1 الأخطاء العلمية في القرآن والأحاديث

 

الأخطاء العلمية في القرآن والأحاديث

 

خطأ في قوله أن الأرض وغلافها الجوي (السماء) موجودان من نشأة الكون

 

{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)} الأنبياء

 

{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)} الفرقان

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)} السجدة

 

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا....(7)} هود

 

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)} فصِّلَتْ

 

عمر كوكب الأرض حوالي 4, 5 مليار عام، استغرقت الأرض بعد تكوُّنها ملايين السنين لتبرد وتصير صالحة للحياة، ويقال أن أصلها شظايا من انفجار نجم سوبرنوﭬا متضخِّم أو غبار وأجرام متجمعة، ما قبل أن تبرد الأرض يعرف بالعصر الجحيميّ، أما عمر الكون فهو أكثر من 14 مليار سنة، قول القرآن بوجود الأرض وغلافها الجوي (ولو أن مفهوم السماء القرآني غير دقيق فهو لا يعرف الفرق بين الغلاف الجوي والكون كشيء غير محدود) منذ البدء خطأ علميًّا وباطل. وكذلك خرافة مدة الستة أيام باطلة. كذلك ذكره مثل التوراة_كالتلميذ الذي يغش من تلميذ يجيب في الامتحان على نحوٍ خاطئ_وجود الماء وبخار الماء (الدخان كما فسره كل المفسِّرين) منذ بداية تشكل الكون المعروف الحاليّ خطأ علميًّا، حيث من المعروف علميًّا أن أول ما ظهر من الانفجار الكبير هو جسيمات تحت ذرية ثم تكونت أول الذرات في الجدول الذري، ومن اندماجاتها النووية بفعل التجاذب داخل غيومها الكثيفة الكبيرة لاحقًا تشكَّلت النجوم كمستعرَّات نووية منها نتجت كل العناصر المعروفة. ومع ذلك فتعريف التوراة والقرآن للغلاف الجوي للكوكب وهو مجموعة غازات على أنه بخار أو دخان غير صحيح، وكذلك عدم تمييزهما بين الكون الغير محدود والغلاف الجوي لكوكبنا المحدود، وتخيلهم أنه السماء الأولى مرصَّعة بالنجوم من داخله كالقبة المعدنية!

 

خرافة الخلق وخرافة تعليم البشر (آدم) اللغة والكلام

 

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} الفلق

 

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)} الرحمن

 

{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) } البقرة

 

{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)} الفرقان

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} النساء

 

تنطوي هذه الآية على خطإ علميّ واضح في العصر الحالي بحكم تقدم العلوم، فقد ثبت أن خرافة الخلق المستقل لكل كائن على حدة في مدة ستة أيام غير صحيحة علميًّا، بل ما ثبت من خلال علم الجينات وعلم المتحجرات وتواريخها وتطوراتها وعلم التشريح وعلم الأجنة وسائر العلوم الأخرى التي ترجمنا كتبًا علمية موثقة أنا وغيري عنها يؤكد صحة نظرية النشوء والتطور، وتحوّلها إلى مكانة حقيقة علمية وقانون كقانون الجاذبية في علم البيولوجي (الأحياء)، كذلك لم تظهر الكائنات بأنواعها إلى الوجود لحظيًّا في ستة أيام، بل ظهرت أنواع قبل أنواع، مثلًا كائنات بحرية بدائية في العصر الكامبري تطورت عما قبلها ثم الأسماك ثم البرمائيات ثم الزواحف والتي تشعبت إلى الزواحف الحديثة والثدييات والطيور. فهناك عصر لم يكن به برمائيات، وهناك عصر لم يكن به زواحف، وهناك عصر لم يكن به ثدييات، وعصر لم يكن به الأنواع البشرية بما فيها الإنسان الحديث نوعنا. ويستحيل تصور الإنسان يعيش مع الديناصورات فهو أمر لم يحدث علميًّا. بالتالي فإن فرضية الخلق الدينية العتيقة جدًّا قد سقطت وانهارت.

 

أما زعم النص أن الله من علم الإنسان العلم أو في آية أخرى الكلام فخرافة باطلة، لأن من الواضح حسب علم اللغات أن اللغات نشأت عن مجموعات مستقلة تمامًا، أطلق عليها اصطلاحًا (ولو أن المسمّيات اشتُقت من خرافة أبناء نوح) الساميّة وتضم العربية والعبرية والأمهرية الإثيوبية ولغات قديمة أخرى منها الآرامية والسريانية والآشورية والكلدانية والكنعانية والإثيوبية القديمة، والهندو-أوروبية تضم السنسكريتية لغة الهند القديمة والأنجلوسكسونية...إلخ، والطورانية تضم اللغة التركية والصينية..إلخ، كل مجموعة تتقارب في قواعدها وصوتياتها ومعانيها وكلماتها من بعضها، لكنها تختلف كثيرًا للغاية عن المجموعات الأخرى، لو أن الله كان قد علَّم البشر الأوائل أو آدم الخرافي لغة واحدة، فلماذا كان البشر سيحتاجون إلى إفساد وضع اللغة الواحدة وتشتيت توحدهم بإرهاق أنفسهم باختراع وتطوير لغات يحتاج إلى آلاف السنين؟! تحاول خرافة برج بابل وبلبلة الله لألسنة البشر في التوراة (التكوين11) تفسير هذا بشكل أسطوري لكنها غير صحيحة ولا دليل من التاريخ عليها.

 

{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)} عبس

 

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} ق

 

لدينا تاريخ واضح في علم الأحياء لتطور الكائنات، مثلًا السجل الأحفوري يُثبت أن الإنسان الحديث بشكله الأكثر قدمًا وبدائية archaic homo sapiens وُجِد منذ 200 ألف سنة فقط، أما أقدم الأنواع البشرية المعروفة التي تطور الإنسان الحاليّ من سلالة أحدها فيعود إلى 3 ملايين سنة، قارن هذا بعمر كوكب الأرض حوالي 4, 5 مليار عام، استغرقت الأرض بعد تكوُّنها_ويقال أن أصلها من انفجار نجم سوبرنوﭬا_ملايين السنين لتبرد وتصير صالحة للحياة، ما قبل ذلك يعرف بالعصر الجحيميّ، أما عمر الكون فهو أكثر من 14 مليار سنة، وأقدم متحجرات وهي لبكتيريا تعود إلى 3 مليارات سنة، هناك تاريخ موثّق إلى حدٍ كبير لتطور النباتات من الطحالب إلى انتقالها إلى البر اليابس من الماء فتطورها إلى معراة البذور فمغطاة البذور فذات الفلقتين إلخ من أمور يفهمها أكثر خريجو أقسام كلية العلوم وكلية الزراعة. بالتالي الاستدلال بأشياء وظواهر طبيعية وكائنات تطورت من خلال قوانين الطبيعة على أنها نعم إلهية من الناحية العلمية ليس استدلالًا صحيحًا، خصوصًا وفقًا لنسخة من الدين الأكثر أصوليةً لا تعترف بنظرية التطور من مفهوم لاهوتيّ افتراضيّ كوسيلة استعملها الله الخرافي لصنع الكائنات، بل القصة الواضحة في القرآن والكتاب المقدّس (المكدّس) هي الخلق الذاتيّ اللحظيّ في فترة ستة أيام، وهو ما سبق وقلنا تنفيه بالتأكيد الحقائق العلمية، إن تفضيل الخرافات على الحقائق الواضحة كرؤية الشمس هو فقط يقينيات البدائيين والجاهلين الذين يخافون الحقيقة والعلم. هؤلاء في جوهرهم من خلال نقاشي معهم (عوامّ المسلمين) يكرهون العلم وقد يصرّحون بسذاجة بكرههم للعلم ولعنهم إياه وتفضيلهم الخرافة لأنها بزعمهم إلهية على الحقائق المبرهنة والواضحة، في سبيل أوهام لا دليل عليها.

 

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} الأعلى

 

أيضًا نفس التعليق السابق، البشر وسائر الحيوانات والكائنات والنباتات منها ليست مخلوقة أصلًا. والمرعى أي العشب والكلأ، وغثاء أحوى أي هشيم يابس.

 

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)} الملك

 

توجد عدة نظريات عن تفسير نشوء الحياة ذاتيًّا يمكن العودة إليها في ملفات وكتب المواد العلمية عن ذلك وقد ترجمت كتبًا تعرضت لبعض ذلك أيضًا سابقًا، وفي تجربة صنعوا من مواد بسيطة في ظروف معينة موادًا عضوية وأحماضًا أمينية، وحاليًّا تمكن العلماء من فصل جين وزرعه في كائن آخر، للعلاج ولعمل أنسولين بشري مستخرج من البكتيريا بزرع الجين البشري فيها، وماعز ينتج في حليبه خيوط عنكبوتية من نوع خارق، وتجارب أخرى عجيبة كتخليق كل أنواع الخلايا من الخلايا الجذعية، وربما يتمكن البشر يومًا ما من صنع كائن كامل من المواد الموجودة، دون استعانة بجينات للتلاعب.

 

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} التين

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)} الروم

 

القسم والاستدلال بنباتات (كالتين والطلح والنخيل والأعناب والرمان..إلخ) تطورت وفق تاريخ معروف ليس برهانًا على وجود إله مزعوم وفق قصة مناقضة للعلم تجعل تاريخ التطور بدلًا من 3 مليارات سنة أو أكثر، مجرد 6 أيام، بخلق لحظي ومتزامن لكل الأنواع خلقًا مستقلًا، الجبال تنشأ نتاج اصطدام صفائح الأرض المعروفة بحركة الطبقات التكتونية، أما قوله خلقنا الإنسان فهو افتراض وزعم خطأ علميًّا بصورة يقينية وفق كل معطيات كل فروع البيولوجي، ولم يجد أحد ملاحظة واحدة تدحض هذه الحقيقة العلمية للتطور. أما قوله أحسن تقويم فجسم الإنسان وسائر أجسام الكائنات لا تخلو من عيوب نتيجة التطور عن كائنات كان لها أسلوب حياة مختلف، فالتطور يبني على ما هو موجود، وليس خالقًا يشرع العمل من أوله على طريقة مهندس أم مصمم، كما عرضت في كتابين من ترجمتي لعالمي الأحياء رِتشَرْد دوكنز وجيري إيه كوين، وغيري ترجموا مشكورين كتبًا ومقالات كذلك، أدناه مقالة لحمدي الراشدي العراقي المقيم بالخارج وهو من العلماء في العلوم الطبيعية:

 

"عندما يتعدى المرء الخمسين من العمر يبدأ بإكتشاف النواقص والاخطاء في بنية الجسم. نحن لم يصمم من اجل ان ننعم بالراحة والطمآنينة في ايامنا الاخيرة، فلماذا يفشل التصميم الانساني وكيف حصل انه يضم في ثنياته الكثير من الاخطاء الخفية،بالرغم ميكانيزم الاصطفاء الطبيعي؟
هذا الامر آثار اهتمام علماء معهد الشيخوخة ودعاهم الى تصميم جسم بديل كنموذج لفهم المشكلة بشكل اوضح، ليصلوا ان الجسم البديل على الرغم من انه لن يستطيع الفوز بسباق جمال بالمقارنة مع الجسم الحالي ومفاهيمنا السائدة للجمال، ولكنه سيكون قادر اكثر على تحمل تقلبات الحياة ومتطلباتها من جسمنا الراهن.

لو افترضنا ان الجسم الانساني بضاعة معروضة للبيع في سوق البضائع لواجهت الكثير من الطعون من قبل المشتري بسبب كفائتها ونوعيتها بإعتبارها بضاعة تحتوي على الكثير من الاخطاء المخفية والنواقص وسوء النوعية.

من الناحية التكنيكية توجد هناك العديد من الاخطاء مثل قدرة المادة المستخدمة على التحمل، خطأ في مرور " الانابيب" مثل القصبة الهوائية والمرئ، سوء وضع الفقرات وقابلية العظام السيئة على تحمل الزمن والكثير من الامراض الاخرى.

وإذا تسائلنا عن سبب إصابة الجسم بالعديد من المشاكل، لوجدنا ان الجواب يكمن في اننا اليوم نعيش فترة اطول بكثير مما صمم جسمنا ليتحمله في الاصل وهو فترة زمنية لاتتدعى الاربعين عاماً. فكيف حدث ذلك؟

الان يقوم العلماء S. Olshansky and B. Carnes من جامعة ايلينيوس في نيويورك الى جانب العالم R. Bulter من مركز ابحاث طول العمر في نيويورك بصنع إنسان بتصميم مثالي يتجاوز اغلب الاخطاء التصميمية التي فشل فلتر التتطور بتحييدها. النتائج كانت انسان ليس في احسن تصوير ولكنه في احسن تصميم وقادر ان يصمد على الاقل لمئة عام بدون اخطاء. فهل سيفضل " المشتري" التصميم الاول ام الثاني؟

من اهم مشاكل التصميم الحالي ان الانسان يمشي قائما على رجلين اثنين وذلك يؤدي الى الحاجة الى التحرك افقياً مما يؤدي الى ضغط مستمر ومباشر على الفقرات الظهرية لتتضرر الصفيحات الغضروفية التي تفصلهما عن بعضهما. من اجل تخفيف الضغط على الفقرات يجدر بقامة الانسان ان لاتكون منتصبة وانما منحنية الى الامام مما يخفف الضغط ويؤدي الى تقليل خطر الاصابة بأمراض الفقرات.

مشكلة اخرى يعاني منها التصميم الراهن اننا نصبح اطول واطول مع كل جيل جديد، في الوقت الذي كان من الضروري ان نزداد قصراً حتى تصبح نقطة توازن الجسم اقرب الى الارض وحتى لايصبح من السهل سقوطنا وتحطم عظامنا. وفي حال إذا سقطنا بالرغم القصر فأن التصميم الجديد للجسم يتضمن ان تكون العظام اكثر صلابة وقدرة على التحمل. قصر الساقين وإنحناء القامة التي توصل اليها العلماء تذكر ببنية انسان النيندرتال الذي انقرض قبل 30 الف عام.

حتى الركبة يجب إعادة النظر بتصميمها. من المعلوم ان الركبة هي نقطة ضعف كبيرة في الجسم الانساني. حبال الارتباط والغضاريف تتعرض للتمزق عند المراهقين في حين انواع اخرى من غضاريف الركبة تخرب بسبب إلتهاب الركبة عند الكبار. عوضا عن ان نكون قادرين على الانحناء فقط الى الامام كان من الضروري ان تكون الركبة قادرة على الانثناء الى الجهة الاخرى ايضاً. عند ذلك لن تتآكل بنفس القدر حسب تقدير الخبراء.

من اجل تفادي الاصابة بمرض الدوالي ، الذي يصيب الكثير من النساء، يجب تزويد الجدران الداخلية للاوردة الدموية للساق بالمزيد من الصفائح الدافعة عما هو الحال عليه الان. هذه الصفائح تقوم بدفع الدم في الاتجاه الصحيح حتى لايتجمعوا وينتفخوا مشكلين مرض الدوالي.

ومن اجل حماية الجهاز المنتج للخلايا البيضاء في الدم والمسمى spleen من ضربة موجهة الى ايسر البطن تؤدي الى تعطيل الجهاز من الضروري زيادة عدد عظام القفص الصدري بالرغم من اننا سنضطر الى التخلي عن فكرة الخصور النحيفة.

ومن الضروري تحسين السمع الذي يزداد سوء مع تقدم العمر في نفس الوقت تحسين خلايا السمع في الاذن الداخلية حتى لا يمتن عندما نتقدم بالعمر.


عندما يتعلق الامر بالجزء الاسفل من جسم الرجل، فنحتاج الى تحسينات كبيرة في منظومة المواسير بكاملها. الكثير من الرجال يكتشف وجود جهاز البروستات فقط عندما تبدأ مشاكل البروستات في عمر الخمسين، الى ذلك الوقت لايتذكر المر عنها شيئاً في موقعها الخفي تحت المثانة. المشكلة ان البروستات تحيط الجزء الاعلى من انبوب المثانة وان هذه الغدة احدى الاجهزة القليلة في الجسم التي لاتكف عن النمو طيلة الحياة. بعد ان تصبح البروستات كبيرة الحجم تبدأ بالضغط على انبوب البول القادم من المثانة الى درجة يصبح من الصعب على الرجل ضغط البول الى الخارج. إذا امكن إعادة تصميم الجسم سيكون من المناسب تمرير انبوب البول من جانب البروستات عوضا ان يمر من خلالها.

المرأة ليست لديها مشكلة مع البروستات بسبب ان ليس لديها هذه الغدة على الاطلاق. ومن جهة اخرى تصاب الكثير منهن من تسلل البول المستمر، اي صعوبة منع البول عن الخروج لاارادياً بسبب ان العضلات تصبح ضعيفة بعد الولادة، مما يشير الى حاجتها الى عضلات اقوى حول منطقة المثانة في حالة التحسين.
فكرة إعادة تصميم إنسان افضل، بالطبع ليس إلا فكرة نظرية. إن تطوير حقيقي يتتطلب آلف السنين من اجل إجراء تغيير اقل تغيير من هذه التغييرات المطلوبة، خصوصا وان جسم الانسان تم تطويره وبناءه من خلال عملية طويلة ومعقدة، هدفها كان بالدرجة الاولى تحسين إمكانية الحصول على اجيال جديدة من وتحسين القدرة على العناية بهم الى ان يصبحوا قادرين على إعادة العملية من جديد وليس إعطائنا جسم جيد قادر على تأمين شيخوخة جيدة لنا. ولذلك ليس مهما ، من ناحية عملية التتطور، ان نكون حاملين لمورثات تعطينا تصميما سيئا في خريف العمر طالما ان هذا يحدث بعد ان يتم خيار الشريك الجنسي وبعد ان يتم الحصول على الاجيال وتكبيرهم، ولذلك فأن سوء التصميم لانراه إلا بعد الخمسين من العمر.

هذا الامر هو الذي يجعل االطبيعة غير قادرة على المساعدة من خلال الاصطفاء الطبيعي. هذا الامر يشير بوضوح الى ان مشاكلنا الصحية مع التقدم بالعمر ليست فقط بسبب اننا ندخن كثيرا ونتعاطى الكحول ونتحرك قليلا ونأكل كثيرا وانما ايضا بسبب الطريقة التي تعالج فيه الطبيعة مشاكل تصميم كائناتها. "

 

 

 

 

وهذا مقال آخر لأخ آخر:

يتضمن هذا المقال باللغة الإنكليزية مجموعة من الأعضاء الزائدة عديمة الفائدة في جسم الانسان، بقيت هذه الأعضاء في الجسم كأثر و دليل على تطوره من الثديات. معظم هذه الأعضاء لا زالت موجودة و مستخدمة في كثير من الحيوانات عدا الانسان. سأترجم بعضا منها:

عضلات الأذن: لاتزال هذه العضلات موجودة في جسم الانسان، على الرغم من أنها أصبحت ضعيفة جدا. و من المعروف أن هذه العضلات هي المسؤولة عن تحريك الأذن عند ثديات أخرى كالأرنب أو الكلب.
أسنان العقل: ربما ساعدت هذه الأسنان الانسان في بداية ظهوره على سطح الأرض، خاصة عندما كان يتغذى على النباتات، فصف إضافي من الأسنان الطاحنة ساعده على الحصول على المزيد من الحريرات ليتمكن من البقاء. أما اليوم فلا يملك سوى 5% من الناس أسنان العقل بحالة صحية جيدة، و كثير من الناس يضطر إلى قلعا للتخلص من مشاكلها الصحية.

أضلاع الرقبة: أضلاع تظهر في 1% من الناس، ربما هي باقية من الزواحف. يؤدي ظهورها إلى مشاكل صحية عصبية و وعائية.

مجموعة كبيرة من العضلات: كان لبعضها دور في المشي على أربع، ثم صغرت و اضمحلت عندما بدأ الانسان بالمشي على رجلين. و لبعضها الآخر دور في التسلق و التعلق من الأشجار. و هناك أيضا عضلات كانت تساعد على التمسك بواسطة القدم.

الزائدة: ساهم هذا العضو في هضم السللوز عندما كان الانسان يأكل النبات أكثر من اللحم. يستأصل الكثير من الناس هذا العضو  وقد يصاب بالتهابات وقد يؤدي إلى الوفاة.

شعر الجسم: لا فائدة منه اليوم. كما أن لشعر الجسم عضلات صغيرة تنصبه في حالات معينه. تساعد هذه العضلات الحيوانات في إيقاف شعر أو ريش جسمها. أما بالنسبة للإنسان، فلا فائدة منها أيضا.

الثدي عند الذكر: لا فائدة منه بالنسبة للذكر، و مع هذا فإنه موجود بل و يمكن له أن يعطي الحليب إذا تم تنبيهه عند كثير من الثديات.

فقرات الذنب: بقي لدى الانسان عدة فقرات ملتحمة كانت ذنبا في ما مضى. لا زالت هذه الفقرات عند كثير من الحيوانات لأنها تساعدها على التوازن و التواصل. أما الانسان فلا يحتاج لها بعدما أصبح يمشي على اثنتين.

هناك أعضاء زائدة أخرى كثيرة، ولكنني انتقيت أكثرها اثارة للاهتمام و أقربها فهما لغير المختص، خاصة و أنني لست بمختص أنا الآخر.

لم يتضمن الجسم كل هذه الأعضاء غير المفيدة؟ أولم يخلق الانسان في أحسن تقويم كما تقول الأديان؟ قد يقول القائل أن العلم لازال لايعرف فائدتها، ولكن هذا غير صحيح، فالعلم يعرف تماما فائدة هذه الأعضاء بالنسبة للحيوانات، ولكن بالنسبة للانسان فلا فائدة منها بعد تغير عادات حياة الانسان عن غيره من الحيوانات. فبقيت هذه الأعضاء كدليل على التطور.

 

 

 

قطاع فى الشبكية retina فى عين الانسان انظرا كيف تخرج العصيبات باتجاه الضوء ثم "تغير رايها "
 
و تعود عبر حفرة تسمى الـblind spot !!  النقطة العمياء
حرر عقلك
إما الله غبي أو غير موجود

 

وهذا مقال ثالث عن التصميم الأخرق للعين البشرية وعيون الثدييات عمومًا:

 

بقلم:  Hernan Toro
ترجمة: فينيق لمنتدى الملحدين العرب

لعله من الحماقة أحياناً التفكير بعجائب تمتلكها الكائنات البشرية ومنها: العين. يكون غير قابل للدحض قدرتها على التمييز للألوان, والحلّ الامثل و " سحر " التصورات التي نحصّلها
بواسطتها.                                                                                             

كل الاصوليين الدينيين يستعينون بالعين البشرية و" تفوقها " على أي كاميرا مصنوعة لاجل " التدليل " على ذكاء مصممهم العالي " الذكي ". 
مع ذلك, ولو أنني أعترف بالدور المدهش للعين البشرية, لكن لا يمكنني ترك التنبيه لخطأ مهمّ في تصميمها, والذي يمكنك عزيزي بذاتك التحقق  منه عبر الاختبار التالي.


تعليمات:

قم بوضع وجهك على بعد 1 متر من شاشة الكومبيوتر تقريبياً.
قم بتغطية عينك اليسرى بيدك وانظر بتركيز بالعين اليمنى إلى حرف " أو الاحمر " التي تظهر للاسفل أكثر.فيما لو تتابع نظرتك لحرف " أو " سيمكنك الشعور بحرف " إكس " الازرق برؤيتك المحيطية


  O_______________X


دون أن تشيح بنظرك عن حرف " أو ", أدني وجهك من الشاشة ببطء. ستصل للحظة, عندما يكون وجهك على بعد بين 30 إلى 50 سنتمتر { وحسب حجم شاشتك }, التي فيها حرف " إكس " سيختفي ظهوره عنك. والصيغة الوحيدة التي ستجعلك قادراً على رؤيته هي بترك تثبيت نظرك بحرف " أو ".
هنا لديك الشكل الذي تختبره:
لماذا حصل ذلك؟ لأن " هندسة " العين البشرية تقدّم خطأ " تصميمي " واضح, الذي يظهر في الرسم التصميمي التالي, بتبسيط كبير لأجل التركيز على الأهمّ.


 
في هذا الشكل, العدسة البلّورية في العين تظهر باللون الازرق الفاتح { بشكل مبسّط }, الشبكيّة تظهر ككوب أحمر في الجزء الخلفي للعين, العصب البصري وتفرعاته تظهر بلون أخضر غامق, المنطقة التي تسبب العماء المحلي الذي ننتهي لاختباره معروف " بالبقعة العمياء " ويظهر بالاصفر.
لماذا تمتلك العين هذا القسم الأعمى؟ لأن انتشار العروق والتروية الدموية للشبكية تكون من الأمام وليس من الخلف. كل الاوعية الدموية, كما " تمديد الاسلاك " العصبية { الاخضر } تكون متموضعة بين طريق الضوء { الاحمر } من العدسة البلورية { الازرق } وحتى الشبكية { الاحمر }!!
مثل شبكة الاعصاب والاوردة التي يتوجب عليها الخروج من العين إلى الدماغ, الشكل الذي أنجزه التطور في  عيون الفقاريات كان استعادة " تمديد اسلاك " حول منطقة بالعين والخروج منها. هذه البقعة العمياء { الاصفر } التي أنت ذاتك أثبتها في الاختبار السابق, هذا يبين أن العين البشرية { وبكل الفقاريات } لم تكن مخططة ولا مصممة. فقط مصمم غير فعّال يمكنه واضعاً هذا " الحاجز المشبّك " وهذه " التروية " للشبكية.
العيون قد ظهرت بشكل مستقل خلال 35 مرّة في تطور الكائنات الحيّة. كنتيجة أكثر فعاليّة نالته عين الأخطبوط, التي فيها انتشار العروق بصيغة تجعل أي شخص لديه عقل سليم يدركه:



مع ذلك, ليس هذا الخطأ الوحيد بتصميم العين البشرية. لنذهب للمستوى الخليوي, سنجد بأن الخلايا الحساسة للضوء تمتلك بنية مشابهة التي تظهر بالرسم التالي:




المنطقة المثنية تكون المنطقة المنوط فيها اعتراض فوتونات الضوء { الفوتون وحدة الكمّ الضوئي }, في الوقت الذي فيه الاشارة العصبية تخرج من الجانب الايسر. الآن, من أين تأتي تلك الفوتونات ؟ سيكون مؤملاً أنها تأتي من الجانب الأيمن للرسم .. كلاااااا؟   نعم كلااااااا!!!!!!!!!!!!!!!
ينتج بأن التطور بفعله التعيس بتطوير العين عند الفقاريات قد أنهى توجيه الخلايا العصبية بشكل مقلوب, مجبرا بذلك أنّ كل الفوتونات الضوئية يتوجب عليها أن تخترق الجسم الخليوي مع نهاية الوصول للمنطقة التي تنكشف فيها, كما يوضح ذلك الرسم التالي:




لأجل تقليل فقدان الفوتونات, التطور عمل على أن تكون الاجزاء بيسار الرسم الأكثر شفافية ممكنة. مع ذلك, هذا التفضيل لخطأ واضح لا ينال الشمول بهدفه: التطور لم يمكنه جعل الهيموغلوبين الدموي الذي يدور بالاوعية الدموية التي تمر فوق الشبكية أن يكون شفافاً. لذلك, الدماغ يتوجب عليه تحمل مسؤولية ملاحقة الصورة, بالشكل الذي يلغي الظلال المسببة من الاوعية الدموية وأيضاً الاعصاب.
مرة أخرى, الحلّ قد كان شديد البساطة لأجل مصمم ذكي:

بدلا من جعل الرسم الممتلك للعين البشرية بكل المشاكل الملاصقة: فقدان الضوء في  الاوعية الشعرية { اشعاعات زرقاء }, في الاعصاب { اشعاعات بنفسجية } وفي الاجسام الخليوية { اشعاعات خضراء }, بالاضافة لتوجب ترك منطقة عمياء لأجل الخروج من تشعب وتروية الاوردة الدموية, كما يوضح الرسم التالي:



أمكنه التوصل لحل مثالي كما عند الاخطبوط حيث العودة للتصميم:




مع هذا قد وفّر توجب عمل الجزء الاعظم من الاجسام الخليوية شفافة, وبهذا قد تفادى توجب تركه لمنطقة عمياء في العين لأجل اخراج " تمديد الاسلاك ", والذي قد تفادى الفعل الدماغي الضروري لأجل " الغاء " ظلال الاعصاب والاوعية الدموية والتي قد زادت من الحساسية الضوئية بتفادي الضياعات بكل الطبقات المجتمعة.

عدم فعالية انتشار الاوعية وترويتها بالعين البشرية اضافة لتوجيه الخلايا الحساسة للضوء يكون مفهوم بشكل كامل عند التفكير بأنه قد ظهر عبر فعل تطوري بيولوجي الذي أحياناً ينال حلول بعيدة عن المثالية { عن الافضل } ولو أنه شغّال وظائفياً كالعين البشرية, في الوقت الذي في مرات أخرى ينال تحقيق أشياء أكثر نجاحاً, أكثر أناقة وفعاليّة, كما عند الاخطبوط.
من جانب آخر وفي حال أنه قد وجد مرّة ما " مصمّم " للعين البشرية, فحماقة " تصميمه " ستجرده من افتراضه " ذكيّاً " بشكل أكيد.

لا يوجد تصميم ذكي ... يوجد أخطاء كثيرة في كل الانواع واعضائها ووظائفها وبشكل نسبي طبعاً
يستميت الخلقيين لاثبات هذه النظرية الفاشلة .. ويستميتون بالرد على بعض الاخطاء متجاهلين كثير من الاخطاء الاخرى والتي بقيت دون ردّ أو بوجود ردود مخاتلة كما العادة!!

وكتب أخ آخر:

 

موضوع يتحدث بلغة الأدلة العلمية عن أعظم هفوات الله في الخلق...لكل جواد كبوة ياجماعة..كلنا بنغلط

لن يتم انهاء الموضوع برد واحد..

العــــــين
____________

عيون لافائدة لها!
هنالك مئات الانواع من الحيوانات يعيشون في أماكن مظلمة في كهوف عميقة لايحتاجون أبدا لوجود عيون. هذه الانواع تشمل العديد من الاسماك (كthe Mexican blind cave tetra ) الى الحشرات والعناكب والسلمندر. مع ذلك هذه الكائنات لديها عيون. هذه العيون صغير,لاتحتوي على أي المكونات الأساسية للعين الصالحة..لذا هذه العيون لن تعمل حتى لوتوفر ضوء للرؤية.

ماالهدف من خلق عيون ليس لها وظيفة في مكان لايدخله الضوء في الاصل؟!

لله حكمته..


الشبكية عند الفقاريات:
_________________

الشبكية  في العين هي كالفلم في الكاميرا...الكاميرا مصممة بطريقة أن الفلم يأتي بعد العدسة ثم الأسلاك تأتي بعد الفلم..هكذا تسقط الصورة بوضوح على الفلم بدون أي تشويش..

العين المحروسة..تقع الشبكية في أخر العين ..الشبكية تحوي على خلايا ضوئية تحس الضوء..لكن هذه الخلايا موجودة في اخر العين عكس كل التوقعات المنطقية..أمام الخلايا الحسية يوجد خلايا أخرى وأغشية وسوائل (الاسلاك)..أي على الضوء أن يمر عبر هذه الاسلاك ليصل الى الخلايا الحسية في الاخير..وعندما يصل يكون قد تشتت وضعف..في الحقيقة العين البشرية ضعيفة جدا لدرجة قال عنها بعض العلماء أنه من المعجزة أننا نرى بهكذا عين سيئة التصميم.


الphotoreceptor في الصورة هم  الخلايا الضوئية..لاحظ كيف تقع هذه الخلايا بعد جبل كامل من الخلايا أمامها...

اذا طلبت أي شركة من مهندس أن يصمم كاميرا..ووضع الاسلاك أمام الفلم سيطرد هذا المهندس على الفور...
أي رب هذا لا يستطيع تصميم عين أفضل من مهندس بشري؟!

ربما ربهم....لكنه ليس ربي

________

الخلايا الضوئية ترسل اشاراتها عبر عصب خاص يخرج من العين الى الدماغ...لا يوجد خلايا حسية في النقطة التي يخرج منها العصب..لذا لدينا نقطة عمياء لا نستطيع الرؤية فيها..


هل ستشتري كاميرا تظهر على كل الصور التي تلقطها بقعة سوداء في وسطها؟؟...أنا أذكى من ذلك..

__________________

الأمر الغريب جدا جدا...أنه..جل جلاله..قام بخلق العيون صحيحة عند الاخطبوط..جعل الخلايا الحسية متجهة نحو الضوء وليس نحو الشبكية كما هو عند البشر..والاخطبوط لا يملك بقعة عمياء..

((
وخلقنا الانسان في أحسن تقويم))
________________


الهيموغلوبن..
المركب الذي ينقل الاوكسجين عبر الدورة الدموية, هذا المركب لديه قدرة أكبر لنقل احادي اكسيد الكربون (الغاز السام الذي يسبب مقتل رجل خلال دقائق) أي انك لو وضعت نفس كمية الاكسجين مع نصف كمية احادي اكسيد الكربون..لقام الهيموغلوبن بنقل احادي اكسيد الكربون أولا..لان جاذبيته لاحادي اكسيد الكربون أكبر منها للاوكسجين

_______________

الدورة الدموية عند جنين البشر

الجنين في بطن الام يتنفس عن طريق حبل السرة الموصول مع الام لان رئتيه لاتكون قد اكتمل نموها بعد..من خلال عميلة النقل هذه يختلط الدم النقي المحمل بالاكسجين مع الدم الملوث..ولايصل للجنين الا كمية ضئيلة من الاكسجين...عند الانسان البالغ يكتمل نمو القلب والرئتين وينفصل الدم الملوث عن الدم النقي

ثانيا..حتى تصبح هذه الدورة الدموية عند الجنينة ممكنة..يوجد فتحة تصل حجرات القلب مع بعضها..هذه الفتحة تغلق عند الولادة حتى تتم عملية التنفس الطبيعية..في كثير من الاحيان تحصل تعسيرات ولاتغلق الفتحة وتؤدي غالبا الى موت الجنين المباشر..


هل كان ممكن تصميم أفضل من ذلك؟

بكل تأكيد..

لو كان حبل السرة يدخل الجنين من عند الصدر وليس من عند البطن..لكنت الشرايين الحاملة للدم النقي قد اتصلت مباشرة بشرايين الجنين الرئوية..والاوردة مع الاوردة الرئوية ولكن اختلاط الدم غير ممكن..ولايكون لدينا عوز للفتحة في القلب..

_________________

أضراس العقل...


لماذا هذا الألم الشديد عند ظهور أضراس العقل...أغلب البشر يتخلصون من هذه الاضراس عند ظهورها لأنها تبدو بدون فائدة...السبب أنها مؤلمة أن الفك السفلي صغير جدا لايتسع لعدد الاسنان الكاملة..لذا عندما تظهر أضراس العقل فأنها تدقع الاسنان الاخرى من مكانها مسببة ألام شديدة..التفسير؟

جوابين..

الأول...لله في خلقه شؤون

الثاني..مقنع أكثر قليلا..عندما تطور البشر..أجدادنا كانوا يعتمدون على اللحوم بشكل أكبر..وبشكل خاص اللحوم النيئة..هذه الاضراس كان لها وظائف ضرورية في قطع اللحوم النيئة..مع الزمن تغيرت حميتنا وطعامنا..ولم نعد نحتاجها..لكنها لاتختفي فجأة..بقيت معنا..كشاهد على أننا من الطبيعة وإليها..

______________

الزائدة...

تلتهب وتسبب التهاب للاعضاء حولها...حتى الان لم يتمكن العلم من اكتشاف فائدة معينة لها..
____________
الحوض عند البشر صغير جدا..وهذا مايجعل الولادة أمرا عسيرا..جميع الحيوانات تلد بدون صعوبة..عظام الحوض صغيرة غير قادرة على حمل الجسم مدة طويلة من الزمن دون الراحة ..التفسير؟

عبر تاريخنا التطوري..كان المشي على قدمين طريق تميزنا عن باقي الكائنات..في الواقع..المشي على طرفين اثنين كان مفيد جدا حيث ان التطور والطبيعة فضلاه على آلام الولادة لان لكل شيء ثمن..نحن ندفع ثمن مشينا على قدمين كل يوم..لو كنا نمشي على 4..لكن حوضنا أكبر..والمشي أسهل والولادة أسهل..
[كذلك زيادة حجم الرأس في التطور مع عدم تطور الرحم ليكبر ويزداد قوة عضلية لمواجهة ذلك سبّب المشكلة]
طبعا المشي على قدمين اثنتين حرر اليدين..وعندما تحررت اليدين صنعنا الادوات..من الادوات رسمنا ونحتنا..اخترعنا اللغة...كنا الافضل والاذكى..

_______________

الحنجرة مكانها عال جدا..حيث الاكل والتنفس عمليتان من المستحيل ان يحصلان بنفس الوقت...عندما نأكل فأننا نعرض أنفسنا للاختنلاق والموت كل مرة..في الواقع الاف الاشخاص يموتون سنويا من عملية الغصة فقط..

أكان من الصعب على مهندس كامل تصميم جسم انساني لايعترض فيه عمليتا الاكل والتنفس؟
_____________

جميع هذه الأخطاء يمكن شرحها عن طريق التطور..نظرية التطور تتوقع وجود أخطاء لانها فقط تعمل على ماهو موجود وتحاول صنع الأفضل منه..أما أن تقولوا لي هذا هو "أفضل تقويم"..فهذا أمر يصعب علي تقبله

 

هذه عينة من مئات الملاحظات في الكتب والمقالات العلمية الإنجليزية التي ترجمنا كتنويريين عرب كلنا بعضها _شخصيًّا أوصي بقراءة ترجمتي لكتابي رِتشَرْد دوكنز و جيري إيه كوين وبه تفاصيل قوية عن هذا الموضوع وغيره في الإنسان وكل أصناف الكائنات، وترجمة مترجم لكتاب السمكة داخلك، كنماذج للاطلاع_ونشر بعضنا مقالات عن عيوب وعدم كمالات التطور بطبيعته كعملية طبيعية تبني على ما هو موجود فعليًّا قبل حدوث التطور، يمكننا أن نضيف بالنسبة للإنسان وغيره أن وجود الجينات الزائفة أو الميتة دليل آخر على نفي قصة الخلق، جين كامل بتمامه معطّل بطفرة في آخر جزء منه فقط لإلغائه، أو طفرات محايدة بلا وظيفة في الجينوم، 90% من جينات الإنسان وغيره هي جينات زائفة ميتة بلا أي وظيفة. هل هذا دليل على أي خلق، أم يدل على أن الكائنات الحية نتاج عمل الانتخاب الطبيعي المنقّح المصطفي لعشوائية الطبيعة والطفرات الجينية؟! العلماء يشيرون لوجود نواة مستقلة للميتوكندريا داخل الخلية مع تكرار لنفس محتوياتها في نواة الخلية بلا ضروة، هذا نتاج كونها في الأصل نتيجة اتحاد كائن متطفل مع الخلية صار عُضيَّة من عضيّاتها (تصغير أعضاء بمعنى أجهزة) بعد ذلك وصارا كائنًا واحدًا كما فسر المتخصّصون...إلخ وأجساد كل الكائنات مليئة بما يسمى بالتراكيب الأثرية vestigial وهي أعضاء كانت لها وظيفة ثم فقدتها كالعصعص والزائدة الدودية عند الإنسان وعظام الحوض الضامرة عند الحوت وأجنحة الطيور غير الطائرة واتجاه كيس الكوالا لحمل أطفالها إلى الأسفل مع أنها متسلقة أشجار بسبب أن سلفًا لها كان حفارًا تحت الأرض وعيون الأسماك والثعابين الكهفية العمياء اللاوظيفية وكذلك الخلد الحفار وغيرها.

 

 

أما قوله {ثم رددناه أسفل سافلين} وهو الحديث عن الشيخوخة فليس إعجازًا في شيء، بل هو بسبب الطبيعة غير المثالية لعملية الانتخاب الطبيعي، لأنه يتعلّق ببقاء الكائن حيًّا إلى أن يتمكّن من التكاثر وتمرير جيناته إلى الجيل التالي، وليس يعمل على تخليده أو ضمان عدم تهدمه وموته وتدهوره في الشيخوخة، حيث لا عامل انتخابي ضد الشيخوخة. تراكم التدهور ليس إعجازًا بل عدم مثالية وكمال لعملية التطور الطبيعية. ولو نسبناه لإله فنحن بذا ربما نسمه بالعجز ونقص الصنعة لا الإتقان والإعجاز.

 

أقتبس التالي من ترجمتي لكتاب (لماذا النشوء والتطور حقيقة)

 

 

الأعضاء الأثرية

 

   عندما كنت طالباً متخرجاً في Boston، كنت متطوعاً لمساعدة عالم متقاعد قد كتب ورقة عما إذا كان أكثر فعالية للحيوانات حارة الدماء أن تسير على رجلين أم أربعة. اعتزم على إرسال الورقة إلى دورية الطبيعة Nature، إحدى أكثر الدوريات العلمية مهابة، وسألني أن أساعده على أخذ صورة أخاذة كفاية لوضعها على غلاف الدورية ولجذب الانتباه إلى عمله. متحمساً للخروج من المعمل، قضيت عصراً كاملاً طارداً حصاناً ونعامة حول حظيرة، آملاً الحصول عليهما جاريين جوار بعضهما، مظهراً أسلوبَيْ الركض في صورة واحدة. غني عن القول أن الحيوانين رفضا التعاون، و_كون كليهما قد أُنهِك_أقلعنا عن الأمر في النهاية، رغم أننا لم نحصل على الصورة قط.(14) لقد علمتني الخبرة درساً بيولوجياً: أن النعام لا يقدر على الطيران، لكن لا يزال يقدر على استعمال جناحيه. فعندما يجري يستخدم جناحيه للتوازن، ناشراً إياهما على الجانبين لحفظه من الانقلاب. وعندما تصير نعامة مستثارة_كما حاولت أن تفعل عندما طاردتها حول حظيرة_تجري اتجاهك مباشرة، ناشرة جناحيها في استعراض مهدد. هذه إشارة للابتعاد عن الطريق، لأن النعامة المستاءة يمكنها بسهولة نزع أحشائك بركلة سريعة واحدة. يستخدمون أجنحتهم أيضاً في استعراضات التزاوج (15)، وينشرونها لتظليل أفراخهم من الشمس الإفريقية القاسية. الدرس_مع ذلك_يصير أعمق. إن جناحي النعامة هما صفة أثرية: سمة لنوع كانت تكيفاً في أسلافه، لكنها إما فقدت فائدتها على نحو كامل أو_كما في النعام_اكتسبت استعمالات جديدة. ككل الطيور غير الطائرة، ينحدر النعام من أسلاف طائرين. نعلم هذا من كلٍ من الدليل الأحفوري ومن نمط السلفية الذي تحمله الطيور غير الطائرة في حمضها النووي. إلا أن الأجنحة_رغم أنها لا تزال موجودة_لم تعد تقدر على مساعدة الطائر في الطيران إلى علف أو الهرب من المفترِسين أو الطلاب المتخرجين المزعِجين. ومع ذلك فالأجنحة ليست غير مفيدة، فقد طورت وظائف جديدة. فهي تساعد الطائر في الحفاظ على التوازن، والتزاوج، وتهديد أعدائه.

 

   النعام الإفريقي ليس الطائر غير الطائر الوحيد. فبجوار طائفة مسطحات الصدر (مجموعة طيور غير طائرة ذوو عظم صدر مسطح بلا بروز للقص_المترجم): الطيور غير الطائرة التي تتضمن الرِيَة الجنوب إفريقي والإيمو الأسترالي والكيوي الأسترالي، هناك دستات من أنواع الطيور الأخرى التي فقدت على نحو مستقل القدرة على الطيران. هؤلاء يتضمنون الـ rais، والطيور الغواصة، والبط، وبالتأكيد البطريق. ربما الأكثر غرابة هو الكاكابو Kakpo النيوزيلندي، ببغاء بدين غير طائر يعيش بشكل رئيسي على الأرض لكن يمكنه أيضاً تسلق الأشجار والهبوط بلطف إلى أرض الغابة. إن الكاكابو عرضة لخطر الانقراض على نحو خطر: أقل من مئة لا زالوا يوجدون في البرية. بسبب عدم قدرتهم على الطيران، هم فريسة سهلة للمفترِسين المجلوبين إلى البيئة كالقطط والفئران.

 

   كل الطيور غير الطائرة لديها أجنحة، في بعضها_كالكيوي_تكون الأجنحة صغيرة جداً، فقط بضع بوصات طولاً ومدفونة تحت ريشهم، إلى حد أنه لا يبدو أن لها أية وظيفة. هم فقط بقايا. في آخرين­_كما رأينا مع النعام_الأجنحة لها استعمالات جديدة. في البطاريق تطورت الأجنحة السلفية إلى زعانف، تُمكِّن الطائر من السباحة تحت الماء بسرعة مدهشة. ومع ذلك كلهم لديهم نفس العظام بالضبط التي نراها في أجنحة الأنواع التي تستطيع الطيران. ذلك لأن أجنحة الطيور غير الطائرة ليست مُنتَج تصميم مُتعَمَّد (لماذا سيستخدم خالقٌ نفس العظام بالضبط في الأجنحة الطائرة وغير الطائرة، بما في ذلك أجنحة البطاريق السابحة؟)، بل منتج التطور من أسلاف طائرين.

 

   دائماً ما يقول معارضو التطور نفس الجدلية عندما يُستشهد بالسمات الأثرية كدليل على التطور، يقولون: "السمات ليست بلا فائدة، فهم إما مفيدون لشيء ما، أو إننا لم نكتشف بعدُ لأجلِ ماذا هي." هم يدعون_بعبارة أخرى_أن السمة لا يمكن أن تكون أثرية إن كانت لا يزال لها وظيفة، أو وظيفة لم تُكتشَف بعد.

 

   لكن هذا الجواب يفتقد غرضه. فالنظرية التطورية لا تقول أن الخصائص الأثرية ليس لها وظيفة بالضرورة. فيمكن لصفة أن تكون أثرية ووظيفية في نفس الوقت. إنها أثرية ليس لأنها لا وظيفية، بل لأنها لم تعد تقوم بالوظيفة التي تطورت لأجلها. فجناحا النعامة مفيدان، لكن هذا  لا يعني أنهما لا تقولان شيئاً عن التطور. ألن يكون غريباً لو ساعد خالقٌ النعامَ على موازنة أنفسهم بإعطائهم لواحق يصادف تمامً أن تبدو مثل الأجنحة الضامرة، ومبنية بنفس الطريقة بالضبط التي للأجنحة المستخدمة للطيران؟

 

   في الواقع نحن نتوقع أن الصفات السلفية سوف تطور استعمالات جديدة، هذا هو ما حدث تماماً عندما بنى التطور صفات جديدة من القديمة. لاحظ دارون نفسه أن: "عضوٌ يُجعَل_خلال عادات الحياة المتغيرة_لا وظيفياً أو مؤذياً لأحد الأغراض، يمكن بسهولة أن يُعدَّل ويُستخدَم لغاية أخرى."

 

   لكن حتى عندما نحدد أن صفة هي أثرية، لا تنتهي الأسئلة. ففي أي أسلافٍ كانت وظيفية؟ ما الذي كانت تُستعمَل له؟ لماذا فقدت وظيفتها؟ لماذا ما زالت موجودة بدلاً من الاختفاء على نحو كامل؟ وأي وظائف جديدة_إن يكن هناك أيٌ منها_قد طورتها؟

 

   فلنتناول الأجنحة مجدداً. على نحو واضح، هناك أفضليات كثيرة لامتلاك جناحين، أفضليات تشاركتها الأسلاف الطائرة للطيور غير الطائرة. وبالتالي لماذا فقدت بعض الأنواع قدرتها على الطيران؟ إننا لسنا متأكدين على نحو جازم، إلا أن لدينا بعض المفاتيح القوية. فمعظم الطيور التي طورت عدم الطيران عملت ذلك على جزر: الدودو المنقرض على جزيرة Mauritius، الـ rail الهاوييّ، الكاكابو والكيوي في نيوزيلاند، والكثير من الطيور غير الطائرة تُسمى بأسماء بعد أسماء الجزر التي تسكن فيها: (the Samoan wood rail, the Gough island moorhen, the Auckland Island teal، وهلم جراً). كما سنرى في الفصل القدام، أحد السمات الملاحظة للجزر البعيدة افتقارها للثدييات والزواحف، الأنواع التي تفترس الطيور. لكن ماذا عن مسطحات الصدر التي تعيش على القارت، كالنعام والإيمو؟ كلُ من هذين قد تطور في نصف الكرة الجنوبي حيث هناك مفترسون ثدييون أقل بكثير مما في الشمال.

 

   إن خلاصة الموضوع هي هذا: الطيران مكلف أيضياً، يستنفد وفرة من الطاقة يمكن بدلاً من ذلك أن تُحوَّل إلى التكاثر. إن كنت تطير على نحو أساسي للابتعاد عن المفترِسين، لكن المفترسين غالباً مفتقدون في الجزر، أو الطعام منال بسهولة على الأرض، كما يمكن أن يكون على الجزر (والتي غالباً ما تفتقر إلى الأشجار الكثيرة)، من ثم لماذا تحتاج أجنحة وظيفية بالكامل؟ في وضع كهذا، الطيور ذوات الأجنحة الضامرة لها أفضلية تكاثرية، ويمكن للانتخاب الطبيعي أن يؤيد عدم الطيران أيضاً بضمورها. في كلتا الحالتين، سيؤيد الانتخاب مباشرةً الطفرات التي تؤدي إلى أجنحة أصغر تدريجياً، مؤدياً إلى عدم القدرة على الطيران.

 

   إذن لماذا لم يختفوا على نحو كامل؟ في بعض الحالات هم تقريباً لديهم: جناحا الكيوي هما نتوآت لاوظيفيان، لكن عندما يقوم الجناحان باستعمالات جديدة_كما في النعام_سيُبقي الانتخاب الطبيعي عليهما. برغم أنهما في شكل لا يُمكِّن من الطيران. في أنواع أخرى، ربما تكون الأجنحة في عملية الاختفاء، ونحن ببساطة في وسط هذه العملية.

 

   العيون الأثرية شائعة أيضاً، فالعديد من الحيوانات، بما في ذلك الحفارون وقاطنو الكهوف، تعيش في ظلام تام، لكننا نعلم من بناء الأشجار التطورية أنهم انحدروا من أنواع عاشت فوق الأرض وكان لها عيون وظيفية. كالأجنحة، العينان عبء عندما لا تحتاجهما. فهما يستهلكان طاقة للبناء، ويمكن أن يُجرَحوا بسهولة. بالتالي فإن أي طفرات تؤيد فقدانها ستكون مفيدة بجلاءٍ عندما يكون هناك ظلام لا يُمكِّن من الرؤية تماماً. بشكل اختياري، يمكن أن تتراكم الطفرات الوراثية المقللة للرؤية طالما أنها لا تساعد ولا تؤذي الحيوان.

 

   تماماً مثل الفقدان التطوري للعيون الذي حدث في أسلاف الجرذ الخلدي الأعمى في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو قارض طويل إسطواني ذو أرجل قصيرة غليظة، يشبه قطعة سجق مكسوة بالفرو ذات فم صغير. يقضي هذا الكائن كل حياته تحت الأرض. ومع ذلك فلا يزال يحتفظ بأثر عين، عضو صغير قطره مليمتر واحد فقط ومخبأ بالكامل تحت طبقة حامية من الجلد. لا يمكن أن تصنع العين المتبقية صوراً. يخبرنا الدليل الجزيئي أن منذ حوالي 25 مليون سنة ماضية، تطورت الجرذان الخلدية العمياء من قوارض مبصرة، وعيونهم الضامرة تشهد على هذه السلفية. لكن لماذا تبقى هذه البقايا على العموم؟ تُظهر الدراسات المعاصرة أنها تحتوي على صبغيات رؤية حساسة لمستويات منخفضة من الضوء، وتساعد على تنظيم إيقاع نشاط الحيوان اليومي. هذه الوظيفة المتبقية، مقادة بكميات ضئيلة من الضوء النافذ إلى تحت الأرض، يمكنها تفسير استمرار العيون الأثرية. (انظر صورة 14أ)

   أما الخِلدان الحقيقية، التي ليست قوارض بل ثدييات آكلو حشرات، قد فقدت على نحو مستقل عيونها، محتفظة بعضو أثري مغطى بالجلد فقط. يمكنك رؤيته بدفع الفرو الذي على رأسه جانباً.

 

   على نحو مماثل، في بعض الثعابين الحفارة تكون العيون مخبأة على نحو كامل تحت الحراشف. الكثير من حيوانات الكهوف كذلك لها عيون ضامرة أو مفقودة. هذا يتضمن سمكاً (مثل سمكة الكهوف العمياء، يمكنك شراء واحدة من محلات الحيوانات الأليفة)، وعناكب، وسلاماندرات، وجمبري، وخنافس. هناك حتى جراد بحر أعمى لا يزال لديه سويقتي العينين لكن لا عينين فوقهما.

 

   الحيتان هم كنز مكتشف من الأعضاء الأثرية. الكثير من الأنواع الحية لديها عظام حوض وأرجل خلفية أثريين، تشهد_كما رأينا في آخر فصل_على تحدرهم من أسلاف برية رباعية الأرجل. إن نظرت إلى هيكل عظمي كامل لحوت في متحف، غالبا سترى عظام الرجلين الخلفيتين والحوض الصغار معلقين ببساطة ببقية الهيكل العظمي بأسلاك. هذا لأنهم في الحيتان الحية ليسوا مربوطين ببقية العظام، بل ببساطة مطمورون في النسيج. لقد كانوا قديماً جزءً من الهيكل العظمي، لكن صاروا غير مرتبطين وصغاراً لما لم يعد لهم احتياج. إن قائمة الأعضاء الأثرية في الحيوانات يمكن أن تملأ دليلاً كبيراً. دارون نفسه_الذي كان جامع خنافس نهم في صغره_أشار إلى أن بعض الخنافس غير الطائرة لا يزال لديها آثار الأجنحة تحت الأغطية الجناحية المدموجة ("قوقعة" الخنفس).

 

   نحن البشر لدينا الكثير من الصفات الأثرية المثبتة أننا تطورنا. أشهرها هو الزائدة. المعروفة طبياً بالزائدة دودية الشكل Vermi form ، إنها إسطوانة رفيعة بحجم القلم من النسيج الكيسي أو المصران الأعور، الذي يتموضع عند ملتقى أمعائنا الغليظة والرقيقة، كالكثير من الصفات الأثرية، فإن حجمها ودرجة تنميها متنوعة بدرجة عالية: ففي البشر، يتراوح طولها ما بين حوالي البوصة إلى ما فوق القدم. حتى أن بعض الناس تولد بدون واحدة.

 

   في الحيوانات آكلي العشب كالكوالات والأرانب والكانجارو، يكون الأعور وطرفه المستدق الزائدي أكبر مما لدينا. هذا أيضاً ينطبق على الرئيسيات آكلي الأوراق كالليمورات، والليمورات البليدة (ليمور صغير بطيء الحركة عديم الذيل يسعى ليلاً بغابات آسيا)، والقرود العنكبوتية. يُستعمَل الكيس المتسع كوعاء تخمر (كـ "الأمعاء الإضافية" لدى الأبقار)، محتوياً على بكتريا تساعد الحيوان على تحليل السليلوز إلى سكريات قابلة للاستعمال. أما في الرئيسيات الذين يحتوي نظامهم الغذائي على أوراق أقل، كالأورانجوتانات (إنسان الغاب) والمكاك، يكون الأعور والزائدة ضامرين. في البشر الذين لا يأكلون أوراق الشجر ولا يمكنهم هضم السليلوز، قد انقرضت الزائدة تقريباً. على نحو واضح، كلما كان الحيوان أقل عشبية، صغر المصران والزائدة. بعبارة أخرى: فإن زائدتنا هي ببساطة بقية عضو كان هاماً على نحو خطر لأسلافنا آكلي الأوراق، لكن بلا قيمة فعلية لنا اليوم.

 

   هل تقوم الزائدة بأي فائدة لنا على الإطلاق؟ إن تكن كذلك، فهذا غير واضح. فإن إزالتها لا تؤدي إلى أية آثار جانبية سيئة أو زيادة معدل الوفاة (في الحقيقة، يبدو أن إزالتها تقلل التهاب القولون). باحثاُ حول الزائدة في كتابه الدراسي الجامعي الشهير (الجسم الفقاري)، علق عالم الإحاثة Alfred Romer باقتضاب: "أهميتها الرئيسية تتبدى كدعم مالي لمهنة الجراحة". لكن لنكون متحرين الدقة، ربما تكون ذات استعمال ضئيل. تحتوي الزائدة على قطع من النسيج ربما تعمل كجزء من النظام المناعي. لقد اقتُرِح أيضاً أنها تُزوِّد بملجأ للبكتريا المعوية عندما تُزيلها عدوى من بقية جهازنا الهضمي.

   لكن هذه الفوائد الثانوية مرجوحة حتماً بالمشاكل الخطيرة التي تأتي من الزائدة البشرية. فضيقها يجعلها تنسد بسهولة، مما يمكن أن يؤدي إلى إصابتها بالعدوى والالتهاب. أو ما يُعرف بالتهاب الزائدة الدودية. إن لم تعالج، فالزائدة المنفجرة يمكن ان تقتل المصاب. لديك احتمال واحد على خمسة عشر للإصابة بالتهاب الزائدة في حياتك. لحسن الحظ، بفضل الممارسة الحديثة المتطورة للجراحة، فاحتمال الموت عندما تُصاب بالتهاب الزائدة هو فقط 1%. لكن قبل أن يبدأ الأطباء في إزالة الزوائد الملتهبة في أواخر القرن التاسع عشر، لربما فاق معدل الوفاة 20%. بعبارة أخرى، قبل عصر الإزالة الجراحية، أكثر من شخص من كل مئة مات من التهاب الزائدة. هذا كان انتخاباً طبيعياً قوياً جيداً.

 

   خلال حقبة التطور البشري المديدة_أكثر من 99% منها_لم يكن هناك جراحون، وقد عشنا بقنبلة موقوتة دقاقة في حشانا. عندما تزن المزايا الضئيلة للزائدة مقابل مضارها الفادحة، فمن الواضح أنها إجمالاً شيء سيء امتلاكه ببساطة. لكن بصرف النظر عما إذا كانت جيدة أم سيئة، لا تزال الزائدة البشرية أثرية، لأنها لم تعد تقوم بالوظيفة التي تطورت لأجلها.

 

   إذن لماذا لا زلنا نملك واحدة؟ لم نعرف الإجابة بعد. ربما في الحقيقة قد كانت في طريقها إلى الاختفاء، لكن الجراحة قد تخلصت من الانتخاب الطبيعي ضد الناس ذوي الزوائد الدودية. هناك احتمالية أخرى ان الانتخاب لا يمكنه تقليص الزائدة أكثر من ذلك دون أن تصير ضارة بدرجة أكبر: الزائدة الأصغر ربما تشكل خطراً أكثر بانسدادها. ذلك ربما هو عقبة طريق تطورية لاختفائها بالكامل.

 

   تعج أجسادنا ببقايا أخرى من السلفية الرئيسية. فلدينا ذيل أثري: العصعص، أو النهاية مثلثية الشكل لعمودنا الفقري، إنها مصنوعة من فقرات مستقلة مدموجة معلقة أسفل أحواضنا. إنها ما تبقى من الذيل الطويل المفيد لأسلافنا (الصورة 14). إنها لا تزال لها وظيفة (بعض العضلات المفيدة مرتبطة إليها)، لكن تذكر أن أثريتها لا تُشخَّص بعدم فائدتها بل لأنها لم يعد لها الوظيفة التي تطورت أصلاً لأجلها. على نحوٍ معبر، بعض البشر لديهم عضلة ذيلية أثرية (العضلة الباسطة العصعصية)، متطابقة للتي تحرك ذيول القرود والثدييات الأخرى. إنها لا تزال متصلة بعصعصنا، لكن بما أن العظام غير قادرة على التحرك، فإن العضلة غير مفيدة. ربما يكون لديك واحدة لكنك لا تعرفها حتى. (إلخ انتهى الاقتباس)

 

اقتباس ثانٍ:

 

الجينات الميتة

 

   ترينا التأسلات والصفات الأثرية أنه عندما لا تعود صفة مستعملة، أو تصير ضامرة، لا تختفي الجينات التي تعملها فورياً من الجينوم: فالتطور يوقف عملها بتعطيلها، لا بقصها من الحمض النووي. من هذا يمكننا عمل تنبؤ. نتوقع أن نجد_في جينومات الكثير من الأنواع_جينات مُسكَتَة أو "ميتة": الجينات التي كانت قديماً مفيدة لكنها لم تعد سليمة أو معبرة. بعبارة أخرى، ينبغي أن يكون هناك جينات أثرية. بالمقارنة فإن كل فكرة أن كل الأنواع قد خُلِقَت من تصميم تتنبأ بأن لا جيناتِ كهذه ستوجد، بما أنه لن يكون هناك أسلاف مشتركة كانت تعمل بهم تلك الجينات.

 

   منذ ثلاثين عاماً ماضية لم نكن نستطيع اختبار هذا التنبؤ لأنه لم يكن لدينا سبيل لقراءة شفرات أحماضهم النووية. اليوم_مع ذلك_سهلٌ تماماً قراءة تسلسل الجينومات الكاملة للأنواع، وقد تم هذا للكثير منهم، بما فيهم البشر. هذا يعطينا أداة فريدة لدراسة التطور عندما ندرك أن الوظيفة الطبيعية لجين هي صنع بروتين، بروتين تسلسلاته من الأحماض الأمينية محددة بتتابعات القواعد النيوكليوتيدية التي تؤلف الحمض النووي. وحالما يكون لدينا تسلسل الحمض النووي لجين محدد، يمكننا عادةً تقرير ما إذا كان يُعَبَّر على نحو طبيعي، أي: ما إذا كان يصنع بروتيناً وظيفياً أم مُسكَتَاً ولا يصنع شيئاً. يمكننا أن نرى_كمثال_ما إذا كانت الطفرات الوراثية قد غيَّرت الجين لذا لم يعد يمكنه صنع بروتين صالح للاستعمال، أم أن المناطق "المتحكمة" مسؤولة عن تشغيل جين قد عُطِّل. الجين الذي لا يعمل يسمى جيناً زائفاً a pseudogene.

 

   وقد تحقق التنبؤ التطوري بأننا سنجد جينات زائفة، بإسهاب. فعلياً تؤوي كل الأنواع جينات ميتة، الكثير منها ما زالت نشطة في أقاربها. هذا يتضمن أن تلك الجينات كانت أيضاً نشطة في سلف مشترك، وحُطِّمَت في بعض المتحدرين ولكن في آخرين استمرت.(17) كمثال، من حوالي ثلاثين ألف جين، نحمل نحن البشر أكثر من ألفي جين زائف. إن جينومنا_والآخرين الذي للأنواع الأخرى_عامرون حقاً بمقابر الجينات الميتة.

 

   أشهر جين زائف بشري هو GLO، سُمي هكذا لأنه في الأنواع الأخرى يُنتِج إنزيماً يُدعى L-gulono--lactone oxidase . يُستعمَل هذا الإنزيم في عمل ڤيتامين C (الحمض الأسكوربي) من سكر الجلوكوز البسيط. إن ڤيتامين C أساسي لتمثيل غذائي سليم، وفعلياً كل الثدييات لديها السبيل لصنعه، الكل، أي عدا الرئيسيات وخفافيش الفاكهة وقوارض خنازير غينيا. في هذه الأنواع، يُحصَل على ڤيتامين C مباشرة من طعامهم، والأنظمة الغذائية الطبيعية عادة بها كفاية. إن لم نتناول كمية كافية من ڤيتامين C، تعتل صحتنا: فقد كان داء الإسقربوط شائعاً بين البحارة المحرومين من الفواكه في القرن التاسع عشر. السبب في أن الرئيسيات وهذه الثدييات القلائل الأخرى لا تصنع ڤيتامين C الخاص بها هو أنها لا تحتاج إلى ذلك. إلا أن تتابع الحمض النووي يخبرنا أن الرئيسيات لا تزال تحمل معظم المعلومات الجينية اللازمة لصنع الڤيتامين.

 

   يتضح أن سبيل صنع ڤيتامين C من الجلوكوز يتضمن تسلسلاً من أربع مراحل، كل واحدة تؤسَّس بنِتاج جين مختلف. لا يزال لدى الرئيسيات وقواراض خنازير غينيا جينات نشطة لأول ثلاث مراحل، لكن آخر مرحلة، التي تتطلب إنزيم GLO، لا تحدث، فقد عُطِّل GLO بطفرة وراثية. لقد صار جيناً زائفاً، يدعى ψGLO (حيث ψ هي الحرف اليوناني Psi يرمز إلى Pseudo أي زائف). لا يعمل ψGLO بسبب افتقاد نيوكليوتيد واحد في تسلسل الحمض النووي للجين. وهذا بالضبط نفس النيوكليوتيد المفتقد في سائر الرئيسيات. هذا يُظهر أن الطفرة التي دمرت قدرتنا على صنع ڤيتامين C كانت موجودة في سلف كل الرئيسيات، ومُرِّرَت إلى متحدريه. إنه مرجح بدرجة عالية أنه بما أن خفافيش الفاكهة وخنازير غينيا والرئيسيات نالت وفرة من ڤيتامين C في تغذيتهم، لم يكن هناك عاقبة لتعطيل السبيل الذي يصنعه. هذا ربما كان حتى مفيداً بما أنه يتخلص من بروتين ربما يكون مكلفاً في إنتاجه.

 

   الجين الميت في نوع، والذي يكون نشطاً في أقاربه هو دليل على التطور، لكن هناك ما هو أكثر. عندما ننظر إلى ψGLO في الرئيسيات الحية، نكتشف أن تسلسلاته أكثر تشابهاً بين الأقارب الأوثق عما بين الأقارب الأكثر بعداً. تسلسلات ψGLO للإنسان والشمبانزي _ كمثال_تشابه بعضها الآخر على نحو وثيق، لكن تختلف أكثر عن ψGLO للأوانجوتانات (إنسان الغاب)، الذين هم أقارب بعيدون. ما هو أكثر، تسلسل ψGLO لخنازير غينيا مختلف جداً عن الذي لكل الرئيسيات.

 

   فقط التطور والسلفية المشتركة يمكن أن يُفسِّرا هذه الحقائق. كل الثدييات قد ورثت نسخة عاملة من جين GLO. منذ حوالي أربعين مليون سنة ماضية، في السلف المشترك لكل الرئيسيات، الجين الذي لم يعد له حاجة عُطِّلَ بطفرة وراثية. ورثت كل الرئيسيات نفس الطفرة. بعد أن أُسكِتَ جين  GLOاستمرت طفرات أخرى في الحدوث في الجين الذي لم يعد يُعَبَّر. تراكمت هذه الطفرات خلال الزمن_فهي غير ضارة إذا كانت تحدث في جينات ميتة فعلياً_ونُقِلت إلى الأنواع المتحدرة. وبما أن الأقارب الأوثق صلة يتشاركون سلفاً مشتركاً أكثر حداثة، فإن الجينات التي تتغير بطريقة ترتهن بالزمن تتبع نموذج السلفية المشتركة، مؤدية إلى أن تسلسلات الحمض النووي تكون أكثر تشابهاً في الأنواع الأقارب الأوثق صلة عن بعيديها. هذا يحدث سواء كان الجين ميتاً أم لا. إن تسلسل ψGLO في خنازير غينيا مختلف جداً لأنه قد عُطِّل على نحو مستقل، في خط تحدر قد انفصل عن الثدييات سابقاً. و ψGLOليس فريداً في إظهاره هذ النماذج، فهناك جينات زائفة كثيرة أخرى.

 

   لكن لو اعتقدتَ أن الرئيسيات وقوارض خنازير غينيا قد خُلِقوا خلقاً خصوصياً، لا يكون لهذه الحقائق منطق. فلماذا سيضع خالقٌ سبيلاً لصنع ڤيتامين C في كل هذه الأنواع، ثم يعطله؟ ألن يكون من الأسهل ببساطة حذف كل السبيل منذ البداية؟ لماذا ستوجد نفس الطفرة المُعطِّلة في كل الرئيسيات، وأخرى مختلفة في قوارض خنازير غينيا؟ لماذا تعكس تسلسلات الجينات الميتة بالضبط نموذج التشابه المتنباً به من السلفية المعروفة لهذه الأنواع؟ وفي المقام الأول لماذا لدى البشر أكثر من ألفي جين زائف؟

 

   نحن أيضاً نؤوي جينات ميتة أتت من أنواع أخرى، أعني الڤيروسات. البعض منها_ويدعي "الڤيروسات العكسية داخلية المنشأ" يمكنه نسخ جينومه وإدخاله إلى الحمض النووي الخاص بالأنواع التي يُعيدها (HIV المسبب للـ AIDS نقص المناعة المكتسبة أحدهم). إذا عدت الڤيروسات الخلايا التي تصنع الحيوانات المنوية والبييضات، يمكن أن يُنقلوا إلى الأجيال المُستقبلية. يحتوي الجينوم البشري على آلاف من الڤيروسات كهذه، كلهم تقريباً قد جُعِلوا غير ضارين بطفرات. هذه هي آثار عداوى قديمة. لكن بعض هذه البقايا توجد في نفس المواضع على صبغيات البشر والشمبانزي بالضبط. هذه كانت بالتأكيد ڤيروسات عدت سلفنا المشترك ونُقِلَت إلى كلا المتحدِرَيْن. وبما أنه لا احتمال تقريباً لأن تُدخِل الڤيروسات نفسها على نحو مستقل في نفس النقاط بالضبط في النوعين، فهذه النقاط تشير بقوة إلى السلفية المشتركة.

 

   حكاية مثيرة أخرى عن الجينات الميتة تتضمن حاسة شمنا، أو بالأحرى حاسة شمنا البائسة، إذ البشر حقاً متشممون رديئون بين الثدييات البرية. ومع ذلك، لا نزال نقدر على التمييز بين فوق العشرة آلاف رائحة. كيف يمكننا إنجاز مثل هذه المهارة؟إلى وقت قريب كان هذا لغزاً بالكامل. الإجابة توجد في حمضنا النووي، في جيناتنا العديدة المستقبِلة الشمية (م ش) أو olfactory receptor (OR) genes.

 

   إن قصة الـ OR أو الجينات المستقبلية الشمية قد أُنجِزت من قِبَل Linda Buck and Richard Axel ، الذين فازا بجائزة نوبل لأجل هذا الإنجاز في عام 2004، فلننظر إلى جينات OR في متشمم ممتاز: الفأر.

 

   يعتمد الفئران على نحو كثيف على حواس شمهم، ليس فقط لإيجاد الطعام أو تجنب المفترِسين، بل أيضاً لاستبيان فرمونات أحدهم الآخر. العالم الحسي لفأر مختلف على نحو واسع عن الخاص بنا، الذي فيه الرؤية أهم بكثير من الشم. لدى الفئران حوالي ألفي جين مستقبل شمي نشط. كلها تنحدر من جين سلفي واحد نشأ منذ ملايين السنين وصار مضاعفاً مرات كثيرة، كل جين يختلف قليلاً عن الآخرين. وكل واحد يُنتِج بروتيناً مختلفاً_مستقبِلاً شمياً_يتعرف على جزيء منقول جواً مختلف. كل بروتين مستقبل شمي يُعَبَّر عنه بنمطٍ مختلف قليلاً من الخلايا المستقبِلة في النسيج المبطِّن للأنف. تحتوي الروائح المختلفة على مجموعات مختلفة من الجزيئات، وكل مجموعة تثير مجموعة مختلفة من الخلايا. تبعث الخلايا إشارات إلى المخ، الذي يدمج ويحل شفرة الإشارت المختلفة. تلك هي كيفية تمييز الفئران رائحة القطط عن التي للجبن. بدمج مجموعات الإشارات، تقدر الفئران أن تتعرف على روائح أكثر بكثير مما يملكون من جينات مستقبلة شمية (OR) genes.

 

   إن القدرة على التعرف على الروائح المختلفة مفيد: فهي تمكنك من تمييز القريب من غير القريب، وإيجاد العشير، وتحديد مواقع الطعام، والتعرف على المفترِسين، ورؤية من يغزو منطقتك. أفضليات البقاء ضخمة. فكيف اختارها الانتخاب الطبيعي؟ في البدء، صار جين سلفيّ مضاعفاً عدداً من المرات. تضاعف كهذا يحدث من وقتٍ إلأى آخر كحادثٍ أثناء انقسام الخلية. على نحو تدريجي، اختلفت النسخ المضاعفة أحدها عن الآخر، والتي كلٌ منها مربوط بجزيء رائحة مختلف. نشأ نوع مختلف من الخلايا لكلٍ من العشرة آلاف جين مستقبل شمي. وفي نفس الوقت، صار المخ ممداً بوصلات جديدة لجمع الإشارات من الأنواع الكثيرة من الخلايا لعمل أحاسيس الروائح المختلفة. إنه حقاً لإنجاز مذهل للتطور، مُقاداً بالقيمة البقائية المحضة للشم الفطِن!

 

   لا تداني حاسة شمنا تلك التي للفأر إطلاقاً. أحد الأسباب أننا نعبِّر جينات OR أقل، حوالي أربعمئة فقط، لكننا لا نزال نحمل مجموع ثمانمئة جين OR، تشكل 3% تقريباً من جينومنا الكلي. ونصف هذه الجينات تماماً جينات زائفة. عُطلت باستمرار بطفرات. نفس الأمر صحيح بالنسبة إلى معظم الثدييات الأخرى. كيف حدث هذا؟ ربما لأننا نحن الرئيسيات_الذين ننشط أثناء النهار_نعتمد على الرؤية أكثر من الشم، ولذا لا نحتاج إلى التمييز بين روائح كثيرة جداً. تصير الجينات غير المحتاج لها مُزاحَة بالطفرات. على نحو قابل للتنبؤ، فإن الرئيسيات ذوي الرؤية اللونية، ومن ثم التمييز الأعظم للبيئة، لديهم جينات OR ميتة أكثر.

 

   إن نظرتَ إلى تسلسلات جينات الاستقبال الشمي البشرية OR، كلٌ من النشطة والمعطلة، فهي أكثر تشابهاً مع التي للرئيسيات الأخرى، أقل تشابهاً للتي لثدييات بدائية كالبلاتيبوس (مفلطح الفم أو منقار البطة الأسترالي)، وأقل شبهاً أكثر إلى جينات الاستقبال الشمي لأقارب بعيدين كالزواحف. لماذا ستُظهِر الجينات الميتة علاقة كهذه، إن لم يكن لأجل التطور؟ وحقيقة أننا نؤوي جينات معطلة كثيرة جداً دليل بدرجة أكبر على التطور: نحن نحمل هذه الأمتعة البالية لأنها كانت محتاجاً لها في أسلافنا البعيدين الذين اعتمدوا على حاسة شم قوية للبقاء أحياء.

   إلا أن أكثر الأمثلة إدهاشاً على التطور_أو إزالة التطور_جينات الاستقبال الشمي للدولفين. لا تحتاج الدلافين إلى استبيان روائح متطايرة في الهواء، حيث أنهم يمارسون شؤون حيواتهم تحت الماء، ولديهم مجموعة مختلفة بالكامل من الجينات لاستبيان المواد الكيميائية المنقولة بالماء. كما قد يتنبأ المرء، فإن جينات OR للدلافين معطلة. في الحقيقة فإن 80% منها معطلة. مئات منها لا تزال موجودة بصمت في جينوم الدولفين، شهادة صامتة على التطور. وإن تنظر إلى تسلسلات الحمض النووي لهذه الجينات الميتة للدلافين، ستجد أنها مشابهة للتي للثدييات البرية. هذا يصير له منطق عندما تدرك أن الدلافين تطورت من ثدييات برية والذين صارت جينات الاستقبال الشمي أو  ORالخاصة بهم بلا فائدة عندما لجؤوا إلى الماء. (18) هذا لا يكون له منطق أو معنى إن كانت الدلافين قد خُلِقت خلقاً خصوصياً.

   يمكن أن تتماشى الجينات الأثرية مع التراكيب الأثرية. لقد تطورنا نحن الثدييات من أسلاف زاحفية، كانت تضع البيض. استغنت الثدييات عن وضع البيض، وتغذي الأمهات صغارها مباشرةً من خلال المشيمة بدلاً من التزويد بمستودع من المح (صفار البيض). باستثناء رتبة أحاديات المخرج التي تحتوي على آكل النمل الشوكي والبلاتيبوس أو مفلطح الفم الأستراليين). وتحمل الثدييات ثلاثة جينات تقوم في الزواحف والطيور بإنتاج البروتين المحي المغذي (Vitellogenin)، والذي يملأ كيس المح. إلا أن هذه الجينات ميتة فعلاً في كل الثدييات. معطلة تماماً بالطفرات. فقط أحاديات المخرج لا تزال تنتج الـ Vitellogenin ، ممتكلة جيناً واحداً نشطاً واثنين ميتين. ما هو أكثر من ذلك، فإن الثدييات مثلنا لا تزال تُنتج كيس مح، لكنه أثري وبلا مح، بالون مليء بالسائل، مربوط بالقناة الهضمية الجنينية (الصورة 15في ملحق الصور). في الشهر الثاني من الحمل البشري ينفصل عن الجنين.

 

   مع منقاره الشبيه بالبطة، وذيله السمين، والمهامز الحادة على الأرجل الخلفية لذكوره، وقدرة إناثه على وضع البيض، فإن البلاتيبوس أو مفلطح الفم الأسترالي (صورة 15ب في ملحق الصور) شاذ من أوجه عديدة. إن كان هناك على الإطلاق كائن يبدو مصمماً بطريقة غير ذكية_أو ربما لأجل تسلية صانع_ فهو هذا. إلا أن البلاتيبوس لديه صفة أخرى إضافية غريبة: إنه يفتقد المعدة. فبخلاف كل الفقاريات تقريباً، الذين لديهم معدة شبيهة بالجراب فيها تُحلل الإنزيمات الهضمية الطعام، فإن "معدة" البلاتيبوس هي مجرد انتفاخ ضئيل للمريء حيث يتصل بالمعى. تفتقد هذه المعدة بالكامل الغدد المنتِجة للإنزيمات الهضمية في الفقاريات الأخرى. لسنا متأكدين من سبب إزالة التطور للمعدة، ربما النظام الغذائي للبلاتيبوس من الحشرات اللينة لا يتطلب معالجة كثيرة. لكننا نعلم ان البلاتيبوس أتى من أسلاف ذوي معدات. أحد الأسباب هو أن جينوم البلاتيبوس يحتوي على جينين زائفين لإنزيمات ترتبط بالهضم. لم يعد لهما احتياج، فعُطِّلوا بطفرة، لكنهما لا يزالان يشهدان على تطور هذا الحيوان الغريب. (انتهى الاقتباس الثاني)

 

آدم وحواء ... الحقيقة العلمية أم الأسطورة الخيالية؟؟!!

 

بقلم كائن حي عديد الخلايا_دكتور علم وراثة مصري

 

 

أهلاً بكم جميعاً flower

(على سبيل التقديم)

(1)
في أرجاء منتدانا الاستثنائي هذا، قابلت أكثر من مرة حوار عن التطور وأصل الإنسان تحت عناوين مختلفة وكان الكثير من الزملاء الأعزاء المتدينين يرفضون هذه الحقائق من منطلق ديني عن طريق التشبث بأي ثغرة ولو صغيرة في التطور العضوي وللأسف الشديد يتم البحث عن ثغرات في نظرية التطور لدارون وليس في النظريات الحديثة للتطور، بالرغم من مرور أكثر من 150 عام على ظهور هذه النظرية وكذلك ظهور اكتشافات علمية كثيرة أدت إلى مزيد من الفهم للتطور، مما يعني أن نظرية دارون ليست من المسلمات بل هي مجرد نظرية وضعت ثم تم تطويرها منذ عشرات السنين وانبثقت منها العديد من النظريات الأخرى.
كنت قد ألمحت سابقاً لهذه الفكرة تحت موضوع "نسبية الخطأ" للزميل كارل ساغان وأقتبس لكم هنا جزء صغير من ردي هذا:

اقتباس:

فيما يخص التطور مثلاً، فتجد من يحدثك عن نظريه دارون وعيوبها QuestionExclamation
تخيل مازلنا نتحدث عن دارون المولود عام 1809 وعن نظريته المولودة في حدود عام 1856 وعيوبها QuestionExclamation
في حين أن الحقائق والاكتشافات تتوالي منذ ما يقرب من 150 عام بحيث أصبح التطور العضوي هو حجر الزاوية في أي دراسة في علم الأحياء (biology)، وجاءت الداروينية الحديثة أو النظرية التركيبية ثم توالت الاكتشافات والحقائق والنظريات الخاصة بكل نقطة في سلم التطور وما زلنا نسمع أسئلة عن "نظرية دارون"؟؟!!


وأريد أيضاً ها هنا أن أقتبس لكم جزء صغير من كلام الزميل العزيز كارل ساغان:

اقتباس:

الذي يحدث أنه ما إن يطور أحد العلماء مفهوما جيدا فإنهم يحسنونه تدريجيا ويوسعونه مع زيادة دقة الأدوات وتحسن طرق القياس ، النظريات ليست خاطئة بقدر ماهي غير مكتملة.


لن أستطرد أكثر من هذا في الحديث عن نظرية دارون وإنما أردت أن أشير إليها مجرد إشارة على سبيل التقديم لموضوعنا هذا.

