30 بدائية التصورات اللاهوتية

بدائية التصورات اللاهوتية (تصور الإسلام لله الخرافي)

 

 تجسيدُ اللهِ المزعومِ

 

نصوص تقول بوجود جسم لله

 

{كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} الفجر

 

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)} الأنعام

 

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} البقرة

 

وفقًا لهذا فالله محدودٌ بالمكان ويحتاج إلى أن يأتي ويجيء ليتواجد في مكان معيَّن، وما دام حُدِّدَ في القرآن بالمكان، فإنه يصير ضمن المادّة ومن مادّة، ذا جسم وجرم وكتلة، حينذاك لا يصلح كتبرير لاهوتيّ ساذج زعموه بديلًا للعلم عن أصل نشأة الكون وكما زعموا تفسير لوجود المادة كأن حقيقة وجودها تحتاج علة وسببًا، وهذا يناقض بعض الأفكار المتقدمة اللاهوتية المثالية كما نقرؤها في نهج البلاغة لعليّ بن أبي طالب أو كتابات ابن حزم في مجال علم الكلام والملل والنحل واللتان تبدوان ظلًّا يتبع أفلاطون.

 

{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)} الفرقان

 

تصور الإنسان البدائي السماء على أنها مسكن الإله وملائكته، وأنه كبشر بالأسفل والله بالأعلى، لكن في العصر الحديث نظرة أوسع من خارج الكوكب إليه وإلى الجزء المنظور لنا بالتلسكوبات من الكون نجد أنه لا وجود لمفهوم الفوق والتحت في الفضاء، الغلاف الجوي أو السماء محيط بكوكبنا الذي هو شبه كرة، ونحن متعلقون به بفعل الجاذبية الأرضية، بالتالي تصورنا للفوق والتحت محدود بكوكبنا، ولا يصح على المستوى الكوني، هنا تصور محمد الله ينزل وحوله سُحُب (غمام) كثيفة، هذا تصور بدائي وشبيه بتصور اليهودية للإله الخرافي يقودهم في شكل سحابة بالنهار وعمود نار بالليل:

 

(34ثُمَّ غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَمَلأَ بَهَاءُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ. 35فَلَمْ يَقْدِرْ مُوسَى أَنْ يَدْخُلَ خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا وَبَهَاءُ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ. 36وَعِنْدَ ارْتِفَاعِ السَّحَابَةِ عَنِ الْمَسْكَنِ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ فِي جَمِيعِ رِحْلاَتِهِمْ. 37وَإِنْ لَمْ تَرْتَفِعِ السَّحَابَةُ لاَ يَرْتَحِلُونَ إِلَى يَوْمِ ارْتِفَاعِهَا، 38لأَنَّ سَحَابَةَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَسْكَنِ نَهَارًا. وَكَانَتْ فِيهَا نَارٌ لَيْلاً أَمَامَ عُِيُونِ كُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ رِحْلاَتِهِمْ.) الخروج 40

 

(24فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَأَوْقَفَهُمْ حَوَالَيِ الْخَيْمَةِ. 25فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلاً الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا.) العدد11

 

(34وَكَانَتْ سَحَابَةُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ نَهَارًا فِي ارْتِحَالِهِمْ مِنَ الْمَحَلَّةِ.) العدد10

 

(41فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: «أَنْتُمَا قَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ». 42وَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ انْصَرَفَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَإِذَا هِيَ قَدْ غَطَّتْهَا السَّحَابَةُ وَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ.) العدد

 

وبتصور المسيحية للمسيح آتيًا راكبًا على سحابة:

 

(29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. 31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا. 32فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ.) متى 24

 

(63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». 65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا :«إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». 67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ:«تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».) متى26

، وبنحوه في مرقس14: 62

 

 وقال الطبري في تفسيره:

 

... حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله: (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ) قال: هو الذي قال: (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ) الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، ولم يكن في تلك قطّ إلا لبني إسرائيل. قال ابن جُرَيج: الغمام الذي يأتي الله فيه غمام زعموا في الجنة.

قال: ثنا الحسين، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن عبد الجليل، عن أبي حازم، عن عبد الله بن عمرو قال: يهبط الله حين يهبط، وبينه وبين خلقه سبعون حجابا، منها النور والظلمة والماء، فيصوّت الماء صوتا تنخلع له القلوب.

قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عكرمة في قوله: (يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ) يقول: والملائكة حوله.

قال: ثني حجاج، عن مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيد بن جُدعان، عن يوسف بن مهران، أنه سمع ابن عباس يقول: إن هذه السماء إذا انشقت نزل منها من الملائكة أكثر من الجنّ والإنس، وهو يوم التلاق، يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض، فيقول أهل الأرض: جاء ربنا، فيقولون: لم يجيء وهو آت، ثم تَتَشقق السماء الثانية، ثم سماء سماء على قدر ذلك من التضعيف إلى السماء السابعة، فينزل منها من الملائكة أكثر من جميع من نزل من السماوات ومن الجنّ والإنس. قال: فتنزل الملائكة الكُروبيون، ثم يأتي ربنا تبارك وتعالى في حملة العرش الثمانية، بين كعب كل ملك وركبته مسيرة سبعين سنة، وبين فخذه ومنكبه مسيرة سبعين سنة، قال: وكل ملك منهم لم يتأمل وجه صاحبه، وكلّ ملك منهم واضع رأسه بين ثدييه يقول: سبحان الملك القدوس، وعلى رءوسهم شيء مبسوط كأنه القباء، والعرش فوق ذلك، ثم وقف.

 

وقال ابن كثير:

 

يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا يَكُونُ فِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الْعَظِيمَةِ، فَمِنْهَا انْشِقَاقُ السَّمَاءِ وَتَفَطُّرُهَا، وَانْفِرَاجُهَا بِالْغَمَامِ وَهُوَ ظُلَلُ النُّورِ الْعَظِيمِ الَّذِي يُبْهِرُ الأبصار، ونزول ملائكة السموات يَوْمَئِذٍ فَيُحِيطُونَ بِالْخَلَائِقِ فِي مَقَامِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاءِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَهَذَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ [البقرة: 210] الآية.

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمار بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا قال ابن عباس رضي الله: عنهما يجمع الله تعالى الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ: الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالْبَهَائِمَ وَالسِّبَاعَ وَالطَّيْرَ وَجَمِيعَ الْخَلْقِ، فَتَنْشَقُّ السَّمَاءُ الدُّنْيَا، فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ الجن والإنس ومن جميع الخلق، فيحيطون بالجن والإنس وجميع الْخَلْقِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنَ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهُمْ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَجَمِيعِ الْخَلْقِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ السَّمَاءُ الثَّالِثَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَالسَّمَاءِ الدُّنْيَا وَمِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ فَيُحِيطُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ نَزَلُوا قَبْلَهُمْ وَبِالْجِنِّ وَالْإِنْسِ وجميع الخلق، ثم كذلك كل سماء على ذلك التضعيف، حَتَّى تَنْشَقَّ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَيَنْزِلُ أَهْلُهَا وَهُمْ أكثر ممن نزل قبلهم من أهل السموات ومن الجن والإنس ومن جميع الخلق، فيحطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم من أهل السموات وبالجن والإنس وجميع الخلق كلهم، وَيَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَحَوْلَهُ الْكَرُوبِيُّونَ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السموات السبع ومن الجن والإنس، وَجَمِيعِ الْخَلْقِ لَهُمْ قُرُونٌ كَأَكْعُبِ الْقَنَا، وَهُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا بَيْنَ أَخْمَصِ قَدَمِ أَحَدِهِمْ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَعْبِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ رُكْبَتِهِ إِلَى حُجْزَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ...إلخ

 

قديمًا قال الشيخ رحمة الهندي في كتابه (إظهار الحق) أن تصورات التوراة لله لا تختلف عن تصورات الهندوس الوثنيين، هو محقّ في ذلك، لكن فضيلة العقل الحقيقية أن يحكم بالمنطق على كل الأشياء بلا استثناآت وبنزاهة، فكذلك تصورات القرآن لا تختلف عن التجسيدية الوثنية. وفي نص آخر يقول محمد: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (210)} البقرة و {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} الفجر.

 

إذا احتاج الله للتحرك والمجيء، فهو محدود بالمكان، وبالتالي مادة وجزء من المادة، وهنا يفشل التعليل الديني لله كموجد للمواد والكون من العدم كما يزعمون، لأنه هو نفسه محدود حسب هذه التصورات البدائية.

 

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} القيامة

 

{وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)} الليل

 

الرؤية تستلزم وجود جرم فيزيائي وكتلة ينعكس عليها الضوء ويرتد إلى عين الناظر ليرى الشيء، ولو قيل أن الله المزعوم له كتلة، فإنه يصير مرتبطًا بالمادة ومحدودًا بها وبقوانين الفيزياء، مما ينفي فكرة أن يكون هذا الكائن الخيالي الخرافي هو موجد وخالق ومنظم المادة والكون وقوانين الفيزياء، وهي حجة السببية والأزلية المزعومة عند الدينيين. وإذا كان الله يمكن رؤيته فلماذا يلعب مع البشر (الغميضة أو الاستغماية والتغمية) أو لعبة الاختباء مع البشر؟! خرافات عبثية باطلة. وروى أحمد:

 

18935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ مَوْعِدًا عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ، فَقَالُوا: وَمَا هُوَ ؟ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَتُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ، وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ؟ " قَالَ: " فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ " ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه مسلم (181) (298) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص181، والشاشي (988) و (989) ، والآجري في "الشريعة" ص261، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (833) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص79 من طريق يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1315) ، وهناد في "الزهد" (171) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 46، وابن ماجه (187) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (472) ، والبزار في "مسنده" (2087) ، والطبري في "تفسيره" (17626) ، وأبو عوانة 1/156، والشاشي (990) ، والطبراني في "الكبير" (7314) و (7315) ، وفي "الأوسط" (760) ، وابن عدي في "الكامل" 2/676، وابن منده في "السنة" (784) و (785) و (786) ، واللالكائي (878) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/155، والبيهقي في "البعث والنشور" (491) ، والبغوي في "شرح

السنة" (4393) من طرق عن حماد بن سلمة، به.

وخالف حمادَ بنَ سلمة في رفعه حمادُ بنُ زيد فيما أخرجه الطبري في "تفسيره" (17619) و (17622) ، والدارقطني في "الرؤية" (208) و (209) و (210) ، وسليمان بن المغيرة فيما أخرجه الطبري (17620) و (17621) ، والدارقطني (211) ، ومعمرُ فيما أخرجه الطبري (17623) ، والدارقطني (212) و (213) ثلاثتهم عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله.

وقد أشار إلى إرساله الترمذي عقب الرواية رقم (2552) ، فقال: هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه، وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله. يعني لم يذكر فيه: عن صهيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما وضح ذلك عقب الرواية (3105) .

قلنا: ولا يضر إرساله، لأن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني، والقول قوله فيما خولف فيه. فقد قال ابن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد، قيل: فسليمان بن المغيرة، عن ثابت؟ قال: سليمان ثبت وحماد أعلم الناس بثابت. وقد أخرجه مسلم مرفوعاً كما رأيت.

وسيأتي بالأرقام (18936) و (18941) و6/15.

 

وروى البخاري:

 

554 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لَا تَفُوتَنَّكُمْ

 

وانظر أحمد 11120 و19251 و19205 ومسلم 633 والبخاري 4851 و7434 إلى 7436.

 

وقد أعتبر الاستشهاد بالنص القرآني الوارد :الآية" متعسف يحملها ما لا تحتمل، وقد فات مؤلف الحديث الاستشهاد بآية {إلى ربها ناظرة} وكانت ستكون استشهادًا نصيًّا أفضل له، لذلك انتقدت النص القرآني مباشرة.

 

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} الزمر

 

الله له يدان يمين ويسار، بصورة تجسيدية بحتة له، وهي محل نقد فلسفي ولاهوتي. لأن هذا إضفاء للصفات البشرية على كيان يفترض خلوه وتجرده من المادة لكي يصح زعمهم أنه إله أزلي وأصل للأشياء والكون.

 

وجاء في سورة التكوير: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}

 

وفي سورة النجم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)}

 

واضح جدًّا أن محمد هنا زعم رؤيته لله نفسه، وهناك آيات وأحاديث كثيرة لا لبسَ فيها تقول بأن الناس المؤمنة به تراه يوم القيامة، فلا مهربَ عمومًا للمسلمين من تناقض التجسيد والقول بأن الله له مادّة، ولننظر مثلًا إلى الآية من سورة النجم {فأوحى إلى عبدِه ما أوحى}، هنا الضمير بلا لبس يعود على الله لأنه عبد من عباد الله حسب العقيدة الإسلامية، وليس حتمًا عبدًا لجبريل، إذن الضمائر السابقة بحكم المنطق والقاعدة اللغوية كلها تعود على الله، ولو قالوا أنها تعود على جبريل فهذا يكون موضعَ نقدِ لُغويّ شديد لن يقلَّ عن النقد اللاذع الذي ينتقد به الدارسون لغة التوراة وأسلوبها الركيك مثلًا، لأن هذا سيكون معناه أن كاتب القرآن لم يكن قادرًا على إزالة لبس كهذا بأن يُحسِن التعبير واستعمال الضمائر والجمل. والذي يؤكد أنه يتكلّم عن الله، أنه يقول أنه رآه عند سدرة المنتهى في ما بعد السماء السابعة الخرافية بالذات، وهي نفس قصة الأحاديث تمامًا حيث تقول أنه رأى الله هناك وتفاوض معه لينزِل الصلوات المفروضة حسب أسطورة المعراج من خمسين إلى خمس صلوات. لننظر إلى سخافة وسذاجة وضعف التصوّر في تصوّره لخالق الكون يدنو منه ويتدلّى (ينزل إلى الأسفل أو "يتشعلق") ليتواصل مع محمد! تجسيد فجّ جدًّا.

 

وروى البخاري رواية تؤكّد أن المتدلّي (أو "المتشعلق") هو الله:

 

7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ فَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ فَكَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا فَقَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مَعِيَ مُحَمَّدٌ قَالَ وَقَدْ بُعِثَ قَالَ نَعَمْ قَالُوا فَمَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا فَيَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ آدَمُ وَقَالَ مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي نِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ فَقَالَ مَا هَذَانِ النَّهَرَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ قَالَ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قَالُوا وَمَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالُوا مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ وَقَالُوا لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ كُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ قَدْ سَمَّاهُمْ فَأَوْعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ فِي الثَّانِيَةِ وَهَارُونَ فِي الرَّابِعَةِ وَآخَرَ فِي الْخَامِسَةِ لَمْ أَحْفَظْ اسْمَهُ وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلَامِ اللَّهِ فَقَالَ مُوسَى رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَدَنَا لِلْجَبَّارِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِكَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ مُوسَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَاذَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ وَعَنْهُمْ فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَعَلَا بِهِ إِلَى الْجَبَّارِ فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ هَذَا فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ...إلخ

أيضًا لدينا نصوص قديمة أصيلة فلتت من الرقابة الإسلامية تؤكد هذا المعنى للآيات المذكورة، فروى ابن قانع في معجم الصحابة:

 

1188 - هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ

فِي كِتَابِي بِخَطِّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّوَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هَبَّارِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2] حَتَّى انْتَهَى إِلَى: {دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8] قَالَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ: أَنَا أَكْفُرُ بِالَّذِي دَنَا فَتَدَلَّى فَقَالَ: يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابِكَ» فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَخَرَجَ عَلَيْهِ الْأَسَدُ فَافْتَرَسَهُ

 

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر، بترجمة عبيدة بن عبد العُزَّى أبي لهب:

 

... أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم قال كتب إلي أبو رجاء هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي أن أبا العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس البزاز أخبرهم أنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن الفضل بن العباس بن محمد البغدادي نا أبو عيسى أحمد بن محمد بن الفراء نا محمد بن حميد نا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن هبار بن الأسود قال كان أبو لهب وابنه عتبة بن أبي لهب تجهزا إلى الشام فتجهزت معهما فقال ابنه عتبة عتبة والله لأنطلقن إلى محمد ولأؤذينه في ربه سبحانه فانطلق حتى أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد وهو يكفر " بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى " فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك ثم انصرف عنه فرجع إلى أبيه فقال يا بني ما قلت له فذكر له ما قال له قال فما قال لك قال قال اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فقال يا بني والله ما آمن عليك دعاءه....إلخ

 

وهو في الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر في ترجمة هبار محتصرًا، وفي دلائل النبوة لأبي نعيم كذلك.

 

ويقول الطبري في تفسير سورة النجم من ضمن التفاسير العديدة:

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم دنا الربّ من محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا يحيى بن الأمويّ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمة، عن ابن عباس (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) قال: دنا ربه فتدلّى.

حدثنا الربيع، قال: ثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة المسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه عرج جبرائيل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة، ثم علا به بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهى، ودنا الجبار ربّ العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله إليه ما شاء، فأوحى الله إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كلّ يوم وليلة، وذكر الحديث".

 

 

 

وروى الترمذي:

 

3234 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت ربي لا أدري فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما بين المشرق والمغرب قال يا محمد فقلت لبيك رب وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت في الدرجات والكفارات وفي نقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكروهات وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن يحافظ عليهن عاش بخير ومات بخير وكان من ذنوبه كيوم ولدته امه قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

 قال وفي الباب عن معاذ بن جبل و عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي هذا الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم بطوله وقال إني نعست فاستثقلت نوما فرأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى

 

قال الألباني في هامش الترمذي بتحقيقه: صحيح.

 

وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح، ورواه الترمذي 4: 173 - 174 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وقال: "وقد ذكروا بين أبي قلابة وابن عباس في هذا الحديث رجلاً، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس " ثم رواه من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس، وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". وما أظن الترمذي يريد بذلك تعليل رواية معمر عن أيوب، فإن معمرا أحفظ من معاذ بن هشام وأثبت وأتقن، وخالد بن اللجلاج العامري: ثقة، فلو صحت رواية معاذ بن هشام كان الحديث أيضاً صحيحا ولكن الظاهر أن رواية معاذ بن هشام غريبة، ولذلك قال في التهذيب في ترجمة خالد ابن اللجلاج: "روى عن ابن عباس فيما قيل". والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 319 أيضاً لعبد الرزاق وعبد بن حميد ومحمد بن نصر، ولكن سقط منه "عن ابن عباس لا، وهو خطأ مطبعي واضح. وانظر تفسير ابن كثير 7: 220 - 221.

 

أما محققو طبعة مسند أحمد عن دار الرسالة فقالوا تعليقًا على الحديث رقم 3484 ساعين بوضوح كبعض السلف للطعن فيه بأي صورة: إسناده ضعيف، أبو قلابة- واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من ابن عباس، ثم إن فيه اضطراباً يأتي تفصيله لاحقاً. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/169 بلفظ: "أتاني آت الليلة في أحسن صورة...".

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34-35 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (682) ، والترمذي (3233) من طريق عبد الرزاق، قال الترمذي: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلًا، وقد رواه قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 4/383 عن أحمد بن حنبل: حديث قتادة هنا ليس بشيء، والقول ما قال ابن جابر، قلنا: يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال في "التهذيب": عبد لرحمن بن عائش الحضرمي، ويقال السكسكي: مختلف في صحبته وفي إسناد حديثه، روي عنه حديث: "رأيت ربي في أحسن صورة" (هو في "السنة" (1468) لابن أبي عاصم) ، وقيل: عنه، عن رجل من الصحابة (هو في "المسند" 4/66 و5/378) ، وقيل: عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل (هو في "المسند" 5/243) ، وقيل غير ذلك، روى عنه خالد بن اللجلاج، وأبو سلام الأسود، وربيعة بن يزيد، قال البخاري: له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه، وقال أبو حاتم: هو تابعي وأخطأ من قال: له صحبة، وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الترمذي: لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأخرجه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" (320) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معمر، به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص496 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3234) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (469) ، وأبو يعلى (2608) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (319) ، والآجري في "الشريعة" ص496 من طريق معاذ ببن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/20: سألت أبي عن حديث رواه معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ربي عز وجل"، وذكر الحديث في إسباغ الوضوء ونحوه، قال أبي: هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن ابن جابر، قال: كنا مع مكحول، فمر به خالد بن اللجلاج، فقال مكحول: يا أبا إبراهيم، حدثنا، فقال: حدَثني ابن عائش الحضرمي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال أبي: هذا أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً، فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش، وبين ابن عباس. قال أبي وروى هذا الحديث جهضم بن عبد الله اليمامي وموسى بن خلف العمَي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السَّكْسَكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أبي: وهذا أشبه من حديث ابن جابر.

وقال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" فيما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 4/38: هذا حديث اضطرب الرواةُ في إسناده، وليس يثبت عن أهل المعرفة.

وقال الدارقطني في "العلل" 6/54-57 وقد سئل عنه: رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال ذلك الوليد بن مسلم، وحماد بن مالك، وعمارة بن بشير، عن ابن جابر، وكذلك قال الأوزاعي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج، وقال يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ذلك زهير بن محمد، عنه.

وقال خارجة بن مصعب: عن يزيد بن يزيد، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عياش، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما أراد ابن عائش.

ورواه أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج واختلف عنه، فرواه قتادة واختلف عليه فيه أيضاً، فقال يوسف بن عطية الصفار: عن قتادة، عن أنس بن مالك، ووهم فيه.

وقال هشام الدستوائي من رواية المقدمي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ووهم في قوله: ابن عباس، وإنما أراد ابن عياش عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال القواريري وأبو قدامة وغيرهم عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد، عن ابن عباس.

ورواه أيوب عن أبي قلابة، واختلف عن أيوب، فرواه أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجنن، عن عبد الله بن عائش ، ورواه عدي بن الفضل، عن أيوب، عن أبي قلابة ، عن أنس ورواه حميد الطويل، عن بكر، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وروى هذا

الحديث يحيى بن أبي كثير فحفظ إسناده، فرواه جهضم بن عبد الله القيسي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام واسمه ممطور، عن عبد الرحمن الحضرمي، وهو عبد الرحمن بن عائش، قال: حدثنا مالك بن يخامر، قال: حدثنا معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، فقال: عن أبي عبد الرحمن السَّكسَكي، وإنما أراد: عن عبد الرحمن، وهو ابن عائش، وقال: عن مالك بن يخامر، عن معاذ، فعاد الحديث إلي معاذ بن جبل. (ويأتي الكلام عليه في مسند معاذ 5/243) .

وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل نحو هذا، ورواه الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، ورواه سعيد بن سويد القرشي الكوفي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

قال: ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة. انتهى كلام الدارقطني.

وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص300: وقد روي من أوجه أخَر، وكلها ضعيف.

وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة، ليس فيها صحيح.

وقال الذهبي في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من "الميزان" 2/571 عن هذا الحديث: حديثه عجيب غريب.

وفي الباب عن جابر بن سمرة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (465) ، بلفظ: "إن الله تجلى لي في أحسن صورة"، وفيه إبراهيم بن طهمان، وله غرائب، وأكثر ما خرج له البخاري في الشواهد، وسماك بن حرب ليس بذاك القوي، خاصة في مثل هذا المطلب.

 

وقال محققو الطبعة على الحديث رقم (16621) 16738 من مسند أحمد: إسناده ضعيف لاضطرابه، وقد بيَّنَّا ذلك مفصلاً في حديث ابن عباس السالف برقم (3484) . عبد الرحمن بن عائش يقال: له صحبة، وقال ابنُ عبد البر: لا تصح له صحبة، لأن حديثه مضطرب، وقال البخاري: لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له حديث واحد، إلا أنهم يضطربون فيه.- قلنا: ذكر له الحافظ حديثين آخرين- وروى له الترمذي، وقال: لم يسمح من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الذهبي في "الميزان": حديثه عجيب

غريب. وخالد بن اللجلاج: هو العامري، صدوق فقيه، أخرج له أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن يزيد بن جابر- وهو الأزدي الدمشقي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وزهير بن محمد- وهو التميمي- إنما أخرج له البخاري متابعة، ولا يصح عنه إلا روايةُ أهل العراق، وروايةُ أهلِ الشام عنه غير مستقيمة، فضُعِّف بسببها. وقد انقلبت هذه العبارةُ في "الإصابة" فجاء فيه: "روايةُ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة" ، ونقلها بعضُ المحققين دون التنبه لما فيها من الخطأ، وسيرد التنبيه

عليها في موضعها في التخريج. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

وأخرجه ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص216-217، وابن منده في "الرد على الجهمية" (74) ، من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. لكن وقع في مطبوع ابن منده عبد الرحمن بن عياش بدل أبي عائش.

وأخرجه الدارمي 2/126، والترمذي في "العلل الكبير" 2/894، وابن أبي عاصم في "السنة" (467) مختصراً جداً، والمروزي في "قيام الليل باختصار المقريزي ص22، والطبراني في "الدعاء" (1418) ، والدارقطني في "الرؤية" (236) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (901) مختصراً من طريق الوليد بن مسلم، وقرن ابنُ أبي عاصم به صدقة بن خالد، والطبري في "التفسير" 11/476 (طبعة شاكر) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص298-299 من طريقي الوليد بن مزيد البيروتي والأوزاعي، والطبراني أيضاً

(1419) ، والآجري في "الشريعة" ص497، والدارقطني في "الرؤية" (234) و (235) ، واللالكائي (902) مختصراً من طريق الأوزاعي، وابنُ أبي عاصم أيضاً (388) و (467) ، والدارقطني في "الرؤية" (239) ، والبغوي في "شرح السنة" (924) من طريق صدقة بن خالد، والحاكم 1/520-521 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والدارقطني في "الرؤية" (233) من طريق عمارة ابن بشر، و (240) من طريق حماد بن مالك بن بسطام الأشجعي، سبعتهم عن

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر (وهو أخو يزيد) ، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير أن صدقة بن خالد لم يذكر لعبد الرحمن بن عائش سماعاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر روايةَ الوليد بن مسلم ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص215، وحسَنه البغوي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

ونقل الترمذي في "السنن" و"العلل" عن البخاري قوله: عبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث الوليد بن مسلم غير صحيح، وذكر أن قوله عن عبد الرحمن بن عائش: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غير محفوظ، وأن الأصح فيه: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقال ابن خزيمة: قوله في هذا الخبر: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وهم: لأن عبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وذكر الحافظُ في "الإصابة" في ترجمة ابنِ عائش أنه لم ينفرد الوليدُ بنُ مسلم بالتصريح المذكور، بل تابعه الوليدُ بن مزيد البيروتي والأوزاعي- وقد  سلفت روايتهما- وقال: وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم، وذكر متابعتَيْ حمادِ بنِ مالك وعمارةِ بنِ بشر اللتين مرَّ ذكرهما آنفاً، وقولهما في هذا الحديث: سمح رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر روايةً أخرى لشريك أخرجها الهيثمُ بنُ كليب في مسنده وابنُ خزيمة والدارقطني، وفيها يقولُ عبد الرحمن بن عائش: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: وروى هذا الحديث يزيدُ بنُ يزيد بن جابر- أخو عبد الرحمن- عن خالد، فخالف أخاه، أخرجه أحمد من طريق زهير بن

محمد، عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة، فزاد فيه رجلاً، ولكن روايةَ زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره وهذا منها.

قلنا: ليست رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة، بل الضعيف روايةُ الشاميين عنه، وهذا ما ذكره البخاري وغيره ومنهم الحافظ نفسه في "التهذيب" و"التقريب "، ولا يخفى عليه مثل هذا، لكنه وهم في هذا الموضع، فانقلبت عليه العبارة.

ثم قال الحافظ بعد أن سرد روايات أخرى فيها اختلاف: ويُستفادُ من مجموع ما ذكرتُ قوةُ رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر لإتقانها، ولأنه لم يُختلف عليه فيها.

قلنا: قد ذكر البخاري- فيما نقله عنه الترمذي في "السنن"- أن أصح الطرق طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل في مسنده بمسند أحمد 22109 ( 22460).

 

الله يجلس على عرش

 

أيضًا نجد تصور الله كملك يجلس على عرش، على طريقة ملوك البشر، وهو ما يذكّرنا بقول فيلسوف يوناني قبل الميلاد أن البشر يصنعون آلهتهم على شاكلتهم، وهو ما يعرف بإسباغ الصفات البشرية على الإله أو الأنثروبومورفية anthropomorphism:

 

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} البروج

 

{وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)} الحاقّة

 

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} طه

 

{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)} الفرقان

 

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)} السجدة

 

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)} غافر

 

{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)} الزمر

 

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)} يونس

 

أيُّ شخصٍ له بصيرة وحس نقديّ سيرى في نصوص كهذه لاهوتًا بدائيًّا جدًّا وتصورات بشرية بحتة. يبدو من كلام محمد أن الله الخرافي ليخلق الكون احتاج إلى القيام من على عرشه، ثم عاد فجلس على كرسيه بمقعدته، فهْمٌ كهذا سيثير جدلًا عاصفًا بين علماء الكلام والفلسفة، خاصّةً حسب وجهة النظر القائلة بعدم جواز الحدَث والجِدَّة على الله. ذكرتُ فيلسوفًا يهوديًّا هو فيلون (في نقدي للعهد الجديد) حل مشكلة عدم جواز حركة الله وتفاعله مع المادة بفكرة كلمات الله السحرية الخالقة الوسيطية بينه وبين المادة، هذا المفهوم اللاهوتي كما قلت هناك طوَّر عنه فلاسفة وكتبة الأناجيل المسيحية مفهوم الكلمة التي هي نفسها  الله منبثقةً عنه! صورة العرش البدائية عمومًا توجد في الأديان الثلاثة التوائم الخزعبلية، أم أقول أمهم اليهودية وهما ولداها. يصور العرش على أنه كتلة مادية يحملها ملائكة مذكورون في قرآن محمد وسفر حزقيال وغيره من أسفار كِتاب اليهود.

 

وفي الأحاديث:

 

روى البخاري:

 

7419 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْضُ أَوْ الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ

 

ورواه أحمد  8140 ومسلم 993

 

7418 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَبِلْنَا جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ مَا كَانَ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ

 

أصل خرافة الماء هذه ناقشتها في كتاب الهاجادة (نقلًا لموضوع أستاذ من أساتذتي العظام) فلا حاجة للتكرار.

 

وروى أحمد:

 

(23251) 23640- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : فُضِّلَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ بِثَلاَثٍ : جُعِلَتْ لَهَا الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَا : وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي.

قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ : كُلُّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي -واسمه سعد بن طارق- فمن رجال مسلم .

وأخرجه ابن خزيمة (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطيالسي (418) ، وابن أبي شيبة 1/157 و2/401 و11/435، ومسلم (522) ، والبزار في "مسنده" (2836) و (2845) ، والنسائي في "الكبرى" (8022) ، وابن خزيمة (264) ، وأبو عوانة (874) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1024) و (4490) ، وابن حبان (1697) و (6400) ، والآجري في "الشريعة" ص 498 و498-499، والدارقطني 1/175-176 و176، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1444) و (1445) ، والبيهقي في "السنن" 1/213 و223 و230، وفي "الدلائل" 5/474-475 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، بهذا الإسناد . ورواية ابن أبي شيبة في الموضعين الأولين، والبزار في الموضع الأول والبيهقي في "السنن" 1/230 مقتصرة على القسم الأول من الحديث، ولم يذكر مسلم في إحدى طرقه وأبو عوانة والدارقطني والبيهقي 1/213 القسم الأخير منه، إلا أنه في رواية مسلم والبيهقي قال في آخره: وذكر خصلة أخرى .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3025) ، و"الأوسط" (4157) من طريق سعيد ابن أبي بردة، وفي "الأوسط" (7489) من طريق نعيم بن أبي هند، كلاهما عن ربعي بن حراش، به . ورواية سعيد مختصرة بالقسم الثالث فقط، وزاد نعيم في آخره: "وأيدت بالرعب من مسيرة شهر، ثم قرأ الآيات من آخر البقرة: (للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ...) حتى ختم السورة" .

ويشهد للقسم الأول منه حديث ابن عباس السالف برقم (2742) ، وذُكرت عنده أحاديث الباب .

وللقسم الثالث منه حديث عقبة بن عامر السالف برقم (17324) ، وذُكرت تتمة شواهده هناك .

وفي باب قوله: "جعلت صفوفها على صفوف الملائكة" عن جابر بن سمرة، سلف برقم (20964) ، ولفظه: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟" قال: قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: "يتمون الصفوف الأولى، ويتراصون في الصف" .

 

17324 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنِّي أُعْطِيتُهُمَا (1) مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ " (2)

 

(1) في (ظ13) : أُعطيتها.

(2) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق مدلس، لكنه توبع، وإسحاق بن إبراهيم الرازي: هو ختن سلمة بن الفضل الأبرش، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/208: سمعت يحيى بن معين يثني عليه خيراً. وقد توبع، وأما سلمةُ بن الفضل فمختلف فيه، وقد توبع أيضاً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو يعلى (1735) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (780) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وسيأتي برقم (17445) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.

وأخرج الطبراني أيضاً 17/ (781) من طريق عمرو بن الحارث بن سويد الحاسب المهري، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر موقوفاً: ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة: (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه) إلى خاتمتها، فان الله اصطفى بهما محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الهيثمي في "المجمع" 6/312: فيه عمرو بن الحارث بن سويد الحاسب المهري ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/151 و180.

وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي أيضاً 5/383، وصححه ابن حبان برقم (1697) . والحديث صحيح بهما.

وعن ابن مسعود موقوفاً عليه عند النسائي في "الكبرى" (8023) . وإسناده  صحيح.

وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3665).

 

18388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي عِيسَى مُوسَى الصَّغِيرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي تَذْكُرُونَ (2) مِنْ جَلَالِ اللهِ، وَتَسْبِيحِهِ، وَتَحْمِيدِهِ، وَتَهْلِيلِهِ تَتَعَطَّفُ حَوْلَ الْعَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ ، كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُذَكِّرْنَ (3) بِصَاحِبِهِنَّ، أَفَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ لَا يَزَالَ لَهُ عِنْدَ اللهِ شَيْءٌ يُذَكِّرُ بِهِ ؟ " (4)

 

(2) المثبت من (ظ13) وهامش (ق) وفي بقية النسخ: إن الذين يذكرون.

(3) في (م) و (ق) : يذكرون.

(4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (18362) غير أن شيخ أحمد هنا هو يحيي، وهو ابن سعيد القطان .

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث عون، تفرد به عنه موسى، وهو أبو عيسى موسى بن مسلم الطحان يعرف بالصغير.

وأخرجه ابن ماجه (3809) ، والطبراني في "الدعاء" (1693) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/269 من طريق يحيي بن سعيد، به. بالشك عن أبيه أو عن أخيه. قال الطبراني: عبد الله بن نمير ويحيي بن سعيد القطان روياه بالشك، عن أبيه أو عن أخيه. قلنا: رواية عبد الله بن نمير سلفت برقم (18362) .

وقد وقع عند ابن ماجه: عن موسى بن أبي عيسى الطحان ، وهو وهم صوابه: عن موسى أبي عيسى. قال البوصيري: إسناده صحيح، رجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم 1/503 من طريق يحيى بن سعيد القطان ، عن أبي عيسى موسى بن عيسى الصغير، عن عون، عن أبيه، به دون شك، وقال: على شرط مسلم، فقد احتج بموسى القاري، وهو ابن عيسى هذا، ووافقه الذهبي!

قلنا: وهم الحاكم في تعيين موسى الراوي عن عون بن عبد الله، فذهب وهمه إلى الذي احتج به مسلم وهو موسى بن عيسى القارئ الخياط، وهذا لا يقال له الصغير، والصواب أنه موسى بن مسلم أبو عيسى الكوفي الطحان المعروف بموسى الصغير، وليس من رجال مسلم، كما سلف ذكره- وكأن

الحاكم قد خلط بينهما فعدهما واحداً، وقد ذكرنا في الرواية السالفة برقم (18362) أن الحاكم وهم في تعيينه وهماً آخر، فسماه: موسى ابن سالم، وانظر أحاديث الباب ثمت.

 

تجسد الله حسب التوراة والقرآن في نار شجيرة العليقة

 

{إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)} النمل

 

{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)} القصص

 

الأسطورة معروفة في التوراة كأصل:

 

(1وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. 2وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ. 3فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَنْظُرَ هذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟». 4فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 5فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».

6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزَّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.) من سفر الخروج 3

 

(16وَمِنْ نَفَائِسِ الأَرْضِ وَمِلْئِهَا، وَرِضَى السَّاكِنِ فِي الْعُلَّيْقَةِ. فَلْتَأْتِ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ.) التثنية33: 16

 

ويدل نص القرآن على أن الله كان متجسِّدًا أو داخلَ تلك النار ليتكلم مع موسى، وهو تصور لاهوتيّ بدائيّ غير متطوِّر لإله محدود بالمكان ومتجسد.

 

اعتبار الله شخصًا أو أحدًا ما

 

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)} البلد

 

الله فئة فارغة كما يقول فلاسفتنا الملحدون، كل صفاته قائمة على النفي لأنه غير معلوم هو غير موجود أصلًا، فهو كما يقول القرآن {ليس كمثله شيء}، بالتالي لا يمكن وصفه أو وضعه ضمن كلمة (أحد) التي يندرج تحتها الأشخاص البشرية فقط.

 

الله وسؤال إبكيورس (أبيقور) عن وجود الشر في العالم

 

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} البلد

 

جاء في تفسير ابن كثير: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ-: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قَالَ: الْخَيْرُ وَالشَّرُّ. وَكَذَا رُوي عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فِي آخَرِينَ.

 

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)} الأنبياء

 

{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)} الأنعام

 

{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)} التغابن

 

هذا مما يستحق النقد، فكيف يصدر الشر والضرر عن مشيئة وفعل الكائن المزعوم الله الذي افترضوا فيه الكمال الأخلاقي والعدل، كذلك الشر ليس ابتلاءً، فعندما يُصاب طفل بريء بمرض فأي ذنبٍ له، وإن قيل أنه ابتلاء لأهله، فماذا عن مرض حيوان في البرية ليس له "مالك" يتعذب طويلًا بمرضه حتى الموت؟! التفسير العلمي الطبيعي لهذه الأشياء أفضل برأيي، أما الشر البشري فنتاج نفوس البشر بعقدها وأطماعهما ونواقصها، وأما شر الأحدث فعشوائية المصادفات مع الحظوظ والحالات الذهنية ودرجات الانتباه.

 

افتراض أن الله مصدر الشر، يجعله ليس إلهًا بل شيطانًا وكائنًا شريرًا، لقد تساءل إبكيورس (أبيقور) منذ القدم واقتبس منه ديـﭭيد هيوم:

 

هل هو راغب في منع الشر لكنه غير قادر؟ إذن هل هو كليّ القدرة؟. هل هو قادر لكنه غير راغب؟ إذن هل هو حاقد؟. هل هو قادر وراغب،كلاهما؟ من أين الشر إذن؟."

 

هذه حجة قوية من وجود الشرور والأمراض والحروب تنفي وجود الله، لأنه لم يكن سيجلس كمتفرّج لو كان له وجود، بعض روايات هذه الأطروحة مما بين يدي تنتهي بقوله إذن هو غير موجود. ويقول هيوم عن وجود الشر في كتابه (حوارات حول الدين الطبيعي)، أقتبسه من ترجمتي لكتاب (القيم والأخلاق في كون بلا إله):

في عمله الكلاسيكي (حوارات بصدد الدين الطبيعيّ) يجعل الفيلسوفُ الإسكتلنديُّ الإلحادي العظيم في القرن الثامن عشر ديـﭬـِد هيوم شخصيةَ فيلو[ن] تصل إلى الاستنتاج التالي على أساس ملاحظته على امتزاج الخير والشر في الكون:

 

"قد تكون هناك أربع فرضيات تُستنبَط بخصوص العلل الأولى للكون: أنها متكرسة للصلاح الكامل، أو أنها خبيثة على نحو كامل، أو أنها متعارضة وليدها الصلاح والخبث كلاهما، أو أنها ليست لديها صلاح ولا خبث على السواء. الظواهر الممتزجة لا يمكنها أبدًا إثبات المبدأين غير المختلطين الأولين، والانتظام والثبات للقوانين العامة [للكون] يبدو معارضًا للثالث. لذا فإن الرابع يبدو هو الأرجح إلى حد كبير."

 

هيوم أصاب الهدف تمامًا هاهنا. إنه صعب فهم كيف يمكن أن توحي ملاحظة توزع الخير والشر في الكون بحضور خالق كامل أخلاقيًّا. إن خالقًا أو سببًا محايدًا أخلاقيًّا يبدو الفرضية الأرجح بناءً على الدليل الإمبريقي المتاح بصدد كيفية توزع الخير والشر. (ا ه)

 

 

{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)} هود

 

إذا يكون قادرًا على كل شيء، فما باله المزعوم لا يحل مشاكل البشر والكائنات، ومشكلة الندرة الاقتصادية والموردية الدائمة لكل الكائنات؟! والأمراض والبلايا؟! والحروب والنزعات والمجاعات والبؤس الإنساني وفي عالم الحيوانات، لو افترضنا وجود مدير أو موظف في شركة تمتلكها أنت يعمل بأسلوب الله المزعوم هذا، ألم تكن ستفصله وتطرده بلا تردد؟! فكيف يزعمون وجوده ويصفونه بكلية القدرة؟! وباعتبار أن عبارة محمد جامعة مانعة لا تنص على استثناء الأمور الغير منطقية من بين قدرات الله، فنسأل سؤال الفيلسوف اليوناني القديم: هل يستطيع الله أن يخلق صخرة لا يستطيع هو نفسه تحريكها؟ فإن استطاع فعل ذلك يكون هناك شيء لا يستطيعه فتنعدم قدرته الكلية ويفقد صفة الألوهية، وإن لم يستطع يفقد كليهما كذلك، رغم ما قد يبدو في هذا السؤال القديم من عبث أو مزاح، لكنه سؤال جادّ يكشف عن التناقض في فكرة وعقيدة الله المزعوم. البعض يجرون تنويعة على السؤال أحيانًا بإبدال مهمة خلق الصخرة بخلق إله أقوى منه.

 

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} الشمس

 

{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43)} النجم

 

{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)} محمد

 

وفقًا لهذا فالله لا يريد السلام بين الناس، ولا إنهاء الحروب، بل مشيئته القتل والموت بين البشر بزعم محمد. هل لو أن للشيطان وجودًا كان سيريد أكثر من ذلك؛ تقتيل البشر لبعضهم البعض لأجل خرافات وإيمان وكراهية عمياوين؟!

 

هذا السؤال سنطرحه فيما يتعلق بالعديد من الآيات، والكثير من الأحاديث المحمدية: فإذا كان الله وفق هذا التصور اللاهوتيّ هو مصدر الخير والشرّ، وهو الملهِم بالشر، فكيف سيُحاسب البشر على أفعال هو من قدّر عليهم فعلها في اللوح المحفوظ القديم حسب التصور الإسلاميّ، وكيف يتّسق تصوّر كهذا مع فكرة عدالة الله المزعومة Theodicy؟!

 

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} التكوير

 

{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} الإنسان

 

{كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)} الشعراء

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)} الحِجْر

 

{قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)} مريم

 

{وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)} السجدة

 

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)} الشورى

 

هنا نفس السؤال: إذا كان الله حسب التصور الدينيّ التقليديّ له سيطرة على الأحداث والإرادات والعناصر العشوائية وغير العشوائية وحتى تداعيات الأفكار وتعاقبات الأحداث، فلماذا بحق الجنون لا يريد أن يصير كل البشر متّبعين له خيّرين من وجهة نظر دينية طائعين؟! لا أرى سببًا لسلوك شرير كهذا، ما دام يمكنه إدخال الكل جنته الخرافية الرائعة، وكما نرى هذه تناقضات تكشف بلاهة وثغرات أسطورة الله الخالق تلك.

 

{لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} يس

 

يقول الطبري في تفسيرها:

 

... وقوله (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) يقول تعالى ذكره: لقد وجب العقاب على أكثرهم، لأن الله قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون رسوله.

القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9)}

 

يقول تعالى ذكره: إنا جعلنا أيمان هؤلاء الكفار مغلولة إلى أعناقهم بالأغلال، فلا تُبسط بشيء من الخيرات. وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمَانِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ) وقوله (إِلَى الأذْقَانِ) يعني: فأيمانهم مجموعة بالأغلال في أعناقهم، فكُني عن الأيمان، ولم يجر لها ذكر لمعرفة السامعين بمعنى الكلام، وأن الأغلال إذا كانت في الأعناق لم تكن إلا وأيدي المغلولين مجموعة بها إليها، فاستغنى بذكر كون الأغلال في الأعناق من ذكر الأيمان، كما قال الشاعر:

وَما أدْرِي إذا يَمَّمْتُ وَجْهًا ... أُرِيدُ الخَيْرَ أيُّهُما يَلِينِي

أألخَيرُ الذي أنَا أبْتَغِيهِ ... أم الشَّرُّ الَّذي لا يَأتَلِيني

فكنى عن الشر، وإنما ذكر الخير وحده لعلم سامع ذلك بمعني قائله، إذ كان الشر مع الخير يذكر. والأذقان: جمع ذَقَن، والذَّقَنُ: مجمع اللَّحيين.

وقوله (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) والمقمَح هو المقنع، وهو أن يحدر الذقن حتى يصير في الصدر، ثم يرفع رأسه في قول بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة، وفي قول بعض الكوفيين: هو الغاض بصره بعد رفع رأسه.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) قال: هو كقول الله (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) يعني بذلك أن أيديهم موثقة إلى أعناقهم، لا يستطيعون أن يبسطوها بخير.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله (فَهُمْ مُقْمَحُونَ) قال: رافعو رءوسهم، وأيديهم موضوعة على أفواههم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) : أي فهم مغلولون عن كل خير.

وقوله (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) يقول تعالى ذكره: وجعلنا من بين أيدي هؤلاء المشركين سدًّا، وهو الحاجز بين الشيئين؛ إذا فتح كان من فعل بني آدم، وإذا كان من فعل الله كان بالضم. وبالضم قرأ ذلك قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين. وقرأه بعض المكيين وعامة قراء الكوفيين بفتح السين (سَدًّا) في الحرفين كلاهما؛ والضم أعجب القراءتين إليّ في ذلك، وإن كانت الأخرى جائزة صحيحة.

وعنى بقوله (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) أنه زين لهم سوء أعمالهم فهم يَعْمَهُونَ، ولا يبصرون رشدًا، ولا يتنبهون حقًّا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد، في قوله (مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) قال: عن الحق.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) عن الحق فهم يترددون.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) قال: ضلالات.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) قال: جعل هذا سدًّا بينهم وبين الإسلام والإيمان، فهم لا يخلصون إليه، وقرأ (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) وقرأ (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) ... الآية كلها، وقال: من منعه الله لا يستطيع.

وقوله (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) يقول: فأغشينا أبصار هؤلاء أي: جعلنا عليها غشاوة؛ فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) هدى، ولا ينتفعون به.

