدن والأخلاق المتمدنة والأخذ بالعلم والاستنارة والتقدم الحديث وأخلاق وقوانين العلمانية والحرية والحق والعدل والمساواة الدستورية والمنطق. وهو شبيه بسخافات من نوع (إن تتحجب النساء يرتفع الغلاء) فقد جعلوا مجمل نسائهم مختمرات بخمر إسلامية وثبت فشل هذه الفرضية الجنونية الغير منطقية البتة، فما المطلوب بعد، تكفينهن؟! نماذج لأساليب التفكير الخرافية الغير عقلانية العجيبة التي عند كل متديني البشر خاصة من النوع القرون وسطي العتيق  الأشبه بأحفورة ومتحجرة حية كالمسلمين التقليديين والمسيحيين العرب الأرثوذكس. وعامة طالما ظل التفكير الإسلامي والعربي على هذه الشاكلة فلن يتقدموا أبدًا في الواقع بسبب فقر وضحالة التفكير. أما مجرد اختلاف العقائد فلا يؤدي إلى أية مشاكل لو تحلى المجتمع بالتعايش والتواد وقوة الرابطة والنسيج بدون تعصبات وشمولية فكرية كالتي نراها في العراق ولبنان وسوريا وبدرجة ما مصر، فدول كأمِرِكا وأستراليا وحتى بريطانيا (بِرِتِنْ) بها تنوعات كثيرة في المذاهب والعقائد ويعيشون كمجتمع واحد بدون تصنيفات دينية عنصرية وفي الأغلب لا توجد عندهم مشاكل كبيرة في الزواج بين مختلف هذه الملل والعقائد والمذاهب والأديان، فقد تجد الزوج والزوجة والأبناء فيهم المسيحيون بمختلف المذاهب والبودية والإلحاد والإسلام واليهودية وحتى أديان الأقليات صغيرة الجمهور الأقل شهرة.

 

ثناء الأشخاص ليس دليلا على صلاح الشخص

 

عندما يثني مسلمون سلفيون على شخص لأنه اجتهد في أذية وتقتيل البشر من الشعوب والأخرى فهذا لا يدل على صلاح الشخص لأن أخلاق السلفيين القدماء والمعاصرين تالفة معوجة بحكم تشويه القيم الدينية والنصوص للأخلاق الإنسانية عندهم. كذلك فقد يتظاهر الشخص بالصلاح والتقى والطيبة لغرض في نفسه ومصلحة وهو لص ومختلس وبه كل الصفات السيئة والإجرامية، لذلك فمديحنا لشخص لا يعني بالضرورة حتميًّا صحة حكمنا عليه من جهة انطباق ذلك عليه ومن جهة صحة مقاييس تحكيمنا.

 

روى البخاري:

1367 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ وَجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا وَجَبَتْ قَالَ هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ


2642 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا أَوْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَالَ وَجَبَتْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِهَذَا وَجَبَتْ وَلِهَذَا وَجَبَتْ قَالَ شَهَادَةُ الْقَوْمِ الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ

 

وروى أحمد:

 

139 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، أَنَّهُ قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَوَافَيْتُهَا وَقَدْ وَقَعَ فِيهَا مَرَضٌ ، فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا ، فَقَالَ عُمَرُ : وَجَبَتْ ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَجَبَتْ ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَجَبَتْ ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ : مَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : قُلْتُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ" ، قَالَ : فَقُلْنَا : وَثَلاثَةٌ ؟ قَالَ : فَقَالَ : " وَثَلاثَةٌ " ، قَالَ : قُلْنَا : وَاثْنَانِ، قَالَ : "وَاثْنَانِ" ، قَالَ : ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ داود بن أبي الفرات ، فمن رجال البخاري . أبو الأسود : هو الدؤلي .

وأخرجه الطيالسي (22) ، والبخاري (2643) ، والترمذي (1059) ، والبزار (312) ، والنسائي 4 / 50 ، وأبو يعلى (145) ، والبغوي في " شرح السنة " (1506) من طرق عن داود بن أبي الفرات ، بهذا الإسناد . وسيأتي برقم (204) و (318) و (389) .

 

13996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: "وَجَبَتْ، وَجَبَتْ"، وَمَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: "وَجَبَتْ، وَجَبَتْ"، فَقَالَ: عُمَرُ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ الْأَوَّلُ: وَجَبَتْ، وَقَوْلُكَ الْآخَرُ: وَجَبَتْ ؟ قَالَ: "أَمَّا الْأَوَّلُ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الطيالسي (2062) ، والبخاري (1367) ، وأبو عوانة في الجنائز كما في "إتحاف المهرة" 2/114، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3303) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (1489) ، وابن حبان (3023) و (3027) ، والبيهقي 4/74-75، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1507) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (12938) .

 

* 2509 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ، أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: يَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ "  

 

إسناده جيد، أبو صخر -واسمه حميد بن زياد الخراط- من رجال مسلم، وهو صدوق، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر -وإن روى له الشيخان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.

وأخرجه مسلم (948) ، والبيهقي في "الشعب" (9249) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد.

وأخرجه مسلم (948) ، وأبو داود (3170) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (271) ، وابن حبان (3082) ، والبيهقي في "السنن" 4/30، والبغوي (1505) من طرق عن ابن وهب، به.

وأخرجه ابن ماجه (1489) ، والطبراني (12158) من طريق بكر بن سليم، عن حميد بن زياد الخراط، عن كريب، به. فأسقط من الإسناد شريكَ بن أبي نمر.

وفي الباب عن ميمونة عند أحمد 6/331 و334 بإسناد محتمل للتحسين، ولفظه مرفوعاً؟ "ما من مسلم يُصلي عليه أمة إلا شُفعوا فيه" قال أبو المليح -أحد رواته-: الأمة: أربعون إلى مئة فصاعداً.

وعن عائشة وأنس نحوه عند أحمد 3/266، ومسلم (947) .

وعن أبي هريرة مرفوعاً "من صَلى عليه مئة من المسلمين غُفر له" أخرجه ابن ماجه (1488) ، قال في "الزوائد": إسناده صحيح.

قُديد: موضع شمال مكة يبعد عنها مئة ميل تقريباً، وعُسْفان: على ستة وثلايين ميلاً شمال مكة.

 

(13804) 13840- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (ح) وَعَتَّابٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيعِ عَائِشَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِئَةً ، فَيَشْفَعُونَ لَهُ ، إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ.

13841- قَالَ سَلاَّمٌ : فَحَدَّثْتُ بِهِ شُعَيْبَ بْنَ الْحَبْحَابِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إسناداه- أي: إسناد عائشة وإسناد أنس- صحيحان. عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله ابن زيد الجَرْمي، وعبد الله رضيع عائشة: هو ابن يزيد.

وأخرجه مسلم (947) ، والطبراني في "الأوسط" (6036) ، والبيهقي 4/30 من طريق الحسن بن عيسى، والنسائي 4/75، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (272) من طريق سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بالإسنادين جميعاً.

 

12837 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهَا خَيْرًا، وَتَتَابَعَتِ الْأَلْسُنُ لَهَا بِالْخَيْرِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ مَرَّتْ جَنَازَةٌ أُخْرَى، فَقَالُوا لَهَا شَرًّا، وَتَتَابَعَتِ الْأَلْسُنُ لَهَا بِالشَّرِّ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الترمذي (1058) ، وأبو يعلى (3760) و (3854) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3301) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية الترمذي مختصرة.

وسيأتي من طريق عبد العزيز بن صهيب برقم (12938) ، ومن طريق ثابت البناني برقم (12939) .

وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (7552) ، وذُكِرت شواهده هناك.

 

15439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَسُرَيْجٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ - كِلَاهُمَا قَالَ: عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِالنَّبَاءَةِ - أَوْ بِالنِّبَاوَةِ، شَكَّ نَافِعٌ - مِنَ الطَّائِفِ، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ - أَوْ قَالَ: خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ - " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ بِمَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " بِالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو بكر بن أبي زهير الثقفي، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووالده أبو زهير ذكره ابن حبان في "الصحابة" من "الثقات" 3/457 وقال: كان من الوفد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العَقَدي، وسريج: هو ابن النعمان الجوهري: ونافع بن عمر: هو الجمحي، وأمية بن صفوان: هو ابن عبد الله ابن صفوان بن أميه.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/32، والطبراني في "الكبير" 20/ (382) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2908) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد

والمثاني" (1602) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3306) و (3307) ، وابن حبان (7384) ، والطبراني في "الكبير"20/ (382) ، والحاكم 1/120 و4/436، والبيهقي في "السنن" 1/1230، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/91-92 من طرق عن نافع بن عمر، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الدارقطني: غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه، تفرَد به أمية بن صفوان عنه، وتفرد به نافع بن عمر، عن أمية، وقال الحافظ في "الإصابة"11/147: وسنده حسن غريب.

وفي "أطراف المسند" 6/231 ذكر رواية أحمد عن يزيد بن هارون، عن نافع بن عمر، بهذا الإسناد.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/91 من طريق الإمام أحمد، عن يزيد، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/510، وعبد بن حميد في "المنتخب" (442) ، وابن ماجه (4221) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1601) من طريق يزيد بن هارون، به.

وسيكرر برقم 6/466 سنداً ومتناً.

وفي الباب عن أنس عند البخاري (1367) ومسلم (949) وسلف برقم (12837) ، ولفظه عند البخاري: مَرُّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وجبت" ثم مَرُّوا بأُخرى فأثنوا عليها شراً، فقال: "وجبت" فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: "هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".

وبنحوه سلف عن أبي هريرة برقم (7552) .

قال السندي: "بالثناء السَّيِّئ....": أي فمن أثنيتم عليه ثناء جميلاً، فهو من أصحاب الجنة. قيل: هذا مخصوص بالصحابة، وقيل: بمن كان على صفتهم في الإيمان، وقيل: هذا إذا كان الثناء مطابقاً لأفعاله، وقال النووي: الصحيح أنه على عمومه وإطلاقه، فكل مسلم مات، فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلاً على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، إذ العقوبة غير واجبة، فإلهام الله الثناء عليه دليل على أنه ثناء المغفرة له، والله تعالى أعلم.

 

والهامش السابق نفسه يعترف بالتناقض ويحاول التهرب منه والتملص بحجج ضعيفة.

وروى مسلم:

 

باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه

 

 [ 947 ] حدثنا الحسن بن عيسى حدثنا بن المبارك أخبرنا سلام بن أبي مطيع عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد رضيع عائشة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه قال فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال حدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه

 

 [ 948 ] حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي والوليد بن شجاع السكوني قال الوليد حدثني وقال الآخران حدثنا بن وهب أخبرني أبو صخر عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب مولى بن عباس عن عبد الله بن عباس أنه مات بن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته فقال تقول هم أربعون قال نعم قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه وفي رواية بن معروف عن شريك بن أبي نمر عن كريب عن بن عباس

 

باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى

 

 [ 949 ] وحدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي كلهم عن بن علية واللفظ ليحيى قال حدثنا بن علية أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض

 

يوجد تناقض هنا: إذا صلى عليه مئة أم أربعون؟! وطبيعي أن تتناقض الأساطير لأنها محض خرافات وأكاذيب وأضاليل.

 

سؤال إبكيورس أو هيوم عن وجود الشر وإرادة الإله المزعوم

 

افتراض أن الله مصدر الشر، يجعله ليس إلهًا بل شيطانًا وكائنًا شريرًا، لقد تساءل إبكيورس (أبيقور) منذ القدم واقتبس منه ديـﭭيد هيوم:

 

هل هو راغب في منع الشر لكنه غير قادر؟ إذن هل هو كليّ القدرة؟. هل هو قادر لكنه غير راغب؟ إذن هل هو حاقد؟. هل هو قادر وراغب،كلاهما؟ من أين الشر إذن؟."

 

هذه حجة قوية من وجود الشرور والأمراض والحروب تنفي وجود الله، لأنه لم يكن سيجلس كمتفرّج لو كان له وجود، بعض روايات هذه الأطروحة مما بين يدي تنتهي بقوله إذن هو غير موجود. ويقول هيوم عن وجود الشر في كتابه (حوارات حول الدين الطبيعي)، أقتبسه من ترجمتي لكتاب (القيم والأخلاق في كون بلا إله):

في عمله الكلاسيكي (حوارات بصدد الدين الطبيعيّ) يجعل الفيلسوفُ الإسكتلنديُّ الإلحادي العظيم في القرن الثامن عشر ديـﭬـِد هيوم شخصيةَ فيلو[ن] تصل إلى الاستنتاج التالي على أساس ملاحظته على امتزاج الخير والشر في الكون:

 

"قد تكون هناك أربع فرضيات تُستنبَط بخصوص العلل الأولى للكون: أنها متكرسة للصلاح الكامل، أو أنها خبيثة على نحو كامل، أو أنها متعارضة وليدها الصلاح والخبث كلاهما، أو أنها ليست لديها صلاح ولا خبث على السواء. الظواهر الممتزجة لا يمكنها أبدًا إثبات المبدأين غير المختلطين الأولين، والانتظام والثبات للقوانين العامة [للكون] يبدو معارضًا للثالث. لذا فإن الرابع يبدو هو الأرجح إلى حد كبير."

 

هيوم أصاب الهدف تمامًا هاهنا. إنه صعب فهم كيف يمكن أن توحي ملاحظة توزع الخير والشر في الكون بحضور خالق كامل أخلاقيًّا. إن خالقًا أو سببًا محايدًا أخلاقيًّا يبدو الفرضية الأرجح بناءً على الدليل الإمبريقي المتاح بصدد كيفية توزع الخير والشر. (ا ه)

 

 

{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)} هود

 

إذا يكون قادرًا على كل شيء، فما باله المزعوم لا يحل مشاكل البشر والكائنات، ومشكلة الندرة الاقتصادية والموردية الدائمة لكل الكائنات؟! والأمراض والبلايا؟! والحروب والنزعات والمجاعات والبؤس الإنساني وفي عالم الحيوانات، لو افترضنا وجود مدير أو موظف في شركة تمتلكها أنت يعمل بأسلوب الله المزعوم هذا، ألم تكن ستفصله وتطرده بلا تردد؟! فكيف يزعمون وجوده ويصفونه بكلية القدرة؟!

 

روى البخاري:

 

3208 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

 

1362 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ قَالَ أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } الْآيَةَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2650 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلى قال قال لي عمران بن الحصين أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقلت بل شيء قضى عليهم ومضى عليهم قال فقال أفلا يكون ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقال لا بل شيء قضى عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها } 

 

يفزع المسلمون كثيرًا من أي سؤال منطقي لأنه يكشف بطلان كل الأساس الغير منطقي الذي بنوا عليه تصوراتهم الدينية الخرافية، لذلك لا يحبون التفكير في تلك الخرافات المناقضة للمنطق.

 

[ 2643 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني واللفظ له حدثنا أبي وأبو معاوية ووكيع قالوا حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

[ 2643 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير بن عبد الحميد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع ح وحدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بن الحجاج كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد قال في حديث وكيع إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة وقال في حديث معاذ عن شعبة أربعين ليلة أربعين يوما وأما في حديث جرير وعيسى أربعين يوما

 

 [ 2644 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب واللفظ لابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص

 

 [ 2645 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول الشقي من شقى في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول بن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص

 

 [ 2645 ] حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي أخبرنا أبو عاصم حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أن أبا الطفيل أخبره أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول وساق الحديث بمثل حديث عمرو بن الحارث

 

 [ 2645 ] حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير أبو خيثمة حدثني عبد الله بن عطاء أن عكرمة بن خالد حدثه أن أبا الطفيل حدثه قال دخلت على أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك قال زهير حسبته قال الذي يخلقها فيقول يا رب أذكر أو أنثى فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول يا رب أسوى أو غير سوى فيجعله الله سويا أو غير سوى ثم يقول يا رب ما رزقه ما أجله ما خلقه ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا

 

 [ 2645 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي كلثوم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة ثم ذكر نحو حديثهم

 

 [ 2646 ] حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد حدثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك ورفع الحديث أنه قال إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد الله أن يقضى خلقا قال قال الملك أي رب ذكر أو أنثى شقى أو سعيد فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه

 

 [ 2647 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } 

   

 [ 2647 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج قالوا حدثنا وكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش ح وحدثنا أبو كريب واللفظ له حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى }  إلى قوله { فسنيسره للعسرى}

   

[ 2648 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأن خلقنا الآن فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل قال زهير ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه فسألت ما قال فقال اعملوا فكل ميسر

 

 [ 2648 ] حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عامل ميسر لعمله

 

 [ 2649 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن يزيد الضبعي حدثنا مطرف عن عمران بن حصين قال قيل يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار قال فقال نعم قال قيل ففيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له

     

[ 2651 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعنى بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة

 

 [ 112 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعنى بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة

 

وروى أحمد:

184 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ : عُثْمَانُ بْن غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالا: لَقِينَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، فَذَكَرْنَا الْقَدَرَ ، وَمَا يَقُولُونَ فِيهِ ، فَقَالَ : إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ، فَقُولُوا : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ ، وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ - ثَلاثَ مِرَارٍ - ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُمْ بَيْنمَا هُمْ جُلُوسٌ - أَوْ قُعُودٌ - عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : مَا نَعْرِفُ هَذَا ، وَمَا هَذَا بِصَاحِبِ سَفَرٍ. ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، آتِيكَ ؟ قَالَ :"نَعَمْ" فَجَاءَ فَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ ، وَيَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، فَقَالَ : مَا الْإِسْلامُ ؟ قَالَ :"شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ"قَالَ : فَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ :"أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ"، قَالَ : فَمَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ :"أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"قَالَ : فَمَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ :"مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قَالَ : فَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ :"إِذَا الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ الْعَالَةُ رِعَاءُ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ ، وَوَلَدَتِ الْإِمَاءُ أَرْبَابَهُنَّ (1)"قَالَ : ثُمَّ قَالَ :"عَلَيَّ الرَّجُلَ"، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ، فَمَكَثَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ قَالَ :"يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا ؟"قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :"ذَاكَ جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"(1) .

قَالَ : وَسَأَلَهُ (2) رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ من مُزَيْنَةَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِيمَ نَعْمَلُ ، أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلا أَوْ مَضَى ، أَوْ فِي شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الْآنَ ؟ قَالَ :"فِي شَيْءٍ قَدْ خَلا ، أَوْ مَضَى" فَقَالَ رَجُلٌ ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِيمَ نَعْمَلُ ؟ قَالَ :"أَهْلُ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ"(3) .

قَالَ : يَحْيَى قَالَ : هُوَ كَذَا (4) .

 

(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر : رباتهن .

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين .

وأخرجه مسلم (8) (3) ، وابن منده (9) من طريق يحيى بن سعيد ، بهذا الإسناد .

وانظر الحديث رقم (191) .

يُستأنف الآن : أي يُبْتَدَأ الآن .

(2) في (ق) : وسأل .

(3) أخرج هذه القطعة أبو داود (4696) عن مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، بهذا الإسناد .

(4) يعني : كما قرأت علي .

 

621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ": {أَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10]

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2647) (7) ، وابن ماجه (78) ، والبزار (584) و (588) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4946) و (4949) و (6217) و (6605) و (7552) ، وفي " الأدب المفرد" (903) ، ومسلم (2647) (7) ، والترمذي (2136) ، وابن حبان (334) و (335) ، والآجري في "الشريعة" ص 172 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1067) و (1068) و (1110) و (1181) و (1349) .

 

3624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ، وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني.

وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم (176) ، والبيهقي في "السنن" 7/421 و10/266، وفي "الشعب" (187) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 386-387، وفي "الاعتقاد" ص 87، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (298) ، وعبد الرزاق (20093) ، والحميدي (126) ، والبخاري (3208) و (3332) و (6594) و (7454) ، ومسلم (2643) ، وأبو داود (4708) ، والنسائي في "الكبرى" (11246) ، وابن ماجه (76) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 69-70، وابن أبي عاصم في "السنة" (176) ، وأبو يعلى (5157) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (890) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2688) ، والشاشي في "مسنده" (680) و (681) و (682) و (684) و (685) و (686) ، وابن حبان (6174) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1090 والإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1040) و (1041) و (1042) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 و8/115، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 386-387، والخطيب في "تاريخه" 9/60 والبغوي (71) من طرق عن الأعمش، به. قال أبو نعيم: صحيح، ثابت، متفق عليه، رواه الجم الغفير، عن الأعمش.

وقال الحافظ في "الفتح" 11/479: وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" عن بضع وعشرين نفساً من أصحاب الأعمش.

وأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، وأبو نعيم في "الحلية" 8/244، من طريق حبيب بن حسان، والطبراني في "الصغير" (200) من طريق عبد الله بن سفيان الغدَاني، عن ابن عون، كلاهما عن زيد بن وهب، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب. قلنا: حبيب بن حسان منكر الحديث. وعبد الله بن سفيان الغداني، قال يحيى بن معين: كذاب.

قال الحافظ في "الفتح" 11/478: ولم ينفرد به زيد عن ابن مسعود، بل رواه عنه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عند أحمد [في الرواية (3553)] ، وعلقمة عند أبي يعلى [لم نجده في المطبوع منه] ، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي، كلاهما عن الفريابي في كتاب "القدر"، وأخرجه أيضاً من رواية طارق ومن رواية أبي الأحوص الجشمي، كلاهما عن عبد الله مختصراً، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم [2645] ، وناجية بن كعب في "فوائد" العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطابي، وابن أبي حاتم، ولم يرفعه بعض هؤلاء عن ابن مسعود.

وفي الباب (في نزول الملك على النطفة) : عن أنس عند البخاري (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، سيرد 3/116-117. وعن حذيفة بن أسيد عند مسلم (2644) ، سيرد 4/6-7. وعن عبد الله بن عمر عند ابن حبان (6178) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1051) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (183). وعن عائشة عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1053) . وانظر حديث علي السالفِ برقم (621) ، وحديث أبي الدرداء الآتي 5/197.

وفي الباب (في قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة...): عن أبي هريرة عند مسلم (2651) ، سيرد 2/484-485. وعن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم (112) ، سيرد 5/332. وعن عائشة، سيرد 6/107. وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6563) .

 

4091 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ وَكِيعٌ: لَيْلَةً - ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، وزيد بن وهب: هو الجهني.

وأخرجه الترمذي (2137) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1093) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/387، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس، وسمعت أحمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وهذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن الأعمش بنحوه. وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) من طريق وكيع، به.

وقد سلف برقم (3624) .

 

3934 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ (2) الْجَنَّةَ (3)

 

(1) لفظ: "أهل " لم يرد في (ظ14) .

(2) في (ظ 14) : فيدخله.

(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابن خليفة - فقد روى له أصحاب السنن وحديثه عند البخاري متابعة، ووثقه أحمد وابن القطان والدارقطني وابن معين وابن سعد، والعجلي والنسائي وآخرون.

وأخرجه مختصراً النسائي في "التفسير" (266) من طريق يزيد بن هارون، عن فطر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (3624) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به.

وذكرنا هناك أحاديث الباب.

 

17593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي " ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ قَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً، وَأُخْرَى بِالْيَدِ الْأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَهَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا.

 

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا مُكنى غير مسمى.

وأخرج البزار (2142- كشف الأستار) من طريق النمر بن هلال، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في القبضتين: هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي. ونمر هذا قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال البزار: ليس به بأس. قلنا: والجريري كان قد اختلط، ولم يذكر أحد أن نمراً روى عنه قبل الاختلاط.

وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/68 حديث رقم 20668.

وفي الباب عن عبد الرحمن بن قتادة، سيأتي (17660). وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/239 حديث رقم 22077. وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/441 حديث رقم 27487. وعن أنس عند أبي يعلى (3422) .

 

6644 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، يُزَنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ: أَنَّه مَنْ شَرِبَ شَرْبَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ تَوْبَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَأَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ...إلخ... قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ، ضَلَّ " فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ....

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز-، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وهذا الحديث هو في الحقيقة ثلاثة أحاديث، وقد أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك" 1/30-31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم أيضاً 1/30-31 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي ومحمد بن كثير المصيصي، كلاهما عن الأوزاعي، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته!

ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة. وقال الذهبي: على شرطهما، ولا علة له.

قلنا: ابن الديلمي لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (47) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به، لكنه أورد القسم الأول منه مختصراً.

والقسم الثاني -وهو في خلق الخلق في ظُلْمة- أخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (244) من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (243) و (244) ، وابنُ حبان (6169) ، والآجُري في "الشريعة" (175) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1079) ، من طرق عن الأوزاعي، به.

وأخرجه ابنُ حبان (6170) من طريق معاوية بن صالح، واللالكائي (1077) و (1078) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، كلاهما عن ربيعة بن يزيد، به.

وأخرجه الترمذي (2642) ، ابن أبي عاصم (241) و (242) ، الآجري (175) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به.

وأخرجه البزار (2145) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.

والسيْباني -بالسين المهملة- تصحف في كثير من المصادر إلى الشيباني، بالشين المعجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/193-194، وقال: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجالُ أحد إسنادي أحمد ثقات.

قلنا: يعني هذا الإسناد. وسيأتي الإسناد الآخر برقم (6854) .

 

6569 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ، اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي هانىء -وهو حميد بن هانىء الخولاني المصري-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيْوة: هو ابن شُريح.

وأخرجه مسلم (2654) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (222) و (231) ، وابنُ حبان (902) ، والآجُري في "الشريعة" ص 316، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 147، من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7739) ، والطبري في "التفسير" 6/ (6657) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة، به.

وفي الباب عن أنس، سيرد 3/112 و257. وعن النواس بن سمعان سيأتي 4/182. وعن عائشة سيأتي (9420) (ضمن مسند أبي هريرة) و6/91 و250 و251. وعن أم سلمة سيأتي 6/294 و302 و315. وعن جابر عند الحاكم 2/288، والطبري في "التفسير" (6653). وعن سبْرة بن فاتك عند الطبراني في "الكبير" (6557) ، والطبري (6656).

 

إذا كان الله الخرافي حسب تصور المتدينين له تحكم في كل تلك المسارات البشرية العشوائية والشبة عشوائية وهو من اختار وقرر وأراد ألا يؤمن به أشخاص بعينهم، فكيف له أن يحاسبهم بعد ذلك؟! ألم يكن المنطقي أن يخلق حياة كلها خير وكلها تسير وفق القيم الدينية الرجعية المتخلفة المزعوم أنها من عند ذلك الإله الخرافي فيدخل الجميع جنة الوهم الموعودة؟!

 

ومن قال أن من العدالة والمنطق أن تحاسب شخصًا على أساس آخر ما عمله في حياته فقط، وليس مجمل وكل حياته، ومن قال أن محاسبة أفعال محدودة الزمن بعقاب أو مكافأة أبدية هو من العدل؟! أساس العدل والقانون هو تساوي العقوبة مع الجريمة، وأن تكون هناك جريمة أصلًا تمس الآخرين، وعبادة إله خرافي لا تفيد ولا تضر أحدًا عمومًا.

 

وفي الأحاديث الكثير من النهي عن التفكير والنقد، روى أحمد:

 

6668 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ (1) فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " قَالَ: " فَمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَشْهَدْهُ، بِمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَنِّي لَمْ أَشْهَدْهُ " (2)

 

(1) في (ظ) : يُفْقأ. وهي أيضا في هامش (س) .

(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه ابن ماجه (85) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (6702) و (6741) و (6801) -وإسناده صحيح- و (6845) و (6846) .

وفي بعض هذه الطرق أنهم كانوا يتنازعون في القرآن، ويجمع بينها الرواية رقم (6846) التي تُصرح أنهم تنازعوا آيات القرآن التي فيها ذكر القدر.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/171، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" بإسناد فيه صالح بن أبي الأخضر، وقال: وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 2/6 -عند قوله تعالى في سورة آل عمران: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) -، وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن الضريس في "فضائله"، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2133) ، وأبي يعلى (6045) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1380، وفي إسناده عندهم صالح المري، وهو ضعيف.

قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعائشة، وأنس.

وحديث أنس هو عند أبي يعلى (3121) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2611، وفي إسناده عمارُ بن هارون ضعيف، ويوسف بن عطية متروك. وهذا شاهد لا يُفرح به.

 

لم يكن أتباع محمد مفكرين وفلاسفة لتنشأ بينهم نقاشات ذا طبيعة معتزلية كهذه، بل كانوا بدوًا همهم الأكبر الطقوس الخرافية الشكلية والقتال والنهب وخطف النساء لا أكثر.

 

6702 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَجَلَسْنَا حَجْرَةً، إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَتَمَارَوْا فِيهَا، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ، وَيَقُولُ: " مَهْلًا يَا قَوْمِ، بِهَذَا أُهْلِكَتِ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ، بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَضَرْبِهِمُ الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ "

 

صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) ، وذكرنا هناك شواهده. أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.

في هامش (س) و (ص) و (ق) : حجرة، أي: ناحية.

 

6703 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ الْمَرْءُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " لَعَنَ اللهُ دِينًا أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ يَعْنِي التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) ، واللالكائي في "الاعتقاد" (1387) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 188 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) أيضاً من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، كلاهما عن أبي حازم، به.

وأخرجه الآجُري ص 188 أيضاً من طريق ابن لهيعة، واللالكائي في "الاعتقاد" (1108) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.

قال الهيثمي في "المجمع" -فيما نقله السندي في حاشيته على "المسند" ولم نجده في المطبوع-: رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط".

وفي الباب عن عمر عند مسلم (8) (1) ، سلف برقم (191) . وعن علي سلف برقم (758) .

وعن ابن عباس سلف برقم (2926) . وعن ابن عمر سلف برقم (5856). وعن أبي عامر الأشعري، سيرد 4/129 و164. وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185. وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/317. وعن أبي هريرة عند مسلم (10) (7). وعن عمرو بن العاص عند ابن أبي عاصم في "السنة" (133) .

 

6845 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا ؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: " بِهَذَا أُمِرْتُمْ ؟ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ (1) ، فَانْتَهُوا (2) " (3)

 

(1) في (س) : نهيتكم عنه. وفي الهامش: نهيتم عنه.

(2) في (ظ) : فانتهوا عنه.

(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) إسماعيل: هو ابن علية.

قوله: "أو بهذا بعثتم"، قال السندي: لفظ ابن ماجه: "بهذا أمرتم؟ ولهذا خلقتكم؟!" فلعل المراد بالبعث الخلقُ والإحداث من العدم إلى الوجود، وقد علم أن بحثهم كان في القدر، فالمراد: هذا البحث عن القدر والاختصام فيه، هل هو المقصود من خلقكم، أو هو الذي وقع التكليف به حتى اجترأتم عليه، يريد أنه ليس بشيء من الأمرين، فأي حاجة إليه

 

6741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَدَارَءُونَ (1) ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ، فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (2)

 

(1) في (ق) : يتمارون.

(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. معْمر: هو ابن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20367) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، والبغوي (121) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2258) .

وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده.

وقوله: "يتدارؤون" يريد: يختلفون، ومنه قوله تعالى: (فادارأتم فيها) [البقرة: 72] ، أي: تدارأتم وتدافعتم واختلفتم. قاله البغوي. والمراد: يتدافعون في القرآن.

 

على الأغلب يمكننا تشمم رائحة التلفيق في الحديث، والغرض منه مواجهة المفكرين الأحرار الملحدين والمسلمين المعتزلة وغيرهم من مذاهب بتلفيقات كهذه كان الغرض منها محاولة إخراسهم بها وتكفيرهم وتبرير العدوان عليهم.

 

وروى البخاري:

 

3409 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ

 

وروى مسلم:

[ 2652 ] حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي وأحمد بن عبدة الضبي جميعا عن بن عيينة واللفظ لابن حاتم وابن دينار قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله على قبل أن يخلقني بأربعين سنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى وفي حديث بن أبي عمر وابن عبدة قال أحدهما خط وقال الآخر كتب لك التوراة بيده

 

رواه أحمد 7387

 

هذا يناقض ما كان القرآن يفنده أو يحاول تفنيده من أنه لو شاء الله المزعوم حسب الفكر الديني لكانوا آمنوا به، فحجة آدم الخرافي هنا تصلح لكل شيء آخر. وبعض روايات الحديث تثير مشكلة فالله المزعوم بحسبها لم يقدر ذلك على آدم إلا قبل أربعين سنة فقط، يعني علمه وتخطيطه طارئ شبه بشري وليس أزليَّا.

 

وروى البخاري:

 

6557 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي

 

ورواه مسلم:

 

[ 2805 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك أحسبه قال ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(12289) 12314- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا ، فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تُشْرِكَ.

 

وروى أحمد:

 

2455- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي عَرَفَةَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلاً قَالَ : {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجح الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/501 وقفه على ابن عباس. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (202) ، والنسائي في "الكبرى" (11191) ، والطبري 9/110-111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326-327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. وأخرجه الحاكم 1/27-28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. قال ابن كثير 3/501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/111 و112.

 

وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين شيئًا يقترب مما كان في ذهن محمد ولو أنه ليس هو بالضبط:

 

3255 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر عيسى بن عبد الله بن هامان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه  في قوله عز وجل { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم } إلى قوله تعالى { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } قال : جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحا ثم صوركم واستنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضيين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم أو تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي فقالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ورفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال : رب لو سويت بين فقال : إني أحب أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله عز وجل { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح } الآية وهو قوله تعلى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } وذلك قوله { هذا نذير من النذر الأولى } وقوله : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وهو قوله { ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل } كان في علمه بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين { انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا } إلى قوله : { مقضيا } فحملته قال : حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى السلام

 قال أبو جعفر : فحدثني الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : دخل من فيها

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

كما يتضح لنا من معرفة الأصل الهاجادي فليس هذا ما كان في ذهن محمد، ولذلك أعتبر الحديث مفبركًا، وأقصى ما فيه أنه رأي لعمر أو ابن عباس في روايات أخرى منسوبة له أو بعض المفسرين المسلمين، وحاولوا نسبته إلى محمد لإكسابه الشرعية كما يفعلون دومًا مثل هذه الأمور بشكل معتاد، لكنه مثال للفهم الحرفي عند السنة. وبما أنهم جلعوها ونسبوها لأسانيد صحيحة فهذه حجة لصالح الفهم الإسلاميّ الحرفيّ لمعنى النصّ.

 

ما عدا أول حديث وهو صحيح الإسناد ومتفق مع الفهم الحرفيّ، فباقيها كلها ملفّقة رغم صحة أسانيدها وشكليتها الملفقة لم يقلها محمد، ولا تمثِّل المعنى والأسطورة الهاجادية التي كانت في ذهنه حينما صاغ هذا النصّ. لكنها تؤيد الفهم الحرفيّ كذلك.

 

مرويات الشيعة الاثناعشرية المشابهة من كتاب الكافي للكليني:

 

باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية

1 محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبوجعفر عليه السلام يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر والاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة.

 

2- محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفري(3)، عن أبي جعفر عليه السلام، وعن عقبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلق، فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما ابغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: وأي شئ الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله وهو قوله: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله(4) " ثم دعاهم إلا الاقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض وهو قوله: " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل(1) " ثم قال أبوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

___________________________________

(3) الظاهر انه الجعفي فصحف.

(4) الزخرف: 87.

 

9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبوجعفر عليه السلام يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر، بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله امته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفهم عليا ونحن نعرفهم في لحن القول.

 

[كتاب الايمان والكفر من كتاب الكافى] .. باب طينة المؤمن والكافر

 

 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله عن رجل، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين: قلوبهم وأبدانهم(1) وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و [جعل] خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين: قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه(2) وقلوب الكافرين تحن إلى ماخلقوا منه(3).

___________________________________
(1) الطينة: الخلقة والجبلة.
وعليين جمع على أو هو مفرد ويعرب بالحروف والحركات يقال للجنة والسماء السابعة والملائكة الحفظة الرافعين لاعمال عباد الله الصالحين إلى الله سبحانه والمراد به أعلى الامكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله وله درجات كما يدل عليه ماورد في بعض الاخبار الاتية من قولهم: " اعلى عليين ". وسجين فعيل من سجن ويقال للنار والارض السفلى (في)
(2) أى تميل وتشتاق.
(3) الاخبار مستفيضة في أن الله تعالى خلق السعداء من طينة عليين (من الجنة) وخلق الاشقياء من طينة سجين (من النار) وكل يرجع إلى حكم طينته من السعادة والشقاء وقد أورد عليهاأولا بمخالفة الكتاب وثانيا باستلزام الجبر الباطل، أما البحث الاول فقد قال الله تعالى: (هوالذى خلقكم من طين) وقال: (وبدأخلق الانسان من طين) فأفاد أن الانسان مخلوق من طين، ثم قال تعالى: (ولكل وجهة هو موليها - الاية) وقال: (ماأصاب من مصيبة في الارض ولافى أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها - الاية) فافاد أن للانسان غاية ونهاية من السعادة والشقاء، وهو متوجه إليها، سائر نحوها.
وقال تعالى: (كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة - الاية " فأفاد أن ماينتهي إليه أمر الانسان من السعادة والشقاء هو ماكان عليه في بدء خلقه وقد كان في بدء خلقه طينا، فهذه الطينة طينة سعادة وطينة شقاء، وآخرالسعيد إلى الجنة وآخرالشقي إلى النار: فهما أولهما لكون الاخر هو الاول وحينئذ صح ان السعداء خلقوامن طينة الجنة والاشقياء خلقوامن طينة النار.
وقال تعالى: " كلا ان كتاب الابرارلفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون، كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين - الايات " وهي تشعر بأن عليين وسجين هما ماينتهي اليه أمر الابرار والفجار من النعمة والعذاب فافهم.
واما البحث الثانى وهو ان أخبار الطينة تستلزم أن تكون السعادة والشقاء لازمين حتميين للانسان ومعه لايكون أحدهما اختياريا كسبيا للانسان وهو الجبر الباطل.
والجواب عنه أن اقتضاء الطينة للسعادة أو الشقاء ليس من قبل نفسها بل من قبل حكمه تعالى وقضائه ماقضى من سعادة وشقاء، فيرجع الاشكال إلى سبق قضاء السعادة والشقاء في حق الانسان قبل أن يخلق وان ذلك يستلزم الجبر وقد ذكرنا هذا الاشكال مع جوابه في باب المشيئة والارادة في المجلد الاول من الكتاب ص 150 وحاصل الجواب أن القضاء متعلق بصدورالفعل عن اختيار العبد فهو فعل اختيارى في عين أنه حتمى الوقوع ولم يتعلق بالفعل سواء اختاره العبد أولم يختره حتى يلزم منه بطلان الاختيار وأما شرح ماتشمل عليه هذه الاخبار تفصيلا فأمر خارج عن مجال هذا البيان المختصر فليرجع فيه إلى مطولات الشروح والتعاليق والله الهادى. (الطباطبائى).

                     
2 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن النضربن شعيب، عن عبدالغفار الجازي(1)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الكافر من طينة النار: وقال: إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره ; قال وسمعته يقول: الطينات ثلاث: طينة الانبياء والمؤمن من تلك الطينة إلا أن الانبياء هم من صفوتها، هم الاصل ولهم فضلهم والمؤمنون الفرع من طين لازب(2)، كذلك لايفرق الله عزوجل بينهم وبين شيعتهم ; وقال: طينة الناصب من حماء مسنون(3) وأما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن إيمانه ولا ناصب عن نصبه ولله المشيئة فيهم.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك من أي شئ خلق الله عزوجل طينة المؤمن فقال: من طينة الانبياء، فلم تنجس أبدا(4).

___________________________________
(1) بالجيم والزاى وفى بعض النسخ [الحارثى].
(2) اللازب: اللازم للشئ واللاصق به.
(3) الحمأ: الطين الاسود، والمسنون: المنتن.
(4) اى بنجاسة الشرك والكفر. (آت)

4 محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد وغيره، عن محمد بن خلف، عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عزوجل خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم تهوي إلينا لانها خلقت مما خلقنامنه، ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وماأدراك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون(1) " وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لانها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: " كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين(2) ".


5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وغير واحد، عن الحسين بن الحسن جميعا، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن عثمان بن يوسف قال: أخبرني عبدالله بن كيسان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أنا مولاك، عبدالله بن كيسان، قال: أما النسب فأعرفه وأما أنت، فلست أعرفك، قال: قلت له: إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس وإنني اخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فا خالط الرجل، فأرى له حسن السمت(3) وحسن الخلق و [كثرة] أمانة، ثم افتشه فأتبينه عن عداوتكم واخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة(4) ثم افتشه فأتبينه عن ولا يتكم، فكيف يكون ذلك؟ فقال لي: أما علمت يا ابن كيسان أن الله عزوجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا، ثم نزع هذه من هذه ; وهذه من هذه(5) فما رأيت من اولئك من الامانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الامانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار وهم يعودون إلى ما خلقوامنه.

___________________________________
(1) المطففين 2119.
(2) المطففيين 7 10
(3) السمت: هيئة أهل الخير
(4) الزعارة: سوء الخلق، لايصرف منه فعل ويقال للسيئ الخلق الزعرور وفى بعض النسخ [الدعارة] وهوالفساد والفسوق والخبث (في).
(5) معناه أنه نزع طينة النار وطينة النار من طينة الجنة بعد ما مست احداهما الاخرى، فخلق أهل الجنة من طينة الجنة وخلق أهل النار من طينة النار (في).

6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن صالح بن سهل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: المؤمنون من طينة الانبياء؟ قال: نعم.


7 - علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد(1)، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا(2) ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه: منك الرسل والانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هو انه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عزوجل: " إن الله فالق الحب والنوى(3) " فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير و إنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عزوجل: " يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي(4) " فالحي: المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من الحي: هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي: المؤمن، والميت: الكافر وذلك قوله عزوجل: " أو من كان ميتا فأحييناه(5) " فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عزو جل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عزوجل: " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين(6) ".

 

___________________________________
(1) في بعض النسخ [الحسين بن زيد].
(2) الفلق: الشق والفصل. والذرو: الاذهاب و التفريق.
(3) الانعام: 95.
(4) في بعض النسخ [ويخرج الميت من الحى].
(5) الانعام: 122.
(6) س 70 واعلم أن ماذكر في هذا الباب وفى بعض الابواب الاتية من متشابهات الاخبار ومعضلات الاثار ومما يوهم الجبر ونفي الاختيار ولاصحابنا رضوان الله عليهم فيها مسالك: الاول: ماذهب إليه الاخباريون وهو أنا نؤمن بها مجملا ونعترف بالجهل عن حقيقة معناها وعن أنها من أى جهة صدرت، ونرد علمه إليهم عليهم السلام.
الثاني: أنها محمولة على التقية لموافقتها لروايات العامة ومذاهب الاشاعرة الجبرية وهم جلهم.
الثالث: انها كناية عن علمه تعالى بما هم إليه صائرون فانه سبحانه لما خلقهم وكان عند خلقهم عالما بما يصيرون إليه فكأنه خلقهم من طينات مختلفة.
الرابع: انها كناية عن اختلاف استعداداتهم وقابلياتهم وهذا أمر بين لايمكن انكاره فانه لايريب عاقل في أن النبى صلى الله عليه وآله وأبا جهل ليسا في درجة واحدة من الاستعداد والقابلية وهذا يستلزم وقوع التكليف فان الله تعالى كلف النبى (ص) بقدر مااعطاه من الاستعداد والقابلية لتحصيل الكمالات وكلفه مالم يكلف أحدا مثله وكلف أبا جهل ما في وسعه وطاقته ولم يجبره على شئ من الشر والفساد.
الخامس: أنه لما كلف الله تعالى الارواح أولا في الذر وأخذ ميثاقهم فأختاروا الخير أو الشر باختيارهم في ذلك الوقت وتفرع اختلاف الطينة على ما اختاروه باختيارهم كما دلت عليه بعض الاخبار فلا فساد في ذلك (آت).

باب آخر منه

 

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا، فامتزج الماء ان، فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا، فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا ابالي، ثم قال: " ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين "(1)، ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على اولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم السلام وأن المهدي أنتصر به لديني واظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا، ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخسمة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجدله عزما " قال: إنما هو: فترك(2) ثم أمر نارا فاججت(3) فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يارب أقلنا، فقال: قد أقلتكم اذهبوا فاد خلوها، فها بوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عزوجل لما أخرج ذرية آدم عليه السلام من ظهره(4) ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية

___________________________________
(1) الاعراف: 172.
(2) أى معنى النسيان هنا الترك لان النسيان غير مجوز على الانبياء عليهم السلام، أو كان في قراء تهم عليهم السلام " فترك " مكان فنسى. ولعل السر في عدم عزم آدم على الاقرار بالمهدى استبعاده أن يكون لهذا النوع الانسانى اتفاق على أمر واحد.
(3) الاجيج: تلهب النار.
(4) في بعض النسخ (صلبه).


له وبالنبوة لكل نبي فكان أول من أخذله عليهم المثياق بنبوته محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ثم قال الله عزوجل لآدم: انظر ماذا ترى، قال: فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته وهم ذر قد ملاوا السماء، قال آدم عليه السلام: يارب ما أكثر ذريتي ولامرما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزوجل: يعبدونني لا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم عليه السلام: يارب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نوركثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور؟ فقال الله عز وجل: كذلك خلقتهم لابلوهم في كل حالاتهم، قال آدم عليه السلام: يارب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال الله عزوجل: تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك [من] خلاف كينونتي: قال آدم: يارب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد و طبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الاشياء، قال الله عزوجل يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك(1) تكلفت ما لا علم لك به وأنا الخالق العالم(2)، بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيئتي يمضي فيهم أمري وإلى تدبيري وتقديري صائرون، لا تبديل لخلقي، إنما خلقت الجن والا نس ليعبدون وخلقت الجنة لمن أطاعني وعبدني منهم واتبع رسلي ولا ابالي وخلقت النار لمن كفربي و عصاني ولم يتبع رسلي ولا ابالي: وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم وإنما خلقتك وخلقتهم لابلوك وأبلوهم أيكم(3) أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم فلذلك خلقت الدينا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار وكذلك أردت في تقديري وتدبيري، وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوا نهم وأعمار هم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم الشقي والسعيد والبصير والاعمى والقصير والطويل والجميل والدميم(4) والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا عاهة به، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته، وينظر الذي به

___________________________________
(1) في بعض النسخ (قوتك)
(2) في بعض النسخ (العليم).
(3) في بعض النسخ (أيهم).
(4) الدميم 6 القبيح وفى بعض النسخ (الذميم)

العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن اعافيه ويصبر على بلائي فاثيبه جزيل عطائي، وينظر الغني إلى لفقير فيحمدني ويشكر ني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ماهديته فلذلك خلقتهم(1) لابلوهم في السراء والضراء وفيما اعافيهم وفيما أبتليهم وفيما اعطيهم وفيما أمنعهم وأناالله الملك القادر، ولي أن أمضي جميع ماقدرت على ما دبرت ولي أن أغير من ذلك ماشئت إلى ما شئت واقدم من ذلك ما أخرت واؤخر من ذلك ما قدمت وأنا الله الفعال لما اريد(2) لا اسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون.


3 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأي شئ الظلال؟ فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ، ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عزوجل وهو قوله عزوجل: " ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله(3) " ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعوهم إلى ولا يتنا فأقر بها والله من أحب وأنكر ها من أبغض وهو قوله: " ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوابه من قبل(4) " ثم قال أبوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

 

باب اخوة المؤمنين بعضهم لبعض

 
2 عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي، وصديقي، فقال: نعم يا جابر إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجري فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه.
فإذا أصاب روحا من تلك الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لانها منها
 

7 أبوعلي الاشعري، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن اورمة، عن بعض أصحابه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخوالمؤمن لابيه وامه لان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم إخوة لاب وام.

 

الله سبب الأمراض حسب الأديان والإسلام

 

روى البخاري:

 

5645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ

 

تخويف الأديان الناس بالموت وتعليق إبكيورس (أبيقور)

 

روى أحمد:

 

1980 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ - قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ بَوْلِهِ - وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " . ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً ، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: " لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا - قَالَ وَكِيعٌ: تَيْبَسَا ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122 و3/375، والبخاري (218) ، وابن ماجه (347) ، والأجري في "الشريعة" ص 362 من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376-377، والبخاري (1361) ، والنسائى 6/104، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (236) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (118) ، والبغوي (183) من طريق أبي معاوية وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/377، وهناد في"الزهد" (360) و (1213) ، والبخاري (6052) ، ومسلم (292) ، وأبو د اود (20) ، والترمذي (70) ، والنسائي 1/28-29، وابن الجارود (130) ، وابن خزيمة (56) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق وكيع وحده، به .

وأخرجه عبد بن حميد (620) ، والدارمي (739) ، ومسلم (292) ، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (1378) ، وابن حبان (3128) ، والآجري ص 362 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما بعده.

قوله: "وما يُعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/19: معناه أنهما لم يُعذبا في أمر كان يَكبُرُ عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول وترك النميمة، ولم يُردْ أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين، وأن الذنب فيهما هَيِّنَ سهل.

وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَل مدة بقاء النداوة فيهما حداً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخُوص في قبور موتاهم، وأرَاهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تَعاطَوْه من ذلك وجه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/320-321.

 

9037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ فمَاتَ - أَوْ مَاتَتْ - فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ ؟ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، قَالَ: " فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: " فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا "، قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا

قَالَ ثَابِتٌ - عِنْدَ ذَاكَ، أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ -: " إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن عفان مختصراً برقم (9272) ، وانظر (8634) .

وقوله: "ينورها بصلاتي عليهم"، قال السندي: أخِذَ منه خصوص الصلاة على القبر به صلى الله عليهم وسلم.

 

وروى البخاري:


1338 - حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ

 

1375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَوْنٌ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ الْبَرَاءَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 956 ] وحدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا حماد وهو بن زيد عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شابا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها أو عنه فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني قال فكأنهم صغروا أمرها أو أمره فقال دلوني على قبره فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم

 

[ 2867 ] حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال

 

وذكرتُ في بحث الهاجادة الضخم المستقل من قبل المرويات عن عذاب القبر الخرافي عند السنة والشيعة الاثناعشرية وهو خرافة مضحكة فلماذا نخاف ونحن سنصبح جثثًا متحللة متفسخة من تعرض هذه الجثث لتعذيب؟! كيف ستشعر وكيف يتخيلون لها حياة كاملة في القبور وبأي منطق غريب أعوج؟!

 

وفي القرآن كمثالٍ:

 

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة

 

{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} الواقعة

 

إنه لمناسبٌ هنا في ذكرنا لاستعمال الإسلام أسلوب التخويف من الموت وأدبيات الموت والقبر في القرآن والأحاديث وما أكثرها أن نذكر تعليق إبكيورس الجريكي الفيلسوف الكلاسيكي القديم حيث قال ما معناه: إني كنتً ميتًا وعدمًا من قبلُ فلماذا ينبغي أن أخاف من العودة عدمًا؟!

 

يُفزَع معظم البشر من فكرة الموت وبسببها وبسبب الغرور البشري الأجوف للسذج اخترعت خرافات مثل الروح والخلود بعد الموت، أما في بعض المجتمعات الغربية ذات الأغلبيات الإلحادية العقلانية كالدنْمارك والنروِج والنمسا والسويد وغيرها فهم يأخذون الموت ببساطة وكمسلمة من المسلمات والقوانين الطبيعية الحاكمة لظاهرة الحياة وفق التفسير العلمي للموت (راجع باب الأخطاء العلمية من كتابي هذا)، صحيح أنه حدث كبير محزن كفقد الأحبة أو فقد الذات إلى العدم لكنه واقع لا يفيد الحزن في إزالته لأنه محتوم. راجع مثلًا كتاب مجتمعات بلا إله Societies without God. ولا يحاول المسلمون قط أن يسألوا أنفسهم كيف سيعذب إله عادل البشر لمجرد اختلاف عقائد وهل اختلاف الاعتقادات وحرية الاعتقاد والرأي والتعبدات جريمة؟! ولا يتفكرون أنه لا وجود لشيء اسمه "تعذيب أخلاقي أو مبرَّر" وأنه لا توجد جريمة فعلية مهما كانت بشعة تستحق عقابًا أبديًّا وفقًا لمبدإ تساوي الجريمة مع العقوبة وتناسبهما، فلا يصح معاقبة جريمة ذات وقت محدود كسرقة وغيره بعقوبة أبدية، واختلاف العقائد ليس إثمًا من الأصل لتجريمه.

 

تبرير وجود الشرور والأمراض في العالم

 

روى أحمد:

 

24114 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّتْ مِنْ خَطِيئَتِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والقاسم والد عبد الرحمن هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه بنحوه مسلم (2572) (51) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2227) ، والبيهقي في "الشعب" (9828) من طرق عن عائشة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2481) ، والبيهقي في "الشُّعَب" (9860) من طريق عمران بن يزيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سالم، عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "ما ضربَ على مؤمن عِرْقٌ قطُّ، إلا حطَّ الله عنه به خطيئة، وكتبَ له حسنة، ورفعَ له درجة" . قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمران. قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 9/105: سنده جيد.

وسيرد بالأرقام (24156) و (24157) و (24264) و (24573) و (24828) و (24884) و (25264) و (25338) و (25403) و (25429) و (25676) و (25804) و (26104) و (26175) و (26208) و (26246) و (26377) و (26385) .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11007) . وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وسيأتي من طريق إبراهيم عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24156) و (24157) و (25403) و (26175) و (26377) بلفظ: "إلا رفعه الله عز وجل بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة". وكذلك لفظه من طريق أبي وائل عن عائشة برقم (25429) .

قاله الحافظ في "الفتح" 9/105: وهذا يقتضي حصول الأمرين معاً: حصولَ الثواب، ورفعَ العقاب.

قلنا: وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الحديث (2227) أن الأمراض قد تنزل بمن لا ذنب له ولا خطيئة من الأنبياء صلوات الله عليهم وممن سواهم، فتكون أجوراً لهم، وقد تنزل بمن له خطايا وذنوبٌ ، فتكون حصة لذنوبهم ولخطاياهم عنهم.