(2)
نأتي الآن لمجموعة أخرى من المواضيع وهي مواضيع الميثولوجيا القديمة مثل أسطورة أينوما- ايليش أو ملحمة جلجامش أو ... إلى أخر كل هذه الأساطير والتي طُرح بعضها أيضاً في هذا المنتدى ومرة أخرى نجد محاولات من الزملاء -بالطبع المتدينين- لوضع تفسيرات لهذا التشابه بين هذه الأساطير من جهة والديانات الإبراهيمية من جهة أخرى. وهو تفسير ملتوي إلى حد ما يقوم على فكرة بسيطة وهي أنه ليست كل الأساطير أحداث خيالية ولكن بعضها قد يكون أحاديث مصورة لأحداث تاريخية حقيقية واقعية تم تضخيمها وتحويلها إلى أسطورة. وبالتالي فإن قصة أدم وحوا كمثال، هي قصة حقيقية حدثت بالفعل وبعد أجيال متعاقبة بدأت القصة في التحول لأسطورة عند مختلف الشعوب حتى قامت الأديان بتصحيح هذه الأسطورة وتوضيح الحقيقة أو القصة الأصلية مرة أخرى. وهكذا نكون قد أصبنا عصفورين بحجر واحد الأول تبرير وجود أساطير مشابهة وسابقة لها (لقصة الخلق عاماً ولقصة آدم وحواء خاصاً) والثانية جعل هذه الأساطير دعامة للقصص الديني وسنداً له، فهل الأمر كذلك حقاً؟!
بالنسبة لهذه الفكرة بحد ذاتها (فكرة أن بعض الأساطير لها جذور تاريخية) فهي فكرة لها وجاهتها إلى حد ما وهناك بعض الباحثين المؤيدين لها أيضاً مثل K.O. Muller وكذلك Olden berg ولكن ليس لقصة آدم وحواء بالذات، لماذا؟! هذا هو موضوعنا والذي سندخل إليه بعد قليل.

الأسطورة الخيالية
(3)
تتشابه قصة آدم وحواء في الديانات الإبراهيمية الثالثة، فمن ناحية الديانة اليهودية والمسيحية بنفس المرجعية الدينية – سفر التكوين أول أسفار العهد القديم – ومن الناحية الثانية الإسلام بمرجعيته الرئيسية – القرآن – بالإضافة إلى بعض الأحاديث المنسوبة لمحمد، ولا يوجد اختلاف جوهري بينهم نهتم به كثيراً في موضوعنا هذا. وبالنسبة للإسلام فإن وجود حديث يُنسب إلى محمد (لو صح نسب هذا الحديث لهُ) يُفيد عدم وجود أي مانع في الحديث عن بني إسرائيل (اليهود)، أضف إلى هذا الغموض في بعض آيات القرآن مما أضر المفسرين للجوء إلى العهد القديم ومحاولة أيجاد إجابات لما غمُضَ في القرآن (وقد يكون هذا سبب وضع هذا الحديث ونسبته إلى محمد).
ودون الدخول في مزيد من التفاصيل، فإن ملخص القصة: أن الله خلق أدم (الإنسان–الذكر) من طين (ولا نعلم لماذا خلقه من طين خاصة وأنه أن أراد شيء قال له كن فيكون!! كما أن الخلق هو الآتيان من عدم وليس صنع شيء من شيء؟؟!!) ثم خلق حواء (الإنسان–الأنثى) من ضلع أدم في سفر التكوين أو من آدم فقط دون تحديد في الإسلام. وهكذا وجِدَ كل من آدم وحواء –الذكر والأنثى– وبدئت حياة الجنس البشري بهذا الزواج!!
وفي الديانات الإبراهيمية الثلاثة ينتقل الحديث بعد هذا إلى أبني آدم، هابيل وقابيل أو قايين (على اختلاف في التسمية بين الإسلام من جهة والمسيحية واليهودية من جهة أخرى) –ثم الدخول في قصة اعتراضية عن التقوى وحسن العمل وما شابه دون الحديث عن أي بنات؟؟!! وفي حين لا يذكر القرآن مزيد من التفاصيل حول كيفية استمرار البشرية (كعادته دائماً في مثل هذه المواضيع في عدم القطع برأي وإتاحة الفرصة للتفاسير المختلفة) تستمر التوراة لتحدثنا عن زواج الأبناء بل وتعطينا أيضاً أسماء الزوجات؟! دون تحديد من أين أتوا. وفي الديانات الثلاثة يستمر القصص من قبل المفسرين ليحدثونا عن أن أبناء وبنات أدم كانوا يتزوجون بعضهم بعض؟! ولا تنسى هذه التفاسير التأكيد على أن زواج الأخوات في هذا الزمن لم يكن محرم؟!
وتوجد بعض التفاصيل الأخرى الغير مؤكدة في أي ديانة مثل عدد أبناء أدم وحواء وأن حواء كانت في البطن الواحدة تنجب أثنين (ذكر وأنثى) وأن أبناء البطن الواحدة كانوا محرمين على بعض في حين كان يجوز الزواج بين الأخ وأخته التي لم تولد معه في نفس البطن؟!! إلى آخر كل هذه التفاصيل التي لن تغير الكثير من جوهر القصة، والتي ليس لها نص واضح في المرجعية الأصلية.
ودون الدخول في مزيد من التفاصيل فإن خلاصة هذه القصة–الأسطورة التي استعرضنها على عجالة، أن أدم وحواء تم "خلقهم" من قبل "الخالق" ثم تم الزواج بين أبنائهم ومنهم تكاثرت البشرية حتى الآن؟؟!!

الحقيقة العلمية
(4)
لن أستعرض ها هنا نشأ الحياة على الأرض أو التطور العضوي من منظور علمي، بل ما أريد أن أستعرضه ها هنا هو ما تثيره هذه الأسطورة من مفارقات علمية ومدى منطقية هذه الفكرة من الوجهة العملية.
المشكلة الأولى والأكثر وضوحاً بالطبع هي عدد أبناء أدم وحواء، فمن المعروف أن متوسط عمر الإنسان كان أقل في العصور السابقة وليس أكبر من المتوسط الحالي كما تحاول التوراة أيهمنا بذلك.
بالإضافة لانخفاض متوسط العمر، هناك فترة للحمل، وهناك العمر الإنجابي للمرآة، فكم سنة استمرت حواء في قدرتها على الإنجاب؟؟!!
فبفرض تصديق عمر آدم الغير منطقي فيبقى عمر حواء مثير لكثير من التساؤلات، فهل استمرت في قدرتها على الإنجاب حتى بعد تجاوزها الخمسين عام مثلاً؟؟!! وكم أبن وبنت أنجبتهم؟؟!!

(5)
ثم نأتي إلى الكارثة الحقيقية وهي مدى التباين الوراثي (1) أو مدى الاختلاف الموجود بين أفراد هذه المجموعة (لاحظ أن القصة تذكر أن حواء خلقت من آدم بما يشير إلى التشابه بينهم في المادة الوراثية، لو جاز لنا هذا القول) ولكن فلنفترض أن التباين كان في أقصى مدى له ، بمعنى أن آدم لا يحمل جين إلا وحواء تحمل الآليل (2)المقابل له. بل أكثر من هذا فلنفترض أن أدم نفسه كان heterozygous (3) بالنسبة لجميع الجينات وكذلك حواء وهذا هو أقصى درجة من التباين الممكن تواجدها في هذه النواة البشرية المكونة من شخصين. وبالرغم من هذه النظرة المتفائلة للغاية تظل المشكلة قائمة فالعشيرة تأخذ قيمتها من ناحيتين، العدد ثم التركيب، والعدد هو 2 في حالتنا هذه والتركيب فقط 4 آليلات (أو 4 بدائل وراثية) للموقع الواحد.
وهذا الوضع من وجهة نظر وراثة العشائر(4) كارثة بكل معنى الكلمة، ولا مفر من زيادة معدل التربية الداخلية زيادة مرعبة مع تزاوج أول جيل. فصغر حجم العشيرة في حد ذاته يشير إلى أن نسبة القرابة بين الأفراد ستزداد بالتدريج حتى تقضي على العشيرة تماماً. وأعتقد أن تأثير زواج الأقارب أولاد العم أو الخال ...الخ (ولا أقول الأخوة!) معروف وأشهر من أن يذكر.
وفي حين يختلف تأثير تزاوج الأخوة من نوع إلى آخر، فمثلاُ تزاوج الأخوة والأخوات في عشيرة مكونه من 150 زوج من طيور السمان (5) كافي للقضاء عليها تماماً بعد الجيل الثالث حيث تنخفض نسبة الخصوبة ونسبة فقس البيض لتصل إلى صفر في الجيل الثالث أو الرابع على الأكثر، فالسمان من الطيور الحساسة للغاية للتربية الداخلية. ولكن في تجربه أخرى على الأرانب الرومي (Guinea pigs) استمر تزاوج الأخوة لمدة 13 سنة ولكن تم هذا بعد البدء بـ 25000 فرد في البداية. ومثال آخر في الفئران أستمر لمدة 25 جيل بعد البدء بزوجين من الذكور وزوجين من الإناث مع الأخذ في الاعتبار العدد الكبير الذي تعطيه الفئران في البطن الواحدة.
وهكذا تختلف نتائج تزاوج الأخوة في التفاصيل ولكن تتفق في شيء وهو انحدار في صفات العشيرة الجسمانيه عاماً وفي الصفات التناسلية خاصاً ينتهي في أغلب الأحوال بموت هذه العشيرة.
________________________________________________
1- التباين الوراثي أو Genetic variation وهو الذي يرجع إلى اختلاف أفراد المجموعة محل الدراسة في تراكيبها الوراثية وطبيعي أنه كلما كانت المجموعة متجانسة كلما كانت الأفراد أقل تبايناً.
2-
آليل أو Allele تطلق على الأشكال البديلة من الجينات والمشفرة لنفس الصفة، وتوجد في نفس الموقع على الكروموسومات المتجانسة مثل صفة لون العين الزرقاء مقابل صفة لون العين البنية وهكذا – وأن كانت صفة لون العين هذه صفة كمية يتحكم فيها أكثر من موقع وراثي فوجب التنبيه.
3-
من المعروف أن الجينات موجودة على الكروموسومات والكروموسومات توجد في أزواج والمقصود بـ heterozygous أن الفرد الواحد يحمل آليلين مختلفين للجين الواحد – وباستخدام نفس المثال السابق عن لون العين يمكن أن تقول أن آدم يحمل صفة لون العين الزرقاء على أحد الكروموسومات ولون العين البنية على الكروموسوم المقابل وهذا عكس الشخص الـ homozygous والذي يحمل نفس الآليلين أما زوج من الجينات الخاصة بالون البني وأما زوج من الجينات الخاصة بالون الأزرق.
4-
لدراسة الموضوع دراسة جادة ومفصله يجب أخذ معدل التكاثر ومقدرة والإناث على إعطاء أعداد كثيرة من الخلفة في مدة الوضع الواحدة ومدة الحمل ومدى التنافس بين أفراد هذه العشيرة والأفراد الأخرى والتكرار الجيني ... والكثير غيرها، وهي مما يزيد الطين بله هنا ولكني سأتغاضى عنها للتبسيط فعذراً على هذا التبسيط المخل.
5-
السمان المقصود هنا هو الـ Coturnix coturnix japonica ويختلف أسمه من منطقة لأخرى فيطلق عليه السمان الياباني والسمان الفرعوني وقد يكون له أسماء أخرى.

خاتمة
(6)
أعتقد أن المفارقة العجيبة الآن هي في رفض التطور العضوي (وفكرة الجماعة البشرية الأولى وليس فرد واحد أبو البشر) والاقتناع بالأطروحة الدينية (آدم وحواء) باعتبارها هي الأكثر منطقية من الوجهة العلمية؟! لن أقول عن هذه الفكرة أنها ساذجة فمن الواضح أن هذه الأطروحة ظهرت حتى قبل اختراع السذاجة!!!
وفي تقديري الشخصي فإن عدم الاقتناع بفكرة تطور الإنسان من أسلاف أقل رقياً والاقتناع بقصة أدم وحواء كبديل لشبيه –لو جاز لنا التشبيه– بعدم الاقتناع بقدرة شخص على أن يقف على قدمين والاقتناع بأن يقف هذا الشخص على طرف إصبع واحد من منطلق أن هذا أكثر منطقية من الوجهة العلمية QuestionExclamation

يقول وضاح نصر:
"هذا من فعل الله" ليس تفسيراً لظاهرة ما، وإنما هو اعتراف بأنه ليس لدينا تفسير لهذه الظاهرة، وأحياناً يؤدي هذا الموقف – وهذا هو الأخطر – إلى عدم بذل الجهد العلمي المطلوب لمحاولة إيجاد تفسير معقول.

نعم بالفعل، أعتقد أن الأطروحة الدينية هذه تحتل مساحة لا يستهان بها في الوعي البشري، ولو أردنا أن نعرف كيف نشأ الإنسان فإن أول خطوة هي وضع هذه القصة–الأسطورة في حجمها المناسب واستبعادها أو على الأقل تقليص مساحة تواجدها في العقل ومدى معقوليتها من الوجهة العلمية (يمكن اعتبارها قصة رمزية أو ما شابه). وبغير هذا أعتقد أيضاً أنه من الصعوبة بمكان التوصل إلى فهم حقيقي للتطور العضوي، ويصبح أي حديث عنه مضيعة للوقت في أغلب الأحوال.


والآن أيهم سنقبل ... الحقيقة العلمية أم الأسطورة الخيالية؟؟!!

وكنت أنا ترجمت في كتاب الأدلة على صحة التطور_أعظم عرض على الأرض، قول رِتْشَرْد دُوكِنْز:

 

بالعودة إلى الأساقفة واللاهوتيين المستنيرين، لكان سيكون لطيفاً لو أنهم قاموا بجهد أكثر قليلاً في مكافحة اللاعقلانية المضادة للعلم التي يأسَوْن لها. فإن الكثرة الكاثرة من الوعاظ_بينما يتفقون على أن التطور حقيقة وآدم وحواء لم يوجدا قط_يمضون بسعادة إلى المنابر ويشيرون إلى بعض النقاط الأخلاقية واللاهوتية في قصة آدم وحواء في مواعظهم دون إشارة واحدة_طبعاً_إلى أن آدم وحواء لم يوجدا في الحقيقة قط! ولو تم تحديهم، فسوف يحتجون بأنهم يقصدون معنى (رمزيّاً) صرفاً، ربما شيئاً له علاقة بـ(الخطيئة الأصلية)، أو فضيلة البراءة. وربما يضيفون بقسوة أن_بوضوح_لا أحد سيكون غبياً بحيث يأخذ كلامهم حرفياً. لكن أيعرف أتباعهم ذلك؟ فكيف يُفترَض بالشخص على مقصورة الكنيسة_أو سجادة الصلاة_أن يعرف أي أجزاء من الكتاب المقدس تؤخذ حرفياً، وأيها رمزياً؟ أمن السهولة جداً على متردد على الكنيسة غير مثقف أن يخمن؟ في الكثير من الحالات فإن الإجابة بجلاء هي لا، وأي شخص يمكن أن يُغفَر له شعوره بالحيرة. إن كنتَ لا تصدقني فانظر إلى الملحق.

تفكر في هذا أيها الأسقف، كن حريصاً أيها القس. إنك تلعب بالديناميت. تدور حول إساءة الفهم منتظرة الحدوث. حتى يمكن للمرء القول متجهة للحدوث إن لم تًواجَه بالإجراآت المسبَقة. ألا يتوجب أن تحرص أكثر_عندما تتحدث للعوام_لتجعل كلمتك نعم هي نعم، وكلمتك كلا هي كلا (متى 5: 37) كيلا تقعوا في الإدانة، ألا يجب أن تدع سبيلك هذا لتكافح سوء الفهم ذلك المنتشر بإفراط لدى العامة وتمنح مساندة فعالة ومتحمسة للعلماء ومدرسي العلوم؟

 

.... لأكون عادلاً مع أتباع التشكل المسبق، فقد قبلوا بشجاعة_بعدل وإنصاف_الضرورة المنطقية للارتداد، رغم أنها بدت سخيفة. لقد اعتقد بعضهم على الأقل حقاً أن أول امرأة (أو رجل) احتوى على أجنة مصغرة لكل أنساله، متداخلة داخل أحدها الآخر كالعرائس الروسية. وقد كان هناك منطق عليهم به أن يعتقدوا بذلك، منطق يستحق الإشارة إليه لأنه يتنبأ بجوهر هذا الفصل. فإن كنتَ تؤمن بأن آدم "صُنِعَ" عوضاً عن كونه وُلِدَ، فأنت تلمح ضمنياً أنه لم يكن لديه جينات، أو على الأقل لم يحتَجها ليتنمى. لم يكن لآدم تنمي جنيني بل انبثق إلى الوجود فحسب. إن استدلالاً ذا علاقة قاد الكاتب الـﭭيكتوريّ Philip Gosse (أبا الروائي Edmund Gosse مؤلف الأب والابن) لأن يكتب كتاباً يُدعى Omphalos (أي باليونانية: السُرَّة) مجادلاً بأن آدم يجب أنه كان لديه سرة، حتى لو كان لم يولَد قَطّ. إن نتيجة أكثر تعقيداً لهذا التفكير السُرِّيّ ستكون أن النجوم التي بعدها عنها أكثر من بضعة آلاف من السنوات الضوئية يجب أن تكون قد خُلِقَت بأشعة ضوئية معدة الصنع ممتدةً على طول الطريق إلينا، وإلا لما كنا سنكون قادرين أن نراها حتى المستقبل البعيد! تبدو السخرية من المذهب السُرِّي omphalogy تافهة، إلا أن هناك نقطة هامة بشأن علم الأجنة، الذي هو موضوع هذا الفصل.

 

.... إذن فالـ DNAعلى نحو محسوم ليس طبعة زرقاء. بخلاف آدم_الذي شُكِّل مباشرة في شكله البالغ_فإن كل الأجساد الحقيقية تتنمَّى جنينياً وتنمو من خلية واحدة عبر المراحل المتوسطة من جنين، إلى جنين مشكل في الشهر الثالث، إلى رضيع، إلى طفل ومراهق، فبالغ. ربما في عالم كائنات فضائية ما تُركِّب الكائنات الحية نفسها من أعلى الرأس إلى أخمص أصابع القدم كمجموعة مرتبة من نقاط ضوئية pixels بيولوجية ثلاثية الأبعاد تُقرَأ من خط نَسْخٍ مشفَّر. لكن تلك ليست طريقة عمل الأشياء على كوكبنا، وحقيقةً أعتقد أن هناك أسباباً_والتي قد ناقشتُها في مواضع أخرى ولذا لن أخوض فيها هنا_لعدم إمكانية أن يكون الأمر هكذا على أي كوكب.

 

وقال عالم فاضل عراقيّ من الأطباء:

 

 

 

 

النقد العلمي للفكرة الدينية في الخلق المستقل للإنسان(آدم وحواء)

 

الطبيب العراقي

 

الجزء الاول
                                                                                           
أدلة المادة الوراثيه   

يفسر علماء التطور وجود تشابه شديد بين الشمبانزي والأنسان من حيث الأعضاء الداخليه والوظائف الفسلجيه ,وتشابه بين الماده الوراثيه (98% متطابقه) الى كون الأثنين أنحدرا من سلف أبوي واحد مشترك.
مثال: لو اخذت مجموعة أطفال,ولمحت طفليين متشابهيين بشده لدرجه يمكنك تمييزهم عن باقي الأطفال,بلا شك هذا سيدعوك للأستنتاج بأن الطفليين أنحدرا من نفس السلف الأبوي .
التشابه بين الأنواع الحيه يؤخذ بهذا الأعتبار,لأنها تتكاثر من خلال مواد وراثيه تحدد صفاتها.وهذا مايبرر فكرة السلفية المشتركه اللتي يدعو لها التطوريون.
التطوريون يؤمنون بأن الشمبانزي والغوريلا والأنسان أنحدرا من سلف مشترك كان يعيش على الأرض قبل 10 مليون سنه.
بينما الأنواع الأقل تشابها مع الأنسان كالفأر مثلا تفرعت عن الخط التطوري بمده تسبق هذه بملايين السنين.
الخلقيون يرفضون القبول بذلك,لما يحمله من معاني لاهوتيه متضمنه تناقض ماجاء بكتبهم الدينيه.
لكن التشابه بين الأنواع ليس مظهريا فقط,فلو رجعت الى تركيب البروتينات اللتي يتم تشفيرها من خلال الماده الوراثيه DNA ,ستجد تشابه كبير جدا:
مثال: البروتين المسمى Cytochrome C الموجود بالأنسان هو نفسه موجود بباقي الأنواع الحيه,مع أختلاف أستبدال نيكليوتايد واحد فقط لكل طفره,لذا يمكن حساب عدد الطفرات اللازمه لتحويل هذا البروتين من باقي الأنواع الى ماهو موجود عليه عند الأنسان:
بروتين القرد يحتاج طفره واحده..
بروتين الكلب يحتاج هي 13طفره ..
بروتين الحصان يحتاج 17طفره.
برويتن الدجاج يحتاج 18 طفره ..
بروتين الأفعى يحتاج 20 طفره.
بروتين السمك  يحتاج  31طفره ..
وهذا يجعلنا نفكر بانهم انحدروا من سلف مشترك..وبفعل طفرات مترامكمه تغيرت بروتيناتهم .
الخلقيون يعلقون على هذه التشابهات بأنها أرادة الخالق في تصميم الأنواع الحيه تصميما مستقلا لكن بشكل متشابه ليس فقط على اساس العظام والعضلات والأعضاء اللتي نرى,بل حتى تصميم البروتينات واللتي جميعها ماهي ألا انعكاس للماده الوراثيه االتي أصلا أختار الخالق أن يجعلها متشابه لتؤدي وظائف متشابهه ..
وهكذا يختلفون مع التطوري حيث يقول أن الأنواع لم تصمم بشكل مستقل ,بل هي نتاج تطوري عن أسلاف مشتركه,فأي الفريقيين أصوب؟؟؟
سأطرح مثالا هنا ,قد يقدم  حلا عقلانيا للجميع:
أحد الطرق لتمييز النقل والأستنساخ عن الخلق المستقل نجدها في الكثير من القصص ومنها قصة أحد علماء الكيمياء في عام 1941,كان يؤلف لكتاب في الكيمياء,وبنفس الوقت كان هناك عالم أخر يؤلف لكتاب منافس لكنه سرق بعض المواضيع من كتابات العالم الأول وأدرجها في كتابه.
أرادت المحكمه أن تثبت التهمه على المؤلف السارق,لكنه برر التشابه بأنه كان يفكر بنفس الطريقه وأن التشابه لايعني النقل بالضروره.
لكن المؤلف الأول كان قد أرتكب بعض الأخطاء بكتابه,ولما دققت المحكمه وجدت نفس الأخطاء منقوله في كتاب المؤلف الثاني,وهذا ما كان كافيا لأدانته بالنقل والسرقه.أذ من غير المقنع أن يرتكب الثاني تماما نفس الأخطاء أن كان فعلا هو من صمم كتابه تصميما مستقلا كما يدعي.
هذه الحادثه وغيرها من الحوادث أسست لقانون حقوق الطبع ((COPYRIGHTS LAWاللذي يعتمد على مبدأ تشابه الأخطاء,,لذا ترى اليوم بعض الكتاب يتعمد صناعة بعض الأخطاء..

الآن,ان وجدت  أخطاء مشتركه في الماده الوراثيه بين الأنواع الحيه ,هل يمكن أن تكون دليل على النقل والأستنساخ من الماده الوراثيه للأسلاف المشتركه؟
في الواقع ,نعم
للتوضيح أكثر, أن كان هناك خالق مصمم كتب برنامج الماده الوراثيه في الأنسان ككائن مستقل ,وهو نفسه كتب برنامج الماده الوراثيه بالشمبازي بشكل مستقل,والغوريلا ككائن مستقل ..الخ لن نتوقع أن نجد  أخطاءا متطابقه تماما بين البرامج الثلاثه(الانسان,الشمبازي,الغوريلا)بأعتبارها برامج مستقله حسب زعم الخلقيين,ولايمكن لكاتبها أن يكرر نفس الخطأ هنا وهناك.
لذا فلو عثرنا على هكذا أخطاء مشتركه ,ستكون دليلا على أن برنامج الماده الوراثيه للانواع الثلاثه(الانسان,الشمبازي,الغوريلا) هو برنامج منقول متوارث عن سلف مشترك لهذا الانواع(لانه معلوم لاتوجد ميكانيكيه لنقول بانه تم النقل من الانسان للشمبانزي او من الغوريلا الى الانسان الخ),لذا فالمقصود بالنقل هنا هو من برنامج الأسلاف المشتركه نزولا للوصول الينا وباقي الانواع المنحدره الاخرى من نفس السلف.

 

 

ماهي هذه  الأخطاء الوراثية ( DNA errors) المشتركه؟
الأخطاء الوراثية:
قطع من ال DNA  نتجت عن حوادث وراثيه( genetic accident),, لاتؤدي فائده الى الكائن الحامل لها,وعليه لايمكن القبول بفكرة كونها صممت تصميما مسبقا.
مشتركه:
يعني وجودها بنفس التسلسل المشوه الطافر,وبنفس المكان من ال DNA (لكل من الأنواع المختلفه كالأنسان والشبمانزي والغوريلا),مغروسه بنفس المتسلسله ذاتها للDNA الهدف( target DNA).
 
 
وتشمل:
 
اولا : الجينات المعطله(او الكاذبه) (pseudogenes)
ثانيا: الرتروبوسونات(Retroposon) وهذه تشمل:
 
Processed pseudogenes -1 (الجينات المعطله المعالجه)
SINEs -2. وهذه معظمها تكون على شكل متسلسلات (Alu sequences) 
LINEs -3
Endogenous retroviruses -4

اولا: الجينات المعطله:
الأنسان والقرده يحتاجون فيتامين سي في غذائهم,ان لم يتناولوه سيعانون من نقصه وبالتالي يمرضون,لانه لايمكنهم صنع فيتامين سي باجسامهم,بينما الثديات والأنواع الأخرى يمكنها صنع فيتامين سي وبالتالي لاتحتاج الى هذه الجزيئه في غذائها.
السبب في كوننا لانستطيع صنع فيتامين سي هو عدم امتلاكنا للمورثة أو الجين (gene)) الخاصه بتصنيع بروتين (انزيم) يساهم في صنع فيتامين سي,هذا الانزيم اسمه L-(gulono-gamma-lactone oxidase (GLO,...بينما باقي الثديات تمتلك هذه المورثه وبالتالي هذا الانزيم.
هنا  يقول  الخلقيون بأننا خلقنا خلقا مستقلا ,والخالق أعطى هذا الجين لباقي الثديات ولم يعطه للانسان والقرده,لأن مشيئة الخالق أن لايصنع الأنسان والقرد فيتامين سي.
لذا فبناءا على كلامهم ,وأذا كانت هكذا المشيئه,لن نتوقع أبدا أن نجد هذا الجين الخاص بصنع فيتامين سي لا بالأنسان ولابالقرده.
لكن المفاجأه جاءت عندما وجد هذا الجين عند الأنسان والقرده أيظا لكنه معطلا !!!!
هل كان الخالق بمزاج عكر,عندما وضع جينا معطلا- لانفع منه بل يكلف الخليه طاقة- في برنامج الماده الوراثيه الجينوم ( المستقل كما يقولون)  للأنسان والقرده؟
 
والدهشه الأكبر هي أن هذا الجين المعطل المشترك لدينا ولدى القرده ( chimpanzee, macaque, orangutan) تراه معطلا بنفس الطفرات هنا وهناك-- وهذا لايدع مجالا للخلقيين في القول بأنه ربما  تم التطفرهنا وهناك بشكل مستقل بعد خلق كل نوع مستقلا فرضا-- لأنه ببساطه  التطفرات عشوائيه ولايمكن أن تكون نفسها بالصدفه في الأنواع الأربعه(human, chimpanzee, macaque , orangutan),فالواقع المدهش أنه في كل هذه الأنواع تم تعطيل الجين بنفس الطريقه من خلال طفرة حذف نيوكليوتايد مشترك واحد.,
بالتأكيدا التطور يجيبك عن هذا ,بأن طفرة الحذف أعلاه  حصلت عند سلفنا المشترك لكل من(human, chimpanzee, macaque , orangutan)قبل ملايين السنين فعطلت هذا الجين بطريقه واحده,ومن ثم مر هذا الجين نزولا لنا ولهذه الأنواع الثلاثه بالوراثه عن السلف المشترك لنا جميعا.

طبعا  أستطاع سلفنا الغير حامل للجين من التكاثر وتمرير الجين معطلا الينا لأنه لم يكن هناك ضغط انتخابي ضد سلفنا اللذي أصبح غير قادر على صنع فيتامين سي,,ربما بسبب كون الغذاء اللذي كان يتناوله هو بالأصل غني بالفيتامين ولن يشكل أفتقاده للجين عاملا أنتخابيا ضده.وهذا بالفعل مايمكننا أن نعيش اليوم بالأعتماد على الغذاء فقط في الحصول على هذا  الفيتامين.
ليس جين صنع فيتامين سي هو الوحيد المعطل المشترك,بل الأمثله كثيره لدي منها:
مثال:
RT6 surface protein  هذا البروتين مكون من 230 حامض اميني موجود في سطح خلايا اللمف نوع (T) ) لدى القوارض.هناك جين طبعا يقوم بصناعة هذا البروتين.
الأنسان لايمكنه صناعة هذا البروتين,فهل يتوقع الخلقي أن يجد له جين عند الأنسان؟
نعم,هناك جين له لكنه معطل!!,والأدهش أن باقي الأنواع القريبه من الأنسان كالشمبانزي هي الأخرى لايمكنها صناعة هذا البروتين لكنها تحتوي نفس الجين معطلا!!
والأدهش أن الطفرات اللتي عطلت هذا الجين لدى الأنسان والشمبانزي هي نفسها تماما.وهي عبارة عن ثلاث (stop codons)),فهل حصلت بالصدفه بصوره مستقله بكل نوع ؟
بالطبع لايمكن تفسير ذلك الا بقبول فكرة حصول طفرات الثلاث (stop codons) في السلف المشترك  ومن ثم أنتقالها الينا وألى الشمبانزي كما ترى.
مثال أخر:
urate oxidase هذا جين معطل أخر ,ونشترك نحن والشمبانزي وال   orangutanبوجوده معطلا بنفس الطريقه وهي ثلاث طفرات مشوهه.
مثال أخر:الأنزيم alpha-1,3-galactosyltransferase  ,أيظا تم تعطيل  الجين الخاص به بطفرات, لكن كان هناك ضغط أنتخابي لصالح الجين المعطل,لأن وجود الانزيم alpha-1,3-galactosyltransferase يأيض جزيئه كاربوهيدرات موجوده على سطح الخلايا وهذا يزيد الاصابه بنوع من البكتريا.لذا ففقدان الجين كان يقلل من الأصابه ويمنح فرص أكبر للعيش وبالتالي تمريره أكثر(الأنتخاب الطبيعي بجانبه).
هنا سيقول بعض الخلقيون(أصحاب مصطلح microevolution)  بما أن هناك ضغط أنتخابي ,لذا بديهي أن ينتشرهذا  الجين المعطل ويطفر بالأنسان وكذلك يطفر بباقي الأنواع القريبه منه رغم كونهم خلقوا مستقليين,وهذا يفسر أشتراكنا معهم بهذه الجينات المعطله لهذه الحاله بالذات.
نعم هذا ممكن,لكن  لايعني ذلك ان تكون الطفرات المعطله للجين هي متطابقه تماما بيننا وبينهم,لماذا لم يطفر جينهم بطريقه أخرى؟ هذا لايمكن تفسيره بالصدفه, بل بفكرة حصول هذه  الطفرات  بالسلف المشترك ومرورها لنا ولهم بعد انتخابها.
http://www.pnas.org/cgi/content/abstract/88/16/7401


مثال أخر:
NPY1 receptor: هذا الجين المعطل لدينا   بطفرة (frameshift mutation),نفس الطفره تعطل نفس الجين عند القرده.وهذا يعني أستلامنا الجين طافرا معطلا من سلف مشترك بيننا وبينهم.

مثال أخر:
steroid 21-hydroxylase الجين الخاص بهذا الأنزيم موجود لدينا منه نسختين,نسخه تعمل,ونسخه معطله بفعل طفرة تشمل 8 نيوكليوتايدات,عندما فحص الشمبانزي وجدت نفس النسخه المعطله عنده وتماما بنفس الطفره الشامله لنفس ال 8 نيوكليوتايدات.وهذا يعني كون النسخه المعطله قد عطلت عند السلف المشترك بطفرة ال8 نيوكليوتايدات ثم أنحدرت الينا.

أمثله أخرى لجينات معطلة مشتركه متطابقه:
a glycophosphatidylinositol-linked ADP-ribosyltransferase
neurofibromatosis gene NF1(
جين سنتروميري)
alpha and beta clusters of hemoglobin genes(
عباره عن جينات مضاعفه)

 
أمثله اخرى لجينات معطله عند الأنسان فقط (وهذا يعني تعطيلها بعد أنفصاله عن خط الشمبانزي قبل 5.5مليون سنه):
 type I hair keratin
CMP-sialic acid hydroxylase
    flavin-containing monooxygenase-2 (FMO2 )
, CMP- N-acetylneuraminic acid hydroxylase 
   V10 variable gene of the human T-cell receptor gamma locus
http://www.pnas.org/cgi/content/full/95/20/11751
http://www.pnas.org/cgi/content/full/98/20/11399

   
فلو كان جينوم الأنسان(البرنامج الكلي)قد صمم تصميما مستقلا ,لما وجدنا هذه الجينات المعطلة.


ثانيا: الرتربوسونات:
 
Processed pseudogenes -1 (الجينات المعطله المعالجه) :
هذه موجوده بغزراه أكثر من النوع الأول,قد يوجد منها مايقارب 15الف جين معطل بجينوم الأنسان..
فكرتها مختلفه ,فهنا يبقى الجين الأصلي فعالا,لكن يستنسخ ألى  جين ثاني وثالث الخ  كلهم غير فعالين ,تسمى (جينات معطله معالجه) تنزرع بأماكن مختلفه من الDNA..
سبب تعطيلها كونها لاتحمل متسلسلات منظمه(regulatory sequences) ولكونها مشوهه بعدة تطفرات تميزها عن الجين الأصلي الفعال اللذي نشأت عنه.
ملاحظه:
يجب تفريقها عن ال(processed genes),فهذه الأخيره رغم كونها تنشأ بنفس الطريقه التطفريه,ألا أنها لاتتشوه ويمكن أن تترجم وتؤدي وظيفه,وهي حالات نادره لاتتجاوز عدد الأصابع.
مثال على الجينات المعطله المعالجه:
epsilon immunoglobulin الجين الفعال الخاص  بهذا البروتين موجود بكروموسوم 14.
تم العثور على نسخه مطابقه له بكروموسوم 9 لكنها معطله بسبب عدة طفرات ووجود نهاية AAAA مكرره,لذا فهذا الأخير يمثل جين معطل (Processed pseudogenes),,
فورا جاءت التوقعات بالعثور عند القرده على جين معطل مشابه,,, وفعلا تم أكتشاف نفس الجين المعطل في كل من (chimpanzee, gorilla, orangutan , Old World monkeys) وبنفس الكروموسم 9 وبنوع مقارب من الطفرات.
وهذا لايمكن تفسيره بأنه حصل كتطفر مستقل بكل كائن,بل لابد من قبول كون التطفر هذا قد حصل بسلف مشترك وورثناه جميعا عنه.
مثال أخر:
   
glyceraldehyde-3-phosphate dehydrogenase
فالمورثه الفعاله موجوده لهذا الأنزيم تعمل لدينا اليوم بشكل سليم ,لكن ألى جانبها هناك عدد كبير أخر من الجينات كلها معطله  لاتؤدي فائده بسبب تطفرات حصلت من قبل 15الى 30 مليون سنه)...
http://www.nature.com/nature/journal/v312/n5993/abs/312469a0.html

2- SINEs : أغلبها عباره عن (Alu sequences),وهي عبارة عن سلسلة طويله مكونه من 300 نيوكليوتايد,توجد مايقارب مليون سلسلة من هذه المتسلسلات بالبرنامج الجينوم الكلي للأنسان.معظمها لايترجم ألى أي جزيئه,كل ماتقوم به هو أنها تستنسخ نفسها فقط لتعيد زرع نسخها بمناطق مختلفه من الي DNA.
معظمها وجدت مشتركه مطابقه بين الأنسان والشمبانزي.
مثال  :
هناك 7 من ال (Alu sequences) موجوده قرب جين ال       alpha globin
عند الأنسان, ونفس هذه السبعه موجوده  عند الشمبانزي مزروعه بنفس الموقع والتسلسل من ال DNA  المحيط بها هنا وهناك.
 
مثال أخر:
 
هناك  ايظا 7 من ال (Alu sequences)) موجوده قرب الجين المعطل cdc27hs gene,مشتركه لدى الشمبانزي والأنسان بنفس الموقع وتسلسل الDNA  المحيط.
 
3
- LINEs.: ايظا يوجد منها مايقارب المليون.وكل واحده أيظا عباره عن سلسله طويله لكنها هنا أطول(الى 7000)نيكليوتايد لكل سلسله.ايظا لاتؤدي وظيفه أكثر من انها تستنخ نفسها بنفسها لتنتشر في ال DNA ,لكن يوجد 50 نوع منها فعال فقط تتم ترجمتها.
الكثير منها وجد متطابقا بين الأنسان وباقي الأنواع .
مثال:
intestinal alkaline phosphatase
visual pigment genes

4-
Endogenous retroviruses: ربما تمثل أصابات بفايروس من نوع رترو للخلايا المشيجيه للاسلاف وهكذا وصلتنا.لا تؤدي  وظيفه هي الأخرى.
ولأنها قليلة جدا,فقد عثر على خمس منها موجوده متطابقه بين الأنسان والشمبانزي.

 

 

الآن لدينا أخطاء وراثيه لاوظيفه لها (جينات معطله,رتروبوسونات) حصلت بفعل تطفرات (كما يشاهد بالمختبر) عرضيه,وتكون مشتركه بشكل متطابق بين الأنسان والأنواع الأخرى.
ردود الخلقيين ربما ستكون كالآتي:
1
- لابد أن تكون هناك وظيفه لهذه الأجزاء من الDNA,فلو كانت هذه الأجزاء غير فعاله(جينات معطله,رتروبوسونات) ,فكيف أستطاعت البقاء والمرور من أسلافنا حين وقعت قبل ملايين السنين,وصولا الينا ؟
أستطاعت المرور والأنتشار لتسود ربما لأنها كانت تقع قريبه من جين مهم يصوت الأنتخاب الطبيعي لصالحه بشده,فأنتشرت معه.أو ربما حصلت بترددات عاليه حينها مما يسمح بالحفاظ عليها ,أو أنحصرت بمجتمعات مغلقه مما ساهم في الحفاظ عليها.
أستطاعت البقاء لأنها عندما تحصل بالخليه,فالخليه ليس لديها ميكانيكيه معينه للتخلص منها,فعندما تم غرس رتروبوسونات الى الفئران وباقي الأنواع انتقلت الى صغارها.لذا فالرتروبوسونات اللتي تحصل بالطبيعه تتصرف بنفس الشكل.
نعم هناك حالات حذف تحصل لكنها نادره.لكن وجود جينوم قد حذف منه جينا معطلا أو رتروبوسون بالصدفه لن يكسب أي دعم أنتخابي طبيعي ألى جانبه,لأنه ليس هناك من فائده تميزه عن جينوم أخر لايزال يتحوي الجين المعطل او الرتروبوسون.لذا فغياب الضغط الأنتخابي الطبيعي ضد أزدياد حجم الجينوم من خلال تراكمات الجينات المعطله والرتروبوسونات لن يمنع تكون قطع DNA لاوظيفه لها.وهذا ماسمح ببقاءها.

2- هناك جينات معطله لكنها تؤدي وظائف بطريقه أخرى:
اولا يجب التفريق بين بين الجينات المعطله( processed pseudogenes) , (processed genes).
نحن لدينا 15الف جين معطل, لحد اليوم

3-كان هناك أعضاء قيل عنها أنها أثرية لاتؤدي وظيفتها , وثبت غير ذلك,نفس الشئ ممكن أن يحصل مع (الجينات المعطله,الرتروبوسونات):

لايمكن لقاتل  نواجهه بأدلة دامغه اليوم تدينه ,فيطلب تبرئته وأطلاق سراحه لمجرد زعمه انه بالمستقبل ربما تتوفر أدله تبرأه.
يجب أن نضع نحن الفريقين أستنتاج منطقي حالي حيادي في ضوء أفضل الأدله اللتي نملكها باليد اليوم.
لوفرضنا بالمستقبل أنهم وجدوا فائده لرتروبوسون واحد معين ,فكل ماسيترتب عن ذلك,هو أقصاءه من قائمة الادله التطوريه هو فقط,لكن لاتزال هناك مئات الاف من الرتروبوسونات والجينات المعطله دون فائده لاتزال تدعم التطوريين.
ثم أن طريقة تكوين هذه الأجزاء الأثريه أصبحت واضحه,فكل مانحتاجه لتكويين رتروبوسون هو  RNA  transcripts وreverse transcriptase في الخلايا الجرثوميه للأبويين بالمختبر ليولد الجنين حاملا للرتروبوسن دون الحاجه لتدخل غيبي سمائي, وهي تحصل بكل زمن,وليس بتصميم قوه غامضه صممتها بالماضي عن غرض,بل هي (genetic accidents ) تحصل من دون غرض بشكل طبيعي,تكون متعادله ,أحيانا ضاره,ونادرا جدا مفيده.

4-
لوقبلنا تطور السلف المشترك الى الانسان اليوم ,كيف أستطاع أن يكتسب الكائن الأقل تعقيدا(organism (complexity  معلومات متنوعه جديده تزيد من تطوره ؟
بالبدايه لاتوجد علاقة بين تعقيد الكائن وعدد الجينات ,فالدوده الأسطوانيه وحتى ذبابة الفاكهة تمتلك عدد من الجينات أكثر بكثير من عدد الجينات لدينا(25الف جين فقط),لكن رغم أمتلاكهم لهذا العدد الكبير فتعقيدهم (complexity) أبسط بكثير منا ككائنات أرقى وأكثر تعقيدا.
لذا فالميكانيكيه المتبعه لأكتساب معلومات جديده هي من خلال (Alternative splicing) واللتي تمكننا من أستخدام نفس الجين لأنتاج أكثر من بروتين مختلف ,بالنتيجه النهائيه فالكتله البروتينيه((proteome لدينا أكبروهذا يفسر تعقيدنا المتطور عن الكائنات الأقل تعقيدا رغم كون عدد جيناتنا أقل.
والميكانيكيه الثانيه المتبعه هي مضاعفة الجينات مع بعض التمايزالبسيط( differentiation of duplicated genes) لينتج جين جديد له وظيفه تختلف قليلا,فالجين الأبتدائي لنقل الأوكسجين تضاعف الى جين لبروتين ناقل للاوكسجين بكريات الدم الحمراء(هيموكلوبين) وبروتين مختلف عنه قليلا ناقل للاوكسجين بالعضلات(مايوكلوبين) ثم تضاعف جين الهيموكلوبين الى نوع الفا ونوع بيتا ,ثم بمرور الزمن حصلت عدة مضاعفات الى كل من الفا وبيتا ثم كاما الخ,ولهذا السبب عندما تتفحص موقع هذا الجين,ستجده عباره عن عناقيد (clusters)لعدة جينات تكون بعضها أنواع من الهيموكلوبين مختلفه قليلا تؤدي وظائفا مثلا يستعملها الجنين بأعتبار ألفتها للأوكسجين أكبر,وهكذا.
5-تشابه الماده الوراثيه بين الشمبانزي والأنسان يزيد من أحتمالية حصول طفرات متشابهة بنفس الشكل ولهذا تجد الطفرات نفسها هنا وهناك.
هذا الأفتراض لايوجد مايدعمه على أرض الواقع,فلم تسجل حالة واحده يدغم فيها رتروبوسون نفسه بنفس المكان بين نوعيين منفصليين مستقليين,بل حتى داخل نفس النوع لم  تسجل في المختبرات حالة دغم مطابق تماما بين أثنين من البشر..فكيف سيمكن ل 14 قطعه  أي من أصلا 7  Alu sequencesان تدغم نفسها في جين الألفا كلوبين بالأنسان وسبعة أخرى تدغم نفسها بنفس التطابق في الشمبازي بشكل مستقل ؟

6-
ربما كان هناك فايروس يصيب الأنسان والقرده قام بنقل الرتروبوسونات وغرسها  هنا وهناك.
 
لاتوجد ميكانيكيه يتمكن الفايروس من خلالها تحديد المكان اللذي يريد غرس الرتروبوسن فيه,لذا لن يكون متطابقا كما نراه بالواقع,كما انه لو حصل ذلك فأنه كان من المفروض العثور على جزء من مادة الفايروس قريبه من الرتروبوسون حيث غرس,وهذا غير الواقع,ثم أن دخول مادة جديده نقلها الفايروس من نوع ثاني لجينوم النوع الأول يسبب سرطان تلك الخليه في الغالب.

7
- بما أن تكويين هذه الأنواع حصل بالماضي البعيد ,فلن تكون هناك طريقه علميه صحيحه لأختبار ذلك,لذا فالتطور ليس علما قائما على التجربه.
بالواقع حتى بدون تجربه واقعيه,يمكن للعلم أن يضع فرضيات تقدم تنبؤ معين ,فأذا تم أسقاطه تسقط الفرضيه,وأذا تم أثباته تثبت الفرضيه.
حقيقة وجود جينات معطلة مشتركه متطابقه تقدم فرضيه يمكن أختبارها.
أولا يؤخذ كل جين معطل ويحسب عمره(متى ظهر أول مره)؟
(
تؤخذ الطفرات الصامته بداخل هذا الجين واللتي تحدث بمعدل ثابت لأنها لاتؤثر على عمر الكائن,ثم تقارن التسلسلات الطافره مع التسلسل الطبيعي للجين الفعال بين فرديين من نفس النوع.فنحدد عدد الطفرات ,وبمعرفة العدد والمعدل يمكن حساب تاريخ ظهور هذا الجين المعطل)...
ثانيا: تؤخذ كل الأنواع اللتي تفرعت بعد تاريخ ظهور الجين(حسب سجلات الحفريات) للبحث عن الجين المعطل فيها.
ثالثا: يجب أن يتم العثور على الجين المعطل بكل نوع منها , فيثبت هذا صحة الفرضيه في كون الجين ينقل نقلا عن الاسلاف وليس ان يصمم بشكل مستقل, لكن عدم العثور عليه  سيحرج الفرضيه طبعا.
 
هذا النموذج وضعه الدكتور أدوارد (molecular biologist ),واللذي حول التطور الى علم تجريبي,وفعلا درست الكثير من الجينات المعطله على هذا الأساس...
مثال:في الجين المعطل epsilon pseudogene,فأن عدد النيوكليوتايدات المختلفه الطافره بالمقارنه من الجين الأصلي الفعال  يشير الى انه ظهر قبل 40مليون سنه.
حسب ادلة الحفريات ,فالأرنب والفأر أنفصلا قبل 80مليون سنه,أي سبقا ظهور الجين المعطل,لذا لن نتوقع أن نجد الجين المعطل عندهم,بينما الثدييات اللي انفصلت قبل ال40مليون سنه كالقرده بأنواعها نتوقع أن تكون حامله لهذا الجين,وهذه التنبؤات اللتي وضعتها الفرضيه لنا ,  أثبتتها بالضبط أدلة ال (molecular biology) بعد ذلك لتثبت صدق التطور.
مثال أخر:
endogenous retroviruses
هذه كما قلنا نوع من الرتروبوسونات, وايظا من خلال التطفرات اللتي عليها يمكن حساب عمرها وبالتالي فحص توجدها في الانواع اللتي انحدرت بعد ظهورها.وايظا التنبؤات جاءت مطابقه.
http://www.pnas.org/cgi/content/full/96/18/10254

درست الكثير من الجينات على اساس التحقق من النبوءات التطوريه لهذه الفرضيه,وجميعها جائت بنتائج تثبت صحتها ,لم أسمع بأن تنبأ ما قدمته هذه الفرضيه ولم يمكن أثباته.ومن لديه أمثله عكس ذلك فهو مدعو لأن يضعها هنا.


مصادر للأطلاع:
1-
تعريف المتسلسلات نوع ALU:
معظم هذه الأخطاء(مليون) نفسها موجوده وبنفس الاماكن في باقي الحيونات الرئيسه القريبه من الأنسان(قبل الانفصال),وهناك 7000منها فقط حصلت خاصه بجينوم الانسان بعد انفصاله عن خط باقي الانواع:
There are over one million Alu sequences interspersed throughout the human genome, and it is estimated that about 10% of the mass of the human genome consists of Alu sequences.
Most human Alu sequence insertions can be found in the corresponding positions in
 the genomes of other primates, but about 7,000 Alu insertions are unique to humans
http://en.wikipedia.org/wiki/Alu_sequence


2-
مقال مشترك لمعاهد وجامعات امركيه في مجلة NATURE العلميه في 2005:
http://www.nature.com/nature/journal/v437/n7055/full/nature04072.html

 

 

الجزء الثاني
أدلة علم الوراثة الجزيئية  (molecular genetics)

أستعمال الساعة الجزيئية التطفرية (molecular clock)

تحديد زمن ظهور حواء:

ال(mitochondrial DNA) يختلف عن الDNA النووي بموصفات كثيره أهمها أنه لايتعرض ل(recombination),وأنه يورث عن طريق الأم فقط,لذا فهو موثوق للدراسه.
يؤخذ كل واحد منا ال(mitochondrial DNA) من الأم اللتي أخذته من الجده التي أخذته من جدة الجدة الخ وصولا ألى حواء.
هذه الحواء هي السلف المشترك لجميع تسلسلات  ال(mitochondrial DNA) اللذي نحمله نحن الأحفاد البشر اليوم.
لذا لكي نرسم كيف كان كان  ال(mitochondrial DNA) لدى حواء نحتاج لمعرفة جميع تسلسلات ال ال(mitochondrial DNA) لدى كل  البشر اليوم,وهذا غير ممكن طبعا.
لذا تؤخذ عينات تحتوي أشخاص من مختلف بقاع العالم ويدرس تسلسل ال ال(mitochondrial DNA) لديهم بالكامل,ثم تطبق قوانين الأحصاء الأستدلالي في تعميم نتائج العينه على المجتمع الكلي(كل البشر).
بالفعل رسم الباحثون عدة نماذج للأم حواء,لكن واجهت كثير من الأنتقادات,ألى أن جاءت هذه النتيجه في عام 2000 ونشرت بمجلة NATURE العلميه هنا:
http://www.nature.com/nature/journal/v408/n6813/abs/408708a0.html;jsessionid=5B4786AFBB9DAF6C237CCB176F7C80B9

نهايةا الرابط تحتوي  الشكل النهائي المشترك لل(mitochondrial DNA) اللذي كان عند حواء:
http://www.chartsgraphsdiagrams.com/evolution/mitochondrial-eve.html

سمي هذا النوذج ب mitochondrial Eve) ) وتحديد زمنه يعني تحديد زمن ظهور حواء.

 
الأختلاف الجيني( genetic divergence) بين تسلسلات (mitochondrial DNA) لدينا اليوم نحن البشر الأحفاد من جهه وبين تسلسل ال mitochondrial Eve) ) لدى حواء من جهه ثانيه هو 0.4% من النيوكليوتادات.

لذا لتحديد عمر ال mitochondrial Eve) ) أي زمن ظهور حواء,نحتاج معرفة كم من الوقت يستغرق ال mitochondrial dna) ) ليتغير بمقدار 0.4% ؟؟؟

وهنا يأتي دور ال molecular clock))..
لأستعمال هذه الساعه نحتاج أولا لضبط عيار الساعه,يعني معدل دقات الساعه.
يتم ذلك بأخذ تفرع  تطوري معين موثوق بتوقيته بوجود أدله أخرى,وهنا أستعمل تفرع الأنسان عن الشمبانزي قبل 6ملايين سنه.
بما ان الأختلاف الجيني genetic divergence))  بين ال( mitochondrial DNA) عند الأنسان والشمبانزي وهو 12% من النيوكليوتايدات.
فهذا يعني أن معدل التغيير يحصل ب 2% كل مليون سنه.(معدل التطفر ثابت).

لذا ف 0.4% التغيير احتاجت  200 الف سنه,وهو زمن ال mitochondrial Eve)).
ولكي نرفع ال(confidence limits) نقول بوثوق:
ظهرت الأم حواء السلف المشترك لل( mitochondrial DNA) الذي نحمله بفتره مابين  140 الف سنه الى 220  الف سنه قبل اليوم.


تحديد زمن ظهور أدم:
كرموسوم Y)) يورث عن طريق الأب فقط,يستلم كل منا هذا الكروموسوم عن أباه اللذي يستلمه جده وهكذا وصولا لأدم وهو أول رجل ظهر عنده هذا الكروموسوم كسلف مشترك لجميع تسلسلات كروموسوم Y))  لدينا اليوم نحن الأحفاد..
قام الباحثون برسم الشكل الجيني لهذا السلف وسمي:Y-chromosomal Adam
وفي أخر هذا الرابط صوره له:
http://www.chartsgraphsdiagrams.com/evolution/mitochondrial-eve.html

ومن معرفة مقدار الأختلاف الجيني بين  تسلسلات كروموسوم Y)) لدينا اليوم من جهه وبين تسلسل السلف المشترك  Y-chromosomal Adamعند أدم,وبأستخدام الساعة الجزيئيه,أمكن تحديد المده اللازمه لحصول ذلك الأختلاف,وكانت  (60 الى 90) الف سنه قبل اليوم.
هذه المده هي زمن ظهور أدم بأعتباره السلف المشترك لكروموسوم Y))

أدم ظهر بفتره مابين 60 الى 90 الف سنه قبل اليوم.
حواء بفتره بين  140 الف سنه الى 220 قبل اليوم.
لذا لم يظهر الاثنان بنفس الوقت!!

ملاحظات:
1-
سجلت أعتراضات على طريقة ضبط عيار الساعه,فلماذا يجب أن تدق بمعدل 2% كل مليون سنه,لكن حتى هذه الأعتراضات أن أرادت أن تغير شئ,فستغير نتيجة زمن الأثنين معا,والثابت بالموضوع سيبقى ثابتا,وهو أن حواء سبقت ظهور أدم قبل 30 الف سنه على الأقل.وهذا واضح من خلال حقيقة أن التنوع الجيني في كروموسوم   Y))الموجود  اليوم  قليل  وهذا يدل على حداثة زمن ظهوره.

2-
لايراد القول بأن حواء كانت لوحدها,فالذكور اللذين عاصروها كانوا سلفا مشتركا لنا ولأنواع بايولوجيه أخرى(قرده,انواع بشريه اخرى),وكذلك الامر بالنسبه لحواء فالأناث اللتي سبقتها هن أسلاف لنا ولباقي الأنواع..

3-
على فرض أنه نزل من السماء رجل وامرأه هم اسلاف لمادتنا الوراثيه اليوم,تكشف هذه الدراسات أستحالة ذلك,لان
ال ( mitochondrial DNA) سبق كروموسوم Y)) ب30 الف سنه على الاقل وهذا المراد من الموضوع.

http://en.wikipedia.org/wiki/Y-chromosomal_Adam#cite_note-0

 

 

الجزء الثالث
                                                                                                 
أدله  علم الاجنه
الخياشيم:


تتكون عند جنين الأنسان وباقي الفقريات في الاسبوع الرابع  والخامس ستة أقواس بلعوميه وخمسة أخاديد(شقوق)خيشوميه بينهم في منطقة الرأس والرقبه.
كل أخدود يتصل بغشاء واحد خاص به من الداخل ليفصل بينه وبين كيس بلعومي مرادف له.
في الأسماك تبقى هذه الأخاديد مكونة الخياشيم.
بالأنسان تختفي هذه الأخاديد جميعا (بأستثناء الأول اللذي يكون فتحة الأذن الخارجيه).
يحمل جنين الأنسان خمسة أخاديد خيشوميه لمدة أسبوع دون أي فائده.
فكيف يشرح الخلقيون أمرها؟
وجود هذه التراكيب يضيف دليلا أخرا على السلفية المشتركه بيننا وبين باقي الأنواع البايولوجيه.
فبرنامج تكويين هذه الخياشيم جنينيا موجود ضمن البرنامج الجيني الضخم (homebox gen).
الطفرات اللتي تحدث على هذا البرنامج تؤدي الى تغيرات  مظهريه كبيره وتعزى له الكثير من الخطوات التطوريه.
ولابد أن نكون قد ورثناه طافرا عن أسلافنا,وهذا مايفسر تكويين خياشيم لانفع لها في أجنتنا.



http://www.med.howard.edu/anatomy/gas/wk7/Lecture%2024.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Pharyngeal_arch#cite_note-0

The pouches line up with
the clefts, and these thin segments become gills in fish
There are six pharyngeal arches, but in humans the fifth arch only exists transiently during embryologic growth and development. 
http://en.wikipedia.org/wiki/Homeobox
Mutations to homeobox genes can produce easily visible phenotypic changes    Duplication of homeobox genes can produce new body segments, and such duplications are likely to have been important in the evolution of segmented animals.

2- الذيل:
خلال نهاية الاسبوع الرابع يتكون عند جنين الأنسان ذيل خارج جسمه,ثم تموت الخلايا المكونه لهذا الذيل ليختفي بنهاية الاسبوع السابع.
اسبوعين من حياة جنين الانسان  يكون له فيها ذيل لايؤدي أي غرض.
بنفس الطريقه يتكون الذيل عند جنين باقي الثدييات,لكنه لايختفي كما يختفي عندنا لحاجتهم للذيل للموزانه والحركه.
لكن معلوم بأننا لانحتاجه,فلماذا يتكون لدينا الذيل أن كنا خلقنا خلقا مسبقا؟
لايمكن شرح ذلك,الا بقبول منطق توريث برنامج تكويين الذيل من أسلاف مشتركه مع تعطيله لدينا عند جزء معين.
 
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/677043
The
development and disappearance of the human tail between stages 14 and 22 were studied
The tail is a prominent feature of the human embryo during stage 14
tail grows with the embryo through early stage 17
during stage 17 cells begin to die in all structures throughout the tail.
By late stage 21 or early stage 22 there is no free tail. We conclude that cell death has a major role in the destruction of tail structures and the concurrent loss of the human tail.

 

 

الجزء الرابع
                                                                               
أدلة علم الفسلجة (وظائف الأعضاء) والتشريح
                                                                           

تراكيب أثريه بجسم الانسان لم تعد تؤدي وظيفه:
Appendix testes -1:
منشأها الجنيني paramesonephric ducts

هذا التكريب موجود فوق الخصيه,لايؤدي أي وظيفه مفيده بجسم الانسان,في حين قد يتعرض ألى ألتواء يسبب ألم شديد يحتاج ألى تدخل جراحي.
 
Appendix epididymis -2:
 
منشأها الجنيني mesonephric ducts
تركيب أخر بجسم الأنسان لايؤدي وظيفه ,وممكن أن يسبب مشاكل ألتواء أيظا.

Paradidymis -3:
منشأها الجنيني   mesonephric tubules

Epoophoron -4:
منشأها الجنيني mesonephric tubules

هذا التركيب لايؤدي أي دور فسلجي بجسم الأنسان,ومع هذا,تراه سببا لأورام وأكياس ماحول المبيض (paraovarian cyst , adenoma) اللتي ممكن أن تتعرض للألتواء فتتسبب مشاكل تحتاج تدخل جراحي.

Paroophoron -5:
منشأها الجنيني mesonephric tubules

تركيب أخر لايؤدي وظيفه.

Appendix vesiculosa -6:
 
منشأها الجنيني mesonephric ducts

Duct of Gartner -7:
منشأها الجنيني mesonephric ducts
قد تكون تكيسات تسبب مشاكل ضغط على التراكيب المجاوره.

Hydatid of Morgagni -8
منشأها الجنيني paramesonephric ducts

9- عضلات حلمة الاذن ,فصوص الأذن(ear lobes)
هذه العضلات يمكنها تحريك الحلم عند باقي الثدييات لتمكنها من سماع التهديدات بصوره أفضل.
لكن عند الأنسان لايمكنها تحريك الحلمه,فنحن نستطيع أن ندير رأسنا بمستوى أفقي,فلانحتاج لتحريك الحلمه كباقي الثدييات.
مالداعي من أمتلاك عضلات لاتؤدي وظيفه ؟
http://www.suite101.com/article.cfm/our_beautiful_bodies/94966


10- سن العقل:
صغر الفك وتزاحم الأسنان لدينا اليوم - بالمقارنه مع أسلافنا- لم يعطي دورا لسن العقل للمشاركه في طحن الطعام,لكنها لاتزال  تسبب الاما وتسوسا لليوم.
التغير اللذي حصل ربما له علاقه بنوع الطعام اللذي نأكل اليوم وماكانت تأكله الأسلاف.
http://www.sciencedirect.com/science?_ob=ArticleURL&_udi=B7581-4K77FW0-D&_user=595307&_coverDate=06%2F30%2F2006&_rdoc=1&_fmt=&_orig=search&_sort=d&view=c&_acct=C000030581&_version=1&_urlVersion=0&_userid=595307&md5=8eb8dac071cdbc68686caeff59f47a38


11
- التركيب الاثري   (plica semilunaris )
صوره لطائر يظهر فيها الجفن الثالث:

 
وهنا صوره لعين الانسان ,نلاحظ وجود بقايا أثريه للجفن الثالث على شكل تركيب اسمه(plica semilunaris):


الآن,بهذه الحيونات يؤدي الجفن الثالث وظائف حمايه وترطيب للعين(فالسمك يحتاجه لحماية عينه من الماء مثلا),بينما نفس التركيب موجود لدينا( plica semilunaris) لكنه ضامر أثري على شكل طيه صغيره من منضمة العين دون داعي له.هل يفسر الخلق المستقل وجوده؟
لايمكن تفسير وجوده الا بالقبول بمنطق السلفية المشتركه بين الأنواع.


12-   reflex   Goosebumps:
رد فعل أثري موجود عند الأنسان.
عند الخوف يتحفز الجهاز السمبثاوي ليقوم بتقليص العضيلات الدقيقه المحيطه بقواعد الشعر لتسحب الشعر فينتصب كرد فعل عصبي بصوره لاأراديه.
يكون ملحوظا في الأنسان عند الساعد والساق.
نفس رد الفعل يحصل لباقي الثدييات ,لكن وظيفته أخافة الحيونات الأخرى لأنه يجعل الحيوان يبدو بحجم أكبر مخيف عندما ينتصب شعره.لكن لافائده من وجوده عند الأنسان.وهذا يرجح السلفيه المشتركه بيننا وبين هذه الثدييات وتوريث برنامج رد الفعل هذا.وليس أن نخلق خلقا مستقلا برد فعل لامعنى له.

 

 

الجزء الخامس
                                                                                 
أدلة الحفريات
الانسان اللذي نحن منه هو نوع بايولوجي مستقل اسمه العلمي . Homo Sapience
هناك اشباه للبشر(او انواع بشريه أخرى) تصنف على انها انواع  مستقله ايظا.
Homo Habilis  -1
 Homo Erectus  -2
Homo neandertalensis  -3
Cro-Magnon -4


يفسر التطوريون وجودها على انها مراحل انتقاليه في تكويين الانسان.
يفسر الخلقيون امرها على ان بعضها بشر مثلنا,وبعضها الاخر قرده,,ولنفي كلامهم نحتاج لسردها هنا,مع تبيان فرق كل نوع منها عن الانسان والقرده ,ممايجعلها  نوعا مستقلا قائما بذاته.
ان وجود انواع بشريه  أخرى عديده يتنافى مع فكرة خلق نوع واحد من البشر ينزل من السماء كادم وحواء,ويدعم التطوريين في كون النوع الانساني   Homo Sapienceانحدار تطوري.

1- الهوموهابيليس((Homo_habilis:
عثر لهذا المخلوق عدة حفريات مطموره بين طبقات الارض, منها :
(, KNM ER 1813, OH 16,OH 7, OH 8, OH 13 - "Cinderella, OH 7
, OH 62, OH 24, KNM ER 1805,).

يختلف عن أنسان اليوم بكونه غير مستقيم القامه,قلة سعة الجمجمه,وفرق شاسع في (supraorbital torus    ) وال( nuchal torus) حيث تكون بارزه عنده.

يختلف عن القرده الأفريقيه تشريحيا في:
•   
•   Expanded cranial capacity 
•   A broad and short cranial base
•   Elongated molars
•   Less postorbital constriction.
•    A distinct maxillary notch
•    Anteriorly positioned foramen magnum
•   Absence of postcanine megadontia.
•   Large front teeth relative to the postcanines.
•   Less convex and bulging zygomatics, and more vertically oriented.
•   Thickened metatarsal shaft with a human-like cross-sectional shape..
•   Mechanically set up for efficient weight transmission at the ankle

كما يختلف عن تلك القرده في أنه كان قادرا على صنع الآت الحجريه (Oldowan).
1- 
بدليل ان  مفصل الرسغ لديه كان يسمح بحركه اكبر وابهامه يتمتع بحريه في الحركه اكبر مما يمكنه من صنع قبضة يد يقبض بها على الحجاره كذلك تضخم السلاميات  وعظام مشط اليد  مكنه من صنع الات الحجاره
.

The presence of a precision grip (determined from the hand bones present in OH 7), which provides the anatomical basis for tool-making

Thickened metatarsal shaft with a humanlike cross-sectional shape piece of proximal ulna
1st  Metacarpal  and trapezium is much less interlocked, which allowed more movement. The distal phalanges have apical tuffs
2-
وبدليل العثور على هذه الالات الى جنب حفرياته:
Another site of limestone caves is Sterkfontein, not far from Swartkrans. Member (layer) 5 there, dating from 2 mya to 1.5 mya, contains fossils of Homo habilis as well as Oldowan tools
The Swartkrans site is a cave filled with layered fossil-bearing limestone deposits. Oldowan is found in Members (layers) I–III, 1.8–.5 mya, in association with Paranthropus robustus and Homo habilis.
http://en.wikipedia.org/wiki/Homo_habilis
http://en.wikipedia.org/wiki/Olduvai_Gorge


2- الانسان مستقيم القامه ( Homo erectus):
 : 
عثرت له عدة حفريات, هذه اسماءها و مناطق اكتشافها
•   Indonesia (island of Java): Trinil 2 (holotype), Sangiran collection, Sambungmachan collection, Ngandong collection
•   China: Lantian (Gongwangling and Chenjiawo), Yunxian, Zhoukoudian, Nanjing, Hexian
•   India: Narmada (taxonomic status debated!)
•   Kenya: WT 15000 (Nariokotome), ER 3883, ER 3733
•   Tanzania: OH 9
•   Vietnam: Northern, Tham Khuyen, Hoa Binh
•   Republic of Georgia: Dmanisi collection
•   Turkey: Kocabas fossil

يختلف هذا المخلوق عن القرده الافريقيه بكونه يمشي منتصب القامه,وكبر حجم دماغه بالمقارنه معها.
 
يختلف هذا المخلوق عن الاسنان اليوم بكثير من الصفات منها:
1- ..
دماغ هذا المخلوق يمثل 75% من دماغنا, فدماغه يتراوح بين(800-900)ملم مكعب..بينما ادمغتنا تترواح بين(1300-1400)ملم مكعب
2-
وجود البروز القذالي كبيرا بارزا لديه .
3 –
ضخامة  البروز فوق المحجري لديه.
4-
حجم الذكر يفوق الانثى ب30%.
4- 
سرعة بلوغ صغاره ( بعمر 9 سنوات).
5-
القناة الشوكيه الصدريه اضيق من ما موجود لدينا
6-
اطرافه العليا اطول من اطرافنا العليا
7-
عرض الفك مع عدم وجود ذقن.
8 –
حوضه اضيق من حوضنا
9-
لم يمكنهم أكتساب لغه قواعديه ونطق متطور لعدم أمتلاكهم الجين( Foxp2)الحديث الظهور والمهم في عملية النطق عند الانسان,ولعدم امتلاكهم عضلات النطق اللتي نملك كالعضله القذاليه (يتضح ذلك من عدم وجود نتوءها الخاص بالعظم)وبسبب صغر العصب الهايبوكلوسي(يتضح من اخدوده بالعظم),وبسبب وجود الحنجره لديهم بمكان اعلى ممايحدد حركتها(يتضح من عظم هايود) وبسبب نحف المسافه بين الضلعيه وهذا لن يسمح بالسيطره على الهواء اثناء النطق.
http://en.wikipedia.org/wiki/Homo_erectus
http://en.wikipedia.org/wiki/Turkana_boy



3- النيادرتال   (Homo neandertalensis):

يختلف عن القرده بانه يمشي مستقيم القامه وكبر حجم دماغه.

يختلف عن الانسان ب:
1-   
ضخامة  البروز فوق المحجري.
2-   
ضخامة البروز القذالي.
3-   
التبويز في الوجه.
4-   
الجبهه شاقوليه.(لدينا مدوره)
5-   
نسبة الاطراف العليا الى الاطراف السفلى تختلف بحيث يكون الجسم  اقصر واضخم واقوى.
6-   
الفتحات الانفيه كبيره ومدوره .(لدينا مثلثه صغيره)
7-   
وجود عرف مميز في البروز الحلمي خلف الاذن.
8-   
عدم وجود الذقن.
9-   
تصميم مميز للاذن الداخليه.
10-   
الاسنان القواطع خاليه من الشق اللذي تحويه قواطعنا.
11-   
وجود فراغ خلف الضرس الثالث.
12-   
عظم الفخذ مقوس و ثخين.
13-   
القفص الصدري ذو شكل برميلي.
14-   
قصر وتقوس الاكتاف.
15-   
الانف اكبر حجما واكثر بروزا.
16-   
طول ودقة عظم العانه.
http://anthropology.si.edu/humanorigins/ha/neand.htm
http://anthropology.si.edu/humanorigins/ha/nead_sap_comp.html
http://en.wikipedia.org/wiki/Neanderthal#_ref-9

17-   
اختلاف جيني كبير عن البشر,فالبشر متشابهون ب99,9% ومختلفون في 0.01%,بينما الاختلاف بين البشر والنيادرتال هو 0.05%.
18-   
النيادرتال رغم كونه نوعًا مختلفًا فقد تزاوج مع البشر، وقد استطاع العلماء العثور على الDNA  الذي يحمله بين البشر وإن كان ذلك بنسبٍ قليلة مما دل على تزورج بين النوعين القريبين تطوريًّا


in 1980 shows that Homo neanderthalensis and Homo sapiens share about 99.5% of their DNA. From mtDNA analysis estimates, the two species shared a common ancestor about 500,000 years ago
 

 
 
فلو صح أن أنزل البشر من السماء,لما كانت هناك أنواع بشريه واشباه بشريه أخرى ,الا أذا كان الخالق يحاكي التطور

 

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)} البروج

 

{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} الانفطار

 

{أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} المرسلات

 

{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} الغاشية

 

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} ق

 

 

 

{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)} طه

 

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)} الأنعام

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} النساء

 

وغيرها، وكما قال ﭬولتير فإن الخطأ يظل خطأ حتى لو تكرر آلاف مرات أو كرّره آلاف الأشخاص.

 

 

 

بالنسبة لذكر القرآن على غرار التوراة وأساطير سومر وبابل خرافة خلق الإنسان من طين:

 

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)} الرحمن

 

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)} الحِجر

 

{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)} السجدة 

 

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11)} الصافات

 

وغيرها من آيات بنفس المعنى، ومن المناسب هنا الاقتباس من مقال لأخٍ باسم مستعار Shrek:

 

كان الانسان القديم لا يعرف مادة البلاستيك او غيرها لعمل الادوات ومنها المنزلية بل كان يعمل ذلك من الطين والعملية معروفة وتستعمل حتى وقت الحاضر, وتتسم مادة الطين باللزوجة واللصوقة العاليتين نسبيا لعمل اشكال واحجام مختلفة من هياكل او اوانٍ وغيرها وكان هذا هو تصور الانسان لصنع الاشياء لذلك اتى الدين اليهودي بفكرة خلق الانسان من الطين ثم قام الدينان التاليان المسيحية والاسلام بتأكيد حدوث ذلك. ونظرا لان اغلب العرب هم من المسلمين لذلك اوجّه كلامي اليهم اكثر ولكوني مسلما سابقا اعرف الكثير عن الاسلام. لنرَ ماذا يقول الاسلام عن عملية الخلق:

سورة البقرة
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30)


إذن استغرق خلق الارض اربعة ايام من ضمنها المياه والارزاق وما الى اخره ثم استوى الى السماء فجعلهن سبع سماوات في يومين. وعملية خلق الارض ابتدأت في يوم الاحد حتى الاربعاء ثم السماء الخميس والجمعة وفي نهاية يوم الجمعة في الساعات الاخيرة خلق الله آدم من الطين.

وكان آدم خُلق في الجنة آخر ساعة من يوم الجمعة من الأيام الست التي خلق اللهُ فيها السماوات والأرض كما جاء في حديث مسلم، وروى مسلم وغيره أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم".

خلق الله آدم من الأرض أي مما تحويه وذلك قوله : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } طه/55 ، فخلقه من ترابها و هذا قوله: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } آل عمران/59 .
وفي ذلك آيات في القرآن كثيرة .

سورة الأنعام
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)

وكان الطين لازباً - أي : لاصقاً ، وقيل : لزجاً  - وفي هذا يقول القرآن

سورة الصافات
فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11)

قال ابن منظور : ولَزِبَ الطينُ يَلْزُبُ لُزُوباً ، و لزُبَ : لَصِقَ وصَلُب َ، وفـي حديث علـيّ علـيه السلام : دخَـل بالبَلَّةِ حتـى لَزَبَتْ أَي لَصقتْ ولزمت ْ. وطينٌ  لازبٌ أَي لازقٌ . قال الله تعالـى : من طِينٍ  لازبٍ . " لسان العرب " 1/738 .

وصار هذا الطين اللازب منتناً فقال تعالى في ذلك : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون } الحجر/26 .
قال الرازي :
الحَمَأُ : بفتحتين والحَمَأةُ بسكون الميم الطين الأسود . " مختار الصحاح " ص/64  .
 وقال في " لسان العرب " 1/61 :
حمأ : الـحَمْأَةُ ، والـحَمَأُ : الطين الأَسود الـمُنتن ؛ وفـي التنزيل : { من حَمَإٍ مسنون } .
وقال في " لسان العرب " ( 13 / 227 ) :
الـمَسْنون : الـمُنْتِن ، وقوله تعالـى { مِن حَمَإٍ مَسْنُونٍ } : قال أَبو عمرو : أَي متغير منتن؛ وقال أَبو الهيثم : سُنَّ الـماءُ فهو مَسْنُون أَي : تغيَّر .
وحيث أن هذا الطين كان مخلوطاً بالرمل : فهذا هو الصلصال .  
قال الرازي :

الصَّلْصالُ : الطين الحر خُلط بالرمل فصار يَتَصَلْصَلُ إذا جف ، فإذا طُبخ بالنار فهو الفخار. " مختار الصحاح " 1/154


وقال في " لسان العرب " ( 11 / 382 ) :
والصَّلْصالُ مِن الطِّين : ما لـم يُجْعَل خَزَفاً ، سُمِّي به لَتَصَلْصُله ؛ وكلُّ ما جَفَّ من طين أَو فَخَّار فقد صَلَّ صَلِـيلاً ، وطِينٌ صِلاَّل ومِصْلالٌ أَي يُصَوِّت كما يصوِّت الـخَزَفُ الـجديد .  
ثم شبه الصلصال بالفخار وذلك قوله تعالى : { خلق الإنسان من صلصال كالفخار } الرحمن/14 .
وهذا كله يصدقه حديث أبي موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب " . رواه الترمذي ( 2955 ) وأبو داود ( 4693 ) . والحديث : قال عنه الترمذي : حسن صحيح ، وصححه ابن حبان (14/29) والحاكم (2/288) والألباني في صحيح أبي داود 3926.
هذا خلق آدم عليه السلام : من الأرض - من ترابها - ، ثم جُبل بالماء فكان طيناً ثم صار طيناً أسود منتناً وكون ترابه من الأرض التي بعضها رمل لما جبل كان صلصالاً كالفخار .

ثم أصبح أبناء آدم بعد ذلك يتكاثرون وصار خلقهم من الماء وهو المني الذي يخرج من الرجال والنساء وهو معروف .
وهذا يبينه القرآن في قوله تعالى : { وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهراً } النور/54 ، وقوله تعالى : { ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين } السجدة/8  .
روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".

مآخذ على نظرية الخلق القرآنية:

1- ان كافة التقديرات لتكوُّن الارض تقول ان الارض كانت بحاجة الى ملايين السنين لكي تتصلب قشرتها الخارجية ثم استغرقت ملايين السنين حتى تكونت التربة وعناصر الحياة الضرورية فأين هذا الحديث من اربعة ايام التي يذكرها القرآن , ثم خُلق آدم من طين في نهاية خلق السماوات والارض في يوم الجمعة اي ان آدم بدأ مع الارض قبل ما يقرب من 4,6 مليار سنة قبل الان ولو ان هناك حقيقة علمية تقول بان الكون تكوّن قبل 14 مليار سنة تقريبا اي ان الارض حديثة العهد بالنسبة للكون وهذا ينافي القرآن الذي يقول ان الارض والسماوات تكونتا في نفس الاسبوع! ولكن هذا يعني ان آدم كان معاصرا للديناصورات ايضا ولكن يا ترى لماذا لا نجد احفورا واحدا للانسان كان معاصرا لعصر الديناصورات؟!!. بينما وجدنا المئات من الاحافير للدينوصورات قبل وجود البشر زمنيًّا!!

2- القول بان الانسان مكوّن من طين امر ساذج لان الله) على فرض وجوده) يستطيع ان يخلق الكائنات من مكوناتها الاساسية من عظام وخلايا واعصاب واوعية دموية والخ ... الا يستطيع ذلك ؟ الجواب نعم وهو اكثر قبولا من خلق من طين!! والهيكل العظمي للانسان مثلا لا يحتوي على اية مكونات طينية. ثم ان دقائق الطين اكبر من الخلايا بآلآف المرات فكيف يمكن للطين ان يشكل اجزاء الخلايا الدقيقة والحمض النووي مثلا الذي هو ادق من دقائق الطين بآلاف المرات!! انا اعرف انكم تقولون ان الله يستطيع كل شيء وان يجعل من الطين كل شيء وانا اقول افتراضا نعم ولكن ان هذه الفكرة ساذجة وهي لشخص بشري فكّر بهذه الطريقة قبل آلآف السنة من الان وحينها كان الناس فقط يفكر في تشكيل هيئته او قامته والتصور الوحيد في ذلك الوقت كان تشكيل الهياكل من الطين والفرق الوحيد هو نفخ الروح. ان الطين خاصيته جيدة لتشكيل الاشكال المتنوعة المختلفة بسبب لزوجته ولصوقته ولكن الطين بعيد كل البعد عن مكونات الانسان الاساسية كالبروتينات والسايتوبلازم وغيرها... كيف أن هذا الشخص يدعي هذا الافتراض ويقول انه من عند الله!! وانا اقول له ان هذه مجرد كذبة لا يقبلها عقل انسان متحضر في القرن الواحد والعشرين.

3- يقول القرآن ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) اي من طين أسود مّنتن!!!  وياليته كان طينا عاديا بل حسب مفهوم العرب الجهلاء قبل 1400 سنة كان لابد ان يكون الطين نتنا لان الطين العادي ليس لديه القدرة من ان يتحول الى أشكال وغيرها ولذلك كان لابد لها من ان يكون نتناً. وهذا الشيء مهزلة لا يقبلها عاقل ان يكون هذا الإله بهذا الغباء الا يمكنكم ان تفكّروا قليلا بدون خوف من نار جو هانوم فصدقوني انها سهل جدا أن تفهموها وهي طايرة كما يقول دائما زملاؤنا المصريون.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)} المُلك

 

{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)} النحل

 

هذه أحد الأمور التي قتلها العلم بحثًا ومعرفةً إلى حدٍ كبير، وليس فيها أي معجزة، وسبق وترجمت كتابين في التطور، أحدهما ذكر عينات من العشرات توضِّح تطور الطيور من ديناصورات من نوع يسمى الرشيقة، أوائل الطيور احتوت متحجراتها على الريش مع أصابع في أطراف الأجنحة (لا يزال طائر Hozin يحتفظ بها إلى اليوم، أم لعله تأسل دائم وعودة ظهور صفة احتاج لها لاحقًا؟!) وذيل عظميّ وأسنان في المنقار، لا تزال الطيور تحتفظ بجين إنتاج الأسنان لكنه معطل بطفرة تنقص بروتينًا واحدًا، في تجربة زود علماء جنين طير بالبروتين المنقوص فكان الناتج طائرًا ذو أسنان. تعرف هذه الظاهرة بالجينات الميتة، وهي ملغية بطفرة، ولدينا كبشر منها الكثير كجين إنتاج فيتامين C ذاتيًّا وهو عاطل بطفرة لأنه استغني عنه.

                       

 

 

{خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)} الزمر

 

أذكر أن زميلنا الفاضل Shrek علق على هذه الآية وما يشابها بأن نقل من موسوعة ويكيبديا الإنجليزية لتوسعها أكثر من النسخة العربية صورًا كثيرة وتفاصيل لتدجين الإنسان لعشرات الأنواع من سلالات الحيوانات الداجنة، كسلالات الأبقار والخراف والجديان والدجاج (الدجاج بكل أنواعه أصل طائر هندي يعيش بغابات الهند) وغيرها، أشكال عديدة وفقًا لغرض التربية كالصوف أو اللحم أو اللبن..إلخ، فهي مصنوعات الإنسان من خلال الانتخاب الاصطناعي الأسرع كثيرًا من الطبيعي، والإنسان دجَّن واستأنس الحيوانات كهذه وكالقطط والكلاب منذ ما قبل التاريخ بكثير، كذلك الحيوانات نفسها في أصلها البري الوحشي لها تاريخ تطوري معروف إلى حد كبير من خلال علمي المتحجرات والجينات. كان الزميل سمى مواضيعه بعناوين مضحكة فكان يذكر الآية وبجوارها كلمة تخريف، أو تمعيز، أو تبقير! اكتبوا فقط على جوجل Wikipedia+ cow breeds or cattle breeds or cheep breads ..etc. اعتقد البدائيون منذ ما قبل محمد بأن كل شيء نزل وجاء من السماء، كالشنتو اليابانيين وبدائيي الأفارقة وآسيا والمصريين القدماء وسومر وأكاد وبابل، وهو تفكير خرافي نفاه العلم.

 

خلق النباتات قبل الكائنات حسب القرآن

 

هذه إحدى مقالاتي القديمة جدًّا، وبها لفت نظري خطأ علمي معين.