 

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} الكهف

 

إذا كان الله حسب زعم محمد هو الذي لا يريد بمشيئته للوثنيين أن يتَّبعوا، وفي سياق تشويه الصورة والحرب الكلامية التي شنها زعم أنهم لا يُحسنون ولا يفعلون الخير، ووصفهم بالبخل، ورغم ذلك فعدم الإحسان لو صح زعم محمد ليس مبررًا في أغلب الحالات_عدا الحالات القصوى كشخص سيتعرّض للموت ويجب عليك مساعدته وباستطاعتك ذلك_لفرض عقوبة على الشخص، طالما هو لم يرتكب أذى أو شر لأحد، حتى لو كان لم يحسن لأحد، وكما نرى منطق لاهوتيّ متناقض فأي إله مزعوم هذا لن يريد اهتداء وخيرية كل مخلوقاته العاقلة البشرية؟! هذه مزاعم فارغة من الصحة برأيي لعدم وجود خلق أو خالق من الأساس ولا عدالة كونية أو نظام تام التنظيم.

 

{وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)} الزخرف

 

{إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)} النحل

 

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)} النحل

 

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)} النحل

 

{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)} النحل

 

 

{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)} فصلت

 

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)} الجاثية

 

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)} النمل

 

{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29)} الروم

 

{وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)} هود

 

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} هود

 

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)} إبراهيم

 

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)} القصص

 

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)} الزمر

 

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (8)} الشورى

 

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44)} الشورى

 

{وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)} الشورى

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)} يونس

 

{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)} يونس

 

{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)} يونس

 

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} فاطر

 

{سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)} الأعراف

 

{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)} الأعراف

 

{وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182)} الأعراف

 

{مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186)} الأعراف

 

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)} الأعراف

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (25)} الأنعام

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)} الأنعام

 

{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)} الأنعام

 

{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)} الأنعام

 

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)} الأنعام

 

{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)} الأنعام

 

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)} الرعد

 

{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)} الرعد

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)} البقرة

 

{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} الأنفال

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.

فقال بعضهم: معناه: يحول بين الكافر والإيمان، وبين المؤمن والكفر.

* ذكر من قال ذلك:

15876- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير: (يحول بين المرء وقلبه) ، قال: بين الكافر أن يؤمن، وبين المؤمن أن يكفر.

 

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)} آل عمران

 

وفقًا لهذا فالله يوفِّر لمن رفضوا اتباع دينه المزعوم من أول مرة خدمة الشياطين القرناء للإضلال 24 ساعة كأجود خدمة نعرفها في عالمنا الحديث! وهو من لا يشاء ولا يقدِّر لهم الهدى، وهو من يُضِلّ ويُزَيِّن الضلال والزيغ عن دينه المزعوم، كما يقول محمد، إذن فلماذا الاعتراض بعد ذلك إذا كان الله له تنسيق مع الشياطين وهو من ينسِّق حركته معها لإضلال البشر عن عبادته، بل وأحيانًا يضلهم بنفسه شخصيًّا حسب تصور كهذا! ولماذا لا يصنع الله آية وعلامة واضحة المعنى لا لبس فيها كما تقترح الآية هنا لكي يعرِّف البشر طريقه وديانته حسب مزاعم محمد وباقي الأديان؟! الحق أن كل ما كان محمد يستطيعه هو الجدل ثم الجدل ثم الجدل والكلام، حتى اكتسب القوة فصارت الحرب والقتال ثم الحرب والقتال!

 

{وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)} الزخرف

 

{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)} النحل

 

قال الطبري في تفسير الزخرف: 20:

 

يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون من قريش: لو شاء الرحمن ما عبدنا أوثاننا التي نعبدها من دونه، وإنما لم يحلّ بنا عقوبة على عبادتنا إياها لرضاه منا بعبادتناها.

كما حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ) للأوثان يقول الله عزّ وجلّ. (مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ) يقول: ما لهم بحقيقة ما يقولون من ذلك من علم، وإنما يقولونه تخرّصا وتكذّبا، لأنهم لا خبر عندهم مني بذلك ولا بُرْهان. وإنما يقولونه ظنا وحسبانا. (إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ) يقول: ما هم إلا متخرّصون هذا القول الذي قالوه، وذلك قولهم (لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ).

 

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)} الأنعام

 

الوثنيون لهم كل الحق من ناحية الجدل المنطقي في الجدال مع محمد بذلك، لا أقول أنهم محقون، بل كلا الطرفين أتباع ودعاة خرافات سواء هم أم محمد، لكن وفقًا لقواعد الجدال المنطقي فالمقدمات المنطقية التي قدَّمها لهم محمد كما عرضناها أعلاه تتيح لهم هذا الجدل، وكان مقصدهم إثبات تناقض التصورات والأفكار المحمدية، لأن تصورت الوثنية أكثر بساطة وبدائية في هذا الصدد.

 

{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)} الإسراء

 

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)} الأنعام

 

سواء بقراءة أمَرْنا أي بالقدر والمشيئة، أو قراءة أمَّرْنا  أي جعلناهم ملوكًا وأمراء، في نص الإسراء، فمن المتسهجَن فكرة أن إلهًا قائدًا للكون يدير الكون بشرٍّ بدل أن يريد له الخير والصلاح، وهي تصورات تبريرية لوجود الشر لا منطق لها.

 

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)} الإسراء

 

أي إلهٍ، بل أي شيطان لديه تصورات وأفعال كهذه؟!

 

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)} الإسراء

 

إذا كان الله حسب زعم محمد هو من لم يرد اهتداءهم فلا ذنب لهم بالتالي، بل الملامة كلها على الله الخرافي، وبعدُ فقد سبق وانتقدت خرافة التعذيب الأبديّ من عدة وجوه.

 

وروى الترمذي:

 

2642 - حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن الديلمي قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل خلق خلقه في ظلمة فألقي عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله

 قال أبو عيسى هذا حديث حسن. قال الألباني: صحيح

 

البعض فهموا من هذه الآية في سورة الصافّات: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}، وخاصة السنّة كمذهب مخالف لأفكار المعتزلة في هذا الصدد، ما يتجسّد في الحديث الذي لفّقوه عن محمد_لمواجهة المعتزلة وآرائهم_أنه قال كما روى البخاري في كتاب له هو (خلق أفعال العباد) ص46 عن حذيفة بن اليمان عن محمد: إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته)، وبالتالي قاتل الأطفال والمتحرش بهم ونهاب الشعوب ومرتكب الإبادة العرقية كلهم يعملون عملًا بقرار وخلق الله كفاعل نهائيّ، وهي أفكار غير مقبولة، والأكثر منطقية عدم وجود الإله أو أنه لا قدرة على التحكُّم في الأحداث وأنها لا تحدث بإرادته، والأول أصح لعدم وجود تدخل إلهيّ فوريّ لوقف الشرور أو الحد منها حتى.

 

الله يسمح بالشرور ويتفرج عليها بحسب الإسلام والأديان

 

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} طه

 

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} البقرة

 

{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)} الفرقان

 

{رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)} إبراهيم

 

{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)} إبراهيم

 

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)} سبأ

 

{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)} الأنعام

 

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} الأنعام

 

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} الأنعام

 

{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} التغابن

 

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)} آل عمران

 

مع كامل احترامي لمعتقداتكم وتصوراتكم، لو أن شرًّا يحدث أمامي كأعمال قتل وإبادة لشعب أو نهب أو خطف واغتصاب طفلة، وأنا أعلم بشكل كامل بكل ذلك وأتفرج، فأنا بمثابة "كيس جوافة" كما يقول المصريون. أنا الإنسان الضعيف العليل لم يحدث أن سكتُ على ظلمٍ وطغيان رأيته أمامي، فما بالك بإله مزعوم وما يجب عليه كالتزام أخلاقي وواجبات على منصب الألوهية؟!

 

نصوص تتناقض مع مفهوم العدالة

 

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)} النحل

 

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)} فاطر

 

إذا كان الله بزعم محمد غاضبًا على البشر، فما ذنب الحيوانات بسطاء العقول وما علاقتهم بهذا؟! أين عدالة الإله المزعومة؟

 

هل يحمل الله الأبناءَ ذنوبَ آبائهم؟!

 

{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)}

 

قال الطبري:

 

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك: فقال بعضهم:"وليخش"، ليخف الذين يحضرون موصيًا يوصي في ماله أن يأمره بتفريق ماله وصيةً منه فيمن لا يرثه، ولكن ليأمره أن يبقي ماله لولده، كما لو كان هو الموصي، يسره أن يحثَّه من يحضره على حفظ ماله لولده، وأن لا يدعهم عالة مع ضعفهم وعجزهم عن التصرف والاحتيال.

ذكر من قال ذلك:

8707 - حدثني علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله:"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم" إلى آخر الآية، فهذا في الرجل يحضره الموت فيسمعه يوصي بوصية تضر بورثته، فأمر الله سبحانه الذي سمعه أن يتقي الله ويوفقه ويسدده للصواب، ولينظر لورثته كما كان يحب أن يُصنع لورثته إذا خشي عليهم الضيَّعة.

 

... 8709 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا"، قال يقول: من حضر ميتًا فليأمره بالعدل والإحسان، ولينهه عن الحَيْف والجور في وصيته، وليخش على عياله ما كان خائفًا على عياله لو نزل به الموت.

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك، أمرٌ من الله ولاةَ اليتامى أن يلُوهم بالإحسان إليهم في أنفسهم وأموالهم، ولا يأكلوا أموالهم إسرافًا وبدارًا أن يكبروا، وأن يكونوا لهم كما يحبون أن يكون ولاة ولده الصِّغار بعدهم لهم بالإحسان إليهم، لو كانوا هم الذين ماتوا وتركوا أولادهم يتامى صغارًا.

 

وفقًا لهذا فلو أساء شخصٌ وظلم أو سكت على ظلم من على وشك أن يصيروا يتامى، بترك الموصي المحتضر يوصي بوصية ظالمة لأبنائه، أو من ظلم اليتامى بنفسه، فقد يعاقبه الله بأن يعاني أبناءه بعد موته الفقر والحاجة. هنا استخدم محمد تهديدًا غير واقعي حاول جعله أقرب إلى الواقع، بدلًا من التهديد بالجحيم المزعوم الخرافي، يذكرنا أسلوب محمد هنا بأسلوب كتاب اليهود في التهديدات الحياتية (الدنيوية) حيث لم يكن عند الكتبة الأوائل لكتابهم مفهوم الجنة والجحيم والخلود الجسدي والبعث من الموت، لذلك استخدموا التهديد بانتقام الله الخرافي من أبناء الآثمين وتاركي الدين اليهودي، لاحقًا فقط اكتسبوا مفهوم البعث والقيامة من الفرس الزردشتيين، وربما من اتصالهم كذلك مع المصريين القدماء حيث وجد يهود في جزيرة فيلة بنوا هناك معبدًا هربوا بعد قتلهم للمعيَّن من ملك بابل، من فلسطين إلى مصر (الملوك الثاني25: 26، وإرميا 44، و2: 18، و24: 8، وحزقيال16: 26). وصية محمد هنا جيدة صالحة صحيحة، لكن الأسلوب والقالب اللاهوتي المعطى كقالب أو دافع بالتخويف غلط.

 

الطبقية والتسليم بها

 

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}

 

وفقًا لهذا ونصوص أخرى عرضتها في باب التشريعات الشاذة، موضوع الطبقية، فالله هو من يسبب مشاكل المجاعات وعذابات الناس كالتي في أفريقيا، أي تصور لإله غير أخلاقي هذا؟! لو أنك معك مخزن طعام كبير زائد عن حاجتك بكثير وأمامك ناس تموت من الجوع، فتركت هؤلاء الناس بدون مساعدة، لن يكون هناك شكٌ أنك شخص عديم الأخلاق، فما بالك بإله يُفترَض أن يكون قدوة ومثالًا لاهوتيًّا للبشر، حينئذٍ قد نجد كثيرين من مرضى نفوس المتدينين لن يعملوا بوصايا التصدق التي في أديانهم ويقولون كان الله يمكنه مساعدتهم ونحن لسنا الله لنساعدهم، وهذا كله مشيئة إلهية فمن نحن لنتدخل فيها، هذا هو ما قد يؤدي إليه الوهم والخرافة الدينيين.

 

الشيطان يتحدى الله في قصة القرآن

 

{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)} الأعراف

 

تصورات عجيبة وشاذة، كيف يمكن لكائن محدود أن يتحدى إلهًا يمثّل أقوى ما في الكون بهذه الشجاعة أو الوقاحة واللامبالاة، الأمر هنا لا يتعلق بفقدان وظيفة أو منصب لأنك تبجحت على مديرك المتغطرس، أو حتى سجن أو قتل أو تعذيب حتى الموت، بل كما يدعي محمد لله قدرة على تعذيب أي أحد إلى الأبد، والأمر الأغرب ترك الله للشيطان مع علمه بأنه سيضل الناس ويقود الناس إلى المعاصي والخطايا وأذية بعضهم للبعض وبالتالي جهنم الخرافية بأجنحتها الفندقية الحافلة بالأدوات الإلهية الاحتفالية بالتعذيب! أفكار متناقضة، فكيف لإله عادل كامل خيِّر أن يكون حليفًا للشيطان وجاعلًا منه موظفًا ومساعدًا لرغباته المجنونة العجيبة لتسلية إله أصابه الضجر والملل لأزليته وأبديته؟! خرافات متناقضة.

 

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} الإسراء

 

انظر إلى مدى وقاحة وشجاعة وجرأة الشيطان في الأسطورة، إن استعمال إضافة كاف الضمير في قوله: أرأيتَكَ، بدلًا من مجرد القول (أرأيتَ) تنطوي على تحدٍّ واستخفاف واستهانة شديدة وغير عادية بالله المزعوم، فيما وكيف كان محمد ومن قبله من مؤلفي هذه القصة كما وردت في الأسفار الأبوكريفية التي اقتبس محمد منها يفكرون حينما صاغوا قصة عجيبة كهذه؟!. والأسوأ كما عرضت في باب التناقضات أن الشيطان باعتراف القرآن حسب هذه الخرافة كسب الرهان ضد الله، لأن أغلب البشر _كما قالت آيات قرآنية أخرى_لا يؤمنون وكفار سيدخلون جهنم حسب زعم محمد. إن كانت هذه لعبة وصدقنا خرافات محمد فالشيطان من حقه أن يقول لله: انتهت اللعبة وأنت الخاسر Game over.

 

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)} البقرة

 

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)} هود

 

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)} يوسف

 

ويتكرر نفس المفهوم في أساطير الأحاديث، فروى أحمد:

 

11244 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ: بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الْأَرْوَاحُ فِيهِمْ، فَقَالَ لَهُ اللهُ: فَبِعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي ".

 

حديث حسن، بالطريق السالفة (11237) ، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن عمرو -وهو ابن أبي عمرو القرشي المخزومي أبو عثمان المدني مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب-، من صغار التابعين، وجل روايته عن التابعين، ولم يذكروا من روايته عن الصحابة إلا أنس بن مالك، وقد توفي في أول خلافة أبي جعفر، يعني قرابة سنة 138هـ، وتوفي أبو سعيد الخدري سنة 74 على الأكثر، وبين وفاتيهما أربع وستون سنة، فالظاهر أنه لم يسمع منه، وقد قال فيه ابن سعد: كان صاحب مراسيل، وقال الذهبي: حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح. قال الحافظ ابن حجر في قول الذهبي هذا: حق العبارة أن يحذف "العليا" . أبو سلمة: هو منصور بن سلمة الخزاعي، وليث: و ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8783) من طريق الليث، بهذا الإسناد.  وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث.

قلنا: قد روي بإسنادٍ آخر برقم (11237) ، وذكرنا هناك شرحه.

11284 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ يَا رَبِّ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ، قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَالَ: فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] قَالَ: فَيَقُولُونَ: فَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ " قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: فَكَبَّرَ النَّاسُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ - أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ - "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين كإسناد سابقه.

وخرجه مسلم (222) (380) ، وأبو عوانة 1/89، والبيهقي في "الشعب" (361) ، وفي "الأسماء والصفات" ص219 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (917) ، والبخاري في "صحيحه" (3348) و (4741) و (6530) و (7483) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص92، ومسلم (222) (379) و (380) ، والنسائي في "الكبرى" (11339) -وهو في "التفسير" (359) -، والطبري في "تفسيره" 17/112، وأبو عوانة 1/89-90 من طرق عن الأعمش، به.

وقد سلفت أحاديث الباب في مسند عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3661) .

 

19901 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ: وَقَدْ تَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ رَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوْتَهُ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ} [الحج: 2] حَتَّى بَلَغَ آخِرَ الْآيَتَيْنِ قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُهُ بِذَلِكَ حَثُّوا الْمَطِيَّ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ، فَلَمَّا تَأَشَّبُوا حَوْلَهُ قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ ذَاكَ ؟ " قَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ يُنَادَى آدَمُ فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثًا إِلَى النَّارِ . فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ " . قَالَ: فَأَبْلَسَ أَصْحَابُهُ حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا كَثَرَتَاهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ قَالَ: فَأُسْرِيَ (1) عَنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ، أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ " (2)

 

(1) كذا في (م) و (س) ، وفي نسخة (ظ 10) و (ق) : فَسُري، وعليه لا يكون فرقٌ بين هذه الرواية والتي تليها.

(2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمران، لكنه قد توبع. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي.

وأخرجه الترمذي (3169) ، والنسائي في "الكبرى" (3169) ، والطبري في "التفسير" 17/111، والطبراني في "الكبير" 18/ (307) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/465 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (835) ، والحاكم 4/567 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الكبير" 18/ (298) و (306) و (308) ، وفي "مسند الشاميين" (2636) ، والحاكم 1/28 و2/233-234 و245 و385 و385-386 من طرق عن قتادة، به.

وأخرجه الطبري 17/111 من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة، عن صاحب له، عن عمران.

وانظر (19884) .

ويشهد له حديث أنس عند عبد الرزاق في "تفسيره" 2/31، وصححه ابن حبان (7354) .

وحديث ابن عباس عند الحاكم 4/568، وصححه.

وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3661) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

إله يكره ويمقت

 

يصور القرآن المحمديّ الله بصفات ومشاعر وانفعالات بشرية فهو يمقت ويبغض ويحب ويود ويرضى ويغضب..إلخ وبدلا من أن يرشد الضالين حسب تصور وزعم محمد يمقتهه ويضلهم ثم يدخلهم جهنم أدبية خرافية:

 

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} غافر

 

{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)} فاطر

 

في مكتبتي كتاب لم أفتحه قط عنوانه طريف يبدو أنه نقد للكتاب المقدس بعنوان الله يكرهك...اكرهه بالمِثل. هذا عنوان ساذج كأنه يفترض وجود إله لكنها بطريقة الغربيين دعابة ومجاز. God hates you, hat him back

 

وروى البخاري:

 

6507 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَاكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ

اخْتَصَرَهُ أَبُو دَاوُدَ وَعَمْرٌو عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

6508 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ

 

ومن مرويات مسلم:

 

[ 2685 ] حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن مطرف عن عامر عن شريح بن هانئ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال فأتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت فقالت قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

 

وانظر أحمد 24172 و25728 و25831 و25989 و8556 و8133.

 

خرافة آدم وحواء ومعضلاتها اللاهوتية

 

يثبت العلم الحديث اليوم أن لا وجود لآدم ولا حواء، التقدير الزمني بساعة الطفرات يثبت أن بين ظهور الكروموسوم X والكروموسوم Y ملايين السنين، وعلى أية حال أيًّا ما كان يعنيه هذا فإن تطورنا كنوع حدث من خلال تطور لنوع أقدم منا، عبر انتخاب العشيرة، فنحن نشأنا عن تطور مجموعات إثر مجموعات، من سلالات أجدادنا من أنواع أقدم من البشريين، تطرح قصة آدم معضلة بصدد عدالة الله: لماذا يفرض الله على البشر والكائنات الحية إن صح وجوده كل هذا التعب والشقاء لأجل الحياة والأمراض والجوع والبرد والحر، وهو قادر على جعلهم غير محتاجين لأي شيء في جنته الوهمية الكبيرة؟! خلال دراستي للأديان وجدت أنها كلها تقريبًا بها قصة عن فردوس مفقود أو عصر للآلهة الذين هجروا الأرض والبشر لسببٍ أو آخر، كمعاصي البشر مثلًا، سواء درسنا الكوجيكي الياباني المترجم إلى لغتي العربية والإنجليزية أو بعض أديان الأفارقة (ترجم الأخ باخوس مقالا بعنوان مباحث في الدين الزنجوأفريقي مما يفيد) أو قصة الرجل الذي خسر الخلود لعدم شربه ما قدمته له الآلهة كضيافة في السماء عند العراقيين القدماء ببابل وقصة جنة دلمون وغيرها.

 

{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116) فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)} طه

 

{وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)} الأعراف

 

 

خرافة آدم وحواء وقصة حوار آدم وموسى في الأحاديث

 

روى البخاري:

 

6614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ لَهُ آدَمُ يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

 

ورواه أحمد 7387 ومسلم 2652

والقصة أوردها الشيعة في تفسير القمي وتفسيرالعياشي، وذكرت أصلها من الهاجادة في كتابي عن الهاجادة.

 

قلت في الباب الأول (الأخطاء العلمية) أن آدم وحواء خرافة نفاها العالم الحديث، ولا يعتقد بها علماء الأحياء اليوم، وحتى بعض رجال الكنيسة في الغرب لا يأخذونها بفهم حرفي كحقيقة، بل كقصة رمزية أخلاقية، لأن البشر تطوروا من مجموعة نوع أسلاف أقدم، والتي تطورت بدورها من نوع أقدم، بالتدريج، بالتالي لا وجود لخرافة آدم وحواء. هذه فكرة خرافية ساذجة، تنفيها أدلة علمية كثيرة مثل قياس العمر الزمني لكروموسوم واي والميتوكندريا الأمومية بساعة الطفرات الوراثية التقديرية وغيرها. وهنا السؤال اللاهوتي أو النافي لللاهوت: إذا افترضنا جدلا وجود هذا الـ آدم فما ذنب البشرية أن تخرج من جنة النعيم والراحة الخرافية تلك وتشقة وتجتهد وتعمل وتكافح للحياة على كوكبنا هذا لمجرد خطإ أبيهم الذي لم يرتكبوه هم ولا ذنب لهم فيه؟! ففي هذا الكوكب كما ترى شقاء وأمراض وحروب وتنافسات وصراعات؟! وهنا يناسب طرح أسئلة إبكيورسية (أبيقورية) الطابع: لماذا يقدر الله المزعوم الشر بدلا من إزالته ولماذا لا يزيله، هل يقدر ولا يريد فهو إذن شيطان وليس إله، هل يريد ولا يقدر إذن هو عاجز وليس إلها، هل لا يريد ولا يقدر إذن هو ليس له وجود، ويقال أن طارح السؤال هو ديـﭭيد هيوم، وقد يكون ذلك أصح، لأنه قيل عن إبكيورس أنه آمن بآلهة لا دور لها في الكون.

 

الله كمثال وقدوة للتطرُّف والإرهاب والكراهية في العقيدة الإسلامية

 

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)} الشمس

 

{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)} الزخرف

 

وغيرها من نصوص عرضتها بباب الأخطاء التأريخية وباب الأمور والاستدلالات الغير منطقية، هذا التصوُّر لإله يفترَض أنه القدوة الأعظم الأسطورية للبشر على أنه لا يتحمّل ولا تتسع نفسه لتحمل وجود أتباع أديان ومعتقدات أخرى لا يؤمنون به أو بديانته افتراضًا، هو التبرير اللاهوتيّ لاحقًا للمسلمين لممارسة العنف باسم ذلك الإله الخرافي ممارس العنف. وحقيقة الأمر أنه لا وجود في علم الأخلاق لتعذيب أو إبادة "أخلاقية"، فهذه كلها أفعال لا أخلاقية، ولا يوجد كائن أيًّا كانت قدرته يمكن الأمر بتحويل فعل غير أخلاقيّ وإجراميّ إلى العكس، لأن لو افتُرِض وجود إله كليّ القدرة كافتراض فلسفيّ فليس بوسعه خلق صخرة لا يستطيع هو نفسه (الله) تحريكها، لأن هذا فعل ومطلب غير منطقيّ، وكذلك محاولة تحويل وتغيير الأحكام الأخلاقية المتعلّقة بالحس المشترك كالسرقة والقتل والتعذيب والعنصرية والإحسان والعطف والمساواة، نعم قد يغيِّر البشر وتختلف مجتمعاتهم حول قيم جنسية كالعفّة الدينية أو الحريّة الجنسية أو حتى الإباحية التامّة، لكن في مسائل كهذه لا نجد في العموم من لا يدين السرقة العلنية أو القتل مثلًا داخل مجتمعه أو قبيلته، لأن السماح بهذا سيدمر المجتمع ويؤدي إلى انقراضه، في حين وجد الدين تبريرًا لا أخلاقيًّا للسرقة ممن تعتبرهم المجموعة آخرين عِرقيًّا أو دينيًّا، مثلًا قرأت بالإنجليزية قصة ذلك المبشّر المسيحيّ الذي كان يذهب للأفارقة البدائيين ليدعوهم لديانته، بادئًا موعظته بقوله: "من منكم لم يرتكب إثمًا""، كتمهيد لفكرة الفداء والخلاص المسيحية خاصته، وكانوا يجيبون دومًا إجابة مناسبة بالإيجاب، لكنه في مرة ذهب لإحدى القبائل فنفى أفرادها ارتكاب أحدهم لأي خطيئة، مما أثار استغرابه، ثم اتضح له أنهم يعتبرون في لغتهم ومفاهيمهم الفضيلة عدم سرقة أو قتل أي فرد من قبيلتهم، في حين لا يعتبرون فعل ذلك ضد القبائل الأخرى إثمًا أو خطيئة! مفاهيم لا تختلف كثيرًا عن اليهودية والإسلام، والمسيحية المتهوّدة الظلامية بالقرون الوسطى قبل حلول عصر التنوير في الغرب. مثل هذه الآية كثير جدًّا متكرِّر على طول القرآن عن خرافة إبادة أقوام قديمة.

 

 

الله يستعمل الألفاظ البذيئة حسب تصور القرآن:

 

{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)} المدَّثِر

 

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)} القلم

 

راجع باب البذاآت للمناقشة حول هذه النصوص ومعانيها. وعرضت هناك شتائم قرآنية أخرى.

 

 

الله بحاجة إلى معاونين وتسجيلات

 

{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} الانفطار

 

{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)} الانشاق

 

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} ق

 

{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} الزخرف

 

{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)} المؤمنون

 

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)} الأنبياء

 

{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)} الجاثية

 

{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)} يونس

 

هذا التصور لإله له موظَّفُون يتولّون المهمات، كأنه عاجز عن أداء كل شيء وحفظه وحده، وهي تصورات بدائية تضفي على الإله السمات البشرية لملك بشري جالس على عرش أو كرسيّ ويحتاج وزراء ورسلًا ومعاونِين وسكرتارية وماسكي دفاتر ومنزلي أمطار وموكَّلين بالأجنّة في الأرحام...إلخ وقد تصوَّر محمد الله _على غرار شخصية محمد نفسه في السيرة_إلهًا عاتيًا مستبدًّا دكتاتورًا طاغية له جواسيس منتظمون يسجِّلون على الناس كل حرف وكلمة يتفوَّهون بها، لا يطيق حرية التعبير والكلمة، صغير العقل يضع عقله بعقول البشر، ويحاسب ويعاقب على مجرد الكلمة، وهو النموذج اللاهوتي للطغيان ومصادرة حرية الكلمة والرأي باعتباره القدوة والنموذج والآمر الموصي، وهكذا نرى التبرير اللاهوتي والديني للاستبداد ومنع حرية الإعلام والكتابة والكلام والتعبير والاعتقاد. يقول المصريون البسطاء: "هو الكلام عليه جمرك؟"، لكن محمدًا كما عرضنا في ج1 (حروب محمد الإجرامية) رأى أن الكلام ضده وضد أفكاره وتخطيطاته قد يكلف المعارضين حيواتهم أو على الأقل يعرِّضهم للتعذيب.

 

 

 

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)} مريم

 

إذا كان للرجل تصورات دينية معينة أو حسن ظن بالإله الخرافي وتفاؤل لاهوتيّ فلا أرى ذنبًا له لإدانته، كذلك العقاب بالتعذيب الجسدي وسيلة الشعوب الهمجية ومخالف لروح التشريع المدني المتحضر، وهذا هو الأساس اللاهوتيّ لمشكلة عنف الشرطة والأمن في الدول الإسلامية وتعارض طبيعة تلك الدول البربرية مع التمدن والتحضر برأيي، لأن الفكر الديني يبرر ويحكم بأخلاقية مزعومة لأفعال غير أخلاقية كالتعذيب لنيل اعتراف أو بدعوى العقوبة مثلًا، والعنف متجذّر في تلك المجتمعات في المنزل بين الأب والأطفال، وأحيانًا الزوج ضد الزوجة، وفي أغلب المدارس وفي تعاملات الشوارع إلخ.

 

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)} يس

 

فمن غير المفهوم أبدًا لماذا سيحتاج إله كليُّ القدرة والمعرفة ذو ذاكرة مثالية إلهية لتسجيل أشياء؟ ألا يسعني الافتراض أن إدراكه وفهمه وذاكرته أفضل من أعظم عقل بشريّ مندمج مع أفضل كمبيوتر ثمين نفيس في عالمنا بكثير؟! أنا شخصيًّا_كغيري_أكتب لأتذكر الأشياء أو لأدرسها وأنظمها وأحللها أو أحسبها... إلخ، لا أعتقد أن إلهًا كهذا لو له وجود كان سيحتاج لفعل أشياء يمليها علينا بساطة وبدائية وعدم كمال عقولنا البشرية المحدودة في قدراتها وبيولوجيتها وكيميائياتها.

 

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)} الأنعام

 

{وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)} النمل

 

أيضًا تتكرّر فكرة حاجة الله لسجلات حفظ إدارية في آيات كثيرة كهاتين.

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)} محمد

 

وفقًا لهذا فالله يحتاج نصرة ومعونة البشر، ولا ينتصر وحده بنفسه، لكنْ على من ينتصر ومن يحارب ولماذا، ولماذا سيضع نفسه بفرض وجود بمنزلة كائنات ضعيفة كالبشر لا تُقارَن به؟! مزاعم محمد للحصول على مشاركة الأتباع في حروبه، وتصوره لله على صورة بشرية ساذجة كإنسان حاقد ويحمل البغض والغلّ.

 

وروى مسلم:

 

[ 2565 ] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح سمع أبا هريرة رفعه مرة قال تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال اركوا هذين حتى يصطلحا اركوا هذين حتى يصطلحا

 

[ 2565 ] حدثنا أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا بن وهب أخبرنا مالك بن أنس عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا

 

رواه أحمد 7639 وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7914) و (20226) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6684) ، وابن حبان (3644) . وأخرجه مسلم (2565) ، وأبو داود (4916) ، والترمذي (2023) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3061) ، وابن حبان (5661) و (5663) ، والبيهقي في "السنن" 3/346، وفي "الشعب" (3861) ، وفي "فضائل الأوقات" (292) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/314 و364 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/909، وعبد الرزاق (7915) ، والحميدي (975) ، ومسلم (2565) (36) ، وابن خزيمة (2120) ، وابن حبان (5667) ، والبيهقي في "الشعب" (3860) و (6627) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، به. والحديث في "الموطأ" موقوف على أبي هريرة. وأخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3524) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. ورواه أحمد برقم (8361) و (9053) و (9199) و (10006) . وفي الباب عن أسامة بن زيد عند أحمد 5/200.

 

تصورات بشرية مضحكة ساذجة لإله يحتاج لأعمال وأوراق إدراية لحفظ السجلات كأنه لا يعلم كل شيء أو ينسى، ربما البيروقراطية هي سبب التلف الكونيّ والبشريّ كذلك على مستوى سماويّ إذن وليس حكوميًّا فقط لو صدقنا هذه القصص الخرافية، وعلى النقيض قالت أحاديث أخرى أن عرض الأعمال يومي وليس أسبوعيًّا روى مسلم:

 

[ 179 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وفي رواية أبي بكر عن الأعمش ولم يقل حدثنا

 

ورواه أحمد 19530

 

الله يحتاج تجارب واختبارات ليعرف حقيقة إيمان البشر

 

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} العنكبوت

 

{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)} العنكبوت

 

هنا تبرير ضعيف من محمد لعدم تدخل الله لصالح أتباعه في مقابل الظلم والاضطهاد الذي تعرضوا له في مكة من الأغلبية الوثنية لقريش وكنانة وسكان مكة عمومًا. وعدهم محمد بتدخل إله جبّار بطريقة معجزية ولما لم يحدث ذلك بدأ يلجأ للتبريرات اللاهوتية، وما قد نسميه اللاهوت التبريري، وهو معتاد في كل الأديان القديمة، وليس الإسلام فقط. وهل الله المزعوم والذي يعتقدون أنه كلي المعرفة ومسبق المعرفة يحتاج إلى تجارب واختبارات ليعلم إيمان الناس به، وهل يوجد تبرير في الوجود للسماح بوجود آلام وعناء للناس؟!

 

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)} محمد

 

تبرير ساذج ضعيف، هل الله يحتاج إلى اختبارات ليعرف صحة وقوة إيمان المؤمنين به حسب ذلك؟! وهل لا يفضل الله المزعوم_لو كان له وجود_نشر السلام بين البشر بدلًا من التحريض على الحروب والقتال والمجازر؟!

 

الوساطة والمحسوبية على مستوى لاهوتيّ

 

الفساد والمحسوبيات والوساطات لأجل الحصول على وظيفة أو منحة، أو الهروب من عقبات جناية، شيء راسخ منذ القدم في ممارسات الحكم والمجتمع العربيين، وقد وصل الأمر لاعتبار الله العادل نفسه يقبل مثل هذه الأمور، أليس قال الحكيم اليوناني القديم: البشر يصوغون آلهتهم على شاكلتهم؟!

 

{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)} النجم: 26

 

{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)} طه

 

{لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)} مريم

 

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)} الأنبياء

 

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)} البقرة

 

{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)} الزخرف

 

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)} يونس

 

وأحاديث شفاعة محمد كثيرة نوردها في باب التشريعات والتعاليم الشاذّة والباطلة.

 

بعض المفكرين المسلمين المتحررين رفضوا مفهوم الشفاعة أو أولوه بتأويلات تجعله مجردًا من المعنى المقصود كواسطة وشفعة، وتحدثنا عن قيام الإباضية والمعتزلة باتخاذ موقف التأويل هذا في باب (تناقضات الأحاديث)، وروى أحمد:

 

14534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ وَهُوَ الْحُدَّانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ تَكْذِيبًا بِالشَّفَاعَةِ، حَتَّى لَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كُلَّ آيَةٍ ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خُلُودُ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ: يَا طَلْقُ، أَتُرَاكَ أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللهِ مِنِّي، وَأَعْلَمَ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَاتُّضِعْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ، بَلْ أَنْتَ أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللهِ مِنِّي، وَأَعْلَمُ بِسُنَّتِهِ مِنِّي، قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي قَرَأْتَ أَهْلُهَا هُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَلَكِنْ قَوْمٌ أَصَابُوا ذُنُوبًا، فَعُذِّبُوا بِهَا، ثُمَّ أُخْرِجُوا، صُمَّتَا - وَأَهْوَى بِيَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ - إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ "، وَنَحْنُ نَقْرَأُ مَا تَقْرَأُ.

 

إسناده ضعيف، سعيد بن المهلَب في عداد المجهولين، روى عنه اثنان، وقال أبو حاتم: لا أدري من هو، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وزعم أنه ابن المهلب بن أبي صُفْرة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (818) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5668) و (5669) و (5670) و (5671) من طرق عن القاسم ابن الفضل، بهذا الإسناد.

وانظر في باب الشفاعة حديث جابر السالف برقم (14312) ، وهناك ذكرنا أحاديث الباب.

قال السندي: "فاتَّضَعتُ" من الوضع، أي: انخفضتُ له وتأدَبتُ معه.

"فإن الذي قرأت"، أي: من القرآن الدال على الخلود.

يبدو أن صاحب القصة كان يميل إلى رأي المعتزلة والإباضية والخوارج. ولأن هذه المذاهب المختلفة عن موقف السنة والشيعة رأى مؤسسوها وأتباعها أن فكرة الشفاعة مناقضة لمفهوم العدالة فسروها بتفاسير متناقضة لمعنى الكلمة المعروف في اللغة العربية كوساطة وشفعة، بنفس المعنى الغير لاهوتي الحياتي الذي وردت به في سورة النساء {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)}، فقالوا أنها غفران الله الخرافي لمن تابوا وتركوا آثامهم أو لرفع درجات المؤمنين في الجنة، وتهربوا من المعنى الأصلي المعروف للكلمة كواسطة للتخلص من عقوبة مستحقة أو لنيل شيء يوجد آخرون يستحقون مثله أو شيء لا يستحقه الشخص المشفوع له.

 

عقيدة التعذيب الإلهيّ الأبديّ لغير المؤمنين

 

ناقشت بباب (الاستدلالات والأمور غير المنطقية) هذه المسألة وبعض الآيات المتعلقة بها بعدة مواضع فراجعه، وحجتي وجدالي هي من خلال مبدأ عدم وجود جريمة في عدم الإيمان، وكذلك عدم تناسب العقوبة مع الفعل وهو ما يخلف جوهر العدل والقانون، وكذلك الحجة الثالثة هي عدم وجود إله بدليل العلوم الحديثة وبطلان النصوص الدينية لما فيها من أخطاء علمية وتشريعية وأخلاقية، الحجة الثالث لا تدخل في باب اللاهوت وعلومه ونظرياته، بل بالأحرى تدخل في نفي اللاهوت، والحجة الرابعة من كون العقوبة توضع لعدم تكرار الآخرين للفعل كردع ولمنع الفاعل من تكرار فعله والارتداع وهذا لا يتوفّر هنا بعد انقضاء الحياة حسب العقيدة الإسلامية والقيامة، فالعقوبة ليست للتشفِّي والانتقام بل لتهذيب الفرد وإصلاح المجتمع. هذا ملخَّص موجز لكلامي في الباب المذكور.

 

 

 

الله كمتكبر ومتغطرس حسب القرآن والأحاديث

 

وروى مسلم:

 

[ 2788 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله أخبرني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون

 

 [ 2788 ] حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب يعنى بن عبد الرحمن حدثني أبو حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم

 

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} الحشر

 

{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)} غافر

 

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)} الفرقان

 

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} الحشر

 

تصورهم لإله نرجسيّ متكبر متغطرس مزهوّ بنفسه

 

روى البخاري:

7412 - حَدَّثَنَا مُقَدَّمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقْبِضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَرْضَ وَتَكُونُ السَّمَوَاتُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ رَوَاهُ سَعِيدٌ عَنْ مَالِكٍ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ سَمِعْتُ سَالِمًا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2787 ] حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني بن المسيب أن أبا هريرة كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض

 

 [ 2788 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن سالم بن عبد الله أخبرني عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون

 

 [ 2788 ] حدثنا سعيد بن منصور حدثنا يعقوب يعنى بن عبد الرحمن حدثني أبو حازم عن عبيد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم

 

وروى أحمد:

 

5414 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ : "يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ" فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7696) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (95) ، وابن حبان (7327) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (546) ، والنسائي في "الكبرى" (7695) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"ص 34 من طرق، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (137) و (141) من طريق سويد الكلبي، عن إسحاق بن عبد الله، به. وأخرجه مسلم (2788) (25) و (26) ، وابن ماجه (198) و (4275) ، والنسائي في "الكبرى" (7689) ، والطبري في "تفسيره" 24/26-27، وابن خزيمة في "التوحيد" (96) ، وابن حبان (7324) ، والطبراني في "الكبير" (13327) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (131) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات"ص 339 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار عن عبيد الله بن مِقْسَم، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (97) من طريق هشام بن سعد، عن عبيد الله بن مقسم، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" (7413) ، ووصله عبد بن حميد (742) ، ومسلم (2788) (24) ، وأبو داود (4732) ، وابن أبي عاصم (547) ، وأبو يعلى (5558) ، والطبري 24/28، والبيهقي ص 323 و323-324، وأبو الشيخ (139) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/87 من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر. ووقع في رواية مسلم وأبي يعلى والبغوي ورواية للبيهقي: "ثم يطوي الأرضين بشماله"، وفي رواية عند أبي داود والبيهقي:"بيده الأخرى ". قال البيهقي: ذكر الشمال فيه تفرد فيه عمر بن حمزة، عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، لم يذكرا فيه الشمال، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال. وأخرجه البخاري (7412) ، والطبري 24/27، واللالكائي (702) و (703) ، وأبو الشيخ (132) و (140). وسيأتي الحديث برقم (5608). وفي الباب عن ابن عباس سلف بنحوه برقم (2267). وعن ابن مسعود سلف (3590). وعن أبي هريرة سيأتي 2/374.

 

ما حاجة إله مزعوم للتباهي بنفسه خصوصًا مع عدم وجود أي كائن واعٍ مدركٍ غيرِه بعد إفناء البشرية والكائنات العاقلة الخرافية الجن والملائكة، فعلى من يتباهى ويتغطرس؟! ما حاجته لتصرفات بشرية كردود أفعال البشر الغير منطقية التي لا يكون لها فائدة أو ضرورة؟! هذا كشخص يحدث نفسه ويكلمها. وبالإضافة إلى ذلك نجد إسباغ الصفات البشرية على الإله الخرافي لأن كل الأفكار بشرية المصدر ومن ذلك ذكر اليدين له.

 

إله يحب ويحتاج مديح البشر

 

من يدري؟! ربما هو يحتاج المديح والإطراء كدعم وتعزيز نفسي كالبشر! يالها من تصورات.

 

روى أحمد:

 

3616 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419 مختصراً، ومسلم (2760) (33) ، والنسائي في "الكبرى" (11183) -وهو في "التفسير" (203) - من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (19525) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 283، والبغوي (2373) عن معمر، والبخاري (5220) و (7403) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2760) (32) ، وأبو يعلى (5169) ، وابن حبان (294) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي 2/149، والشاشي (525) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وابن حبان (294) من طريق عبدة بن سليمان، خمستهم عن الأعمش، به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/43-44 من طريق الحسين بن واقد، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله. قال أبو نعيم: تفرد به الحسين، عن منصور.

وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (10441) من طريق الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم الهلالي، عن محمد بن خالد الضبي، عن الحكم، عن أبي وائل، به.

وأخرجه بنحوه مسلم (2760) (35) ، وأبو يعلى (5178) من طريق جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، وفيه زيادة: "وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل".

وأخرجه مختصراً أبو يعلى (5123) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، وإسناده ضعيف لضعف الهجري.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10378) من طريق عبد الله بن حماد بن نمير، عن حصين بن نمير، عن حصين، عن مرة، عن ابن مسعود، به، وفيه زيادة: "ولا أحد أحب إليه العذر من الله، وذلك أنه اعتذر إلى خلقه، ولا أحد أحب إليه الحمد من الله، وذلك أنه حمد نفسه".

قال الهيثمي في "المجمع" 8/118-119: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن حماد بن نمير، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قال: وفي الصحيح: "لا أغير ولا أحب إليه المدح فقط".

قلنا: فيه أيضاً: "ليس أحد أحب إليه العذر من الله"، وهو عند مسلم (2706) (35) كما سلف، ففي قول الهيثمي تساهل.

وسيأتي برقم (4044) و (4153) .

 

وروى البخاري:

 

4634 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ قُلْتُ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَرَفَعَهُ قَالَ نَعَمْ.

 

وروى أحمد:

 

21320 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَا اصْطَفَاهُ اللهُ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأبو مسعود الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو عبد الله الجسري: هو حميري -اسم بلفظ النسبة- ابن بشير من جَسْر عَنَزة.

وأخرجه مسلم (2731) (84) من طريق حَبَان بن هلال، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (3593) ، والطبراني في "الدعاء" (1677) ، والحاكم 1/501، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (128) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن سعيد الجريري، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه!

وسيأتي برقم (21429) و (21529) .

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (824) من طريق عبد الله بن المختار، عن الجريري، عن أبي عبد الله الجسري، عن أبي ذر، بلفظ: سألت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما نقول في سجودنا، قال: "ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده". لم يذكر في إسناده عبد الله بن الصامت.

قال الدارقطني في "العلل" 6/246 بعدما ذكر طريق عبد الله بن المختار هذه: والصواب قول ابن علية ومن تابعه.

وفي الباب عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سلف برقم (16412) ، وذكرت شواهده هناك.

 

21529 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ أَبُو مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَسْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْكَلَامِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: "مَا اصْطَفَاهُ لِمَلَائِكَتِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، ثَلَاثًا تَقُولُهَا "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو مسعود الجريري: هو سعيد بن إياس، ورواية يزيد عنه في "صحيح مسلم". أبو عبد الله العنزي: هو حميريُّ ابن بشير، وابن الصامت: هو عبد الله.

وأخرجه المزي في ترجمة حميري من "التهذيب" 7/420 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. انظر (21320) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دراسة نقدية لبدائية اللاهوت وتناقضات أفكاره في باقي الأحاديث

 

سؤال إبكيورس أو هيوم عن وجود الشر وإرادة الإله المزعوم

 

افتراض أن الله مصدر الشر، يجعله ليس إلهًا بل شيطانًا وكائنًا شريرًا، لقد تساءل إبكيورس (أبيقور) منذ القدم واقتبس منه ديـﭭيد هيوم:

 

هل هو راغب في منع الشر لكنه غير قادر؟ إذن هل هو كليّ القدرة؟. هل هو قادر لكنه غير راغب؟ إذن هل هو حاقد؟. هل هو قادر وراغب،كلاهما؟ من أين الشر إذن؟."

 

هذه حجة قوية من وجود الشرور والأمراض والحروب تنفي وجود الله، لأنه لم يكن سيجلس كمتفرّج لو كان له وجود، بعض روايات هذه الأطروحة مما بين يدي تنتهي بقوله إذن هو غير موجود. ويقول هيوم عن وجود الشر في كتابه (حوارات حول الدين الطبيعي)، أقتبسه من ترجمتي لكتاب (القيم والأخلاق في كون بلا إله):

في عمله الكلاسيكي (حوارات بصدد الدين الطبيعيّ) يجعل الفيلسوفُ الإسكتلنديُّ الإلحادي العظيم في القرن الثامن عشر ديـﭬـِد هيوم شخصيةَ فيلو[ن] تصل إلى الاستنتاج التالي على أساس ملاحظته على امتزاج الخير والشر في الكون:

 

"قد تكون هناك أربع فرضيات تُستنبَط بخصوص العلل الأولى للكون: أنها متكرسة للصلاح الكامل، أو أنها خبيثة على نحو كامل، أو أنها متعارضة وليدها الصلاح والخبث كلاهما، أو أنها ليست لديها صلاح ولا خبث على السواء. الظواهر الممتزجة لا يمكنها أبدًا إثبات المبدأين غير المختلطين الأولين، والانتظام والثبات للقوانين العامة [للكون] يبدو معارضًا للثالث. لذا فإن الرابع يبدو هو الأرجح إلى حد كبير."