 

وروى البخاري:

 

5640 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

 

5641و5642 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ

 

5648 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا

 

رواه أحمد 3618

 

وروى أحمد:

 

27079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. أبو عُبيدة بنُ حُذيفة وهو ابنُ اليَمَان - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه العجلي، ولم يذكره أحد بجرح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. حُصَيْن: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.

وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/233، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي عُبيدة بنِ حُذيفة بنِ اليمان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/325-326، والنسائي في "الكبرى" (7496) و (7613) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (629) ، والحاكم 4/404 من طرق عن شعبة، به. وقوَّى إسنادَه الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة فاطمة بنت اليمان) .

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7482) من طريق عَبْثَر بن القاسم، والطبراني في "الكبير" 24/ (626) و (627) و (628) و (630) من طريق عبد الله ابن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي وسليمان بن كثير وزائدة، خمستهم عن حُصَيْن، به.

وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (631) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القَطِيعي، عن جرير- وهو ابن عبد الحميد - عن حُصين، عن خيثمة، عن ابي عُبيدة بن حُذيفة، عن عمته، بنحوه. فزاد في الإسناد: خيثمة بين حُصين وأبي عبيدة. والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 214.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/292، وقال: رواه أحمد والطبرانى في "الكبير" بنحوه، وقال: وإسناد أحمد حسن.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) ، وفيه أن سعداً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس... " وإسناده حسن.

وآخر من حديث ابن مسعود، قال: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُوعَك، فمسستُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتُوعَكُ وَعْكاً شديداً! قال: "اجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم"... وسلف برقم (3618) ، إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وثالث من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "إنَّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر"، سلف برقم (11893) .

 

تبرير ضعيف يفترض وجود ذنوب دينية هوسية مما يتخيله المهووسون الدينيون الأصوليون مغسولو الأدمغة، لكن وماذا عن طفل بريء أو حتى رضيع يعاني مرضًا رهيبًا يؤلمه على نحو رهيب ثم يموت وهو لم يدرك شيئًا من الحياة بعد، فما ذنبه لو صح تصورهم لوجود إله وأن له تحكمًا في أمور كهذه، وما ذنب حيوان في غابة ليمرض ويعاني أو يجوع أو يصاب بجرح أو عدوان من كائن مفترس آخر؟ أو حيوان يصاب بمرض خطير أو تلوث لجرح وغيره،كمثال كلب عادي بلديّ أصيب بتلوث وانتفاخ هائل مزمن في إحدى رجليه الأماميتين سينتهي بموته غالبًا بعد فترة طويلة من العناء وتوقف القائمة عن أن تكون مفيدة له بل صارت مصدر ألم، وهناك أمثلة رهيبة في الطبيعة يعرفها قراء البيولوجي وعرضنا بعضها بمواضع أخرى. ولأن هناك أناسًا طيبين فعلًا لا ذنب لهم فقد حاول المبررون القول بأن ذلك يرفع الله به درجاتهم في جنات الوهم الخرافية، نظرية كهذه لا تقل تناقضًا وسخافةً عن نظرية ولاهوت التجسد والصلب والفداء عند المسيحيين، ألم يكن الله الخرافي يستطيع إسعاد كل البشر والكائنات وأن يحقق لهم أكبر قدر من الرفاهية والسعادة بدون التسبب بألم لأحد وما حاجته أصلًا_ على فرض وجود كائن خرافي كهذا له تحكم خرافي كهذا في الأحداث_ لأن يتسبب بآلام ومعضلات ومشاكل للكائنات الحية والبشر؟! هنا نرجع إلى سؤال إبكيورس.

 

الجثة الميتة لا يهمها توسعة القبر أو تضييقه

 

روى أحمد:

 

23465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُهُ وَحْدِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَأَنَا غُلَامٌ مَعَ أَبِي، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُفَيْرَةِ الْقَبْرِ، فَجَعَلَ يُوصِي الْحَافِرَ وَيَقُولُ: " أَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرَّأْسِ، وَأَوْسِعْ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ، لَرُبَّ عَذْقٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ "

 

إسناده قوي .

وقد سلف برقم (22509) من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب بأطول مما هنا .

 

26543 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ " فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ " ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ".

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفَزاري: هو إبراهيم ابن محمد بن الحارث، وخالد الحذَّاء: هو ابن مِهْران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.

وأخرجه مسلم (920) (7) ، وابن ماجه (1454) ، وأبو يعلى (7030) ، وابن حبان (7041) ، والطبراني في "الدعاء" (1154) ، وفي "مسند الشاميين" (2143) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 167، والبيهقي في "السنن" 3/384-385، والبغوي في "شرح السنة" (1468) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (3118) ، والنسائىِ في "الكبرى" (8285) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (712) من طرق عن أبي إسحاق الفَزاري، به.

وأخرجه مسلم (920) (8) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (713) ، وفي "الدعاء" (1155) ، وفي "مسند الشاميين" (2144) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق عبيد الله بن الحسن، والطبراني في "الكبير" 23/ (714) ، وفي "الشاميين" (2145) ، والدارقطني 5/ورقة 167 من طريق مخلد بن هلال، كلاهما عن خالد الحذَّاء، به.

ورواه سفيان الثوري- فيما أخرجه ابن سعد 3/241 من طريقه- فقال:

عن خالد الحذاء، عن أبى قِلابة، عن قَبيصة بن ذُؤيب أنَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات. لم يذكر أبا سلمة في الإسناد.

ورواه أيوب- فيما أخرجه ابن سعد أيضاً 3/242 من طريقه- عن أبي قلابة، قال: أتى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا سلمة... فذكره مرسلاً. لم يذكر قَبيصة ولا أمَّ سَلَمة في الإسناد.

ورواه الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه مرسلاً ابن سعد 3/241، والبغوي في "شرح السنة" (1467) من طرق عن الزُّهري، عن قَبيصة بن ذُؤيب أن رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمض أبا سلمة حين مات.

وأخرجه ابن سعد كذلك 3/241 من طريق ابن أبي ذئب عن الزُّهري، عمَّن سمع قَبيصة بنَ ذُؤَيب يحدِّثُ أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغمضَ أبا سَلَمة حين مات.

وانظر (26497)

 

وروى البخاري:

 

1374 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا * قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ وَأَمَّا الْمُنَافِقُ وَالْكَافِرُ فَيُقَالُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2870 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون

 

[ 920 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبة في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه

 

لا أفهم ما هذه العقليات بصراحة! فيكف لا يتفهمون أن الموتى صاروا جثثًا لا حياة فيها، وأنه_بالاقتباس من الكلمات المنسوبة إلى بودا جوتاما_كل مركب مصيره إلى الانحلال، وأن جثة متحللة متفسخة لن يضرها ضيق مساحة قبر ولن يفيدها اتساعه. غرائب المتدينين وعقلياتهم أعجوبة بنظرنا كعقلانيين، ويقال عني ملحد بالفطرة كما وصفني قريب مسلم بغضب، فلا يسعني تفهم أو فهم لا منطق كهذا. أما آن للعاقلين أن ينضجوا ويفهموا أنه لا حياة لهم في القبور وبعد حياتهم الثمينة الوحيدة التي لديهم هذه؟! هل يعتقدون أنهم يمكن أن تضيع عليهم حياتهم هذه في فقر وضنك ويزيدوها سوءً بتعاليم الدين الحمقاء الغبية ثم يحسبون أنهم سيجدون فرصة في حياة وهمية أخرى؟! أحلامًا سعيدة!

 

تعريفهم الخاطئ للعلم على أنه حفظ وترديد واستظهار الخرافات والخزعبلات والنصوص الرجعية وحشو الرؤوس بها

 

روى البخاري:


79 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتْ الْمَاءَ قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِى مِنْ الْأَرْضِ

 

80 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا.

 

82 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْعِلْمَ

 

100 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا قَالَ الْفِرَبْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 422 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا هارون بن معروف وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء زاد حرملة في روايته قال بن شهاب وقد رأيت رجالا من أهل العلم يسبحون ويشيرون

 

[ 810 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر

 

روى أحمد:

23990 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا أَوَانُ الْعِلْمِ أَنْ يُرْفَعَ "، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: أَيُرْفَعُ الْعِلْمُ يَا رَسُولَ اللهِ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "، ثُمَّ ذَكَرَ ضَلَالَةَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَعِنْدَهُمَا مَا عِنْدَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَقِيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالْمُصَلَّى، فَحَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: صَدَقَ عَوْفٌ، ثُمَّ قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي مَا رَفْعُ الْعِلْمِ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي . قَالَ: " ذَهَابُ أَوْعِيَتِهِ " . قَالَ: " وَهَلْ تَدْرِي أَيُّ الْعِلْمِ أَوَّلُ أَنْ يُرْفَعَ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي . قَالَ: " الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَكَادُ تَرَى خَاشِعًا "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن حمير صدوق لا بأس به، وهو من رجال البخاري، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر، فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقه.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (339) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (302) ، والطبراني في "الشاميين" (56) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/138 و247، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/152 من طرق عن محمد بن حمير، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (337) و (338) ، والنسائي في "الكبرى" (5909) ، والبزار في "مسنده" (2741) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (301) ، وابن حبان (4572) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (75) ، وفي "الشاميين" (55) ، والحاكم 1/98-99، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" (89) ، والبيهقي في "المدخل" (853) من طريق الليث بن سعد،

والطحاوي في "شرح المشكل" (303) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن إبراهيم بن أبي عبلة، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح.

وخالف عبد الله بن صالح كاتب الليث، فرواه عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء... وذكر في آخره: إن جبيراً لقي عبادة بن الصامت فأخبره بما سمع من أبي الدرداء. أخرجه الترمذي (2653) ، والطحاوي (304) ، والحاكم 1/99، والبيهقي في "المدخل" (854) .

وهذا من أوهام عبد الله بن صالح فقد كان سيىء الحفظ.

وسلف الحديث عن زياد بن لبيد نفسه برقم (17473) من طريق سالم بن أبي الجعد عنه، وهو منقطع.

 

17473 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَالَ: " وَذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا، وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ لَبِيدٍ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَ لَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ لَا يَنْتَفِعُونَ مِمَّا فِيهِمَا بِشَيْءٍ ؟ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يرو له سوى ابن ماجه. وسالم بن أبي الجعد قال فيه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/344: لا أُراه سمع من زياد، وجزم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 2/587 بأنه لم يَلْقَه، وسيأتي مكرراً برقم (17919) .

وأخرجه المزي فى ترجمهَ زياد من "تهذيب الكمال" 9/508 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/536-537، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/344، وابن ماجه (4048) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1999) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (305) ، والطبراني في "الكبير" (5291) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم" (52) ، وأخرجه الطبراني (5290) ، والحاكم 3/590 من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما (أبو خيثمة وعبد العزيز) عن الأعمش، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عنه الذهبي!

وأخرجه الطبراني (5293) من طريق أبي طوالة، عن زياد بن لبيد، به.

وإسناده منقطع أيضاً، قاله الحافظ في "الإصابة".

ويشهد له حديث عوف بن مالك، وسيرد 6/26-27. وهو حديث صحيح.

وله شاهد آخر من حديث أبي الدرداء عند الترمذي (2653) وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم 1/99، ووافقه الذهبي.

 

وروى الترمذي:

 

2653 - حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء فقال زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس العلم منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قلت ألا تسمع إلى مايقول أخوك أبو الدرداء ؟ فأخبرته بالذي قاله أبو الدرداء قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس ؟ الخشوع يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا

قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد القطان وقد روي عن معاوية بن صالح نحو هذا وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

قال الألباني: صحيح

 

ومنذ القدم وحتى اليوم لا يستوعب عامة المسلمين بجهلهم العلم بأنه العلوم الحقيقية كالطب والأحياء والكيمياء والفيزياء، بل يفهمونه على أنه العلوم الزائفة الدينية الشرعية القائمة على حفظ نصوص الخرافات والتشريعات المعيبة المنتقدة كما ناقشناها في كتابي هذا. وفي نظرهم أن العالم هو عالم الدين، وإليه يرجعون عامة لحل كل مشاكلهم النفسية والأخلاقية والاجتماعية والفلسفية بل وربما الطبية كذلك! كأنه مرجعية لكل العلوم ويعرف كل شيء وبظنهم أن الدين بفقره الفكري سيحل أي مشكلة تعرض لهم حلًّا سليمًا عمليًّا، ونسوا وجود تخصصات علمية حديثة مفيدة بحق كعلم النفس والاجتماع والاختصاص الاجتماعي وعلم المخ والأعصاب وغيرها من علوم حقيقية نافعة. رجل الدين ليس لديه أي علم عمومًا بل هو يحفظ ويكرر كالببغاء نصوصًا حشوا له مخه بها منذ صغره سواء كان هو مقتنعًا بها أم لا والأغلب أنه لا يفكر فيها أو في انتقادها فهي مصدر رزق واحتيال على الرزق له.

 

لا يمكن أن تكون دراسة الدين بصورة شمولية وثوقية دوغمائية استعلائية علمًا، فقط لو تم دراسة دين في إطار منهج العلوم الإنسانية والمنهج العقلاني العلماني الموضوعي أو دراسة الأديان المقارنة ونقد الأديان وعلم متشابهاتها وأسسها ومفاهيمها المشتركة والمختلفة، فعندها فقط نقول أن علم الأديان الصحيح الحر والعلمي العلماني_وليس ذلك الغثاء والقيء الذي يدرّسونه في الأزهر والمعاهد الدينية الإسلامية وكلية دار العلوم والأكاديميات والإكليريكيات المسيحية_ هو فرع من العلوم الإنسانية والاجتماعية بلا شك.

 

تعريفهم للفطرة مغالط

 

روى البخاري:

 

1358 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَوْلُودٍ مُتَوَفًّى وَإِنْ كَانَ لِغَيَّةٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ يَدَّعِي أَبَوَاهُ الْإِسْلَامَ أَوْ أَبُوهُ خَاصَّةً وَإِنْ كَانَتْ أُمُّهُ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ إِذَا اسْتَهَلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عَلَيْهِ وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ لَا يَسْتَهِلُّ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سِقْطٌ فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 1358 - كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الْآيَةَ

 

وانظر مسلم 2658 وأحمد 7443 إلى 7445 و7712 و7795 و7181 و8562 وعبد الرزاق 20087.

 

791 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ رَأَى حُذَيْفَةُ رَجُلًا لَا يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ قَالَ مَا صَلَّيْتَ وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

6311 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ مَنْصُورًا عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ

 

وانظر البخاري 6313 و6315 و247 ومسلم 2710 وأحمد 18515 و18561 و18587 و18588 و18617 و18651 و18654 وبعده و18680 و3395 وعبد الرزاق 19829.

 

247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ

 

وروى أحمد:

 

(23258) 23647- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : دَخَلَ حُذَيْفَةُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ فَجَعَلَ لاَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَلاَ السُّجُودَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ : مُنْذُ كَمْ هَذِهِ صَلاَتُكَ ؟ قَالَ : مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ : مَا صَلَّيْتَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَوْ مُتَّ وَهَذِهِ صَلاَتُكَ لَمُتَّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يُعَلِّمُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ فِي صَلاَتِهِ ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ.

 

ومن مرويات مسلم:

 

[ 2658 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يلد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه فقال رجل يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك قال الله أعلم بما كانوا عاملين

بالتأكيد لا تشمل الفطرة علميًّا أي اعتقاد ديني أو فلسفي أو سياسي، بل تشمل فقط غريزة تناول الطعام وشرب الماء والبحث عنهما وعن الجنس للبالغين والمسالمة وعدم الميل للعنف مع وجود غريزة للصيد عند البشر ولعلها مصدر العنف الكامن، عندما نترك طفلًا في غابة ويعيش على نحو ما فنحن لن نجده مسلمًا يصلي الصلاة الإسلامية أو يعتقد بعقائد وممارسات الإسلام على ما فيها من علل وخرافات وعيوب وعنصرية. الإسلام ليس الغريزة والفطرة بل هو مخالف لها في الكثير من الأمور. تعريف القرآن والأحاديث للفطرة أو الطبيعة السوية باطل، ليس من الغريزة والطبيعة السوية التعبد والكلام مع كائن خرافي وتصور كائنات خرافية حولك كملائكة وجن وغيرها أو تصور تلقي العون والمساعدة والإنقاذ من مصدر خفيّ وهميّ أو ممارسة القتل والعنصرية ضد إخوتك في الإنسانية وضد كائنات أخرى لمجرد أوامر دينية خرافية أو الاعتقاد بخرافات وعادات سيئة ضارة لنفس السبب.

 

وروى أبو داوود:

 

418 - حدَّثنا عُبيدُ الله بن عمر، حدَّثنا يزيد بن زُرَيع، حدَّثنا محمَّد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مَرثَد بن عبد الله، قال: قَدِمَ علينا أبو أيوب غازياً، وعُقبةُ بنُ عامر يومئذٍ على مِصرَ، فأخرَ المَغرِبَ، فقامَ إليه أبو أيوب فقال: ما هذه الصَّلاةُ يا عُقبةُ؟ قال: شُغِلنا، قال: أمَا سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تزالُ أُمَّتي بخيرٍ -أو قال: على الفِطرةِ- ما لم يُؤَخِّروا المَغرِبَ إلى أن تَشتَبكَ النُّجومُ".

 

إسناده حسن من أجل محمَّد بن إسحاق. وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أحمد (17329) و (23534) و (23535) و (23582)، والدولابى في "الكنى" 1/ 15، والطبرانى (4083)، والحاكم 1/ 190، والبيهقي 1/ 370 من طرق عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً أحمد (23521)، والشاشي في "مسنده" (1129)، والطبراني (4058)، والدارقطني (1021) من طريق عبد الله بن لهيعة، والطبراني (4057) من طريق حيوة بن شريح، و (4059) من طريق عبد الحميد بن جعفر، ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن أبي أيوب الأنصاري. ورواية أحمد عن قتيبة عن ابن لهيعة، وروايته عنه صالحة. ولفظ ابن لهيعة: "بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم"، ولفظ عبد الحميد بنحوه، ولفظ حيوة: كنا نصلي المغرب حين تجب الشمس.

وأخرجه مختصراً بنحو لفظ ابن لهيعة: أحمد (23580) الطيالسي (600) من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب.

والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 177 ونقل عن أبي زرعة أنه رجح رواية حيوة على رواية ابن إسحاق.

 

وروى أحمد:

 

17329 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ – وَيَزَنُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ -، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْرَ غَازِيًا - وَكَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ أَمَّرَهُ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ - قَالَ: فَحَبَسَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ بِالْمَغْرِبِ، فَلَمَّا صَلَّى قَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ لَهُ: يَا عُقْبَةُ، أَهَكَذَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، أَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ أَوْعَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ " ؟ قَالَ: فَقَالَ: بَلَى . قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ: شُغِلْتُ قَالَ: فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَمَا وَاللهِ مَا بِي إِلَّا أَنْ يَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ هَذَا ".

 

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/15، والطبراني في "الكبير" (4083) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. ورواية الطبراني مختصرة.

وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (418) ، وابن خزيمة (339) ، والحاكم 1/190، والبيهقي في "السنن" 1/370 من طرق عن محمد بن إسحاق، به.

وسيأتي من طريق ابن إسحاق في مسند أبي أيوب الأنصاري 5/417 و422.

وقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/177 أن أبا زرعة سُئل عن حديث رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، ... فذكره بإسناده، ورواه حيوة وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران التُّجيبي، عن أبي أيوب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بادروا بصلاة المغرب طلوع النجوم" قال أبو زرعة: حديث حيوة أصح.

قلنا: وسيأتي من طريق ابن لهيعة- الآنف الذكر- 5/415، وسيأتي في "المسند" أيضاً بنحو لفظ ابن لهيعة 5/421 لكن من طريق ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن أبي أيوب، به.

وفي الباب عن السائب بن يزيد، سلف برقم (15717) . وانظر تتمة شواهده هناك.

قوله: "فحبس"، أي: فأخر المغرب كما في الروايات الأخرى.

وقوله: "حتى تشتبك النجوم"، أي: تظهر جميعها، وتختلط بعضُها ببعض لكثرة ما ظَهرَ منها. قاله ابن الأثير في "النهاية".

 

بالتأكيد لا علاقة للطبيعة السوية الطبيعية بمواعيد الصلوات الإسلامية فهذه مغالطات سخيفة وظاهرة التفاهة والضعف. من الطبيعة السوية ألا تقوم بغزو الشعوب الأخرى والعدوان على الناس فهل كانت هذه عند هؤلاء الغزاة المجرمين المهاويس؟!

 

تعريف مغالط لمصطلح الشهيد

 

الشهيد من اسمه سواء في العربية أو الإنجليزية واللاتينية واليونانية، يأتي لقبه من تضحيته بحياته في سبيل قضية ما، كالدفاع عن الوطن أو الدين أو الموت تحت وطأة الاضطهاد بسبب عقيدته، ويمكن أن نعتبر من يموت في سبيل إنقاذ شخص آخر كرجل الإطفاء والشرطي والمواطن العادي كذلك شهيدًا. لكن روى البخاري:

 

720 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّهَدَاءُ الْغَرِقُ وَالْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْهَدِمُ

 

2829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

 

2830 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ

 

ومما روى مسلم:

 

[ 1915 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الشهيد فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذًا لقليل قالوا فمن هم يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات في البطن فهو شهيد قال بن مقسم أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال والغريق شهيد

 

وروى أحمد:

 

8092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ " قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ . قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطَنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أَبي صالح من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أَبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9574) . وأخرجه مسلم (1915) (165) ، وابن ماجه (2804) ، وابن حبان (3186) و (3187) من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد - دون ذكر الغرق والنفساء، وزادوا: قال سهيل: وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال: أشهد على أبيك أنه زاد: والغريق شهيد، وليس في روايتهم  النفساء. وعبيد الله بن مقسم هذا ثقة من رجال الشيخين.

وأخرجه بنحوه البيهقي في "شعب الإِيمان" (9877) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أَبي صالح السمان، به. ولم يذكر فيه المطعون.

وسيأتي من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة بالأرقام (8305) و (10762) و (10897) ومن طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أَبي هريرة برقم (9695) .

وفي الباب عن أنس وصفوان بن أمية وعباده بن الصامت وجابر بن عتيك وعائشة، ستأتي أحاديثهم 3/150 و400 و5/315 و446 و6/64.

قوله: "والبطن" بفتحتين، قال السندي: أي: الموت بمرضه كالإِسهال والاستسقاء.

 

12547- حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٍ , حَدَّثَنَا عاصم , عن حفصة قالت : سألت أَنَسَ بْن مَالِكٍ بما مات ابن أبي عمرة ؟ فقالوا : بالطاعون فقال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الطاعون شهادة لكل مسلم.

 

(15301) 15375- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا التَّيْمِيِّ ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، يَعْنِي النَّهْدِيَّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : الطَّاعُونُ ، وَالْبَطْنُ ، وَالْغَرَقُ ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو عُثْمَانَ مِرَارًا ، وَقَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً.

 

(22684) 23060- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُصَبِّحِ ، أَوْ أَبِي الْمُصَبِّحِ ، عَنِ ابْنِ السِّمْطِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : عَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّزَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ فَقَالَ : مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي ؟ قَالُوا : قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ . قَالَ : إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْبَطْنُ وَالْغَرَقُ ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ.

 

(22685) 23061- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي يُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ، يَعْنِي النُّفَسَاءَ.

 

(23753) 24154- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ ، فَهُوَ جَدُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو أُمِّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ ثَابِتٍ لَمَّا مَاتَ قَالَتْ ابْنَتُهُ : وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدًا ، أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ قَضَيْتَ جِهَازَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ قَالُوا : قَتْلٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ.

 

(24358) 24862- حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَُرَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ ، فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ، إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ.

 

هذا كلام باطل، ولعله قيل فقط كنص لمواساة من نسميهم ضحايا الحوادث، لكن لا يصح تلقيبهم بشهداء، فهم لم يختاروا قضية ويضحوا في سبيلها.

 

وقد انتقدت أحاديث أخرى هذا الحديث فعلًا كما أنتقده هنا، فروى أحمد:

 

17786 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ الشُّهَدَاءُ، فَذَكَرُوا الْمَبْطُونَ ، وَالْمَطْعُونَ ، وَالنُّفَسَاءَ ، فَغَضِبَ أَبُو عِنَبَةَ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ نَبِيِّنَا عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أُمَنَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ من خَلْقِهِ، قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا ".

 

إسناه حسن من أجل إسماعيل بن عياش، وباقي رجاله ثقات. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع.

وهذا الحديث لم يقع لنا عن أبي عنبة عند غير المصنف.

وأخرج نحوه ابن المبارك في "الجهاد" (52) عن أبي بكر بن أبي مريم، عن خالد بن معدان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وأبو بكر ضعيف، وكان قد اختلط.

 

الحديث الأخير يكذّب الأحاديث الأخرى وهذا يدخل في باب التناقضات.

 

 

تعريف مغالط لمعنى الصدقة والإحسان

 

من مغالطات القرآن التي ناقشناها في قسم النقد القرآني هي وصف التعبد والعقيدة بالإحسان، وقلت أن الإحسان معروف وهو العطاء ومساعدة الآخرين من البشر والكائنات الحية، وورد حديث فيه مغالطة غريبة كذلك فروى أحمد:

 

17191 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَوَلَدَكَ وَزَوْجَتَكَ وَخَادِمَكَ "

 

إسناده حسن.

وأخرجه ابن ماجه (2138) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ولفظه: "ما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه، فهو صدقة".

وقد سلف برقم (17179) .

 

17179 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَكَ (1) ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ " (2)

 

(1) في (م) وهامش (س) : زوجك.

(2) حديث حسن، بقية- وهو ابن الوليد- وإن دلس في هذا الإسناد- متابع في الرواية (17191) ، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (82) و (195) ، والنسائي في "الكبرى" (9185) و (9204) ، وهو في "عشرة النساء" (303) و (323) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (634) ، وفي "مسند الشاميين" (1124) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/309، وفي "تاريخ أصبهان" 2/76، والبيهقي في "السنن" 4/179 من طرق عن بقية، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/119، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات.

وسيأتي برقم (17191) .

 

كلام سخيف ومنطق معوج، فكيف يكون قيامك بدافعك الطبيعي البيولوجي للحفاظ على حياتك بتناول الطعام لجسدك إحسانًا، قمة انعدام المنطق، ولنضحك قليلًا على عجائب تبريرات السندي كأحد عبيد الاستلاب الفكري وانعدام التفكير والعقل:

 

قال السندي: قوله: ما أطعمت نفسك، أي: إذا نويت الخير، فإن نفس الإنسان أيضاً مخلوقة لله كسائر المخلوقات، فالإحسان إليها وإلى غيرها سواء.

تبرير غير عقلاني للنسيان واللخبطة في قراءة وسرد نص القرآن في الصلاة

 

روى أحمد:

 

23072 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ أَبِي رَوْحٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ فَقَرَأَ فِيهِمَا بِالرُّومِ فَالْتُبِسَ عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَحْضُرُونَ مَعَنَا الصَّلَاةَ بِغَيْرِ طُهُورٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَلْبِسُونَ عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ فَلْيُحْسِنِ الطُّهُورَ "

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شبيب بن أبي روح، فمن رجال أبي داود والنسائي، وقد روى عنه جمع ووثقه ابن حبان، فهو حسن الحديث .

وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2725) ، ومن طريقه المزي في ترجمة شبيب بن نعيم من "تهذيب الكمال" 12/372-373، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/156، وفي "الكبرى" (1019) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (عبد الرزاق، وابن مهدي) عن سفيان، بهذا الإسناد .

وسلف برقم (15873) ، وسيأتي برقم (23125) من طريق شعبة عن عبد الملك بن عمير .

قوله: "بغير طهور" قال السندي: بضم الطاء، والمراد: بغير إحسانه .

"يلبسون" بكسر الباء الموحدة من اللَّبس، بفتح اللام بمعنى الخلط، ويمكن أن يُجعل من التلبيس .

 

23125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا أَبَا رَوْحٍ يُحَدِّثُ، فَقَرَأَ فِيهَا: بِالرُّومِ فَأَوْهَمَ فِيهَا، فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي "، قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرَ الرُّفْغَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ،: إِنَّكُمْ لَسْتُمْ بِمُتَنَظِّفِينَ.

 

إسناده حسن . وهو مكرر (15873) ، وانظر (23072) .

قوله: "الرفغ" بفتح الراء وضمها وبالغين المعجمة: وسخ الجسد .

"بمتنظفين" من النظافة بمعنى الطهارة، أي: ذكر أنهم لا يحسنون الوضوء، فينشأ منه الخللُ في القراءة .

 

تبرير خرافي مضحك فلا رابط منطقي حقيقي واقعي بين لخبطته ونسيانه كإمام وبين كون كل حضور المصلين متطهرين بطقسيات الغسل والوضوء من عدمه.

 

خوفهم من التفكير العقلاني

 

روى البخاري:

 

5061 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ جُنْدَبٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ

تَابَعَهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَبَانُ وَقَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا قَوْلَهُ وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ عُمَرَ قَوْلَهُ وَجُنْدَبٌ أَصَحُّ وَأَكْثَرُ

 

رواه البخاري 5060 و7364 ومسلم 2667 وأحمد 18816 والنسائي في "الكبرى" (8097) من طريق عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه أبو عبيد بن سلام في "فضائل القرآن" ص212، وسعيد بن منصور (166) (تفسير) - ومن طريقه أبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) ، والطبراني في "الكبير" (1673) ، والبيهقي في "الشعب" (2260) -، وابن أبي شيبة 1/5280، والدارمي (3361) - ومن طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/390- وأبو يعلى (1519) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) ، وابن حبان (732) و (759) ، والطبراني في "الكبير" (1673) ، والخطيب في "تاريخه" 4/228، والبغوي في "شرح السنة" (1224) من طريق حماد بن زيد، وأخرجه الدارمي (3359) ، والنسائي في "الكبرى" (8098) ، والطبراني في "الكبير" (1674) من طريق هارون بن موسى الأعور. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8096) ، والطبراني (1675) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/549-550، وأبو نعيم في "الحلية" 3/109 و8/291 من طريق الحجاج بن فرافصة. وأخرجه مسلم (2667) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 4/83) من طريق أبان بن يزيد العطار، خمستهم عن أبي عمران الجوني، به مرفوعاً.

 

فهذه تعاليم بعدم التفكير وتجنب التفكير لدرجة القيام عند الاختلاف مع بعضهم على اللاهوتيات أو التفاسير والشرعيات والفقه أو القراآت وغيرها. وإنه لطبيعي أن يختلف أتباع الأديان ويتنافروا لأن أساسات أديانهم نفسها غير منطقية من نواحٍ كثيرة.

 

روى أحمد:

 

3724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، وَسَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمِ اخْتَلَفُوا فِيهِ فَأَهْلَكَهُمْ "

قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي مِسْعَرٌ، عَنْهُ، وَرَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَا تَخْتَلِفُوا "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبْرة -وهو الهلالي الكوفي- فمن رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي، ومسعر: هو ابن كِدام.

وأخرجه الطيالسي (387) ، وابن أبي شيبة 10/529، والبخاري (2410) و (3476) و (5062) ، والنسائي في "الكبرى" (8094) ، وأبو يعلى (5262) و (5341) ، والشاشي (770) و (771) ، والبغوي (1229) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد.

وسيأتي من طريق شعبة برقم (3907) و (3908) و (4364) ، ومن طريق عاصم برقم (3803) و (3981) و (3992) و (3993) .

وانظر: (3845) .

قوله: "سمعت رجلاً يقرأ آية": قال الحافظ في "الفتح" 9/102: هذا الرجل يحتمل أن يكون هو ابن بن كعب، فقد أخرج الطبري من حديث أبي بن كعب أنه سمع ابن مسعود يقرأ آية قرأ خلافَها، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كلاكما محسن" الحديث.

 

مع وجود قراآت وروايات مختلفة حوالي عشر قراآت رسمية، هذا غير القراآت التي حرقها عثمان بنسخ قرآنية مختلفة ولا يزال لدينا الكثير منها في كتب القراآت والتفاسير وغيرها، فكيف يمكن ألا يختلفوا؟! ومن غير المعلوم هل كان محمد يقرأ بالمعنى ويغير من نصوصه بإساءة حفظ ومرونة نصية أم أن الأحاديث كهذه ملفقة لتبرير الاختلافات في الروايات للقرآن؟! لكن الشيء المؤكد في رأيي هو أن الأحاديث عن القراآت المنزلة والسبع قراآت كلها أحاديث ملفقة للتبرير وهو تبرير واهن فالاختلاف حادث ولا عصمة للقرآن لاختلاف ألفاظ ومعاني تلك القراآت.

 

7508 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سَعْد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وزكريا: هو ابن أبي زائدة الكوفي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/529، ومن طريقه أبو يعلى (5897) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/81 عن يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. ويحيى بن يعلى التيمي ثقة.

وسيأتي عند المصنف برقم (10414) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي سلمة، به، فأدخل عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وبين أبي سلمة، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وكذا سيأتي برقم (10202) من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن عمه عمر بن أبي سلمة.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (574) ، والخطيب البغدادي 11/136 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وأخرجه الطبراني (496) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

وسيأتي برقم (7848) و (7989) و (9479) و (10143) و (10202) و (10414) و (10539) و (10834) من طرق عن أبي سلمة.

وفي الباب عن أبي جهيم، سيأتي 4/169-170. وعن عمرو بن العاص، سيأتي 4/204 و205. وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 10/528.

وفي معنى الحديث قال السندي: كأن المراد أن نوعا من الجدال، وهو المؤدي إلى الشك والتكذيب، كفرٌ، ولهذا نكر، وصح وقوع النكرة مبتدأ، ويحتمل أن وقوعه مبتدأ بالنظر إلى قوله: " في القرآن "، لأنه إما صفة له، أو متعلق به، وعلى الوجهين يفيد التخصيص المسوغ لوقوعه مبتدأ.

قلنا: وسيأتي في بعض روايات "المسند" : "مراء في القرآن كفر"، وفي بعضها "المراء"، وعليه شرح العلامة ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/240، فقال: أي الجدال في متشابهه المؤدي إلى الجحود كفر، سماه كفرا باسم ما يخشى عاقبته، وذلك بأن يسند أحدهم كلامه إلى آية، ثم يأتي صاحبه بآية أخرى تدافعا له، كأنه يزعم أن الذي أتيت به نقيض ما استدللت به.

قال زين العرب: المراد بالمراء في القرآن: الشك فيه، كقوله تعالى: (فلا تك في مرية منه) [هود: 17] ، أي: في شك، يعني: الشك في كونه كلام الله كفر، والمراء: المجادلة فيما فيه مرية وشك.

وقال البيضاوي: المراد بالمراء فيه: التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن ليدفع بعضه ببعض، فيطرق إليه قدحا وطعنا.

 

7508 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون.

وأخرجه الدارمي (2590) ، وابن الجارود (630) ، والدارقطني 3/30، وأبو نعيم في "الحلية" 5/361، والبيهقي 6/45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (7124) .

 

(17542) 17683- حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ ، أَخْبَرَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جُهَيْمٍ : أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ هَذَا : تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ الآخَرُ : تَلَقَّيْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَسَأَلاَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : الْقُرْآنُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَلاَ تُمَارُوا فِي الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ مِرَاءً فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ.(4/169).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور ابن سلمة.

وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/19 من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص337 و354 عن إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، به.

ولقصة الرجلين شاهد من حديث عمر بن الخطاب، سلف برقم (158) .

ويشهد للمرفوع منه غير ما حديث، انظرها عند حديثي أبي هريرة السالفين برقم (7508) و (7989) .

 

(17821) 17975- حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : سَمِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، رَجُلاً يَقْرَأُ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : مَنْ أَقْرَأَكَهَا ؟ قَالَ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى غَيْرِ هَذَا ، فَذَهَبَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا : يَا رَسُولَ اللهِ آيَةُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ قَرَأَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَقَالَ الآخَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَقَرَأَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أَلَيْسَ هَكَذَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَأَيَّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ فَقَدْ أَصَبْتُمْ ، وَلاَ تَمَارَوْا فِيهِ ، فَإِنَّ الْمِرَاءَ فِيهِ كُفْرٌ ، أَوْ آيَةُ الْكُفْرِ.(4/205).

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر المخرمي، فمن رجال مسلم، وصورة هذا الحديث صورة المرسل، لكن قد ثبت في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم وكذا في رواية الليث أنه رواه عن عمرو بن العاص، انظر الحديث (17819) .

ويشهد له بطوله حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (158) و (277) ، وهو في "الصحيحين".

 

على الأغلب هذه رواية ملفقة لتبرير تناقض قراآت وألفاظ القرآن حسب كل قراءة ورواية له في نسخ متعددة.

 

وروى البخاري:

7296 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ

 

وروى مسلم:

 

[ 132 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان

 

 [ 132 ] وحدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة ح وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد وأبو بكر بن إسحاق قالا حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث

 

 [ 133 ] حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثني علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان

 

 [ 134 ] حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد واللفظ لهارون قالا حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله

 

 [ 134 ] وحدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو النضر حدثنا أبو سعيد المؤدب عن هشام بن عروة بهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق السماء من خلق الأرض فيقول الله ثم ذكر بمثله وزاد ورسله

 

 [ 134 ] حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته

 

[ 134 ] حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد قال قال بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي العبد الشيطان فيقول من خلق كذا وكذا مثل حديث بن أخي بن شهاب

 

 [ 135 ] حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله قال وهو آخذ بيد رجل فقال صدق الله ورسوله قد سألني اثنان وهذا الثالث أو قال سألني واحد وهذا الثاني وحدثنيه زهير بن حرب ويعقوب الدورقي قالا حدثنا إسماعيل وهو بن علية عن أيوب عن محمد قال قال أبو هريرة لا يزال الناس بمثل حديث عبد الوارث غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الإسناد ولكن قد قال في آخر الحديث صدق الله ورسوله

 

 [ 135 ] وحدثني عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا هذا الله فمن خلق الله قال فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله قال فأخذ حصى بكفه فرماهم ثم قال قوموا قوموا صدق خليلي

 

 [ 135 ] حدثني محمد بن حاتم حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسألنكم الناس عن كل شيء حتى يقولوا الله خلق كل شيء فمن خلقه

 

 [ 136 ] حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي حدثنا محمد بن فضيل عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة كلاهما عن المختار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن إسحاق لم يذكر قال قال الله إن أمتك

 

في الواقع يخافون من هذا السؤال لأنه يكشف تناقض الفكرة، أرادوا إيقاف سلسلة السببية يعني تعاقب الأسباب والنتائج في ارتداد وارتجاع لا نهائي أو لا تُعرف نهايته، بعمل كائن استثنائي لا يخضع للسبيية بدون تبرير منطقي وبأسلوب المنطق الاستثنائي، لكن هذا لا يحل المشكلة منطقيًّا، لكن ما الذي يمنع العقل السليم الحر من التفكير بدون استثناء أو قيود في كيفية ظهور تلك الفكرة الخرافية ومن أين نشأ كيان خرافي كهذا وبدون خضوعه لقانون السببية بدون مبرر منطقي؟

 

وروى أحمد:

 

24210 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} " فَإِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فَهُمُ الَّذِينَ عَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ، فَاحْذَرُوهُمْ "

 

حديث صحيح، رجالهُ ثقات رجال الشيخين- إسماعيل: هو ابنُ عُلَيَّة، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السَّخْتياني. وعبد الله بن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة.

وأخرجه ابن ماجه (47) ، والطبري في تفسير الاَية المذكورة من آل عمران (6605) من طريق إسماعيل ابن علَيَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/116، وابن راهوية (1235) و (1236) ، وابن ماجه (47) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (6) ، والطبري (6606) و (6607) و (6608) و (6609) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2516) ، وابن حبان (76) ، والاَجري في "الشريعة" ص26 و27 و72 و332، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/546 من طرق عن أيوب بن أبي تميمة السَّخْتياني، به.

وتوبع أيوب:

فأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (492)) التفسير (من طريق حماد بن يحيى الأبَحّ، والترمذي (2993) ، والصبر أني في "الأوسط" (3368) من طريق أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، والطبري (6612) و (6614) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2515) من طريق نافع بن غمر الجُمحي. والطبري كذلك (6613) من طريق روح بن القاسم. والطبراني في "الأوسط" كذلك

(4952) من طريق عليِّ بن زيد بن جُدْعان، خمستهم عن ابن أبي مُلَيْكة، به.

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. قلنا: وإسناد الطبري (6612) ، والطحاوي (2515) وقع فيه تصريحُ ابنِ أبي مُلَيْكة بسماعه من عائشة، لكن في طريقه الوليد بنُ مسلم، وهو كثيرُ التدليس والتسوية، ومعلمه ينبغي أن يُصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد، وقد عنعن، فلا يعتدُّ به.

وقد اختُلف فيه على ابنِ أبي مُلَيكة:

فرواه يزيدُ بنُ إبراهيم كما سيرد برقم (26197) ، وحمادُ بنُ سلمة، كما سيرد برقمي (24929) و (25004) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، بزيادة القاسم بن محمد بين ابنِ أبي مُليكة وعائشة.

قال الحافظ في "الفتح" 8/210: قد سمع ابنُ أبي مُلَيكة من عائشة كثيراً وكثيراً أيضاً ما يُدخِلُ بينها وبينه واسطة، وقد اختُلف عليه في هذا الحديث.

قلنا: وسيرد بالأرقام (24929) و (25004) و (26197) ، وانظر حديث أبي أمامة 5/262.

 

22164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] "

 

حديث حسن بطرقه وشواهده، وأبو غالب -وهو البصري نزيل أصبهان- يعتبر به في المتابعات والشواهد، ومن دونَه لا بأس بهم . عبد الواحد الحداد: هو ابن واصل، أبو عبيدة البصري .

وأخرجه ابن ماجه (48) ، والترمذي (3253) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (101) ، والطبري في "التفسير" 25/88، والعقيلي في "الضعفاء" 1/286، والطبراني (8067) ، والآجري في "الشريعة" ص 54، وابن عدي 4/1613، والحاكم 2/447-448، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 74، والبيهقي في "الشعب" (8438) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/96-97

من طرق عن حجاج بن دينار الواسطي، بهذا الإسناد .

وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .

وسيأتي عن عبد الله بن نمير برقم (22204) ، وعن يعلى بن عبيد برقم (22205) ، كلاهما عن حجاج بن دينار .

وأخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (144) عن الحسين بن يزيد الطحان، عن حفص بن غياث، عن حجاج بن دينار، عن القاسم، عن أبي أمامة رفعه بلفظ: "ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطيت الجدل". هكذا رواه: عن حجاج بن دينار، عن القاسم -وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي- عن أبي  أمامة . قلنا: والحسين بن يزيد الطحان لَيِّن الحديث كما قال أبو حاتم .

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 7/222 عن حميد بن عياش الرملي، عن مؤمل، عن حماد، عن ابن مخزوم، عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة -قال حماد: لا أدري رفعه، أم لا؟- قال: ما ضلت أمة بعد نبيها إلا كان أول ضلالها التكذيب بالقدر، وما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل، ثم قرأ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ

خَصِمُونَ) . مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري- ضعيف يعتبر به، وابن مخزوم لم نتبينه، وفي هذه الطبقة أبو مخزوم، يروي عن مسعر بن كدام كما في "مقتنى الكنى" 2/67 .

وفي باب ذم الجدل والحث على تركه عن أبي أمامة عند أبي داود (4800) -ومن طريقه البيهقي 10/249- والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/133، والطبراني في "المعجم الكبير" (7488) و (7770) ، وفي "الأوسط" (4690) .

وعن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (217) ، وفي "الأوسط" (5324) ، وفي "الصغير" (805) .

وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" 11/ (11290) .

وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51) ، والترمذي (1993) ، وابن عدي  في "الكامل" 3/1181، والبغوي (3502) .

وعن ابن عباس أيضاً عند الترمذي (1994) ، والطبراني (11032) .

وعن أبي هريرة، سلف في "المسند" برقم (7508) .

وعن عائشة، سيأتي في "المسند" أيضاً برقم (24210) .

وعن ابن عباس أيضاً عند البخاري في "الأدب المفرد" (394) ، والترمذي (1995) ، وأبي نعيم في "الحلية" 3/344 .

وقوله: "إلا أوتوا الجدل" هو مقابلةُ الحُجَّةِ بالحُجَّة، والمُجادَلَةُ: المناظرةُ والمخاصمةُ

 

وروى أبو داوود:

 

4800 - حدَّثنا محمدُ بنُ عثمان الدمشقيُّ أبو الجُماهِر، حدَّثنا أبو كعْبِ أيوبُ بنُ محمَّد السعدىُّ، حدثني سليمانُ بنُ حَبيب المُحاربىُّ عن أبي أمامة، قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-صلى الله عليه وسلم-: " أنا زعِيم بِبيتِ في رَبَضِ الجنةِ، لمن تركَ المِراء وإن كان مُحِقَّاً، وببيتٍ في وسَطِ الجنةِ لمن تركَ الكذِبَ وإن كانَ مازحاً، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمن حسَّنَ خُلُقَه".

 

إسناده حسن من أجل أبي كعب أيوب بن محمَّد -فهو صدوق- وقد اختلف في اسمه، وقيل: أيوب بن موسى، وقيل: أبو موسى كعب السعدي (كذا سماه الدولابي في "الكنى" 3/ 1074). وصوب ابن عساكر أن اسمه: أيوب بن موسى.

وهو عند البيهقي في "السنن" 10/ 249 من طريق المصنف، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1643) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" (7488)، وفي "الشاميين" (1594)، والمزي في "تهذيب الكمال" 3/ 498 - 499 من طريق أبي زرعة، كلاهما عن أبي الجماهر محمَّد بن عثمان، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7770)، وفي "الشاميين" (1230) من طريق القاسم، عن أبي أمامة.

وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1887) عن عبد الصمد بن عبد الوهاب، عن محمَّد بن عثمان أبي الجماهر، عن أبي موسى كعب السعدي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة.

وله شاهد من حديث أنس، عند ابن ماجه (51)، والترمذي (2111). وإسناده ضعيف.

وآخر من حديث معاذ، عند الطبراني في "الكبير" 20/ (217). وفي إسناده ضعف.

وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11290). وإسناده ضعيف.

وقوله: " أنا زعيم ببيت"، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 110، الزعيم: الضامن والكفيل، والزعامة: الكفالة، ومنه قول الله سبحانه: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} [يوسف: 72].

و"البيت" ها هنا: القصر، أخبرني أبو عمر، أخبرنا أبو العباس، عن ابن الأعرابي، قال: البيتُ: القصرُ، يقال: هذا بيت فلان، أي: قصره.

قوله: "في ربض الجنة"، قال السندي في "حاشيته" على ابن ماجه: بفتحتين، أي: حوالي الجنة وأطرافها, لا في وسطها ,وليس المراد: خارجا عن الجنة كما قيل.

"ومن ترك المراء": بكسر الميم والمد، أي: الجدال خوفاً من أن يقع صاحبه في اللجاج الموقع في الباطل.

 

من صلى الفجر فهو في ذمة الله

 

روى مسلم:

 

[ 657 ] وحدثني نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني بن مفضل عن خالد عن أنس بن سيرين قال سمعت جندب بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم

 

ورواه أحمد 18803 و18814 والترمذي (222) ، والطبراني في "الكبير" (1655) وبعده، وأبو نعيم في "الحلية" 3/96، والبيهقي في "السنن" 1/464 وأخرجه ابن حبان (1743)، وانظر أحمد 5898 و20113

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج12:

 

13210- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّمَيْدَعِ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَاعِدًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَ هَذَا ، فَأَخَذَ سَالِمٌ السَّيْفَ وَأَخَذَ الرَّجُلَ ، وَتَوَجَّهَ بَابَ الْقَصْرِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوهُ وَهُوَ يَتَوَجَّهُ بِالرَّجُلِ ، فَقَالَ : أَتُرَاهُ فَاعِلاً فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، فَلَمَّا خَرَجُ بِهِ قَالَ لَهُ سَالِمٌ : صَلَّيْتَ الْغَدَاةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَخُذْ أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتَ ثُمَّ جَاءَ فَطَرَحَ السَّيْفَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : أَضَرَبْتَ عُنُقَهَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي هَذَا يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللهِ حَتَّى يُمْسِيَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَكِيسٌ إِنَّمَا سَمَّيْنَاكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ.

 

13211- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ الْحَجَّاجَ أَمَرَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بِقَتْلِ رَجُلٍ فَقَالُ لَهُ سَالِمٌ : أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : مَا مَنَعَكَ مِنْ قَتْلِهِ ؟ فَقَالَ سَالِمٌ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ كَانَ فِي جِوَارِ اللهِ يَوْمَهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَ رَجُلاً قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ فَقَالَ الْحَجَّاجُ لاِبْنِ عُمَرَ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : نَعَمْ.

 

يحيى بن حميد الحماني ضعيف

 

هل يتطلب الأمر لتسالم أخاك في الإنسانية شرط أن يكون على نفس عقيدتك بأصولية والتزام متشدد ممارسًا نفس طقوسك وخرافاتك، لكي لا تؤذيه؟! هذه أفكار مختلة وحشية همجية مريضة.

 

وإذا كان شخص في ذمة الله الخرافي حسب هذا الزعم الخرافي فكيف لا يقدر الله أن يحمي من هو في ذمته؟ وهل يحتاج أن تخفر ذمته ويضرب بحمايته الوهمية هذه عرض الحائط لكي يرد أو سيرد بزعمهم وهو مجرد وهم لا وجود له على ذلك؟ البائسون يتواكلون على خرافات كهذه فتحدث لهم صدمات مريعة.

 

دعوة المظلوم

 

روى أحمد:

 

(8043) 8030- حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، وَأَبُو النَّضْرِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ : سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا ، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ قَالَ : لَوْ تَكُونُونَ ، أَوْ قَالَ : لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ ، عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ ، مَا بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ : لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ ، وَمِلاَطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلاَ يَبْأَسُ ، وَيَخْلُدُ وَلاَ يَمُوتُ ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.

 

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأبو المدلَّة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عبيد الله بن عبد الله، وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب". أبومدلة مولى عائشة لا يُعرف اسمُه، مجهولٌ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي. وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أبو كامل هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأَبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.

وأخرجه عبد بن حميد (1420) عن سليمان بن داود الطيالسي، وابن حبان (7387) من طريق فرج بن رواحة، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1075) قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي، حدثهُ رجل، عن أَبي هريرة.

وأخرجه الترمذي (2526) من طريق محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل.

قلنا: كذا وقع في رواية محمد بن فضيل عن حمزة الزيات: زياد الطائي، وفي رواية غيره عنه: سعد الطائي، وهو أصح، ثم هو منقطع كما أشار إليه الترمذي، فالواسطة بين أبي هريرة وبين سعد الطائي أبو مدلة، كما في رواية "المسند".

وأخرج قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم... إلخ" الطيالسي (2584) ، وابن حبان (3428) ، والطبراني في "الدعاء" (1315) ، والبيهقي في "السنن" 3/354 و8/162 و10/88 من طرق عن زهير به.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/294 من طريق قران بن تمام، عن عمرو الملائي، عن سعد الطائي، به.

وأخرجه الطبراني (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.

وأخرج قوله: "دعوة المظلوم تحمل على الغمام... إلخ" ابن حبان (874) من طريق فرج بن رواحة، عن زهير، به.

وصفة الجنة من الحديث ستأتي برقم (9744) من طريق سعدان الجهني، عن سعد الطائي. وانظر (8747) .

وقوله: "من يدخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفني شبابه" سيأتي نحوه برقم (8827) من طريق أبي رافع عن أَبي هريرة.

وقصة الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم ستأتي تامة برقم (9743) ، ومقطعة: "الإِمام العادل لا ترد دعوته" برقم (9725) ، و"الصائم لا ترد دعوته" برقم (10183) عن وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد، عن أَبي المدلة، عن أَبي هريرة.

وفي دعوة المظلوم انظر ما سلف برقم (7510) .

ولقوله: "دعوة المظلوم..." حديث ابن عباس سلف برقم (2071) ، وحديث أنس سيأتي 3/153، وحديث ابن عمر عند الحاكم 1/ 29 حديث رقم 81.

 

2071 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: " إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمِ الَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حِجَابٌ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن عبد الله بن صيفي: هو يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي المكي، وأبو معبد: اسمه نافذ المكي.

وأخرجه أبو داود (1584) ، وابن منده في "الإيمان" (117) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (2448) ، وابن ماجه (1783) ، والترمذي (625) و (2014) ، والنسائي 5/55، وابن خزيمة (2346) ، والدارقطني 2/135-136، والبيهقي 7/8، والبغوي (1557) من طرق عن وكيع، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/114، وعنه مسلم (19) (29) عن وكيع، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، وقال مسلم: قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس أن معاذاً قال: بعثني... وأخرجه الدارمي (1614) و (1631) ، والبخاري (1395) و (1496) و (4347) و (7372) ، ومسلم (19) (30) ، والنسائي 2/5-4، وابن خزيمة (2275) ، وابن منده (116) ، والبيهقي 4/96 و7/7 من طرق عن زكريا بن إسحاق، به.

وأخرجه البخاري (1458) و (7371) ، ومسلم (19) (31) ، وابن حبان (156) ، والطبراني (12207) و (12208) ، والدارقطني 2/136، وابن منده (213) و (214) ، والبيهقي 4/101 و2/7 من طريق إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد الله، به قوله: "كرائم أموالهم "، قال ابن الألثير في "النهاية" 4/167؟ أي نفائسَها التي تتعلَقُ بها نفسُ مالكها ويختصُها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقّها، وواحدتها: كريمة.

 

ما أحسن السؤال البسيط الذي طرحه الأستاذ سيد محمود القمني في حلقة من برنامج البط الأسود: ولماذا بعد حين، حتى تتحسن ظروف الله مثلًا أم حتى تتحسن ظروفي أنا فأتخيل أن لإلهٍ سببًا في ذلك؟! ويمكن أن نضيف على كلام الأستاذ: ولماذا يوجد ظلم وخلل في الكون وعالم البشر من الأساس لو كان هناك كائن واعٍ متحكم به مع كونه عادلًا وأخلاقيًّا؟!