 

تأمل معي الآيات التاليات:

 

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} البقرة: 29

 

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)}فصلت: 9-12

 

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)} النازعات: 27-33

 

والآن ماذا ترى؟! نلاحظ ترتيب أحداث الخلق الأسطوري بدراسة الآيات والجمع بينهن كالتالي: خلق الله الأرضَ وقدَّر فيها موادها الخام في باطنها ثم خلق الكائنات ثم السماء والسماوات السبع الخرافية ثم خلق المرعى أي النباتات ثم خلق الإنسان يوم الجمعة آخر الأيام الستة (كما تقول الأحاديث الصحيحة).

 

كما ترى فهذا ترتيب ظريف جدًّا ومضحك، فالحيوانات عاشت ليومين تقريبًا بدون الأوكسجين الذي ليتواجد يحتاج للنباتات وعمليتها الخاصة بالتمثيل الضوئي، مع أني لا أعتقد أن حتى لو توفرت النباتات ليومين أو أسبوع فسيكون هذا كافيًا لإنتاج كمية مناسبة لتوفير أكسوجين بكميات وافية لحياة الكائنات، وحسب هذا فالله خلق الأنعام والحيوان قبل خلق الأكسوجين الخارج من تعاملات كلوروفيل أو يخضور النباتات، كذلك فعملية التمثيل الضوئي هي أساس وأول سلسلة الغذاء بإنتاج الخلايا النباتية التي تتغذى عليها العاشبات، كذلك فمعنى هذه القصة الخرافية أن الكائنات ظلت يومين بدون غلاف جويّ أي سماء، وهذا كافٍ لإبادتها تمامًا لعدم وجود حماية من الأشعة الكونية الكثيفة المميتة من الفضاء كما هو معروف علميًّا، والتي يحمينا من معظمها الغلاف الجوي.

 

ناهيك عن أن علم الأحافير يقول على نحو يقينيّ أن ظهور الطحالب ثم النباتات المائية ثم البرية يسبق ظهور الحيوانات حتى أكثر أشكال الحيوانات بساطة بملايين السنوات. لكنْ أليستْ كل هذه الأسئلة لا معنى لها طالما أن شخصًا آمن بالخرافات ونبذ العلم والحقيقة وهي ليست ضمن نطاق اهتمامه.

 

وجاء في تفسير ابن كثير لسورة البقرة: 22

 

.... وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا} قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ قَبْلَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا خَلَقَ الْأَرْضَ ثَارَ مِنْهَا دُخَانٌ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}{فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} قَالَ: بَعْضُهُنَّ فَوْقَ بَعْضٍ، وَسَبْعُ أَرَضِينَ، يَعْنِي بِعَضَهُنَّ تَحْتَ بَعْضٍ.

وَهَذِهِ الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ السَّمَاءِ، كَمَا قَالَ فِي آيَةِ السَّجْدَةِ: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فُصِّلَتْ: 9-12] فَهَذِهِ وَهَذِهِ دَالَّتَانِ عَلَى أَنَّ الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ السَّمَاءِ، وَهَذَا مَا لَا أَعْلَمُ فِيهِ نِزَاعًا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ إِلَّا مَا نَقَلَهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ السَّمَاءَ خُلِقَتْ قَبْلَ الْأَرْضِ، وَقَدْ تَوَقَّفَ فِي ذَلِكَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} [النَّازِعَاتِ: 27-31] قَالُوا: فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ الْأَرْضِ. وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (1) : أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ هَذَا بِعَيْنِهِ، فَأَجَابَ بِأَنَّ الْأَرْضَ خُلِقَتْ قَبْلَ السَّمَاءِ وَأَنَّ الْأَرْضَ إِنَّمَا دُحِيَتْ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ، وَكَذَلِكَ أَجَابَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَقَدْ قَرَّرْنَا ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّازِعَاتِ، وَحَاصِلُ ذَلِكَ أَنَّ الدَّحْيَ مُفَسَّرٌ بِقَوْلِهِ: {وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} [النَّازِعَاتِ: 30-32] فَفَسَّرَ الدَّحْيَ بِإِخْرَاجِ مَا كَانَ مُودَعًا فِيهَا بِالْقُوَّةِ إِلَى الْفِعْلِ لَمَّا اكْتَمَلَتْ صُورَةُ الْمَخْلُوقَاتِ الْأَرْضِيَّةِ ثُمَّ السَّمَاوِيَّةِ دَحَى بَعْدَ ذَلِكَ الْأَرْضَ، فَأَخْرَجَتْ مَا كَانَ مُودَعًا فِيهَا مِنَ الْمِيَاهِ، فَنَبَتَتِ النَّبَاتَاتُ عَلَى اخْتِلَافِ أَصْنَافِهَا وَصِفَاتِهَا وَأَلْوَانِهَا وَأَشْكَالِهَا، وَكَذَلِكَ جَرَتْ هَذِهِ الْأَفْلَاكُ فَدَارَتْ بِمَا فِيهَا مِنَ الْكَوَاكِبِ الثَّوَابِتِ وَالسَّيَّارَةِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.

 

أخطاء في علم الأجنة وتكوين الجنين

 

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} الطارق

 

حسب ابن كثير مثلًا:

 

وَقَوْلُهُ: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} يَعْنِي: الْمَنِيُّ؛ يَخْرُجُ دَفقًا مِنَ الرَّجُلِ وَمِنَ الْمَرْأَةِ، فَيَتَوَلَّدُ مِنْهُمَا الْوَلَدُ بِإِذْنِ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} يَعْنِي: صُلْبَ الرَّجُلِ وَتَرَائِبَ الْمَرْأَةِ، وَهُوَ صَدْرُهَا.

قَالَ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ، أَصْفَرَ رَقِيقٍ، لَا يَكُونُ الْوَلَدُ إِلَّا مِنْهُمَا. وَكَذَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَير، وَعِكْرِمَةُ، وَقَتَادَةُ والسُّدِّي، وَغَيْرُهُمْ.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَر: سَمِعْتُ الْحَكَمَ ذَكَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} قَالَ: هَذِهِ التَّرَائِبُ. وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ.

وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَعَطِيَّةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَريبة الْمَرْأَةِ موضُع الْقِلَادَةِ. وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَير. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: التَّرَائِبُ: بَيْنَ ثَدْيَيْهَا.

وَعَنْ مُجَاهِدٍ: التَّرَائِبُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى الصَّدْرِ. وَعَنْهُ أَيْضًا: التَّرَائِبُ أَسْفَلُ مِنَ التَّرَاقِي. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: فَوْقَ الثَّدْيَيْنِ. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: التَّرَائِبُ أَرْبَعَةُ أَضْلَاعٍ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ الْأَسْفَلِ.

وَعَنِ الضَّحَّاكِ: التَّرَائِبُ بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَعْمَر بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْمَدَنِيِّ: أَنَّهُ بَلَغَهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} قَالَ: هُوَ عُصَارَةُ الْقَلْبِ، مِنْ هُنَاكَ يَكُونُ الْوَلَدُ.

وَعَنْ قَتَادَةَ: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} مِنْ بَيْنِ صُلْبِهِ وَنَحْرِهِ.

 

المني كما نعلم اليوم هو نتاج سوائل من الخصيتين ومن غدة البروستاتا، ولا يخرج من العمود الفقريّ كما تخيل العامّة القدماء، ولا يزال لدى العرب التعبير الدارج: ابني من ظهري، رجل من ظهر رجل، هذا الخطأ العلميّ والخرافة كانت شائعة جدًّا عند القدماء من عرب ويهود وغيرهم، نقرأ مثلًا في كتاب اليهود المقدّس:

(11 وقال له الله أنا الله القدير أثمر واكثر أمة و جماعة أمم تكون منك و ملوك سيخرجون من صلبك) التكوين35: 11

 

ويقول لداوود حسب الخرافة: ( 19 الا انك انت لا تبني البيت بل ابنك الخارج من صلبك هو يبني البيت لاسمي) الملوك الأول8: 19

 

وفي العهد الجديد المسيحي استُعمِلت كلمة osphus بمعنى صُلْب، ظهر، مثلًا في أعمال الرسل2: 30

 

(30 فإذ كان نبيًّا وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه)

 

وفي كتاب (الزندقة_ماني والمانوية) ترجمة سهيل زكار_دار التكوين_دمشق_ ص80: كانت مدارس الطب الإغريقية تعتقد أن النطف صادرة عن الحبل الشوكيّ وقد تشكّلت من سيلان ملتهب يسمونه pneuna

 

القرآن والحديث يقول بأن إفرازات المهبل وليس البييضة هي العنصر الذي تشارك به الأم في تكوين الجنين

 

{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} الإنسان

ما معنى نطفة؟ يقول لسان العرب:

 

... والنَّطَف والنُّطَف اللؤلؤ الصافي اللون وقيل الصغار منها وقيل هي القِرَطةُ والواحدة من كل ذلك نَطَفة ونُطَفة شبهت بقَطْرة الماء..... والنُّطْفة والنُّطافة القليل من الماء وقيل الماء القليل يَبقى في القِربة وقيل هي كالجُرْعة ولا فِعل للنُّطفة والنُّطفة الماء القليل يبقى في الدَّلْو عن اللحياني أَيضاً وقيل هي الماء الصافي قلَّ أَو كثر والجمع نُطَف ونِطاف وقد فرق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع فقال النُّطفة الماء الصافي والجمع النِّطاف والنُّطفة ماء الرجل والجمع نُطَف قال أَبو منصور والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة وللماء الكثير نُطفة وهو بالقليل أَخص قال ورأَيت أَعرابيّاً شرب من رَكِيّة يقال لها شَفِيَّة وكانت غزيرة الماء فقال واللّه إنها لنطفة باردة وقال ذو الرمة فجعل الخمر نُطفة تَقَطُّعَ ماء المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ وفي الحديث قال لأَصحابه هل من وَضوء ؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة أَراد بها ههنا الماء القليل وبه سمي المنيُّ نُطفة لقلته وفي التنزيل العزيز أَلم يك نُطفة من منيّ يُمْنى وفي الحديث تخيروا لِنُطَفِكم وفي رواية لا تجعلوا نُطَفكم إلا في طَهارة وهو حث على استخارة أُم الولد وأَن تكون صالحة وعن نكاح صحيح أَو ملك يمين وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه قال لا يزالُ الإسلامُ يزيد وأَهله ويَنْقُصُ الشِّرك وأَهله حتى يسير الراكب بين النُّطْفتين لا يخشى إلا جوراً أَراد بالنطفتين بحر المشرق وبحر المغرب فأَما بحر المشرق فإنه ينقطع عند نواحي البصرة وأَما بحر المغرب فمُنْقَطَعُه عند القُلْزم وقال بعضهم أَراد بالنطفتين ماء الفُرات وماء البحر الذي يلي جُدّة وما والاها فكأَنه صلى اللّه عليه وسلم أَراد أَن الرجل يسير في أَرض العرب بين ماء الفرات وماء البحر لا يخاف في طريقه غير الضَّلال والجَوْر عن الطريق وقيل أَراد بالنطفتين بحر الروم وبحر الصين لأَن كل نطفة غير الأُخرى واللّه أعلم بما أَراد وفي رواية لا يخشى جوراً أَي لا يخاف في طريقه أَحداً يجور عليه ويظلمه وفي الحديث قطَعْنا إليهم هذه النُّطفةَ أَي البحر وماءه وفي حديث علي كرم اللّه وجهه وليُمْهِلْها عند النِّطاف والأَعْشاب يعني الإبل والماشية النطاف جمع نُطفة يريد أَنها إذا وردت على المياه والعُشب يدَعُها لتَرِد وترعى والنطفة التي يكون منها الولد والنَّطْفُ الصبُّ والنَّطْفُ القَطْر ونطَف الماءُ ونطَف الحُبُّ والكوز وغيرهما يَنْطِفُ ويَنْطُف نَطْفاً ونُطوفاً ونِطافاً ونَطَفاناً قَطَر والقِرْبة تَنْطف أَي تقْطُر من وَهْيٍ أَو سَرْبٍ أَو سُخْف ونَطَفانُ الماء سَيَلانُه ونطَف الماءُ ينطُف وينطِف إذا قطر قليلاً قليلاً وفي صفة السيد المسيح على نبينا وعليه الصلاة والسلام ينْطِفُ رأْسه ماء وفي حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما دخلت على حفصة ونَوْساتُها تنطف وفي الحديث أَن رجلاً أَتاه فقال يا رسول اللّه رأَيتُ ظُلَّة تنطف سمناً وعسلاً أَي تقطُر والنُّطافةُ القُطارة والنَّطُوف القَطُور وليلة نطُوف قاطرة تمطر حتى الصباح ونطفَت آذان الماشية وتَنطَّفت ابتلَّت بالماء فقطَرت ومنه قول بعض الأَعراب ووصف ليلة ذات مطر تَنْطف آذان ضأْنها حتى الصباح

 

كما نرى فالمعاني الواردة في هذا الصدد كلها لها علاقة بالماء أو السوائل التي تقطُر، بالتالي فإن القرآن يعتقد أن الإنسان يتكون من سائلين ذكريّ وأنثويّ مختلطين (أمشاج) ببعضهما، وهو ما نعلم في عصر العلم أنه خطأٌ علميًّا، وبذلك تسقط خرافة ألوهية مصدر القرآن المزعومة.

 

ويؤكد البخاري وكتبة كتب الحديث هذا المفهوم، فمما رواه:

 

3938 - بَاب حَدَّثَنِي حَامِدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بَلَغَهُ مَقْدَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَمَا بَالُ الْوَلَدِ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ ابْنُ سَلَامٍ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ قَالَ أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتْ الْوَلَدَ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي فَجَاءَتْ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ قَالُوا خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَتَنَقَّصُوهُ قَالَ هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ

 

3329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مَقْدَمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ قَالَ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَنْزِعُ إِلَى أَخْوَالِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَّرَنِي بِهِنَّ آنِفًا جِبْرِيلُ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ وَأَمَّا الشَّبَهُ فِي الْوَلَدِ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَشِيَ الْمَرْأَةَ فَسَبَقَهَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ وَإِذَا سَبَقَ مَاؤُهَا كَانَ الشَّبَهُ لَهَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ إِنْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ بَهَتُونِي عِنْدَكَ فَجَاءَتْ الْيَهُودُ وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْبَيْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالُوا أَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا وَأَخْبَرُنَا وَابْنُ أَخْيَرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَوَقَعُوا فِيهِ

 

6091 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ غُسْلٌ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ أَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِمَ شَبَهُ الْوَلَدِ

 

130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ قَالَ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا

 

وفي باب التفسير من صحيحه يقول البخاري:

 

سُورَةُ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ يُقَالُ مَعْنَاهُ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ وَهَلْ تَكُونُ جَحْدًا وَتَكُونُ خَبَرًا وَهَذَا مِنْ الْخَبَرِ يَقُولُ كَانَ شَيْئًا فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ { أَمْشَاجٍ } الْأَخْلَاطُ مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ وَيُقَالُ إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ وَمَمْشُوجٌ مِثْلُ مَخْلُوطٍ...

 

وروى مسلم:

 

[ 310 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار قال قال إسحاق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال جاءت أم سليم وهي جدة إسحاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له وعائشة عنده يا رسول الله المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه فقالت عائشة يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال لعائشة بل أنت فتربت يمينك نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك

 

 [ 311 ] حدثنا عباس بن الوليد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن أم سليم حدثت أنها سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأت ذلك المرأة فلتغتسل فقالت أم سليم واستحييت من ذلك قالت وهل يكون هذا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم نعم فمن أين يكون الشبه إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه

 

[ 315 ] حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد يعني أخاه أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت ألا تقول يا رسول الله فقال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اسمى محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أينفعك شيء إن حدثتك قال أسمع بأذني فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه فقال سل فقال اليهودي أين يكون الناس { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات }  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد النون قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين فيها تسمى سلسبيلا قال صدقت قال وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به

 

والحديث رواه الشيعة في بحار الأنوار للمجلسيّ ج9/ باب 2-  احتجاج النبي ( ص )على اليهود في مسائل شتى ،وعندهم روايتان واحدة أن السائل هو عبد الله بن سلام والأخرى أن اليهود إنما كانوا جاؤوا بعالمهم عبد الله بن صوريا فسأله تلك الأسئلة، وفي ج13/باب قصة ذبح البقرة، موضوعًا على لسان النبيّ الخرافيّ موسى، وفي ج19/باب 7 : نزوله صلى الله عليه وآله المدينة وج57/ باب 41 : بدء خلق الانسان في الرحم إلى آخر أحواله، وقصة سؤال أم سلمة في ج78/ باب 2 : جوامع احكام الاغسال الواجبة والمندوبة وآدابها/ حديثا27 و28 ، ونلاحظ أن الراوي لم يذكر اسم المرأة السائلة وهذا لأن الشيعة عكس السنة لم يهتموا كثيرًا بزوجات محمد ولعلهم نقلوا من كلام السنة في هذا الأمر.

 

وروى مسلم:

 

[ 315 ] حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد يعني أخاه أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت ألا تقول يا رسول الله فقال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اسمى محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أينفعك شيء إن حدثتك قال أسمع بأذني فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه فقال سل فقال اليهودي أين يكون الناس { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات }  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد النون قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين فيها تسمى سلسبيلا قال صدقت قال وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به

 

وروى أحمد:

 

2483 - حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، وكانت له هيئة رأيناه عند حسن، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن، عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل، قال: " هاتوا " قالوا: أخبرنا عن علامة النبي، قال: " تنام عيناه، ولا ينام قلبه " قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة، وكيف تذكر ؟ قال: " يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنثت " قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه ؟ قال: " كان يشتكي عرق النسا، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - قال أبي: " قال بعضهم: يعني الإبل " - فحرم لحومها "، قالوا: صدقت، قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال: " ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده - أو في يده - مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله " قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع ؟ قال: " صوته "....إلخ

 

قال عنه المعلقون المسلمون في طبعة دار الرسالة: محاولين التهرب من خرافة الرعد: حديث حسن دون قصة الرعد، فقد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق، وقد توبع على حديثه هذا -فيما سيأتي برقم (2514) - سوى قصة الرعد، فهي منكرة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران (952) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بقصة ما حرم إسرائيل على نفسه فقط، وقال فيه: "ألبان الأتن"، وذكر محقق الكتاب أنه كتب فوق هذا اللفظ في أصله: كذا وجاء في رواية الطبري بلفظ "ألبان الإبل" وهو الأصح. وأخرجه الترمذي (3117) ، والنسائي في "الكبرى" (9072) ، والطبراني (12429) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/304-305 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن الوليد العجلي، به. وهو عند الترمذي مختصر بقصة الرعد وما حرم إسرائيل على نفسه، ولفظه في قصة إسرائيل عند هؤلاء: "فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها"، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/114 فقال: قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد... فذكر قصة ما حرم إسرائيل على نفسه. ثم قال: وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: قال أبو عبد الله (يعني البخاري) : حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد عن سفيان. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/126، ومن طريقه الطبري 4/4 عن سفيان الثوري، وابن أبي حاتم (953) من طريق الأعمش وسفيان، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرق النسا، فكان يبيت له زقاء فجعل لله عليه إن شفاه أن لا يأكل العروق، فأنزل الله تعالى: (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) ، قال سفيان: له زقاء، قال: صياح. هذا لفظ عبد الرزاق. وأخرجه بنحوه الطبري 4/5 من طريق سفيان والأعمش، به، وفيه أنه حرم العروق ولحوم الإبل. قلنا: ويشهد لقوله: "تنام عيناه ولا ينام قلبه" ما تقدم برقم (1911) . ولقصة كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر حديث ثوبان عند مسلم (315) . ولقصة جبريل حديث أنس عند أحمد 3/108، والبخاري (4480) ، وانظر "تفسير الطبري" 1/433-435.

 

في حين قال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح، عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني: كان يكون في بني عجل، فربما قيل "العجلي"، وهو ثقة، وثقه ابن معين والعجلي والنسائي. وقول أبي أحمد الزبيري: "رأيناه عند حسن" يريد أنه لقى عبد الله بن الوليد عند الحسن بن ثابت الأحول. بكير بن شهاب الكوفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 114، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وليس له في الكتب الستة غير هذ الحديث عند الترمذي والنسائي. والحديث ذكر البخاري أوله في ترجمة بكير، رواه عن أبي نعيم عن عبد الله بن الوليد. وذكره ابن كثير في التفسير 1: 240 و 2: 187 - 188 عن هذا الموضع، وقال: "وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن

الوليد العجلي, به نحوه. وقال الترمذي حسن غريب".

 

2514 - حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الحميد، حدثنا شهر، قال ابن عباس: حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي، قال: " سلوني عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة الله، وما أخذ يعقوب عليه السلام، على بنيه: لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه، لتتابعني على الإسلام " قالوا: فذلك لك، قال: " فسلوني عما شئتم " قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن: أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة، وماء الرجل ؟ كيف يكون الذكر منه ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ قال: " فعليكم عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم لتتابعني ؟ " قال: فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق، قال: " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى صلى الله عليه وسلم هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب عليه السلام، مرض مرضا شديدا، وطال سقمه، فنذر لله نذرا لئن شفاه الله تعالى من سقمه، ليحرمن أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها ؟ " قالوا: اللهم نعم، قال: " اللهم اشهد عليهم، فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ؟ إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكرا بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله ؟ " . قالوا: اللهم نعم، قال: " اللهم اشهد عليهم...إلخ

 

حسن، وهذا إسناد ضعيف تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2471) ، لكن له طريق آخر يتقوى به، تقدم برقم (2483) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/174-176 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2731) ، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 1/186، والطبري 1/431-432، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (951) ، والطبراني (13012) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/266-267 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، به. وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/191-192، ومن طريقه الطبري 1/432-433 قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب: أن نفرا من أحبار يهود... الحديث، ولم يذكر فيه ابن عباس.

 

نعلم علميًّا اليوم أن عنصر المرأة المشارك هو البييضة وليس ماء إفراز المهبل المليِّن ولا دم الحيض كما قال بعض القدماء، وأن الحيوان المنوي فيه إما عنصر X أو Y، بينما البييضة دومًا X، وهكذاا فالرجل هو مصدر تحديد جنس الجنين حسب تنوع أنصاف الأمشاج من عندهما كان يردِّده محمد من أخطاء علمية وخرافات لم يكن سوى تكرار لما وصلت له العلوم في عصره وما قبله، فأبوقراط أو هيبوكرِت Hippocrate يقول: "الذكر والأنثى لديهما كلاهما مني، إذا غلب نوع ماء الذكر كان المولود ذكرًا، وإذا غلب ماء الأنثى كان المولود أنثى. وإذا كان ماء الزوجين متوازنًا إن الغلبة تكون للكمية...

 

وورد في مجلة American Journal of Philology 70p62 _Vol. 43, No. 1 (1922) ما ترجمته:

 

عارض ديموكريتُس الأبديريّ Democritus of Abdera رأي إمبيدوكليس Empedocles وقال أن تحديد الجنس يعتمد على أي الوالدين يكون ماؤه أقوى، وأكد أن الأعضاء المشتركة بين الجنسين تنشأ بغير اختلاف بين أحدهما، عدا الأعضاء المتمايزة حسب الجنس المتغلب.

 

قال هيبون Hippon أن الماء المنويّ القوي والسميك ينتج جنس الذكر، والأكثر سيولةً وضعفًا ينتج الأنثى، وإذا كانت قدرة المني أكثر تأثيرًا يُنجَب ذكرٌ، إما إذا تغلَّب العامل المغذِّي (الرحم) تُنجَب أنثى.

 

هيبوكراتوس Hippocrates تحدَّث على نحو مشابه إلى حدٍ ما، بقوله أن إنجاب الذكر يعني أن كلا المنويين الذكري والأنثوي كانا موجودين، وأن إنجاب الإناث عندما يحدث فإن العنصر الأقوى (الذكريّ) يكون تُغُلِّبَ عليه بغزارة العنصر الأضعف، وعيوب المختثين هي بسبب تغلب العنصر الأضعف، واعتقد بأن حالة الحيض قد يثبت أنها من العوامل.

 

بعض الإخوة أشاروا بمقالاتهم التي جمعتها بمشاركة الزميل "الزنديق الأكبر" بعنوان (تفنيد مزاعم الإعجاز العلميّ) إلى شخصية الحارث بن كلدة الثقفي الذي رغم أصله من الطائف كان يمارس الطب في قريش ولما مرض سعد بن أبي وقّاص بعد فتح مكة نصحه محمد بالتطبُّب عنده. وله ترجمات عن شخصيته في كل كتب تراجم الصحابة كالإصابة في تمييز الصحابة والاستيعاب في معرفة الأصحاب وأسد الغابة والطبقات الكبير، والمعارف لابن قتيبة. وقد كان ممن تعلَّموا الطب في فارس بمدينة جندي سابور، والفرس بدورهم أخذوه من علومهم ومن نقل المسيحيين والرهبان النسطوريين اللاجئين إليهم من بطش الكنيسة الكاثوليكية، وكان النسطوريين قد ترجموا الكثير من كتب الطب من الجريكية (اليونانية) إلى اللغة السريانية.

 

{ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} المؤمنون

 

هذه الآية بها عدة أخطاء علمية سأضع موضوعًا لعالم فاضل متخصِّص طبيب (الطبيب العراقي)، من زملاء الكفاح التنويري اللاديني أدناه، وأكتفي بالإشارة إلى أن الأحاديث كما سيورد ذكرت مرحلة المضغة في وقت لا يكون الجنين فيه يشبه المضعة بأي حال، بل يكون قد ارتسمت معالمه الأساسية، وأن العضلات والأنسجة الرخوة تتكون قبل العظام، عكس قول القرآن، هذا لو أخذنا حديثه عن جعل المضغة تصير عظامًا بتسامح شديد، وإلا فالنص قد نفهمه على أنه يقول بأن هناك مرحلة يكون فيها الجنين عظامًا فقط دون لحم، شيء كهيكل الخيمة الذي ينصب عليه قدماء العرب قماش خيمتهم، وهذا خطأ وخرافة بالتالي. ويشهد لهذا التصور قوله في نص آخر:

 

{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)} البقرة

 

وأثبت الباحثون من إخوتنا اللادينيين أن هذه الأخطاء وغيرها مطابقة تمامًا لأخطاء أطباء الأزمنة القديمة قبل زمن محمد وأثناءه من تصورات خاطئة:

مصادر الاسلام الطبية- مراحل تكون الجنين

من أكثر الآيات المثيرة للجدل بين مؤيدي الاعجاز العلمي في القرآن و رافضيه , الآية التي تتحدث عن مراحل تكون الانسان و هو في رحم أمه :

اقتباس
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ 12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ 13 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 14} سورة المؤمنون


لنقارن مع ما جاء في كتاب :
Corpus Medicorum


:
Graecorum: Galieni de Semine,section I:9:1-10 pp. 92-95, 101
لصاحبه
claude galien أو Galieni de Semine

أشهر الأطباء بعد أبقراط , و الذي عاش خلال القرن الثاني بعد الميلاد

ترجمة شخصية :

و لكي يكون وصفنا دقيقا و واضحا , لنقسم خلق المولود إلى أربعة مراحل زمنية :

المرحلة الأولى , كما نلاحظ في حوادث الإجهاض و التشريح , أن المني قد فعل مفعوله ........ و أبقراط العظيم نفسه لا يسمي هذا المني المتغلب جنينا حتى لو تم إجهاضه بعد ستة أيام ( نطفة ؟؟ )

المرحلة الثانية : لكن عندما يمتلأ الجنين دما , القلب و الكبد و المخ لم يتكونوا بعد , لكن الحجم بدأ يكبر بشكل محسوس و بانسجام ظاهر , تبدأ المرحلة الثانية . الجنين عندها شكل لحمي و لم تعد كما في السابق أقرب الى المني أو الماء و ابقراط يسمي هذه الفترة جنينا ( علقة ؟؟ العلقة // حشرة العلق // دم )

المرحلة الثالثة عندما تبدأ الأطراف الثلاتة في التشكل و النشوء _ رأس بدن أرجل _ على شكل نتوءات أو أطياف بسيطة .... ( مضغة ؟؟؟ )

المرحلة الرابعة : هنا الأطراف تشكلت بشكل واضح ,.. لقد حان الوقت للطبيعة لتصنع جميع الأعضاء حتى تصل الى المراحل النهائية . حيث تقوم بتشكيل اللحم فوق و حوالي العظام و في نفس الوقت تصنع حبالا تشد العظام لبعضها . و على طول العظام , تقوم بتشكيل أغشية خفيفة نسميها periostéales التي سيتشكل عليها اللحم ( كسونا العظام لحما ؟؟ ) ... انتهت الترجمة

و بما أننا نخوض في سيرة عظماء الطب الاغريق أود أن أشير فقط إلى تشابه أخر ملفت للإنتباه و الغريب أنه ينقل خطأ جسيما آخر وقع فيه أبقراط

صحيح مسلم : حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى الرازي ‏ ‏وسهل بن عثمان ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي كريب ‏ ‏قال ‏ ‏سهل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏و قال ‏ ‏الآخران ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏مسافع بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ أن امرأة قالت لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء فقال نعم فقالت لها ‏ ‏عائشة ‏ ‏تربت يداك ‏ ‏وألت ‏ ‏قالت فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه

أبقراط : Hippocrate, pp. 320-1
الذكر و الأنثى يتوفران كلاهما على مني , إذا غلب نوع ماء الذكر كان المولود ذكرا , وإدا غلب ماء الأنثى كانت المولودة أنثى . و إذا كان ماء الزوجين مختلفا أو متوازنا فإن الغلبة تكون للكمية ......

السؤال الذي يجلجل الآن في رؤوس المتدين هو : من أين لمحمد أن يعلم بكل هذه الأشياء و هو الأمي اليتيم البدوي الفقير ؟؟؟؟؟؟؟

في القرن السادس للميلاد أي 500 فما فوق , قام راهب نسطوري يدعى sergius بترجمة 26 كتابا من كتب claude galien الى السريانية . sergius هذا درس الطب في الاسكندرية وعمل في بلاد ما بين الرافدين و توفي في القسطنطينسة عام 532 م G. Sarton, (Williams and Wilkins, 1927) Introduction to the History of Science, vol I, pp. 423-424

النسطوريون هربوا من بطش الكنيسة الكاثوليكية التي تقوت بعد أن اتخد constantin المسيحية ديانة رسمية , و بعضهم لجأ الى بلاد الفرس , ايران حاليا , و نقلوا معهم ثرات الإغريق و ترجموه للفارسية كما ساهموا في إنشاء عدة مدارس أشهرها على الاطلاق هي مدرسة "جندى سابور" Jundishapur التي أنشأت في حكم الملك Chosroes في العام 555 للميلاد .

حكم الملك Chosroes امتد حتى 579 تقريبا . لقد كانت تلك من أعظم مدارس الطب في ذاك الزمان , وارتادها الطلاب من الهند و الصين و الجزيرة العربية ....
أنظر
H. Bailey (ed) (Cambridge University Press, 1975) Cambridge History of Iran, vol 4, p. 414

لكن ما علاقة الفرس بقريش و مكة في تلك الفترة الجواب هو هذا الرجل الحارث بن كلدة الثقفي
في المعارف ( 288 ) لابن قتيبة :
كان الحارث بن كلدة طبيب العرب وكان عقيما لا يولد له وأسلم الحارث ومات في خلافه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان كسرى وهب سمية وهي من أهل زندورد لأبي الخير ملك من ملوك اليمن فلما رجع إلى اليمن مرض بالطائف فداواه الحارث فوهبها له فلما حاضر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف قال أيما عبد نزل إلي فهو حر فنزل أبو بكرة واسمه نفيع وأراد أخوه نافع أن يدلي نفسه فقال له الحارث أنت ابني

أسد الغابة : الحارث بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن ثقيف‏.‏
كان أبوه طبيب العرب وحكيمها، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من أشراف قومه، وأما أبوه الحارث بن كلدة فمات أول الإسلام، ولم يصح إسلامه، وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن أبي وقاص أن يأتيه ويستوصفه في مرض نزل به‏.‏ فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب، إذا كانوا من أهله، وقد ذكرنا القصة في الحارث بن كلدة

رسالة البيمارستانات في الإسلام د. عبد الرحمن العيسوي
http://www.balagh.com/mosoa/sirah/t70u5ur0.htm
اهتم الإسلام إهتماماً كبيراً بصناعى الطب نظراً لحاجة الناس إليها، وكان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أناس يعلمون الطب ويعملون به وكان العرب يخلطون بين التطبيب وبين الرقي وبعضهم تعلم الطب في إحدى البلاد المجاورة للجزيرة العربية، ثم عاد إلى موطنه الأصلي، ومن هؤلاء الحارث بن كلدة الثقفي الذي تعلم الطب في جندى سابور أحد بلاد فارس وأبنه النصر بن الحارث بن كلدة وتعلم أيضاً في جنديسابور وعبد الملك بن أبحر الكناني وكان يقيم بالاسكندرية، ويتولى التدريس بها

لمحة عن الجراحة في فجر الإسلام بمصر دكتور/ هنري أمين عوض
http://www.islamset.com/arabic/aislam/civil/turath/tashrih/hnre.html
وفي الجاهلية وصدر الإسلام برع كثير من الأطباء مثل (الحارث بن كلدة) الذي كان مشهورا حتى سمي طبيب العرب وأصله من تثقيف ونشأ في الطائف وكان معاصرا للنعمان بن المنذر وامتد به العمر حتى مات في خلافة معاوية وأسلم ولكن لم يحسن إسلامه ورغم ذلك كان الرسول
r يشير إلى صحابته إذا اشتد بهم المرض أن يعرضوا أنفسهم عليه و(النضر بن الحارث بن كلدة) أخذ الطب والجراحة عن أبيه وسار إلى فارس وانضم أول ظهور الإسلام إلى سفيان ابن حرب وكان من أشد الناس حسدا للنبي مع أنه ابن خالته (وابن رمثة التميمي) وكان طبيبا في عهد الرسول الكريم متخصصا في الجراحة بارع فيها.

على الرغم من اختلاف الروايات كالعادة بين من يقول بموت الحارث بن كلدة في فجر الاسلام و بين من يقول أنه عاش حتى فترة حكم عمر

بل في بعض الروايات حتى حكم معاوية , فمما لاشك فيه أن الحارث عايش محمد بن عبد الله على الأقل لأكثر من عشرين سنة : منذ بلغ محمد العشرين الى غاية خروجه بدعوته .

و باختصار:
الحارث بن كلدة درس الطب في جندى سابور \\\"
Jundishapur
مؤلفات
hippocrates و galien كانت مترجمة و متاحة و تدرس في تلك المدرسة الجامعة
الحارث عايش النبي لأكثر من عقدين بينهما شبه قرابة إذ تبنى الحارث أحد اقارب محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟

بل إن المسلمين المتأخرين ,أي من جاءوا بعد أن ترجمت أعمال اليونان الى العربية , يفتخرون _ كما الحال اليوم _ أن المعلومات الطبية القرآنية تتوافق و ما يجدونه في النصوص المقتبسة أعلاه , ومنهم أبن القيم

بقيت نقطة أخيرة بشأن هذه الآية و لعلكم تتذكرون عبد الله بن أبي السرح و هو من كتبة الوحي و عندما كان محمد يتلو عليه الآية وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * 12 * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * 13 *ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ
أكمل بن أبي السرح و قال : فتبارك الله أحسن الخالقين و وافقه محمد على ذلك
و ارتد بعدها بن ابي السرح .. و القصة معروفة

يبدو الأمر غريبا و كأنه غمزة ..و اللبيب بالغمزة يفهم و تلقفها محمد

الكاتب : belzebut

روى البخاري:

 

3208 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

 

أثبت الطبيب العراقي في مقاله خطأ هذا الحديث لأن الجنين يكون ظهرت أعضاؤه وليس مجرد شيء بلا ملامح، وفيه خطأ آخر كذلك، أن الحياة كنشاط توجد في الزيجوت منذ لحظة تكونه فخلاياه تنقسم وتتكاثر وبذلك يكبر ويتنمّى ويتطوّر، وليس أنه تدب فيه الحياة بعد 120 يومًا حسب محمد. كذلك ذكرت بعض الأحاديث تحديد جنس الجنين في ذلك الزمن، وهو خطأ، بل يتحدد جنس الجنين منذ اللحظة الأولى لتكون الزيجوت من خلال الكرومسوم الذي يكون قد ساهم به الحيوان المنوي إما X أو Y.

 

روى البخاري:

 

318 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ يَا رَبِّ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قَالَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ وَالْأَجَلُ فَيُكْتَبُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

 

6595 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَكَّلَ اللَّهُ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالَ أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَمَا الرِّزْقُ فَمَا الْأَجَلُ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

 

وحسب رواية أخرى في صحيح مسلم أن هذا في اليوم الثاني والأربعين وهو خطا كذلك:

 

[ 2645 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول الشقي من شقى في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص

 

مقال الزميل الفاضل باسم مستعار "الطبيب العراقي" من العلماء الأفاضل:

 

هل معرفة كون الجنين ينشأ في أطوار مسأله بديهيه أم بحاجه ألى ألهام رباني؟
هل كانت العصور الأولى تعرف هذه الحقيقه أم هي سبق علمي قرآني؟

1-
الطبيب الأغريقي أبو قراط: قسم نشوء الجنين في كتاباته الى اربعة أطوار

أ-
النطفه geniture : تنتج من كل الجسم لكلا الابويين.( Section 8,صفحه 132).

ب-
تجلط دم الام : البذره(الجنين) تحتوى في غلاف,,,,,,ثم تنمو بسبب نزول دم الام الى الرحم,عندما تحبل المرأه ينقطع الطمث.( Section 14, صفحه 326).

ج -
اللحم: مع تجلط دم الأم ,يبدأ اللحم بالتشكل مع السره (Section 14 , صفحه 326).

د-
العظام: تنمو العظام بصلابه,,,,ثم تنشر أفرعها كالشجره..( Section 17 , صفحه 328)


2-
الطبيب الاغريقي أرسطو: قسم نشوء الجنين في كتابه On the Generation of Animalsالى عدة مراحل :

في فصل النطفه ودم الحيض, 728
A, يقول ما تساهمه الأنثى مع مني الذكر,هو أن تكون مادة يعمل عليها المني,(بمعنى أن المني يساعد في تجلط دم الحيض)..وفي 654 Bيقول الطبيعه تتكون من أنقى ماده اللحم ومن بقايا عظام,,,,,,,وبالنهايه تلتف حول العظام وتلتصق بهم بروابط ليفيه,وتنمو الأجزاء اللحميه.


3-
الطبيب الهندي Charaka :يسمي أفراز الرجل بالمني وأفراز المرأة بالدم.

4-
الطبيب الاغريقي جالن:سبق القران ب 450 سنه ,يقسم نشوء الجنين الى أطوار :


أ‌- المني المختلط
geniture : الماده اللتي ينشأ منها الجنين ليست فقط دم الحيض,(كما قال أرسطو),بل دم الحيض أضافة لكلا المنيين.( في كتابه De Semine ,صفحه 50).

ب‌- تملأ بالدم ,,,والقلب والدماغ والكبد لكنها لاتزال غير مشكله (
unshaped) .

ج- المرحله الثالثه قد جائت وهنا الطبيعه ستجعل اللحم ينمو فوق وحول العظام. د- المرحله النهائيه ,وهنا تكون الاطراف جميعها قد تمايزت..(جالن
op.cit92 -95).. لذا وفقا لجالن فالمراحل هي: المنيين المختلطين ,بالاضافه لدم الحيض,ثم لحم غير مشكل,ثم عظام ,ثم ينمو اللحم حول العظام. نطفه أمشاج, علقه, مضغه غير مخلقه, عظام, أكساء العظام بالضلات .


ترجمت كتب الاغريق,وقد درس الحارث بن قلاده في مدرسة فارسيه للطب أخذت علومها عن الاغريق.
أما بعد الاسلام فقد كتب العرب مقالات عن علوم الاغريق: أبن القيم يرحب بتطابق القرآن مع أطباء الأغريق http://www.khayma.com/islambook/mo17e3.html

هذه الروابط الاسلاميه لكتاب تحفة المودود في احكام المولود (صفحه 254 – 291),كتبه أمام الأسلام أبن قيم جوزيه,ويرحب فيه بتطابق علم القران مع علوم الأغريق دليلا على صدق القرآن.

يقول الأمام بأنه قرأ في كتاب أبوقراط للأجنه مايلي:

1-
فسقط منها المني بوجبة شبيها بالبيضة غير مطبوخة قد قشر عنها القشر الخارج وبقيت رطوبتها في جوف الغشاء...(نطفه)

2-وإنه يغتذي من الدم الذي يجتمع من المرأة وينزل إلى الرحم,,,,,,, جميع ما ينزل من الدم من البدن كله يجتمع حول الجنين على الحجاب الأعلى...(علقه)

3- ثم قال(أبو قراط) وعلى غير بعيد من ذلك إذا خلق للجنين لحم وجسد تكون الحجب وإذا كبر كبرت الحجب أيضا..(مضغه)

4-قال بقراط إن العظام تصلب من الحرارة...(عظام) ثم يقول الأمام : وقال(ابوقراط) إن الحجب منها ما يخلق أولا ومنها ما يخلق من بعد الشهر الثاني ومنها ما يخلق في الشهر الثالث

ولهذا يقول تعالى يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث الزمر 6 , فذكر سبحانه ظلمات الحجب التي على الجنين.!!!!!!!!!! ثم يقول الأمام بان احاديث النبي تطابق ماقاله ابوقراط.:

وقال(أبو قراط) في المقالة الثانية من كتابه هذا ثم يتركب الجنين ويتم الذكر الى يوما والانثى إلى اثنين وأربعين يوما وربما زاد على هذه الأيام قليلا وربما نقص قليلاقلت في هذا الفصل حديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكرهما ونذكر تصديق أحدهما للآخر ثم نتعقب كلام بقراط ونبين ما فيه الجزري الله وقوته وتوفيقه وتعليمه

في عام 1983,وضع باسم مسلم , مدير دراسات الشرق الاوسط في جامعة كامبرج,في كتابه (Sex and Society in Islam ) في صفحه 54 , خلاصة بحث قام به,مفاده أن نصوص القرآن تتفق تماما مع ماجاء به الاغريقي جالن,ولاشك بأن الأوسط قرنيين رحبوا بهذا التشابه بين قرانهم وبين علوم الطب آنذاك.

ذكر القرآن لمراحل تطور الجنين


{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ¤ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ¤ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقًا آخر}



النطفه كان معروفا لدى العصور الأولى أمرين يطلق على كل منهما عدة مسميات:
1- ماء الرجل, نطفة الرجل,مني الرجل,أنزال الرجل.
2- ماء المرأه,نطفة المرأه,مني المرأه,أنزال المرأه.

ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله...

وفي مسند الإمام أحمد من حديث القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله هو ابن مسعود قال مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقال رجل من قريش يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي فقال لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي فجاء حتى جلس ثم قال يا محمد ممم يخلق الإنسان قال يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما
نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم فقام اليهودي فقال هكذا كان يقول(1)

يخرج من بين الصلب والترائب , يريد صلب الرجل وترائب المرأة (
ماء الذكر وماء الأنثى)..(2)..

قال أبقراط في كتاب الأجنة وإذا كان
مني الرجل أكثر من مني المرأة أشبه الطفل أباه وإذا كان مني المرأة أكثر من مني الرجل أشبه الطفل أمه ...(3)

وقال بقراط في كتاب الأجنة إذا حصل مني الرجل داخل الرحم عند الجماع,,,,, توافق
إنزال الرجل وإنزال المرأة في وقت واحد واختلط الماءان وثبتا في الرحم,,, بثبات النطفة في الرحم وإمساكه عليها وحفظها من الخروج...(4)

فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ نَعَمْ إِذَا
رَأَتِ الْمَاءَ ‏, فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ فَقَالَ ‏"‏ تَرِبَتْ يَدَاكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ‏"‏(5)

أَنَّ امْرَأَةً، قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ إِذَا
احْتَلَمَتْ وَأَبْصَرَتِ الْمَاءَ فَقَالَ ‏"‏ نَعَمْ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ تَرِبَتْ يَدَاكِ وَأُلَّتْ ‏.‏ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ دَعِيهَا وَهَلْ يَكُونُ الشَّبَهُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ذَلِكِ إِذَا عَلاَ مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ ‏"‏ ‏.‏(6)

(1),(2),(3),(4) http://www.khayma.com/islambook/mo17e3.html
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=1&CID=13#s8 (5), (6

ملاحظه: أحد هذه المسميات كان (نطفه), أستعملها الأطباء العرب حديثا(1677م) لتعريب و ترجمة (
spermatia+spermatozoon)الانكليزيه,يرجى عدم الخلط...

نأتي لتفصيل الأمرين:
الأول: ماء,نطفة,مني,انزال الرجل
طبعا هذه معروفه,ويقذفها الرجل عند بلوغ هزة الجماع.

الثاني: ماء,نطفة,مني,انزال المرأه
المرأه تختلف عن الرجل,فالسائل اللذي تفرز عند الجماع لتزييت العمليه الجنسيه لايكون قذفا,فهي لاتمتلك قناة قاذفه ولاحويصله منويه كالرجل,أنما هو أنزال مباشر من غدتي بارثولين,ولايكون مشروطا ببلوغ الهزه كالرجل,بل يسبقها وهو ماتبتل له المرأه.

عن أم سلمة أن أم سليم امرأة أبي طلحة قالت : يا رسول الله هل على المرأة ترى زوجها في المنام يقع عليها غسل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رأت بللا .

طبعا هذا البلل أو الأنزال أو السائل يختلط بأنزال أو مني الرجل,هذا الأختلاط ظاهر للعيان.
الجدل في تلك العصور كان هل سائل المرأه والرجل يدخلان في تكويين الجنين,أم فقط سائل الرجل؟
الأغريق والهنود كما شاهدنا أعتقدوا بأن لكلا السائلين دور,فالنطفه الناتجه تكون نطفه مختلطه وتبقى مستقره بالرحم ثم تتحول الخ...
القرآن أيظا ذهب مذهبهم (نطفه أمشاج).

ما أثبته العلم الحديث أن هذه الأعتقادات خاطئه,فسائل المرأه اللذي أبتلت له أم سلمه لايدخل في تكويين الجنين.
مايدخل في تكويين الجنين هو خلية واحده (
secondary oocyte) تطرح في داخل الجسم بشكل شهري مره واحده فقط في اليوم 14 او 15 من الدوره الشهريه , وطرحها لاعلاقة أو تزامن له لا بجماع ولا بلوغ هزه ولا بلل.

كي يحل رجال الدين الأمر,جعلوا من ال (
secondary oocyte) تفسيرا لكلمة (ماء المرأه),ويتحول الامر بسهوله الى اعجاز علمي.

وهذا غير سليم فهي ليست من الماء في شئ, بالاضافه للاسباب التاليه:
1- السائل اللذي تراه المرأه أذا احتلمت وتبتل له – وحسب أعتقادهم - يكون منه الجنين وجنسه وشبهه لايمكن أن يكون ال(
secondary oocyte),
أكرر ال(
secondary oocyte) تفرز بجوف جسم المرأه مره شهريا ولاتبتل لها المرأه وليس لها علاقة أو تزامن لا بجماع ولا بلوغ هزه.

2-




تنمو ال (
secondary oocyte) وحولها عدة انواع من الخلايا(granulosa+theca).
توجد الى جانب ال(
secondary oocyte) ماده بينيه سائله تحتويها معظم انسجة الجسم الطلائية والرابطه الاخرى.
لا الماده البينيه ولا الخلايا (granulosa+theca) تطرح من المبيض.
ال (
secondary oocyte) هي فقط اللتي تطرح من المبيض متوجهه الى قناة البيض.
بعد طرح ال(
secondary oocyte),يحصل نزيف بسيط بالمبيض فتمتلأ الماده البينيه والخلايا المتقبيه بالدم مكونه (corpus hemorrhagicum).
ال (
secondary oocyte) هي فقط اللتي تختلط بالحيوان المنوي (spermatozoon) داخل قناة البيض.
الماده البينيه السائله والخلايا اللمتبقيه بديهي لاتختلط بالحيوانات المنويه.
ال (
secondary oocyte) هي فقط اللتي تدخل بتكويين الجنين.




مرحلة النطفه عندما شرحها مور بالثمانينيات كانت كالاتي:
The drop or nutfah has been interpreted as the sperm or spermatozoon, but a more meaningful interpretation would be the zygote which divides to form a blastocyst which is implanted in the uterus

والسبب قاله مور في أول كلامه :
The translations of the verses from the Qur'an which are interpreted in this paper were provided by Sheik Abdul Majid Zendani

يبدو أن مترجم كيث مور كان يضيف كلمات للقران.


العلقه
فسرت بثلاث طرق:
1- قطعة الدم الجامد الغليظ:
ربما استوحى الاغريق والعرب هذه الصوره من خلال مشاهدات الاسقاط,فالحالة الوحيدة اللتي يبدو فيها الجنين قطعة دم متجلطه هي عندما يجهض في اسابيعه الاولى .

بنفس الطريقه تدرك نساء اليوم, انه ان صاحب دم الاجهاض
دما متجلطا,دل على كون الاجهاض كاملا(الجنين سقط)..


أقرأ باسم ربك اللذي خلق,
خلق الانسان من علق
فالظن, ان الجنين هو ذاك العلق.
لكن الواقع, فالعلقه – بالاساس- دم الام , والجنين الميت لايتجاوزحجم حبة رمل بداخلها,ولن يتمكن أولئك من رؤيته,فظنوا العلق جنينا.
فلايمكن للجنين الحي وهو برحم امه ان يكون دما متجلطا(علقا) بأي حال من الاحوال,, لانه لو اصبح كذلك لمات,فشتان بين الدم والعلق(الدم المتجلط).
لذا كان لابد للمسلمين ان يجدوا تفاسيرا أخرى,كما سنرى.

2-الشئ المتعلق:جعل كيث مور للمسلمين من العلق طورا,يبدأ باليوم السابع وينتهي باليوم 24, فقال :
This is an appropriate description of the human embryo from days 7-24 when it clings to the endometrium of the uterus
ولكن :
1- الجنين يبقى معلقا 9 شهور برحم امه,فبأي مبرر يجعل منه طورا انتقاليا؟
2- الجنين يولد وهو معلق بحبله السري , هذه مشاهده اعتياديه,فاين الاعجاز في ذلك؟

3- دودة العلق:هنا يرى مور بان الجنين بعمر 23-24 يوما يشبه دودة العلق
It is remarkable how much the embryo of 23-24 days resembles a leech
وقد رسموا صورة ليظهروا تشابها(الدوده في الاعلى والجنين في الاسفل) :
سنسمي الصوره بالاسلاميه,لتسهيل الاشاره لها


انا استغرب ان نص الايه يقول خلق الانسان
من علق ولم يقل خلق الانسان من ما يشبه العلق,وجنين الانسان لم يكن يوما دودة علق!,ألى هنا تنتهي المسأله.
لكن,ورغم ذلك سنوجه النقد:


1- الرسم في الصوره الاسلاميه يتعمد عدم أظهار الجنين كاملا,بحذف-
أنتقائي غير مبرر- لأجزاء مهمه لاتتجزأ من الجنين(كيس المح yolk sac )+(السره بمكوناتهاallantioc duct , umbilical vessels),لانهم يدركون جيدا, انه بظهورها يضيع الشبه وتبطل حجتهم.
قارن هذه الصوره,بالصوره الاسلاميه,تراهم قد حذفوا كيس المح والسره



قارن هذه الصورة,تراهم حذفوا كيس المح والسره رغم ان حجمهما اكبر حتى من الجزء اللذي أبقوه


2- الرسم في الصوره الاسلاميه يتعمد اظهار الجنين بنظره جانبيه فقط وبوضعية
انتقائيه خاصه,فلو نظرنا للجنين من الاعلى سنجده مختلفا تماما لوجود فتحه عصبيه اماميه واخرى خلفيه(neuropores) في مقدمة ومؤخرة الجنين,لاتحتويهم الدوده.
لاحظ الفتحات بالرأس والمؤخره اللتي تعمد الأعجازيون أخفائها عن المسلمين




3- الرسم في الصوره الاسلاميه تعمد أعطاء الدوده وضعية
انتقائيه خاصه يظهر فيها الرأس متضخما ليبدو متشابها مع بروز الدماغ الامامي (forebrain) في الجنين,لكن الواقع فان عرض الدوده ثابت على مستوى طولها مع بعض التضخم في الوسط,وان الحالة الوحيده اللتي يظهر بها الرأس متضخما هو عندما تتقلص الالياف العضليه الطوليه للدوده لتضخم الجزء الامامي وتدفع نفسها للامام زاحفة.

قارن عرض الدوده مع الصوره الاسلاميه









4- الدوده تتعلق بالمضيف(
تعلقيين) بواسطة ممص امامي وممص خلفي (كما يظهر بالصور),بينما يتعلق الجنين(تعلق واحد) من جزءه البطني بواسطة السره فقط(كما يظهر بالصور),فحتى طريقة التعليق هي مختلفه تماما.
5- الدوده
تمتص الدم من المضيف فيختلط دمه بدمها من دون مبادله,لكن الجنين لايمتص الدم من امه ولا يختلط دمه مع دم امه ولا تجد دم الام في امعاء الجنين بل هي عملية تبادل للاوكسجين والغذاء دون اختلاط.لذا فطريقة التغذية هي الاخرى مختلفه تماما.

6- الدوده مكونه من
34 قطعه جسميه على طولها بينما الجنين في اليوميين (23-24) مكون من 13 الى 16 فلقه في الوسط دون المقدمه...بالاضافه الى ان هستولوجية القطع وتشريحها وليس العدد فقط مختلف جذريا .
7- طول الجنين هو 2-3 ملم فقط,,بينما يصل طول الدوده ربما حتى الى عشرات السنتيمترات.

عودا على بدء,,
فالانتقائية لايرضى بها اي باحث علم , وبغياب المهنجيه العلميه يمكن لأي منا ان يخلق تشابها بين ماشاء من جماد ونبات وحيوان,لكنها في النهايه بدون قيمه لانها تفتقر للموضوعيه.

المضغه مخلقة وغير مخلقة
فسرها كيث مور للمسلمين بالطريقه الاتيه:
Toward the end of the fourth week, the human embryo looks somewhat like a chewed lump of flesh. The chewed appearance results from the somites which resemble teeth marks

فجعلت مواقع الاعجاز تقول الايام 26 و27 و28 طورا للمضغه.

معاني الكلمه
(مضغه):
1- قطعة من اللحم :الأغريق قالوا ذلك,لكن لأن الجنين لم يكن يوما قطعة لحم مجرده,لم يؤخذ مفسري المسلمين بهذا.
2- حجم ما يمكن مضغه: أقل حجم يمكن مضغه ربما 20-30ملم ,لكن حجم الجنين بهذه المرحله هو 4 ملم فقط,لذا لم يؤخذ المسلمون بهذا.
3- شئ لاكته الاسنان:هذا هو المعنى اللذي أخذوا به,لان الفلق( القطع ) الجنينيه(somites) تشبه اثار الاسنان عملا بتفسير مور للقرآن أعلاه.

فَإِنَّا
خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ

النص يقول
من مضغه ولم يقل من مايشبه المضغه,فيعني أن الجنين يكون هو بعينه مضغه ,وبأخذ المعنى الأول(قطعة لحم) يكون القران قد ذهب مذهب الاغريق الخاطئ في جعل الجنين قطعة لحم مجرده في احدى مراحله, بدليل قول الإمام النووي في تهذيب أسماء اللغات: إذا صارت العلقة التي خُلِقَ منها الإنسان لحمة فهي مضغة.

لكن ما ذهب له الاعجازيون(
المعنى الثالث):
خلقناكم من مضغه = خلقناكم من ما يشبه المضغه = خلقناكم من مايشبه شئ لاكته الاسنان.

ورغم تصرفهم بالكلمات(
أضافة مايشبه),فنحن نسألهم,هل كل مالاكته الاسنان عليه أثارا لها؟؟ ,فالقطعه المكتملة المضغ لاأثار للأسنان عليها.
وما هو ذلك
الشئ؟ فالأشياء الرخوه لاتتضح فيها أثار الاسنان.

لذا فهناك ألاف الأشياء,والموضوع كله يعتمد على الشئ اللذي سيختاره الاعجازيون,وقد
أنتقوا علكه!
علكه ممضوغه
بأنتقائيه خاصه تظهر أثارا للقواطع والأنياب والطواحن بنفس الوقت!

لاحظوا صور العلكه الأعجازية:






هل يريد القران القول:
خلقانكم من مايشبه العلك الممضوغ ؟
طيب هناك
مليون شئ يمكن للعلكه أن تبدو مثله .
وكم مره يا ترى كان عليهم أن يخرجوا العلكه من فمهم يتفحصوا شكلها لعلها بدأت تشبه الجنين ثم يعيدوا مضغها لتكتمل بالصوره المطلوبه!
ثم أن كان مبدأ التشبيه هو الفلق,فالجنين مكون من
فلق لمدة خمس اسابيع منذ اسبوعه الثالث لأسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليومين 27 و 28 فقط.
ثم ان الفلق هي
21-29 فلقه في هذه اليومين , بينما قطع الاسنان في العلكه هي 7 فقط..
ثم كيف يجعلون ( مخلقه وغير وخلقه) طورا مؤقتا مقرونا بالمضغه؟ ,فالجنين يببقى بعضه متمايز وبعضه غير متمايز
من بداية الاسبوع الثالث لنهاية اسبوعه الثامن,وليس حصرا على اليوميين 27 و28 فقط.

هذه صوره حقيقة للجنين بعمر 27-28 يوما,فهل يعقل أن يعبر عنه بعلكه حقا؟


ختاما يفاجئنا الحديث التالي نافيا كل توقيتات الاعجازيين :

إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما
نطفة , ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك
البخاري ومسلم
المسلمون يباركون بعضهم مستخلصين العبر من هذا الحديث غير مدركين خطأه العلمي

وهذا يؤكد عليه الحديث:

إذا مرّ
بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة , بعث الله إليها ملكًا,,, فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ أذكر أم أنثى؟

فيكون
للنطفه وحدها 40 يوما ,,ثم تبدأ باقي الامور(علقه ثم مضغه)..
فالمضغه تكون في هذه الحاله بين 80 و120 يوما من الحياة الجنينيه وهذه صوره لها:


صوره لجنين بعمر 3 اشهور قد اكتمل تمايزه ومظهره البشري تام ,يتحرك ,يبلع,يبول, قلبه ينبض, ولايزال نبي المسلمين يسميه مضغه!!!



فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
طور تكويين العظام


مايقوله الاعجازيون:

1- خلال الاسبوع السابع يبدأ الهيكل بالانتشار خلال الجسم,2- وتأخذ العظام شكلها المألوف.

During the seventh week- the skeleton begins to spread throughout the body and the bones take their familiar shapes

يريدون التلميح الى ان ال( 206) عظمه اللتي لدينا الان(جمجمه,عمود فقري,اطراف), يبدأ وينتهي تكويينها( متخذة شكلها المألوف) في
الاسبوع السابع من حياتنا الجنينيه.(لكي يتم بعد ذلك اكسائها بالعضلات).

مقارنه مع الواقع:


عظام الاطراف العليا والسفلى:

تظهرفي الاسبوع الخامس براعم (
buds) عليا وسفلى تكون الاطراف.
تتألف من نسيج جنيني هو الميزنكايم
Mesenchyme .
يتمايز هذا النسيج الى طبقة محوريه مركزيه داخليه مولده للغضاريف و أخرى خارجيه تحيط بالاولى مولده للعضلات وباقي الانسجه الرخوه.

في الاسبوع السادس الطبقه المحوريه تتمايز الى غضاريف,مكونة بذلك الهيكل الغضروفي
محاطا بالانسجه الرخوه.
في الاسبوع السابع تتمايز بعض الغضاريف الى قطع عظميه
محاطه بالانسجه الرخوه:
يتكون بداخل كل غضروف قطعه عظميه(مركز تعظم) في الوسط تنمو ببطأ(تستغرق أشهر من الحياة الجنينيه) متوجهه الى نهايات وجدران الغضروف لتشمل معظمه محولة أياه الى
عظم(بعد أشهر) لكنها تستثني نهايات الغضروف (Epiphysis) أذ تبقى غضاريفا ليبدأ فيها تعظم ثانوي بعد الولاده (أو بالاسبوع 36من الحمل) يتيح نمو الطفل.
( عملية تحويل الغضروف الى عظم بطيئه و على طول فترة الحمل)






لايبدأ التعظم بكل غضاريف الهيكل بوقت واحد:
1- في الاسبوع السابع يبدأ تعظم غضاريف ( الترقوه,العضد,الزند,الكعبره) + غضاريف (الفخذ,التيبيا).
2- في الاسبوع
التاسع يبدأ تعظم غضاريف (لوح الكتف) + غضاريف (الحرقفه,الورك,العانه,الشظيه,كالكيناس,تالاس) + غضاريف (المشط,السلاميات).
3- متأخرا في
مرحلة الطفوله يبدأ تعظم( غضاريف الرسغ)+,(باقي غضاريف الكاحل)

العمود الفقري والاضلاع:
في الاسبوع السادس يتشكل النموذج الغضروفي .
1- في الاسبوع
التاسع يبدأ التعظم ببطأ في الغضاريف الضلعيه,من وسط الضلع الى نهاياته.
2- في الاسبوع
العاشر يبدأ تعظم غضاريف العمود الفقري ببطأ( الاقواس الفقريه,وسط الفقرات).

Primary ossification begins in 10th week

http://www.boss.net.au/clinician/studynotes/gendev02.htm

الجمجمه: يبدأ تعظم الميزانكايم الموجود حول الدماغ بالاسبوع العاشر أو الحادي عشر,وهي عمليه بطيئه تحتاج أشهر فيولد الطفل ولاتزال الجمجمه غير مكتمله التعظم. Diagnosis is thought to be impossible before skull ossification, which starts at 10 weeks' gestation http://www.emedicine.com/radio/byname/Encephalocele.htm In the first trimester the diagnosis can be made after 11 weeks, when ossification of the skull normally occurs http://www.centrus.com.br/DiplomaFMF/SeriesFMF/18-23-weeks/chapter-02/chapter-02/cns/cnsfmf.html The ossification of cartilaginous models of facial bones begins at approximately the third month of development http://www.hopkinsmedicine.org/craniofacial/LynmProject/BSC/BSC2.HTM#FIGURE4 النتيجه: يولد المولود ولايزال معظم هيكله العظمي (300 قطعه) غضاريف(باللون الوردي بالصوره) غير كاملة التعظم.

 

 

يستمر التعظم بعد الولاده وتلتحم العظام مع بعض ,ففي عمر 2 سنه يبدأ العظم الخشائي (mastoid) بالتكون ,وفي عمر3 سنوات تبدأ الاقواس الفقريه بالالتحام مع بعضها البعض,ومع اجسام الفقرات,الى حين اكتمال تكون الهيكل العظمي (206) عظم بعد البلوغ. الخلاصه: عبارة الاعجازيين: 1- خلال الاسبوع السابع يبدأ الهيكل بالانتشار خلال الجسم. 2- وتأخذ العظام شكلها المألوف الواقع: 1- أبتداءا بالاسبوع السادس يبدأ الهيكل الغضروفي بالانتشار خلال الجسم . 2- خلال الاسبوع السابع تنشأ ستة قطع عظميه فقط (وليس عظام) –أي مراكز تعظم- بداخل ستة غضاريف ( الترقوه ثم الفخذ ثم العضد و الزند والكعبره والتيبيا ), من أصل الهيكل الغضروفي برمته,ولاتتحول الى عظام الا بعد اشهروبعضها بعد الولاده.. Day 44 (week 7) ossification commences

Bones within the limb form by endochondrial ossification (begins Carnegie stage 18) throughout embryo. This process is the replacement of cartilage with bone (week 5-12)
Bone is formed through a lengthy process involving ossification of a cartilage formed from mesenchyme
http://embryology.med.unsw.edu.au/wwwhuman/Stages/CStagesmov.htm
يتبع.....
http://embryology.med.unsw.edu.au/Notes/skmus9.htm [/
color

]

فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا
طور اكساء العظام باللحم

مايقوله الاعجازيون:

خلال الاسبوع الثامن تأخذ العضلات وضعيتها حول العظام.
At the end of the seventh week and during the eighth week the muscles take their positions around the bone forms

يريدون :
ان العضلات يبدأ تكويينها في الاسبوع الثامن كاسية بذلك العظام اللي سبقتها في التكويين.

الواقع:
1- يبدأ تكويين العضلات من الاسبوع الخامس فيسبق تكويين أبتداء تكويين العظام بأسبوعيين تقريبا.

2- العضلات تصل من النمو بحيث تسمح ببعض الحركه (الاسبوع السادس والسابع) قبل ظهور أولى مراكز التعظم(الاسبوع السابع) وقبل ظهور العظام (أكتمال تحويل الغضاريف الى عظام بعد أشهر).(
ففي الوقت الذي تكون الاضلاع غضاريفا فقط,ليكتمل تعظمها بالشهر الرابع ,يكون الجنين قادرا على الحركه منذ اسبوعه السابع!).

3- الايه تقول لحم ,واللحم من وجهة نظر هستولوجية ليس نسيجا موحدا,اللحم عدة انسجه رخوه,تكون فيها العضلات الجزء الاكبر.فأذا أردنا أن نبحث تكويين الانسجه الليفيه والاعصاب والاوعيه الدمويه في اللحم فكلها في الاسبوع الخامس والسادس وتسبق بذلك العظام.

مصادر:
1- في اليوم 45(الاسبوع السابع)يمكن للجنين تحريك عضلاته في الوقت اللذي هيكله مكون من غضاريف فقط وليس عظام.
Spontaneous movements begin at seven weeks
"
By 45 days, about the time of the mother's second missed period, the baby's skeleton is complete in cartilage, not bone, at first; ... he makes the first movements of his body and new-grown limbs
http://www.spuc.org.uk/ethics/abortion/human-development

2- الجنين بعمر 6 اسابيع يمكنه حنى ظهره ورقبته.وبعمر 7 اسابيع حركة الاطراف يمكن كشفها بالسونار.
a six-week-old human embryo can arch its back and neck ,,By seven weeks movement in the arms and legs can be detected by ultrasound
http://en.wikipedia.org/wiki/Fetal_movement#cite_note-8

3 - في المرحله(14)وهي اليوم 35(الاسبوع الخامس) تجد مايوبلاست (أول العضلات) في برعم الاطراف العليا.
At stage 14, the myoblasts were loosely scattered in the ventral proximal region of the upper limb bud
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/7755182?dopt=Abstract

4- مقال لجامعات كوريه:الميوبلاست العائده للعضلات بين الفقريه و
الملتصقه بالهيكل الغضروفي اللذي جنبها في الاسبوعين الخامس والسادس تظهر زياده بال( .(TGase
The myoblasts
of intervertebral, tongue, and limb muscles, attached to adjacent cartilaginous skeletons
or fibrous fascia, showed a pronounced expression of TGase C at 56, 67, and 78
weeks after fertilization,
ملاحظه:لاتوجد عظام بهذه الفتره,بل عضلات فقط تحيط وتكسي الغضاريف.
العضله اللسانيه تتكون بالاسبوع السادس.(قبل أي عظم بالجسم).
As the lingual musculature developed at 6 weeks after fertilization,
www.molbiolcell.org/cgi/reprint/E05-03-0218v1.pdf

5- المجلة الطبيه البريطانيه:
يبدأ الجنين بحركات تلقائيه من الاسبوع السابع تقريبا.
Although the fetus starts making spontaneous movement at about 7th week after conception, mothers do not usually feel their babies moving until about 16 to 21
Weeks.
http://www.pubmedcentral.nih.gov/pagerender.fcgi?artid=1600041&pageindex=2#page

6- مقال للجامعات الملكيه البريطانيه(ادنبره,كلاسكو) 2004:
تبدأ حركات الجنين بمنتصف الاسبوع السابع .(بالدرجه اللتي يمكن مشهدتها بالسونار).
Fetal movement begins about 7.5 weeks after conception
http://www.behindthemedicalheadlines.com/articles/insights-into-early-fetal-development

7- الانواع الاربعه للمايوبلاست في عضلات ساق الجنين في الاسبوع السابع.
leg muscle of a 7-week-old human embryo, revealed that the subunit is present in the dividing myoblasts of all four types

http://www.ingentaconnect.com/content/klu/jure/2001/00000022/00000006/00393834;jsessionid=5b980vk4qapbd.alice?format=print

8- حركة الجنين في الاسبوع السابع :
movement begins7 weeks after conception
http://www.mayoclinic.com/health/prenatal-care/PR00112

9- في الاسبوع السابع تتكون العضلات من مايوبلاست ومايوتيوب.
At 7 weeks of development, in addition to type 1 myoblasts, small myotubes
Containing 4-10 nuclei ..

jcs.biologists.org/cgi/reprint/112/2/191.pdf

أنتهى

 

الظلمات الثلاث

حول زعم الإعجاز في سورة الزمر: 6
يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث


أولا: رد الزميل: الطبيب العراقي

المصدر: منتدى الملحدين العرب
قال  الطبري في تفسير الظلمات الثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة"، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك، وورد ذلك أيضاً عن الألوسي والقرطبي في تفسيريهما.


لذا كان معروفا في تلك العصور كون الجنين ينشأ بداخل الرحم, فعند الرومان مثلا, كل امرأة  تموت وبداخلها طفل, يشق رحمها ويدفن الطفل الى جنبها,ومن هنا أخذت العملية القيصرية أسمها.
وأي ولادة تكون مصحوبة بخروج المشيمة, وهو امر ظاهر للعين.
لذا فنص الاية هو من بديهيات تلك العصور كما فسرها الطبري, وليس في الموضوع إعجاز.



وهنا نجد تحليلا آخر, فقد قال ابن القيم الجوزية:
وقال (ابوقراط) إذا أقام المني حينا, خلقت له حجب أخر, فتمتد داخلا من الحجاب الأول, وتكون مختلفة الأنواع كثيرة, وأما كونها فمثل الحجاب الأول, وقال إن الحجب منها ما يخلق أولا ومنها ما يخلق من بعد الشهر الثاني ومنها ما يخلق في الشهر الثالث ..
ولهذا يقول تعالى يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث الزمر ,,6 فإن كل حجاب من هذه الحجب له ظلمة تخصه فذكر سبحانه أطوار خلقه ونقله فيها من حال إلى حال وذكر ظلمات الحجب التي على الجنين
الظلمات الثلاث في كتب الأغريق

اليوم أصبح معلوما بأن المشيمة لا تحيط إلا بجزء صغير ومن جهه واحدة للجنين, بينما باقي الجهات يحيطها  الرحم وجدار البطن فقط, وهذا يثبت خطأ تصورات تلك العصور.


ولأن كيث مور أدرك هذا الخطأ, لم  يقبل بهذا التفسير.

يحيط الجنين كل من :
1- جدار البطن
2- جدار الرحم: ويتكون من ثلاث طبقات الاولى هي  البطانة (
Endometrium) والتي تتحول أثناء الحمل الى (deciduas) والثانية هي العضلية Myometrium  والثالثة هي Perimetrium  ...
3-  الغشاء الكورويني (
Chorionic membrane)
4- الغشاء الامنيوسي (
Amniotic membraneويفصله عن الغشاء الكورويني تجويف كورويني مملوء بسائل,هذا إلى حد  الاسبوع السادس عشر من الحمل, إذ يبقى الغشاءان الكورويني والامنيوسي منفصلان.
من الاسبوع السابع عشر لنهاية الحمل يلتصق الغشاءان جنبا لجنب ,لكن هذا لايعني انهما غشاء واحد,فالغشاء الامنيوسي (منشأه:اكتودرم+ميزودرم) قد ينفصل عن الغشاء الكورويني (منشأه:ميزودرم فقط) باي لحظة مكونا حالة اسمها
Chorioamniotic membrane separation) اي الانفصال الامنيوسي الكورويني.

 جعل بعض المسلمين الظلمات  الثلاثة: ,جدار البطن,جدار الرحم,الغشاء الكورويني الامنيوسي.
وفي الواقع دمج الغشائيين الكورويني والامنيوسي بغشاء واحد,هو  دمج غير مبرر ولايقوم على اساس تصنيفي واضح(فهذه الاغشية هي جزء من الجنين, تطور عنه, ويحمل نفس جيناته), وبنفس الوقت يوجه الاتهام لنص الاية بكونه تعبير جزئي ناقص, فهو يصف 5 اشهر من الحمل (الاخيرة) حيث الغشاءان ملتصقان, وينسى الاربع اشهر الاولى حيث الغشاءان منفصلان.






الغشاء الكورويني والغشاء الامنيوسي غشاءان مستقلان قائمان بذاتهما.


======================

ثانيا: رد د. محمد السوري

المصدر في موقع الذاكرة


حسب ما يمكن ان نفهم من الاية، الجنين موجود وينمو في ظلام، قد يكون المقصود فيه ان النور الطبيعي لا يصل إليه، او لربما ظلام روحي ومعنوي، بإعتباره قد استخدم كلمة ظلام بدون تعريف. هذا اقصى مايمكن ان نفهم من سياق الآية.. حسب تفسير ابن منظور اللغوي في لسان العرب، نرى ان:

الظُلمة: الظلمة بضم اللام: ذهاب النور، وهي بخلاف النور. وجمع الظُلمة ظُلَمٌ وظُلُمات وظُلْماتٌ. ولكن ان يأتي المفسرين ويتفلسفون علينا، بأن المقصود هو نور الشمس حصراً وان ما حجب هذا النور عن الجنين هو جدار البطن و جدار الرحم و أغشية الجنين وان هذا مايتطابق مع أية الظلمات الثلاثة، وهم الاعرف بمقصد الله، فهو امر صعب القبول به.


قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسير الظلمات الثلاث: "يعني: في ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة"، وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك، وورد ذلك أيضاً عن الألوسي والقرطبي في تفسيريهما.

من الواضح ان عرب ذلك الزمان كانوا يعرفون بالمشيمة. أن يكون جدار الرحم و جدار البطن حاجبين للنور فهذا مقبول ويتتطابق مع الواقع، و لكن لا يمكن تشويه الحقيقة بالقول بأن أغشية الجنين و سائله تحجب النور، كما أن المشيمة لا تحيط بالجنين من جميع أطرافه، و بالتالي لاتستطيع إلمشاركة ببعث الظلام، فكيف يمكن اعتبارها احدى الظلمات الثلاث؟

الاعجازيون انفسهم غير متفقين على مصادر الظلمات الثلاث، إذ تارة يفسروها بأنها الرحم و البوق و المبيض،وتارة بأنها البطن والرحم والمشيمة. إذا نظرنا الى الرحم والبوق نجد انها تجوفات قد يكون فيهم ظلمة، و لكن ما حال المبيض؟ إذ هو لا يحتوي على تجوف و لا أدري كيف يمكن تصويره بمكان باعث على الظلمة . و كذلك نسي الأعجازيون دور المهبل و الفرج و عنق الرحم .. و هم أيضا تجاويف تمر بها عملية تخليق الجنين، وعلى هذا الحساب يصبح الموضوع 6 ظلمات. من ناحية أخرى من أين يمكن أن نبدأ بإعتبار ان عملية الجنين قد بدأت، او بالاحرى متى نبدأ بحساب الظلمات؟
هل "ظلمات ثلاث" المقصودة يبدأ عدها منذ مرحلة النطفة، أي قطرة الرجل لغويا أو الحوين المنوي علميا، بإعتبار هذه المرحلة مذكورة بالقرآن كمرحلة من مراحل التكوين؟ أم نعتبر ان الجنين يصبح جنيناً بعد أن تلتحم الخلية المنوية مع البويضة الآتية من المبيض؟
إن كانت الحالة الثانية هي المقصودة (اي البيضة الملقحة)، فهذا يتم بعد تجاوز المبيض, وبالتالي سقطت الظلمة الأولى، لأن البويضة تتلقح بالبوق و تصبح جنين فقط بعد أن تجاوزت مرحلة المبيض.

و أما إذا كانت الحالة الأولى هي المقصودة ( أي قبل مرحلة الألقاح)، وبهذا نأخذ بعين الأعتبار المبيض، فلماذا أسقطنا "الظلمة الرابعة" أي الخصية، فدورهما متزامن لقول الأية أن ما يستقر في القرار المكين هي النطفة... البوق و المبيض دورهما محتلف كلّيا عن دور الرحم ، فالمبيض لا ينتج سوى نصف الجنين،وإذا اخذناه بعين الاعتبار فيجب اخذ الخصية بعين الاعتبار بإعتبارها مكان النصف الاخر. في حين البوق هو مكان تلقيح و مرور بينما الرحم هو مكان تعشيش، فعلى أي أساس يعتبرون الثلاثة كلظلمات ،، المفهوم منها أنها متشابهة ..... هل مر الجنين أثناء عمليّة تخليقه من ظلمة لأخرى أم كانت الظلمات الثلاثة تأويه بنفس الوقت؟ لااحد يرغب بالتعرض لهذه التساؤلات.

في مواقع اخرى نجد تفسير آخر لآية الظلمات الثلاث، حيث يظهر ان بعض المفسرين و من بينهم الزنداني قد إرتئو أن هذه الظلمات تعني ظلمة البطن و ظلمة الرحم و ظلمة المشيمة و أغشيتها. ويعتمدون كمرجع لصحة هذا التفسير على كتاب البروفسور مور، بالطبع.

ولكن اغشية المشيمة التي تحتضن الجنين هي اغلفة شفافة لاتحجب ضوء ولاتحافظ على ظلمة تماما كما نرى في الصورة المرفقة ادناه، وهي صورة تنشر حتى في المواقع الاسلامية ذاتها:

بالرغم هذه الوقائع يتابع مروجي النظريات الإعجازية بإصرار تلفيقاتهم مدعين أن السائل الأمينوسي، ولكونه غني بالبروتينات والخلايا وكلمات اخرى من طلاسم الطب لغرض الابهار وتسهيل الاقتناع، يصبح غير شفاف بسبب وجود هذه الشوائب، فهو إذن الظلمة الثالثة المطلوبة.

يا سادة يا كرام: ان مثل هذا الادعاء يؤكد اكثر على ان الظلمة الثالثة التي يتحدث عنها الزنداني واتباعه، غير موجودة لأن السائل و الأغشية التي يعيش فيها الجنين شــــفافـة، والفلسفة لاتغيير ن الواقع شيئاً. لو قبلنا بتفسير الزنداني يمكن أن نصل معه الى ظلمتين، ولكن لازال عليه ان يبحث عن ظلمة ثالثة بعيداً عن سائل الجنين و أغشيته، ان كان مصرا على دراسة علم الجنين من خلال القرآن الكريم . ويبقى تساءل: لماذا لم يعر الزنداني أهمية لجوف البطن، أليس هو ما يأوي الجنين أثناء تخلّقه، ام ان ذلك لايتتطابق مع الهدف المسبق والاستنقائي، وتلفيق التفسير؟

في الحقيقة ان من يريد أن يقدم خدمة للمسلمين ليتفضل و يبحث عن تفسير آخر للآية الكريمة بعيدا عن العلم وفي داخل النفس، الاقرب الى السماء. و برأيي أن الاشارة الالهية عن الظلمات الثلاث لا تفرق بشيء عن ذكر القرآن للسماوات السبعة.او الارضين السبع، ومن العبث البحث عن تفسير مادي. الجنين يخلق في ظلمات ثلاثة. لماذا، وماهي هذه الطبقات، قضية إلهية، ولن نصل الى حقيقتها طالما ان لااحد يستطيع الوصول الى مقصود الله، ولااحد مكلف بالتكلم نيابة عن الله. ان الشئ الوحيد المؤكد، ان مفهوم الاعجاز العلمي في القرآن اصبحت صناعة ارتزاق يصعب فيها فصل الحقيقة عن الوهم.

لبن الحيوان الثدييّ الأنثى لا يختلط أو يمر بين الروث ولا الدم

 

{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)} النحل

 

كما لاحظ بعض الأخوة فهذا خطأ علميًّا لكون اللبن موجودًا بثديي الحيوان الثدييّ لا ببطنه، وأثناء تكونه لا يختلط بروثه (فضلات الحيوانات أي البراز) ولا بدمه.

 

الفرث هو الروث داخل الكرش قبل خروجه. جاء في لسان العرب لابن منظور:

فرث : الفرث : السرجين ، ما دام في الكرش ، والجمع فروث.  

وقال في مادة زِبْل: زبل : الزبل ، بالكسر : السرقين وما أشبهه ، وحكى اللحياني : أخذوا زبلاتهم . قال ابن سيده : فلا أدري أي شيء جمع . وفي الحديث : أن امرأة نشزت على زوجها فحبسها في بيت الزبل ؛ هو بالكسر السرجين.

 

وفي مادة دبل: والدَّبَال السِّرْجينُ ونحوه ودَبَل الأَرضَ يَدْبُلها دَبْلاً ودُبولاً أَصلحها بالسِّرجين ونحوه لتَجُود وأَرض مَدْبولة أُصْلِحت بالسرجين...

 

وفي مادة دمن: والدَّمان السّرْجين والدَّمان الذي يُسَرقِنُ الأَرضَ أَي يَدْبِلها ويَزْبِلُها

 

وفي مادة سرجين: السَّرْجينُ والسِّرْجينُ ما تُدْمَلُ به الأَرضُ وقد سَرْجَنَها الجوهري السَّرْجين بالكسر معرَّب لأَنه ليس في الكلام فَعْليل بالفتح ويقال سِرْقين.

 

وفي قاموس المعاني:

 

السِّرْجِينُ : الزِّبلُ. سرجين: (مصطلحات): روث الحيوان ، والكلمة معربة فأصلها فارسي " سركين " فنقلت إلى العربية فصار سرقين وسرجين . وسرجن الأرض سمَّدَها بالسرجين (فقهية).

 

وجاء في تفسير الطبري:

 

وقوله ( مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا ) يقول: نسقيكم لبنا، نخرجه لكم من بين فرث ودم خالصا: يقول: خلص من مخالطة الدم والفرث

 

الفرث هو الزبل، الروث، اللبن ينتج في الغدد الثديية كما هو معروف علميًّا. بالتالي لا إعجاز علمي، بل خطأ علمي وعجز.