 

هيوم أصاب الهدف تمامًا هاهنا. إنه صعب فهم كيف يمكن أن توحي ملاحظة توزع الخير والشر في الكون بحضور خالق كامل أخلاقيًّا. إن خالقًا أو سببًا محايدًا أخلاقيًّا يبدو الفرضية الأرجح بناءً على الدليل الإمبريقي المتاح بصدد كيفية توزع الخير والشر. (ا ه)

 

 

{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)} هود

 

إذا يكون قادرًا على كل شيء، فما باله المزعوم لا يحل مشاكل البشر والكائنات، ومشكلة الندرة الاقتصادية والموردية الدائمة لكل الكائنات؟! والأمراض والبلايا؟! والحروب والنزعات والمجاعات والبؤس الإنساني وفي عالم الحيوانات، لو افترضنا وجود مدير أو موظف في شركة تمتلكها أنت يعمل بأسلوب الله المزعوم هذا، ألم تكن ستفصله وتطرده بلا تردد؟! فكيف يزعمون وجوده ويصفونه بكلية القدرة؟!

 

روى البخاري:

 

3208 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

 

1362 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ قَالَ أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } الْآيَةَ

 

6594 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَنْبَأَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا قَالَ آدَمُ إِلَّا ذِرَاعٌ

ورواه أحمد 3624 و مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم (176) ، والبيهقي في "السنن" 7/421 و10/266، وفي "الشعب" (187) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 386-387، وفي "الاعتقاد" ص 87، وأخرجه الطيالسي (298) ، وعبد الرزاق (20093) ، والحميدي (126) ، والبخاري (3208) و (3332) و (6594) و (7454) ، ومسلم (2643) ، وأبو داود (4708) ، والنسائي في "الكبرى" (11246) ، وابن ماجه (76) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 69-70، وابن أبي عاصم في "السنة" (176) ، وأبو يعلى (5157) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (890) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2688) ، والشاشي في "مسنده" (680) و (681) و (682) و (684) و (685) و (686) ، وابن حبان (6174) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1090 والإسماعيلي في "معجمه" ص 480، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1040) و (1041) و (1042) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 و8/115، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 386-387، والخطيب في "تاريخه" 9/60 والبغوي (71). وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه" ص 480، وأبو نعيم في "الحلية" 8/244، والطبراني في "الصغير" (200) وأحمد (3553) ، وعلقمة عند أبي يعلى [لم نجده في المطبوع منه] ، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي، كلاهما عن الفريابي في كتاب "القدر"،، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم [2645] ، وناجية بن كعب في "فوائد" العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطابي، وابن أبي حاتم، ولم يرفعه بعض هؤلاء عن ابن مسعود. وفي الباب (في نزول الملك على النطفة) :عن أنس عند البخاري (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، سيرد 3/116-117. وعن حذيفة بن أسيد عند مسلم (2644) ، سيرد 4/6-7. وعن عبد الله بن عمر عند ابن حبان (6178) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1051) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (183) . وعن عائشة عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1053) .وانظر حديث علي في مسند أحمد برقم (621) ، وحديث أبي الدرداء 5/197. وفي الباب (في قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة...) : عن أبي هريرة عند مسلم (2651) ، وأحمد 2/484-485. وعن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم (112) ، وأحمد 5/332. وعن عائشة، عند أحمد 6/107. وانظر حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد برقم (6563) .

 

وروى مسلم:

 

[ 2650 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عزرة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلى قال قال لي عمران بن الحصين أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقلت بل شيء قضى عليهم ومضى عليهم قال فقال أفلا يكون ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت كل شيء خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي يرحمك الله إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك إن رجلين من مزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضى عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقال لا بل شيء قضى عليهم ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل { ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها } 

 

يفزع المسلمون كثيرًا من أي سؤال منطقي لأنه يكشف بطلان كل الأساس الغير منطقي الذي بنوا عليه تصوراتهم الدينية الخرافية، لذلك لا يحبون التفكير في تلك الخرافات المناقضة للمنطق.

[ 2643 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني واللفظ له حدثنا أبي وأبو معاوية ووكيع قالوا حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

 

[ 2643 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير بن عبد الحميد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع ح وحدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بن الحجاج كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد قال في حديث وكيع إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة وقال في حديث معاذ عن شعبة أربعين ليلة أربعين يوما وأما في حديث جرير وعيسى أربعين يوما

 

 [ 2644 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب واللفظ لابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص

 

 [ 2645 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي أن عامر بن واثلة حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول الشقي من شقى في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره فأتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول بن مسعود فقال وكيف يشقى رجل بغير عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص

 

 [ 2645 ] حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي أخبرنا أبو عاصم حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير أن أبا الطفيل أخبره أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول وساق الحديث بمثل حديث عمرو بن الحارث

 

 [ 2645 ] حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير أبو خيثمة حدثني عبد الله بن عطاء أن عكرمة بن خالد حدثه أن أبا الطفيل حدثه قال دخلت على أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك قال زهير حسبته قال الذي يخلقها فيقول يا رب أذكر أو أنثى فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول يا رب أسوى أو غير سوى فيجعله الله سويا أو غير سوى ثم يقول يا رب ما رزقه ما أجله ما خلقه ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا

 

 [ 2645 ] حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي كلثوم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة ثم ذكر نحو حديثهم

 

 [ 2646 ] حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد حدثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك ورفع الحديث أنه قال إن الله عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد الله أن يقضى خلقا قال قال الملك أي رب ذكر أو أنثى شقى أو سعيد فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه

 

 [ 2647 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لزهير قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } 

   

 [ 2647 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج قالوا حدثنا وكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش ح وحدثنا أبو كريب واللفظ له حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى }  إلى قوله { فسنيسره للعسرى}

   

[ 2648 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأن خلقنا الآن فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل قال زهير ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه فسألت ما قال فقال اعملوا فكل ميسر

 

 [ 2648 ] حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عامل ميسر لعمله

 

 [ 2649 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن يزيد الضبعي حدثنا مطرف عن عمران بن حصين قال قيل يا رسول الله أعلم أهل الجنة من أهل النار قال فقال نعم قال قيل ففيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له

     

[ 2651 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعنى بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة

 

 [ 112 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعنى بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة

 

[ 2653 ] حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح حدثنا بن وهب أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال وعرشه على الماء

 

وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (343)، والترمذي (2156) ، وابن حبان (6138) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/327، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 374

 

[ 2380 ] حدثنا أبي بن كعب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنه بينما موسى عليه السلام في قومه يذكرهم بأيام الله وأيام الله نعماؤه وبلاؤه إذ قال ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم مني قال فأوحى الله إليه إني أعلم بالخير منه أو عند من هو إن في الأرض رجلا هو أعلم منك قال يا رب فدلني عليه قال فقيل له تزود حوتا مالحا فإنه حيث تفقد الحوت قال فانطلق هو وفتاه حتى انتهيا إلى الصخرة فعمي عليه فانطلق وترك فتاه فاضطرب الحوت في الماء فجعل لا يلتئم عليه صار مثل الكوة قال فقال فتاه ألا ألحق نبي الله فأخبره قال فنسي فلما تجاوزا { قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا }  قال ولم يصبهم نصب حتى تجاوزا قال فتذكر { قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا }  فأراه مكان الحوت قال ههنا وصف لي قال فذهب يلتمس فإذا هو بالخضر مسجى ثوبا مستلقيا على القفا أو قال على حلاوة القفا قال السلام عليكم فكشف الثوب عن وجهه قال وعليكم السلام من أنت قال أنا موسى قال ومن موسى قال موسى بني إسرائيل قال مجيء ما جاء بك قال جئت ل { تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا }  شيء أمرت به أن أفعله إذا رأيته لم تصبر { قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها }  قال انتحى عليها قال له موسى عليه السلام { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا }  غلمانا يلعبون قال فانطلق إلى أحدهم بادي الرأي فقتله فذعر عندها موسى عليه السلام ذعرة منكرة قال { أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا }  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا المكان رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا }  ولو صبر لرأى العجب قال وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه رحمة الله علينا وعلى أخي كذا رحمة الله علينا { فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية }  لئاما فطافا في المجالس ف { استطعما أهلها فأبو أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك }  وأخذ بثوبه قال { سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر }  إلى آخر الآية فإذا جاء الذي يسخرها وجدها منخرقة فتجاوزها فأصلحوها بخشبة وأما الغلام فطبع يوم طبع كافرا وكان أبواه قد عطفا عليه فلو أنه أدرك أرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته }  إلى آخر الآية

 

[ 2661 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رقبة بن مسقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا

 

وانظر أحمد 21118 و21120 إلى 21122.

 

كثيرون انتقدوا فكرة القدر المسبق تلك لأنها تجعل الله الخرافي لا حق له في محاسبة أحد من البشر حسب خرافة الحساب الخرافي المنتشرة، وفي مجموعة قصص قصيرة بعنوان (أرني الله) كتب توفيق الحكيم في إحدى القص حبكة خرافية نقدية بطريقته الرائعة المبدعة المعروفة فتصور الشيطان الخرافي يذهب إلى البابا وشيخ الأزهر طالبًا التوبة فيرفضان وفي النهاية يصيح الكائن الخرافي إبليس: أنا شهيد، والمقصود نقد فكرة القدر المسبق عمومًا من الموضوع هنا.

 

وروى أحمد:

 

184 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ : عُثْمَانُ بْن غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالا: لَقِينَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، فَذَكَرْنَا الْقَدَرَ ، وَمَا يَقُولُونَ فِيهِ ، فَقَالَ : إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ، فَقُولُوا : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ ، وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ - ثَلاثَ مِرَارٍ - ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُمْ بَيْنمَا هُمْ جُلُوسٌ - أَوْ قُعُودٌ - عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : مَا نَعْرِفُ هَذَا ، وَمَا هَذَا بِصَاحِبِ سَفَرٍ. ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، آتِيكَ ؟ قَالَ :"نَعَمْ" فَجَاءَ فَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ ، وَيَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، فَقَالَ : مَا الْإِسْلامُ ؟ قَالَ :"شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ"قَالَ : فَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ :"أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ"، قَالَ : فَمَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ :"أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"قَالَ : فَمَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ :"مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ"، قَالَ : فَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ :"إِذَا الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ الْعَالَةُ رِعَاءُ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ ، وَوَلَدَتِ الْإِمَاءُ أَرْبَابَهُنَّ (1)"قَالَ : ثُمَّ قَالَ :"عَلَيَّ الرَّجُلَ"، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا ، فَمَكَثَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ قَالَ :"يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا ؟"قَالَ : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :"ذَاكَ جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"(1) .

قَالَ : وَسَأَلَهُ (2) رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ من مُزَيْنَةَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِيمَ نَعْمَلُ ، أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلا أَوْ مَضَى ، أَوْ فِي شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الْآنَ ؟ قَالَ :"فِي شَيْءٍ قَدْ خَلا ، أَوْ مَضَى" فَقَالَ رَجُلٌ ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فِيمَ نَعْمَلُ ؟ قَالَ :"أَهْلُ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ"(3) .

قَالَ : يَحْيَى قَالَ : هُوَ كَذَا (4) .

 

(1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر : رباتهن .

(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين .

وأخرجه مسلم (8) (3) ، وابن منده (9) من طريق يحيى بن سعيد ، بهذا الإسناد .

وانظر الحديث رقم (191) .

يُستأنف الآن : أي يُبْتَدَأ الآن .

(2) في (ق) : وسأل .

(3) أخرج هذه القطعة أبو داود (4696) عن مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، بهذا الإسناد .

(4) يعني : كما قرأت علي .

 

621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ": {أَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10]

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه مسلم (2647) (7) ، وابن ماجه (78) ، والبزار (584) و (588) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري (4946) و (4949) و (6217) و (6605) و (7552) ، وفي " الأدب المفرد" (903) ، ومسلم (2647) (7) ، والترمذي (2136) ، وابن حبان (334) و (335) ، والآجري في "الشريعة" ص 172 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1067) و (1068) و (1110) و (1181) و (1349) .

 

3624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ، وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني.

وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم (176) ، والبيهقي في "السنن" 7/421 و10/266، وفي "الشعب" (187) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 386-387، وفي "الاعتقاد" ص 87، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه الطيالسي (298) ، وعبد الرزاق (20093) ، والحميدي (126) ، والبخاري (3208) و (3332) و (6594) و (7454) ، ومسلم (2643) ، وأبو داود (4708) ، والنسائي في "الكبرى" (11246) ، وابن ماجه (76) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 69-70، وابن أبي عاصم في "السنة" (176) ، وأبو يعلى (5157) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (890) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2688) ، والشاشي في "مسنده" (680) و (681) و (682) و (684) و (685) و (686) ، وابن حبان (6174) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1090 والإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1040) و (1041) و (1042) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 و8/115، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 386-387، والخطيب في "تاريخه" 9/60 والبغوي (71) من طرق عن الأعمش، به. قال أبو نعيم: صحيح، ثابت، متفق عليه، رواه الجم الغفير، عن الأعمش.

وقال الحافظ في "الفتح" 11/479: وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" عن بضع وعشرين نفساً من أصحاب الأعمش.

وأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، وأبو نعيم في "الحلية" 8/244، من طريق حبيب بن حسان، والطبراني في "الصغير" (200) من طريق عبد الله بن سفيان الغدَاني، عن ابن عون، كلاهما عن زيد بن وهب، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب. قلنا: حبيب بن حسان منكر الحديث. وعبد الله بن سفيان الغداني، قال يحيى بن معين: كذاب.

قال الحافظ في "الفتح" 11/478: ولم ينفرد به زيد عن ابن مسعود، بل رواه عنه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عند أحمد [في الرواية (3553)] ، وعلقمة عند أبي يعلى [لم نجده في المطبوع منه] ، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي، كلاهما عن الفريابي في كتاب "القدر"، وأخرجه أيضاً من رواية طارق ومن رواية أبي الأحوص الجشمي، كلاهما عن عبد الله مختصراً، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم [2645] ، وناجية بن كعب في "فوائد" العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطابي، وابن أبي حاتم، ولم يرفعه بعض هؤلاء عن ابن مسعود.

وفي الباب (في نزول الملك على النطفة) : عن أنس عند البخاري (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، سيرد 3/116-117. وعن حذيفة بن أسيد عند مسلم (2644) ، سيرد 4/6-7. وعن عبد الله بن عمر عند ابن حبان (6178) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1051) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (183). وعن عائشة عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1053) . وانظر حديث علي السالفِ برقم (621) ، وحديث أبي الدرداء الآتي 5/197.

وفي الباب (في قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة...): عن أبي هريرة عند مسلم (2651) ، سيرد 2/484-485. وعن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم (112) ، سيرد 5/332. وعن عائشة، سيرد 6/107. وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6563) .

 

4091 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ وَكِيعٌ: لَيْلَةً - ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، وزيد بن وهب: هو الجهني.

وأخرجه الترمذي (2137) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1093) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/387، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد.

قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس، وسمعت أحمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وهذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن الأعمش بنحوه. وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) من طريق وكيع، به.

وقد سلف برقم (3624) .

 

3934 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ (2) الْجَنَّةَ (3)

 

(1) لفظ: "أهل " لم يرد في (ظ14) .

(2) في (ظ 14) : فيدخله.

(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابن خليفة - فقد روى له أصحاب السنن وحديثه عند البخاري متابعة، ووثقه أحمد وابن القطان والدارقطني وابن معين وابن سعد، والعجلي والنسائي وآخرون.

وأخرجه مختصراً النسائي في "التفسير" (266) من طريق يزيد بن هارون، عن فطر، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (3624) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به.

وذكرنا هناك أحاديث الباب.

 

17593 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالُوا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ ؟ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْ شَارِبِكَ، ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي " ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ قَبَضَ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً، وَأُخْرَى بِالْيَدِ الْأُخْرَى، وَقَالَ: هَذِهِ لِهَذِهِ، وَهَذِهِ لِهَذِهِ، وَلَا أُبَالِي " فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا.

 

إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير صحابيه فقد جاء هكذا مُكنى غير مسمى.

وأخرج البزار (2142- كشف الأستار) من طريق النمر بن هلال، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في القبضتين: هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي. ونمر هذا قال فيه أبو حاتم: شيخ، وقال البزار: ليس به بأس. قلنا: والجريري كان قد اختلط، ولم يذكر أحد أن نمراً روى عنه قبل الاختلاط.

وانظر ما بعده، وسيأتي في مسند البصريين 5/68 حديث رقم 20668.

وفي الباب عن عبد الرحمن بن قتادة، سيأتي (17660). وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/239 حديث رقم 22077. وعن أبي الدرداء، سيأتي 6/441 حديث رقم 27487. وعن أنس عند أبي يعلى (3422) .

 

6644 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، يُزَنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ: أَنَّه مَنْ شَرِبَ شَرْبَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ تَوْبَةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَأَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ...إلخ... قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ، ضَلَّ " فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ....

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز-، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة.

وهذا الحديث هو في الحقيقة ثلاثة أحاديث، وقد أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك" 1/30-31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم أيضاً 1/30-31 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي ومحمد بن كثير المصيصي، كلاهما عن الأوزاعي، به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته!

ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة. وقال الذهبي: على شرطهما، ولا علة له.

قلنا: ابن الديلمي لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما.

وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (47) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به، لكنه أورد القسم الأول منه مختصراً.

والقسم الثاني -وهو في خلق الخلق في ظُلْمة- أخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (244) من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (243) و (244) ، وابنُ حبان (6169) ، والآجُري في "الشريعة" (175) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1079) ، من طرق عن الأوزاعي، به.

وأخرجه ابنُ حبان (6170) من طريق معاوية بن صالح، واللالكائي (1077) و (1078) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، كلاهما عن ربيعة بن يزيد، به.

وأخرجه الترمذي (2642) ، ابن أبي عاصم (241) و (242) ، الآجري (175) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به.

وأخرجه البزار (2145) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.

والسيْباني -بالسين المهملة- تصحف في كثير من المصادر إلى الشيباني، بالشين المعجمة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/193-194، وقال: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجالُ أحد إسنادي أحمد ثقات.

قلنا: يعني هذا الإسناد. وسيأتي الإسناد الآخر برقم (6854) .

 

6569 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ، اصْرِفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي هانىء -وهو حميد بن هانىء الخولاني المصري-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيْوة: هو ابن شُريح.

وأخرجه مسلم (2654) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (222) و (231) ، وابنُ حبان (902) ، والآجُري في "الشريعة" ص 316، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 147، من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7739) ، والطبري في "التفسير" 6/ (6657) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة، به.

وفي الباب عن أنس، سيرد 3/112 و257. وعن النواس بن سمعان سيأتي 4/182. وعن عائشة سيأتي (9420) (ضمن مسند أبي هريرة) و6/91 و250 و251. وعن أم سلمة سيأتي 6/294 و302 و315. وعن جابر عند الحاكم 2/288، والطبري في "التفسير" (6653). وعن سبْرة بن فاتك عند الطبراني في "الكبير" (6557) ، والطبري (6656).

 

إذا كان الله الخرافي حسب تصور المتدينين له تحكم في كل تلك المسارات البشرية العشوائية والشبة عشوائية وهو من اختار وقرر وأراد ألا يؤمن به أشخاص بعينهم، فكيف له أن يحاسبهم بعد ذلك؟! ألم يكن المنطقي أن يخلق حياة كلها خير وكلها تسير وفق القيم الدينية الرجعية المتخلفة المزعوم أنها من عند ذلك الإله الخرافي فيدخل الجميع جنة الوهم الموعودة؟!

 

ومن قال أن من العدالة والمنطق أن تحاسب شخصًا على أساس آخر ما عمله في حياته فقط، وليس مجمل وكل حياته، ومن قال أن محاسبة أفعال محدودة الزمن بعقاب أو مكافأة أبدية هو من العدل؟! أساس العدل والقانون هو تساوي العقوبة مع الجريمة، وأن تكون هناك جريمة أصلًا تمس الآخرين، وعبادة إله خرافي لا تفيد ولا تضر أحدًا عمومًا.

 

وفي الأحاديث الكثير من النهي عن التفكير والنقد، روى أحمد:

 

6668 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ (1) فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " قَالَ: " فَمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَشْهَدْهُ، بِمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَنِّي لَمْ أَشْهَدْهُ " (2)

 

(1) في (ظ) : يُفْقأ. وهي أيضا في هامش (س) .

(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه ابن ماجه (85) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وسيأتي بالأرقام (6702) و (6741) و (6801) -وإسناده صحيح- و (6845) و (6846) .

وفي بعض هذه الطرق أنهم كانوا يتنازعون في القرآن، ويجمع بينها الرواية رقم (6846) التي تُصرح أنهم تنازعوا آيات القرآن التي فيها ذكر القدر.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/171، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" بإسناد فيه صالح بن أبي الأخضر، وقال: وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه.

وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 2/6 -عند قوله تعالى في سورة آل عمران: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) -، وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن الضريس في "فضائله"، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2133) ، وأبي يعلى (6045) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1380، وفي إسناده عندهم صالح المري، وهو ضعيف.

قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعائشة، وأنس.

وحديث أنس هو عند أبي يعلى (3121) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2611، وفي إسناده عمارُ بن هارون ضعيف، ويوسف بن عطية متروك. وهذا شاهد لا يُفرح به.

 

لم يكن أتباع محمد مفكرين وفلاسفة لتنشأ بينهم نقاشات ذا طبيعة معتزلية كهذه، بل كانوا بدوًا همهم الأكبر الطقوس الخرافية الشكلية والقتال والنهب وخطف النساء لا أكثر.

 

6702 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَجَلَسْنَا حَجْرَةً، إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَتَمَارَوْا فِيهَا، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ، وَيَقُولُ: " مَهْلًا يَا قَوْمِ، بِهَذَا أُهْلِكَتِ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ، بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَضَرْبِهِمُ الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ "

 

صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) ، وذكرنا هناك شواهده. أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج.

في هامش (س) و (ص) و (ق) : حجرة، أي: ناحية.

 

6703 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ الْمَرْءُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " لَعَنَ اللهُ دِينًا أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ يَعْنِي التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.

وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) ، واللالكائي في "الاعتقاد" (1387) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد.

وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 188 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) أيضاً من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، كلاهما عن أبي حازم، به.

وأخرجه الآجُري ص 188 أيضاً من طريق ابن لهيعة، واللالكائي في "الاعتقاد" (1108) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.

قال الهيثمي في "المجمع" -فيما نقله السندي في حاشيته على "المسند" ولم نجده في المطبوع-: رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط".

وفي الباب عن عمر عند مسلم (8) (1) ، سلف برقم (191) . وعن علي سلف برقم (758) .

وعن ابن عباس سلف برقم (2926) . وعن ابن عمر سلف برقم (5856). وعن أبي عامر الأشعري، سيرد 4/129 و164. وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185. وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/317. وعن أبي هريرة عند مسلم (10) (7). وعن عمرو بن العاص عند ابن أبي عاصم في "السنة" (133) .

 

6845 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا ؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا ؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: " بِهَذَا أُمِرْتُمْ ؟ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ (1) ، فَانْتَهُوا (2) " (3)

 

(1) في (س) : نهيتكم عنه. وفي الهامش: نهيتم عنه.

(2) في (ظ) : فانتهوا عنه.

(3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) إسماعيل: هو ابن علية.

قوله: "أو بهذا بعثتم"، قال السندي: لفظ ابن ماجه: "بهذا أمرتم؟ ولهذا خلقتكم؟!" فلعل المراد بالبعث الخلقُ والإحداث من العدم إلى الوجود، وقد علم أن بحثهم كان في القدر، فالمراد: هذا البحث عن القدر والاختصام فيه، هل هو المقصود من خلقكم، أو هو الذي وقع التكليف به حتى اجترأتم عليه، يريد أنه ليس بشيء من الأمرين، فأي حاجة إليه

 

6741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَدَارَءُونَ (1) ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ، فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (2)

 

(1) في (ق) : يتمارون.

(2) صحيح، وهذا إسناد حسن. معْمر: هو ابن راشد.

وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20367) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، والبغوي (121) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2258) .

وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده.

وقوله: "يتدارؤون" يريد: يختلفون، ومنه قوله تعالى: (فادارأتم فيها) [البقرة: 72] ، أي: تدارأتم وتدافعتم واختلفتم. قاله البغوي. والمراد: يتدافعون في القرآن.

 

على الأغلب يمكننا تشمم رائحة التلفيق في الحديث، والغرض منه مواجهة المفكرين الأحرار الملحدين والمسلمين المعتزلة وغيرهم من مذاهب بتلفيقات كهذه كان الغرض منها محاولة إخراسهم بها وتكفيرهم وتبرير العدوان عليهم.

 

وروى البخاري:

 

3409 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ

 

وروى مسلم:

 

[ 2652 ] حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي وأحمد بن عبدة الضبي جميعا عن بن عيينة واللفظ لابن حاتم وابن دينار قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله على قبل أن يخلقني بأربعين سنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى وفي حديث بن أبي عمر وابن عبدة قال أحدهما خط وقال الآخر كتب لك التوراة بيده

 

رواه أحمد 7387

 

هذا يناقض ما كان القرآن يفنده أو يحاول تفنيده من أنه لو شاء الله المزعوم حسب الفكر الديني لكانوا آمنوا به، فحجة آدم الخرافي هنا تصلح لكل شيء آخر. وبعض روايات الحديث تثير مشكلة فالله المزعوم بحسبها لم يقدر ذلك على آدم إلا قبل أربعين سنة فقط، يعني علمه وتخطيطه طارئ شبه بشري وليس أزليَّا.

 

وروى البخاري:

 

6557 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي

 

ورواه مسلم:

 

[ 2805 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذابا لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك أحسبه قال ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

(12289) 12314- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ ، قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْكَ فِي ظَهْرِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا ، فَأَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تُشْرِكَ.

 

وروى أحمد:

 

2455- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي عَرَفَةَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلاً قَالَ : {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجح الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/501 وقفه على ابن عباس. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (202) ، والنسائي في "الكبرى" (11191) ، والطبري 9/110-111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326-327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. وأخرجه الحاكم 1/27-28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. قال ابن كثير 3/501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/111 و112.

 

وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين شيئًا يقترب مما كان في ذهن محمد ولو أنه ليس هو بالضبط:

 

3255 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر عيسى بن عبد الله بن هامان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه  في قوله عز وجل { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم } إلى قوله تعالى { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } قال : جمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحا ثم صوركم واستنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضيين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم أو تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي فقالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ورفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال : رب لو سويت بين فقال : إني أحب أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فذلك قوله عز وجل { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح } الآية وهو قوله تعلى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } وذلك قوله { هذا نذير من النذر الأولى } وقوله : { وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } وهو قوله { ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل } كان في علمه بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عليها الميثاق في زمن آدم فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين { انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا } إلى قوله : { مقضيا } فحملته قال : حملت الذي خاطبها وهو روح عيسى السلام

 قال أبو جعفر : فحدثني الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال : دخل من فيها

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

كما يتضح لنا من معرفة الأصل الهاجادي فليس هذا ما كان في ذهن محمد، ولذلك أعتبر الحديث مفبركًا، وأقصى ما فيه أنه رأي لعمر أو ابن عباس في روايات أخرى منسوبة له أو بعض المفسرين المسلمين، وحاولوا نسبته إلى محمد لإكسابه الشرعية كما يفعلون دومًا مثل هذه الأمور بشكل معتاد، لكنه مثال للفهم الحرفي عند السنة. وبما أنهم جلعوها ونسبوها لأسانيد صحيحة فهذه حجة لصالح الفهم الإسلاميّ الحرفيّ لمعنى النصّ.

 

ما عدا أول حديث وهو صحيح الإسناد ومتفق مع الفهم الحرفيّ، فباقيها كلها ملفّقة رغم صحة أسانيدها وشكليتها الملفقة لم يقلها محمد، ولا تمثِّل المعنى والأسطورة الهاجادية التي كانت في ذهنه حينما صاغ هذا النصّ. لكنها تؤيد الفهم الحرفيّ كذلك.

 

مرويات الشيعة الاثناعشرية المشابهة من كتاب الكافي للكليني:

 

باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية

 

1 محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبوجعفر عليه السلام يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر والاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة.

 

2 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفري(3)، عن أبي جعفر عليه السلام، وعن عقبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلق، فخلق ما أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما ابغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال: فقلت: وأي شئ الظلال؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله وهو قوله: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله(4) " ثم دعاهم إلا الاقرار بالنبيين، فأقر بعضهم وأنكر بعضهم، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض وهو قوله: " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل(1) " ثم قال أبوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

___________________________________

(3) الظاهر انه الجعفي فصحف.

(4) الزخرف: 87.

 

9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبوجعفر عليه السلام يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر، بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله امته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفهم عليا ونحن نعرفهم في لحن القول.

 

[كتاب الايمان والكفر من كتاب الكافى] .. باب طينة المؤمن والكافر

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله عن رجل، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين: قلوبهم وأبدانهم(1) وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و [جعل] خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين: قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه(2) وقلوب الكافرين تحن إلى ماخلقوا منه(3).

___________________________________
(1) الطينة: الخلقة والجبلة.
وعليين جمع على أو هو مفرد ويعرب بالحروف والحركات يقال للجنة والسماء السابعة والملائكة الحفظة الرافعين لاعمال عباد الله الصالحين إلى الله سبحانه والمراد به أعلى الامكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله وله درجات كما يدل عليه ماورد في بعض الاخبار الاتية من قولهم: " اعلى عليين ". وسجين فعيل من سجن ويقال للنار والارض السفلى (في)
(2) أى تميل وتشتاق.
(3) الاخبار مستفيضة في أن الله تعالى خلق السعداء من طينة عليين (من الجنة) وخلق الاشقياء من طينة سجين (من النار) وكل يرجع إلى حكم طينته من السعادة والشقاء وقد أورد عليهاأولا بمخالفة الكتاب وثانيا باستلزام الجبر الباطل، أما البحث الاول فقد قال الله تعالى: (هوالذى خلقكم من طين) وقال: (وبدأخلق الانسان من طين) فأفاد أن الانسان مخلوق من طين، ثم قال تعالى: (ولكل وجهة هو موليها - الاية) وقال: (ماأصاب من مصيبة في الارض ولافى أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها - الاية) فافاد أن للانسان غاية ونهاية من السعادة والشقاء، وهو متوجه إليها، سائر نحوها.
وقال تعالى: (كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة - الاية " فأفاد أن ماينتهي إليه أمر الانسان من السعادة والشقاء هو ماكان عليه في بدء خلقه وقد كان في بدء خلقه طينا، فهذه الطينة طينة سعادة وطينة شقاء، وآخرالسعيد إلى الجنة وآخرالشقي إلى النار: فهما أولهما لكون الاخر هو الاول وحينئذ صح ان السعداء خلقوامن طينة الجنة والاشقياء خلقوامن طينة النار.
وقال تعالى: " كلا ان كتاب الابرارلفى عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون، كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين - الايات " وهي تشعر بأن عليين وسجين هما ماينتهي اليه أمر الابرار والفجار من النعمة والعذاب فافهم.
واما البحث الثانى وهو ان أخبار الطينة تستلزم أن تكون السعادة والشقاء لازمين حتميين للانسان ومعه لايكون أحدهما اختياريا كسبيا للانسان وهو الجبر الباطل.
والجواب عنه أن اقتضاء الطينة للسعادة أو الشقاء ليس من قبل نفسها بل من قبل حكمه تعالى وقضائه ماقضى من سعادة وشقاء، فيرجع الاشكال إلى سبق قضاء السعادة والشقاء في حق الانسان قبل أن يخلق وان ذلك يستلزم الجبر وقد ذكرنا هذا الاشكال مع جوابه في باب المشيئة والارادة في المجلد الاول من الكتاب ص 150 وحاصل الجواب أن القضاء متعلق بصدورالفعل عن اختيار العبد فهو فعل اختيارى في عين أنه حتمى الوقوع ولم يتعلق بالفعل سواء اختاره العبد أولم يختره حتى يلزم منه بطلان الاختيار وأما شرح ماتشمل عليه هذه الاخبار تفصيلا فأمر خارج عن مجال هذا البيان المختصر فليرجع فيه إلى مطولات الشروح والتعاليق والله الهادى. (الطباطبائى).


2 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن النضربن شعيب، عن عبدالغفار الجازي(1)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الكافر من طينة النار: وقال: إذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره ; قال وسمعته يقول: الطينات ثلاث: طينة الانبياء والمؤمن من تلك الطينة إلا أن الانبياء هم من صفوتها، هم الاصل ولهم فضلهم والمؤمنون الفرع من طين لازب(2)، كذلك لايفرق الله عزوجل بينهم وبين شيعتهم ; وقال: طينة الناصب من حماء مسنون(3) وأما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن إيمانه ولا ناصب عن نصبه ولله المشيئة فيهم.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك من أي شئ خلق الله عزوجل طينة المؤمن فقال: من طينة الانبياء، فلم تنجس أبدا(4).

___________________________________
(1) بالجيم والزاى وفى بعض النسخ [الحارثى].
(2) اللازب: اللازم للشئ واللاصق به.
(3) الحمأ: الطين الاسود، والمسنون: المنتن.
(4) اى بنجاسة الشرك والكفر. (آت)

4 محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد وغيره، عن محمد بن خلف، عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عزوجل خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم تهوي إلينا لانها خلقت مما خلقنامنه، ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتاب الابرار لفي عليين وماأدراك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون(1) " وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لانها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: " كلا إن كتاب الفجار لفى سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين(2) ".


5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وغير واحد، عن الحسين بن الحسن جميعا، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار، عن عثمان بن يوسف قال: أخبرني عبدالله بن كيسان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أنا مولاك، عبدالله بن كيسان، قال: أما النسب فأعرفه وأما أنت، فلست أعرفك، قال: قلت له: إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس وإنني اخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فا خالط الرجل، فأرى له حسن السمت(3) وحسن الخلق و [كثرة] أمانة، ثم افتشه فأتبينه عن عداوتكم واخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة(4) ثم افتشه فأتبينه عن ولا يتكم، فكيف يكون ذلك؟ فقال لي: أما علمت يا ابن كيسان أن الله عزوجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا، ثم نزع هذه من هذه ; وهذه من هذه(5) فما رأيت من اولئك من الامانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الامانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار وهم يعودون إلى ما خلقوامنه.

___________________________________
(1) المطففين 2119.
(2) المطففيين 7 10
(3) السمت: هيئة أهل الخير
(4) الزعارة: سوء الخلق، لايصرف منه فعل ويقال للسيئ الخلق الزعرور وفى بعض النسخ [الدعارة] وهوالفساد والفسوق والخبث (في).
(5) معناه أنه نزع طينة النار وطينة النار من طينة الجنة بعد ما مست احداهما الاخرى، فخلق أهل الجنة من طينة الجنة وخلق أهل النار من طينة النار (في).

6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن صالح بن سهل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: المؤمنون من طينة الانبياء؟ قال: نعم.


7 - علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد(1)، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا(2) ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه: منك الرسل والانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هو انه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عزوجل: " إن الله فالق الحب والنوى(3) " فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير و إنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عزوجل: " يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي(4) " فالحي: المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من الحي: هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي: المؤمن، والميت: الكافر وذلك قوله عزوجل: " أو من كان ميتا فأحييناه(5) " فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عزو جل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عزوجل: " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين(6) ".

 

___________________________________
(1) في بعض النسخ [الحسين بن زيد].
(2) الفلق: الشق والفصل. والذرو: الاذهاب و التفريق.
(3) الانعام: 95.
(4) في بعض النسخ [ويخرج الميت من الحى].
(5) الانعام: 122.
(6) س 70 واعلم أن ماذكر في هذا الباب وفى بعض الابواب الاتية من متشابهات الاخبار ومعضلات الاثار ومما يوهم الجبر ونفي الاختيار ولاصحابنا رضوان الله عليهم فيها مسالك: الاول: ماذهب إليه الاخباريون وهو أنا نؤمن بها مجملا ونعترف بالجهل عن حقيقة معناها وعن أنها من أى جهة صدرت، ونرد علمه إليهم عليهم السلام.
الثاني: أنها محمولة على التقية لموافقتها لروايات العامة ومذاهب الاشاعرة الجبرية وهم جلهم.
الثالث: انها كناية عن علمه تعالى بما هم إليه صائرون فانه سبحانه لما خلقهم وكان عند خلقهم عالما بما يصيرون إليه فكأنه خلقهم من طينات مختلفة.
الرابع: انها كناية عن اختلاف استعداداتهم وقابلياتهم وهذا أمر بين لايمكن انكاره فانه لايريب عاقل في أن النبى صلى الله عليه وآله وأبا جهل ليسا في درجة واحدة من الاستعداد والقابلية وهذا يستلزم وقوع التكليف فان الله تعالى كلف النبى (ص) بقدر مااعطاه من الاستعداد والقابلية لتحصيل الكمالات وكلفه مالم يكلف أحدا مثله وكلف أبا جهل ما في وسعه وطاقته ولم يجبره على شئ من الشر والفساد.
الخامس: أنه لما كلف الله تعالى الارواح أولا في الذر وأخذ ميثاقهم فأختاروا الخير أو الشر باختيارهم في ذلك الوقت وتفرع اختلاف الطينة على ما اختاروه باختيارهم كما دلت عليه بعض الاخبار فلا فساد في ذلك (آت).

باب آخر منه

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا اجاجا، فامتزج الماء ان، فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا، فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا ابالي، ثم قال: " ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين "(1)، ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي، وأن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على اولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم السلام وأن المهدي أنتصر به لديني واظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا، ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخسمة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجدله عزما " قال: إنما هو: فترك(2) ثم أمر نارا فاججت(3) فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يارب أقلنا، فقال: قد أقلتكم اذهبوا فاد خلوها، فها بوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عزوجل لما أخرج ذرية آدم عليه السلام من ظهره(4) ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبية

___________________________________
(1) الاعراف: 172.
(2) أى معنى النسيان هنا الترك لان النسيان غير مجوز على الانبياء عليهم السلام، أو كان في قراء تهم عليهم السلام " فترك " مكان فنسى. ولعل السر في عدم عزم آدم على الاقرار بالمهدى استبعاده أن يكون لهذا النوع الانسانى اتفاق على أمر واحد.
(3) الاجيج: تلهب النار.
(4) في بعض النسخ (صلبه).


له وبالنبوة لكل نبي فكان أول من أخذله عليهم المثياق بنبوته محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ثم قال الله عزوجل لآدم: انظر ماذا ترى، قال: فنظر آدم عليه السلام إلى ذريته وهم ذر قد ملاوا السماء، قال آدم عليه السلام: يارب ما أكثر ذريتي ولامرما خلقتهم؟ فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزوجل: يعبدونني لا يشركون بي شيئا ويؤمنون برسلي ويتبعونهم، قال آدم عليه السلام: يارب فمالي أرى بعض الذر أعظم من بعض وبعضهم له نوركثير وبعضهم له نور قليل وبعضهم ليس له نور؟ فقال الله عز وجل: كذلك خلقتهم لابلوهم في كل حالاتهم، قال آدم عليه السلام: يارب فتأذن لي في الكلام فأتكلم؟ قال الله عزوجل: تكلم فإن روحك من روحي وطبيعتك [من] خلاف كينونتي: قال آدم: يارب فلو كنت خلقتهم على مثال واحد وقدر واحد و طبيعة واحدة وجبلة واحدة وألوان واحدة وأعمار واحدة وأرزاق سواء لم يبغ بعضهم على بعض ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ولا اختلاف في شئ من الاشياء، قال الله عزوجل يا آدم بروحي نطقت وبضعف طبيعتك(1) تكلفت ما لا علم لك به وأنا الخالق العالم(2)، بعلمي خالفت بين خلقهم وبمشيئتي يمضي فيهم أمري وإلى تدبيري وتقديري صائرون، لا تبديل لخلقي، إنما خلقت الجن والا نس ليعبدون وخلقت الجنة لمن أطاعني وعبدني منهم واتبع رسلي ولا ابالي وخلقت النار لمن كفربي و عصاني ولم يتبع رسلي ولا ابالي: وخلقتك وخلقت ذريتك من غير فاقة بي إليك وإليهم وإنما خلقتك وخلقتهم لابلوك وأبلوهم أيكم(3) أحسن عملا في دار الدنيا في حياتكم وقبل مماتكم فلذلك خلقت الدينا والآخرة والحياة والموت والطاعة والمعصية والجنة والنار وكذلك أردت في تقديري وتدبيري، وبعلمي النافذ فيهم خالفت بين صورهم وأجسامهم وألوا نهم وأعمار هم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم الشقي والسعيد والبصير والاعمى والقصير والطويل والجميل والدميم(4) والعالم والجاهل والغني والفقير والمطيع والعاصي والصحيح والسقيم ومن به الزمانة ومن لا عاهة به، فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة فيحمدني على عافيته، وينظر الذي به

___________________________________
(1) في بعض النسخ (قوتك)
(2) في بعض النسخ (العليم).
(3) في بعض النسخ (أيهم).
(4) الدميم 6 القبيح وفى بعض النسخ (الذميم)


العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويسألني أن اعافيه ويصبر على بلائي فاثيبه جزيل عطائي، وينظر الغني إلى لفقير فيحمدني ويشكر ني، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني، وينظر المؤمن إلى الكافر فيحمدني على ماهديته فلذلك خلقتهم(1) لابلوهم في السراء والضراء وفيما اعافيهم وفيما أبتليهم وفيما اعطيهم وفيما أمنعهم وأناالله الملك القادر، ولي أن أمضي جميع ماقدرت على ما دبرت ولي أن أغير من ذلك ماشئت إلى ماشئت واقدم من ذلك ما أخرت واؤخر من ذلك ما قدمت وأنا الله الفعال لما اريد(2) لا اسأل عما أفعل وأنا أسأل خلقي عما هم فاعلون.
3 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأي شئ الظلال؟ فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ، ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عزوجل وهو قوله عزوجل: " ولئن سالتهم من خلقهم ليقولن الله(3) " ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعوهم إلى ولا يتنا فأقر بها والله من أحب وأنكر ها من أبغض وهو قوله: " ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوابه من قبل(4) " ثم قال أبوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

 

باب اخوة المؤمنين بعضهم لبعض

 
2 عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي، وصديقي، فقال: نعم يا جابر إن الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجري فيهم من ريح روحه، فلذلك المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه.
فإذا أصاب روحا من تلك الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لانها منها
 

7 أبوعلي الاشعري، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن اورمة، عن بعض أصحابه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخوالمؤمن لابيه وامه لان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم إخوة لاب وام.

 

الله سبب الأمراض حسب الأديان والإسلام

 

روى البخاري:

 

5645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ

 

فكرة متنافية مع مفهوم العدالة الإلهية وكلية القدرة التي يفترضونها

 

روى أحمد:

 

4985 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُول

 

إسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - وهو ابن زياد الخراساني - فقد روى له ابن ماجه، وغير علي بن إسحاق - وهو السلمي، مولاهم المروزي - فقد روى له الترمذي، وكلاهما ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وحمزة بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (7108) ، ومن طريقه البغوي (4204) عن عبد الله بن عثمان، والخطيب في " تاريخ بغداد " 6/88-89 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا ألِإسناد. وأخرجه مسلم (2879) ، وابن حبان (7315) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي، به. وسيأتي برقم (5890) و (6207). ويشهد لمسألة البعث على النية لمن كان بأرض أصابها العذاب، حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وسيرد 6/105 وحديث أم سلمة، سيرد 6/2890

 

(24738) 25245- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يَقُولُ : حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ ، إِذْ ضَحِكَ فِي مَنَامِهِ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مِمَّ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَدْ اسْتَعَاذَ بِالْحَرَمِ ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْبَيْدَاءَ ، خُسِفَ بِهِمْ ، مَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ؟ قَالَ : جَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ ، مِنْهُمُ الْمُسْتَبْصِرُ ، وَابْنُ السَّبِيلِ ، وَالْمَجْبُورُ يَهْلِكُونَ مَهْلِكًا وَاحِدًا ، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى. (6/105)

 

وفي القرآن:

 

{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} الأنفال

 

هذه الأفكار تتنافى مع أسطورة ومفهوم خرافي آخر عن الله الخرافي هو العدالة التامة وكلية القدرة، ألا يستطيع الله لو أن له وجودًا أن يقضي على أو يعاقب المسيئين فقط؟!

 

تخويف الأديان الناس بالموت وتعليق إبكيورس (أبيقور)

 

روى أحمد:

1980 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ - قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ بَوْلِهِ - وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ " . ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً ، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: " لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا - قَالَ وَكِيعٌ: تَيْبَسَا ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122 و3/375، والبخاري (218) ، وابن ماجه (347) ، والأجري في "الشريعة" ص 362 من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376-377، والبخاري (1361) ، والنسائى 6/104، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (236) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (118) ، والبغوي (183) من طريق أبي معاوية وحده، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة 3/377، وهناد في"الزهد" (360) و (1213) ، والبخاري (6052) ، ومسلم (292) ، وأبو د اود (20) ، والترمذي (70) ، والنسائي 1/28-29، وابن الجارود (130) ، وابن خزيمة (56) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق وكيع وحده، به .

وأخرجه عبد بن حميد (620) ، والدارمي (739) ، ومسلم (292) ، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (1378) ، وابن حبان (3128) ، والآجري ص 362 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما بعده.

قوله: "وما يُعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/19: معناه أنهما لم يُعذبا في أمر كان يَكبُرُ عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول وترك النميمة، ولم يُردْ أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين، وأن الذنب فيهما هَيِّنَ سهل.

وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَل مدة بقاء النداوة فيهما حداً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخُوص في قبور موتاهم، وأرَاهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تَعاطَوْه من ذلك وجه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/320-321.

 

9037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ فمَاتَ - أَوْ مَاتَتْ - فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ ؟ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، قَالَ: " فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: " فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا "، قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا

قَالَ ثَابِتٌ - عِنْدَ ذَاكَ، أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ -: " إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البيهقي 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.

وسيأتي عن عفان مختصراً برقم (9272) ، وانظر (8634) .

وقوله: "ينورها بصلاتي عليهم"، قال السندي: أخِذَ منه خصوص الصلاة على القبر به صلى الله عليهم وسلم.

 

وروى البخاري:


1338 - حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ

 

1375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتْ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا وَقَالَ النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَوْنٌ سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ الْبَرَاءَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 956 ] وحدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري واللفظ لأبي كامل قالا حدثنا حماد وهو بن زيد عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد أو شابا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها أو عنه فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني قال فكأنهم صغروا أمرها أو أمره فقال دلوني على قبره فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم

 

[ 2867 ] حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن بن علية قال بن أيوب حدثنا بن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال

 

وذكرتُ في بحث الهاجادة الضخم المستقل من قبل المرويات عن عذاب القبر الخرافي عند السنة والشيعة الاثناعشرية وهو خرافة مضحكة فلماذا نخاف ونحن سنصبح جثثًا متحللة متفسخة من تعرض هذه الجثث لتعذيب؟! كيف ستشعر وكيف يتخيلون لها حياة كاملة في القبور وبأي منطق غريب أعوج؟!