 

خرافة حفظ المجاهد غير منطقية

 

روى البخاري:

 

 

3123 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ

 

ورواه أحمد 9174 و7157 والبخاري 7457 و7463.

 

خرافة رخيصة فمن المعلوم أنه إما سينجو من الحرب بانتصار أو انسحاب فيعود وربما كان معه غنائم منهوبة أو نساء مخطوفة كمستعبَدات وأسرى لطلب فدية بأسلوب تلك الحروب القديمة العفنة، أو ببساطة سيموت قتيلًا، أما الوعد بشيء بعد الموت لا يمكنك رؤيته إلا بموتك فهو وعد خرافي وهمي بلا معنى، الجهاد والإرهاب والعدوان على الشعوب واحتلالها ونهبها وأذية واضطهاد واستعباد الشعوب هو صفقة خاسرة فإما فشلت في ذلك وقُتِلت أو نجحت في ذلك فاستعبدت وأذيت إخوانك في الإنسانية، وفي الحالتين أنت خاسر إما حياتك أو شرفك وقيمتك وقيمك الإنسانية والأخلاقية. أما نية الجهاد أيًّا كانت فلا تفرق، لأن جوهر الشر وأذية الناس واحد لا تبرير له بصرف النظر عن النية والخرافة التي يزعمون بها قدسية أفعال إجرامية كهذه. نفس التعليق ينطبق على ما روى البخاري وهو في غيره من كتب الحديث:

 

7458 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

وروى مسلم:

 

[ 1876 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة وهو بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم لونه لون دم وريحه مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

 

كل قتال في سبيل العدوان والمزاعم الدينية هو شر وإرهاب ورذيلة أيًّا ما كان التبرير المزعوم الأجوف له.

 

مما لا يحدث في الحياة الواقعية

 

روى البخاري:

 

2215 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ اللَّهُمَّ إِنِّي كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَرْعَى ثُمَّ أَجِيءُ فَأَحْلُبُ فَأَجِيءُ بِالْحِلَابِ فَآتِي بِهِ أَبَوَيَّ فَيَشْرَبَانِ ثُمَّ أَسْقِي الصِّبْيَةَ وَأَهْلِي وَامْرَأَتِي فَاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً فَجِئْتُ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَالَ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ قَالَ فَفُرِجَ عَنْهُمْ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ ذُرَةٍ فَأَعْطَيْتُهُ وَأَبَى ذَاكَ أَنْ يَأْخُذَ فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعْطِنِي حَقِّي فَقُلْتُ انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا فَإِنَّهَا لَكَ فَقَالَ أَتَسْتَهْزِئُ بِي قَالَ فَقُلْتُ مَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ وَلَكِنَّهَا لَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عَنْهُمْ

 

رواه أحمد 5974 و5973 والبخاري 2333 و3465 ومسلم 2743

 

وذكرت الكثير من أمثال وأشباه ذلك في باب الخرافات، وهو كلام غير عملي لا يفيد، منفصل عن طبيعة حياتنا الواقعية القائمة على العمل والسبب والنتيجة.

 

وروى البخاري:

 

691 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ لَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ

 

750 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ

 

وانظر مسلم 427 واحمد 7534 و7535 و7668

 

تهديدات جوفاء بطبيعة الحال، لا يوجد إله كهذا الذي يزعمونه الذي يتدخل فوريًّا بغضب هكذا، بل لا وجود له وتحدث فظائع وجرائم ضد الإنسانية ولا يوجد إله يتدخل، بدون تدخلنا كبشر فلن نحصل على نتائج.

 

 

خسف الله للمتكبرين

 

روى البخاري:

 

3485 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ

 

ورواه مسلم 2088 وأحمد 9346 و7630 و9886 و9005 و10869 و10455.

 

أحد الرجال سخر من أبي هريرة على هذه الخرافة المضحكة، روى أحمد:

 

10455 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ، فَجَعَلَ يَمِيسُ فِيهَا حَتَّى قَامَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ عِنْدَكَ فِي حُلَّتِي هَذِهِ مِنْ فُتْيَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ ، فَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ الْأَرْضَ فَبَلَعَتْهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " اذْهَبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

 

حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع. وانظر ما سلف برقم (7630) .

المَيْسُ: التبختر في المشي.

 

شي لا يحدث، وبصراحة كنت أتمنى حدوثه لبعض المتغطرسين المتعنجهين من أصحاب السلطة والمال في بلداننا هذه، بعضهم يأنف من تحية الناس أو السلام عليهم ويعتبرون أنفسهم فوق جنس البشر!

 

وكلام خرافي لا يصلح في فقه المسلمين ولا في المحاكم القانونية المدنية الحديثة

 

روى البخاري:

 

2291 - * قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا قَالَ صَدَقْتَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ قَالَ هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ قَالَ أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا

 

ورواه أحمد 8587 والبخاري 2430 و2734 و6261 و2404 و1498 و2063

 

لا يوجد صحة قانونية لإلقاء مال في البحر على أن الطرف الآخر هو بعينه سيجده ولن يضيع ولن يجده آخر، وأنه لن ينكر تلقيه وتسلمه، فهذا كلام عبثي، ولا يوجد صحة قاونية لإعطاء مال كقرض بدون شهود ولا عقد فيحق للطرف الثاني هكذا الإنكار لو كان معدوم الضمير، والقرآن نفسه في أطول آية في كل القرآن نص على التوصية بكتابة الديون والعقود:

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)} البقرة: 282- 283

 

توصيات أخلاقية جيدة عن طريق خرافات لا تحدث ولا نراها في عالم الواقع

 

روى مسلم:

 

[ 2567 ] حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أنى أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه

 

وروى أحمد:

 

7919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ: أُرِيدُ فُلَانًا . قَالَ: لِقَرَابَةٍ ؟ قَالَ: لَا . قَالَ: فَلِنِعْمَةٍ لَهُ عِنْدَكَ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ: لَا . قَالَ: فَلِمَ تَأْتِيهِ ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ . قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ . أَنَّهُ يُحِبُّكَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ فِيهِ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نُفيع الصائغ.

وأخرجه البغوي بإثر الحديث (3465) من طريق يزيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (350) ، ومسلم (2567) ، وابن حبان (572) و (576) ، والبغوي (3465) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وسيأتي برقم (9291) و (9958) و (10247) و (10600) و (10601) من طريق أبي رافع، وبرقم (10602) من طريق أبي حسان الأعرج عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8325) .

 

الوصية نفسها هنا أخلاقية وجيدة، لكن الحث عليها تم بخرافة مضحكة.

 

وروى البخاري:


1442 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا

 

ورواه مسلم 1010 وأحمد 8054

 

لا أدري، هل سمع أحد منكم هذين الملاكين الخرافيين المزعومين، ما الفائدة من ترديد كلام لن نسمعه نحن؟! أما الوصية والمقصد فصالح، لكن الحث بخرافات خداع لا يفيد وهو مناسب لبشر بعقول أطفال أنانيين، لا يفعلون الخير لأجل الخير نفسه.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2732 ] حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

 

 [ 2732 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل

 

 [ 2733 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان وهو بن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد 21707 و21708 وأخرجه مسلم (2732) (86) و (87) ، وأبو داود (1534) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/620، وابن حبان (989) من طرق عن طلحة ابن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء . واقتصر على المرفوع. ووقع في رواية فضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله فيما سيأتي 6/452 عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ . وانظر ما بعده . والدرداء: هي بنت أبي الدرداء . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد" (623) وأبي داود (1535) ، والترمذي (1980). وعن عمران بن حصين عند البزار (3170 - كشف الأستار) . وعن أنس (3171) .

 

وروى أحمد:

 

21721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا".

 

إسناده حسن من أجل خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . وهو في "الزهد" لأحمد ص 19 . وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/60 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (979) ، وعبد بن حميد (207) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" 1/266 و267 و269، وابن حبان (686) و (3329) ، والطبراني في "الأوسط" (2912) ، وابن السني في "القناعة" (22) و (23) و (24) ، والحاكم 2/444-445، وأبو نعيم في "الحلية" 1/226، والقضاعي في "مسند الشهاب" (810) ، والبيهقي في "الشعب" (3412) ، والبغوي في "شرح السنة" (4045) من طرق عن قتادة، به . وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطيالسي والطبري في موضعيه الثاني والثالث والحاكم وأبي نعيم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (188) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ثابت عن أبيه ثابت، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" . وأحمد بن عبيد ضعيف . ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (8054) .

 

انعدام وجود فقراء ومحتاجين

 

روى البخاري:


1411 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا يَقُولُ الرَّجُلُ لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا

1412 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ لِي

 

ورواه مسلم 1011 والبخاري7120 وأحمد (9395) و (9897) و (10792) و (10862) و18726 و18729 و18260 و8135

 

أسطورة وزعم لن يحدث أبدًا على الأغلب فسيظل هناك دومًا أغنياء وفقراء محتاجون في مجتمعات البشر القائمة على التحايل والتنافس ومصالح الطبقات المتنفذة وحتى لو تحققت مساواة شبه مستحيلة هذه فالأرجح ألا تدوم فهذه نبوءة لم ولن تتحقق وقد ادعوا تحققها في عصر عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي ولا يوجد شيء موثق يثبت ذلك فهل خلا عصره من الاستعباد والعنصرية ضد الكتابيين والطبقية وحاجة الناس إلى المال؟!

 

قرارات إلهية يصنعها محمد اعتباطيًّا وفوريًّا

 

روى البخاري:

 

101 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ وَاثْنَتَيْنِ فَقَالَ وَاثْنَتَيْنِ

 

رواه أحمد 11296 وأخرجه البخاري (102) ، ومسلم (2633) (153) ، والنسائي في "الكبرى" (5896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (101) و (1249) ، ومسلم (2633) (153) ، وأبو يعلى (1279) ، وابن حبان (2944) ، والبغوي في "شرح السنة" (1546) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (916) ، والبخاري (7310) ، ومسلم (2633) (152) ، والنسائي في "الكبرى" (5897) ، والبيهقي في "الشُعب" (9743) من طريقين عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، به. وعلقه البخاري (125) بصيغة الجزم عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما. قال أبو هريرة: "لم يبلغوا الحنْث". ورواه أحمد برقم (11686) ، وانظر (11106). ومن أحاديث الباب في مسند أحمد بمسند عبد الله بن مسعود في الروايتين رقم (3554) و (3995) ومسلم 2632 .

 

كيف قام محمد بهذه الوعود المزعومة المتناقضة فوريًّا وراء بعضها، بدون رجوع وتوسل للإله المزعوم كادعاء على الأقل، ما كان يقوم به محمد هو توزيع للوعود الوهمية والآمال والأحلام، وهذه لها سوق رائجة عند المساكين والبسطاء، فيعطيهم الدين المواساة والتعزية بالأكاذيب الطفولية، ولكن كما يقول المثل المصري العاميّ (أبو بلاش كتر منه!) و(هو الكلام عليه جمرك؟!). عندما يعطي هذه الأكاذيب المجانية للناس البائسين الحزانى لموت أولادهم أو فقرهم وغيرها فلن يكلفه هذا أكثر من الكلام و(طق الحنك) كما يقولون بالشامية المحكية.

 

الله المزعوم كان سيكون أسمى من الارتباطات اللغوية

 

روى البخاري:

 

5988 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ

 

5989 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّحِمُ شِجْنَةٌ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ

 

روى أحمد:

 

1680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّاد الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659) .

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20234) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695) ، والحاكم 4/157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/174.

وأخرجه البزار (993) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد.

وأخرجه الخرائطي (262) ، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول... فذكره.

وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره.

وأخرجه الخرائطيُّ (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686) .

 

1686 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ "

 

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680) .

وأخرجه الحميدي (65) ، وابن أبي شيبة 8/535-536، وأبو داود (1694) ، والترمذي (1907) ، والبزار (992) ، وأبو يعلى (840) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (265) و (266) ، والحاكم 4/158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح.

 

2953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ صَالِحًا، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لا بأس به، وهو- وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه زياد بن سعد، وهو ممن سمع منه قديماً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (538) ، والبزار (1883- كشف الأستار) ، والطبراني (10807) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس في رواية البزار جملة: "آخذة بحُجْزة الرحمن".

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/295و383 و406، والبخاري (5988) ، بلفظ: "إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعكِ قطعتُه".

وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/160 و189، والبخاري في "الأدب المفرد" (54) ، ولفظه: "الرحم شجنة من الرحمن من يصلها يصله، ومن يقطعها يقطعه، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة". وعن عائشة عند البخاري (5989) . وعن سعيد بن زيد سلف في "المسند" برقم (1651). وعن عبد الرحمن بن عوف سلف أيضاً برقم (1680) .

قوله: "شجنة من الرحمن"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/447: أي: قَرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتِّساعاً، وأصل الشجنة بكسر الشين وضمها: شُعبةٌ في غُصْن من غصون الشجرة.

وقوله: "آخذة بحجزة الرحمن"، قال ابن الأثير 1/44"3: أي: اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرةً، ويدل عليه قولُه في الحديث: "هذا مقامُ العائذ بكَ من القطيعة"، وقيل: معناه أن اسم "الرحم" مشتق من اسم "الرحمن"، فكأنه متعلَق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: "الرحم شجنة من الرحمن"، وأصل الحُجْزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للاِزار: حُجْزة للمجاورة، واحتَجَز الرجل بالإزار: إذا شذه على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء، والتمسك بالشيء والتعلق به.

 

(8367) 8349- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ، قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. (2/330).

في الحقيقة هذا تافه حقًّا، لأن تعبير صلة الرحم والأرحام وترطيب الأرحام من منظور اللغات الأخرى سيبدو غريبًا عجيبًا مضحكًا، لا يبدو في اللغات الأخرى سوى ذي معنى جنسي بذيء ومضحك! هذا شبيه بكلمة الإنجليزية seminal بمعنى أساسي وذي فكرة جديدة وهي من اللاتينية الإنجليزية semen بمعنى مني! يُفترَض أن الإله المزعوم لم يكن سيتقيد ويتحدد بقيود لغوية محدودة كهذه لأنه عالمي كوني فوق اللغات ولا تحصره لغة واحدة ومفاهيمها. مثلًا كلمة في merciful or gracious or compassionate الإنجليزية بمعنى رحيم لا علاقة لها اشتقاقيًّا ولفظيًّا بكلمة womb بمعنى رحم وهكذا في معظم أو كل باقي اللغات البشرية. كذلك علم اللغات وتفرعاتها إلى أسر، كل أسرة منها ذات صفات مشتركة وتشابهات صوتية وبنائية تركيبية ودلالية، كالأسرة السامية والأسرة الهندوأوربية والأسرة الطورانية والأسرة الحامية الأفريقية وغيرها يدل على تاريخ بشري لنشأة وتطور اللغات لا علاقة له بإله يصنع لنا الألفاظ والأسماء.

 

ومن عجائب الأحاديث خاصةً عند السنة تجسيد المفاهيم المجردة، وقد عرضنا بعض ذلك في باب الخرافات، وروى البخاري:

 

5987 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }

 

حديث مثير للعجب فهذا رحم أنثوي يتكلم وربما له قدمان، ربط ذهني غريب بين مفهوم مجرد مع العضو الأنثوي المجسَّد.

 

وهذا التعبير العربي يتخذ أشكالًا غريبة، فمثلًا روى مسلم:

 

[ 204 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما أنزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها

 

رواه أحمد 8402 و8726 و8727  و10725

 

بالتأكيد كل لغة لها عجائبها وغرائبها وعيوبها ونواقصها، فلا توجد منظومة لغوية بشرية مثالية تمامًا، بل العبرة بالوظيفة والاستعمال ومقاربتهما للكمال والعملية، ولو نظرنا لأصول الاشتقاقات الإنجليزية من اللاتينية والجريكية اليونانية والعربية والسكسونية والفرنسية وغيرها كما في قاموس مثلًا لوجدنا أمثلة ونظائر كثيرة، لك يجب أن نعترف بأن تعبير (صلة الأرحام) و(أن لكم رحمًا سأبلها) هي من منظور عام لغوي مضحكة وعجيبة، وأشبه لو فهمناها حرفيًا بكلام جنسيّ، فتعميمها على اللاهوت الخرافي فكرة حمقاء بالتأكيد، لأن اللاهوت لو كان له وجود فلا يمكن حصره بعيوب ونواقص إحدى اللغات ومميزاتها وسماتها الخاصة. وفي القرآن:

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} النساء

 

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)} محمد

 

ربط ذهني غريب

نهيه عن التكني بكنيته (أبي القاسم) وفي روايات أخرى الجمع بين كنيته واسمه

 

روى البخاري:

 

2120 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي

 

2121 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا رَجُلٌ بِالبَقِيعِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَمْ أَعْنِكَ قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

3114 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَمَنْصُورٍ وَقَتَادَةَ سَمِعُوا سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا مِنْ الْأَنْصَارِ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ شُعْبَةُ فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ حَمَلْتُهُ عَلَى عُنُقِي فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ وُلِدَ لَهُ غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنِّي إِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ وَقَالَ حُصَيْنٌ بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا عَنْ جَابِرٍ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي

 

3115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ لَا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَتْ الْأَنْصَارُ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ

 

ورواه مسلم 2131 إلى 2133 وهو عند أحمد وغيره

 

هذه أحد أكثر الأحاديث أصالة عن محمد برأيي، وكان لمحمد ذهنية عجيبة غريبة في الربط اللفظي الشكلي بين ألفاظ لا علاقة لها ببعض، كربطه بين كلمة العقيقية يعني المذبوحة عن الطفل الجديد وبين كلمة العقوق. ولم يستمع أحد لوصيته بعدم استعمال كلمة العقيقة حتى اليوم حيث اعتبروها من غرائب محمد وشطحاته. نهي محمد عن التكني بكنيته له علاقة بتكبره وحبه لمنصب توزيع الغنائم والزكوات ومال الدولة والمريسة والترؤس.

6713- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْعُقُوقَ وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ ، عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ ؟ قَالَ : وَالْفَرَعُ حَقٌّ ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا ، أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ ، وَتُكْفِئُ إِنَاءَكَ ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ ، وَقَالَ : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ ؟ فَقَالَ : الْعَتِيرَةُ حَقٌّ.

قَالَ : بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ : مَا الْعَتِيرَةُ ؟ قَالَ : كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ. (2/182).

 

إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995) . وأخرجه مطولا ومختصرا ابن أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن = رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة. ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369 (23134). وسيرد أيضا برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقبح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحدا من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة.

 

فيما قرأت لسيجمند فرويد، مثلا كتاب حالة (رجل الجرذان) كان مرضاه عندهم هذه الأنواع الغريبة من الربط الذهني اللفظي، ربما تساعد ملاحظة كهذه علماء النفس العقلانيين على تحديد أكبر احتمال لطبيعة مرض محمد النفسي أو العصبي. لنترك هذه الملاحظة على الهامش.

 

تصور الجمادات والمفاهيم المجردة على أن لها وعيًا

 

وهذا كثير في القرآن والأحاديث وذكرناه في باب (الخرافات) ومنه ما رواه البخاري:

 

4850 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا

 

وروى مسلم:

 

[ 2846 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم قال الله للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشىء لها خلقا

 

[ 2848 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض

   

[ 2848 ] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء في قوله عز وجل { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } فأخبرنا عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة

 

[ 2277 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن

 

ورواه أحمد(20828) 21113 و21005وابن أبي شيبة 11/464، والدارمي (20) وابن حبان (6482) وتمام في "فوائده" (1412)، والبيهقي في "الدلائل" 2/153، والبغوي (3709) والطبراني في "الكبير" (1907) و(1995) و(1961) وفي "الأوسط" (2033)، وفي "الصغير" (167)، وأبو نعيم في "الدلائل" (301)، وفي "أخبار أصبهان" 1/108

 

وروى البخاري:

 

609 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

ورواه البخاري 3296 و7548 وأحمد11031 و11305

 

وروى أحمد:

 

6201 - حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته "

 

حديث صحيح ولهذا سند قوي. وأبو الجواب- وهو أحوص بن جواب الضبي الكوفي-، وثقه ابن معين وابن شاهين، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: كان متقنا ربما وهم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن معين مرة أخرى: ليس بذاك القوي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.عمار بن رزيق: هو أبو الأحوص الكوفي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (355) (زوائد) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"2/301، والبيهقي في"السنن"1/431 من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وعند البزار: ويجيبه كل رطب ويابس سمعه. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه. تفرد به عن الأعمش عمار، وعن عمار أبو الجواب. قلنا: أبو الجواب وعمار قد توبعا. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13469) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"1/431 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، به، موقوفا، بلفظ: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس". وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/325-32، وقال: رواه أحمد والطبراني في"الكبير"، والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطب ويابس" لما، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: أورده الهيثمي بلفظ الرواية الآتية برقم (6202) ، وفي إسناده راو مبهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/411 و429 بلفظ: "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"، وإسناده جيد. وآخر من حديث البراء بن عازب، سيرد 4/284 بلفظ:"المؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس"، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (609) ، سيرد 3/43، ولفظه: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة".

قوله:"مد صوته"، قال السندي: قيل: معناه: بقدر صوته وحده، فإن بلغ الغاية من الصوت بلغ الغاية من المغفرة، وإن كان صوته دون فلك فمغفرته على قدره، أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته لغفر له، وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.

 

(9542) 9537- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى ، مَوْلَى جَعْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ ، وَشَاهِدُ الصَّلاَةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا. (2/429).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكى، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضا أبو الحسن ابن القطان الفاسى، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يعرف، وقال في مولى جعدة: ثقة. قلنا: وهما -فيما نرى- راو واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانىء بنت أبي طالب، وهو مكى، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكى أيضا، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرق بينهما، والله أعلم. وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666) ، وفي "الثقات" 4/345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يتابع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا. وبناء على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة برقم (2064) (188) ، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة. وأخرجه الطيالسي (2542) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (176) و (177) و (178) و (179) ، وابن ماجه (724) ، وأبو داود (515) ، والنسائي 2/12-13، وابن حبان (1666) ، والبيهقي 1/397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة. وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة. وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة.

 

وببعض الأحاديث تصور الكلام والتسابيح بصورة مجسدة كحمولات وأشياء تحملها وترفعها وتتناولها الملائكة الخرافية

 

روى مسلم:

 

[ 600 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها

 

وروى أحمد:

 

12034 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ الْمَعْنَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى فَانْتَهَى وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ أَوْ انْبَهَرَ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: " أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ فَإِنَّهُ قَالَ خَيْرًا، وَلَمْ يَقُلْ بَأْسًا " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الصَّفِّ، فَقُلْتُ الَّذِي قُلْتُ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " ثُمَّ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلْيَمْشِ عَلَى هِينَتِهِ ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سُبِقَهُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن أبي عدي، وأما متابعه سهل بن يوسف -وهو الأنماطي- فمن رجال البخاري.

وأخرجه عبد الرزاق (2561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5624) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد.

وأخرج قصة قضاء ما فات المسبوق البخاريُ في "القراءة خلف الإمام" (166) ومعلقاً (167) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/397، والطبراني في "الأوسط" (4403) من طرق عن حميد، به.

وسيأتي الحديث من طريق حميد عن أنس بالأرقام (12713) و (12960) و (13397) و (13558) و (13645) .

وسيأتي من طرق أخرى عن أنس بالأرقام (12713) و (12988) و (13645) و (13844) .

وفي باب قصة الرجل المتكلم بذكر الله حديث ابن عمر السالف برقم (4627) ، وذُكرت شواهده هناك، ونزيد عليها: عن وائل بن حجر، سيأتي 4/317. وعن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340.

وفي باب المشي بسكينة إلى الصلاة، حديث أبي هريرة السالف برقم (7230) .

 

18362 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ الطَّحَّانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ مِنْ تَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَهْلِيلِهِ، يَتَعَاطَفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ، أَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير موسى بن مسلم الطحان ، فمن رجال أصحاب السنن عدا الترمذي، وهو ثقة، ويُعرف بموسى  الصغير. والشك في شيخ عون بن عبد الله- وهو ابن عتبة بن مسعود- لا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، فأبوه عبد الله وأخوه عبيد الله كلاهما ثقة، من رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقال: غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان ، يعرف بالصغير.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/289 و13/452- ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (1693) - والحاكم 1/500، وأبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق عبد الله بن نمير، به. بالشك عن أبيه أو عن أخيه، وغيَّر محقق مصنف ابن أبي شيبة موسى بن مسلم إلى موسى بن سالم! ووقع عند الطبراني بدل موسى الطحان: موسى الجهني مع أن روايته من طريق ابن أبي شيبة! ووقع في

مطبوع الحاكم: عن عون بن عبد الله، عن أبيه دون شك، مع أن رواية عبد الله بن نمير بالشك، كما نص عليه الطبراني. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، لكنه وهم في تعيين موسى الراوي عن عون بن عبد الله، فسماه موسى بن سالم، وتابعه على وهمه الذهبي، فقد تعقبه بقوله: موسى بن سالم قال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: وقد وهم الحاكم في تعيينه وهماً آخر سنذكره في الرواية (18388) .

 

قال السندي: قوله: "من جلال الله" أي لأجل جلاله. "من تسبيحه: بيان لمقدر، أي يذكرون ذكراً من تسبيحه.

"يتعاطفون"، أي: يتعاطف تسبيحهم وتحميدهم، فهذا الضمير يقوم مقام العائد إلى الموصول الذي هو المبتدأ، ومثله قوله تعالى: (والذين يُتَوَفَّونَ منكم ويذرون أزواجاً يتربصن) [البقرة: 234] أي: أزواجهم، والمراد: تمثيل هذه الكلمات التي هي التسبيح وغيره، وهذا مبني على تشكل الأعمال والمعاني بأشكال، وهذا مما يدل عليه أحاديث كثيرة.

"لهن دويّ" بفتح الدال، وكسر الواو، وتشديد الياء: هو ما يظهر من الصوت، ويسمع من شدته وبعده في الهواء، شبيهاً يصوت النحل. "يذَّكّرون": من التذكير.

 

18388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِيسَى مُوسَى الصَّغِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، وَتَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَهْلِيلِهِ تَتَعَطَّفُ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ ، كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ، أَفَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ "

تصور عجيب للكلام، فالكلام كمعانٍ هو مفهوم مجرد، وكأصواتٍ هو ذبذات وموجات صوتية، فلا يمكن تناوله كمواد مادية وأشياء، ولعل أصل هذه الخرافة ما نراه في أدبيات الهاجادوت اليهودية في كتابات أحبارهم حيث تصوروا بعد هدم هيكل سليمان أن الله يتقبل التسابيح والصدقات على أنها قرابين لحم وشحم وبخور وأن هناك في السماء هيكلًا سماويًّا بديلًا كاهنه الأعلى هو الملاك الأعلى حسب التقليد اليهودي ميخائيل (ميكائيل) ويتلقى به التسابيح والصدقات على الفقراء مجسدة كقرابين وبخور، حسبما طالعت في (أساطير اليهود) للويس جينزبرج، فعل شيئًا من ذلك انتقل إلى مفاهيم القرآن والأحاديث، وفي القرآن:

 

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)} فاطر: 10

 

لكن لا يظهر تجسيد عجيب في القرآن لهذا المفهوم للكلام كما نراه في الحديث، لكن تجسيد المفاهيم المجردة وإضفاء الشخصنة على الجمادات كالكواكب والشمس والنجوم والشجر والحجر كثير كما ناقشنا ودرسنا في باب الخرافات.

 

وروى أحمد كذلك:

 

19487 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الْمَعْرُوفَ وَالْمُنْكَرَ خَلِيقَتَانِ يُنْصَبَانِ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الْمَعْرُوفُ: فَيُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ وَيُوعِدُهُمُ الْخَيْرَ، وَأَمَّا الْمُنْكَرُ فَيَقُولُ: إِلَيْكُمْ إِلَيْكُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُ إِلَّا لُزُومًا"

 

رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي موسى، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة- كما في "المراسيل" ص39-40، وعليُّ بنُ المديني كما في "جامع التحصيل" ص195. عبدُ الصمد: هو ابنُ عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله

الدَّستَوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السَّدوسي. وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان" (11180) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (535) ، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (980) ، وابنُ أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (15) ، والبزار (3296) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (8920) من طرق عن هشام، به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي موسى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262 ونسبه لأحمد والبزار والطبراني، وذكر أن رجال أحمد والبزار رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وقال: فسَّر أهلُ العلم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خليقتان: يعني ثوابَهما.

قال السندي: قوله: خليقتان، أي: مخلوقتان، ولعل التأنيث باعتبار الموصوف الصورة.

يُنصبان: على بناء المفعول.

ويُوعدهم: من الإيعاد، وفيه أنه يستعمل الإيعاد في الخير كما يستعمل فيه الوعد.

إليكم إليكم، أي: تبعَّدوا عني، وهو اسم فعل؛ بمعنى يُبعدهم المنكر عن نفسه، وهم لا يقدرون أن يُفارقوه.

 

وروى البخاري:

 

4730 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ثُمَّ قَرَأَ { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا { وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

 

6548 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ

 

رواه مسلم 2849 وأحمد عن ابن عمر 5993 و6022 وعن أبي هريرة 7546 و8817 و8906 وعن أبي سعيد الخدري 11066

 

ومن ألفاظ أحمد المضحكة:

 

(8817) 8803- حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلاَءِ (ح) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : أَلاَ تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَيَتَمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ ، وَلِصَاحِبِ الصُّوَرِ صُوَرُهُ ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ ، فَيَتَّبِعُونَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ : أَلاَ تَتَّبِعُونَ النَّاسَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ اللَّهُ رَبُّنَا ، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا ، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ ، وَيُثَبِّتُهُمْ ، ثُمَّ يَتَوَارَى ، ثُمَّ يَطْلُعُ ، فَيَقُولُ : أَلاَ تَتَّبِعُونَ النَّاسَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، اللَّهُ رَبُّنَا ، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا ، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ ، وَيُثَبِّتُهُمْ ، قَالُوا : وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ ، ثُمَّ يَتَوَارَى ، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، أَنَا رَبُّكُمْ ، اتَّبِعُونِي ، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ فَهُمْ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ : سَلِّمْ سَلِّمْ ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ ، فَيُقَالُ : هَلِ امْتَلأَتِ ؟ وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ ، فَيُقَالُ : هَلِ امْتَلأَتِ ؟ وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا ، وَضَعَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا ، وَزَوَى بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ قَالَتْ : قَطْ ، قَطْ ، فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا ، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ ، يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ ، فَيُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلأَهْلِ النَّارِ : تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ : قَدْ عَرَفْنَاهُ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا ، فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ ، لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ ، لاَ مَوْتَ.

وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ : وَأُزْوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَطْ ، قَالَتْ : قَطْ ، قَطْ.

 

حديث صحيح وله إسنادان: الأول إسناد هيثم بن خارجة، وهو صحيح، والثاني إسناد قتيبة بن سعيد، وهو قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وكلا رجال الِإسنادين رجال الصحيح.

وأخرجه الترمذي (2557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/427، وابن منده في "الِإيمان" (815) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن محمد، به.

وانظر ما سلف مطولًا برقم (7717) من طريق عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وقصة ذبح الموت وحدها سلفت برقم (7546) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة.

أوعبوا: أي: أدخلوا فيها جميعاً.  وزُوِي: أي: جُمِع وضُم بعضها إلى بعض.  وملبباً: أي: مجموعة قوائمه إلى لَبته، وهي المَنْحَر.

 

تعريف السندي فيه مغالطة متعمدة، لأن التلبيب في الشجار والعراك هو أن يأخذ الرجل بثوب الرجل الآخر يجمعه إلى عنقه ويشده منه، فهذا الحديث صور الموت على صورة إنسان بدلًا من صورة كبش وهو تناقض ميثيولوجي، انظر قاموس لسان العرب مادة لبب ومنها:

 

.... والتَّلْبيبُ من الإِنسان ما في موضع اللَّبَبِ من ثيابه ولَبَّبَ الرجلَ جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة ثم قَبَضَه وجَرَّه وأَخَذَ بتَلْبيبِه كذلك وهو اسم كالتَّمْتِينِ التهذيب يقال أَخَذ فلانٌ بتَلْبِيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي هو لابسه عند صدره وقَبَض عليه يَجُرُّه وفي الحديث فأَخَذْتُ بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه يقال لَبَّبَه أَخذَ بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره ثم جَرَرْته وكذلك إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً وأَمْسَكْتَه به والمُتَلَبَّبُ موضعُ القِلادة واللَّبَّة موضعُ الذَّبْح والتاء زائدة وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ أَخَذَ كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِبه وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم صَلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به المُتَلَبِّبُ الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره وكلُّ من جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً فقد تَلَبَّبَ به قال أَبو ذؤيب

 وتَمِيمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ

 ومن هذا قيل للذي لبس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال مُتَلَبِّبٌ ومنه قول المُتَنَخِّل

 واسْتَلأَموا وتَلَبَّبوا ... إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِير

 وفي الحديث أَن رجلاً خاصم أَباه عنده فأَمَرَ به فلُبَّ له يقال لَبَبْتُ الرجلَ ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره وجَرَرْتَه به والتَّلْبيبُ مَجْمَعُ ما في موضع اللَّبَب من ثياب الرجل وفي الحديث أَنه أَمر بإِخراج المنافقين من المسجد فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ فلَبَّبَه بردائه ثم نَتَره نَتْراً شديداً....

 

وروى أحمد:

 

* 21278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ: "أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ أَعْظَمُ؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَرَدَّدَهَا مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: "لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، وإبهام الراوي في إسناد عبد الله بن أحمد لا يضر، بيَّنه في إسناد أبيه. سفيان: هو الثوري، وسعيد الجريري: هو ابن إياس، وأبو السليل: هو ضُرَيْب بن نُقَيْر. وعبيد الله القواريري: هو عبيد الله ابن عمر.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (6001) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (526) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/250، ورواية الأخيرين مختصرة.

وأخرجه عبد بن حميد (178) ، ومسلم (810) ، وأبو داود (1460) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1847) ، والحاكم 3/304، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (748) ، وفي "الحلية" 1/250 من طرق عن سعيد الجريري، به. وروايتهم مختصرة إلا عبد بن حميد.

وأخرجه الطيالسي (550) عن جعفر بن سليمان، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن رباح، به. لم يذكر فيه جعفرُ بن سليمان: أبا السليل.

وقد سلف الحديث برقم (20588) عن محمد بن جعفر، عن عثمان بن غياث، عن أبي السليل، قال: كان رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. فأبهم الصحابي وأسقط تابعيه.

قوله: "ليهنك العلم" قال الأُبيُّ: أي: ليكن العلم هنيئاً لك، وهو دعاء له بتيسره عليه، وإخباره بأنه من أهله.

 

فهذه كلها أحاديث فيها تجسيد لمفاهيم مجردة وشخصنة لها.

 

وعند الشيعة الاثناعشرية كمثال:

 

معاني الأخبار : أبي ، عن سعد ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يوم التلاق : يوم يلتقي أهل السماء وأهل الارض ويوم التناد : يوم ينادي أهل النار أهل الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، ويوم التغابن : يوم يغبن أهل الجنة أهل النار ، ويوم الحسرة : يوم يؤتى بالموت فيذبح .

 

كتابا الحسين بن سعيد والنوادر : النضر بن سويد ، عن درست ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير قال : لاأعلمه ذكره إلا عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت في صورة كبش حتى يوقف بين الجنة والنار ، قال : ثم ينادي مناد يسمع أهل الدارين جميعا : يا أهل الجنة يا أهل النار ، فإذا سمعوا الصوت أقبلوا ، قال : فيقال لهم : أتدرون ما هذا ؟ هذا هوالموت الذي كنتم تخافون منه في الدنيا ، قال : فيقول أهل الجنة : اللهم لا تدخل الموت علينا ، قال : ويقول أهل النار : اللهم أدخل الموت علينا ، قال ثم يذبح كما تذبح الشاة ، قال : ثم ينادي مناد : لاموت أبدا ، أيقنوا بالخلود ، قال : فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ يموت من فرح لماتوا ، قال : ثم قرأ هذه الآية : " أفما نحن بميتين إلا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فيعمل العاملون " قال : ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد يموت من شهيق لماتوا ، وهو قول الله عزوجل : " أنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر " .

 

تفسير القمي: : أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سئل عن قوله : " وأنذرهم يوم الحسرة " الآية قال : ينادي مناد من عند الله - و ذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار - : يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور ؟ فيقولون : لا ، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادون جميعا : اشرفوا وانظروا إلى الموت فيشرفون ثم يأمر الله به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا ، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا ، وهو قوله : " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامروهم في غلفة " أي قضي على أهل الجنة بالخلود  فيها ، وقضي على أهل النار بالخلود فيها

 

أبي عن علي بن مهزيار ، والحسن بن محبوب ، عن النضربن سويد عن درست ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت فيذبح ،  ثم يقال : خلود فلا موت أبدا .

 

ومن تصورهم للجمادات على أن لها وعيًا:

 

[فرحة الغري] نصير الدين الطوسي عن والده عن القطب الراوندي عن الشيخ عن المفيد عن محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن علي الجعفري عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال قال الصادق (ع) أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان البيت المعمور فرفعه الله و الغري و كربلاء و طوس .

 

منتخب البصار : بإسناده إلى المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه السلام قال : إن بقاع الارض تفاخرت ، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء فأوحى الله إليها : اسكتي ولا تفخري عليها فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة .

 

[كامل الزيارات] أبي عن الحسن بن متيل عن عمران بن موسى عن الجاموراني عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن صندل عن هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله (ع) ما أحد يشرب من ماء الفرات و يحنك به إذا ولد إلا أحبنا لأن الفرات نهر مؤمن .

 

التفاؤل والتطير عند محمد، تفاؤل محمد خرافي وأقرب إلى التشاؤم والربط الغير منطقي بين أسماء الأشخاص والأماكن  مع الصفات والتوقعات:

 

روى البخاري:

 

5776 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ

 

5754- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ

 

ورواه أحمد 7618 و7619 و9849 و10790 و7619 و7883 و8393 و9040 و9454 و9912 و10321 و10582 ومسلم 2223 والبخاري5754 وغيرها

6190 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ حَزْنٌ قَالَ أَنْتَ سَهْلٌ قَالَ لَا أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَحْمُودٌ هُوَ ابْنُ غَيْلَانَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهَذَا

 

رواه أحمد 23673 وهو في "مصنف" عبد الرزاق (19851) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6190) ، وأبو داود (4956) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (719) ، وابن حبان (5822) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (819) ، والبغوي في "شرح السنة" (3372). وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (818) من طريق قتادة، عن سعيد، عن أبيه. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6190) ، وفي "الأدب المفرد" (841) ، وفي "التاريخ الكبير" 3/111، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الآداب" (474) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدِّه. قال البخاري في "التاريخ الكبير": وقال إسحاق: عن سعيد، عن أبيه، أن أباه جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/119، وأحمد في "العلل" (4792) ، والبخاري في "الصحيح" (6193) ، وفي "الأدب المفرد" بإثر (841) ، والطبراني في "الكبير" (3600) ، وابن الأثير في ترجمة حزنٍ من "أُسد الغابة" 2/4 من طرق عن سعيدٍ مرسلاً، ليس فيه عن أبيه.

والحَزْن، قال الحافظ في "الفتح" 10/574: ما غَلُظ من الأرض، وهو ضدُّ السهل، واستعمل في الخُلُق، يقال: في فلانٍ حُزونةٌ، أي: في خُلُقه غِلظة وقساوة.

 

وروى أحمد:

 

(8393) 8374- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ.

 

10321 - حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن مضارب بن حزن، قال: قلت: يعني لأبي هريرة: هل سمعت من خليلك شيئا تحدثنيه ؟ قال: نعم، سمعته يقول صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى، ولا هامة ، وخير الطير الفأل ، والعين حق "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مضارب بن حزن صدوق حسن الحديث، من رجال ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعيد الجريري: هو ابن إياس، ورواية ابن علية عنه قبل اختلاطه. وأخرجه المزي في ترجمة مضارب من "تهذيب الكمال" 28/49 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/40، وابن ماجه (3507) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (276) ، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص9 من طريق إسماعيل ابن علية، به. واقتصر ابن ماجه على قوله: "العين حق" ، وابن أبي عاصم على قوله: "لا عدوى ولا هامة". وأخرجه الطبري ص10 من طريق سفيان الثوري، عن سعيد الجريري، به. ولقوله: "لا عدوى ولا هامة" ، انظر أحمد (7620) . ولقوله: "وخير الطير الفأل" ، انظر (7618) . ولقوله: "والعين حق" ، انظر (7883) .وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19503) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2223) (110) ، وابن حبان (6124) ، والبيهقي في "السنن" 8/139. وأخرجه البخاري (5755) وأخرجه الطيالسي (2512) ، والبخاري في "صحيحه" (5754) ، وفي "الأدب المفرد" (910) ، ومسلم (2223) (110) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1842) و (1846) ، والبيهقي في "الشعب" (1168) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1847) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأحمد برقم (9849) و (10790) من طريق عبيد الله بن عبد الله، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7619) و (7883) و (8393) و (9040) و (9454) و (9612) و (10321) و (10582) . ومن طريق حابس التميمي، عن أبي هريرة في مسند حابس التميمي 5/70. وعن أنس سيأتي 3/118.

 

روى أحمد:

 

24465 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ لِرَجُلٍ: مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ: شِهَابٌ، فَقَالَ: " أَنْتَ هِشَامٌ "

 

إسناده حسن ، عمران ، وهو ابن داوَر القطان ، مختلف فيه ، وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الطيالسي فمن رجال مسلم ، وأخرج له البخاري تعليقاً ، وهو ثقة ، قتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، وزرارة : هو ابن أوفى ، وسعد بن هشام : هو ابن عامر الأنصاري . وهو في "مسند الطيالسي" (1501) ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5823) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (825) ، والطبراني في "الأوسط" (2408) ، والحاكم 4 / 276 - 277 ، وتمام في "فوائده" (1214) (الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5227) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13 / 439 من طريق عمرو بن مرزوق ، عن عمران القطان ، بهذا الإسناد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وجوَّد إسناده في "السير". وقد جاءت تسمية الرجل الذي سماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هشاماً فيما أخرجه ابن سعد 7 / 26 ، والطبراني في "الكبير" 22 / (442) ، والحاكم 4 / 277 من طريق المعلى بن أسد العَمِّي ، عن عبد العزيز بن المختار ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن هشام بن عامر قال : أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : "ما اسمك؟" فقلت : شهاب ، فقال : "بل أنت هشام". إلا إن في إسناده علي بن زيد ، وهو ضعيف ، والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعن ، وقد تحرف المعلى بن أسد في مطبوع الحاكم إلى المعلى بن راشد . وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8 / 51 ، وقال : فيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح .

 

لم يعمل أحد بهذه الوصية لمحمد على الإطلاق وهي منسية وفي المهملات

 

ويقول الواقدي في سياق معركة (غزوة) بدر:

 

وَكَانَ قَدْ صَلّى بِالدّبَةِ ثُمّ صَلّى بِسَيَرٍ ثُمّ صَلّى بِذَاتِ أَجْدَالٍ، ثُمّ صَلّى بِخَيْفِ عَيْنِ الْعَلاءِ، ثُمّ صَلّى بِالْخَبِيرَتَيْنِ، ثُمّ نَظَرَ إلَى جَبَلَيْنِ، فَقَالَ: “مَا اسْمُ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ”؟ قَالُوا: مسلحٌ ومخرئ.

فَقَالَ: “مَنْ سَاكِنُهُمَا”؟ قَالُوا: بَنُو النّارِ وَبَنُو حُرَاقٍ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ الْخَبِيرَتَيْنِ، فَمَضَى حَتّى قَطَعَ الْخُيُوفَ، وَجَعَلَهَا يَسَارًا حَتّى سَلَكَ فِى الْمُعْتَرِضَةِ وَلَقِيَهُ

 

ويؤكد الخبر ابن هشام عن ابن إسحاق:

 

فلما استقبل في الصَّفراء، وَهِيَ قَرْيَةٌ بَيْنَ جَبَلين، سَأَلَ عَنْ جَبَلَيْهِمَا مَا اسْمَاهُمَا؟ فَقَالُوا: يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا، هَذَا مُسْلح، وللآخر: هذا مُخْزِئ، وَسَأَلَ عَنْ أَهْلِهِمَا فَقِيلَ: بَنُو النَّارِ وَبَنُو حُراق، بَطْنَانِ مِنْ بَنِي غِفار فَكَرِهَهُمَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرُورُ بَيْنَهُمَا، وَتَفَاءَلَ بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاء أَهْلِهِمَا: فَتَرَكَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّفْرَاءَ بِيَسَارِ، وَسَلَكَ ذَاتَ الْيَمِينِ عَلَى وَادٍ يُقَالُ لَهُ: ذَفِرَان، فجزع فيه، ثم نزل.

 

هذه نماذج لتشاؤم محمد، فقد كان لديه التشاؤم والتفاؤل، وهو تفكير لامنطقي خرافي، وكتب السيرة كابن هشام والواقدي تؤكد أنه كان عنده هذا النمط من التفكير بصورة متواترة، عكس ما تحاول رسمه كتب الأحاديث!

 

وفي سياق أُحُد روى ابن هشام:

 

قال زياد: حدثني محمد بن إسحاق، قال: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلك في حَرَّة بنى حارثة، فذب فرس بذنَبِه، فأصاب كَلاَّبَ سيفٍ فاستلَّه - قال ابن هشام: ويقال: كِلاب سيف قال ابن إسحاق: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحبُّ الفألَ ولا يَعْتافُ لصاحب السيف: شِمْ سيفَك، فإنى أرى السيوفَ ستُسل اليومَ.

 

وروى الواقدي في سياق غزوة خيبر:

 

ثُمّ دَعَا بِالأَدِلاّءِ فَجَاءَ حُسَيْلُ بْنُ خَارِجَةَ الأَشْجَعِىّ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ نُعَيْمٍ الأَشْجَعِىّ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷ لِحُسَيْلٍ: امْضِ أَمَامَنَا حَتّى تَأْخُذَنَا صُدُورُ الأَوْدِيَةِ حَتّى نَأْتِىَ خَيْبَرَ مِنْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الشّامِ، فَأَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشّامِ وَبَيْنَ حُلَفَائِهِمْ مِنْ غَطَفَانَ. فَقَالَ حُسَيْلٌ: أَنَا أَسْلُكُ بِك. فَانْتَهَى بِهِ إلَى مَوْضِعٍ لَهُ طُرُقٌ فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ لَهَا طُرُقًا يُؤْتَى مِنْهَا كُلّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: سَمّهَا لِى وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يُحِبّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ وَالاسْمَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطّيَرَةَ وَالاسْمَ الْقَبِيحَ، فَقَالَ الدّلِيلُ: لَهَا طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: حَزَنٌ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا، قَالَ: لَهَا طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: شَاسٍ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا قَالَ لَهَا: طَرِيقٌ يُقَالُ لَهَا: حَاطِبٌ. قَالَ: لا تَسْلُكْهَا، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْت كَاللّيْلَةِ أَسَمَاءً أَقْبَحَ سَمّ لِرَسُولِ اللّهِ، قَالَ لَهَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يَبْقَ غَيْرُهَا. فَقَالَ عُمَرُ: سَمّهَا. قَالَ: اسْمُهَا مَرْحَبٌ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: نَعَمْ اُسْلُكْهَا، قَالَ عُمَرُ: أَلاّ سَمّيْت هَذَا الطّرِيقَ أَوّلَ مَرّةٍ.

 

وروى أحمد:

 

7045 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ: " أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ".

 

حديث حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وإن كان ضعيفا قد رواه عنه عبد الله بن وهب، وهو صحيح السماع منه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله المصري السبئي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وهو عند ابن وهب في "الجامع" 1/110، ومن طريقه أخرجه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (293). وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد مختصر من حديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن وهب في "جامعه" 1/110، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس (وهو القتباني) ، عن أبي الحصين (هو الهيثم بن شفي) ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك"، وإسناده حسن.

 

يبدو أن محمدًا نفسه كان يحتاج لتكرار هذه الصيغة التبرئية المخصصة للتوبة كثيرًا إذن!

 

3687- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ، وَمَا مِنَّا إِلاَّ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم، وهو الأسدي، فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وسلمة بن كهيل: هو الحضرمي. وأخرجه ابن ماجه (3538) ، وأبو يعلى (5219) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (909) ، وأبو داود (3910) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشاشي (655) ، وابن حبان (6122) ، والبيهقي في "السنن" 8/139 من طرق عن سفيان، به. وأخرجه أبو يعلى (5092) من طريق منصور، عن سلمة، به. وسيأتي برقم (4171) و (4194) .

 

الحديث الأخير من أصدق الأقوال وأكثرها انطباقًا على محمد، فقد كان لديه تطير وتشاؤم مارسه بوضوح. وفي حين ذكرنا في باب (هل هو خير البشر حقا) نماذج كثيرة لاعتراف محمد نفسه وقرآنه بأخطائه وعدم عصمته، فقد نادى السنة بعصمة محمد كالملائكة الأسطورية، لذلك سارعوا في فزع لتبرير قول محمد واعترافه الجليل المتواضع ذلك:

 

قال الحافظ في "الفتح" 10/213: وقوله: "وما منا إلا.." من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري، عنه.

 

كراسي ومنابر من نور!

 

روى أحمد:

 

22064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ مَسْجِدَ أَهْلِ دِمَشْقَ، فَإِذَا حَلْقَةٌ فِيهَا كُهُولٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا شَابٌّ فِيهِمْ أَكْحَلُ الْعَيْنِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا كُلَّمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ رَدُّوهُ إِلَى الْفَتَى، فَتًى شَابٌّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَلِيسٍ لِي: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: فَجِئْتُ مِنَ الْعَشِيِّ فَلَمْ يَحْضُرُوا . قَالَ: فَغَدَوْتُ مِنَ الْغَدِ . قَالَ: فَلَمْ يَجِيئُوا فَرُحْتُ فَإِذَا أَنَا بِالشَّابِّ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَرَكَعْتُ، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِ . قَالَ: فَسَلَّمَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ: فَمَدَّنِي إِلَيْهِ . قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ ؟ قُلْتُ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " . قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى لَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ يَقُولُ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ " (2)

 

(1) زاد في (م) و (ر) و (ق) : "يحكي عن ربه" .

(2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة . أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (167) ، والمزي في ترجمة أبي مسلم الخولاني من "تهذيب الكمال" 34/292-293 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - واقتصر على حديث معاذ .

وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 13/145، ومن طريقه الطبراني 20/ (167) عن وكيع به .

وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1236) و (1237) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، به - والموضع الثاني عنده مختصر .

وانظر ما سلف برقم (22002) .

 

22080 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا فِيهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَهْلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى الْقَوْمُ فِي شَيْءٍ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلُوهُ . فَقُلْتُ: لِجَلِيسٍ لِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَوَقَعَ لَهُ فِي نَفْسِي حُبٌّ، فَكُنْتُ مَعَهُمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا، ثُمَّ هَجَّرْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَاحْتَبَيْتُ بِرِدَائِي، ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ لَا يُكَلِّمُنِي، وَسَكَتُّ لَا أُكَلِّمُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ . قَالَ: فِيمَ تُحِبُّنِي ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَخَذَ بِحُبْوَتِي فَجَرَّنِي إِلَيْهِ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ " . قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَا حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي الْمُتَحَابِّينَ . قَالَ: فَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حبيب بن أبي مرزوق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة . أبو مسلم الخولاني: هو عبد الله بن ثُوَب .

وأخرجه الترمذي (2390) ، والشاشي في "مسنده" (1385) من طريق كثير ابن هشام، بهذا الإسناد . واقتصرت رواية الترمذي على حديث معاذ بن جبل .

وانظر ما سلف برقم (22002) .

 

22002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذيِّ (3) أَوِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَحَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ احْتَبَى، فَسَكَتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، قَالَ: " أَللَّهِ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَللَّهِ . قَالَ: " فَإِنَّ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ، فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ، إِلَّا ظِلُّهُ، ثُمَّ لَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ يَعْنِي: فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ، يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَجْلِسِهِمْ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ "

قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ (1) " (2) شَكَّ شُعْبَةُ: فِي الْمُتَوَاصِلِينَ، أَوِ الْمُتَزَاوِرِينَ

 

(1) في (م) و (ر) و (ق) : للمتصادقين في والمتواصلين، والمثبت من (ظ 5) و (ر) .

(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في سماع أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- من معاذ، فذهب ابن عبد البر إلى أنه سمع منه، وخالفه الدارقطني، واستشهد في "العلل" 6/71 بما روي عن الزهري، عن أبي إدريس أنه قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفراً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفاتني معاذ وأخبرت عنه . قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، ويروي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وكلاهما يحدث بهذا الحديث -يعني حديثنا هذا- عن معاذ، والزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ، والحديث حديثهما . قلنا: وعلى كل حال، فهو متابع .

وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطيالسي (571) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3895) ، وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما

الطيالسي وسعيد، عن شعبة، به .

وأخرجه بنحوه الطحاوي (3893) و (3894) ، والشاشي في "مسنده" (1382) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (146) و (147) و (148) ، وفي "الشاميين" (625) و (744) و (2432) و (2433) و (2434) ، والحاكم في "المستدرك" 4/170، وأبو نعيم في "الحلية" 5/206 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، والطبراني في "الكبير" 20/ (145) ، وفي "الشاميين" (1926) من طريق ربيعة ابن يزيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (151) ، وفي "الشاميين" (1659) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (149) ، وفي "الشاميين" (1403) من طريق يزيد بن أبي مريم، أربعتهم عن أبي إدريس الخولاني، به .

وفي بعض روايات الحديث اقتصروا على حديث معاذ بن جبل .

وأخرجه الحاكم 4/419-420 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة قال: قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء" وساق قصة أخرى وحديثاً آخر .