 

وجاء في تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازي وتفسير الواحدي النيسابوري وتفسير ابن عادل الحنبلي، من تفاسير السنة، ونفس الرواية في بعض كتب تفاسير الشيعة مثل مجمع البيان للطبرسي وتفسير القمي وغيرهما عند هذا النص (الآية على الخطإ والعجز):

 

{نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا}

 

وروى الكلبي عن ابن عباس قال: إذا استقر العلف في الكرش، صار أسفله فرثا، وأعلاه دما، ووسطه لبنا، فيجري الدم في العروق واللبن في الضرع، ويبقى الفرث كما هو، فذلك قوله {من بين فرث ودم لبنا خالصا}، لا يشوبه الدم، ولا الفرث.

 

كلام فارغ من الصحة ولا محل له من العلم الطبي والتشريحي بوضوح.

 

حاول القرطبي لأنه كان في عصر وصل فيه علم الطب اليوناني والفارسي للعرب إصلاح الخطأ الفاضح في القرآن وتخبئته بالتحريف من خلال التفسير:

 

قوله تعالى : من بين فرث ودم لبنا خالصا نبه سبحانه على عظيم قدرته بخروج اللبن خالصا بين الفرث والدم . والفرث : الزبل الذي ينزل إلى الكرش ، فإذا خرج لم يسم فرثا . يقال : أفرثت الكرش إذا أخرجت ما فيها . والمعنى : أن الطعام يكون فيه ما في الكرش ويكون منه الدم ، ثم يخلص اللبن من الدم ; فأعلم الله سبحانه أن هذا اللبن يخرج من بين ذلك وبين الدم في العروق.

 

على هذا فما زعم المسلمون المعاصرون أنه إعجاز هو تفسير قديم من علوم طب اليونانيين معروف من زمن طويل، وهو فبركة لمحاولة التغطية على أحد الأخطاء العلمية الكثيرة التي في القرآن. لا علاقة بين الحليب والروث أو البراز.

 

عدة المطلقة الحامل والحامل المتوفى عنها زوجها

 

{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)} الطلاق

 

وكان محمد ينظم تشريعات لاغتصاب السبايا شرعيًّا، روى مسلم:

 

باب تحريم وطء الحامل المسبية

 

 [ 1441 ] وحدثني محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الرحمن بن جبير يحدث عن أبيه عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بامرأة مجح على باب فسطاط فقال لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له

 

وروى أحمد:

 

21703 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً مُجِحًّا عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ أَوْ طَرَفِ فُسْطَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّ صَاحِبَهَا يُلِمُّ بِهَا " قَالُوا: نَعَمْ . قَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنَةً تَدْخُلُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ، كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ ؟ وَكَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ ؟ "

 

رواه أحمد (27519) 28069، وأخرجه الطيالسي (977) ، وابن أبي شيبة 4/371، والدارمي (2478) ، ومسلم (1441) (139) ، وأبو داود (2156) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1423) ، والحاكم 2/194، والبيهقي 7/449، والبغوي (2395) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد . وعند أبي داود والحاكم: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى المرأة في غزوة .

 

مجح أيْ: حامل، وتحريم محمد للزواج بالحوامل ومعاشرة المستعبدات الحوامل له سبب خرافي سأذكره ، وانظر وباب العنصرية ضد النساء.وباب السبي وباب الاستعباد، وحسب مغازي الواقدي ج2 فهذا في سياق غزوة خيبر ضد اليهود، من حروب محمد الإجرامية:

 

وَسَمِعَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمئِذٍ يَقُولُ: “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَسْقِ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ وَلا يَبِعْ شَيْئًا مِنْ الْمَغْنَمِ، حَتّى يَعْلَمَ وَلا يَرْكَبْ دَابّةً مِنْ الْمَغْنَمِ حَتّى إذَا بَرَاهَا رَدّهَا، وَلا يَلْبَسْ ثَوْبًا مِنْ الْمَغْنَمِ، حَتّى إذَا أَخْلَقَهُ رَدّهُ وَلا يَأْتِ مِنْ السّبْىِ حَتّى تَسْتَبْرِئَ وَتَحِيضَ حَيْضَةً وَإِنْ كَانَتْ حُبْلَى حَتّى تَضَعَ حَمْلَهَا”.

وَمَرّ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَوْمئِذٍ عَلَى امْرَأَةٍ مُجِحّ فَقَالَ: “لِمَنْ هَذِهِ”؟ فَقِيلَ: لِفُلانٍ. قَالَ: “فَلَعَلّهُ يَطَؤُهَا”؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: “كَيْفَ بِوَلَدِهَا يَرِثُهُ، وَلَيْسَ بِابْنِهِ أَوْ يَسْتَرْقِهِ وَهُوَ يَعْدُو فِى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ؟ لَقَدْ هَمَمْت أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنَةً تَتْبَعُهُ فِى قَبْرِهِ”.

 

وفي السيرة لابن هشام:

 

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نَجيح، عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاهم يومئذ عن إتيان الحبالى من السبايا، وعن أكل الحمار الأهلي، وعن أكل كل ذي ناب من السباع، وعن بيع المغانم حتى تُقسم.

 

قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق مولى تُجِيب؛ عن حَنَش الصنْعانى، قال: غزوْنا مع رُوَيْفع بن ثابت الأنصاري المغرب، فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لها جِرْبة، فقام فينا خطيباً، فقال: يأيها الناس، إنى لا أقول فيكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فينا يوم خيبر، قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يحل لامرىٍء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماؤه زرعَ غيره، يعني إتيان الحبالى من السبايا، ولا يحل لامرىٍء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأةً من السبي حتى يستبرئَها، ولا يحل لامرىٍء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنماً حتى يُقسم، ولا يحل لامرىءٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركبَ دابة من فىء المسلمين حتى إذا أعجفها ردَّها فيه، ولا يحل لامرىٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوباً من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه.

 

ورواه أحمد 16990 و 16997 عن ابن إسحاق، ولو أنه  يجعله قاله في غزوة حنين. وانظر عن عدة الحامل البخاري5318 إلى5320 و4909 ومسلم 1484 و1485 وأحمد18713 18917 و18918 و4273

 

كما نرى، القرآن يشرع وينظم ويقنن لأعمال سبي واغتصاب النساء.

 

قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد/ باب: فصل: فى قضائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى تحريم وطء المرأة الحبلى من غير الوَاطىء:

 

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كيف يُورِّثه وهو لا يَحلُّ له، كيف يستخدِمُه وهو لا يَحِلُّ له"، كان شيخُنا يقولُ فى معناه: كيف يجعلُه عبداً مَوروثاً عنه، ويستخدِمُه استخدامَ العبيدِ وهو ولدُه، لأن وطأه زاد فى خَلْقِه؟ قال الإمام أحمد: الوطء يزيد فى سمعه وبصره. قال فيمن اشترى جاريةً حاملاً من غيره، فوطئها قبل وضعها، فإن الولد لا يلحَقُ بالمشترى، ولا يتبعُه، لكن يعتِقُه لأنه قد شرك فيه، لأن الماءَ يزيدُ فى الولد، وقد روى عن أبى الدرداء رضى الله عنه، عن النبىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرَّ بامرأة مُجِحٍّ على باب فسطاط، فقال: "لعله يُريد أن يُلِمَّ بها" وذكر الحديثَ. يعنى: أنه إن استلحقه وشرِكه فى ميراثه، لم يحل له، لأنه ليس بولده، وإن أخذه مملوكاً يستخدِمُه لم يَحلَّ له لأنه قد شرك فيه لكون الماء يزيدُ فى الولد.

 

سبب التحريم الخرافي للزواج من الحوامل هو اعتقاد خاطئ علميًّا أن مني الشخص الآخر يسهم في تكوين الجنين، وهو كلام غير علمي ولا صحة له، يعكس عدم معرفة بأي شيء عن كيفية تكون الجنين، ومنذ لحظة حمل الأم قد توقف التبييض ولحيض عندها، فلا مشكلة اختلاط أنساب مزعومة هنا، ويمكن لها الزواج ممن شاءت وهي حبلى من الزوج الأول بلا أي مشكلة. ومما يؤكد هذا الفهم الخرافي ما رواه أحمد بن حنبل:

 

16997 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، مَوْلَى تُجِيبَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَرْيَةً مِنْ قُرَى الْمَغْرِبِ يُقَالُ لَهَا: جَرَبَّةُ، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَا أَقُولُ فِيكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ - يَعْنِي إِتْيَانَ الْحَبَالَى مِنَ السَّبَايَا - وَأَنْ يُصِيبَ امْرَأَةً ثَيِّبًا مِنَ السَّبْيِ حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا - يَعْنِي إِذَا اشْتَرَاهَا -، وَأَنْ يَبِيعَ مَغْنَمًا حَتَّى يُقْسَمَ، وَأَنْ يَرْكَبَ دَابَّةً مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَعْجَفَهَا رَدَّهَا فِيهِ، وَأَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى إِذَا أَخْلَقَهُ رَدَّهُ فِيهِ "

 

صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق- وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مرزوق مولى تجيب، فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة. وصحابيه روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، ما خلا ابن ماجه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4485) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد مختصراً. وأخرجه مطولاً ومختصراً سعيد بن منصور (2722) ، وأبو داود (2159) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2194) ، والبيهقي 7/449 من طريق أبي معاوية، وأبو داود (2158) ، والبيهقي 7/449 من طريق محمد بن سلمة، والدارمي (2488) ، والطبراني في "الكبير" (4482) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2193) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والطبراني (4486) من طريق زهير بن معاوية، والبيهقي 7/449 و9/124، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/240 من طريق يونس بن بكير، ستتهم عن ابن إسحاق، به. وجاء في رواية أبي معاوية: "حتى يستبرئها بحيضة"، قال أبو داود: "الحيضة" ليست محفوظة. قلنا: يعني من حديث رويفع، وقال ابن التركماني: وهو صحيح من حديث أبي سعيد الخدري. قلنا: الذي سلف برقم (11228) . وجاء في رواية يونس بن بكير: "خيبر"، بدل: "حنين"، وهو وهم نبه عليه البيهقي. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن الجارود (731) ، والطبراني (4484) و (4489) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/251 من طرق عن جعفر بن ربيعة، عن أبي مرزوق التجيبي، به. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/251، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 1/217، وابن حبان (4850) ، والطبراني (4483) ، والبيهقي في "السنن" 9/62، من طريقين، عن ربيعة بن سُلَيم، عن حنش الصنعاني، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/162، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني " (2198) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/129-130، والطبراني (4487) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1332) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/269 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، وأبو نعيم (1331) من طريق سوار بن مصعب، كلاهما عن زياد المصفر، عن الحسن البصري، قال: حدثني ثابت بن رفيع، به، مختصراً. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/451: ثابت بن رفيع له صحبة، روى عنه الحسن البصري، سمعت أبي يقول: هذا الرجل عندي شامي، وهو عندي رويفع بن ثابت، والحديث حديث شامي. قلنا: وذكر نحو هذا مطولاً ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/268-269. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/222 و14/465 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن ابن إسحاق. وأخرجه مختصراً- بذكر النهي عن وطء الحبالى-، الترمذي (1131) من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ربيعة بن سُلَيم، عن بسر بن عبيد الله، عن رويفع بن ثابت، به، قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد رُوي من غير وجه عن رويفع بن ثابت، والعملُ على هذا عند أهل العلم، لا يرون للرجل إذا اشترى جارية وهي حاملٌ أن يطأها حتى تضع. وأخرجه موقوفاً مختصراً سعيدُ بنُ منصور (2727) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، أن حَنَشاً حدثه أن رويفع بن ثابت كان يقول: يركبُ أحدُكم الدابة حتى إذا نَقَصَها ردَّها في المقاسم، فأيُ غُلُول أشدُّ من ذلك؟ ويلبس أحدُكم الثوبَ حتى إذا أخْلَقَه ردَّه في المقاسم، فأيُ غُلُول أشدُّ من ذلك؟ وإسناده صحيح.

 

16992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ - وَقَالَ قُتَيْبَةُ: لِرَجُلٍ - أَنْ يَسْقِيَ مَاءَهُ وَلَدَ غَيْرِهِ، وَلَا يَقَعُ عَلَى أَمَةٍ حَتَّى تَحِيضَ أَوْ يَبِينَ حَمْلُهَا "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيى بن إسحاق- وهو السيلحيني- من قدماء أصحاب ابن لهيعة، كما ذكر الحافظ في "التهذيب" في ترجمة حفص بن هاشم بن عتبة، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4488) من طريقين عن ابن لهيعة، به.

 

وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم:

 

وأما قوله صلى الله عليه و سلم كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له فمعناه انه قد تتأخر ولادتها ستة اشهر حيث يحتمل كون الولد من هذا السابى ويحتمل أنه كان ممن قبله فعلى تقدير كونه من السابى يكون ولدا له ويتوارثان وعلى تقدير كونه من غير السابى لا يتوارثان هو ولا السابى لعدم القرابة بل له استخدامه لأنه مملوكه فتقدير الحديث أنه قد يستلحقه ويجعله ابنا له ويورثه مع أنه لا يحل له توريثه لكونه ليس منه ولا يحل توارثه ومزاحمته لباقى الورثة وقد يستخدمه استخدام العبيد ويجعله عبدا يتملكه مع أنه لا يحل له ذلك لكونه منه اذا وضعته لمدة محتملة كونه من كل واحد منهما فيجب عليه الامتناع من وطئها خوفا من هذا المحظور فهذا هو الظاهر في معنى الحديث وقال القاضي عياض معناه الاشارة إلى أنه قد ينمى هذا الجنين بنطفة هذا السابى فيصير مشاركا فيه فيمتنع الاستخدام قال وهو نظير الحديث الآخر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره هذا كلام القاضي وهذا الذي قاله ضعيف أو باطل وكيف ينتظم التوريث مع هذا التأويل بل الصواب ما قدمناه

 

نماذج للتفكير الخرافي حينما يحاول البعض منطقته، هل إسقاط وإجهاض جنين في نوع الإنسان حدث بسيط بحيث لا تشعر المرأة البشرية بآلامه الجسدية ونزيفه؟!

 

وفي المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم:

 

وقوله : (( كيف يورثه وهو لا يحل له ؟! )) كيف يستخدمه وهو لايحل له ؟! )) هذا تنبيه منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن واطئ الحامل له مشاركة في الولد. وبيانه : أن ماء الوطء يُنَمِّي الولد ، ويزيد في أجزائه ، ويُنعِّمه ، فتحصل مشاركة هذا الواطىء للأب ؛ ولذلك قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه زرع غيره )). فإذا وطىء الأَمَة الحامل لم يصحّ أن يحكم لولدها بأنه ابن لهذا الواطىء ؛ لأنه من ماء غيره نشأ . وعلى هذا فلا يحلُّ له أن يرثه ، ولا يصح أيضًا أن يحكم لذلك الولد بأنه عبدٌ للواطىء ؛ لما حصل في الولد من أجزاء مائه ، فلا يحلَّ له أن يستخدمه استخدام العبيد ؛ إذ ليس له بعبدٍ ، لِمَا خالطه من أجزاء الْحُرِّ .

 

القلب ليس عضو الإدراك

 

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} الناس

 

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)} الحجّ

 

تحديد بمنتهى الدقة بحيث لا يضع لنا مجالًا للشك في خطئه، دقيق جدًّا الرجل! ذات مرة دشن أخونا Shrek مقالًا عن هذه وحدها ساخرًا: إعجاز علمي في القرآن...أين أنتم يا كفرة!

 

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78)} المؤمنون

 

قال الطبري في تفسيرها:

 

يقول تعالى ذكره: والله الذي أحدث لكم أيها المكذّبون بالبعث بعد الممات السمعَ الذي تسمعون به، والأبصَارَ التي تبصرون بها، والأفئدة التي تفقهون بها، فكيف يتعذّر على من أنشأ ذلك ابتداء إعادته بعد عدمه وفقده، وهو الذي يوجد ذلك كله إذا شاء ويفنيه إذا أراد (قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ) يقول: تشكرون أيها المكذّبون خير الله من عطائكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا.

 

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} الإسراء

 

{مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)} الأنبياء

 

{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)} النحل

 

{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)} النحل

 

{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)} السجدة

 

{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)} الأحزاب

 

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)} الأعراف

 

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)} الجاثية

 

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)} الأنعام

{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)} الأنعام

 

{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)} الأنعام

 

{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} البقرة

 

{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} التغابن

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)} محمد

 

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)} محمد

 

وغيرها، كل هذه النصوص تقول على نحو خاطئ علميًّا بأن مكان وعضو التفكير والإدراك والضمير هو القلب، لا العقل.

 

{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)} إبراهيم

 

هنا كذلك قال بأن القلوب هي مصدر العواطف والمشاعر، كان يمكنه استعمال تعبير آخر مثل: عواطفهم، مشاعرهم، وجدانهم، أشواقهم، توقهم...إلخ. لا يزال المغنّون والشعراء يغنون ويتكلمون عن القلوب والحب، وتصنع المصانع عرائس وبلاستيكيات على شكل قلوب حمراء_كاريكاتيرية الشكل لطيفته لا تشبه الشكل العضويّ للقلب بأوردته وشرايينه وغرفه من بطين وأذين_رمزًا للحب، لكن الحب والعواطف مكانها ومصدرها ومركزها العقل ووعيه، وهذا خطأ قديم راسخ في ثقافة الحب خاصة الأفلاطونيّ منه.

 

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24)}

 

هنا في نص (أو آية) واحدة يكرر محمد هذا الخطأ مرتين فهو يتصور أن القلب هو عضو ومحلّ التذكر والحفظ والتفكير والأفكار. حقيقة هذه آية فعلًا من آيات ودلائل الجهل بالحقائق العلمية وعدم إلهية القرآن.

 

{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)} فاطر

 

لو كان قائل هذا الكلام عليمًا بأي شيء مهم لقال عليم بذات العقول.

 

{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)} آل عمران

 

مراكز الشعور بالخوف وكل المشاعر الأخرى في العقل.

 

خرافة شق صدر محمد منطوية على خرافة وخطأ علمي لأن القلب ليس عضو تفكير وإحساس، بل عضو نبض لتسيير الدم فقط، وهي مبنية على فهم أسطوري سخيف للآية من سورة الشرح بتعبيرها العربي المجازي الشائع:

 

{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)} الشرح

 

هذا كتعبير أثلجت صدري، هل نفهم من هذا التعبير العربي وضع ثلج على صدر المتكلّم مثلًا، وتوجد روايتان متناقضان واحدة تجعل الحدث في طفولة محمد وأخرى في خرافة الإسراء.

 

روى مسلم عن الخرافة أنها حدثت في طفولته:

 

[ 162 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره

 

ورواه أحمد بن حنبل(12221) و(12506) و (14069) وابن سعد في الطبقات 1/150 وعبد بن حميد (1308)، وأبو عوانة 1/125، وأبو يعلى (3374) و(3507)، وابن حبان (6334) و (6336) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (168) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/146، وابن عساكر في "السيرة النبوية" ص370 و371، والبغوي (3708)

 

وروى البخاري أنها كانت في قصة الإسراء:

 

1636 - وَقَالَ عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ

 

3342 - قَالَ عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا جَاءَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا....إلخ

 

ورواه مسلم (163)، وأحمد بن حنبل21288، والنسائي في "الكبرى" (314) ، وأبو عوانة (354) ، وابن حبان (7406) ، وابن منده في "الإيمان" (714) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/379-382 من طريق عبد الله بن وهب، والبخاري (349) ، والبزار في "مسنده" (3892) ، وأبو يعلى (3616) ، والآجري في "الشريعة" ص481-482، وابن منده بإثر الحديث (714) ، والبغوي (3754) من طريق الليث بن سعد، أبو عوانة (355) وأبو يعلى (2535).

 

وبعض المفسرين يقولون بتكرار الحادث مرتين لنفي التناقض، وهو أسلوب معتاد يكررونه كثيرًا مع كل تناقض لحل المشكلة، ويبدو أن محمدًا ذو نفسية وطبيعة سوداوية وشريرة جدًّا بحيث يحتاج كل هذا الغسل الروحيّ، ويبدو من خلال عرضنا لأفعاله في باب (هل هو خير البشر حقًّا) وباب (أول من انهتك الشريعة التي وضعها) وباب (الزواج من الأطفال) وكتاب (حروب محمد الإجرامية) بوضوح أنه شخصية سيئة للغاية بالمقاييس الأخلاقية، وعلى كلٍّ تكرار القصة ما هو إلا تكرار للخطإ العلمي. القلب ليس عضو الإدراك والإحساس والتصرفات.

 

النحل لا يأكل الثمار

 

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} النحل

 

هنا محمد حاول التكلم عما لم يكن يعرفه، فأخطأ، لأن من المعروف علميًّا أن النحل يتغذَّى على رحيق مختلف أنواع الزهور، ولا يأكلنّ الثمرات، قد تجد في أثناء شرائك الفاكهة من تاجر يفترش الشارع ببضاعته حشرة أو اثنتين بهما خطوط صفر وسود تأكلان الثمار، لا يلتبس عليك الأمر فهذه دبابير، هناك ملاحظة هامة وهي أن بعض النحل ينحرف أحيانًا فيأكل الثمار الفاسدة ليسكر، حينئذ يتحول ما يفرزه من عسل إلى شيء سام وضار لكل الخلية، يوجد حراس على مداخل خلية النحل يعرفن فورًا بالنحلة المخمور بقرون الاستشعار التي تشمّ فيتم منعه من دخول الخلية إلى حين تخلصه من سمية الكحول في داخله. للأسف يبدو أن النحل لم يستجِب للكلام الإلهيّ المزعوم أو لم يصله! ملاحظة أخرى هي أن النحل يصنع العسل في الأساس كغذاء له ولأطفاله وليس أنه مسخَّر لنا أو يصنعه لأجلنا، نحن كبشر فقط من استغللناه، من وجهة نظر لنحل حتمًا أننا كائنات خبيثة، ولعله نفس وجهة نظر الأبقار والجواميس والماعز حينما نحلبها ونأخذ من لبن أطفالها، لكنها ضرورات الحياة. الرحمة ألا نأخذ كل خيراتهم ونمنحهم شيئًا في المقابل.

 

 

 

النمل لا يتكلم بلغة صوتية

 

{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)} النمل

 

من المعروف علميًّا أن النمل يتواصل مع باقي أفراد مجموعته أي قريته برسائل كيميائية يتبادلها النمل من خلال ملامسة قرون استشعار بعضهم البعض أو بإرسال رائحة فرمونات، وليس له أي صوت كالحيوانات أوبعض الحشرات كالجنادب وصراصير الليل مثلًا.

        

 

تصور السماء على أنها سقف أو قبة معدنية

 

يتصور القرآن السماء التي هي غلاف من مجموعة من الغازات على أنها سقف معدني أو قبة، وأنها يمكن أن تتحرك من مكانها أو تنشق، وهم يتصوّرون الله رافعًا لها بأعمدة غير مرئية أو قوة ما، العاميّ المسلم عديم الفكر يستغرب عندما تقول له أن طبيعة الغازات هي الارتفاع والجاذبية الأرضية تمسك بالغازات حول الأرض، فلا معجزة ولا تدخل إلهي ذي ذلك. الغلاف الجوي لا يحتاج أعمدة أو معجزة.

 

{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)} المزمّل

 

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} الانفطار

 

{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)} الانشقاق

 

{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37)} الرحمن        

 

{وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16)} الحاقَّة

 

{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)} النازعات

 

{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)} الرعد

 

{وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)} النبإ

 

{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)} فاطر

 

وقوله تزولا: أي تتحركا وتتزعزعا من مكانهما

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)} الحجّ

 

{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)} الغاشية

 

{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)} الذاريات

 

{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)} الطور

 

{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)} الأنبياء

 

{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)} الرحمن

 

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} فصلت

 

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)} غافر

 

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)} لقمان

 

{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)} ق

 

وقال الطبريّ في تفسيره:

 

وقوله (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) يقول تعالى ذكره: أفلم ينظر هؤلاء المكذّبون بالبعث بعد الموت المنُكرون قُدرتنا على إحيائهم بعد بلائهم (إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا) فسوّيناها سقفا محفوظا، وزيناها بالنجوم (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) يعني: وما لها من صدوع وفُتوق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (مِنْ فُرُوجٍ) قال: شَقّ.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) قلت له، يعني ابن زيد: الفروج: الشيء المتبرئ بعضه من بعض، قال: نعم.

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} الأعراف

 

وعمومًا لا يُميِّز القرآن بين السماء/السماوات وبين الكون، فعنده أن السماء هي نفسها الكون بكل ما فيه ولا نهائيته، وهو يتصور الكون كقبة معدنية مبنية بناءً والنجوم مرصعة فيها من الداخل، وهي تصورات غير علمية بالطبع، ولم يكن محمد يميِّز الغلاف الجويّ للأرض عن باقي الكون إلا حينما كان يستعمل تعبير السماء الدنيا بتصوره لها كسقف مرصع بالنجوم في داخله، والسماوات هي أفلاك كمكوك الخياطة وهمية فيها الكواكب التي عرفها العرب واليونان وغيرهم بالنظر بالعين المجردة من كواكب المجرة مع الشمس والقمر.

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)} الحِجْر

 

{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6)} الصافّات

 

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)} المُلك

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير:

 

3122- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ سَهْلٍ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ لَهُمْ : تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ ؟ قَالُوا : مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ . قَالَ : إِنِّي لأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ ، وَمَا تُلاَمُ أَنْ تَئِطَّ ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ ، أَوْ قَائِمٌ.

 

إسناده قويّ، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1134)، وبإسناد آخر ضعيف لانقطاعه عند أحمد 21516 وابن ماجه (4190) ، والبزار (3524) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1135) ، والحاكم 2/510 - 511 و4/544، والبغوي (4172)، والترمذي (2312) ، والبزار (3525) من طريق أبي أحمد الزبيري، وأخرجه الحاكم 4/579، عن أبي ذر موقوفاً مختصراً: لو تعلمون ما أعلم... إلخ. وفي باب قوله: "لو تعلمون ما أعلم... إلخ". عن أبي هريرة عند أحمد بن حنبل برقم (7499)

 

الغلاف الجوي يئط؟! كأنه أريكة أو كرسي؟! وعليه كائنات خرافية ؟! تصورات مضحكة بدائية خرافية.

 

الجبال لا تثبِّت الأرض، بل هي دليل عدم ثباتها

 

تصور الذهن العربي قبل الإسلامي ثم محمد أن الجبال جسم من خارج سطح الأرض، كما يثبّت البدويّ البدائيّ منهم خيمته بالأوتاد المسامير الغلاظ، لكن العلم يثبت عكس ذلك، الجبال تنشأ بسبب حركة صفائح الأرض التكتونية وتصادمها ببعضها فتخرج أجزاء من باطن الأرض لتُشكِّل مع الزمن الجبال والتلال، بالتالي فالجبال لا تثبِّتْ الأرضَ بل هي دليل على عدم ثباتها فوق اللب الذائب داخلها، والجبال خارجة من رحم وداخل الأرض، وليست من خارجها.

 

{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)} النازعات

 

{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27)} المرسلات

 

 

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} النبأ

 

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)} الرعد

 

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)} الحِجْر

 

{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)} النحل

 

تميد: تهتزّ

 

{وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)} الأنبياء

 

{أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)} النمل

 

{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)} الغاشية

 

ومما لا شكَّ فيه أن محمدًا اقتبس من شعر من قبله من الحنفاء وأهل الكتاب والوثنيين العرب، وكان عند قدماء العرب نفس تصوره، فنقرأ من ديوان أمية بن أبي الصلت:

 

إله العالمين وكل أرض               ورب الراسيات من الجبال

بناها وابتنى سبعًا شدادًا            بلا عمدٍ يُرَيْنَ ولا رجال

وسوَّاها وزيًّنَها بنورٍ                 من الشمس المضيئةِ والهلالِ

وشقَّ الأرضَ فانبجسَتْ عيونًا     وأنهارًا من العذبِ الزلالِ

 

وهذه مقالة للأخ العراقي العالم حمدي الراشدي:

 

لا توجد سبع ارضين والجبال ليسوا رواسي

يسود فهم ساذج عن محتويات داخل الارض، البعض يلائمه ان يعتقد ان الارض تنقسم الى طبقات واضحة المعالم وثابتة، مستغلا التقسيمات المجازية التي يقدمها بعض العلماء، عندما يناسبه عددها، ومتناسيا التقسيمات المجازية لبقية العلماء التي لاتتطابق وتمنياته. فهل يمكن حقا تقسيم باطن الارض الى طوابق ثابتة؟ هل لباطن الارض حالة واحدة وثابتة؟ في الحقيقة ان الوقائع المذهلة التي اكتشفت حديثا ادهشت حتى العلماء. ويخرج علينا البعض بالادعاء ان الجبال ظهرت من اجل ابطاء سير القارات او تهدئة دوران الارض. والغريب ان يجد احد دكاترة الجيلوجية المعروف باسم عمرو الكذاب ان النصب وقول مايريد المؤمنين سماعه افضل واربح من الحقيقة. هكذا هي قيمة العلم في بلادنا.

المادة المنصهرة تجعل الارض حية وقشرتها متحركة.

يعرف العلماء ان الحرارة والانصهار داخل الارض هو الذي اعطى الحياة للارض من خلال البراكين والاهتزازات الارضية والانشقاقات الارضية في اعماق البحار وأعالي الجبال المكسية بالثلوج. غير انهم الان فقط قد اكتشفوا مالذي يقف وراء هذه الحياة بالضبط.
الفيزيائيين الجيلوجيين الكنديين Alessandro Forte & Jerry X Mitrovica اليساندرو و جيري، ومن خلال القياس بالاهتزاز، وجدوا ان البنية الداخلية للارض بسيطة جدا، بشكل مدهش. حسب ماتوصلوا اليه، يوجد اربع "فقاعات" من المصهورات المنفصلة (لافا بلوب)Lava blobs ، في حالة حركة مستمرة صعودا ونزولا، حسب نظام حراري خاص داخل الارض.

هذه الفقاعات المنصهرة الهائلة موزعة على الجهات الاربعة للارض، انظر الصورة ادناه. وتقع احدهما تحت افريقيا واخرى تحت المحيط الهادي، حيث يتحركوا ببطء الى الاعلى والاسفل تماما كما في لمبة اللافا ادناه.


الحرارة هي التي تقرر شكل حركة الفقاعات الاربعة. اثنتين منهم قرب نواة الارض ممايرفع درجة حرارتهم ويجعلهم اخف، مما يجعلهم يصعدون الى الاعلى، كالبالونات الهوائية. من الجهة الاخرى نجد ان الفقاعتين الاخريين فقدوا الكثير من حرارتهم واصبحوا ابرد بسبب كونهم في الاعلى على تماس مع سطح الارض منذ مليونين سنة، والان هم اثقل نسبيا، مما يجعلهم في طريقهم الى الاسفل الى مركز الارض.
ابعاد الفقاعة تصل الى 3000 كيلومتر عن سطح نواة الارض. وعند ارتفاعها تشكل ضغطا على سطح الارض يؤدي الى حدوث البراكين. حسب توضيح العالمين الكمديين، فأن العلاقة بين هاتين المجموعتين من الفقاعات هي التي تقرر الحياة الجيلوجية للارض. عند صعود الفقاعتين الى الاعلى ييؤثرون على الارض بحيث ان اعماق البحار تتشقق وتتفتح مصدرة البراكين والاهتزازات الارضية. من المحتمل ان هذا ايضا هو سبب تحرك الصفائح القارية، الامر الذي يغير شكل وجه الارض.



الان تقع الفقاعتان الباردتان تحت المحيط الهادئ، في حين الفقاعتين الحارتين تحت جنوب غرب المحيط الهادي وافريقيا. عند هبوط أجزاء الفقاعة الباردة الماس لاعماق المحيط الهادئ تنسل الاجزاء الخارجية الاخرى الاكثر حرارة لتحل مكانها، وبالتالي تشكل حركة في الفقاعة قد تكون سبب تحرك الرصيف الارضي. تحت غرب فقاعات المحيط الهادئ يقع الجزء الابرد من الفقاعة، التي تنتشر من شمال اليابان وحتى اندونيسيا. نفس الظاهرة موجودة في شرق المحيط الهادئ، من امريكا الوسطى وحتى جنوب امريكا.




اللغز الذي قد حل
العلماء الى فترة قريبة لم يكن يستطيعون تفسير اسباب ارتفاع القارة الافريقية وقاع البحر المحيط بها 500 متر اكثر من اللازم. كان العلماء يعتقدون ان هذه المنطقة اكثر سماكة من المناطق المجاورة. الان توضح ان الفقاعة الهائلة تضغط المنطقة الى الاعلى.حسابات الموجات الاهتزازية تشير الى ان قوة الرفع تكفي لرفع المنطقة بالضبط 500 متر.
علماء اخرين يشيرون الى ان الفقاعة الهائلة قبل 45 مليون سنة وصلت الى اثيوبيا وتمددت الى مساحة 500 كيلومتر. هذه الكمية الهائلة من المادة المنصهرة اخرجت الكثير من البراكين، مما يوضح الكم الكبير من الفوهات البركانية المنتشرة على سطح القارة.

الابحاث تشير الى ان الفقاعات ترتفع بسرعة 2سم في السنة، الامر الذي يتناسب مع سرعة هبوط الفقاعات الاخرى.
كيف تنشأ القارات؟من المعروف ان المحيط الهادئ يتزايد اتساعه بأستمرار بحوالي ثلاث سنتيمترات سنويا. يحدث ذلك بسبب الفقاعة المنصهرة التي ترفع الرصيف الارضي تحت المحيط بأتجاهات مختلفة مما يؤدي الى ظهور البراكين وخروج اللهب المنصر من الفتحات التي تتشكل. هذه المصهورات تتجمد وتتحول الى قشرة ارضية جديدة تسد الثغرات المتشكلة. في منطقة كرينلاند نجد هناك الينابيع الحارة مستمرة. كرينلاند تتحرك باستمرار مبتعدة عن اوروبا، لتصبح القشرة الارضية بينهما رقيقة باستمرار مما يؤدي الى اقتراب حرارة باطن الارض الى التماس مع سطحه ورفع حرارته وانصهار احجار السطح التي تسقط في الشقوق التي تتشكل بفعل تمدد القشرة الارضية الى كلا الجانبين. تزداد الشقوق اتساعا وتشكل بيئة مناسبة لظهور سلسلة من البراكين التي تقوم بمعالجة الشقوق وسدها بالمنصهرات الارضية. عبر بضعة ملايين من السنين تتشكل قارة جديدة في القطب الشمالي، قعره يتألف من المنصهرات المتجمدة القاسية التي تشكل مادة سلسلة الجبال البركانية من اعماق المحيط والى سطحه.




الجبال ليسوا رواسي قبل حوالي اربعين عاما توصل العلماء الى التوصل الى مفهوم كامل عن اسباب ظهور الجبال. إذ عندها ظهرت نظرية تحرك الارصفة الارضية التي تحمل القارات والتي لايزيد سماكتها في اغلب المواضع عن 10-30 كيلومتر وعددها حوالي 12-15 رصيف، كل منهم في حركة دائمة وبالتالي ينزلجون بهدوء بإتجاه بعضهم البعض او عكس بعضهم البعض او بجانب بعضهم البعض. عند اصطدامهم مع بعضهم البعض تنشأ الجبال بنتيجة إنزلاق احد الارصفة تحت الرصيف الاخر، الامر الذي تشهد عليه حوالي التسعمئة هزة ارضية سنويا.
إنطلاقا من ان الارصفة تتحرك ببطء شديد (حوالي 3 سم في السنة) فأن تشكل الجبال الى ارتفاعاتها الكاملة وإندثارها بسبب العوامل الطبيعية يتتطلب مئات الاف من السنين. معرفة سرعة ارتفاع الجبال وعوامل التعرية ارتفاع مستوى البحر وبقية العوامل الطبيعية ساعد العلماء على القدرة على حساب الزمن الذي تتطلبه تشكيل الجبال واندثارها.
من الصورة السفلى تظهر المناطق التي تقع على حافة الارصفة الارضية وبالتالي المعرضة للهزات الارضية.
كاليفورنيا ايسلند وتركيا من المناطق التي ستتعرض الى هزات عنيفة خلال الخمسين عاما القادمة. المناطق الحمراء والبنية تقع في اكثر المناطق خطورة في حين البيضاء والخضراء في اقلها، إذ انها بعيدة عن حافة الصفائح الارضية.



في خط اصطدام الارصفة الارضية ترتفع القشرة العليا مئات الكيلومترات لتنشأ سلسلة جبلية مختلفة عن السلسلة الجبلية التي تنشأ بفضل البراكين. هذا بالذات يحدث الان في العديد من المناطق مثل غوينا الجديدة (Papua New Guineas HuonIsland) حيث يتحرك رصيف المحيط الهادئ بأتجاه غرب شمال غرب بسرعة تصل الى 7 سنتم سنويا. على شبه الجزيرة لازالت الجبال تتشكل صعودا، حيث امكن للعلماء دراسة النمو بدون التعرض الى مشاكل التآكل وارتفاع المياه وبقية العوامل الطبيعية. من الضروري التذكير ان الجبال ترتفع ببطء شديد يصل الى مابين ميللمتر واحد وثلاثة ميلليمتر سنويا.
قبل ثلاثة ملايين عام كانت قمة الجبال في قعر المحيط، عن هذا اخبرتنا المتحجرات ذات الاصول البحرية والموجودة في قمة الجبل. خلال سنوات وجودها تحت الماء تشكلت طبقات من المسحاثات البحرية تتكلم عن تاريخ تلك الاعوام وكائناتها. هذه الطبقات ومكوناتها ذات البصمة الخاصة لكل عصر وسرعة ارتفاع الجبل شكلت الاساس التي مكنت Lon Abbott من جامعة كاليفورنيا الامريكية من معرفة التاريخ والعمق الذي ارتفعت منه الجبال الى حوالي 2500 متر فوق سطح البحر.
بعض المتحجرات البحرية لازالت موجودة وتحيا في البحر. من معرفة طريقة حياتها وعمق المنطقة التي تروق لها امكن معرفة المسافة التي صعد الجبل منها.


صورة تجريدية تصور طريقة تشكل الجبال بفضل تصادم الارصفة المحمولة عليها القشرة الارضية


كيف ستكون عليه القارات في المستقبل:القشرة الارضية تتألف من صفائح متحركة ببطء بالنسبة لبعضها البعض. من خلال الكميوتر والمعطيات المعروفة تمكن العالم الامريكي Christopher Scotese من جامعة تكساس استقراء آفاق مستقبل الارض وصورتها؟.


صورة من الكمبيوتر لما يمكن ان تصبح عليه القارات الارضية بعد خمسين مليون سنة ، ويلاحظ اختفاء البحر المتوسط وظهور سلسلة جبال عالية مكانه


خلال الخمسين مليون سنة القادمة سيتوسع المحيط الاطلسي ، بأعتبار ان النشاطات البركانية في وسطه تتدفع امريكا عن اسيا واوروبا . في نفس الوقت ستقترب افريقيا من اوروبا وتندمج معها ليتشكل جبال عالية بينهم عوضا عن االبحر المتوسط . وحتى استراليا تتجه الى جنوب شرق اسيا. بعد خمسين مليون سنة يصبح التوقع غير مستند على قواعد متينة. ولكن على الاغلب ستتصل في النهاية القارات مع بعضها البعض لتشكل من جديد قارة واحدة هائلة. حركة القارات تعادل سرعتها سرعة نمو الاظفر، وبالتالي فأن القارات تتحرك بما يقارب الثلاث سنتيمترات سنويا.

المصادر:
http://communications.uwo.ca/alumni/...isting_id=7131
Illvet 1/1996, 11/2000, 14/2001
،10/2006، 11/2006

 

ملاحظة: خرافة السبع أرضين خرافة قديمة في كتب اليهود الربينية وألمحت لها في ص36 من بحثي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) ليس لها علاقة بالعلم.

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} الطلاق.

 

وروى البخاري:

 

2452 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ

 

2454 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَخَذَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ

 

3195 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبْ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ

 

ورواه مسلم 1610 عن سعيد بن زيد في نزاعة مع امرأة تدعى أروى نازعته على أرض وانظر أحمد بن حنبل 1642  ومسلم 1611 عن عائشة، ومن مرويات مسلم:

 

[ 2786 ] حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا فضيل يعني بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أو يا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } 

 

وروى أحمد:

 

10924 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرَضِينَ، وَرَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ "

 

إسناده الأول صحيح على شرط مسلم، وإسناده الثاني مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. الحسن : هو البصري. وأخرجه أبو عوانة 1/21 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بالإسناد الأول. وأخرجه بالإسناد الثاني ابن حبان (257) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/437، من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز، عن حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، به. وأخرجه كذلك الفريابي فى "صفة المنافق" (21) ، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، مرسلاً

 

{أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)} النمل

 

هذا أيضًا كما ورد بهذا النص وغيره من الآيات خطأ علميًّا، لأن الأرض صار معروفًا عنها علميًّا أنها دائمة الحركة بتحرك طبقات صفائحها التكتونية إنما أغلب الوقت ببطء، لكن الزلازل والبراكين تحدث دومًا ببعض الأماكن لأجل حركتها على اللب المصهور الداخلي لها.

 

تصور القرآن لكوكب الأرض كأرض مُسطَّحة

 

مفهوم بدائيّ جدًّا مشهور لدراسي الكتاب المقدّس اليهوديّ-المسيحي، وهو كذلك موجود في الإسلام:

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} النبإ

 

ويقول ابن كثير في تفسيرها:

 

...{أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا} ؟ أَيْ: مُمَهَّدَةٌ لِلْخَلَائِقِ ذَلُولا لَهُمْ، قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً، {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} أَيْ: جَعَلَهَا لَهَا أَوْتَادًا أَرْسَاهَا بِهَا وَثَبَّتَهَا وَقَرَّرَهَا حَتَّى سَكَنَتْ وَلَمْ تَضْطَرِبْ بِمَنْ عَلَيْهَا.

 

ويقول الطبري كذلك:

 

(أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ) لكم (مِهادًا) تمتدونها وتفترشونها.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة (أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا) :أي بساطا (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) يقول: والجبال للأرض أوتادا أن تميد بكم

 

{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)} الغاشية

 

{وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)} الذاريات

 

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)} نوح

 

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)} الحِجْر

 

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)} الزخرف

 

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)} الرعد

 

قول القرآن بأن الأرض مسطَّحة ثابتة والشمس هي التي تتحرك ليحدث النهار والليل

 

{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)} الرحمن

ومن تفسير الطبري، عن تصور القرآن لحركة الشمس والقمر فوق الأرض بالجريان أو كالرحا الطاحنة للحبوب في مدارات فوقها:

 

وقوله: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: الشمس والقمر بحسبان، ومنازل لها يجريان ولا يعدوانها.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا إسرائيل، قال: قال: ثنا سماك بن حرب، عن عكرِمة، عن ابن عباس، في قوله: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) قال: بحساب ومنازل يرسلان.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) قال: يجريان بعدد وحساب.

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) قال: بحساب ومنازل.

....إلخ

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهما يجريان بقدر.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا عبد الله بن داود، عن أبي الصهباء، عن الضحاك، في قوله: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) قال: بقدر يجريان.

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهما يدوران في مثل قطب الرحا.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا محمد بن يوسف، قال: ثنا إسرائيل، قال: ثنا أبو يحيى عن مجاهد، قال: ثنا محمد بن يوسف، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (بِحُسْبَانٍ) قال: كحسبان الرحا.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله (بِحُسْبَانٍ) قال: كحسبان الرحا.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: الشمس والقمر يجريان بحساب ومنازل، لأن الحسبان مصدر من قول القائل: حسبته حسابا وحسبانا، مثل قولهم: كفرته كفرانا، وغفرته غُفْرانا. وقد قيل: إنه جمع حساب، كما الشهبان: جمع شهاب.

 

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} يس

 

روى البخاري فيما يتصل بهذا:

 

4802 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

 

4635 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَاكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ }

 

7424 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ تَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهَا وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ثُمَّ قَرَأَ ذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ لَهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ

 

ورواه مسلم:

 

[ 159 ] حدثنا يحيى بن أيوب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية حدثنا يونس عن إبراهيم بن يزيد التيمي سمعه فيما أعلم عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين { لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا } 

 

 [ 159 ] وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي أخبرنا خالد يعني بن عبد الله عن يونس عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس بمثل معني حديث بن علية

 

 [ 159 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غابت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ في قراءة عبد الله وذلك مستقر لها

 

 [ 159 ] حدثنا أبو سعيد الأشج وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها } قال مستقرها تحت العرش

 

[ 2941 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن أبي حيان عن أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

21459 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ لِي: "يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغِيبُ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِئَةٍ، تَنْطَلِقُ حَتَّى تَخِرَّ لِرَبِّهَا سَاجِدَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا أَذِنَ اللهُ لَهَا فَتَخْرُجُ فَتَطْلُعُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَهَا، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ فَيَقُولُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غِبْتِ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين وهو الواسطي- فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه". يزيد: هو ابن هارون، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه مختصراً أبو داود (4002) ، والحاكم 2/244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (4467) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن هارون بن سعد، عن إبراهيم التيمي، به.

 

6881 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم يعني ابن علية، أخبرنا أبو حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، قال: جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة، فسمعوه وهو يحدث في الآيات: أن أولها خروج الدجال، قال: فانصرف النفر إلى عبد الله بن عمرو، فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات، فقال عبد الله: لم يقل مروان شيئا، قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة ضحى، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها " ثم قال عبد الله - وكان يقرأ الكتب -: " وأظن أولاها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت، واستأذنت في الرجوع، فأذن لها في الرجوع، حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها، فعلت كما كانت تفعل: أتت تحت العرش فسجدت، واستأذنت في الرجوع، فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع، فلا يرد عليها شيء، ثم تستأذن فلا يرد عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع، لم تدرك المشرق، قالت: رب، ما أبعد المشرق، من لي بالناس ؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق، استأذنت في الرجوع، فيقال لها: من مكانك فاطلعي، فطلعت على الناس من مغربها "، ثم تلا عبد الله هذه الآية: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} [الأنعام: 158]

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبري في "تفسيره" [سورة الأنعام: آية 158] من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/67 من طريق محمد بن بشر، ومسلم (2941) (118) من طريق عبد الله بن نمير (بالمرفوع منه فحسب) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (326) ، والحاكم 4/547، من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن أبي حيان، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.  وانظر أحمد 7161 و(7711) و (8138) و (8599) و (8850) و (9752) و(8303) و3/31 و(21352) و (21406) و (21459) و (21541) و (21543) وأبو داود (4312) ، وابن ماجه (4068) ، والنسائي في "الكبرى" (11176) و(11177) و(11430)، والطبري في "تفسيره" 8/97 و" 23/5، وإسحاق بن راهويه (176) ، ومسلم بعد حديث (157) ، وأبو يعلى (6085)، والطبري 8/97، وابن حبان (6153) والطيالسي (460) ، والبخاري (3199) و (4802) و (7424)، والترمذي (2186) و (3227)  ، والطحاوي في "شرح المشكل" (281) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/135، وابن حبان (6154) و(6152)، والبغوي في "شرح السنة" (4293) ، وفي "معالم التنزيل" 4/12-13 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد.، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص392-393

 

 

وقد استخرجت أصل هذه القصة من الهاجادة اليهودية في التلمود في بحث سابق، محمد كسائر ومعظم القدماء اعتقد أن سبب النهار والليل حركة من الشمس والقمر، ولم يحسب أن الأرض تتحرك ككوكب حول نفسها، لأن هذا ليس مما نشعر به، محمد لم يعتقد أن الأرض كروية ثابتة وتدور حولها الشمس، بل الأسوأ من ذلك كما عرضتُ في صورة بهذا الملف أنه تصوَّر الأرض مسطحة كأساس أو قاع للكون، والشمس تأتي عليها من فوق لزيارتها، ثم تمضي وتترك ناحية الأرض كليًّا وتذهب لتسجد تحت العرش الخرافي، ثم تعود على الأرض المسطحة فيشرق النهار، وهي تصورات خرافية بدائية لها أصلٌ في التلمود والثقافة الكتابية القرونوسطية المستمدة من تصورات الكتاب اليهودي المكدس القديمة!

 

 

ويقول الطبري:

 

وقوله (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) يقول تعالى ذكره: والشمس تجري لموضع قرارها، بمعنى: إلى موضع قرارها؛ وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

* ذكر الرواية بذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا جابر بن نوح، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذرَ الغفاريّ، قال: كنت جالسا عند النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في المسجد، فلما غَرَبت الشمس، قال: يا أبا ذَرّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: فإنها تذهب فتسجد بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ بالرُّجُوعِ فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَكَانِهَا وَذَلِكَ مُسْتَقَرّها".

وقال بعضهم في ذلك بما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) قال: وقت واحد لا تعدوه.

وقال آخرون: معنى ذلك: تجري لمجرى لها إلى مقادير مواضعها، بمعنى: أنها تجري إلى أبعد منازلها في الغروب، ثم ترجع ولا تجاوزه. قالوا: وذلك أنها لا تزال تتقدم كلّ ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع.

 

.... وقوله (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) يقول تعالى ذكره: لا الشمس يصلح لها إدراك القمر، فيذهب ضوؤها بضوئه، فتكون الأوقات كلها نهارًا لا ليل فيها (وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) يقول تعالى ذكره: ولا الليل بفائت النهار حتى تذهب ظلمته بضيائه، فتكون الأوقات كلها ليلا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في ألفاظهم في تأويل ذلك، إلا أن معاني عامتهم الذي قلناه.

 

.... حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) ولكلٍّ حدٌّ وعلم لا يعدوه، ولا يقصر دونه؛ إذا جاء سلطان هذا، ذهب سلطان هذا، وإذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا.

ورُوي عن ابن عباس في ذلك ما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) يقول: إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر، فإذا غابا غاب أحدهما بين يدي الآخر، وأنْ من قوله (أَنْ تُدْرِكَ) في موضع رفع بقوله: ينبغي.

وقوله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يقول: وكل ما ذكرنا من الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يجرون.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي، قال: ثنا شعبة، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) قال: في فلك كفلك المِغْزَل.

حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: مجرى كلّ واحد منهما، يعني الليل والنهار، في فَلَك يسبحون: يجرون.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) أي: في فلك السماء يسبحون.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) دورانا، يقول: دورانا يسبحون؛ يقول: يجرون.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يعني: كلّ في فلك في السموات.

 

والشيعة كذلك رغم عدم وجود القصة التشخيصية التي تجعل للشمس كلامًا ووعيًا عندهم، فقد قالوا بتحرك الشمس وفقًا لصريح كلام القرآن، فقال الطوسي في التبيان في تفسير القرآن:

 

وقيل في معنى المستقر ثلاثة اقوال: احدها - لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا.

الثاني - قال قتادة: لوقت واحد لها لا تعدوه ولا تختلف.

الثالث - إلى ابعد منازلها في الغروب.

وقال المبرد معنى * (لمستقر لها) * أي إلى.

ومن قال الشمس لا تستقر بل تتحرك أبدا قال معنى * (لمستقر لها) * أنها كلما انتهت إلى منقلب الصيف عادت في الرجوع وإذا بلغت منقلب الشتاء عادت إلى الصعود.

 

وقال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:

 

« و الشمس تجري لمستقر لها » معناه و دلالة أخرى لهم الشمس و في قوله « لمستقر لها » أقوال ( أحدها ) أنها تجري لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا فلا تزال تجري حتى تنقضي الدنيا عن جماعة من المفسرين قال أبو مسلم و معنى هذا و معنى لا مستقر لها واحد أي لا قرار لها إلى انقضاء الدنيا ( و ثانيها ) أنها تجري لوقت واحد لا تعدوه و لا يختلف عن قتادة ( و ثالثها ) أنها تجري إلى أقصى منازلها في الشتاء و الصيف لا تتجاوزها و المعنى أن لها في الارتفاع غاية لا تتجاوزها و لا تنقطع دونها و لها في الهبوط غاية لا تتجاوزها و لا تقصر عنها فهو مستقرها

 

الكارثة الأخرى في التصور المحمدي أنه ربما كان يتصور ظاهرة النهار والليل بصورة ما وعلى نحوٍ ما منفصلة عن حركة الأجرام التي يعتقد أنها تتحرك فوق الأرض!

 

{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)} الكهف

 

لو أخذت النص حرفيًّا، باعتبار أنه لو كان كلام الله لكان غاية في الدقة وعدم الوقوع في الخطأ، فالنص لم يقل: وإذا استدارت الأرض وقابل نصفها الذي هم فيه وجه الشمس تتعرض لهم في كهفهم ذات اليمين، بل ذكر أن الشمس هي التي تتحرك، وهذا خطأ علميًّا.

 

 

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)} الكهف

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

21459 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ بَرْذَعَةٌ أَوْ قَطِيفَةٌ، قَالَ: وَذَلِكَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَقَالَ لِي: "يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغِيبُ هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِئَةٍ، تَنْطَلِقُ حَتَّى تَخِرَّ لِرَبِّهَا سَاجِدَةً تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا حَانَ خُرُوجُهَا أَذِنَ اللهُ لَهَا فَتَخْرُجُ فَتَطْلُعُ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُطْلِعَهَا مِنْ حَيْثُ تَغْرُبُ حَبَسَهَا، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ مَسِيرِي بَعِيدٌ فَيَقُولُ لَهَا: اطْلُعِي مِنْ حَيْثُ غِبْتِ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين وهو الواسطي- فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه". يزيد: هو ابن هارون، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه مختصراً أبو داود (4002) ، والحاكم 2/244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (4467) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، عن هارون بن سعد، عن إبراهيم التيمي، به.

 

تناولت بالشرح والأدلة هذه الخرافة في باب الخرافات والخزعبلات فراجعها وفيها تصوَّرَ محمدٌ أن الشمس تغرب هابطة في بحيرة أو بركة منتنة! وذكرت بعض أصولها وتشابهاتها زيادة على ما سبق وأرده ابن المقفع في ترجمته لنظرية ورود الأسكندر المقدوني في القرآن نقلًا عن الويكيبديا، في كتابنا (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة).

 

 

واقتبس الرواة في الصحيحين ومسند أحمد بن حنبل وغيرهما خرافة سفر يشوع (إصحاحي 7 و10 مع ملاحظة خلط الحديث المحمدي لترتيب الخرافات اليهودية) من كتاب اليهود التي تقول بأن الشمس تتحرك على أرض مسطحة، روى مسلم:

 

[ 1747 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا بن المبارك عن معمر ح وحدثنا محمد بن رافع واللفظ له حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبنى بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولادها قال فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم الغلول أنتم غللتم قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا

 

ورواه البخاري:

 

3124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ فَجَاءَتْ يَعْنِي النَّارَ لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا فَقَالَ إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا فَجَاءَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا

 

ورواه البخاري 5157 وأحمد 8238 و8315.

 

هذه التفاصيل كلها من الأسطورة المذكورة، وحتى ما ذكره عن عدم مشاركة من لم يتزوج وغيره في الجيش كتشريع غريب موجود في كتاب اليهود كذلك بسفر التثنية إصحاح 20.

 

وعند الشيعة نفس خرافة رجوع الشمس، وأنها هي التي تتحرك، ونسبوها كذلك إلى عليٍّ (وقد فصلت أسماء الكتب بجوار رموزها المختصرة قدر الإمكان):

 

8 – الإرشاد للمفيد شا : مما أظهره الله تعالى من الاعلام الباهرة على يد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ما استفاضت به الاخبار ورواه علماء السير والآثار ونظمت فيه الشعراء الاشعار رجوع الشمس له عليه السلام مرتين : في حياة النبي صلى الله عليه وآله مرة وبعد وفاته اخرى ، وكان من حديث رجوعها عليه المرة الاولى ( 1 ) ما روته أسماء بنت عميس وأم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وجابر بن عبدالله الانصاري وأبوسعيد الخدري في جماعة ( 2 ) من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله كان ذات يوم في منزله وعلي عليه السلام بين يديه إذ جاءه جبرئيل عليه السلام يناجيه عن الله سبحانه ، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين عليه السلام فلم يرفع رأسه عنه حتى غربت الشمس ، فاصطبر ( 3 ) أمير المؤمنين عليه السلام لذلك إلى صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام جالسا يؤمئ بركوعه وسجوده إيماء ، فلما أفاق من غشيته قال لامير المؤمنين عليه السلام : أفاتتك صلاة العصر ؟ قال : لم أستطع أن أصليها قائما لمكانك يا رسول الله والحال التي كنت عليها في استماع الوحي ، فقال له : ادع الله حتى يرد عليك الشمس لتصليها قائما في وقتها كما فاتتك ، فإن الله تعالى يجيبك لطاعتك لله ورسوله ( 4 ) ، فسأل أمير - المؤمنين عليه السلام الله في رد الشمس ، فردت ( 5 ) حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر ، فصلى أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر في وقتها ثم غربت ، فقالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب .
وكان رجوعها ( 6 ) بعد النبي صلى الله عليه وآله أنه لما أراد يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من أصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم ، فصلى ( 7 ) عليه السلام بنفسه في طائفة معه العصر *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : في المرة الاولى .
( 2 ) في المصدر و ( ت ) : وجماعة .
( 3 ) : فاضطر .
( 4 ) : ولرسوله .
( 5 ) : فردت عليه .
( 6 ) : وكان رجوعها عليه .
( 7 ) : وصلى .
 

فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفاتت الصلاة كثيرا منهم ، وفات الجمهور فضل الاجتماع معه ، فتكلموا في ذلك ، فلما سمع كلامهم فيه سأل الله تعالى أن يرد الشمس عليه لتجتمع كافة أصحابه على صلاة العصر في وقتها ، فأجابه الله تعالى في ردها عليه ، وكانت في الافق على الحال التي تكون عليه وقت العصر ، فلما سلم القوم غابت الشمس ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، فأكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار والحمد لله على النعمة التي ظهرت فيهم ، وسار خبر ذلك في الآفاق ، وانتشر ذكره في الناس ، وفي ذلك يقول السيد بن محمد الحميري : " ردت الشمس " إلى آخر ما سيأتي من الابيات ( 1 ) .


9 - شى  تفسير العياشي: عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : دخل علي عليه السلام على رسوله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد أغمي عليه ، ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبي ، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل : دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني ، لان الله يقول في كتابه " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ( 2 ) فجلس علي عليه السلام وأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره ، فلم يزل رأس رسول الله صلى الله عليه وآله في حجره حتى غابت الشمس ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي عليه السلام فقال : يا علي أين جبرئيل ؟ فقال : يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك قال : يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني لان الله يقول في كتابه : " واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فجلست وأخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أفصليت العصر ؟ فقال : لا ، قال : فما منعك أن تصلي ؟ فقال : قد أغمي عليك فكان رأسك في حجري ، فكرهت أن أشق عليك يا رسول الله ، وكرهت أن أقوم وأصلى وأضع رأسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلاة العصر ، *

_________________________________________________________
( 1 ) الارشاد للمفيد : 163 و 164 .
( 2 ) سورة الانفال : 75 .
سورة الاحزاب : 6 .
 

اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها ، قال : فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية ، ونظر إليها أهل المدينة ، وإن عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب ( 1 ) .


10 - قب : روى أبو بكر بن مردويه في المناقب ، وأبوإسحاق الثعلبي في تفسيره ، وأبوعبدالله بن منده في المعرفة ، وأبوعبدالله النطنزي في الخصائص ، والخطيب في الاربعين ، وأبوأحمد الجرجاني في تاريخ جرجان : رد الشمس لعلي عليه السلام ، ولابي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس ، ولابي عبدالله الجعل مصنف في جواز رد الشمس ولابي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس وترغيم النواصب الشمس ( 2 ) ولابي الحسن شاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام وذكر أبوبكر الشيرازي في كتابه بالاسناد عن شعبة ، عن قتادة عن الحسن البصري ، عن أم هائئ هذا الحديث مستوفى ثم قال : قال الحسن عقيب هذا الخبر : وأنزل الله عزوجل آيتين في ذلك : قوله تعالى : " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " ( 3 ) يعني هذا يخلف هذا لمن أراد أن يذكر فرضا نسيه أو نام عليه أو أراد شكورا ، وأنزل أيضا " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " ( 4 ) وذكر أن الشمس ردت عليه مرارا : الذي رواه سلمان ، ويوم البساط ، ويوم الخندق ، ويوم حنين ، ويوم خيبر ، ويوم قرقيسينا ويوم ببراثا ( 5 ) ، ويوم الغاضرية ، ويوم النهروان ، ويوم بيعة الرضوان ، ويوم صفين *

_________________________________________________________
( 1 ) تفسير العياشى : ج 2 ص 70 .
وقد رواه في البرهان 2 : 98 .
( 2 ) بضم الشين والميم وسكونها جمع الشموس : الذى يكون عسرا في عداوته شديد الخلاف على من عانده .
( 3 ) سورة الفرفان : 62 .
( 4 ) سورة الزمر : 5 .
( 5 ) في المصدر " قرقيساء ويوم براثا " وقال في المراصد ( 3 : 1080 ) : قرقيساء بلد على الخابور عند مصبه وهى على الفرات ، جانب منها على الخابور وجانب على الفرات فوق رحبة مالك بن طوق .
وبراثا محلة كانت في طرف بغداد ، بنى بها جامع تجتمع بها الشيعة ، وآثاره باقية إلى الان .

وفي النجف ، وفي بني مازر ، وبوادي العقيق ، وبعد أحد ، وروى الكليني في الكافي أنها رجعت بمسجد الفضيح ( 1 ) من المدينة ؟ وأما المعروف فمرتان في حياة النبي صلى الله عليه وآله بكراع الغميم وبعد وفاته ببابل .
فأما في حال حياته صلى الله عليه وآله فما روته ( 2 ) أم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر الانصاري وأبوذر وابن عباس والخدري وأبوهريرة والصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بكراع الغميم ، فلما سلم نزل عليه الوحي وجاء علي عليه السلام وهو على ذلك الحال ، فأسنده إلى ظهره ، فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس ، والقرآن أن ينزل على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما تم الوحي قال : يا علي صليت ؟ قال : لا ، وقص عليه ، فقال : ادع ليرد الله عليك الشمس ، فسأل الله فردت عليه الشمس بيضاء نقية .
وفي رواية أبي جعفر الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وآله قال : اللهم إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فردت ، فقام وصلى علي ( 3 ) عليه السلام ، فما فرغ من صلاته وقعت الشمس وبدت ( 4 ) الكواكب .
وفي رواية أبي بكر مهرويه قالت أسماء : أم والله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب .
قال : وذلك بالضهيا في غزاة خيبر ، وروي أنه صلى إيماء ، فلما ردت الشمس أعاد الصلاة بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله .
وأما بعد وفاته صلى الله عليه وآله ما روى جويرية بن مسهر وأبورافع والحسين بن علي عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما عبر الفرات ببابل صلى بنفسه في طائفة معه العصر ، ثم لم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس وفات صلاة العصر الجمهور ، فتكلموا في ذلك ، فسأل الله تعالى رد الشمس عليه فردها عليه ، فكانت في الافق ، فلما سلم القوم غابت ، فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك ، وأكثروا التهليل والتسبيح والتكبير ، ومسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل شائع ذائع .
وعن ابن عباس بطرق كثيرة أنه لم ترد الشمس إلا لسليمان وصي داود ، وليوشع وصي موسى ، ولعلي بن أبي طالب وصي محمد صلوات الله عليهم أجمعين .

_________________________________________________________
 ( 1 ) في المصدر : الفضيخ .
( 2 ) : ماروت .
( 3 ) : فقام على عليه السلام وصلى .
( 4 ) : بدرت .

 

[مهج الدعوات] روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي ( ع ) قال كنت مع علي بن أبي طالب ( ع ) في الطواف في ليلة ديجوجية قليلة النور و قد خلا الطواف و نام الزوار و هدأت العيون إذ سمع مستغيثا مستجيرا مسترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع و هو يقول: ...إلخ..... يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة يا من أعطى الخضر الحياة و رد ليوشع نور الشمس بعد غروبها.......

 

17 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن سهل العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي زرعه عبدالله بن عبدالكريم ، عن قبيصة بن عقبة ، عن سفيان بن يحيى ، عن جابر بن عبدالله قال : لقيت عمارا في بعض سكك المدينة ، فسألته عن النبي صلى الله عليه وآله فأخبر أنه في مسجده في ملاء من قومه ، وأنه لما صلى الغداة أقبل علينا فبينا نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقام إليه النبي صلى الله عليه وآله فقبل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتى مست ركبتاه ركبتيه ، ثم قال : يا علي قم للشمس فكلمها فإنها تكلمك ، فقام أهل المسجد وقالوا : أترى عين الشمس تكلم عليا ؟ وقال بعض : لا زال ( 1 ) يرفع حسيسة ابن عمه وينوه باسمه ( 2 ) ! إذ خرج علي عليه السلام فقال للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله ؟ فقالت : بخير يا أخا رسول الله يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو لكل شئ عليم ، فرجع علي عليه السلام إلى النبي فتبسم النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا علي تخبرني أو أخبرك ؟ فقال : منك أحسن يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وآله : أما قولها لك : يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها : يا آخر فأنت آخر من يعاينني علي مغسلي ، وقولها : يا ظاهر فأنت آخر من يظهر على مخزون سري وقولها : يا باطن فأنت المستبطن لعلمي ، وأما العليم بكل شئ فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والاحكام ، التنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم ، فلولا ( 3 ) أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به ، قال جابر : فلما فرغ عمار من حديثه أقبل سلمان فقال عمار : وهذا سلمان كان معنا فحدثني سلمان كما حدثني عمار ( 4 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) في ( م ) : لا يزال .
( 2 ) الحسيسة : الصوت الخفى .
ونوهه ونوه باسمه أى دعاه برفع الصوت ورفع ذكره .
( 3 ) في ( م ) : ولولا .
( 4 ) ( مخطوط .
وأوردهما في البرهان 4 : 287 .
 

18 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم ، عن الربيع بن عبدالله ، عن عبدالله بن حسن ، عن أبي جعفر محمد بن علي صلى الله عليهما قال : بينا النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم ورأسه في حجر علي عليه السلام إذنام رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن علي عليه السلام صلى العصر ، فقامت الشمس تغرب ، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر له علي عليه السلام شأن صلاته ، فدعا الله فرد عليه الشمس كهيئتها في وقعت العصر ، وذكر حديث رد الشمس فقال : يا علي قم فسلم على الشمس وكلمها فإنها ستكلمك ، فقال له : يا رسول الله كيف أسلم عليها ؟ قال : قل : السلام عليك يا خلق الله ، فقالت : وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من ينجي محبيه ويوبق مبغضيه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله ماردت عليك الشمس وكان علي كاتما عنه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : قل ما قالت لك الشمس ، فقال له ما قالت ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن الشمس قد صدقت وعن أمر الله نطقت ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأنت آخر الوصيين ، ليس بعدي نبي ولا بعدك وصي ، وأنت الظاهر على أعدائك ، وأنت الباطن في العلم الظاهر عليه ، ولا فوقك فيه أحد ، أنت عيبة علمي وخزانة وحي ربي ، وأولادك خير الاولاد ، وشيعتك هم النجباء يوم القيامة ( 1 ) .
19 – الكافي كا : العدة ، عن سهل عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد ( 2 ) ، عن الحسن بن صدقة [ عن عمرو بن صدقة ] ( 3 ) عن عمار بن موسى قال : دخلت أنا وأبوعبدالله عليه السلام مسجد فضيح ( 4 ) فقال : يا عمار ترى هذه الوهدة ؟ قلت : نعم قال : كانت امرأة جعفر ( 5 ) التي خلف عليها أمير المؤمنين قاعدة في هذا الموضع و *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) مخطوط .
وأردهما في البرهان 4 : 387 ، .
( 2 ) في المصدر : عن عمر بن سعيد .
( 3 ) يوجد في ( ك ) فقط والظاهر أنه سهو .
( 4 ) في المصدر " الفضيخ " وقال في المراصد ( 3 : 1015 ) : فاضح موضع قرب مكه عند أبى قبيس كان الناس يخرجون إليه لحاجتهم ، وقيل : جبل قرب ريم وهو واد بالمدينة .
( 5 ) هى أسماء بنت عميس رضى الله عنها : وقوله " خلف عليها " اى كان قائما في الزوجية مقامه .

معها ابناها من جعفر ، فبكت فقالا لها ابناها : ما يبكيك يا أمه ؟ قالت : بكيت لامير المؤمنين عليه السلام فقالا لها : تبكين لامير المؤمنين ولا تبكين لابينا ؟ قالت : ليس هذا لهذا ( 1 ) ولكن ذكرت حديثا حدثني به أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الموضع فأبكاني قالا : وما هو ؟ قالت : كنت وأمير المؤمنين في هذا المسجد فقال لي : ترى ( 2 ) هذه الوحدة ؟ قلت : نعم ، قال : كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثم خفق حتى غط وحضرت صلاة العصر ، فكرهت أن أحرك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ذهب الوقت وفاتت [ الصلاة ] فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي صليت ؟ فقلت : لا ، فقال : ولم ذاك ؟ قلت : كرهت أن اوذيك ، قال : فقام واستقبل القبلة ومد يديه كلتيهما وقال : اللهم رد الشمس إلى وقتها حتى يصلي علي ، فرجعت الشمس إلى وقعت الصلاة حتى صليت العصر ثم انقضت انقضاض الكوكب ( 3 ) .
ص : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن موسى بن جعفر البغدادي مثله ( 4 ) .
بيان : غطيط النائم : نخيره .
20 - ما أمالي الشيخ الطوسي: ابن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني ( 5 ) ، عن يحيى بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى النهروان وطعنوا في أول أرض بابل حين دخل وقت العصر فلم يقطعوها حتى غابت الشمس ، فنزل الناس يمينا وشمالا يصلون إلا الاشتر وحده ، فإنه قال : أصلي حتى أرى أمير المؤمنين قد نزل يصلي ، قال : فلما نزل قال : يا مالك إن هذه أرض سبخة *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) في المصدر : ليس هذا هكذا .
( 2 ) ء ترين .
( 3 ) فروع الكافى ( الجزء الرابع من الطبعة الحديثة ) 561 و 562 .
( 4 ) مخطوط .
( 5 ) قال في جامع الرواة ( 1 : 50 ) : احمد بن رزق الغمشانى بجلى ثقة ، له كتاب يرويه جماعة منهم عباس بن عامر .

 

ولا تحل الصلاة فيها ( 1 ) فمن كان صلى فليعد الصلاة ، ثم قال : استقبل القبلة فتكلم بثلاث كلمات ماهن بالعربية ولا بالفارسية فإذا هو بالشمس بيضاء نقية حتى إذا صلى بنا سمعنا لها حين انقضت خريرا كخرير المنشار ( 2 ) .

[ 21 - كتاب الصفين لنصر بن مزاحم : عن عمرو بن سعد ، عن عبدالله بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، عن عبد خير قال : كنت مع علي عليه السلام أسير في أرض بابل قال : وحضرت الصلاة صلاة العصر ، قال : فجعلنا لانأتي مكانا إلا رأيناه أقبح من الآخر ، قال : حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا ، وقد كادت الشمس أن تغيب ، فنزل علي عليه السلام ونزلت معه ، قال : فدعا لله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر ، قال فصلينا العصر ثم غابت الشمس ( 3 ) ] .
22 - الطرائف : روى ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده أن خبر رد الشمس أن النبي صلى الله عليه وآله كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي عليه السلام فلم يصل العصر حتى فات وقت الفضيلة - وقيل : حتى غربت الشمس - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا رب إن عليا عليه السلام كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فرأيتها غربت ثم رأيتها قد طلعت بعد ما غابت .
وفي ابن المغازلي أيضا عن أبي رافع قال : فردت الشمس على علي بعد ما غابت حتى رجعت صلاة العصر في الوقت ، فقام علي عليه السلام فصلى العصر فلما قضى صلاة العصر غابت الشمس .
وهذا ممكن من طرق كثيرة عند الله تعالى ، منها أن يخلق مثل الشمس في الموضع الذي أعادها الله إليه ابتداء ، أو يهبط بعض الارض فتظهر الشمس ، أو يخلق مثل الشمس في صورتها ويجعل حكمها في صلاة علي كحكم تلك الشمس وغير ذلك من مقدوراته يعلمها سبحانه ، وقد رووا أيضا أن الشمس حبست لبعض *

_________________________________________________________
( 1 ) عدم جواز الصلاة فيها ليس لكونها سبخة أى غير معمروة لم يحرث فيها ، بل لا جل كونها ملعونة معذبة ومن احدى المؤتفكات كما مر عن بصائر تحت الرقم 13 .
( 2 ) أمالى ابن الشيخ : 64 .
( 3 ) مخطوط .
والرواية مذكورة في ( ك ) فقط .

 

الانبياء فيما سلف ( 1 ) .


أقول : قال السيد المرتضى - رضي الله عنه - في شرح البائية للسيد الحميري حيث قال : ردت عليه الشمس لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب ويروى " حين تفوته " ، هذا خبر مشهور عن رد الشمس له عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله لانه روي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نائما ورأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام فلما جاز ( 2 ) وقت صلاة العصر كره عليه السلام أن ينهض لادائها فيزعج النبي صلى الله عليه وآله من نومه ، فلما مضى وقتها وانتبه النبي صلى الله عليه وآله دعا الله بردها فردها عليه ، فصلى عليه السلام الصلاة في وقتها ، فإن قال قائل ( 3 ) : هذا يقتضي أن يكون عليه السلام عاصيا بترك الصلاة قلنا : عن هذا جوابان : أحدهما أنه إنما يكون عاصيا إدا ترك ( 4 ) بغير عذر ، وإزعاج النبي لا ينكر أن يكون عذرا في ترك الصلاة ، فإن قيل : الاعذار في ترك جميع أفعال الصلاة لا تكون إلا بفقد العقل والتمييز كالنوم والاغماء وما شاكلهما ، ولم يكن عليه السلام في تلك الحال بهذه الصفة ، فأما الاعذار التي يكون معها العقل والتمييز ثابتين كالزمانة والرباط والقيد والمرض الشديد واشتباك القتال فإنما يكون عذرا في استيفاء أفعال الصلاة وليس بعذر في تركها أصلا ، فإن كل معذور ممن ذكرنا يصليها على حسب طاقته ولو بالايماء ، قلنا : غير منكر أن يكون صلى الله عليه وآله صلى موميا وهو جالس لما تعذر عليه القيام إشفاقا من إزعاجه ( 5 ) صلى الله عليه وآله وعلى هذا تكون فائدة رد الشمس ليصلي مستوفيا لافعال الصلاة ، وتكون ( 6 ) أيضا فضيله له ودلالة على عظم شأنه ، والجواب الآخر أن الصلاة لم تفته بمضي جميع وقتها ، وإنما فاته ما فيه *

_________________________________________________________
) * ( 1 ) الطرائف : 21 .
( 2 ) في المصدر : فلما حان .
( 3 ) : فان قيل .
( 4 ) : إذا ترك الصلاة اه .
( 5 ) : من ازعاجه النبى صلى الله عليه وآله .
( 6 ) : وليكون .
 

الفضل والمزية من أول وقتها ، ويقوي هذا الوجه شيئان : أحدهما الرواية الاخرى لان قوله " حين تفوته " صريح في أن الفوت لم يقع وإنما قارب وكاد ، الامر الآخر ( 1 ) قوله : " وقد دنت للمغرب " يعني الشمس وهذا أيضا يقتضي أنها لم تغرب وإنما دنت وقاربت الغروب .
فإن قيل : إذا كانت لم تفته فأي معنى للدعاء بردها حتى يصلي في الوقت وهو قد صلى فيه ؟ قلنا : الفائدة في ردها ليدرك فضيلة الصلاة في أول وقتها ، ثم ليكون ذلك دلالة على سمو محله وجلالة قدره في خرق العادة من أجله .
فإن قيل : إذا كان النبي صلى الله عليه وآله هو الداعي بردها له فالعادة إنما اخرقت للنبي صلى الله عليه وآله لا لغيره ، قلنا : إذا كان النبي صلى الله عليه إنما دعا بردها لاجل أمير المؤمنين عليه السلام ليدرك ( 2 ) ما فاته من فضل الصلاة فشرف انخراق العادة والفضيلة تنقسم ( 3 ) بينهما عليهما السلام .

 

ويوجد في بحار الأنوار ج13 ص 170 نقل مباشر للقصة من التراث اليهودي (الكتاب المقدس، الإسرائيليات) فلا يمكن احتسابه كشاهد وكذلك ص 374 قصة مشابهة عن موسى من التوراة.

 

{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)}

 

قال الطبري في تفسيره:

 

يقول تعالى ذكره (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) وفعل الأفعال التي وصف (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) يتعاقبان عليكم أيها الناس بالليل والنهار، لصلاح أنفسكم ومعاشكم (دَائِبَيْنِ) في اختلافهما عليكم. وقيل: معناه: أنهما دائبان في طاعة الله.

حدثنا خلف بن واصل، عن رجل، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ) قال: دءوبهما في طاعة الله.

وقوله (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) يختلفان عليكم باعتقاب، إذا ذهب هذا جاء هذا بمنافعكم وصلاح أسبابكم، فهذا لكم لتصرّفكم فيه لمعاشكم، وهذا لكم للسكن تسكنون فيه، ورحمة منه بكم.

 

وقال مقاتل بن سليمان في تفسيره:

وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ( إلى يوم القيامة) وَسَخَرَ لَكُمُ اليل والنَّهار ) [ آية : 33 ] ، في هذه منفعة لبني آدم

 

وقال ابن كثير في تفسيره:

 

{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} أَيْ: يَسِيرَانِ لَا يُقِرَّانِ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا، {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40] ، {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الْأَعْرَافِ: 54] ، فَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَتَعَاقَبَانِ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ عَارِضَانِ فَتَارَةً يَأْخُذُ هَذَا مِنْ هَذَا فَيَطُولُ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْآخَرُ مِنْ هَذَا فَيَقْصُرُ، {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [لُقْمَانَ: 29] ، وَقَالَ تَعَالَى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى} [الزُّمَرِ: 5] .

 

وقال القرطبي:

 

{وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} أي في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره ، والدؤوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية. وقيل : دائبين في السير امتثالا لأمر الله ، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران...

 

إنه لواضحٌ تمامًا أن محمدًا في قرآنه اعتقد أن تعاقب النهار والليل هو بسبب حركات للشمس والقمر على أرض مسطحة وأنهما دؤوبان أي مستمران في التحرك فوقها، وليس أن التعاقب بسبب دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس.

 

{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) } الزمر

 

قال الطبري:

 

...(كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى) يقول: (كُلّ) ذلك يعني الشمس والقمر (يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمًّى) يعني إلى قيام الساعة، وذلك إلى أن تكوّر الشمس، وتنكدر النجوم. وقيل: معنى ذلك: أن لكل واحد منهما منازل، لا تعدوه ولا تقصر دونه

 

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13)} فاطر

 

مرة أخرى فهو افترض أن سبب تعاقب النهار والليل حركة للشمس والقمر.

 

{فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)} الأنعام

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في ذلك:

فقال بعضهم: معنى ذلك: وجعل الشمس والقمر يجريان في أفلاكهما بحساب.

* ذكر من قال ذلك:

13605 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:"والشمس والقمر حسبانًا"، يعني: عدد الأيام والشهور والسنين.

13606 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:"والشمس والقمر حسبانًا"، قال: يجريان إلى أجلٍ جُعل لهما.

13607 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"والشمس والقمر حسبانًا"، يقول: بحساب.

13608 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله:"والشمس والقمر حسبانًا"، قال: الشمس والقمر في حساب، فإذا خَلَتْ أيامهما فذاك آخرُ الدهر، وأول الفزع الأكبر ="ذلك تقدير العزيز العليم".

13609- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"والشمس والقمر حسبانًا"، قال: يدوران في حساب.

 

مرة أخرى يتأكد لنا مفهوم قرآن محمد عن تحرك الشمس والقمر على أرضٍ مسطّحة لإحداث النهار والليل حسب تصورات بدائية كتابية.

 

تصور القرآن للكواكب على أنها ستسقط على الأرض

 

{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)} الانفطار

 

هنا يتصوّر محمد أن النجوم والكواكب سوف تقع يوم القيامة على الأرض، كوكبنا، هذا تصور مستحيل علميًّا، ما تعنيه لغة العرب القدماء للكوكب كانت تعني كل جرم سماوي بما في ذلك الكواكب بمعناها العلمي والنجوم والنيازك، الآن فحيث أن بعض الكواكب كالمشترى أكبر من الأرض نفسها بعدة مرات، والشمس أكبر من كوكبنا بشكل هائل، فإن سقوط كوكب أو نجم (والنجم ما هو إلا شمس من الشموس) واحد على كوكبنا سيكون منظرًا مضحكًا أشبه بسقوط رجل كأسمن وأغلظ المصارعين كمصارعي السومو الياباني على رجل نحيل يزن 50 أو 60 كيلوجرامًا، فمجرد سقوط كوكب أو نجم واحد من هذه سيغطيّ الأرض تمامًا، فكيف ستسقط باقي الأجرام السماوية أو بعضها على الأرض هي الأخرى بعد ذلك، لم أكن أنا صاحب هذه الفكرة للأمانة بل المفكر المصري اللمّاح وليد مقلد في بعض مقالاته، كذلك يشير أخونا إنكي العراقي لعدم وجود مفهوم السقوط بالمعنى الذي نفهمه في فضاء فسيح بلا نهاية ليس فيه فوق وتحت ولا شرق ولا غرب، ويشير إلى أن كل الأجرام تسقط على بعضها سقوطًا حرًّا دومًا حسب مفاهيم فيزيائية معقَّدة لا داعي لدراستها هنا، لكنها_أظن_مرتبطة بقانون الجاذبية لنيوتن ونسبية أيْنِسْتَيِن عمومًا.

