27 آيات سقطت أو حذفها محمد لركاكة أسلوبها مع بقاء أحكامها

آيات حذفها محمد ربما لركاكة صياغتها أو لعدم انسجامها مع الوزن والموسيقى والسجع القرآني، أو لتغييره بعض أفكاره وأحكامه، أو حذفتها أو نستها لجنة عثمان أثناء جمع القرآن، أو نسوا جمعها ببساطة وضاعت

 

جاء في القرآن:

 

{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)} الأعلى

 

محمد كان ينسى بعض الآيات التي يؤلّفها، وهذا طبيعي، لكثرتها، ولأنها كانت بمثابة جريدة يومية دينية يناقش فيها ما يتعرّض له هو وأتباعه من قضايا ومسائل وأحداث، بالتالي بالتأكيد لم تصلنا كل آيات القرآن التي صاغها محمد.

 

{مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)} البقرة

 

إذا كان مثلها فلماذا حذفها أو نسيها من الأساس؟! محمد كان ينسى بعض النصوص التي كان يؤلفها ثم يقول أنسانيها الله: أي أنساني إياها الله! وهو دليل على بشرية دعوة وقرآن محمد.

 

وروى أحمد:

 

24335 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ (1) : سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، فَقَالَ: " رَحِمَهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نُسِّيتُهَا " (2)

 

(1) في (م) : عن عائشة قالت.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح.

وأخرجه ابن راهوية (629) و (630) ، والبخاري (2665) و (5037) و (5038) و (5042) و (6335) ، ومسلم (788) ، وأبو داود (1331) و (3970) ، والنسائي في "الكبرى" (806) ، وأبو يعلى (4492) ، وابن حبان (107) ، والبيهقي في "السنن" 3/12، وفي "شعب الإيمان" (2605) من طرق عن هشام، به.

وعلق البخاري عقب الرواية (2655) قوله: وزاد عباد بن عبد الله، عن عائشة: تهجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتي، فسمع صوت عباد يصلي في المسجد، فقالت: "يا عائشة، أصوت عبادٍ هذا؟" قلت: نعم، قالت: "اللَّهمَّ ارحم عبادا".

قلنا: وقد وصله أبو يعلى (4388) من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. وابن إسحاق مدلس وقد عنعن. وعباد الذي سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوتَه هو عبادُ بنُ بشر.

وأخرجه عبد الرزاق (5975) عن معمر، عن هشام، عن أبيه، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يرحم الله فلانا...".

وروى البخاري:

 

5038 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا

 

5042 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا

 

5037 - حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً مِنْ سُورَةِ كَذَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا عِيسَى عَنْ هِشَامٍ وَقَالَ أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ

 

وروى مسلم:

 

[ 788 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ من الليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا

 

 [ 788 ] وحدثنا بن نمير حدثنا عبدة وأبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أنسيتها

 

وروى أحمد عن حالات نسيان محمد لنصوص مما كان يؤلف:

 

(21140) 21458- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ ذَرٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ وَتَرَكَ آيَةً ، فَجَاءَ أُبَيٌّ وَقَدْ فَاتَهُ بَعْضُ الصَّلاَةِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، نُسِخَتْ هَذِهِ الآيَةُ ، أَوْ أُنْسِيتَهَا ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ أُنْسِيتُهَا.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن داود الواسطي، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي.

وأخرجه ابن خزيمة (1647) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر ذر بن عبد الله في إسناد ابن المثنى، وفي روايته أن أُبيّاً قال للنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسول الله نُسِّيتَ آية كذا وكذا أو نَسيتَها؟ قال: "لا، بل نَسِيتُها".

قلنا: وقد روى الإمام أحمد هذا الحديث عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به. لكن جعله من مسند عبد الرحمن بن أبزى، وقد سلف برقم (15365) .

وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6408) ، والدارقطني 1/400 من طريق الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أُبيِّ بن كعب.

وانظر ما سيأتي في مسند أُبيٍّ برقم (21281) .

وفي الباب عن المسور بن يزيد، من زوائد عبد الله بن أحمد سلف برقم  (16692) .

وعن عبد الله بن عمر عند أبي داود (907) ، وابن حبان (2242) ، وانظر تعليقنا عليه هناك.