وأخرجه الشاشي (1386) من طريق يعلى بن عبيد، عن عبد الملك، عن شهر، عن رجل أنه أتى الشام فدخل مسجداً من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب (يريد معاذ بن جبل) ... فذكر قصة وساق حديث عبادة ابن الصامت على أنه من مسند معاذ .

وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/25 من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل .

تنبيه: وقعت رواية معاذ عند المصنف والحاكم من طريقه موقوفة، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، وقد ثبت مرفوعاً في غير ما رواية عند المصنف وغيره .

وسيأتي من طريق أبي إدريس (22030) و (22131) و (22783) .

وسيأتي من طريق أبي مسلم الخَولاني (22064) و (22065) و (22080) و (22782) .

وفي باب المتحابين في الله يظلهم الله في ظله عن أبي هريرة سلف برقم (9665) .

وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17158) وانظر تتمة الشواهد هناك .

وفي باب قوله يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء: عن أبي مالك الأشعري سيأتي (22906) ضعيف. وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (3527). وعن أبي هريرة عند ابن حبان (573) .

قوله: "أدعج العينين" أي: واسعهما . وقوله: "أغر الثنايا" أي: أبيضها.  قوله: فحذف من صلاته: قال السندي: أي: ترك التطويل.  قوله: "ثم احتبى" من الاحتباء، قال في النهاية 1/335: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليهما، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب .

 

6492- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ ، وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا.

وروى مسلم:

 

[ 1827 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو يعني بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال بن نمير وأبو بكر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديث زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا

 

وروى ابن حبان في صحيحه:

 

7419- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ, فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَآتَيْتَ الْأَمْوَالَ وَالسُّلْطَانُ غَيْرَنَا, فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتُمْ, قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَيَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ"، قَالُوا: فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وَتُظَلِّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ساعة من نهار"

 

إسناده حسن. محمد بن سعيد الأنصاري: روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" 9/102. عبد الله بن الحارث: هو الزبيدي النجراني، وأبو كثير: هو الزبيدي الكوفي، اسمه زهير بن الأقمر، وقيل غير ذلك.

وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/337 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي، وهو ثقة.

 

573 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ، قِيلَ: مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ؟، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلَا انْتِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ»، ثُمَّ قَرَأَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62].

 

[تعليق الألباني]  صحيح - «التعليق الرغيب» (4/ 47 - 48).

 

[تعليق شعيب الأرنؤوط] إسناده صحيح، عبد الرحمن بن صالح الأزدي روى له النسائي في "خصائص علي" وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي التابعي، ثقة، روى له الستة.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج8:

 

7527- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، وأَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُجْلِسُهُمُ اللَّهُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، وَيَغْشَى وُجُوهَهُمُ النُّورُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلاَئِقِ.

 

قال الهيثمي في المجمع10/ 277: إسناده جيد.

 

وفي ج12:

 

12686- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَارُودِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ جُلَسَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، وَكِلْتَا يَدَيِ اللهِ يَمِينٌ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلاَ شُهَدَاءَ ، وَلاَ صِدِّيقِينَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ , مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ بِجِلاَلِ اللهِ تَعَالَى.

 

وفي ج13:

 

14244- حدثنا حفص بن عمر الرقي ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو رفعه قال : " يوضع للمؤمنين كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام ويكون ذلك اليوم عليهم كساعة من نهار " .

 

14445- حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا مخلد بن مالك حدثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تجتمعون يوم القيامة يقال : أين فقراء هذه الأمة ومساكينها ؟ فيقومون فيقال لهم : ماذا عملتم ؟ فيقولون : ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأمور والسلطان غيرنا فيقول الله جل ذكره : صدقتم فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان " قالوا : فأين المؤمنون يومئذ ؟ قال : " توضع لهم كراسي من نور مظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار " .

 

النور أي الضوء هو فوتونات طاقة بلا كتلة مادة، لو أمكنك صنع أشياء من طاقة بحتة ذات سرعة عالية (سرعة الضوء أعلى سرعة معروفة) بتحويلها إلى كتلة ثابتة صلبة لحققت طفرة علمية وتجارية من شيء متوفر  تكلفته صفر، لكن ذلك مستحيل وحديث كهذا مضحك وهزلي بلا شك. لو كان الله الخرافي الوهمي يمكنه عمل ألاعيب حواة مستحيلة علميًّا ومنطقيًّا أما كان أحرى به وأولى أن يخلق كونًا وعالمًا أفضل من هذا بلا أمراض ولا طفيليات ولا مفترسين ولا شر ولا استغلال وفقر وغنى وحروب ومجاعات وغيرها؟!

 

إسقاط نفسي من محمد على تصوره لشخصية الله الخرافي

 

روى أحمد:

 

3627 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ لَهُ: هَكَذَا فَطَارَ "

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ، وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَلَمْ يَجِدْهَا، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَأَتَى مَكَانَهُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَزَادُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.

وعلقه البخاري بقسميه الموقوف والمرفوع عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقد نَدتْ هذه الرواية عن الحافظ، فقال في "الفتح" 11/107: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين.

قلنا: والوجه الثاني سيرد بإثر هذه الرواية.

والقسم المرفوع منه وهو قوله: "للهُ أفرح بتوبة أحدكم...".

أخرجه ابن حبان (618) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7741) من طريق علي بن مسهر، وأبو نعيم بنحوه مختصراً في "الحلية" 4/129 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (3628) ، ويستكمل تخريجه هناك .

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2675) ، سيرد 2/316 مختصراً. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/83. وعن أنس عند البخاري (6309) ، سيرد 3/213. وعن النعمان بن بشير عند مسلم (2745) ، سيرد 4/275. وعن البراء بن عازب عند مسلم (2746) ، سيرد 4/283. وعن أبي موسى عند أبي يعلى (7285) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: ورجاله رجال الصحيح.

قوله: "في أصل جبل": أي: أسفله. فقال به هكذا: أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ. قاله الحافظ في "الفتح" 11/105.  قوله: "أفرح بتوبة أحدكم"، أي إنه يحب توبة أحدكم ويرضى بها فوق ما يحب أحدكم ضالته ويرضى بها، والمقصود الحث على التوبة لكونها محبوبة مرضية عنده تعالى. والله تعالى أعلم. قاله السندي.   دَوية: بفتح دال وتشديد واو وياء: هي الصحراء التي لا نبات فيها، وقال أبو عبيدة بتخفيف الواو.  قوله: "مهلكة"، بفتح الميم واللام بينهما هاء ساكنة: يهلك من حصل بها.  قال الحافظ: وفي بعض النسخ بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي: تهلك هي من يحصل بها.

 

3628 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه أيضاً الترمذي (2497) و (2498) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده أن شيخ عمارة الحارث بن سويد بدل الأسود.

قال الحافظ في "الفتح" 11/107: اختلف فيه على عمارة في شيخه هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ وتبين مما ذكرته أنه عنهما جميعاً، واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ وتبين أيضاً أنه عنده عنهما جميعاً.

وأخرجه بتمامه البخاري (6308) ، وأبو يعلى (5100) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7104) من طريق أبي شهاب الحناط، وأبو يعلى (5177) ، والبغوي (1302) من طريق جرير بن عبد الحميد، والشاشي (838) ، والبيهقي في "السنن" 10/188 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "الشعب" (7104) من طريق شجاع بن الوليد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129 من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

قال البخاري عقب الحديث: وتابعه (أي: أبا شهاب الحناط) أبو عوانة وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث بن سويد، وقال شعبة وأبو مسلم: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله.

وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

قال الحافظ في "الفتح" 11/107: يعني إن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعاً، لكنه عند عمارة عن الأسود.... وعند إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعوه جعلوه عن عمارة، عن الحارث بن سويد. ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. (ذكرنا آنفاً أنها عند أحمد) ... والراجح من الاختلاف كله ما قال أبو شهاب ومن تبعه، ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدر به البخاري كلامه، فأخرجه موصولاً، وذكر الاختلاف كعادته في الإِشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، والله أعلم.

وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (7742) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد، لكن عنده زيادة الحارث بن سويد مع الأسود.

وأخرجه أيضاً مسلم (2744) (3) و (4) من طريق جرير بن عبد الحميد وقطبة بن عبد العزيز وأبي أسامة، والنسائي في "الكبرى" (7743) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

وسلف برقم (3627) ، وذكرنا هناك شواهد المرفوع منه.

 

محمد هو من كان يفرح ويتلهف على اكتساب الأتباع في أول دعوته، أما الإله الخرافي المزعوم فما كانت ستكون حاجته وداعيه لفرحة طفولية ساذجة كهذه؟! هذا إسقاط نفسي أسقطه محمد من شخصيته على شخصية إلهه المتخيَّل فأسبغ عليه من شخصيته هو

 

روى البخاري:

 

6497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامُ وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا

 

أيضًا كان محمد يقوم بإزعاج النائمين من السكان ليدعوهم في مكة في أول دعوته بطريقة فيها تعدي على حقهم في الراحة وعدم الإزعاج، روى مسلم:

 

[ 208 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة { تبت يدا أبي لهب } وقد تب كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة

 

[ 207 ] حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قال انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم نادى يا بني عبد منافاه إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه

 

ورواه أحمد 15914 و20605

 

ونداء واصباحاه أو يا صباحاه هذا كان خاصًّا بإنذار القبيلة من هجوم من قبيلة معادية، مع أنه لم يكن معتادًا قط الهجوم على مكة وقريش لوجود تقديس لمكة، لكن لك أن تتفهم سبب كون فعلته مزعجة جدًّا ومثيرة للقلق واستيقاظ النائمين، خاصة وهناك حروب سابقة (حروب فجار) بين قريش وغيرها في الأشهر الحرم، فاحتمال الهجوم من هوازن وقيس عيلان ممكن رغم وجود صلح واستقرار.

 

تلهف محمد على الأتباع في أول الدعوة

 

روى أحمد:

 

(15965) 16061- حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ لأَقِيضَكَ الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ قَالَ : فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ ، أَلاَ تُسْلِمُ ، فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : لِمَ ؟ قُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ ، قَالَ : فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَغَنِي ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا ، قَالَ : لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا بِلاَلُ ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّحْلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنْ مَكَّةَ ، فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ النَّاسُ ؟ قَالَ : قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : هَبِلَتْنِي أُمِّي ، فَوَاللَّهِ لَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لأَقْطَعَنِيهَا. (3/484)

 

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع من ذي الجوشن، وإنما سمعه من ابنه شمر عنه، نص على ذلك سفيان الثوري في الرواية (15966/2) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 146، وأبو القاسم البغوي فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/90، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح، غير أن صحابيه ذا الجوشن أخرج له أبو داود فحسب، واسمه: أوس، وقيل: شرحبيل، وقيل: عثمان، وسمي ذا الجوشن لأنه كان ناتىء الصدر. وأخرجه مطولا ومختصرا أبو داود (2786) ، والطبراني في "الكبير" (7216) ، والبهيقي في "السنن" 9/108 من طريق مسدد، والطبراني في "الكبير" (7216) من طريق أبي جعفر النهشلي، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. ولفظ الطبراني: "لغبوا" بدل "ولعوا". وأورده المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2668) ثم قال: والحديث لا يثبت، فإنه دائر بين الانقطاع أو رواية من لا يعتمد على روايته. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/162 وقال: روى أبو داود بعضه، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبوه- ولم يسق المتن- والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وسيأتي بالأرقام (15966) و (16633) و (16634) و (16635) .

قال السندي: قوله: "بابن القرحاء" بالمد، تأنيث الأقرح، وهو ما كان على جبهته قرحة- بالضم- وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة. "لتتخذه" أي: لنفسك. "أن أقاضيك" هكذا في أصلنا، أي: أصالحك، وفي بعض الأصول أقيضك به، وهو الذي في كتب الغريب من قاضه يقبضه، أي: أعوضك عنه. (والمقايضة في البيوع: المعاوضة وهي أن يعطي الرجل متاعا، ويأخذ متاعا آخر لا نقد فيه) . "من أول هذا الأمر": من أول أهله. "ولعوا بك" من ولع به، كفرح: إذا أغري به، كأنه أراد أن بينك وبين قومك محاربة، ولا يدرى أن الأمر لمن يتقرر، ففي الإيمان بك مخاطرة، ويحتمل أنه أراد أن الأمر غير متبين وإلا لكان قومك أعلم به.  "تقطنها" من قطن بالمكان- كنصر- إذا أقام به، والجواب مقدر، أي: يكن لك الأمر أو نحوه. "حقيبة الرحل": هي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب، والوعاء الذي يجمع فيه الرجل زاده. "لبأهلي" بفتح اللام، والباء بمعنى في، أي: لفيهم. "بالغور"- بفتح الغين المعجمة-: الأرض المنخفضة، والغور من كل شيء عمقه.  "هبلتني": فقدتني.  "الحيرة" بكسر حاء، بلدة قديمة بظهر الكوفة."لأقطعنيها"، أي: أعطانيها.

 

• 15966/2 - قال [عبد الله بن أحمد] : حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي، نحو هذا الحديث، قال سفيان: " فكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق، لا أراه إلا سمعه منه "

افتراض كائن وهمي خيالي علينا له واجبات وهي افتراضات لإخافة السذج

 

روى البخاري:


4939 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي يُونُسَ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ ذَاكَ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ

 

رواه مسلم 2876 وانظر أحمد 24941 و24605 و24200 و24856 و25515 و24494 و26343

 

115 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَمْرٍو وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ

 

6218 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ حَتَّى يُصَلِّينَ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ....

 

رواه أحمد 26545 وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447-448، وفي "الاستذكار" 26/183 من طريق الإمام أحمد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20748) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (836) ، والبمِهقي في "الشُّعب" (10489) ، والمزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة هند بنت الحارث) .

وأخرجه البخاري (1126) و (5844) ، والترمذي (2196) ، وأبو يعلى (6988) من طرق عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (3599) و (6218) و (7069) ، والطبراني في "الأوسط" (9200) ، وفي "مسند الشاميين" (3225) ، والبغوي في "شرح السنة" (921) من طرق عن الزُّهري، به.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه: فرواه صدقة - كما عند البخاري (115) - عن ابن عيينة، عن محصر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة. وكذلك رواه سفيان (عند

البخاري) عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، به.

وتابع صدقةَ يعقوبُ بنُ كاسب كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (833) .

ورواه الحميدي كما في "مسنده" (292) ، وابنُ أبي عمر العدني كما عند ابن حبان (691) كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، به.

ورواه ابن أبي عُمر العَدَني- كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (835) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، به.

ورواه الحميدي، كما في "مسنده" (292) - ومن طريقه الحاكم 4/508-509، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/448- وابنُ أبي عمر العدني، كما عند ابن حبان (691) ، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد، عن الزهري، عن أم سلمة. ولم يذكرا هنداً في الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 179: والحديث حديث هند.

ورواه عبد الله بن نمير- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن امرأة من قريش أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ذات ليلة... فذكره.

ورواه مالك كما في "الموطأ" 2/913 عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. لم يذكر هنداً ولا أم سلمة.

 

مجرد افتراضات مهووسة لإخافة السذج وإصابة من لا يفكرون بالذعر والاستلاب الفكري ولتحقيق الطاعة العمياء للقادة الدينيين.

 

الدعاء في مواجهة قوى الطبيعة

 

{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)} الإسراء

 

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)} العنكبوت

 

{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)} يونس

 

روى البخاري:


3582 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ يُونُسَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْكُرَاعُ هَلَكَتْ الشَّاءُ فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا قَالَ أَنَسٌ وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا ثُمَّ اجْتَمَعَ ثُمَّ أَرْسَلَتْ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ

 

وروى مسلم:

 

[ 899 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعني بن بلال عن جعفر وهو بن محمد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمة

 

 [ 899 ] وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب قال سمعت بن جريج يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به قالت وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه قالت عائشة فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا } 

 

روى الترمذي:

 

2252 - حدثنا إسحق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي كعب قال: قال رسول الله صلى الله عله وسلم لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به

 قال وفي الباب عن عائشة و أبي هريرة و عثمان بن أبي العاصي وأنس وابن عباس وجابر

 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

 

قال الألباني: صحيح، قلت: وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (934) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (918) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (298) من طرق عن محمد بن فضيل، به. ورواه بإسناد آخر عبد بن حميد (167)، والنسائي (937) ، ومن طريقه الضياء (1225).

وروى أحمد:

 

7413 - حدثنا يحيى، حدثنا الأوزاعي، حدثني الزهري، حدثني ثابت الزرقي، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الريح، فإنها تجيء بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله خيرها، وتعوذوا بالله من شرها "

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت الزرقي -وهو ثابت بن قيس الأنصاري المدني-، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو -وإن لم يرو عنه غير الزهري- قد وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر في "التقريب". ونقل ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/272 عن الحافظ ابن حجر قوله في هذا الحديث: حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (973) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد فيه: "الريح من روح الله". وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 10/216-217، وعنه ابن ماجه (3727) ، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (720) ، والطبراني (973) من طريق مسدد، كلاهما (ابن أبي شيبة ومسدد) عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (932) ، وأبو يعلى (6142) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (919) و (920) ، وابن حبان (1007) ، والطبراني في "الدعاء" (974) ، والحاكم 4/285، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/114 من طرق عن الأوزاعي، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/167، والنسائي (931) من طريق ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن الزهري، به. وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (7631) و (9299) و (9629) و (10714) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (929) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، والنسائي (930) ، والطبراني في "الدعاء" (975) من طريق سالم الأفطس، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الإسنادين مقال، وفال المزي في "تهذيبه" 21/353: ليسا بمحفوظين، والمحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس. وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/123. وفي باب الدعاء إذا عصفت الريح عن عائشة عند مسلم (899) (15). وعن عثمان بن أبي العاص عند الطبراني في "الكبير" (8346) ، وفي "الدعاء" (970) . وعن جابر عند أبي يعلى (2194) . وعن أنس عند البخاري في "الأدب" (717) ، وأبي يعلى (2905) و (4012) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (926) ، والطبراني في "الدعاء" (969) . وعن ابن عباس موقوفا عند ابن أبي شيبة 10/217.

 

الدعاء في مواجهة قوى الطبيعة أمر غير مفيد وعبثيّ لأنها محايدة وغير عاقلة وعمياء لا إدراك لها ولا مقصد، ولا يوجد إله ما خلفها يحركها.

 

الطبيعة ومجريات الأحداث العشوائية محايدة لا تعرف التحيز ولا وعي لها

 

روى البخاري:

 

6502 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ

 

7485 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ

 

وروى الطبراني في المعجم الأوسط ج9:

 

9352 (9348)- حدثنا هارون بن كامل نا سعيد بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد المدني حدثني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله يقول من أهان لي وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلي عبد من عبادي بمثل أداء فرائضي وإن عبدي ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت عينيه التي يبصر بهما وأذنيه التي يسمع بهما ويده التي يبطش بها ورجليه التي يمشي بهما إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته وذلك أنه يكره الموت وأنا أكره مساءته لم يرو هذا الحديث عن أبي حزرة إلا إبراهيم بن سويد ولا رواه عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن ميمون

 

الطبيعة محايدة بقوانينها، اتجاه الموت والتنافس وصراع جودة الجينات والمهارات والبراعات والقدرات المختلفة، وكذلك مجتمع البشر رغم ما حقق من تمدن وتراحم وتآزر بحيث لا يموت الضعيف جوعًا وبردًا فيه التنافس الشديد على الحياة والعمل والتجارة والجنس رغم ذلك، مواجهة قوى الطبيعة والظروف المتقلبة وتوفير الطعام للنفس أو النسل أو الأسرة أو للشعب من جهة الحكومة يستلزم تخطيطات وتدابير وتفكير عملي علمي منطقي، ومواجهة خطر خارجي كجيش دولة أجنبية وغيره يستلزم التدابير العسكرية وحسن تدريب الجيش الوطني وإمداده بالتسليح الكافي الكفء والتدريبات الكفؤة الملائمة والتخطيطات القوية وجودة الاستخبارات والتجسس على العدو، أما الالتجاء لإله خرافي فهذا فعل قيمته وفائده صفر وعدم. أما محبة الناس لك فتقوم على طيبتك وإحسانك واستقامتك، ولو كانوا متعصبين ضيقي الأفق فقد تقوم كذلك على نفاقهم والتشدق بخرافاتهم الدينية وقيمهم الرجعية وهرائهم، وبالنسبة للملحد العربي فلو سار وراء الناس لصار عبدًا للشمولية الاجتماعية وجهل وتفاهة وسطحية وبلادة وانعدام تفكير العامّة، ومع ذلك كانت لي مودة مع قلة من المسلمين المعاصرين المتمدنين المتعلمنين حسني التعليم بحكم احتكاكي بهم كملحد معلن عن عقيدته.

 

الاستسلام للأمراض وتفسيرات خرافية لها

 

روى البخاري:

 

5648 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا

 

وروى أحمد:

 

1494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، وَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، قَالَ: فَمَا تَزَالُ الْبَلايَا بِالرَّجُلِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة. وأخرجه الطيالسي (215) ، ومن طريقه الدورقي (42) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/368، والبيهقي في "السنن" 3/372، وفي "شعب الإِيمان" (9775) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (69) من طريق عمرو، عن شعبة، به.

 

1481 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ "

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الدورقي (41) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (146) ، والدارمي (2783) عن أبي نعيم، والحاكم 1/41 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (215) ، وابن أبي شيبة 3/233، والبزار (1155) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 253، وابن حبان (2900) و (2921) ، والحاكم 1/41، والبيهقي في "السنن" 3/372-373، وفي "الشعب" (9775) من طرق عن عاصم، به. وأخرجه مختصراً البزار (1150) من طريق سماك بن حرب، عن مصعب، به. وسيأتي برقم (1494) و (1555) و (1607) .

 

23623 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ "

 

إسناده جيد كسابقه. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/283، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات. وسيأتي برقم (23633) و (23641) وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9784) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد. وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه (4031) ، والترمذي بإثر الحديث (2396) بلفظ: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرِّضا، ومن سَخِط فله السُّخط". وفيه سعد بن سنان، وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد. وفي باب ابتلاء المؤمن والصبر عليه عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) .

 

كثير من بسطاء وفقراء المسلمين يعيشون مستسلمين بأفكار كهذه، يعانون المرض والفقر، ولا يجدون علاجًا من الحكومات، ولا يحاولون المطالبة ولا الاعتراض ولا الثورة، فقط يقولون أنه كفارة لذنوب خرافية وأن محمدًا نفسه عانى المرض. التفكير القدري الاستسلامي الديني هو تفكير مشؤوم عفِن يؤدي إلى السلبية.

 

الجن (كائنات خيالية) هم سبب بعض الأمراض حسب محمد

 

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)} ص

 

روى أحمد:

 

19528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: "وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ"

 

هذا إسناد اختُلف فيه على زياد بن علاقة، فرواه سفيان- وهو الثوري كما في هذه الرواية- عنه، عن رجل، عن أبي موسى. وكذلك رواه شعبة عنه، كما سيأتي برقم (19743). ورواه سَعَّادُ بنُ سليمان، كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/211- 212، والبزار (3040) "زوائد"، والطبراني في "الأوسط" (1418) ، ومسعر بنُ كدام، كما عند الطبراني في "الصغير" (351) كلاهما عنه، عن يزيد ابن الحارث (وهو لا يعرف، وفي مطبوع البزار: زياد بن الحارث) ، عن أبي موسى، به.//ورواه حجاجُ بنُ أرطاة كما عند الطبراني في "الأوسط" (8507) عنه، عن كردوس بن عياش الثعلبي، عن أبي موسى، به. وحجاج ضعيف.//ورواه أبو مريم- وهو عبد الغفار بن القاسم- كما عند الدارقطني في "العلل "7/257، عنه، عن البراء بن عازب، عن أبي موسى. وأبو مريم ضعيف جداً.//ورواه أبو حنيفة- كما في "مسنده" (393) - عنه، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي موسى، به. وعبد الله بن الحارث مجهول.//ورواه أبو بكر النهشلي كما في الرواية (19744) ، عنه، عن أسامة بن شريك، عن أبي موسى.//والظاهرُ أن الحديث معروفٌ في بني ثعلبة قومِ زياد بن علاقة، فقد جاء في رواية شعبة (19743) عن زياد، قال: حدثني رجل من قومي.. ثم قال في آخره: فلم أَرْضَ بقوله، فسألتُ سيد الحي وكان معهم، فقال: صدق، حدثناه أبو موسى. وهو ما جاء التصريح به عند أبي شيبة، فيما حكاه عنه الدارقطني في "العلل" 7/256-257، فقال: وقال أبو شيبة: عن زياد، عن اثني عشر رجلاً من بني ثعلبة، عن أبي موسى. ومن ثم قال الدارقطني: والاختلافُ فيه من قِبَلِ زياد بن علاقة، ويُشبه أن يكون حَفِظَهُ عن جماعة، فمرةً يرويه عن ذا، ومرة يرويه عن ذا. وانظر (19708) .

 

19743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ كُنْتُ أَحْفَظُ اسْمَهُ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَنْتَظِرُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ ، وَالطَّاعُونِ " . قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: " طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، فِي كُلٍّ شَهَادَةٌ " قَالَ زِيَادٌ: فَلَمْ أَرْضَ بِقَوْلِهِ فَسَأَلْتُ سَيِّدَ الْحَيِّ، وَكَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ صَدَقَ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُوسَى.

 

19744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِي مُوسَى فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي فِي الطَّاعُونِ " فَذَكَرَهُ

 

هذا إسناد سلف الكلام عليه في الرواية (19528) فانظره. وأسامةُ بنُ شريك صحابيٌّ جليل من بني ثعلبة قوم زياد بن علاقة. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/384 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد.//وأخرجه البزار (3039) (زوائد) عن الفضل بن سهل، عن يحيى بن أبي بكير، عن أبي بكر النهشلي، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن أبي موسى، به.//قال الحافظ. في "بذل الماعون" 113: وما أظنُّه إلا وهماً من البزار ومن شيخه، فإن أحمد بنَ حنبل أحفظُ من الفضل بن سهل وأتقنُ.//وأخرجه أبو يعلى (7226) من طريق جُبارة بن مُغَلَّس، عن أبي بكر النهشلي، به.

 

تعاليم للاحتفاء بالمرض والبؤس والجهل والفقر والموت، وكره الحياة، وتفسير قدري استسلامي مواس معزٍّ بالأوهام قبل اكتشاف الجراثيم والبكتيريا والمضادات الحيوية وغيرها من أدوية. والقول بأن سبب الأمراض الوبائية حسب تفسيره الخرافي هو الجن (كائنات خرافية وهمية لا وجود لها) وليس البكتيريا والـﭭيروسات.

 

وهذا الحديث مناقض لما رواه أحمد ومسلم، واللفظ لمسلم، أن أمة المسلمين لن تهلك بوباء ولا بأيدي أعدائهم:

 

[ 2889 ] حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا

 

الدعاء لأجل الأمراض

 

روى أحمد:

 

13004 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/188 عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2008) عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو داود (1554) ، وابن حبان (1017) ، والطبراني في "الدعاء" (1342) من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (2897) عن إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن حماد، به. وأخرجه النسائي 8/270 من طريق همام بن يحيى، وابن حبان (1023) ، والطبراني في "الصغير" (316) ، وفي "الدعاء" (1343) ، والحاكم 1/530، والبيهقي في "الدعوات" (297) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، كلاهما عن قتادة، به، ورواية شيبان ضمن حديث مطول في الدعاء.

الجُذام: عِلَّة تتآكل منها الأعضاء وتتساقط.  وسيِّئ الأسقام: قال السندي: تعميم بعد تخصيص، وهي العاهات التي يصير المرء بها مُهاناً بين الناس، تتنفَّر عنه الطباع، ومقتضاه أنه لا يطلب السلامة من الأمراض مطلقاً، ولكن يطلب العافية، ويتعوَّذ من هذه العاهات الشنيعة.

 

وروى مسلم:

 

[ 2202 ] حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني نافع بن جبير بن مطعم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر

 

الدعاء هو ألا تفعل شيئًا مفيدًا حقيقيًّا وتتخيل أنك تفعل، وهو في حالتنا هذه مثلًا لن يغنيك عن أخذ التطعيمات الوقائية، واتخاذ الاحتياطات الصحية، وفي حالة الإصابة أخذ الأدوية المناسبة الصحيحة. نفس الأمر ينسحب على فقر الأمم ومشاكلها السياسية كالاستبداد، هذه كلها مشاكل واقعية تحتاج وتستلزم إجراآت واقعية، ولن تحل بأدعية خرافية لكائن وهمي خرافي.

 

شخص يلذعه عقرب ولا يموت بسبب دعاء بزعمهم

 

روى أحمد:

 

7898 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ". قَالَ: "فَكَانَ أَهْلُنَا قَدْ تَعَلَّمُوهَا، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا، فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعًا".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: وهو ابن حسان القُردوسي.

وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "التحفة" 9/420 (وقد سقط من بعض طبعات "السنن") ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (590) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد بالمرفوع فقط.

وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (446) و (447) و (448) و (449) ، وأبو داود (3898) ، وابن ماجه (3518) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (588) و (591) و (592) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (17) و (18) ، و (19) و (21) و (22) و (23) ، وابن حبان (1022) و (1036) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/143 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وبعضهم لم يقل فيه "ثلاث مرات".

وقد اختُلِفَ على سُهيل فيه، فروي عنه، عن أبية، عن رجل من أسلم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في "المسند" في موضعين 3/448 و5/430 من طريق شعبة عن سهيل، ويأتي تمامُ تخريجه هناك.

قلنا: لا يبعد أن يكونَ الوجهان جميعاً عند سهيل، ومما يؤيد أن له أصلاً عن أبي هريرة أن سهيلاً قد تُوبع فيه من حديثه، فقد أخرجه مسلم (2709) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (587) ، والطحاوي في "المشكل" (30) و (31) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/401، وابن حبان (1020) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185 من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

وأخرجه مسلم (2709) ، والنسائي (585) و (586) ، والطحاوي (32) من طريق يعقوب الأشج أيضاً، عن أبي صالح، به - ولم يذكر فيه القعقاعَ بنَ حكيم.

وأخرجه أيضاً أبو داود (3899) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 92، والنسائي (598) و (599) ، والطحاوي (34) ، والبيهقي في "الأسماء" ص 185 من طريق الزهري، عن طارق بن المخاشن، عن أبي هريرة.

وسيأتي الحديث من طريق مالك عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (8880) .

وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي حديثها 6/377.

 

8880 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وهو في "موطأ" مالك 2/951، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (589) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (16) ، وابن حبان (1021) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 170، والبغوي (93) .

وانظر (7898) .

 

الأقرب إلى العقل هو أن ما لذع الشخص لم يكن عقربًا بل حشرة أخرى أو أنه تعرض قبل ذلك للدغة ضعيفة أعطته مناعة أو أنه كما يحدث في حالات نادرة تمكن جسده من طرد ومقاومة السم، أما القول بأن السبب دعاء وتعويذة فهذا كلام خرافي خاص بالبدائيين ولا محل له في العلم والطب.

 

مبالغة في الأهمية الوهمية المزعومة للصلوات

 

روى البخاري:

 

552 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ

 

3602 - * وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ مِنْ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ

 

ورواه أحمد 23642 و24009/ 46-48، و24242 و4545 ومسلم 2886

 

وروى مسلم:

 

[ 725 ] حدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها

 

ورواه  أحمد24241 و26286 وأخرجه الحاكم 1/306-307 من طريق الإمام وأخرجه النسائي في "الكبرى" (458) ، وابن خزيمة (1107) ، وابن حبان (2458)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/470.

 

لا توجد أي أهمية على الإطلاق لإقامة طقوس خرافية لكائن خيالي خرافي وهمي يسمونه الله.

 

وقد اعتبروا أن مجرد ترك صلاة واحدة أو النظر لامرأة غير متزوج منها إثمًا كبيرًا فادحًا، أما قتل نفس إنسانية فمسألة بسيطة! روى البخاري:

 

553 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ

 

ورواه أحمد 22957 و23026 و23048 و22959 و23026 و23045 و23055

 

ولم يعتبروا فيما كانوا يفعلونه من احتلال ونهب واستعباد وخطف شيئًا يعتبر جريمة أو إثمًا أو خطيئة أو تلومهم عيه ضمائرهم، بل ترك الطقوس الظاهرية التي تشعرهم هوسيًّا بالتخلص من خطاياهم. وكما ذكرت في باب (مصادرة الحريات) حديث معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري، فهما قتلا إنسانًا لمجرد اختلافه في العقيدة تحت مسمى حد الردة، ثم جلسا يتحدثان عن الصلاة وقيام الليل، فأي عقول معتلة مختلة مريضة هذه؟! وأعطوا لهذه الصلوات وأهميتها قيمة وهمية كبيرة وتركوا القيم الإنسانية الحقيقية البديهية والضمير الإنساني والحس الأخلاقي السليم.

 

كنوز خرافية

 

روى البخاري:

 

7386 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ أَوْ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ بِهِ

 

4206 حدثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ أَوْ قَالَ لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ وَأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ لِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ

 

روى مسلم:

[ 2704 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال وأنا خلفه وأنا أقول لا حول ولا قوة الا بالله فقال يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة الا بالله

 

[ 806 ] حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته

 

[ 173 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا مالك بن مغول ح وحدثنا بن نمير وزهير بن حرب جميعا عن عبد الله بن نمير وألفاظهم متقاربة قال بن نمير حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال { إذ يغشى السدرة ما يغشى }  قال فراش من ذهب قال فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات

 

رواه أحمد 3665

 

وروى أحمد:

 

23251 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ"، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَا: "وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي"، قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: كُلُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -واسمه سعد بن طارق- فمن رجال مسلم .

وأخرجه ابن خزيمة (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطيالسي (418) ، وابن أبي شيبة 1/157 و2/401 و11/435، ومسلم (522) ، والبزار في "مسنده" (2836) و (2845) ، والنسائي في "الكبرى" (8022) ، وابن خزيمة (264) ، وأبو عوانة (874) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1024) و (4490) ، وابن حبان (1697) و (6400) ، والآجري في "الشريعة" ص 498 و498-499، والدارقطني 1/175-176 و176، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1444) و (1445) ، والبيهقي في "السنن" 1/213 و223 و230، وفي "الدلائل" 5/474-475 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد . ورواية ابن أبي شيبة في الموضعين الأولين، والبزار في الموضع الأول والبيهقي في "السنن" 1/230 مقتصرة على القسم الأول من الحديث، ولم يذكر مسلم في إحدى طرقه وأبو عوانة والدارقطني والبيهقي 1/213 القسم الأخير منه، إلا أنه في رواية مسلم والبيهقي قال في آخره: وذكر خصلة أخرى .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3025) ، و"الأوسط" (4157) من طريق سعيد ابن أبي بردة، وفي "الأوسط" (7489) من طريق نعيم بن أبي هند، كلاهما عن ربعي بن حراش، به . ورواية سعيد مختصرة بالقسم الثالث فقط، وزاد نعيم في آخره: "وأيدت بالرعب من مسيرة شهر، ثم قرأ الآيات من آخر البقرة: (للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ...) حتى ختم السورة" .

ويشهد للقسم الأول منه حديث ابن عباس السالف برقم (2742) ، وذُكرت عنده أحاديث الباب .

وللقسم الثالث منه حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17324) ، وذُكرت تتمة شواهده هناك .

وفي باب قوله: "جعلت صفوفها على صفوف الملائكة" عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20964) ، ولفظه: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟" قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: "يتمون الصفوف الأولى، ويتراصون في الصف" .

قوله: "يقول ذا" هو اسم إشارة، والإشارة إلى ما سبق . وقوله: "وأُعطِيت" عطف على "ذا" أي: يقول ما تقدم، ويقول: أُعطيت . قاله السندي .

وفي الباب عن أبي ذر، عند أحمد 5/151 و180.

 

كنوز وهمية خرافية لا قيمة لها، فمجرد ترديد كلام عديم الفائدة كهذا هو شيء غير مفيد وبلا قيمة عملية، وطبعًا مع احترامنا لحق كل شخص في اعتقاد وممارسة ما يشاء من عقائد في حدود أنه لا يمس حقوق الآخرين.

 

وبعض الأحاديث ذكرت أن ذلك قاله محمد (بالنسبة لجملة لا حول ولا قوة بالله) المأثورة وهو متوجه للعدوان الرهيب على يهود خيبر! ما جدوى التسابيح لكائن وهمي مع القتل واستعباد البشر والأطفال والنساء والتجارة في النساء والأطفال واغتصاب النساء واستعبادهم وتسخيرهن؟! قمة انعدام الأخلاق وفقدان الحس الأخلاقي، كما قال علماء النفس فلدى الإرهابيين والكثير من الشخصيات الإجرامية الدينية المتدينة تكون هناك كثير من طقوس التطهر والاستغفار وطلب الغفران وتبرير أعمالهم الإجرامية على أنها أوامر إلهية مقدسة طيبة! وهي مسألة معضلة يوثيريو التي ناقشها سقراطس فيما قبل الميلاد وصارت على أيدي أتباع الأديان توراتية المنبع (اليهودية والمسيحية والإسلام والمورمونية وشهود يهوه وغيرها) مشكلة خطيرة جديّة.

 

سخافة شعيرة الوضوء بشروطها ومبطلاتها

 

إحدى الشعائر المضحكة لمحمد، وهي مرتبطة بحالة هوس عنده بالنظافة كوسواس كما يبدو، والمفترض أنه إذا أخرج شخصٌ ريحًا يكون عليه إعادة غسل أجزائه الخارجية بوضوء جديد، ومن غير المفهوم ما علاقة الفسو أو الريح بالغسل الخارجي؟! نموذج لشعيرة من شعائر خرافية غير منطقية. كذلك لو نام الشخص نومًا حقيقيًّا يكون عليه إعادة الوضوء.

 

روى البخاري:

 

137 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَبَّادٍ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ لَا يَنْفَتِلْ أَوْ لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا

 

135 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ

 

203 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ فَاتَّبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ فِيهَا مَاءٌ فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ

 

وانظر مسلم 272 وأحمد 87 و237 و216 و343 و387.

 

وروى أحمد:

 

9313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 1/117 و220 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به.

 

9355 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ، فَلَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (721) عن يحيى بن حسان، وأبو داود (177) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (362) (99) ، والترمذي (75) ، وابن خزيمة (24) و (28) ، والبيهقي 1/117 و161 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر أحمد (8369)

 

8369 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ، أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ "

 

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر ما بعده.

وسيأتي بنحوه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9355) .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/12 (11082). وعن السائب بن خباب، سيأتي 3/426 (15506). وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، سيأتي 4/39-40 (16442 و16450).

قوله: "فأبس به"، قال السندي: من الإبساس: وهو التلطُّف بالدابة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها.

 

16450 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْهُ فَقَالَ: " لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو ابن عُيينة.

وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/36 (بترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 2/428، والحميدي (413) ، والبخاري (137) و (177) (2056) ، ومسلم (361) ، وأبو داود (176) ، والنسائي في "المجتبى" 1/98-99، وفي "الكبرى" (152) ، وابن ماجه (513) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3) ، وابن خزيمة (25) و (1018) ، وأبو عوانة 1/238 و267، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5100) ، والبيهقي في "السنن" 1/161 و2/254، و7/364 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعند بعضهم قُرِنَ سعيد بن المسيب بعباد بن تميم.

قلنا: وقد سلف من طريق سعيد كذلك برقم (16442) .

 

وبعض الأحاديث السالفة ظاهرة السخافة ولا شك.

 

روى مسلم:

 

[ 362 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

 

باب الوضوء من لحوم الإبل

 

 [ 360 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا

 

 [ 360 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك ح وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء كلهم عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي كامل عن أبي عوانة

 

لعل سبب أمره بذلك أنها كانت تعتبر نجسة في شريعة اللاويين الخرافية من توراة اليهود، ورغم اتباعه الشديد لها في أول تأسيسه لدينه، فلا شك أنه واجه ضغوطًا منعت تحريم لحوم الجمال لأنها كانت مصدرًا رئيسيًا للغذاء في البيئة الصحراوية، لصمودها في الحر وتغذيها على الصبار والشوكيات في الصحراء,

 

ما الفائدة من التسوك وتنظيف الأسنان لنفسي وأنا أحتضر

 

روى البخاري:

 

4449 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ آخُذُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقُلْتُ أُلَيِّنُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَرُ فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ

 

4451 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَكَانَتْ إِحْدَانَا تُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ فَذَهَبْتُ أُعَوِّذُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَمَرَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفِي يَدِهِ جَرِيدَةٌ رَطْبَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً فَأَخَذْتُهَا فَمَضَغْتُ رَأْسَهَا وَنَفَضْتُهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ فَاسْتَنَّ بِهَا كَأَحْسَنِ مَا كَانَ مُسْتَنًّا ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا فَسَقَطَتْ يَدُهُ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الْآخِرَةِ

 

رواه أحمد 24216 و25640 و24039 و26346 و26347 والبخاري 4438 و3100

 

شيء غريب وغير منطقي، عندما أكون على وشك الموت، فلا معنى لاهتمامي بنظافة الأسنان فهذا لن يفيدني من بعد على أية حال. هذا إلى حد ما شبيه بسخرية الراحل جورج كارلين من قيام الطبيب الذي يحقن المحكوم عليه بالإعدام في بعض ولايات أمِرِكا قبل حقنه بالحقنة القاتلة بتعقيم مكان الحقن بقطنة! علام يعقم جلده وهو سيموت بالحقنة؟! نفس انعدام المنطق تقريبًا. ولو صحت قصة هذا الحديث فلعل محمدًا كما قلت في باب (هل هو خير البشر) وباب (التشريعات الشاذة)  كان مصابًا بهوس نظافة وفوبيا من الاتساخ وظل هذا ملازمًا له حتى آخر لحظات حياته واحتضاره.

 

لا يجوز التوضؤ ببقية ماء توضأ به شخص من الجنس الآخر

 

روى أحمد:

 

17863 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ سُؤْرِ الْمَرْأَةِ"

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب- وهو سوادة بن عاصم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد أعل بالوقف.//وأخرجه البيهقي 1/191 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد.//وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/24 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والطبراني في "الكبير" (3156) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، كلاهما عن شعبة، به.//وأخرجه الطحاوي 1/24، وابن قانع 1/209- 210، والطبراني (3155) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول، به.//وسيأتي الحديث في مسند البصريين 5/66 عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعن محمد بن جعفر، عن سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني غفار، ولم يسمه. وانظر الحديث (17865) .//قال الترمذي في "العلل" 1/134 سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح.//وقال الدارقطني في "السنن" 1/53: أبو حاجب: اسمه سوادة بن عاصم واختلف فيه عنه: فرواه عمران بن حدير، وغزوان بن حجير السدوسي، عنه، موقوفاً من قول الحكم غير مرفوع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعمران ثقة، وغزوان لم نجد له ترجمة.//وأورد البيهقي قول الترمذي والدارقطني هذا، ثم أخرج بإسناده عن عمران ابن حدير، عن سوادة العنزي قال: اجتمع الناس على الحكم بالمربد فنهاهم عنه. وهو بهذا الطريق عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/33-34. والبخاري في "تاريخه" 4/185.//وفي الباب عن عبد الله بن سرجس، مرفوعاً عند ابن ماجه (374) ، وأبو  يعلى (1564) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والدارقطني 1/116-117، وابن حزم في "المحلى" 1/212، والبيهقي 1/192 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس، وموقوفاً عليه عند الدارقطني 1/117 ورجَّحه، والبيهقي 1/192-193 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عنه. ولفظ المرفوع: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يغتسل الرجل بفَضْل المرأة وتغتسلَ المرأة بفَضْل الرجل، ولكن يَشرَعان معاً.//وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (81) ، والنسائي 1/130، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي 1/190، ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله أو يغتسلَ الرجل بفضل المرأةِ والمرأةُ بفضل الرجل، وليغترفا جميعاً، قال ابن حجر في "بلوغ المرام" ص13: إسناده صحيح. وانظر أحمد 20655 و20657.

قلنا: وهذا الحديث يعارضه حديث ابن عباس وابن عمر وأنس وأم سلمة وأم هانئ حيث رووا جواز الوضوء أو الاغتسال بفضل المرأة. انظر حديث ابن عباس السالف برقم (3465) . وانظر الكلام في هذه المسألة "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/24- 26، و"الفتح" 1/300.

 

17865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ بِفَضْلِهَا، لَا يَدْرِي بِفَضْلِ وَضُوئِهَا، أَوْ فَضْلِ سُؤْرِهَا "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب فقد روى له أصحاب لسنن وهو ثقة. وقد أعل بالوقف. وأخرجه البيهقي 1/191، وابن عبد البر في "الاستذكار" (1697) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

 

20655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ مِنْ فَضْلِ طَهُورِ الْمَرْأَةِ "

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاجب- وهو سوادة بن عاصم العَنَزي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وقد أعل بالوقف. وصحابي الحديث جاء مصرحاً باسمه فيما سلف برقم (17863) ، وما سيأتي برقم (20657) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/33، والترمذي في "السنن" (63) ، وفي "العلل الكبير" 1/133، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2922) ، والدارقطني 1/53، والطبراني في "الكبير" (3154) و (3157) ، والبيهقي 1/191 و191-192، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/40 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. ورواه أحمد 20657 وأخرجه المزي في ترجمة الحكم بن عمرو من "تهذيب الكمال" 7/129 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. وهو في "مسند الطيالسي" (1252) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود السجستاني (82) ، وابن ماجه (373) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/276، والترمذي (64) ، والنسائي 1/179، وابن حبان (1260) ، والدارقطني 1/53، وابن حزم في "المحلى" 1/212، والبيهقي 1/191. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه ابن ماجه.

 

هذا تشريع طقسي شاذ، فلا مشكلة في استعمال ماء توضأ من بعضه شخص من الجنس الآخر، فما الفارق لو كان المتوضئ قبله من نفس الجنس والذي أجاز الحديث وفقًا لذلك الوضوء من فضلة ماء وضوئه؟! ورغم صحة إسناد الحديث، فهناك أحاديث أُخَر صحيحة الإسناد كذلك تقول بجواز ذلك، روى أحمد:

 

4481- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يَتَوَضَّؤُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو أبن عليّة، وأيوب: هو ابن ابي تميمة السختياني. وأخرجه ابن خزيمة (205) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (79) ، وابن خزيمة (205) من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/190 من طريق يونس بن يزيد، عن نافع، وسيأتي برقم (5799) و (5928) و (6283) . وفى الباب عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد عند البخاري (253) ، سلف برقم (3465) . وعن أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل مع المرأة من نسائه من الإناء الواحد، عند البخاري (264) ، سيرد 3/130 و133-134. وعن عائشة عند البخاري (261) ، ومسلم (320) (45) سيرد 6/30. وعن ميمونة عند مسلم (322) سيرد 6/329.  وعن أم سلمة عند مسلم (324) .

 

3465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فقَالَ: عِلْمِي، وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ إِخْلَاءِ الْجُنُبَيْنِ جَمِيعًا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي ثم  الحوفي البصري. وأخرجه البيهقي 1/188 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.//وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1037) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (108) ، والدارقطني 1/53. ولفظ ابن خزيمة: "كان يتوضأ بفضل ميمونة". وصححه الدارقطني.//وأخرجه مسلم (323) (28) من طريق محمد بن بكر، به.//وأخرجه ابن خزيمة (108) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 1/53 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به. ولفظه عند ابن خزيمة "كان يتوضأ بفضل ميمونة".//وأخرجه أبو عوانة 1/284 من طريق حجاج، عن عمرو بن دينار، به.//وأخرجه البخاري (253) عن أبي نعيم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد. وقال يزيد بن هارون وبهز والجُدي (هو عبد الملك بن إبراهيم) ، عن شعبة: قدر صاع، وقال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نعيم.//والرواية التي أشار إليها البخاري ستأتي في مسند ميمونة 26797 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة.//وسيأتي الحديث في مسند ميمونة 26802 من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وانظر (2100) .//وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم هانىء، وستأتي في "المسند" على التوالي 4481 و12105 و24014 و26498.

قوله: "عن إخلاء الجُنُبين"، قال السندي: أي: انفرادهما في الاغتسال، أي: هل يجب عليهما الانفراد، أو يجوز اجتماعهما.

 

(26797) 27333- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرٍ ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ مَيْمُونَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

 

حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على سفيان بن عيينة: فرواه أصحاب سفيان بن عيينة - كما في هذه الرواية، وما سيأتي في التخريج - عنه، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشَّعثاء جابرِ بنِ زيد، عن ابن عباس، عن ميمونة. وخالفهم أبو نُعيم الفضلُ بنُ دُكَيْن، فرواه - فيما أخرجه البخاري في "صحيحه" (253) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد، ثم قال البخاري: كان ابنُ عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نُعيم. قال الحافظ في "الفتح" 1/366: وإنما رجَّح البخاري رواية أبي نعيم جرياً على قاعدة المحدثين، لأن من جملة المرجِّحات عندهم قدم السماع، لأنه مظنة قوة حفظ الشيخ، ولروايةِ الآخرين جهةٌ أُخرى من وجوه الترجيح، وهي كونُهم أكثر عدداً وملازمةً لسفيان. قلنا: وقد خرَّج مسلم وغيره رواية الجماعة عن سفيان: فقد أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/39 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1032) ، والحميدي (309) ، وأبو عبيد في "الطهور" (151) ، وابن أبي شيبة 1/35، ومسلم (322) ، والترمذي (62) ، والنسائي في "المجتبى" 1/129، وفي "الكبرى" (238) ، وابن ماجه (377) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/698، وأبو يعلى (7080) ، وأبو عَوانة 1/284، والطبراني في "الكبير" 23/ (1031) و (1032) و24/ (33) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة، وقد سلف برقم (24014) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

 

(12105) 12129- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَابْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ ، وَيَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن عبد الله بن جبر: هو ابن عتيك الأنصاري المدني، وقيل في اسمه: ابن جابر بن عتيك، وقيل: إنهما اثنان، والصواب أنهما واحد. ابن جعفر: هو محمد. وسيتكرر الحديث من طريق يحيي بن سعيد برقم (12157) .//وأخرج قصة الغسل من إناء واحد البخاري (264) ، والبيهقي 1/189 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد.//وأخرجها أبو يعلى (4309) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن جبر، به.//وستأتي منفصلة من طريق عبد الله بن عبد الله بن جبر بالأرقام (12315)//و (12368) و (13184) و (13597) .//وفي هذا الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3465) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

روى مسلم:

 

[ 321 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه وغسل عنه بشماله حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه قالت عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان

 

وروى أحمد:

 

(24014) 24515- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ. (6/30)

 

حديث صحيح، عمر بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (321) (43) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، وابن المنذر في "الأوسط" (645) من طريق يحيى بن أبي كثير، والطبراني في "الأوسط" (1289) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، ثلاثتهم عن أبي سلمة، بهذا الإسناد.//وأخرجه مسلم (321) (44) وابن حبان (1202) ، والبيهقي في "السنن" 1/195 من طريق حفصة بنت عبد الرحمن، وابن خزيمة (238) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25 من طريق منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية بنت شيبة، كلتاهما (حفصة وصفية) عن عائشة، به. ورواه أحمد (24089) و (24160) و (24349) و (24599) و (24719) و (24723) و (24866) و (24915) و (24953) و (24978) و (24991) وو (25235) و (25277) و (25353) و (25369) و (25380) و (25381) و (25387) و (25389) و (25394) و (25405) و (25583) و (25593) و (25608) و (25609) و (25634) و (25764) (25925) و (25941) و (25981) (26177) و (26288) و (26405) .

 

24089 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ وَهُوَ الْفَرَقُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/38 (ترتيب السندي) ، والحميدي (159) ، وابن أبي شيبة 1/35 و65، وابن راهوية في "مسنده" (557) ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، وابن الجارود (57) ، وأبو يعلى (4546) ، وأبو عوانة 1/294-295، والبيهقي في "السنن" 1/187، وفي "معرفة السنن والأَثار" (1472) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/100 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم قول سفيان: والفرَق ثلاثة آصع.//وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/44-45- ومن طريقه مسلم (319) (40) ، وأبو داود (238) ، وابن حبان (1201) ، والبيهقي في "السنن" 1/194- والطيالسي (1438) ، والبخاري (250) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48-49، والبيهقي 1/193، والبغوي في "شرح السنة" (255) من طريق ابن أبي ذئب، وإسحاق بن راهوية (558) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم (319) (41) ، وابن ماجه (376) ، والنسائي في "المجتبى" 1/57 و127 و179، وفي "الكبرى" (73) و (231) ، وأبو عوانة 1/295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24 و2/49، وابن حبان (1108) ، والبيهقي 1/193، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101 من طريق الليث بن سعد، والدارمي (749) من طريق الأوزاعي، والدارمي أيضاً (750) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/48، وتمام في "فوائده" (212) (الروض البسام) من طريق جعفر بن بُرْقان، والطبراني في "الأوسط" (1200) من طريق إسحاق ابن راشد، سمعتهم، عن الزهري، به.//وخالف إبراهيم بن سَعْد الرواة عن الزهري فيما أخرجه إسحاق ابن راهوية (959) و (1705) ، وأبو يعلى (4412) ، والطبراني في "الأوسط" (2412) ، وابن عدي في "الكامل" 1/247 ، والبيهقي في "السنن" 1/194 ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/101، عنه، عن الزهري، فقال: عن القاسم بن محمد، عن عائشة، به. وذكر أبو زرعة الرازي - كما في "العلل" 1/61- والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 26 أن القول قول من قال عروة. وقال الحافظ في "الفتح" 1/363: ويحتمل أن يكون للزهري شيخان، فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى.//وأخرجه البخاري (263) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/24، والبيهقي في "السنن" 1/187 من طريق أبي بكر بن حفص، عن عروة، به.