وعرضنا بباب المصادر أصل الأسطورة من الكتاب المقدّس.

 

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)} التكوير

 

قال ابن كثير في تفسيره:

 

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} يَعْنِي: أَظْلَمَتْ. وَقَالَ الْعَوْفِيُّ، عَنْهُ: ذَهَبَتْ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اضمحَلّت وذَهَبت. وَكَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ.

وَقَالَ قَتَادَةُ: ذَهَبَ ضَوْءُهَا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: {كُوِّرَتْ} غُوّرت.

وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيم: {كُوِّرَتْ} يَعْنِي: رُمِيَ بِهَا.

وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: {كُوِّرَتْ} أُلْقِيَتْ. وَعَنْهُ أَيْضًا: نُكِّسَتْ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: تَقَعُ فِي الْأَرْضِ.

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ أَنَّ التَّكْوِيرَ جَمعُ الشَّيْءِ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ، وَمِنْهُ تَكْوِيرُ الْعِمَامَةِ [وَهُوَ لَفُّهَا عَلَى الرَّأْسِ، وَكَتَكْوِيرِ الْكَارِهِ، وَهِيَ] جَمْعُ الثِّيَابِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَمَعْنَى قَوْلِهِ: {كُوَّرَتْ} جَمْعُ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لُفَّتْ فَرَمَى بِهَا، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوءها.

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَجِيلة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْبَحْرِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا دَبُّورًا فَتُضْرِمُهَا نَارًا. وَكَذَا قَالَ عَامِرُ الشَّعْبِيُّ. .........إلخ

 

...... ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ:

 

(3200) حَدَّثَنَا مُسَدَّد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الداناجُ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

...... قَوْلُهُ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أَيِ: انْتَثَرَتْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} [الِانْفِطَارِ: 2] ، وَأَصْلُ الِانْكِدَارِ: الِانْصِبَابُ.

قَالَ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، بَيْنَا النَّاسُ فِي أَسْوَاقِهِمْ إِذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَنَاثَرَتِ النُّجُومُ، فَبَيْنَمَا هم كذلك إذ وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ وَاخْتَلَطَتْ، فَفَزِعَتِ الْجِنُّ إِلَى الْإِنْسِ وَالْإِنْسُ إِلَى الْجِنِّ، وَاخْتَلَطَتِ الدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ وَالْوُحُوشُ، فَمَاجُوا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} قَالَ: اخْتَلَطَتْ، {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} قَالَ: أَهْمَلَهَا أَهْلُهَا، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} قَالَ: قَالَتِ الْجِنُّ: نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ. قَالَ: فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبَحْرِ فَإِذَا هُوَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ صَدْعَةً وَاحِدَةً إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى وَإِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا، قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرِّيحُ فَأَمَاتَتْهُمْ.

رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ -وَهَذَا لَفْظُهُ-وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، بِبَعْضِهِ، وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيم، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَالضَّحَّاكُ فِي قَوْلِهِ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أي: تَنَاثَرَتْ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أَيْ: تَغَيَّرَتْ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} قَالَ: "انْكَدَرَتْ فِي جَهَنَّمَ، وَكُلُّ مَنْ عَبَدَ مَنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ فِي جَهَنَّمَ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عِيسَى وَأُمِّهِ، وَلَوْ رَضِيَا أَنْ يُعبَدا لَدَخَلَاهَا". رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ. [ضعيف لإرساله، فابن أبي مريم ليس من الصحابة].

 

بالتأكيد يستحيل عمومًا أن يعيش جنس البشر وأجناس الحيوان حتى يشهدوا اختفاء الشمس وما تمد به الأرض من طاقة ودفء، سواء أكان ذلك بجمعها على نفسها أو مع القمر أو بإلقائها في جهنم الخرافية أو غير ذلك، لأنهم سيكونون ماتوا من البرد وانعدام الطاقة والغذاء الذي مصدره الأوليّ ضوء لشمس كممدّ خارجي للسلسلة الغذائية كلها وأولها النباتات المعتمدة على التمثيل أو البناء الضوئي. كذلك يستحيل سقوط كل هذه الأجرام الفضائية على كوكبنا الصغير هذا لكبر أحجامهما، كما أشرنا آنفًا، وعلى اختلاف التفاسير في تفسير الانكدار بالسقوط أو الانطفاء والتغير أو دخولها جهنم فلن يعيش البشر حتى يشهدوا تغيرات درامية كهذه في الكون بما فيه تغير مجالات الجاذبية والمسافات بين النجوم والكواكب والمجرات وتوزانات الكون. ونفس التعليق ينطبق على التالي:

 

{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)} القيامة

 

معظم خرافات القيامة مأخوذة من أسفار اليهود والمسيحيين، خاصة رؤيا يوحنا اللاهوتي.

 

التفسير الخرافي لظاهرة الشهب كرجوم للشياطين المتلصّصة على السماء

 

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} النجم

 

{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)} الصافّات

 

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)} الحِجْر

 

{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)} الجن

 

{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)} الشعراء

 

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)} الشعراء

 

{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} فصلت

 

{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)} المُلك

 

في الآية 4 من سورة النجم محمد يقسم على لسان الله المزعوم بالنيازك التي تخترق مجال الغلاف الجوي لكوكبنا فتحترق نتيجة الاحتكاك كليًّا أو جزئيًّا، هي ظاهرة معروفة علميًّا بتفسيرها، وهو يحاول استعمالها بطريقة غير منطقية كما في الأمثلة المعروضة بباب الاستدلالات غير المنطقية لادعائه صحة ما يزعم وقد ناقشناه سابقًا، ونلاحظ عدم تفريق اللغة العربية القديمة وهي نفس لغة القرآن هذه، على عكس اللغة المعاصرة، بين النجم والكوكب والشهاب، فكلمة النجم تطلق لتعني الثلاثة، وكلمة الكوكب كذلك، وكذلك الشهاب كقول أبي تمام الشاعر: السبعة الشهب، يعني الكواكب، ناهيك عن كون محمد اعتبر في القرآن أن النجوم بهذا المعنى الغير المميِّز تسقط على الأرض لترجم وتقتل الشياطين لمنعها من التلصُّص على "الأعمال الإدارية والتخطيط" الخاص بالله وهو يُمرَّر من الرتب العليا للملائكة الخرافيين إلى ذوي الرتب الأدنى للتنفيذ، حسب تفسيره الغير علميّ لظاهرة الشهب! وهو تفسير خرافيّ يناسب ويريح عقل البدائيين بعصر الخرافة وليس البشر المتحضرين بعصر العلوم، تفسير كهذا يثير ضحكنا وسخريتنا اليوم فقط، وربما نتفهَّم الأمر لعجزهم عن المعرفة السليمة مع قدرٍ من التعجُّب لخيال البشر البدائيين هؤلاء. ونفهم من كلام محمد أنه يدّعي أن الشهب قبل عصره كانت غير موجودة أو أقل مما كانت في عصره، وهذا ادّعاء كبير أعتقد الدراسات العلمية المقدِّرة لكم الشهب والنيازك التي هبطت في العصور القديمة ينفيه تمامًا ويفنِّده. وأكبر حفرة معروفة نشأت بسبب اصطدام حجر نيزكي على سطح الأرض توجد في ولاية أريزونا الأمِرِكية، ويصل عرضها إلى أكثر من 1700 متر وعمقها حوالي 200 متر، ومنذ حوالي 65 مليون عام_ قبل وجود الإنسان بل وأي نوع من البشريات  Homonoidsأي الأنواع البشرية الأقدم منا بما فيها أجدادنا_بكثير سقط على الأرض كوكيب أدى إلى حدوث فجوة يُطلق عليها حوض "تشكسيلب" في المكسيك، حيث يقع جزء منها تحت سطح البحر ويصل عرضها إلى 300 كم، وزعم بعض العلماء أن هذا الاصطدام قد يكون قد أدى إلى تغيرات هائلة في المناخ وأدى إلى انقراض الديناصورات (نقلًا عن موسوعة سؤال وجواب_الكون_مكتبة الأسرة_الهيئة المصرية العامة للكتاب_مصر_ ص35 و36) وهي معلومات متوفرة في أي مرجع علمي عن الموضوع، ولدينا حديث ظريف في مسند أحمد يقول أنه لم تكن هناك شهب ونيازك قبل محمد! وهو صحيح الإسناد حسب طريقتهم:

 

2482 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصا به، وأخرجه الترمذي (3324) ، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، والنسائى في "الكبرى" (11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/239-240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به. وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل" (177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/240-241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

 

2271- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ ، وَلاَ رَآهُمْ ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ ، قَالَ : فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، قَالَ : فَقَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ ، اسْتَمَعُوا لَهُ ، وَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} الآيَةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ.

 

ومن خرافات البخاري:

 

773 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ

 

ورواه مسلم 449 وغيره

 

ومن خرافات السيرة عند ابن هشام عن ابن إسحاق:

 

فلما تقارب أمرُ رسول اللّه ص وحضر مبعثُه، حُجبت الشياطين عن السمع، وحيل بينَها وبين المقاعد التي كانت تقْعدُ لاستراقِ السمع فيها فرُموا بالنجوم، فعرفت الجنُّ أن ذلك لأمر حدث من أمر اللّه في العباد يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه، وهو يقص عليه خبرَ الجنِّ إذ حُجبوا عن السمع، فعَرفوا ما عَرَفوا، وما أنكروا من ذلك حين رَأوْا ما رَأوْا: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ...إلخ

 

قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حُدِّث أن أولَ العرب فَزِع للرمى بالنجوم - حين رُمى بها، هذا الحى من ثقيف، وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له: عَمرو بن أمية أحد بنى عِلاَج - قال: وكان أدهى العرب وأنكرها رأياً - فقالوا له: يا عَمرو، ألم ترَ ما حدث في السماءِ من القذف بهذه النجوم. قال: بَلَى، فانظروا، فإن كانت معالم النجوم التي يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وتعرَف بها الأنواءُ من الصيف والشتاء لما يُصلح الناسَ في معايشهم، هى التي يُرْمَى بها، فهو واللّه طيُّ الدنيا، وهلاكُ هذا الخلق الذي فيها، وإن كانت نجوماً غيرَها، وهى ثابتة على حالها، فهذا لأمر أراد اللّه به هذا الخلق، فما هو؟

 

وروى مسلم:

 

[ 2229 ] حدثنا حسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قال حسن حدثنا يعقوب وقال عبد حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب حدثني علي بن حسين أن عبد الله بن عباس قال أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا قالوا الله ورسوله أعلم كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا ثم قال الذي يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ماذا قال قال فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا فتخطف الجن السمع فيقذفون إلى أوليائهم ويرمون به فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون

 

ورواه أحمد:

 

1882- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (ح) وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ : فَرُمِيَ بِنَجْمٍ عَظِيمٍ ، فَاسْتَنَارَ قَالَ : مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : كُنَّا نَقُولُ يُولَدُ عَظِيمٌ ، أَوْ يَمُوتُ عَظِيمٌ ، قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ : أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهُ لاَ يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ ، فَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ سَمَاءً ، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخَبَرُ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ ، وَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ ، فَيُرْمَوْنَ فَمَا جَاؤُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ ، وَيَزِيدُونَ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : وَيَخْطِفُ الْجِنُّ وَيُرْمَوْنَ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخرجه عبد بن حميد (683) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/238 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3224) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به. قال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أحمد 1883 وأخرجه مسلم (2229) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/113، وأبو نعيم في "الحلية" 3/143، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 203-204، وفي "دلائل النبوة" 2/236 من طرق عن الأوزاعي، بنفس الإسناد لأحمد 1883. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (469) ، ومسلم (2229) ، والنسائي في "الكبرى" (11272) ، والطحاوي 3/113 من طرق عن الزهري، به.

 

24570 - حدثنا بشر بن شعيب، قال: فحدثني أبي، قال: قال محمد: وأخبرني يحيى بن عروة، أنه سمع عروة، يقول: قالت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم،: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليسوا بشيء "، فقالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، بشر بن شعيب : هو ابن أبي حمزة - من رجاله ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين . محمد : هو ابن مسلم ابن شهاب الزهري. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20347) - ومن طريقه مسلم (2228) (122) ، والبيهقي في "السنن" 8 / 138 ، والبغوي في "شرح السنة" (3258) - والبخاري (5762) و (7561) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2336) من طريق هشام بن يوسف ، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن معمر ، والبخاري (6213) ، ومسلم (2228) (123) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2335) من طريق ابن جريج ، والبخاري في "صحيحه" (7561) ، وفي "الأدب المفرد" (882) من طريق يونس ، ومسلم (2228) (123) ، وابن حبان (6136) من طريق معقل بن عبيد الله ، والطبراني في "الأوسط" (670) من طريق إسحاق بن راشد ، خمستهم عن الزهري بهذا الإسناد . وجاء اسم يحيى بن عروة في "مصنف عبد الرزاق" : هشام بن عروة ! وقال البخاري عقب الرواية (5762) : قال علي : قال عبد الرزاق : مرسل "الكلمة من الحق" ثم بلغني أنه أسنده بعد . قال الحافظ في "الفتح" 10 / 220 : ومراده أن عبد الرزاق كان يرسل هذا القدر من الحديث ، ثم إنه بعد ذلك وصله بذكر عائشة فيه . وأخرجه البخاري (3210) ، وعلقه برقم (3288) ، والطبري في "تفسيره" 23 / 38 من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، عن عروة ، عن عائشة ، بنحوه . وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (1883) .

قال السندي : قوله : "ليسوا بشيء" كناية عن بطلان قولهم. قوله : "فيقرها" بضم قاف وتشديد راء ، أي : يصبها ويثبتها. قوله : "وليه" أي : الكاهن. قوله : "قر الدجاجة" بفتح فتشديد ، أي : إثبات الدجاجة صوتها.

 

ويظهر لنا هنا تفسير خرافي من محمد لعامل الصدفة أو الذكاء والحدس والتخمين في صحة نبوآت بعض المتنبئين الدجالين من الكهنة الوثنيين وما يشبههم.

 

وقال الطبري في تفسير سورة الشعراء:

 

... حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) قال: هم الكهنة تسترق الجن السمع، ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإنس.

... وقوله: (يُلْقُونَ السَّمْعَ) يقول تعالى ذكره: يلقي الشياطين السمع، وهو ما يسمعون مما استرقوا سمعه من حين حدث من السماء، إلى (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) من أوليائهم من بني آدم.

 

ومن خرافات وعقلية الإنسان البدائي ما رواه أحمد:

 

22549 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي قَتَادَةَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَى كَوْكَبًا انْقَضَّ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: " إِنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نُتْبِعَهُ أَبْصَارَنَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . وأخرجه عبد الرزاق (20007) ، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/286 عن معمر، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد . وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه . قال السندي: قوله: "انقض" من الانقضاض، أي: سقط .

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

7773 - أخبرنا محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال  تعشينا مع أبي قتادة فوق ظهر بيت لنا فانقض نجم فأتبعنا أبصارنا فنهانا وقال : لا تتبعوا أبصاركم فإنا كنا ننهى عن ذلك

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

 

هذا هو الفرق بين عقلية إنسان بدائي لا يبحث عن المعرفة والحقائق، جبان يخشى المعرفة وكل شيء بلا سبب، وبين الإنسان المتحضر العلمي الذي يبحث عن مكان سقوط هذه النيازك ويدرسها ويحلل عناصرها ويعرف مصدرها ومكوناتها.

 

وفي كتب الشيعة الاثناعشرية:

 

أمالي الصدوق: ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله الصادق صلى الله عليه واله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السمآوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ،...إلخ

 

إكمال الدين وتمام النعمة: ك : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان يرفعه بإسناده قال : لما بلغ عبدالله بن عبدالمطلب زوجه عبدالمطلب آمنة بنت وهب الزهرى ، فلما تزوج بها حملت برسول الله صلى الله عليه واله ، فروي عنها أنها قالت : لما حملت برسول الله صلى الله عليه واله لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النسآء من ثقل الحمل ، ورأيت في نومي كأن آتيا أتاني وقال لي : قد حملت بخير الانام ، فلما حان وقت الولادة خف ذلك علي حتى وضعه صلى الله عليه واله ، وهو يتقي الارض بيده وركبتيه، وسمعت قائلا يقول : وضعت خير البشر ، فعوذيه بالواحد الصمد ، من شر كل باغ وحاسد ، فولد رسول الله صلى الله عليه واله عام الفيل لثنتى عشرة ليلة من شهر ربيع الاول يو مالاثنين ، فقالت آمنة : لما سقط إلى الارض اتقى الارض بيديه وركبتيه ، ورفع رأسه إلى السمآء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السمآء والارض ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وحجبوا عن السمآء ، ورأيت قريش الشهب والنجوم تسير في السمآء ، ففزعوا لذلك وقالوا : هذا قيام الساعة ، واجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك ، وكان شيخا كبيرا مجربا ، فقال : انظروا إلى هذه النجوم التي تهتدوا بها في البر والبحر ، فإن كانت قد زالت فهو قيام الساعة ، وإن كانت هذه ثابتة فهو لامر قد حدث ، وابصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه بأنهم قد منعوا من السمآء ، ورموا بالشهب ، فقال : اطلبوا ، فإن أمرا قد حدث ، فجالوا في الدنيا ورجعوا فقالوا : لم نر شيئا ، فقال : أنا لهذا ، فخرق ما بين المشرق والمغرب فلما انتهى  إلى الحرم فوجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل فقال : اخسأ ياملعون ، فجاء من قبل حرآء فصار مثل الصر قال : يا جبرئيل ما هذا ؟ قال : هذا نبي قد ولد وهو خير الانبياء ، قال : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا ، قال : ففي امته ؟ قال : نعم ، قال : قد رضيت ، قال : وكان بمكة يهودي ، يقال له : يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بهاو تتحرك قال : هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو آخر الانبياء رجمت الشياطين ، وحجبوا عن السمآء ، فلما أصبح جاء إلى نادي قريش وقال : يا معشر قريش هل ولد فيكه الليلة مولود ؟ قالوا : لا ، قال : أخطأكم والتوراة ، ولد إذا بفلسطين ، وهو آخر الانبياء وأفضلهم ، فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل أهله بما قال اليهودي ، فقالوا : لقد ولد لعبد الله بن عبدالمطلب ابن في هذه الليلة ، فأخبروا بذلك يوسف اليهودي ، فقال : قبل أن أسألكم أو بعده ، فقالوا : قبل ذلك ، قال : فأعرضوه علي ، فمشوا إلى باب بيت آمنة  فقالوا : اخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه ، وكشف عن كتفيه ، فرأى شامة سودآء بين كتفيه ، عليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع إلى الارض مغشيا عليه ، فتعجبت منه قريش و ضحكوا منه ، فقال : أتضحكون يا معشر قريش ، هذا نبي السيف ليبيرنكم ( في نسخ: ليبترنكم) ، وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الابد ، وتفرق الناس يتحدثون بما أخبر اليهودي

 

وقد لاحظ السنة والشيعة أن النجوم والكوكاب ثابتة كما يقول العلم وأن كلام القرآن خرافة فحاولوا تأويله والتملص منه بالتبرير، فقال ابن كثير:

 

وَقَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} عَادَ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: {وَجَعَلْنَاهَا} عَلَى جِنْسِ الْمَصَابِيحِ لَا عَلَى عَيْنِهَا؛ لِأَنَّهُ لَا يَرْمِي بِالْكَوَاكِبِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ، بَلْ بِشُهُبٍ مِنْ دُونِهَا، وَقَدْ تَكُونُ مُسْتَمَدَّةً مِنْهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 

يبدو أن الله يفتقد للدقة العلمية مما يجعله يصير مخطئًا، لأن العلم يتطلب دقة التعابير والمصطلحات ووضوحها بلا لبس وحمل معنيين، لذلك فلا داعي لأن يحدثنا المسلمون بعد ذلك عن علم وإعجاز علمي في القرآن.

 

وقال المجلسي في بحار الأنوار ج60 ص186 وبعدها:

 

وبقي ههنا سؤآلات : الاول هذه الشهب هل هي من الكواكب التي زين الله السماء بها أم لا ؟ و الاول باطل لان هذه الشهب تبطل وتضمحل ، فلو كانت هذه الشهب تلك الكواكب الحقيقية لوجب أن يظهر نقصان كثير في أعداد كواكب السماء ، ومعلوم أن هذا المعنى لم يوجد البتة ، وأيضا فجعلها رجوما للشياطين مما يوجب النقصان في زينة السماء فكان الجمع بين هذين المقصودين كالمتناقض .
وأما القسم الثاني : وهو أن يقال : هذه الشهب جنس آخر غير الكواكب المركوزة في الفلك ، فهذا أيضا مشكل لانه تعالى قال في سورة تبارك : " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين " والضمير عائد إلى المصابيح .
والجواب أن هذه الشهب غير تلك الثواقب الباقية ، وأما قوله : " ولقد زينا " الخ فنقول : كل منير يحصل في الجو العالي فهو مصباح لاهل الارض إلا أن تلك المصابيح منها باقية على وجه الدهر آمنة من التغير والفساد ، ومنها ما لا يكون كذلك وهي هذه الشهب التي يحدثها الله تعالى ويجعلها رجوما للشياطين.
الثاني : كيف يجوز أن يذهب الشياطين إلى السمآء حيث يعلمون بالتجربة أن الشهب تحرقهم ولا يصلون إلى مقصودهم البتة ؟ وهل يمكن أن يصدر مثل هذا الفعل عن عاقل فكيف من الشاطين الذين لهم مزية في معرفة الحيل الدقيقة ؟ والجواب : أن حصول هذه الحالة ليس له موضع معين ، وإلا لم يذهبوا إليه وإنما يمنعون من المصير إلى مواضع الملائكة ، ومواضعها مختلفة ، فربما أن صاروا إلى موضع تصيبهم الشهب ، وربما صاروا إلى غيره ولا يصادفون الملائكة فلا تصيبهم الشهب فلما هلكوا في بعض الاوقات وسلموا في بعضها ، جاز أن يصيروا إلى مواضع يغلب على ظنونهم أنه لا تصيبهم الشهب فيها ، كما يجوز فيمن يسلك البحر أن يسلكه في موضع يغلب على ظنه حصول النجاة ، هذا ما ذكره الجبائي في تفسيره .
ولقائل أن يقول : إنهم إذا صعدوا فاما أن يصلوا إلى مواضع الملائكة أو إلى غير ذلك الموضع ، فان وصلوا إلى مواضع الملائكة احترقوا ، وإن وصلوا إلى غيرها لم يفوزوا بمقصود أصلا، فبعد هذه التجزية وجب أن يمتنعوا عن هذا العمل .
والاقرب في الجواب أن نقول : هذه الواقعة إنما تتفق في الندرة فلعلها لم يشتهر بين الشياطين .
الثالث : قالوا : دلت التواريخ المتواترة على أن حدوث الشهب كان حاصلا قبل مجئ النبي صلى الله عليه وآله ، ولذلك فان الحكماء الذين كانوا موجودين قبل مجئ النبي صلى الله عليه وآله بزمان طويل ذكروا ذلك وتكلموا في سبب حدوثه .
وأجاب القاضي بأن الاقرب أن هذه الحالة كانت موجودة قبل النبي لكنها كثرت في زمانه صلى الله عليه وآله فصار بسبب الكثرة معجزا انتهى .
وأقول : يمكن أن يقال في الجواب عن السؤال الاول : أما أولا فبأنه على تقدير كون المراد بالمصابيح الكواكب نمنع عدم التغير في أعدادها ، لان جميعها غير مرصودة لا سيما على القول بأن المجرة مركبة من الكواكب الصغيرة .
وأما ثانيا فبأن يقال : يجوز أن يخلق الله تعالى في موضع الكوكب الذي يرمى به الشياطين كوكبا آخر فلا يحس بزواله .
وأما ثالثا فبأن يقال : لعله ينفصل من الكوكب جسم يحرق الشياطين ويهلكهم مع بقاء الكوكب ، كما ينفصل عن النار شعل محرقة مع بقائها ، والشهاب في الاصل شعلة نار ساطعة ، ومنه قوله تعالى : " آتيكم بشهاب قبس " .

 

خرافة السماوات السبع

 

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31)} النجم

 

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)} الملك

 

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} البقرة

 

{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} هود

 

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)} الإسراء

 

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)} مريم

 

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)} المؤمنون

 

{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)} المؤمنون

 

{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} الرحمن

 

وغيرها من آيات، كان قدماء العرب واليونان وغيرهم في الزمن القديم لا يعرفون من كواكب المجرة سوى خمس كواكب هي عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل ومعها الشمس والقمر، قبل اختراع التلسكوب على يد جاليليو، وتصورها وفق أكثر التصورات بدائية وهو نفس التصور في تقاليد اليهودية والمسيحية القديمة، على أنها كل واحدة منها في سماء من سبع سماوات، وتصوروا الأرض مسطَّحة وليست كوكبًا في مدار وتخيّلوا أنها تمثل أساس ومركز الكون، طبعًا اليونان بعدئذٍ تجاوزوا هذا التفكير البدائي إلى أفكار أفضل عن دائرية الأرض وأن الكواكب دائرية ولها مدارات وإن كانوا تخيلوا مداراتها دائرية كاملة الاستدارة وليس إهليلجية بيضاوية كما هي عليه في الحقيقة، والخلاصة أنه لا توجد سماوات سبع والبشر خرجوا إلى الفضاء ورأوا بعض ما هو عليه، وهذه التصورات البدائية لا معنى لها اليوم، فهي خاصة بالإنسان البدائي عديم المعارف ولا مغزى لأن نعتقد بهراء كهذا. وقال الشاعر المسلم العربي القديم أبو تمّام:

 

والعلم في شهب الأرماح لامعة......بين الخميسين لا في السبعة الشهب

 

وقوله: الخمسين أي الجيشين لأن الجيش خمسة أقسام. والشهب قصد بها الكواكب السبعة. ومما يؤكّد أن فهمنا لهذا الخطأ العلمي القرآني سليم هو أن القرآن افترض أن الناس ترى هذه السماوات السبع بالعين المجرّدة، فهو إذن يتحدّث عن الخمس  كواكب المذكورة والشمس والقمر:

 

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)} النبإ

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)} الإسراء

 

{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} نوح

 

{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)} الجاثية

 

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)} لقمان

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)} الشورى

 

{إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)} يونس

 

{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)} يونس

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)} إبراهيم

 

لا للأسف لم أر سبع سماوات لأنها لا وجود لها! وتفترض هذه النصوص والتي في سورة الملك أننا نرى تلك السماوات المزعومة وهو ما يؤكد صحة من قالوا أنها الأجرام الخمسة المعروفة لهم في منظموتنا الشمسية التي أمكنهم رؤيتها بالعين المجردة، مع الشمس والقمر حيث ظنوها في سماوات.

 

صورة توضح التصوُّر الإسلامي للكون أرض مسطحة تحتها سبع أراضي خرافية والغلاف الجويّ قبة صلبة على

 أعمدة غير مرئية مزدانة بالنجوم بداخلها والكواكب المعروفة لهم مع الشمس  والقمر في سبع سماوات خرافية.

 

أيضًا نرى تصورًا لا شكَّ أنه خاطئ علميًا للسماء كالتالي:

 

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)} الذاريات

 

ومن تفسير الطبري، نجتزئ:

 

يقول تعالى ذكره: والسماء ذات الخَلْق الحسن. وعنى بقوله (ذَاتِ الْحُبُكِ) : ذات الطرائق، وتكسير كل شيء: حُبُكُه، وهو جمع حِباك وحَبيكة; يقال لتكسير الشعرة الجعدة: حُبك; وللرملة إذا مرّت بها الريح الساكنة، والماء القائم، والدرع من الحديد لها: حُبُك; ......

 

.... حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) يقول: ذات الزينة، ويقال أيضا. حبكها مثل حبك الرمل، ومثل حبك الدرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح، فنسجته طرائق.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (ذَاتِ الْحُبُكِ) قال: الشدة حُبِكَتْ شُدَّت. وقرأ قول الله تبارك وتعالى (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا).

 

القرآن تحدَّى والإنسان استجاب للتحدِّي وهزمه!

 

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)} الرحمن

 

بلا شك بالنسبة لنا كبشر معاصرين نعيش في عصر العلم ستبدو لنا هذه التصورات البدائية عجيبة جدًّا، أرض مسطحة تمثل قاع الكون ومنتهاه من أسفل (عوضًا عن مفهومنا لكون بلا نهاية) وسماوات خرافية سبعة بها سبعة أجرام سماوية، وهنا يتحدّى البشر أن ينفذوا من سمك الأرض وقد خرج البشر بالصواريخ من كل الكوكب وشرعوا يصلون لكواكب أخرى ويبحثون فيها ويدرسونها وهذه هي عظمة وفرادة الجنس البشري بفضل العلم وتراكمه بالتسجيل والدراسة منذ اكتسب البشر الوعي والفكر، وقد تخطّينا غلاف الكوكب الجويّ بالتالي (السماء) وزرنا فعلًا الكواكب التي ظن القدماء أنها في سماوات أسطورية تخيّلوها. العلم والزمن قد تخطّى القرآن وعصر محمد وأفكاره بكثير، فمتى سيستفيق المسلمون ولا سيما أهل الشرق والعرب والفرس وسائر الآسيويين منهم؟! أقول لهم هذا كواحدٍ منهم، من بني جلدتهم، لا مستشرق ما بأجندةٍ ما. إنه وقت التيقظ والتفكير والبحث العلميّ لنتقدّم ونواجه الأخطار المحدقة من أمم أخرى متقدمة كأمركا لكنها بها أصولية دينية وطمع يهدِّد عالم العرب والمشارقة، بدلَ الركونِ إلى خرافات لا تفيد بشيء. صوت صارخ في المسكونة...فهل يستمعون يومًا له...هل يتعقَّلون يومًا من الدهر؟!

 

 

تصورات محدودة عاجزة لما سيصل له العلم بعد عصر محمد

 

السُفُن

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)} الشورى

 

كلام بدائيّ، لشخص محدود التصورات لم يعلم المستقبل وتقدم العلم والتكنولوجي، فلتتوقف الرياح تمامًا فستدير محركاتنا سفننا وتحركها بأفضل من أي رياح بكثير. فلينتهِ البترول والغاز من الأرض، وسنصنع سفنًا تعمل بتخزين الطاقة الشمسية أو الاندماجات أو الانشطارات النووية وهي وسائل تقدمنا فيها كثيرًا ويسهل أن نتقدم فيها أكثر، وبكل مصدر طاقة آخر لم يكن ليخطر على بال محمد ومجتمعه، البعض حتى يتصور استعمال المادة المظلمة لو كان هناك شيء كهذا حقًّا في الكون لتدوير سفن الفضاء والمواكيك، انظر كتاب فيزياء المستحيل.

 

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)} الروم

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)} الحجّ

 

السفن الحديثة بمحركاتها القوية تجعلنا لا نهتم كثيرًا بدفع الرياح لأن سرعته وفعله أضعف بكثير من الآلات، قد نهتم فقط بالرياح الشديدة كالعواصف لما قد تحدثه من أضرار أو إغراق.

 

الأمطار وأهميتها لصحراويي زمن محمد

 

{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)} الروم

 

يعلق محمد أهمية كبيرة كرجل بدوي صحراوي من الزمن القديم على الأمطار، معظم دول الخليج اليوم لا تحتاج الأمطار ولا تهتم بها كثيرًا لأن العلم والحضارة تقدما ويوجد اليوم آلات لتحلية مياه البحر، وفي باقي الدول كمصر لم يعد هناك مواسم متعاقبة من جفاف وفيضان لوجود السدود كالسد العالي بمصر وسدود أخرى بدول أفريقية وبتركيا...إلخ

 

{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)} الشورى

 

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)} فاطر

 

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)} فاطر

 

{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)} الأعراف

 

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} البقرة

 

هذا كلام بدائيّ مناسب لبدائيي شبه جزيرة العرب الذين يعيشون على الأمطار في زمن محمد، لكن الإنسان المعاصر الحديث يسخر من هذا الكلام ويعتبره سخافة وبدائية، الإنسان في دول كثيرة كإنجلاند بريطانيا وأمِرِكا ومصر والسودان وإثيوبيا وسائر دول أفريقيا المطلة على النيل، والعراق والشام ربما عدا الأردن وغيرها تتوفر لها أنهار عذبة وسدود فلا تحتاج إلى الاعتماد على الأمطار، كذلك دول الخليج العربيّ اليوم تعتمد على تحلية مياه الخليج المالحة، وبهذه الطريقة ومع تخزين المياه في خزانات ضخمة لا نحتاج ولا نلتفت اليوم في دول كهذه للأمطار ولا نهتم بها كثيرًا ولا قليلًا، قد "نتفاءل" بها فقط كمياه عذبة جاهزة فنخزن بعضها عندما تمطر في الخزانات كمخزون عذب إضافيّ. وسوف نرى في باب الخرافات طريقة تأدية محمد لصلاة سقوط الأمطار على الطريقة البدائية بأن يصلي ويسأل الله بعدما يلبس قميصه بالمقلوب لاعتقاد قدماء العرب قبله بأن ذلك يغيِّر الأحوال حسب سحر التماثل الخرافيّ (كما يسميه جيمس فريز في الغصن الذهبي).

 

 

 

 

معرفة جنس الجنين وهو في رحم الأم بالأشعة (السونار)

 

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} لقمان

 

{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)} الرعد

 

يبدو أن العلم الحديث كلما مر الزمن وتقدم أكثر سحب البساط من تحت قدمي إله الفراغات هذا، الذي يسندون إليه كل ما عجزوا عن فهمه أو معرفته، فيمكننا اليوم معرفة جنس الجنين وصحته وعدم إصابته بمرض وراثي من خلال الأشعة والفحوصات وهو ما زال في رحم الأم.

 

التفسير الخرافي لتعاقب الفصول الأربعة

 

نعلم علميًّا كناس متحضّرين لدينا العلم الحديث اليوم التفسير العلمي الحقيقي لتعاقب الفصول الشتاء والخريف والصيف والربيع وما شاكل، من خلال دوارن الأرض بزاوية مائلة حول الشمس سنويًّا أي كل 365, 25 يوم. أما محمد فيعطينا تفسيرًا عجيبًا أسطوريًّا كان مناسبًا لعقلية ناسه البدائيين البدو، روى البخاري:

 

3260 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ

 

3258 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ أَبْرِدْ ثُمَّ قَالَ أَبْرِدْ حَتَّى فَاءَ الْفَيْءُ يَعْنِي لِلتُّلُولِ ثُمَّ قَالَ أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ

 

3259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ

 

ورواه مسلم 615 إلى 617 وأحمد(7247) 7246 و(7722) 7708 وغيرهم

 

وروى مسلم:

 

[ 615 ] وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وعمرو بن سواد وأحمد بن عيسى قال عمرو أخبرنا وقال الآخران حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه عن بسر بن أبي سعيد وسلمان الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان اليوم الحار فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم قال عمرو وحدثني أبو يونس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم قال عمرو وحدثني بن شهاب عن بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك

 

[ 617 ] وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا حيوة قال حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قالت النار رب أكل بعضي بعضا فأذن لي أتنفس فإذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم وما وجدتم من حر أو حرور فمن نفس جهنم

 

ليس كل الأنواع فيها ذكر وأنثى

 

جاء في القرآن:

 

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)} الذاريات

 

{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)} المؤمنون

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)} هود

 

هذه الجملة خطأ علميًّا، لأن الكثير من أنواع الكائنات ليس لها جنس، وتتكاثر لاجنسيًّا، مثلًا الفطريات بالجراثيم، والبطاطس بالتبرعم، والبصل والثوم بالتفسُّخ (ليس كل النبات لها زهور وبذور)، وبعض النباتات لا بذور لها كالموز وتتكاثر بالشتلات (يبدو أن أغلب هذه على حد علمي طوَّرها البشر بالبستنة نتاج مزاوجة عدة أنواع من النباتات أنتجت نوعًا عقيمًا)، والبكتيريا والكائنات وحيدة الخلية تتكاثر بالانقسام، والطحالب، أما الديدان فهي خنثوات، وبذا فالقرآن وقع في خطإ علميّ يمكن وصفه_بالاقتباس المعكوس لأحد شيوخ المسلمين عدنان إبراهيم_فيه دليل على بشرية ولا إلهية مصدره.

 

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)} ق

 

وقال الطبريّ في تفسيرها:

 

وقوله (وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا) يقول: والأرض بسطناها (وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ) يقول: وجعلنا فيها جبالا ثوابت، رست في الأرض، (وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) يقول تعالى ذكره: وأنبتنا في الأرض من كلّ نوع من نبات حسن، وهو البهيج.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (بَهِيجٍ) يقول: حسن.

 

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)} الشعراء

 

{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)} الرعد

 

من المعروف أن كثيرًا من مزروعاتنا ليس فيها ذكر وأنثى مما لها ثمار، كالفراولة والموز وغيرهما، وبعض هذه الأشجار نزرعها بالشتلات، أي التشتيل، ويبدو أن الموز مثلًا سبب كونه هكذا أنه ليس الموز الأصليّ البريّ الذي لا يصلح لأكل الإنسان ويسبب له انسداد المعدة والوفاة لأنه طعام للبهائم، فهو نتاج مركّب مهجَّن مضاعَف الكروموسومات من عدة أنواع من النباتات على حد علمي. على سبيل الدعابة والتوضيح أقولك قد رأينا زهور أشجار البرتقال والليمون، لكن هل رأى أحدٌ من قبل زهورًا لشجرة الموز؟!

 

 

أخطاء في علوم البحار والأنهار وما فيهما

 

{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)} الرحمن

 

{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} الفرقان

 

{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)} فاطر

 

هنا وقع محمدٌ مشكورًا في خطأين يثبتان لنا بشرية المصدر وأخطائه وأنه ليس من إله، ليس في أرض جزيرة العرب أنهار، محمد تحدَّث عما لا يعرفه إذن، فرحلاته التجارية القديمة للشام كانت "على الطائر" لا يمكث فيها بها ليلاحظ معلومات كهذه، لا يوجد لؤلؤ في الأنهار، هذه معلومة علمية معروفة، وإلا لكانت مهنة مارسناها نحن معشر المصريين مثلًا، وإنما مهنة المشهور مشهورة حتى زمن قريب ولها تسجيلات قديمة مسجَّلة بالفيديو لأهل الخليج العربيّ الأعزّاء، محمد يؤكد أننا من كليهما {من كلٍّ} نستخرج لؤلؤًا يعني حلية، من القواعد المعروفة في علم التفسير للقرآن وللنصوص الدينية عمومًا قاعدة تفسير النص في ضوء النصوص الأخرى في نفس النص، لكن لعلم المفسِّرين بخطإ هذه الآية وتهديد ذلك لسلطانهم ومصالحهم ومهنتهم كشيوخ قرَّروا محاولة إيجاد مخرج بالتفسير وتخبَّطوا في ذلك، مثلًا ابن كثير قال:

 

وَقَوْلُهُ: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ أَرْسَلَهُمَا.

وَقَوْلُهُ: {يَلْتَقِيَانِ} قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: أَيْ: مَنَعَهُمَا أَنْ يَلْتَقِيَا، بِمَا جَعَلَ بَيْنَهُمَا مِنَ الْبَرْزَخِ الْحَاجِزِ الْفَاصِلِ بَيْنَهُمَا.

وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: {الْبَحْرَيْنِ} الْمِلْحُ وَالْحُلْوُ، فَالْحُلْوُ هَذِهِ الْأَنْهَارُ السَّارِحَةُ بَيْنَ النَّاسِ. وَقَدْ قَدَّمْنَا الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي سُورَةِ "الْفُرْقَانِ" عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الْفُرْقَانِ:53] . وَقَدِ اخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ هَاهُنَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَحْرَيْنِ: بَحْرَ السَّمَاءِ وَبَحْرَ الْأَرْضِ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَطِيَّةَ وَابْنِ أبْزَى.

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: لِأَنَّ اللُّؤْلُؤَ يَتَوَلَّدُ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، وَأَصْدَافِ بَحْرِ الْأَرْضِ. وَهَذَا وَإِنْ كَانَ هَكَذَا لَيْسَ الْمُرَادُ [بِذَلِكَ] مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يُسَاعِدُهُ اللَّفْظُ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدْ قَالَ: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} أَيْ: وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا، وَهُوَ: الْحَاجِزُ مِنَ الْأَرْضِ، لِئَلَّا يَبْغِيَ هذا على هذا، وهذا على هَذَا، فَيُفْسِدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرَ، وَيُزِيلُهُ عَنْ صِفَتِهِ الَّتِي هِيَ مَقْصُودَةٌ مِنْهُ. وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا يُسَمَّى بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا.

وَقَوْلُهُ: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} أَيْ: مِنْ مَجْمُوعِهِمَا، فَإِذَا وُجِدَ ذَلِكَ لِأَحَدِهِمَا  كَفَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الْأَنْعَامِ:130] وَالرُّسُلُ إِنَّمَا كَانُوا فِي الْإِنْسِ خَاصَّةً دُونَ الْجِنِّ، وَقَدْ صَحَّ هَذَا الْإِطْلَاقُ.

 

كما نرى تأويلات لغوية ضعيفة، وفضيحة القرآن صارت "بجلاجل" وأجراس كما يقال، ألم يكن الله المزعوم قادر على تجنب خطإ رهيب كقوله منهما، وقوله من كلٍّ التي سنفهمها بل سنتيقَّن أنها كلام بشري مخطئ؟! وزعمه أن الآية شبيهة بما في الأنعام: 130 ليس صحيحًا، لأنه هناك فارق وهو أن المعتقّد الأسطوريّ الإسلاميّ يفترض أن الرسل مرسَلين للبشر والجن معًا، ولا مانع أن تكون زلة أو تلميحة لمحمد بمعتقد لوجود رسل من الجن مثلًا. أما طريقة تهرب الطبريّ من المسألة فكالتالي:

 

واختلف أهل العلم في البحرين اللذين ذكرهما الله جلّ ثناؤه في هذه الآية، أيّ البحرين هما؟ فقال: بعضهم: هما بحران: أحدهما في السماء، والآخر في الأرض.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر عن سعيد، في قوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: بحر في السماء والأرض يلتقيان كل عام.

 

وقال آخرون: عني بذلك بحر فارس وبحر الروم.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن زياد مولى مصعب، عن الحسن (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: بحر الروم، وبحر فارس واليمن.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) فالبحران: بحر فارس، وبحر الروم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: بحر فارس وبحر الروم.

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عُني به بحر السماء، وبحر الأرض، وذلك أن الله قال (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) ، واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطَرْ ماء السماء، فمعلوم أن ذلك بحر الأرض وبحر السماء.

وقوله: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) ، يقول تعالى ذكره: بينهما حاجز وبعدٌ، لا يُفسد أحدهما صاحبه فيبغي بذلك عليه، وكل شيء كان بين شيئين فهو برزخ عند العرب، وما بين الدنيا والآخرة برزخ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) : لا يبغي أحدهما على صاحبه.

قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا فطر، عن مجاهد، قوله: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) قال: بينهما حاجز من الله، لا يبغي أحدهما على الآخر.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) يقول: حاجز.

 

لا يوجد شيء كما نعلم اليوم علميًّا اسمه بحر السماء، هذه أفكار التوراة القديمة الخرافية في سفر التكوين، حيث تصوَّروا السماء كبخار متصلِّب بتدخُّل الله، بدلا من حقيقة كونها غازات، كذلك تفسير القرآن بالقرآن كقاعدة ينفي زعم من اقتبس منهم الطبريّ هذا التبرير، وابن كثير نفسه انتقد وعارض نقل الطبري لهذا التفسير. وقد مر ابن كثير والطبريّ مرورًا سريعُا، مرورَ الكرام كما يقال، على سورة فاطر: 12 لعلمهما بأنها محرجة جدًّا لتأكيد النص هنا {ومن كلٍّ}. أي إله يضع نصوصًا خاطئة علميًّا أو حتى لو سرنا مع تبريراتهم تحتمل اللبس هكذا، طبعًا آخر ما سيُحرَجون ويجدون موقفهم محرجًا بلا مخرج سيقولون أن الله كما قال محمد بقرآنه جعل بعض آياته متشابهة (أو بالأحرى مشبوهة) لكي يشكِّك "الضالّين والكفار" من أمثالنا فيها، إله عجيب الأطوار كما يبدو، كسيدة معقَّدة النفسية، تريد العشق وتخشى الحَبَل! ببساطة محمد لم يقدر كبشر في عصر جهل وبدائية على تجنب أخطاء كهذه، ناهيك عن أخطاء القرآن اللغوية والمنتقدة أدبيًّا ونحويًّا وصرفيًّا بفعل محمد أو كتبة القرآن زمن عثمان على السواء.

 

وهناك خطأ ثانٍ أشار إليه الإخوة الرادّون على زعم وجود إعجاز علميّ في هذا النص، فبالأحرى هو عجز وجهل بالعلم، وهو قوله أن البحار والأنهار لا تتلاقى، وهو في كل الحالات خطأ، لأن النهر يصب في البحر دومًا، ولأن هناك بينهما منطقة تمتزج فيها المياه وتختلط، فهما إذن يبغيان على بعضهما ويختلطان في المنطقة المتلاقية. أحد الإخوة أشار إلى ملوحية brackish نهر التايمز البريطانيّ وأن اتجاه جريانه يتغيَّر خلال اليوم الواحد لأنه يسجِّل أعلى حالات دخول ماء البحر إلى نهر.

 

{أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)} النمل

 

 

تفسير خاطئ لكيفية تبخر الماء وتكوُّن السُحُب

 

{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)} الحِجْر

 

يقول الطبريّ:

 

....والصواب من القول في ذلك عندي: أن الرياح لواقح كما وصفها به جلّ ثناؤه من صفتها، وإن كانت قد تلقح السحاب والأشجار، فهي لاقحة ملقحة، ولقحها: حملها الماء وإلقاحها السحاب والشجر: عملها فيه، وذلك كما قال عبد الله بن مسعود.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربي، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن سكن، عن عبد الله بن مسعود، في قوله (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) قال: يرسل الله الرياح فتحمل الماء، فتجري السحاب، فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر.

حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن قيس بن سكن، عن عبد الله (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) قال: يبعث الله الريح فتلقح السحاب، ثم تمريه فتدر كما تدر اللقحة، ثم تمطر.

 

... حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (لَوَاقِحَ) قال: تلقح الماء في السحاب.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن ابن عباس (لَوَاقِحَ) قال: تُلقح الشجر وتُمري السحاب.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) الرياح يبعثها الله على السحاب فتلقحه، فيمتلئ ماء.

 

أما ابن كثير فمما قاله:

 

قَوْلُهُ تعالى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ أَيْ تُلَقِّحُ السَّحَابَ فَتُدِرُّ ماء، وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وأكمامها، وذكرها بِصِيغَةِ الْجَمْعِ لِيَكُونَ مِنْهَا الْإِنْتَاجُ بِخِلَافِ الرِّيحِ الْعَقِيمِ، فَإِنَّهُ أَفْرَدَهَا وَوَصَفَهَا بِالْعَقِيمِ وَهُوَ عَدَمُ الْإِنْتَاجِ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا.

 

إذن فالقرآن هنا وفي سائر الآيات التي بنفس هذا اللفظ يعتقد ويتصور أن السحاب شيء والماء شيء، وأن الرياح تحمل الماء للسحاب ليمطر، وهو لم يفهم أن بخار الماء والسحاب ككمية كبيرة منه هما شيء واحد. وأن دور الشمس والهواء الساخن هو تبخير الماء فقط ليتصاعد.

 

ليس كل شيء يموت

 

{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)} القصص

 

يمكن أن نقول أن هذا باطل وخطأ علميًّا، لأن البكتيريا يمكنها الخمول حتى تجد ما يجعلها تنشط، والـﭭيروسات يمكنها التبلر إلى ما لا نهائية كشيء غير حي حتى تجد بيئة مناسبة، وباعتبار أن هذه أشياء حية، فلا صحة لجملة محمد القرآنية، إذا لم تتعرض البكتريا والـﭭيروسات لدواء أو مادة تقتلها فهي تدوم وتدوم إلى الأبد تقريبًا على حد علمي، يمكن إرسال الـﭭيروسات إلى الفضاء وتعود حية بل تتطور لتصير أشرس حسب أبحاث، كذلك خلايا السرطان تعيش وتتكاثر إلى ما لا نهاية ولا تموت لانهيار آلية الموت الذاتي المبرمج فيها، لا يوجد ما يمنع من جعل خلايا سرطانية تدوم إلى الأبد في معمل طالما يتم تزويها بمواد التغذية لو أراد البشر في مختبر بحثيّ هذا.

 

التفسير العلميّ للموت

 

جاء في القرآن هكذا:

 

{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60)} الواقعة

 

{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} الواقعة

 

{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} الرحمن

 

وهناك آيات كثيرة عن الموت في القرآن والعهد الجديد وكتابات الأحبار اليهود الرابيُّون، ويرى علماء النفس أن أحد أسباب اختراع الإنسان للموت خوف بعضهم من فكرة عدم الوجود، التوقف عن الوجود، عن أن تكُوُن، انعدام وجودك، ليس إلا المتزنون نفسيًّا المتشبِّعون من حياتهم يقبلون الموت النهائيّ بلا عودة كحقيقة بسيطة وببساطة بلا خوف. هذا مقال لأستاذ وعالم في بيولوجيا الخلية من سوريا، تم نشره منذ سنين طويلة في منتدى اللادينيين العرب:

 

التفسير البيولوجي للموت

 

ahmedsami100

 

 

مقدمة:

الموت هو احد المفاهيم الأساسية التي تتحدى الإنسان، ومحاولة تفسير الموت توجد في كل الديانات وحتى الوثنية وقد يكون سبب الموت هو السؤال الأول الذي خطر على بال الإنسان وذلك قبل محاولة فهم بقية الظواهر الكونية والإنسانية، فمن المؤكد أن طقوس الموت توجد في كل الثقافات مهما كانت بدائيتها، بل والأمر الأكثر من ذلك أننا كشفنا وجود طقوس للموت عند النياندرتاليين وهم المجموعة الإنسانية التي سبقت ظهور الإنسان العاقل والتي يظن العديد من الباحثين بعدم وجود مقدرة لغوية مميزة بين أفرادها، فإذا كان عدم وجود مقدرة لغوية مميزة حقيقةً فتكون فعلاً قضية الموت هي القضية الأولى التي شغلت بال الإنسان وذلك حتى قبل قدرته على التخاطب الدقيق وتبادل المعلومات وتطوير الأفكار والديانات.

مع تطور العلوم بدأ الإنسان باكتشاف ومعرفة أسباب العديد من الظواهر الطبيعية التي لم يفهمها واختراع قصصاً لها فعرفنا سبب الرعد والبرق وعرفنا سبب الكسوف والخسوف وعرفنا سبب العديد من الأمراض والظواهر المرافقة لها (الحمى، الألم، وغيرهما)، ولكن مع تطور العلوم البيولوجية واكتشاف نظريات التطور و الوراثة والبيولوجيا الجزيئية بقي الموت عصياُ عن التفسير، وفقط في السنوات العشرة الأخيرة بدأت تتضح بعض المعالم عن طريقة تطور الموت وأصبح لدينا تفسير مقبول للموت، وهذا التفسير ينتظره حتماً عدد آخر من الاكتشافات لكي يصبح تاماً ولكن معالم الصورة العامة بدأت تتضح وسأشرحها في المقال التالي

أنماط الموت:

في موت الكائنات متعددة الخلايا هناك مازالت حتى الآن مرحلتين مميزتين هما:
الموت السريري: وهو حالة الموت المعروفة وهي حين توقف العضوية ككل وبشكل غير قابل للعكس عن العمل الوظيفي الطبيعي وقد تباينت معايير هذا الموت مع تطور الزمن فقد كان يعرف بأنه يحدث حسن توقف القلب عن العمل، أما الآن فقد أصبح التعريف هو الموت الدماغي (متى توقف الدماغ عن العمل).

الموت الخلوي: ويحدث بعد دقائق- ساعات (تتباين المدة حسب العضو) من الموت السريري وفيه تبدأ الخلايا بالموت ويتلوها عمل الجراثيم والتحلل.

هذا الفارق بين نمطي الموت أصبح حديثاً وبسبب تطور الطب يشكل مشكلةً بالنسبة للكثير من أطباء الإنعاش والقلب وحتى أهل المرضى. فمثلاً بعد حدوث رض رأس شديد وموت الدماغ أو حدوث نزف دماغي شديد وموت الدماغ وحدوث الموت السريري يمكن دعم استمرار عمل الجسم بالأجهزة وبالتالي يمكن إيقاف ومنع حدوث الموت الخلوي ويمكن البقاء لسنوات على هذه الحالة بدون أي أمل لهذا الشخص بأن يعود للحياة.

هناك تقسم آخر للموت حسب سببه:
الموت العرضي أو الحدثي: وهو الموت الناجم عن حدث ما، مثل نقص المواد المغذية، أو التعرض لمواد سامة، أو الالتهام من كائن آخر أو العدوى بجرثوم أو ... وهو يشاهد في كل الكائنات الحية ولا مجال للحديث عنه أو للوقاية منه.
الموت المبرمج: أو الموت المترافق مع عمليات الشيخوخة وهو يعني الموت بآليات داخلية وهو سبب معظم حالات الموت عند الإنسان المعاصر.

أصل الموت:
يرجع اصل الموت إلى بداية تطور الكائنات متعددة الخلايا وقد ساهمت عدة آليات في ظهوره، والمقصود بالدارسة هنا هو الموت المبرمج وهنا نلاحظ أيضا وجود آليتان تفسر أحدهم الموت الخلوي والثانية تفسر الموت العضوي.

الموت الخلوي المبرمج - دور الجنس:

وهو أمر لوحظ حديثاً فقد كشف منذ حوالي عشرة سنوات جينات الموت المبرمج (أو مورثات الانتحار الخلوي)، فمن المعروف وجود مورثات في كل خلية، هذه المورثات إذا تم تشغيلها تموت الخلية بسرعة. هذه المورثات تطورت لتلعب أيضا دوراً هاماً في ضبط الخلايا المفردة للجسم وبالطبع لها أيضاً دور في مواجهة السرطان.
في تطور هذا النمط من الموت لعب الجنس دوراً هاماً.
المقصود بالجنس هنا التزواج الجنسي الذي ينجم عن التحام الخلايا الذكرية بالخلايا الأنثوية وليس مجرد تبادل المعلومات الوراثية الذي يلاحظ حتى في الكائنات أحادية الخلايا.
فالكائنات الأولى وفي سياق تغيرات موسمية غير مناسبة خضعت لضغوط كثيرة، هذه الكائنات كانت تمتلك القدرة على ابتلاع غيرها من الكائنات وقد نجح البعض وفي بعض الأحيان تشكل كائن شاذ يحوي خلايا جينات من الفردين، هذه الجينات منحت هذا الكائن صفات إضافية مكنت بعض هذه الهجن من البقاء، ومع عودة الظروف للطبيعية تم انتخاب (اصطفاء) بعض من هذه الكائنات للبقاء والكائنات التي تم اصطفائها هي التي تتمتع بالقدرة على استعادة هويتها الطبيعية، أي الكائنات التي تستطيع التخلص من نصف البقايا الخلوية، ومن هنا نشأ الموت الخلوي وتطورت مورثات الموت الخلوي المبرمج. هذه المورثات قد عزلت الآن وإضافتها إلى خلايا مستزرعة في مختبر يؤدي لموت هذه الخلايا خلال ساعات.
وهكذا بقيت واستمرت أسلاف الكائنات التي اندمجت وفي حين زالت الكائنات التي تجنبت الارتباطات الجنسية.
ومع تكرر فصول الجفاف أو فصول البرد فإن الأفراد التي انهمكت في الاندماج الجنسي، ثم التخلص من آثار الاندماجبموت الجينات والخلايا الزائدة – بقيت لتصبح أسلافنا.
وهكذا أصبح الاندماج الناجم عن التهام الكائنات الحية لبنات جنسها ثم إحباطه بالموت المبرمج مرتبط ارتباط وثيق بالبقاء الموسمي وبالفردية وتطور الموت الخلوي.
وحتى الآن فإن تشكل الأجنة يستلزم حركة الخلايا واندماجها وتفاعل بعضها مع بعضها البعض وموت بعضها بشكل مبرمج.


الموت العضوي - دور التعايش أو دور تشكيل الكائن متعدد الخلايا:
أي موت العضوية ككل وهو يرجع أساساً لوجود الكائنات متعددة الخلايا، فالخلايا قد تجمعت لتشكل كائن يتألف من عدد من الخلايا ولكن الخلايا كانت وحدات مستقلة وهي كانت تستطيع الانفصال لتعيش مستقلة، كما أن تجمع الخلايا المستقلة خلق مشكلةً جديدة فكيف يمكن ضبط هذه الوحدات المستقلة وضبطها ومنعها من التكاثر على حساب بقية الخلايا وفي الحقيقة حدث هذه مراراً و أدى هذا في النهاية إلى دمار هذا التجمع الخلوي بشكل كامل، وهذا الحدث المؤسف مازال يحدث حتى الآن فالخلايا السرطانية هي في الحقيقة خلايا خرجت عن آليات ضبط التكاثر الخلوي. هذه الخلايا تستمر بالتكاثر العشوائي وغير المنضبط حتى تؤدي إلى موت الكائن الحي.
في ضوء هذا التحدي الكبير، تطور في بعض الخلايا آليات جديدة لضبط التكاثر الخلوي، وظهر أهم ضابط لضبط التكاثر الخلوي غير المنضبط وهو ما يسمى بالنهايات الطرفية للصبغيات Telomers وهي عبارة عن وحدات جزئية قصيرة متكررة، طول هذه التيلومرات له علاقة أساسية بطول العمر للكائن الحي وبشكل متوسط يوجد للإنسان 2000 متكررة وهي توجد في نهاية الصبغيات. حين تكاثر الخلايا وتضاعفها يتم انقسام كل الصبغيات على كامل طولها عدا قسم صغير من هذه النهايات الطرفية وهكذا مع كل انقسام خلوي يقصر طول هذه النهايات الطرفية غير الفعالة ومن ثم يبدأ النقص في الأمكنة الوظيفية للدنا وبالتالي تفقد الخلايا المتكاثرة مواقع صبغية هامة وتموت، ولهذا نلاحظ أنه بالنسبة للخلايا في الكائنات الحية متعددة الخلايا يوجد عدد محدود من مرات الانقسام تموت بعد الخلايا، أي أننا إذا أخذنا خلايا من جسم الإنسان وزرعنها خارج الجسم في مزارع نسيجية نلاحظ أن الخلايا تنقسم عدد محدود من المرات (حوالي 50 مرة بالنسبة لخلايا الإنسان) ثم تموت مهما كانت شروط المزرعة النسيجية مثالية وهذا الأمر لا يلاحظ بالنسبة لخلايا الجراثيم والخلايا السرطانية للكائنات متعددة الخلايا ومازال البعض يحتفظ بمزارع نسيجية لخلايا سرطانية مازالت تتكاثر منذ 20 سنة (أكثر من 1000 انقسام)
عدد مرات انقسام الخلايا الطبيعية في المزارع النسيجية يعتمد على عمر الكائن الذي أخذت منه الخلايا، فمن حديث الولادة تتكاثر الخلايا 80-90 مرة ثم تموت، أما من شخص عمره 70 سنة فالخلايا تتكاثر فقط 20-30 مرة ثم تموت، وهكذا فمنذ ولادة الإنسان يكون لخلاياه عدد محدود من مرات التكاثر ومع تقدم العمر تتكاثر هذه الخلايا وتساهم في عمليات التجدد والترميم ومع الزمن تقل القدرة التجددية للخلايا وتحدث الشيخوخة.
هذا الأمر لا يحدث في كل خلايا الجسم، فالخلايا المولدة germ cell (المسؤولة عن إنتاج النسل القادم) وبعض الخلايا الجذعية وكذلك لمعظم الكائنات وحيدة الخلايا وذلك بسبب وجود إنزيم telomerase الذي يسمح بالتكاثر الكامل للصبغيات مع النهايات الطرفية مما يسمح لها بالتكاثر المستمر واللانهائي.
مما يلفت النظر هنا أن الخلايا السرطانية جمعيها تكون ذات فعالية هامة لهذا الإنزيم مما يسمح لها بالتكاثر اللانهائي حتى موت الكائن وتستطيع التكاثر خارج الكائن بشكل مستمر لانهائي والبعض حالياً يجرب التعامل مع هذا الإنزيم لعلاج السرطانات.

الآن نعود للسبب الأساسي لحدوث الشيخوخة ومن ثم الموت وهو العدد المحدود لعدد مرات الانقسام لخلايا الكائن متعدد الخلايا، لماذا تطورت هذه الآلية ولماذا لا يبقى هذا الإنزيم فعالاً في كل الخلايا فيكسب الكائن شباباً دائماً.
تكمن المشكلة الأساسية في ضبط الخلايا المستقلة، فجسم الإنسان يتألف من حوالي مليون مليار خلية (أي 10 للقوة 15) ومن المعروف أن حدوث الطفرات في الخلايا الحية قليل نسبياً وهو بحوالي 1/مليون للخلايا الأولية وبحوالي 1/مليار في خلايا الكائن متعدد الخلايا (بسبب تطور آليات تمنع التكاثر العشوائي وتصليح الطفرات في هذه الخلايا) ولكن حتى بهذا المعدل القليل، فإنه يتوقع تشكل حوالي ألف طفرة تؤدي لتشكل الخلايا السرطانية يومياً وهذا معناه أن الإنسان لم يكن ليعيش سوى لفترة قليلة ثم يموت بالسرطان ولكن هذا لا يحدث بسبب وجود آليات عديدة وأحد أهم هذه الآليات Telomers فحتى لو حدثت طفرة في المورثات المسئولة عن التكاثر وبدأت الخلية بالتكاثر العشوائي فهي ستتكاثر لعدد معين من المرات وتموت قبل أن تسبب أعراض وهكذا ينجو الإنسان من السرطان.
في الخلايا السرطانية (الخلايا التي تسمر بالنمو وتسبب المرض) تحدث طفرة في أحد المورثات المسوؤلة عن التكاثر (وبالتالي تصبح الخلية سرطانية)، ثم تحصل في بعض هذه الخلايا طفرة في الجين المسوؤل عن تنظيم إنزيم telomerase مما يمد هذه الخلايا بالقدرة على الانقسام اللانهائي وبالتالي يحدث مرض السرطان عند الكائن. احتمال حدوث هذا الحدث (طفرة في مورث النمو ثم طفرة في مورث التيلوميراز) أقل بكثير وبملايين المرات من حدث حدوث طفرة وحيدة في مورث النمو وهكذا يقل احتمال حدوث السرطان إلى المستوى المعروف حالياً.
هكذا نرى أن الشيخوخة والموت هو تطور للتوزان بين الكائن ككل وخلاياه المفردة المستقلة، فلتقليل إمكانيات خروج الخلايا المفردة عن السيطرة وبالتالي حدوث السرطان، تطورت هذه آلية الجسيمات الطرفية لمنع حدوث هذا الحدث، ولكن مع تطور هذه الآلية أدى لتطور الهرم والشيخوخة وبالتالي الموت.

هناك عدد آخر من آليات ضبط التكاثر الخلوي والتي ساهمت جميعها في تشكيل الكائن متعدد الخلايا بالشكل الذي نعرفه الآن مثل ظهور التمايز الخلوي: أي أن جزء من الخلايا أصبح مخصصاً للقيام بوظيفة معينة بفعالية عالية مما أدى إلى زوال فردية الخلايا (لم تعد الخلايا الفردية قادرة على الحياة خارج الجسم رغم أنها تملك الإمكانيات الوراثية بذلك)، كما سمح كما سمح بظهور خلايا ذات فعالية وظيفية عالية، كما قلل جداً من عدد خلايا الجسم القادرة على التكاثر. ففي الحقيقة فإن أي نسيج (مثلاً بشرة الجلد) يتألف من عدد قليل من الخلايا القادرة على التكاثر (بنسبة أقل من 1/1000 من كل الخلايا وحتى 1/1000000 على رأي البعض)، هذه الخلايا تسمى الخلايا الجذعية Stem cell وهي تتكاثر لتعطي خلية جذعية مماثلة وخلية أخرى تسير في طور التمايز الخلوي (تكتسب خصائص تجعلها ذات فعالية وظيفية عالية) ولكن في سياق هذا التطور تفقد هذه الخلية إمكانياتها التكاثرية تماماً وتقوم بعملها لفترة معينة من الزمن تموت بعدها لتحل مكانها خلايا أخرى (وهكذا فإن أي نسيج هو أشبه ما يكون بخلية النحل وليس بمجتمع البشر فيوجد خلايا قليلة قادرة على التكاثر (ملكة واحدة) وعدد كبير من الخلايا الوظيفية (العاملات). هذا التنظيم يقلل بشدة أيضاً من احتمال تطور السرطان، فمهما كانت الطفرات التي تصيب الخلايا الوظيفية فهي لن تؤدي إلى السرطان لأن هذه الخلايا غير قادرة على التكاثر وستموت حتماً.


عوامل أخرى ساهمت في حدوث الشيخوخة:
غياب آليات التطور:
الأمر المهم الآخر هو عدم تطور آليات إيقاف الشيخوخة أو آليات مساعدة لمنع الموت هي غياب آليات التطور الطبيعي في أمراض الشيخوخة.
إن أهم آلية لعمل التطور الطبيعي هي آلية الانتقاء فالكائنات غير المناسبة تموت ولا تستطيع توريث صفاتها للجيل التالي وبالتالي تزول مورثاتها من المجتمع.
هذه الآلية لا تعمل على الصفات التي تعمل بعد سن الإنجاب لأن الكائن في هذه الحالة يكون قد أنجب معظم أولاده (الحاملين لهذه المورثة) وبالتالي لن تتأثر هذه المورثة بالانتقاء الطبيعي.
من الأمثلة على هذا هو داء الكلية عديد الكيسات الكهلي، في هذا المرض تتشكل كيسات في الكلية مما يؤدي إلى فشل كلوي وموت. هذا المرض مورث والمورثة ذو صفة قاهرة وباختراق كامل بمعنى أن وجود نسخة واحدة فقط من هذه المورثة من احد الأبوين يؤدي إلى إصابة الشخص وبنسبة 100% بهذا المرض والوفاة. الأمراض من هذا النمط من التوريث يتم انتقائها بسرعة من خلال الاصطفاء الطبيعي وكل الحالات الجديدة تكون عبارة عن طفرات جديدة، في هذا المرض تستمر الطفرة بالوجود ويصاب فيها الأطفال جيلاً بعد آخر ولا تزول بعملية الاصطفاء الطبيعي والسبب بسيط وهو أن هذا المرض يظهر بعد 55-60 عاماً حيث يكون الشخص قد أنجب معظم أولاده وبالتالي فقد توقفت آلية التطور الطبيعي بالنسبة لهذه الصفة وستستمر بالوجود مهما كانت سيئة.
كل أمراض الشيخوخة تنتسب لهذه الطائفة فرغم تعرف مورثات لطول العمر والكائنات التي تحمل هذه المورثات تمتاز بعمر مديد والاهم من ذلك أيضا بصحة جيدة في الشيخوخة ورغم أن هذه الصفات قد تكون جيدة جداً (العيش لفترة طويلة وبصحة جيدة) فإنه وبسبب أن عملها يحدث بعد انتهاء فترة الإنجاب فإنه لا يتم انتقائها وتبقى قليلة الانتشار في المجتمع.
الحالة أسوء من هذا إذا كان الجينة ما بعض الفوائد (وحتى البسيطة) في سن الشباب وضرر شديد للكهول فهذه الجينة سوف تُنتَقَى رغم كل آثارها الضارة.
من الأمثلة الجينة التي يفترض أنها تتحكم في استقلاب (أيض) الكالسيوم بحيث إن العظام تشفى بسرعة، ولكنها تتسبب في الوقت نفسه بتوضع الكالسيوم في جدار الشرايين، قد يكون انتقاؤها تم لهذا الفرض على الرغم من كونها تقتل بعض الأشخاص المتقدمين في السن. هذه الجينة أصبحت غير لازمة حالياً ورغم ذلك تستمر بالانتشار.
ومن المحتمل أيضا أن يكون معظم الجينات التي تسبب الشيخوخة غير ذات فائدة في أي سن إلا أنها بكل بساطة لا تنقص من القدرة على التكاثر في البيئة السوية إلى الدرجة التي تدعو لاستبعادها عن طريق الانتقاء الطبيعي.

نظرية الجسم المستهلك:
تعتمد على أساس أن إيجاد أنظمة حفظ تتضمن عدم الفناء لم يتطور لأنه خيار يبدد الطاقة ويقلل من لياقة الكائن الحي في سنوات عمره الأولى والتي تعتبر الأهم من ناحية آليات الاصطفاء الطبيعي وتم التركيز هنا عن دور الميتوكوندريا ودور السكر (الغلوكوز).

دور الميتوكوندريا:
الأمر الآخر المهم والمساهم في عملية الشيخوخة والأمراض هي الكائن الهام جداً والموجود داخل كل خلايا الجسم وهو الميتوكوندريا. هذه البنية تحت الخلوية والتي يوجد عدد كبير جداً من الدلائل على كونها كائناً مستقلاً تعايشت ضمن الخلايا. هذه الميتوكوندريا تستخدم الأكسجين وبالتالي تعطي طاقة هائلة للخلايا وفي الحقيقية كان من المستحيل تصور كائن متعدد الخلايا دون وجود هذه الطاقة الهائلة والاقتصار على الأكسدة اللاهوائية يعني اقتصار سحب الخلايا لحوالي 5% من كامل الطاقة للغذاء وتشكل العديد من المواد السامة (مثل الكحول وحمض الخل) التي ستقضي على الكائن ولكن بوجود المتيوكوندريا زادت فعالية الخلية حوالي 20 مرة، كما أن المواد الغذائية قد تم تفكيكها إلى غاز CO2 والماء والتي يسهل طرحهما.
هذه الميتوكوندريا رغم كل مزاياها، تولد الكثير من الجذور الحرة Free radical وهي مواد اكسجينية شديدة الفعالية تخرب الكثير من البنى الخلوية والتي تم بنائها في وسط خال من الأكسجين. هذه الجذور الحرة تؤكسد الدنا والبروتينات والشحوم وتتلفها.

دور الغلوكوز:
مصدر أساسي للوقود في الحيوانات هو عامل رئيسي في الشيخوخة، فهو يغير ببطء البروتينات طويلة الأجل ويجعلها تترابط بوصلات معترضة فيقيد حركتها (عملية glycosylation ) مما يؤدي إلى التيبس في النسيج الضام وعضلة القلب المرافق للشيخوخة.

المراحل الأساسية في تطور الكائن متعدد الخلايا بالشكل الذي نعرفه اليوم:
1-
ظهور عملية البلعمة: وهي قدرة الخلية على الحركة الأميبية وعلى تحريك الجدار الخلوي لابتلاع خلايا أخرى ويظن الكثيرون أن هذه الآلية كانت هي الأساس لتطور الخلايا حقيقية النواة، وهذه الخاصية توجد لدى جميع الخلايا حقيقية النواة بدون استثناء وقد أدت إلى إمكانية ابتلاع الخلية لخلايا أخرى وبالتالي اكتسابها لصفاتها ومنها ظهرت حقيقيات النواة، كما تطورت في هذه الخلايا آليات التكاثر الجنسي الموجودة سابقاً.
2-
ابتلاع كائن مستقل طور القدرة على استعمال الأكسجين وتنظيم وجوده داخل الخلية وبالتالي توفرت للخلية إمكانية طاقية هائلة. وفي جزء من هذه الخلايا تم ابتلاع الكلوروبلاست وهي ما ممكن هذه الخلايا من استخدام طاقة الشمس والجدير بالذكر أن هذه المتعضية تشبه جداً تركيب الميتوكوندريا أيضاً.
3-
ظهور الانقسام الجنسي الاندماجي بالشكل المعروف وهو التحام الخلايا الذكرية بالخلايا الانثوية والذي هو في الحقيقة نمط من بلع أحد الخلايا للأخرى، مما أدى لوجود الصيغة ثنائية الصبغيات 2n مما يحمي الكائن من الكثير من الطفرات الضارة ولكن هذا أدى لظهور جينات الموت المبرمج في الخلايا.
4-
ظهور الكائنات متعددة الخلايا وبالتالي ظهور وتطور آليات ضبط التكاثر الخلوي لحماية الجسم من انفلات الخلايا المفردة (وبالتالي حدوث السرطان) ولكن سبب أيضاً ظهور الشيخوخة والموت.
5-
بدأ عمليات التمايز في هذه الكائنات متعددة الخلايا مما سمح بزوال فردية الخلايا، كما قلل بشكل هائل عدد الخلايا القادرة على التكاثر وبالتالي الانفلات من ضوابط الجسم.
وهكذا وصلنا للكائن متعدد الخلايا الحالي.

مثال عن كائن حالي:
وفي النهاية نصل لمثال هام عن المرحلة بين الكائن وحيد الخلايا والكائنات متعددة الخلايا (هذا الكائن يثبت هذا التطور). هذا الكائن هو الخميرة المسؤولة عن تشكيل ما يسمى بالكفير Kefir في جنوب روسيا. الكفير يبدو كقطع من خثارة جبن الحلوم وهو يضاف للحليب وذلك لتحويله إلى هذا الشراب.
هذا الكفير هو عبارة عن تعايش symbiogenesis بين مزيج معين من الجراثيم والخمائر (هناك أكثر من 30 نوع مختلف من الميكروبات يساهم في تشكيل ها الكائن)، حين وجود شروط ملائمة فإن هذا الكائن يتكاثر بالانقسام وينتج مستعمرات مماثلة تماماً ويساعد على تخمر سكريات وبروتينات الحليب، ومع توقف الأيض النشيط (تغيير ظروف البيئة) تذوب الخثارة وتموت ويحدث هذا عن طريقة أن الخلايا الفردية تنفصل عن الكائن وتعيش بشكل مستقل وتصبح خليط عشوائي من الجراثيم والخمائر المتنافسة. والملاحظ هنا أنه بعد هذا الانفصال، يصبح من المستحيل عودة تجمع الخلايا لتشكيل هذا الكائن من جديد ولكن الخلايا المفردة تستمر بالحياة وبشكل مستقل وبدون أية مشاكل، أي أنه في مثل هذه الحالة حدث الموت السريري (موت الكائن ككل) ولكن الموت الخلوي لم يحدث والخلايا استمرت بالوجود بشكل منفصل.
إن تشكيل الكائن الكامل لن يتم من هذا التجمع الخلوي أبداً فهو لا يتشكل إلا من كائن متجمع سابق له وخلال حياة هذا الكائن وتكاثره نلاحظ استمرار بقاء علاقة دقيقة وثابتة بين كل الخلايا المشكلة له، مما يسمح له بالانقسام وتشكيل كائن مماثل، أما بعد الانفصال لتشكيل خلايا مفردة فإن كل خلية تعمل بمفردها ولا يشاهد نسبة ثابتة من الخلايا المختلفة.

وهكذا نرى أن هذا النمط من المشاكل قد واجه أوائل الكائنات متعددة الخلايا، فكان لابد لها من آليات لضبط بقاء وعمل الخلايا الفردية سويةً وآليات أخرى تمنع الخلايا الفردية (القادرة على البلعمة) من التكاثر اللامنضبط وسحب كل موارد الكائن أو حتى ابتلاع الخلايا المجاورة. والكائنات التي نجحت بتجاوز هذه العقبة طورت آليات لضبط الخلايا المفردة، هذه الآليات نفسها هي المسوؤلة عن حدوث الشيخوخة والموت، ولم يحدث تطوير لهذه الآلية لتجاوز هذه العقبة بسبب عدم عمل آليات الانتقاء الطبيعين فبعد أن تتجاوز مرحلة إنجاب الأطفال تتوقف آليات الانتقاء الطبيعي من العمل ولذلك لن تتطور آي آلية لمنع أي تدهور لاحق لأنه لا يوجد طريقة لدعمها وراثياً.


الملخص:
وبالملخص أدى النشوء التعايشي (تشكل الكائنات متعددة الخلايا) إلى إيجاد أفراد مركبة معقدة يمكن أن تموت (مثل الكفير ومعظم الأوليات) وأدى التمايز الجنسي غلى ظهور كائنات إجبارية الموت.
وتكون بذلك الشيخوخة والموت هو نتيجة تطور توزان بين الجسم ككل، والخلايا الفردية المستقلة المشكلة لهذا الجسم.


الفارق بين التفسير الديني (خروج الروح) والتفسير البيولوجي السابق:
التفسير الديني يقول بخروج الروح من الجسم وهو شيء لا نعرف عنه شيئاً ولن نستطيع معرفة أي شيء ولن نستطيع القيام بأي شيء.

أما التفسير البيولوجي فيساعدنا على فهم آليات الشيخوخة ومن ثم الموت وبالتالي يمكن المساعدة في حل العديد من المشاكل الصحية، وهنا حالياً دراسات تجريبية تنبع من فهم هذه الآليات مثل:
1-
أدوية تضبط أو تثبط التيلوميراز وبالتالي تساعد في الشفاء من السرطانات.
2-
دراسات عن إمكانية استخدام جينات الموت المبرمج أيضا في حالة علاج السرطانات.
3-
إمكانية استعمال جينات طول العمر المعروفة وبالتالي ضمن شيخوخة ذات صحة جيدة للبشر (وقد تم ذلك في ذباب الفواكهة) وقد توصل R.M. روز إلى ذباب فواكهة له عمر هو ضعف العمر الطبيعي وذو شيخوخة صحية.
4-
إمكانية استعمال مركبات هذه الجينات للمساعدة في أمراض الشيخوخة مثل إنزيم  superoxide dismutase

 

هل بإمكان الحوت ابتلاعك كاملا

 

(بقلم مهند بشُّور، نقلًا عن موقع دخلك بتعرف، من المواقع التنويرية العلمية والفكرية، ذات الطبيعة الإلحادية):

 

الحيتان بالمجمل غير قادرة على ابتلاع الإنسان ولهذا السبب هي لن تقوم بأكلك، ولكن هناك نوع من أنواع الحيتان من الممكن أن يشكّل تحدٍ لهذه النظرية وهو يدعى بحوت العنبر ”Sperm Whale“.

قد يكون عنوان مقالتنا جذاباً لجميع من يرغب بقضاء عطلته على أحد الشواطئ، ولكن هل سبق وتخيلت أن يقوم حوت بابتلاعك!

قد يخلف اصطدام الحوت بقارب الصيد أو اليخت أو بأي وسيلة نقل مائية أخرى أضراراً جسيمة على بنية المركبة، وفي بعض الأحيان قد يقوم بقلبها أو تحطيمها كلياً، نحن نعلم أنه من النادر سماع خبر اصطدام حوت بقارب صيد أو يخت ولكن هذا كان قد حدث فعلاً، وهناك حالات عديدة حصلت، ففي إحدى الحالات غرق يخت يبلغ طوله 15 مترا في البحر نتيجة هبوط حوت عليه بعد قيامة بعملية الشقلبة الهوائية الجميلة المعتادة.

مجرد التفكير في هذا الأمر قد يصيبك بالقشعريرة، تخيل معي أنك تأكل طعاماً ما الآن، ثم ترفع اللقمة، وتقوم بمضغها، وثم تبتلعها، وسيتكفل جهازك الهضمي ببقية الأمر لذلك لن نشرحه هنا، إسرح بخيالك قليلاً وتخيل أن تكون أنت اللقمة والحوت هو الملتهم، من الممكن أن تسأل نفسك هنا هل حقاً يمكن للحوت أن يبتلعني؟

لنبسّط لك الأمر، الإجابة هي: ”لا“، لن ترغب الحيتان أو أي حيوان مائي ضخم آخر في أكلك، لا تتسرع وتقم بذكر القرش كنقيض لهذا الكلام، دعنا نكمل لأن هناك أسبابا سنذكرها فيما يلي.

 

الحوت الأحدب عديم الاسنان

ليكون الحيوان المائي قادرا على تقطيع جسم صلب كجسم الإنسان ومضغه وهضمه يجب أن يملك المقومات التي تخوله، من ذلك كالأسنان الحادة المصمّمة للتقطيع وجهاز هضم قوي وفعّال، طبعاً كلامنا يشمل الحيتان وبقية الكائنات أيضاً، هناك حتى بعض أنواع الحيتان التي لا تمتلك أسناناً إطلاقاً وتقتات على الأسماك الصغيرة وأخطبوط الجمبري والحبار، تُدعى بـ”الحيتان عديمة الأسنان“، وفوق ذلك كله فالجهاز الهضمي لهذه الحيتان ضيق نوعاً ما (بضع سنتيمترات) خاصة المريء وهذا ما يجعلها غير قادرة على ابتلاع كائن بحجم إنسان بالغ.

 

حيتان العنبر واستثناؤها من هذه القاعدة:

 

Image result for ‫حيتان العنبر‬‎

 

يمتلك حوت العنبر مريئا ضخما مصمم خصيصاً لابتلاع الثدييات البحرية الكبيرة: كالحبار الضخم وغيره، ويمتلك أيضاً معدة مليئة بالإنزيمات الهاضمة ذات أربع حجرات كالأبقار.

لكن دعونا نطرح هذا الإفتراض: إن كان هناك أي نوع من أنواع الغازات في معدة الحوت فهو غاز الميثان، وهذا الغاز لن يساعدك على التنفس أبداً، وذلك في حال استعطعت الدخول إلى معدته أساساً، نحن نعلم بإمكانية وجود هواء في جوف هذا الحوت ولكن بالتأكيد ليس هواءً قابلاً للتنفس.

ولكن على الرغم من هذا الأمر فإن هذه الكائنات غير مؤذية للبشر عموماً وذلك لسبب آخر وهو أن هذه الحيتان تسبح على عمق 1000 متر تحت سطح الماء، ولا يمكن لأي إنسان أي يسبح على هذا العمق لذلك لا تخف فلن يتم ابتلاعك.