 

وفي القرآن كمثالٍ:

 

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة

 

{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} الواقعة

 

إنه لمناسبٌ هنا في ذكرنا لاستعمال الإسلام أسلوب التخويف من الموت وأدبيات الموت والقبر في القرآن والأحاديث وما أكثرها أن نذكر تعليق إبكيورس الجريكي الفيلسوف الكلاسيكي القديم حيث قال ما معناه: إني كنتً ميتًا وعدمًا من قبلُ فلماذا ينبغي أن أخاف من العودة عدمًا؟!

 

يُفزَع معظم البشر من فكرة الموت وبسببها وبسبب الغرور البشري الأجوف للسذج اخترعت خرافات مثل الروح والخلود بعد الموت، أما في بعض المجتمعات الغربية ذات الأغلبيات الإلحادية العقلانية كالدنْمارك والنروِج والنمسا والسويد وغيرها فهم يأخذون الموت ببساطة وكمسلمة من المسلمات والقوانين الطبيعية الحاكمة لظاهرة الحياة وفق التفسير العلمي للموت (راجع باب الأخطاء العلمية من كتابي هذا)، صحيح أنه حدث كبير محزن كفقد الأحبة أو فقد الذات إلى العدم لكنه واقع لا يفيد الحزن في إزالته لأنه محتوم. راجع مثلًا كتاب مجتمعات بلا إله Societies without God. ولا يحاول المسلمون قط أن يسألوا أنفسهم كيف سيعذب إله عادل البشر لمجرد اختلاف عقائد وهل اختلاف الاعتقادات وحرية الاعتقاد والرأي والتعبدات جريمة؟! ولا يتفكرون أنه لا وجود لشيء اسمه "تعذيب أخلاقي أو مبرَّر" وأنه لا توجد جريمة فعلية مهما كانت بشعة تستحق عقابًا أبديًّا وفقًا لمبدإ تساوي الجريمة مع العقوبة وتناسبهما، فلا يصح معاقبة جريمة ذات وقت محدود كسرقة وغيره بعقوبة أبدية، واختلاف العقائد ليس إثمًا من الأصل لتجريمه.

 

تبرير وجود الشرور والأمراض في العالم

 

روى أحمد:

 

24114 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ، فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّتْ مِنْ خَطِيئَتِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، والقاسم والد عبد الرحمن هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق.

وأخرجه بنحوه مسلم (2572) (51) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2227) ، والبيهقي في "الشعب" (9828) من طرق عن عائشة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2481) ، والبيهقي في "الشُّعَب" (9860) من طريق عمران بن يزيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن سالم، عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "ما ضربَ على مؤمن عِرْقٌ قطُّ، إلا حطَّ الله عنه به خطيئة، وكتبَ له حسنة، ورفعَ له درجة" . قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عمران. قلنا: قال الحافظ في "الفتح" 9/105: سنده جيد.

وسيرد بالأرقام (24156) و (24157) و (24264) و (24573) و (24828) و (24884) و (25264) و (25338) و (25403) و (25429) و (25676) و (25804) و (26104) و (26175) و (26208) و (26246) و (26377) و (26385) .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سلف برقم (11007) . وذكرنا هناك تتمة أحاديث الباب.

وسيأتي من طريق إبراهيم عن الأسود، عن عائشة بالأرقام (24156) و (24157) و (25403) و (26175) و (26377) بلفظ: "إلا رفعه الله عز وجل بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة". وكذلك لفظه من طريق أبي وائل عن عائشة برقم (25429) .

قاله الحافظ في "الفتح" 9/105: وهذا يقتضي حصول الأمرين معاً: حصولَ الثواب، ورفعَ العقاب.

قلنا: وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب الحديث (2227) أن الأمراض قد تنزل بمن لا ذنب له ولا خطيئة من الأنبياء صلوات الله عليهم وممن سواهم، فتكون أجوراً لهم، وقد تنزل بمن له خطايا وذنوبٌ ، فتكون حصة لذنوبهم ولخطاياهم عنهم.

 

وروى البخاري:

 

5640 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

 

5641و5642 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ

 

5648 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ قُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ قَالَ أَجَلْ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا

 

رواه أحمد 3618

 

وروى أحمد:

 

27079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ فِي نِسَاءٍ، فَإِذَا سِقَاءٌ مُعَلَّقٌ نَحْوَهُ يَقْطُرُ مَاؤُهُ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ الْحُمَّى، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللهَ فَشَفَاكَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "

 

حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن. أبو عُبيدة بنُ حُذيفة وهو ابنُ اليَمَان - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه العجلي، ولم يذكره أحد بجرح. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير صحابية الحديث، فقد روى لها النسائي. حُصَيْن: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي.

وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 7/233، والمِزِّي في "تهذيبه" (في ترجمة أبي عُبيدة بنِ حُذيفة بنِ اليمان) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن سعد 8/325-326، والنسائي في "الكبرى" (7496) و (7613) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (629) ، والحاكم 4/404 من طرق عن شعبة، به. وقوَّى إسنادَه الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة فاطمة بنت اليمان) .

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7482) من طريق عَبْثَر بن القاسم، والطبراني في "الكبير" 24/ (626) و (627) و (628) و (630) من طريق عبد الله ابن إدريس وخالد بن عبد الله الواسطي وسليمان بن كثير وزائدة، خمستهم عن حُصَيْن، به.

وأخرجه الطبراني كذلك 24/ (631) من طريق إسماعيل بن إبراهيم أبي معمر القَطِيعي، عن جرير- وهو ابن عبد الحميد - عن حُصين، عن خيثمة، عن ابي عُبيدة بن حُذيفة، عن عمته، بنحوه. فزاد في الإسناد: خيثمة بين حُصين وأبي عبيدة. والأول أصح فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 214.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/292، وقال: رواه أحمد والطبرانى في "الكبير" بنحوه، وقال: وإسناد أحمد حسن.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1481) ، وفيه أن سعداً سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس... " وإسناده حسن.

وآخر من حديث ابن مسعود، قال: دخلتُ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُوعَك، فمسستُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتُوعَكُ وَعْكاً شديداً! قال: "اجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم"... وسلف برقم (3618) ، إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وثالث من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ: "إنَّا معاشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر"، سلف برقم (11893) .

 

تبرير ضعيف يفترض وجود ذنوب دينية هوسية مما يتخيله المهووسون الدينيون الأصوليون مغسولو الأدمغة، لكن وماذا عن طفل بريء أو حتى رضيع يعاني مرضًا رهيبًا يؤلمه على نحو رهيب ثم يموت وهو لم يدرك شيئًا من الحياة بعد، فما ذنبه لو صح تصورهم لوجود إله وأن له تحكمًا في أمور كهذه، وما ذنب حيوان في غابة ليمرض ويعاني أو يجوع أو يصاب بجرح أو عدوان من كائن مفترس آخر؟ أو حيوان يصاب بمرض خطير أو تلوث لجرح وغيره،كمثال كلب عادي بلديّ أصيب بتلوث وانتفاخ هائل مزمن في إحدى رجليه الأماميتين سينتهي بموته غالبًا بعد فترة طويلة من العناء وتوقف القائمة عن أن تكون مفيدة له بل صارت مصدر ألم، وهناك أمثلة رهيبة في الطبيعة يعرفها قراء البيولوجي وعرضنا بعضها بمواضع أخرى. ولأن هناك أناسًا طيبين فعلًا لا ذنب لهم فقد حاول المبررون القول بأن ذلك يرفع الله به درجاتهم في جنات الوهم الخرافية، نظرية كهذه لا تقل تناقضًا وسخافةً عن نظرية ولاهوت التجسد والصلب والفداء عند المسيحيين، ألم يكن الله الخرافي يستطيع إسعاد كل البشر والكائنات وأن يحقق لهم أكبر قدر من الرفاهية والسعادة بدون التسبب بألم لأحد وما حاجته أصلًا_ على فرض وجود كائن خرافي كهذا له تحكم خرافي كهذا في الأحداث_ لأن يتسبب بآلام ومعضلات ومشاكل للكائنات الحية والبشر؟! هنا نرجع إلى سؤال إبكيورس.

 

وروى أحمد:

 

15492 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ الْفَزَارِيُّ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ غَيْرُ الْفَزَارِيِّ: عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي، فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ ، وَلَا هَادِيَ لِمَا (1) أَضْلَلْتَ ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْعَيْلَةِ وَالْأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ، اللهُمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ، (2) اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ، وَالْفُسُوقَ، وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ (3) الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَهَ الْحَقِّ " (4)

 

(1) في (ظ 12) و (ص) : لمن. (2) في (ق) : منعتنا. (3) في (ظ 12) : كفرة، وهي كذلك في نسخة السندي.

(4) رجاله ثقات، عبيد الله بن عبد الله الزُّرقي، إنما هو عبيد بن رِفاعة وَهِمَ في اسمه هنا مروانُ بنُ معاوية الفزاري، وقد جاء عنه على الجادة من طرق أخرى كما سيأتي في التخريج، وُلِدَ في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه جمع، ووثقه العجلي والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (699) عن علي ابن المديني، والنسائي في "الكبرى" (10445) - وهو في "عمل اليوم والليل" (609) ، والبزار (1800) (زوائد) ، والحاكم 3/23- 24 من طريق زياد بن أيوب، وابن أبي عاصم في "السنة" (381) مختصراً، والطبراني في "الكبير" (4549) من طريق دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، والطبراني في "الكبير" (4549) ، وفي "الدعاء" (1075) من طريق داود بن عمرو الضبي وسهل بن عثمان العسكري، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 10/127 من طريق السري بن مغلس، ستتهم عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، به.

وفي رواية ابن أبي عاصم: عن ابن رفاعة، دون تعيين. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي!

وقال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث رفاعة، ولا رواه عن عبيد إلا عبد الواحد (تحرف في المطبوع: عبد الرحمن) وهو مشهور لا بأس به، روى عنه أهل العلم.

وأخرجه الحاكم 1/506-507 وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (173) من طريق خلاد بن يحيى، عن عبد الواحد، عن عبيد بن رفاعة، به. وقال: صحيح على شرطهما، وتعقبه الذهبي هنا بقوله: الشيخان لم يخرجا لعبيد، وهو ثقة، والحديث مع نظافة إسناده منكر، أخاف أن يكون موضوعاً!

وقد اختلف فيه على عبد الواحد بن أيمن.

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10446) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (610) من طريق أبي نعيم، عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، مرسلاً.

وقد أشار الإمام أحمد إلى إرساله في الإسناد فقال: وقال غير الفزاري: عبيد بين رفاعة الزرقي.

وقد أورده الذهبي مطولاً في "السيرة النبوية" 1/419-420 (ظبعة مؤسسة الرسالة) ، وقال: هذا حديث غريب منكر!

قال السندي: قوله: "وانكفأَ": أي: انقلبوا ورجعوا إلى بيوتهم.

قوله: "حتى أُثني"، بضم الهمزة: من الثناء.

قوله: "فصاروا": أي المسلمون.

قوله: "يوم العَيْلَة"، ضبط بفتح العين: أي يوم الحاجة.

 

وروى البخاري:

 

844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بِهَذَا عَنْ الْحَكَمِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ وَرَّادٍ بِهَذَا وَقَالَ الْحَسَنُ الْجَدُّ غِنًى

 

6615 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ اكْتُبْ إِلَيَّ مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ فَأَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ أَنَّ وَرَّادًا أَخْبَرَهُ بِهَذَا ثُمَّ وَفَدْتُ بَعْدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَسَمِعْتُهُ يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ الْقَوْلِ

 

وانظر أحمد 18232 و18522 و18139 و16105 و16839 و81158 و18199 و18233 ومسلم 593.

 

تصور للإله الخرافي ككائن مخادع مراوغ (انعكاس وتشخيص وهمي منهم لعشوائية وتقلب أحداث الحياة) قد يعطي ما يبدو في ظاهره خيرًا لدمار وتأذي الناس وغيرها من أفكار وتصرفات شريرة منسوبة للكائن الوهمي. أنه يؤذي ناسًا لمجرد اختلاف العقيدة ويتحيز لآخرين ويشجعهم ويساعدهم على أذية غيرهم لمجرد اتباعهم المتحيز زعمًا لهم لعقيدة معينة (الإسلام). وإنه لطبيعي وبديهي أن تدعم أي سلطة طبقية لا ترعى العامة وحقوقهم أن تشجع هذه الأفكار الخرافية القدرية الاستسلامية مثلما فعل معاوية وعلى نهجه معظم الحكام العرب والمسلمين حتى اليوم.

 

معضلة يوثيريو الأخلاقية: الله لا يأمر بالشر وزعم الأديان وأتباعها إمكانية تحويل الله للشر إلى خير والعكس

 

يدعي الأصوليون أن الفعل الإجرامي السيئ بمجرد تبريرهم له بأن النص الديني والله الخرافي بزعمهم أمر به، فهو يتحول فجأة وبمخالفة المنطق إلى فعل أخلاقي وصالح! وهذا مستحيل لأن الله نفسه كما حكم علماء المنطق المتدينين والملحدين لو كان له وجود فلا يمكنه اجتراح مخالفة المنطق، لا يمكنه مثلًا جعل جملة 1+1=4 صحيحة بأي حال، وقديمًا سأل فيلسوف ملحد المؤمنين سؤالًا محرجًا: هل يستطيع الإله خلق صخرة لا يستطيع هو نفسه تحريكها؟! إن أجابوا نعم يصير الإله عاجزًا عن فعل شيء فتسقط عنه صفة كمال القدرة الكلية فلا يصير إلهًا، وإن قلتم لا فنفس النتيجة لأن هناك شيئًا عجز عنه. هذا السؤال كشف تناقض فكرة كلية القدرة وفكرة الله كخرافة كلها. لكن المسيحيين اللاهوتيين لاحقًا أجابوا بأن الله قادر على فعل كل شيء عدا ما يخالف المنطق. بنفس الطريقة قولكم أن الله بمجرد أن يأمر ويبيح شيء يصير حلالًا وأخلاقيًّا هو كلام غير مقبول، كقولكم عن زواج الأطفال الإناث وعن قتل الوثنيين وسبي النساء واحتلال الشعوب وفرض الجزية والنهب، وقديمًا سال سقراطس يوثيريو عند قاعة محكمة فيما الاثنان منتظران لقضايا كانت لديهما، كنت ترجمت كتاب (القيم والأخلاق في كون بلا إله) وفيه ملخص القصة هكذا:

يبدأ الحوار بسقراط[س] يقابل يوثيريو في ساحة الملك. سقراط[س] كان هناك للدفاع عن نفسه ضد اتهامات مِلِتُسْ Meletus، والتي أطلقت المحاكمة التي ستؤدّي آخر الأمر إلى إعدام سقراط[س]. كان يوثيريو هناك لأنه انتوى مقاضاة أبيه بقتل أحد عُمّال الأسرة. كان العامل قد قتل أحد عبيد الأسرة في غضبٍ مخمورٍ، وقد قيَّدَ والد يوثيريو العامل وألقاه في قناة بينما كان يحال تقرير ما عليه أن يفعله معه. نتيجةً لذلك مات العامل من البرد والجوع. علَّق يوثيريو بأن عائلته تعارض ما يفعله وتُعلِّق بالتالي: "إنهم يصرُّون.....أني لا يجب عليّ شغل نفسي بشأن شخص كهذا لأنه غير تقيٍّ بالنسبة لابنٍ أن يقاضيَ أباه لأجل القتل. هكذا قليلٌ_يا سقراط[س]_ ما يعرفون عن القانون الإلهيّ للتقوى والفسق".

 

كنتيجة لادعائه أنه يعلم شيئًا أو شيئين بصدد طبيعة التقوى، سرعان ما يجد يوثيريو نفسَه متورِّطًا في نقاش فلسفي معقَّد مع سقراط[س]. في وسط النقاش يطرح سقراط[س] ما قد أصبح أحد أكثر الأسئلة نقاشًا مما وضعه أفلاطون على لسان سقراط[س]: "هل الآلهة يحبون التقوى لأنها تقية، أم أنها تقيَّة لأنهم يحبونها؟" هذا السؤال هو أساس ما يُعرَف بـ "معضلة يوثيريو".    

 

الإجابة التي قد اقترحتها على هذا النوع من السؤال هي أن الله لو يوجد، فإن بعض أفعالنا ربما تكون إلزامية لأن الله قد أمرنا بفعلها. لكن ليس كل الأفعال كمثل ذلك. علاوة على ذلك، فإن بعض الأشياء الجيدة_على الأقل_ليست جيدة لأن الله يحبها. عوضًا عن ذلك، فبعض الأشياء جيدة في جوهرها. إن مصادقة تامّة على الطرف الثاني للمعضلة التي طرحها سقراط[س] ليس موقفًا عقلانيًّا. إن أساس الأخلاق هو مجموعة من الحقائق الأخلاقية الحتمية البديهية. لا كائن _طبيعيَّ أو فائقًا للطبيعة_مسؤول عن صحة هذه الحقائق الأخلاقية أو له تحكُّم فيها.

 

روى البخاري:


4117 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ قَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ قَالَ فَإِلَى أَيْنَ قَالَ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ

4118 - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا فِي زُقَاقِ بَنِي غَنْمٍ مَوْكِبَ جِبْرِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ حِينَ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ


3043 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ هُوَ ابْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهُ فَجَاءَ عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا دَنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ قَالَ فَإِنِّي أَحْكُمُ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ قَالَ لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِكِ

 

4121 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ فَأَتَى عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ لِلْأَنْصَارِ قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ خَيْرِكُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ فَقَالَ تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ وَتَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ قَالَ قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ وَرُبَّمَا قَالَ بِحُكْمِ الْمَلِكِ

 

وروى أحمد:

 

(18776) 18983- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ : عُرِضْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ ، خُلِّيَ سَبِيلُهُ ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ ، فَخُلِّيَ سَبِيلِي. (4/310)

 

(19421) 19641- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ قَالَ : عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ ، فَشَكُّوا فِيَّ ، فَأَمَرَ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَيَّ ، هَلْ أَنْبَتُّ بَعْدُ ؟ فَنَظَرُوا ، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ ، فَخَلَّى عَنِّي وَأَلْحَقَنِي بِالسَّبْيِ. (4/383)

 

(19422) 19642- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَطِيَّةَ يَقُولُ : كُنْتُ يَوْمَ حَكَمَ سَعْدٌ فِيهِمْ غُلاَمًا ، فَلَمْ يَجِدُونِي أَنْبَتُّ فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ. (4/383)

 

21589 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي. قَالَ: "لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، لَدَخَلْتَ النَّارَ " قَالَ: فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

 

إسناده قوي، سعيد بن سنان صدوق لا بأس به. وباقي رجاله ثقات. وهو موقوف من حديث أُبي بن كعب وابن مسعود وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت. سفيان: هو الثوري، وابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز.

وهو عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (844) عن أبيه، عن يحيى بن سعيد. بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد (247) عن عبد الرزاق، وأبو داود (4699) ، وابن حبان (727) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به.

وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1962) ، والآجري في "الشريعة " ص187 و203 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية حدير بن كريب، حدثه عن كثير بن مرة، عن ابن الديلي. ولم يذكر الطبراني، والآجري في الموضع الأول في إسناده غير زيد بن ثابت، أما الموضع الثاني فذكر فيه سعد بن أبي وقاص بدل حذيفة، وكلاهما لم يذكرا قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك... إلخ. عبد الله بن صالح - وهو كاتب الليث - سيئ الحفظ.

وأخرجه الطبراني (10564) من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن عمران بن حصين، فحدثه به موقوفاً. ثم قال أبو الأسود فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته، فقال عبد الله لأُبي بن كعب يا أبا المنذر، حدثه، فقال أُبي: يا أبا عبد الرحمن حدثه، فحدث ابن مسعود بمثل حديث عمران بن حصين، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعمر بن عبد الله ضعيف كثير الإرسال.

وأخرجه الطبراني أيضاً 18/ (556) عن عبدان بن أحمد، عن محمد بن مصطفى، عن محمد بن شعيب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي، عن أبي الأسود الدؤلي عن عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب، مرفوعاً. وإسناده حسن.

ولم يذكر في كلا الروايتين قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك... إلخ.

وسيأتي الحديث برقم (21611) و (21653) .

ويشهد لقوله: "وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك " حديث ابن عباس عند الترمذي (2144) ، والطبراني (11243) ، والحاكم 2/542، ورواية الطبراني والحاكم جاءت ضمن حديث طويل.

وحديث عبادة بن الصامت موقوفاً سيأتي 5/317، ورفعه الآجري في إحدى طرقه ص186.

 

وقد ذكرتُ كثيرًا من نصوص العنف في الأبواب التي تتكلم عن العنف والعنصرية في هذا الجزء والكتاب، وكذلك في الجزء الأول (حروب محمد الإجرامية)، كتعاليم سورة التوبة وغيرها بإبادة الوثنيين الذين لا يخضعون للتظاهر بالإسلام المحمدي. وذكرت في ج1 المذكور كثيرًا من أعمال ونصوص الإكراه الديني للوثنيين العرب بل ولليهود كذلك. والحديث 21589 من مسند أحمد شبيه بالنص القرآني {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} الأنبياء، وهو مبدأ باطل لأن الكامل المزعوم يجب أن يخضع لقانون العدل والحق، وهذا غير حادث لو افترضنا إدارة الكون بإلههم الخرافي المزعوم ففي حيوات الكائنات كلها مشاكل ومساوئ كثيرة ومعاناة وتركيبة الحياة نفسها كتفاعلات بين الكائنات وكتراكيب جسدية ملية بالعيوب التطورية والبقايا والتراكيب الأثرية كلها تدل على عدم وجود إله وأن الطبيعة تسير بلا وعي في حد ذاتها، لكن بعض الكائنات هي من اكتسبت درجات مختلفة من التفكير والوعي والإدراك.

نصوص تمتدح قريشًا وترفعهم فوق باقي الجنس البشر على نحو عنصري

 

روى مسلم:

 

[ 2276 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

 

ورواه أحمد 16986 وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (161) والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/4، وفي "الصغير" 1/9، والترمذي (3606) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1495) و (1496) ، وفي "الآحاد والمثاني" (894) و (895) ، وأبو يعلى (7485) و (7487) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (161) ، والبيهقي في "السنن الكبرى " 6/365، وفي "دلائل النبوة" 1/165 و166، والخطيب في "تاريخه" 13/64، والبغوي في "شرح السنة" (3613).

 

وروى أحمد:

 

17517 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: أَتَى نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّمَا مِثْلُ مُحَمَّدٍ مِثْلُ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كِبَا - قَالَ حُسَيْنٌ: الْكِبَا: الْكُنَاسَةُ - . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَنَا ؟ " . قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ . قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ قَطُّ يَنْتَمِي قَبْلَهَا - أَلَا إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا "

 

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راوييه: يزيد بن عطاء: هو اليشكري الواسطي، وشيخه يزيد: هو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، وقد اضطرب الأخير في إسناد هذا الحديث، فمرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة كما هو عند المصنف هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة عن العباس، ومرة أخرى يسقط منه العباس، ومرة يسقط المطلب بن أبي وداعة، انظر ما سلف في مسند العباس برقم (1788) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (675) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن أبان، كلاهما عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/430-431، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (439) ، وفي "السنة" (1497) ، والطبراني 20/ (676) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/168-169 عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به. لكن وقع اسم صحابي الحديث في رواية البيهقي: ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب، بإسقاط عبد المطلب. وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، وقد سلف برقم (16986) .

 

بهذه الصورة تصور داعمو السلطة رفع قريش فوق كل باقي البشر بصورة استعلائية متكبرة جوفاء لانفراد سلالة معينة منهم بالحكم باسم حق إلهي. كان الحكم المنفرد الاحتكاري الملكي باسم الحق الإلهي هو موضة الزمن القديم شرقًا وغربًا. الكتب التاريخية الإسلامية عندما أتصفحها أحيانًا أرى خطب الخلفاء الأمويين فيها ومن قبلهم عثمان بن عفان بجملته (قميصٌ قمصنيه الله) حافلة بنظرية الحق الإلهي وعدم جواز اعتراض المحكومين وأن عليهم الطاعة العمياء وأن الخليفة والسلطان ظل الله في أرضه.

 

يقول الواقدي:

 

وَجَعَلَ أَبُو قَتَادَةَ يُرِيدُ أَنْ يَنَالَ مِنْ قُرَيْشٍ، لِمَا رَأَى مِنْ غَمّ رَسُولِ اللّهِ ص فِى قَتْلِ حَمْزَةَ وَمَا مُثّلَ بِهِ كُلّ ذَلِكَ يُشِيرُ إلَيْهِ النّبِىّ ص أَنْ اجْلِسْ ثَلاثًا - وَكَانَ قَائِمًا - فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: “أَحْتَسِبُك عِنْدَ اللّهِ”، ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: “يَا أَبَا قَتَادَةَ، إنّ قُرَيْشًا أَهْلُ أَمَانَةٍ مَنْ بَغَاهُمْ الْعَوَاثِرَ كَبّهُ اللّهُ لِفِيهِ وَعَسَى إنْ طَالَتْ بِك مُدّةٌ أَنْ تَحْقِرَ عَمَلَك مَعَ أَعْمَالِهِمْ، وَفَعَالَك مَعَ فَعَالِهِمْ، لَوْلا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللّهِ”. قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: وَاَللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا غَضِبْت إلاّ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ حِينَ نَالُوا مِنْهُ مَا نَالُوا، قَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: “صَدَقْت، بِئْسَ الْقَوْمُ كَانُوا لِنَبِيّهِمْ”.

 

وفي مسند أحمد:

 

16928 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا مَا لِخِيَارِهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "

 

إسناده صحيح، وأخرجه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/481 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/169، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1129) و (1527) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. ولفظ ابن أبي عاصم: "الناس تبع لقريش في هذا الأمر لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم". وفي باب قوله: "الناس تبع لقريش...": عن أبي هريرة، برقم (7306) من مسند أحمد، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. ونزيد عليها: عن أبي بريدة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1511) . وعن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5841)، وفي "الأوسط" (5592) . وفي باب قوله: "لولا أن تبطر قريش": عن جبير بن مطعم وابن عباس وقتادة عند ابن أبي عاصم بالأرقام (1528) و (1529) و (1530)

 

1521 - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عمر بن سعد، أو غيره: أن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من يهن قريشا يهنه الله عز وجل "

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن سعد، فمن رجال النسائي، وهو صدوق. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19905) ، ومن طريقه أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/746، ولم يقل فيه "أو غيره"، ووقع في المطبوع من "الكامل" مكان "عمر بن سعد": عامر بن سعد، وهو من خطأ الطبع، وانظر (1473) .

 

1587 -وحدثنا أبو كامل، مرة أخرى حدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن محمد بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " من يرد هوان قريش، أهانه الله "

حديث حسن، وقوله في الإسناد عن أبي كامل: حدثني صالح بن كيسان، ليس المراد منه أن أبا كامل يرويه مباشرة عن صالح، فإنه لا تعرف له رواية عنه، وإنما المراد أنه رواه مرة أخرى عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/103، والترمذي (3905) ، وأبو يعلى (775) ، والشاشي (123) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (542) ، والحاكم 4/74، والبغوي (3849) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، وابن أبي عاصم في "السنة" (1503) ، و"الآحاد والمثاني" (215) عن يعقوب بن حميد، والترمذي (3905) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، بهذا الإسناد. وزادوا فيه بين محمد بن أبي سفيان وبين محمد بن سعد يوسف بن الحكم. قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. وانظر ما قبله.

 

 

ورواه أحمد (1473) و(1521) و(1586) و(1587) .

 

وصايا مضحكة تجعل من قريش قبيلة ومجموعة مقدسة، وإن أشخاصًا كالمماليك مسحوا بكرامة أواخر العباسيين أرض مصر حيث كان مقر الخلافة العباسية الثانية، ولم يعد لقريش وجود اليوم.

 

ويذكر ابن إسحاق التالي:

 

قال ابن إسحاق: فلما انهزمت هوازن استحر القتلُ من ثقيف في بني مالك، فقُتل منهم سبعون رجلا تحت رايتهم، فيهم عثمان بن عبد اللّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب، وكانت رايتهم مع ذي الخمار، لم فلما قتل أخذها عثمان بن عبد اللّه، فقاتل بها حتى قُتل.

قال ابن إسحاق: وأخبرني عامر بن وهب بن الأسود، قال: لما بلغ - رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قتلُه، قال: أبعده اللّه، فإنه كان يبغض قريشاً.

 

وهذا رواه عبد الرزاق في مصنفه:

 

19904 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رجلا من ثقيف قتل يوم أحد فقال النبي صلى الله عليه و سلم أبعده الله فإنه كان يبغض قريشا

 

مرسل من بلاغات الزهري فهو منقطع.

 

كما نرى لعنه_حسب القصة هنا_ ليس لأنه وثنيًّا، بل لكونه يكره قريشًا قبيلة محمد وقلب ومركز مشروعه لدين ودولة كما يرى البعض كالأستاذ سيد محمود القمني.

 

 

من قال أن الله لو كان له وجود كان سيفضل عرقًا بشريًّا على آخر

تفضيل العرب في تحرير المستعبَدين

 

ومن ضمن نفسية العنصرية الإسلامية العربية، لم يكن هناك فقط التمييز الديني في مقابل حق كل البشر في الحرية كحق من الحقوق الأصيلة والمساواة في الحقوق والواجبات في إطار التنافس الشريف النزيه، بل وكذلك تمييز جنسي عرقيّ، ومع كوني من جنس العرب وممن يتكلمون بلسانهم ومن نسلهم على الأرجح، فلا أرى ما يجعلنا نعتبر أي جنس بشري-العرب أو غيرهم_أعلى وأسمى من باقي أجناس وأنواع البشر مختلفي الألوان والسمات الجسمانية الخارجية، ولا ما يجلعنا نعتبرهم أولى بحق من الحقوق أكثر من غيرهم، أو يعطيهم الحق بالاستئثار والاحتكار لحق دون غيرهم كانفرادهم بحكم المسلمين لزمن طويل مع استعلائهم وتغطرسهم الأجوف في الزمن القديم.

 

وروى البخاري:

 

4366 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعْدَ ثَلَاثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهَا فِيهِمْ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ وَكَانَتْ فِيهِمْ سَبِيَّةٌ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَ أَعْتِقِيهَا فَإِنَّهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهُمْ فَقَالَ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمٍ أَوْ قَوْمِي

 

6404 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ مَنْ قَالَ عَشْرًا كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لِلرَّبِيعِ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن ابْنِ أَبِي لَيْلَى فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فَقُلْتُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ فَقَالَ مِن أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ يُحَدِّثَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الرَّبِيعِ قَوْلَهُ وَقَالَ آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَوْلَهُ وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ عَنْ هِلَالٍ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلَهُ وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَالصَّحِيحُ قَوْلُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرٍو

 

وروى مسلم:

 

[ 2525 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الحارث عن أبي زرعة قال قال أبو هريرة لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هم أشد أمتي على الدجال قال وجاءت صدقاتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا قال وكانت سبية منهم عند عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل

 

[ 2693 ] حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني حدثنا أبو عامر يعني العقدي حدثنا عمر وهو بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل وقال سليمان حدثنا أبو عامر حدثنا عمر حدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك قال فقلت للربيع ممن سمعته قال من عمرو بن ميمون قال فأتيت عمرو بن ميمون فقلت ممن سمعته قال من بن أبي ليلى قال فأتيت بن أبي ليلى فقلت ممن سمعته قال من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

وبالإضافة إلى مسلم والبخاري، رواه أحمد 23583 وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 4/369 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6404) ، ومسلم (2693) من طريق أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، عن عمر بن أبي زائدة، به. وأخرجه الطبراني (4023) من طريق حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن ابن أبي ليلى، عن أبي أيوب. وذكره البخاري تعليقاً بإثر (6404) عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به - ولم يذكر الربيع بن خثيم فيه. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (120) من طريق زهير بن معاوية وإسرائيل، و (121) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به عن أبي أيوب موقوفاً، ولم يذكر زيدٌ عبدَ الرحمن بن أبي ليلى. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 6/102-103، والطبراني (4020) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب . وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (118) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (113) ، والشاشي في "مسنده" (1149) ، والطبراني (4022) والبيهقي في "شعب الإيمان" (594) و (595) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/152 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، فذكره، ثم سأله الشعبي عمن سمعه ... إلخ . وأخرجه النسائي (118) ، والبيهقي في "الشعب" (2544) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو ابن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة، عن أبي أيوب - وزاد في أوله: "من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ..." الحديث، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (23554). وخالف زائدةَ بن قدامة أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى عند النسائي (117) فرواه عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قوله. وهو من حديث ابن مسعود من طريق هلال بن يساف عند النسائي (114) و (115) و (116) ، وأشار إليه البخاري عقب الحديث (6404) .

 

[ 2276 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

 

وروى أحمد:

 

26268 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا رَقَبَةٌ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فَجَاءَ سَبْيٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ خَوْلَانَ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ، فَنَهَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ سَبْيٌ مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ، " فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعْتِقَ مِنْهُمْ "

 

حسن لغيره ، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن معقل، وجاء اسمه عند الحاكم في "المستدرك" : عبد الله بن معقل، وذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه عبد الله بن معقل المحاربي ، وهذا قد ذكره المزي في "التهذيب" تمييزاً، وذكره الذهبي في "الميزان" ، وقال: محلُّه الصدق، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول. ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في كتبهم. مسعر: هو ابن كِدَام، وقد اختلف عليه في وصله وإرساله، والمرسل منه أصح.// وأخرجه البزار في "مسنده" (2827) (زوائد) من طريق أبي أحمد الزبيري، به، وتحرَّف فيه عُبيد بن حسن إلى عُبيد بن حسين. قال البزار: رواه شعبة، عن عبيد بن حسن، عن ابن معقل قال: كان على عائشة محرَّر من ولد إسماعيل... ولم يقل: عن عائشة. قلنا: يعني أنه رواه مرسلاً.// وروي عن مسعر مرسلاً كذلك: فقد أخرجه ابن راهويه (1768) عن الفضل بن دكين، والحاكم في "المستدرك" 2/216 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن مسعر. عن عبيد ابن الحسن، عن ابن معقل قال: كانت على عائشة رقبة - أو نسمة - من ولد إسماعيل ... قال الحاكم: تابعه شعبة عن عبيد بن الحسن، ثم أخرجه من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!// وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/242، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم أعرفهم، ثم ذكره فيه 10/46، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح!// وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند البزار (2825) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10400) ، وفي إسناده علي بن عابس، وهو ضعيف. قال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس. واَخر من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (2826) (زوائد) وفي إسناده أحمد بن عبد الله بن أبي السفر (شيخ البزار) ، قال النسائى: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ. قلنا: ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. لكن يُعتبر به في المتابعات والشواهد.

 

هنا اعتبر محمد أن اليمنيين لسمرتهم الشديدة وصلتهم العرقية بالتكاثر مع الإثيوبيين ليسوا من نفس الجنس العربي، الذي يسميه في خرافته بولد إسماعيل الخرافي.

 

16583 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ "، قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ "

حديث صحيح على خلاف في صحابيه، هل هو الزرقي أم غيره، وجرى على أنه هو: البخاري وأبو أحمد الحاكم والدولابي في "الكنى"، وهذا مقتضى صنيع الإمام أحمد هنا، وفرق بينهما الحافظ في "الإصابة"، والمزي في "تهذيب الكمال"، والخلاف في الصحابي لا يضر. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/79- 80 و10/244، والنسائي في "الكبرى" (9852) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (27) - وابن ماجه (3867) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد- وقد تحرف في مطبوع ابن أبي شيبة اسم أبي عياش إلى ابن عياش. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/381-382، وأبو داود (5077) ، والطبراني في "الكبير" (5141) ، وفي "الدعاء" (331) من طريقين عن حماد ابن سلمة، به. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (63) من طريق أبي هلال، عن أبي صالح، به. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/46-47 من طريق زيد بن أسلم، عن أبي عياش، به. وأخرجه أبو داود (5077) من طريق وهيب: وهو ابن خالد، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن أبي عائش، به، فسماه ابن أبي عائش، وقال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عائش .

 

لا يوجد أدنى سبب لتفضيل عرق بالتحرير والحرية، غريزة البشر البيولوجية تفضيل الناس من نفس اللون واللغة والبلد، عندما تسقط طائرة نهتم بمن ماتوا من بلدنا فقط وعددهم، عندما تحدث أي كارثة أو هجوم إرهابي نفس الأمر، نعطي مواطني الدولة مميزات أكثر مما للزائرين السياح والعاملين الأجانب الذين نفرض عليهم رسومًا أكثر من المواطن، الإنسان السامي يعرف أن كل ذلك خطأ، وأن كل البشر إخوة تحت الجِلد ومتساوون في الحقوق والواجبات عمومًا، عدا استثناء الحقوق بالجنايات والواجبات بالعاهات والأمراض. ولو كان هناك إله كما يزعمون فلن يكون متحيزًا لجنس بشري على حساب آخر، بل ولا متحيزًا للبشر على حساب باقي الكائنات، هذه تحيزات بشرية بيولوجية وشوفينية قومية انغلاقية عفنة معروفة، الإنسان السامي النبيل أسمى من هذه القاذورات، والله لو يكون له وجود فسيكون أكثر نزاهة وحيادًا وعدالة من ذلك، فلا يوجد سبب بشريّ تحيزيّ يجعله يفضل جنسًا على آخر، هذه مجرد أحلام بشر عنصريين حاقدين على إخوتهم الآخرين من البشرية، تمامًا كما يقول الأمركيون: بارك الله أمِرِكا God bless America، وليس بارك الله العالم وكل الكائنات.

 

التوصية المخصوصة على نسل فاطمة بنت محمد وأقارب محمد ونسلهم

 

في القرآن:

 

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)} الشورى

 

وروى البخاري:

 

3751 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ قَالَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ

 

لا أعتقد أن إلهًا عادلًا أو رسوله سيعطي توصية خاصة استثنائية بمعاملة خاصة وعادلة لناس معينين، بل يجب وفق قاعدة العدالة المساواة والعدالة مع الجميع وعدم ظلم أي أحد، لا علاقة للنسب بذلك.

 

الله يحابي في حسابه للبشر من هم من نسل محمد بزعمه أو زعم رواة الأحاديث!

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج11:

 

11621- حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْقَاسِمِ الصَّيْدَلاَنِيُّ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي.

 

قال الهيثمي في مجمع الزوائد9/ 173: ورجاله ثقات. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد10/ 271 والضياء في الأحاديث المختارة.

 

وروى الطبراني في الكبير ج3:

 

2633- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدِينِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَسَارَّهُ ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ فَجَاءَ الصُّفَّةَ ، فَوَجَدَ الْعَبَّاسَ وَعَقِيلاً وَالْحُسَيْنَ ، فَشَاوَرَهُمْ فِي تَزْوِيجِ أُمِّ كُلْثُومٍ عُمَرَ ، فَغَضِبَ عَقِيلٌ : وَقَالَ : يَا عَلِيُّ مَا تَزِيدُكَ الأَيَّامُ وَالشُّهورُ وَالسِّنُونَ إِلاَّ الْعَمَى فِي أَمْرِكَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَيَكُونَنَّ وَلَيَكُونَنَّ لأَشْيَاءَ عَدَدُهَا . وَمَضَى يَجُرُّ ثَوْبَهُ ، فَقَالَ عَلَيٌّ لِلْعَبَّاسِ : وَاللَّهِ مَا ذَاكَ مِنْهُ نَصِيحَةٌ ، وَلَكِنَّ دِرَّةَ عُمَرَ أَخْرَجَتْهُ إِلَى مَا تَرَى ، أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَاكَ رَغْبَةً فِيكَ يَا عَقِيلُ ، وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي ونَسَبي . فَضَحِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقَالَ : وَيْحَ عَقِيلٍ ، سَفيهٌ أَحْمَقُ.

 

 

 

 

ورواه عبد الرزاق 10354 والحاكم في المستدرك 3/ 172، وقال الذهبي إسناده منقطع.

 

وروى أحمد:

 

(18907) 19114- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ بَكْرٍ بِنْتُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ ، أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهِ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ ، فَقَالَ لَهُ : قُلْ لَهُ : فَلْيَلْقَنِي فِي الْعَتَمَةِ ، قَالَ : فَلَقِيَهُ ، فَحَمِدَ الْمِسْوَرُ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، وَاللَّهِ مَا مِنْ نَسَبٍ ، وَلاَ سَبَبٍ ، وَلاَ صِهْرٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَبَبِكُمْ وَصِهْرِكُمْ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَاطِمَةُ مُضْغَةٌ مِنِّي ، يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا ، وَيَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا ، وَإِنَّ الأَنْسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَنْقَطِعُ غَيْرَ نَسَبِي ، وَسَبَبِي ، وَصِهْرِي ، وَعِنْدَكَ ابْنَتُهَا وَلَوْ زَوَّجْتُكَ لَقَبَضَهَا ذَلِكَ قَالَ : فَانْطَلَقَ عَاذِرًا لَهُ

 

حديث صحيح دون قوله: "وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري" فهو حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أم بكر بنت المسور لم يرو عنها إلا ابن ابن أخيها عبد الله بن جعفر المخرمي، ولم يوثقها أحد، وذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان "، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة.

ثم إنه قد اختلف فيه على عبد الله بن جعفر: وهو المَخْرَمي. فرواه أبو سعيد مولى بني هاشم -كما في هذه الرواية- عنه، عن أم بكر بنت المسور، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.

ومن طريق أحمد هذا أخرجه الحاكم 3/58، والبيهقي في "السنن" 7/64. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

ورواه عبد الله بن أحمد- كما سيأتي في الرواية (18930) - عن محمد بن عباد، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، إلا أنه قرن بأمِّ بكر جعفرَ بن محمد، وهو الصادق.

وقد اختلف فيه على محمد بن عباد، فرواه الطبراني في "الكبير" 20/ (30) ، عن موسى بن هارون، عن محمد بن عباد، المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن جعفر ابن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، به، فجعل أم بكر ترويه عن جعفر بن محمد الصادق.

ورواه مختصراً عبد العزيز بن يحيى بن عبد الله العامري كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2956) وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي كما عند الطبراني في "الكبير" 22/ (1014) ، وإسحاق بن محمد الفروي كما عند الخلال في "السنة" (655) والبيهقي في "السنن" 7/64، ثلاثتهم عن عبد الله ابن جعفر، عن أم بكر بنت المسور عن أبيها دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع في الإسناد، والأويسي ثقة، وأما عبد العزيز بن يحيى فلم نعرفه، وأما إسحاق ابن محمد الفروي فضعيف، وقد اختلف عليه فيه.

فأخرجه الحاكم 3/154 من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبو نعيم  في "الحلية" 3/206 من طريق محمد بن أيوب السختياني، كلاهما عن إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن جعفر بن محمد -وهو الصادق- عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور.

ورواه إبراهيم بن زكريا العبدسي فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (33) ، عن عبد الله بن جعفر، عن عمته أم بكر بنت المسور مرسلاً، وفيه: أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوَّجه، وقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". وإبراهيم بن زكريا منكر الحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/203، وقال: رواه الطبراني، وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد، ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا.

قلنا: فاته أن ينسبه إلى أحمد. وسيرد برقم (18930) .

وقوله: "فاطمة مضغة مني يقبضني ما قَبَضها ويبسطني ما بسطها".  سيرد نحوه بأسانيد صحيحة برقم (18912) و (18913) و (18926) وانظر حديث عبد الله بن الزبير السالف برقم (16123) .

وقوله: "إن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري".

يشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (11138) ولفظه: "إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة".  وإسناده ضعيف إلا أن له شواهد يتقوى بها حشدناها هناك، فلتراجع لزاماً.

 

(18930) 19138- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ ، وَجَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ قَالَ : بَعَثَ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ إِلَى الْمِسْوَرِ يَخْطُبُ بِنْتًا لَهُ قَالَ لَهُ : تُوَافِينِي فِي الْعَتَمَةِ ، فَلَقِيَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ الْمِسْوَرُ ، فَقَالَ : مَا مِنْ سَبَبٍ ، وَلاَ نَسَبٍ ، وَلاَ صِهْرٍ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَسَبِكُمْ ، وَصِهْرِكُمْ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي ، يَبْسُطُنِي مَا بَسَطَهَا ، وَيَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا ، وَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَنْسَابُ وَالأَسْبَابُ ، إِلاَّ نَسَبِي وَسَبَبِي ، وَتَحْتَكَ ابْنَتُهَا ، وَلَوْ زَوَّجْتُكَ قَبَضَهَا ذَلِكَ . فَذَهَبَ عَاذِرًا لَهُ.

 

 

11138 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُونَ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَنْفَعُ قَوْمَهُ، بَلَى وَاللهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، فَإِذَا جِئْتُمْ " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ لَهُمْ: " أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى "

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حمزة بن أبي سعيد الخدري، قال الحافظ في "التعجيل" : لم يذكر فيه ابنُ أبي حاتم جرحاً، ولا ذكروا له راوياً غير ابن عقيل، ثم إن في الإسناد اضطراباً، فقد روي عن عبد الله بن محمد -وهو ابن عقيل بن أبي طالب- هنا، وفي الرواية الآتية برقم (11139) عن حمزة بن أبي سعيد، وروي عنه في الرواية الآتية برقم (11345) عن سعيد بن المسيب، وروي عنه عند أبي يعلى (1238) عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وعبد الله بن محمد هذا قال أبو زرعة: يختلف عنه في الأسانيد، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال مرةً: ليس بذاك، وقال الفلاس: الناس يختلفون عليه، وقال سفيان بن عيينة: كان ابنُ عقيل في حفظه شيء، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي.

وأخرجه أبو يعلى (1238) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن أبي عامر، بهذا الإسناد، إلا أن فيه عبد الرحمن بن أبي سعيد بدل حمزة.

وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/74-75 من طريق زهير بن محمد، به، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!

وأخرجه الطيالسي (2221) عن عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/364، ونسبه إلى أبي يعلى، وفاته أن ينسبه لأحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد وُثق.

وسيأتي بالأرقام (11139) و (11345) و (11591) .

وقد زاد ابن كثير نسبته في "التفسير" تفسير قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) إلى البزار والهيثم بن كليب والضياء في "المختارة".

وشاهد آخر من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير" (11621) عن عيسى بن القاسم الصيدلاني البغدادي، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم المروزي، عن موسى بن عبد العزيز العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عنه، مرفوعا بلفظ: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي" أورده الهيثمي في "المجمع" 9/173، وقال: ورجاله ثقات.

وأخرجه مطولاً البزار (2363) ، وفي إسناده إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو متروك.

وثالث من حديث المسور بن مخرمة، سيرد 4/323 و332، وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 9/203، ونسبه إلى الطبراني [20/ (30)] ، وقال: وفيه أم بكر بنت المسور، ولم يجرحها أحد، ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا. قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد.

ورابع لا يُفرح به من حديث ابن عمر عند ابن عساكر فيما ذكره ابن كثير في "التفسير" ، وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك. فيتقوى الحديث بمجموع هذه الشواهد.

وقوله: "وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض... الخ" :

له شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة عند البخاري (6585) و (6586) ، بلفظ: "يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيُجْلون عن الحوض، فأقول: يارب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى" .

وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (2327) ، بلفظ: "أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد أفلح، ويؤتى بأقوام، فيؤخذ بهم ذات الشمال، رب، فيقال: ما زالوا بعدك يرتدون على أعقابهم" .

وثالث من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3639) ، وذكرنا هناك أن حديث الحوض من الأحاديث المتواترة، روي من حديث (57) صحابياً، ذكرهم الكتاني في "نظم المتناثر" ص151.

 

تفضيل الأنصار المزعوم

 

روى أحمد:

13226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْأَنْصَارَ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ السَّوَانِي ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُمْ أَوْ يَحْفِرَ لَهُمْ نَهْرًا، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا يَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوهُ " . فَأُخْبِرَتِ الْأَنْصَارُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا سَمِعُوا مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: ادْعُ اللهَ لَنَا بِالْمَغْفِرَةِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي يزيد -وهو المازني- فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه البزار (2809- كشف الأستار) ، والحاكم 4/80 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال البزار: قد روي عن أنس من غير وجه بألفاظ، ولا نعلمه يروى عن موسى بن أنس إلا من حديث ابن أبي يزيد. وأخرج الدعاء أيضاً الطبراني في "الأوسط" (1516) و (6042) ، وفي "الصغير" (354) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/375 من طريق عبد الله ابن المنيب المديني، عن أبيه، عن أنس. وزاد فيه: "ولأزواج الأنصار" وإسناده حسن في المتابعات. وأخرجه كذلك الترمذي (3909) من طريق إسحاق بن منصور، عن جعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أنس. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلنا: وإسناده حسن في المتابعات أيضاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (735) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2230 من طريق محمد بن عمرو الأنصاري، عن محمد بن سيرين، عن أنس. قال ابن عدي: ومحمد بن عمرو أبو سهل هذا عزيز الحديث، وله غير ما ذكرت أحاديث أيضاً، وأحاديثه أفرادات، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء. وسيأتي الحديث من طرق عن أنس بالأرقام (12651) و (12651م) و (13226) و (13268) و (13268م) ، وضمن حديث برقم (12594). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11730) .

 

13268 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا شداد أبو طلحة، حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، قال: أتت الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم بجماعتهم فقالوا: إلى متى ننزع من هذه الآبار ؟ فلو أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله لنا، ففجر لنا من هذه الجبال عيونا، فجاءوا بجماعتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم قال: " مرحبا وأهلا لقد جاء بكم إلينا حاجة "، قالوا: إي والله يا رسول الله، فقال: " فإنكم لن تسألوني اليوم شيئا إلا أوتيتموه، ولا أسأل الله شيئا إلا أعطانيه " . فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: الدنيا تريدون اطلبوا الآخرة، فقالوا بجماعتهم: يا رسول الله، ادع الله لنا أن يغفر لنا، فقال: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار " قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا قال: " وأولاد الأنصار " قالوا: يا رسول الله وموالينا قال: " وموالي الأنصار "

 

إسناده قوي، شداد -وهو ابن سعيد- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه المزي في ترجمة أم الحكم بنت النعمان من "تهذيبه" 35/349 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

 

وروى مسلم:

 

[ 2506 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار

 

رواه أحمد 19292 و19299 و19322 و19323 و19337 و19343 وانظر 12414.

 

هل الله المزعوم أو أي حاكم عادل بشري كانت قراراته ستتأثر بمجرد دعاء أو توسل أو تملق، بدلًا من العدالة والمساواة، هل دعاء بالغفران من شخص آخر غير الشخص الأصيل صاحب الشأن يؤثر على قرار الإله المزعوم؟! هل الله المزعوم لو صح وجوده وأنه كامل كان سيفضل نسبًا على نسب آخر أو باقي البشر؟ بل ومن أقنعهم أن الله سيفضل الجنس البشري على باقي أجناس الكائنات الواعية والغير واعية على اختلاف درجات تطورها في الكوكب وأي مكان آخر في الكون يكون به حيوات احتمالًا.

 

وصية خاصة بأهل محمد وأقاربه

 

روى مسلم:

 

[ 2408 ] حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم

 

[ 2276 ] حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم

 

وروى أحمد:

 

19313 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى الْمُخْتَارِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ " ؟ قَالَ: نَعَمْ "

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، عثمان بن المغيرة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَبيعي، وعلي بن ربيعة: هو الوالبي، وعثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (968) . وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/537 من طريق عُبيد الله بنُ موسى، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3463) ، والطبراني في "الكبير" (5040) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن إسرائيل، به. ولفظه: "إني تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي". وقد سلف من طريق يزيد بن حيان عن زيد مطولاً برقم (19265) ، وذكرنا هناك شواهده. [والمختار الثقفي هو الرجل الذي قاد حركة اغتيال محاربة قتلة الحسين، وإن قيل عنه في كتب التاريخ أنه شبه مدعٍ للنبوة.]

 

19302 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ، لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنَ النَّاسِ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " قَالَ: فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَمَا تُنْكِرُ ؟ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابنُ خليفة- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقروناً، وهو ثقة. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وأبو الطفيل: هو عامر بنُ واثلة، آخر من مات من الصحابة. وأخرجه ابن حبان (6931) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد، وقرن بأبي نُعيم يحيى بنَ آدم. وزاد قولَ أبي نعيم: فقلتُ لفطر: كم بين هذا القول وبين موته (يعني موت علي) ؟ قال: مئة يوم. وأخرجه مطولاً ومختصراً النسائي في "الكبرى" (8478) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1368) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1762) ، والطبراني في "الكبير" (4968) من طرق عن فطر، به. وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة" (959) ، والترمذي (3713) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سَريحة أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من   كنتُ مولاه، فعليٌ مولاه" قال الترمذي (كما في المطبوع) : هذا حديث حسن صحيح، لكن الذهبي نقل في "تاريخ الإسلام" (سير الخلفاء الراشدين) 1/233 عن الترمذي أنه حسَّنه، ولم يصححه، وقال: لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من طريقين، والأول رواه بندار، عن غندر، عنه. وله شاهد إضافي من حديث علي عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1558) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1760) من طريقين عن أبي عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عنه، مرفوعاً، بلفظ: "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيد الله، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي" ، وإسناده حسن.

وانظر أحمد 19279 و19313  و19265

 

قد نشتم رائحة موالاة للعباسيين والعلويين وميولًا لآل البيت الهاشمي أقرب إلى التشيع لعلي أو للعباس ونسله في هذا الحديث وأمثاله، ولو أن قصة علي صحيحة وذكرت في الجزء الأول (حروب محمد) أن فيها تحيز محمد لابن عمه بدلًا من التعامل بمساواة مع كل أتباعه في حديثي عن عودة علي من إحدى غزوتي اليمن، وتستغل هذه الأحاديث دينيًّا سواء من السنة المتأثرة كتبهم بكتابتها في عصر العباسيين وكتب الشيعة لتأييد موقف علي العسكري أخلاقيًّا، مع أن نظرة أكثر اعتدالا ومنطقية ستعتبر كل الأطراف المشاركة في القتال مخطئة آثمة (وهو موقف الإباضية من مذاهب المسلمين). والسؤال هنا هو: هل كان رسول الله المزعوم سيوصي بوصية مخصوصة على أقاربه، بدل التوصية عموما على الإحسان والعدل لكل البشر، وهل يفرق الله بفرض وجوده بين نسب وآخر؟! كلام لا يُعقَل.

 

ادعاؤه أن ثيابه مباركة

 

روى أحمد:

 

20790 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: " اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا ، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي " قَالَتْ: فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ ، وَقَالَ: " أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ "، قَالَ: وَقَالَتْ حَفْصَةُ: قَالَ: " اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا "، قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: " مَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني. وأخرجه مسلم (939) (38) ، والنسائي 4/32، والطبراني 25/ (93) من طريق إسماعيل ابن عليَّة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/222، والشافعي 1/203، وعبد الرزاق (6089) و (6093) ، وابن أبي شيبة 3/242، والبخاري (1253) و (1254) و (1258) و (1259) و (1260) ، ومسلم (939) (36) و (38) ، وأبو داود (3142) و (3146) ، وابن ماجه (1458) ، والنسائي 4/28 و31 و32، وابن حبان (3032) و (3033) ، والطبراني 25/ (86- 90) و (92) و (98) ، والبيهقي3/389 و4/4 و4/6، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1474) من طرق عن أيوب السختياني، به. والقائل في آخر الحديث: "وقالت حفصة" هو أيوب السَّختياني كما جاء مبيَّناً في رواية البخاري وابن حبان. وستأتي رواية أيوب عن حفصة برقم (20795) . وأخرجه بنحوه البخاري (1257) ، والترمذي (990) ، والنسائي 4/33، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3173) ، وابن حبان (3033) ، والطبراني25/ (94-100) ، والبيهقي 3/389 من طرق عن محمد بن سيرين، به- وقرن الترمذيُّ في إحدى طرقه والبيهقي بمحمد بن سيرين أختَه حفصة. وسيأتي الحديث من طريق قتادة عن ابن سيرين برقم (20800). وسيأتي من طريق محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أم عطية قالت. برقم (20801). وسيأتي أيضاً في مسند النساء6/407 عن سفيان، عن أيوب، عن محمد ابن سيرين، عن أم عطية. قال محمد: وحدثتناه حفصةُ...

قال السندي: قوله: "حِقْوه" بفتح الحاء، والكسر لغة: في الأصل: مَعقِدُ الإزار، ثم يراد به الإزار للمجاورة. وقوله: "أَشعِرْنها" من الإشعار، أي: اجعَلْنَه شعاراً لها، وهو الثوب الذي يلي الجَسَد، وإنما أمر بذلك تبركاً به. "ثلاثة قرون"، أي: ثلاثة ضفائر، ضفيرتان من القرنين وواحدة من الناصية.

 

هنا ادعى محمد أن ثيابه مباركة وأنه رجل مبارك، وأن حمل بعض ثيابه أشبه بحمل كارت توصية إلى الله، على طريقة الدول العربية والنامية الفاسدة التي تسير فيها الأمور بهذه الطريقة، ولو كان هناك إله عادل موجود فعلًا فلن تعمل الأمور عنده على أي حال وفق هذه التصورات الدنيئة الساذجة.

 

تخدير الضمائر بخرافة وجود "روليت" أو نوع من القمار للغفران الإلهي، كسحب يانصيب

 

روى البخاري:

780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ آمِينَ

781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ آمِينَ وَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ آمِينَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

وروى مسلم:

 

[ 409 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه

   

 [ 410 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول آمين

   

 [ 410 ] حدثني حرملة بن يحيى حدثني بن وهب أخبرني عمرو أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

 [ 410 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

 

وانظر أحمد 7660 و7187 و8122

 

وهذا أحد أسخف الأحاديث في الحقيقة، فمن غير المعقول أن الله سيكون يعمل بطريقة دعاية محلات كارفور، بل لو كان هناك كائن خرافي كهذا فهو يجازي كل بحسب أفعاله الصالحة، وإحساناته، لا بسحب يانصيب وشيك غفران على بياض.

 

 

نفيه لأبي الحكم بن أبي العاص جد بعض الحكام الأمويين لسبب تافه وحديث لعن نسل شخص بدون ذنبٍ منهم

جاء في الإصابة في تمييز الصحابة:

 

الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي عم عثمان بن عفان ووالد مروان قال بن سعد أسلم يوم الفتح وسكن المدينة ثم نفاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان ومات بها وقال بن السكن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه ولم يثبت ذلك وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو سنان عن الزهري وعطاء الخراساني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا يا رسول الله ماله قال دخل على شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي فقالوا أفلا نلعنه نحن قال كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فقالوا يا رسول الله ألا نأخذهم قال لا ونفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الطبراني من حديث حذيفة قال لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يرده إلى المدينة فقال ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر قال كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تكلم اختلج فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن كذلك فما زال يختلج حتى مات في إسناده نظر وأخرجه البيهقي في الدلائل من هذا الوجه وفيه ضرار بن صرد وهو منسوب للرفض وأخرج أيضا من طريق مالك بن دينار حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه فالتفت فرآه فقال اللهم اجعله وزغًا فزحف مكانه وقال الهيثم بن عدي عن صالح بن حسان قال قال الأحنف لمعاوية ما هذا الخضوع لمروان قال إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتولى نعلها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحد النظر إلى الحكم فلما خرج من عنده قيل له يا رسول الله أحددت النظر إلى الحكم فقال بن المخزومية ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر وروينا في جزء بن نجيب من طريق زهير بن محمد عن صالح بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لأمتي مما في صلب هذا وروى بن أبي خيثمة من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه قلت وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة وذكر أبو عمر في السبب في طرده قولا آخر إنه كان يشيع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل كان يحكيه في مشيته ويقال إن عثمان رضي الله عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال قد كنت شفعت فيه فوعدني برده وأخرج بن سعد عن الواقدي بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك قال مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف فتكلم الناس في ذلك فقال عثمان قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط فهل رأيتم عائبا عاب ذلك مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان

 

وروى أحمد:

 

6520 - حدثنا ابن نمير، حدثنا عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده: " ليدخلن عليكم رجل لعين " فوالله ما زلت وجلا ، أتشوف داخلا وخارجا، حتى دخل فلان، يعني الحكم

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن حكيم، وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري، فمن رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أمامة: هو أسعد. وأخرجه البزار (1625) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/112، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وأورده بنحوه 5/243 بروايتين، وقال: رواه كله الطبراني... وحديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: كذا ورد في مطبوع "المجمع"، لم يرد اسم الراوي الذي وصفه بقوله: حديثه مستقيم، فتركنا محله بياضا فيه نقط. ورواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/360 بإسناده من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو.

والحكم: هو ابن أبي العاص الأموي- عم عثمان بن عفان-، والد مروان، كان من مسلمة الفتح، وله أدنى نصيب من الصحبة، سكن المدينة، ثم أخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها إلى الطائف، فبقي فيها إلى أن أعاده عثمان في خلافته إليها. وانظر لزاما "أسد الغابة" 2/37-38، و"سير أعلام النبلاء" 2/107-108، و"تاريخ الإسلام" ص 365، وفيات سنة 31، و"فتح الباري" 13/9-11، و"الإصابة" 1/345-346.

 

(16128) 16227- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ ، لَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلاَنًا ، وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ. (4/5)

 

رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (1623) (زوائد) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ولفظه: ورب هذا البيت، لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. وأخرجه الطبراني (299) (قطعة من الجزء13) من طريقين عن إسماعيل ابن أبي خالد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (289) (قطعة من الجزء13) . وأخرجه الحاكم 4/481 من طريق أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، عن إبراهيم بن منصور، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن سوقة، عن الشعبي، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الحكم وولده، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: الرشديني ضعفه ابن عدي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/241، وقال: رواه أحمد والبزار، والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح. وقد سلف من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد صحيح برقم (6520) وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : "ليدخلن عليكم رجل لعين" ولم يذكر ولده. وعند البزار في "البحر الزخار" (2273) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن البهي مولى الزبير قال: كنت في المسجد ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: والله ما استخلف أحدا من أهله، فقال مروان: أنت الذي نزلت فيك: (والذي قال لوالديه: أف لكما) فقال عبد الرحمن: كذبت، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك.

قال السندي: قوله: فلانا: أي الحكم. قوله: وما ولد: عطف على فلان: أي ولده فلان، والمراد مروان، والله تعالى أعلم.

 

وروى الطبراني:

 

12724- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبَادَةُ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُدْرِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّائِيُّ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّمَا كَانَ نَفْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الطَّائِفِ ، بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ فإِذَا هُوَ إِنْسَانٌ يَطَّلِعُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْوَزَغَ ، الْوَزَغَ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ الْحَكَمُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْرُجْ لاَ تُسَاكِنِّي بِالْمَدِينَةِ مَا بَقِيتُ فَنَفَاهُ إِلَى الطَّائِفِ.

 

ضعيف

 

3167- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ يَجْلِسُ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَجَ أَوَّلاً ، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ كَذَاكَ . فَمَا َزَالُ يَخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ.

 

ضعيف وضرار ضعيف متشيع، لكنه يعطينا فكرة عن كيفية مداعبة وسخرية الحكمز

 

14882- حَدَّثَنَا أحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَلَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ وَمَا وَلَدَ.

 

ذكره ابن كثير في جامع المسانيد 7/ 503_قلعجي، و4/ 27_ابن دهيش ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 57/ 271 والضياء في المختارة 9/ 310 من طريق الطبراني، ورواه ان عساكر57/ 271 من طريق علي بن المنذر عن ابن فضيل وحده به، ورواه أحمد4/ 5 رقم 16128 والبزار 2197 من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به، ورواه الحاكم في المستدرك4/ 481 (8485) وابن عساكر57/ 270-271 من طريق محمد بن سوقة عن عامر الشعبي به.

 

14883- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنَبِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدَهُ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 57/ 271 من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن عمرو بن هاشم أبي مالك الجنبي به.

 

3168- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، قِيلَ لَهُ فِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأَحُلَّ عُقْدَةً عَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

قال الهيثمي في المجمع 5/ 243 وفيه حماد بن عيسى العبسي قال الذهبي فيه جهالة، وبقية رجاله ثقات. وقوله فيه جهالة يعني مجهول الحال.

 

الرجل كان فيه إذن روح دعابة مع شيء من سماجة، قيل أنه قلد مشية محمد المضحكة المتكفية إلى الأمام وهذا معروف عنه لكل من درس سيرة محمد وكتب الحديث وقالوا أنه يمشي كأنه يتقلع بسرعة، ويتكلم كأنه يتخدج، وهي صفات شخصية له، وقيل اطلع عليه في بيته وكلح (عبس) له يعني مرة أخرى روح العبث والدعابة، فلذلك نفاه إلى مدينة الطائف لأجل هذه الأسباب السخيفة، بعض هذه الأحاديث كتبها أعداء البيت الأموي ورووها فهم حرصوا على إبراز كل مساوئ عرفوها للأمويين لمسح تاريخهم، فطبيعي أن يصف عبد الله بن الزبير حفيد الحكم وعدوه عبد الملك بن مروان بهذا الوصف، ومحمد بن أبي بكر في حديث البزار يصف مروان تعريضًا بأنه ابن الزنا شتيمة له كعادة العرب وغيرهم، بقوله ما استخلف أحدًا من أهله، وتركه مروان لأنه لا يناسب محاسبة ابن صحابي مهم كأبي بكر لعدم قلقلة الرأي العام الإسلامي ضده. وأضعف الأحاديث ما وصف الأمويين بالوزغ أو الأبراص لبياضهم، وناقشت هذه الخرافة في باب (اضطهاد الإسلام لبعض الحيوانات) فمن هنا جاءت أسطورة إسلامية عند السنة والشيعة عن أمر محمد بقتل الوزغ أي الأبراص. ولعن محمد لشخص ونسله حسب زعم أحاديث السنة والشيعة المعادية للبيت الأموي تصنع معضلة لاهوتية، فما ذنب نسل الشخص وهم لم يولدوا بعد ولم يرتكبوا شيئًا يحاسبون عليه. ولاحقًا رده عثمان بن عفان إلى مكة، وهو مما شنع به الثوار على عثمان عليه أنه رد طريد "رسول الله" لأن الرجل كان قريب عثمان. وجاء في تاريخ الطبري عن اختلاف عبد الله بن الزبير مع الخوارج الذين ناصروه أول الأمر:

 

....فدنا مِنْهُ ابن الأزرق، فَقَالَ له: يا بن الزُّبَيْر، اتق اللَّه ربك، وأبغض الخائن المستأثر، وعاد أول من سن الضلالة، وأحدث الأحداث، وخالف حكم الكتاب، فإنك إن تفعل ذَلِكَ ترض ربك، وتنج من العذاب الأليم نفسك، وإن تركت ذَلِكَ فأنت من الَّذِينَ استمتعوا بِخَلاقِهِمْ، وأذهبوا فِي الحياة الدُّنْيَا طيباتهم.

يَا عبيدة بن هلال، صف لهذا الإنسان ومن مَعَهُ أمرنا الَّذِي نحن عَلَيْهِ، والذي ندعو الناس إِلَيْهِ، فتقدم عبيدة بن هلال.

قَالَ هِشَام: قَالَ أَبُو مخنف: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَة الخثعمى، عن قبيصة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ القحافي، من خثعم، قَالَ: أنا وَاللَّهِ شاهد عبيدة بن هلال، إذ تقدم فتكلم، فما سمعت ناطقا قط ينطق كَانَ أبلغ وَلا أصوب قولا مِنْهُ، وَكَانَ يرى رأي الخوارج.

قَالَ: وإن كَانَ ليجمع القول الكثير، فِي المعنى الخطير، فِي اللفظ اليسير.

قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فإن اللَّه بعث محمدا ص يدعو إِلَى عبادة اللَّه، وإخلاص الدين، فدعا إِلَى ذَلِكَ، فأجابه الْمُسْلِمُونَ، فعمل فِيهِمْ بكتاب الله وامره، حتى قبضه الله اليه ص، واستخلف الناس أبا بكر، واستخلف أَبُو بَكْر عمر، فكلاهما عمل بالكتاب وسنة رَسُول اللَّهِ، فالحمد لِلَّهِ رب العالمين ثُمَّ إن الناس استخلفوا عثمان بن عفان، فحمى الاحماء، وآثر القربى، وَاسْتَعْمَلَ الفتى ورفع الدرة، ووضع السوط، ومزق الكتاب، وحقر المسلم وضرب منكري الجور، وآوى طريد الرسول ص، وضرب السابقين بالفضل، وسيرهم وحرمهم ثُمَّ أخذ فيء اللَّه الَّذِي أفاءه عَلَيْهِم فقسمه بين فساق قريش، ومجان العرب، فسارت إِلَيْهِ طائفة مِنَ الْمُسْلِمِينَ أخذ اللَّه ميثاقهم عَلَى طاعته، لا يبالون فِي اللَّه لومة لائم، فقتلوه، فنحن لَهُمْ أولياء، ومن ابن عفان وأوليائه برآء، فما تقول أنت يا بن الزُّبَيْر؟...إلخ

 

كان رد ابن الزبير المؤيد المتعاطف لعثمان سبب انفصال الخوارج عنه وخسارته تأييدهم في حربه مع الأمويين.

 

وعن مشية محمد روى مسلم مثلًا:

 

[ 2330 ] وحدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا حبان حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

ورواه أحمد:

 

13381 - حدثنا يونس، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ، ولا مسست ديباجا ، ولا حريرا، ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة مسك، ولا عنبر ، أطيب رائحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حسن: " مسكة ولا عنبرة "

ووراه أحمد 13851

 

قوله: "إذا مشى تكفأ"، أي: تمايل إلى قدام، وقيل: أي: رفع القدم من الأرض ثم وضعها، ولا يمسح قدمه على الأرض كمشي المتبختر. قاله السندي.

 

وبالتأكيد لا نعيب على أحد مشيته أو جلسته أو خلقته وشكله، لكن يجب التحلي بروح الدعابة والتسامح فكلنا بشر لنا عيوبنا ونقصنا، وغير معقول أن أنفي شخصًا لمجرد أنه سمج أو سخيف المزاح.

 

وحديث لعن نسل شخصٍ كما هنا يتنافى مع نص القرآن {لا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى} و{إن تدع مثقلة إلى حملها} إلخ النص.

 

اعتقادهم أن الله المزعوم يمكن استمالته أو جعله يتحيز لفئة معينة كأنه كان سيكون لديه أسباب بشرية للتحيز

 

روى أحمد:

 

1997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَمْلاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ، إِلَى شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَخُو أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: " رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا ، إِلَيْكَ مُخْبِتًا ، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي ، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ، وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي "

 

إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طليق بن قيس، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق المرادي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المعروف بالمكَتب، وهو بمعنى المعلم يعلم الكتابة.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (665) ، وأبو داود (1511) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (384) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (607) ، وابن حبان (948) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/280-281، وعبد بن حميد (717) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (664) ، وأبو داود (1510) ، وابن ماجه (3830) ، والترمذي (3551) ، وابن حبان (947) ، والطبراني في "الدعاء" (1411) ، والحاكم 1/519-520، والبغوي (1375) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1412) من طريق أحمد بن أبان القرشي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، به.

مُخبتاً: أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً. وقوله: "أواهاً"، الأواه: المتأوه المتضرع.

والحَوْبة. الإثم. والسخِيمة: الحقد في النفس.

 

لو أني إله فلن يكون لدي ما يدفعني للتحيز لمجرد اختلاف أديان بل للحق فقط، ولكنت لن أجعل هناك ظلمًا واضطرابات وخللًا من الأصل. كثيرون من ناقدي اللاهوت شرقًا وغربًا سخروا من فكرة اللاهوت البدائي هذه عن إمكانية استمالة ورشوة إله مزعوم ليدعم فريقًا وطرفًا معينًا ويتحيز له. وهو تصور البشر الخرافي وأحلامهم ويوجد حتى اليوم حتى عند البدائيين في أفريقيا والسكان الأصليين لأستراليا والجزر العجيبة في العالم وغيرها.

 

خرافة الدعاء

 

كثيرة هي نصوص الأدعية والحث على الدعاء في القرآن والأحاديث وربما لن يمكننا إيرادها كلها، لعلي أوردت البعض في باب (الاستدلالات والأمور الغير منطقية)، ونذكر هنا كذلك أسطور الاسم الأعظم لله

 

روى أحمد:

 

22952 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُرَاهُ مُرَائِيًا ؟ " فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو . فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ . الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَوْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " . قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا ؟ " فَقَالَ بُرَيْدَةُ: أَتَقُولُهُ مُرَائِيُا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا . بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ، لَا . بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ " .

فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ بِصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، أَوْ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أُعْطِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ " . فَقُلْتُ: أَلَا أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " بَلَى فَأَخْبِرْهُ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَنْتَ لِي صَدِيقٌ أَخْبَرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين . عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ومالك: هو ابن مِغْوَل الكوفي، وابن بريدة: هو عبد الله .

وأخرجه ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري من "تاريخ دمشق" ص 470-471 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد .

وأخرجه الدارمي (3498) ، وابن عساكر ص 469-470 و475 من طريق عثمان بن عمر العبدي، به . وهو عند الدارمي وابن عساكر في الموضع الثاني مختصر بلفظ: "لقد أوتي أبو موسى مزماراً من مزامير آل داود" .

وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4178) ، ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (33) ، وأبو داود (1494) ، والترمذي (3475) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (280) ، والنسائي في "الكبرى" (8058) ، وكما في "تفسير ابن كثير" 8/44، و"تحفة الأشراف" 2/90، وأبو عوانة (3890) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (173) ، وابن حبان (892) ، والطبراني في "الدعاء" (114) ، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 2/577-578، والخطابي في "غريب

الحديث" 1/318 و335، والحاكم 1/504، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، وأبو نعيم في "الحلية" 1/257-258، وفي "تاريخ أصبهان" 2/10، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (195) ، وفي "الشعب" (2604) والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/442-443، والبغوي (1259) و (1260) ، وابن عساكر ص 471-472 و472-473 و473-474 و474، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/386 من طرق عدة عن مالك بن مِغْول، به . وتحرف اسم عبد الله بن

بريدة في مطبوع "الشعب" للبيهقي إلى: عبد الله بن يزيد .

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (805) و (1087) ، والحاكم 4/282 والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (235) ، وابن عساكر ص 474 و474-475 و475-476 من طريق حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة قراءة أبي موسى الأشعري .

وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (173) ، والحاكم 1/504 من طريق شريك النخعي، عن أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مختصراً بقصة الدعاء . وقرن الطحاوي في روايته بأبي إسحاق مالكَ بن مغول . قلنا: وشريك سيئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث، فمرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي ومالك بن مغول جميعاً، عن عبد الله بن بريدة كما عند الطحاوي، ومرة يرويه عن أبي إسحاق السبيعي وحده، عن ابن بريدة كما عند الحاكم، ومرة يرويه عن أبي إسحاق، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة كما ذكر الخطيب في "تاريخه" 3، وهذا هو المحفوظ في حديث أبي إسحاق، فإن زيد بن الحباب ذكر عَقِب روايته للحديث عن مالك بن مغول عند الترمذي في "سننه" (3475) ، وابن حبان في "صحيحه" (892) ، ومحمد بن عاصم في "جزئه" ص 116، والإسماعيلي في "معجمه" ص 579، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 145، والبيهقي في "الدعوات" (195) ، وفي "الشعب" (2604) ، والخطيب في "تاريخه" 8/443، وابن عساكر 472-473 و473-474، والذهبي في "السير" 2/386:

أنه حدث بهذا الحديث زهير بن معاوية الجعفي، فقال زهير: حدثناه أبو إسحاق السبيعي، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة . وهو الذي رجحه الترمذي أيضاً .

وسيأتي من طرق عن مالك بن مغول مطولاً ومختصراً بالأرقام (22965) و (22969) و (23033) و (23041) .

وخالف مالكَ بن مغول: حسينُ بن ذَكْوان المُعلِّم فيما رواه عنه عبد الوارث بن سعيد كما سلف في "المسند" لرقم (18974) ، عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي، أن مِحْجن بن الأدْرع حدثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخلَ المسجد، فإذا هو برجلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّدُ، وهو يقول: اللهمَّ إني أسأَلُك بالله الواحد الأحدِ الصَّمد، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفواً أَحد أن تَغْفِرَ لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم . قال: فقال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له" ثلاث مرار . قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/197-198: وحديث عبد الوارث أشبه .

قلنا: كذا قال أبو حاتم، ولا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، خاصة وأن ألفاظهما متباينة، فلا مانع أن يكونا قصتين، وأن يكون ابن بريدة رواهما جميعاً، ثم إن مالك بن مغول لم ينفرد به عن عبد الله بن بريدة، فقد تُوبع على بعضه كما سلف آنفاً .

وكنا قد علقنا على حديث ابن الأَدْرع السالف بما مفاده الانقطاع في رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وهو ذهول، فإن عبد الله بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة، وتوفي بمَرْو وهو على قضائها سنة خمس عشرة ومئة، وبريدة بن الحُصيب توفي سنة اثنتين أو ثلاث وستين بمَرْو، وكان قد غزا خراسان في زمن عثمان بن عفان، ونزل مَرْو واستقر بها، فيكون عبد الله قد أدرك من حياة أبيه ثمانياً وأربعين سنة، فلا وجه للقائلين بعدم سماعه منه .

وللشطر الأول من الحديث انظر حديث أنس السالف برقم (12205) .

وفي باب قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الأشعري -أو إن عبد الله بن قيس- أُعْطِي مِزْماراً من

مزامير داود" عن أبي هريرة، سلف في مسنده برقم (8646) ، وقد ذكرنا شواهده هناك، وبعضها في "الصحيحين" .

وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتقُولُه مرائياً ؟"، أي: أَتظنُّهُ ؟

والعرب تستعمل القول بمعنى الظن مع استفهام المخاطب، مِن ذلك قولُ هُدبة ابنِ خَشْرَم:

متى تَقُولُ القُلُصَ الرَّواسِما ... يحْمِلْنَ أم قاسم وقَاسما

 

22965 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ . الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . فَقَالَ: " قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين .

وأخرجه أبو داود (1493) ، والنسائي في "الكبرى" (7666) ، وابن حبان (891) ، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (53) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد . ورواية النسائي أخصر مما هنا .

وانظر (22952).

 

أما خرافة الاسم السري الأعظم وقدرته على إلزام وإجبار الله على القيام باستجابة مؤكدة فقد ناقشت أصل هذه الخرافة في كتابي (أصول أساطير الإسلام من الهاجادة) وفي الحقيقة وجدت في ذلك المبحث هناك أن أصل هذه الخرافة أقدم من اليهودية الهاجادية الربينية التي اقتبس منها الإسلام، حيث توجد فكرة الاسم الحقيقي لإله أو إلهة في ديانات مثل المصرية القديمة كما عرضت هناك أسطورة تمكن الإلهة إيزيس من سلب رع قواه وسلطته_حسب خرافة خاصة بعبادها ومؤيديها_من خلال معرفة اسم رع الحقيقي.

 

دومًا ومنذ نشأة أقدم الأديان وأكثر بدائية اعتقد البشر الواهمون بأنهم يمكنهم تسيير الطبيعة بدون فعل شيء إيجابي حقيقي في اتجاه صالحهم، بتقديم رشاوى وتملقات لقوى خفية (آلهة أو إله أو أرواح...إلخ)، لكن الطبيعة المحايدة القاسية دومًا ما خذلتهم وأثبتت العكس، لكن الواهم لا يمكنه تعلم حكمة آينستاين الفيزيائي (الحماقة أن تكرر نفس المحاولة الخاطئة بنفس الطريقة وتعتقد أن النتائج قد تختلف).

 

قولهم بإمكانية إدخال اللهِ طفلًا الجحيمَ

 

وبذلك تقول بعض الأحاديث الصحيحة على ما عرضناه في باب (تناقضات الأحاديث) وهو أحد آراء السنة من ضمن عدة آراء وأحاديث متناقضة، ونفس الأمر عند الشيعة الاثناعشرية في كتبهم.

 

ولد الزنا شر الثلاثة

 

روى أحمد:

 

8098 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ "

 

إسناده صحيح، خلف بن الوليد شيخ المصنف ثقة، مترجم في "الإِكمال" (226) ، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أَبي صالح- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي - وأَبو صالح والد سهيل: هو ذكوان السمان. (907) و (909) ، والحاكم 2/214 و4/100، والبيهقي 10/57 و59 من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، به. وقال سفيان الثوري (وهو من رواة الحديث) عند البيهقي: يعني إذا عمل بعمل والديه!  خرجه الحاكم 4/100 من طريق أَبي عوانة، عن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وعمر بن أَبي سلمة ضعيف يعتبر به. لنا: قد روي عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قصد بذلك إنساناً بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "مشكل الآثار" (910) ، والحاكم 2/215، وعنه البيهقي 10/58 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولد الزنى شر لثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعاً، فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعاً، فأساء جابةً، بلا ألف - ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة - لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجلّ يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما إنه مع ما به ولَد زنى" وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، وتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال: وسلمة لم يحتج به مسلم، وقد وُثِّق وضعفه ابن راهويه. قلنا: ممن وثقه يحيى بن معين وقال: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل. مما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى) ، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: (ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى) . أخرجه عنها عبد الرزاق (13860) و (13861) ، والحاكم 4/100، والبيهقي 10/58، وسنده صحيح.

 

لا يوجد عيب عمومًا في العلاقات بلا زواج من الناحية الأخلاقية الموضوعية، طالما ليست دعارة مشاعية مقابل مال، ولا يوجد عيب أو نقد لشخص لأجل نسبه أو كيفية إنجابه فهذا مما لا دخل للشخص فيه ولي له هو نفسه علاقة به وبحدوثه، ولا يوجد إله سيحاكم أو يعيب أشخاصًا لمجرد أنسابهم وأصولهم بدلًا من أعمالهم هم وأخلاقياتهم مع الآخرين، فهذا يتنافى مع مبدإ العدالة الإلهية المزعومة، بالتالي الحديث منتقَد من العديد من النواحي، ويعكس أدنى ثقافة شعبية عربية ساقطة لدى عوام العرب ودهمائهم بعاداتهم وأدمغتهم الشمولية. ولمحبي النصوص والاستدلالات النظرية الظاهرية ممن فقدوا وظيفة العقل والمخ، فقد روى أحمد:

 

17313 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَنْسَابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِسِبَابٍ عَلَى أَحَدٍ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ وَلَدُ آدَمَ، طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالدِّينِ أَوْ عَمَلٍ صَالِحٍ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فَاحِشًا بَذِيًّا ، بَخِيلًا جَبَانًا".

 

إسناده حسن، لأنه من رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، وروايته عنه صالحة، وكذلك رواه عن ابن لهيعة عبدُ الله بن وهب كما سيأتي، وروايته عنه أيضاً صالحة. الحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري. وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/140، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3459) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الكبير" 17/ (814) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (17446). وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6677) من طريق يحيى بن إسحاق.

قال السندي: قوله: "طفّ الصاع" هو ما قَرُب من ملئِه... أي: قريبٌ بعضكم من بعض، وكلكم في الانتساب إلى أبٍ واحد بمنزلةٍ واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام، وشبَّههم في نقصانهم بالمَكِيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال، وهو بالرفع خبرٌ بعد خبر، وقيل: بدلٌ أو خبرُ محذوف، أو بالنصب حال مؤكدة.

 

وقد نعتبر وصايا كهذه مناقضة لسباب محمد لخصمٍ له في القرآن بقوله {عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم}، كما ذكرت في باب (البذاآت).

 

تجسيد فج

 

ساق الله!

 

وجاء في القرآن هكذا:

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)} القلم

 

لم يكن مقصود القرآن سوى الكناية عن الأمر الشديد المهول، حسب تصوره الأخروي ليوم القيامة الخرافي، يقول الطبري في تفسيره:

 

قول تعالى ذكره (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أُسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال: هو يوم حرب وشدّة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) قال: عن أمر عظيم كقول الشاعر:

وقامَتِ الحَرْبُ بنا على ساقٍ

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) يقول: حين يكشف الأمر، وتبدو الأعمال، وكشفه: دخول الآخرة وكشف الأمر عنه.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن ابن عباس، قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.

 

الأولون كانوا عربًا أصيلين لم يختلطوا بشعوب أخرى ولم يفقدوا الفهم والذوق والحس اللغوي والأدبيّ العربيّ، لكن اللاحقين المولَّدين كانوا بعضهم مستعرِبين من أصل فارسيّ وبعضهم من نسل مختلط، وهكذا لا نفهم كيف قبل البخاري وغيره حديثًا بغاية الحماقة من أحمق ما لا يفهم اللاهوتيات ولا اللغة، بحيث يقول البخاري في تفسيرها هكذا:

 

4919 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا

7439 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هَلْ تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا قُلْنَا لَا قَالَ فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ثُمَّ قَالَ يُنَادِي مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَدٌ فَمَا تُرِيدُونَ فَيَقُولُونَ نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَيُقَالُ اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي جَهَنَّمَ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ فَارَقْنَاهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا قَالَ فَيَأْتِيهِمْ الْجَبَّارُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ فَيَقُولُ هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ السَّاقُ فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا ...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 183 ] وحدثني سويد بن سعيد قال حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن ناسا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزير بن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم يدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح بن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ول فيقال لهم ماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا قال فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا...إلخ

 

ورواه أحمد بن حنبل (11127) 11144 وابن أبي عاصم في "السنة" (457) و(458) و(634) و(635)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص173-174، 307-، وأبو عوانة 1/166-169، وابن منده في "الإيمان" (818)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص310، وابن حبان (7377) ، والآجري في "الشريعة" ص260، واللالكائي (818) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص344)، وابن منده في "الإيمان" (816) و (817) ، والحاكم في "المستدرك" 4/ 582-584، والبيهقي في "مستدركات البعث" (252).

 

فأي تجسيد وأي بلاهة، إله يكشف عن ساقه؟! للإغراء مثلًا؟! أذكر فلمًا أجنبيًّا لرجل مسافر ترك بيت أولاده بحثًا عن شاب من أولاده مفقود، فقابل ليلًا سيدة كبيرة السن أربعينية جالسة على باب بيت تعمل بالدعارة فقالت له: "هل تريد أن ترى ساقي؟" فرد العجوز بحس دعابة وسخرية: "هل ترديني رؤية الخاصة بي؟" Do you want to see mine?، بلا شكَّ ليس محمدٌ هو ما قال مثل هذه البلاهات لأن مستوى ذكائه أعلى من ذلك، هذه مقولات شخص محدود الذكاء والتفكير والعلم باللغة والتصوّرات.

 

وروى البخاري:

 

7449 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اخْتَصَمَتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا فَقَالَتْ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَقَالَتْ النَّارُ يَعْنِي أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا قَالَ فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَ { تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } ثَلَاثًا حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ

 

ورواه مسلم:

[ 2846 ] وحدثني محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثني ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض

 

ورواه أحمد 7718

 

ابن كثير من علماء السنة لم يذكر في موضع هذه الآية في تفسيره لها هذا الحديث الأسبق الممجوج المنتقَد، أما الشيعة فرفضوا هذا الرأي على يد علمائهم تمامًا، ففي بحار الأنوار ج4:

 

كتاب التوحيد : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن أخيه الحسين ،  عن أبيه سيف بن عميرة النخعي ، عن خثيمة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز  وجل : " كل شئ هالك إلا وجهه " قال : دينه وكان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام  دين الله ووجهه وعينه في عباده ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده على خلقه ، ونحن وجه الله  الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية . قلت : وما الروية ؟ قال : الحاجة ،  فإذا لم يكن الله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب .  بيان : قال الجوهري : لنا قبلك روية أي حاجة . انتهى . وحاجة الله مجاز عن علم  الخير والصلاح فيهم . 

 

أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن محمد  ابن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عز وجل : " يوم يكشف عن ساق " قال :  تبارك الجبار - ثم أشار إلى ساقة فكشف عنها الازار - قال : " ويدعون إلى السجود  فلا يستطيعون " قال : أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب  الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم الذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون .  قال الصدوق رحمه الله : قوله عليه السلام : تبارك الجبار - وأشار إلى ساقه فكشف عنها  الازار - يعني به تبارك الجبار أن يوصف بالساق الذي هذه صفته . 

 

بيان : أفحمته : أسكتته في خصومة أو غيرها.

 

ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الحسين  ابن موسى ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل :  " يوم يكشف عن ساق " قال : - كشف إزاره عن ساقه ويده الاخرى على رأسه - فقال : سبحان  ربي الاعلى .  قال الصدوق : معنى قوله : سبحان ربي الاعلى تنزيه لله عز وجل عن أن يكون  له ساق .

 

.... واعلم أن المفسرين ذكروا في  تأويل هذه الآية وجوها :  الاول : أن المراد : يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب ، وكشف الساق مثل في ذلك :  وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب ، قال حاتم :  إن عضت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا.  الثاني : أن المعنى يوم يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عيانا ، مستعار  من ساق الشجر وساق الإنسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم . ....

 

وعند مذهب الإباضية في مسند الربيع بن حبيب العماني الإباضي ورد التالي:

 

بَابٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}

878) ... قَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ: رُوِيَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا لَمْ أَرَ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا يَعْنِي التَّشْبِيهَ الذِي ذَكَرُوا، وَإِنَّمَا يَعْنِي يُكْشَفُ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ. وَقَالَ سَعِيدٌ فِي حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ: لَوْ عَلِمْتُ مَنْ قَالَ هَذَا التَّشْبِيهَ لَفَعَلْتُ بِهِ وَفَعَلْتُ، وَقَالَ عليُّ بْنُ عَاصِمٍ: هُوَ الْحَقُّ، فَأَعْجَبَهُ قَوْلُ سَعِيدٍ وَأَنْكَرَ رِوَايَةَ الآخَرِينَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الأَوَّلِ: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ، أَيْ عَلَى شِدَّةٍ؟. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَلاَ تَرَى أَنَّ الْحَرْبَ إِذَا اشْتَدَّتْ قَالُوا: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ؟. قَالَ الشَّاعِرُ:

قَوْمِي بَنُو قَيْسٍ إِذَا شَمَّرَتْ ... ... حَرْبٌ وَأَبْدَتْ سَاقَهَا لَقَحَتْ

وَقَالَ الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ يُكْشَفُ عَنِ الأَمْرِ الشَّدِيدِ.

 

845) ... قَالَ الرَّبِيعُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ كَائِنٌ قَبْلَ السَّاعَةِ زَمَانٌ أَهْلُهُ الْجَهَلَةُ، عُلَمَاؤُهُمُ السُّفَهَاءُ، وَأُمَرَاؤُهُمُ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَقُرَّاؤُهُمُ الْمُتَصَنِّعُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضَعُ الشَّيْطَانُ مَصَائِدَهُ، إِذَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ شَبَّهُوهُ بِالْمَخْلُوقِينَ، يَأْتُونَ بِرِوَايَاتٍ فَيَذْكُرُونَ أَنَّهَا عَنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَحُدُّونَ اللَّهَ حَدًّا، يَصِفُونَهُ بِصِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ تِلْكَ الْفِتْنَةَ وَلاَ فِتْنَةَ أَضَرُّ مِنْهَا، فَاعْتَصِمُوا مِنْهَا بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ فِيهِ النُّورَ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَالْبَيَانَ مِنَ الشُّبْهَةِ، وَالنَّجَاةَ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ، وَفِيهِ الْهُدَى مِنَ الضَّلاَلَةِ.

 

بالتأكيد لا يمكنني الجزم بأن هراء ساق الله هذا كان قد نشأ مبكرًا في عصر ابن عباس، فيلوح لي أنه نشأ متأخرًا بعد اختلاط العرب مع غير العرب من فرس وغيرهم، والانتقاد الإباضي المنسوب إلى ابن عباس جيد ومتقن على أي حال، فهذا مذهب قوم تفكروا وتمنطقوا كثيرًا في اللاهوت وتصوراته الخرافية حتى ارتقوا بها.

 

نزول الله

 

روى البخاري:

 

7495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ

 

6519 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ

 

4581 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا قَالَ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ مِنْ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَمَاذَا تَبْغُونَ فَقَالُوا عَطِشْنَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا فَيُشَارُ أَلَا تَرِدُونَ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقَالُ لَهُمْ مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَاذَا تَبْغُونَ فَكَذَلِكَ مِثْلَ الْأَوَّلِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنْ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا فَيُقَالُ مَاذَا تَنْتَظِرُونَ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ قَالُوا فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

 

6573 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أُنَاسٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ فَيَقُولُ لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى ثُمَّ يُقَالُ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيَقُولُ لَهُ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا قَالَ عَطَاءٌ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَفِظْتُ مِثْلُهُ مَعَهُ

 

وروى أحمد:

 

10313 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعه إسحاق بن عيسى ابن الطباع فمن رجال مسلم وحده. أبو عبد الله الأغر: اسمه سلمان. وهو في "موطأ مالك" 1/214، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1145) و (6321) و (7494) ، وفي "الأدب المفرد" (753) ، ومسلم (758) (168) ، وأبو داود (1315) و (4733) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/414، والترمذي (3498) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (492) ، وابن نصر في "قيام الليل" ص39، والنسائي في "الكبرى" (7768) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/297، وابن حبان (920) ، والآجري في "الشريعة" ص308، والدارقطني في "النزول" ص108-111 و112 و114، واللالكائي في "السنة" (742) و (743) و (744) ، والبيهقي في "السنن" 3/2، وفي "الأسماء والصفات" ص449، والبغوي (948). وقد قُرِنَ أبو عبد الله الأغر في أكثر هذه المصادر بأبي سلمة، وسلف مقروناً به أيضاً عند المصنف برقم (7592) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 118-119من طريق عبد الله بن زياد بن سمعان، عن الزهري، به.

 

3673 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ"

 

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. أبو إسحاق الهمْداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5319) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/153، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح. وفي الباب عن علي تقدم برقم (968). وعن أبي هريرة عند البخاري (7494) ، ومسلم (758) ، سيرد 2/258. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/34. وعن رفاعة بن عرابة، سيرد 4/16. وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22. وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81. وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار بنحوه، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/154-155، وقال: فيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث. وعن عبادة بن الصامت بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 312-313. وعن عبد الرحمن البيلماني بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 313.