 

(26498) 27031- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 1/35 و3/60، وابنُ ماجه (380) ، وأبو يعلى (6991) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (8071) و (914) من طريق إسماعيل ابن عُلَيّة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/90، والطبراني في "الكبير" 23/ (808) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/123 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في الاغتسال. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3068) ، وأبو عوانة 1/285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/25، والطبراني في "الكبير" 23/ (810) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. مختصراً في قبلة الصائم. وسيأتي مطولاً بالأرقام: (265661) و (26567) و (26703) من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وسيكرر برقم (26646) سنداً ومتناً. وقوله: كانت هي ورسولُ اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسلانِ من إناءٍ واحد من الجنابة: سيأتي برقم (26712) من طريق عمار بن أبي معاوية البجلي، عن أبي سلمة عن أم سلمة، به، دون ذكر زينب في الإسناد، وسلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24014) . وقولها: وكان يقبّلها وهو صائم سيأتي برقمي: (26707) و (26708) من طريق أبي بكر بن المنكدر، عن أبي سلمة، به، وبرقمي: (26500) و (26719) من طريق عبد اللّه بن فرّوخ، عن أمّ سلمة، به. وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عائشة برقم (24110) .

 

ورواه البخاري:

 

1929 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخَمِيلَةِ، إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي، فَقَالَ «مَا لَكِ أَنَفِسْتِ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي الخَمِيلَةِ

«وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ»

«وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ»

 

ومن مرويات مسلم:

 

 [ 321 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها ثم صب الماء على الأذى الذي به بيمينه وغسل عنه بشماله حتى إذا فرغ من ذلك صب على رأسه قالت عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان

 

 [ 321 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثنا ليث عن يزيد عن عراك عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وكانت تحت المنذر بن الزبير أن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك

 

 [ 321 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة

 

 [ 321 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد فيبادرني حتى أقول دع لي دع لي قالت وهما جنبان

 

 [ 322 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن عيينة قال قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي الشعثاء عن بن عباس قال أخبرتني ميمونة أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد

 

 [ 323 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن حاتم قال إسحاق أخبرنا وقال بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار قال أكبر علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني أن بن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة

 

 [ 324 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب بنت أم سلمة حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت كانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة

 

وروى أحمد:

 

(26802) 27338- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ مَيْمُونَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : أَجْنَبْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاغْتَسَلْتُ مِنْ جَفْنَةٍ ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَغْتَسِلَ مِنْهَا ، فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ اغْتَسَلْتُ مِنْهَا ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ ، أَوْ : لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ فَاغْتَسَلَ مِنْهُ.

 

حديتث صحيح، اغتسالُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضل ميمونة، سلف بإسناد صحيح من حديث ابن عباس برقم (3465) . وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" صحيح بطرقه وشواهده. وقد سلف من حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) . وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد اللّه النَّخَعي، وسِماك - وَهو ابن حرب - روايته عن عكرمة مضطربة.

 

2100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري يأتي عند أحمد 11119 حديث بئر بضاعة، وحسنه الترمذي، وصححه أحمد، وابن معين، وابنُ حزم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/143، وابن حبان (1241) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (2806) و (2807) و (3120) .

 

ما يدلك على تناقضات الأحاديث اللانهائية وأن كثيرًا منها ملفق ولا يخلو من الكذب، والذين رووا حديث السماح بذلك مالوا إلى التعقل والمنطق أكثر، وكذلك مع قلة المياه في عصرهم في شبه جزيرة العرب، فهم كانوا يعتمدون على الآبار الجوفية ولم يكن عندهم تحلية مياه وخزانات دول الخليج العربي للمياه لتزويد السكان كالتي توجد اليوم. وبالطبع لا توجد مشكلة طقسية ولا صحية في استعمال نفس الماء للاغتسال، لكن صحيًّا إذا لم يكن هذا بين الزوج وزوجته فقط، يعني استعمال عمومي، فقد يؤدي إلى انتقال أمراض جلدية ومعوية والتهابات عيون بسبب العدوى لاستعمال مجموعة كبيرة لنفس الماء، لكن لا علاقة لهذا لتحريم الحديث الخرافي لاستعمال الجنسين المختلفين الذكر والأنثى لنفس الماء، فهذا في حد ذاته لا ضرر فيه.

 

هل يتوضأ من مس العضو الذكري أم لا

 

روى أحمد:

 

(27293) 27836- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ : ذَاكَرَنِي مَرْوَانُ مَسَّ الذَّكَرِ ؟ فَقُلْتُ : لَيْسَ فِيهِ وُضُوءٌ ، فَقَالَ : إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ تُحَدِّثُ فِيهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولاً ، فَذَكَرَ الرَّسُولُ أَنَّهَا تُحَدِّثُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ. (6/406)

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مروانَ بنِ الحَكَم، فمن رجال البخاري، وغير بُسْرة، فقد روى لها أصحابُ السنن. وهذا الحديثُ وإن اختُلف في إسناده اختلافاً كثيراً كما سيرد، إلا أن إسناده محفوظ، وقد نبَّه على ذلك الحافظ في "أطراف المسند" 2/410، وقد صحَّحه الإمام أحمد، والترمذيُّ، وابن معين، والدارقطنيّ. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/163، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3228) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (500) من طريق إسماعيلَ ابن عُلَيَّة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالكٌ في "الموطأ" 1/42- ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/34 (بترتيب السندي) ، وفي "الأم" 1/15، وأبو داود (181) ، والنسائي 1/100، وفي "الكبرى" (159) ، وابن حبان (1112) ، والطبراني 24/ (496) ، وابن المنذر في "الأوسط" (89) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3230) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 28، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 202 و203، والبيهقي في "السنن" 1/128، وفي "معرفة السنن والآثار" 1/385، وفي "الخلافيات" (502) و (503) ، والبغوي في "شرح السنة" (165) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/186- عن عبد الله بن أبي بكر، أنه سمع عروة يقول: دخلتُ على مروانَ بنِ الحَكَم...

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 203 من طريق عبد الوهَّاب والوليد بن مسلم، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة، نحوه. دون ذكر مروان.

قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/185: والصحيح فيه عن مالك ما في "الموطأ".

وقد اختُلف فيه على عبد الله بن أبي بكر:

فاخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (499) من طريق عمرو بن الحارث، والدارمي (725) ، والطبراني 24/ (502) ، والدارقطني في "العلل" 5/204 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، به.

ورواه الضحَّاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، واختلف عليه فيه:

فرواه ابن أبي فُدَيك -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"، والطبراني في "الكبير" 24/ (501) - عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر، به.

ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي -فيما أخرجه الدارقطني 5/203- عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن عروة بن الزبير أنه دخل على أبيه وهو أمير المدينة، فذكروا ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة... دون ذكر مروان.

ورواه عبد العزيز بن أبي حازم -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (509) - عن الضحاك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه دخل على ابنه محمد وهو أمير المدينة، فسأله ما يجب منه الوضوء، فقال عروة: أخبرتني بُسْرة...

ورواه ابن لهيعة، واختلف عليه:

فرواه أبو يزيد النضر بن عبد الجبار -فيما أخرجه الدارقطني 5/203- عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرة.

ورواه سعيد بن عامر -فيما أخرجه الدارقطني 5/203-204- عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرة. فلم يذكر مروان.

ورواه عمر بن محمد بن زيد العمري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (498) ، والدارقطني 5/203- وسفيان الثوري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (497) ، والدارقطني 5/203- كلاهما عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسْرَة، دون ذكر مروان.

ورواه شعبة، واختُلف عليه:

فرواه الطيالسي -كما في "مسنده" (1657) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 204- عن شعبة، وقال: عن عبد الله أو محمد بن أبي بكر ابن عمرو بن حزم، عن عروة، أن مروان أرسل إلى بُسْرة...

ورواه سعيد بن سفيان الجحدري -فيما أخرجه الطبراني 24/ (503) - عن شعبة، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، سمعت عروة يقول: أرسل مروان إلى بسرة...

ورواه محمد بن جعفر -فيما أخرجه الدارقطني 5/204- عن شعبة، وقال: سمعت محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، قال: بعث مروان إلى بسرة...

قال ابن عبد البر في "التمهيد" 17/184: وليس الحديث لمحمد بن عمرو ابن حزم عند أحد من أهل العلم بالحديث، ولا رواه محمد بن عمرو بن حزم بوجه من الوجوه، ومحمد بن عمرو بن حزم لا يروي مثله عن عروة. ثم ذكر أن المحفوظ في هذا الحديث: عن عبد الله بن أبي بكر.

ورواه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف" (410) ، ومن طريقه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 209- عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، أن بُسْرَة بنتَ صفوان قالت: قلتُ: يا رسولَ الله، إحدانا تتوضَّأُ للصلاة، فتفرغ من وضوئها، ثم تُدخل يدها في درعها فتمسُّ فرجها، أيجب عليها الوضوء؟ قال: نعم، إذا مسَّتْ فَرْجَها، فلتُعِدْ الصلاةَ والوضوءَ. قال: وعبد الله بن عمرو جالس، فلم يُفزع ذلك عبد الله بن عمرو بعد.

ورواه عبد الله بن المؤمَّل -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3236) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75، والطبراني 24/ (484) ، والدارقطني 5/ورقة 208- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن بُسْرة...

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/245، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الله بن المؤمَّل، ضعفه أحمد ويحيى في رواية، ووثقه في أخرى، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ورواه ابن لهيعة -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 208-209- عن عمرو بن شعيب، أن سعيد بن المسيب حدثه، أن بنت صفوان إحدى نساء بني كنانة خالة مروان بن الحكم...وسيرد بالأحاديث الثلاثة بعده. وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7076) ، وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث أم حبيبة عند ابن ماجه (481) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/159.

 

قلنا: وقد سلف حديث طلق برقم (16286) وفيه أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيتوضأ أحدنا إذا مسَّ ذكره، فقال: إنما هو بضعة منك، وهو حديث قوي.

قال الترمذي بإثر الحديث (85) : وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك، وهذا الحديث -يعني حديث طلق- أحسن شيء روي في هذا الباب.

قلنا: والجمع بين الحديثين ممكن بأن يُحمل الأمر بالوضوء في حديث بُسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهبُ الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة 1/22: باب استحباب الوضوء  من مسِّ الذكر، وذكر الحديث، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مسِّ الذكر استحباباً ولا أوجبه.

وانظر "نصب الراية" 1/63.

[وعند الترمذي والنسائي في المجتبى في كتاب الوضوء بكلٍّ منهما باب الوضوء من مس الذكر. وباب ترك الوضوء من مس الذكر.]

 

(27296) 27838م- قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : ذَكَرَ مَرْوَانُ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّهُ يُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ إِذَا أَفْضَى إِلَيْهِ الرَّجُلُ بِيَدِهِ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : لاَ وُضُوءَ عَلَى مَنْ مَسَّهُ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ : أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيُتَوَضَّأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ ، قَالَ عُرْوَةُ : فَلَمْ أَزَلْ أُمَارِي مَرْوَانَ حَتَّى دَعَا رَجُلاً مِنْ حَرَسِهِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى بُسْرَةَ يَسْأَلُهَا عَمَّا حَدَّثَتْ مِنْ ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بُسْرَةُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهَا مَرْوَانُ. (6/407)

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها أصحاب السنن، ثم إنه قد اختُلف فيه على الزُّهري، كما سيرد. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206، والبيهقي في "السنن" 1/129، وفي "الخلافيات" (504) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/100-101 حديث (164)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3222) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (493) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/188 من طرق عن شعيب، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/72، والطبراني في "الكبير"24/ (490) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 205 من طريق الليث، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3227) ، والطبراني 24/ (494) ، والدارقطني 5/ورقة 204 من طريق يونس، وابنُ أبي عاصم (3223) ، والطبراني 24/ (495) من طريق ابن أبي ذئب، والطبرانيُّ 24/ (492) ، والدارقطنيُّ في "العلل" 5/ورقة 205 من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والدارقطنيُّ 5/ورقة 205، والبيهقي في "السنن" 1/132، وفي "الخلافيات" (505) من طريق عُقيل، والدارقطني 5/ورقة 205 و206 من طريق سلامة بنِ عُقيل وعبيدِ الله بنِ أبي زياد وسيَّار بنِ عقيل بن هبيرة الحضرمي ويزيد بنِ تميم، كلُّهم عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، به. قال البيهقي عند رواية عُقيل: هذا هو الصحيح من حديث الزهري.

ورواه إسحاق بن راشد، عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فأخرجه ابن أبي عاصم (3221) عن محمد بن علي بن ميمون، عن عمرو ابن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو بن عثمان، وقال: عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، أن عروة حدثه، أن مروان ذكر أن بسرة بنت صفوان...

وأخرجه الطبراني 24/ (489) عن أبي زرعة الدمشقي، عن عمرو بن عثمان، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن أبي بكر محمد بن عمرو ابن حزم، أن عروة حدَّثه، أن مروان ذكر أن بُسْرَة... فسقط منه اسم الزُّهري.

وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 17/188-189 من طريق محمد ابن إسماعيل، عن عمرو بن قُسَيْط، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر...

ورواه معمر عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق (411) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/71، والطبراني في "الكبير" 24/ (485) ، والدارقطني 5/206، وابن حزم في "المحلى" 1/235- عن معمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَة.

ورواه سعيد بن أبي عروبة -فيما أخرجه النسائي 1/216 (وتحرف في المطبوع إلى: شعبة) ، والطبراني في "الصغير" (1113) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206، والبيهقي في "الخلافيات" (506) - وأبو عمرة -فيما أخرجه الدارقطني 5/206- كلاهما عن معمر، عن الزُّهْرِي، عن عروة، عن بُسْرة.

ورواه محمد بن عمر الواقدي -فيما أخرجه ابن سعد 8/245- وعبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3224) - كلاهما عن  مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.

ورواه عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3225) - عن مَعْمَر، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.

ورواه الأوزاعي عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الملك بن محمد -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3223) - عن الأوزاعي، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.

ورواه القرقساني -فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (507) - عن الأوزاعي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بسرة.

ورواه أبو المغيرة -فيما أخرجه الدارمي (724) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 206- وبشر بن بكر -فيما أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/72- والوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3220) ، والطبراني 24/ (488) - ويحيى بن عبد الله البابلتي- فيما أخرجه الطبراني 24/ (487) - والوليد بن مزيد- فيما أخرجه البيهقي في "الخلافيات" (508) - وعبد الحميد ابن حبيب- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 17/187-188- كلهم عن الأوزاعي، عن الزهري، وقال: عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة.

ورواه عبد الرحمن بن نمر اليحصبي، عن الزهري، واختلف عليه فيه:

فرواه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم -فيما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3231) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (486) ، وابن عدي 4/1602، والبيهقي في "السنن" 1/132- عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، عن عروة، عن مروان، عن بسرة، وليس فيه ذكر عبد الله بن أبي بكر.

ورواه عبد الله بن أحمد بن ذكوان -فيما أخرجه ابن حبان (1117) - عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن الزُّهري، عن عروة، عن بسوة... فأسقط عبدَ الله بن أبي بكر ومروان.

ورواه أبو موسى الأنصاري -فيما أخرجه البيهقي في "السنن" 1/132- عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بُسْرَه.

ورواه ابن أخي الزُّهري -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والخطيب في "تاريخه" 9/331-332- عن عمه الزهري، عن عروة، أنه سمع بُسْرَه بنت صفوان... وقال الدارقطني: وهم في قوله، لأن الزهري إنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر، عن عروة.

ورواه ابن جريج، عن الزُّهري، واختلف عليه فيه:

فرواه عبد الرزاق -كما في "المصنف" (412) - عن ابن جريج، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، أنه كان يحدث عن بُسْرَة بنت صفوان، عن زيد بن خالد.

ورواه عبد الرزاق -فيما أخرجه ابن أبي عاصم (3226) ، والطبراني 24/491، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات" (540) - عن ابن جريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن بُسرة، أو زيد بن خالد، على الشكّ.

ورواه سلمةُ بنُ شيب عن عبد الرزاق أيضاً -فيما أخرجه الدارقطني 5/ورقة 207- عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -زاد سلمة: وثم يسمع ذلك منه- عن بُسْرَة وزيد بن خالد الجهني... دون شك.

ورواه محمد بن بكر البُرْساني -فيما أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 1/390، وفي "الخلافيات " (539) - عن ابن جُرَيْج، عن الزُّهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم أسمعه منه- أنه كان يحدث عن بسرة  وعن زيد بن خالد الجهني... وصحح إسناده، وتحرف اسم محمد بن بكر في مطبوع "الخلافيات" إلى: محمد بن بكير.

ورواه مخلد بن يزيد -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207، والبيهقي في "الخلافيات" (538) - عن ابن جُريج، عن الزُّهري، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، كان يحدث عن بسرة، أو عن زيد بن خالد.

ورواه حميد المصيصي ويوسف بن سعيد، عن حجاج -فيما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 207- قال: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة -ولم يسمع ذلك منه- أنه كان يحدث عن بسرة أو عن زيد بن خالد... وقال: قوله: لم يسمع ذلك منه، يعني لم يسمع ذلك الزهري من عروة.

ورواه المصيصي أيضاً -فيما أخرجه ابن عدي 1/196، والبيهقي في "الخلافيات" (537) - عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وزيد بن خالد.

قال ابن عدي: وهذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد، ومن حديث ابن جريج عن الزهري، غير محفوظ.

وقال البيهقي: أخطأ فيه هذا المِصِّيصي حيث قال: عن عائشة، وإنما هو: عن بُسْرة.

قلنا: وحديث محمد بن إسحاق سلف برقم (21689) ، وهو غير محفوظ أيضاً، فيما قال البخاري، كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/156، وقال الحافظ في "أطراف المسند" 2/410: المحفوظ حديث عروة، عن بسرة، أو عن مروان عن بسرة.

وقد سلف بالأحاديث الثلاثة قبله.

 

(27294) 27837- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَعَ أَبِيهِ يُحَدِّثُ ، أَنَّ مَرْوَانَ أَخْبَرَهُ ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولاً وَأَنَا حَاضِرٌ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، فَجَاءَ مِنْ عِنْدِهَا بِذَاكَ. (6/406)

 

(27295) 27838- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلاَ يُصَلِّ حَتَّى يَتَوَضَّأَ. (6/407)

 

21689 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عيَّاش وإن كان في روايته عن غير أهل بلده كلام، متابع، ويعقوب بن خالد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله ترجمة في "التعجيل" (1198) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح . يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو صالح السَّمَّان: اسمه ذكوان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5248) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (5247) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبي صالح السمان، عن زيد ابن خالد . وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ . وفي الباب عن أبي هريرة سلف برقم (7904) ، وانظر تتمة شواهده هناك .

 

7076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ " (2)

 

(1) "لي": ليست في (م) .

(2) إسناده حسن، بقية -وهو ابن الوليد- صرح بالتحديث كما سيأتي، عبد الجبار بن حمد: ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 254، والحافظ في "التعجيل" 243، 244، فقالا: عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد (في "الإكمال ": عبد الرحمن، وهو خطأ) الخطابي العدوي، يروي عن ابن عيينة، وبقية، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعنه أحمد وغيره، مات سنة 238، ثم قال الحافظ ابن حجر: وعبد الجبار هذا يعرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره ابن حبان في "الثقات" [8/418] في الطبقة الرابعة، وروى عنه أيضاً يحيى بن يعقوب، والعلاء بن سالم، ومسعر. ذكره ابن أبي حاتم. قلنا: لم نجده عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (19) ، والدارقطني 1/147، والبيهقي في "السنن" 1/132 من طريق أحمد بن الفرج، والحازمي في "الاعتبار" ص 42 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن بقية، قال: حدثني الزبيدي، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهكذا رواه عبد الله بن المؤمل، عن عمرو (يعني ابن شعيب) ، ورُوي من وجه آخر عن عمرو. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/132 من طريق إدريس بن سليمان، عن حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب. قال البيهقي: فذكره بإسناده ومعناه. ونقل الحازمي عن الترمذي في "العلل" أن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/245، وقال: رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد، وقد عنعن، وهو مدلس. وله شاهد من حديث بسرة بنت صفوان بإسناد صحيح عند مالك في "الموطأ" 1/42، والشافعي في "المسند" 1/34، وأبي داود (181) ، والترمذي (82) ، وابن حبان (1112) ، وسيرد 6/406، 407. وآخر من حديث أبي هريرة، هو عند الشافعي في "الأم" 1/19، وابن حبان (1118) بإسناد ضعيف، سيرد (8404) و (8405). وثالث من حديث زيد بن خالد، سيرد 5/194 حديث (21689)، وسنده حسن.

ويعارضه حديثُ طلق بن علي، قال: سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مس الذكر، فقال: "ما هو إلا بضعة من جسدك"، وسيرد 4/23 بإسناد قوي.

وقد ذهب بعضُهم إلى أن خبر طلق بن علي خبر منسوخٌ ، وذهب بعضهم إلى غير ذلك، والأولى أن يعمل بالحديثين بأن يحمل الأمرُ بالوضوء في حديث عبد الله بن عمرو وبُسْرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلْق كما هو مذهب الحنفية، وجاء في "صحيح ابن خزيمة" 1/22: باب استحباب الوضوء من مس الذكر، وذكر حديث بسرة، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مس الذكر استحباباً ولا أوجبه. ثم أسند عن الإمام أحمد بن حنبل قوله في الوضوء من مس الذكر: أستحبه ولا أوجبه. وانظر "نصب الراية" 1/54-70، و"الاعتبار" للحازمي ص 39-46، و"البناية في شرح الهداية" 1/235-243.

 

وعلى النقيض روى النسائي في المجتبى:

 

165 - أخبرنا هناد عن ملازم قال حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال: خرجنا وفدًا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه فلما قضى الصلاة جاء رجل كأنه بدوي فقال يا رسول الله ما ترى في رجل مس ذكره في الصلاة قال وهل هو إلا مضغة منك أو بضعة منك

 

قال الألباني: صحيح

 

ورواه أبو داوود:

 

85 - حدثنا هناد حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق بن علي [ هو ] الحنفي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهل هو إلا مضغة منه ؟ أو بضعة منه ؟

[ قال ] وفي الباب عن أبي أمامة قال أبو عيسى وقد روى عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر وهو قول أهل الكوفة و ابن المبارك وهذا الحديث أحسن شيء روى في هذا الباب وقد روى هذا الحديث أيوب عن عتبة و محمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه وقد تكلم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر و أيوب بن عتبة وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر أصح وأحسن

 

قال الألباني: صحيح

 

وروى أحمد:

 

16286 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ بَضْعَةٌ مِنْكَ أَوْ جَسَدِكَ "

 

حديث حسن، أيوب بن عُتْبة: وهو اليمامي- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وقيس بن طلق، مختلف فيه، حسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه في الرواية رقم (16285) . وحماد بن خالد: هو الخياط، روى له مسلم وأصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (596) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1096) ، والبغوي في "الجعديات" (3335) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75-76، وابن عدي في "الكامل" 1/344، وابن الجوزي (596) من طرق عن أيوب بن عتبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/165، وأبو داود (182) ، والترمذي (85) ، والنسائي في "المجتبى" 1/103، وفي "الكبرى" (162) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1675) ، وابن الجارود في "المنتقى" (21) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/75-76، وابن حبان (1119) و (1120) ، والطبراني  في "الكبير" (8243) ، والدارقطني 1/149، والبيهقي في "السنن" 1/134 من طريق عبد الله بن بدر، وابن حبان (1121) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن قيس بن طلق، به.

قال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعض التابعين: أنهم لم يَرَوْا الوضوء من مسِّ الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك. وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب.   وسيأتي برقم (16292) و (16295) ، وانظر ما يعارضه من حديث بسرة بنت صفوان 6/406.

قال السندي: قوله: "بضعة"، بفتح الباء وقد تكسر: أي قطعة، وفيه تعليل لعدم انتقاض الوضوء بمسِّ الذكر بعلة دائمة، والأصل دوام المعلول بدوام العلة، فهذا الحديث يؤيد بقاء هذا الحكم.

 

16292 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَسِسْتُ ذَكَرِي أَوِ الرَّجُلُ يَمَسُّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ ؟ قَالَ: " لَا إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ "

 

حديث حسن، محمد بن جابر: هو ابن سيار- وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وقيس بن طلق، سلف الكلام عليه في الرواية (16285) ، وموسى بن داود: هو الضَّبِّي. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (597) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (426) ، وابن ماجه (483) ، وابن الجارود في "المنتقى" (20) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"، 1/75، والدارقطني 1/149، وأبو نعيم في "الحلية" 7/103، وفي "تاريخ أصبهان" 2/352، وابن الجوزي (599) من طرق عن محمد بن جابر، به. وقد سلف برقم (16286) .

 

16295 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَتَوَضَّأُ أَحَدُنَا إِذَا مَسَّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ: " هَلْ هُوَ إِلَّا مِنْكَ، أَوْ بَضْعَةٌ مِنْكَ ؟ "

 

حديث حسن، وهو مكرر (16292) إلا أن شيخ أحمد هنا هو قُرَّان ابن تمام الأسدي الوالبي.

 

لا شك أن الحديث الثاني هو الأكثر منطقية، إذا مس شخصٌ عضوه التناسلي وهو متعرِّق فإنه يكفيه غسل يده فقط، فما علاقة اليد بعمل وضوء للذراعين ومضمضة الفم واستنثار الأنف وتنظيف الأذن وغسل أو مسح الشعر والرجلين، هذا هوس لا شك فيه وانعدام منطق.

 

هل يتشدد في الحذر من البول أثناء التبول واقفًا أم لا (بالنسبة للرجال)

 

يتشدد

 

روى أحمد:

 

(17758) 17910- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ ، قَالَ : فَوَضَعَهَا ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَبَالَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : وَيْحَكَ أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ ، فَنَهَاهُمْ ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ.(4/196).

 

إسناده صحيح، وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/328: حديث صحيح، صححه الدارقطني وغيره. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122، وابن ماجه (346) ، والنسائي 1/26-28، وأبو يعلى (932) ، وابن حبان (3127) ، والحاكم 1/184 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (882) ، وأبو داود (22) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/284، وابن الجارود (131) ، وابن المنذر في "الأوسط" 1/337، والحاكم 1/184، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (130) من طرق عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (17760). وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، وسيأتي 4/396.

قال السندي: قوله: "كهيئة الدَّرَقة" بفتحتين وقاف: ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عصب، والمراد: في يده شيء على هيئة الدَّرَقة.

 

(17760) 17912- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، جَالِسَيْنِ ، قَالَ : فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ دَرَقَةٌ ، أَوْ شِبْهُهَا فَاسْتَتَرَ بِهَا فَبَالَ جَالِسًا ، قَالَ : فَقُلْنَا أَيَبُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ ؟ قَالَ : فَجَاءَنَا فَقَالَ : أَوَمَا عَلِمْتُمْ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا أَصَابَهُ الشَّيْءُ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضَهُ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ.(4/196).

 

إسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/375-376 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (17758).

 

كلام غير منطقي، لا يوجد تشريع كهذا في أي ديانة، ولا يوجد في كل تراث اليهودية تعليم مجنون كهذا، بتمزيق جلد ولحم الشخص بنفسه، لا في كتاب اليهودية التاناخ (الكتاب المقدس) ولا في التلمودين البابلي والفلسطيني ولا أي مراجع هالاخية تشريعية ولا هاجادية وعظية أخرى من المدراشيم، ولو أوصى مؤسس ديانة بشيء كهذا لما اتبعه وأطاعه أحد من الأساس، لأنه يخالف مبدأ غريزي هو تجنب الأذى والألم عند الكائن الحي ومنه الإنسان.

 

لا يتشدد

 

روى البخاري:

226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ وَيَقُولُ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لَيْتَهُ أَمْسَكَ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا

 

وروى مسلم:

 

[ 273 ] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا أبو خيثمة عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فقال أدنه فدنوت حتى قمت عند عقبيه فتوضأ فمسح على خفيه

 

 [ 273 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال كان أبو موسى يشدد في البول ويبول في قارورة ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه بالمقاريض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا التشديد فلقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سباطة خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ

 

رواه أحمد 23422 و23241 و23248

 

المسلمون يكونون محجلين كالأحصنة العربية يوم القيامة حسب الأساطير

 

روى البخاري:


136 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ

 

وروى مسلم:

[ 246 ] حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد قالوا حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري عن نعيم بن عبد الله المجمر قال رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله

 

لا أدري لكن عن نفسي لا تستهويني فكرة وتصور كهذا، أحب نفسي بدون خطوط كالأحصنة!

 

اعتقادهم أن الله المزعوم يمكن استمالته أو جعله يتحيز لفئة معينة كأنه كان سيكون لديه أسباب بشرية للتحيز

 

روى أحمد:

 

1997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَمْلاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ، إِلَى شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَخُو أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: " رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا ، إِلَيْكَ مُخْبِتًا ، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي "

 

إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طليق بن قيس، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق المرادي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المعروف بالمكَتب، وهو بمعنى المعلم يعلم الكتابة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (665) ، وأبو داود (1511) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (384) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (607) ، وابن حبان (948) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/280-281، وعبد بن حميد (717) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (664) ، وأبو داود (1510) ، وابن ماجه (3830) ، والترمذي (3551) ، وابن حبان (947) ، والطبراني في "الدعاء" (1411) ، والحاكم 1/519-520، والبغوي (1375) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1412) من طريق أحمد بن أبان القرشي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، به.

مُخبتاً: أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً. وقوله: "أواهاً"، الأواه: المتأوه المتضرع.

والحَوْبة. الإثم. والسخِيمة: الحقد في النفس.

 

وروى البخاري:

 

6502 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ

 

لو أني إله فلن يكون لدي ما يدفعني للتحيز لمجرد اختلاف أديان بل للحق فقط، ولكنت لن أجعل هناك ظلمًا واضطرابات وخللًا من الأصل. كثيرون من ناقدي اللاهوت شرقًا وغربًا سخروا من فكرة اللاهوت البدائي هذه عن إمكانية استمالة ورشوة إله مزعوم ليدعم فريقًا وطرفًا معينًا ويتحيز له. وهو تصور البشر الخرافي وأحلامهم ويوجد حتى اليوم حتى عند البدائيين في أفريقيا والسكان الأصليين لأستراليا والجزر العجيبة في العالم وغيرها.

 

ومع ذلك لم يخترع الله الأنسرماشين (جهاز الرد الآلي)!

 

روى مسلم:

 

[ 395 ] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا سفيان بن عيينة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد { الحمد لله رب العالمين }  قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال { مالك يوم الدين }  قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال { إياك نعبد وإياك نستعين }  قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }  قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال سفيان حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه

 

ورواه أحمد 7836 وعبد الرزاق 2767

 

على هذا فالله بهذا الحديث صار خادمًا شقيًّا ليل نهار للبشرية بلا راحة، يجيب على الأقل عن ملايين المسلمين السذج المخدوعين بخرافة الدين كما يزعمون، هذا غير وظيفته المزعومة في إدارة كون غير محدود، فلماذا لم يفكر في اختراع الأنسر ماشين Answer Machine؟! وحتى لو كان لم ينل فضل اختراعه فيمكنه الحصول عليه!

 

تخدير الضمائر بخرافة وجود "روليت" أو نوع من القمار للغفران الإلهي، كسحب يانصيب

 

روى البخاري:

 

780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ آمِينَ

781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ آمِينَ وَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ آمِينَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

وروى مسلم:

 

[ 409 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

[ 410 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آمين

   

 [ 410 ] حدثني حرملة بن يحيى حدثني بن وهب أخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

 [ 410 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

وانظر أحمد 7660 و7187 و8122

 

وهذا أحد أسخف الأحاديث في الحقيقة، فمن غير المعقول أن الله سيكون يعمل بطريقة دعاية محلات كارفور، بل لو كان هناك كائن خرافي كهذا فهو يجازي كل بحسب أفعاله الصالحة، وإحساناته، لا بسحب يانصيب وشيك غفران على بياض.

 

عدم النص على القمح ضمن زكاة الفطر بعد رمضان

 

روى مسلم:

 

[ 985 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود يعني بن قيس عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فكان فيما كلم به الناس أن قال إني أرى أن مدين من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر فأخذ الناس بذلك قال أبو سعيد فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه أبدا ما عشت

 

 [ 985 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية قال أخبرني عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا نخرج زكاة الفطر ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا عن كل صغير وكبير حر ومملوك من ثلاثة أصناف صاعا من تمر صاعا من أقط صاعا من شعير فلم نزل نخرجه كذلك حتى كان معاوية فرأى أن مدين من بر تعدل صاعا من تمر قال أبو سعيد فأما أنا فلا أزال أخرجه كذلك

 

[ 984 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة رمضان على الحر والعبد والذكر والأنثى صاعا من تمر أو صاعا من شعير قال فعدل الناس به نصف صاع من بر

 

 [ 984 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن نافع أن عبد الله بن عمر قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير قال بن عمر فجعل الناس عدله مدين من حنطة

 

[ 984 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين

 

[ 984 ] حدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له قال حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل عبد أو حر صغير أو كبير

   

[ 984 ] وحدثنا محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك أخبرنا الضحاك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين حر أو عبد أو رجل أو امرأة صغير أو كبير صاعا من تمر أو صاعا من شعير

 

 [ 985 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب

[ 985 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج زكاة الفطر من ثلاثة أصناف الأقط والتمر والشعير

 

وروى البخاري:

 

1507 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ

 

1508 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ يَزِيدَ الْعَدَنِيَّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَتْ السَّمْرَاءُ قَالَ أُرَى مُدًّا مِنْ هَذَا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ

 

1510 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ وَالتَّمْرُ

 

1511 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ أَوْ قَالَ رَمَضَانَ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِي التَّمْرَ فَأَعْوَزَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ التَّمْرِ فَأَعْطَى شَعِيرًا فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ يُعْطِي عَنْ بَنِيَّ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ

 

وروى أحمد:

11698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ، جَاءَتِ السَّمْرَاءُ، فَرَأَى أَنَّ مُدًّا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5780) .

وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (1505) و (1508) ، والترمذي (673) ، والنسائي في "المجتبى" 5/51، وفي "الكبرى" (2291) ، والدارمي 1/393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/41، وفي "شرح مشكل الآثار" (3399) ، والبيهقي 4/164 من طرق عن سفيان، به. وعندهم زيادة: "أو صاعاً من طعام" .

وستأتي برقم (11932) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون من كل شيء صاعاً، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: من كل شيء

صاع إلا من البر، فإنه يجزىء نصف صاع، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك، وأهل الكوفة يرون نصف صاع من بُر.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/284، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/251-252 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1506) ، ومسلم (985) (17) ، والدارمي 1/393، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/42، وفي "شرح مشكل الآثار" (3400) ، والبيهقي 4/164، والبغوي (1595) ، عن زيد بن أسلم، به.

وفيه الزيادة السالفة.

وبنحوه أخرجه البخاري (1510) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/42، وفي "شرح مشكل الآثار" (3404) ، من طرق عن زيد بن أسلم، به.

وأخرجه الطيالسي (2226) عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد قال: كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صاعاً صاعاً، وإن كان طعامهم يومئذٍ التمر والزبيب.

وقال أبو داود عقب الحديث رقم (1617) . وقد ذكر معاوية بن هشام في هذا الحديث عن الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عياض، عن أبي سعيد: "نصف صاع من بر" ، وهو وهم من معاوية بن هشام، أو ممن رواه عنه.

وقد سلف برقم (11182) ويأتي (11932) و(11933) و(4486).

 

وروى ابن خزيمة في صحيحه:

 

2406 - حدثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر قال: لم تكن الصدقة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا التمر و الزبيب و الشعير ولم تكن الحنطة

 

قال الألباني: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأبلي ذكره ابن حبان في الثقات وأثنى عليه أبو داود وروى عنه هو وغيره من الحفاظ

 

القمح ويُعرَف كذلك في اللغة العربية بالحنطة والسمراء والبُرّ محصول أساسي لكل شعوب العالم تقريبًا وخصوصًا في العصر الحالي مع تقدم العلم ووسائل المواصلات والتعبئة والتجارة والميكانيكا وخلافه، لو أن محمدًا كان نبيًّا حقًّا لكان من البديهي أنه لن يُغفل مادة غذائية مهمة وحيوية كهذه من قائمة الصدقات والزكوات وبنودها من الخاصة بعيد الفطر الإسلامي، لكن محمدًا ودينه كانا ابني زمنهما وظروفهما ومحدودين بها، فلا توجد إلهية ووحي إلهي كالذي يزعمونه أو نظرة إلى مستقبل أو دول ومجتمعات وظروف أخرى، كان العرب يعتبر خبزهم هو التمر وخبز الشعير والزبيب، لأن القمح كان يحتاج تربة طينية خصبة وماء وفيرًا، وكان استعمالهم لخبز القمح قليلًا، ولم تكن حياتهم تقدمت كما كانت ستتقدم لاحقًا بحلول عصر الفتوحات والخلافات الإسلامية الحاكمة للأقاليم المحتلة. ونجد في الأحاديث تخشب بعضهم والاستمرار في ممارسة حرفية لسنة محمد العقيمة، أيهما أفضل وأفيد أن أعطي الفقير خبزًا وقمحًا (وربما بمقاييس منتجات عصرنا سنضيف كذلك مكرونة كسلعة قمح مجفف جيدة وأرُزًا) أم أن أعطيه تمرًا وزبيبًا وشعيرًا؟!

 

وقد حاول أحدهم تلفيق حديث كعادتهم في محاولة إضفاء غطاء شرعي على آرائهم واجتهاداتهم التي اختلفوا فيها، فروى أحمد:

 

23664 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ نُعْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ عَنْ أبيه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ بُرٍّ، وَشَكَّ حَمَّادٌ، عَنْ كُلِّ اثْنَيْنِ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ، غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، أَمَّا غَنِيُّكُمْ فَيُزَكِّيهِ اللهُ، وَأَمَّا فَقِيرُكُمْ، فَيُرَدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْطِي "

 

إسناده ضعيف لضعف نعمان بن راشد وسوء حفظه، وللاختلاف الذي وقع فيه على الزهري كما سيأتي بيانه، وقد ضعَّفه الإمام أحمد وابن عبد البر كما في "نصب الراية" للزيلعي 2/409.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3410) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/122 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1619) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/253، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/45، وفي "شرح المشكل" (3411) ، وابن قانع 1/122، والدارقطني في "سننه" 2/147-148 و148-149، والبيهقي 4/167، وابن الأثير فى "أسد الغابة" 1/289 من طرق عن حماد بن زيد، به.

وقد انفرد نعمان بن راشد في هذا الحديث بإيجاب صدقة الفطر على الغني والفقير، فقد رواه دون هذا الحرف بكرُ بن وائل الكوفي -وهو صدوق لا بأس به- عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة عن أبيه، أخرجه البخاري في "تاريخه" 5/36، وأبو داود (1620) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (629) ، وابن خزيمة (2410) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3412) و (3413) ، وابن قانع 1/122، والطبراني في "الكبير" (1389) ، والحاكم 3/279، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1367) ، وابن الأثير 1/288. وذكر أبو نعيم بإثره طريق بحر السقاء عن الزهري مثله، وبحر ضعيف.

وخالف سفيان بن عيينة عند الدراقطني 2/148، فرواه عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن أبي هريرة روايةً -أي: مرفوعاً- أنه قال: "زكاة الفطر على الغني والفقير" ثم قال -أي: سفيان-: أُخبِرت عن الزهري. فهذا يضعف الإسناد، والراوي عن سفيان عنده هو نعيم بن حماد، وهو ليس بذاك.

قلنا: لكنه قد صَحَّ عن أبي هريرة موقوفاً، فقد رواه معمر عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو حديث النعمان بن راشد عن الزهري الذي خرَّجه المصنف هنا، وقد سلف حديث أبي هريرة برقم (7724) ، ورجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد روي نحوه -دون إيجاب الصدقة على الغني والفقير- من غير وجه عن الزهري عن سعيد بن المسيب وغيره مرسلاً. انظر "مصنف" ابن أبي شيبة 3/170-171، و"شرح معاني الآثار" 2/45 و46، و"سنن البيهقي" 4/169.

قلنا: وقد جاء في "الصحيحين" وغيرهما عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري ما يفيد أن إخراج مُدَّين من الحنطة عن كل رأسٍ في صدقة الفطر لم يكن على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل أحدثه الناس بعده، انظر "المسند" (4486) و (11182) و (11698) .

قال البيهقي في "السنن" 4/170: وقد وردت أخبار عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صاع من بُرٍّ، ووردت أخبار في نصف صاع، ولا يصحُّ شيء من ذلك، قد بيَّنت عِلَّة كل واحد منها في "الخلافيات".

وقال ابن المنذر كما في "فتح الباري" 3/374: لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعتَمد عليه، ولم يكن البُرُّ بالمدينة ذلك الوقت إلا الشيءَ اليسير منه، فلما كَثُر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاع منه يقوم مقام صاعٍ من شعير، وهم الأئمة ..

 

الحديث مناقض لصريح نص الصحيحين والروايات الصحيحة في مسند أحمد وغيره لذلك اعترفوا ببطلان وتلفيق ووضع هذا الحديث، فأي جرأة كانت عند هذه الأمة على رسولها المزعوم لدرجة أنهم جعلوه لعبة في أيديهم بدون أي احترام له عند الكثير منهم!

رؤيا عين وعنزة إن طارت!

 

كنت كتبت عن خرافة إسراء ومعراج محمد في باب (التناقضات القرآنية) ولو أنه يعتبر من باب التناقضات بين القرآن والأحاديث:

 

.... الأحاديث مليئة بالتناقضات، فرغم نص القرآن بوضوح على أن الإسراء رؤيا بالألف المد يعني منام في النوم، وليس سفرًا حقيقيًّا، بل رحلة بالروح حسب زعم محمد، ادعى بعضهم أنها حسب قولهم "رؤيا عين"، على طريقة عنزة ولو طارت، وثور فاحلبوه!

 

روى البخاري:

 

3888 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ } قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ { وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ } قَالَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ

 

بعض الأحاديث قالت أنه منام:

 

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا فَقَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مَعِيَ مُحَمَّدٌ قَالَ وَقَدْ بُعِثَ قَالَ نَعَمْ قَالُوا فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ فَقَالَ مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ قَالَ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالُوا مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظْ اسْمَهُ وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ فَقَالَ مُوسَى رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ثُمَّ احْتَبَسَهُ مُوسَى عِنْدَ الْخَمْسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمِي عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَضَعُفُوا فَتَرَكُوهُ فَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا وَقُلُوبًا وَأَبْدَانًا وَأَبْصَارًا وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ كُلَّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ وَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ أُمَّتِي ضُعَفَاءُ أَجْسَادُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ وَأَسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا فَقَالَ الْجَبَّارُ يَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قَالَ إِنَّهُ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ قَالَ فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ كَيْفَ فَعَلْتَ فَقَالَ خَفَّفَ عَنَّا أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا قَالَ مُوسَى قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ فَتَرَكُوهُ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُوسَى قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي مِمَّا اخْتَلَفْتُ إِلَيْهِ قَالَ فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ قَالَ وَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ

وأشار مسلم لهذا الحديث:

 

[ 162 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب قال أخبرني سليمان وهو بن بلال قال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام وساق الحديث بقصته نحو حديث ثابت البناني وقدم فيه شيئا وأخر وزاد ونقص

 

وروى ابن إسحاق في السيرة لابن هشام، ج2:

 

قال ابن إسحاق: حدثني بعض آل أبي بكر: أن عائشة زوج النبيّ ص كانت تقول: ما فُقِدَ جسدُ رسول الله ص، ولكن الله أسر بروحه.

 

ولكره من ذهبوا إلى جعل الرؤيا ليست رؤيا بل سفرٌ حقيقيٌّ أعلُّوا هذا الحديث ورفضوه مع كونه في البخاري، كابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء وكمسلم في صحيحه وغيرهما، وفيه أن في السماء السابعة موسى.

 

وبعضها قال بأنه رحلة وسفر حقيقيّ بالجسد

 

روى البخاري:

 

3887 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحِجْرِ مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا فَغُسِلَ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيدَ ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ قَالَ أَنَسٌ نَعَمْ يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا فِيهَا آدَمُ فَقَالَ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ قَالَ هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا فَسَلَّمْتُ فَرَدَّا ثُمَّ قَالَا مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ قَالَ هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ قَالَ هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ قَالَ هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ فَاسْتَفْتَحَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى قَالَ هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى قِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ قَالَ أَبْكِي لِأَنَّ غُلَامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ هَذَا أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ قَالَ مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَيَّ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ فَقُلْتُ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى..إلخ

ورواه أحمد (17835) 17989

 

روى مسلم:

 

[ 162 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عز وجل { ورفعناه مكانا عليا }  ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم..إلخ

 

ورواه أحمد (12505) 12533

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

3546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ حَسَنٌ أَبُو زَيْدٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ نَاسٌ، قَالَ حَسَنٌ: نَحْنُ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ ؟ - فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ‍‍‍‍، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا ، وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ، لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ ...إلخ

 

إسناده صحيح كسابقه، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/26. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول. وأخرجه أبو يعلى (2720) عن زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 408 من طريق أبي النعمان، عن ثابت بن يزيد، به. وأخرجه من أوله إلي قوله: "فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل" النسائي في "الكبرى" (11283) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به.

 

السبع المثاني ليست سورة الفاتحة

 

روى البخاري:

 

بَاب قَوْلِهِ { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }


4703 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي فَقُلْتُ كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } ثُمَّ قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ فَذَكَّرْتُهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ

 

وصف الفاتحة بأنها السبع المثاني مناقض للتفسير الأصح الأسلم الوارد بكتب التفسير كالطبري وابن كثير بأن السبع المثاني هي السور التي تتخطى المئتي آية ومن لفق هذا الحديث أو على الأقل أضاف آخر جملة له والتي فيها اعتبار الفاتحة هي السبع المثاني إنما يدل على جهله وتخبطه في معنى السبع المثاني، فلا يوجد شيء مثنى أو مكرر في سورة الفاتحة. وقال ابن كثير في تفسير سورة الحجر: 87

 

وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي السَّبْعِ الْمَثَانِي: مَا هِيَ؟

فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَالضَّحَّاكُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: هِيَ السَّبْعُ الطُّوَل. يَعْنُونَ: الْبَقَرَةُ، وَآلُ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءُ، وَالْمَائِدَةُ، وَالْأَنْعَامُ، وَالْأَعْرَافُ، وَيُونُسَ، نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ.

وَقَالَ سَعِيدٌ: بيَّن (4) فِيهِنَّ الْفَرَائِضَ، وَالْحُدُودَ، وَالْقَصَصَ، وَالْأَحْكَامَ.

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيَّنَ (5) الْأَمْثَالَ والخَبَر والعِبَر (6)

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: {الْمَثَانِي} الْمُثَنَّى: (7) الْبَقَرَةُ، وَآلُ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءُ، وَالْمَائِدَةُ، وَالْأَنْعَامُ، وَالْأَعْرَافُ، وَالْأَنْفَالُ وَبَرَاءَةُ (8) سُورَةٌ وَاحِدَةٌ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يُعْطهن أَحَدٌ إِلَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،....إلخ

 

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ السَّبْعُ الطُوَل. وَيُقَالُ: هِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ.

وَقَالَ خَصِيف، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} قَالَ: أَعْطَيْتُكَ سَبْعَةَ أَجْزَاءٍ: آمُرُ، وَأَنْهَى، وَأُبَشِّرُ (1) وَأُنْذِرُ، وَأَضْرِبُ الْأَمْثَالَ، وَأُعَدِّدُ النِّعَمَ، وَأُنَبِّئُكَ بِنَبَأِ (2) الْقُرْآنِ. رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهَا الْفَاتِحَةُ، وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ. رُوي ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْبَسْمَلَةُ هِيَ (3) الْآيَةُ السَّابِعَةُ، وَقَدْ خَصَّكُمُ اللَّهُ بِهَا. وَبِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْر، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وشَهْر بْنُ حَوْشَب، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُجَاهِدٌ.

وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُنَّ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأَنَّهُنَّ يُثْنَيْنَ (4) فِي كُلِّ قِرَاءَةٍ. وَفِي رِوَايَةٍ: فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ تَطَوُّعٍ.

وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَاحْتَجَّ بِالْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ قَدَّمْنَاهَا فِي فَضَائِلِ سُورَةِ "الْفَاتِحَةِ" فِي أَوَّلِ التَّفْسِيرِ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

وَقَدْ أَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، هَاهُنَا حَدِيثَيْنَ:

أَحَدُهُمَا: قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ: "مَا (5) مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي (6) ؟ ". فَقُلْتُ: كُنْتُ أُصَلِّي. فَقَالَ: "أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} [الْأَنْفَالِ: 24] أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ " فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَخْرُجَ، فَذَكَّرْتُهُ (7) فَقَالَ: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الْفَاتِحَةِ: 2] هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" (8)

[وَ] (9) الثَّانِي: قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ: السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ" (10)

فَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّ الْفَاتِحَةَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ، وَلَكِنْ لَا يُنَافِي (11) وَصْفَ غَيْرِهَا مِنَ السَّبْعِ الطُّوَل بِذَلِكَ، لِمَا فِيهَا مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ، كَمَا لَا يُنَافِي وَصْفَ الْقُرْآنِ بِكَمَالِهِ بِذَلِكَ أَيْضًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزُّمَرِ: 23] فَهُوَ مَثَانِي مِنْ وَجْهٍ، وَمُتَشَابِهٌ مِنْ وَجْهٍ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ

 

وفي تفسير الطبري هكذا:

 

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) }

اختلف أهل التأويل في معنى السبع الذي أتى الله نبيه صلى الله عليه وسلم من المثاني، فقال بعضهم عني بالسبع: السبع السور من أوّل القرآن اللواتي يُعْرفن بالطول، وقائلو هذه المقالة مختلفون في المثاني، فكان بعضهم يقول: المثاني هذه السبع، وإنما سمين بذلك لأنهن ثُنْي فيهنّ الأمثالُ والخبرُ والعِبَر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن يونس، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود في قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: السبع الطُّوَل.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن سعيد الجريريّ، عن رجل، عن ابن عمر قال: السبع الطُّوَل.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يَمان، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: السبع الطُّوَل.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله.

حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيم، عن الحجاج، عن الوليد بن العيزار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: هنّ السبع الطُّوَل، ولم يُعطَهن أحد إلا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأُعطيَ موسى منهنّ اثنتين.

حدثنا ابن وكيع، وابن حميد، قالا ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البَطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أوتي النبيّ صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطُّوَل، وأوتي موسى ستا، فلما ألقي الألواح رفعت اثنتان وبقيت أربع.

حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا عليّ بن عبد الله بن جعفر، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن ادم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف. قال إسرائيل: وذكر السابعة فنسيتها.

 

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: هي الطُّوَل: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في هذه الآية (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال: البقرة، وآل عمران، والنساء والمائدة والأنعام، والأعراف، ويونس، فيهنّ الفرائض والحدود.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، بنحوه.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن ابن أبي خالد، عن خوّات، عن سعيد بن جبير، قال: السبع، الطُّوَل.

حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال أبو بشر: أخبرنا عن سعيد بن جبير، قال: هنّ السبع الطُّوَل. قال: وقال مجاهد هن السبع الطُّوَل. قال: ويقال: هنّ القرآن العظيم.

حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا سعيد، عن جعفر، عن سعيد، في قوله (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، تُثْنى فيها الأحكام والفرائض.

حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: هن السبع الطُّوَل.

حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس. قال: قلت: ما المثاني؟ قال: يثني فيهنّ القضاء والقَصَص.

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس.

 

....إلخ

 

وقال آخرون: عني بذلك: سبع آيات، وقالوا: هن آيات فاتحة الكتاب، لأنهنّ سبع آيات، وهم أيضا مختلفون في معنى المثاني، فقال بعضهم: إنما سمين مثاني لأنهن يثنين في كلّ ركعة من الصلاة.

 

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن علية، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، قال: قال رجل منا يقال له: جابر أو جويبر طلبت إلى عمر حاجة في خلافته، فقدمت المدينة ليلا فمثلت بين أن أتخذ منزلا وبين المسجد، فاخترت المسجد منزلا فأرقت نشوا من آخر الليل، فإذا إلى جنبي رجل يصلي يقرأ بأم الكتاب، ثم يسبح قدر السورة، ثم يركع ولا يقرأ، فلم أعرفه حتى جَهَر، فإذا هو عُمر، فكانت في نفسي، فغدوت عليه فقلت: يا أمير المؤمنين حاجة مع حاجة، قال: هات حاجتك، قلت: إني قدمت ليلا فمثلت بين أن أتخذ منزلا وبين المسجد، فاخترت المسجد، فأرقت نَشْوا من آخر الليل، فإذا إلى جنبي رجل يقرأ بأم الكتاب، ثم يسبح قدر السورة ثم يركع ولا يقرأ، فلم أعرفه حتى جَهَر، فإذا هو أنت، وليس كذلك نفعل قِبلَنَا. قال: وكيف تفعلون؟ قال: يقرأ أحدنا أمّ الكتاب، ثم يفتتح السورة فيقرؤها، قال: ما لهم يعلَمُون ولا يعمَلُون، ما لهم يعلَمون ولا يعمَلُون، ما لهم يعلَمُون ولا يعمَلُون؟ وما تبغي عن السبع المثاني، وعن التسبيح صلاة الخلق.

حدثني طُلَيق بن محمد الواسطيّ، قال: أخبرنا يزيد، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن جابر أو جويبر، عن عُمر بنحوه، إلا أنه قال: فقال يقرأ القرآن ما تيسر أحيانا، ويسبح أحيانا، ما لهم رغبة عن فاتحة الكتاب، وما يبتغي بعد المثاني، وصلاة الخلق التسبيح.

 

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان، عن السديّ، عن عبد خير، عن عليّ، قال: السبع المثاني: فاتحة الكتاب.

حدثنا نصر بن عبد الرحمن، قال: ثنا حفص بن عمر، عن الحسن بن صالح وسفيان، عن السديّ، عن عبد خير، عن عليّ مثله.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن عليّ مثله.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد جميعا، عن سفيان، عن السديّ، عن عبد خير، عن عليّ، مثله.