النوع الوحيد المعروف من الحيتان الذي يمكنه إلتهام الإنسان هو ”الحوت القاتل“ (الأوركا) ويعود ذلك لامتلاكه أسناناً قاطعة وقادرة على التعامل مع قساوة العظام البشرية، فبإمكانها حتى تقطيع الفقمات والطيور البحرية وثعالب البحر، وحتى الدببة القطبية والحيتان الأخرى.

الحوت القاتل

 

Image result for ‫الحوت القاتل‬‎

 

Image result for ‫الحوت القاتل‬‎

 

Image result for ‫الحوت القاتل‬‎

 

الخبر الجيد أن هذه الحيتان هي حيتان غير عدائية إجمالاً، فلا يمكن أن تهاجم الفريسة إلى إذا شعرت بالتهديد أو إن كانت ضحيتها هذه ضمن سلسلتها الغذائية، وهو أمر مريح نوعا ما لأن الإنسان لا يشكل جزءا من سلسلتها الغذائية.

بعض الكائنات المائية الأخرى التي يمكنها أن تشكل خطراً على حياة الإنسان:

القروش

قناديل البحر

الأسماك السامة

أنقليس البحر

ثعابين البحر

التماسيح

 

في معظم الحالات لا تشكل هذه الحيوانات خطراً كبيراً على حياة الإنسان ولكن إن هاجمتك فهناك احتمالية كبيرة لموتك بعد هذا الهجوم، فالقروش أكثر الكائنات البحرية إخافة في اعتقاد أغلب الناس، إلا أنها في الحقيقة ليست بتلك الخطورة، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة 5% فقط من القروش فقط هي من تشكل تهديداً محتملاً للناس، وتُسجّل بين 50 و100 هجمة قرش سنوياً، وهذا رقم قليل جداً مقارنةً بعدد الأشخاص الذين يرتادون الشواطئ كل عام.

 

لنلخّص الأمر:

يمكنك السباحة في الماء الذي تسبح فيه كائنات مائية ضخمة كالحيتان، إلا إذا كانت الحيتان من النوع القاتل وهذا الإحتمال ضئيل للغاية، لذلك تشجع واسبح فلن تنتهي حياتك بين فكّي حوت.

المصادر

- موقع scienceabc

- موقع whalefacts

 

خرافة تحريم ونجاسة لحم الخنزير

 

{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)} النحل

 

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)} المائدة

 

{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)} الأنعام

 

كتبتُ منذ فترة طويلة هذا المقال:

 

تفنيد خرافة نجاسة لحم الخنزير علمياً

أصل الخرافة - النص الفرعوني الذي حرّم لحم الخنزير، وتفنيد أكاذيب وخرافات اليهود والمسلمين

في كتب الفقه القديمة يقول مشايخ المسلمين معللين مفسرين حكم القرآن على لحم الخنزير بالنجاسة بأنه لخبثٍ في طبعه ينعكس على الإنسان إن أكله ولخبثٍ في مادته يعني لحمه يضر البدن، وهذا كلام غير علمي ولا يحدد ولا يوضح ما هي المشكلة في أكل لحم الخنزير، أما في العصر الحديث فيقول مشايخ المسلمين وحاخاميم اليهود أن سبب التحريم هو أن الخنزير مصاب بالدودة الشريطية وإن أكل إنسانٌ من لحمه يُصاب بها كعدوى، وإني لأستغرب من هذا الكذب الصريح وتزييف المعلومات وخداع مجموعة من الشعوب ذات الأغلبية الجاهلة الساذجة عديمة القراءة والعلم والبحث وممنوعة عنهم المصادر والكتب العلمية الحقيقية.


لدي أسئلة للمسلمين واليهود:

1_هل الدودة الشريطية لا تصيب الأبقار والمواشي الأخرى مثلما تصيب الخنازير وبنفس الدرجة والنسبة؟

2_ألا يتم من قِبَل جميع أطباء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً _بما في ذلك الأطباء المسلمون_ الكشف على المواشي على اختلاف أنواعها للتأكد من عدم إصابتها بالديدان الشريطية وغيرها من الأمراض الدودية والـﭬيروسية التي تُصاب بها المواشي، وفي حالة اتضاح إصابة أحدها يتم عزلها عن المجموعة ولا تُذبَح حتى يتم علاجها أو يتعاملون مع لحومها بالتجميد وطرق طبية معينة ليكون اللحم سليماً لا ضرر منه؟

3_هل يوجد كائن في كوكب الأرض كله يظل سليماً طوالَ حياته لا يصاب بأي مرض أو عدوى أو إصابة ﭬيروسية أو بكتيرية أو طفيلية؟! إن كان هذا الكائن المنيع الخارق موجوداً فهو الرجل الخارق سوبر مان أو هو إله فاعبدوه! أيوجد نوع من الكائنات أو الحيوانات لا يُصاب بعض أفراده بمرضٍ ما سواء الغزلان أو الخيول أو البقر أو الجمال أو الجاموس أو الخراف أو المواشي أو التماسيح أو أو؟!

4_هل هناك أي نوع من الكائنات يكون كل أفراده مصابين بطفيل أو طفيليات دائماً ...كل أفراده بلا استثناء، لو أن هناك نوعاً من الكائنات بهذه الدرجة من الضعف لما استطاع الاستمرار في الحياة والانتشار في الأرض والتكاثر ولانقرض منذ زمن طويل،وعلى العكس الخنزير
Pig موجود منذ ملايين السنين قبل الإنسان نفسه بكل أنوع البشر القدماء البدائيين حتى،وما زال الخنزير حياً حتى اليوم ، ومتحجراته وأحافيره في المتاحف تعود إلى ملايين السنين، الطبيعي أن أي نوع من الكائنات حتى الإنسان نفسه يُصاب بعض أفراده بالأمراض فيمرضون أو حتى يموتون إن لم يعالجوا من المرض أو يقاوم جسمهم ،لكن معظم أفراد النوع تكون سليمة الصحة وإلا كان ذلك النوع اختفى من الوجود.

أي كائنٍ هذا الذي يكون الطبيعي والوضع الدائم لديه هو المرض وليس الصحة؟! إن هذا لكائن أسطوري.

لماذا يؤلف هؤلاء المسلمون واليهود الأكاذيبَ والتزييفات المفضوحة، ألا يخجلون، ألا يستحيون ، ألا يحترمون عقولهم هم أنفسهم؟! ألا يحترمون أنفسهم؟! أيعتقدون أنهم ستجري بلاهاتهم وسخافاتهم على العلماء؟! ألا يرون ما يقول العام مناقضاً كل خرافاتهم وإن الأطباءَ المسلمين سواء البشريين أو البيطريين ليعلمون الحق ويكتمونه خوفاً من المجتمع المتخلف القاهر الجاهل، ألا يفكرون في هذه المسائل علمياً ويكتفون بها كما هي ،مع علمهم بتناقضها مع العلم،كي لا يثيروا المشاكل ويجلبوا المصائب والكراهية والسجن لأنفسهم أو ليريحوا أدمغتهم ويظلوا على دينهم الخرافي الخزعبلي ولا تحدث لهم مشاكل في حياتهم أو نبذ واضطهاد وعذاب؟!

مثال بسيط: الإسلام وكذا اليهودية يحرمان لحم الحمار الأهلي ويقولون أنه نجس وإلخ، في مصر وسوريا باع بعض الجزارين الغشاشين لحم الحَمير للناس على أنه لحم أبقار، وبالمتابعة عرفت وزارة الصحة والتموين وقبضت على هؤلاء البائعين، ففزع الناس الذين اشتروا لحوم الحمير وبرزت عيونهم من الخوف إلى الخارج وهلعوا، فما كان من الأطباء البيطريين (المسلمين) إلا أن خرجوا في الصحف والتلفزيون وطمأنوا الناس : لا تخافوا لأن لحم الحمير لا يوجد منه أي ضرر إنه لحم عادي جداً،وتم نشر هذا التصريح في جميع الصحف المصرية وقتها لأنها كانت قضية مثيرة للناس وعامة.

وختاماً فإن الإسلام أخذ هذا التحريم من اليهودية التي بنى جسمه وكيانه الرئيسيّ عليها ،واليهود كانوا قد عاشوا لفترة بمصر يقال منذ زمن الوزير يوسف إن وُجدَ وحتى الخروج والهجرة من مصر زمن قائدهم ومفكرهم موشي(موسى)، وكان المصريون يحرمون لحم الخنزير ويعتبرونه حيواناً نجساً محرماً أكله، تبعاً لأسطورة دينية لديهم تعلل ذلك سنرويها، وقد أخذ اليهود فكرة التحريم هذه من المصريين القدماء عندما رحلوا من مصر وحتى احتلوا جزءً من فلسطين أو كنعان ووضعوا شريعة التوراة أي الأسفار الخمسة الموسوية ،أو حسبما يزعمون ضالين كاذبين متوهمين أن كتب الشريعة(التوراة) كُتِبت كلها في سيناء أثناء رحلة الخروج نحو فلسطين والتيه لأربعين سنة.

يقول أدولف إرمان عن المصريين القدماء في (ديانة مصر القديمة)_ مكتبة مدبولي _القاهرة_ص449

(كما أنهم كانوا يتميزون عن غيرهم بكثير من العادات: ومنها الختان الذي كانوا أول من سنه، وكان ذلك بقصد"النظافة والطهارة" ،ومنها نفورهم من الخنازير ومن المحقق أن لذلك علاقة بما ورد من أن ست وهو في هيئة خنزير أسود قد جرح حورس)

ويقول في الهامش : انظر الأسطورة في كتاب الموتى فصل112

ويقول د.علي فهمي خشيم في كتابه (آلهة مصر العربية) _المجلد الأول _ص406_ مادة خ ز ر_ الهيئة المصرية العامة للكتاب _القاهرة

والحق أنه كان يجب أن يضع المادة في عنوان ح ج ر، وليس خ ز ر

فيقول فيها:

 

(اعتبر المصريون القدماء الخنزير حيواناً قذراً ورجساً ومنكراً فظيعا،و هو ما حدث في اليهودية والإسلام، وقد ربطوا بينه وبين إله الشر ست ويقول كتاب الموتى أن ست هجم على حورس متنكراً في شكل خنزير أسود، فجرح عينه، أو في رواية أخرى التهمها. وفي رسمٍ بمعبد إدفو نرى حورس يطارد ست في صورة خنزير. كما ربطوا بينه وبين القمر ، فكان يُذبح ليلة تمام القمر بدراً، فيُقدَّم قربانً لإيزيس وأزيريس ربي القمر. وتحكي أسطورة كيف أن نوت ربة السماء اتخذت هيئة خنزير والتهمت أبناءها النجوم، ولكنهم كانوا يولدون كل ليلة من هذه الخنزيرة السماوية. وصارت هي وأبناؤها تعويذة منتشرة عند قدماء المصريين باعتبارها رمزاً للخصوبة الأمومية ورمز الحياة المتجددة.)

بل ها هو عالم المصريات (والاس بَدْج) يورد في كتابه (آلهة المصريين) _مكتبة مدبولي_ القاهرة، النص الكامل الأصلي لتحريم لحم الخنزير والذي ورد في كتاب الموتى (أو الموت) المقدس لدى قدماء المصريين، فيترجمه لنا هكذا في ص601 من كتابه:

(في الفصل المذكور أعلاه[يعني به الفصل112 من كتاب الموتى] جُعِل الميت يقول سائلاً عدداًَ من الآلهة "هل تعرفون السبب الذي لأجله أعطيت مدينة "بي هاز" لحورس؟"

ثم استمر قائلاً " أنا _حتى_ أنا أعرفه رغم أنكم لا تعرفون. انظر رع أعطاه المدينة في مقابل الإتلاف الذي حدث لعينه. فلهذا السبب قال رع لحورس "انظر هذا الخنزير الأسود" وهو قد نظر ومباشرةً حدث الإتلاف لعينه _بمعنى أن نقول _عاصفة قوية (أخذت مكانها هناك). عندئذٍ قال حورس لرع "بالتأكيد تبدو عيني كما لو كانت عيناً ابتلاها ست بلطمة" وهكذا يقال أنه أكل قلبه. عندئذٍ قال رع لهؤلاء الآلهة "ضعوه في حجرته وسوف يتحسن".

والآن الخنزير الأسود كان ست الذي حول نفسه إلى خنزير وهو الذي صوب قذفة النار التي أصابت عين حورس عندئذ قال رع لتلك الآلهة "الخنزير أصبح شيئاً ملعوناً لحورس ولكنه سيشفى رغم أن الخنزير قد سبب الرجس له" عندئذٍ قال مجمع الآلهة التي كانت من بين أتباع حورس عندما تواجد على هيئة ابنه قالت: "دعه يضحي بثيرانه ومعيزه وخنازيره)

وبعد هذه هي حقيقة تحريم الخنزير من جهة عدم وجود أي أساس علمي لها، وإلا لم أكن لأرضى أن آكل منه ،وكل الشعوب المتحضرة المتقدمة علمياً المتمدنة تأكله ولا يحدث لها شيء وهم أعلم مليون من مرة من البدو والأعراب والجهلة والغوغاء، ولو كان له ضرر لتم تحديد هذا الضرر في كتب المراجع العلمية الطبية المعترف بها عالمياً ومنظمة الصحة العالمية بالأمم المتحدة كانت ستحذر من أضراره المزعومة .

 

والأخ سواح، بعدما عقد مقارنة ميثيولوجية موسعة مع أساطير كتاب اليهود والعهد الجديد المسيحي واليونان والرومان وفريجيا، اقتبس من كتاب لكامل النجار:

 

يقول كامل النجار فى كتاب (الدولة الإسلامية بين النظرية والتطبيق ) الفصل الخامس :

منطق التحريم

القرآن ومن قبله التوراة لم يوضحا لنا لماذا حرّم الله لحم الخنزير. ولكن العلماء المسلمين دفنوا رؤوسهم في أمهات الكتب يبحثون عن سببٍ لهذا التحريم، ولما لم يجدوا سبباً منطقياً، قالوا لنا يجب ألا نناقش أسباب التحريم وعلينا أن نقبلها كأمر من رب العالمين، فقبلنا. ولكن مع تقدم العلم واختراع البرادات، جاء العلماء الحديثين بتفسير مزري: أن عرب الجزيرة لم تكن عندهم برادات تحفظ اللحم، ولحم الخنزير يفسد بعد زمن وجيز نسبة لحر الطقس في الجزيرة وقد يسبب تسمماً للآكلين. وماذا عن لحم الخراف؟

ولا بد أن عرب الجزيرة كانت لديهم وسائل لحفظ اللحم، فقد حكى الطبري في تاريخه عن جماعة من المسلمين أيام غزوة تبوك، وجدوا حيواناً بحرياً كبيراً على شاطئ البحر الأحمر، أكلوا منه لمدة نصف شهر، فقال: " وحدثنا احمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمى عبد الله بن وهب قال: اخبرنى عمرو بن الحارث ان عمرو بن دينار حدثه انه سمع جابر بن عبد الله يقول: خرجنا فى بعث ونحن ثلاثمائة وعلينا ابو عبيدة بن الجراح، فاصابنا جوع فكنا ناكل الخبط ثلاثة اشهر، فخرجت دابة من البحر يقال لها العنبر، فمكثنا نصف شهر ناكل منها " . ( تاريخ الطبري، المجلد الثاني، ص 147 ) [وأصله في البخاري 4361_لؤي]  فهذا التبرير للمنع غير مقنعٍ.

ثم تقدم العلم مرة أخرى وأكتشف العلماء أن الخنزير يحمل في أمعائه دودة تسمى " Tinea solium "، تسبب مرضاً للانسان عبارة عن أكياس صغيرة تنتشر في جسم الإنسان وقد تسبب له مضاعفات. فهلل العلماء المسلمون وتحدثوا عن حكمة الله في تحريم لحم الخنزير، ولكنهم تكتموا على الاكتشاف الثاني الذي أثبت أن بالبقر كذلك دودة اسمها الدودة الشريطية " Tinea saginata "، تستقر في أمعاء آكلي لحم البقر، وتصيبهم بسوء التغذية لأنها تمتص كل الغذاء من أمعائهم. وهناك كذلك دودة أخرى اسمها Echinococcus توجد في البقر والخراف وتصيب الإنسان بزرع كميات كبيرة من الأكياس المائية في عدة أجزاء بالجسم، خاصة الكبد.

فإذاً كل الأسباب التي ساقوها لتبرير تحريم لحم الخنزير تنطبق على لحم البقر والخراف، فلماذا لا نحرمهما"؟

وهذه الأمراض غير معروفة في أوربا وأمريكا حيث تستهلك الناس كميات هائلة من لحم الخنزير، لأن الحلوف يُربى في مزارع نظيفة يشرف عليها أطباء بيطريون، ويعالجون الحلوف إذا وجدوا به المرض. وقد يقول قائل إن الله حرم لحم الخنزير في تلك الأيام لجهل الناس بالقواعد الصحية. ولكن لماذا يُحرم علينا الآن وقد وعينا هذه القواعد الصحية؟ ألا يمكن أن يجتمع العلماء ويزيلوا هذا التحريم الآن؟ والله الذي يعلم الغيب لا بد أنه عرف أن في القرن العشرين سوف يُلم الناس بالقواعد الصحية ولن يسبب لهم وقتها لحم الخنزير أي مرض، فلماذا لم يضع استثناءً في التحريم؟

وتحريم أنواع معينة من الحيوانات ليس فيه أي منطق مقبول، فلماذا يحل لنا أكل الحيوان مشقوق الظلف ويُحرم أكل الحيوان ذي الظلف غير المشقوق. شق الظلف أو عدم شقه مسألة اقتضتها جغرافية المكان الذي نشأ فيه الحيوان وتأقلمه مع البيئة التي يعيش فيها، فالجمل نشأ في أماكن صحراوية كالجزيرة العربية كلها رمال يسهل المشي عليها إذا كان الظلف أو الخف مشقوقاً، فصار خف الجمل مشقوقاً. وكذلك الجمال التي نشأت في مناطق جبلية مثل منطقة " التبت " في أقصى شمال الهند، فنسبةً لوعورة الأرض [معلومة كامل النجار هنا غلط بل نشأ هو والحصان في أمِرِكا ثم انقرضا منها]، يسهل على الجمل السير فيها إذا كان خفه مشقوقاً. وكذلك الماعز والأغنام لها ظلف مشقوق لأنها تعيش في مناطق جبلية. بينما الحمار والحصان وما شابههما، نشأ في مناطق " سافانا" أي بين الصحراء وبين الغابات، حيث الأرض أكثر صلابةً من الرمال، ولذلك لا يحتاج الحمار إلى ظلف مشقوق. وشق الظلف أو عدمه لا يؤثر في نوعية اللحم أو في طهارته أو عدمها، وليس هناك أي منطق في هذا التحريم. ونفس الشي ينسحب على الحيوانات التي تقصع الجرة ويحل لنا أن نأكلها، والتي لا تقصعها وتُحرّم علينا."

وفى الختام

لقد انتشرت اساطير وخرافات حول الخنزير تبريرا للصراع بين إله الخير وإله الشر , وتصور القدماء اله الشر على هيئة خنزير اسود او خنزير برى شرير يقوم بقتل اله الخير , ولا يتم النصر للخنزير الشرير لان الاله الطيب يعود فيقوم من بين الاموات منتصرا على مملكة الشر التى يرأسها الشيطان فى صورة خنزير

فلما جاء اليهود تسربت الى عقائدهم تلك الاساطير القديمة , ومن بين مئات الاساطير والخرافات التى انتقلت اليهم كان الموقف المعادى للخنزير , فحرمت التوراة اكله واعتبرته حيوان نجس , لم تقتبس جميع عناصر ومنمنمات الاسطورة لكنها ابقت على جوهرها

وجاء الاسلام فاتخذ نفس الموقف متأثرا بموقف التوراة فحرم القرآن الخنزير واعتبره نجس دون ان يقدم الاسباب

وحاول الدينيون ايجاد اسبابا لهذا التحريم فتحججوا بحجج واهية مثل قولهم ان الله حرم اكل الخنزير لحكمة لا نعلمها , او قول بعضهم ان الخنزير حرمه الاله تجنيبا للبشر من الامراض التى ستصيب الانسان لو اعتمد فى غذائه عليه !!

وقدموا حجج قد تبدو ان لها مسحة علمية لكن ينكشف زيفها بالعلم نفسه .

 

وكتب أخ آخر:

 

فوائد لحم الخنزير لجسم الإنسان

 

يمتلك لحم الخنزير سمعة سيئة جراء ما نسمع عنه من اشاعات حول أن لحم الخنزير يتسبب في أمراض ومشاكل لجسم الإنسان ، لكن العلم في المقابل قد فند هذه الإدعاءات بشكل قطعي بحد بحوث ودراسات معمقة كشفت لنا عن القيمة الغذائية والفائدة الصحية الموجودة بلحم الخنزير ، إليكم في هذا المقال مجموعة من الحقائق العلمية التي تظهر ذلك مرفقة بالمصادر ..

لقد تبين أن لحم الخنزير يعتبر وجبة غذائية مثالية لبناء العضلات لاحتوائه على كمية معتبرة من البروتينات المساهمة في ذلك ، حيث أن 100 غرام من لحم الخنزير تلبي نسبة 65 % من حاجة جسمك للفيتامين B1 أيضا كما أنه يحوي أيضا كمية معتبرة من الفيتامين B الضروري لقيام جسمك بالتفاعلات الأيضية لتحويل الكربوهيدرات إلى طاقة ، كذلك هو ضروري لتجديد وإصلاح الألياف العضلية كما أنه يحتوي كميا كبيرةمن الفيتامين B2 و B3 ( ريبوفلافين ، نياسين ) .

كذلك يحتوي لحم الخنزير على العديد من المواد المعدنية المفيدة لجسم الإنسان كالفسفور والمغنيزيوم والحديد والزنك والتي من شأنها تنظيم كميات الطاقة المستهلكة من طرف الجسم طول اليوم وتقوية العظام و الأسنان ، ناهيك عن طعمه اللذيذ وسعره الزهيد .

إن معظم المواد التي يحتويها لحم الخنزير تقدم فوائدا كبيرة لجسم الإنسان ، فالفيتامين B يعمل على تقوية وتجديد الأنسجة العضلية كما أن الكربوهيدرات والبروتينات الموجودة بوفرة على هذا النوع من اللحوم تساهم بشكل كبير في الحفاظ على أداء الجهاز العصبي للإنسان ، إضافة إلى أن لحم الخنزير يساعد الجسم في صناعة كريات الدم الحمراء بشكل كبير .

إن الكميات المعتبرة من الحديد التي تتواجد في لحم الخنزير أيضا تعزز من قدرة الجسم على إنتاج الطاقة كما أن الحديد سهل الامتصاص عن طريق اللحم من طرف جسم الإنسان ، ناهيك على أن الزنك المتواجد وبوفرة أيضا بهذا اللحم يعزز من أداء الجهاز المناعي ويدعّم الجسم في التصدي للعديد من الأمراض .

يعتبر لحم الخنزير أيضا مصدرا ممتازا للبروتينات والأحماض الأمينية الضرورية لبناء الجسم ، كذلك يحتوي العديد من المواد المفيدة للبشرة و العينين وتقوية الجهاز المناعي من جوانب عدة من بينها احتواؤه على مضادات للأكسدة ..

إن لحم الخنزير صحي جدا فبإمكانه أن يساعد كذلك في خسارة الوزن بشكل صحي إن قمت بإدراجه ضمن برنامجك الغذائي .

 

خطآن علميان في قصة قوم لوط (سدوم وعمورة)

 

هذه الخرافة نقدنا بعضها بباب (الأخطاء التاريخية)، ونود هنا الإشارة إلى مسألة أخرى، جاء في القرآن:

 

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)} الأعراف

 

{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)} العنكبوت

 

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)} الشعراء

 

{وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71)} الحجر

 

{وَلُوطًا آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)} الأنبياء

 

هنا الخطأ الأول أن المثلية الجنسية ونحن نسمّيها هكذا احترامًا للمثليين ولكي لا نجرح شعور أحد، فكل البشر إخوة على اختلافاتهم وميولهم وطباعهم، لكن حقيقة الأمر أن المثلية سببها خلل في الجينات في كثير من الأحيان، وقد وجد العلماء الشذوذ في الكثير من الكائنات من الحشرات وحتى الثدييات، وحدّدوا الجين الذي يحدث اعتلاله الميل الجنسي لنفس الجنس، بدلًا من الغيرية وهي الميل إلى الجنس الآخر وهو ما عليه الأغلبية الطبيعية، بالتالي هو ما قد نسمّيه: شذوذ، ليس الأصل في الطبيعة، ولذا يستحيل أن تكون قرية بكاملها كلها مثليون جنسيًّا، مستحيل عمليًّا، الكاتب التوراتي الأبله أراد توجيه إهانة لأهل الأردن (عمُّون وموآب) الذي كانوا أقوى مقاومين وكاسرين لقوة إسرائيل قبل الميلاد، فلفَّق هذه القصة التي تنتهي بموت المدينتين وأن أصل عمون وموآب هو سفاح لوط مع ابنتيه، لأجل التطاول على الأردنيين. الخطأ الثاني تصوير الشذوذ على أنه مجرد كفر ومعصية وعناد بحت ضد الأخلاق أو الله غير سليم علميًّا في العموم، لأن له سبب جينيّ وراثيّ لا دخل فيه للشخص المثليّ. بعض البحوث تقول أن تركيب مخ المثليّ الذكر أقرب إلى الأنثى!

 

ولنقتبس فقرات من مقالات علمية لغيري:

 

المثلية الجنسية يجري تقديمها على الدوام على انها شذوذ وغير طبيعية. في عام 1120 صدر للمرة الاولى قانون يعلن ان المثلية الجنسية هي "جريمة ضد الطبيعة"، ولكن لا احد كان يهتم بدراسة فيما اذا كان الامر كذلك فعلا في الطبيعة. الاشارة الاولى على وجود مثلية جنسية لدى الحيوان صدرت عن ملاحظات جرت قبل 2300 سنة من قبل الفيلسوف والباحث في الطبيعة اريسطوطاليس، بالرغم من انه ارتكب فيها خطأ حيث اعتقد ان الاناث كانوا ذكوراً. الالتباس كان بسبب عدم معرفته ان إناث الضباع يملكون بظرا طويلا لحظة الشبق في حين اعتقد ارسطوطاليس انه قضيب. بالتأكيد كان على حق في ملاحظته ان الزوجين كانوا مثليين جنسياً ولكنهم كانوا سحاقيين وليس لواطيين، وبظرهم الطويل هو الذي جعله يخطأ في تحديد جنسهن.

منذ عصور مبكرة كانت المثلية الجنسية لدى الحيوان يجري تفسيرها بطريقة تلغيها من الوجود. في العصور الوسطى استمرت وكالات الاديان الرئيسية بالضغط على المثلية الجنسية كظاهرة طبيعية واخفائها، الى فترة قريبة. كان حتى الباحثون يقومون بتغيير تفسير الظاهرة بحيث تظهر وكأنها طقوس صراع بين ذكور القطيع للبرهنة للانثى على شدة ذكوريتهم.
عام 1999 صدر كتاب البيُلوجي الامريكي Bruce Bagemihl, بإسم Biological Exuberance: Animal Homosexuality and Natural Diversity, حيث، وخلال تسعة سنوات، قام بالاطلاع على جميع المصادر العلمية المتاحة للبحث عن وقائع موثقة عن المثلية الجنسية بين الحيوان، ليكتشف وجود كمية كبيرة من المعطيات. بنتيجة حصول كتابه على اهتمام كبير في الاوساط العلمية اصبح العديدين يجرؤن على نشر ملاحظاتهم ودراساتهم في هذا الشأن.

ما بين خريف عام 2006 واغسطس من عام 2007 قام متحف التاريخ الطبيعي في اوسلو بعرض اول معرض عن المثلية الجنسية لدى الحيوان. البيلوجي Petter Bäckman, كان احد المسؤولين عن هذا المعرض واشار الى ان عملية اقصاء الحقائق واخفائها واسعة. يقول :" نحن لانعلم على الضبط مدى انتشار المثلية الجنسية في عالم الحيوان، إذ توجد تقارير عن وجود المثلية الجنسية لدى حوالي 1،5 الف جنس من الحيوان. هذا الرقم صغير للغاية بالمقارنة مع الاجناس الموجودة والتي تصل الى 1،5 مليون جنس".



ان الممارسة الجنسية المثلية لاتؤدي الى الحصول على نسل يعتبر الدليل الرئيسي لمدعيي ان المثلية الجنسية غير طبيعية، من حيث ان المواقعة الجنسية تهدف لتبادل المورثات. هذا التوضيح لايتفق معه العالم Magnus Enquist, من جامعة ستوكوهولم
يقول ماغنوس : " اعتقد ان جميع الحيوانات تسعى للجنس لكونها عملية ممتعة. عملية التطور تكافئ الفرد الذي يشعر بالمتعة عند قيامه بالمواقعة الجنسية، وبهذا الشكل انتخب التطور الافراد الساعين للجنس من اجل مصلحته الشخصية". ماغنوس يشير الى وجود فرق بين الاجناس الذي تهتم بالجنس ولديها اهتمامات اجتماعية بالمقارنة مثلا مع قطيع الوعول (احد انواع الوعول) التي تلتقي مرة واحدة في السنة في فترة التلاقح، ليقوم بالعملية الجنسية في ربع ساعة ثم يفترقان الى العام القادم.

"
المثلية الجنسية جرى ملاحظتها غالبا عند الاجناس الذكية نسبيا، وخصوصا الاجناس الاجتماعية والتي تملك نظام اجتماعي معقد"، يقول بيتير بوكمان. هذا الامر لربما بسبب ان هذه الاجناس هي التي جرت دراستها اكثر، ولكن من جهة اخرى في مثل هذه الظروف يمكن للمثلية الجنسية ان تلعب دورا مهما في حياة عضو المجتمع، مثلا ان تقوم بخلق الروابط وبناء التحالفات. مثال على ذلك الدب الاسود الامريكي والذي يعيش في مجموعات اجتماعية من فردين الى خمسة افراد، وبينهم جرى ملاحظة وجود مثلية جنسية. في حين ان الدب البني يعيش منفردا وينفر من التجمعات ويعمل على الحفاظ على منطقته الحيوية من الاختراق، وعند التلاقي يتبادل الضربات والعضات مع الاخرين.


بين بعض الحيوانات تكون المثلية الجنسية قاعدة اساسية من اجل تأسيس علاقة طيبة مع بقية افراد القطيع، الامر الذي نراه لدى الدلافين وبعض الحيوانات المتوحشة ولدى بعض انواع القرود. عند بعض هذه الانواع سيصبح الفرد الرافض بشدة للممارسة المثلية معزولا عن القطيع بدون اصدقاء او حماية.

"
بالتأكيد لانستطيع ان نعلم بالضبط فيما إذا كان الحيوان يستمتع بالجنس في كل مرة يمارسه. إذا قام الذكر بالنفخ واللهث فإنه من السهل ان نفهم مايحدث، ولكن الحيوان قادر ان يستمتع بدون ان يصل بالضرورة الى مرحلة الاورغازم، وعندما يتعلق الامر بالاناث فنحن نعلم اقل لضعف الدراسات في هذا المجال"، يقول بيتر.

هل الذكر المهيمن وحده الذي يحصل على المتعة من العلاقة المثلية؟ هل يحصل الحيوان الذي يلعب دور المتلقي على متعة جنسية من دوره؟

يجيب بيتر: ببساطة يجب دراسة سلوك الحيوان وعلى اساس ذلك استخلاص النتائج. بالنسبة للاناث يمكن اخذ الدلفين والقرود كمثال بإعتبارنا نعلم عنهم بشكل افضل. نحن على ثقة من ان الاناث تستمتع من الممارسة الجنسية المثلية. الطاقة التي تبذلها يوميا من اجل الحصول على جماع يشير الى انها تحصل على متعة. وحتى عندما يستخدم الجنس بين المثلييات الاناث كطريقة " للدفع" مقابل فوائد اجتماعية يدل هذا الامر على ان المتلقية تسعى الى متعة جنسية.

لسنا متأكدين ان ذكور الحيوان تستمتع بالجنس المثليي كما تفعل الاناث، ولكن العديد من الدلائل تشير الى ان ذلك يحدث فعلا. افضل الامثلة التي جرت دراستها هي القرود ، وهنا نرى الكثير من الامثلة على علاقة جنسية ممتلئة بالرقة من كلا الطرفين. في حالات اخرى نجد ان الذكور تتبادل الادوار في المواقعة الجنسية.

توجد العديد من الامثلة الاخرى. بين الحيوانات ذات الحوافر (او  الاظلاف ؟) مثلا توجد تقاير عن ذكور تحصل على انتصاب عندما تكون تحت ذكور اخرى، كما توجد تقارير عن حيتان تقوم بوضع فتحتها الشرجية على زعانف حوت اخر في محاولة للحصول على متعة جنسية. من يحاول استخدام الزعنفة لابد انه يحصل على متعة تدفعه لذلك.



البجعة السوداء مثال ممتاز بجنس من الحيوان يكون فيه الجنس المثليي ذو منفعة فعلية، على الاقل بالنسبة للذكور المثليين. عندما يصبح ذكرين من البجع مع بعض تتحسن قدرتهم على حماية منطقة حيوية كبيرة بالمقارنة مع زوجين غير مثليين. احد الذكرين او كلاهما يقومون بتلقيح انثى ويحصلوا منها على بيوض ثم يقوموا بطرد الانثى من المنطقة، في حين يتناوبوا بنفسهم بالجلوس على البيض. حسب الملاحظات، تملك الافراخ التي تنتمي الى ابوين مثليين حظا اكبر في البقاء على قيد الحياة بالمقارنة مع الافراخ الاخرين.

Magnus Enquist
يختلف مع بيتر في هذا الاستنتاج. يقول: " لااعتقد ان الانتخاب الطبيعي قدم افضليات للذكرين المثليين. إذا كان الامر كذلك لماذا لم تصبح بقية الذكور مثلية؟. شخصياً ، يتابع ماغنوز، اعتقد انه ببساطة يهتم الزوجين جنسيا ببعضهم البعض، ويفضلون شريك من الجنس نفسه. ليس كل شئ يحدث في الطبيعة يجب ان يكون له وظيفة، فالكائن هو باكيت كبير يتطور طول الوقت، حاصلا على خصائص ايجابية وسلبية، وليس كل شئ له معنى".



وعلى كل الاحوال يظهر وكأن التطور قدم افضليات للذكور المثليين بالمقارنة مع الاناث المثليات. وهنا يشير الى وجود اختلافات بين الانواع. عند الحيوانات اللبونة نجد ان المثلية منتشرة اكثر بين الذكور، ولكن ليس عند الجميع. عند الغزلان نجد ان الاناث هي المثلية. وبالرغم من ان ذكور البجع الاسود هم الذين يقيمون علاقة زوجية نجد ان الاناث هن المثليات لدى العديد من الانواع الاخرى من الطيور. توجد العديد من السلوكيات لدى انواع الحيوان بقدر عدد الانواع، وهي سلوكيات تنشأ ردا على مشاكل معينة في حياة الحيوان، والمثلية الجنسية هي احد الحلول لهذه المشاكل.
اسباب نشوء المثلية الجنسية قد تختلف بين الانواع، ولكن من حيث الاساس تحكمها الرغبة الجنسية الواحدة. جميع الحيوانات تسعى بنشاط لتحقيق رغباتها الجنسية، بما فيه الانسان. من هنا لايمكن الكلام عن دوافع جنسية بيلوجية تهدف الى التكاثر ولاعلاقة لها بالمتعة. كون ان الحيوانات يظهر عندها مثلية جنسية وهذا الامر يتطور لينشأ عليه وظائف اجتماعية امر يدخل في حكم الطبيعة. الجنس يملك بالدرجة الاولى وظيفة اجتماعية عند الكثير من الانواع، ويمكن ان نرى الامر نفسه عند الانسان نفسه، حيث القسم الاكبر من نشاطه الجنسي له وظائف لاعلاقة لها بالتكاثر. من هذا المنظار ليس غريبا وجود المثلية الجنسية لدى الحيوان والانسان على السواء. على العكس، يملك الانسان العديد من السلوكيات الغير طبيعية، مثلا ان يقف امام خيار: ان ينام في سريره ام يتنزه في سيارته.
 

موضوع مترجم عن مجلة البيلوجيين الحقليين السويدية، العدد 1-2 لعام 2008.
Fältbiologen nr. 1-2, 2008
Homodjuren förenar nytta med nöje
Lars Axelsson s.21-23

 

اللواط عند الحيوانات الداجنة
ليس استثناء ان الحيوانات الداجنة التي يقرر الانسان ظروف حياتها، يظهر عندها انحرافات عن تصرفاتها المألوفة عنها في الحياة الطبيعية. الحصان الذي دجنه الانسان منذ زمن طويل ووضعه في ظروف غير طبيعية نجد ان المعزولين في جماعات تتآلف من ذكور فقط يقوم بعض أفرادها بتمثيل دور الانثى في  العملية الجنسية.بعض انواع العصافير مثل الفينكار نجد انها في ظروف الحجز الغير طبيعي تنشئ ازواج من جنس واحد إذا لم يكن هناك عدد كافي من الجنسين  ومع بعضها تصبح ازواج لواطية تتبادل الممارسة الجنسية حتى ولو ادخل اليها اناث قيما بعد، فأنها لاتتخلى عن " زوجها" لتصبح شكل العلاقة لايختلف عن شكل العلاقة الطبيععية.

 

من المثير ان الحيوانات البرية تصبح شاذة إذا وضعت في بيئة محصورة ولم يكن هناك إمكانية للحيوانات للاتصال بأفراد جنسها، إنها لاتمتنع عن محاولة الاتصال الجنسي بالحيوانات الاخرى مهما كان نوعها.   الفيل نموذج لمثل هذه التصرفات إذ تبرز عنده بسرعة تامة بين الافيال الفتية التي ليس لها تجربة.


العالم مويليكر C. W. Moeliker قام ببحث مدهش وغريب حصل بموجبه على جائزة نوبل لاغرب بحث علمي . والبحث كان نتيجة ملاحظة لحادثة جرت امام عينيه بالصدفة، إذ عندما كان جالساً بمكنتبه شاهد بطة طائرة خلف بطة اخرى الى ان اصطدمت الاولى ، التي كانت تطير مذعورة ، بأحد الشبابيك القريبة منه وسقطت الى الارض. خرج موليكر بسرعة لمعاينة الامر فوجد ويللغرابة ان البطة الثانية تمارس فعل الجنس مع الاولى الساقطة. بعد الانتظار بضعة دقائق لإنتهاء عملية الممارسة الجنسية وذهاب المغتصب تبين لموليكر ان البطة المغتصبة كانت ميتة بتأثير الاصطام بالنافذة، ولكن ماآثار دهشته ان البطة كانت ذكراً وليست انثى. أي ان ذكر البطة ليس فقط مارس المواقعة الجنسية مع جثة ولكنه ايضا كان يمارس " اللواط" بالذات إذا استخدمنا التعابير البشرية.

 

بعض الضفادع مثل Bufo marinus تتكون من ثنائية الجنس. يكون الجانب الاسفل  الضفدع "ذكري" في حين الجانب الاعلى "انثوي". عندما يجري التلقيح، يحدث ان يستلقي العشرات منهم بعضهم فوق بعض، ليصبح كل منهم ملاقح وملقح في نفس الوقت.

 

التلقيح الاحادي الجنس "العذري" او السحاقي
عند بعض السحالي في امريكا الشمالية يجري التكاثر الوحيد الجنس بدون الحاجة الى ذكر اصلا. الاجيال القادمة تكون نسخة تامة عن الام، وهم ايضا اناث فقط. من الغريب انهم يحتاجون الى اجراء عملية "اجرائية" من اجل ان تتمكن الانثى من وضع البيضة. هذه العملية هي نفس "شكل العملية عند الانواع الاخرى التي تحتوي على دور للرجل واخر للانثى. غير ان دور الذكر تلعبه احدى الاناث، وعندما يأتي دورها تلعب انثى اخرى نفس الدور معها، وهو دور تظاهري لاغير يحفز عملية التلقيح الذاتي.

 

لتأكيد المسألة فخلال عملي بمزرعة دجاج لاحظت بنفسي وبعيني أن عنبر الفرز الخاص بالديوك والدجاج المريض به تكاد تكون القاعدة هي الشذوذ الجنسي للذكور، ربما لتجميع مسؤولي العمل كل الأمراض والمرضى هناك باستمرار، ما أن كنا نلقي ديكًا مريضًا حديثًا حتى يقف الديوك في طابور للاعتداء عليه جنسيًّا بدون أي عقل أو إدراك، كنت أضربهم ثم يعودون بعد تركهم للاعتداء عليه مجدَّدًا بشكل آلي، وفي مرتين خلال عملي لشهور بتلك الوظيفة لاحظت بشكل غير مؤكد في العنابر العادية ما قد يكون أنثى تحاول التحرش بأنثى ونقرها لكنها كانت تهرب في زحام العنبر منها ولا أتمكّن من التأكد من ملاحظتي. لكن المؤكد شيوع شذوذ الذكور بعنبر الفرز ربما بحكم مطيات كقوة الذكور وفعلهم الجنسيّ المشاهد والحركيّ. وشاهدت مؤخرًا خروفًا يحاول النزو على آخر بينما كان هو ينزو على نعجة! وهو أمر مضحك.

 

المفهوم الديني لخلق الله كل شيء بتقدير وتناقضه مع الواقع والعلم

 

جاء في سورة النور هكذا: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}، وفي سورة الفرقان {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)}، وغيرها من آيات مماثلة. و{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)} فصلت و{أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)} فصلت.

 

وغيرها من آيات مشابهة، لا نعتقد وفقَ المنظور العلمي والواقعيّ بوجود تقدير إلهي لصنع الكائنات الحية وغيرها، تحدث طفرات كثيرة عشوائية عفوية لعدم إحكام طريقة نسخ الجينات لنفسها في الطبيعة، شيء يُعرف بأخطاء نسخ الجينات، هو مصدر للأمراض الوراثية، وأحيانًا مصدر للصفات النافعة التي تتعرَّض للانتخاب وتؤدِّي إلى تطور شكل وصفات النوع، كما نعلم من معلومات النشوء والتطور، لو بحثنا في النت وفي الكتب التي تتحدث عن الأمراض الوراثية عند البشر_مثلًا_لوجدنا أشياء رهيبة حقًّا، من يموتون رضعًا بسبب مرض متلازمة من متلازمات التمثيل الغذائي الكثيرة جدًّا، مجرد خلل في إنزيم أو شيء قد يجعل إنسانًا يموت من بعض البروتينات أو الدهون، وأحيانًا بعمر الرضاعة بمجرد رضاعة لبن أمه أو سبع إلى عشر سنوات، وأمراض جلدية وراثية عديدة كالجلد السمكيّ والجلد الفقاعي والوليد المهرِّج وغيرها، وأمرض الحثل العضلي والعصبي وغيرها، لو عرضت كل ملفات المعلومات عن المسألة لنسخت لكم محتوى مواقع كاملة ناهيكم عن كتب بالإنجليزية والعربية، فقط ابحث عن كلمة متلازمات أو أمراض وراثية، Syndroms، هذه صور من الحالات القصوى الشديدة لأجنة وأطفال أحسب معظمهم كانوا مرضى بشدة ومشوهين بحيث لم يعيشوا كثيرًا، كما أعتقد، لصالحهم وراحتهم! وعرضت صورًا لمتلازمتين فقط كمثالين.

 

 

 

تشوه متلازمة عروس البحر

 

 

 

من صور متلازمة الوليد المهرج أو تقشر الجلد ichthyosis كمثال واحد من مئات الأمراض، نادر أن يعيش المصاب به حتى يكبر حتى الحالات من الدرجات الأخف:

 

 

متلازمة جولدنهار

 

 

 

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)} القصص

 

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} لقمان

 

{اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)} الرعد

 

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)} آل عمران

 

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)} فاطر

 

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)} يونس

 

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)} سبأ

 

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} الأنعام

 

نحن نقول كأصحاب توجه علمي أن التفسير العلمي من علم الجينات والوراثة هو حدوث اختلالات في نسخ الجينات بالحذف والتكرار والتضاعف والنسخ بالإبدال وغيرها، وأحيانًا بفشل الالتحام بين الكرموسومات، المتدينون من مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس وغيرهم يقولون أن هذا بإرادة إلهية، لو اعتبرنا كلامهم صحيحًا فكنا سنعتبر أن إلههم مريض نفسيّ يحتاج إلى رقم وعنوان طبيب نفسي جيد أوصيه به لأن هذه ستكون أفعالًا غير طبيعية وشريرة جدًّا من إله، عندما يجد الوالدان في دولة متحضرة ابنهما يقتل القطط ويعذبها يقومون بالذهاب به إلى طبيب نفسي لتدارك الأمر قبل تفاقمه وتحول الطفل إلى رجل كبير مختل أو مجرم جانح، فما بالك بالشخصية الخرافية المفترَض أنها تدير أمور الكون لو اتضح أنها تديره بجنون وشر أو حتى بفرضية أخرى بإهمال أو أسلوب فاشل؟! أليس التفسير العلمي واللاديني أفضل وهو الصواب؟!

 

إنزال الحديد؟!

 

{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}

 

زعم زغلول النجار ومن على شاكلته من دجّالين أن هذا النص "الآية" فيه معجزة علمية! فقالوا أن الحديد لا يُنتَج إلا في المستعرات النووية الشمسة داخل نجم (شمس) لتحدث اندماجات نووية للذرات من ذرة الهيدروجين الأساسية التي تصنع كل العناصر المعروفة، لكن كلامهم منطوٍ على مغالطة، لأن كل العناصر غير الهيدروجين عمومًا من أول الهليوم وحتى الحديد والذهب واليورانيوم مصدرهن النجوم نتيجة الاندماجات النووية نتاج ضغط التجاذب الشديد لسحب الهيدروجين التي تصنع النجوم وطاقتها، لو كان الأمر كذلك لما كان النص خص الحديد فقط، فلا تميز له بهذه الصفة، بل كل العناصر والأرض نفسها كلها مصدرها في النهاية هي وموادها نجم ما انفجر (سوبر نوﭬا) فتناثرت أجزاؤه وبردت مع الزمن، لكن لا شك أنه منذ لحظة كانت الأرض كرة ملتهبة وحتى بردت فإن الحديد كان من ضمن مكوناتها التي فيها، ولم ينزل عليها من خارجها. فهذا خطأ علمي وخرافة، محمد ككل عقليات البدائيين اعتقدوا أن كل شيء على الأرض وكل الخيرات أنزلها الله الخرافي من السماء للأرض، هذا معتقد له متوازياته عند البدائيين منذ القدم، لم أطالع من نصوص البدائيين الكثير سوى دين الشنتو الياباني القديم في كتابه الكوجيكي وفيه نفس الفكرة، كتب سليمان مظهر في (قصة الديانات)_نشر مكتبة مدبولي، عند حديثه عن الشنتو، عنوانًا قال فيه: من ثقب في السماء سقط كل شيء.

 

العسل ليس علاجًا ولا دواءً

 

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} النحل

 

روى البخاري:

 

5680 - حَدَّثَنِي الحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " الشِّفَاءُ فِي ثَلاَثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ " رَفَعَ الحَدِيثَ وَرَوَاهُ القُمِّيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي العَسَلِ وَالحَجْمِ»

 

وانظر أحمد 14701 و(14252) و (14598) و2208 و27256 وابن أبي شيبة 7/443،  (5680) و(5681) و (5683) و (5702) و (5704) ، ومسلم (2205) (71) ، وأبو يعلى (2100) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/195، والطحاوي 4/322، والبيهقي 9/341، والبغوي (3229)

 

وانظر البخاري5683 و5702 و5704 ومسلم 2205 وأحمد 14701 و14252 و14598 و2208 و11146

 

بالتأكيد العسل هو غذاء ومقوٍّ عام فقط، وليس علاجًا لأي مرض، والطريف أن بعضهم يعالج مرض السكر بشرب العسل! وربما كذلك السرطان وغيرها!

 

وروى البخاري:

 

5716 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَقَالَ إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ تَابَعَهُ النَّضْرُ عَنْ شُعْبَةَ

 

ورواه مسلم 2217 وأحمد 11146

 

هنا الحالة واضحة، تلوث في المعدة وقد نفت نفسها بالإسهال (الاستطلاق)، وليس لذلك أي علاقة بالعسل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من الأخطاء العلمية في الأحاديث

 

إجراآت طبية خاطئة علميًّا

 

علاج جرح ملوث داخليًّا بكي خارجي لا يفيد

 

روى مسلم:

 

[ 2207 ] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى واللفظ له أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه

 

 [ 2207 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن أخبرنا سفيان كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد ولم يذكرا فقطع منه عرقا

 

 [ 2207 ] وحدثني بشر بن خالد حدثنا محمد يعني بن جعفر عن شعبة قال سمعت سليمان قال سمعت أبا سفيان قال سمعت جابر بن عبد الله قال رمي أبي يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 [ 2208 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال رمي سعد بن معاذ في أكحله قال فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص ثم ورمت فحسمه الثانية

 

روى أحمد بن حنبل:

 

14252 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رُمِيَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ، فَأَصَابَ أَكْحَلَهُ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُوِيَ عَلَى أَكْحَلِهِ "

 

إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان- وهو طلحة بن نافع-، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (1018) ، ومسلم (2207) ، وأبو يعلى (2287) ، وأبو عوانة في الطب كما في "الإتحاف" 3/172، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/321، والحاكم 4/214 و417، والبيهقي 9/342 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن الأعمش بالأرقام (14257) و (14379) و (14989) . وسيأتي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كوى سعد بن معاذ في أكحله من حديث جابر برقم (14343) . وفي باب جواز الكى حديث جابر الآتي برقم (14707) .

 

14905 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ مِنْ رَمْيَتِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر أحمد (14343) . وأخرجه ابن سعد 3/429 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1745) ، وأخرجه أبو داود (3866) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما (الطيالسي وموسى) عن حماد بن سلمة، به.

 

تأخر محمد في اتخاذ القرار ببتر الجزء الملوث من رجل سعد، وظل يقوم بعلاج خاطئ ليس له تأثير سوى في تعذيب المريض، لاحقًا كما هو معروف في الأحاديث بدأ يحاول البتر لمنع تسمم الجسم عدة مرات، لكن كان الأوان قد فات وتسمم جسد صديقه المتعصب، لأنه ضيّع الوقت بجهلٍ بعلاج خارجي لتلوث داخلي وهو إجراء عبثي غير مجدٍ.

 

علاج مرض داخلي (مرض في القلب ربما تصلب شرايينه أو مرض رئوي تنفسي) بكي خارجي

 

روى الترمذي:

 

2050 - حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا يزيد بن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم كوى اسعد بن زرارة من الشوكة

 قال أبو عيسى وفي الباب عن أُبَيٍّ وجابر وهذا حديث حسن غريب

 

قال الألباني: صحيح

 

وروى ابن ماجه:

 

3492- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي يَحْيَى ، وَمَا أَدْرَكْتُ رَجُلاً مِنَّا بِهِ شَبِيهًا ، يُحَدِّثُ النَّاسَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ ، وَهُوَ جَدُّ مُحَمَّدٍ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ ، أَنَّهُ أَخَذَهُ وَجَعٌ فِي حَلْقِهِ ، يُقَالُ لَهُ الذُّبْحَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : لأُبْلِغَنَّ أَوْ لَأُبْلِيَنَّ فِي أَبِي أُمَامَةَ عُذْرًا فَكَوَاهُ بِيَدِهِ فَمَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ مِيتَةَ سَوْءٍ لِلْيَهُودِ ، يَقُولُونَ : أَفَلاَ دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ ، وَمَا أَمْلِكُ لَهُ ، وَلاَ لِنَفْسِي شَيْئًا.

 

قال شعيب الأرنؤوط ومساعداه في تحقيقهم لسنن ابن ماجه عن إسناده: صحيح وهو مرسل صحابي على الأرجح، فإن يحيى بن أسعد بن زرارة قد اختُلِف في صحبته بناءً على الاختلاف في نسبه: هل هو ابن أسعد بن زرارة لصلبه أم لا، فإن كان لصلبه، فهو صحابي بلا شك، لكنه صغير، فقد توفي أبوه في السنة الأولى للهجرة، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 423  (24079) وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 2197 عن محمد بن جعفر غُندر به، وأخرجه أحمد في مسنده 16618 و23207 من طريق أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض أصحاب النبي...وسنده حسن.

 

وروى أحمد:

 

16618- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَوَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدًا، أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ فِي حَلْقِهِ مِنَ الذُّبْحَةِ ، وَقَالَ: " لَا أَدَعُ فِي نَفْسِي حَرَجًا مِنْ سَعْدٍ أَوْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ "

 

قال عن شعيب الأرنؤوط ومساعداه في تحقيقهم لابن ماجه أنه حسن، ثم عاد وغير رأيه في تهرب وتناقض في طبعة دار الرسالة فقال هو وفريقه: إسناده ضعيف، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، مدلس وقد عنعن، وهو منقطع حسب رواية (ظ12) ورواية ابن سعد الموافقة لها، والتي ليس فيها لفظ "عن أبيه" بعد عمرو بن شعيب.// فرواه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن الفضل بن دكين، عن زهير: وهو ابن معاوية الجعفي، عن أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. دون ذكر "عن أبيه".//وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/98، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات!// قلنا: وقد اختلف في متنه كذلك، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعدا أزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاد أسعد بن زرارة، وبه شوكة، فلما دخل عليه قال: "قاتل الله يهود، يقولون لولا دفع عنه، ولا أملك له ولا لنفسي شيئاً، لا يلوموني في أبي أمامة"، ثم أمر به فكوي، وحجَّر به حلقه، يعني بالكي.// قلنا: وهذا إسناد مرسل، أبو أمامة أسعد بن سهل، له رواية، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يدرك جده لأمه أسعد بن زرارة.// وأخرجه ابن ماجه (3492) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن ابن سعد بن زرارة الأنصاري، عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة يحدِّث الناس أن سعد بن زرارة- وهو جد محمد من قبل أمه- أنه أخذه وجع في حلقه، يقال له الذبحة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأُبْلغَنَّ أو لأُبلين في أبي أمامة عذراً"، فكواه بيده، فمات، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ميتة سوء لليهود، يقولون: أفلا دفع عن صاحبه؟ وما أملك له ولا لنفسي شيئاً".// قلنا: وهذا إسناد مرسل، يحيى بن أسعد بن زرارة، مختلف في صحبته، قال ابن عساكر: إن كان هو ابن سعد بن زرارة لصلبه فلا ريب في صحبته: لأن أباه مات في السنة الأولى من الهجرة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، مختلف في صحبته، وقال المزي في "تحفة الأشراف" 9/103: الصحيح أنه لا صحبة له. وكذلك قال ابن عساكر: الأصح أن لا صحبة له.// وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن محمد بن عمر، عن ربيعة ابن عثمان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كانت بأَسعد الذبحة، فكواه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عمر: وهو الواقدي، متروك، وأبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، مدلس، وقد عنعن.// وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/610 عن الفضل بن دكين، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كواه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين في أكحله. وهذا إسناد ضعيف لعنعنة أبي الزبير.// وأخرجه ابن سَعْد 3/610 عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال: أخذت أسعد بن  زرارة الذبحة، فأتاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "اكتوِ، فإني لا ألوم نفسي عليك". قلنا: وهذا إسناد منقطع. محمد بن عبد الرحمن بن سَعْد بن زرارة يروي عن أولاد الصحابة الذين لم يدركوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.// وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/944 عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن سعد بن زرارة اكتوى في زمان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات.

قال السندي: قوله: من الذبحة، هي بذال معجمة وياء موحدة وحاء مهملة في "القاموس" كهُمَزَة وعِنَبة: وجع في الحلق، أو دم يخنق فيقتل، وفي "النهاية" هي بفتح باء وقد تسكَّن: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسدّ معها، وينقطع النفس فتقتل والحاصل أنه داء يقتل،  قوله: "حرجاً"، أي: ضيقاً، أي: إن تركت بعض الأدوية يضيق النفس من ذلك إن مات، فلا أفعل ذلك.

 

17238 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ - وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ يَوْمَ الْعَقَبَةِ - أَنَّهُ أَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَالَ: " بِئْسَ الْمَيِّتُ لَيَهُودُ - مَرَّتَيْنِ - سَيَقُولُونَ: لَوْلَا دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ ؟ وَلَا أَمْلِكُ لَهُ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَأَ تَمَحَّلَنَّ لَهُ " . فَأَمَرَ بِهِ، وَكُوِيَ بِخَطَّيْنِ فَوْقَ رَأْسِهِ، فَمَاتَ

 

إسناده ضعيف، أبو أمامة بن سهل بن حنيف- وإن كانت له رؤية- لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد قال الحافظ فيما تقدم: يحتمل أن يكون حمله عن والده أو غيره من أهله، وزمعة بن صالح- وإن يكن ضعيفاً - تُوبع كما سيرد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (5583) من طريق أبي قُرَة- وهو موسى بن طارق الزَّبِيدي قال: ذكر زمعةُ بن صالح، عن يعقوب بن عطاء- وهو ابن أبي رباح المكي- عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه قال: دخل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أسعد بن زرارة يعوده... وهذا الإسناد

 

وروى مالك في الموطأ (رواية الزهري وترقيمها):

 

1984 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أنه قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ اكْتَوَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الذُّبْحَةِ , فَمَاتَ.

 

 

واضح أن محمدًا لم يعرف شيئًا عن أسباب أمراض القلب ولا ماهيته، وفي زمنه كانت العلاجات الأكثر تقدمًا في الدول الكبرى المتحضرة كفارس وبيزنطة والشام متأخرة جدًّا بالنسبة لعلومنا الحالية، ووضع بلاد شبه جزيرة العرب حتمًا كان ظلامًا دامسًا، وتخبط محمد وجرب على صاحبه علاجًا خرافيًا من علاجات الجهل القديمة أيْ الكي الخارجي وحرق جزء من الجلد، بدون فائدة، سوى أنه عذَّب به مريضًا بالقلب في حالة متأخرة ويحتضر، بل لعله كما تثبت الرواية عجَّلَ بموت الرجل نتاج الألم الشديد ورد فعل القلب من الإنهاك وردود فعل الجسم العصبية. لذلك لاحقًا بسبب تجربته المريرة هذه مرتين، سينهى محمد عن العلاج بالكي ويكرِّهه:

 

روى البخاري:

 

5681 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ

 

 

رواه أحمد 2208 وانظر أحمد 14905 و14343 و14225 و14985 و17238

 

5683 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ

 

5705 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمْ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ أَمِنْهُمْ أَنَا قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

 

6541 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ح قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ و حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْأُمَّةُ وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعَشَرَةُ وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ هَؤُلَاءِ أُمَّتِي قَالَ لَا وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ قَالَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ قُلْتُ وَلِمَ قَالَ كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

 

وروى أحمد:

 

3701 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: صَاحِبٌ لَنَا يَشْتَكِي، أَنَكْوِيهِ ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: أَنَكْوِيهِ ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: " اكْوُوهُ وَارْضِفُوهُ رَضْفًا

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320 من طريق أسد بن موسى، والشاشي (733) ، والحاكم في "المستدرك" 4/416، من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأبو الأحوص لم يخرج له البخاري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7601) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320، وابن حبان (6082) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10275) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/99، ونسبه إلى الطبراني، وقال: ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. ورواه أحمد برقم (3852) و (4021) و (4054) . والحديث من طريق شعبة سيرد عقب الحديث (3718) في نسخة (ظ14) فقط. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/6 برقم (3669) من طريق أبي أحمد الزبيري -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/214، والبيهقي في "السنن" 9/342، من طريقين عن سفيان، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن أبا الأحوص لم يخرج له البخاري.

 

قوله: "وارضفوه": قال ابن الأثير: أي: كمدوه بالرضْفِ. والرضْف: الحجارة المحماة على النار واحدتها رَضْفَة. وقال السندي: وارضفوه: من رضفه كضرب، إذا كواه. قلنا: قد ورد في آخر الحديث من طريق شعبة، قول عبد الله: وكره ذلك، وفي آخر الحديث (4045) قوله: كأنه غضبان، مما يدل أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اكووه" على سبيل الكراهة الشديدة، لا على سبيل الإباحة المطلقة.

 

3701 م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ نَاسًا سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَاحِبٍ لَهُمْ يَكْوِي نَفْسَهُ ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: " اِرْضِفُوهُ، اَحْرِقُوهُ " قَالَ: وَكَرِهَ ذَلِكَ.

 

هذا الحديث، انفردت نسخة (ظ14) من المكتبة الظاهرية بإيراده في هذا الموضع، والأظهر أن ذكره هنا هو الصواب، لأن الإمام أحمد يورد هنا -كما هو ظاهر- ما يرويه عن شيخه محمد بن جعفر، ولم يورد هذه الرواية في موضع آخر من المسند، وقد تقدم برقم (3701) عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وتقدم هناك تخريجه من طريق شعبة، بهذا الإسناد.

 

4021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى، أَفَنَكْوِيهِ ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ "

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي - فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (19517) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن " 9/342.

4054 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ نَسْتَأْذِنُهُ أَنْ نَكْوِيَهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ الثَّالِثَةَ ؟ فَقَالَ: " ارْضِفُوهُ إِنْ شِئْتُمْ " كَأَنَّهُ غَضْبَانُ

 

حديث صحيح، زهير - وهو ابن معاوية -، وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وسلف برقم (3701) بإسناد صحيح.

 

الكلمة إذن قالها محمد تعبيرًا عن رفضه وسخطه من إصرارهم على هذا العلاج الخرافي، بأسلوب السخرية لأن الرضف هو الكي بالحجارة الساخنة. نموذج لتناقض أفعال محمد وتغييره لتعاليمه بناءً على التجربة والخطأ، لكنْ للأسف فهذه هنا تجارب في البشر، ولكن على الأرجح على الأقل كانت نواياه طيبة رغم جهله التام.

 

وروى أحمد كذلك عن ممارسات الكي الخارجي في عصر محمد:

 

12416 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَوَانِي أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، " فَمَا نُهِيتُ عَنْهُ "

 

إسناده حسن من أجل عمران -وهو ابن داور القطان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "مسند الطيالسي" (2015) . وأخرجه الطحاوي 4/321، والحاكم 4/417 من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي، عن عمران القطان، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده. وعلق البخاري في "صحيحه" (5721) عن عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: كُويت من ذات الجنْب ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حى، وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضْر وزيد بن ثابت، وأبو طلحة كواني. وأخرج فيه موصولاً برقم (5719) عن عارم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: أن أبا طلحة وأنس بن النضر كوياه، وكواه أبو طلحة بيده. وانظر في الكلام على الكي "شرح معاني الآثار" 4/320-324، و"فتح الباري" 10/155-156.

 

وروى البخاري:

 

5719 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ قُرِيءَ عَلَى أَيُّوبَ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَكَانَ هَذَا فِي الْكِتَابِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَأَنَسَ بْنَ النَّضْرِ كَوَيَاهُ وَكَوَاهُ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِهِ وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنْ الْحُمَةِ وَالْأُذُنِ

قَالَ أَنَسٌ كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي

 

وعلى النقيض توجد مرويات بالنهي عن الاكتواء وعن الرقي رغم وجود أحاديث فيها رقي، روى أحمد:

 

2448 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ، قَالَ: وَكَيْفَ فَعَلْتَ ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ، قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ (1) حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهْطَ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلَ، وَالرَّجُلَيْنِ (2) وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ " ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ، فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلامِ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا قَطُّ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ " فَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِمْ، (3) فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ (1) يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "، (2)

 

(1) في (ظ9) : حديثاً، وفي (ظ14) : حديثاً حُدثناه عن الشعبي.

(2) قال السندي: هكذا في النسخ، وفي "مسلم": والرجلان، كما هو الظاهر، ووجهه نصب "الرهط" و"الرجل" على أنه عطف على النبي، وجعل "معه" حالاً عنه مقدماً.

(3) في (ظ9) و (ظ14) : مقالتهم.

(1) في (م) : فيهم.

(2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (6541) عن أسِيد بن زيد، ومسلم (220) (374) ، وأبو عوانة 1/85-86 من طريق سعيد بن منصور، وابن حبان (6430) ، وابن منده في "الإيمان" (982) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1163) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثلاثتهم عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (3410) و (5705) و (5752) و (6541) ، ومسلم (220) (375) ، والترمذي (2446) ، وأبو عوانة 1/86، وابن منده (983) و (984) ، والبغوي (4322) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مختصراً بقصة دخولِ السبعين ألفاً الجنة برقم (2954).  وقوله: "لا رُقية إلا من عَيْنٍ أو حُمَةٍ" سيأتي من حديث سهل بن حنيف 3/486، ومن حديث عمران بن حصين 4/436 و438 و446.

الحُمَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/446: السم، ويُطْلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج.

 

18217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقَّارُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدِيثًا، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ لَمْ أُمْعِنْ حِفْظَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَقِيتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي وَجْزَةَ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ حَسَّانُ: حَدَّثَنَاهُ عَقَّارٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى"

حديث حسن من أجل عقار بن المغيرة، وسلف الكلام عليه في الرواية (18200) ، ومجاهد قد سمعه من عقار دون واسطة، كما صرح به في هذا الإسناد، ثم استثبته من حسان بن أبي وجزة عنه، وحسان هذا - وإن يكن مجهول الحال- تابعه مجاهد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ومنصورة هو ابن المعتمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/69- ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 20/ (892) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/95، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/65 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7605) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/65 من طريق جرير، عن منصور، به. وأخرجه الطيالسي (697) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1166) من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن عقار، به، ولم يذكر حسان. وقد سلف بالرقمين (18180) و (18200) ، وسيرد (18221) .

 

18200 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ الْعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اسْتَرْقَى وَاكْتَوَى " وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّتَيْنِ: " أَوْ اكْتَوَى "

 

إسناده حسن من أجل العَقار بن المغيرة، فقد روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له الترمذي وابن ماجه والنسائي هذا الحديث فقط، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله. وأخرجه المزي في "التهذيب" 20/187 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (763) - ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" 4/415- والطبراني في "الكبير" 20/ (890) من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعلقه البخاري في "تاريخه" 7/95 عن ابن عيينة، به، بلفظ: "ليس منا من اكتوى أو استرقي".  وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (891) ، والدارقطني "العلل" 7/116 من طريق عبد الله بن محمد بن أبي مريم، عن الفريابي- وهو محمد ابن يوسف- عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، به. وعبد الله بن محمد ابن أبي مريم ضعيف. وقد سلف برقم (18180). وسيرد بالرقمين (18217) و (18221) .

 

وعلى الأقل محمد تعلم الدرس أما أصحاب العقليات الخرافية فلم يستمعوا لنصيحته، روى أحمد:

 

19989 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا، فَلَمْ يُفْلِحْنَ وَلَمْ يُنْجِحْنَ "

 

إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. والإسناد الثاني يرويه حماد عن سعيد الجريري، وروايته عنه قبل الاختلاط. ثابت: هو البناني، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير، وأبو العلاء: هو يزيد أخو مطرف. وأخرجه بالإسناد الأول البزار في "مسنده" (3516) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (19978) و (19979). وأخرجه الطبراني 18/ (261) ، والحاكم 4/416- 417 من طريق حجاج ابن المنهال،والطبراني 18/ (261) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

 

(19831) 20069- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، (ح) وَيَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَيِّ فَاكْتَوَيْنَا ، فَمَا أَفْلَحْنَا وَلاَ أَنْجَحْنَا. (4/427)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمران بن حصين، وقد تابعه على الحديث مطرف بن الشخير. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (297) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار في "مسنده" (3540) ، والترمذي (2049) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/281 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان (6081) ، والطبراني 18/ (323) ، والحاكم 4/213 من طرق عن شعبة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه الترمذي (2049) ، والطحاوي 4/320، والطبراني 18/ (296) من طريق همام بن يحيى، والطبراني 18/ (322) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/289، والطبراني 18/ (392) من طريقين عن الحسن، به. وسيأتي من طريق الحسن برقم (19864) ، ومن طريق مطرف برقم (19989) و (20004) كلاهما عن عمران. وأخرجه الطبراني 18/ (511) من طريق أبي مجلز، عن عمران. وأخرج الطبراني 18/ (226) من طريق أبي العلاء، عن عمران أنه قال: ما كنت لأكتوي بعدما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في الكي. وفي باب النهي عن الكي عن ابن عباس، سلف برقم (2208). وعن عقبة بن عامر، سلف برقم (17426) .

قوله: "فما أفلحنا ولا أنجحنا" هكذا جاءت في نسخنا في هذه الرواية، وسيأتي في الروايات (19864) و (19989) : فما أفلَحْنَ ولا أنجحْنَ "بنون النسوة. وجاء في رواية ابن سعد في "الطبقات" 4/288-289 من طريق مطرف عن عمران، قال: اكتوينا، فما أفلحن ولا أنجحن، يعني المكاوي. وأخرج أيضاً 4/289 من طريق حماد بن زيد، قال: سمع عمرَو بن أبي  الحجاج هشامُ بن حسان يحدث عن الحسن أن عمران قال: اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا، قال: فأنكره علَيَّ هشامٌ وقال: إنما قال: فلا أفلحنَ ولا أنجحنَ.  قال الشوكاني في "نيل الأوطار" 9/98: الرواية الصحيحة بنون الإناث فيهما، يعني تلك الكيات التي اكتويناهن، وخالفنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فعلهن، وكيف يُفلح أو يُنجح شيء خولف فيه صاحبُ الشريعة، وعلى هذا فالتقدير: فاكتوينا كيات لأوجاع فما أفلحن ولا أنجحن، لأن حذف المفعول الذي هو فضلة أقوى من حذف الفاعل الذي هو عمدة.   قلنا: ويؤيده ما أخرجه ابن سعد 4/289 من طريق عمران بن حُدير، عن لاحق بن حميد، قال: كان عمران بن حصين ينهى عن الكي، فابتلي، فاكتوى، فكان يَعِج، ويقول: لقد اكتويت كية بنار ما أبرأتْ من ألم، ولا شفَتْ من سَقَم.

 

وروى البخاري:

 

6349 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ أَتَيْتُ خَبَّابًا وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعًا قَالَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ أَتَيْتُ خَبَّابًا وَقَدْ اكْتَوَى سَبْعًا فِي بَطْنِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2681 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب وقد أكتوي سبع كيات في بطنه فقال لو ما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به

 

[ 1226 ] وحدثني عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف قال قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حجة وعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكي فعاد

 

ترك جسم معدني داخل الجسم

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج4:

 

4242- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ الْوَاشِجِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ وَهِي امْرَأَةُ رَافِعٍ ، أَنَّ رَافِعًا رُمِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، أَوْ يَوْمَ خَيْبَرَ - شَكَّ عَمْرٌو - بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ انْزِعِ السَّهْمَ قَالَ : يَا رَافِعُ إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَالْقُطْبَةَ جَمِيعًا ، وَإِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ ، قَالَ : فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّهْمَ وَتَرَكَ الْقُطْبَةَ ، فَعَاشَ بِهَا حَتَّى كَانَ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَانْتَقَضَ بِهِ الْجُرْحُ ، فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ..إلخ

 

وفي ج1 من الطبراني:

 

572- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَرْمَطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ، مِنْ وَلَدِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعُثْمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عَنْ أُخْتِهِ سُعْدَى بِنْتِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِمَا ثَابِتٍ ، عَنْ جَدِّهِمَا أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اسْتَصْغَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ ظُهَيْرٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ رَجُلٌ رَامٍ ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي لَبَّتِهِ ، فَجَاءَ بِهِ عَمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخِي أَصَابَهُ سَهْمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُخْرِجَهُ أَخْرَجْنَاهُ ، وَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَدَعَهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ وَهُوَ فِيهِ مَاتَ شَهِيدًا.

 

ورواه أحمد بن حنبل:

 

27128 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتِي يَعْنِي امْرَأَةَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: عَفَّانُ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَّ رَافِعًا رَمَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، أو يَوْمَ خَيْبَرَ ـ قَالَ: أَنَا أَشُكُّ ـ بِسَهْمٍ فِي ثَنْدُوَتِهِ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْزِعِ السَّهْمَ، قَالَ: " يَا رَافِعُ، إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَالْقُطْبَةَ جَمِيعًا، وَإِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ، وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَلْ انْزِعِ السَّهْمَ وَدَعِ الْقُطْبَةَ، وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ، قَالَ: فَنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّهْمَ وَتَرَكَ الْقُطْبَةَ

 

إسناده حسن، يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خَدِيج من رجال "التعجيل"، وثَّقه ابن معين، وعمرو بنُ مرزوق - وهو الواشحي - ترجم له في "التهذيب " وفروعه تمييزاً، وقال ابن معين: لا بأس به، وامرأةُ أبي رافع - وهي أم عبد الحميد - ذكرها الحافظ في "الإصابة"، وقال: ذكرها الباوَرْدي في "الصحابة". وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الحسن بن موسى: هو الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4242) من طريق الحجَاج بن منهال، وأبي الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، ثلاثتُهم عن عمرو بن مرزوق، بهذا الإسناد، وزاد فيه قصة موت رافع بن خَدِيج. ورواه محمد بن طلحة بن عبد الرحمن الطويل، واختلف عليه فيه: فرواه إبراهيم بن المنذر - كما عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/28- عنه، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير وعن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدِّهما، قال: لما كان يوم أحد حضر رافع مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فذكر نحوه، والحسينُ بن ثابت بن أنس وأبوه مجهولان، كما في "الجرح والتعديل" 3/48 و449. ورواه يعقوب بن كاسب - كما عند الطبرانى في "الكبير" (4241) - عنه، فقال: عن عبد الله بن حسين - وهو ابن ثابت بن أنس بن ظهير- عن أبيه، عن جدّه، عن رافع بن خديج، أنه خرج يومَ أُحد، فأراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردَّه، فاستصغره... وذكر نحوه. وعبد الله بن حسين بن ثابت لم نقع له على ترجمة. ورواه عثمان بن يعقوب العثماني -كما عند الطبرانى في "الكبير" (569) -عنه، فقال: حدثنا بشير بن ثابت بن أسيد بن ظهير وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدهما أسيد بن ظهير، به. ومحمد بن طلحة قال أبو حاتم: محلُّه الصدق، يُكتب حديثُه، ولا يُحتجُّ به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/185-186 و9/346 وقال في الموضع الأول: رواه أحمد، وامرأة رافع لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات. وقال في الموضع الثاني: رواه الطبرانى، وامرأة رافع إن كانت صحابية، وإلا فإني لم أعرفها. وبقية رجاله ثقات.

قال السندي: قوله: في ثَنْدُوَتِه، بفتح مثلثة، وسكون نون، وضم دال، آخره واو، أو بضم المثلثة وآخره همزة، وهي للرجل كالثَّدي للمرأة.والقطبة: ضبط بضم فسكون، أي: نصل السهم.

 

الظاهر أن محمدًا لم يكن عنده في يثرب طبيب كفء يتمكن من استخراج النصل بكفاءة دون إحداث نزيف، لنقص العلم في بيئته، فقال للرجل ذلك لكي لا يغامر بالتسبب في موته بفتح جرح أثناء الاستخراج، والظاهر أن النصل لم يكن انغرس عميقًا، مع ذلك لا شك أنه عانى طويلًا من تلوث الجرح والجسم تدريجيًّا حتى مات في النهاية، وإنه لحظ نادر أن عاش كل هذه الفترة. لكن لا شك أن ترك جسم حديدي أو خشبي في جسم فكرة سيئة لأنه يعني موتًا محققًا للمصاب.

 

 

من قال أن الماء لا يلوثه شيء؟!

 

روى أبو داوود في سننه:

 

65 - حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد أخبرنا عاصم بن المنذر عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان الماء قلتين فإنه لا ينجس "

قال أبو داود حماد بن زيد وقفه عن عاصم

 

هو عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام . قال الألباني: صحيح

 

ورواه أحمد:

 

4753 - حدثنا وكيع، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الماء قدر قلتين أو ثلاث، لم ينجسه شيء " قال وكيع: " يعني بالقلة الجرة "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد دون قوله: "أو ثلاث " عاصم بن المنذر: هو ابن الزبير بن العوام، قال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وروى له أبو داود وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (818) من طريق أبي الوليد، والدارقطني 1/22 من طريق يزيد بن هارون، والدارقطني 1/22، والحاكم 1/134، والبيهقي 1/262 من طريق إبراهيم بن الحجاج، وهدبة بن خالد، والدارقطني 1/22 من طريق كامل بن طلحة، خمستهم عن حماد، به. قال الحاكم: وقد رواه عفان بن مسلم وغيره من الحفاظ، عن حماد بن سلمة، ولم يذكروا فيه: "أو ثلاث ". وأخرجه دون قوله: "أو ثلاث " أبو داود (65) ، والطحاوي 1/16، والدارقطني 1/23، والبيهقي 1/262 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن الجارود (46) ، والدارقطني 1/23 من طريق عفان، والدارقطني 1/23 من طريق يعقوب بن إسحاق، وبشر بن السري، والعلاء بن عبد الجبار المكي، وعبيد الله بن محمد العيشي، والطيالسي (1954) سبعتهم عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه الدارقطني 1/22 من طريق أبي مسعود الرازي عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به، ولم يقل: أو ثلاثا. قال البيهقي 1/262: ورواية الجماعة الذين لم يشكوا أولى. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 70 رواية حماد بن سلمة هذه، وقال: خالفه حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية روياه عن عاصم بن المنذر، عن أبي بكر بن عبيد الله، مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ في "التلخيص " 1/18: وسئل ابن معين عن هذه الطريق (يعني طريق حماد بن سلمة عند أحمد) ، فقال: إسنادها جيد. قيل له: فإن ابن علية لم يرفعه، فقال: وإن لم يحفظه ابن علية، فالحديث جيد الإسناد. ورواه أحمد بنحوه برقم (4605) ، و(5855) من رواية عفان، وفيه: أو ثلاثا.

4605 - حدثنا عبدة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عمر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل عن الماء يكون بأرض الفلاة ، وما ينوبه من الدواب، والسباع ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الماء قدر قلتين لم يحمل الخبث "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند الدارقطني، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وأخرجه الترمذي (67) ، والدارقطني 1/19 من طريق عبدة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: قال محمد بن إسحاق: القلة هي الجرار، والقلة التي يستقى فيها. وقال: وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء ما لم يتغير ريحه أو طعمه، وقالوا: يكون نحوا من خمس قرب. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (64) ، وابن ماجه (517) ، وأبو يعلى (5590) ، والطحاوي 1/15 و16، والدارقطني 1/19، 21، والبيهقي 1/261، والبغوي (282) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه الدارمي 1/187، والنسائي 1/175، وابن خزيمة (92) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/15، وفي "المشكل" (2644) من طريق أبي أسامة. عن الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن جعفر، به. وأخرجه عبد بن حميد (817) ، وابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (63) ، والنسائي في "الكبرى" (50) ، وابن الجارود (45) ، وابن حبان (1249) ، والدارقطني 1/13-14 و18-19، والحاكم 1/132، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1854) من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعا بجميع رواته، ولم يخرجاه، وأظنهما -والله أعلم- لم يخرجاه لخلاف فيه على أبي أسامة، عن الوليد بن كثير. ووافقه الذهبي. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (بترتيب السندي) 1/21 عن الثقة، وابن الجارود (44) ، والطحاوي في "المشكل" (2645) ، وابن حبان (1253) ، والدارقطني 1/15 و16-17، والحاكم 1/133، والبيهقي في "السنن" 1/260، وفي "المعرفة" (1850) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. قال الحاكم: هكذا رواه الشافعي عن الثقة، وهو أبو أسامة بلا شك فيه، ثم أخرجه الحاكم من طريق الشافعي. وأخرجه الحاكم 1/133، والدارقطني 1/18، والبيهقي 1/261 من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. قال الحاكم: وإنما قرنه أبو أسامة (يعني محمد بن عباد) إلى محمد بن جعفر، ثم حدث به مرة عن هذا، ومرة عن ذاك وأخرجه عبد الرزاق (266) ، والدارقطني 1/23، والبيهقي في "المعرفة" (1885) من طريق أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، به. وأخرجه الدارقطني 1/23، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 49: والموقوف أصح. وأخرجه الدارقطني 1/24، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفا، وهو الصواب. وسيأتي برقم (4753) و (5855) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن ابن عمر. وهذا إسناد جيد. قال الحافظ في "التلخيص" 1/17 بعد أن نقل تصحيحه عن الحاكم وابن منده: ومداره على الوليد بن كثير، فقيل: عنه، عن محمد بن جعفر بن الزبير، وقيل: عنه، عن محمد بن عباد بن جعفر، وتارة عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وتارة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر.

والجواب أن هذا ليس اضطرابا قادحا، فإنه على تقدير أن يكون الجميع محفوظا انتقال من ثقة إلى ثقة. وعند التحقيق: الصواب أنه عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر -المكبر-، وعن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر -المصغر-، ومن رواه على غير هذا الوجه فقد وهم، وقد رواه جماعة عن أبي أسامة، عن الوليد بن

كثير على الوجهين. أ. هـ.

قلنا: لم ينفرد به الوليد بن كثير، بل تابعه محمد بن إسحاق كما في هذه الرواية، وزاده تأييدا رواية حماد بن سلمة التي سترد برقم (4753) .

وقال الدارقطني في "السنن" 1/17: "وصح أن الوليد بن كثير رواه عن محمد بن جعفر بن الزبير، وعن محمد بن عباد بن جعفر، جميعا عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، والله أعلم.

وسيتكرر برقم (4803) و (4961) .

وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي 1/260-262، و"تلخيص الحبير" 1/16-20، و"نصب الراية" 1/104-111، و"معالم السنن" للخطابي 1/35، و"مختصر سنن أبي داود" 1/56-72، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على "سنن الترمذي" 1/97-99.