 

يحتاج الإله في أحاديث كهذه للنزول للاطلاع على أحوال عباده، فهو يحده الزمان إذن والمكان، ويتحرك ويحتاج للحركة، هذه تصورات بدائية للغاية للاهوت كما ترى. ولن يرد المسلمون السنة بشيء سوى بكلامهم المضحك الأشبه بتعويذة لمنع التفكير: نسلم به بلا تشبيه و لا تعطيل ولا تأويل، (ينقص أن يقولوا ولا تفكير ولا استعمال للعضو المسمَّى مخًّا)، ويتنزل تنزلًا يليق بجلاله! وهو الكلام التبريري المألوف لمن يطالع أدبيات كتب شروحهم.

 

تنافي مع فكرة العلم والقدرة الكليين المزعومين

 

روى مسلم:

 

[ 792 ] حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن

 

 [ 792 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس ح وحدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني عمرو كلاهما عن بن شهاب بهذا الإسناد قال كما يأذن لنبي يتغنى بالقرآن

 

رواه أحمد 7670 و9805 وأخرجه الدارمي (1488) و (3497) ، والبيهقي في "المعرفة" (5967) ، وقي "الشعب" (2608) من طريق يزيد بن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/522، ومسلم (792) ، وابن حبان (752) ، والبغوي (1217) من طرق عن محمد بن عمر.

 

هم يزعمون أنه يسمع كل شيء كما تنص عليه نصوص القرآن، وبالتالي فكيف يكون محتاجًا للاستماع شيء والإصغاء إليه أكثر من شيء آخر.

 

وروى أحمد:

 

16215 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ - أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ - فَجَعَلَ رِجَالٌ مِنَّا يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ فَيَأْذَنُ لَهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ رِجَالٍ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبْغَضَ إِلَيْهِمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ"، فَلَمْ نَرَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ . فَحَمِدَ اللهَ، وَقَالَ حِينَئِذٍ: "أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ فِي الْجَنَّةِ"، قَالَ: "وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِكُمْ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ  فِي الْجَنَّةِ"، وَقَالَ: "إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ - أَوْ قَالَ: ثُلُثَا اللَّيْلِ - يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي أَحَدًا غَيْرِي، مَنْ ذَا يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنِ الَّذِي يَدْعُونِي فأَستَجِيبُ لَهُ، مَنْ ذَا (2) الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ" (3)

 

(1) لفظ "ذا" نسخة في هامش (س) .

(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى النسائي وابن ماجه، وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرَّد بالرواية عنه.

هلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أسامة. وحذفت الفاء من قوله فأستجيب وفأعطيه من الأصول، وما أثبتناه هو الجادة.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 132-133 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن علَية، بهذا الإسناد.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1291) و (1292) ، والدارمي 1/348، والبزار (3543) (زوائد) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 132-133، والطبراني في "الكبير" (4559) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/286 من طرق عن هشام الدستوائي، به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4557) و (4558) و (4560) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/20 دون قوله: "إذا مضى..."، وقال: رواه أحمد، وعند ابن ماجه بعضه، ورجاله موثقون.

قلنا: سيأتي الطرف الذي أخرجه ابن ماجه في الرواية رقم (16216) .

وسيأتي بالأرقام (16216) و (16217) و (16218) .

وقوله: "وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب".

سلف نحوه من حديث ابن مسعود برقم (3806) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

وقوله: "إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه...".

سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3673) وذكرنا هناك أحاديث الباب.

 

3673 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ"

 

حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. أبو إسحاق الهمْداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.

وأخرجه أبو يعلى (5319) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد.

وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/153، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح.

وفي الباب عن علي تقدم برقم (968) .

وعن أبي هريرة عند البخاري (7494) ، ومسلم (758) ، سيرد 2/258.

وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/34.

وعن رفاعة بن عرابة، سيرد 4/16.

وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22.

وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81.

وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار بنحوه، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/154-155، وقال: فيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث.

وعن عبادة بن الصامت بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 312-313.

وعن عبد الرحمن البيلماني بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 313.

 

16745 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان.

وأخرجه الدارمي 1/347، وابن خزيمة في "التوحيد" ص133، والنسائي في "الكبرى" (10321) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (487) - وابن أبي عاصم في "السنة" (507) ، والبزار (3152) (زوائد) ، وأبو يعلى (7408) و (7409) ، والطبراني في "الكبير" (1566) ، وفي "الدعاء" (136) ، والآجري في "الشريعة" ص312 و313، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص451 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار (3153) (زوائد) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص133 من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به.

 

وروى البخاري:

 

7495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ

 

لا يختلف هذا النص بسذاجته وتصوره البدائي لله الخرافي على أنه لا يستطيع معرفة شؤون البشر بدون النزول والاستطلاع، عن النص الخرافي الشهير في سفر التكوين الذي انتقدته في كتابي (نقد كتاب اليهودية) كما فعل مئات من الناقدين الغربيين قبلي على الأرجح:

 

(20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الآتِي إِلَيَّ، وَإِلاَّ فَأَعْلَمُ».)

 

من التكوين 18، ومعنى أنزل في النص يعني أتوجه حيث تقول خرافة التوراة هنا أن الله تجسد جسديًّا مع ملائكة على الأرض لإبراهيم.

 

إثبات قولهم بوجود أعضاء جسدية لله بأفكارهم البدائية

 

هكذا كانت أفكار محمد ودائرة مجموعة مؤلفي ورواة الأحاديث الأوائل ولم تتعد ذلك، فروى أحمد:

 

12260 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} [الأعراف: 143] قَالَ: " قَالَ: هَكَذَا، يَعْنِي أَنَّهُ أَخْرَجَ طَرَفَ الْخِنْصَرِ " قَالَ: أَبِي: " أَرَانَاهُ مُعَاذٌ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ يَا حُمَيْدُ ؟ وَمَا أَنْتَ يَا حُمَيْدُ، يُحَدِّثُنِي بِهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقُولُ أَنْتَ مَا تُرِيدُ إِلَيْهِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه الضياء في "المختارة" (1673) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3074) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (481) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/258-259، وابن أبي حاتم في تفسير سورة الأعراف (937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد.

وأخرجه بنحوه الترمذي (3074) ، وابن أبي عاصم (480) ، والطبري في "تفسيره" 9/53، وابن خزيمة 1/260 و260-261 و261-263، وابن عدي 2/677، والحاكم 1/25 و2/320-321 و577، والضياء (1672) و (1675) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وصححه الحاكم على شرط مسلم.

وأخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية" (59) من طريق أحمد بن محمد الصيدلاني البغدادي، عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس قوله. وقال: غريب من حديث شعبة. قلنا: ورجاله ثقات إلا أحمد الصيدلاني فلم نجد له ترجمة إلا في "تاريخ بغداد" 5/137 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وروى عنه جمع منهم ثلاثة حفاظ: الطبراني وأبو الشيخ وابن الأعرابي، فحديث مثله يصلح للاعتبار.

وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم (482) و (483) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس قوله.

وأخرجه الطبري 9/53 من طريق قرة بن عيسى، عن الأعمش، عن رجل، عن أنس مرفوعاً. وفيه رجل مبهم، ومن لم نجد له ترجمة.

وسيأتي الحديث عن روح بن عبادة عن حماد بن سلمة برقم (13178) .

 

وفي الحديث كالعادة كره العامة من المسلمين للتفكير في أي نص معيب أو محل انتقاد، فلو فكروا سيتوصلون لعدم منطقية نصوص الدين وأنها كلها خرافات متناقضة، الإله الغير منزه عن المادة والمادي الجسدي لا حاجة له في تفسير لاهوتي للكون، لأنه لن يحل ما يزعمون أنه مشكلة من جهة من أين جاءت مادة الكون، الأفضل والأكثر منطقية وعملية من فكرة القول بإله خرافي مادي أزلي أو حتى خرافي آخر غير مادي أزلي هو أن المادة/ الطاقة أزلية في الكون.

 

12695 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " وَهَكَذَا " وَجَمَعَ كَفَّهُ، قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " وَهَكَذَا "، فَقَالَ عُمَرُ حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا عُمَرُ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللهُ الْجَنَّةَ كُلَّنَا فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ عُمَرُ "

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك فيه لا يضر، فقتادة معروف بالرواية عن النضر بن أنس وعن أنس.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص329 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20556) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3424) ، وفي "الصغير" (342) ، والبيهقي ص329، والبغوي (4335) عن معمر، عن قتادة، عن النضر بن أنس- دون شك- عن أنس.

وأخرجه بنحوه البزار (3547- كشف الأستار) ، وأبو يعلي (1028) من طريق حميد، والبزار (3545) من طريق عبد العزيز بن صهيب، كلاهما عن أنس.

 

13007 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ لي مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ مِائَةَ أَلْفٍ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنَا، قَالَ لَهُ: " وَهَكَذَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، زِدْنَا، فَقَالَ: " وَهَكَذَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ . قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، زِدْنَا، فَقَالَ: " وَهَكَذَا " . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَطْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: مَا لَنَا وَلَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ قَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ النَّاسَ الْجَنَّةَ كُلَّهُمْ بِحَفْنَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ عُمَرُ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، أبو هلال -وهو محمد بن سُلَيم الراسبي- حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد تابعه معمر عن قتادة فيما سلف برقم (12695) .

وأخرجه البزار (3548- كشف الأستار) من طريق أبي عوانة، عن أبي هلال، بهذا الإسناد. وانظر (12695) .

 

الله الخرافي له مكان يحده

 

على العكس من كل الأفكار اللاهوتية الشهيرة في كتابات المسلمين ككتابات ابن حزم ونهج البلاغة لعلي بن أبي طالب، والتي نصت على تنزيه وتجريد الإله الخرافي عن المكان والتقيد به وبالمساحة، لكي تتسق منطقيَّا وشكليَّا فكرة زعم وجود إله وأنه أزلي لا يحتاج للتواجد المادي ليحده المكان، فإن نصوص الأحاديث (مثلها مثل بعض نصوص القرآن) قد حدَّدت الإله الخرافي الخاص بالإسلام بالوجود في مكان معيَّن، فروى البخاري:


2790 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ

7404 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ وَضْعٌ عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي

 

4476 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ فَيَسْتَحِي فَيَقُولُ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيَسْتَحِي مِنْ رَبِّهِ فَيَقُولُ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنَ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُقَالُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي مِثْلَهُ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى { خَالِدِينَ فِيهَا }

 

بعد 7440 معلَّقًا: وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُحْبَسُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ لِتَشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا قَالَ فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ قَالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَةِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ قَالَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا قَالَ فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ قَتْلَهُ النَّفْسَ وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ قَالَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ لَسْتُ هُنَاكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

رواه أحمد 13562 بإسناد: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ...إلخ

 

حاول الخطابي في "أعلام الحديث " 4/2355 تبريره والتهرب منه، فقال: وقوله: "في داره" يُوهِمُ مكاناً، ومعناه: أي: في داره التي دوَّرَها لأوليائه، وهي الجنة، كقوله عز وجل: (لهم دارُ السلام عند ربهم) [الأنعام: 127] ، وكقوله: (واللهُ يدعو إلى دار السَلام) [يونس: 25] ، وكما يقال: بيتُ الله، وحَرَمُ الله، يريدون بيتَ الله الذي جعله مثابةً للناس، والحرمَ الذي جعله أمْناً لهم، ومثله: رُوح الله، على سبيل التفضيل له على سائر الأرواح، وإنما ذلك في ترتيب الكلام كقوله عز وجل: (إنَ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون) [الشعراء: 27] فأضاف الرسول إليهم، وإنما هو رسول الله أرسله إليهم.

قلنا (هنا الكلام لمحققي مسند أحمد طبعة الرسالة): وقد جاء الحديث عن أنس بلفظ الجنة مكان قوله: "في داره"، انظر أحمد رقم (12469) من طريق عمرو بن أبي عمرو، و (13590) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس. وهو أصحُ.

 

حتى مع التهرب من وجود دار لله يسكن فيها كتصور سخيف، فيظل هناك تحديد لمكانه بأنه في الجنة الخرافية وهي حتى لو زعمت الأحاديث ونصوص القرآن اتساعها بسعة السماوات السبع الخرافية والأرض ففي النهاية هي محدودة ولها نهاية بعكس الكيان الإلهي الخرافي كما يفترضون.

 

وروى أحمد:

 

12469 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ "

" وَإِنِّي آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَتِهَا، فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيَفْتَحُونَ لِي، فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ، فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأُقْبِلُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ ذَلِكَ فَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ . فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي، فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ نِصْفَ حَبَّةٍ مِنْ شَعِيرٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ . فَإِذَا الْجَبَّارُ مُسْتَقْبِلِي فَأَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَتَكَلَّمْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَقُلْ يُقْبَلْ مِنْكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى أُمَّتِكَ فَمَنْ وَجَدْتَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ الْإِيمَانِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَأَذْهَبُ فَمَنْ وَجَدْتُ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَلِكَ أَدْخَلْتُهُمُ الْجَنَّةَ . وَفَرَغَ اللهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ . فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللهَ، لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا . فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: فَبِعِزَّتِي، لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنَ النَّارِ، فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ، فَيَخْرُجُونَ وَقَدِ امْتَحَشُوا ، فَيَدْخُلُونَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ ، وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ، فَيُذْهَبُ بِهِمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ .

فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارِ "

 

إسناده جيد بهذه السياقة من اجل عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقد روى له الشيخان، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، لكنه قد توبع في معظم الفاظ هذا الحديث.

وأخرجه الضياء في "المختارة" (2345) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (877) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/479، وفي "الشعب" (1489) من طريق يونس بن محمد، به -واقتصر البيهقي في "الشعب" على أوله.

وأخرجه الدارمي (52) ، والنسائي في "الكبرى" (7690) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/710-711 من طرق عن الليث بن سعد، به. ولم يذكر الدارمي قصة إدخال من في قلبه نصف حبة شعير من الإيمان في الجنة، واقتصر النسائي على أوله.

وأخرجه ابن خزيمة 2/711-712 من طريق عبد الرحمن بن سلمان الحجْري، عن عمرو بن أبي عمرو، به.

وقد سلفت قصة فتح باب الجنة من طريق ثابت، عن أنس برقم (12397) ، وسلفت قصة الشفاعة من طريق قتادة، عن أنس برقم (12153) .

 

يعني الله محدود بمكان وهو منتظر قدوم محمد ليرحب به كأي صاحب منزل أو رئيس بقصر رئاسته حينما ينتظر ضيفًا مهمًّا! حديث ليس أحسن حالًا وهو يعكس تكبر محمد أو هكذا أراد صائغو الحديث تصويره.

 

13590 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، قَالَ: فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَقُولُ عِيسَى أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا " قَالَ: " فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدُ فَيُفْتَحُ لِي فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيَقُولُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ مِنْكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: " أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ "، قَالَ: " فَأُخْرِجُهُمْ "، قَالَ: " ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، قَالَ: فَأُخْرِجُهُمْ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.

وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/613 من طريق عفان، بهذا الإسناد.

وأخرجه أيضاً 2/614 من طريق محمد بن كثير الثقفي، عن حماد بن سلمة، به.

وقد سلف الحديث في مسند ابن عباس برقم (2693) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.

 

هذا يدل على تحديد وحد الله الخرافي بمكان ومساحة محدودة متناهية، لو أنه لا يحده مكان فيمكنه ببساطة دعاؤه من نفس المكان الذي سيكون محمد واقفًا فيه حسب الخرافة مع الناس يوم القيامة والدين (الحساب) الخرافي.

 

وروى مسلم:

 

[ 537 ] حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة وتقاربا في لفظ الحديث قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم قال ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال بن الصباح فلا يصدنكم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة

 

[ 2872 ] حدثني عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا

 

وروى أحمد:

 

8769 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ "، قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ " قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ، فَلَا تَزَالُ تَخْرُجُ (1) ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ: مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ " (2)

 

(1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فلا يزال حتى يخرج.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي في مسند عائشة 6/139 عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب.

وأخرجه ابن ماجة (4262) و (4268) ، والنسائي في "الكبرى" (11442) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/276-277، والطبري في "التفسير" 18/77، والآجري في "الشريعة " ص 392، وابن منده في "الِإيمان" (1068) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/8-9، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/78 و297، وابن حبان (3014) ، والطبراني في "الأوسط" (746) ، والحاكم 1/352-353 و353، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104-105 من طرق عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة.

وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/300، وابن حبان (3013) ، والحاكم 1/353 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة.

وأخرجه بنحوه مختصراً مسلم (2872) (75) ، وابن منده في "الإِيمان" (1069) من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287-288 رقم (18534) 18733.

وعن عائشة بنحوه مطولًا، سيأتي 6/139-140 رقم (25090) 25603.

الروْح: الرحمة، والرَّيحان: الطيب.

 

25090 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، وَاخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ . فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ (1) وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ (2) عَزَّ وَجَلَّ . فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، (3) قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي مِنْهُ ذَمِيمَةً، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص: 58] . فَمَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ . فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ . فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ . . . " وَيَرُدُّ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، سَوَاءً، وَيَجْلِسُ الرَّجُلُ السُّوءُ، (4) فَيُقَالُ لَهُ . . . " وَيَرُدُّ مِثْلَ مَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، سَوَاءً (5)

 

(1) في (م) : وأبشري ويقال بروح.  (2) قوله: "التي فيها الله" لم يرد في (ق) . (3) في (ق) و (ظ 2) : ويقال: فإذا كان الرجل السوء. (4) من قوله: ويجلس الرجل السوء... إلى آخر كلامه، لم يرد في (م) .

(5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بإسناد سابقه. وقد سلف في مسند أبي هريرة برقم (8769) من طريق حسين بن محمد، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، بهذا الإسناد.

ويزاد في تخريجه ما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (30) من طريق يحيى بن أبي بُكير، عن ابن أبي ذئب، به.

قال السندي: قوله: "فيها الله"، أي: محلُّ العرض عليه تعالى.

 

8704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ، فَإِذَا مَرُّوا بِمَجْلِسٍ عَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْعَرْشَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: مِنْ عِنْدِ عَبِيدٍ لَكَ، يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، وَيَتَعَوَّذُونَ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْأَلُونِي جَنَّتِي، هَلْ رَأَوْهَا ؟ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ وَيَتَعَوَّذُونَ مِنْ نَارِي، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا إِنَّ فِيهِمْ عَبْدَكَ الْخَطَّاءَ فُلَانًا، مَرَّ بِهِمْ لِحَاجَةٍ لَهُ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولَئِكَ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " .

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7424) .

 

إله ذو جسد مادي مرئي وله مجلس يجلس حوله الجالسون فيه

 

وروى أحمد:

 

22002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذيِّ أَوِ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عِشْرُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا فِيهِمْ شَابٌّ حَدِيثُ السِّنِّ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَغَرُّ الثَّنَايَا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، قَالَ: فَحَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ احْتَبَى، فَسَكَتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ مِنْ جَلَالِ اللهِ، قَالَ: " أَللَّهِ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَللَّهِ . قَالَ: " فَإِنَّ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ، فِيمَا أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ، فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ، إِلَّا ظِلُّهُ، ثُمَّ لَيْسَ فِي بَقِيَّتِهِ شَكٌّ يَعْنِي: فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ، يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِي مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمْ بِمَجْلِسِهِمْ مِنَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ "

قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في، وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ (1) " (2)

شَكَّ شُعْبَةُ: فِي الْمُتَوَاصِلِينَ، أَوِ الْمُتَزَاوِرِينَ

 

(1) في (م) و (ر) و (ق) : للمتصادقين في والمتواصلين، والمثبت من (ظ 5) و (ر) .

(2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد اختلف في سماع أبي إدريس الخولاني -وهو عائذ الله بن عبد الله- من معاذ، فذهب ابن عبد البر إلى أنه سمع منه، وخالفه الدارقطني، واستشهد في "العلل" 6/71 بما روي عن الزهري، عن أبي إدريس أنه قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفراً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفاتني معاذ وأخبرت عنه . قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، ويروي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وكلاهما يحدث بهذا الحديث -يعني حديثنا هذا- عن معاذ، والزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ، والحديث حديثهما . قلنا: وعلى كل حال، فهو متابع .

وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطيالسي (571) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3895) ، وأخرجه الحاكم 4/169-170 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما كلاهما الطيالسي وسعيد، عن شعبة، به .

وأخرجه بنحوه الطحاوي (3893) و (3894) ، والشاشي في "مسنده" (1382) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (146) و (147) و (148) ، وفي "الشاميين" (625) و (744) و (2432) و (2433) و (2434) ، والحاكم في "المستدرك" 4/170، وأبو نعيم في "الحلية" 5/206 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، والطبراني في "الكبير" 20/ (145) ، وفي "الشاميين" (1926) من طريق ربيعة ابن يزيد، والطبراني في "الكبير" 20/ (151) ، وفي "الشاميين" (1659) من طريق شريح بن عبيد، وفي "الكبير" 20/ (149) ، وفي "الشاميين" (1403) من طريق يزيد بن أبي مريم، أربعتهم عن أبي إدريس الخولاني، به .

وفي بعض روايات الحديث اقتصروا على حديث معاذ بن جبل .

وأخرجه الحاكم 4/419-420 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عكرمة، عن الحارث بن عميرة قال: قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم فسمعت معاذ بن جبل يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء" وساق قصة أخرى وحديثاً آخر .

وأخرجه الشاشي (1386) من طريق يعلى بن عبيد، عن عبد الملك، عن شهر، عن رجل أنه أتى الشام فدخل مسجداً من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب (يريد معاذ بن جبل) ... فذكر قصة وساق حديث عبادة ابن الصامت على أنه من مسند معاذ .

وأخرجه مختصراً ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/25 من طريق عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل .

تنبيه: وقعت رواية معاذ عند المصنف والحاكم من طريقه موقوفة، وهذا لا يقال من قبيل الرأي، وقد ثبت مرفوعاً في غير ما رواية عند المصنف وغيره .

وسيأتي من طريق أبي إدريس (22030) و (22131) و (22783) .

وسيأتي من طريق شهر بن حوشب (22031) .

وسيأتي من طريق أبي مسلم الخَولاني (22064) و (22065) و (22080) و (22782) .

وفي باب المتحابين في الله يظلهم الله في ظله عن أبي هريرة سلف برقم (9665) .

وعن العرباض بن سارية، سلف برقم (17158) وانظر تتمة الشواهد هناك .

وفي باب قوله يوضع لهم كراسي من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب النبيون والصديقون والشهداء:

عن أبي مالك الأشعري سيأتي (22906) .

وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (3527) .

وعن أبي هريرة عند ابن حبان (573) .

قوله: "أدعج العينين" أي: واسعهما . وقوله: "أغر الثنايا" أي: أبيضها .

 

العرش الإلهي الخرافي له ظل مما يدل على أنه مادي حسب تصور الإسلام

 

روى البخاري:

 

660 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ

 

وانظر مسلم 1031  وأحمد 22064 و22065 و22559 و22782 و22783.

 

الظل هو حجب الجسم الفيزيائي لجزء من الضوء المتجه باتجاهه واتجاه ما تحت أو خلفه. بالتالي فدومًا ما تصورت نصوص الإسلام الإله متجسدّا ماديًّا مما يبطل حجة القول بأن الله الخرافي ضروري لأنه موجد المادة وتفسير خرافي وهمي لمصدرها، ولكن جميع الأديان التي أعرفها من التي فيها مفهوم الألوهية (مثل اليهودية والمسيحية والإسلام والهندوسية وسائر الأديان الوثنية والشامانية الحية القائمة والبائدة المنتهية، عدا من الأديان الحية ديانتي البودية والجاينية لعدم وجود مفهوم الألوهية الخالقة الرازقة الصانعة المدبرة المشرِفة المديرة في العموم) فيها تجسيد بدائي في نصوصها، انظر كتابي (نقد كتاب اليهودية) و(نقد العهد الجديد) وكثيرون كذلك كتبوا نقدًا للأديان الثلاث توراتية المنشأ.

 

إله يضحك

 

روى أحمد:

 

3714 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَنْكَبُّ مَرَّةً، وَيَمْشِي مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ " قَالَ: " فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ - يَعْنِي عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي؟ يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ الشَّجَرَةُ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، الْجَنَّةَ، الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا يَصْرِينِي مِنْكَ، أَيْ عَبْدِي ؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنَ الْجَنَّةِ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي، أَيْ رَبِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ ؟ " قَالَ: فَضَحِكَ عَبْدُ اللهِ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ ؟ قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ: لِضَحِكِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ ؟ " قَالُوا: لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " لِضَحِكِ الرَّبِّ، حِينَ قَالَ: أَتَهْزَأُ بِي، وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ ؟!"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه أبو يعلى (5290) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 231 وص 318-319، وأبو عوانة 1/142، والشاشي (268) من طريق يزيد بن هارون -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (4980) ، وأبو عوانة 1/143، وابن حبان (7430) ، والطبراني في "الكبير" (9775) ، وابن منده في "الإيمان" (841) ، والبيهقي في "البعث" (104) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 474، من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (3899) ، وتقدم مختصراً برقم (3595) ، وذكرنا هناك شواهده. قال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 319: روى هذا الخبرَ حميد، عن أنس، لم يذكر ابن مسعود في الإسناد، واختلف الناس أيضاً عنه في رفعه. ثم ساقه ابن خزيمة بإسناده.

قال السندي: قوله: فينكب، بتشديد الباء، أي: يسقط على وجهه.  وتَسْفَعه، أي: تضرب وجهه وتسوده، أو تؤثر فيه أثراً.  ما لا صبر له يعني عليه، أي: على فراقه، وقال النووي: أي عنه، فجعل على بمعنى عن.  ما يَصْريني: قال النووي: بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة، معناه: يقطع مسألتك مني. قيل: والصواب: ما يَصْرِيك مني، كما في رواية، والوجه أنهما صحيحان، فإن السائل متى انقطع من السؤال انقطع المسؤول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك.  لضحك الرب تعالى: قال النووي: الضحك من الله تعالى هو الرضى والرحمة وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده. انتهى. قلت: ظاهر الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك موافقةً لربه تعالى، والحمل على ما ذكر يفوت الموافقة، فالوجه في مثله التفويض. والله تعالى ولي التوفيق.

 

وروى مسلم:

 

[ 187 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل يا بن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول يا بن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليها فيدنيه منها فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول أي رب أدخلنيها فيقول يا بن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها قال يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فضحك بن مسعود فقال ألا تسألوني مم أضحك فقالوا مم تضحك قال هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا مم تضحك يا رسول الله قال من ضحك رب العالمين حين قال أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر

 

وانظر البخاري 6571

 

وروى أحمد:

 

 

22476 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: " الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لَا (2) يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ (3) فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ، وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ (4) إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ " (5)

 

(2) لفظة "لا" لم ترد في (م) وسائر النسخ الخطية، وأثبتناها من "غاية المقصد" الورقة 201، و"مجمع الزوائد" 5/292، و"أطراف المسند" 5/420.

(3) في (م) وسائر النسخ الخطية: ينطلقون، والمثبت من هامش (ظ5) و"جامع المسانيد" 4/264، وهي الرواية كما في مصادر التخريج، وعليها شرح ابن الأثير في "النهاية" 4/226: فقال: أي: يتمرغون .

(4) في (م) : ربهم .

(5) حديث قوي، إسماعيل بن عياش صدوق في رواياته عن الشاميين أهل بلده، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات، لكن سقط منه قيس الجذامي بين كثير ابن مرة وبين نعيم بن همار، وقيس صحابي، وهو ثابت في الإسناد كما بينت رواية البخاري في "تاريخه" 8/95، وإسنادها قوي .

وهو في "العلل" للمصنِّف 2/309-310 .

وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2566) ، والبخاري في "تاريخه" 8/95، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (228) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1277) ، وأبو يعلى (6855) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1167) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/152، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص

472-473، وابن الأثير في "أسد الغابة" 5/350 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1169) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به .

وأخرجه بزيادة قيس الجذامي ابن أبي عاصم في "الجهاد" (229) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1168) ، وابن قانع 3/152 من طريق إسماعيل بن رافع، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم . وإسماعيل بن رافع ضعيف .

وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/95 من طريق برد بن سنان، عن سليمان ابن موسى، عن مكحول الشامي، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم . وهذا إسناد قوي، برد بن سنان وسليمان بن موسى الأشدق صدوقان لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات.

 

هذا إله يتصف بالصفات البشرية، تصوره وصاغه البشر بخيالهم الواسع لكن المرتبط والمستوحى من طبائعهم ووسطهم البشري، فجاء على صورة البشر، وإن كان له مثل هذه العواطف البشرية والأحاسيس فلو افترضنا جدلًا أن له وجودًا فهلا كان استغل بعض عواطفه تلك لصنع عالم أفضل بلا أمراض وفقر وجوع وحروب وظلم وتنافسات وصراعات غير شريفة ووحشية؟! ونلاحظ حتى استعمال الإله المزعوم لكلام بشريّ دارج فالتعبير العربي: ما يصريني منك، أشبه بقول العوام اليوم: ما يريحيني منك، أو "أعمل لك إيه وتحل عني" باللهجة المصرية.

ومن إضفاء الصفات البشرية على تصور الإله الخرافي ما رواه أحمد:

 

8350 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُوَطِّنُ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: لَا يُوَطِّنُ - رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ، إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ "

 

رجاله ثفات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي بُكير: هو يحيى بن أبي بكير، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري المدني.

وأخرجه الطيالسي (2334) ، وابن ماجه (800) ، وابن خزيمة (1503) ، وابن حبان (1607) و (2278) ، والحاكم 1/213 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن خزيمة (359) من طريق ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. ولفظه "ما من رجل كان يوطن المساجدَ فشغله أمر أو عِلة، ثم عاد إلى ما كان، إلا تبشبشَ ..." إلخ.

وروي الحديث عن الليث بن سعد بزيادة رجل مجهول بين سعيد المقبري وبين سعيد بن يسار، ورجحها الدارقطني على روايتي ابن أبي ذئب وابن عجلان، انظر ما سلف برقم (8065) .

 

الله المزعوم يحتاج إلى كتبة سجلات وماسكي دفاتر لحفظ الأعمال الخاصة بالبشر وتسجيلها

 

روى أحمد:

 

7639 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ - وَتُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، إِلَّا الْمُتَشَاحِنَيْنِ ، يَقُولُ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ: ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاريُ مقروناً وتعليقاً.

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7914) و (20226) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6684) ، وابن حبان (3644) .

وأخرجه مسلم (2565) ، وأبو داود (4916) ، والترمذي (2023) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3061) ، وابن حبان (5661) و (5663) ، والبيهقي في "السنن" 3/346، وفي "الشعب" (3861) ، وفي "فضائل الأوقات" (292) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/314 و364 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.

وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/909، وعبد الرزاق (7915) ، والحميدي (975) ، ومسلم (2565) (36) ، وابن خزيمة (2120) ، وابن حبان (5667) ، والبيهقي في "الشعب" (3860) و (6627) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، به. والحديث في "الموطأ" موقوف على أبي هريرة.

وأخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3524) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة.

وسيأتي برقم (8361) و (9053) و (9199) و (10006) .

وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيرد 5/200.

 

وروى مسلم:

 

[ 179 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية أبي بكر النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وفي رواية أبي بكر عن الأعمش ولم يقل حدثنا

 

وروى البخاري:

 

799 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَنْ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ أَنَا قَالَ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ

 

كتبة سجلات حضور وانصراف!

 

روى البخاري:

 

929 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً ثُمَّ كَبْشًا ثُمَّ دَجَاجَةً ثُمَّ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ بَاب إِذَا رَأَى الْإِمَامُ رَجُلًا جَاءَ وَهُوَ يَخْطُبُ أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ

 

وروى مسلم:

 

[ 850 ] وحدثني أبو الطاهر وحرملة وعمرو بن سواد العامري قال أبو الطاهر حدثنا وقال الآخران أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني أبو عبد الله الأغر أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش ثم كالذي يهدي الدجاجة ثم كالذي يهدي البيضة

 

وانظر أحمد (7258) و(7519) و (7582) و (7687) و (8523) و (9896) و (9926) و (10271)  و(22242).

 

قرارات إلهية يصنعها محمد اعتباطيًّا وفوريًّا

 

روى البخاري:

 

101 - حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ وَاثْنَتَيْنِ فَقَالَ وَاثْنَتَيْنِ

 

رواه أحمد 11296 وأخرجه البخاري (102) ، ومسلم (2633) (153) ، والنسائي في "الكبرى" (5896) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (101) و (1249) ، ومسلم (2633) (153) ، وأبو يعلى (1279) ، وابن حبان (2944) ، والبغوي في "شرح السنة" (1546) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (916) ، والبخاري (7310) ، ومسلم (2633) (152) ، والنسائي في "الكبرى" (5897) ، والبيهقي في "الشُعب" (9743) من طريقين عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، به. وعلقه البخاري (125) بصيغة الجزم عن شريك، عن ابن الأصبهاني، حدثني أبو صالح، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما. قال أبو هريرة: "لم يبلغوا الحنْث". ورواه أحمد برقم (11686) ، وانظر (11106). ومن أحاديث الباب في مسند أحمد بمسند عبد الله بن مسعود في الروايتين رقم (3554) و (3995) ومسلم 2632 .

 

1249 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا فَوَعَظَهُنَّ وَقَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ كَانُوا حِجَابًا مِنْ النَّارِ قَالَتْ امْرَأَةٌ وَاثْنَانِ قَالَ وَاثْنَانِ *

 

وروى أحمد:

 

14285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَاحْتَسَبَهُمْ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ: وَاثْنَانِ ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ "، قَالَ مَحْمُودٌ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: أَرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ وَاحِدًا، لَقَالَ: وَاحِدٌ، (1) قَالَ: " وَأَنَا وَاللهِ أَظُنُّ ذَاكَ " (2)

 

(1) في (م) ونسخة في (س) في الموضعين: وواحد.

(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له أهل السنن. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (146) ، وابن حبان (2946) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن مسعود، السالف برقم (3554) .

وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (3098) .

وعن أبي هريرة عند البخاري (1251) ، ومسلم (2632) (150) ، سيرد 2/239-240.

وعن أنس عند البخاري (1248) و (1381) ، سيرد 3/152.

وعن جابر سيرد 3/206.

وعن عقبة بن عامر سيرد 4/144.

وعن أبي برزة سيرد 4/212.

وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/386.

وعن أبي موسى الأشعري سيرد 4/ (415) .

وعن قرة بن إياس المزني سيرد 5/35.

وعن أبي ذر سيرد 5/151.

وعن معاذ سيرد 5/241.

وعن عبادة بن الصامت سيرد 5/329.

وعن أم سليم بنت ملحان سيرد 6/376 و431.

وعن أبي ثعلبة الأشجعي سيرد 6/396.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي في "الكبرى" (1998) .

وعن عتبة بن عبد السلمي عند ابن ماجه (1604) .

 

كيف قام محمد بهذه الوعود المزعومة المتناقضة فوريًّا وراء بعضها، بدون رجوع وتوسل للإله المزعوم كادعاء على الأقل، ما كان يقوم به محمد هو توزيع للوعود الوهمية والآمال والأحلام، وهذه لها سوق رائجة عند المساكين والبسطاء، فيعطيهم الدين المواساة والتعزية بالأكاذيب الطفولية، ولكن كما يقول المثل المصري العاميّ (أبو بلاش كتر منه!) و(هو الكلام عليه جمرك؟!). عندما يعطي هذه الأكاذيب المجانية للناس البائسين الحزانى لموت أولادهم أو فقرهم وغيرها فلن يكلفه هذا أكثر من الكلام و(طق الحنك) كما يقولون بالشامية المحكية.

 

وروى البخاري:

 

6528 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي قُبَّةٍ فَقَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ

 

3348 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ فَيَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ قَالَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ

 

رواه مسلم 221 و222 وأحمد11284 و3661.

 

إسقاط نفسي من محمد على تصوره لشخصية الله الخرافي

 

روى أحمد:

 

3627 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ لَهُ: هَكَذَا فَطَارَ "

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ، وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَلَمْ يَجِدْهَا، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَأَتَى مَكَانَهُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَزَادُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد.

وعلقه البخاري بقسميه الموقوف والمرفوع عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقد نَدتْ هذه الرواية عن الحافظ، فقال في "الفتح" 11/107: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين.

قلنا: والوجه الثاني سيرد بإثر هذه الرواية.

والقسم المرفوع منه وهو قوله: "للهُ أفرح بتوبة أحدكم...".

أخرجه ابن حبان (618) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7741) من طريق علي بن مسهر، وأبو نعيم بنحوه مختصراً في "الحلية" 4/129 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به.

وسيأتي برقم (3628) ، ويستكمل تخريجه هناك .

وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2675) ، سيرد 2/316 مختصراً. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/83. وعن أنس عند البخاري (6309) ، سيرد 3/213. وعن النعمان بن بشير عند مسلم (2745) ، سيرد 4/275. وعن البراء بن عازب عند مسلم (2746) ، سيرد 4/283. وعن أبي موسى عند أبي يعلى (7285) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: ورجاله رجال الصحيح.

قوله: "في أصل جبل": أي: أسفله. فقال به هكذا: أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ. قاله الحافظ في "الفتح" 11/105.  قوله: "أفرح بتوبة أحدكم"، أي إنه يحب توبة أحدكم ويرضى بها فوق ما يحب أحدكم ضالته ويرضى بها، والمقصود الحث على التوبة لكونها محبوبة مرضية عنده تعالى. والله تعالى أعلم. قاله السندي.   دَوية: بفتح دال وتشديد واو وياء: هي الصحراء التي لا نبات فيها، وقال أبو عبيدة بتخفيف الواو.  قوله: "مهلكة"، بفتح الميم واللام بينهما هاء ساكنة: يهلك من حصل بها.  قال الحافظ: وفي بعض النسخ بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي: تهلك هي من يحصل بها.

 

3628 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.

وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه بتمامه أيضاً الترمذي (2497) و (2498) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده أن شيخ عمارة الحارث بن سويد بدل الأسود.

قال الحافظ في "الفتح" 11/107: اختلف فيه على عمارة في شيخه هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ وتبين مما ذكرته أنه عنهما جميعاً، واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ وتبين أيضاً أنه عنده عنهما جميعاً.

وأخرجه بتمامه البخاري (6308) ، وأبو يعلى (5100) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7104) من طريق أبي شهاب الحناط، وأبو يعلى (5177) ، والبغوي (1302) من طريق جرير بن عبد الحميد، والشاشي (838) ، والبيهقي في "السنن" 10/188 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "الشعب" (7104) من طريق شجاع بن الوليد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129 من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

قال البخاري عقب الحديث: وتابعه (أي: أبا شهاب الحناط) أبو عوانة وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث بن سويد، وقال شعبة وأبو مسلم: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله.

وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

قال الحافظ في "الفتح" 11/107: يعني إن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعاً، لكنه عند عمارة عن الأسود.... وعند إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعوه جعلوه عن عمارة، عن الحارث بن سويد. ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. (ذكرنا آنفاً أنها عند أحمد) ... والراجح من الاختلاف كله ما قال أبو شهاب ومن تبعه، ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدر به البخاري كلامه، فأخرجه موصولاً، وذكر الاختلاف كعادته في الإِشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، والله أعلم.

وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (7742) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد، لكن عنده زيادة الحارث بن سويد مع الأسود.

وأخرجه أيضاً مسلم (2744) (3) و (4) من طريق جرير بن عبد الحميد وقطبة بن عبد العزيز وأبي أسامة، والنسائي في "الكبرى" (7743) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.

وسلف برقم (3627) ، وذكرنا هناك شواهد المرفوع منه.

 

وروى البخاري:

 

6308 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَيْنِ أَحَدُهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا قَالَ أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ ثُمَّ قَالَ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ

تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ سَمِعْتُ الْحَارِثَ وَقَالَ شُعْبَةُ وَأَبُو مُسْلِمٍ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ كُوفِيٌّ قَائِدُ الْأَعْمَشِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

 

وروى أحمد:

 

10782 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللهُ تَعَالَى " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي . وَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ . وَمَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ أُهَرْوِلُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن محمد.

وأخرجه مسلم 2675، والخطيب في "تاريخه" 2/43 من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث بتمامه عن روح، عن زهير بن محمد برقم (10909) ، وسلفت القطعة الأولى عنه برقم (10684) .

وسلف الحديث دون قصة الضالة برقم (7422) من طريق الأعمش ، عن أبي صالح، وسلفت هذه القصة وحدها برقم (8192) من طريق همام ، عن أبي هريرة.

 

محمد هو من كان يفرح ويتلهف على اكتساب الأتباع في أول دعوته، أما الإله الخرافي المزعوم فما كانت ستكون حاجته وداعيه لفرحة طفولية ساذجة كهذه؟! هذا إسقاط نفسي أسقطه محمد من شخصيته على شخصية إلهه المتخيَّل فأسبغ عليه من شخصيته هو.

 

وروى البخاري:

 

6497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامُ وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا

 

أيضًا كان محمد يقوم بإزعاج النائمين من السكان ليدعوهم في مكة في أول دعوته بطريقة فيها تعدي على حقهم في الراحة وعدم الإزعاج، روى مسلم:

 

[ 208 ] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة { تبت يدا أبي لهب } وقد تب كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة

 

[ 207 ] حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قال انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم نادى يا بني عبد منافاه إني نذير إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربأ أهله فخشي أن يسبقوه فجعل يهتف يا صباحاه

 

ورواه أحمد 15914 و20605

 

ونداء واصباحاه أو يا صباحاه هذا كان خاصًّا بإنذار القبيلة من هجوم من قبيلة معادية، مع أنه لم يكن معتادًا قط الهجوم على مكة وقريش لوجود تقديس لمكة، لكن لك أن تتفهم سبب كون فعلته مزعجة جدًّا ومثيرة للقلق واستيقاظ النائمين، خاصة وهناك حروب سابقة (حروب فجار) بين قريش وغيرها في الأشهر الحرم، فاحتمال الهجوم من هوازن وقيس عيلان ممكن رغم وجود صلح واستقرار.

 

تلهف محمد على الأتباع في أول الدعوة

 

روى أحمد:

 

(15965) 16061- حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ لأَقِيضَكَ الْيَوْمَ بِغُرَّةٍ قَالَ : فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ ، أَلاَ تُسْلِمُ ، فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : لِمَ ؟ قُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ ، قَالَ : فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَغَنِي ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْ تَغْلِبْ عَلَى مَكَّةَ وَتَقْطُنْهَا ، قَالَ : لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا بِلاَلُ ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّحْلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرْتُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنْ مَكَّةَ ، فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ النَّاسُ ؟ قَالَ : قَدْ غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : هَبِلَتْنِي أُمِّي ، فَوَاللَّهِ لَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لأَقْطَعَنِيهَا.

 

إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع من ذي الجوشن، وإنما سمعه من ابنه شمر عنه، نص على ذلك سفيان الثوري في الرواية (15966/2) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 146، وأبو القاسم البغوي فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/90، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح، غير أن صحابيه ذا الجوشن أخرج له أبو داود فحسب، واسمه: أوس، وقيل: شرحبيل، وقيل: عثمان، وسمي ذا الجوشن لأنه كان ناتىء الصدر. وأخرجه مطولا ومختصرا أبو داود (2786) ، والطبراني في "الكبير" (7216) ، والبهيقي في "السنن" 9/108 من طريق مسدد، والطبراني في "الكبير" (7216) من طريق أبي جعفر النهشلي، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. ولفظ الطبراني: "لغبوا" بدل "ولعوا". وأورده المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2668) ثم قال: والحديث لا يثبت، فإنه دائر بين الانقطاع أو رواية من لا يعتمد على روايته. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/162 وقال: روى أبو داود بعضه، وقال: رواه عبد الله بن أحمد وأبوه- ولم يسق المتن- والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. وسيأتي بالأرقام (15966) و (16633) و (16634) و (16635) .

قال السندي: قوله: "بابن القرحاء" بالمد، تأنيث الأقرح، وهو ما كان على جبهته قرحة- بالضم- وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة. "لتتخذه" أي: لنفسك. "أن أقاضيك" هكذا في أصلنا، أي: أصالحك، وفي بعض الأصول أقيضك به، وهو الذي في كتب الغريب من قاضه يقبضه، أي: أعوضك عنه. (والمقايضة في البيوع: المعاوضة وهي أن يعطي الرجل متاعا، ويأخذ متاعا آخر لا نقد فيه) . "من أول هذا الأمر": من أول أهله. "ولعوا بك" من ولع به، كفرح: إذا أغري به، كأنه أراد أن بينك وبين قومك محاربة، ولا يدرى أن الأمر لمن يتقرر، ففي الإيمان بك مخاطرة، ويحتمل أنه أراد أن الأمر غير متبين وإلا لكان قومك أعلم به.  "تقطنها" من قطن بالمكان- كنصر- إذا أقام به، والجواب مقدر، أي: يكن لك الأمر أو نحوه. "حقيبة الرحل": هي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب، والوعاء الذي يجمع فيه الرجل زاده. "لبأهلي" بفتح اللام، والباء بمعنى في، أي: لفيهم. "بالغور"- بفتح الغين المعجمة-: الأرض المنخفضة، والغور من كل شيء عمقه.  "هبلتني": فقدتني.  "الحيرة" بكسر حاء، بلدة قديمة بظهر الكوفة."لأقطعنيها"، أي: أعطانيها.

 

• 15966/2 - قال [عبد الله بن أحمد] : حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ذي الجوشن أبي شمر الضبابي، نحو هذا الحديث، قال سفيان: " فكان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق، لا أراه إلا سمعه منه "

 

اهتزاز العرش الخرافي لله الوهمي حسب زعم محمد

 

روى البخاري:

 

3803 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَعَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ اهْتَزَّ السَّرِيرُ فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 2466 ] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن

 

[ 2467 ] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وجنازته موضوعة يعني سعدا اهتز لها عرش الرحمن

 

وروى أحمد:

 

(11184) 11202- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.(3/24).

 

(13454) 13488- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ قَتَادَةُ ، وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَجَنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ عز وجل.(3/234).

 

(14153) 14200- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ.(3/296).

 

(14400) 14453- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

 

(19095) 19305- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَكَانَ غِلْمَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ تَلَقَّوْا أَهْلِيهِمْ ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ ، فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ . فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ : صَدَقْتِ لَعَمْرِي ، حَقِّي أَنْ لاَ أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا ، قَالَ : قَالَتْ : قُلْتُ لَهُ : مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقَدْ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

قَالَتْ : وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

عرش كعرش البشر واهتز ربما لأن الله نفسه تأثر حتى اهتز العرش! وكلام تجسيدي بدائي مضحك، لكن بصرف النظر فشخص بهذه المكانة كيف ولماذا سيتضايق عليه قبره؟! خرافات ظلامية لا منطقية لا يفكر السذج فيها.