حدثنا أبو كريب "وابن وكيع"، قالا ثنا ابن إدريس، قال: ثنا هشام، عن ابن سيرين، قال: سئل ابن مسعود عن سبع من المثاني، قال: فاتحة الكتاب.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا يونس، عن الحسن، في قوله (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: فاتحة الكتاب، قال: وقال ابن سيرين عن ابن مسعود: هي فاتحة الكتاب.

حدثني المثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخيرنا هشيم، عن يونس، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود (سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: فاتحة الكتاب.

حدثني سعيد بن يحيى الأمَويُّ، قال: ثني أبي، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال في قول الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال: هي فاتحة الكتاب، فقرأها عليّ ستا، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة، قال سعيد: وقرأها ابن عياش عليّ كما قرأها عليك، ثم قال الآية السابعة: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال ابن عباس: قد أخرجها الله لكم وما أخرجها لأحد قبلكم.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخيرني ابن جريج، أن أباه حدّثه، عن سعيد بن جبير، قال: قال لي ابن عباس: فاستفتح ببسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم قال: تدري ما هذا (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) .

 

....إلخ

والطريف في الأمر أن الروايات التي يوردها بعد ذلك الطبري لمن قالوا أنها الفاتحة فيها رواية منسوبة إلى ابن عباس، نفس من نسبوا له رواية بأنها السبع سور الطوال! وعمومًا هذا الكذب والتلفيق اعتدنا عليه في هذا البحث كما ترون.

 

الكافر يأكل في سبعة أمعاء

 

روى أحمد:

 

5020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ مِسْكِينًا، فَجَعَلَ يُدْنِيهِ وَيَضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِي: لَا تُدْخِلَنَّ هَذَا عَلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2060) (183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (5393) ، وأبو عوانة 5/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2002) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عوانة 5/426 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به. وزاد عبد الرحمن، وعبد الصمد عند البخاري:"المؤمن يأكل في مِعىً واحد".

وقد سلف برقم (4718) .

 

4718 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري.

وأخرجه الدارمي 2/99، ومسلم (2060) ، والترمذي (1818) ، والنسائي في "الكبرى" (6771) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321، والبخاري (5394) ، ومسلم (2060) (182) ، وابن ماجه (3257) ، وأبو عوانة 5/425-426 و428، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2004) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به.

وأخرجه الطيالسي (1834) ، وأبو عوانة 5/428، والطحاوي في "المشكل " (2003) ، وابن حبان (5238) ، والطبراني في "الأوسط " (1624) و (1760) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/153، والخطيب في "الموضح " 2/470 من طرق، عن نافع، به.

وأخرجه الحميدي (669) ، والبخاري (5395) ، وأبو يعلى (5633) ، وأبو عوانة 5/427 - 428 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وليس عند البخاري: "المؤمن يأكل في معى واحدٍ".

وأخرجه مسلم (2061) ، وأبو يعلى (2152) ، وأبو عوانة 5/424، والقضاعي في "مسند الشهاب " (138) من طريق أبي الزبير، عن ابن عمر. وقرن أبو الزبير بابن عمر جابراً.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/347 من طريق مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.

وعلقه البخاري بإثر الحديث (5394) ، فقال: وقال ابن بكير: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...

ووصله الحافظ في "تغليق التعليق " 4/486 من طريق يحيى بن بكير، عن مالك.

وسيأتي الحديث برقم (5020) و (5438) و (6321) .

وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد برقم 2/257. وعن جابر، سيرد 3/333. وعن ميمونة، سيرد 6/335. وعن أبي بصرة الغفاري، سيرد 6/397. وعن أبي موسى الأشعري، عند مسلم (2062) ، وابن ماجه (3258) ، وأبي يعلى (917) و (2067) و (7264) 0 وأبي عوانة 5/425، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2013) ، وابن حبان (5234). وعن جهجاه الغفاري، عند ابن أبي شيبة 8/321-322، والبزار (2891) (زوائد) ، وأبي يعلى (916) ، وأبي عوانة 5/429-430، والطبراني في "الكبير" (2152). وعن أبي سعيد الخدري، عند الدارمي 2/99، وأبي يعلى (2068) ، وأبي عوانة 5/429، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار (2011) و (2012). وعن سكين الضمري، عند البزار (2892) (زوائد). وعن سمرة بن جندب، عند البزار (2893) ، وأبي عوانة 5/429، والطبراني في "الكبير 7/ (6959) و (7043). وعن عبد الله بن عمرو، عند البزار (2894) ، وأبي عوانة 5/430. وعن أنس، عند الطبراني في "الأوسط " (903). وعن أبي العالية عن رجل، عند الطحاوي في "المشكل " (2022). وعن عبد الله بن الزبير عمن نبأه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند الطحاوي في "المشكل " (2007) .

وفي باب الشرب في معىَّ، عن أبي هريرة، سيرد 2/375. وعن نضلة بن عمرو الغفاري، سيرد 4/334. وعن رجل من جهينة، سيرد 5/369-370. وعن جهجاه الغفاري، عند الطحاوي في "المشكل " (2021) .

قوله: "في معىً واحد" المعى، بكسر الميم وفتح العين والألف المقصورة: واحد الأمعاء، وهي المصارين. قال ابن الأثير: هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، وليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا، ولهذا قيل: الرُغب شؤم، لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار. وقيل: هو تحضيض للمؤمن وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة، ووصفُ الكافر بكثرة الأكل إغلاظً على المؤمن وتأكيد لما رسم له. وانظر لزاماً "شرح مشكل الآثار" 5/248 - 258 بتحقيقنا.

 

(8879) 8866- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَافَهُ ضَيْفٌ وَهُوَ كَافِرٌ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ ، فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ الْكَافِرُ حِلاَبَهَا ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ ، حَتَّى شَرِبَ حِلاَبَ سَبْعِ شِيَاهٍ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلاَبَهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ ، وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (2063) ، وأبو عوانة 5/427 من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، بهذا الإسناد.

وهو في "الموطأ" 2/924، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1819) ، والنسائي في "الكبرى" (6893) ، وأبو عوانة 5/427، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2019) ، وابن حبان (162) و (5235) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/116-117، والبغوي (2880) .

وانظر ما سلف برقم (7497) .

قوله: "حِلابها"، قال السندي: بكسر مهملة وخفة لام: اللبن الذى تحلبه.

"المؤمن يشرب.. الخ" يبارك له في قليله بخلاف الكافر.

 

(9874) 9875- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَبَهْزٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ : ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ ، الْمَعْنَى ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَافِرٌ ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلاً كَثِيرًا ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلاً قَلِيلاً ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، وَإِنَّ الْمُسْلِمَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ. (2/455).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي.

وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6772) من طريق بهز بن أسد وحده، به.

وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2020) من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به.

وانظر ما سلف برقم (7497) .

 

(18962) 19170- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ مَدِينِيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ ، عَنْ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ ، أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرَّيَيْنَ ، فَهَجَمَ عَلَيْهِ شَوَائِلُ لَهُ ، فَسَقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَةَ إِنَاءٍ ، فَامْتَلأَ بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنْ كُنْتُ لأَشْرَبُ السَّبْعَةَ فَمَا أَمْتَلِئُ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ. (4/336)

 

مرفوعه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معن بن نضلة بن عمرو، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال"، والحافظ في "التعجيل" ولم يذكرا في الرواة عنه سوى ابنه محمد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن معن جد محمد بن معن، فقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وترجم له الحافظ في "التعجيل" وفي "التهذيب"، وذكر أن كنيته أبو معن، فاشتبه على المزي، فظنه عبد الواحد بن أبي موسى الخولاني، فوهم في ذلك. وصحابي الحديث من رجال "التعجيل"، وليس له رواية في الكتب الستة. علي بن عبد الله: هو ابن المديني.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/322 من طريق الإمام أحمد، بهذا  الإسناد.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/118-119، وأبو يعلى (1585) كلاهما عن علي ابن المديني، به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (999) ، والبزار (2905) (زوائد) وأبو يعلى (1584) ، وأبو عوانة 5/430، وابن قانع في "معجمه" 3/157-158، والبيهقي في "الدلائل" 6/116 من طرق عن محمد بن معن ابن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو، به. وسقط من مطبوع ابن قانع: عن أبيه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة، سلف برقم (8879) وإسناده صحيح، وانظر حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب السالف برقم (4718) وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

قال السندي: قوله: بمريين، في "النهاية" : هو تثنية مَرِيّ، بوزن صبي، ويروى مريتين، أي بزيادة تاء التأنيث، والمَرِي والمَرِية: الناقة الكثيرة اللبن، ووزنهما فعيل أو فَعُول. قلت (القائل السندي) : وهذا الموافق لما في "الصحاح"، لكن في نسختنا من "القاموس": وهي أي الناقة المُريْة بالضم والكسر، والله تعالى أعلم. والمراد أنه جاء عنده بهاتين الناقتين.  شوائل له: جمع شائلة، وهي الناقة التي شال لبنها، أي ارتفع، ويكون ذلك بعد سبعة أشهر من حملها.  فسقى: أي الراعي.

فضلة: بالفاء، أي: البقية.  "إن المؤمن ألخ.." أي: إن الله تعالى يبارك للمؤمن في قليله لذكره اسمه تعالى في الابتداء، بخلاف الكافر، والله تعالى أعلم.

 

وروى البخاري:

 

5393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَأْكُلُ حَتَّى يُؤْتَى بِمِسْكِينٍ يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَدْخَلْتُ رَجُلًا يَأْكُلُ مَعَهُ فَأَكَلَ كَثِيرًا فَقَالَ يَا نَافِعُ لَا تُدْخِلْ هَذَا عَلَيَّ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ

 

وروى أبو يعلى في مسنده:

 

1584 - حدثنا أبو موسى إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا محمد بن معن حدثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة أن نضلة لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرين ومعه شوائل له فحلب لرسول الله صلى الله عليه و سلم في إناء فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرب من إناء واحد ثم قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق إن كنت لأشرب سبعة فما أشبع وما أمتلئ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن المؤمن يشرب معى في واحد وإن الكافر يشرب في سبعة أمعاء

 

قال حسين سليم أسد: إسناده حسن (على عكس تضعيف فريق تحقيق المسند بطبعة الرسالة).

 

5633 - حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن عمر أنه قال : لإنسان كان كثير الأكل : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.

 فقال الرجل : أما أنا فأومن بالله ورسوله

إسناده صحيح

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج2:

 

2152- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ سَلْمَانَ الأَغَرُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ جَهْجَاهٍ الْغِفَارِيِّ ، أَنَّهُ قَدِمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْ مِهِ يُرِيدُونَ الإِسْلاَمَ ، فَحَضَرُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : يَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِي ، وَكُنْتُ عَظِيمًا طَوِيلاً لاَ يُقَدَّمُ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَذَهَبَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَحَلَبَ لِي عَنْزًا ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى حَلَبَ لِي سَبْعَ أَعْنُزٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ أُتِيتُ بِصَنِيعِ بُرْمَةٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، وَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ : أجَاعَ اللَّهُ مَنْ أجَاعَ رَسُولَ اللهِ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، قَالَ : مَهْ يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَكَلَ رِزْقَهُ ، وَرِزْقُنَا عَلَى اللهِ فَأَصْبَحُوا فَغَدَوْا ، فَاجْتَمَعَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُخْبِرُ بِمَا أُتِيَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ جَهْجَاهٌ : حُلِبَتْ لِي سَبْعُ أَعْنُزٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا وَصَنِيعُ بُرْمَةٍ فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، فَصَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَقَالَ : لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِي ، وَكُنْتُ عَظِيمًا طَوِيلاً لاَ يُقَدَّمُ عَلَيَّ أَحَدٌ فَذَهَبَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ لِي عَنْزًا ، فَرُوِّيتُ وَشَبِعْتُ ، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَلَيْسَ هَذَا ضَيْفَنَا ؟ قَالَ : بَلَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ أَكَلَ فِي مِعَى مُؤْمِنٍ اللَّيْلَةَ وَأَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مِعَى كَافِرٍ ، الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ.

 

قال الهيثمي في مجمع الزوائد5/ 32: ورواه أبو يعلى والبزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.

 

حديث مضحك جدًّا، وفعل ابن عمر مع الفقير مضحك أكثر، شهية الناس وكمية ما يأكله البشر تختلف من شخص إلى آخر ومن وقت إلى آخر، شخص مثلي مثلًا ملحد ويأكل قليلًا جدًّا وذو معدة صغيرة، فتعميم محمد باطل، أما الشخص الذي في قصة محمد لم يعد يأكل كثيرًا فنرى من ذلك أن الدين المحمدي كان له تأثير سيء على شهيته فتتسبب له في انسداد في الشهية بتحقيره لقيمة الحياة.

 

بداية نص توراتي بآية قرآنية

 

روى البخاري:

 

2125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا * تَابَعَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلَالٍ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ سَلَامٍ {غُلْفٌ} كُلُّ شَيْءٍ فِي غِلَافٍ سَيْفٌ أَغْلَفُ وَقَوْسٌ غَلْفَاءُ وَرَجُلٌ أَغْلَفُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَخْتُونًا


4838 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } قَالَ فِي التَّوْرَاةِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا

 

وروى أحمد:

 

6622 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي (1) عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (2) : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، وَأَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ ، لَسْتَ (3) بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ - قَالَ يُونُسُ: وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ - وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ ، بِأَنْ يَقُولُوا: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا " قَالَ عَطَاءٌ: لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ، فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ، إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ: أَعْيُنًا عُمُومَى، وَآذَانًا صُمُومَى، وَقُلُوبًا غُلُوفَى - قَالَ يُونُسُ: غُلْفَى (4)

 

 (1) في هامش (س) و (ص) : أتخبرني (خ) .

(2) في (ظ) : الفرقان.

(3) في (ص) و (س) : ليس. وهو لفظ البخاري.

(4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم، إلا أن فليح بن سليمان -وإن كان ينحط عن رتبة الصحيح- متابع.

وأخرجه بطوله ابنُ سعد في "الطبقات" 1/362، والطبري في "تفسيره" 9/83 [الأعراف: 157] عن موسى بن داود، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضا من طريق عثمان بن عمر، وابن سعد، والبيهقي في "الدلائل" 1/373-374 من طريق سريج بن النعمان، كلاهما عن فليح، به.

وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2125) ، وفي "الأدب المفرد" (246) عن محمد بن سنان، عن فليح، به، وليس في آخره كلام كعب الأحبار.

وأخرجه دون كلام كعب أيضا البخاري في "صحيحه" (4838) عن عبد الله بن مسلمة، وفي "الأدب المفرد" (247) عن عبد الله بن صالح، والطبري 9/83 من طريق موسى بن داود شيخ أحمد في هذا الحديث، وابن سعد 1/361-362 عن يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، والبيهقي في "الدلائل" 1/375 من طريق عبد الله بن رجاء، ستتهم عن عبد العزيز، عن هلال بن علي، بهذا الإسناد.

قال البخاري عقب الحديث (2125) : وقال سعيد: عن هلال، عن عطاء، عن ابن سلام. وهذه الطريق وصلها الدارمي 1/5، والفسوي في "تاريخه" فيما أخرجه البيهقي من طريقه في "الدلائل" 1/376 عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد (وهو ابن أبي هلال) ، عن هلال بن علي بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام.

قال الحافظ في "الفتح" -بعد أن زاد نسبته من هذه الطريق إلى الطبراني-: ولا مانع أن يكون عطاء بن يسار حمله عن كل منهما، فقد أخرجه ابن سعد [1/360] من طريق زيد بن أسلم، قال: بلغنا أن عبد الله بن سلام كان يقول... فذكره، وأظن المُبلغ لزيد هو عطاء بن يسار، فإنه معروف بالرواية عنه، فيكون هذا شاهداً لرواية سعيد بن أبي هلال، والله أعلم.

وقد ذكر الدارمي والفسوي عقب روايتهما قولهما: قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعباً يقول مثل ما قال ابن سلام.

قلنا: وعن كعب الأحبار أخرجه ابنُ سعد 1/360، والدارمي 1/5 من طريق ذكوان أبي صالح، عن كعب الأحبار. وهو عندهما أيضاً من طريق أبي فروة، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/376-377 من طريق أم الدرداء، قالت: قلت لكعب الأحبار...

وأخرجه البيهقي أيضاً 1/377 من طريق المسيب بن رافع، عن كعب الأحبار.

وأخرجه ابن سعد 1/360 من طريق أبي عبد الله الجدلي، عن كعب.

وفي الباب أيضا عن جبير بن نُفير أخرجه الدارمي 1/6 عن حيوة بن شريح، حدثنا بقيةُ بنُ الوليد، حدثنا بحير بنُ سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نُفير، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لقد جاءكم رسول إليكم، ليس بوهن ولا كسل، ليختن قلوبا غلفاً، ويفتح أعينا عمياً، ويسمع آذاناً صماً، ويقيم ألسنة عوجاء، حتى يقال: لا إله إلا الله وحده"، وإسناده صحيح إلا أنه مرسل، وصحح إسناده ابن حجر في "الفتح" 8/586.

 

كيف تكون بداية نص من التوراة بنص من القرآن وبأسلوبه مما لا وجود له في التوراة اليهودية المسيحية؟! هؤلاء القدماء كانوا يتكلمون لدهماء ورعاع يصدقون أي شيء وكانوا يثقون أنهم لن يفكروا أو يقدروا أبدًا على الاطلاع على التوراة بأنفسهم، فيالها من سخافة يراها كل ذي عقل وكل مثقف وباحث وعالم أديان مطلع على النصوص.

 

أما عن تفنيد هذه المزاعم فراجع كتابي (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع)

 

ومن السخافات كذلك زعمهم وجود الأفكار الإسلامية العربية والمحمدية البحتة_ غير المقتبسة من كتاب اليهود المقدس ولا من الهاجاديّات_ في توراة وكتاب اليهود، كتقديس يوم الجمعة الأسبوعي في الإسلام، كما روى أحمد:

 

10303 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَحَدَّثْتُهُ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثْتُهُ أَنْ قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "، قَالَ كَعْبٌ: " ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً "، فَقُلْتُ: بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: " صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبٍ، وَمَا حَدَّثْتُهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ كَعْبٌ: " ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبَ كَعْبٌ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: " بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ "، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ صَدَقَ كَعْبٌ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه الحاكم 1/278-279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

وهو في "الموطأ" 1/108، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/128، وأبو داود (1046) ، والترمذي (491) ، وابن حبان (2772) ، والحاكم 1/278-279 ، والبيهقي 3/250-251، والبغوي (1050) . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي 3/113-115 من طريق بكر بن مضر، عن يزيد بن الهاد، به.

وأخرجه البيهقي 3/251 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به، موقوفاً ومختصراً.

وسيتكرر الحديث في مسند عبد الله بن سلام 5/451.

وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة برقم (10545) .

وسيأتي من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة في مسند أبي سعيد الخدري 3/65، وفي مسند عبد الله بن سلام 5/450.

وسيأتي من طريق قيس بن سعد عن أبي سلمة في مسند عبد الله بن سلام  5/453. والروايات مطولة ومختصرة.

ولقوله: "فيه خلق آدم ، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه" ، انظر ما سلف برقم (9207) .

ولقوله: "وما من دابة إلا وهي مُسيخة..."، انظر ما سلف برقم (7687) .

ولقوله: "وفيها ساعة لا يصادفها..."، انظر ما سلف برقم (7151) .

وقول أبي هريرة: خرجت إلى الطور، أي: بلاد الشام، كما قال في مسند عبد الله بن سلام 5/453: قدمت بلاد الشام فلقيت كعباً. قال ياقوت في "معجم البلدان" 4/47: ويقال لجميع بلاد الشام: الطور.

قوله: "مُسيخة" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/433، أي: مُصغية مستمعة: وُيروى بالصاد، وهو الأصل.

 

(23781) 24189- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ : إِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ ، فَيَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا ، إِلاَّ أَعْطَاهُ مَا سَأَلَهُ ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : بَعْضُ سَاعَةٍ قَالَ : فَقُلْتُ : صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ أَبُو النَّضْرِ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : سَأَلْتُهُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ ؟ قَالَ : آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ ، فَقُلْتُ : إِنَّهَا لَيْسَتْ بِسَاعَةِ صَلاَةٍ ، فَقَالَ : بَلَى إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ فِي صَلاَةٍ إِذَا صَلَّى ، ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلاَّهُ لاَ يَحْبِسُهُ إِلاَّ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ.

 

إسناده قوي، الضحاك -وهو ابن عثمان بن عبد الله الحِزامي- صدوق لا بأس به من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أُميَّة.

وأخرجه ابن ماجه (1139) من طريق ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد.

وقد روى أبو سلمة نحو هذا الحديث مرة أخرى عن أبي هريرة في قصة له مع عبد الله بن سلام، كما سيأتي برقم (23785) .

 

وكلمة عبد مسلم في التوراة وكتاب اليهود كذلك حسب الزعم المضحك لهذا الحديث.

 

ينبغي أن نفهم أن ما كان يقوم به كعب الأحبار قريب أحد أحبار اليهود الذين أسلموا وكذلك صاحب وتابع محمد عبد الله بن سلام كان مجرد "أكل عيش" واحتيال على الرزق لا أكثر من ذلك، فلا أمانة فيه، فالمعروض هنا لا علاقة له بمحتويات التوراة وتوجد مخطوطات للتوراة وكتاب اليهود معثور عليها في خربة قمران (مخطوطات البحر الميت) من الأردن وهي أقدم بقرون طوال من عصر عبد الله بن سلام و كعب الأحبار، تعود إلى القرن الأول الميلادي، وليس فيها هراء كهذا الذي يحكيه. إن مشكلة العرب أنهم احتفظوا لفترة طويلة جدًّا ببدواة وعدم اطلاع على علوم ونصوص الأديان واكتفوا بثقافة سماع واقتباس بدون مراجعة من مقولات من نقلوا لهم خرافات اليهودية والمسيحية ممن أسلموا منهم أو من اليهود والمسيحيين، لحاجة المسلمين لهذه المواد لتكملة الغامض والناقض من نص القرآن بالتفاسير، وبالتالي امتلأت تفاسيرهم بكل غث وتافه وما لا وجود له في خرافات الكتاب المقدس من الأصل! لأن النقلة تلاعبوا وسخروا في كثير من الحالات من المسلمين لأنهم قبلوا مبدأ الاقتباس ولم يعملوا بمبدإ دراسة النصوص الكتابية بأنفسهم مع أنه بديهي في تلك الحالة، وقد قال الخليفة معاوية بن أبي سفيان كما ورد في صحيح البخاري:

 

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ رَهْطًا مِنْ قُرَيْشٍ بِالْمَدِينَةِ وَذَكَرَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالَ إِنْ كَانَ مِنْ أَصْدَقِ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ الَّذِينَ يُحَدِّثُونَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ

 

ولن يأتي ناس درسوا دراسات معقولة لكتاب اليهود بترجماته العربية القديمة الكاملة التي تعود إلى عصور الخلافات الإسلامية الحاكمة، سوى مع قدوم عصر أشخاص كابن الجوزي كما نرى في كتابه هداية الحيارى والمقريزي وأشخاص درسوا الملل والذاهب كالشهرستاني بكتابه الملل والنحل وغيرهم. لكن حتى هؤلاء تلاعبوا بالنصوص والسياقات كيفما شاؤوا ليقولوا أن لمزاعمهم الإسلامية تأكيدات، وليزعموا تأكيدد خرافاتهم بخرافات اليهود، وهو على كونه أمر غير صحيح فهو كذلك استدلال باطل لأنه استدلال بخرافة على خرافة.

 

اليهود يحسدون المسلمين على كلمة آمين بزعم الأحاديث

 

روى البخاري في (الأدب المفرد):

 

988 - حدثنا إسحاق قال أخبرنا عبد الصمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين

 

قال الألباني: صحيح. اهـ. ورواه ابن ماجه 856

 

وروى ابن خزيمة في صحيحه:

 

574 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن سهيل - وهو ابن أبي صالح - عن أبيه عن عائشة قالت: دخل اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : السأم عليك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه و سلم : وعليك فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال : السأم عليك فقال : عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك ثم دخل الثالث فقال : السأم عليك فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه و سلم بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين

 قال أبو بكر خبر ابن أبي مليكة عن عائشة في هذه القصة قد خرجته في كتاب الكبير

قال الأعظمي : إسناده صحيح

 

1585 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن سهيل عن أبيه عن عائشة قالت: دخل يهودي على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : السام عليك فقال النبي صلى الله عليه و سلم : و عليك قالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال : السام عليك فقال : و عليك فهممت أن أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه و سلم لذلك ثم دخل الثالث فقال : السام عليك فلم أصبر حتى قلت : و عليك السام و غضب الله و لعنته إخوان القردة و الخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله لا يحب الفحش و التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد و إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام و على آمين

 

قال الأعظمي : إسناده صحيح

 

روى أحمد:

 

25029 - حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة، قالت: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعليك " قالت: فهممت أن أتكلم، قالت: ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وعليك " قالت: ثم دخل الثالثة، فقال: السام عليك، قالت: فقلت: بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه به الله ؟ قالت: فنظر إلي، فقال: " مه، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا، فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيء، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين "

 

حديث صحيح ، علي بن عاصم : وهو الواسطي ، وإن كان ضعيفاً ، قد توبع ، ومحمد بن الأشعث بن قيس : روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وبقية رجاله ثقات ، وحصين بن عبد الرحمن : هو السلمي ، وعمر بن قيس : هو الماصر .

وأخرجه مطولاً دون قصة الجمعة والقبلة ابن خزيمة (574) و (1585) عن أبي بشر الواسطي إسحاق بن شاهين ، عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البيهقي 2 / 56 من طريق سليمان ، عن حصين ، به "أنهم حسدونا على القبلة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى الجمعة التي هُدينا لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام آمين".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (988) ، وابن ماجه (856) من طريق حماد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن عائشة ، مختصراً بلفظ : "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين" . وإسناده صحيح .

قلنا : وقد سلف في الرواية (24090) ، وسيأتي بالرواية رقم (25924) وإسناداهما صحيحان .

ويشهد للجمعة حديث أبي هريرة عند البخاري (876) ، ومسلم (855) .

 

كلام عجيب جدًّا، اليهود خاصة المعاصرين درس علماؤهم العلمانيون والمتدينون العلمانيون الإسلام دراسات وافية وهم لا يحسدون المسلمين، بل ربما كناس تخلصوا من خرافات التوراة إلى حد كبير وتشريعاتها الدموية وتعلمنوا يشفقون على المسلمين أحيانًا لما هم فيهم من تأخر، ولا يوجد لدى يهودي متدين تقليدي سبب ليحسد المسلم على كلمة آمين، لأن الكلمة توجد كذلك لدى اليهود والمسيحيين ويستعلمونها في صلواتهم، ووردت في الإنجيل ويستعملها المسيحيون عمومًا بمعنيين: استجب، أو كقول المسلمين: حقًّا!، أو هكذا فليكن. وهي أقدم من الإسلام بكثير، وكمثال:

 

(4 وأرد إلى هذا الموضع يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا وكل سبي يهوذا الذين ذهبوا إلى بابل يقول الرب لأني أكسر نير ملك بابل 5 فكلم إرميا النبي حننيا النبي أمام الكهنة وأمام كل الشعب الواقفين في بيت الرب 6  وقال إرميا النبي آمين هكذا ليصنع الرب ليقم الرب كلامك الذي تنبأتَ به فيردَّ آنية بيت الرب وكل السبي من بابل إلى هذا الموضع) إرميا 28

 

(48 مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وإلى الأبد و يقول كل الشعب آمين هللويا) المزمور 106

 

( 13 مبارك الرب إله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد آمين فآمين) المزمور 41

 

(19 ومبارك اسم مجده إلى الدهر و لتمتلئ الأرض كلها من مجده آمين ثم آمين تمت صلوات داود بن يسى) المزمور 72

 

(21 يستحلف الكاهن المرأة بحلف اللعنة ويقول الكاهن للمرأة يجعلك الرب لعنة وحلفا بين شعبك بأن يجعل الرب فخذك ساقطة وبطنك وارمًا22  ويدخل ماء اللعنة هذا في أحشائك لورم البطن ولإسقاط الفخذ فتقول المراة آمين آمين) العدد 5

 

خرافة وكلام غير منطقي عجيب، لا يوجد أتباع دين يحسدون الآخرين على دينهم، بالأحرى كل شخص مولود في أسرة على دين معين يتم غسل دماغه وحشوه بخرافاتها فيكون مقتنعًا أن دينه وخرافته هي الصحيحة ولا يستوعبون عامة بطلان كل الخرافات والأديان الخرافية، ولماذا سيحسدون المسلمين على شيء وطقس خرافي خزعبلي موجود عندهم منذ القدم، ولو أني يهودي وأعجبني الإسلام فما الداعي لأن أحسد أو أحقد، ألا يمكنني ببساطة ما دمت أعجبت أو اقتنعت به أن أتبعه وأترك اليهودية؟! مزاعم متناقضة غير منطقية لعل محمدًا أو غيره برر بها عدم اتباع أغلب وجمهور اليهود له بسبب تمسكهم بخرافتهم الدينية الخاصة بهم وبسبب ممارسة محمد العنف ضدهم ولكون ديانة محمد ليست متواصلة تواصلًا متينًا مترابطًا بدين اليهود لاختلاف مكونات ديانته بضمها عناصر من أفكار محمد وعناصر عربية وثنية قديمة وصابئية وزردشتية ومسيحية وجنوسية (غنوسية).

 

استدلال غير منطقي على أفضلية يوم الجمعة من الأسبوع على باقي أيامه

 

روى البخاري:

 

896 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى فَسَكَتَ

 

وروى مسلم:

 

[ 856 ] وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى قالا حدثنا بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وعن ربعي بن حراش عن حذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق وفي رواية واصل المقضي بينهم

وانظر أحمد 7214 و 8503

 

كلام ينطوي على مغالطة في الاستدلال، لأن بداية الأسبوع عند المسيحيين هي الأحد، وعند اليهود هي السبت، بالتالي لا يكون الجمعة معتبَرًا قبل يوم بداية أسبوعهم عندهم. مثال للتكبر الديني والخيلاء ونظرية الشعب المختار.

 

صيام المسيحيين

 

روى أحمد:

 

17170 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، كَانَ يُعَدُّ فِي الْبُدَلَاءِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ، وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، وَكَادَ أَنْ يُبْطِئَ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ قَدْ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ، وَإِمَّا أَنْ أُبَلِّغَهُنَّ . فَقَالَ: يَا أَخِي، إِنِّي أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي " . قَالَ: " فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ، فَقُعِدَ عَلَى الشُّرَفِ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ . أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ، وَيُؤَدِّي غَلَّتَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، فَاعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . وَآمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا . وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.  ...إلخ

 

حديث صحيح، أبو خَلَف موسى بن خَلَف- وإن اختلف فيه- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار. ممطور: هو الأسود الحبشي أبو سَلام.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3427) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/383 من طريقين عن موسى بن خلف، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1161) و (1162) ، وابن سعد 4/359، والترمذي (2863) و (2864) ، وأبو يعلى (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1895) ، وفي "التوحيد" ص 15، وابن حبان (6233) ، والآجري في "الشريعة" ص8، والطبراني في "الكبير" (3428) ، وابن منده في "الإيمان"  (212) ، والحاكم 1/421 من طريق أبانَ بن يزيد، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3431) ، والحاكم 11/17 من طريق علي بن المبارك، وأخرجه الحاكم 1/118 من طريق معاوية بن سلاّم، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ! قلنا: زيد بن سلام وجدُّه ممطور إنما أخرج لهما البخاري في "الأدب المفرد".

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2510) ، وفي "السنة" (1036) ، والنسائي في "الكبرى" (11349) - وهو في "التفسير" (369) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (483) و (930) ، والطبراني في "الكبير" (3430) ، وفي "مسند الشاميين" (2870) ، والحاكم 1/118 و236، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص304 من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، به.

وسيكرر برقم (17800) سنداً ومتناً، وسيأتي بنحوه مختصراً 5/344 حديث رقم 22910.

قال السندي: أن يعمل بهن: بدل من خمس كلمات.   أن يبطىء: من أبطأه إذا أخّره.  على الشُّرَف: ضبط بضم ففتح، أي: الأمكنة العالية، والمراد: على بعضها.  يَنْصِبُ، أي: يتوجه إلى عبده.  في عصابة: في جماعة، أي: فكما أن ذاك ذو جاه وقدر عندهم، كذلك الصائم عند الله.

خُلُوف: بضم الخاء وجوَّز بعضٌ فتحها، وخطَّأه بعض- تغيُّر ريح الفم، وكونه أطيب: معناه أن صاحبه عند الله تعالى ذو قدر فوق قدر صاحب المسك عندكم.

 

طالما الحديث هنا عن صيام المسيحيين فهو صيام قيل أنه مستوحى من تعاليم البودية والهندوسية بشكل تأثر ما من تلاقح الثقافات، فهو امتناع عن الأشياء التي يعرفونها بأن فيها الروح كاللحوم بكل مصادرها والبيض، بالتالي فهم لا يمتنعون امتناعًا كاملًا لعدد من الساعات في صيامهم عن الطعام والشراب، بل هو امتناع عن نوع من الطعام لفترات زمنية معينة، والمسيحيون كمواطنين مصريين عملت معهم لي علم بعاداتهم في الصيام لو التزموا بها كعدم تناول الألبان وطلب طعام صيامي نعتبره بلهجتنا المصرية الدراجة طعامًا "عدمان" قليل الدسم، ومع عصر العلمنة كنت أجدهم يكبرون أدمغتهم عن صيامات مزعجة كهذه ويأكلون اللحوم في سندوتشات شارومة أو حواوشي مصرية مع الأغلبية المسلمة من الزملاء وهذا أمر حكيم. إن الرائحة الكريهة لفم الصائم المسلم تنتج عن الامتناع التام عن الطعام مع تحلل بقايا الطعام في الفم والأسنان أو جوف المعدة نفسه، وهذا غير حادث لدى المسيحيين وصيامهم على حد علمي. بالتالي فالحديث عن زكريا وعيسى في هذه الأسطورة الإسلامية باطل ملفق وغير منطقي، لكن لا داعي لأن يبتئس المسلمون لذلك فمجمل ما قيل عن ابن مريم في الأناجيل والقرآن وغيرها كله ملفق وأساطير.

 

أما صيام اليهود فهو أشبه أو مماثل لصيام المسلمين لكن الحديث هنا عن صيام المسيحيين فيوحنا ويسوع ليسا من أنبياء ومقدسي اليهود رغم ما قاله الإنجيل عن وجود قدسية وشعبية كبيرة في عصرهما ليوحنا المعمد، وجاء في دائرة المعارف الكتابية لوليم وهبة عن صوم اليهود في مادة صوم:

 

مناسبات الصوم

 

يوم الكفارة حيث كان على بنى إسرائيل أن يذللوا نفوسهم ( لا 16 : 29 34 ، 23 : 27 32 ، عد 29 : 7 ) و لاشك في أن " تذليل النفس " يتضمن " الصوم " إذ أن كلمة " الصوم ومشتقاتها " لا تذكر مطلقاً في أسفار موسى الخمسة . وقد جاء في مخطوطات قمران أن الكاهن الشرير يجعلهم يعثرون في " يوم الصيام " ( في إشارة إلى يوم الكفارة ) فقد كان هو اليوم الوحيد الذي أمرت الشريعة بالصوم فيه .

وقد جاء في " المشنا " اليهودية ، انه ممنوع في يوم الكفارة الأكل أو الشرب أو الاستحمام أو الادهان أو لبس النعال أو المعاشرة الزوجية ، وإذا حل يوم الكفارة في يوم سبت ، يكون للصوم الأولوية ( مشنا " مناهوت " 11 : 9 ) .

 

( ب ) وقت الشدة :

بالاضافة إلى الصوم في يوم الكفارة الذي أمرت الشريعة كان اليهود يصومون في أوقات أخرى لم تأمر بها الشريعة وبخاصة في أوقات الشدة والضيق ، وكان البعض منها عاماً والبعض الآخر فردياً :

( 1 ) في زمن الحرب أو التهديد بالحرب : فقد صام بنو إسرائيل في بيت إيل عند حروبهم ضد بني بنيامين ( قض 20 : 26 ) ، وفي المصفاة عند حربهم مع الفلسطينيين ( 1 صم 7 : 6 ) ، ولم يأكل شاول الملك " طعاماً النهار كله والليل " قبل زيارته لعرافة عيد دور ( 1 صم 28 : 7 20 ) .

وكان يمكن فرض الصيام على المحاربين في وقت القتال ( قض 20 : 26 ، 1 صم 7 : 6 ) ، ولو أنه لا دليل على أنه كان أمراً مطلوباً دائماً ، وقد لعن شاول كل رجل يأكل خبزاً الى أن ينتقم من أعدائه ، وقد تعرض يوناثان ابنه للقتل لأنه خالف أمر أبيه ، لولا أن تدخل الشعب لانقاذه ( 1 صم 14 : 24 45 ) .

 

( 2 ) وقت المرض : فقد صام داود وبكى عندما مرض ابنه ، ولكن لما مات الولد اغتسل وادهن وبدل ثيابه وسجد في بيت الرب ، ثم طلب طعاما وأكل ( 2 صم 12 : 16 23 ) ويقول المرنم عن اعدائه إنه : " في مرضهم كان لباسي مسحا أذللت بالصوم نفسي " ( مز 35 : 13 ) .

( 3 ) وقت النوح : فقد صام رجال يابيش جلعاد سبعة أيام من أجل مقتل شاول ( 1 صم 31 : 13 ، 1 أخ 10 : 12 ) كما صام داود والشعب الى المساء أيضا لأجل شاول ويوناثان ( 2 صم 1 : 12 ) .

.....إلخ

 

( جـ ) مدة الصوم :

كان الصوم عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها ( قض 20 : 26 ، 1 صم 14 : 24 ، 2 صم 1 : 12 ، 3 : 35 ) وربما كان لليلة واحدة ( دانيال 6 : 18 ) واستمر صوم استير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً ويبدو أن هذه كانت حالة خاصة ( اس 4 : 16 ) ، وصام أهل يابيش جلعاد سبعة أيام لموت شاول ( 1 صم 31 : 13 ، 1 أخ 10 : 12 ) وصام داود سبعة أيام عند مرض إبنه ( 2 صم 12 : 16 18)

وقد صام موسى أربعين يوما ( خر 34 : 28 ، تث 9 : 9 ) ، وكذلك صام إيليا ( 1 مل 19 : 8 ) .

ويقول دانيال : " كنت نائحا ثلاثة اسابيع أيام ولم آكل طعاما شهيا ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ، ولم أدهن حتى تمت ثلاثة اسابيع ايام " ( دا 10 : 2 و 3 ) ، ولكنه لا يسمى ذلك صوما .

 

لكن كما أشرت فالحديث هنا هو عن صيام المسيحيين لا صيام اليهود.

 

كلام بلا ثقل ولا صحة

 

روى أحمد:

 

16982 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ ".

 

إسناده حسن، عمران بن القطَّان- وهو ابن داوَر- حسنُ الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. قَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي.

وهو في "مسند الطيالسي " برقم (1012) ، ومن طريقه أخرجه الطبري في مقدمة "تفسيره" (126) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1379) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/475.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (186) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2484) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران، به.

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص119- 120، والطبري في مقدمة "تفسيره" (126) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (187) ، وفي "مسند الشاميين" (2734) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2485) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، به. وسعيد بن بشير ضعيف.

وأخرجه الطبري أيضاً (129) من طريق ليث بن أبي سُليم عن أبي بردة، عن أبي المليح، به. وليث بن أبي سليم ضعيف.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/46 وقال: رواه أحمد، وفيه عمران القطان، وثّقه ابن حبان وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات.

وفي الباب عن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8003) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/158 وقال: رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم، قد ضعَّفه جماعة ويعتبر بحديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وعن أبي قلابة مرسلاً عند الطبري (127) .

وعن سعيد بن أبي هلال مرسلاً عند أبي عُبيد في "فضائل القرآن" ص120.

قال الطبري في "تفسيره" 1/101-102: والسبع الطُّوَل: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير، ثم قال: وإنما سُميت هذه السور السبع الطُّوَل، لطولها على سائر سُوَر القرآن.

وأما المِئون: فهي ما كان من سُور القرآن عددُ آيِهِ مئة آية، أو تزيد عليها شيئاً أو تنقص منها شيئاً يسيراً.

وأما المَثَاني: فإنها ما ثنَّى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني. وقد قيل: إنَّ المثاني سُميت مثاني، لتثنية الله جلَّ ذكره فيها الأمثالَ والخبرَ والعبرَ، وهو قول ابن عباس.

ثم قال أيضاً 1/104: وأما المُفَصَّل: فإنها سُمِّيت مفصَّلاً لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم".

 

مزاعم لا ثقل لها ولا مصداقية لأن خرافات توراة اليهود وسائر كتابهم المقدس العبري وكذلك كتابات الهاجادة الخاصة بأساطير الأحبار والأبوكريفا أكمل سياقًا وأوضح وأغزر وأكثر أصالة كميثيولوجيِ، والدارس لنص الكتاب المقدس والقرآن والأحاديث يلاحظ ذلك فالقرآن بلا نظام ولا سياق ولم يكن لصاحبه عند كتابته خطة كالتي في كتاب اليهود لعمل قصص مرتبة ترتيبًا منظمًا جيدًا وترتيب وكتابة الشرائع ترتيبًا جيدًا كما لاحظنا في باب نسخ الأحكام فهناك أحكام هنا وهناك متناثرة في نصوص القرآن بعضها يكمل الآخر أو حتى يبطله ويلغيه،  ولا يوجد في القرآن الكثير من الخرافات اليهودية التوراتية والهاجادية عن يعقوب وشاول (طالوت القرآن) وداوود وسليمان والقضاة المحاربين بقصصهم الإرهابية كجدعون وباراك وقصص السبي الآشوري والبابلي والأنبياء إشعيا وإرميا ودانيال وغيرهم من الشخصيات الأسطورية، وقد ذكرت أمثلة من بحثَيَّ الكبيرين عن (أصول أساطير الإسلام) عن اكتمال سياقات وقصص الهاجادة والأبوكريفا وكون قصص القرآن والأحاديث مقتبسة بصورة مشوهة ومبتورة باهتة بالمقارنة بها.

 

 

 

حديث لو آمن بي عشرة من اليهود

 

روى البخاري:

 

3941 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنْ الْيَهُودِ لآمَنَ بِي الْيَهُودُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2793 ] حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا قرة حدثنا محمد عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم

 

وروى أحمد:

 

(23984) 24484- حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى دَخَلْنَا كَنِيسَةَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ ، يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ ، فَكَرِهُوا دُخُولَنَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَرُونِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً يَشْهَدُونَ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، يُحْبِطِ اللَّهُ عَنْ كُلِّ يَهُودِيٍّ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الْغَضَبَ ، الَّذِي غَضِبَ عَلَيْهِ قَالَ : فَأَسْكَتُوا مَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، ثُمَّ ثَلَّثَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَالَ : أَبَيْتُمْ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَنَا الْحَاشِرُ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ، وَأَنَا النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى ، آمَنْتُمْ ، أَوْ كَذَّبْتُمْ . ثُمَّ انْصَرَفَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا كِدْنَا أَنْ نَخْرُجَ نَادَى رَجُلٌ مِنْ خَلْفِنَا : كَمَا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ . قَالَ : فَأَقْبَلَ . فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُونَي فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْكَ ، وَلاَ أَفْقَهُ مِنْكَ ، وَلاَ مِنْ أَبِيكَ قَبْلَكَ ، وَلاَ مِنْ جَدِّكَ قَبْلَ أَبِيكَ . قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِاللَّهِ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ ، الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي التَّوْرَاةِ ، قَالُوا : كَذَبْتَ ، ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، وَقَالُوا فِيهِ شَرًّا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَبْتُمْ لَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ ، أَمَّا آنِفًا فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أَثْنَيْتُمْ ، وَلَمَّا آمَنَ أَكْذَبْتُمُوهُ ، وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ ، فَلَنْ يُقْبَلَ قَوْلُكُمْ . قَالَ : فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلاَثَةٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو المغيرة: هو عبد القُدُّوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو السَّكسكي.

وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/11-12، وابن حبان (7162) ، والطبراني في "الكبير" 18/ (83) ، وفي "الشاميين" (948) ، والحاكم 3/415-416 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.

 

في الحقيقة اليهود كانوا أدرى به وبسبب هوسه في السعي لتحويلهم إلى دينه وممارسته العنف ضدهم لم يتبعوه وصار هناك كره تاريخي بين الديانتين، إنه من الهوس أن تصر على اتباع كل ناس دولة أو إقليم لمذهبك وطريقتك، وأن تأمر بطرد من لا يفعلون ذلك كل من البلاد أو بقتلهم وكلا الشيئين مارسهما محمد مع اليهود العرب: إبادة وتشريد وتهجير من موطنهم، وفي العصر الحديث قام العرب بأمور مماثلة في مصر وسوريا والعراق وسائر الدول العربية والإسلامية ضد اليهود. ومع ذلك فحجة محمد هذه التي يعلق عليها سبب عدم اتباع اليهود له بلا معنى، فإذا كان لم يؤمن به في عصره ولا حتى ما يكمل عدد عشرة أفراد منهم بإرادتهم في عصره، فبالأحرى ألا يتبعه منهم أي عدد أكثر من ذلك فاستدلاله دائري وباطل. وعلى أي حال بالتأكيد في عصر الفتوحات والحكم الإسلامي هناك المئات من اليهود عبر التاريخ ممن اتبعوا الإسلام سواء عن قناعة حقيقة أو هيمنة وغسيل مخ اجتماعي أو لكسب فوائد مالية واجتماعية، ومنهم من كتب كتابًا أو كتبًا ضد اليهودية ولصالح الإسلام، يعني ضد خرافة لصالح أخرى، ومع ذلك لم يتبع جمهور اليهود الإسلام قط ولم يتحقق حلم محمد الشمولي بسبب أسلوبه العنيف الإرهابي الأول التاريخي ضد اليهود. وتصور اتباع كامل فئة معينة لدين معين وحده هو تصور شمولي إرهابي لا شك فيه. ولا يُتصوَّر بأي حال أن مجرد اتباع عشرة يهود عرب من يثرب أو شبه جزيرة العرب، حتى لو كانوا من القادة الدينيين والسياسيين، كان سيؤدي بأية حال إلى إسلام كل يهود العالم، مقاصد وأحلام الحديث أو كلام محمد شمولية وهوسية، إنك لا تجد سعوديًّا مسيحيًّا أو بحرينيًّا يهوديًّا أو زردشتيًّا ليس لأن كل السكان أسلموا، بل لأنهم طردهم عمر ورحَّلهم خارج شبه جزيرة العرب إلى الشام بأمر ووصية محمد فيما قالوا.

 

خرافة طواف سليمان على نسائه

 

روى البخاري:

 

6639 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُلَيْمَانُ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ

 

ورواه أحمد 7137 و10580 ومسلم 1654

 

قصة تخلو من أدنى منطق، فأي رجل إنسان هذا الذي يمكنه معاشرة كل هذا العدد من النساء الإناث في يوم وليلة واحدة؟! هذا مستحيل بيولوجيًّا، ومن قال أن من لا يقول كلامًا دينيًّا مثل إن شاء الله لا يحصل على نسل، لو كان ذلك صحيحًا لصارت وسيلة جيدة لمنع الحمل بدلا من الأدوية! وكما شرحت في بحث الهاجادة فهذه قصة سخيفة قيلت للتهرب من تلميح القرآن لأسطورة تنكر الشيطان على شكل سليمان، لأنهم شعروا أنها تمثل معضلة لاهوتية وشبهة تشكيك، ولكني ذكرت هناك أن البخاري في صحيحه من كلامه في التفسير والطبري وغيرهما  فسروا النص القرآني {ألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب} بالقصة الهاجادية اليهودية.

 

روى عبد الرزاق:

 

9753 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك

 

وقال البخاري في صحيحه قبل 3423:

{الْجِيَادُ} السِّرَاعُ {جَسَدًا} شَيْطَانًا

 

قصة الافتراء على موسى

 

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصفّ

 

لم يتمكن المسلمون بعد موت محمد من معرفة مقصده من هذا النص، لأنهم حرّموا على أنفسهم دراسة كتاب اليهود والاطلاع عليه، كتهرب من عدم الاعتراف بحاجتهم له وأن دينهم مبني عليه، وبالتناقض كانوا ينقلون من اليهود والمسيحيين ومن أسلم منهم شفويًّا، فبعضهم نقل لهم على نحو جيد متقن أساطيرهم، وآخرون تلاعبوا بهم وأعطوهم هراء نرى الكثير منه في كتب تفسير القرآن وكتب قصص الأنبياء.

 

وهنا كان محمد يشير إما إلى خرافة نزاع قورح وبنيه مع موسى وهارون لادعائهما النبوة (العدد16)، أو نقد هارون ومريم لموسى لزواجه من حبشية كوشية ضمن زوجاته (العدد12)، أو طلبهم حسب الأسطورة للطعام (العدد11) ثم للماء في الصحراء من موسى وخوفه أن يرجموه (الخروج17)، أو مما جاء في الهاجادة عن اتهامه بالعلاقات الغير أخلاقية مع نساء متزوجات افتراءً عليه. عرضت ذلك كله في كتاب أصول أساطير الإسلام من الهاجادة. ولم يجد بعض فقيري العقول من أتباع محمد بعد موته سوى تأليف قصة غير معقولة كهذه، كما في البخاري:

 

3404 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا لَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ وَإِمَّا آفَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى فَخَلَا يَوْمًا وَحْدَهُ فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ ثُمَّ اغْتَسَلَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ فَجَعَلَ يَقُولُ ثَوْبِي حَجَرُ ثَوْبِي حَجَرُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ وَقَامَ الْحَجَرُ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}

ورواه أحمد:

 

(8173) 8158- وقَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ ، فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا ، إِلاَّ أَنَّهُ آدَرُ قَالَ : فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ ، قَالَ : فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ يَقُولُ : ثَوْبِي حَجَرُ ، ثَوْبِي حَجَرُ . حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى ، وَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً ، أَوْ سَبْعَةً ، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (278) ، ومسلم (339) وص 1841، وأَبو عوانة 1/281، وابن حبان (6211) ، والبيهقي 1/198. ورواه أحمد من طريق الحسن برقم (9091) ، ومن طريق خلاس ومحمد بن سيرين برقم (10678) ، ومن طريق الحسن أيضاً مرسلاً برقم (10678) .

 

بعض المسلمين كالشيخ عبد الوهاب النجَّار من شيوخ الأزهر القدماء المتعقلنين في كتابه (قصص الأنبياء) انتقد على نحوٍ لاذع هذه القصة، وفي هامش كتابه نقاشه مع شيوخ الأزهر الآخرين المحافظين بحيث تضمن اختلافهم معه ونقاشاتهم، فقد قال أن الأدرة (انتفاخ الخصية) من عدمه لا علاقة لها بوظيفة النبوة والرسالة، وما معناه أن تبرئة موسى بطريقة كهذه هي فضيحة في حد ذاتها، حجر يجري بثوب، وموسى يجري وراءه ببلاهة عاريًا، تصورات غير منطقية وخرافية بلهاء، كانت ستثير غثيان محمد نفسه. وما وجه المعجزة والغرابة في وجود آثار في حجر من ضرب أحدهم عليه؟! وأنا شخصيًّا أعتبره من منكرات أحاديث البخاري وأسخفها. ولا أدل على ذلك أن الطبري وابن كثير في تفسيريهما لم يذكرا هذه السخافة واستبعدوها تمامًا. إن القرآنيين ومتعقلني السنة اليوم وبعض الناقدين الشيعة اليوم وقبلهم المعتزلة في الزمن القديم كابن النظام أصابوا حينما وصفوا أبا هريرة بأنه فقير العقلية ومنتحل للكثير من الأحاديث عن محمد. فهل نعتبر هذه قصة لرجل قالها في خرف شيخوخته، أم من الأدبيات الجنسية عن المثلية الجنسية للإثارة؟!

 

 

 

قصة موسى وملاك الموت

 

روى البخاري:

 

3407 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ قَالَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ

 

رواه مسلم 2372 وأحمد 7646 و8172.

 

هذه القصة سبق أن عرضت مصدرها الهاجادي اليهودي في كتابي عن الهاجادة، وهو عمل مشترك مع ابن المقفع الباحث العراقي باسمه المستعار، وهي قصة غير منطقية فكيف يمكن ضرب ملاك مفوض من إله خرافي حاكم على كل الكون حسب زعمهم، وكيف لم يعتبر الله ذلك كما نسميه اعتداءً على موظف حكومي (إلهي بالأحرى) أثناء أدائه عمله وفي ساعات دوامه؟!

 

قصة عيسى ابن مريم والرجل السارق الكاذب في إنكاره السرقة

 

روى البخاري:

 

3444 - و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ أَسَرَقْتَ قَالَ كَلَّا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي

 

رواه أحمد 8154 ومسلم 2368.

 

يقول المثل الدارج الواعي (قالوا للحرامي احلف قال جاءك الفرج). قصص بلهاء كهذه مع احترامي لا تصلح للحياة العملية الواقعية بما فيها، معظم الدول لا يوجد فيها قدر كبير من المثالية حتى بريطانيا العظمى فيها فقر وحاجة وسرقة ومن يقرأ نشراتها الخاصة بالسفر والانتباه على حقائبك وما شابه يعرف ذلك من خلال موقع سفارة بريطانيا مثلًا.

 

خير نساء في العالم هم القرشيات بزعم الأحاديث!

 

وروى البخاري:

 

5082 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ

 

3434 - وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا قَطُّ تَابَعَهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِيُّ عَنْ الزُّهْرِيّ

 

ورواه أحمد 16929 و2923 و7650 والبخاري بعد 5356

 

روى مسلم:

 

[ 2527 ] حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أم هانئ بنت أبي طالب فقالت يا رسول الله إني قد كبرت ولي عيال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن ثم ذكر بمثل حديث يونس غير أنه قال أحناه على ولد في صغره

 

ورواه أحمد 7650 و7651 و8244 و9113 و10059 و10525 و10921 وعبد الرزاق20603 وهو عند البخاري (5082) و (5365) بالمرفوع منه فقط. وروي نحو حديث أبي هريرة عن أم هانئ نفسها في "المعجم الكبير" للطبراني 24/ (1067) من طريق الشعبي عن أم هانئ، وسنده حسن.