وقوله: "بأرض الفلاة"، قال السندي بالإضافة البيانية. وما ينويه، أي. يأتيه وينزل به، والمراد حكم الماء إذا نابه السباع. والقلة: قال عبدة: قال محمد بن إسحاق: القلة هي الجرار، والقلة التي يستقى فيها. وفي "النهاية": القلة: الحب العظيم، والجمع قلال، وهي معروفة بالحجاز، ثم فسر قلال هجر بأن هجر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين، وكانت تعمل بها القلال، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء، سميت قلة، لأنها تقل؟ أي: ترفع وتحمل. وقوله: لم يحمل الخبث. قال السندي: بفتحتين، أي: يدفعه عن نفسه، لا أنه يضعف عن حمله فينجس، إذ لا فرق إذا بين ما بلغ من الماء قلتين، وبين ما دونه، وإنما ورد هذا مورد الفصل والتحديد بين المقدار الذي يتنجس وبين الذي لم يتنجس، ويؤكد المطلوب رواية: "لم ينجس" بضم جيم وفتحها، فإنها صريحة في بطلان التأويل.

 

5855 - حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرني عاصم بن المنذر قال: كنا في بستان لنا أو لعبيد الله بن عبد الله بن عمر نرمي، فحضرت الصلاة، فقام عبيد الله إلى مقرى البستان، فيه جلد بعير ، فأخذ يتوضأ فيه، فقلت: أتتوضأ فيه وفيه هذا الجلد ؟ فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان الماء قلتين أو ثلاثا فإنه لا ينجس "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد جيد دون قوله: أو ثلاثا، عاصم بن المنذر هو ابن الزبير بن العوام. وأخرجه ابن الجارود (46) عن محمد بن يحيى، والدارقطني 1/23 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، كلاهما عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، دون قوله: "أو ثلاثا".

قوله:"إلى مقرى البستان"، قال السندي: ضبط بفتح ميم وراء، قيل: المقرى والمقراة: الحوض الذي يجتمع فيه الماء.

 

11119 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي نَوْفٍ، عَنِ سَلِيطِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَوَضَّأُ مِنْهَا، وَهِيَ يُلْقَى فِيهَا مَا يُلْقَى مِنَ النَّتْنِ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

 

حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، خالد بن أبي نوف وسليط بن أيوب، لم يذكر في الرواة عن كل منهما إلا اثنان، ولم يؤثر توثيقُهما إلا عن ابن حبان، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/186-187 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/174، وأبو يعلى (1304) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/12، والبيهقي في "السنن" 1/257-258، والمزي في "تهذيب الكمال" 11/336 من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، به. وسقط اسم سليط من مطبوع الطحاوي.// وأخرج الطيالسي (2155) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/258 عن قيس بن الربيع، عن طريف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتينا على غدير فيه جيفة، فتوضأ بعض القوم، وأمسك بعض القوم حتى يجيء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فجاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أخريات الناس، فقال: "توضئوا واشربوا، فإن الماء لا ينجسه شيء" . وطريف: هو ابن شهاب أبو سفيان السعدي، ضعيف متروك. وقد رواه من طريقه بهذا الإسناد ابن عدي في "الكامل" 4/1437 - 1438، والبيهقي في "السنن" 1/258 من رواية شريك عنه. لكن اختلف فيه على شريك، فقيل: عن شريك، عن طريف، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، فيما رواه ابن ماجه (520) ، وقيل: عنه، عن جابر أو أبي سعيد بالشك، فيما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/12. قال البيهقي: وأبو سعيد كأنه أصح.// وأخرج ابنُ ماجه (519) ، والبيهقي في "السنن" 1/258 من طريقين عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة، تردُها السباع والكلاب والحُمُر، وعن الطهارة منها؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لها ما حملت في بطونها، ولنا ما غبر، طهور" وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وضعفه ابن المديني جداً، قال البيهقي: لا يحتج بأمثاله، وقد روي من وجه آخر عن ابن عمر، مرفوعاً، وليس بمشهور. //وأخرج عبد الرزاق (255) عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ أو شرب من غدير كان يلقى فيه لحوم  الكلاب، قال: ولا أعلمه إلا قال: والجيف، فذكر ذلك له، فقال له: "إن الماء لا ينجسه شيء".// وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، عن أبي سعيد، بالأرقام (11257) و (11815) و (11818) .// وقد رُوي حديث بئر بضاعة من رواية سهل بن سعد، فقد قال الحافظ في "التلخيص" 1/13 بعد أن أورد حديث أبي سعيد وطرقه، قال: قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه، قال قاسم بن أصبغ في "مصنفه" : حدثنا محمد بن وضاح، حدثنا عبد الصمد بن أبي سكينة الحلبي بحلب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد، قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تتوضأ من بئر بضاعة، وفيها ما ينجي الناس والمحائض والخبث! فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الماء لا ينجسه شيء" . قال قاسم بن أصبغ: هذا من أحسن شيء في بئر بضاعة، وقال ابن حزم: عبد الصمد (يعني ابن أبي سكينة) ثقة مشهور، قال قاسم: ويروى عن سهل بن سعد في بئر بضاعة من طرقٍ هذا خيرها. قال الحافظ: ابن أبي سكينة الذي زعم ابن حزم أنه مشهور، قال ابن عبد البر وغير واحد: إنه مجهول، ولم نجد عنه راوياً إلا محمد بن وضاح. قلنا: يعني أن إسناده ضعيف.// وحديث سهل أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/12، والبيهقي في "السنن" 1/259 من طريق حاتم بن إسماعيل، والدارقطني في "السنن" 1/32 من طريق فضيل بن سليمان، كلاهما عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أمه، قالت: دخلنا على سهل بن سعد في أربع نسوة، فقال: لو سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد سقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها بيدي. وهذا إسناد ضعيف، أم محمد والدة محمد بن أبي يحيي الأسلمي، لم يرو عنها غير ابنها محمد بن أبي يحيى، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، ومع ذلك حسن إسناده البيهقي، وتحرف في مطبوع "السنن" لفظ: "عن أمه" ، إلى: "عن أبيه" .

وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" : له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (2100) . وآخر من حديث جابر عند ابن ماجه (520) ، لكنه مختلف في روايته عن جابر أو أبي سعيد كما سلف في التخريج، وذكرنا قول البيهقي أنه عن أبي سعيد أصح. وثالث عن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (521) ، والدارقطني في "السنن" 1/28-29، أخرجاه من طريق رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عنه، مرفوعاً. بلفظ: "إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه" ، وفي إسناده رشدين بن سعد، وهو ضعيف، قال الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح، وليس بالقوي، والصواب في قول راشد. قلنا: يعني في روايته مرسلاً. قال الحافظ في "التلخيص" : وصحح أبو حاتم إرساله. قال الدارقطني في "السنن" 1/29: ووقفه أبو أسامة على راشد. ونقل الحافظ في "التلخيص" عن النووي قوله: اتفق المحدثون على تضعيفه. ورابع من حديث سهل بن سعد عند الدارقطني في "السنن" 1/29. وخامس من حديث عائشة عند البزار (249) ، وأبي يعلى (4765) ، وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو ضعيف، وذكره الحافظ في "التلخيص" 1/14، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط" ، وأبي علي ابن السكن في "صحاحه" ، ثم قال: ورواه أحمد من طريق أخرى صحيحة، لكنه موقوف.// فالحديث بمجموع طرقه وشواهده يقوى ويصح، وقد صححه الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بنُ معين وأبو محمد بن حزم، فيما ذكر الحافظ في "التلخيص" 1/13، وحسنه الترمذي فيما سيرد برقم (11257) .// قال النووي في "المجموع" 1/131: واعلم أن حديث بئر بُضاعة عام مخصوص، خُصَّ منه المتغير بنجاسة، فإنه نجس للإجماع، وخُصّ منه أيضاً ما دون قلتين إذا لاقته نجاسة. فالمراد الماء الكثير الذي لم تغيره نجاسة لا ينجسه شيء، وهذه كانت صفة بئر بُضاعة، والله أعلم.

 

قال السندي: قوله: من بئر بُضاعة: بضم الباء، وبالضاد المعجمة، وأجيز كسر الباء، وحكي بالصاد المهملة. قلنا: قال الشافعي في "الأم" 1/8: بئر بُضاعة كثيرةُ الماء واسعة كان يُطرح فيها من الأنجاس ما لا يغير لها لوناً ولا طعماً، ولا يظهر له فيها ريح. قال أبو داود بإثر الحديث (67) : وقدرتُ أنا بئر بُضاعة بردائي مددته عليها، ثم ذرعتُه، فإذا عرضُها ستة أذرع، وسألت الذي فتح لي البستان، فأدخلني إليه: هل غُير بناؤها عما كانت عليه؟ قال: لا، ورأيتُ فيها ماءً متغير اللون. قوله: توضأ منها، أي: أتتوضأ. قال السندي في حاشيته على النسائي: ظاهره أنه بصيغة الخطاب، ولذا جزم النووي أنه الصواب، لكن يجوز أن يكون للمتكلم مع الغير، أي: أيجوز لنا التوضؤ منها، وفيه من مراعاة الأدب ما لا يخفى، بخلاف الخطاب. من النتن: ضبط بفتحتين، قيل: عادة الناس دائماً في الإسلام والجاهلية تنزيه المياه وصونها عن النجاسات، فلا يتوهم أن الصحابة وهم أطهر الناس وأنزههم كانوا يفعلون ذلك عمداً مع عزة الماء فيهم، وإنما كان ذلك من أجل أن هذه البئر كانت في الأرض المنخفضة، وكانت السيول تحمل الأقذار من الطرق وتلقيها فيها، وقيل: كانت الريح تلقي ذلك، ويجوز أن يكون السيل والريح تلقيان جميعاً. لا ينجسه، أي: ما دام لا يغيره، وأما إذا غيره فكأنه أخرجه عن كونه ماء، فما بقي على الطهورية لكونها صفة الماء، والمُغير كأنه ليس بماء

 

11257 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ مَرَّةً: عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الْحِيَضُ وَالنَّتْنُ، وَلُحُومُ الْكِلَابِ ؟ قَالَ: " الْمَاءُ طَهُورٌ، لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، وقال ابن منده: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال الحافظ في "التقريب" : مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والوليد بن كثير: هو المخزومي، ومحمد بن كعب: هو القرظي.// وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 19/84 (ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن رافع) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.// وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141-142، وأبو داود (66) ، والترمذي (66) ، والنسائي في "المجتبى" 1/174، وابن الجارود في "المنتقى" (47) ، والدارقطني في "السنن" 1/29-30، والبيهقي في "السنن" 1/4 و257 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.// قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد جود أبو أسامة هذا الحديث، فلم يرو أحدٌ حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي سعيد. وفي الباب عن ابن عباس وعائشة.// ونقل المزي عن الإمام أحمد قوله: حديث بئر بضاعة صحيح، وزاد الحافظ في "التلخيص" 1/13 أنه صححه أيضاً يحيى بن معين وأبو محمد بن حزم، ثم قال: ونقل ابن الجوزي أن الدارقطني قال: إنه ليس بثابت، ولم نر ذلك في "العلل" له ولا في "السنن" ، وقد ذكر في "العلل" الاختلاف فيه على ابن إسحاق وغيره، وقال في آخر الكلام عليه: وأحسنها إسناداً رواية الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، يعني عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع، عن أبي سعيد، وأعله القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد، قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه.// قلنا: يعني طريق سهل بن سعد، وقد ذكرناها مع الحكم عليها في الرواية السالفة برقم (11119) ، وبسطنا هناك القول في شواهده أيضاً، وذكرنا طرقه الواردة في مسند أبي سعيد.

الحيض: بكسر الحاء وفتح الياء: الخرق التي يمسح بها دم الحيْض. قاله السندي في حاشيته على النسائي.

 

11815 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ بِئْرِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا مَحَائِضُ النِّسَاءِ وَلَحْمُ الْكِلَابِ وَعُذَرُ النَّاسِ ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن عبد الله- بن رافع، تقدم الكلام عليه في الرواية (11257) ، وسليط بن أيوب: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق وهو محمد، فقد روى له مسلم متابعة، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/31 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (67) ، والدارقطني في "السنن" 1/30، والبيهقي في "السنن" 1/257 من طريق محمد بن سلمة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/11، والدارقطني 1/31، والمزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سليط بن أيوب) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن ابن إسحاق، به. لكن وقع عند الدارقطني 1/30: عبد الرحمن بن رافع، بدل عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع.//والظاهر أنه وهم لأن الدارقطني ذكر هذه الطريق في "العلل" 3/236-237، وقال: هو أشبه بالصواب، وليس كذلك، فليس هناك راو يروي عن أبي سعيد الخدري اسمه عبد الرحمن بن رافع.// وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/31 و32 من طريق يعقوب، به، إلا أن فيه عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، بدل سليط بن أيوب.//وأخرجه الطيالسي (2199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/11 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، به. ليس فيه سليط.

 

11818 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُطْرَحُ فِيهَا الْمَحِيضُ وَلُحُومُ الْكِلَابِ وَالنَّتْنُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ "

 

حديث صحيح بطرقه وشواهده، عبيد الله بن عبد الرحمن -ويقال: ابن عبد الله- بن رافع بن خديج، سلف الكلامُ عليه في الرواية (11257) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة -وهو الماجشون- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الدارقطني 1/31 و32 من طريق يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وقد سرد الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 236ب أسانيد هذا الحديث، ثم قال: وأحسنها إسناداً حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، وحديث ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. قلنا: حديث الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب سلف برقم (11257) .

 

22860 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ابْنَ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: "سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ مِنْ بُضَاعَةَ"

 

إسناده ضعيف لجهالة أم محمد بن أبي يحيى، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 1/258: لم نعرف حال أمه ولا اسمها بعد الكشف التامِّ، ولا ذِكْر لها في شيءٍ من الكتب الستة . والفضيل بن سليمان ليس بذاك القوي، لكنه متابعٌ . وأخرجه الدارقطني 1/32 من طريق محمد بن زياد الزيادي، عن الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد . ولفظه: شرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بئر بُضاعة . وأخرجه الطحاوي "في شرح معاني الآثار" 1/12 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أمه قالت: دخلنا على سهل بن سعد في أربع نسوة، فقال: لو سقيتكم من بئر بضاعة لكرهتم ذلك، وقد سقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها بيدي . وأخرجه أبو يعلى (7519) ، والطبراني في "الكبير" (6026) ، والبيهقي في "سننه" 1/259، وفي "معرفة السنن والآثار" (1823) من طريق حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه -بدل أمه- عن سهل . وروايتهم نحو رواية الطحاوي، ولفظهم:  لَوْ أَنِّي أَسْقِيكُمْ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ لَكَرِهْتُمْ ، وَقَدْ وَاللَّهِ سَقَيْتُ مِنْهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، وتحرف في مطبوع الطبراني "حاتم" إلى: جابر . وحسَّن البيهقي هذا الإسناد على اعتبار أن الراوي عن سهل هو أبو يحيى والد محمد، واسمه سِمْعان، والذي يغلب على ظننا أن ذِكْر أبي يحيى فيه خطأ، وأن الصواب أنه من رواية محمد عن أمِّه، فإن سياق الكلام يقتضيه، فعبارة "دخلت على سهل في نسوةٍ" لا يقولها في الغالب إلا امرأة وليس رجلاً، والله تعالى أعلم . وقد ذهب ابن التركماني إلى أن هذا الإسناد مضطربٌ . وجاء في "معرفة السنن والآثار" (1820) ما نصه: وقال الشافعي في "القديم": أخبرنا رجل، عن أبيه، عن أمه، عن سهل، قال: سقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي مِن بئر بُضاعة . قال البيهقي بإثره: وهذا الرجل هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وقد رواه غيره عن أبيه وأبوه ثقة . قلنا: وقد سلف في حديث أبي سعيد الخدري برقم (11119) أنه قال: انتهيت إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتوضأ من بئر بضاعة، فقلت: يا رسول الله تَوضَّأُ منها وهو يُلقَى فيها ما يُلقى من النَّتَن! فقال: "إنَّ الماء لا يُنجِّسه شيء" . وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده، وانظر تمام التعليق عليه هناك .

 

ومما روى ابن أبي شيبة في مصنفه:

 

1520- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ إسْرَائِيلَ ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ ، قَالَ : حدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَانْتَهَيْنَا إلَى غَدِيرٍ فِيهِ الْمَيْتَةُ وَتَغْتَسِلُ فِيهِ الْحَائِضُ ، فَقَالَ : الْمَاءُ لاَ يُجنبُ .

 

إن دل هذا على شيء فيدل على أن أحاديث أحكام الطهر والنجاسة والاستنجاس كلها هراء بلا فائدة طبية صحية، لأن الماء قد يُلوَّث بالكولِرا والتيفوئيد والمواد الضارّة، وإلا فلماذا تقوم الحكومات كرعاية صحية للمواطنين بتعقيم الماء بالكُلور وغيره؟! وكيف قامت إسرائيل بتسميم آبار خاصة بالفلسطينيين؟! ولماذا تحرم القوانين إلقاء القمامة والمواد الضارة ومخلفات المصانع في الأنهار والبحار؟!

 

وعلى النقيض يوجد نهي عن التبول في الماء الراكد، فإذا كان الماء لا ينجِّسه شيءٌ فلماذا ستكون هناك مشكلة أو ضرر في ذلك؟! روى البخاري:

 

238 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ

239 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ

 

وروى مسلم:

 

 [ 282 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه

 

 [ 282 ] وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبل في الماء الدائم الذي لا يجري ثم تغتسل منه  

 

 [ 283 ] وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر وأحمد بن عيسى جميعا عن بن وهب قال هارون حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب فقال كيف يفعل يا أبا هريرة قال يتناوله تناولا

 

ورواهما أحمد 14668 و14777 و7525

 

 

الحمى من فيح جهنم-تفسير خرافي للأوبئة والأمراض

 

روى البخاري:

 

3264 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ

 

5723 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ

5725 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ

 

وروى مسلم:

 

 [ 2212 ] حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحمى فور من جهنم فأبردوها بالماء

 

 [ 2212 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى ومحمد بن حاتم وأبو بكر بن نافع قالوا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة حدثني رافع بن خديج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحمى من فور جهنم فأبردوها عنكم بالماء ولم يذكر أبو بكر عنكم وقال قال أخبرني رافع بن خديج

 

وروى أحمد:

 

6183 - حدثنا يعقوب، حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر بن محمد، عن محمد بن زيد، أو سالم، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الحمى شيء من لفح جهنم فأبردوها بالماء "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك الذي فيه بين أن يكون رواه عمر بن محمد بن زيد عن أبيه، أو رواه عن عم أبيه سالم بن عبد الله لا يؤثر، فكلا الرجلين ثقة من رجال الشيخين.

 

وانظر مسلم 2209-2211 ، وأحمد (5576) و (6010) و (6183) و(4719) وفي الباب عن ابن عباس، (2649) . وعن رافع بن خديج، 3/463-464 وعن أبي بشير، 5/216. وعن أبي أمامة، 5/252. وعن عائشة، 6/50. وعن أسماء بنت أبي بكر، 6/346.أخرجه مالك في "الموطأ" 2/45، والبخاري (5723) ، ومسلم (2209) (79) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1859) ، وابن حبان (6067) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/157، والبيهقي في "السنن" 1/225 عن نافع، به.، والطبراني في "الأوسط " (1897) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/320.

 

تفسير خرافي طبعًا غير مفيد، العلم أثبت أن ارتفاع حرارة الجسم نتاج محاولة جهاز المناعة مقاومة والقضاء على البكتيريا والـﭭيروسات.

 

محمد ينكر وجود العدوى

 

إن أساس علم طب الأمراض وعلاجها هو الحقيقية العلمية لوجود البكتيريا والـﭬيروسات المسببة للعدوى وعلاج هذه الطفيليات ومواجهتها ومنع حدوث العدوى أو علاج المصابين، تنفي بعض أحاديث محمد وجود العدوى الثابتة علميًّا، وفق تفكير قدريّ دينيّ خرافيّ:

 

روى البخاري:

 

5717 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ إِبِلِي تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيَأْتِي الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا فَقَالَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ

 

أسلوب تفكير الأعرابي البدوي كان أكثر علمية وعملية من محمد، وهو تفكير سليم.

 

5770 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ وَأَنْكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَدِيثَ الْأَوَّلِ قُلْنَا أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ لَا عَدْوَى فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ

 

تراجع أبي هريرة عن كلامه، ولعل كلامه الأول هو الصحيح النسبة إلى محمد، وكلامه الأخير لتصحيح أغلاط وصايا محمد لما تؤدي إليه من أضرار صحية نتاج قلة الوعي الطبي والتجهيل.

 

5772 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَحَمْزَةُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ

5773 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا عَدْوَى قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ

 

5776 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ

 

5753 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالدَّابَّةِ

 

ورواه بأسانيدهم كلٌّ من: أحمد 7620 و(8343) و(9165) و(9454) و(9460) و(10321) و(10582)  و(3031)، و(7908) و"مصنف عبد الرزاق" (19507) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3911) و(3103)، والبيهقي 7/216، والبغوي (3248) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 6، وأخرجه البخاري (5770) ، والنسائي في "الكبرى" (7592) ، والبيهقي 7/216. وأخرجه البخاري (5717) و (5773) ، ومسلم (2220) (101) و (102) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (272) و (274) و (286) ، والنسائي (7591) ، والطبري ص 5، والطحاوي في "شرح المشكل" (2891) ، وفي "شرح المعاني" 4/309 و312، وابن حبان (6116) ، والبيهقي 7/216 وأخرجه البخاري (5775) ، ومسلم (2220) (103) ، وابن أبي عاصم (284) و (285) ، والطبري ص 6-7، والطحاوي في "المشكل" (1661)، والبخاري (5757) ، والطحاوي في "المشكل" (2889) ، وفي "شرح المعاني" 4/309 قال أبو صالح في رواية الطحاوي في "شرح المعاني": فسافرت إلى الكوفة ثم رجعت، فإذا أبو هريرة ينتقص "لا عدوى" لا يذكرها، فقلت: "لا عدوى"! فقال: أبيت. وعن عدول أبي هريرة عن التحديث بهذا الحديث في تعليقنا على حديث: "لا يورد ممرض على مصح" انظر مسند أحمد برقم (9263) من طريق معمر عن الزهري. وفي رواية أحمد  من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة (9612) بلفظ: "لا يورد الممرض على المصح" وقال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، فمن أعدى الأول؟". وراجع الأحاديث في مسلم 2218-2222

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

1502 - حدثنا سويد بن عمرو، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن الحضرمي بن لاحق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا هامة ، ولا عدوى، ولا طيرة إن يك، ففي المرأة، والفرس، والدار

إسناده جيد، حضرمي بن لاحق روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا بأس به، وأخرج له هو وأبو داود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سويد بن عمرو، فمن رجال مسلم. أبان: هو ابن يزيد العطار، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه أبو داود (3921) عن موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (766) عن هدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/314، و"شرح مشكل الآثار" 4/72-73 من طريق حبان، ثلاثتهم عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وحديث حبان عند الطحاوي  في "المشكل" مختصر جدا بقوله: "لا هامة" فقط، وزاد هدبة في آخر حديثه: وكان يقول: "إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تفروا منه"، وهذه الزيادة في مسند أحمد برقم (1615). وأخرجه البزار (1082) ، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 11، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/313، والبيهقي 8/140 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ورواية الطبري مختصرة. وانظر أحمد برقم (1554) .

 

8343 - حدثنا هاشم، حدثنا محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يعدي شيء شيئا، لا يعدي شيء شيئا "، ثلاثا، قال: فقام أعرابي، فقال: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير ، أو بعجبه ، فتشتمل الإبل جربا، قال: فسكت ساعة، ثم قال: " ما أعدى الأول، لا عدوى، ولا صفر ، ولا هامة ، خلق الله كل نفس، فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها"

 

حديث صحيح، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- وإن روى له الشيخان ينحط عن رتبة الصحيح، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6112) ، والطحاوي 4/112 و308 من طريق هشيم، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 7، وابن حبان (6119) ، والبغوي (3249) ، والخطيب في "تاريخه" 11/168-169 من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن ابن شبرمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الحميدي (1117) ، والطحاوي 4/308، وابن حبان (6118) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به.

النقبة، قال السندي: بضم نون فسكون قاف: هي أول شيء يظهر من الجرب.

 

9365 - حدثنا عفان، حدثنا شعبة، قال علقمة بن مرثد: أنبأني، قال: سمعت أبا الربيع، يحدث أنه سمع أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع في أمتي لن يدعوها: التطاعن في الأنساب، والنياحة، ومطرنا بنوء كذا وكذا، شتريت بعيرا أجرب - أو فجرب - فجعلته في مائة بعير فجربت، من أعدى الأول "

 

 حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فحسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7908) . وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن.

 

وبالتناقض وردت أحاديث تدل على عكس المعنى وعلى الاعتراف بالعدوى وأخذ الإجراآت الممكنة لتجنبها:

روى البخاري:

 

5773 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا عَدْوَى قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُورِدُوا الْمُمْرِضَ عَلَى الْمُصِحِّ وَعَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا عَدْوَى فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَرَأَيْتَ الْإِبِلَ تَكُونُ فِي الرِّمَالِ أَمْثَالَ الظِّبَاءِ فَيَأْتِيهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ

 

5770 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ وَأَنْكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَدِيثَ الْأَوَّلِ قُلْنَا أَلَمْ تُحَدِّثْ أَنَّهُ لَا عَدْوَى فَرَطَنَ بِالْحَبَشِيَّةِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَمَا رَأَيْتُهُ نَسِيَ حَدِيثًا غَيْرَهُ

 

5730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ

 

5729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِي الْأَنْصَارَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ

 

وانظر أحمد (1491) و(1554) و (1577) و (1615) و(1508) و (1527) و(1536) و(1577) و(1666) و(1679) و (1683) و(1678) و (1684) و(9263) وعبد الرزاق (19507) ، ومن طريقه أبو داود (3911) ، والبيهقي 7/216، والبغوي (3248). والدورقي (78) و(82) و(83) والطيالسي (203) و(204) ، وأبو يعلى (728) و(690) و(800) ، والطبراني في "الكبير" (272) و(330). أبو يعلى (690) و(691)، والشاشي (114) وعبد بن حميد (155) ، ومسلم (2218) (97) ، والنسائي في "الكبرى" (7523)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1193) ، والبيهقي في الكبرى 3/376 أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (485) و(486). والبزار (990)

 

وروى مسلم:

 

[ 2221 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة وتقاربا في اللفظ قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح قال أبو سلمة كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله لا عدوى وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح قال فقال الحارث بن أبي ذباب وهو بن عم أبي هريرة قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر قد سكت عنه كنت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك وقال لا يورد ممرض على مصح فما رآه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرطن بالحبشية فقال للحارث أتدري ماذا قلت قال لا قال أبو هريرة قلت أبيت قال أبو سلمة ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى فلا أدري أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر

 

وانظر أحمد (9263) و(9612)

 

ومن مرويات صحيح مسلم:

 

[ 2218 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن المنكدر وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وقال أبو النضر لا يخرجكم إلا فرار منه

 

[ 2218 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عامر بن سعد عن أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم ثم بقي بعد بالأرض فيذهب المرة ويأتي الأخرى فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه

 

[ 2218 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن حبيب قال كنا بالمدينة فبلغني أن الطاعون قد وقع بالكوفة فقال لي عطاء بن يسار وغيره إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كنت بأرض فوقع بها فلا تخرج منها وإذا بلغك أنه بأرض فلا تدخلها قال قلت عمن قالوا عن عامر بن سعد يحدث به قال فأتيته فقالوا غائب قال فلقيت أخاه إبراهيم بن سعد فسألته فقال شهدت أسامة يحدث سعدا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الوجع رجز أو عذاب أو بقية عذاب عذب به أناس من قبلكم فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها قال حبيب فقلت لإبراهيم آنت سمعت أسامة يحدث سعدا وهو لا ينكر قال نعم

 

وانظر أحمد (1678) و(1679) و(1666) و(1682) و(1684) و(9263) و(6405) وابن حبان (2912) والطبراني (267) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (489) وأخرجه الطبراني (266) ، وأبو نعيم (487) و (488) وموطأ" مالك 2/896 -897، ومن طريقه أخرجه البخاري (5730) و (6973) ، ومسلم (2219) (100) ، والنسائي في"الكبرى" (7521) و(9278) ، والطحاوي 4/304، والبيهقي 3/376 وموطأ" مالك 2/894 - 896، ومن طريقه أخرجه البخاري (5729) ، ومسلم (2219) (98) ، وأبو داود (3103) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (223) ، والبزار (989) ، والنسائي في "الكبرى" (7522) ، وأبو يعلى (837) ، والطحاوي 4/303-304، والشاشي (235) و (237) ، وابن حبان (2953) ، والطبراني (269) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (484) ، وابن أبي عاصم في"السنة" (277) ، وأبو يعلى (5576) ، والبيهقي في "السنن"6/217، وفي"الآداب" (439)، وانظر مسلم 2225

 

كلام محمد يعكس جهله بطبيعة الحال بسبب ظهور الأمراض والأوبئة واختفائها ثم ظهورها مرة أخرى، وكما نعرف علميًّا أن أنواع البكتيريا تقاومها أجساد البشر فينتهي الوباء مع الوقت، ثم قد تظهر طفرات جديدة تصنع أنواع جديدة من البكتيريا والـﭬيروسات أقوى مما سبقت، فتقاومها من جديد أجهزة المناعة البشرية وهكذا، لذلك يوصي الأطباء دومًا بعدم إهمال أخذ كامل جرعات المضاد الحيوي لعدم ترك فرصة للبكتيريا بإيجاد سلالة جديدة أخطر مقاومة له. كل ما استطاع محمد قوله هو تفسيرات خرافية على أن الأمراض غضب إلهي نازل من السماء بتصورات بدائية وأنها تجيء وتذهب بدون سبب علمي مفهوم يمكننا من مواجهتها.

 

محمد نفسه هو أول من لم يعمل بوصية لا عدوى العجيبة هذه ليحمي نفسه، روى مسلم:

 

[ 2231 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك بن عبد الله وهشيم بن بشير عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع

 

ورواه أحمد 19474 و19468 وانظر 9722

 

وروى البخاري بعد حديث5706 معلَّقًا:

 

بَاب الْجُذَامِ وَقَالَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ

 

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 10/158: وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة سَلْم بن قتيبة، كلاهما عن سَلِيم بن حيان شيخ عفان فيه، وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن مرزوق عن سليم لكن موقوفاً، ولم يستخرجه الاسماعيلي. وقد وصله ابن خزيمة أيضا.

قلنا: ووصله البيهقي أيضا في "السنن الكبرى" 7/135 من طريق عمرو بن مرزوق، عن سليم بن حيان، به. مرفوعاً. وأبو داود الطيالسي وأبو قتيبة وعمرو بن مرزوق ثلاثتهم ثقات.

 

وروى البيهقي في السنن الكبرى له:

 

13550 - أخبرنا السيد أبو الحسن العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي نا سعيد بن محمد الأنجذاني نا عمرو بن مرزوق ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم فرارك من الأسد أو قال من الأسود أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال عفان ثنا سليم فذكره وروينا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح وذلك مع ما نستدل به في رد النكاح بالعيوب الخمسة إن شاء الله

 

صحيح

 

14024 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البزاز ببغداد قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا يحيى بن محمد الجاري ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا عدوى ولا هامة ولا صفر واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد

 

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139، وفي "الأوسط" 2/76، والخطيب في "تاريخه" 2/317 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ضمن حديث: "لا عدوى ولا طيرة". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الله.

 

ولدينا في الأحاديث مثال للفرق بين نتائج التفكير القدري الجهال المشؤوم وبين التفكير العقلاني العملي المنطقي، بين ثقافة الموت وثقافة الحياة، روى أحمد بن حنبل:

 

1697 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب الأشعري، عن رابه، - رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس - قال: لما اشتعل الوجع، قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبا، فقال: " أيها الناس: إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه " . قال: فطعن فمات رحمه الله، واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيبا بعده فقال: " أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه " . قال: فطعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فمات، ثم قام فدعا ربه لنفسه، فطعن في راحته ، فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه، ثم يقول: " ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا " .

فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام فينا خطيبا فقال: " أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال " . قال: فقال له أبو واثلة الهذلي: " كذبت والله، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت شر من حماري هذا " . قال: " والله ما أرد عليك ما تقول "، " وايم الله لا نقيم عليه "، ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا عنه ودفعه الله عنهم . قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو فوالله ما كرهه. قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: " أبان بن صالح، جد أبي عبد الرحمن مشكدانة "

 

إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وشيخه فيه مجهول، وهو رابه، والراث: زوج أم اليتيم. وأخرجه الطبري في "تاريخه" 4/61-62 من طريق سلمة، عن ابن إسحاق، به.

 

قوله: "فتجبلوا منه"، هو بفتح التاء والجيم وتشديد الباء كما في الأصل، أمر من تجبل، ومعناه: ادخلوا الجبال، قال في "العباب": تجبل القوم الجبال، أي: دخلوها، وجعله السندي في"حاشيته" من أجبل، وفسره بقوله: إذا صار إلى الجبل ودخل فيه، وهو مجزوم بتقدير اللام، أي: لتجبلوا، وهو مضارع، وحذف النون تخفيفا وهو كثير، قوله: "وأنت شر من حماري"، قال السندي: أي: كافر، والجملة حال، والمقصود بيان قدم صحبته.

 

الأنواء

 

الأنواء ليست هي نفسها سبب تغير المناخ، لكنها وسيلة لمعرفة أوقات الفصول الأربعة، فلا بأس بها كوسيلة بدائية كانت للقدماء لمعرفة الأوثقات ومواسم الزراعة

 

روى مسلم:

 

[ 2220 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل يعنون بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

 

وانظر مسلم 71- 73

 

وروى البخاري:

 

1038 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ قَالَ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ فَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ

 

وروى أحمد:

 

(7908) 7895- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ : التَّعْيِيرُ فِي الأَحْسَابِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ ، وَالأَنْوَاءُ ، وَالْعَدْوَى ، وَأَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِئَةً ، مَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الأَوَّلَ ؟.

 

وانظر أحمد8739 و17061 و17035 والبخاري 846 و1038 ومالك في "الموطأ" 1/192، وأخرجه من طريقه الشافعي في "المسند" 1/15 (بترتيب السندي) ، والبخاري (846) و (1038) و(4147)، وفي "الأدب المفرد" (910) ، ومسلم (71) ، وأبو داود (3906) ، والنسائي في "الكبرى" (10761) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (925) -، وأبو عوانة 1/26، وابن حبان (188) و (6132) ، وابن منده في "الإيمان" (503) ، والبيهقي في "السنن" 3/357-358، والبغوي في "شرح السنة" (1169) و عبد الرزاق في "المصنف" (21003) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" (5213) و(5214) و (5216) ، وابن منده في "الإيمان" (504) و (505) و (506).

 

الحجامة

 

حكم الطب الحديث بأن الحجامة (فصد أو إخراج بعض الدم من الجسم) ليس لها أي فائدة طبية، بل من مارسوها ويمارسونها لم يكن لديهم أي مواد للتعقيم و علم لديهم بالأمراض وناقلاتها من ﭬيروسات وبكتيريا فنقلت بلا شك أمراضًا كثيرة بين المتداوين بهذا العلاج الخرافي.

 

روى البخاري:

 

5680 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ رَفَعَ الْحَدِيثَ وَرَوَاهُ الْقُمِّيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَسَلِ وَالْحَجْمِ

 

5696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ وَقَالَ لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ

 

5697 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو وَغَيْرُهُ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَادَ الْمُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ فِيهِ شِفَاءً

 

5698 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِلَحْيِ جَمَلٍ مِنْ طَرِيقِ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ

 

5700 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ لُحْيُ جَمَلٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ

 

5802 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ

 

2278 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ

 

1835 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ عَمْرٌو أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ حَدَّثَنِي طَاوُسٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَعَلَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا

 

1938 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ

 

2102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَجَمَ أَبُو طَيْبَةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا مِنْ خَرَاجِهِ

 

2103 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الَّذِي حَجَمَهُ وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ

 

1937 - (م1) *وَقَالَ لِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا قَاءَ فَلَا يُفْطِرُ إِنَّمَا يُخْرِجُ وَلَا يُولِجُ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ الصَّوْمُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ تَرَكَهُ فَكَانَ يَحْتَجِمُ بِاللَّيْلِ وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا وَيُذْكَرُ عَنْ سَعْدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأُمِّ سَلَمَةَ احْتَجَمُوا صِيَامًا وَقَالَ بُكَيْرٌ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ كُنَّا نَحْتَجِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَا تَنْهَى وَيُرْوَى عَنْ الْحَسَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مَرْفُوعًا فَقَالَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ

 

وانظر مسلم 1202 و1203

 

وكان الحجّام يقوم بشفط الدم بفمه، ولك أن تتخيل كم يمكن أن ينقل هذا من أمراض، فنفس الفم يمتص وقد يبلع قليلًا من دماء الكثير من الأشخاص فيكون الحجام وأدواته ناقلين للمرض وموزعين له. لذلك في أول الإسلام قال محمد كما روى أحمد:

 

15828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ ، وَالْمَحْجُومُ "

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله ابن قارظ فمن رجال مسلم، وهو ثقة. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد. وأخرجه الحاكم 1/428 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7523) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "جامعه" (774) وفي "علله" 1/360، وابن خزيمة (1964) ، وابن حبان (3535) ، والطبراني في "الكبير" (4257) ، والحاكم 1/428، والبيهقي في "السنن" 4/265 قال الترمذي: وحديثُ رافع بن خديج حديثٌ حسن صحيح، وذُكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصحُ شيء في هذا الباب حديثُ رافع بن خديج. وقال ابن خزيمة: سمعتُ العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعتُ علي بن عبد الله (وهو المديني) يقول: لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثاً أصح من ذا. قال الحافظ في "الفتح" 4/177: لكن عارض أحمدَ يحيى بنُ معين في هذا، فقال: حديث رافع أضعفها. وقال البخاري [فيما نقل الترمذي في "علله" 1/361] : هو غير محفوظ. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه [كما في "العلل" 1/249] : هو عندي باطل. وقال الترمذي [في "العلل الكبير" 1/361]: سألت إسحاق بن منصور عنه، فأبى أن يحدثني به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط، قلتُ: ما علَّتُه؟ قال: روى هشامٌ الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد حديثَ "مهرُ البغي خبيث"، وروى عن يحيى، عن أبي قلابة أن أبا أسماء حدثه أن ثوبان أخبر به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمر حديث في حديث، والله أعلم. انتهى. وقال البيهقي في "السنن" 4/265: كأن يحيى بن أبي كثير روى الحديث بالإسنادين جميعاً، قلنا: ثم إنه لم ينفرد معمر في روايته، عن يحيى بن أبي كثير، بل تابعه معاوية بن سلام- وهو ثقة- فقد أخرجه ابن خزيمة (1965) من طريق عمار بن مطر أبي عثمان الرهاوي، والحاكم 1/428 ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/265 من طريق الربيع بن نافع أبي توبة الحلبي، كلاهما عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأبو عثمان الرهاوي- وإن يكن ضعيفاً- تابعه الربيع بن نافع، وهو ثقة. والحديث متواتر رُوي من حديث ثمانية عشر صحابياً سلف في المسند منها حديث أبي هريرة برقم (8768) ، وذكرنا هناك بقيتها.

 

17112 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ مَرَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْفَتْحِ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ بِالْبَقِيعِ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي، فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأشعث- الصنعاني- وهو شراحيل بن آده، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُليَّة، وخالد: هو ابن مِهران الحذاء، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7127) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/255 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (7521) ، والنسائي في "الكبرى" (3138) و (3150) و (3151) و (3152) و (3153) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/99، وابن حبان (3534) ، والطبراني (7124) و (7128) و (7129) و (7130) ، والبغوي في "شرح السنة" (1759) من طرق عن خالد الحذاء، به. وأخرجه النسائي (3154) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء وهو الرحبي، عن شداد بن أوس، به. فذكر أبا أسماء الرحبي بدلاً من أبي الأشعث. قال النسائي: إسماعيل رجل مجهول لا نعرفه، والصحيح من حديث خالد ما تقدم ذكرنا له. وأخرجه النسائي (3138) ، والطحاوي 2/99، والطبراني (7129) و (7132) من طريقين عن أبي قلابة، به. وسيأتي بالأرقام (17117) و (17119) و (17124) و (17125) و (17126) و (17127) و (17129) و (17138) و5/283. وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (8768) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب، وذكرنا هناك الأحاديث التي ترخص في الحجامة للصائم والتي يثبت بها نسخ هذا الحديث، فراجعه.

 

22382 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم . أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي. وأخرجه الطيالسي (989) ، والدارمي (1731) ، وأبو داود (2367) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، وابن الجارود (386) ، وابن قانع 1/119، وابن الأعرابي (8) ، والطبراني في "الكبير" (1447) ، والحاكم 1/427 من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3140) من طريق أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة، به. وروي عن أبي قلابة من مسند شداد بن أوس، وسيأتي برقم (22449) . وسلف الحديث بسند صحيح من طريق أبي الأشعث عن شداد بن أوس في مسنده برقم (17112) . وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (2845) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن شداد بن عبد الله القرشي، عن أبي أسماء، عن ثوبان .

 

22430 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السُّمَيْطِ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اليعمري، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ".

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل بكير بن أبي السميط. بهز: هو ابن أسد العمي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3159) من طريق حبان بن هلال، والطبراني في "الكبير" (1406) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن بكير ابن أبي السميط، بهذا الإسناد. وفي الباب أيضاً عن معقل بن سنان، سيأتي 3/474 (15901)، والراوي عنه هو الحسن البصري بإسناد منقطع. وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/210 (21826)، والراوي عنه أيضاً هو الحسن البصري. وعن الحسن البصري عن أبي هريرة أو غيره منقطع واختلف فيه(8768).

 

قلنا: حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" صحيح، صححه غير واحد من الأئمة، لكن ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسخه، قال ابن حزم: صح حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: "أرخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم"، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة، سواء كان حاجماً أو محجوماً. قلنا: والحديث المذكور أخرجه النسائي في "الكبرى" (3241) ، وابن خزيمة (1967) ، والدارقطني في "السنن" 2/183 من طريق المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القبلة للصائم والحجامة. قال الدارقطني: كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفاً. وله طريق آخر عن أبي المتوكل أخرجه الدارقطني 2/182، والبيهقي 4/264 من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد رفعه: رخص الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم. قال الدارقطني: كلهم ثقات، ورواه الأشجعي أيضاً وهو من الثقات. ثم رواه من طريقه عن سفيان، به. وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (2747) ، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني إبراهيم بن هاشم، وقد وثقه الدارقطني. وأخرج الدارقطني 2/182، ومن طريقه البيهقي 4/268 عن أنس أيضاً أنه قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أفطر هذان"، ثم رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. قال الدارقطني: رجاله ثقات ولا أعلم له علة. وقول الحافظ: إلا أن في المتن ما ينكر، لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قد استشهد قبل ذلك - فيه نظر، فليس المتن ما ذكره كما ترى. قلنا: ومما استدل به على النسخ -وقال الحافظ في "الفتح" 4/178: وهو من أحسن ما ورد في ذلك- ما أخرجه عبد الرزاق (7535) ، وأبو داود (2374) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "نهى عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه"، وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، وقوله: "إبقاء على أصحابه" يتعلق بقوله: "نهى". وأخرجه ابن أبي شيبة 3/52 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: إنما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحجامة للصائم والوصال في الصيام إبقاءً على أصحابه. وأخرج البخاري في "صحيحه" (1940) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، قال: سمعت ثابتاً البناني، قال: سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف، وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: سقط من الإِسناد رجل بين شعبة وثابت، وهو حميد كما بيّنه الحافظ في "الفتح" 4/178-179.

 

ولكن هذا الحديث منسوخ ملغي حسب رأي أكثر فقهائهم، روى البخاري:

 

1937 - (م1) *وَقَالَ لِي يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا قَاءَ فَلَا يُفْطِرُ إِنَّمَا يُخْرِجُ وَلَا يُولِجُ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ الصَّوْمُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَحْتَجِمُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ تَرَكَهُ فَكَانَ يَحْتَجِمُ بِاللَّيْلِ وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا وَيُذْكَرُ عَنْ سَعْدٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأُمِّ سَلَمَةَ احْتَجَمُوا صِيَامًا وَقَالَ بُكَيْرٌ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ كُنَّا نَحْتَجِمُ عِنْدَ عَائِشَةَ فَلَا تَنْهَى وَيُرْوَى عَنْ الْحَسَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مَرْفُوعًا فَقَالَ أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ

 

1937 - (م2) *وَقَالَ لِي عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ الْحَسَنِ مِثْلَهُ قِيلَ لَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ

 

1938 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ

 

1939 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ

 

1940 - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَسْأَلُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ وَزَادَ شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى أبو داوود:

 

2374 - حدثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما إبقاء على أصحابه فقيل له يارسول الله إنك تواصل إلى السحر فقال " إني أواصل إلى السحر وربي يطعمني ويسقيني " .

 

قال الألباني: صحيح

 

وروى النسائي في الكبرى:

 

3241 - أنبأ إبراهيم بن سعيد قال حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان عن خالد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد :أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص في الحجامة للصائم

 

ومما روى أحمد عن الحجامة:

 

20096 - حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن حصين بن أبي الحر، عن سمرة بن جندب، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الحجام ، فأتاه بقرون ، فألزمه إياها، قال عفان: مرة بقرن، ثم شرطه بشفرة ، فدخل أعرابي من بني فزارة، أحد بني خزيمة، فلما رآه يحتجم ، ولا عهد له بالحجامة ، ولا يعرفها، قال: ما هذا يا رسول الله ؟ علام تدع هذا يقطع جلدك ؟ قال: " هذا الحجم "، قال: وما الحجم ؟ قال: " هو من خير ما تداوى به الناس"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حصين بن أبي الحر فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البزار (1216- كشف الأستار) عن أبي كامل ومحمد بن عبد الملك، والطبراني في "الكبير" (6785) من طريق عارم أبي النعمان، ثلاثتهم عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7596) ، والحاكم 4/208-209 من طريق داود بن نصير الطائي، عن عبد الملك بن عمير، به. وسيأتي بالأرقام (20171) و (20172) و (20173) و (20212) من طريق حصين بن أبي الحر

 

 

نصائح طبية عقيمة غير مجدية

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

18831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، فَعَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ، فَإِنَّهَا تَرُمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ "

 

حديث حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على قيس بن مسلم، فرواه يزيد أبو خالد: وهو الدالاني- كما في هذه الرواية- عنه، عن طارق بن شهاب- مرسلاً- فإن طارقاً رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه- ورواه جمع من طرق لا يخلو واحد منها من مقال- كما في تخريج الرواية السالفة برقم (3578) - عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 6/28: ورفعه صحيح. وأبو خالد الدالاني هو يزيد بن عبد الرحمن، وقد اختلف في اسم جده فقيل: أبو سلامة، ويقال: عاصم، ويقال: هند، ويقال: واسط، يقال: سابط، وهو مختلف فيه حسن الحديث، فقد وثقه ابن معين والنسائي وأبو حاتم الرازي، وقال البخاري: صدوق، وضعفه يعقوب بن سفيان، وابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وفي حديثه لين إلا أنه مع لينه يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.//وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6864) و (7567) ، والدارقطني في "العلل" 6/28-29 من طريق عبد الرحمن بن مهدي بهذا الإسناد.//وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (560) عن زيد بن حباب، عن سفيان عن قيس بن مسلم، عن طارق، به. قال الدارقطني 6/28: وقيل: إن الثوري لم يسمعه من قيس، وإنما أخذه عن يزيد أبي خالد، عن قيس، وهو عنده مرسل.//وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7566) من طريق أيوب الطائي، والبغوي في "الجعديات" (2091) من طريق قيس- وهو ابن الربيع-، كلاهما عن قيس ابن مسلم، به.

 

إن كانت هذه نصيحة طبية، فهي بائسة عقيمة حقًّا، فالمصاب بعدوى بكتيرية أو ﭬيروسية لن تغنيه ألبان البقر عن المضاد الحيوي، والمصاب بمرض في القلب لن يغنيه ذلك عن النتروجلِسرين أو الأدوية أو عملية جراحية، وهكذا.

 

فطر الكمأة كعلاج للعيون

 

روى البخاري:

 

4478 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2049 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عمرو بن حريث قال سمعت سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين

 

[ 2049 ] حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن مطرف عن الحكم عن الحسن عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن الذي أنزل الله تبارك وتعالى على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين

 

 [ 2049 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن مطرف عن الحكم بن عتيبة عن الحسن العرني عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن الذي أنزل الله على موسى وماؤها شفاء للعين

 

ورواه أحمد1625 وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/88 عن معتمر بن سليمان. ، والنسائي في "الكبرى" (6668) و (7564) و (7565) ، وأبو يعلى (961) و (967) ، وأبو عوانة 5/400 و401 و402، والشاشي (187) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. والترمذي (2067) من طريق عمر بن عبيد، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/89، والبخاري (4478) ، وأبو عوانة 5/401، والبغوي (2896) من طريقين عن سفيان الثوري، البخاري (5708) ، ومسلم (2049) (158) ، والترمذي (2067) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (228) ، وأبو عوانة 5/399 من طريق محمد بن جعفر،  وأخرجه البخاري (4639) ، والنسائي في "الكبرى" (6667) و (11188) ، وأبو عَوانة 5/399، والشاشي (189) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (564) من طرق عن شُعبة، به وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (229) ، والنسائي في "الكبرى" (11189) ، وأبو عوانة 5/399-400 من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (6666) و (7563) و (10988) ، وأبو يعلى (968) ، وأبو عوانة 5/400، والشاشي (188) من طرق عن مطرف، عن الحكم، به. وعند أحمد برقم (1632) و (1634) و (1635) و (1636) .

والكمأة: هي فُطر من الفصيلة الكمئية، وهي أرضية تنتفخُ حاملاتٍ أبواغها، فتجتنى وتؤكل مطبوخة.

 

طب الأعشاب في معظمه عمومًا غير مفيد، لأن تركيز المواد المستخلصة صناعيًّا في الأدوية المركبة الحديثة اليوم أكثر فعاليةً بكثير من النسب الضعيفة لمواد نافعة عرضيًّا _إن وُجِدَتْ من الأساس_في النباتات والفطريات. وهذا علاج بدائي خرافي، لم يستخلص الأطباء أي أدوية للعيون من فطر الكمأة.

 

الطول الخرافي لآدم الخرافي

 

روى البخاري:

 

3326 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ

 

3327 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ

 

6227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ

 

روى مسلم:

 

[ 2834 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد عن عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب واللفظ لقتيبة قالا حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء

 

[ 2841 ] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن

 

وأحمد 7165 و7933 و8171 و8291 و10913 و7435 و(7152) و(7933) و (8171) و (8291) و (10913) و"مصنف عبد الرزاق" (19435) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3326) و (6227) ، وفي "الأدب المفرد" (978) ، ومسلم (2841) (28) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/93-94، وابن حبان (6162) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" ص 41-42، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (711) و (712) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 289-290، والبغوي (3298) . وأخرجه الترمذي (3368) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (218) إلى (220) ، والطبري في "تاريخه" 1/96 و155، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/160، وابن حبان (6167) ، والحاكم 1/64، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 324-325. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (220) ، والطبري 1/96 و155 من طريق أبي سلمة، وأبي صالح، والشعبي، ويزيد بن هرمز، والحاكم 1/64 من طريق الشعبي أربعتهم عن أبي هريرة. وانظر أحمد برقم (7165) و (7323) و(8291) .

 

وروى أحمد:

 

(8291) 8274- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي : وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلاَ أَدْرِي حَدَّثَنَا بِهِ أَمْ لاَ.

 

إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان التبان وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه عبد بن حميد (1427) ، وابن خزيمة  في "التوحيد" 1/92-93 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. ولم يذكر عبد بن حميد في روايته: "طوله ستون ذراعا".

 

الأدلة العلمية تقول بعكس ذلك تمامًا من خلال علم المتحجرات، فالأنواع الأقدم من البشر كانت أصغر، وكلما ازداد الزمن بعدًا في الماضي كان النوع البشري أصغر وأقل تطورًا وأقل طولًا وحجمَ دماغٍ.

 

تفسير خرافي لتنوع الصفات الوراثية

 

روى أحمد بن حنبل:

 

19582 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ: حَدَّثَنِي قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ . جَاءَ مِنْهُمُ الْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير قَسَامة بن زهير، فقد روى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2955) ، والطبري في "التفسير" (645) ، وفي "التاريخ" 1/91، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص64، وأبو الشيخ في "العظمة" (1017) من طريقي يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو داود (4693) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 64، وابن حبان (6181) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1018) من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/43، وأبو داود (4693) ، والترمذي (2955) ، والطبري في "التفسير" (645) ، وفي التاريخ 1/91، وابن خزيمة في "التوحيد" ص64، وابن حبان (6160) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1017) ، والحاكم 2/261-262، وأبو نعيم في "الحلية" 8/135، والبيهقي في "السنن" 9/3، وفي "الأسماء والصفات" (815) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/613 (مخطوط نشر دار البشير) من طرق عن عوف، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وفي مسند أحمد في الحديث الذي يليه، وبرقم (19642) . وفي الباب عن ابن عباس عند البيهقي في "الأسماء والصفات" (817) . وحديث أحمد (19642) أخرجه ابنُ سعد 1/26، وعبد بن حميد في "المنتخب" (549) ، وابنُ قانع في "معجم الصحابة" 2/124-125، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (715) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/613-614 و614 (مخطوط نشر دار البشير) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة قَسَامة بن زهير) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد.

 

من الأمور المعروفة في العلم الحديث أن تنوع الصفات الوراثية (التباين الوراثي) هو نتيجة الطفرات الوراثية في بعض الأفراد، وتسود هذه الصفات في المجموعات السكانية إما بالانتخاب الطبيعي لكونها مفيدة لحاملها وتعطيه أفضلية، أو بالانجراف الوراثي (عامل الصدفة والحظ البحت)، واختلاف ألوان البشر وبعض صفاتهم كحجم الأنوف وشكل الجماجم له علاقة بمناخ وطبيعة البيئة، لا يحتاج أوربي للون الأسود الناتج عن مادة الميلاتونين بكمية كبيرة والتي تحمي من أشعة الشمس، لعدم ارتفاع الحرارة إلى هذه الدرجة في بيئته، بعكس أفريقيا. أما اختلاف طباع وأخلاق البشر فجزء كبير منه يعود إلى عوامل التربية والمجتمع والظروف المحيطة. يصعب ويستحيل تقريبًا أن يخرج عالم مهم له إنجازات أو سياسي مفوَّه أو مؤرخ أو نائب عام أو قاضٍ من بيئة فقيرة مهمشة عشوائية من أسرة لم تهتم بتربيته وتعليمه.

 

القلب عضو نبض فقط، ولا علاقة له بالتفكير

 

روى البخاري:

 

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ...إلخ

 

349 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي...إلخ

 

52 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ

 

روى مسلم:

 

[ 2654 ] حدثني زهير بن حرب وابن نمير كلاهما عن المقرئ قال زهير حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك

 

[ 162 ] حدثني عبد الله بن هاشم العبدي حدثنا بهز بن أسد حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت فانطلقوا بي إلى زمزم فشرح عن صدري ثم غسل بماء زمزم ثم أنزلت

 

[ 162 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره

   

 [ 163 ] وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي ...إلخ

 

[ 164 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك لعله قال عن مالك بن صعصعة رجل من قومه قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد الثلاثة بين الرجلين فأتيت فانطلق بي فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قتادة فقلت للذي معي ما يعني قال إلى أسفل بطنه فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه ...إلخ

 

وانظر أحمد (12221) 12246 و(12506) 12534 و(14069) 14115 و(18347) و(18374) و (21135) و(21288)

  

وروى أحمد:

 

12107 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ " . قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ: فَقَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا "

 

إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان- واسمه طلحة بن نافع- من رجاله، وروى له البخاري مقروناً، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه الضياء في "المختارة" (2223) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 10/209 و11/36، والترمذي (2140) ، وأبو يعلى (3687) و (3688) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (225) ، والطبري في "تفسير" 3/ 188، والحاكم في "مستدركه" 1/526، والبغوي (88) ، والضياء (2222) و (2224) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص317، وأبو نعيم في "الحلية" 8/122، والضياء (2225) من طريق فضيل بن عياض، عن الأعمش، به، وأخرجه أبو يعلى (2317) ، والطبري في "تفسيره" 3/188، والحاكم 2/ 288-289، والبيهقي في "شعب الإيمان" (756) من طريق سفيان الثوري: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله. قال الترمذي بعد روايته الحديث من طريق أنس: حديث حسن، وهكذا روى غير واحد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، وروى بعضُهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وحديثُ أبي سفيان عن أنس اصح. وسيأتي من طريق أبي سفيان (13696) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد برقم (6569) ، وسلفت عنده أحاديث الباب، ونزيد عليها هنا حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جده، عند الترمذي (3587) .

 

6569 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ، اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي هانىء -وهو حميد بن هانىء الخولاني المصري-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيْوة: هو ابن شُريح. وأخرجه مسلم (2654) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (222) و (231) ، وابنُ حبان (902) ، والآجُري في "الشريعة" ص 316، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 147، من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7739) ، والطبري في "التفسير" 6/ (6657) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة، به. وفي الباب عن أنس، عند أحمد 3/112 و257.  وانظر أحمد 17630 وابن خزيمة في "التوحيد" ص80، والآجري في "الشريعة" ص317، والطبراني في "الدعاء" (1262) ، وفي "الشاميين" (582) و(1887) ، والبغوي في "شرح السنة" (89) وابن ماجه (199) ، وابن أبي عاصم في "السنة، (219) ، والنسائي في "الكبرى" (7738) ، والطبري في "التفسير" (6655) ، وابن حبان (943) ، والحاكم 1/525 و2/289 و4/321، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص341، والبغوي في "التفسير 1/322

 

 

تحريم لحوم الحمير والمفترسات بدون أي سبب علمي واقعي

 

روى البخاري:

 

6331 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَيَا عَامِرُ لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذَكِّرُ تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَذَكَرَ شِعْرًا غَيْرَ هَذَا وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ فَلَمَّا صَافَّ الْقَوْمَ قَاتَلُوهُمْ فَأُصِيبَ عَامِرٌ بِقَائِمَةِ سَيْفِ نَفْسِهِ فَمَاتَ فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا نَارًا كَثِيرَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ النَّارُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ قَالُوا عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ فَقَالَ أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَكَسِّرُوهَا قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا قَالَ أَوْ ذَاكَ

 

وانظر البخاري 4196.

 

5528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ جَاءٍ فَقَالَ أُكِلَتْ الْحُمُرُ ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ فَقَالَ أُكِلَتْ الْحُمُرُ ثُمَّ جَاءَهُ جَاءٍ فَقَالَ أُفْنِيَتْ الْحُمُرُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى فِي النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ فَأُكْفِئَتْ الْقُدُورُ وَإِنَّهَا لَتَفُورُ بِاللَّحْمِ

 

4198 - أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ الفَضْلِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: صَبَّحْنَا خَيْبَرَ بُكْرَةً، فَخَرَجَ أَهْلُهَا بِالْمَسَاحِي، فَلَمَّا بَصُرُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالخَمِيسُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ {فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ} [الصافات: 177] " فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الحُمُرِ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ»

 

5520 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ

5521 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمٍ وَنَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ يَوْمَ خَيْبَرَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ تَابَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَالِمٍ

 

5523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ وَعَنْ لُحُومِ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ

 

4216 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَعَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ

 

4218 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ

 

4219 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَرَخَّصَ فِي الْخَيْلِ

 

5519 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلْنَاهُ

 

5524 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ

 

5529 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ حُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَقَالَ قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ { قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا }

 

5527 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قَالَ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَقَالَ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَالْمَاجِشُونُ وَيُونُسُ وَابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ

 

5530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ تَابَعَهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمَاجِشُونُ عَنْ الزُّهْرِيِّ

 

وروى الحديث بأسانيدهم عن العديد من الصحابة: مسلم 1407 وأحمد (592) و (812) و (1204) و(4720) و (5786) و (5787) و (6291) و (6310) و(7039) و الطيالسي (111) ، والحميدي (37) ، وسعيد بن منصور (848) ، وابن أبي شيبة 4/292 و8/261، والدارمي (2197) ، والبخاري (5115)، والترمذي (1121) و (1794) ، والنسائي 7/202، وأبو يعلى (576) ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/201 و202 ومالك في "الموطأ" 2/542، والطيالسي (111) ، والدارمي (1990) ، والبخاري (4216) و (5523) و (6961) ، ومسلم (1407) ، وابن ماجه (1961) ، والترمذي (1794) ، والبزار (641) و (642) ، والنسائي في الكبرى (6646) و 6/125 و126 و7/202، وابن حبان (4143) والنسائي 7/203، والطحاوي 4/204، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/126وأخرجه البخاري (4217) ، وابن أبي شيبة 8/261، والنسائي في "المجتبي" 7/203، وفي "الكبرى" (6645)، وأبو عوانة 5/160 و160-161، والطحاوي 4/204، والطبراني في "الكبير" (13421)، وغيرها. وعن تحريم لحوم المفترسات انظر أحمد 2192 و2619 و2747 و3023 و3544 و3002 و3069 و3141

 

وروى مسلم:

 

[ 1933 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذي ناب من السباع فأكله حرام

 

 [ 1933 ] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس بهذا الإسناد مثله

 

 [ 1934 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير

 

 [ 1934 ] وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا سهل بن حماد حدثنا شعبة بهذا الإسناد مثله

 

 [ 1934 ] وحدثنا أحمد بن حنبل حدثنا سليمان بن داود حدثنا أبو عوانة حدثنا الحكم وأبو بشر عن ميمون بن مهران عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير

 

[ 1938 ] وحدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن عاصم عن الشعبي عن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلقى لحوم الحمر الأهلية نيئة ونضيجة ثم لم يأمرنا بأكله

 [ 1939 ] وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن عاصم عن عامر عن بن عباس قال لا أدري إنما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه كان حمولة الناس فكره أن تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية

 

 [ 1802 ] وحدثنا محمد بن عباد وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ثم إن الله فتحها عليهم فلما أمسى الناس اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه النيران على أي شيء توقدون قالوا على لحم قال على أي لحم قالوا على لحم حمر إنسية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهريقوها واكسروها فقال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها قال أو ذاك

 

 [ 1802 ] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا حماد بن مسعدة وصفوان بن عيسى ح وحدثنا أبو بكر بن النضر حدثنا أبو عاصم النبيل كلهم عن يزيد بن أبي عبيد بهذا الإسناد

 

 [ 1940 ] وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أصبنا حمرا خارجا من القرية فطبخنا منها فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان فأكفئت القدور بما فيها وإنها لتفور بما فيها

 

وروى أحمد:

 

(14463) 14517- حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ ، فَأَخَذُوا الْحُمُرَ الإِِنْسِيَّةَ ، فَذَبَحُوهَا ، وَمَلؤُوا مِنْهَا الْقُدُورَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ جَابِرٌ : فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَفَأْنَا الْقُدُورَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ سَيَأْتِيكُمْ بِرِزْقٍ هُوَ أَحَلُّ لَكُمْ مِنْ ذَا ، وَأَطْيَبُ مِنْ ذَا ، قَالَ : فَكَفَأْنَا يَوْمَئِذٍ الْقُدُورَ وَهِيَ تَغْلِي ، فَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْحُمُرَ الإِنْسِيَّةَ ، وَلُحُومَ الْبِغَالِ ، وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطُّيُورِ ، وَحَرَّمَ الْمُجَثَّمَةَ ، وَالْخِلْسَةَ ، وَالنُّهْبَةَ.

 

إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه مختصراً الترمذي (1478) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد- ولفظه: حرم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعني يوم خيبر- الحمر الإنسية ولحوم البغال، وكل ذي نابِ من السباع وذي مخلب من الطير. وقال: حسن غريب.

 

(17731) 17883- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ ؛ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قُدُورِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقَالَ : إِنْ لَمْ تَجِدُوا غَيْرَهَا ، فَاغْسِلْ وَاطْبُخْ ، وَسَأَلَهُ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَعَنْ كُلِّ سَبُعٍ ذِي نَابٍ.

 

(14840) 14901- حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيْجَ ، وَعَفَّانُ ، قَالَوا : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ : أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : ذَبَحْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ ، وَ الْبِغَالَ ، وَالْحَمِيرَ ، فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِغَالِ ، وَالْحَمِيرِ ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَنِ الْخَيْلِ.

 

لا توجد أي مشكلة أو مانع صحي طبي في أكل لحوم الحمير، فهي ذوات حوافر كغيرها، ومن عدم المنطق أنه حلل لحوم الخيل، مع كون الاثنين من فصيلتين متقاربتين، ويمكنهما التزواج وإنجاب بغل ذكر عقيم؟! تحريم بلا معنى ولا سبب، وكذلك تحريم الحيوانات المفترسة، قد نمنع كمتحضرين صيد الحيوانات المفترسة باعتبارهم كائنات أذكياء لهم مقدار من العقل والوعي، أو لمنع انقراضهم، لكنْ ليس بدعوى أن لحومهم رجس أو نجسة بتعليلات خرافية أسطورية. وكما لاحظ عبد الله بن عباس تتناقض هذه الأحاديث من أفعال محمد ووصاياه تمامًا مع أسلوب القصر في آيات تحريمات القرآن للأطعمة. ورغم محاولة ابن عباس وغيره من بعده من أصحاب الرأي المبيح لحمر الحمير للقول بأن تحريم محمد كان مؤقتًا لأجل عدم انعدام الظهر للركوب، فإن لفظ الأحاديث الواصفة له برجس تنفي ذلك التأويل والزعم، والقصر والحصر في القرآن يفيد عدم وجود محرمات أخرى إلا ما ورد في القرآن، كما يُفترَض، يبدو أن محمدًا حرَّم محرمات أخرى بعد صياغة آياته كان قد نسي اقتباسها وتبنيها من الشرائع اليهودية في سِفْر اللاويين من التوراة.

 

وحاول بعضهم القول بأن التحريم مؤقت (وليس عليه رأي جمهور علماء السنة)، روى البخاري:

 

3155 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ لَيَالِيَ خَيْبَرَ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ وَقَعْنَا فِي الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَانْتَحَرْنَاهَا فَلَمَّا غَلَتِ الْقُدُورُ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ فَلَا تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقُلْنَا إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ قَالَ وَقَالَ آخَرُونَ حَرَّمَهَا أَلْبَتَّةَ وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَرَّمَهَا أَلْبَتَّةَ

 

روى أحمد:

 

(19400) 19620- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ : أَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجًا مِنَ الْقَرْيَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْفِئُوا الْقُدُورَ بِمَا فِيهَا.

فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ : إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا ، أَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ.

 

وانظر الطيالسي (816) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/205 وابن أبي شيبة 8/263، والبخاري (3155) (4220) ، ومسلم (1937) (26) و (27) ، وابن ماجه (3192) ، وأبو عوانة 5/161 و161 -162، والبيهقي 9/330 و331، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 12/72  من طرق عن الشيباني، بنحوه. وزادوا : قال عبد الله بن أبي أوفى: فتحدثنا أنه إنما نهى عنها، لأنها لم تُخَمَّس، وقال بعضُهم: نهى عنها البتة، لأنها كانت تأكل العَذِرة. وعند البخاري: (3155) : وسألتُ سعيد بن جبير، فقال: حَرمها البَتَّة. وسيرد برقم (19399) قول سعيد: إنما نهى عنها أنها كانت تأكل العذرة.

 

نلاحظ وجود رأيين متناقضين منسوبين لسعيد بن جبير، مثال لكذب الرواة.

 

وحاول البعض رفض مسألة التناقض الواضح بين القرآن والأحاديث:

 

17174 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرَشي، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن زنجويه في "الأموال" (620) ، وأبو داود في "السنن" (4604) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (668) و (670) ، وفي "الشاميين" (1061) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/549، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/89، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 1/149-150، من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/209، وابن حبان (12) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (667) ، والدارقطني 4/287، والبيهقي في "السنن" 9/332، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/89 من طريق مروان بن رؤبة، عن عبد الرحمن الجرشي، به. وأخرجه الطبراني 20/ (669) من طريق عمرو بن رؤبة، عن عبد الرحمن الجرشي ، به. وأخرجه بنحوه ابن زنجويه (619) من طريق خالد بن معدان، عن المقدام، به. والحديث سيأتي مختصراً في الروايتين (17193) و (17194) . وفي الباب في قوله: "ألا يوشك رجل ينثني..." عن أبي رافع، عند أحمد 6/8. وفي الباب في قوله: "ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي" عن ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وذكرنا بقيةَ أحاديث الباب هناك. وفي الباب في قوله: "ولا كل ذي ناب من السباع" عن أبي هريرة، سلف برقم (7224) ، وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك.

 

تحريم لحوم المفترسات

 

روى البخاري:

 

5527 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قَالَ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَقَالَ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَالْمَاجِشُونُ وَيُونُسُ وَابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ

 

5530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ تَابَعَهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمَاجِشُونُ عَنْ الزُّهْرِيِّ

 

ورواه مسلم:

 

[ 1932 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السبع زاد إسحاق وابن أبي عمر في حديثهما قال الزهري ولم نسمع بهذا حتى قدمنا الشام

 

 [ 1932 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع أبا ثعلبة الخشني يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع قال بن شهاب ولم أسمع ذلك من علمائنا بالحجاز حتى حدثني أبو إدريس وكان من فقهاء أهل الشام

 

 [ 1932 ] وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو يعني بن الحارث أن بن شهاب حدثه عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع

 

 [ 1932 ] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد وغيرهم ح وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يوسف بن الماجشون ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كلهم عن الزهري بهذا الإسناد مثل حديث يونس وعمرو كلهم ذكر الأكل إلا صالحا ويوسف فإن حديثهما نهى عن كل ذي ناب من السبع

 

 [ 1933 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذي ناب من السباع فأكله حرام

 

 [ 1933 ] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس بهذا الإسناد مثله

 

 [ 1934 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير

 

وانظر أحمد 17746 و17738 و17735 و17748 و17740 و17745 و19116 و19399 و19120 و19127

 

أكل المواشي للحوم يسبب لها أضرارًا صحية

 

روى أحمد:

 

11731 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الظَّفَرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمأْجُوجُ، يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] ، فَيَغْشَوْنَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، ....إلخ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، بَعَثَ اللهُ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، كَنَغَفِ الْجَرَادِ الَّذِي يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى لَا يُسْمَعُ لَهُمْ حِسًّا، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: أَلَا رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا نَفْسَهُ فَيَنْظُرَ مَا فَعَلَ هَذَا الْعَدُوُّ " . قَالَ: " فَيَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ مُحْتَسِبًا لِنَفْسِهِ قَدْ أَظَنَّهَا عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ، فَيَنْزِلُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيُنَادِي: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَا أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ . فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ، وَحُصُونِهِمْ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ، فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَنْهُ كَأَحْسَنِ مَا تَشْكَرُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّبَاتِ أَصَابَتْهُ قَطُّ"

 

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. وأخرجه أبو يعلى (1351) ، وابن حبان (6830) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4079) ، وأبو يعلى (1144) ، والطبري في "تفسيره" 16/21، و17/90، والحاكم 2/245، 4/489-490 من طريقين عن ابن إسحاق، به.

 

(10632) 10640- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ ، ...إلخ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكُرُ شُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ .

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسعيد بن أبي عروبة، رواية روح عنه قبل اختلاطه، ثم هو متابع. وأخرجه ابن ماجه (4080) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، والطبري في "تفسيره" 16/21 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3153) ، والحاكم 4/488 من طريق أبي عوانة الوضاح، وابن حبان (6829) من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن قتادة، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد بن حميد- كما في "فتح البارى" 13/109- من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/77. وصححه ابن حبان برقم (6830) .

 

اللحوم لا تصلح كغذاء للمواشي لأنها حيوانات عاشبة، ولو اضطرها رعاتها لذلك تحدث لها أمراض خطيرة غالبًا تضرها إلى درجة الوفاة، وينتقل ضررها إلى الإنسان كذلك، ولعل منها مرض جنون البقرة.

 

 

 

 

ليس للون الخيول أفضلية بالنسبة لسرعتها وغيره

 

روى مسلم:

 

[ 1875 ] وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا وكيع عن سفيان عن سلم بن عبد الرحمن عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل

 

 [ 1875 ] وحدثنا محمد بن نمير حدثنا أبي ح وحدثني عبد الرحمن بن بشر حدثنا عبد الرزاق جميعا عن سفيان بهذا الإسناد مثله وزاد في حديث عبد الرزاق والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى أو في يده اليمنى ورجله اليسرى

 

روى أحمد بن حنبل:

 

22561 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ، الْأَقْرَحُ، الْأَرْثَمُ المُحَجَّلُ ثَّلَاثِ ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ "

 

حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك، وروايته عنه مقبولة عند بعض أهل العلم، ثم إن ابن لهيعة قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح . وأخرجه الدارمي (2428) من طريق الوليد بن مسلم، والطيالسي (604) ، والترمذي (1696) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد . وسقط من إسناد الطيالسي يزيد بن أبي حبيب .//وأخرجه ابن ماجه (2789) ، والترمذي (1697) ، والرامَهُرْمُزي في "الأمثال" (123) ، والحاكم 2/92، والبيهقي 6/330 من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به .//وأخرجه ابن حبان (4676) من طريق يحيى ين أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُلَي بن رباح، عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة . ووقع عنده وحده أن قوله: "فإن لم يكن أدهم فكُميت ... إلخ" من قول يزيد بن أبي حبيب .//وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (809) ، والحاكم 2/92، والبيهقي 6/330 من طريق عُبيد بن الصباح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، مرفوعاً بلفظ: "إذا أردت أن تغزو، فاشتر فرساً أغر مُحجلاً، مطلق اليمنى، فإنك تسلم وتغنم" . قلنا: وعُبيد بن الصباح ضعيف .//وأخرجه مرسلاً ابن أبي شيبة 12/224-225 عن الفضل بن دكين، عن موسى بن عُلي، قال: سمعت أبي يحدث أن رجلاً أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني أريد أن أقيد أو ابتاع فرساً... فذكره نحوه مختصراً . ورجح أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/304 هذه الرواية المرسلة في حديث موسى بن عُلي .//وفي الباب عن أبي وهب الجُشَمي، عند أحمد برقم (19032) ، وإسناده ضعيف .

قال السندي: قوله: "الأدهم"، أي: الأسود . "الأقرح": هو ما كان في جبهته قرحة -بالضم- وهو بياض يسير دون الغُرة . "الأرثم" براء ومثلثة: هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا . "المحجل" اسم مفعول من التحجيل بتقديم المهملة على الجيم: هو الذي في قوائمه بياض . "مطلق اليمين" أي: مطلقها ليس فيها تحجيل . "فكميت" بضم الكاف مصغر: هو الذي لونه بين السواد والحمرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث . "على هذه الشِّية" بكسر الشين: هو اللون المخالف لغالب اللون .

 

19032 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، يَعْنِي أَخَا عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ صُحْبَةٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا، أَوْ قَالَ: وَأَكْفَالِهَا ، وَقَلِّدُوهَا وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ، أَوْ أَدْهَمَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ "

 

إسناده ضعيف لجهالة عقيل بن شبيب، فقد تفرد بالرواية عنه محمد ابن مهاجر، وهو الأنصاري، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه. قلنا: وقد اختلف فيه على محمد بن مهاجر، فرواه هشام بن سعيد- كما في هذه الرواية- عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة، ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني- كما في الرواية التالية (19033) - عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الكلاعي، فنسبه كلاعياً، ولم يقل: له صحبة، ورواه يحيى بن صالح الوحاظي- كما عند الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/59- عنه، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم ينسبه. وقد رجح أبو حاتم فيما نقل عنه ابنه في "العلل" 2/312-313 أنه أبو وهب الكلاعي، وقد رواه بإسناده عن هشام ابن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن سليمان بن موسى: وهو الدمشقي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: وأبو وهب الكلاعي هو صاحب مكحول الذي يروي عن مكحول، واسمه عبيد الله بن عبيد، وهو دون التابعين، يروي عن التابعين... مثل الأوزاعي ونحوه، فبقيت متعجباً من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه، فاني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه. قلنا: فعلى قول أبي حاتم يكون الحديث منقطعاً كذلك. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (814) مختصراً، وفي "التاريخ الكبير" 9/78، والطبراني في "الكبير" 22/ (949) ، والبيهقي في "السنن" 6/330 و9/306، وفي "الآداب" (469) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2543) و (2553) و (4950) مقطعاً، والنسائي في "المجتبى" 6/218-219، وفي "الكبرى" (4406) ، وأبو يعلى (7169) (7170) (7171) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/102 من طريقين عن هشام، به.

قال السندي في حاشيته: "وأقبحها": لما في الحرب من المكاره، وفي مُرَة من المرارة والبشاعة. "وارتبطوا الخيل": هو كناية عن تحصيلها وتسمينها للغزو."وأعجازها" جمع عَجُز، وهو الكَفَل، والمقصودُ من المسح تنظيفها من الغُبار، وتعرُّفُ حالِ سِمَنها، وقد يحصل به الأُنس للفرس بصاحبه. "وقلَّدوها"، أي : طلب إعلاء الدين والدفاع عن المسلمين، أي: اجعلوا طلب إعلاء الدين لازماً كلزوم القلائد للأعناق."ولا تقلدوها الأوتار": جمع وِتر- بالكسر- وهو الدم، والمعنى: لا تقلدوها طلب دماء الجاهلية، أي: اقصدوا بها الخير، لا تقصدوا بها الشر، وقيل جمع "وَتَر" بفتحتين، وهو وتر القوس."بكل كُميت" بضمَ الكاف مصغر، هو الذي لونه بين السَّواد والحُمْرة، يستوي فيه المذكر والمؤنث."أغر"، أي: الذي في وجهه غُرَّة، أي: بياض."محجَّل" اسم مفعول من التحجيل، بتقديم المهملة على الجيم، وهو الذي في قوائمه بياض. "أشقر" الشُّقْرة في الخيل هي الحُمْرة الصَافية.و"الأدهم": الأسود.

 

وروى الواقدي في المغازي، في سياق غزوة تبوك في رحلة عودة محمد إلى يثرب:

 

قَالَ: وَحَدّثَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِى سَهْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: خَرَجَتْ الْخَيْلُ فِى كُلّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَ الْمَاءَ، وَكَانَ أَوّلَ مَنْ طَلَعَ بِهِ وَبِخَبَرِهِ صَاحِبُ فَرَسٍ أَشْقَرَ، ثُمّ الثّانِى أَشْقَرُ، ثُمّ الثّالِثُ أَشْقَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “اللّهُمّ بَارِكْ فِى الشّقْرِ”.

قَالَ: حَدّثَنِى عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِى عُبَيْدَةَ، وَسَعْدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِى مُرّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “خَيْرُ الْخَيْلِ الشّقْرُ”.

 

بالتأكيد توجد خيول ليست بهذه الصفات، ولها سرعات عالية في السباقات وما شابه. لا علاقة للون بجودة الصفات الوراثية. وقصة الواقدي مجرد مصادفة في تطابق ألوان الخيول مثلًا.

 

مزاعم لا تصح عن معرفة محمد ومعرفتهم العلمية

 

روى أحمد بن حنبل:

 

21361 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخٌ، مِنَ التَّيْمِ، قَالُوا: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: "لَقَدْ تَرَكَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا يُحَرِّكُ طَائِرٌ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا أَذْكَرَنَا مِنْهُ عِلْمًا "

 

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أشياخ منذر، وهو ابن يعلى الثوري. ابن نمير: هو عبد الله. ورواه أحمد برقم (21439) من طريق شعبة عن الأعمش. وعن منذر الثوري عن أبي ذر، بإسقاط أشياخ منذر برقم (21440) . وروي عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر، كما عند الرواية رقم (21440) ، ورجاله ثقات، لكن وقع على فطر خلاف فيه. والطيالسي (479) عن شعبة ووكيع في "الزهد" (522) ، وعنه ابن سعد في "الطبقات" 2/354 عن فطر بن خليفة،  والبزار في "مسنده" (3897) ، وابن حبان (65) ، والطبراني في "الكبير" (1647) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/829 ، وأبو يعلى (5109)، قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" 4/28: رجاله ثقات إلا أنه منقطع. أي: بين عطاء وأبي الدرداء. وفي الباب ما يشهد لمعناه عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث المغيرة بن شعبة عند أحمد برقم (18224) .

 

وروى البخاري:

 

6604 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ»، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ، فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ

 

وروى مسلم:

 

[ 2891 ] حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن أبا إدريس الخلواني كان يقول قال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف ومنها صغار ومنها كبار قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري

 

[ 2891 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا وقال إسحاق أخبرنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وانه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه

 

[ 2892 ] وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج حدثنا أبو عاصم أخبرنا عزرة بن ثابت أخبرنا علباء بن أحمر حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا

 

وانظر أحمد (11143) . ومن حديث حذيفة بن اليمان (23274) 23663، وهو عند البخاري (6604) ، ومسلم (2891) . ومن حديث أبي زيد عمرو بن أخطب (22888) 23276-، وهو عند مسلم (2892)

 

لو صحت هذه المزاعم المضحكة، فلماذا لا نتخذ القرآن ككتاب في العلوم ونبدأ في تطبيق ما يقول لنرَ النتائج، كمثال سنمنع خلايا النحل في المزارع من الخروج لامتصاص الرحيق، وسنعطيها ثمار فاكهة كما يقول القرآن في سورة النحل؟! ولماذا لا يصلح استعمال القرآن وكلام محمد إذن للتنبؤ والتوقع العلمي، بدلًا من كونهما كتب كلها اخطاء علمية ومغالطات منطقية وجهالات وتجهيل؟! ولو صح ذلك فكيف وقع المسلمون في كل تلك الفتن والحروب والمشاكل دون أي تبصر منهم بما كانوا يفعلون؟!