 

على الأصح كان مقصود محمد أن يقول أنه تأثر بشدة واهتزت نفسيته لموت سعد بن معاذ، ولا داعي لأن ننسى كما عرضنا في أبواب هذا الكتاب، وخاصةً أبواب (هل هو خير البشر) و(أول من خالف التشريع الذي وضعه) و(سخافة بعض أسباب الصياغة) أن الله كان انعكاسًا لتضخم ذات محمد وأناه، وانعكاسًا وتبريرًا لرغباته.

 

عقائد الأشخاص في حد ذاتها ليست موضع طعن ونقد لهم ولا مبررًا للكراهية والتحقير

 

روى البخاري:

 

434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ»

 

3873 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

435 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا

 

ورواه مسلم 528 وأحمد 24252 و24081 و26090.

 

العقائد الدينية اللاهوتية البحتة التي لا صلة لها بأي تعاليم عنف سواء أكانت إسلامية أو مسيحية أو من أي دين أو الرسومات وقد ذكرت عداء الإسلام للفن والحضارة في باب (التشريعات الشاذة) وكل ذلك ليس فضيلة ولا عيبًا في حد ذاته ولا مبررًا لنشر الكراهية بين البشر لأجل اختلافهم على الخرافات والممارسات الخرافية الطقسية الدينية والعقائد الخرافية.

 

تصور عنصري لاهوتي بغيض

 

روى مسلم:

 

 [ 2767 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار

 

 [ 2767 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام حدثنا قتادة أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحلف له قال فلم يحدثني سعيد أنه أستحلفه ولم ينكر على عون قوله

 

ورواه أحمد 19485 و19486 و19650 و19600 و19655 و19658 و19560 و19670 و19675 و19678

 

[ 2767 ] حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى فيما أحسب أنا قال أبو روح لا أدرى ممن الشك قال أبو بردة فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت نعم

 

كما سنورد من هامش طبعة الرسالة لمسند أحمد فهذا الحديث صحيح مروي عن سبعة اشخاص عن الصحابي أبي بردة، وقد حاول بعضهم بما فيه الحافظ الجليل البخاري وغيره رفضه وتضعيفه لتنافيه مع صريح آيات القرآن {لا تزر وازرة وزر أخرى}، و {أن ليس للإنسان ما سعى} وتنافيه وتناقضه مع مفهوم العدالة الإلهية اللاهوتي الخرافي عن الله الخرافي.

 

جاء في هامش طبعة الرسالة لمسند احمد على حديث رقم 19485

 

إسناده صحيح على شرط مسلم- وقد أخرجه في "صحيحه"- رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن البخاري أعله في "التاريخ الكبير" بالاختلاف فيه على أبي بردة، وأشار إلى ذلك البيهقي في "الشعب" 1/342. لكن لفظه هذا رواه عن أبي بردة سبعة رواة لم يختلفوا عليه فيه، كما سيرد. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي.. وأخرجه مسلم (2767) (50) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقرن بسعيد بن أبي بردة عون بن عتبة. وأخرجه الطيالسي (499) ، ومسلم (2767) (50) من طريق عفان بن مسلم، وأبو يعلى (7281) عن هدبة، ثلاثتهم عن همام، بهذا الإسناد، وقرن مسلم بسعيد بن أبي بردة عونا، وسقط من مطبوع الطيالسي اسم قتادة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38- ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" 4/400-401 من طريق يحيى بن زكريا، وأبو يعلى (7267- 7268) من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن أبي بردة، ورواه إسماعيل ابن محمد بن جحادة- فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 7/206- عن موسى الجهني، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي بردة، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/38، والطبراني في "مسند الشاميين" (2554) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (93) من طريق عبد الملك ابن عمير، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (276) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) من طريق فرات بن سليمان، كلاهما عن أبي بردة، به. وسيرد بهذا اللفظ من طريق عون بن عتبة برقم (19486) ، ومن طريق محمد بن المنكدر برقم (19650) ، ومن طريق عمارة القرشي برقم (19654) ، ومن طريق طلحة بن يحيى التيمي برقم (19670) أربعتهم عن أبي بردة، به. وسيرد كذلك من طريق بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، برقم (19600) ، لكن اختلف فيه على بريد. فهؤلاء سبعة رواة رووا عن أبي بردة، عن أبي موسى هذا الحديث، لم يختلفوا عليه فيه، ولذلك أخرجه مسلم في "صحيحه"، وهذا ما أشار إليه البيهقي في "شعب الإيمان" عقب الحديث (378) بقوله: حديث أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عند مسلم بن الحجاج وغيره، رحمهم الله. قلنا: وهو هذا الحديث في الفداء، والظاهر أن مسلما انتقاه من الرواية المطولة، التي فيها زيادة: "إن أمتي أمة مرحومة، جعل الله عذابها بأيديها". وسترد برقم (19658) ، وفي إسنادها مبهم، وسترد هذه الزيادة فقط برقم (19678) ، وسنبسط الحديث عنها هناك. وأخرجه مسلم (2767) (51) ، وأبو عوانة (كما في "إتحاف المهرة" 10/97) ، والحاكم في "المستدرك" 4/252-253، والبيهقي في "البعث والنشور" (98) من طريق أبي روح حرمي بن عمارة، عن شداد أبي طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، به، بلفظ: "يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا. قال أبو روح: لا أدري ممن الشك. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بأن شدادا له مناكير، ولم يتعقبه بأن مسلما قد أخرجه.

وضعفه كذلك البيهقي، فقال: وأما حديث شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، فهذا حديث شك فيه راويه، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه، وإن كان مسلم بن الحجاج استشهد به في كتابه، فليس هو ممن يقبل ما يخالف فيه، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد، وهو واحد، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه، مع خلاف ظاهر ما رواه للأصول الصحيحة الممهدة في (ألا تزر وازرة وزر أخرى) [النجم: 38] . والله أعلم. قلنا: وضعفه أيضا الحافظ في "الفتح" 11/398، وأعله بغيلان بن جرير، ثم ذكر أن روايته هذه أولها النووي تبعا لغيره... ثم ذكر تأويله. قال البخاري: والخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة، وأن قوما يعذبون، ثم يخرجون، أكثر وأبين وأشهر. فقال البيهقي بعد أن نقل كلام البخاري، وذكر تصحيح مسلم لحديث الفداء؛ قال: وذلك (يعني حديث الفداء) لا ينافي حديث الشفاعة، فإن حديث الفداء، وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن، فيحتمل أن يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه: "إن أمتي أمة مرحومة؛ جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل رجل من المسلمين رجلا من أهل الأديان، فكان فداءه من النار". وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته، ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة، والله أعلم. ونقل كلام البيهقي الحافظ في "الفتح" 11/398، ثم قال: وقال غيره: يحتمل أن يكون الفداء مجازا عما يدل عليه حديث أبي هريرة [عند البخاري (6569)] بلفظ: "لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة"، فيكون المراد بالفداء إنزال المؤمن في مقعد الكافر من الجنة الذي كان أعد له، وإنزال الكافر في مقعد المؤمن الذي كان أعد له، وقد يلاحظ في ذلك قوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] ، وبذلك أجاب النووي تبعا لغيره.

وسيرد الحديث بالأرقام (19486) و (19560) و (19600) و (19650) و (19654) و (19655) و (19658) و (19670) و (19675) و (19678) . وانظر حديث جابر (14722) ، وحديث البراء بن عازب (18534). وأحاديث الشفاعة التي أشار إليها البخاري سلفت من حديث أبي هريرة برقم (7717) ، وحديث أبي سعيد الخدري برقم (11533) ، وحديث أنس برقم (12153) ، وحديث جابر برقم (14312) .

 

هذا الحديث يناقض مفهوم العدالة، كيف تضع آثامًا على شخص لم يرتكبها؟! تصور عنصري لناس ذوي تفكير بدائي تصوروا أن الله شخص مشخصن منحاز لهم دون باقي البشر، نفس الفكر الاستعلائي الإسلامي العربي. وهو مقتبس كما قلت من الهاجادة في بحث سابق:

 

لكل فرد یخصص حصتین (مكانین)، أحدھما في الجحیم والآخر في الفردوس. عند الموت، تستبدل حصة الإنسان الصالح في الجحیم، بحیث یمتلك اثنتین في الفردوس، بینما العكس صحیح بالنسبة للآثمین (ag. 15a)

 

لهذا لكان أفضل لهؤلاء الأخیرین لو لم یحیوا (Yeb. 63b)

 

دعاء محمد بانتقال وباء يثرب إلى موطن لليهود في منطقة الجحفة حسب زعمه الأسطوريّ

 

روى البخاري وأحمد وغيرهما واللفظ لأحمد:

 

26240 - حدثنا يونس، حدثنا حماد يعني ابن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي وبيئة ذكر أن الحمى صرعتهم، فمرض أبو بكر وكان إذا أخذته الحمى يقول:

[البحر الرجز]

 

كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله

قالت: وكان بلال إذا أخذته الحمى يقول:

[البحر الطويل]

 

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل

اللهم العن عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لقوا قال: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد، اللهم صححها وبارك لنا في صاعها ومدها ، وانقل حماها إلى الجحفة " قال: فكان المولود يولد بالجحفة، فما يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى

 

 إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/568 من طريق مسدد، عن حماد بن زيد، يهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (223) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 22/92 - عن سفيان بن عيينة، والبخاري (1889) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/565-566 من طريق أبي أسامة، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/191 من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، ثلاثتهم عن هشام، به، بألفاظ متقاربة، وليس عندهم قصة المولود، وبعضهم زاد ذكر عامر بن فهيرة مع أبي بكر وبلال، وأنه قال:

وجدت طعم الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه

وسلف مختصرا برقم (24288) ، وانظر أرقام مكرراته هناك. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/890-89، ومن طريقه أخرجه البخاري (3926) و (5654) و (5677) ، وفي "الأدب المفرد" (525) ، والنسائي في "الكبرى" (7495) ، وابن حبان (3724) ، والبيهقي في "السنن" 3/382، والبغوي في "شرح السنة" (2013) . قال البغوي: هذا حديث صحيح. ورواه مسلم بإسناد آخر برقم 1376 مختصرًا.

 

وقال ابن حبان عقب الحديث: العلة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الحمى إلى الجحفة أن الجحفة حينئذ كانت دار اليهود، ولم يكن بها مسلم، فمن أجله قال صلى الله عليه وسلم : "وانقل حماها إلى الجحفة ".

 

دومًا ما كان هذا هو تصور الإنسان البدائي لإلهه أو إلهته أو آلهته، فهو ينصر قومه كأصدقاء له وحليف لهم، ويحارب ويبيد الآخرين لمجرد أنهم آخرون ليسوا من قوم المرء، تصورات ساذجة غثة، فلو أن هناك إلهًا للكون ما الذي سيجعله يتحيز لبشر على بشر آخرين، أو حتى كائنات أخرى كالبشر على غيرها من الكائنات، ولا سيما أن المسلمين عمومًا دينًا وتاريخًا سوى بعض أحداث العصر الحديث كانوا من أعنف الناس وأشرهم وأنا أعرض تشريعاتهم وتاريخهم في هذا الكتاب لنرى سوء الدين الإسلامي وتشريعاته والأتباع القدماء وبعض المعاصرين وقبح الفقه الذي كثيرًا ما جاء بتشريعات أسوأ من القرآن والأحاديث ذاتها. ناهيك عن أن يبيد الله أطفالًا لمجرد أنهم نسل يهودٍ.

 

الميت يعذب ببكاء أهله

 

روى البخاري:

 

1286 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ تُوُفِّيَتْ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا وَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا أَوْ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا ثُمَّ جَاءَ الْآخَرُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَلَا تَنْهَى عَنْ الْبُكَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ


1287- فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ ثُمَّ حَدَّثَ قَالَ صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ فَقَالَ اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ادْعُهُ لِي فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ فَقُلْتُ ارْتَحِلْ فَالْحَقْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي يَقُولُ وَا أَخَاهُ وَا صَاحِبَاهُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ

 

1290 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ وَهْوَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ وَا أَخَاهُ فَقَالَ عُمَرُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ

 

1292 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ * تَابَعَهُ عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَقَالَ آدَمُ عَنْ شُعْبَةَ الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ عَلَيْهِ

1304 - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ فَقَالَ قَدْ قَضَى قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا فَقَالَ أَلَا تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ

 

وروى مسلم:

 

 [ 927 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن بن بشر قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبد الله أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه

 

 [ 927 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه

 

 [ 927 ] وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه

 

 [ 927 ] وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن بن عمر قال لما طعن عمر أغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق قال أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي

 

 [ 927 ] حدثني علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال لما أصيب عمر جعل صهيب يقول واأخاه فقال له عمر يا صهيب أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي

 

 [ 927 ] وحدثني علي بن حجر أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله حتى دخل على عمر فقام بحياله يبكي فقال عمر علام تبكي أعلي تبكي قال إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين قال والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبكى عليه يعذب قال فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال كانت عائشة تقول إنما كان أولئك اليهود

 

 [ 927 ] وحدثني عمرو الناقد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة فقال يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المعول عليه يعذب وعول عليه صهيب فقال عمر يا صهيب أما علمت أن المعول عليه يعذب

 

 [ 928 ] حدثنا داود بن رشيد حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال كنت جالسا إلى جنب بن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان وعنده عمرو بن عثمان فجاء بن عباس يقوده قائد فأراه أخبره بمكان بن عمر فجاء حتى جلس إلى جنبي فكنت بينهما فإذا صوت من الدار فقال بن عمر كأنه يعرض على عمرو أن يقوم فينهاهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت ليعذب ببكاء أهله قال فأرسلها عبد الله مرسلة

 

 [ 927 ] فقال بن عباس كنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو برجل نازل في شجرة فقال لي اذهب فاعلم لي من ذاك الرجل فذهبت فإذا هو صهيب فرجعت إليه فقلت إنك أمرتني أن أعلم لك من ذاك وإنه صهيب قال مره فليلحق بنا فقلت إن معه أهله قال وإن كان معه أهله وربما قال أيوب مره فليلحق بنا فلما قدمنا لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب فجاء صهيب يقول واأخاه وا صاحباه فقال عمر ألم تعلم أو لم تسمع قال أيوب أو قال أو لم تعلم أو لم تسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله قال فأما عبد الله فأرسلها مرسلة وأما عمر فقال ببعض

   

 [ 928 ] حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة قال توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها بن عمر وابن عباس قال وإني لجالس بينهما قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه

 

 [ 927 ] فقال بن عباس قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب فنظرت فإذا هو صهيب قال فأخبرته فقال ادعه لي قال فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه فقال عمر يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه  

 

 [ 929 ] وحدثنا عبد الرحمن بن بشر حدثنا سفيان قال عمرو عن بن أبي مليكة كنا في جنازة أم أبان بنت عثمان وساق الحديث ولم ينص رفع الحديث عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم كما نصه أيوب وابن جريج وحديثهما أتم من حديث عمرو

 

 [ 930 ] وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا عبد الله بن وهب حدثني عمر بن محمد أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء الحي

    

 [ 932 ] حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن بن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول وقد وهل إنما قال إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } الآية { وما أنت بمسمع من في القبور } يقول حين تبوؤا مقاعدهم من النار    

 

 [ 933 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائي ومحمد بن قيس عن علي بن ربيعة قال أول من نيح عليه بالكوفة قرظه بن كعب قال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة  

 

وروى أحمد:

 

294 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَقَالَ سَالِمٌ : فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ : أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا . قَالَ : فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ ، فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشُبِّهَ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ ، قَالَ : فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ ، فَسَقَاهُ لَبَنًا ، فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنَ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اعْهَدْ . فَقَالَ عُمَرُ : صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ . قَالَ : فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ ، فَقَالَ : لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا ، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : " يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " . فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللهِ لَا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلا غَيْرِهِمْ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . يعقوب : هو ابن إبراهيم بن سعد ، وصالح : هو ابن كيسان. وأخرجه الترمذي (1002) ، والنسائي 4 / 15 - 16 عن يعقوب بن إبراهيم ، بهذا الإسناد . وقد تقدم برقم (180). والبكاء المنهي عنه إنما هو النياحة ، أو أن يكون قد أوصى هو بذلك ، وانظر (288) .

 

288 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ جَنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ ابْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدُهُ ، قَالَ : فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا ، فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللهِ مُرْسَلَةً

، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فَقَالَ لِي : انْطَلِقْ فَاعْلَمْ مَنْ ذَاكَ . فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاكَ، وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ . فَقَالَ : مُرُوهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا . فَقُلْتُ : إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ . قَالَ : وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ - وَرُبَّمَا قَالَ أَيُّوبُ : مَرَّةً فَلْيَلْحَقْ بِنَا - فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ ، فَجَاءَ صُهَيْبٌ فَقَالَ : وَا أَخَاهُ ، وَا صَاحِبَاهُ . فَقَالَ عُمَرُ : أَلَمْ تَعْلَمْ ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ - أَوْ قَالَ : أَوَلَمْ تَعْلَمْ ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " ؟ فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً ، وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ : " بِبَعْضِ بُكَاءِ ".

فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَذَكَرْتُ لَهَا قَوْلَ عُمَرَ ، فَقَالَتْ : لَا وَاللهِ ، مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزِيدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا " وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام : 164] .

قَالَ أَيُّوبُ : وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ ، قَالَتْ : إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِي عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ وَلا مُكَذَّبَيْنِ ، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين . أيوب : هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه مسلم (928) (22) ، والبيهقي 4 / 73 من طريق إسماعيل بن علية ، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4 / 18 - 19 ، وابن حبان (3136) من طريقين عن عبد الله بن أبي مليكة ، به . وانظر ما بعده .

 

هذا الحديث مناقض لنص القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وهو يدل على تناقض أفكار محمد وعدم وضوحها وغموضها وتضاربها، وقد حاولت عائشة كعادتها رفأ هذا الثقب والخرق بتبرير وتفسير للتهرب من التناقض، روى البخاري:

 

1288- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَقَالَتْ حَسْبُكُمْ الْقُرْآنُ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عِنْدَ ذَلِكَ وَاللَّهُ {هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَيْأً

1289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا أَهْلُهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا

 

وروى مسلم:

 

[ 931 ] وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال ذكر عند عائشة قول بن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب

 

[ 932 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها

 

[ 929 ] فقال بن عباس فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال وقالت عائشة حسبكم القرآن { ولا تزر وازرة وزر أخرى }  قال وقال بن عباس عند ذلك والله { أضحك وأبكى } قال بن أبي مليكة فوالله ما قال بن عمر من شيء

 

[ 929 ] فقمت فدخلت على عائشة فحدثتها بما قال بن عمر فقالت لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو { أضحك وأبكى } { ولا تزر وازرة وزر أخرى }  قال أيوب قال بن أبي مليكة حدثني القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر قالت إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطىء

 

 [ 932 ] حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن بن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول وقد وهل إنما قال إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } الآية { وما أنت بمسمع من في القبور } يقول حين تبوؤا مقاعدهم من النار

 

[ 927 ] وحدثني علي بن حجر أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله حتى دخل على عمر فقام بحياله يبكي فقال عمر علام تبكي أعلي تبكي قال إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين قال والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبكى عليه يعذب قال فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال كانت عائشة تقول إنما كان أولئك اليهود

 

واضح أن محاولات عائشة بها بعض التناقض مثلًا الروايات عنها تذكر مرة يهوديّ وفي أخرى يهودية، وقد أشار علماء الحديث لكونهم شكليين لاستحالة خطإ كل هؤلاء الصحابة أتباع محمد في رواية هذا الحديث، وصحة زعم عائشة ضدهم، ككتاب (استدراكات عائشة) للسيوطي، وواضح أن غرضها هو عمل دفاع لاهوتي وتصحيح للتناقضات بنظرة إلى البعيد وما ستتعرض له النصوص من نقد.

 

وانظر أحمد (268) و(294) و(288) ، و(354) و (4865) و(4959) (5262) (6182) ، وانظر (6195). وفي الباب عن عمر برقم (180). وعن المغيرة بن شعبة 4/245. وعن أبي موسى الأشعري 4/414. وعن سمرة بن جندب 5/10.

 

وبعض ألفاظ الروايات لا تترك مجالًا لتبرير وتأويل عائشة، فروى مسلم:

 

[ 933 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائي ومحمد بن قيس عن علي بن ربيعة قال أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب قال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة

 

وروى أحمد:

 

5262 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُنَحْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن عبيد: هو الطائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/389 عن وكيع، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4865) .

 

قارن مع الكثير من نصوص القرآن التي تتعارض مع هذا اللاهوت البدائي بلاهوت أكثر رقيًا بكثير:

 

{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)} فاطر

 

ولنا أن نتساءل هل كانت أفكار محمد تتناقض مع بعضها البعض، أم أنه بمر بتطور فكري أم هو كان يؤلف الكلام حسب احتياجه وما يعن لخاطره؟ أنا أميل للجمع بين الاحتمال الأول والثالث برأيي.

 

 

الله مشغول بالنظافة الشخصية لأجساد الناس

 

روى البخاري:

 

218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا مِثْلَهُ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ

 

وروى مسلم:

 

[ 292 ] حدثنيه أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الواحد عن سليمان الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال وكان الآخر لا يستنزه عن البول أو من البول

 

وروى أحمد:

 

8331 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (689) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الِإسناد.

وسيأتي برقم (9033) و (9059) .

وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980) ، قال: مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول..." وهو متفق عليه.

 

نعم النظافة الشخصية في حد ذاتها سلوك جيد، لكن هل هذا الإله المزعوم الخرافي قد حل كل المشاكل من حروب ومجازر وإرهاب وفقر وجوع ومجاعات وناس وأطفال يعانون ولم يعد لديه سوى الاهتمام بالتطهر لدرجة أن معظم تعذيبه المزعوم للبشر لأجل ذلك السبب التافه، فأين ذهب السفاحون كرجال الجماعات الإرهابية الإسلامية المعاصرون وجهاديو عصر محمد الفاتحون والروم والفرس القدماء وهتلر النازي وشارون وبارك من الصهاينة وحافظ وبشار الأسد ربما وصدام حسين ورجالهم؟! أين مرتكبو مذابح التطهير العرقي البشعة في أفريقيا؟! أين المتعصبون الإرهابيون من مسلمين وهندوس على السواء في الهند؟! يبدو أنه إله سخيف مهتم بصغائر الأمور فقط. النظافة الشخصية عمومًا سلوك شخصي لا يضر الآخرين إجمالًا بل يضر من لا يهتم به فقط، هل من قواعد العدالة القانونية مثلًا أن تسجن شخصًا لأنه قذر وغير نظيف؟! هذا كلام غير معقول، وهذا هو حال الملة الإسلامية؛ انعدام المنطق تمامًا.

 

وروى البخاري:

 

6477 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ

 

6478 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْني ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ

 

وروى مسلم:

 

[ 2988 ] وحدثناه محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب

 

أيضًا كلام لا يُعقَل، الكلام العادي واختلاف العقائد والآراء لا يستدعي تعذيب شخص تعذيبًا أبديًّا، وكما قلت في باب (مصادرة الحريات) اللاهوت الإسلامي نفسه لا يمثل قدوة صالحة جيدة للمسلمين ليحترموا حق الآخرين في حرية الاعتقاد، وهي مشكلة قائمة كذلك في اليهودية والمسيحية.

 

معاقبة الناس لمجرد عقائدها

 

روى البخاري:

 

6208 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ

ورواه البخاري 3883 و6572.

 

وروى أحمد:

 

1763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ، قَالَ: " إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي.

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/165، ومن طريقه مسلم (209) (359) ، وأبو يعلى (6694) عن وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه عبد الرزاق (9939) ، وابن منده في "الإيمان" (957) و (959) من طرق عن سفيان الثوري، به.

وأخرجه الحميدي (460) ، ومسلم (209) (358) ، وأبو يعلى (6695) ، وابن منده (690) و (961) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به 0 وسيأتي برقم (1768) و (1774) و (1789) .

والضحضاح، قال ابن الأثير 3/75: هو في الأصل: ما رَق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار.

قوله: "في الدرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقاً للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقاً للضحضاح، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العَرض، قال تعالى: (النار يُعْرَضونَ عليها) الآية [غافر: 46] ، وهو الذي تدلى عليه أحاديثُ عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (والذين كفروا أعمالُهم كسَرابٍ) الآية] النور: 39 [، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجُملة، وهو ينافي قوله تعالى: (فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين)] المدثر: 48 [، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفيُّ النفع بحيث يتخلصُ من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم.

 

فكرة غير منطقية سخيفة حقًّا تتكرر في القرآن والأحاديث، إذا كان شخص ما صالحًا خيرًا طيبًا يحسن للناس والكائنات الحية، ولا يؤذي أحدها، فلماذا كإله مزعوم كان سيهتم بمجرد ما يعتقده الشخص من دين وخرافات، لو هناك إله وهو عادل فسيدخل هذا الشخص في جنة خمس نجوم، لأنه لم يفعل شرًّا. هناك تناقص آخر بين هذا الحديث والهامش يمكنك ملاحظته من هامش طبعة الرسالة الذي أوردته هنا وفي القرآن كذلك {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} الغاشية

 

وهو برأيي هراء وتعويج للقيم والمقاييس الأخلاقية السلمية، فجوهر الخير واحد وثابت ولا يهم اختلاف العقائد الشخصية للأشخاص.

 

مصادرة حرية الرأي على المستوى اللاهوتي

 

اللاهوت أي من ضمن معانيه اعتقادات المؤمنين بالإله الخرافي وطريقة تصورهم له والمعتقدات والأساطير والتعاليم تشكل حجر الأساس لكون ديانة ما أو مذهب منها متسامحًا أو إرهابيًّا يواجه الكلمة وحرية الرأي وحق التعبير والسلاح، تعتبر الديانة الإسلامية إحدى أعنف الديانات وأكثرها إرهابًا وشمولية. يوجد ذات التعصب في اليهودية لكن التحضر والتمدن لطف من كل وحشية التوراة وظاهرة عدم تدين معظم اليهود، كذلك علمنة المسيحية منذ قرون فلا عنف ديني إلا نادرًا جدًّا عند الغربيين، ولدى الهندوس حالات تعصب وعنف قرأت عن بعضها كقصة اغتيال عقلاني بارز حاول إيقاف خزعبلات علاج ديني ما وهي من قصص البطولة حقًّا لأن الحكومة في تلك الولاية الهندية نفذت كلامه بعدها فورًا، لكن تظل هذه حالات محدودة، أما الإسلام فهذه هي قاعدته العامة مصادرة الحق في التعبير وسجن المعبرين عن آرائهم أو قتلهم أو جلدهم وتعذيبهم تبعًا لدرجة تطور الدولة.

 

روى البخاري:

 

6477 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ

 

6478 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْني ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ

 

وروى أحمد:

 

7215 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي، وعيسى بن طلحة: هو ابن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه. وسيأتي مكررا برقم (7958) . وأخرجه الترمذي (2314) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه ابن حبان (5706) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والحاكم 4/597 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، فوهما، فإن محمد بن إسحاق لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة، وعلق له البخاري. وخالف يزيد بن هارون وعبد الأعلى بن عبد الأعلى محمد بن سلمة -وهو ثقه- عند ابن ماجه (3970) فرواه عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فجعل أبا سلمة مكان عيسى بن طلحة، ويغلب على ظننا أن محمد بن سلمة أو من هو دونه قد أخطأ في هذا الإسناد، فقد روى هذا الحديث أيضا متابعا لابن إسحاق يزيد بن الهاد -وهو ثقة من رجال الشيخين عن محمد بن إبراهيم التيمي فقال فيه: عيسى بن طلحة، كما سيأتي برقم (8922) . وانظر ما سيأتي برقم (8411) و (8658) و (9220) . وفي الباب عن بلال بن الحارث المزني، سيأتي في مسنده 3/469 (15852).

 

من العجيب المنتقد هنا أن الأحاديث تتكلم عن كلمة بسيطة يقولها رجل حسب لفظ البخاري لا يتبين ما فيها، فيكون مصيره الإلقاء في جهنم لفترة طويلة، هذه خرافة يناقضها العلم، لأن علم الأعصاب والمخ يقول أن تركيبة المخ والأعصاب ليست بهذا الكمال لكي نحاسب الإنسان على فعلة بسيطة أو زلة لسان بجدية هكذا. لأن الفص الأمامي اللاواعي يتخذ القرارات وأحيانًا يبدأ في التنفيذ قبل إدراك الجزء الواعي حسبما يقول العلم. بالتأكيد سنحاسب المجرم على جريمة أو خائن الوطن على نقل أسرار الوطن، لكن ليس لمجرد زلة لسان سخيفة، ولفظ ابن إسحاق عند أحمد والسنن أسوأ لأنه يقول أن القائل لا يقصد بها سوءً، فكيف يحاسب الله الخرافي الكامل العادل البشر على أفعال نياتها حسنة أو طيبة أو نتاج تسرع وزلة وتركيبات أعصاب ومخ أبعد ما تكون عن صفة الكمال؟!

 

حشر الناس للقيامة والحساب الخرافيين عراة

 

روى البخاري:

 

3349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي إِلَى قَوْلِهِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

 

6527 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ الْأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ

 

 

وعند الشيعة من بحار الأنوار ج75 ص 65:

 

وقال أبو نعيم : حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال : كتب إلي أحمد بن إبراهيم بن هشام الدمشقي حدثنا أبوصفوان القاسم بن يزيد بن عوانة ، عن ابن حرث ، عن ابن عجلان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : شيع أمير المؤمنين عليه السلام جنازة فلما وضعت في لحدها عج أهلها ( 1 ) وبكوا فقال : ما تبكون ؟ أما والله لوعاينوا ما عاين ميتهم لاذهلهم ذلك عن البكاء عليه أما والله إن له إليهم لعودة ، ثم عودة ، حتى لا يبقي منهم أحدا ، ثم قام فيهم فقال : اوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الامثال ، ووقت لكم الاجال ، وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها [ وأبصارا لتجلوا عن غشاها ] وأفئدة تفهم مادها ها [ في تركيب صورها وما أعمرها ] فإن الله لم يخلقكم عبثا ، ولم يضرب عنكم الذكر صفحا ، بل أكرمكم بالنعم السوابغ [ وأرفدكم بأوفر الروافغ ، وأحاط بكم الاحصاء ، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء ] .
فاتقوا الله عباد الله ، وجدوا في الطلب ، وبادروا بالعمل قبل [ مقطع النهمات ( 2 ) و ] هاذم اللذات ( 3 ) ومفرق الجماعات ، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها ، غرور حائل [ وشبح فائل ( 4 ) ] ، وسناد مائل ، ونعيم زائل . وجيد عاطل .
فاتعظوا عباد الله بالعبر [ واعتبروا بالايات والاثر ] وازدجروا بالنذر [ وانتفعوا بالمواعظ ] فكأن قد علقتكم مخالب المنية [ وأحاطت بكم البلية وضمكم بيت التراب ] ودهمتكم مفظعات الامور بنفخة الصور ، وبعثرة القبور وسياقة المحشر ، وموقف الحساب في المنشر ، وبرز الخلائق حفاة عراة ، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ، ...إلخ

____________________________________________________
( 1 ) عج يعج عجا : صاح ورفع صوته .
( 2 ) النهمة : بلوغ الهمة والشهوة في الشئ ، يقال " له في هذا الامر نهمة " أى شهوة و " قضى منه نهمته " أى شهوته .
( 3 ) الهاذم بالذال المعجمة بمعنى الهاد ويستعمل مع الموت .
( 4 ) الشبح : الشخص .
وما ينظر بالعين من ابل وغنم وبناء .
والفائل - فاعل عن فال يفيل رأيه : أخطأ وضعف .

 

كتاب المسلسلات : حدثنا محمد بن علي بن الحسين قال : حدثني أحمد بن زياد بن جعفر قال : حدثني أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي العريضي قال : قال أبوعبدالله أحمد بن محمد بن خليل : قال : أخبرني علي بن محمد بن جعفر الاهوازي قال : حدثني بكر بن أحنف قال : حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه السلام قالت : حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهما السلام قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين عليهما السلام قالت : حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عليهما السلام عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة ، وعليها باب مكلل بالدر و الياقوت ، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي القوم " وإذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة علي ؟ فدخلته فاذا أنا بقصر من عقيق أحرم مجوف ، وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الاخضر ، وإذا على الباب ستر ، فرفعت رأسي فاذا مكتوب على الباب " محمد رسول الله علي وصي المصطفى " وإذا على الستر مكتوب : " بشر شيعة علي بطيب المولد " .
فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرد أخضر مجوف لم أر أحسن منه ، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلوء وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة علي هم الفائزون ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال : يا محمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلام يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة على ويدعى الناس بأسماء امهاتهم ما خلا شيعة علي عليه السلام فانهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت : حبيبي جبرئيل وكيف ذاك ؟ قال : لانهم أحبوا عليا فطاب مولدهم .
بيان : " فطاب مولدهم " لعل المعنى أنه لما علم الله من أرواحهم أنهم يحبون عليا وأقروا في الميثاق بولايته طيب مولد أجسادهم .

 

كشف الغمة: عن كفاية الطالب ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " ( 3 ) ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه السلام ألا وإن ناسا من أصحابى يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول " أصيحابي أصيحابي ، قال : فيقال : إنهم لم يزالوا مرتد ين على أعقابهم مذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى عليه السلام " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم " إلى قوله : " العزيز الحكيم " ( 1 ) قلت : ( 2 ) هذاحديث صحيح متفق على صحته من حديث المغيرة بن النعمان. رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن كثير ، عن سفيان ، ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن بشار بن بندار ، عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة ، ورزقناه بحمد الله عاليا من هذا الطريق ، هذا آخركلامه ( 3 ) .
بيان : الغرل بضم الغين المعجمة ثم الراء المهملة جمع الاغرل وهو الاغلف .
_________________________________________________________
( 3 ) الانبياء : 104 .

( 1 ) المائدة : 117 .
( 2 ) من كلام صاحب الكفاية : الكنجى .
( 3 ) كشف الغمة ج 1 ص 147 ، وقوله : " هذا آخر كلامه " من تتمة كلام الاربلى في - الكشف ، يشير إلى أن كلام صاحب الكفاية : الكنجى الحافظ ينتهى ههنا ، لا عند قوله تعالى " العزيز الحكيم " ، فهو الذى شكر سند الحديث ثم قا ل : رزقناه عاليا .
وزاد في المصدر بعد ذلك ". وليس هذا موضع هذا الحديث ، ولعله ذكره من أجل قوله " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " .
يريد بكلامه هذا أن الكنجى الحافظ انما ذكر - الحديث المذكور في غير مورده ، تحقيقا لما كان بخلده من أن أصحاب النبى ص كانوا قد نقضوا ايمانهم بعد توكيدها وقوله " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " ويقال ايضا : " حار بمد ما كار " اصله من كور العمامة وادارتها ثم حورها ونقضها .

 

تفسير العياشي: عن خيثمة الجعفي قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام انار ومفضل ابن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا ، فقال له مفضل الجعفي : جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به ، قال : نعم إذا كان يوم القيامة حشرالله الخلائق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا ، قال : فقلت : جعلت فداك ما الغرل؟ قال : كما خلقوا أول مرة ، فيقفون حتى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار - يرون أن في النار راحة فيما هم فيه ...إلخ

 

تفسير القمي: وقوله: (وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) فانه حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن ابى محمد الوايشي عن ابى الورد عن ابى جعفر عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد وهم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك خمسين عاما وهو قول الله: وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش اين النبي الامي؟ فيقول الناس قد اسمعت فسم باسمه فينادي اين نبي الرحمة اين محمد بن عبدالله الامي، فيقدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء فيقف عليه فينادى بصاحبكم فيقدم علي عليه السلام أما الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه فاذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من يصرف من محبينا يبكي ويقول: يا رب شيعة علي قال: فيبعث الله اليه ملكا فيقول له: ما يبكيك يا محمد؟ فيقول: أبكي لاناس من شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا ورود حوضي قال فيقول الملك ان الله يقول قد وهبتهم لك يا محمد وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون به وجعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك، فقال ابوجعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون يا محمداه إذا رأوا ذلك ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم إلا كانوا في حزبنا ومعنا ويردون حوضنا.

 

وعلى النقيض رووا رأيًا مناقضًا وبخلاف ذلك في الحوار بين أبي جعفر الصادق ورجل مانوي أو ملحد:

 

الاحتجاج للطبرسي: روى هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام فقال : أخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة ؟ قال : بل يحشرون في أكفانهم ، قال : أنى لهم بالاكفان وقد بليت ؟ قال : إن الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم ، قال : من مات بلا كفن ؟ قال يستر الله عورته بما شاء من عنده ، قال : فيعرضون صفوفا ؟ قال : نعم هم يومئذ عشرون ومائة صف في عرض الارض

 

معاني الأخبار: : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن أحمد ، عن سليمان بن الخصيب قال : حدثني الثقة قال : حدثنا أبوجمعة رحمة بن صدقة ، قال : أتى رجل من بني امية وكان زنديقا جعفر بن محمد عليهما السلام فقال : .... قال : أخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة ؟ قال : بل يحشرون في أكفانهم .
قال : أنى لهم بالاكفان وقد بليت ؟ قال : إن الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم .
قال : فمن مات بلا كفن ؟ قال : يستر الله عورته بما شاء من عنده .
قال : فيعرضون صفوفا ؟ قال : نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الارض .
قال : أوليس توزن الاعمال ؟ قال عليه السلام : لا ، إن الاعمال ليست بأجسام ، وإنما هي صفة ما عملوا ، وإنما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها ، وإن الله لا يخفى عليه شئ .
قال : فما الميزان ؟ قال : العدل . .....إلخ

 

علل الشرائع: عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن محمد ، عن بعض اصحابنا يرفعه إلى ابي عبدالله عليه السلام قال : أجيدوا أكفان موتاكم ، فانها زينتهم

 

عن أبيه ، عن محمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أوصاني أبي بكفنه قال لي : يا جعفر اشتر لي بردا وجوده ، فان الموتى يتباهون بأكفانهم

 

فلاح السائل : من كتاب مدينة العلم باسناده إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : تنوقوا في الاكفان فانكم تبعون بها.
وقال : وجدت في تاريخ نيسابور في ترجمة إبراهيم بن عبدالرحمان بن سهل باسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خير ثيابكم البياض فليلبسها أحياؤكم ، وكفنوا فيها موتاكم ، فانها من خير ثيابكم.


ومن كتاب سير الائمة باسناده إلى الصادق عليه السلام قال : إن ابي عليه السلام أوصاني عند الموت فقال : يا جعفر كفني في ثوب كذا وكذا ، وثوب كذا وكذا ، فان الموتى يتباهون بأكفانهم ، الخبر

 

دعوات الراوندى : قال أبوعبدالله عليه السلام : أجيدوا أكفان موتاكم فانها زينتهم

 

يعتبر البشر خاصة بالمفهوم الديني أن نزع الملابس إهانة، فأي مبرر سيجعل الإله لا يوفر ملابس لائقة للبشر؟! من ميثيولوجي كهذا يستوحي رجال الأمن في الدول العربية وربما حتى الأمركيون في سجن أبي غريب أساليب اضطهاد وتعذيب المعتقلين. وفي الصور المسيحية بالكنائس الغربية لجهنم الخرافية يكون البشر فيها عراة.

 

العبرة والاعتبار بخواتيم أعمال الإنسان في الحساب الإلهي الخرافي

 

روى البخاري:

 

6594 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَنْبَأَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا قَالَ آدَمُ إِلَّا ذِرَاعٌ

 

3062 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح و حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّارِ قَالَ فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنَّ بِهِ جِرَاحًا شَدِيدًا فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ

 

حسب هذا فالعبرة عند الله الخرافي ليست بمقدار ما فعله الشخص من كمية خير أو شر خلال كل حياته، بل بآخر ما فعل فقط، ربما يكون ذلك في آخر يوم أو يومين من حياته مثلًا، هل يبدو لكم هذا كلامًا منطقيًّا أو متفقًا مع قواعد العدالة، وانتقدت بباب التشريعات الشاذة حديث (الإسلام يجب ما قبله) وكتبت به وبباب تعاليم العنف موضوعًا عنوانه اسرق وانهب وتعال عندنا فراجعه، والأفكار الإسلامية لا تتفق مع مفهوم العدالة الأخلاقي والقانوني الصحيح، فأنت لا تحاسب شخصًا حسابًا أبديًّا على أفعال محدودة في حياة محدودة، فهذا لا يحقق مبدأ تساوي الجرم أو الإنجاز مع العقوبة أو المكافأة. والعبرة عندهم ليست بأخلاقية الفعل أو عدم أخلاقيته هو نفسه من ناحية موضوعية بتقييم أخلاقي سليم بحس إنساني مشترك سليم غريزي، بل بنية الفعل، فلو أنك جاهدت وقتلت واغتصبت نساء خطفتهن واستعبدتهن فأنت تقوم بخير بزعمهم وأنه فعل مبرَّر بدعوى أن الله الخزعبلي أمر به وبرر لك ذلك، وهي معضلة يوثيريو التي طرحها سقراطس العظيم قبل الميلاد على الشاب يوثيريو، هل يمكن أن يحول الإله الفعل اللاأخلاقي الشرير غير التقي إلى العكس بمجرد أمره به وبفعله واعتباره فعلًا صالحًا؟! هل يمكن لله عكس القيم والمنطق؟! فيصير القتل والنهب والإرهاب والسرقة والاستعباد والاحتلال والفتح خيرًا وأفعالًا صالحة، مثال للعقل الإسلامي اللامنطقي في اعتلالاته وفساده وخلله الفكري والمنطقي والأخلاقي.

 

[ 1812 ] وحدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر الحروري إلى بن عباس يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل يقسم لهما وعن قتل الولدان وعن اليتيم متى ينقطع عنه اليتم وعن ذوي القربى من هم فقال ليزيد اكتب إليه فلولا أن يقع في أحموقة ما كتبت إليه اكتب إنك كتبت تسألني عن المرأة والعبد يحضران المغنم هل يقسم لهما شيء وإنه ليس لهما شيء إلا أن يحذيا وكتبت تسألني عن قتل الولدان وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم وأنت فلا تقتلهم إلا أن تعلم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام الذي قتله وكتبت تسألني عن اليتيم متى ينقطع عنه اسم اليتم وإنه لا ينقطع عنه اسم اليتم حتى يبلغ ويؤنس منه رشد وكتبت تسألني عن ذوي القربى من هم وإنا زعمنا أنا هم فأبى ذلك علينا قومنا

 

ورواه أحمد 3624

 

معنى ذلك أنه يمكن بدعوى أوامر إلهية ونصوص دينية فعل أي شيء كقتل الناس أو حتى الأطفال، وأن الله الخرافي والنص الديني المزعوم المنسوب لإله خرافي يمنه تبرير أي فعل شرير قذر واعتباره فعلًا صالحًا جليلًا يُقدَّر صاحبه، في ثقافتنا الحديثة نعتبر كلمة غزاة ومحتلين invaders كلمة سيئة، لكن عند العرب كان الغزو ومكانة الغازي في الأحاديث شيء عظيم محترم وليس نهب وإرهاب، ولاحقًا كان حصول ملك مغولي مسلم أو أفغاني على لقب غازي من خلال قيامه بحروب فتوح وإرهاب واحتلال شرفًا عظيمًا فيما كانت ترى العقول الهمجية القرون وسطية القديمة مختلة القيم. بعض الإنجليز في مطلع القرن العشرين كانوا يفتخرون بما نهبوه من غنائم من دول الشرق أو The Spoils، متاحف برِتِن أعني بريطانيا مليئة بالأسلاب من ذلك النوع، لكنْ نهب الإنجليز كان لآثار فقط، أما نهب القدماء فكان للشعوب نفسها وعدوان على البشر أنفسهم بصورة فجة دموية لا يمن مقارنتها بأي احتلال غربي قد نعتبره أشرف مليون مرة مما فعله المسلمون والمسيحيون في فتوحاتهم وحروبهم القديمة، ربما عدا فرانس في الجزائر.

 

خواتم الأعمال

 

روى البخاري:

 

6493 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنْهُمْ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَالَ بِذُبَابَةِ سَيْفِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا

وانظر أحمد 22813 ومسلم 112

 

وروى أحمد:

 

12036 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ ؟ قَالَ: " يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ مَوْتِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (970) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (399) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2143) ، وابن أبي عاصم (397) و (398) ، وابن حبان (341) ، والطبراني في "الأوسط" (1962) ، والحاكم 1/339-340، والبغوي (4098) من طرق عن حميد، به. ورواه أحمد الحديث من طريق حميد مطولا ومختصرا بالأرقام (12214) و (13408) و (13695) . وفي الباب عن عمر الجمعي، سيأتي 4/135. وعن أبي عنبة، سيأتي 4/200. وعن عمرو بن الحمق، سيأتى 5/224.

 

فكرة غير عادلة ولا معقولة، لا يصح محاسبة شخص حسابا أبديا مزعوما على حياته على أساس آخرها فقط، وليس مجموع ومجمل كل ما فعل فيها.

 

خرافة المسيح الدجال

 

روى مسلم:

 

[ 2937 ] حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص حدثني عبد الرحمن بن جبير عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح وحدثني محمد بن مهران الرازي واللفظ له حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزي بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فأثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة

 

[ 2938 ] حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد وألفاظهم متقاربة والسياق لعبد قال حدثني وقال الآخران حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه قال أبو إسحاق يقال إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام

   

[ 2938 ] حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد من أهل مرو حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له أين تعمد فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تؤمن بربنا فيقول ما بربنا خفاء فيقولون اقتلوه فيقول بعضهم لبعض أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه قال فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول أو ما تؤمن بي قال فيقول أنت المسيح الكذاب قال فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوي قائما قال ثم يقول له أتؤمن بي فيقول ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقى في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين

 

وروى البخاري:

 

7130 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الدَّجَّالِ إِنَّ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ وَمَاؤُهُ نَارٌ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

7132 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلًا عَنْ الدَّجَّالِ فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ فَيَنْزِلُ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي الْمَدِينَةَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ فَيَقُولُ الدَّجَّالُ أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ

 

7122 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ قَالَ لِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مَا سَأَلْتُهُ وَإِنَّهُ قَالَ لِي مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ قُلْتُ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ مَعَهُ جَبَلَ خُبْزٍ وَنَهَرَ مَاءٍ قَالَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ

 

في هذه الخرافة بالإضافة إلى انعدام المعقولية فقد كشفت الأقمار الصناعية كل كوكب الأرض ولا وجود لمكان مجهول به أقوام خرافية كهؤلاء، والأفعال الخارقة للمسيح الدجال لخرافي، فهناك معضلة لاهوتية، كيف ينصر الله الشر ويعطي المسيح الكاذب المدعي أنه المسيح ومدعي الألوهية كل هذه القدرات الخارقة الشبه إلهية ليبتلي ويؤذي بها الناس حسب الأسطورة، وكيف يلوم الله البشر بعد ذلك على اتباعهم لهم وضلالهم بسبب ذلك وهو من سيسمح بذلك؟! وفي سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي عند المسيحيين نفس الخرافة عن القدرات الرهيبة للكاذب، فلديهم نفس المعضلة والتناقض. وناقشت في بحث (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية) المصادر الأبوكريفية والهاجادية غير الكتابية لهذه الأساطير الإسلامية متضافرة مع المصادر الكتابية كسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي من أنجيل المسيحيين.