 

كلام باطل وغير منطقي، فنساء العالم المتقدم من صاحبات الاختراعات المفيدة والعلم النافع الحقيقي أفضل بملايين المرات من مجموعة نساء بدويات مقموعات قامعات لبعضهن البعض رجعيات سلفيات ظلاميات. وحسب المحبر لمحمد بن حبيب أن محمدًا قال هذه الجملة لما خطب أم هانئ فرفضت لأن لديها صبية أيتام، وحسب الواقدي بل قاله يوم فتح مكة:

 

قَالَ: حَدّثَنِى ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالا: لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مَكّةَ جَلَسَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِى مَجْلِسٍ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَمَرّ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: قَدْ كَانَ يُذْكَرُ لَنَا مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ حُسْنٌ وَجَمَالٌ مَا رَأَيْنَا هُنّ كَذَلِكَ قَالَ: فَغَضِبَ عَبْدُ الرّحْمَنِ حَتّى كَادَ أَنْ يَقَعَ بِسَعْدٍ وَأَغْلَظَ عَلَيْهِ فَفَرّ مِنْهُ سَعْدٌ حَتّى أَتَى رَسُولَ اللّهِ ÷ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ مَاذَا لَقِيت مِنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “وَمَا لَهُ”؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ. قَالَ: فَغَضِبَ النّبِىّ ÷ حَتّى كَانَ وَجْهُهُ لَيُتَوَقّدُ، ثُمّ قَالَ: “رَأَيْتهنّ وَقَدْ أُصِبْنَ بِآبَائِهِنّ وَأَبْنَائِهِنّ وَإِخْوَانِهِنّ وَأَزْوَاجِهِنّ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ وَأَبْذَلُهُ لِزَوْجٍ بِمَا مَلَكَتْ يَدٌ”.

 

فضل عائشة وفاطمة

 

روى البخاري:

 

3411 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ

 

ورواهما أحمد 19523 و12597 والبخاري 3769 و3433 3770 و5419 و5428 ومسلم 2431 و2446

 

3770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ

 

ومما روى أحمد:

 

12391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20919) ، وفي "تفسيره" 1/121، ومن طريقه أخرجه المصنف أيضاً في "فضائل الصحابة" (1325) و (1337) ، والترمذي (3878) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2960) ، وأبو يعلى (3039) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (147) ، وابن حبان (6951) و (7003) ، والسّراج في "مسنده" كما في "الاستيعاب" 4/365، والطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (1003) و23/ (3) ، والحاكم 3/157، وأبو نعيم في "الحلية" 2/344، والبغوي في "شرح السنة" (3955) ، وفي "التفسير" 1/301.

وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1332) و (1338) ، ومن طريقه الحاكم 3/157 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد" (2961) ، والطبري 3/263، وابن عدي 4/1533، والطبراني في "الكبير" 22/ (1004) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/404، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 4/277، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/83 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس. وأبو جعفر سييء الحفظ. لكن حديثه حسن في المتابعات وهذا منها.

وفي الباب عن علي، سلف برقم (938). وعن ابن عباس، سلف برقم (2668).

 

هذا القول العنصري مقتبس في معظمه من كتاب اليهود فيما يُنسب إلى الملك سليمان:

 

(25دُرْتُ أَنَا وَقَلْبِي لأَعْلَمَ وَلأَبْحَثَ وَلأَطْلُبَ حِكْمَةً وَعَقْلاً، وَلأَعْرِفَ الشَّرَّ أَنَّهُ جَهَالَةٌ، وَالْحَمَاقَةَ أَنَّهَا جُنُونٌ. 26فَوَجَدْتُ أَمَرَّ مِنَ الْمَوْتِ: الْمَرْأَةَ الَّتِي هِيَ شِبَاكٌ، وَقَلْبُهَا أَشْرَاكٌ، وَيَدَاهَا قُيُودٌ. الصَّالِحُ قُدَّامَ اللهِ يَنْجُو مِنْهَا. أَمَّا الْخَاطِئُ فَيُؤْخَذُ بِهَا. 27اُنْظُرْ. هذَا وَجَدْتُهُ، قَالَ الْجَامِعَةُ: وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً لأَجِدَ النَّتِيجَةَ 28الَّتِي لَمْ تَزَلْ نَفْسِي تَطْلُبُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا. رَجُلاً وَاحِدًا بَيْنَ أَلْفٍ وَجَدْتُ، أَمَّا امْرَأَةً فَبَيْنَ كُلِّ أُولئِكَ لَمْ أَجِدْ! ) الجامعة7: 25-28 

 

لا شك يوجد كثير من النساء أكثر حكمة من رجال كثيرين، وهذه مقولة عنصرية جوفاء يخالفها الواقع الملاحَظ. وبالنسبة لمقولة محمد فلا أدري كيف يقارن هؤلاء بجهلهن وترويجهن للخرافات ومشاركتهن في الإجرام المحمدي وفي بعض الفتن كمعركة الجمل وخضوعهن ورضوخهن لقمع محمد لهن وحبسهن بنساء عالمات عظيمات في الفيزياء والطب والأحياء والكيمياء والعطاء العلمي والإنساني لرفاه البشرية وتنويرها وتحريرها.

 

وروى أحمد:

 

(10999) 11012- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانْبَه ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن مردانبة، فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. محمد بن عبد الله الزبيري: هو أبو أحمد، وابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البجلي.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8525) ، والطبراني في "الكبير" (2611) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/343، والخطيب في "تاريخه" 11/90 من طريق الفضل بن دكين، عن يزيد بن مردانبة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2614) من طريق عطاء بن يسار، والطبراني أيضاً (2615) ، والخطيب في "تاريخه" 9/231 من طريق عطية العوفي، كلاهما عن أبي سعيد، به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8169) و (8528) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/644، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1967) ، وابن حبان (6959) ، والطبراني في "الكبير" (2610) ، والحاكم في "المستدرك" 3/166-167، وأبو نعيم في "الحلية" 5/71، والخطيب في "تاريخه" 4/207 من طريق الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبيه، به. وفيه زيادة: "إلا ابني الخالة: عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا" . قال الحاكم: هذا حديث قد صح من أوجه كثيرة، وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم فيه لين.

قلنا: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، وثقه الفسوي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن معين، فهو حسن الحديث.

وسيرد بالأرقام (11594) و (11618) و (11777) .

وفي الباب عن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/391-392 وإسناده صحيح.

وعن عبد الله بن مسعود عند الحاكم 3/167 وصححه، ووافقه الذهبي. وعن قرة بن إياس، عند الطبراني في "الكبير" (2617) ، وإسناده صحيح. وعن البراء بن عازب، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/184، وقال: رواه الطبراني، وإسناده حسن.

 

(11594) 11616- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

 

23329 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي: مُنْذُ مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَنَالَتْ مِنِّي وَسَبَّتْنِي، قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: دَعِينِي، فَإِنِّي آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِلَى] الْعِشَاءِ، ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَنَاجَاهُ، ثُمَّ ذَهَبَ فَاتَّبَعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ: " مَنْ هَذَا ؟ "، فَقُلْتُ: حُذَيْفَةُ، قَالَ: " مَا لَكَ ؟ "، فَحَدَّثْتُهُ بِالْأَمْرِ، فَقَالَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ وَلِأُمِّكَ "، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " فَهُوَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ يَهْبِطِ الْأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ، وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "

 

إسناده صحيح . إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي .

وأخرجه تاماً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (381) و (8298) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/372-373 من طريق حسين ابن محمد، بهذا الإسناد .

وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 2/198 و12/96، والترمذي (3781) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2966) ، وابن نصر في "قيام الليل" (267) ، والنسائي في "الكبرى" (8365) ، وابن حبان (6960) و (7126) ، والطبراني في "الكبير" (2607) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (1406) ، والحاكم 3/151 و381، والبيهقي في "الدلائل" 7/78 من طرق عن إسرائيل، به .

وأخرجه مختصراً بقصة فضل فاطمة الحاكم 3/151 من طريق أبي مريم عبد الغفار بن قاسم الأنصاري، عن المنهال بن عَمرو، به .

وأخرجه مقطعاً الطبراني في "الكبير" (2606) و22/ (1005) من طريق عدي ابن ثابت، والطبراني في "الكبير" (2608) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/230-231 من طريق عاصم بن أبي النجود، كلاهما عن زر بن حبيش، به .

ووقع في رواية عاصم: جبريل، بدل ملك لم ينزل!

وسيأتي الحديث بأخصر مما هنا من طريق زر بن حبيش عن حذيفة برقم (23436) ، ومن طريق الشعبي عن حذيفة برقم (23330).

وأخرج الطبراني في "الكبير" (2609) ، وفي "الأوسط" (6282) من طريق قيس ابن أبي حازم، عن حذيفة قال: بت عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت عنده شخصاً فقال لي: "يا حذيفة، هل رأيت ؟" قلت: نعم يا رسول الله، قال: "هذا ملك لم يهبط إلي منذ بُعِثت، أتاني الليلة فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" .

وفي باب قوله: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (10999) ، وذُكِرت شواهده هناك .

وفي باب قوله: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة" عن ابن عباس، سلف برقم (2668) .

وعن فاطمة، سيأتي برقم (26413) .

وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1006) .

 

2668 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ: " تَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ " فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علباء: هو ابن أحمر اليشكري.

وأخرجه أبو يعلى (2722) ، والحاكم 3/185 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة.

وأخرجه عبد بن حميد (597) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (148) ، وابن حبان (7010) ، والطبراني (11928) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وسيأتي برقم (2901) و (2957) .

 

26413 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَرْحَبًا بِابْنَتِي " . ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثِهِ ثُمَّ تَبْكِينَ ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . سَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ " فَبَكَيْتُ لِذَلِكَ (1) ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، ؟ " قَالَتْ: فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (2)

 

(1) لفظ: "لذلك" ليس في (ظ6) .

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الخارفي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع.

وأخرجه ابن سعد 2/247-248، والبخاري (3623) و (3624) ، وفي "الأدب المفرد" (1030) ، وأبو يعلى (6744) و (6745) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (145) و (5945) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1032) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/364، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/223 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

قال ابن الأثير: قال أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم، وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في "الصحيحين"، وهذا يرويه عن فراس، عن الشعبي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 14/129، ومسلم (2450) (99) ، والنسائي في "الكبرى" (8368) ، وابن ماجه (1621) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2943) من طريقين عن زكريا، به.

وأخرجه الطيالسي (1373) ، والبخاري (6285) و (6286) ، ومسلم (2450) (98) ، والنسائي في "الكبرى" (7078) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2946) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (144) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1033) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/39-40، والبيهقي في "الدلائل" 7/164-165، والبغوي في "شرح السنة" (3960) من طريق أبي

عوانة، عن فراس، به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (947) و (971) ، وأبو داود (5217) ، والترمذي (3872) ، والنسائي في "الكبرى" (8369) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2944) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1038) من طريق المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، بنحوه. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عائشة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2945) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (146) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/165-166، من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن فاطمة بنت الحسين، عن عائشة بنحوه مطولاً. ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الملقب بالدِّيباج، ضعيفاً.

وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" 22/ (1030) من طريق جابر، عن أبي الطفيل، عن عائشة.

وانظر (24483) .

 

لم يصدر عن حفيدي محمد على حد علمي سلوك يعتبر إجراميًّا على عكس أفعال أبيهم علي في حروبه لصالح محمد كفتوح اليمن أو حروبه الشرعية أو شبه الشرعية على السلطة ضد أعدائه المنقلبين على حكمه في معركة الجمل والنهر وصفين، وعلى عكس حروب محمد جدهم من ناحية أمهم فاطمة، لكن لا يوجد سبب لإعطاء هذا التقدير المبالغ فيه لهما، لم يكن لهما دور تاريخي كبير، أي شخص سياسي أو عالم وغيره ممن ساهموا في خير وتقدم وسلام البشرية له قيمة أعلى بكثير من شخصيات كعائشة وفاطمة والحسن والحسين وحتى محمد وعلي وأصحاب محمد، الحسين حاول عمل ثورة وقُتِل، والحسن تنازل عن وراثة الحكم للأمويين ولو كان حاول النزاع معهم فالأرجح أنه كان سينهزم كما انهزم أبوه وأخوه فالحديث المنسوب لمحمد:

 

2704 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ اسْتَقْبَلَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبَ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّي حَتَّى تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ أَيْ عَمْرُو إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ مَنْ لِي بِأُمُورِ النَّاسِ مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَاعْرِضَا عَلَيْهِ وَقُولَا لَهُ وَاطْلُبَا إِلَيْهِ فَأَتَيَاهُ فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَتَكَلَّمَا وَقَالَا لَهُ فَطَلَبَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَصَبْنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ عَاثَتْ فِي دِمَائِهَا قَالَا فَإِنَّهُ يَعْرِضُ عَلَيْكَ كَذَا وَكَذَا وَيَطْلُبُ إِلَيْكَ وَيَسْأَلُكَ قَالَ فَمَنْ لِي بِهَذَا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئًا إِلَّا قَالَا نَحْنُ لَكَ بِهِ فَصَالَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّمَا ثَبَتَ لَنَا سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ

 

بلا قيمة لأن هذا تقدير مبالغ فيه لمدى قدرة الحسن في الحقيقة، الحجاز لاحقًا لم يعد لها القدرة على مواجهة قوة الشام والأمويين. يبدو أن دخول العرب الشام كان بسبب  مساعدة الشوام المسيحيين العرب ومن أسلم منهم ضد الروم البيزنطيين وقد ظهرت موازين القوى بصورة مختلفة بمجرد تنظيم الشوام في جيش عربي متأسلم. ومع ذلك كان معاوية يخشى من أي منافسة له على السلطة من خلال نسل علي، أحفاد محمد، وقد سُمِّم الحسن بصورة بشعة يقال على يد زوجة له، كما سأعرض في باب (الأحداث بعد موت محمد).

 

أما فاطمة فإنسانة طيبة على حد علمي ولم تقدم أي شيء مهم أو يُذكَر للإنسانية، وللسنة والشيعة على السواء تهاويل وتعظيم لها بلا معنى، وعند الشيعة أكثر، وخاصة الاثناعشرية الإمامية لألفتي لنصوصهم قليلًا، وإنجاب أئمة الشيعة أمر لم تكن فاطمة خططت له ليكون لها فضل وعظمة فيه، ولبعض أئمة الشيعة علم وفلسفة دينية وفقه عالٍ كبير له تقدير وعلم بالأبوكريفيات والهاجاديات وعلوم الكتاب المقدس بالإضافة إلى علوم الإسلام، لكنهم يظلون مع تقديرنا لهم في النهاية مروجي خرافات وخزعبلات وشمولية فكرية دينية إرهابية بنكهة شيعية بدلًا من السنية والإسلام جوهره واحد عمومًا خرافة وإرهاب ورجعية.

 

براهين عجيبة مزعومة على الوحي إلى محمد

 

روى البخاري:

 

1789 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ قَالَ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ أَوْ قَالَ صُفْرَةٌ فَقَالَ كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي عُمْرَتِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُتِرَ بِثَوْبٍ وَوَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَقَالَ عُمَرُ تَعَالَ أَيَسُرُّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْوَحْيَ قُلْتُ نَعَمْ فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ لَهُ غَطِيطٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ كَغَطِيطِ الْبَكْرِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ الْعُمْرَةِ اخْلَعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ وَاغْسِلْ أَثَرَ الْخَلُوقِ عَنْكَ وَأَنْقِ الصُّفْرَةَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ


1536 - قَالَ أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرِنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى يَعْلَى فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنْ الْعُمْرَةِ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ اغْسِلْ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَرَادَ الْإِنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ نَعَمْ

 

4985 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ عَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أَظَلَّ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى أَنْ تَعَالَ فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا هُوَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ كَذَلِكَ سَاعَةً ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنْ الْعُمْرَةِ آنِفًا فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ

وانظر مسلم 1180 وأحمد 17967.

 

قد لا يعدو الأمر كونه كان قد نام في جو حار، وقد ترجم لنا الفاضل إبراهيم جركس كتابًا قيمًا للدكتر علي سينا الكندي الإيراني الأصول بعنوان سيرة سيكولوجية لنبي الإسلام وفيه ما خمنه الدارسون المسيحيون والملحدون من فترة طويلة من أن محمدًا كان مصابًا بعلة عقلية أو  نفسية ما وقد خمنوا أن الأعراض المذكورة هي المميزة للصرع أو مرض عصبي عقلي آخر ولو أن تشخيصاتهم متنوعة متباينة بحكم الفاصل الزمني وأنها تخمينات لكن المبدأ نفسه صحيح، وقد ذكرت أدلة محتملة على ذلك بباب هل هو خير البشر حقًّا وباب الخرافات وباب المعجزات، وقد قلت أن المرض النفسي في حد ذاته لا يعيب الشخص، لكن أذية البشر هو ما يعيبه، وأنه سيعيبنا نحن أن نتبع شخصًا مشكوكًا في سلامته العقلية والنفسية وفي مزاعمه التي لا دليل عليها مع كثرة أفعاله الغير أخلاقية الساقطة والإجرامية والغير منطقية وغيرها.

 

أساليب التخويف للوعظ

 

روى أبو داوود:

 

1563 - حدَّثنا أبو كامل وحُميد بن مسعدة - المعنى - أن خالد بن الحارث حدَّثهم، حدَّثنا حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جدِّه: أن امرأةً أتت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ومعها ابنة لها، وفي يدِ ابنتها مُسْكَتان غليظَتانِ مِنْ ذهبٍ، فقال لها: "أتعطين زكاة هذا؟ " قالت: لا، قال: "أيَسُرُّكِ أن يسوِّرَك الله بهما يومَ القيامَةِ سوارَينِ مِن نار؟ " قال: فخلعتهُما فألقَتهُما إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلم -، وقالت: هُما لله ولرسوله.

 

إسناده حسن. أبو كامل: هو فضيل بن حسين الجحدري، وحسين: هو ابن ذكوان العوذي، وشعيب: هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.

وأخرجه الترمذي (642)، والنسائي في "الكبرى" (2270) من طريقين عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعّفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - شيء.

وهو في "مسند أحمد" (6667).

قال المنذري في "مختصره" (1506): لعل الترمذي قصد الطريقين اللذين ذكرهما، وإلا فطريق أبي داود لا مقال فيها.

وقد صحح ابن القطان في "بيان الوهم والايهام" 5/ 365 إسناد أبي داود.

 

وروى أحمد:

 

(14873) 14934- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الزُّرَقِيُّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ ، قَالَ : فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ ، سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَبَّحْنَا طَوِيلاً ، ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ سَبَّحْتَ ؟ ثُمَّ كَبَّرْتَ ؟ قَالَ : لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللَّهُ عَنْهُ.(3/360).

 

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، ومحمود- ويقال: محمد- بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير معاذ بن رفاعة، ووثقه أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 7/316، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/373.

والحديث في "سيرة ابن هشام" عن ابن إسحاق 3/263.

وأخرجه الطبراني (5346) من طريق محمد بن سلمة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (113) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 1/148 مختصراً: دفن سعد بن معاذ ونحن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وانظر ما سيأتي برقم (15029) .

وقد سلف نحوه برقم (14505) من طريق معاذ بن رفاعة، عن جابر بإسقاط محمود بن عبد الرحمن.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/55. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12975) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (112) . وعن ابن عمر عند البيهقي (111) .

 

(24283) 24787- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ح) وَابْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ : عَنْ إِنْسَانٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً ، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. (6/55)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد أختلف فيه على شعبة:

فرواه يحيى بن سعيد القطان- كما في هذه الرواية- ووهب بن جرير- فيما أخرجه إسحاق بن راهويه (1114) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (273) كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة.

ورواه محمد بن جعفر- كما في هذه الرواية كذلك، والرواية الآتية (24663) عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافعة، عن إنسان، عن عائشة.

ومحمد بن جعفر من أوثق الناس بشعبة، إلا أنه أبهم الراوي عن عائشة، وقد جاء مصرحاً به فيما رواه كلّ من:

آدم بن أبي إياس- فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (897) (مسند عمر بن الخطاب) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (106) - وعلي بن الجعد - كما في "الجعديات" (1566) - وعبد الرحمن بن زياد ويحيى بن أبي بكير - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (274) و (275) - وأبو عائشة - فيما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (107) - وعبد الملك بن الصباح- فيما أخرجه ابن حبان (3112) - وعلي بن عاصم- فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة- سبعتهم عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع عن امرأة ابن عمر صفية، عن عائشة، به، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 108.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (276) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (108) من طريق وسفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4624) ، والبيهقي (110) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن سعد، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة. فذكره مطولاً وقال: لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد إلا سعد بن إبراهيم، ولا رواه عن سعد إلا عقيل انفرد به ابن لهيعة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/46، وقال: رواه أحمد، عن نافع عن عائشة. وعن نافع، عن إنسان، عن عائشة. وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح.

وسيكرر (24663) .

وفي الباب عن ابن عمر عند النسائي 4/100- 101. وعن جابر بن عبد الله، سلف (14873) . وعن حذيفة، سلف برقم (23457).

 

مثل هذا الأسلوب لا يزرع في البشر أخلاقًا حقيقية ولا قناعة حقيقية بالأخلاق وحب فعل الخير وتجنب فعل الشرور، بل هم يفعلون ذلك خوفًا من عقوبة من إله خرافي أو طمعًا في ثواب خرافي، ومتى ما اهتز إيمانهم بالدين وهذا وارد ويحدث كثيرًا فإنهم يرتكبون سرقات وخداع وأعمال نصب وأبشع الأفعال، لذلك فإن الخرافات والميتافيزيقيا برأيي أساس فاسد وضعيف لبناء أخلاق البشر. وأسلوب الترويع هذا هو أسلوب مناسب للجهلة والرعاع والأمم الغير متقدمة، ولم تعد تستعمله في المعظم الكنائس والوعاظ ورجال الدين الغربيون، وذات مرة سمعت دقيقتين من خطبة كنسية مصرية على محمول زميل عملٍ فوجدت أنها نفس الأسلوب الترويعي التخويفي القديم الظلامي لكن في قالب مسيحي، هذا الأسلوب لا يصلح لإنشاء إنسان يؤمن بالأخلاق نفسها وقيمتها في حد ذاتها. ومن ضمن انعدام المنطق والعقلانية فما الخوف من تضيق القبر على جثة لا تشعر من الأساس ولم يعد بها حياة بيولوجية ذات إحساس ووعي؟! وإذا كان محمد يشهد لسعد بن معاذ كما روى البخاري:

 

3803 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَعَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ اهْتَزَّ السَّرِيرُ فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 2466 ] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن

 

[ 2467 ] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وجنازته موضوعة يعني سعدا اهتز لها عرش الرحمن

 

وروى أحمد:

 

(11184) 11202- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.(3/24).

 

(13454) 13488- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ قَتَادَةُ ، وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَجَنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ عز وجل.(3/234).

(14153) 14200- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ.(3/296).

 

(14400) 14453- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

 

(19095) 19305- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَكَانَ غِلْمَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ تَلَقَّوْا أَهْلِيهِمْ ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ ، فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ . فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ : صَدَقْتِ لَعَمْرِي ، حَقِّي أَنْ لاَ أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا ، قَالَ : قَالَتْ : قُلْتُ لَهُ : مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقَدْ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

قَالَتْ : وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

عرش كعرش البشر واهتز ربما لأن الله نفسه تأثر حتى اهتز العرش! وكلام تجسيدي بدائي مضحك، لكن بصرف النظر فشخص بهذه المكانة كيف ولماذا سيتضايق عليه قبره؟! خرافات ظلامية لا منطقية لا يفكر السذج فيها.

 

حشر الناس للقيامة الخرافية عراة

 

روى البخاري:

 

3349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

 

6527 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ

 

وعند الشيعة من بحار الأنوار ج75 ص 65:

 

وقال أبونعيم : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال : كتب إلي أحمد بن إبراهيم بن هشام الدمشقي حدثنا أبوصفوان القاسم بن يزيد بن عوانة ، عن ابن حرث ، عن ابن عجلان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : شيع أمير المؤمنين عليه السلام جنازة فلما وضعت في لحدها عج أهلها ( 1 ) وبكوا فقال : ما تبكون ؟ أما والله لوعاينوا ما عاين ميتهم لاذهلهم ذلك عن البكاء عليه أما والله إن له إليهم لعودة ، ثم عودة ، حتى لا يبقي منهم أحدا ، ثم قام فيهم فقال : اوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الامثال ، ووقت لكم الاجال ، وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها [ وأبصارا لتجلوا عن غشاها ] وأفئدة تفهم مادها ها [ في تركيب صورها وما أعمرها ] فإن الله لم يخلقكم عبثا ، ولم يضرب عنكم الذكر صفحا ، بل أكرمكم بالنعم السوابغ [ وأرفدكم بأوفر الروافغ ، وأحاط بكم الاحصاء ، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء ] .
فاتقوا الله عباد الله ، وجدوا في الطلب ، وبادروا بالعمل قبل [ مقطع النهمات ( 2 ) و ] هاذم اللذات ( 3 ) ومفرق الجماعات ، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها ، غرور حائل [ وشبح فائل ( 4 ) ] ، وسناد مائل ، ونعيم زائل . وجيد عاطل .
فاتعظوا عباد الله بالعبر [ واعتبروا بالايات والاثر ] وازدجروا بالنذر [ وانتفعوا بالمواعظ ] فكأن قد علقتكم مخالب المنية [ وأحاطت بكم البلية وضمكم بيت التراب ] ودهمتكم مفظعات الامور بنفخة الصور ، وبعثرة القبور وسياقة المحشر ، وموقف الحساب في المنشر ، وبرز الخلائق حفاة عراة ، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ، ...إلخ

____________________________________________________
( 1 ) عج يعج عجا : صاح ورفع صوته .
( 2 ) النهمة : بلوغ الهمة والشهوة في الشئ ، يقال " له في هذا الامر نهمة " أى شهوة و " قضى منه نهمته " أى شهوته .
( 3 ) الهاذم بالذال المعجمة بمعنى الهادى ويستعمل مع الموت .
( 4 ) الشبح : الشخص .
وما ينظر بالعين من ابل وغنم وبناء .
والفائل - فاعل عن فال يفيل رأيه : أخطأ وضعف .

 

كتاب المسلسلات : حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال : حدثني أحمد بن زياد بن جعفر قال : حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي العريضي قال : قال أبوعبدالله أحمد بن محمد بن خليل : قال : أخبرني علي بن محمد بن جعفر الأهوازي قال : حدثني بكر بن أحنف قال : حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه السلام قالت : حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهما السلام قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عليهما السلام عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة ، وعليها باب مكلل بالدر و الياقوت ، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي القوم " وإذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة علي ؟ فدخلته فاذا أنا بقصر من عقيق أحرم مجوف ، وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الأخضر ، وإذا على الباب ستر ، فرفعت رأسي فاذا مكتوب على الباب " محمد رسول الله علي وصي المصطفى " وإذا على الستر مكتوب : " بشر شيعة علي بطيب المولد " .
فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرد أخضر مجوف لم أر أحسن منه ، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلوء وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة علي هم الفائزون ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال : يامحمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلام يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة على ويدعى الناس بأسماء امهاتهم ما خلا شيعة علي عليه السلام فانهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت : حبيبي جبرئيل وكيف ذاك ؟ قال : لانهم أحبوا عليا فطاب مولدهم .
بيان : " فطاب مولدهم " لعل المعنى أنه لما علم الله من أرواحهم أنهم يحبون عليا وأقروا في الميثاق بولايته طيب مولد أجسادهم .

 

كشف الغمة: عن كفاية الطالب ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " ( 3 ) ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه السلام ألا وإن ناسا من أصحابى يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول " أصيحابي أصيحابي ، قال : فيقال : إنهم لم يزالوا مرتد ين على أعقابهم مذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى عليه السلام " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " إلى قوله : " العزيز الحكيم " ( 1 ) قلت : ( 2 ) هذاحديث صحيح متفق على صحته من حديث المغيرة بن النعمان. رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن كثير ، عن سفيان ، ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار بن بندار ، عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة ، ورزقناه بحمد الله عاليا من هذا الطريق ، هذا آخركلامه ( 3 ) .
بيان : الغرل بضم الغين المعجمة ثم الراء المهملة جمع الاغرل وهو الاغلف .
 

_________________________________________________________
( 3 ) الانبياء : 104 .

( 1 ) المائدة : 117 .
( 2 ) من كلام صاحب الكفاية : الكنجى .
( 3 ) كشف الغمة ج 1 ص 147 ، وقوله : " هذا آخر كلامه " من تتمة كلام الاربلى في - الكشف ، يشير إلى أن كلام صاحب الكفاية : الكنجى الحافظ ينتهى ههنا ، لا عند قوله تعالى " العزيز الحكيم " ، فهو الذى شكر سند الحديث ثم قا ل : رزقناه عاليا .
وزاد في المصدر بعد ذلك ". وليس هذا موضع هذا الحديث ، ولعله ذكره من أجل قوله " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " .
يريد بكلامه هذا أن الكنجى الحافظ انما ذكر - الحديث المذكور في غير مورده ، تحقيقا لما كان بخلده من أن أصحاب النبى ص كانوا قد نقضوا ايمانهم بعد توكيدها وقوله " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " ويقال ايضا : " حار بمد ماكار " اصله من كور العمامة وادارتها ثم حورها ونقضها .

 

تفسير العياشي: عن خيثمة الجعفي قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام انا ومفضل ابن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا ، فقال له مفضل الجعفي : جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به ، قال : نعم إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا ، ( 1 ) قال : فقلت : جعلت فداك ما الغرل؟ قال : كما خلقوا أول مرة ، فيقفون حتى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار - يرون أن في النار راحة فيما هم فيه ...إلخ

 

تفسير القمي: أبي ، عن ابن محبوب ، عن أبي محمد الوابشي ، ( 4 ) عن أبي الورد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد فهم حفاة عراة فيقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا فتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما ( 5 ) وهو قول الله : " وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا "...إلخ

 

يعتبر البشر خاصة بالمفهوم الديني أن نزع الملابس إهانة، فأي مبرر سيجعل الإله لا يوفر ملابس لائقة للبشر؟! من ميثيولوجي كهذا يستوحي رجال الأمن في الدول العربية وربما حتى الأمركيون في سجن أبي غريب أساليب اضطهاد وتعذيب المعتقلين.

 

إهدار وتعطيل الأموال وأدوات الإنتاج لممارسة طقوس خرافة

 

روى أحمد:

 

2025 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا الْعَامَ ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ ، فَرَكِبَ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - نَاضِحًا، وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1782) ، ومسلم (1256) (221) ، والبيهقي 4/346 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1859) ، والنسائى 4/130-131، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، به مختصراً .

وأخرجه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) (222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، به. وسمى حبيب المرأة أم سنان الأنصارية.

وأخرجه ابن حبان (3699) ، والطبراني (11410) من طريق يعقوب بن عطاء، والطبراني (11322) من طريق ابن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء، به مختصراً. وفيه عند ابن حبان والطبراني تسمية المرأة باسم أم سليم، وزوجها بأبي طلحة، والإسنادان ضعيفان. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (2808) و (2809) ، وانظر "فتح الباري" 3/603-605 (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.

 

وروى البخاري:

 

1863 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

يعني إهدار للجهد والوقت ولأداة إنتاج خاصة بعصرهم هي الجمل الذي يُنقَل عليه الماء لزراعة النخل وغيره في يثرب.

 

وبالإضافة إلى إهدار الجهد والوقت في عمل حج خرافي غير مفيد (مع كامل احترامنا لحرية الاعتقاد والممارسات الطقسية التعبدية الدينية عمومًا)، فهناك إهدار أكثر للوقت والمال بعمل حج عن الموتى، فروى أحمد:

 

2189 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَنَا بَدَنَتَانِ، فَأَزْحَفَتَا عَلَيْنَا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي سِنَانٌ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ ؟، فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ سِنَانٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَمْ يَحُجَّ ؟ قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق- فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وسنان بن سلمة ولد يوم حنين، وأرسل أحاديث وقد روى له مسلم، والجهني الذي سأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سنان بن عبد الله الجهني سماه كذلك فيما سيأتي برقم (2518) .

وأخرجه أبو داود (1763) ، وابن خزيمة (3035) ، وابن حبان (4024) ، والطبراني (12897) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وانظر (1869) .

 

2518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَ سِنَانٍ بَدَنَةٌ، فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ، فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ لأسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قُلْتُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ لِي حَاجَتَانِ، وَلِصَاحِبِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: أَلا أُخْلِيكَ ؟ قُلْتُ: لَا، فَقُلْتُ: كَانَتْ مَعِي بَدَنَةٌ فَأَزْحَفَتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ، لَأَسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْبُدْنِ مَعَ فُلَانٍ، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَلَمَّا قَفَّا رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِمَا أَزْحَفَ عَلَيَّ مِنْهَا ؟ قَالَ: " انْحَرْهَا وَاصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْهُ عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ (1) رُفْقَتِكَ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي، فَأُغْنَمُ فَأُعْتِقُ عَنِ أُمِّي، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَتِ امْرَأَةٌ سِنَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أُمِّهَا تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تَحْجُجْ، أَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّهَا دَيْنٌ، فَقَضَتْهُ عَنْهَا، أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْ أُمِّهَا ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلْتَحْجُجْ عَنْ أُمِّهَا "

وَسَأَلَهُ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ: " مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " (2)

 

(1) لفظة "أهل" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

وأخرجه الطبراني (12898) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرج القسم الثاني منه النسائي 5/116، وابن خزيمة (3034) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به. ووقع عند النسائي "امرأة سنان بن سلمة الجهني"، ولعله خطأ من أحد الرواة، ولم يذكر في أوله سؤال موسى بن سلمه عن العتق عن أمه.

وأخرج القسم الثالث منه وهو السؤال عن ماء البحر: الدارقطني 1/35، والحاكم 1/140 من طريق سريج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصَوب الدارقطني وقفه على ابن عباس. وانظر (1869) و (2189) .

قوله: "فأزحفت عليه" أي: وقفت من الكلال والإعياء.

وقوله: "فعيي بشأنها"، قال السندي: قيل: بياءَين أو بواحدة مشددة، أي: عجز، أو بنون ثم ياء على بناء المفعول: من العناية بالشيء والاهتمام به.

وقوله: "فلما قفا"، أي: أدبر.

 

وروى البخاري:

 

1852 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ

 

1854 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ

 

1855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ فَقَالَتْ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ

 

والأحاديث في مسند عبد الله بن عباس من مسند أحمد (3049 ومكرراته) وغيره فنكتفي بذلك

 

أداء الطفل لطقوس لا يفهم معناها ليس له معنى

 

روى أحمد:

 

1898 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّوْحَاءِ، فَلَقِيَ رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَنِ القَوْمُ ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ " فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ مِحَفَّتِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1)

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس.

وأخرجه أبو داود (1736) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/282، والطيالسي (2707) ، والحميدي (504) ، ومسلم (1336) (409) ، والنسائي 5/21، وابن الجارود (411) ، وأبو يعلى (2400) ، وابن خزيمة (3049) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/256، وابن حبان (144) ، والبيهقي 5/155، والبغوي (1852) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن وكيع، عن ابن عيينة، عن سفيان، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، به.

وأخرجه مالك 1/422، ومن طريقه الشافعى 1/283، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/256، وفي "شرح المشكل" 3/229، والبيهقي 5/155، والبغوي (1853) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 3/229 من طريق ابن معين، و3/230 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/155-156 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أربعتهم عن إبراهيم بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1899) و (2187) و (2610) و (3195) و (3196) و (3202) .

والعَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف.

والمحفة: الهودج لا قُبة له، ويوضع على ظهر البعير لتركب فيه المرأة.

 

2187 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فِي مِحَفَّةٍ فَأَخَذَتْ بِضَبْعِهِ " فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده. وانظر (1898) .

والمحفة بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب من مراكب النساء. والضبْع: العَضُد.

 

هذا طفل رضيع أو صغير جدًّا، فكيف يكون له حج وطقوس؟!

 

بل البنوك والمصارف في تعاملها بالفوائد تزداد ثراء على ثراء

 

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين:

 

2262 - أخبرنا علي بن حمشاد العدل ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثنا إسرائيل عن الركين بن الربيع

 وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو كامل وحجاج قالا : ثنا إسرائيل عن الركين بن الربيع عن أبيه الربيع بن عميلة عن عبد الله بن مسعود  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح. اهــ. وأخرجه ابن ماجه (2279) ، والشاشي (809) ، والطبراني في "الكبير" (10539) ، والحاكم 2/37 و4/317-318 من طريق إسرائيل، عن الركين، به.

 

روى أحمد:

 

3754 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إِلَى قُلٍّ "

 

حديث صحيح، شَريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وإن كان سيئ الحفظ - متابع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والركين بن الربيع: هو ابن عميلة الفزاري الكوفي.

وأخرجه الحاكم 2/37 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، لكن تحرف فيه شَريك إلى إسرائيل.

وأخرجه أبو يعلى (5042) و (5348) و (5349) ، والشاشي (808) ، والطبراني في "الكبير" (10538) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1333 من طرق عن شريك، به.

وأخرجه ابن ماجه (2279) ، والشاشي (809) ، والطبراني في "الكبير" (10539) ، والحاكم 2/37 و4/317-318 من طريق إسرائيل، عن الركين، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وسيأتي برقم (4026) .

قوله: "تصير إلى قل": قال ابن الأثير: القل، بالضم: القِلة، كالذل والذلة، أي إنه وإن كان زيادةً في المال عاجلاً، فإنه يؤول إلى نقص، كقوله تعالى: {يمحق الله الربا ويرْبي الصدقات} [البقرة: 276] .

 

بل على العكس فإن البنوك التي تقرض التجار والدول تفيد وتستفيد، وهي تزداد ثراء على ثراء بما تكسبه من فوائد وأرباح.

 

تقبيل الحجر الأسود عند الكعبة

 

هو بقية من عادة وطقس وثني، وعمر نفسه انتقده ضمنيًّا إلى حد ما، روى أحمد:

 

99 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الْحَجَرِ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ (4) مَا قَبَّلْتُكَ . ثُمَّ قَبَّلَهُ (5).

 

 (4) في (ص) : قبَّلك .

(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين . زهير : هو ابن معاوية ، وإبراهيم : هو ابن يزيد النخعي .

وأخرجه البخاري (1597) ، وأبو داود (1873) ، والنسائي 5 / 227 ، وابن حبان (3822) ، والبيهقي 5 / 74 ، والبغوي في " شرح السنة " (1905) من طرق عن الأعمش ، بهذا الإسناد . وسيأتي برقم (176) و (325). وأخرجه مسلم (1270) (251) ، والترمذي (860) من طريق أبي معاوية 

 

229 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأُصَيْلِعَ - يَعْنِي عُمَرَ - يُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَيَقُولُ : إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ ، وَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَنْفَعُ وَلا تَضُرُّ ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ لَمْ أُقَبِّلْكَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سرجس ، فمن رجال مسلم .

وأخرجه ابن ماجه (2943) من طريقين عن أبي معاوية ، بهذا الإسناد .

وأخرجه عبد الرزاق (9033) ، والحميدي (9) ، ومسلم (1270) (250) ، والبزار (250) ، والنسائي في " الكبرى " (3918) من طرق عن عاصم ، به . وسيأتي برقم (361) .

 

الرمل في الثلاث طوافات من السبع حول الكعبة سنة أم لا

وما الداعي لأن يرمل المسلمون اليوم؟!

 

روى البخاري:

 

4256 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ وَفْدٌ وَهَنَهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ وَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَزَادَ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَامِهِ الَّذِي اسْتَأْمَنَ قَالَ ارْمُلُوا لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَهُمْ وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ

 

روى أحمد:

 

2220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ بِالْبَيْتِ إِذَا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى حَتَّى يَأْتِيَ الْحَجَرَ، ثُمَّ يَرْمُلُ وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَكَانَتْ سُنَّةً "

 

صحيح، علي بن عاصم متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وكان قد اختلط، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، له رؤية وهو آخر من مات من الصحابة. وأخرجه بنحوه مسلم (1264) (237) ، والبيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، ومسلم (1264) (237) ، وابن حبان (3845) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن خزيمة (2719) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن الجريري، به.

ولم يذكروا فيه قول ابن عباس: "وكانت سنة"، غير البيهقي، قال فيه: "وليست بسنة". وأخرجه أبو داود (1889) ، وابن خزيمة (2707) ، وابن حبان (3812) ، والبيهقي 5/79 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي بنحوه برقم (2688) و (2782) و (2787) و (2868) و (3534) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وقوله: "وكانت سنة" هو من حديث علي بن عاصم، عن ابن خُثيم، انظر (2782) ، وليس من حديث الجريري، فقد رواه البيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري، فقال فيه: "وليست بسنة"، وهي الرواية الصحيحة عن ابن عباس، فقد سلف برقم (2029) من طريق فطر، وسيأتي برقم (2707) و (3534م) من طريق أبي عاصم الغنوي، كلاهما عن أبي الطفيل أن ابن عباس قال فيه: "وليست بسنة".

 

وروى مسلم:

 

[ 1261 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف بالبيت الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة وكان بن عمر يفعل ذلك

 

[ 1261 ] حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني بن إسماعيل عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة أول ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت ثم يمشي أربعة ثم يصلي سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة

 

 [ 1261 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قال حرملة أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف حين يقدم يخب ثلاثة أطواف من السبع

[ 1262 ] وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي حدثنا بن المبارك أخبرنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ثلاثا ومشى أربعا

 

 [ 1262 ] وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا سليم بن أخضر حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع أن بن عمر رمل من الحجر إلى الحجر وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله

 

 [ 1263 ] وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قرأت على مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف

 

 [ 1263 ] وحدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك وابن جريج عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل الثلاثة أطواف من الحجر إلى الحجر

 

وروى أحمد:

 

2782 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ، بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنَ العَجَفِ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ، أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ؟ قَالَ: " لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنِ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ " فَجَمَعُوا لَهُ، وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا، وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ، فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: " لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً " فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ، أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ".

 

إسناده قوي، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه بنحوه ابن حبان (3812) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد  الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد، وسلف مختصراً برقم (2220) .

قوله: "ما يتباعثون"، قال السندي: أي: يقومون، أي: الصحابة. من العجف: بفتحتين، أي: الضعف الحاصل بالجوع والمرض. من ظهرنا: أي: من جِمالنا. وبنا جمامة: بالجيم، أي: راحة وشبع وري. غميزة: أي: نقيصة يغمز بها بعضهم بعضاً، يقال: فيه غميزة، أي: مطعن أو مطمع، ويمكن الحمل على المعنى الثاني، أي: لا يرون فيكم ضعفاً يطمعون به في محاربتكم. لينقزون بالقاف، من نَقَزَ كنَصَر: إذا وثب، أو بالفاء كضَرَبَ بمعناه.

 

وكما نرى من الهامش السابق والحديث التالي توجد أحاديث أخرى منسوبة لنفس الشخص، ابن عباس، تقول أنه نفى أن يكون الرمل (المشي السريع) سنة، فروى مسلم:

 

[ 1264 ] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الجريري عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس أرأيت هذا الرمل بالبيت ثلاثة أطواف ومشى أربعة أطواف أسنة هو فإن قومك يزعمون أنه سنة قال فقال صدقوا وكذبوا قال قلت ما قولك صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة فقال المشركون إن محمدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت من الهزل وكانوا يحسدونه قال فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثا ويمشوا أربعا قال قلت له أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكبا أسنة هو فإن قومك يزعمون أنه سنة قال صدقوا وكذبوا قال قلت وما قولك صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس يقولون هذا محمد هذا محمد حتى خرج العواتق من البيوت قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضرب الناس بين يديه فلما كثر عليه ركب والمشي والسعي أفضل

 

[ 1266 ] وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب قال المشركون إنه يقدم عليكم غدا قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شدة فجلسوا مما يلي الحجر وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا ما بين الركنين ليرى المشركون جلدهم فقال المشركون هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد من كذا وكذا قال بن عباس ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم

 

 [ 1266 ] وحدثني عمرو الناقد وابن أبي عمر وأحمد بن عبدة جميعا عن بن عيينة قال بن عبدة حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس قال إنما سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورمل بالبيت ليري المشركين قوته

 

ورواه أحمد 2707 و2029 و3534م.

 

وروى أحمد:

3534 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " اعْتَمَرَ مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلَ بالْبَيْتِ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَشْوَاطٍ "

حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْطُفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا، قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ قَالَ: صَدَقُوا، قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ - حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ ، فَلَمَّا صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلَاثًا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلَاثًا " وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ.

 

حديث صحيح، أبو عاصم الغنوي لم يحدث عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح . وانظر (2707) .

 

وجود رأيين متناقضين منسوبين كليهما لابن عباس يدل غالبًا على كذب الرواة في إحدى الروايتين، أو تناقض ابن عباس في آرائه، فرواية بأنها سنة وأخرى بأنها ليست بسنة.

 

وربما يتساءل أحدهم ولماذا يستمرون في الهرولة والرمل وهم اليوم كلهم مسلمون لا غريب وسطهم عند أداء شعيرة الحج أو العمرة، لكن لا تنسَ أن هناك اليوم بث بالأقمار الصناعية لطقسهم الطريف هذا، الكفار غير المسلمين سيرتعبون من الركض المضحك للمسلمين في ملابس الإحرام الشبيهة بالأكفان تلك رغم أن دول الغرب لديهم أسلحة متقدمة وعلوم متقدمة رهيبة!

 

تعظيم أشخاص بصورة مهووسة تذللية

 

روى أحمد:

 

16551 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ - وَقَالَ غَيْرُ يُونُسَ , ابْنُ رَزِينٍ أَنَّهُ نَزَلَ الرَّبَذَةَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ يُرِيدُونَ الْحَجَّ، قِيلَ لَهُمْ: هَاهُنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ: " بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هَذِهِ "، وَأَخْرَجَ لَنَا كَفَّهُ كَفًّا ضَخْمَةً، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَبَّلْنَا كَفَّيْهِ جَمِيعًا

 

إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن رزين- وهو الغافقي- لم يذكروا في الرواة عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: مجهول، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق، وعطاف: هو ابن خالد المخزومي مختلف فيه، وهو حسن الحديث يونس: هو ابن محمد

ابن مسلم المؤدب.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (973) ، والطبراني في "الأوسط" (661) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/92 من طريقين عن عطاف.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/42، وقال في الصحيح منه البيعة، ورواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد، وقد سلف حديث البيعة برقم (16509) و (16518) .

 

وروى أحمد:

 

21295 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بُرْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا بُرْدٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: أَيْ أُخَيَّ اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ ضَرَبَ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " قَالَ عَفَّانُ: "عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ "

 

إسناده صحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعفان: هو ابن مسلم. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (317) عن يونس بن محمد وعفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف برقم (21457) و (21542). وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1248) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/386، والطبراني في "الكبير" (1077) ، وفي "مسند الشاميين" (1463) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، عن بلال بن رباح. مختصراً بالمرفوع. قلنا: وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5145) . وذكرت شواهده هناك. قوله: "ضرب بالحق على لسان عمر" قال السندي: أي: جعل الحق لازماً له لا يتعداه إلى الباطل.

 

21457 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، رَجُلٍ مِنْ أَيْلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْغُلَامُ. فَاتَّبَعَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، ادْعُ اللهَ لِي بِخَيْرٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ، أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي مِنِّي لَكَ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حِينَ مَرَرْتُ بِهِ آنِفًا يَقُولُ: نِعْمَ الْغُلَامُ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صدوق، وقد صرح بالتحديث عند يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/416، وهو متابع. وأخرجه ابن سعد 2/335، والبزار في "مسنده" (4059) ، والمزي في ترجمة غضيف من "تهذيب الكمال" 23/114-115 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد- واقتصر ابن سعد والبزار على المرفوع منه. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/21، وأبو داود (2962) ، وابن ماجه (108) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/461، وابن أبي عاصم في "السنة" (1249) ، الطبراني في "مسند الشاميين" (1543) و (3565) ، والقطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد (521) ، والحاكم 3/86-87، والبيهقي في "المدخل" (66) من طرق عن محمد بن إسحاق، به- واقتصر ابن أبي شيبة وأبو داود وابن ماجه ويعقوب بن سفيان وابن أبي عاصم على المرفوع منه أيضاً. وأخرجه الطبراني أيضاً (1543) و (3566) ، والحاكم 3/86-87، والبيهقي (66) من طريق هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان، عن مكحول، وسيأتي برقم (21542) عن يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق.

 

 

 

القرآن لا يستحق توصيفات حسنة كهذه

 

روى البخاري:

 

5427 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ

 

ورواه البخاري 5020 و5059 و7560 ومسلم 797 وأحمد 19549 و19614 و19615 و19664 وعبد الرزاق 20933

 

من وجهة نظري فالقرآن بما فيه من نصوص إرهابية وعنصرية ضد الغير مسلمين وضد النساء ونصوص بها أخطاء علمية وتاريخية وخرافات لا يستحق توصيفات حسنة كهذه، فهو مصدر جهل وضرر. ونفس الأمر ينطبق على الإيمان.

 

قراءة القرآن ليست فضيلة ولا عملًا خيِّرًا

 

روى مسلم:

 

[ 798 ] حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبيد الغبري جميعا عن أبي عوانة قال بن عبيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران

 

أخرجه الطيالسي (1499) ، والدارمي (3368) ، وأبو داود (1454) ، والترمذي (2904) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (8047) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (29) ، وأبو نعيم في. "الحلية" 2/260، والبغوي في "شرح السنة" (1174) من طرق عن هشام الاستوائي، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسي - ومن طريقه الترمذي وأبو نعيم- بهشامٍ شعبةَ، وقرن الدارمي وأبو داود به

همَّاماً. ووقع عند الدارمي: زُرارة بن أبي أوفى، وهو خطأ. قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح، وقال البغوي: هذا حديث متفقٌ على صحته.

وأخرجه مسلم (798) (244) ، والنسائي في "الكبرى" (8045) ، وابن الضريح في "فضائل القرآن" (35) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (3) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/395 من طريق أبي عَوانة، عن قتادة، به.

وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (4194) و (6016) عن معمر، عن قتادة، عن زيارة بن أوفى، عن عائشة، به. قال المزي في "التهذيب": والمحفوظ أن بينهما سعد بن هشام.

ورواه أحمد من طريق شعبة برقم (24788) ، ومن طريق همَّام برقم (24634). ورواه أحمد بالارقام (24634) و (24677) و (24788) و (25365) و (25592) و (26028) و (26296).

قال السندي: قوله: "ماهرٌ به"، أي: حاذِق بقراءته.

"مع السَّفَرَة": هم الملائكة، جمع سافر، وهو الكاتب لأنه يبين الشيء، ولعل المراد بهم الملائكة الذين قال تعالى فيهم: {بأيدي سفرة كرام بررة} [عبس. 15-16] . والمعية في التقرب إلى الله تعالى، وقيل: المراد أنه يكون في الآخرة رفيقاً لهم في منازلهم، أو هو عامل بعملهم.

"أجران": قيل: يضاعف له في الأجر على الماهر لأن الأجر بقدر التعب، وقيل: بل المضاعفة للماهر لا تحصى، فإن الحسنة قد تضاعفت إلى سبع مئة وأكثر، والأجر شيء مقدر، وهنا له أجران من تلك المضاعفة.

 

وقال البخاري معلَّقًا في صحيحه:

 

بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ

 

قراءة نص ديني من جهة علم الأخلاق ليست فعلًا ذا صلة بالخير والأخلاق، بل هو مجرد ممارسة تعبدية، ولو أن من يقرأ يفهم ما يقرأ فلا يمكن أن تكون قراءة أغلب ومعظم نص كهذا خيرًا أو فعلًا يتسبب بخير عمومًا بما فيه من نصوص إرهابية وعنصرية ورجعية وخرافات.

 

أصل السجود وتفكر البعض من المسلمين في سخافة هذا الطقس

 

روى أحمد:

 

776 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، ضَحِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَمْ أَرَهُ ضَحِكَ ضَحِكًا أَكْثَرَ مِنْهُ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ قَوْلَ أَبِي طَالِبٍ، ظَهَرَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ، وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نُصَلِّي بِبَطْنِ نَخْلَةَ ، فَقَالَ: مَاذَا تَصْنَعَانِ يَا ابْنَ أَخِي ؟ " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلامِ "، فَقَالَ: مَا بِالَّذِي تَصْنَعَانِ بَأْسٌ، أَوْ بِالَّذِي تَقُولانِ (1) بَأْسٌ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَعْلُوَنِي اسْتِي أَبَدًا، وَضَحِكَ تَعَجُّبًا لِقَوْلِ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَا أَعْتَرِفُ أَنَّ عَبْدًا لَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِي غَيْرَ نَبِيِّكَ - ثَلاثَ مِرَارٍ - لَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ النَّاسُ سَبْعًا " (2)

 

(1) في (ق) : تفعلان، وعلى حاشيتها: تقولان.

(2) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك الحديث، وفي حديثه عن أبيه مناكير، وحبة العُرني ضعيف أيضاً. ابو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري.

وأخرجه الطيالسي (188) ، والبزار (751) من طريق يحيى بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً أبو يعلي (447) من طريق الأجلح، عن سلمة بن كهيل، به.

ولفظه عن علي قال: ما أعلم أحداً من هذه الأمة بعد نبيها عَبَد الله قبلي، لقد عبدته قبل ان يعبده أحد منهم خمس سنين، أو سبع سنين. وإسناده ضعيف أيضا، فيه غير حبة العرنى شيخ أبي يعلى أبو هشام الرفاعي- واسمه محمد بن يزيد بن محمد العجلي- قال البخاري فيه: رأيتهم مجمعين على ضعفه، والأجلح متكلم فيه. وانظر ما سيأتي برقم (1191) و (1192) .