 

عدد مفاصل الإنسان

 

روى أحمد:

 

(23037) 23425- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِصَدَقَةٍ . قَالُوا : وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : النُّخَاعَةُ تَرَاهَا فِي الْمَسْجِدِ فَتَدْفِنُهَا ، أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ ، فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ.(5/359).

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل حسين -وهو ابن واقد المروزي- فقد روى له البخاري تعليقاً وفي "الأدب المفرد" ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح . زيد: هو ابن الحُباب . وأخرجه العراقي في "تقريب الأسانيد" ص 31-32 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد . وأخرجه ابن حبان (2540) ، والبيهقي في "الشعب" (11164) من طريق زيد ابن الحباب، به . وليس في رواية ابن حبان قوله: "النخاعة في المسجد تدفنها". وأخرجه أبو داود (5242) ، وابن خزيمة (1226) من طريق علي بن الحسين ابن واقد، عن أبيه، به . ورواه أحمد عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، عن حسين بن واقد برقم (23037) .

 

هذا باطل علميا لاختلافنا في عدد مفاصلنا فنحن لا نمتلك نفس العدد من المفاصل، أولا: عدد مفاصل الطفل وعظامه أكثر من البالغ، ثانيا: مع مرور الوقت ينمو جسم الطفل وتلتحم بعض المفاصل فيقل عددها بالتدريج أي أن العدد يختلف في الشخص نفسه مع الوقت وحتى بعد البلوغ. وهناك عدة عوامل تؤثر على عملية الالتحام كالوراثة والتغذية لذلك يختلف العدد الناتج بعد الالتحام من شخص بالغ إلى آخر، وهناك أشخاص طبيعيون يمتلكون عظاما غضافية في أجسادهم (1 من كل 20 شخصا لديهم ضلع إضافي في القفص الصدري). إذن أخطأ محمد في قوله أن لجميع البشر نفس عدد المفاصل. [منقول عن مقالٍ لأخ في مجموعة مقالات نقد الإعجاز العلمي وعنده هناك تفاصيل أكثر].

 

محمد لم يعرف أن كل الخل أصله خمر

 

روى أحمد:

 

(12189) 12213- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا ، فَقَالَ : أَهْرِقْهَا قَالَ : أَفَلاَ نَجْعَلُهَا خَلاًّ ؟ قَالَ : لاَ. (3/119).

 

إسناده حسن من أجل السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- وهو وإن كان من رجال مسلم، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو هبيرة: هو يحيي بن عباد بن شيبان الأنصاري. وسيأتي مكرراً برقم (12854) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/202، وأبو داود (3675) ، وأبو يعلى (4051) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (282) ، ومسلم (1983) ، والترمذي (1294) ، وابن الجارود (854) ، وأبو يعلى (4045) ، وأبو عوانة 5/274 و274-275 و275، والدارقطني 4/265، والبيهقي 6/37 من طرق عن سفيان الثوري، به- وبعضهم يرويه مختصراً. وسيأتي برقم (13732) و (13733) . وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (13275) .

 

13733 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ حُسَيْنٌ: عَنِ السُّدِّيِّ، وَقَالَ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا السُّدِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ أَبِي هُبَيْرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ فِي حِجْرِ أَبِي طَلْحَةَ يَتَامَى، فَابْتَاعَ لَهُمْ خَمْرًا، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَصْنَعُهُ خَلًّا ؟ قَالَ: " لَا "، قَالَ: فَأَهْرَاقَهُ

                                                                                                    

إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المرُوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن. وأخرجه الدارمي (2115) ، والبيهقي 6/37 من طريق عبيد الله بن موسى، والدارقطني 4/265 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (12191) .

 

11205 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ: إِنَّ عِنْدَنَا خَمْرًا لِيَتِيمٍ لَنَا " فَأَمَرَنَا فَأَهْرَقْنَاهَا "

 

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الودّاك -وهو جبْرُ بن نوْف- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه الترمذي (1263) ، وأبو يعلى (1277) من طريق عيسى بن يونس، عن مجالد، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أنس أخرجه أحمد -فيما سيرد 3/119- عن وكيع، عن سفيان -وهو الثوري-، عن السدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن-، عن أبي هُبيرة -وهو يحيى بن عباد الأنصاري-، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أيتام ورثوا خمراً، فقال: "أهرقها"، قال: أفلا نجعلها خلا؟ قال: "لا". وإسناده حسن في الشواهد. وأخرجه الترمذي مختصراً (1294) من طريق يحيي بن سعيد، عن سفيان، به. وقد أخرجه الترمذي (1293) من حديث أبي طلحة، رواه من طريق الليث، عن يحيى بن عبّاد، عن أنس، عن أبي طلحة، أنه قال: يا نبي الله، إني اشتريت خمراً لأيتام في حجري، قال: "أهرق الخمر، واكسر الدنان" . وقد أعلّ الترمذي حديث أبي طلحة هذا، فقال: روى الثوريُ هذا الحديث عن السُّدي، عن يحيى بن عباد، عن أنس، أن أبا طلحة... وهذا أصح من حديث الليث.

 

وروى مسلم:

 

[ 1983 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ خلا فقال لا

 

 

وأخرجه الترمذي مختصراً (1294) من طريق يحيي بن سعيد، عن سفيان، به. وقد أخرجه الترمذي (1293) من حديث أبي طلحة، رواه من طريق الليث، عن يحيى بن عبّاد، عن أنس، عن أبي طلحة، أنه قال: يا نبي الله، إني اشتريت خمراً لأيتام في حجري، قال: "أهرق الخمر، واكسر الدنان" . وقد أعلّ الترمذي حديث أبي طلحة هذا، فقال: روى الثوريُ هذا الحديث عن السُّدي، عن يحيى بن عباد، عن أنس، أن أبا طلحة... وهذا أصح من حديث الليث.

 

ما فعله محمد كان عدوانًا على ممتلكات شخصية لمواطنين وأملاك خاصة وإتلاف لأموال ناس دون وجه حق. وبالنسبة لتحريم محمد حتى مجرد تحويل الخمر إلى خل بكميات أكثر لكي لا يخسر يتيم لا معيل له أو تاجر بائس ماله فهذا تشريع جاهل، لأننا نعلم اليوم أن أي خل علميًّا يُصنَع من تحلل الخمر، وأن كل خل فيه نسبة قليلة جدًّا كذا في المليون من الكحول، فهذا تشريع فاسد بلا معنى. وخلال عملية تخمر الفاكهة لعمل الخل تساهم دودة الخل vinegar eel الدقيقة جدًّا في الحجم المتغذية على المتعضيات المجهرية (الكائنات الدقيقة جدًّا) بعملية التخمير تلك.

 

وجاء في المغني لابن قدامة:

 

[فَصْلٌ ضَرَبَ حَيَوَانًا مَأْكُولًا فَوَقَعَ فِي مَاءٍ ثُمَّ وَجَدَهُ مَيِّتًا]

 

....قُلْنَا: اللَّفْظُ عَامٌّ فِي كُلِّ شَرَابٍ بَارِدٍ، أَوْ حَارٍّ، أَوْ دُهْنٍ، مِمَّا يَمُوتُ بِغَمْسِهِ فِيهِ، فَلَوْ كَانَ يُنَجِّسُ الْمَاءَ كَانَ أَمْرًا بِإِفْسَادِهِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «قَالَ لِسَلْمَانَ: يَا سَلْمَانُ، أَيُّمَا طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ مَاتَتْ فِيهِ دَابَّةٌ لَيْسَتْ لَهَا نَفْسٌ سَائِلَةٌ، فَهُوَ الْحَلَالُ: أَكْلُهُ، وَشُرْبُهُ، وَوُضُوءُهُ» . وَهَذَا صَرِيحٌ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: يَرْوِيهِ بَقِيَّةُ، وَهُوَ مُدَلِّسٌ، فَإِذَا رَوَى عَنْ الثِّقَاتِ جَوَّدَ

وَلِأَنَّهُ لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةٌ، لَمْ يَتَوَلَّدْ مِنْ النَّجَاسَةِ، فَأَشْبَهَ دُودَ الْخَلِّ إذَا مَاتَ فِيهِ، فَإِنَّهُمْ سَلَّمُوا ذَلِكَ وَنَحْوَهُ، أَنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَائِعَ الَّذِي تَوَلَّدَ مِنْهُ، إلَّا أَنْ يُؤْخَذَ ثُمَّ يُطْرَحَ فِيهِ، أَوْ يَشُقَّ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ، أَشْبَهَ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ لَا يُنَجِّسُ، لَزِمَ أَنْ لَا يَكُونَ نَجِسًا؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ نَجِسًا لَنَجَّسَ كَسَائِرِ النَّجَاسَاتِ.

 

[مَسْأَلَةٌ الْخَمْرَةُ إذَا أُفْسِدَتْ فَصُيِّرَتْ خَلًّا]

 

(7367) مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَالْخَمْرَةُ إذَا أُفْسِدَتْ، فَصُيِّرَتْ خَلًّا، لَمْ تَزُلْ عَنْ تَحْرِيمِهَا، وَإِنْ قَلَبَ اللَّهُ عَيْنَهَا فَصَارَتْ خَلًّا، فَهِيَ حَلَالٌ) رُوِيَ هَذَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَبِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَنَحْوُهُ قَوْلُ مَالِكٍ.

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إنْ أُلْقِيَ فِيهَا شَيْءٌ يُفْسِدُهَا كَالْمِلْحِ، فَتَخَلَّلَتْ، فَهِيَ عَلَى تَحْرِيمِهَا، وَإِنْ نُقِلَتْ مِنْ شَمْسٍ إلَى ظِلٍّ، أَوْ مِنْ ظِلٍّ إلَى شَمْسٍ فَتَخَلَّلَتْ، فَفِي إبَاحَتِهَا قَوْلَانِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: تَطْهُرُ فِي الْحَالَيْنِ؛ لِأَنَّ عِلَّةَ تَحْرِيمِهَا زَالَتْ بِتَخْلِيلِهَا فَطَهُرَتْ، كَمَا لَوْ تَخَلَّلَتْ بِنَفْسِهَا، يُحَقِّقُهُ أَنَّ التَّطْهِيرَ لَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ مَا حَصَلَ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَفِعْلِ الْآدَمِيِّ، كَتَطْهِيرِ الثَّوْبِ وَالْبَدَنِ وَالْأَرْضِ. وَنَحْوُ هَذَا قَوْلُ عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ. وَذَكَرَهُ أَبُو الْخَطَّابِ وَجْهًا فِي مَذْهَبِنَا، فَقَالَ: وَإِنْ خُلِّلَتْ لَمْ تَطْهُرْ. وَقِيلَ: تَطْهُرُ.

وَلَنَا مَا رَوَى أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: «كَانَ عِنْدَنَا خَمْرٌ لِيَتِيمٍ، فَلَمَّا نَزَلَتْ الْمَائِدَةُ، سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهُ لِيَتِيمٍ؟ قَالَ: أَهْرِيقُوهُ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَتَّخِذُ الْخَمْرَ خَلًّا؟ قَالَ: لَا» قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ، «أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا؟ فَقَالَ: أَهْرِقْهَا قَالَ: أَفَلَا أُخَلِّلُهَا؟ قَالَ: لَا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. وَهَذَا نَهْيٌ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ، وَلَوْ كَانَ إلَى اسْتِصْلَاحِهَا سَبِيلٌ، لَمْ تَجُزْ إرَاقَتُهَا، بَلْ أَرْشَدَهُمْ إلَيْهِ، سِيَّمَا وَهِيَ لِأَيْتَامٍ يَحْرُمُ التَّفْرِيطُ فِي أَمْوَالِهِمْ؛ وَلِأَنَّهُ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ، فَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: لَا يَحِلُّ خَلُّ خَمْرٍ أُفْسِدَتْ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى هُوَ تَوَلَّى إفْسَادَهَا. وَلَا بَأْسَ عَلَى مُسْلِمٍ ابْتَاعَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ خَلًّا، مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ لِإِفْسَادِهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ النَّهْيُ. رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي " الْأَمْوَالِ " بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى. وَهَذَا قَوْلٌ يَشْتَهِرُ؛ لِأَنَّهُ خَطَبَ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يُنْكَرْ. فَأَمَّا إذَا انْقَلَبَتْ بِنَفْسِهَا، فَإِنَّهَا تَطْهُرُ وَتَحِلُّ، فِي قَوْلِ جَمِيعِهِمْ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَوَائِلِ، أَنَّهُمْ اصْطَبَغُوا بِخَلِّ خَمْرٍ؛ مِنْهُمْ عَلِيٌّ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعَائِشَةُ. وَرَخَّصَ فِيهِ الْحَسَنُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَخْبَارِهِمْ أَنَّهُمْ اتَّخَذُوهُ خَلًّا، وَلَا أَنَّهُ انْقَلَبَ بِنَفْسِهِ، لَكِنْ قَدْ بَيَّنَهُ عُمَرُ بِقَوْلِهِ: لَا يَحِلُّ خَلُّ خَمْرٍ أُفْسِدَتْ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ يَتَوَلَّى إفْسَادَهَا. وَلِأَنَّهَا إذَا انْقَلَبَتْ بِنَفْسِهَا، فَقَدْ زَالَتْ عِلَّةُ تَحْرِيمِهَا، مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ خَلَّفَتْهَا، فَطَهُرَتْ، كَالْمَاءِ إذَا زَالَ تَغَيُّرُهُ بِمُكْثِهِ.

وَإِذَا أُلْقِيَ فِيهَا شَيْءٌ تَنَجَّسَ بِهَا، ثُمَّ إذَا انْقَلَبَتْ، بَقِيَ مَا أُلْقِيَ فِيهَا نَجِسًا، فَنَجَّسَهَا وَحَرَّمَهَا. فَأَمَّا إنْ نَقَلَهَا مِنْ مَوْضِعٍ إلَى آخَرَ، فَتَخَلَّلَتْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُلْقِيَ فِيهَا شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَصَدَ تَخْلِيلَهَا، حَلَّتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تَخَلَّلَتْ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا. وَإِنْ قَصَدَ بِذَلِكَ تَخْلِيلَهَا، اُحْتُمِلَ أَنْ تَطْهُرَ؛ لِأَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إلَّا الْقَصْدُ، فَلَا يَقْتَضِي تَحْرِيمَهَا وَيُحْتَمَلُ أَنْ لَا تَطْهُرَ؛ لِأَنَّهَا خُلِّلَتْ، فَلَمْ تَطْهُرْ، كَمَا لَوْ أُلْقِيَ فِيهَا شَيْءٌ.

 

فانظر وتأمل حال انعدام العلم واستعمال العقل لدى الفقهاء ورواة الأحاديث وكذلك محمد وأتباعه الأوائل، فأي هراء هذا؟! ما يفسده الله يعني وحده من خمر وما يفسد البشر قصديًّا؟! أي تناقض، كل الخل أصله كحول. وممن استعملوا العقل وكان من أكثرهم تعقلًا أبو حنيفة، لذلك جاءت كثير من أحكامه واجتهاداته مخالفة للامنطق المحمدي!

 

وقال ابن أبي شيبة:

 

23- فِي الْخَمْرِ يُخَلَّل.

24567- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أُمِّ حِرَاشٍ ؛ أَنَّهَا رَأَتْ عَلِيًّا يَصْطَبِغُ بِخَلِّ الْخَمْرِ.

24568- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : اخْتَلَفَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ فِي خَلِّ الْخَمْرِ ، فَسَأَلاَ أَبَا الدَّرْدَاءِ ؟ فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.

24569- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُسَرْبَلٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خَلِّ الْخَمْرِ ، قَالَتْ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، هُوَ إِدَامٌ.

24570- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ؛ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا أَنْ يَأْكُلَ مِمَّا كَانَ خَمْرًا فَصَارَ خَلاًّ.

24571- حَدَّثَنَا أَزْهَرُ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَمَّدٌ لاَ يَقُولُ : خَلُّ خَمْرٍ ، وَيَقُولُ : خَلُّ الْعِنَبِ ، وَكَانَ يَصْطَبِغُ فِيهِ.

24572- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ؛ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا بِخَلِّ الْخَمْرِ.

24573- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَصْطَبِغُ بِخَلِّ خَمْرٍ.

24574- حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مُبَارَكٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِخَلِّ خَمْرٍ.

24- فِي الْخَمْرِ تُحَوَّل خَلاً.

24575- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ أَنَسٍ ؛ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا ، أَيَجْعَلُهُ خَلاًّ ؟ فَكَرِهَهُ.

24576- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إلَى عَامِلِهِ بِوَاسِطٍ أَنْ لاَ تَحْمِلُوا الْخَمْرَ مِنْ قَرْيَةٍ إلَى قَرْيَةٍ ، وَمَا أَدْرَكْتَ فَاجْعَلْهُ خَلاًّ.

24577- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَسْلَمَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لاَ بَأْسَ بِخَلٍّ وَجَدْتَهُ مَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ ، مَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُمْ تَعَمَّدُوا فَسَادَهَا بَعْدَ مَا صَارَتْ خَمْرًا.

24578- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ أَنْ يُحَوَّلَ الْخَمْرُ خَلاًّ.

 

الأمر بقتل الأبراص المسكينة! وخرافة أنها سامّة ومضرّة

 

روى البخاري:

 

3306 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ الْفُوَيْسِقُ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَزَعَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ

 

3307 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ


3359 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَوْ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام

 

ورواهن أحمد 1523 و27619 و27365 وما سيأتي

 

روى مسلم:

 

[ 2237 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ وفي حديث بن أبي شيبة أمر

 

[ 2237 ] وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني بن جريج ح وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا روح حدثنا بن جريج ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة أن سعيد بن المسيب أخبره أن أم شريك أخبرته أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان ان فأمر بقتلها وأم شريك إحدى نساء بني عامر بن لؤي اتفق لفظ حديث بن أبي خلف وعبد بن حميد وحديث بن وهب قريب منه

 

 [ 2238 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا  

 [ 2239 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ الفويسق زاد حرملة قالت ولم أسمعه أمر بقتله

 

 [ 2240 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية

 

 [ 2240 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل يعني بن زكريا ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان كلهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث خالد عن سهيل إلا جريرا وحده فإن في حديثه من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك

 

 [ 2240 ] وحدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل يعني بن زكريا عن سهيل حدثتني أختي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أول ضربة سبعين حسنة

ورواهن أحمد 24534 و24296 و24568 و25827 و26382

 

وروى أحمد:

 

1523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8390) . ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (141) ، ومسلم (2238) ، وأبو داود (5262) ، والبزار (1086) ، وابن حبان (5635) ، والبيهقي 5/211. وأخرجه الدورقي (15) ، وأبو يعلى (832) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، بهذا الإسناد.

الوَزَغ: جمع وَزَغَة، وهي التي يقال لها: سام أبرصَ، سميت بها لِخفتها وسرعة حركتها، وهو من الحشرات المؤذيات، ولذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، وحث عليه. وأما تسميته فويسقا، فقال النووي في "شرح مسلم" 14/237: نظيره الفواسق الخمس التي تُقتل في الحِل والحرم، وأصل الفِسق: الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى.

 

25827 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ امْرَأَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَإِذَا رُمْحٌ مَنْصُوبٌ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا الرُّمْحُ ؟ فَقَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ الْأَوْزَاغَ ، ثُمَّ حَدَّثَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ، جَعَلَتِ الدَّوَابُّ كُلُّهَا تُطْفِئُ عَنْهُ، إِلَّا الْوَزَغَ فَإِنَّهُ جَعَلَ يَنْفُخُهَا عَلَيْهِ.

 

صحيح على شرط الشيخين.

 

24534 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَائِبَةُ، مَوْلَاةٌ لِلْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا الرُّمْحِ ؟ قَالَتْ: " هَذَا لِهَذِهِ الْأَوْزَاغِ نَقْتُلُهُنَّ بِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ، غَيْرَ الْوَزَغِ ، كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ "

 

الأمر بقتل الوزغ صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سائبة مولاة الفاكه، فقد انفرد بالرواية عنها نافع : وهو مولى ابن عمر ، ولم يؤثر توثيقها عن غير ابن حبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5 / 402 - ومن طريقه ابن ماجه (3231) - وأبو يعلى (4357) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة سائبة) من طريقين عن جرير ، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (8400) عن الثوري ، عن عاصم بن عبيد الله ابن عاصم ، عن القاسم بن محمد قال : كان لعائشة رمح تقتل به الوزغ ، وعاصم ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (8392) عن معمر ، عن الزهري عن عروة، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال: "كانت الضفادع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه ، فنهى عن قتل هذا ، وأمر بقتل هذا" . وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي من طريق صحيح أن عائشة لم تسمع أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ ، وذلك فيما أخرجه البخاري (3306) ، وسيرد (24568) . ولفظه عند البخاري: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للوزغ : " الفويسق" ولم أسمعه أمر بقتله. قلنا : فما ورد من طريق عائشة ، وفيه التصريح بسماعها ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلٌّ بهذه الرواية ، إلا أن تكون سمعت ذلك من بعض الصحابة ، وإلى هذا ذهب الحافظ في "الفتح" 6 / 354 ، فقال : ولعل عائشة سمعت ذلك من بعض الصحابة. وسيرد (24780) و (25643) و (25827) . وأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الوزغ ، وأنه كان ينفخ على إبراهيم له شاهد من حديث أم شريك عند البخاري (3364). وآخر من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2238) ولفظه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً ، وقد سلف برقم (1523) .

 

وهناك كذب وتناقض فيما بين الروايات الصحيحة الإسناد عن عائشة، لأن هناك رواية أنها قالت أنها لم تسمع محمدًا زوجها يأمر يقتل الوزغ، روى أحمد:

 

24568 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ مُحَمَّدٌ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْوَزَغِ : " فُوَيْسِقٌ "، وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري ، بشر بن شعيب بن أبي حمزة من رجاله ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين . محمد : هو ابن مسلم الزهري ، وعروة : هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (1831) والنسائي في "المجتبى" 5 / 209 ، وفي "الكبرى" (3869) وابن حبان (3963) و (5636) ، والبيهقي في "السنن" 5 / 210 من طريق مالك عن محمد بن مسلم الزهري ، بهذا الإسناد. وسيرد بالأرقام (25215) و (26332) و (26382) . وانظر (24534) .

 

وهذا ذكرته أعلاه عن البخاري ومسلم كذلك، وقد يقال أنها إنما سمعت ذلك عن سعد بن أبي وقاص، وإن صح ذلك فلماذا أسقطته من حديثها وصرحت حسب زعمهم ووضعهم على لسانها بالتحديث والشهادة عن كلام وفعل محمد وهي لم تره ولم تسمعه؟!

 

مسابقة حسنات لصيد الأبراص وقتل الكائنات المسالمة، في الضربة الأولى كذا حسنة وفي الثانية كذا حسنة أق، وفتح عينك تاكل ملبن!. أي سخافة هذه ومن ارتضوا بهراء كهذا؟! أحد الأحاديث بررت ذلك بخرافة مضحكة بأن الوزغ كان ينفخ على نار إبراهيم، يعني "هُف"!، أي سخافة هذه، هل لو اجتمع عشرون ألف برص للنفخ في نار سيكون لهن تأثير كبير عليها؟! عقلية خرافية بحتة وعلم التاريخ لا يأتي بدليل على شخصية خرافية كإبراهيم ناهيك عن الخرافات عنه. لعل أحد أسباب أمر محمد أو صائغي الحديث بقتل الأبراص هو اعتقاد قدماء العرب والآسيويين عمومًا أن الأبراص سامّة وتسمم الطعام، لا يزال هذا الاعتقاد عند عوام المصريين من جهالهم وهم الأغلبية. وعندما تفتح القواميس العربية القديمة تجدها تصف كل برص أو سحلية أو عظاءة بأنها سامٌّ أبرص. هذه سخافة محلها القمامة وصفيحة الزبالة في الحقيقة، وتقول موسوعة ويكيبديا الإنجليزية تحت عنوان Common house gecko يعني البرص أو أبو بريص المنزليّ الشائع، في عنوان جانبي Superstition الخرافات: تُعتبَر الأبراص سامة في الكثير من أنحاء العالم، وفي اليمن ودول عربية أخرى يُعتقَد أن الأمراض الجلدية تنتج عن مرور الأبراص على وجه الشخص وهو نائم. يعني باختصار اعتبرت الموسوعة وهي علمية ومرجعية أن ذلك مجرد خرافة لا صحة لها علميًّا.

 

وفي الكافي من أمهات كتب الشيعة، باب حديث القباب:


305 - عنه، عن صالح، عن الوشاء، عن كرام، عن عبدالله بن طلحة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الوزغ فقال: رجس وهو مسخ كله فإذا قتلته فاغتسل فقال: إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هو بوزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل: أتدري ما يقول هذا الوزغ؟ قال: لا علم لي بما يقول، قال: فإنه يقول: والله لئن ذكرتم عثمان بشتيمة لأشتمن عليا حتى يقوم من ههنا، قال: وقال أبي: ليس يموت من بني أمية ميت إلا مسخ وزغا، قال: وقال: إن عبد الملك بن مروان لما نزل به الموت مسخ وزغا فذهب من بين يدي من كان عنده وكان عنده ولده فلما أن فقدوه عظم ذلك عليهم فلم يدروا كيف يصنعون ثم اجتمع أمرهم على أن يأخذوا جذعا فيصنعوه كهيئة الرجل قال: ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع درع حديد ثم لفوه في الأكفان فلم يطلع عليه أحد من الناس إلا أنا وولده

الكافي : عن الحسين بن محمد عن المعلى عن الحسن عن أبان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من حجرته ومروان وأبوه يستمعان إلى حديثه، فقال له : الوزغ بن الوزغ ، قال أبوعبدالله عليه السلام فمن يومئذ يرون أن الوزغ يسمع الحديث

 

وفي الخرائج:

 

يج : الصفار عن ابن عيسى عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن كرام عن عبدالله بن أبي طلحة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الوزغ فقال : هو رجس مسخ فاذا قتلته فاغتسل ، ثم قال : إن أبي عليه السلام كان قاعدا يوما في الحجر فاذا بوزغ يولول قال : إنه يقول : لئن شتمتم قومنا لاشتمن عليا ، ثم قال : إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله .

 

وفي الاختصاص وبصائر الدرجات:

 

ختص ، ير : الحجال عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل الاعور عن بعض أصحابنا قال : كان رجل عند أبي جعفر عليه السلام من هذه العصابة يحادثه في شئ من ذكر عثمان ، فاذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط ، فقال أبوجعفر عليه السلام : أتدري ما يقول؟ قلت : لا ، قال : يقول : لتكفن عن ذكر عثمان أو لاسبن عليا.

 

وفي بحار الأنوار ج44/ ص79 و80، نقلا عن الاحتجاج للطبرسي:

 

إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباده خولا ، وكتابه دغلا فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت عليهم اللعنة ولهم ، فاذا بلغوا أربعمائة وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ، فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اخفضوا أصواتكم فان الوزغ يسمع ، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم أمر هذه الامة يعني في المنام فساءه ذلك وشق عليه فأنزل الله عز وجل في كتابه " ليلة القدر خير من ألف شهر " فأشهد لكم وأشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل علي إلا ألف شهر التي أجلها الله عز وجل في كتابه .

 

وفي ج96/ 340:

 

أقول وجدت في بعض نسخ الفقه الرضوي.....إلخ و قد رخص ع في قتلهن في الحل والحرم وما سواهن، فقد رخص التابعون في قتلهن الزنبور و الوزغ و البق و البراغيث

 

وفي علل الشرائع:

 

عن علي بن عبدالله الوراق عن سعد بن عبدالله عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن الرضا عليه السلام أنه قال : كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله عزوجل خفاشا وإن الفأر كان سبطا من اليهود غضب الله عزوجل عليهم فمسخهم فأرا ، وإن البعوض كان رجلا يستهزئ بالانبياء فمسخه الله (1) عز وجل  بعوضا ، وإن القملة هي من الجسد وإن نبيا من أنبياء بني إسرائيل كان قائما يصلي إذا أقبل إليه سفيه من سفها بني إسرائيل فجعل يهزأ به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله عزوجل قملة وإن الوزغ كان سبطا من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الانبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أو زاغا ، وأما العنقاء فمن غضب الله عزوجل عليه فمسخه وجعله مثلة ، فنعوذ بالله من غضب الله ونقمته.

(1) في المصدر : يستهزئ بالانبياء ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله .

 

وجاء في تفسير القمي:

 

{ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل} إلى قوله : {بعد أن تولوا مدبرين} ......قال : وكان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم وكان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار ،

 

العقليات الدينية غير قادرة على استيعاب حقيقة الكائنات الإخوة كأقارب تطوريين حسب حقيقة نظرية التطور. توجد نظرية غريبة عند أحمد منصور القرآني قرأتها له في مقال له بعنوان (أبو هريرة والكلاب):


إن أقوى قبيلة فى العصر الأموى كانت قبيلة " كلب " التى كانت تنتمى الى قبائل العرب اليمنية القحطانية مثل الأنصار. كانت "كلب "هى القبيلة التى كانت تسيطر على الطرق المؤدية للشام ، وكانت لها صلات وثيقة بالأمويين فى مكة . تزعم الأمويون رحلة الشتاء والصيف ، وبتحالفهم مع قبيلة "كلب " كانت قوافل قريش تسير فى الشام لا يتعرض لها أحد . ثم اختار الأمويون الدخول فى الاسلام حرصا على مصالحهم السياسية والتجارية ، وبعد اخماد حركة الردة أقنعوا أبا بكر والمسلمين بفتح الشام والعراق . وأحيا الأمويون التحالف القديم مع قبيلة "كلب " فسهلت " كلب " للمسلمين غزو الشام والعراق . وتوثق التحالف بين " كلب " ومعاوية اثناء ولايته على الشام ، و بسيوفهم استطاع أن يقيم ملكه . مذ كان معاوية أميرا على الشام فى خلافة عمر تزوج ابنة بحدل الكلبى أشهر زعيم لقبيلة "كلب" وانجب منها ابنه " يزيد ". كانت ميسون بنت بحدل الكلبى منذ أن استقر بها المقام فى قصر معاوية فى دمشق تحن الى حياة الصحراء وخشونتها ، وقالت فى ذلك شعرا مشهورا ، كان منه:

ولبس عباءة وتقر عينى أحب الى من لبس الشفوف .فطلقها معاوية وأرسلها لأهلها ومعها ابنها يزيد ليتربى هناك فى مضارب أخواله فى الصحراء ليتعلم الفروسية والفصاحة. ولم يؤثر هذا الطلاق فى الحلف بين معاوية وقبيلة " كلب " بدليل أنهم هم الذين أرسوا توارث الحكم لأول مرة فى تاريخ المسلمين بتعيين ابن ميسون الكلبية "يزيد بن معاوية" ولى عهد لأبيه ثُم خليفة بعده وظل تاريخ الدولة الأموية يتأرجح فى أتون الصراع بين قبيلة "كلب " أقوى القبائل العربية القحطانية اليمنية وقبيلة " قيس " المضرية أقوى القبائل العربية الشماليةالعدنانية، حتى انشقت " كلب " على الأمويين وانضمت للدعوة الجديدة التى أقامها العباسيون فانهارت الدولة الأموية

هذه القبيلة المشهورة - التى أقامت الدولة الأموية وأسقطتها والتى قامت على أكتافها الفتوحات العربية من بدايتها حتى وصلت الى آسيا الوسطى شرقا وجنوب فرنسا غربا - كان اسمها " كلب ". لم يستنكف أحدهم ان يقول بملء فمه أنه "كلبى " ، أوانه " ابن كلب " فلماذا أصبحت كلمة " ابن كلب " لعنة وسبا فى حياتنا الاجتماعية المتاثره بالفقه السني...إلخ

             

لو صح كلام ونظرية أحمد صبحي منصور يكون الحديث ألف بعد أبي هريرة بزمن طويل، لم يكن الشيعة فقط من يكرهون الأمويين، فهناك أحاديث كثيرة في ذمهم عند السنة كما في مسند أحمد ومصنف عبد الرزاق ولو باعتدال وذكر ما لهم كذلك من فضائل في نصوص أخرى. لو طبقت نفس نظرية التابو والطوطم هذه فسأقول خاصة بما أوحته لي نصوص الشيعة أن معاوية ونسله كانوا أقرب إلى بياض البشرة وكان قتل الأبراص أشبه برمز لقتل الطوطم أو بعقلية كهذه، واتضح لي أن معاوية فعلًا أقرب إلى بياض البشر قمحي أو أبيض، جاء وصفه في كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة) وهو من كتب قومنا من السنة هكذا:

 

كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر فقالت قم لا رفعك الله فقال لها أعرابي لم تقولين له هذا والله إني لأراه سيسود قومه فقالت لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه قال أبو نعيم كان من الكتبة الحسبة الفصحاء حليما وقورا وعن خالد بن معدان كان طويلا أبيض أجلح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له وولاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان وأقره عثمان ثم استمر فلم يبايع عليا ثم حاربه واستقل بالشام ثم أضاف إليها مصر ثم تسمى بالخلافة بعد الحكمين ثم استقل لما صالح الحسن واجتمع عليه الناس فسمي ذلك العام عام الجماعة.

 

وروى أحمد:

 

26689 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَرَمِيٌّ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ صَاحِبٍ، لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، أَتَتْهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ الْعِرَاقِ، فَيُبَايِعُونَهُ ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَكِّيُّ بَعْثًا، فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ، وَيُعْمِلُ فِي النَّاسِ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ، يَمْكُثُ تِسْعَ

 

سأذكر في باب (مما أحدثوه وابتدعوه في دينهم أو تركوا منه) أن مصدر تلفيق هذه الخرافة هو عبد الله بن الزبير وعائشة حيث حاولا الزعم بأن محمدًا بشر بعبد الله بن الزبير وأنه على حق، لكن كما ترى ذلك لم يغنِ عنه شيئًا وانهزم الرجل هزيمة سيئة للغاية، وهذا الحديث بذكر قبيلة كلب ضعيف الإسناد، لكن قصة الإشار للرجل الذي يخرج من مكة صحيحة الإسناد وسأوردها في الباب المذكور.

 

ترك طفله الصغير الضعيف عرضة لدخان الحداد زوج مرضعته

 

كان نسل محمد من الذكور فيما يبدو يصاب بضعف أو مرض وراثي ما منقول على جينات الأب، كانت غفلة وخطأ محمد هي ترك ابنه في بيت مرضعة زوجها حداد (قيِّن)، روى مسلم في صحيحه:

 

[ 2315 ] حدثنا هداب بن خالد وشيبان بن فروخ كلاهما عن سليمان واللفظ لشيبان حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول فقال أنس لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون

 

رواه البخاري 1303 وأحمد (13014) 13045 وسنن أبي داود (3126)، والسنن الكبرى للبيهقي 6942 (4/ 69) ، ومصنف عبد الرزاق (7983) ، (7984) ، ودلائل النبوة (5/ 430)

 

وقال ابن سعد في الطبقات عن الواقدي:

 

[قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.

أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ. ص: وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبِي إِبْرَاهِيمَ] . قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ. فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَبِعْتُهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ. وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا. فَأَسْرَعْتُ فِي الْمَشْيِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ.

فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ. جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمْسَكَ. وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ «1» .

قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بن إبراهيم الأسدي بن عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضَعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ. فَكَانَ يَأْتِيهِ ونَجِيءُ مَعَهُ. فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَخِّنُ. قَالَ: وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ.

 

خطأ أحاديث كتب مذهب السنة في عدم تصنيف الضبع ضمن المفترسات التي حرموها، وخطؤهم في تحليل لحم اليربوع رغم أنه حيوان قد يتسبب بانتقال أمراض خطيرة للإنسان وهو غير نظيف

 

تحريم لحوم المفترسات

 

روى البخاري:

 

5527 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ قَالَ حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَعُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَقَالَ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَالْمَاجِشُونُ وَيُونُسُ وَابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ الزُّهْرِيِّ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ

 

5530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ تَابَعَهُ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمَاجِشُونُ عَنْ الزُّهْرِيِّ

 

ورواه مسلم:

 

[ 1932 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السبع زاد إسحاق وابن أبي عمر في حديثهما قال الزهري ولم نسمع بهذا حتى قدمنا الشام

 

 [ 1932 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع أبا ثعلبة الخشني يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع قال بن شهاب ولم أسمع ذلك من علمائنا بالحجاز حتى حدثني أبو إدريس وكان من فقهاء أهل الشام

 

 [ 1932 ] وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو يعني بن الحارث أن بن شهاب حدثه عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع

 

 [ 1932 ] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس وابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد وغيرهم ح وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يوسف بن الماجشون ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كلهم عن الزهري بهذا الإسناد مثل حديث يونس وعمرو كلهم ذكر الأكل إلا صالحا ويوسف فإن حديثهما نهى عن كل ذي ناب من السبع

 

 [ 1933 ] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي عن مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن سفيان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ذي ناب من السباع فأكله حرام

 

 [ 1933 ] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس بهذا الإسناد مثله

 

 [ 1934 ] وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير

 

وانظر أحمد17746 و17738 و17735 و17748 و17740 و17745 و19116 و19399 و19120 و19127

 

وعلى النقيض استثناءً أباح مذهب السنة أكل لحوم الضباع لأنها كانت متوفرة بكثرة في شبه جزيرة العرب في الزمن القديم أيام محمد، مع أنها من المفترسات. ويبدو أن بقايا الأسود والفهود والضباع وغيرها انقرضت مع كثرة الصيد وجفاف البلاد المتزايد، فلم يعد هناك سوى فهود عربية قليلة جدًّا في عصرنا الحالي على وشك الانقراض تمتاز ببقعة فضية على فرو ظهرها، ومما شنع به الشيعة على السنة مسألة تحليلهم للضباع بالتناقض مع التحريم العام لكل ذي ناب من السباع والمتفق عليه عند الفريقين سنةً وشيعة.

 

فروى أحمد:

 

14165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، أَوْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَنَا أَشُكُّ " أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ الضَّبُعِ، فَقَالَ: " حَلَالٌ "، فَقُلْتُ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: نَعَمْ.

 

إسناده على شرط مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8681) . وسقط منه: عبد الرحمن بن عبد الله. وأخرجه ابن ماجه (3236) ، وأبو يعلى (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/164، وفي "شرح مشكل الآثار" (3465) و (3466)، والدارقطني 2/245-246 و246، والبيهقي 9/318-319 من طرق عن إسماعيل بن أمية. بهذا الإسناد- ولفظه عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: سألتُ جابراً عن الضبُع، فقلتُ: أصيد هي؟ قال: نعم. قلت: آكلُها؟ قال: نعم. قلت: أسمعتَ هذا من رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: نعم. وسيأتي مثله برقم (14425) و (14449) من طريق ابن جريج عن عبد الله ابن عبيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/77، والدارمي (1941) ، وأبو داود (3801) ، وابن ماجه (3085) ، وأبو يعلى (2159) ، وابن الجارود (439) ،وابن خزيمة (2646) ،والطحاوي في "شرح المعاني" 4/164، وفي "شرح المشكل" (3467) و (3468) و (3469) و (3470) ، وابن حبان (3964) ، والدارقطني2/246، والحاكم 1/452، والبيهقي 5/183 من طريق جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد، به- ولفظه: جعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضبُع يصيبه المحرمُ كبشاً، وجعله من الصيد. وتحرف جرير بن حازم في "مسند" أبي يعلى إلى محمد بن خازم، ولم ينبه عليه محققه! وأخرجه الدارقطني 2/246-247 و247، والبيهقي 5/183 من طريق أجلح بن عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر رفعه: "في الضبع إذا أصابه المحرم كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب عَناق، وفي اليربوع جفرة". قلنا: وأجلح ليس بالقوي، وقد خالفه غير واحد ممن هو أوثق منه: فقد أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" 1/414، ومن طريقه الشافعي 1/330-331، وعبد الرزاق (8224) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 9/96،والبغوي في شرح السنة (1993) ،وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 9/96 من طريق سفيان بن عيينة، ومن طريق ابن عون، ثلاثتهم (مالك وسفيان وابن عون) عن أبي الزبير، عن جابر: أن عمر قضى في الضبع بكبش. قال البيهقي: وكذلك رواه أيوب السختياني وسفيان الثوري والليث وغيرهم عن أبي الزبير. وأخرج البيهقي 5/184 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر قال قضى عمر في الضبع كبشاً...

 

14449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ، عَنِ الضَّبُعِ، فَقُلْتُ: آكُلُهَا ؟ قَالَ:  "نَعَمْ"، قُلْتُ: أَصَيْدٌ هِيَ ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: سَمِعْتَ ذَاكَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "نَعَمْ"

 

إسناده على شرط مسلم، عبد الله بن عبيد وعبد الرحمن بن عبد الله من رجاله، وباقي رجال الإسناد من رجال الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/164 من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وانظر (14425) .

 

14425 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقُلْتُ: الضَّبُعَ آكُلُهَا ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: قُلْتُ: أَصَيْدٌ هِيَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: أَسَمِعْتَ ذَاكَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: " نَعَمْ ".

 

إسناده على شرط مسلم، عبد الله بن عبيد وعبد الرحمن بن عبد الله من رجاله، وباقي رجال الإسناد من رجال الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/330، وعبد الرزاق (8682) ، والدارمي (1942) ، والترمذي (851) و (1791) ، والنسائي 5/191 و7/200، وابن الجارود و (438) و (890) ، وابن خزيمة (2645) ، والطحاوي 2/164، وابن حبان (3965) ، والدارقطني 2/245 و246، والحاكم 1/452، والبيهقي 5/183 و9/318 و318-319، والبغوي (1992) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مختصرة. وسيأتي برقم (14449) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج.

 

وروى أبو داوود في سننه:

 

3801 - حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال ثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد عن عبد الرحمن بن أبي عمار عن جابر بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الضبع فقال " هو صيد ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم " .

 

قال الألباني: صحيح، نقول ورواه ابن ماجه 3085

 

وروى مالك في الموطإ برواية الزهري:

 

1244 - أخبرنا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ المكي عن جابر بن عبد الله، أَنَّ عُمَرَ قَضَى فِي الضَّبُعِ بِكَبْشٍ، وَفِي الْغَزَالِ بِعَنْزٍ، وَفِي الأَرْنَبِ بِعَنَاقٍ، وَفِي الْيَرْبُوعِ بِجَفْرَةٍ.

 

وروى البغوي في شرح السنة:

 

1993 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، أنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قضى في الضبع بكبش ، وفي الغزال بعنز ، وفي الأرنب بعناق، وفي اليربوع بجفرة.

 

العناق : الأنثى من أولاده المعز ، والجفرة ، الأنثى من أولاد المعز إذا بلغت أربعة أشهر.

 

مرويات عبد الرزق في المصنف عن تحليل لحم الضبع

 

8681 - عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عبيد قال سألت جابر بن عبد الله عن الضبع فقال حلال فقلت له أعن النبي صلى الله عليه و سلم قال نعم

 

8682 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد أن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار اخبره قال سألت جابر بن عبد الله عن الضبع قال قلت آكلها قال نعم قال قلت أصيد هي قال نعم قال قلت أسمعت ذلك من نبي الله صلى الله عليه و سلم قال نعم

 

8683 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرنا نافع أن رجلا أخبر بن عمر أن سعد بن أبي وقاص كان يأكل الضباع فلم ينكره بن عمر

 

8684 - عبد الرزاق عن معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال كان علي لا يرى بأكل الضبع بأسا ويجعلها صيدا

 

8685 - عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن مسلم قال سمعت عكرمة مولى بن عباس وسئل عنها فقال لقد رأيتها على مائدة بن عباس

 

8686 - عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال سئل عن الضبع فقال ما زالت العرب تأكلها

 

8223 - عبد الرزاق عن معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن عليا جعل الضبع صيدا وحكم فيها كبشا

 

8224 - عبد الرزاق عن معمر ومالك عن أبي الزبير عن جابر أن عمر حكم في الضبع كبشا وفي الغزال شاة وفي الأرنب عناقا وفي اليربوع جفرة

 

8225 - عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء أنه سمع بن عباس يقول في الضبع كبش

 

8226 - عبد الرزاق قال قال بن جريج وأخبرني محمد أنه سمع عكرمة مولى بن عباس يقول في الضبع أنزلها رسول الله صلى الله عليه و سلم صيدا وقضى فيها كبشا نجديا

 

ومن مرويات رأي النهي روى عبد الرزاق:

 

8687 - عبد الرزاق عن الثوري عن سهيل بن أبي صالح قال جاء رجل من أهل الشام فسأل بن المسيب عن أكل الضبع فنهاه فقال له فإن قومك يأكلونها - أو نحو هذا - قال إن قومي لا يعلمون

قال سفيان وهذا القول أحب إلي فقلت لسفيان فأين ما جاء عن بن عمر وعلي وغيرهما؟ فقال أليس قد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن أكل كل ذي ناب من السباع فتركها أحب إلي قال وبه يأخذ عبد الرزاق

8688 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن يزيد السعدي قال سألت بن المسيب عن أكل الضبع فقال إن أكلها لا يصلح فقال شيخ عنده إن شئت حدثتك ما سمعت من أبي الدرداء قال إنه قال سمعته يقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل ذي نهبة و عن كل خطفة - يعني ما قطع عن الحي - وعن كل مجثمة وعن أكل كل ذي ناب من السباع قال سعيد صدقت

 

وروى أحمد:

 

21706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ:، سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الضَّبُعِ، فَكَرِهَهَا، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَأْكُلُونَهُ قَالَ: لَا يَعْلَمُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ، عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نُهْبَةٍ، وَكُلِّ ذِي خَطْفَةٍ، وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " قَالَ سَعِيدٌ: " صَدَقَ "

 

المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يزيد -وهو البكري السعدي- وإبهام الرجل الذي روى الحديث عن أبي الدرداء. وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6449) و (6450) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6455) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد . وجاء في رواية مسدد الأولى النهي عن المُجَثَّمة بدل الخطفة . والمجثمة: هي كل حيوان ينصب ويرمى ليُقْتَل. وأخرجه عبد الرزاق (8688) ، والحميدي (397) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6453) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6454) ، والدولابي في "الكنى" 2/154-155 من طرق عن سهيل ابن أبي صالح، به . وزادوا فيه النهي عن أكل المجثَّمة، غير الدولابي فروايته مقتصرة على النهي عن أكل كل ذي ناب من السباع. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (6452) من طريق أبي أيوب الإفريقي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن أبي الدرداء . وزاد فيه النهي عن أكل المجثمة، واقتصر الترمذي على هذه الزيادة، فأخرجها في "سننه" (1473) . وإسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي أيوب الإفريقي: وهو عبد الله بن علي الأزرق . وأخرج عبد الرزاق (8687) عن الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، قال: جاء رجل من أهل الشام، فسأل ابن المسيب عن أكل الضبع، فذكره مختصراً دون المرفوع منه . وسيأتي 6/445. وفي باب النهي عن كل ذي ناب من السباع عن أبي هريرة أيضاً سلف برقم (7224) و (8789). وانظر حديث جابر السالف برقم (14165) . وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحل أكلها .

 

(27512) 28062- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : أَمَرَنِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي أَنْ أَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ سِنَانٍ يُحَدِّدُونَهُ وَيُرَكِّزُونَهُ فِي الأَرْضِ ، فَيُصْبِحُ وَقَدْ قَتَلَ الضَّبُعَ ، أَتُرَاهُ ذَكَاتَهُ ؟ قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَإِذَا عِنْدَهُ شَيْخٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ لِي : وَإِنَّكَ لَتَأْكُلُ الضَّبُعَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مَا أَكَلْتُهَا قَطُّ ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِي لَيَأْكُلُونَهَا ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ أَكْلَهَا لاَ يَحِلُّ، قَالَ : فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، أَلاَ أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : بَلَى قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، يَقُولُ : نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي خِطْفَةٍ ، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ ، وَعَنْ كُلِّ مُجَثَّمَةٍ ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ قَالَ : فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : صَدَقَ. (6/445)

 

ضعيف وصحيح لغيره

قال السندي: قوله: عن كل ذي خَطْفة، الخطفة: ما اختطفه الذئب من الشاة وهي حية، لأن ما أُبِين من حىٍّ، فهو ميت. كذا قيل، وهذا مبني على أن معنى: عن كل ذي خطفة، أي: عن كل خَطْفةِ كلِّ ذي خطفة، والأقرب أن المراد بذي خطفة وبذي نُهْبة سباع الطيور.

 

وقال الشافعي في (الأم):

 

أخبرنا مَالِكٌ وَسُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ عن أبي الزُّبَيْرِ عن جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي اللَّهُ عنه قَضَى في الضَّبُعِ بِكَبْشٍ

( قال الشَّافِعِيُّ ) وَهَذَا قَوْلُ من حَفِظْت عنه من مُفْتِينَا الْمَكِّيِّينَ

( قال الشَّافِعِيُّ ) في صِغَارِ الضَّبُعِ صِغَارُ الضَّأْنِ

 وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بن سَالِمٍ عن بن جُرَيْجٍ عن عَطَاءٍ أَنَّهُ سمع بن عَبَّاسٍ رضي اللَّهُ عنهما يقول في الضَّبُعِ كَبْشٌ

حدثنا الرَّبِيعُ قال أخبرنا الشَّافِعِيُّ قال أخبرنا سَعِيدٌ عن بن جُرَيْجٍ عن عِكْرِمَةَ مولى بن عَبَّاسٍ قال أَنْزَلَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ضَبُعًا صَيْدًا وَقَضَى فيها كَبْشًا

( قال الشَّافِعِيُّ ) وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ مِثْلُهُ لو انْفَرَدَ وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّ مُسْلِمَ بن خَالِدٍ أخبرنا عن بن جُرَيْجٍ عن عبد اللَّهِ بن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ عن بن أبي عَمَّارٍ قال بن أبي عَمَّارٍ سَأَلْت جابر بن عبد اللَّهِ عن الضَّبُعِ أَصَيْدٌ هِيَ قال نعم قُلْت أَتُؤْكَلُ قال نعم قُلْت سَمِعْته من رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال نعم  ( قال الشَّافِعِيُّ ) وَبِهَذَا نَقُولُ وَالْغَزَالُ لَا يَفُوتُ الْعَنْزَ.

 

وروى البيهقي في الكبرى:

 

9654 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج يعني بن منهال وسليمان يعني بن حرب وعاصم يعني بن علي قالوا ثنا جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن عبد الرحمن بن أبي عمار عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن الضبع فقال هي صيد وجعل فيها كبشا إذا أصابها المحرم هذا لفظ حديث حجاج قال بعضهم إذا أصادها وقال بعضهم إذا أصابها

 

9655 - وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا إبراهيم الصائغ عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الضبع صيد فكلها وفيها كبش سمين إذا أصابها المحرم

 

9657 - أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سعيد بن سالم عن بن جريج عن عكرمة مولى بن عباس يقول: أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعا صيدا وقضى فيها كبشا قال الشافعي في غير رواية أبي بكر وهذا حديث لا يثبت مثله لو انفرد قال الشيخ وإنما قاله لانقطاعه ثم أكده بحديث بن أبي عمار عن جابر وحديث بن أبي عمار حديث جيد تقوم به الحجة

قال أبو عيسى الترمذي سألت عنه البخاري فقال هو حديث صحيح قال الشيخ وقد روى حديث عكرمة موصولا

 

9658 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني ثنا الوليد بن حماد الرملي ثنا بن أبي السري ثنا الوليد عن بن جريج عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الضبع صيد وجعل فيه كبشا

 

9659 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن أبي الزبير المكي ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك أن أبا الزبير حدثه عن جابر بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى في الضبع بكبش وفي الغزال بعنز وفي الأرنب بعناق وفي اليربوع بجفرة وكذلك

رواه أيوب السختياني وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وغيرهم عن أبي الزبير ورواه الأجلح الكندي مرفوعا واختلف عليه

 

9662 - أخبرناه أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي ثنا أبو أسامة عن عبد الملك عن عطاء عن جابر قال: قضى عمر رضي الله عنه في الضبع كبشا وفي الظبي شاة وفي الأرنب جفرة وفي اليربوع عناقا كذا في كتابي جفرة في الأرنب وعناقا في اليربوع

9663 - أخبرنا أبو بكر بن الحسن ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سعيد عن بن جريج عن عطاء أنه سمع بن عباس يقول: في الضبع كبش رواه مجاهد وعكرمة عن علي رضي الله عنه

 

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 7/271:

 

اختلف أهل العلم في إباحة لحم الضبع، فروي عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يأكل الضَّبُع، ورُوي عن ابن عباس إباحة لحم الضبُع، وهو قوله عطاء، وإليه ذهب الشافعي، وأحمدُ وإسحاق وأبو ثور، وكرهه جماعةٌ ، يُروى ذلك عن سعيد بن المسيب، وبه قال ابن المبارك ومالك والثوري، وأصحاب الرأي واحتجوا بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن أكل كُل ذي نابِ من السباع. وهذا عند الآخرين عام خصَه حديث جابر.

 

وانظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 9/92 وما بعدها، و"نصب الراية" 4/193-194.

 

وقال ابن قدامة في المغني:

 

وَقَالَ مَالِكٌ: يُسْتَأْنَفُ الْحُكْمُ فِيهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95] وَلَنَا، قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ، بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ» وَقَالَ: «اقْتَدُوا بِاَللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ» . وَلِأَنَّهُمْ أَقْرَبُ إلَى الصَّوَابِ، وَأَبْصَرُ بِالْعِلْمِ، فَكَانَ حُكْمُهُمْ حُجَّةً عَلَى غَيْرِهِمْ، كَالْعَالِمِ مَعَ الْعَامِّيِّ، وَاَلَّذِي بَلَغَنَا قَضَاؤُهُمْ فِي؛ الضَّبُعِ كَبْشٌ. قَضَى بِهِ عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ.

وَفِيهِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «جَعَلَ فِي الضَّبُعِ يَصِيدُهَا الْمُحْرِمُ كَبْشًا» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَابْنُ مَاجَهْ. وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «، قَالَ: فِي الضَّبُعِ كَبْشٌ، إذَا أَصَابَ الْمُحْرِمُ، وَفِي الظَّبْيِ شَاةٌ، وَفِي الْأَرْنَبِ عَنَاقٌ، وَفِي الْيَرْبُوعِ جَفْرَةٌ» . قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: الْجَفْرَةُ، الَّتِي قَدْ فُطِمَتْ وَرَعَتْ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ أَحْمَدُ:: «حَكَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الضَّبُع بِكَبْشٍ.» وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ.

وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ إنْ كَانَ الْعُلَمَاءُ بِالشَّامِ يَعُدُّونَهَا مِنْ السِّبَاعِ وَيَكْرَهُونَ أَكْلَهَا. وَهُوَ الْقِيَاسُ، إلَّا أَنَّ اتِّبَاعَ السُّنَّةِ وَالْآثَارِ أَوْلَى. وَفِي حِمَارِ الْوَحْشِ بَقَرَةٌ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. وَبِهِ قَالَ عُرْوَةُ، وَمُجَاهِدٌ، وَالشَّافِعِيُّ.

وَعَنْ أَحْمَدَ: فِيهِ بَدَنَةٌ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَالنَّخَعِيُّ. وَفِي بَقَرَةِ الْوَحْشِ بَقَرَةٌ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَطَاءٍ، وَعُرْوَةَ، وَقَتَادَةَ، وَالشَّافِعِيِّ. وَالْأَيْلُ فِيهِ بَقَرَةٌ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ أَصْحَابُنَا: فِي الْوَعْلِ وَالثَّيْتَلِ بَقَرَةٌ، كَالْأَيِّلِ. وَالْأَرْوَى فِيهَا بَقَرَةٌ. قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ.

وَقَالَ الْقَاضِي: فِيهَا عَضْبٌ، وَهِيَ مِنْ أَوْلَادِ الْبَقَرِ مَا بَلَغَ أَنْ يُقْبَضَ عَلَى قَرْنِهِ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَكُونَ جِذْعًا. وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ. وَفِي الظَّبْيِ شَاةٌ. ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ. وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَعُرْوَةُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَلَا نَحْفَظُ عَنْ غَيْرِهِمْ خِلَافَهُمْ. وَفِي الْوَبَرِ شَاةٌ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ.

وَقَالَ الْقَاضِي: فِيهِ جَفْرَةٌ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِأَكْبَرَ مِنْهَا وَكَذَلِكَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: إنْ كَانَتْ الْعَرَبُ تَأْكُلُهُ. وَالْجَفْرَةُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ مَا أَتَى عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، وَفُصِلَتْ عَنْ أُمِّهَا، وَالذَّكَرُ جَفْرٌ.

وَفِي الْيَرْبُوعِ جَفْرَةٌ. قَالَ ذَلِكَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ. وَقَالَ النَّخَعِيُّ: فِيهِ ثَمَنُهُ. وَقَالَ مَالِكٌ: قِيمَتُهُ طَعَامًا. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا سَمِعْنَا أَنَّ الضَّبَّ وَالْيَرْبُوعَ يُودِيَانِ. وَاتِّبَاعُ الْآثَارِ أَوْلَى. وَفِي الضَّبِّ جَدْيٌ. قَضَى بِهِ عُمَرُ، وَأَرْبَدُ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ.

وَعَنْ أَحْمَدَ، فِيهِ شَاةٌ؛ لِأَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَطَاءً قَالَا فِيهِ ذَلِكَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: حَفْنَةٌ مِنْ طَعَامٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ: صَاعٌ. وَقَالَ مَالِكٌ: قِيمَتُهُ مِنْ الطَّعَامِ. وَالْأَوَّلُ أَوْلَى؛ فَإِنَّ قَضَاءَ عُمَرَ أَوْلَى مِنْ قَضَاءِ غَيْرِهِ، وَالْجَدْيُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ الشَّاةِ.

 

[مَسْأَلَةٌ حُكْمُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ]

(7785) مَسْأَلَةٌ؛ قَالَ: (وَكُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ، وَهِيَ الَّتِي تَضْرِبُ بِأَنْيَابِهَا الشَّيْءَ وَتَفْرِسُ) أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ تَحْرِيمَ كُلِّ ذِي نَابٍ قَوِيٍّ مِنْ السِّبَاعِ، يَعْدُو بِهِ وَيَكْسِرُ، إلَّا الضَّبُعَ، مِنْهُمْ مَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَبَعْضُ أَصْحَابِ مَالِكٍ: هُوَ مُبَاحٌ؛ لِعُمُومِ قَوْله تَعَالَى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} [الأنعام: 145] .

وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} [البقرة: 173] وَلَنَا، مَا رَوَى أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ» . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ صَحِيحٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

وَهَذَا نَصٌّ صَرِيحٌ يَخُصُّ عُمُومَ الْآيَاتِ، فَيَدْخُلُ فِي هَذَا الْأَسَدُ، وَالنَّمِرُ، وَالْفَهْدُ، وَالذِّئْبُ، وَالْكَلْبُ، وَالْخِنْزِيرُ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يَتَدَاوَى بِلَحْمِ الْكَلْبِ؟ فَقَالَ: لَا شَفَاهُ اللَّهُ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ رَأَى تَحْرِيمَهُ.

 

[مَسْأَلَةٌ لَا بَأْسَ بِأَكْلِ الضَّبِّ وَالضَّبُعِ لِلْمُضْطَرِّ]

 

......(7822) فَصْلٌ: فَأَمَّا الضَّبُعُ: فَرُوِيَتْ الرُّخْصَةُ فِيهَا عَنْ سَعْدٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعِكْرِمَةَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ عُرْوَةُ: مَازَالَتْ الْعَرَبُ تَأْكُلُ الضَّبُعَ وَلَا تَرَى بِأَكْلِهَا بَأْسًا.

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ: هُوَ حَرَامٌ.

وَرُوِيَ نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ لِأَنَّهَا مِنْ السِّبَاعِ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ. وَهِيَ مِنْ السِّبَاعِ، فَتَدْخُلُ فِي عُمُومِ النَّهْيِ. وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الضَّبُعِ، فَقَالَ: «وَمَنْ يَأْكُلُ الضَّبُعَ؟» . وَلَنَا مَا رَوَى جَابِرٌ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَكْلِ الضَّبُعِ. قُلْت: صَيْدٌ هِيَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ.

وَفِي لَفْظٍ قَالَ: سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الضَّبُعِ. فَقَالَ: «هُوَ صَيْدٌ، وَيُجْعَلُ فِيهِ كَبْشٌ إذَا صَادَهُ الْمُحْرِمُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: هَذَا لَا يُعَارِضُ حَدِيثَ النَّهْيِ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ؛ لِأَنَّهُ أَقْوَى مِنْهُ. قُلْنَا: هَذَا تَخْصِيصٌ لَا مُعَارِضٌ، وَلَا يُعْتَبَرُ فِي التَّخْصِيصِ كَوْنُ الْمُخَصَّصِ فِي رُتْبَةِ الْمُخَصِّصِ؛ بِدَلِيلِ تَخْصِيصِ عُمُومِ الْكِتَابِ بِأَخْبَارِ الْآحَادِ.

فَأَمَّا الْخَبَرُ الَّذِي فِيهِ: " وَمَنْ يَأْكُلُ الضَّبُعَ؟ " فَحَدِيثٌ طَوِيلٌ، يَرْوِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، يَنْفَرِدُ بِهِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَلِأَنَّ الضَّبُعَ قَدْ قِيلَ: إنَّهَا لَيْسَ لَهَا نَابٌ. وَسَمِعْت مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ جَمِيعَ أَسْنَانِهَا عَظْمٌ وَاحِدٌ كَصَفْحَةِ نَعْلِ الْفَرَسِ. فَعَلَى هَذَا لَا تَدْخُلُ فِي عُمُومِ النَّهْيِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

 

تعليلات السلفيين القدماء نابعة عن تحير وعجز وجهل، وعمومًا فإن الضبع كما يقول العلم حسب موسوعة ويكيبديا ينتمي إلى:

 

 

 

التصنيف العلمي

المملكة

الحيوانات

 

الشعبة

الحبليات

 

الطائفة

الثدييات

 

الرتبة

اللواحم

 

تحت الرتبة

شبيهة القططيات

 

'انااا

الضبعيات

 

معلومات عامة

وضع الفصيلة

شبه مهددة

 

الاسم العلمي

hyaena: هاينا

 

اسم المصنف وتاريخ التصنيف

جون ادوارد جراي، 1821

 

 

 من رتبة اللواحم أيْ: آكلات اللحوم، من رتيبة شبيهة القططيات أو السنوريات وسنوريات الشكل (سنوريات الشكل) (الاسم العلمي:Feliformia) هي رتيبة من الحيوانات تتبع طائفة الثدييات من شعبة الحبليات[2][3]. وهي تضم القطط الحقيقية true-cats الكبيرة والصغيرة ، والضباع hyenas ، والنمس mongooses ، والزباديات civets). يعني في خانة واحدة مع الأسود والنمور والقطط وغيرها، بصراحة كنت أحسبه من الكلبيات جهلًا مني قبل مراجعة المراجع العلمية، وبالتالي فلا فائدة من محاولة إنكار كونه من سباع الحيوان ومفترساته علميًّا. وبالتأكيد شكل أسنانه ليس كما وصف كاذبو أهل الفقه والسنة هؤلاء، بل يعتبر من أخطر المفترسات من جهة قوة الفك، تقول ويكيبديا العربية (ويتميز بقوة فكيه الهائلة، فهو يمكنه سحق العظام بأنيابه وقيل أنه يصطاد معظم فرائسه بنفسه رغم ما يشاع عنه من انه اكل للجيف التي لا تشكل الا جزءا صغيرا من غذائه. .... والأنياب في الضباع غليظة قوية وكذلك الأضراس الأمامية، لتصلح لطحن العظام. وفي تكوين أسنان الضباع ما يمكنها من أكل بقايا الغذاء التي تتخلف عن حيوانات أخرى كالعظام وغيرها، وكذلك لها من قوة عضلات الفكين ما يجعلها أقوى فكاك الحيوانات طراً.)، وإذا كان ليس لها أنياب فاطلب من حارس حديقة الحيوان أن يدخلك قفص الضباع على سبيل التجربة ولو أنك لن تعيش لتحكي لنا عن هذه التجربة بعد ذلك لأنك ستتيقن بصورة فظيعة من أنيابها وشكلها، والضبع حجمه ضخم كما رأيت في بعض صوره مقارنة بالإنسان، طبعًا الطريقة الأسهل العودة للموسوعات لرؤية شكل تشريح وعظام الضبع Heyna. وهذه صور لأسنان الضبع أدناه وواضح أنها لات شبه البتة بأي شكل أسنان البهائم كالأحصنة والبقر من المعتشبات:

 

 

 

 

صور من مستشفى أمركي Dentistry at the Wildlife Waystation قام بعملية لعلاج تلف في أسنان ضبع

 

 

 

We also worked on a hyena. Note the aluminum foil "socks". They are placed on the feet to help maintain body temperature during long procedures.

 

 

We did a composite restoration on the maxillary left canine tooth.

عملية إصلاح للأسنان الفكية الوحشية على جانب الفك الأيسر

 

وإذا علمنا أن ما يحللونه ويحرمونه من حيوانات يكونون (تكون ولا أحب استعمال ضمير غير عاقل لها) أقارب تطورية كالخنزير وسائر ذوات الظلف الأخرى، والأسد والنمر والضبع (يحرمون الأولين ويبيحون الأخير)، والحمير والأحصنة (يحرمون الأول ويحللون الثاني وهما ابنا عم تطوريان ونوعان شديدا التقارب لدرجة إنتاج بغل عقيم ذكر بتزاوجهما رغم اختلاف النوع يعني نجاح تكون الجنين المشترك المهجَّن)، سنفهم مدى الخلل في الرؤية الغير علمية عند العقل المسلم واليهودي، فهو يتخيل وجود فصيلة خرافية في عقله لا وجود لها في علم الأحياء يسميها كائنات نجسة محرمة.

 

ومن عجائب السنة أن بعضهم حللوا أكل اليربوع (يسميه بعض العرب اليوم الجربوع)، وهو نوع من القوارض طويل القوائم والذيل يكثر في آسيا وشمال أفريقيا Jerboa، روى عبد الرزاق:

 

8689 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكل اليربوع فلم ير به بأسا

 

8690 - عبد الرزاق عن معمر قال سألت عطاء الخرساني عن اليربوع والرخم والحداء والغربان والعقبان والنسور فقال لم يبلغني فيها شيء ولا أحرمها ولكن أقذرها فقال عمرو بن دينار ما أرى بأكلها بأسا ما لم تقذرها

 

8691 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن طاووس عن أبيه سئل عن أكل اليربوع فلم ير به بأسا

 

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه:

 

ما قالوا فِي أكل اليربوعِ

20244- حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِأَكْلِ الْيَرْبُوعِ.

20245- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.

20246- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِالْيَرْبُوعِ.

20247- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي الذِّئْبِ لاَ يُؤْكَلُ وَالْيَرْبُوعُ يُؤْكَلُ.

20248- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.

20249- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ أَبِي الْوَسِيمِ ، قَالَ : سَأَلَتْ حَسَنَ بْنَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْيَرْبُوعِ ، قَالَ : فَأْرُ الْبَرِّيَّةِ.

20250- حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا ، عَنْ أَكْلِ الْيَرْبُوعِ فَكَرِهَاهُ.

 

وذكرنا أعلاه أحاديث عن عمر في تحديده لفدية صيد اليربوع في الإحرام للحج والعمرة وهو تحليل ضمنيّ له.

 

وقال ابن قدامة في المغني:

 

[فَصْلٌ حُكْمُ أَكْلِ الْيَرْبُوعِ]

(7798) فَصْلٌ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الْيَرْبُوعِ، فَرَخَّصَ فِيهِ. وَهَذَا قَوْلُ عُرْوَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَابْنِ الْمُنْذِرِ.

وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ مُحَرَّمٌ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَحْمَدَ أَيْضًا. وَعَنْ ابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَكَمِ، وَحَمَّادٍ، وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ؛ لِأَنَّهُ يُشْبِهُ الْفَأْرَ. وَلَنَا، أَنَّ عُمَرَ حَكَمَ فِيهِ بِجِفْرَةٍ. وَلِأَنَّ الْأَصْلَ الْإِبَاحَةُ مَا لَمْ يَرِدْ فِيهِ تَحْرِيمٌ. وَأَمَّا السِّنْجَابُ، فَقَالَ الْقَاضِي: هُوَ مُحَرَّمٌ؛ لِأَنَّهُ يَنْهَشُ بِنَابِهِ، فَأَشْبَهَ الْجُرَذَ وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ مُبَاحٌ؛ لِأَنَّهُ يُشْبِهُ الْيَرْبُوعَ، وَمَتَى تَرَدَّدَ بَيْنَ الْإِبَاحَةِ وَالتَّحْرِيمِ، غَلَبَتْ الْإِبَاحَةُ؛ لِأَنَّهَا الْأَصْلُ، وَعُمُومُ النُّصُوصِ يَقْتَضِيهَا.

 

العبرة هي بوجود ضرر صحي محتمل من عدمه في أكل اليربوع/ الجربوع، وقد بحثت في المراجع النتية عن هذا، ووجدت التالي في EOL community, Long-eared Jerboa - Euchoreutes naso - Details - Encyclopedia of Life:

Insects comprise 95% of the diet (IUCN). The jerboas often uses sound to locate flying insects, which it captures by performing fast leaps into the air. It also eats lizards and green plants (IUCN). It is cryptically coloured and uses its excellent hearing to avoid predation by little owls and other nocturnal predators (ADW). Jerboa faeces carry Helicobacter species, so the species jerboa may carry and transmit the disease to humans (ADW)

 

الترجمة المختصرة للكلام أن الحشرات تشكل 95% من النظام الغذائي لليربوع كما تقول منظمة International Union for Conservation of Nature الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وهو يستخدم حاسة سمع قوية لاصطياد الحشرات الطائرة بعمل قفزة في الهواء، وهو يأكل السحالي كذلك والنباتات الخضراء، والشيء الخطير أن براز بعضه أو حسب النص برازه يحمل بكتيريا ملوية Helicobacter، كما ذكر موقع Animal Diversity Web (موقع تنوع الحيوانات) المنقول عنه، أما البكتيريا الملوية فتقول عنها ويكيبديا العربية هكذا:

 

المَلْوِيّة باللاتينية: Helicobacter جنس من البكتيريا سلبية الغرام أليفة الهواء القليل، تتصف بشكل لولبي مميز ولها سياط تساعدها على الحركة السريعة[2][3]. كانت تُصنَّف سابقاً ضمن جنس العطيفة، لكن منذ 1989 تم فرزها إلى جنس مستقل[4][5][6].

تستعمر بعض أنواع الملوية مخاطية السبيل الهضمي العلوي والكبد لدى الثدييات وبعض الطيور[7]. ولعل أشهر أنواعها الملوية البوابية التي تصيب ما يقارب نصف سكان المعمورة[6] وترتبط بتطور التهاب المعدة والقرحة الهضمية وسرطان المعدة ولمفوما النسيج اللمفاوي المرتبط بالمخاطيات.

أنواع الملوية قادرة على النمو في معدة الثدييات التي تتميز بشدة الحموضة، وذلك لأن هذه الجراثيم تفرز كميات عالية من إنزيم اليورياز مما يساهم في رفع pH موضعياً من حوالي 2 إلى ما بين 6 و7 بما يناسب متطلباتها[8]. أنواع هذا الجنس حساسة للمضادات الحيوية من زمرة البنسلين.

الملوية

صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح لأحد أنواع الملوية.

التصنيف العلمي

المملكة:

بكتيريا

الشعبة:

المتقلبات

الطائفة:

المتقلبات إيبسيلون

الرتبة:

Campylobacterales

الفصيلة:

الملويات

الجنس:

الملوية
Goodwin et al. 1989

الاسم العلمي

Helicobacter   [1]





 

  ^ "معرف Helicobacter في موسوعة الحياة". eol.org. اطلع عليه بتاريخ 3 مايو 2016.

  ^ Hua JS, Zheng PY, Ho B (1999). "Species differentiation and identification in the genus of Helicobacter.". World Journal of Gastroenterology. 5 (1): 7–9.

  ^ Rust et al. (2008). Helicobacter pylori: Molecular Genetics and Cellular Biology (Yamaoka Y, ed.). Caister Academic Press.

  ^ Goodwin C.S. et al. (1989). "Transfer of Campylobacter pylori and Campylobacter mustelae to Helicobacter gen. nov. as Helicobacter pylori comb. nov. and Helicobacter mustelae comb. nov., respectively.". International Journal of Systematic Bacteriology 39: 397–405. doi:10.1099/00207713-39-4-397.

  ^ Vandamme P. et al. (1991). "Revision of Campylobacter, Helicobacter, and Wolinella taxonomy: emendation of generic descriptions and proposal of Arcobacter gen. nov.". International Journal of Systematic Bacteriology 41: 88–103. doi:10.1099/00207713-41-1-88. PMID 1704793.

  Yamaoka Y. (editor). (2008). Helicobacter pylori: Molecular genetics and cellular biology. Caister Academic Press.

  ^ Ryan K.J., Ray C.G., Sherris J.C. (editors) (2004). Sherris Medical Microbiology: an introduction to infectious diseases (الطبعة 4th). McGraw Hill. ISBN 0-8385-8529-9.

  ^ Dunn B.E. et al. (1997). "Helicobacter pylori.". Clinical Microbiology Reviews 10 (4): 720–41. PMID 9336670.

 

ومن ويكيدبيا الإنجليزية:

 

Helicobacter is a genus of Gram-negative bacteria possessing a characteristic helical shape. They were initially considered to be members of the Campylobacter genus, but in 1989, Goodwin et al. published sufficient reasons to justify the new genus name Helicobacter. [1] The Helicobacter genus contains about 35 species.[2][3][4]

Some species have been found living in the lining of the upper gastrointestinal tract, as well as the liver of mammals and some birds.[5] The most widely known species of the genus is H. pylori, which infects up to 50% of the human population.[4] Some strains of this bacterium are pathogenic to humans, as they are strongly associated with peptic ulcers, chronic gastritis, duodenitis, and stomach cancer. It also serves as the type species of the genus.

Helicobacter species are able to thrive in the very acidic mammalian stomach by producing large quantities of the enzyme urease, which locally raises the pH from about 2 to a more biocompatible range of 6 to 7.[6] Bacteria belonging to this genus are usually susceptible to antibiotics such as penicillin, are microaerophilic (optimal oxygen concentration between 5 and 14%) capnophiles, and are fast-moving with their flagella.[7][8]

 

يعني تحتوي أمعاء اليرابيع أو بعضها باعتبار أكلها للحشرات على بكتيريا تنتعش وتترعرع بنشاط وسعادة بالذات في أمعاء جنس الثدييات ومنها البشر، وبعض أنواع هذه البكتيريا وحالات الإصابة بها تكون خطيرة للغاية على الصحة. بالتالي لا يكون أكل كائن قارض كهذا فكرة سليمة جيدة لو أردت رأيي، فهو ضار بالصحة باحتمال كبير. الخنزير الذي يحرمه المسلمون واليهود لا يحمل أي مخاطر كهذه في الحقيقة بل هو مفيد وصحي.

 

ليس هذا فحسب، بل وذكر موقع علمي آخر وفقًا لتصريح مسؤول في هيئة حكومية صحية للوقاية الصحية والتحكم في الأمراض بأمركا أن حيوان اليربوع ممنوع إدخاله أمِرِكا لأنه يترافق مع مرض جلدي monkey pox جدريّ القرود، وأنه لا يصلح كحيوان أليف مناسب للتربية لذلك. ويتم إدخال سوى عينات قليلة منه لأغراض بحوث علمية باستثناآت وتصريحات خاصة. وبالعودة إلى الويكيبديا الإنجليزية قالت أن مرض يصيب القوارض والسناجب الأفريقية في وسط وغرب قارة أفريقيا أكثر من القرود ويصيب البشر كذلك، لكن اكتُشِفَ لأول مرة في معمل به قرود مصابة، وأول الحالات المنتشرة كانت بالكونجو (زائير سابقًا) ثم في السودان وظهرت حالات في أمركا بسبب تاجر أفريقي من جامبيا كان يبيع كلابه موضوعة بجوار فئران جرابية مصابة بالمرض. ولا يوجد علاج مؤكد لهذا المرض ويعتقد أن التطعيم منه قد يقلل خطورته فقط وكذلك التطعيم ضد الجدري باعتبار أنه ﭬيرَس قريب منه لكنه ألطف من الجدري، وتناول لحم الحيوانات المريضة الحاملة له يؤدي إلى عدوى البشر، ونسبة الوفيات في حالات الإصابة تصل إلى 10%.

 

جدري القرود عن موسوعة ويكيبديا الإنجليزية

Jerboas aren’t good pets.

So why isn’t this cutie a common U.S. household pet? For one, jerboas native to or exported from Africa are restricted from entry into the U.S. and have been since 2003 due to their association with monkey pox, said Adam J. Langer, team leader of Quarantine and Border Health Services for the U.S. Centers for Disease Control and Prevention. There are special exemptions for scientific research.

Photo of a jerboa.

 

 

جربوع صحرواي

 

Photo of a long-eared jerboa in China.

 

 

                                 

 

الجربوع طويل الأذنين حيوان نادر ويبدو أن الجربوع طويل الأذنين خاص بالصين وبعض آسيا وهو غريب الشكل حيث له أطول أذنين مقارنة ونسبة إلى الجسم من بين كل الكائنات، بنسبة ثلثي حجم الجسم.

 

اليربوعيات (الاسم العلمي: Dipodidae) فصيلة من القوارض الليلية التي تعيش في البراري الصحراوية ويتواجد في أغلب البلدان العربية ينشط في الليل للبحث عن طعامه. يبلغ طوله من 13 - 25 سم.

اليربوع في تشريعات الشيعة الاثنا عشرية:

 

دعائم الإسلام: - و عنه ع أنه قال في الضبع شاة و في الأرنب شاة و في الحمامة و أشباهها من الطير شاة و في الضب جدي و في اليربوع جدي و في القنفذ جدي و في الثعلب دم .

 

[فقه الرضا عليه السلام] كل شي‏ء أتيته في الحرم بجهالة و أنت محل أو محرم أو أتيت في الحل و أنت محرم فليس عليك شي‏ء إلا الصيد فإن عليك فداه فإن تعمدته كان عليك فداؤه و إثمه و إن علمت أو لم تعلم فعليك فداه فإن كان الصيد..... و في اليربوع و القنفذ و الضب جدي و الجدي خير منه....إلخ

 

تفسير العياشي: عن هارون بن عبدالعزيزرفعه إلى أحدهم عليهم السلام قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري تباع في أسواقنا ، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ، ثم قال : قوموا لاريكم عجبا ، ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا ، فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجريثة رافعة رأسها ، فاتحة فاها ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : من أنت ؟ الويل لك ولقومك ، فقال : نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في كتابه : إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا " الآية ، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله ، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر ، فأما الذين في البحر فنحن الجراري ، وأما الذين في البر فالضب واليربوع . قال : ثم التفت أمير المؤمنين إلينا فقال : أسمعتم مقالتها ؟ قلنا : اللهم نعم ، قال : والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم .

الجريث: نوع من السمك بلا فلوس أي قشور تغطيه.

 

ونقل المجلسي الشيعي في بحار الأنوار عن حياة الحيوان للدميري وهو سني نقلًا عن الجاحظ وهو معتزلي:

قال الجاحظ : فأرة المسك نوعان : الاول منهما دويبة تكون في بلاد التبت تصاد لنوافجها وسررها ، فاذا صيدت شدت بعصائب وهي متدلية فيجتمع فيها دمها فاذا احكم ذلك ذبحت وما أكثر من يأكلها عندنا ، فهي غير مهموزة لانها من فاريفور وهي النافحة كذاقاله القزويني وفي التحرير فارة المسك . والثاني جرذان سودتكون في البيوت ليس عندها إلا تلك الرائحة اللازمة و رائحته كرائحة المسك إلا أنه لا يوجد منه المسك ، وأما فأرة الابل فقال في الصحاح : هي أن يفوح منها رائحة طيبة إذا رعت العشب وزهره ثم شربت وصدرت عن الماء ففاحت منها رائحة طيبة ويقال لتك الرائحة : فأرة الابل ، ويحرم أكل جميع الفأر إلا اليربوع ويكره أكل سؤر الفأر.

 

وقال المجلسي بتحريم اليربوع: ثم اعلم أن المعروف المعدود في الكتب تحريم الخفاش والوطواط والطاووس والزنابير والذباب والبق والارنب والضب والحشار كلها كالحية والعقرب والفأرة والجرزان والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث والقمل واليربوع و القنفذ والوبر والخزو الفنك والسمور والسنجاب ، وإقامة الدليل على أكثرها لا يخلو من إشكال ، والمعروف بينهم حل الحمام كلها كالقماري والدباسي والورشان ، وحل الجحل والقبج والدراج ، والقطا والطيهوج والدجاج والكروان و الكركى والصعوة والبط ، وقد مرت العمومات الواردة في التحليل والتحريم والله الهادي إلى الصراط المستقيم .

 

.... قد وردت أخبار كثيرة في حل كثير من السباع وغيرها ، وحملها الاصحاب على وجوه قد أشرنا إلى بعضها ، والمعروف المذكور في أكثر الكتب تحريم الارنب والضب والحشار كلها كالحية والعقرب والفأرة والجرز والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث والقمل واليربوع والقنفذ والوبر والخز والفنك والسمور والسنجاب والعظاية ، وإقامة الدليل عليها لا يخلو من إشكال ، والعمل على المشهور ، رعاية للاحتياط وبعدا عن مذهب المخالفين ، ولا أعرف أيضا خلافا بيننا في تحريم كل ذي مخلب من الطير سواء كان قويا كالبازي والصقر و العقاب والشاهين والباشق ، أو ضعيفا كالنسر والرخمة والبغاث ، وقد مر ما يدل على ذلك .

 

الخلاصة هي قول الشيعة بتحريم اليربوع وعدم حل أكله.

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.