 

وحسب الخرافة فإن قائد أعمال الحفر من قومي يأجوج ومأجوج الخرافيين سيتثني (يعني يقول إن شاء الله) فيسمح الله لهم في آخر الزمان في تلك اللحظة بالخروج ونقب الحاجز الخرافي، ونفس هذه القصة عند المسيحيين في أبوكريفا خرافة أسطورة الإسكندر (ألكساندر) الأكبر. روى أحمد:

 

10632 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَأَشَدِّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، وَيَسْتَثْنِي، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ، وَيَتَحَصَّنَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ وَعَلَيْهَا كَهَيْئَةِ الدَّمِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا " فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكُرُ شُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسعيد بن أبي عروبة، رواية روح عنه قبل اختلاطه، ثم هو متابع. وأخرجه ابن ماجه (4080) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، والطبري في "تفسيره" 16/21 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3153) ، والحاكم 4/488 من طريق أبي عوانة الوضاح، وابن حبان (6829) من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن قتادة، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد بن حميد- كما في "فتح البارى" 13/109- من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً. وانظر ما بعده. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/77 (11731). وصححه ابن حبان برقم (6830) .

 

وعند الشيعة:

 

مناقب آل أبي طلب لابن شهر آشوب: وجاء أعرابي فقال : يا رسول الله بلغنا أن المسيح يعني الدجال يأتي الناس بالثريد وقد هلكوا جميعا جوعا ، أفترى بأبي أنت وامي أن أكف من ثريده تعففا وتزهدا ؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال : بل يغنيك الله بما يغني به المؤمنين .

 

وينقل المجلسي في بحار الأنوار ج51 ص98 ومواضع وأجزاء أخرى أخبارًا من كتب السنة كصحيح مسلم ومشكاة المصابيح.

 

وبالإضافة إلى هذه الخرافات توجد خرافات متشيعة عند الشيعة الاثناعشرية:

 

إكمال الدين وتمام النعمة: أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ينادي مناد باسم القائم عليه السلام قلت : خاص أوعام ؟ قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم ، قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه ؟ قال : لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل فيشكك الناس .

 

بيان الظاهر " في آخر النهار " كما سيأتي في الاخبار ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ في آخر الليل أصلا (في بعض نسخه آخر النهار)

 

ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن أبيه ، عن أبي المغرا ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس من الارض فاتبعوا الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتنوا به .


ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن الثمالي قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن أباجعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الامر المحتوم (قال لي : نعم ، واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عليه السلام من المحتوم .

فقلت له : فكيف يكون النداء ؟ قال : ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته ، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون .

 

ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن الحارث بن المغيرة ، عن ميمون البان ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه ، فرفع جانب الفسطاط فقال : إن أمرنا لوقد كان لكان أبين من هذا الشمس ! ثم قال : ينادي مناد من السماء إن فلان بن فلان هو الامام باسمه وينادي إبليس من الارض كما نادى برسول الله صلى الله عليه واله ليلة العقبة .

 

كتاب الغيبة للنعماني: ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إذا رأيتم نارامن المشرق شبه الهروي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاءالله عزوجل إن الله عزيز حكيم .

ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرئيل إلى هذا الخلق . ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فان الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين . وقال عليه السلام : الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار ، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرئيل وعلامة ذلك أنه ينادى باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج . وقال عليه السلام : لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرئيل ، وصوت من الارض ، فهو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة ، فاتبعو ! الصوت الاول وإياكم والاخير أن تفتتنوا به .

 

نبوءة فاشلة جدًا لأن مقولة مقتل عثمان ظلمًا إنما هي مقولة بداية تأسيس الدولة الأموية بدعوى حشد الجيش للانتقام من قتلته وبعضهم كانوا في جيش علي كمحمد بن أبي بكر والمحرض عمار بن ياسر وغيرهما. ولا يعقل أن ينادي شخص في العصور الحديثة بهذا الكلام القديم لأنه صار بلا معنى لنا ولاندثار نسب عثمان والأمويين وكل قريش.

 

بحار الأنوار ج53: باب 28 : ما يكون عند ظهوره عليه السلام برواية المفضل بن عمر / أقول : روي في بعض مؤلفات أصحابنا ، عن الحسين بن حمدان ، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسني ، عن ابي شعيب [ و ] محمد بن نصير ، عن عمر بن الفرات ، عن محمد بن المفضل ، عن المفضل بن عمر قال : سألت سيدي الصادق عليه السلام هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقت يعلمه الناس ؟ ...إلخ....

قال المفضل : يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين ؟ قال عليه السلام : إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإذا وردها كان فه فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين .
قال المفضل : يا سيدي ماهو ذاك ؟ قال : يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله فيقول : يامعاشر الخلائق ، هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد فيقول : ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبوبكر وعمر ، فيقول وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون : من أبوبكر وعمر ؟ وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعسى المدفون غيرهما .
فيقول الناس : يا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله ما ههنا غيرهما إنهما دفنا معه لانهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوا زوجتيه ، فيقول للخلق بعد ثلاث : أخرجوهما من قبريهما ، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ، ولم يشحب لونهما

فيقول : هل فيكم من يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما ، فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما ؟ فيقولن : لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة ايام ، ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القرين ، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما .
فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما .فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها ، فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها ( 1 ) .
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقا ، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ، ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام : كل من أحب صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وضجيعيه ، فلينفرد جانبا ، فتتجزء الخلق جزئين أحدهما موال والآخر متبرئ منهما .
فيعرض المهدي عليه السلام على أوليائهما البراءة منهما فيقولون : يا مهدي آل رسول الله صلى الله عليه وآله نحن لم نتبرأ منهما ، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدالنا من فضلهما ، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة الشجرة بهما ؟ بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما ، ومن صلبهما ، وأخرجهما ، وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية .
ثم يأمر بانزالهما فينزلا إليه فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور ( 2 ) حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم عليه السلام ، وجمع النار لابراهيم عليه السلام ، وطرح يوسف عليه السلام في الجب ، وحبس يونس عليه السلام في الحوت ، وقتل يحيى عليه السلام ، وصلب عيسى عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام ، وضرب سلمان الفارسي ، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لاحراقهم بها ، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا ، وسم الحسن عليه السلام وقتل الحسين عليه السلام ، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره ، وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وإراقة دماء آل محمد صلى الله عليه وآله ، وكل دم سفك ، وكل فرج نكح حراما ، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليه السلام عليهما ، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الارض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا .
قال المفضل : يا سيدي ذلك آخر عذابهما ؟ قال : هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الاكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والصديق الاكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام وكل من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا ، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ، ويردان إلى ما شاء ربهما . ...إلخ

 

________________________________________________________________
قد مر في ج 52 باب 24 أحاديث في ذلك مع ضعف اسنادها ، ولكن كاتب هذا الحديث أبرزها بصورة قصصية تأباه سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا .
( 2 ) كأن قاص هذا الخبر كان يقول بالكور والدور وأن كل رجل يعيش في دار الدنيا في كل كور ودور فيكون عيشه في دار الدنيا مرات عديدة ، ولذلك يستحثهما بالسؤال عن الافعال التي صدرت منهما في تلك الاكوار والادوار

 

كتاب الفضل بن شاذان: وباسناده إلى بشير النبال ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام ؟ قلت : لا ، قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ، ويكسر المسجد ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه واله قال : عريش كعريش موسى عليه السلام ، وذكر أن مقدم مسجد رسول الله صلى الله عليه واله كان طينا وجانبه جريد النخل .

وباسناده ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا قدم القائم عليه السلام وثب أن يكسر الحائط الذي على القبر فيبعث الله تعالى ريحا شديدة وصواعق ورعودا حتى يقول الناس : إنما ذا لذا ، فيتفرق أصحابه عنه حتى لا يبقى معه أحد ، فيأخذ المعول بيده ، فيكون أول من يضرب بالمعول ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضرب المعول بيده ، فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم على بعض بقدرسبقهم إليه ، فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين رطبين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما ويحرقهما ثم يذريهما في الريح .

 

البخل لا يستوجب عقابًا جنائيًّا، حتى لو كان العقاب المزعوم من جانب إله مزعوم

 

روى أحمد:

 

23976 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْعَصَا وَفِي الْمَسْجِدِ أَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ، فِيهَا قِنْوٌ فِيهِ حَشَفٌ، فَغَمَزَ الْقِنْوَ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِهِ قَالَ: " لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " أَمَا وَاللهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ، لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي " قَالَ: فَقُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ . قَالَ: " يَعْنِي الطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ " قَالَ: وَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَلَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ، هِيَ الْكَرَاكِيُّ

 

إسناده حسن، صالح بن أبي عَرِيب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو بكر الحنفي: اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد.

وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد.

وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/281، والبزار في "مسنده" (2759) و (2763) ، والطحاوي 4/201-202، وابن حبان (6774) ، والطبراني 18/ (99) ، والحاكم 2/285 و4/425-426 من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر، به - وهو عند بعضهم مختصر. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي.

وأخرجه عمر بن شبة 1/281-282 من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: ذكر لي عن عوف بن مالك... فذكره مختصراً.

وسيأتي الحديث برقم (23998) .

وفي باب تعليق القنو في المسجد عن البراء بن عازب عند الترمذي (2987) ، وابن ماجه (1822) .

وفي باب كراهية التصدق برذائل الأموال عن سهل بن حنيف عند ابن خزيمة (2313) ، والطحاوي 4/201، والحاكم 2/284.

وفي باب هجر المدينة عن أبي هريرة، سلف برقم (7193) .

قال السندي: قوله: "أقناء" جمع قِنو -بكسر فسكون-: العِذق بما فيه من الرُّطَب. "حَشَفٌ" بفتحتين: هو اليابس الفاسد من التمر. قلنا: والكَرَاكي: جمع كُرْكي: وهو طائر معروف، كبير أغبر اللون، طويل العنق والرجلين، أبتر الذنب، قليل اللحم، يأوي إلى الماء أحياناً. "المعجم الوسيط" 2/784.

 

الشطر الثاني من الحديث أسطورة ملفقة مضافة لا أعتقد شخصيًّا أنها من كلام محمد ولا أساطيره الأصيلة الحقيقية التي قالها. أما الأخ الذي فسر عوافي الطير بالكراكي يعني طائر الغاق ذو الفم الكبير الذي يصطاد السمك به فتفسير عجيب غير معقول بالنظر إلى عدم مناسبة بيئة الصحراء العربية له، لو كان الحديث عن دولة بها نهر أو أنهار كمصر وسوريا ولبنان لقبلنا تفسيرًا كهذا مبدئيًّا.

 

23998 - حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ (1) جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ دَخَلَ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَبِيَدِهِ عَصًا، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ أَقْنَاءَ حَشَفٍ، فَطَعَنَ بِالْعَصَا فِي ذَلِكَ الْقِنْوِ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْ هَذَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطّان.

وأخرجه أبو داود (1608) ، والنسائي 5/43-44، وابن ماجه (1821) ، وابن خزيمة (2467) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/85-86 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وسلف بأطول مما هنا برقم (23976)

 

كون الشخص لم يعط مقدارًا جيدًا ونوعية مقبولة جيدة من الإحسان لا يجعله بالضرورة مستحقًا لعقاب كتجويعه بعدم توفير طعام له سوى الحشف، فما يفعله هو تطوع غير واجب رغم بخله، البخل صفة مرذولة للشخص القادر المقتدر المتيسر الحال، رغم ذلك فبعض الناس الطيبون الذين عرفتهم كانوا كذلك لعلة في نفوسهم، وكانت سمتهم هي الحرص الشديد والبخل رغم ثراء بعضهم، ونادرًا ما رأيتهم قدموا لفقير أي شيء، وما يجب أن يلتزم به المواطن على أية حال هو المقدار القانوني المفروض للضرائب الواجبة عليه فيدفعها بأمانة وبلا تلاعب، فإن لم يفعل غير ذلك فلا ملامة عليه عامة، ويُفترَض بالدولة أن تنفق تلك الضرائب على الفقراء، لكن هناك خلل في كثير من الدول  العربية والإسلامية فالمال الرسمي المدفوع كضرائب تدخل في ميزانية وخزانة الدولة لا يصل إلى الفقراء أو يصل من أقل القليل فقط، لذلك يعتبر المسلمون عامة الضرائب الحكومية غير زكاتهم وإحساناتهم لأنهم يريدون ضمان وصولها لفقراء يعرفونهم ويدركونهم وهذا تصرف معقول منهم، لكن هذه العيوب أصيلة في الدول  العربية والإسلامية الحالية، لا شك أنه في دول الغرب يوجد بجانب دفع الضرائب الرسمية تطوعات وتبرعات أخرى لبعض فضلاء دافعي الضرائب للجمعيات الخيرية والطبية والتعليمية وخلافه، لكن هناك تقوم الدولة بدورها تجاه الفقراء كذلك إلى حد كبير. والحالة الوحيدة التي نحكم فيها بحكم جنائي بسبب البخل لو جاء شخص إلى باب البخيل القادر وهو على وشك الموت طالبًا طعامًا أو ماءً لإنقاذ حياته فامتنع عن ذلك، ومع ذلك لا توجد جريمة أو تقصير في كل الحياة يتساوى مع عقوبة أبدية مزعومة، مهما كانت شدة أو بشاعة التقصير أو الجريمة، لأنه فعل محدود زمنيَّا.

 

أساليب التخويف للوعظ

 

روى أبو داوود:

 

1563 - حدَّثنا أبو كامل وحُميد بن مسعدة - المعنى - أن خالد بن الحارث حدَّثهم، حدَّثنا حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جدِّه: أن امرأةً أتت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ومعها ابنة لها، وفي يدِ ابنتها مُسْكَتان غليظَتانِ مِنْ ذهبٍ، فقال لها: "أتعطين زكاة هذا؟ " قالت: لا، قال: "أيَسُرُّكِ أن يسوِّرَك الله بهما يومَ القيامَةِ سوارَينِ مِن نار؟ " قال: فخلعتهُما فألقَتهُما إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلم -، وقالت: هُما لله ولرسوله.

 

إسناده حسن. أبو كامل: هو فضيل بن حسين الجحدري، وحسين: هو ابن ذكوان العوذي، وشعيب: هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.

وأخرجه الترمذي (642)، والنسائي في "الكبرى" (2270) من طريقين عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعّفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم - شيء.

وهو في "مسند أحمد" (6667).

قال المنذري في "مختصره" (1506): لعل الترمذي قصد الطريقين اللذين ذكرهما، وإلا فطريق أبي داود لا مقال فيها.

وقد صحح ابن القطان في "بيان الوهم والايهام" 5/ 365 إسناد أبي داود.

 

وروى أحمد:

 

(14873) 14934- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الزُّرَقِيُّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ ، قَالَ : فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ ، سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَبَّحْنَا طَوِيلاً ، ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ سَبَّحْتَ ؟ ثُمَّ كَبَّرْتَ ؟ قَالَ : لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللَّهُ عَنْهُ.(3/360).

 

إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، ومحمود- ويقال: محمد- بن عبد الرحمن لم يرو عنه غير معاذ بن رفاعة، ووثقه أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 7/316، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/373.

والحديث في "سيرة ابن هشام" عن ابن إسحاق 3/263.

وأخرجه الطبراني (5346) من طريق محمد بن سلمة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (113) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.

وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 1/148 مختصراً: دفن سعد بن معاذ ونحن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وانظر ما سيأتي برقم (15029) .

وقد سلف نحوه برقم (14505) من طريق معاذ بن رفاعة، عن جابر بإسقاط محمود بن عبد الرحمن.

وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/55. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12975) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (112) . وعن ابن عمر عند البيهقي (111) .

 

(24283) 24787- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (ح) وَابْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ : عَنْ إِنْسَانٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً ، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. (6/55)

 

حديث صحيح، وهذا إسناد أختلف فيه على شعبة:

فرواه يحيى بن سعيد القطان- كما في هذه الرواية- ووهب بن جرير- فيما أخرجه إسحاق بن راهويه (1114) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (273) كلاهما عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة.

ورواه محمد بن جعفر- كما في هذه الرواية كذلك، والرواية الآتية (24663) عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافعة، عن إنسان، عن عائشة.

ومحمد بن جعفر من أوثق الناس بشعبة، إلا أنه أبهم الراوي عن عائشة، وقد جاء مصرحاً به فيما رواه كلّ من:

آدم بن أبي إياس- فيما أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (897) (مسند عمر بن الخطاب) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (106) - وعلي بن الجعد - كما في "الجعديات" (1566) - وعبد الرحمن بن زياد ويحيى بن أبي بكير - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (274) و (275) - وأبو عائشة - فيما أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (107) - وعبد الملك بن الصباح- فيما أخرجه ابن حبان (3112) - وعلي بن عاصم- فيما أخرجه الحارث بن أبي أسامة- سبعتهم عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع عن امرأة ابن عمر صفية، عن عائشة، به، وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل" 5/الورقة 108.

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (276) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (108) من طريق وسفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4624) ، والبيهقي (110) من طريق ابن لهيعة، عن عقيل، عن سعد، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة. فذكره مطولاً وقال: لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد إلا سعد بن إبراهيم، ولا رواه عن سعد إلا عقيل انفرد به ابن لهيعة.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/46، وقال: رواه أحمد، عن نافع عن عائشة. وعن نافع، عن إنسان، عن عائشة. وكلا الطريقين رجالهما رجال الصحيح.

وسيكرر (24663) .

وفي الباب عن ابن عمر عند النسائي 4/100- 101. وعن جابر بن عبد الله، سلف (14873) . وعن حذيفة، سلف برقم (23457).

 

مثل هذا الأسلوب لا يزرع في البشر أخلاقًا حقيقية ولا قناعة حقيقية بالأخلاق وحب فعل الخير وتجنب فعل الشرور، بل هم يفعلون ذلك خوفًا من عقوبة من إله خرافي أو طمعًا في ثواب خرافي، ومتى ما اهتز إيمانهم بالدين وهذا وارد ويحدث كثيرًا فإنهم يرتكبون سرقات وخداع وأعمال نصب وأبشع الأفعال، لذلك فإن الخرافات والميتافيزيقيا برأيي أساس فاسد وضعيف لبناء أخلاق البشر. وأسلوب الترويع هذا هو أسلوب مناسب للجهلة والرعاع والأمم الغير متقدمة، ولم تعد تستعمله في المعظم الكنائس والوعاظ ورجال الدين الغربيون، وذات مرة سمعت دقيقتين من خطبة كنسية مصرية على محمول زميل عملٍ فوجدت أنها نفس الأسلوب الترويعي التخويفي القديم الظلامي لكن في قالب مسيحي، هذا الأسلوب لا يصلح لإنشاء إنسان يؤمن بالأخلاق نفسها وقيمتها في حد ذاتها. ومن ضمن انعدام المنطق والعقلانية فما الخوف من تضيق القبر على جثة لا تشعر من الأساس ولم يعد بها حياة بيولوجية ذات إحساس ووعي؟! وإذا كان محمد يشهد لسعد بن معاذ كما روى البخاري:

 

3803 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَعَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ اهْتَزَّ السَّرِيرُ فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 2466 ] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن

 

[ 2467 ] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وجنازته موضوعة يعني سعدا اهتز لها عرش الرحمن

 

وروى أحمد:

 

(11184) 11202- حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.(3/24).

 

(13454) 13488- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، قَالَ قَتَادَةُ ، وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَجَنَازَةُ سَعْدٍ مَوْضُوعَةٌ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ عز وجل.(3/234).

 

(14153) 14200- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَجَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ.(3/296).

(14400) 14453- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

 

(19095) 19305- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَدِمْنَا مِنْ حَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ ، فَتُلُقِّينَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَكَانَ غِلْمَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ تَلَقَّوْا أَهْلِيهِمْ ، فَلَقُوا أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ ، فَنَعَوْا لَهُ امْرَأَتَهُ ، فَتَقَنَّعَ وَجَعَلَ يَبْكِي ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكَ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْقِدَمِ ، مَا لَكَ تَبْكِي عَلَى امْرَأَةٍ . فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ وَقَالَ : صَدَقْتِ لَعَمْرِي ، حَقِّي أَنْ لاَ أَبْكِي عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا ، قَالَ : قَالَتْ : قُلْتُ لَهُ : مَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقَدْ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.

قَالَتْ : وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

عرش كعرش البشر واهتز ربما لأن الله نفسه تأثر حتى اهتز العرش! وكلام تجسيدي بدائي مضحك، لكن بصرف النظر فشخص بهذه المكانة كيف ولماذا سيتضايق عليه قبره؟! خرافات ظلامية لا منطقية لا يفكر السذج فيها.

 

الاقتصاص بين الحيوانات يوم القيامة

 

روى مسلم:

 

[ 2582 ] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل يعنون بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء

 

وروى أحمد:

 

7204 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ نَطَحَتْهَا "

وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: " يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه ابن حبان (7363) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي (2420) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال: حسن صحيح.

وسيأتي برقم (7996) و (8288) و (8847) و (9333) ، وانظر (8756) و (9072) .

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (520) ، وهو من زيادات عبد الله على "المسند" .

وعن أبي ذر، سيأتي 5/172 حديث 21511.

قوله: "لتؤدن"، قال السندي: على بناء المفعول، بيان لعدله تعالى، وفيه حث على ترك الظلم وأداء الحقوق إلى أهلها في الدنيا.

والجماء، قال: بفتح فتشديد، التي لا قرن لها.

قال النووي في "شرح مسلم" 16/137: القصاص من القرناء للجلحاء ليس هو من قصاص التكليف، إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص

 مقابلة.

 

عقيدة عجيبة ومخالفة لظاهر وواضح نص القرآن وأساطيره ولاهوته، فحسب القرآن المكلفون هم الكائنات العاقلة بصورة قوية كالبشر وكائنات خرافية مزعومة ووهمية هي ما يسمونه بالجن وهذا يظهر في سورة الرحمن {فبأي آلاء ربكما تكذبان} {سنفرغ لكم أيها الثقلان} وفي آيات أخرى {يا معشر الجن والإنس...} مثل الأنعام: 130، أما الحديث عن قيامة للحيوانات وحساب لها ليقتص ممن نطحت الأخرى أو من قطة سرقت طعام زميلتها أو كلب عض الكلب الآخر أو طارد قطة لتبتعد عن منطقته أو حيوان ذكر استولى على منطقة وإناث الذكر الآخر فهذا يبدو عبثيًّا وغير عادل لمحدودية عقول الحيوانات وتحركها بالغرائز. أما حديث النووي عن قصاص مقابلة لا قصاص تكليف فبلا معنى فكيف تقتص من كائن ذي عقل بسيط ليس عنده مجمل مفاهيم البشر الأخلاقية، والأحاديث نفسها نصت على أنه لا حساب إلهي على الطفل والمجنون والنائم، ففي البخاري:

 

وَقَالَ عَلِيٌّ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ رُفِعَ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يُدْرِكَ وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَقَالَ عَلِيٌّ وَكُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ

 

وروى أحمد:

 

1183- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، أَرَادَ أَنْ يَرْجُمَ مَجْنُونَةً ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا لَكَ ذَلِكَ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الطِّفْلِ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ، أَوْ يَعْقِلَ، فَأَدْرَأَ عَنْهَا عُمَرُ.

1328- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا ، فَذَهَبُوا بِهَا لِيَرْجُمُوهَا ، فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالُوا : زَنَتْ فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا ، فَانْتَزَعَهَا عَلِيٌّ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَرَدَّهُمْ ، فَرَجَعُوا إِلَى عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا رَدَّكُمْ ؟ قَالُوا : رَدَّنَا عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا عَلِيٌّ إِلاَّ لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ وَهُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ رَدَدْتَ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ قَالَ : بَلَى ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنَّ هَذِهِ مُبْتَلاةُ بَنِي فُلانٍ فَلَعَلَّهُ أَتَاهَا وَهُوَ بِهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : لاَ أَدْرِي ، قَالَ : وَأَنَا لاَ أَدْرِي . فَلَمْ يَرْجُمْهَا.

 

(24694) 25201- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثٍ : عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ.

وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ : وَعَنِ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِلَ.

 

وفي الفقه اشترطت كل المذاهب عامة لصحة الإسلام أن يكون الشخص عاقلًا، فلا اعتبار لإسلام ولا لردة المجنون وخروجه عن الإسلام ولا تسري عليه أحكامه القديمة كالتفريق عن الزوجة إلا إذا شاءت ذلك لجنونه ولا حكم القتل الإرهابي القديم، وكذلك حتى لو ارتكب جريمة قتل أو سرقة وغيره وهذا معمول به عمومًا في كل الدول المتحضرة المعروفة كقانون عام، ولا أحد يحاسب حيوانًا وفق تشريع أي دولة معقولة متحضرة. بل وجاء في الحديث نفسه أنه لا دية على جرح وقتل بسبب بهيمة (عجماء)، لفظ البخاري:

 

1499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ

 

افتراض كائن وهمي خيالي علينا له واجبات وهي افتراضات لإخافة السذج

 

روى البخاري:


4939 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي يُونُسَ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } قَالَ ذَاكَ الْعَرْضُ يُعْرَضُونَ وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ

 

رواه مسلم 2876 وانظر أحمد 24941 و24605 و24200 و24856 و25515 و24494 و26343

 

115 - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَمْرٍو وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ

 

6218 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجَرِ يُرِيدُ بِهِ أَزْوَاجَهُ حَتَّى يُصَلِّينَ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ فِي الْآخِرَةِ....

 

رواه أحمد 26545 وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447-448، وفي "الاستذكار" 26/183 من طريق الإمام أحمد.

وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20748) ، وأخرجه من طريقه الطبراني في "الكبير" 23/ (836) ، والبمِهقي في "الشُّعب" (10489) ، والمزِّي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة هند بنت الحارث) .

وأخرجه البخاري (1126) و (5844) ، والترمذي (2196) ، وأبو يعلى (6988) من طرق عن معمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه البخاري (3599) و (6218) و (7069) ، والطبراني في "الأوسط" (9200) ، وفي "مسند الشاميين" (3225) ، والبغوي في "شرح السنة" (921) من طرق عن الزُّهري، به.

ورواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه فيه: فرواه صدقة - كما عند البخاري (115) - عن ابن عيينة، عن محصر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة. وكذلك رواه سفيان (عند

البخاري) عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، به.

وتابع صدقةَ يعقوبُ بنُ كاسب كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (833) .

ورواه الحميدي كما في "مسنده" (292) ، وابنُ أبي عمر العدني كما عند ابن حبان (691) كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن معمر، عن الزهري، عن هند، عن أم سلمة، به.

ورواه ابن أبي عُمر العَدَني- كما عند الطبراني في "الكبير" 23/ (835) - عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة، به.

ورواه الحميدي، كما في "مسنده" (292) - ومن طريقه الحاكم 4/508-509، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/448- وابنُ أبي عمر العدني، كما عند ابن حبان (691) ، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار ويحى بن سعيد، عن الزهري، عن أم سلمة. ولم يذكرا هنداً في الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ورقة 179: والحديث حديث هند.

ورواه عبد الله بن نمير- فيما أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 23/447- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن امرأة من قريش أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ذات ليلة... فذكره.

ورواه مالك كما في "الموطأ" 2/913 عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. لم يذكر هنداً ولا أم سلمة.

 

مجرد افتراضات مهووسة لإخافة السذج وإصابة من لا يفكرون بالذعر والاستلاب الفكري ولتحقيق الطاعة العمياء للقادة الدينيين.

 

إهدار وتعطيل الأموال وأدوات الإنتاج لممارسة طقوس خرافة

 

روى أحمد:

 

2025 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: "مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا الْعَامَ ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ ، فَرَكِبَ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - نَاضِحًا، وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وأخرجه البخاري (1782) ، ومسلم (1256) (221) ، والبيهقي 4/346 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.

وأخرجه الدارمي (1859) ، والنسائى 4/130-131، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، به مختصراً .

وأخرجه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) (222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، به. وسمى حبيب المرأة أم سنان الأنصارية.

وأخرجه ابن حبان (3699) ، والطبراني (11410) من طريق يعقوب بن عطاء، والطبراني (11322) من طريق ابن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء، به مختصراً. وفيه عند ابن حبان والطبراني تسمية المرأة باسم أم سليم، وزوجها بأبي طلحة، والإسنادان ضعيفان. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (2808) و (2809) ، وانظر "فتح الباري" 3/603-605 (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله.

 

وروى البخاري:

 

1863 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّتِهِ قَالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيَّةِ مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

يعني إهدار للجهد والوقت ولأداة إنتاج خاصة بعصرهم هي الجمل الذي يُنقَل عليه الماء لزراعة النخل وغيره في يثرب.

 

وبالإضافة إلى إهدار الجهد والوقت في عمل حج خرافي غير مفيد (مع كامل احترامنا لحرية الاعتقاد والممارسات الطقسية التعبدية الدينية عمومًا)، فهناك إهدار أكثر للوقت والمال بعمل حج عن الموتى، فروى أحمد:

 

2189 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَنَا بَدَنَتَانِ، فَأَزْحَفَتَا عَلَيْنَا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي سِنَانٌ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ ؟، فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ سِنَانٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَمْ يَحُجَّ ؟ قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق- فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وسنان بن سلمة ولد يوم حنين، وأرسل أحاديث وقد روى له مسلم، والجهني الذي سأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سنان بن عبد الله الجهني سماه كذلك فيما سيأتي برقم (2518) .

وأخرجه أبو داود (1763) ، وابن خزيمة (3035) ، وابن حبان (4024) ، والطبراني (12897) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض.

وانظر (1869) .

 

2518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَ سِنَانٍ بَدَنَةٌ، فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ، فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ لأسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قُلْتُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ لِي حَاجَتَانِ، وَلِصَاحِبِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: أَلا أُخْلِيكَ ؟ قُلْتُ: لَا، فَقُلْتُ: كَانَتْ مَعِي بَدَنَةٌ فَأَزْحَفَتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ، لَأَسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْبُدْنِ مَعَ فُلَانٍ، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَلَمَّا قَفَّا رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِمَا أَزْحَفَ عَلَيَّ مِنْهَا ؟ قَالَ: " انْحَرْهَا وَاصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْهُ عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ (1) رُفْقَتِكَ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي، فَأُغْنَمُ فَأُعْتِقُ عَنِ أُمِّي، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَتِ امْرَأَةٌ سِنَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أُمِّهَا تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تَحْجُجْ، أَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّهَا دَيْنٌ، فَقَضَتْهُ عَنْهَا، أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْ أُمِّهَا ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلْتَحْجُجْ عَنْ أُمِّهَا "

وَسَأَلَهُ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ ؟ فَقَالَ: " مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " (2)

 

(1) لفظة "أهل" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية.

(2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي.

وأخرجه الطبراني (12898) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وأخرج القسم الثاني منه النسائي 5/116، وابن خزيمة (3034) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به. ووقع عند النسائي "امرأة سنان بن سلمة الجهني"، ولعله خطأ من أحد الرواة، ولم يذكر في أوله سؤال موسى بن سلمه عن العتق عن أمه.

وأخرج القسم الثالث منه وهو السؤال عن ماء البحر: الدارقطني 1/35، والحاكم 1/140 من طريق سريج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصَوب الدارقطني وقفه على ابن عباس. وانظر (1869) و (2189) .

قوله: "فأزحفت عليه" أي: وقفت من الكلال والإعياء.

وقوله: "فعيي بشأنها"، قال السندي: قيل: بياءَين أو بواحدة مشددة، أي: عجز، أو بنون ثم ياء على بناء المفعول: من العناية بالشيء والاهتمام به.

وقوله: "فلما قفا"، أي: أدبر.

 

وروى البخاري:

 

1852 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ

 

1854 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ

 

1855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ فَقَالَتْ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أَفَأَحُجُّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ

 

والأحاديث في مسند عبد الله بن عباس من مسند أحمد (3049 ومكرراته) وغيره فنكتفي بذلك

 

أداء الطفل لطقوس لا يفهم معناها ليس له معنى

 

روى أحمد:

 

1898 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّوْحَاءِ، فَلَقِيَ رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَنِ القَوْمُ ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ " فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ مِحَفَّتِهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1)

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس.

وأخرجه أبو داود (1736) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.

وأخرجه الشافعي 1/282، والطيالسي (2707) ، والحميدي (504) ، ومسلم (1336) (409) ، والنسائي 5/21، وابن الجارود (411) ، وأبو يعلى (2400) ، وابن خزيمة (3049) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/256، وابن حبان (144) ، والبيهقي 5/155، والبغوي (1852) من طريق سفيان بن عيينة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن وكيع، عن ابن عيينة، عن سفيان، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، به.

وأخرجه مالك 1/422، ومن طريقه الشافعى 1/283، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/256، وفي "شرح المشكل" 3/229، والبيهقي 5/155، والبغوي (1853) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 3/229 من طريق ابن معين، و3/230 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/155-156 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أربعتهم عن إبراهيم بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1899) و (2187) و (2610) و (3195) و (3196) و (3202) .

والعَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف.

والمحفة: الهودج لا قُبة له، ويوضع على ظهر البعير لتركب فيه المرأة.

 

2187 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فِي مِحَفَّةٍ فَأَخَذَتْ بِضَبْعِهِ " فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده. وانظر (1898) .

والمحفة بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب من مراكب النساء. والضبْع: العَضُد.

 

هذا طفل رضيع أو صغير جدًّا، فكيف يكون له حج وطقوس؟!

في ثقافة عوام فقراء مصر: "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع"، ومع ذلك لا شك أن كثيرين منهم ومن سائر المسلمين يهدرون أموالًا لأجل خرافات كالحج، كان أولى بهم توجيهها للبحث العلمي ومعاهده لتحقيق تقدم ورفاهية أو للفقراء من مسلمين أو من سائر الجنس البشري، إطعام أي كائن حي واعٍ محتاج أو علاجه سواء إنسان أو غيره هو فضيلة وشيء نافع على عكس ممارسة الخرافات والطقوس، مع إقراري بحض كل شخص في حرية العقيدة والطقوس وممارستها، وإنما أذكر رأيي العقلاني الإلحادي فقط كرأي ونقاش.

 

الله المزعوم كان سيكون أسمى من الارتباطات اللغوية

 

روى البخاري:

 

5988 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَقَالَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ

 

5989 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرَّحِمُ شِجْنَةٌ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ

 

روى أحمد:

 

1680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ"

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّاد الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659) .

وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20234) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695) ، والحاكم 4/157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/174.

وأخرجه البزار (993) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد.

وأخرجه الخرائطي (262) ، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول... فذكره.

وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره.

وأخرجه الخرائطيُّ (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686) .

 

1686 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ "

 

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680) .

وأخرجه الحميدي (65) ، وابن أبي شيبة 8/535-536، وأبو داود (1694) ، والترمذي (1907) ، والبزار (992) ، وأبو يعلى (840) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (265) و (266) ، والحاكم 4/158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح.

 

2953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ صَالِحًا، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لا بأس به، وهو- وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه زياد بن سعد، وهو ممن سمع منه قديماً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (538) ، والبزار (1883- كشف الأستار) ، والطبراني (10807) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس في رواية البزار جملة: "آخذة بحُجْزة الرحمن".

وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/295و383 و406، والبخاري (5988) ، بلفظ: "إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعكِ قطعتُه".

وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/160 و189، والبخاري في "الأدب المفرد" (54) ، ولفظه: "الرحم شجنة من الرحمن من يصلها يصله، ومن يقطعها يقطعه، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة". وعن عائشة عند البخاري (5989) . وعن سعيد بن زيد سلف في "المسند" برقم (1651). وعن عبد الرحمن بن عوف سلف أيضاً برقم (1680) .

قوله: "شجنة من الرحمن"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/447: أي: قَرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتِّساعاً، وأصل الشجنة بكسر الشين وضمها: شُعبةٌ في غُصْن من غصون الشجرة.

وقوله: "آخذة بحجزة الرحمن"، قال ابن الأثير 1/44"3: أي: اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرةً، ويدل عليه قولُه في الحديث: "هذا مقامُ العائذ بكَ من القطيعة"، وقيل: معناه أن اسم "الرحم" مشتق من اسم "الرحمن"، فكأنه متعلَق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: "الرحم شجنة من الرحمن"، وأصل الحُجْزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للاِزار: حُجْزة للمجاورة، واحتَجَز الرجل بالإزار: إذا شذه على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء، والتمسك بالشيء والتعلق به.

 

(8367) 8349- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ ، قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ ، قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ، اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. (2/330).

 

في الحقيقة هذا تافه حقًّا، لأن تعبير صلة الرحم والأرحام وترطيب الأرحام من منظور اللغات الأخرى سيبدو غريبًا عجيبًا مضحكًا، لا يبدو في اللغات الأخرى سوى ذي معنى جنسي بذيء ومضحك! هذا شبيه بكلمة الإنجليزية seminal بمعنى أساسي وذي فكرة جديدة وهي من اللاتينية الإنجليزية semen بمعنى مني! يُفترَض أن الإله المزعوم لم يكن سيتقيد ويتحدد بقيود لغوية محدودة كهذه لأنه عالمي كوني فوق اللغات ولا تحصره لغة واحدة ومفاهيمها. مثلًا كلمة في merciful or gracious or compassionate الإنجليزية بمعنى رحيم لا علاقة لها اشتقاقيًّا ولفظيًّا بكلمة womb بمعنى رحم وهكذا في معظم أو كل باقي اللغات البشرية. كذلك علم اللغات وتفرعاتها إلى أسر، كل أسرة منها ذات صفات مشتركة وتشابهات صوتية وبنائية تركيبية ودلالية، كالأسرة السامية والأسرة الهندوأوربية والأسرة الطورانية والأسرة الحامية الأفريقية وغيرها يدل على تاريخ بشري لنشأة وتطور اللغات لا علاقة له بإله يصنع لنا الألفاظ والأسماء.

 

ومن عجائب الأحاديث خاصةً عند السنة تجسيد المفاهيم المجردة، وقد عرضنا بعض ذلك في باب الخرافات، وروى البخاري:

 

5987 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَمِّي سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتْ الرَّحِمُ هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْ الْقَطِيعَةِ قَالَ نَعَمْ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ قَالَتْ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَهُوَ لَكِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }

 

حديث مثير للعجب فهذا رحم أنثوي يتكلم وربما له قدمان، ربط ذهني غريب بين مفهوم مجرد مع العضو الأنثوي المجسَّد.

 

وهذا التعبير العربي يتخذ أشكالًا غريبة، فمثلًا روى مسلم:

[ 204 ] حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما أنزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها

 

رواه أحمد 8402 و8726 و8727  و10725

 

بالتأكيد كل لغة لها عجائبها وغرائبها وعيوبها ونواقصها، فلا توجد منظومة لغوية بشرية مثالية تمامًا، بل العبرة بالوظيفة والاستعمال ومقاربتهما للكمال والعملية، ولو نظرنا لأصول الاشتقاقات الإنجليزية من اللاتينية والجريكية اليونانية والعربية والسكسونية والفرنسية وغيرها كما في قاموس مثلًا لوجدنا أمثلة ونظائر كثيرة، لك يجب أن نعترف بأن تعبير (صلة الأرحام) و(أن لكم رحمًا سأبلها) هي من منظور عام لغوي مضحكة وعجيبة، وأشبه لو فهمناها حرفيًا بكلام جنسيّ، فتعميمها على اللاهوت الخرافي فكرة حمقاء بالتأكيد، لأن اللاهوت لو كان له وجود فلا يمكن حصره بعيوب ونواقص إحدى اللغات ومميزاتها وسماتها الخاصة. وفي القرآن:

 

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} النساء

 

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)} محمد

 

 

ومع ذلك لم يخترع الله الأنسرماشين (جهاز الرد الآلي)!

 

روى مسلم:

 

[ 395 ] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا سفيان بن عيينة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد { الحمد لله رب العالمين }  قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال { مالك يوم الدين }  قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال { إياك نعبد وإياك نستعين }  قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين }  قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال سفيان حدثني به العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب دخلت عليه وهو مريض في بيته فسألته أنا عنه

 

ورواه أحمد 7836 وعبد الرزاق 2767

 

على هذا فالله بهذا الحديث صار خادمًا شقيًّا ليل نهار للبشرية بلا راحة، يجيب على الأقل عن ملايين المسلمين السذج المخدوعين بخرافة الدين كما يزعمون، هذا غير وظيفته المزعومة في إدارة كون غير محدود، فلماذا لم يفكر في اختراع الأنسر ماشين Answer Machine؟! وحتى لو كان لم ينل فضل اختراعه فيمكنه الحصول عليه!

 

تفسير خرافي لسبب بكاء الطفل حديث الولادة حين خروجه من رحم الأم

 

روى البخاري:


3431 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

 

وروى مسلم:

 

[ 2366 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا بن مريم وأمه ثم قال أبو هريرة اقرؤا إن شئتم { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } 

 

ورواه أحمد 7182 و7879 و7708

 

بكاء الطفل يكون لخروجه من موضعه المنغلق في الرحم إلى عالم جديد لا يعرفه وهواء بارد يمس بشرته بالنسبة لدف رحم وبطن الأم، ولنا أن نتساءل أي إله عديم السلطة هذا الذي كان سيترك للكائن الخرافي الآخر الشيطان حرية التصرف هكذا في مخلوقاته بهذه الطريقة وعلى هذا النحو؟!

 

من استجمر فليوتر

 

روى البخاري:

 

161 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ

 

ورواه مسلم 237 وأحمد 7221

 

وروى أحمد:

 

(7345) 7340- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، يَرْفَعُهُ : إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ. (2/245).

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (957) ، ومسلم (237) (20) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7300) .

قال ابن الأثير في "النهاية" 5/147: الوتير: الفرد، وتكسر واوه وتفتح، فالله واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و"يحب الوتر"، أي: يثيب عليه، ويقبله من عامله.

والمقصود من استنجى وتطهر بمس الحجارة والحصى، لأن القوم كانوا لا يتوفر عندهم في صحرائهم ماء وفير في أحيان كثيرة، فليستعمل رقمًا فرديًّا مثل 1 و3 و5 إلخ. هذه تعاليم مضحكة لا نحتاجها كناس متمدنين لدينا مواسير مياه وإمداد دائم للمياه من الأنهار أو بتحلية المياه في بلدان أخرى. ولا معنى للتمسك بأرقام كهذه، وفي حديث الغسل من ولوغ الكلب في الإناء سبع مرات وهو خرافة انتقدتها.

 

ومن نظريات محمد اللاهوتية الغريبة أن الله فرد ورقم فردي، لذلك هو يحب الأرقام الفردية! روى البخاري:

 

6410 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَفِظْنَاهُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قَالَ لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ

 

ورواه مسلم 2677 وأحمد 7502

 

ولذلك يفضل الصلاة في النوافل بحيث تنتهي بعدد فردي للركعات، روى أحمد:

 

877- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ، أَوْتِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ.

 

إسناده قوي، زكريا- وهو ابن أبي زائدة- ذكر فيمن سَمِعَ من أبي إسحاق بعدَ تغيره، وقد أخرج له الشيخانِ من روايته عن أبي إسحاق، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1416) عن إبراهيم بنِ موسى، عن عيسى بنِ يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1214) و (1225) و (1228) و (1262) . وانظر (1232) .

 

6439- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى ، مَثْنَى ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.

 

خرافة طواف سليمان على نسائه

 

روى البخاري:

6639 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُلَيْمَانُ لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ

 

ورواه أحمد 7137 و10580 ومسلم 1654

 

قصة تخلو من أدنى منطق، فأي رجل إنسان هذا الذي يمكنه معاشرة كل هذا العدد من النساء الإناث في يوم وليلة واحدة؟! هذا مستحيل بيولوجيًّا، ومن قال أن من لا يقول كلامًا دينيًّا مثل إن شاء الله لا يحصل على نسل، لو كان ذلك صحيحًا لصارت وسيلة جيدة لمنع الحمل بدلا من الأدوية! وكما شرحت في بحث الهاجادة فهذه قصة سخيفة قيلت للتهرب من تلميح القرآن لأسطورة تنكر الشيطان على شكل سليمان، لأنهم شعروا أنها تمثل معضلة لاهوتية وشبهة تشكيك، ولكني ذكرت هناك أن البخاري في صحيحه من كلامه في التفسير والطبري وغيرهما  فسروا النص القرآني {ألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب} بالقصة الهاجادية اليهودية.

 

روى عبد الرزاق:

 

9753 - عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال كان على كرسيه شيطان أربعين ليلة حتى رد الله إليه ملكه قال معمر ولم يسلط على نسائه قال معمر قال قتادة إن سليمان قال للشياطين إني أمرت أن أبني مسجدا يعني بيت المقدس لا أسمع فيه صوت مقفار ولا منشار قالت الشياطين إن في البحر شيطانا فلعلك إن قدرت عليه يخبرك

 

وقال البخاري في صحيحه قبل 3423:

 

{الْجِيَادُ} السِّرَاعُ {جَسَدًا} شَيْطَانًا

قصة موسى وملاك الموت

 

روى البخاري:

 

3407 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ قَالَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ

 

رواه مسلم 2372 وأحمد 7646 و8172.

 

هذه القصة سبق أن عرضت مصدرها الهاجادي اليهودي في كتابي عن الهاجادة، وهو عمل مشترك مع ابن المقفع الباحث العراقي باسمه المستعار، وذكر أخي الفاضل ابن المقفع تلميحًا لها في العهد الجديد كتاب المسيحية مأخوذًا من الهاجادة (رسالة يهوذا1: 9). وخرافة موسى هذه من ناحية لاهوتية ميثيولوجية غير معقولة ولا منطقية فكيف يستطيع إنسان ضرب وهزيمة ملاك أقوى منه ومع سلطة وتخويل وتفويض من إله خرافي حاكم على كل الكون حسب زعمهم؟ ولماذا لم يعتبر الله الخرافي ضرب ملاكه الخرافي في هذه الأسطورة كما نقول نحن تعديًا على موظف حكومي (إلهي بالأحرى) أثناء أدائه عمله وفي ساعات دوامه؟!

 

قصة عيسى ابن مريم والرجل السارق الكاذب في إنكاره السرقة

 

روى البخاري:

 

3444 - و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ لَهُ أَسَرَقْتَ قَالَ كَلَّا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي

 

رواه أحمد 8154 ومسلم 2368.

 

يقول المثل الدارج الواعي (قالوا للحرامي احلف قال جاءك الفرج). قصص بلهاء كهذه مع احترامي لا تصلح للحياة العملية الواقعية بما فيها، معظم الدول لا يوجد فيها قدر كبير من المثالية حتى بريطانيا العظمى فيها فقر وحاجة وسرقة ومن يقرأ نشراتها الخاصة بالسفر والانتباه على حقائبك وما شابه يعرف ذلك من خلال موقع سفارة بريطانيا مثلًا.

 

 

 

 

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.