وأورد الحاكم في "المستدرك" 3/112 نحو حديث أبي يعلى، من طريق الأجلح به، فعلق عليه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: هذا باطل، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أول ما أوحي إليه آمن به خديجةُ وأبو بكر وبلال وزيد مع علي قبقه بساعات، أو بعده بساعات، وعبدوا

اللَه مع نبيه، فأين السبعُ سنين؟! ولعل السمعَ أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: عبدتُ الله ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع، ثم حبةُ شيعي جلد قد قال ما يُعْلَمُ بطلانُه من أن علياً شهد معه صفين ثمانون بدرياً.

قلنا: وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 12/65، وابن ماجه (120) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1324) ، وفي "الآحاد والمثاني" (178) ، والنسائي في "الخصائص" (7) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (337) ، والحاكم 3/111-112 من طريق العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال: إني عبدُ الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب، صليت قبلَ الناس بسبع سنين قبل أن يعْبُده أحد من هذه الأمة. قال الذهبي: ما هو بصحيح، بل حديث باطل، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/341 عن أبي بكر الأثرم أنه قال: سألت أبا عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) عن حديث علي "أنا عبد الله وأخو رسوله..." فقال: اضرب عليه، فإنه حديث منكر.

 

يقول بعض العلماء أن أصل السجود هو أن جماعات القرود عندما يغضب زعيمها الأقوى تنحني له القرود جميعها بهذه الطريقة الخاضعة لتسكين غضبه، ويقولون أنه حينذاك يمارس الجنس مع من شاء من الإناث وأحيانًا حتى الذكور! ولا شك أن في الحديث هنا_رغم ضعفه_لمحة من التشكك في هذه الشعيرة الغريبة، ويوجد عند البوديين كما نرى سجود للعبادة للبودوات وكاحترام للكهنة وكبار السن المارين خاصة في الدول الأكثر تقليدية ومحافظة كنيبال وسيريلانكا.

 

معرفة عائشة وتيقنها من أن زوجها محمد كان مجرد مدعٍ

 

روى أحمد:

 

24012 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَهَا: " إِنِّي أَعْرِفُ غَضَبَكِ إِذَا غَضِبْتِ، وَرِضَاكِ إِذَا رَضِيتِ " قَالَتْ: وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " إِذَا غَضِبْتِ قُلْتِ: يَا مُحَمَّدُ، وَإِذَا رَضِيتِ قُلْتِ: يَا رَسُولَ اللهِ "

 

حديث غير محفوظ بهذه السياقة، خالف فيه عباد بن عباد الرواة عن هشام بن عروة، فقد رواه أبو أسامة حماد بن أسامة كما في الرواية (24318) -ومن طريقه أخرجه الشيخان- ووكيع كما في رواية (25779) ومن تابعهما كما سيأتي في التخريج عن هشام عن أبيه عن عائشة، بلفظ: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليَّ غضبى" قالت: فقلت: من أين تعلم ذاك؟ قال: "إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت عليّ غضبى تقولين: لا وربِّ إبراهيم" قلت: أجَلْ، والله ما أهجرُ إلا اسمك.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/227 من طريق الإمام أحمد، عن عباد بهذا الإسناد.

وأورده الذهبي في "السير" 2/169، وقال: هذا حديث غريب، والمحفوظ ما أخرجا في الصحيحين لأبي أسامة عن هشام.

 

من يدري؟! ربما ما يشككون في متنه هو الأصح وهو ما كانت تقوله عائشة لكنه خافوا من معناه ودلالته!

 

وعندما عمل محمد ما يشبه إعلانًا قرآنيًّا بطلب زوجات بدون مهور ووضعه لنفسه قاعدة الحرية المطلقة في تعامله معهن وهجر من شاء منهن، قالت له كما في رواية البخاري:

 

5113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ مِنْ اللَّائِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلرَّجُلِ فَلَمَّا نَزَلَتْ { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ } قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ

 

4788 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقُولُ أَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { تُرْجِئُ مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ } قُلْتُ مَا أُرَى رَبَّكَ إِلَّا يُسَارِعُ فِي هَوَاكَ

 

رواه مسلم 1464 وأحمد 25026 و25251 و26251

 

وروى أحمد:

 

(25251) 25765- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا كَانَتْ تُعَيِّرُ النِّسَاءَ اللاَّتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : أَلاَ تَسْتَحْيِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَعْرِضَ نَفْسَهَا بِغَيْرِ صَدَاقٍ ؟ فَنَزَلَ ، أَوْ قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي} إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ قَالَتْ : إِنِّي أَرَى رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ.

 

توصيات أخلاقية جيدة عن طريق خرافات لا تحدث ولا نراها في عالم الواقع

 

روى مسلم:

 

[ 2567 ] حدثني عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أنى أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه

 

الوصية نفسها هنا أخلاقية وجيدة، لكن الحث عليها تم بخرافة مضحكة.

 

وروى البخاري:


1442 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا

 

ورواه مسلم 1010 وأحمد 8054

 

لا أدري، هل سمع أحد منكم هذين الملاكين الخرافيين المزعومين، ما الفائدة من ترديد كلام لن نسمعه نحن؟! أما الوصية والمقصد فصالح، لكن الحث بخرافات خداع لا يفيد وهو مناسب لبشر بعقول أطفال أنانيين، لا يفعلون الخير لأجل الخير نفسه.

 

وروى مسلم:

 

 [ 2732 ] حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

 

 [ 2732 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل

 

 [ 2733 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان وهو بن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد 21707 و21708 وأخرجه مسلم (2732) (86) و (87) ، وأبو داود (1534) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 12/620، وابن حبان (989) من طرق عن طلحة ابن عبيد الله بن كريز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء . واقتصر على المرفوع. ووقع في رواية فضيل بن غزوان، عن طلحة بن عبيد الله فيما سيأتي 6/452 عن أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ . وانظر ما بعده . والدرداء: هي بنت أبي الدرداء . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري في "الأدب المفرد" (623) وأبي داود (1535) ، والترمذي (1980). وعن عمران بن حصين عند البزار (3170 - كشف الأستار) . وعن أنس (3171) .

 

وروى أحمد:

 

21721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ، يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا".

 

إسناده حسن من أجل خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . وهو في "الزهد" لأحمد ص 19 . وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "الحلية" 9/60 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (979) ، وعبد بن حميد (207) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" 1/266 و267 و269، وابن حبان (686) و (3329) ، والطبراني في "الأوسط" (2912) ، وابن السني في "القناعة" (22) و (23) و (24) ، والحاكم 2/444-445، وأبو نعيم في "الحلية" 1/226، والقضاعي في "مسند الشهاب" (810) ، والبيهقي في "الشعب" (3412) ، والبغوي في "شرح السنة" (4045) من طرق عن قتادة، به . وبعضهم يزيد فيه على بعض، ورواية الطيالسي والطبري في موضعيه الثاني والثالث والحاكم وأبي نعيم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (188) من طريق أحمد بن عبيد بن إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ثابت عن أبيه ثابت، قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك بن مروان كتاباً ذكر أنه عن أبيه أبي الدرداء، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" . وأحمد بن عبيد ضعيف . ويشهد للشطر الثاني حديث أبي هريرة السالف برقم (8054) .

 

 

خرافة تصفيد الشياطين الخرافية في شهر رمضان العربي القمري

 

روى البخاري:

 

1899 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ

 

وروى مسلم:

 

 [ 1079 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين

 

 [ 1079 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين

 

وروى أحمد:

 

18794 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ: " كُنْتُ فِي بَيْتٍ فِيهِ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ أَوْلَى بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، قَالَ: فَحَدَّثَ الرَّجُلُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي رَمَضَانَ تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ أَبْوَابُ النَّارِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ كُلُّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ هَلُمَّ ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَمْسِكْ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عرفجة- وهو ابن عبد الله الثقفي- روى عنه جمع ووثقه العجلي ص331، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/273. وباقي رجاله إلى صحابيه- ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري متابعة، وشعبة روى عنه قبل الاختلاط، وصحابيه المبهم هو أبو عبد الله فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242 باب الكنى، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 وجعله ابن عيينة من حديث عتبة بن فرقد وخطَأه النسائي، كما سيرد في التخريج. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/130، وفي "الكبرى" (2418) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقال: وحديث شعبة هذا أولى بالصواب. قلنا: يعني من حديث ابن عيينة الآتي ذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (327) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، وقال: بإسناده نحوه. يعني جعله من حديث عتبة بن فرقد! ورواه حماد بن سلمة- فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 11/242، وفي "النكت الظراف" 7/234-235 عن عطاء، عن عرفجة، عن أبي عبد الله، رجل من الصحابة، حدثهم عند عتبة بن فرقد. وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7386) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 17/ (325) - والنسائي في "المجتبى" 4/129- 130، وفي "الكبرى" (2417) ، من طريق سفيان بن عيينة، وابن قانع في "معجمه" 2/269، والطبراني في "الكبير" 17/ (326) من طريق عبد السلام بن حرب (وتحرف اسمه عند الطبراني إلى: عبد الله) كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عرفجة، بلفظ: عُدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان؟ قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "تفتح أبواب...". وقال النسائي: هذا خطأ. وله شاهد من حديث أبي هريرة ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (7148) يصح به، وذكرنا هناك بقية شواهده. وسيأتي بالحديث بعده و5/411 (23491).

 

7148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ "

 

صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، وأبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- روايته عن أبي هريرة مرسلة. إسماعيل : هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (8383) ، وابن أبي شيبة 3/1، وإسحاق بن راهويه (1) و (2) ، والنسائي 4/129، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/154 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (8991) و (8992) ، وسيتكرر من هذا الطريق برقم (9497). ولحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هذا شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644) ، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/99، وهو كما قال. وأخرجه ابن ماجه (1642) ، والترمذي (682) ، وابن خزيمة (1883) ، وابن حبان (3435) ، والحاكم 1/421، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "شعب الإيمان" (3598) ، والبغوي (1705) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي  صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومرة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار. وذلك كل ليلة" . وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين! قال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، فذكر الحديث. قال محمد وهذا (يعني حديث الأعمش عن مجاهد من قوله) أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش. قلنا: لكن يشهد له مرفوعا بسياقة أبي بكر بن عياش ما أخرجه ابن أبي شيبة 3/1، وأحمد 4/311 و312 و5/411، والنسائي 4/130، والبيهقي في "الشعب" (3601) عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وإسناده حسن. وللقسم الأخير منه ما سيأتي في مسند أبي هريرة نفسه برقم (7450). وانظر ما يأتي من طريق مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة برقم (7780) .

 

خرافة أن أفعال الشر والتفكير فيه بسبب كائنات خرافية شياطين هي خرافة وبنوا عليها خرافة تقييد الشياطين في رمضان، وهذا مخالف للواقع، فهل لا ترتكب جرائم في رمضان في الدول الإسلامية كالقتل والسرقة والنصب والاختلاس. وكذلك "الذنوب الخرافية الدينية" حسب مفهومهم الديني الرجعي ترتكب أكثر في رمضان من جهة الأغاني والرقص والمسلسلات والإعلانات. وذكر الحديث في مسند أحمد عن صوت يتكلم بدون ان يسمعه أحد بلا فائدة فلماذا سيتكلم متكلم بصوت لا يسمعه به أحد إلا كسفاهة وتضييع جهد ووقت؟! ما فائدة ذلك؟! هذه خرافة طبعًا.

 

التباهي بعدد الأمة

 

وروى أحمد بن حنبل:

12613 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالْبَاءَةِ ، وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا، وَيَقُولُ: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ، إِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي. ورواه أحمد عن عفان وحده برقم (13569) . وحسَّنه الهيثمي في "المجمع" 4/258. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5095) من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (490) عن خلف بن خليفة، به. وأخرجه البزار (1400- كشف الأستار) ، وابن حبان (4028) ،  والبيهقي في الكبرى 7/81-82، والضياء في "المختارة" (1888) و (1889) و (1890) من طرق عن خلف بن خليفة، به. وله شاهد من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050) ، والنسائي 6/65-66، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) و (4057)

 

ورواية أبي داوود:

 

2050 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يزيد بن هارون أخبرنا مستلم بن سعد عن منصور يعني ابن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال " لا " ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم " .

 

قال الألباني: حسن صحيح

 

19069 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ الصُّنَابِحِيَّ الْأَحْمَسِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، فَلَا تَقْتَتِلُنَّ بَعْدِي "

 

إسناده صحيح على خطأ في اسم صحابيه، وهو الصنابح بن الأعسر الأحمسي، فمن قال: الصنابحي بياء النسبة فقد أخطأ، وقد بينا ذلك في أول الترجمة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.//وأخرجه الحميدي (780) - ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/220- والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/168، وابن قانع في "معجمه" 2/23، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (46) و (47) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.//وأخرجه ابن أبي شيبة 11/438-439 و15/29- ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (739) عن عَبْدَة بن سليمان- وابن حبان (6446) من طريق معتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (7416) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، وابن بشكوال في "الحوض والكوثر" (45) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/35، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة صنابح بن الأعسر) من طريق جعفر بن عوف، خمستهم عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وعندهم- ما خلا عبدة بن سليمان- الصنابح.

 

تفكير قدري سلبي مشؤوم، ويبدو أن المسلمين والشرقيين سيستمرون في زيادة أعدادهم إلى تضاعفات رهيبة حتى يصلوا إلى المجاعة التامة نتاج سوء الأوضاع وعدم التخطيط والطبقية وعدم كفاية موارد الأرض. وتقارير المنظمات الدولية تؤكد توجه البشرية في معظم الدول عدا العالم المتقدم نحو كارثة مؤكدة.

 

ولا أفهم ما موضع المباهاة في أمة معظمها من الفقراء الرعاع الدهماء يعانون الجهل وانعدام الثقافة والعلم وانتشار الخرافات والخزعبلات الإسلامية والشعبية والعادات السيئة؟! أمة أقل عددًا مع تنظيم وتدريب مهني وتثقيف وتقدم ورفاهية أفضل كثيرًا للمباهاة بها، كأمم أستراليا والنروِج والدنمارك والسويد وكدول تنظم النسل بصورة معقولة كبريطانيا.

 

محمد يصلي ويسلم على نفسه

 

روى أحمد:

 

26416 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ ابْنَةِ حُسَيْنٍ، عَنْ جَدَّتِهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ " . وَإِذَا خَرَجَ، صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ " . قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ "، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: " رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ ".

 

صحيح لغيره، دون قوله: "اللهم اغفر لي ذنوبي"، فحسن، وهذا إسناد منقطع. فاطمة بنت حسين- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم تدرك فاطمة الكبرى بنت رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليث- وهو ابنُ أبي سُلَيم، وإن يكن ضعيفاً- قد توبع، وبقية رجاله ثقات. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَّة، وعبد الله بن حسن: هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب.

وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/285 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/338 و10/405، والترمذي (314) ، وابن ماجه (771) ، وأبو يعلى (6822-6823) ، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 161، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل " 11/618-619، والبغوي في "شرح السنة" (481) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ أبي شيبة بابن عُلَيَّة أبا معاوية - وهو محمد بن خازم - وساق لفظ روايته، وسترد في الحديث بعده.

قال الترمذي: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشهراً.

قلنا: وحسَّنه الحافظ في " نتائح الأفكار" 1/284، وقال 1/286: عُمْرُ الحسين عند موت أمه رضي الله عنها دون ثمان سنين.

وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (841) من طريق شريك، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/618، والطبراني في "الكبير" 22/ (1044) ، وفي "الدعاء" (424) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطبري في "المنتخب" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 161 من طريق المطلب بن زياد، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به، واقتصر عبد الوارث بن سعيد على ما يقوله عند الدخول، وزاد المطلب بن زياد في دعاء الدخول والخروج البسملةَ، ولم يسق إسماعيل القاضي لفظه.

وأخرجه عبد الرزاق (1664) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1043) ، وفي "الدعاء" (423) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (83) ، والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل" 11/619، والدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/284 و1/287 من طريق قيس بن الربيع وهو ضعيف

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (87) ، والطبراني في "الأوسط" (5671) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة فاطمة بنت حسين) ، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/286- 287 من طريق إبراهيم بن يوسف، عن سُعَيْر بن الخِمْس.

وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 160 من طريق رَوْح بن القاسم، و160-161 من طريق عيسى بن يزيد الأزرق، و161-162 من طريق مَنْدل، و162 من طريق شَريك. وأخرجه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار" 1/287-288 من طريق عبد العزيز الدراوردي، سبعتهم عن عبد اللّه بن حسن، به.

وجاء في رواية سُعَيْر بن الخِمْس وعيسى بن الأزرق والدراوردي أنه حمد اللّه أيضاً، وزاد الدراوردي كذلك أنه قال: بسم اللّه. وجاء عنده: "سهِّل" بدل: "افتح".

واختلف فيه على ليث وشريك والمطلب بن زياد، وذَكَرَ الاختلاف عليهم الدارقطنيُّ في "العلل"، وقد مر هنا بعضه.

وسيرد بعده، وبرقم (26419) .

وله شاهد من حديث أبي حُمَيْد وأبي أُسَيْد، قالا: قال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إذا دخلَ أحُدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهو عند مسلم (713) ، وقد سلف برقم (16057) ، وذكرنا هناك أن في بعض طرقه ذِكرَ التسليم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعند أبي داود: فليسلِّم، أو ليصلِّ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونقلنا هناك قول البيهقي: لفظ التسليم فيه محفوظ.

 

كلام غير معقول وتصور ذهني عجيب، فلا يعقل توجيه محمد للتعبدات والتقديسات لنفسه. وصائغ الحديث تصور ذلك على أساس أن صيغة الصلوات والتسليمات بعد التشهد فيها الصلاة والسلام على محمد.

 

وروى أحمد:

 

15360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ذر: هو ابن عبد الله المُرْهبي الهَمْدَاني، وابن عبد الرحمن بن أبزى: هو سعيد كما جاء مصرحاً به في الرواية رقم (15364) .

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9831) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10177) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (345) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، به، وفيه قصة.

وسيأتي بالأرقام (15363) و (15364) و (15367) .

قال السندي: قوله: "أصبحنا": أي: دخلنا في الصباح.  قوله: "على فطرة الإسلام ": أي: على السنة التي سنَّها الله تعالى لعباده، وهي الإسلام، فالإضافة بيانية. قوله: "كلمة الإخلاص": أي: كلمة تدل على إخلاص القائل، ويصير بها القائل من المخلصين، وهي كلمة التوحيد.  قوله: "مِلَّة أبينا"، أي: دينه.  قوله: "حنيفاً": مائلاً عن الباطل.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10175) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (343) - من طريق أبي داود الحَفَري، و (10176) في "الكبرى" أيضاً- وهو في "عمل اليوم والليلة" (344) - من طريق القاسم بن يزيد الجَرْمي، والدارمي 2/292 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري.

وأخرجه ابن أبي شيبة 9/77، والنسائي في "الكبرى" (9829) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (34) ، والطبراني في "الدعاء" (294) من طريق يحيى بن سعيد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9830) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (2) عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر بن عبد الله، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، به. وفيه: "وما أنا من المشركين" وبزيادة "ذر" في الإسناد، وهي مخالفة لما رواه يحيى بن سعيد القطان في روايتنا هذه، ولرواية وكيع السالفة برقم (15363) ، ورواية أبي داود الحَفَري، والقاسم بن يزيد الجَرْمي، ومحمد بن يوسف الفريابي عن سفيان، كما سلف في تخريج الرواية المذكورة.

 

صعب أن نتصور محمدًا يقول عن نفسه: (وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) بصيغة الغائب عن نفسه، فهذه صورة كوميدية مضحكة.

 

ذوق عجيب ومنفر

روى البخاري:

 

3245 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا

 

ورواه أحمد 7152 و8198 و8542 و9443 و8301 ومسلم 2834.

 

ذوق عجيب ومنفر حقَّا، هذا شيء يثير للغثيان، تخيل أن يكون شريكك الجنسي يمكن رؤية عظامه لشدة رقة لحمه وجلده أو لأي سبب آخر، تخيل أن يولد لك طفل على هذه الصفة ألن تفزع وتهرع إلى الطبيب؟! إن جمالية الوردة ألا تقوم بتشريحها، كل كائن جميل الشكل له أمعاء وأعضاء وأجهزة داخلية وعظام وأوردة وشرايين، لو ظهر كل هذا فسيفتقد الجمال.

 

شهود على ما لم يروه

 

روى البخاري:

 

3339 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ لَا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ فَيَقُولُ لِنُوحٍ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ

 

بَاب قَوْلِهِ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}

4487 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لِجَرِيرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ

 

بصرف النظر عن كون نوح والقيامة والله وكل هذا الهراء محض خرافات وهذر، لكن على سبيل الجدل أقول أنها قانونيًّا ومن جهة العدالة شهادة لا تصلح، ما دمت لم تر الحدث فإن قولك فلان أخبرني لا يصلح كشهادة في محكمة، هذا يذكرني بالجملة الشهيرة لمسرحية (شاهد ما شافش حاجة) حين يصيح محامي الدفاع عن القاتل : (سعادته بيقول قالوا له، قالوا له). كذلك فالشهود عن محمد حتى معاصروه لم يروا له معجزة واحدة تدل على نبوته وخرافة نوح وأسطورة طوفانه ينفيها العلم ومنه علم الجيولوجيِ (طبقات الأرض والرواسب). تفسير النص القرآني بهذه الخرافة في الحديث غير معقول، فلا تصح شهادة على حدث بينه وبين الشهود جدلًا وحسب الخرافة قرون ودهور فهم لم يشهدوا حدثًا خرافيًّا كقصة نوح. وطبعًا هذا نقاش ونقد على سبيل الجدل.

 

قصة الحصان الذي لم يسبقه حصان

 

روى البخاري:


2969 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَزِعَ النَّاسُ فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُ وَحْدَهُ فَرَكِبَ النَّاسُ يَرْكُضُونَ خَلْفَهُ فَقَالَ لَمْ تُرَاعُوا إِنَّهُ لَبَحْرٌ فَمَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ

 

وروى أحمد:

 

12494 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ "

قَالَ: وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً، فَانْطَلَقَ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَاجِعًا قَدِ اسْتَبْرَأَ لَهُمُ الصَّوْتَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: " لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا "، وَقَالَ لِلْفَرَسِ: " وَجَدْنَاهُ بَحْرًا وَإِنَّهُ لَبَحْرٌ " قَالَ أَنَسٌ: " وَكَانَ الْفَرَسُ قَبْلَ ذَلِكَ يُبَطَّأُ، قَالَ: مَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وثابت: هو ابن أسلم البناني.

وأخرجه الطيالسي (2025) ، وعبد بن حميد (1341) ، والبخاري في "الصحيح" (2820) و (2866) و (2908) و (3040) و (6033) ، وفي "الأدب المفرد" (303) ، ومسلم (2307) (48) ، وابن ماجه (2772) ، والترمذي (1687) ، والنسائي في "الكبرى" (8829) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1065) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 1/455-456، وابن حبان (6369) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص60-61، والبغوي (3688) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد -والحديث عند بعضهم مختصر. وقال الترمذي: حديث صحيح.

وسيأتي الحديث من طريق ثابت بالأرقام (12663) و (12922) و (13865) .

وسيأتي من طريق قتادة برقم (12744) ، ومن طريق محمد بن سيرين برقم (13747) .

قوله: "فرجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راجعاً" قال السندي: "راجعاً" حال مؤكدة، أو هو مصدر على وزن فاعل، أي: رجوعاً.

"استبرأ" بالهمز: من استبرأ الخبر، أي: طلب آخره ليعرفه ويقطع الشبهة وقوله: "عُرْي" قال البغوي في "شرح السنة" 13/252: يقال فرس عُرْيٌ ، وخيلٌ أعراء، ولا يقال: رجلٌ عُرْي، ولكن عُرْيان.

"لم تراعوا" معناه: لا فزع ولا روع، فاسكنوا. يقال: ريع فلانٌ ، إذا فزع... وتضع العرب "لم" و"لن" بمعنى "لا" .

وقوله: "وجدناه بحراً" قال ابن الاثير في "النهاية" 1/99: أي: واسع الجرْي، وسُمي البحر بحراً لسعته.

 

أرجح أن المسألة هي أنهم تحرجوا بعد مديح محمد للحصان من أن يسبقوه وصار هناك تابو حول ذلك الحصان واتفاق غير مكتوب على ألا يسبقوه أبدًا. وهذا هو الأكثر منطقية.

 

وصف كائنات تضر الإنسان أحيانًا بأنها فاسقة

 

روى البخاري:

 

3316 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ كَثِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ قَالَ خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَبِيبٌ عَنْ عَطَاءٍ فَإِنَّ لِلشَّيَاطِينِ

 

6295 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ كَثِيرٍ هُوَ ابْنُ شِنْظِيرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِّرُوا الْآنِيَةَ وَأَجِيفُوا الْأَبْوَابَ وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا جَرَّتْ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ

رواه مسلم 2012

 

1829 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ فِي الْحَرَمِ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ

 

رواه أحمد 24052 ، ومسلم (1198) (71) ، والنسائي في "المجتبى" 5/209-210 و210، وفي "الكبرى" (3870) و (3871) ، والطبراني في "الأوسط" (606) و (5476) ، والبيهقي في "السنن" 5/209، والخطيب في "تاريخه" 8/271-272 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.

وجاء في رواية الطبراني (606) : "الحية" بدل "الغراب" .

ورواه أحمد  بالأرقام (24569) و (24661) و (24911) و (25310) و (25311) و (25678) و (25679) و (25753) و (25946) و (26012) و (26132) و (26223) و (26230) و (26244) .

وفي الباب عن ابن عمر، عند أحمد برقم (4461) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، ونزيد عليها حديث حفصة عد أحمد 6/285.

قال السندي: قوله: "خمس فواسق" : بالإضافة أو التوصيف، "والحُديَّا" بالتصغير: طائر معروف.

 

هنا المقصود هو الفأر وكان قدماء العرب يغلب أن يؤنثوه ويسموه الفأرة.

 

1831 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2238 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا

 

[ 2239 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق زاد حرملة قالت ولم أسمعه أمر بقتله

 

[ 1198 ] حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت عبيد الله بن مقسم يقول سمعت القاسم بن محمد يقول سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أربع كلهن فاسق يقتلن في الحل والحرم الحدأة والغراب والفارة والكلب العقور قال فقلت للقاسم أفرأيت الحية قال تقتل بصغر لها

 

 [ 1198 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفارة والكلب العقور والحديا

 

وكما قلت فلا ضرر في الغراب والحدأة أو الحديا فلا معنى لقتل كائنات حية وإزهاق حيوات بدون سبب، راجع باب اضطهاد الإسلام لبعض أنواع الحيوانات.

 

وروى أحمد:

 

25753 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ، وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ "

 

إسناده صحيح، والمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط- سمع وكيع منه قبل الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (204) ، وأخرجه ابن ماجه (3249) من طريق الأنصاري -وهو محمد بن عبد الله بن المثنى- والبيهقي في "السنن" 9/ 316 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد.

وزادوا: فقال إنسان للقاسم بن محمد: أيؤكل الغراب؟ فقال: من يأكله بعد قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاسق".

قلنا: أبو النضر سمع من المسعودي بعد الاختلاط، وأما ابن المبارك ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، فلم يتحرر لنا متى سمعا منه، لكنهم قد توبعوا بوكيع عند أحمد.

وأخرج مسلم (1198) (66) ، ومن طريقه البيهقي 5/209 من طريق عبيد الله بن مِقْسَم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يقول: "أربعٌ كلهنَّ فاسق، يُقتلن في الحِلِّ والحرم: الحِدَأة، والغراب، والفأرة، والكلب العقور" قال: فقلت للقاسم: أفرأيت الحية؟ قال: تُقتل بصُغر لها. قلنا: يعني بمذلة وإهانة، كما قال النووي. وقد نقلنا في الحديث (24661) عن ابن عبد البر أن قتل الحية محفوظ.

وسيأتي برقم (26012) .

وانظر (24052) .

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

24019- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ يُصَلِّي ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأَرْضِ فَلَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ ، فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَعْلِهِ فَقَتَلَهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ ، لاَ تَدَعُ مُصَلِّيًا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، أَوْ نَبِيًّا ، وَلاَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَجَعَلَهُ فِي إِنَاءٍ ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُبَّهُ عَلَى إِصْبَعِهِ حَيْثُ لَدَغَتْهُ ، وَيَمْسَحُهَا وَيُعَوِّذُهَا بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ.

 

مرسل فمحمد بن علي ابن الحنفية من التابعين.

 

وربما يشهد لهذه القصة والتقليد ما رواه أحمد:

 

26132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَلَّ مِنْ قَتْلِ الدَّوَابِّ وَالرَّجُلُ مُحْرِمٌ: أَنْ يَقْتُلَ الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ، وَالْغُرَابَ الْأَبْقَعَ، وَالْحُدَيَّا، وَالْفَأْرَةَ . وَلَدَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْرَبٌ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ "

 

حديث صحيح دون قولها: ولدَغ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقربٌ ...، وهذا إسنادٌ فيه الحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعن، ورجال الإسناد كلُّهم ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن مرة - وهو ابنُ أبي ليلى أبو المعلَّى - فليست له روايةٌ في أيٍّ من الكتب الستة، وقد وثقه الطيالسي وابن معين، فيما نقل ابن أبي حاتم عنهما في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه أنه قال: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" .

 

حديث العقرب السالف خرافي لم يحدث كواقعة على الأصح، ولا معنى للعن كائن أو وصفه بالفويسق أو الفاسق، فغريزة الفئران هي العبث وأكل الطعام والملابس والكتب، وبالنسبة إلى العقرب الدفاع عن نفسه بقرص ولذع من يتعرض له ولو بدون قصد، فهذه حدوده التطورية، ربما نعمل على تطهير مواضع مدننا من كائنات خطيرة كالعقرب والثعابين لكننا نتفهم أنه لا معنى للعنها أو عدم تفهم كون هذه طبيعتها البيولوجية. أما الأبراص أو الوزغ وسائر الزواحف كالسحالي فلا ضرر منها عمومًا وناقشت هذا في باب الأخطاء العلمية فهي غير ضارة ولا سامة عكس الخرافة العربية العامية الشائعة منذ القدم.

 

الاقتصاص بين الحيوانات يوم القيامة

 

روى مسلم:

 

[ 2582 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل يعنون بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء

 

وروى أحمد:

 

7204 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ نَطَحَتْهَا "

وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: " يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن حبان (7363) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2420) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال: حسن صحيح.

وسيأتي برقم (7996) و (8288) و (8847) و (9333) ، وانظر (8756) و (9072) .

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (520) ، وهو من زيادات عبد الله على "المسند" .

وعن أبي ذر، سيأتي 5/172 حديث 21511.

قوله: "لتؤدن"، قال السندي: على بناء المفعول، بيان لعدله تعالى، وفيه حث على ترك الظلم وأداء الحقوق إلى أهلها في الدنيا.

والجماء، قال: بفتح فتشديد، التي لا قرن لها.

قال النووي في "شرح مسلم" 16/137: القصاص من القرناء للجلحاء ليس هو من قصاص التكليف، إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص

 مقابلة.

 

عقيدة عجيبة ومخالفة لظاهر وواضح نص القرآن وأساطيره ولاهوته، فحسب القرآن المكلفون هم الكائنات العاقلة بصورة قوية كالبشر وكائنات خرافية مزعومة ووهمية هي ما يسمونه بالجن وهذا يظهر في سورة الرحمن {فبأي آلاء ربكما تكذبان} {سنفرغ لكم أيها الثقلان} وفي آيات أخرى {يا معشر الجن والإنس...} مثل الأنعام: 130، أما الحديث عن قيامة للحيوانات وحساب لها ليقتص ممن نطحت الأخرى أو من قطة سرقت طعام زميلتها أو كلب عض الكلب الآخر أو طارد قطة لتبتعد عن منطقته أو حيوان ذكر استولى على منطقة وإناث الذكر الآخر فهذا يبدو عبثيًّا وغير عادل لمحدودية عقول الحيوانات وتحركها بالغرائز. أما حديث النووي عن قصاص مقابلة لا قصاص تكليف فبلا معنى فكيف تقتص من كائن ذي عقل بسيط ليس عنده مجمل مفاهيم البشر الأخلاقية، والأحاديث نفسها نصت على أنه لا حساب إلهي على الطفل والمجنون والنائم، ففي البخاري:

 

وَقَالَ عَلِيٌّ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَقَالَ عَلِيٌّ وَكُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ

 

وروى أحمد:

 

1183- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، أَرَادَ أَنْ يَرْجُمَ مَجْنُونَةً ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا لَكَ ذَلِكَ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الطِّفْلِ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، أَوْ يَعْقِلَ، فَأَدْرَأَ عَنْهَا عُمَرُ.

 

1328- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا ، فَذَهَبُوا بِهَا لِيَرْجُمُوهَا ، فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالُوا : زَنَتْ فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا ، فَانْتَزَعَهَا عَلِيٌّ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَرَدَّهُمْ ، فَرَجَعُوا إِلَى عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا رَدَّكُمْ ؟ قَالُوا : رَدَّنَا عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا عَلِيٌّ إِلاَّ لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ وَهُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ رَدَدْتَ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ قَالَ : بَلَى ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنَّ هَذِهِ مُبْتَلاةُ بَنِي فُلانٍ فَلَعَلَّهُ أَتَاهَا وَهُوَ بِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : لاَ أَدْرِي ، قَالَ : وَأَنَا لاَ أَدْرِي . فَلَمْ يَرْجُمْهَا.

 

(24694) 25201- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ.

وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ : وَعَنِ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِلَ.

 

وفي الفقه اشترطت كل المذاهب عامة لصحة الإسلام أن يكون الشخص عاقلًا، فلا اعتبار لإسلام ولا لردة المجنون وخروجه عن الإسلام ولا تسري عليه أحكامه القديمة كالتفريق عن الزوجة إلا إذا شاءت ذلك لجنونه ولا حكم القتل الإرهابي القديم، وكذلك حتى لو ارتكب جريمة قتل أو سرقة وغيره وهذا معمول به عمومًا في كل الدول المتحضرة المعروفة كقانون عام، ولا أحد يحاسب حيوانًا وفق تشريع أي دولة معقولة متحضرة. بل وجاء في الحديث نفسه أنه لا دية على جرح وقتل بسبب بهيمة (عجماء)، لفظ البخاري:

 

1499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ

 

وفي الأصل كان اقتباس محمد أو صائغ الأحاديث من نص من أدبيات كتاب اليهود فيه تشبيه مجازي لاقتصاص الله الخرافي وقضائه بين الظالم والمظلوم من البشر، كما في حزقيال 34:

 

(17وَأَنْتُمْ يَا غَنَمِي، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، بَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ. 18أَهُوَ صَغِيرٌ عِنْدَكُمْ أَنْ تَرْعَوْا الْمَرْعَى الْجَيِّدَ، وَبَقِيَّةُ مَرَاعِيكُمْ تَدُوسُونَهَا بِأَرْجُلِكُمْ، وَأَنْ تَشْرَبُوا مِنَ الْمِيَاهِ الْعَمِيقَةِ، وَالْبَقِيَّةُ تُكَدِّرُونَهَا بِأَقْدَامِكُمْ؟ 19وَغَنَمِي تَرْعَى مِنْ دَوْسِ أَقْدَامِكُمْ، وَتَشْرَبُ مِنْ كَدَرِ أَرْجُلِكُمْ!

20« لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لَهُمْ: هأَنَذَا أَحْكُمُ بَيْنَ الشَّاةِ السَّمِينَةِ وَالشَّاةِ الْمَهْزُولَةِ. 21لأَنَّكُمْ بَهَزْتُمْ بِالْجَنْبِ وَالْكَتِفِ، وَنَطَحْتُمُ الْمَرِيضَةَ بِقُرُونِكُمْ حَتَّى شَتَّتْتُمُوهَا إِلَى خَارِجٍ. 22فَأُخَلِّصُ غَنَمِي فَلاَ تَكُونُ مِنْ بَعْدُ غَنِيمَةً، وَأَحْكُمُ بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ. 23وَأُقِيمُ عَلَيْهَا رَاعِيًا وَاحِدًا فَيَرْعَاهَا عَبْدِي دَاوُدُ، هُوَ يَرْعَاهَا وَهُوَ يَكُونُ لَهَا رَاعِيًا. 24وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَعَبْدِي دَاوُدُ رَئِيسًا فِي وَسْطِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ.) حزقيال34:  17-24

 

لكن يصعب جدًّا من الناحية الدينية والأدبية ضمن السياق فهم نص كهذا حرفيًّا.

 

لا فائدة من غسل الجثث ولا عمل طقوس دينية لها

 

روى أحمد:

20790 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا ، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي " قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ ، وَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَ: وَقَالَتْ حَفْصَةُ: قَالَ: " اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا "، قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: " مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني.

وأخرجه مسلم (939) (38) ، والنسائي 4/32، والطبراني 25/ (93) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك 1/222، والشافعي 1/203، وعبد الرزاق (6089) و (6093) ، وابن أبي شيبة 3/242، والبخاري (1253) و (1254) و (1258) و (1259) و (1260) ، ومسلم (939) (36) و (38) ، وأبو داود (3142) و (3146) ، وابن ماجه (1458) ، والنسائي 4/28 و31 و32، وابن حبان (3032) و (3033) ، والطبراني 25/ (86- 90) و (92) و (98) ، والبيهقي

3/389 و4/4 و4/6، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1474) من طرق عن أيوب السختياني، به.

والقائل في آخر الحديث: "وقالت حفصة" هو أيوب السَّختياني كما جاء مبيَّناً في رواية البخاري وابن حبان. وستأتي رواية أيوب عن حفصة برقم (20795) .

وأخرجه بنحوه البخاري (1257) ، والترمذي (990) ، والنسائي 4/33، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3173) ، وابن حبان (3033) ، والطبراني25/ (94-100) ، والبيهقي 3/389 من طرق عن محمد بن سيرين، به- وقرن الترمذيُّ في إحدى طرقه والبيهقي بمحمد بن سيرين أختَه حفصة.

وسيأتي الحديث من طريق قتادة عن ابن سيرين برقم (20800) .

وسيأتي من طريق محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أم عطية قالت. برقم (20801) .

وسيأتي أيضاً في مسند النساء6/407 عن سفيان، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين، عن أم عطية. قال محمد: وحدثتناه حفصةُ...

قال السندي: قوله: "حِقْوه" بفتح الحاء، والكسر لغة: في الأصل: مَعقِدُ الإزار، ثم يراد به الإزار للمجاورة.

وقوله: "أَشعِرْنها" من الإشعار، أي: اجعَلْنَه شعاراً لها، وهو الثوب الذي يلي الجَسَد، وإنما أمر بذلك تبركاً به.

"ثلاثة قرون"، أي: ثلاثة ضفائر، ضفيرتان من القرنين وواحدة من الناصية.

 

27297 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ (2) كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي "، فَآذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَتْنَاهُ حَفْصَةُ، قَالَتْ: فَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (3)

 

(2) في (ظ6) : الأخيرة.

(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (20790) ، غير أن شيخ أحمد هنا هو سفيان بن عُيينة.

وأخرجه الحميدي (360) ، وابن الجارود في "المنتقى" (518) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (91) ، والدارقطني في "العلل" 5/ورقة 212 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. زاد الحميدي: قال: وحدَّثناه أيوبُ، عن حفصةَ بنتِ سِيرين، عن أمِّ عطيَّة.

وسيرد برقمي (27299) و (27306) من طريق هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية.

وانظر (27302) .

 

27302 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ فِي غُسْلِ ابْنَتِهِ: "ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذّاء.

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/30، وفي "الكبرى" (2011) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/241، والبخاري (167) و (1255) ، ومسلم (939) (43) ، وأبو داود (3145) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (160) ، والبيهقي 3/388، وفي "معرفة السنن والآثار" 5/224، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/376 من طريق إسماعيل ابن علية، به.

وأخرجه البخاري (1256) ، ومسلم (939) (42) ، والترمذي (990) (مطولاً) ، وابن الجارود في "المنتقى" (519) ، والطبراني 25/ (94) و (161) ، وابن حزم في "المحلى" 5/122، والبيهقي في "السنن" 3/388، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة أم عطية) من طرق عن خالد الحذاء، به. وقرن الترمذي وابن الجارود بحفصة محمد بن سيرين.

وانظر (27297) .

 

27306 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا بِسِدْرٍ، وَاغْسِلْنَهَا وِتْرًا، ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَنَّنِي "، قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: وَضَفَرْنَا رَأْسَ ابْنَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ قُرُونٍ، وَأَلْقَيْنَا خَلْفَهَا قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (27299) ، غير أن شيخي أحمد هنا هما: يحيى بنُ سعيد القطَّان ويزيد بن هارون.

وأخرجه البيهقي 3/389 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1263) ، والنسائي في "المجتبى" 4/30، وفي "الكبرى" (2012) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (157) ، والبغوي في "شرح السنة" (1473) من طريق يحيى بن سعيد، به.

وأخرجه ابن سعد 8/455، ومسلم (939) (41) من طريق يزيد بن هارون، به.

 

وروى البخاري:

 

1247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فَدَفَنُوهُ لَيْلًا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ فَقَالَ مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي قَالُوا كَانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ

 

1264- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ يَمَانِيَةٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُفٍ لَيْسَ فِيهِنَّ قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ

 

1265 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ أَوْ قَالَ فَأَوْقَصَتْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا

 

بَاب الْكَفَنِ فِي الْقَمِيصِ الَّذِي يُكَفُّ أَوْ لَا يُكَفُّ وَمَنْ كُفِّنَ بِغَيْرِ قَمِيصٍ

1269 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ لَمَّا تُوُفِّيَ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفِرْ لَهُ فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ فَقَالَ آذِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ فَآذَنَهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ أَلَيْسَ اللَّهُ نَهَاكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ قَالَ {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} فَصَلَّى عَلَيْهِ فَنَزَلَتْ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}

 

بَاب الْكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ وَالزُّهْرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَقَتَادَةُ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْحَنُوطُ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ يُبْدَأُ بِالْكَفَنِ ثُمَّ بِالدَّيْنِ ثُمَّ بِالْوَصِيَّةِ وَقَالَ سُفْيَانُ أَجْرُ الْقَبْرِ وَالْغَسْلِ هُوَ مِنْ الْكَفَنِ


1274 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا بِطَعَامِهِ فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ وَقُتِلَ حَمْزَةُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ خَيْرٌ مِنِّي فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي

 

بَابٌ إِذَا لَمْ يُوجَدْ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ

1275 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ

 

بَاب إِذَا لَمْ يَجِدْ كَفَنًا إِلَّا مَا يُوَارِي رَأْسَهُ أَوْ قَدَمَيْهِ غَطَّى رَأْسَهُ

1276 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقٌ حَدَّثَنَا خَبَّابٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ هَاجَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَلْتَمِسُ وَجْهَ اللَّهِ فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ إِلَّا بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُغَطِّيَ رَأْسَهُ وَأَنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ الْإِذْخِرِ

 

1277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ مَنْسُوجَةٍ فِيهَا حَاشِيَتُهَا أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ قَالُوا الشَّمْلَةُ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ نَسَجْتُهَا بِيَدِي فَجِئْتُ لِأَكْسُوَكَهَا فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ فَحَسَّنَهَا فُلَانٌ فَقَالَ اكْسُنِيهَا مَا أَحْسَنَهَا قَالَ الْقَوْمُ مَا أَحْسَنْتَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ لِأَلْبَسَهُ إِنَّمَا سَأَلْتُهُ لِتَكُونَ كَفَنِي قَالَ سَهْلٌ فَكَانَتْ كَفَنَهُ

 

ومما روى مسلم:

 

[ 943 ] حدثنا هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه

 

بالتأكيد لكل شخص ومجموعة حقها في ممارسة شعائرها بحرية، وإنما أذكر الرأي الإلحادي من باب الحوار والتعبير عن الرأي، ونرحب بنقد المسلمين للإلحاد والمذهب المادي العقلاني دومًا بالتأكيد، وكنت أتمنى أني يتحلى الفريقان المسلمون والملحدون من العرب بأدبيات الحوار وما ما أراه مفتقدًا بين الطرفين فهناك تشنج هجوم متعصب من الطرفين بصورة مسعورة لا تصلح لمجتمع متحضر متمدن متعلمن متعقل.

 

الميت صار جثة في طريقها للتحلل، فعملية غسل الجثة كما في تشريع الإسلام وربما في بعض الأديان الأخرى كاليهودية، وعلى الأغلب ليس في الهندوسية لعدم اهتمامهم بالجسد كبيت مؤقت يحتقرونه من وجهة نظرهم لدرجة تركه بإهمال للكلاب الغير مهذبة منها تتناهشه عند النهر المقدس قبل إجراء حرق الجثث كما عرض دوكنز في إحدى برامجه، وعملية غسل الميت وصلاة الجنازة عليه هي عملية بلا فائدة وعبثية. وعند حديثي عن عدم اعتقادي بأمور كهذه وكصلاة الجنازة وزيارة القبور يكون هذا صادمًا وعجيبًا للعامة السذج من تجربتي (مثلًا مع أقاربي) فهم لهم أحلامهم الساذجة المضحكة عن خلود لذواتهم وبعث جديد ولقيا لأحبتهم الراحلين عن الحياة. ومن وجهة نظرنا كملحدين فإنه مظهر من مظاهر الحضارة عمل مجلس عزاء يحضره المعزون والقيام بإلقاء كلمات تأبينية مديحية في ذكر الفقيد ومحاسنه وذكريات الحضور معه، ولا مانع من وضع صور له للذكرى، وكذلك إهداء إهداء الكتب لذكراه وعمل مؤسسات خيرية أو علمية أو تعليمية باسمه وخاصة لو كان شخصية عامة سياسية أو ثقافية أو محسنة مهمة. ورغم أني لا أحبذ كتابة النعي والعزاآت في الجرائد ولا أدري إن كانت توجد عادة كهذه في الغرب لكن لا مانع من ذلك ولو أني أراه تبذيرًا للمال بلا داعٍ وهناك بشر أحياء فقراء أولى بهذا المال والدعم له، فالميت مات ولن يستفيد من كل ذلك، بل الفائدة المعنوية لأي مراسيم دينية أو علمانية له على الأغلب تكون لقيمة إنسانية معنوية أو لمعنويات ومشاعر الأقارب ذوي الصلة به وأنسبائه ومحبيه. ولا مانع كذلك من حضور الملحدين للدفن فقط كزيارة وحيدة للقبر كرسالة معنوية لأسرة الفقيد وكتقدير للفقيد، لكن ما ينفقه العامة من نفقات بلا معنى على الدفن وعمل طقوس دينية هو ولا شك شيء عقيم غير مجدٍ، فلا معنى لدفع أموال لعمل صلاة جنازة بمسجد شهير، ولا جلب قراء لقراءة نصوص دينية قديمة منتقَدة في حد ذاتها ولا تجلب السلام للأحياء الفاهمين لها ناهيك عن أن تجلبه لأموات رحلوا بلا رجعة ولا يحتاجون لأي شيء ولا يشعرون بأي شيء ولم يعد لهم أي وعي، وقراءة القرآن على الموتى في الإسلام عدا في صلاة الجنازة هي بدعة راسخة في كل العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية في كل العالم مخالفة لنص القرآن وسنة وأفعال محمد كما عرضت في باب (مما أحدثوه في دينهم) وكذلك إعطاء المال لشيخ مستغل متربح جشع يكسب الكثير لشهرته في عمل شعائر كهذه ومحمد نهى عن التكسب من القرآن والدين عامة كما قلت في باب (مما أحدثوه في دينهم أو تركوه)، إلا أن إعطاءهم مالًا رمزيًّا للقراء الرديئين المعروفين في مقابر بعض البلدان وثقافاتها وعوائدها كمصر هو من باب احتيال هؤلاء القراء البؤساء على الرزق بخرافة وبدعة دينية كهذه حيث تغازل مشاعر وأوهام أهل الفقيد وفيها إحسان منهم لهؤلاء القراء الفقراء سكنة المقابر ومجاوري القبور، لكنه مال مدفوع مقابل شيء بلا فائدة سوى الإحسان للفقراء القراء المذكورين من باب عمل خير كان يمكن عمله بدون مقابلته بتلك القراءة لنص القرآن (وهذه وجهة نظر إلحادية للطقوس الإسلامية طبعًا مع حق المسلمين والدينيين المحفوظ في ممارسة شعائرهم بدون إزعاج لهم أو مقاطعة بأي صورة)، وكذلك لا معنى لجلب كفن مكلف بل يمكن دفن الميت في ثوبه الذي مات فيه، ولو نضجنا أكثر فلا لزوم لتضييع ثوب على ميت، فهذا فعل غير منطقي وبلا فائدة، يمكن الاكتفاء بأرخص قماش أو ثوب للمتوفي، طبعًا أتكلم هنا عن نظرة إلحادية للدفن، وكلامي لا يتعلق بالمسلمين ولا أفترضه عليهم مثلًا ولا على غيرهم من أهل الأديان والعقائد الدينية الغيبية. ووجود الحزن وربما البكاء كمشاعر حزن لفقد الميت الفقيد أمر طبيعي، أما طقسيات العويل والنواح الشرقية الراسخة رغم نهي الإسلام نفسه عنها فأمر شاذ غير طبيعي ومقزز ومنحط برأيي. ويمكن للملحد الراسخ في إلحاده أن يحضر مجلس العزاء لأحد أقاربه أو معارفه لكنه لأنه لا ينافق فلن يحضر ما قبله من صلاة أو صلوات جنازة دينية في المسجد، أو في المعبد لليهود وغيرهم أو قداس الكنيسة بالنسبة للمسيحيين، وكذلك لا يلزمه بعد حضور العزاء كواجب اجتماعي أن يحضر أي عادات دينية وعوائد خرافية كاليوم الأربعين على رحيل الميت في مصر.

 

وصف كل التجار في تعميم غير منطقي بأنهم فجار

 

روى أحمد:

 

15530 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ، وَيَأْثَمُونَ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي راشد الحُبراني، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وروى عنه جمع، ووثقه العجلي، وابن حبان، والحافظ ابن حجر في "التقريب".

إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي برقم (98) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً (97) و (98) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2077) ، والحاكم 2/6-7، والبيهقي في "الشعب" (4846) من طرق، عن هشام، به، ولفظه عندهم إلا الطحاوي: ويحلفون فيأْثمون. ولفظ الطحاوي: وإنهم يقولون ويكذبون، ويحلفون ويأثمون. وقد صرح يحيى بن أبي كثير عند الطبري والحاكم بسماعه من أبي راشد، فقال: حدثني أبو راشد الحبراني.

قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى ابن أبي كثير من أبي راشد. وهشام ثقةٌ مأمون، وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلاّم، ووافقه الذهبي.

قلنا: سترد رواية أبان برقم (15669) وزاد مع زيد بن سلاّم جدّه أبا سلاّم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/73، وقال: رواه أحمد هكذا، ثم قال: ورواه الطبراني في "الكبير"، فساق الرواية مطولة، ثم قال: ورجال الجميع ثقات. وله طريق في الأدب أطول من هذه.

قلنا: قد أورد هذه الرواية المطولة في "المجمع" 8/36، وقال: رواه الطبراني- واللفظ له- وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح.

وسيأتي برقم (15669) ، ومطولاً برقم (15666) .

وفي الباب: عن رفاعة بن رافع الزرقي: عند الترمذي (1210) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2146) ، والحاكم 2/6

 

15666/1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ، فَلَا تَغْلُوا فِيه، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ " (1)

15666/2 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ " (1)

 

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن سلاّم وجده- وهو أبو سلاّم ممطور الحبشي- فمن رجال مسلم.

عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري.

والحديث جاء في أربع فقرات رواه بعضهم بتمامه، وروى آخرون بعض فقراته كما سيرد.

وهو بتمامه عند عبد الرزاق في "المصنف" (19444) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (314) .

وهذا القسم الأول أخرجه البيهقي في "السنن" 2/170 من طريق عبد الرزاق، به.

وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/36، وقال: رواه الطبراني، واللفظ له، وأحمد،ورجالهما رجال الصحيح.

قلنا: ورواية الطبراني في "الكبير" هي في الجزء المفقود من الكتاب، وليست في المطبوع منه.

وانظر (15529) ، وأشرنا إلى أحاديث الباب هناك.

(2) إسناده هو إسناد سابقه.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) برقم (100) ، والبيهقي في "السنن" 5/266، وفي "الشعب" (4844) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً (99) من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، به، إلا أنه لم يذكر أبا سلام جد زيد بن سلام.

وسيرد برقم (15669) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى، به.

وقد سلف برقم (15530) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.

 

محمد يصف كل النساء بصورة تعميمية بأنهن فاسقات

 

روى أحمد:

 

15531 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا، وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "

 

حديث صحيح، وإسناده هو إسناد الحديث رقم (15529) . وأخرجه الحاكم 4/604 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: أبو راشد الحبراني، لم يخرج له مسلم، وخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

 

15666/2 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ "

15666/3 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَبَنَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "

 

إسناده صحيح كإسناد (15666/1) . وأخرجه الحاكم 2/190- 191 من طريق عبد الرزاق، بالإسناد المشار إليه، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9803) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (15531) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل. وذكرنا هناك شرحه.

 

وروى عبد الزراق:

 

20602 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال جاءت امرأة بابن لها إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليدعو له فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه أجل قد حضر قالت يا رسول الله إنه لآخر ثلاثة دفنتهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم حاملات والدات رحيمات بأولادهن لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخلت مصلياتهن الجنة

 

رجاله ثقات وهو مرسل، وانظر أحمد 22173 وهامش طبعة الرسالة.

 

كلام ذكوري على نحو واضح لشخص مكبوت مهووس، محمد أو صائغ الحديث. وفي حالة محمد بالأحرى يتعلق الأمر ربما ليس بكبت بل بعقدة نفسية من الطفولة لموت أمه في صغره، العقل الباطن لمحمد الطفل كان يتصور أن أمه رحلت وتركته عمدًا، وناقشت هذه النقطة في مواضع أخرى من الكتاب، مثل باب (التناقضات القرآنية) في زعم محمد رفض الله السماح له بأن يستغفر لأمه.

 

 


 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.