وعن ابن عباس عند البزار (479 - كشف الأستار) .

وعن أنس بن مالك عند الحاكم 1/276، والبيهقي 3/212.

 

* 21281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ الْخُزَاعِيُّ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ لِي (1) أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالنَّاسِ فَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ: "أَيُّكُمْ أَخَذَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ قِرَاءَتِي؟ " فَقَالَ أُبَيٌّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَدْ عَلِمْتُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ أَخَذَهَا عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ هُوَ " (2)

 

(1) لفظة "لي" سقطت من (م) ، وزدناها من الأصول الخطية.

(2) رجاله ثقات غير الجارود بن أبي سبرة فقد روى له البخاري في رفع اليدين وأبو داود، وهو صدوق، لكنه لم يسمع من أُبيٍّ فيما قاله ابن معين وابن خلفون، وقول الخزاعي في الإسناد: "قال لي أُبي" كذا وقع هنا في رواية "المسند"، ومن طريقه الضياء في "المختارة"، وأورده المزي من طريق "المسند" أيضاً لكن قال فيه: "قال: قال أُبي بن كعب"، وهكذا رواه الضياء عن أبي يعلى في "مسنده الكبير" من طريق الخزاعي، فقال فيه: قال أُبي بن كعب. قلنا: وهو الصواب فقد رواه غير واحد عن حماد فلم يذكروا فيه تصريح الجارود بالسماع. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة.

وأخرجه من طريق "المسند" عن أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله الضياء في "المختارة" (1134) و (1135) ، والمزي في ترجمة أُبي من "تهذيب الكمال" 2/267-268.

وأخرجه الضياء (1136) من طريق زهير بن حرب، عن منصور بن سلمة، به.

وأخرجه عبد بن حميد (174) ، والضياء (1137) من طريق سليمان بن حرب، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (192) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" عن عفان بن مسلم، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" عن بشر بن السري كما في "إتحاف الخيرة" (1545) و (1546) ، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن الجارود، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً.

وانظر ما سلف برقم (21240) .

 

15365 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْفَجْرِ فَتَرَكَ آيَةً، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " أَفِي الْقَوْمِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ؟ " قَالَ أُبَيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ نُسِخَتْ آيَةُ كَذَا وَكَذَا، أَوْ نُسِّيتَهَا ؟ قَالَ: " نُسِّيتُهَا ".

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وذر: هو ابن عبد الله المُرْهبي الهَمْداني.

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8240) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (193) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، به.

وقد أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/69، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

وسيأتي في "المسند" 5/123 من "زوائد" عبد الله بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن داود الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أُبي بن كعب، فذكر نحوه.

قال السندي: قوله: قال أُبي: يا رسول الله... الخ: فهم أُبيٌّ أن مراده بما قال: هو أن يعرف أن أُبياً متنبه لذلك أم لا، فأجاب بأنه متنبه.

 

واضح أن مقصود الرواية الثانية كان إما سؤال محمد لأبي عما نساه ليذكره به لقوة حفظه، أو أن الحديث الثاني ملفق يحاول تصوير الحادثة على أنها مقصودة معلومة من محمد كإلغاء إلهي لنصوص، وإنه لغير مفهوم أي إله هذا الذي يحتاج إلى تعديل وتنقيح كتابته بالخطإ والتجربة، ومعلوم لمن يطالع كتب اليهودية والمسيحية والهندوسية والبودية وحتى كتب قدماء المصريين والبابليين، أن القرآن من أردإ الكتب أدبيًّا فهو بلا ترتيب محمد لمواضيعه وبلا أي نظام ولم يكن لصاحبه خطة معينة لصياغة نصه بترتيب ما. ولعل ما يؤكد أن مقصود محمد كان أن يذكره أبي بن كعب بما نسيه ما رواه الهيثمي عن البزار في (كشف الأستار عن زوائد البزار):

 

479- حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أنبأ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الأَسَدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ فِي آيَةٍ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَمَا صَلَّى مَعَكُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ؟ ، قَالُوا : لا ، قَالَ : فَرَأَى الْقَوْمُ أَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَ عَنْهُ لِيَفْتَحَ عَلَيْهِ.

قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَلا عَنْ غَيْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِهَذَا اللَّفْظِ وَأَبُو نَصْرٍ ، فَلا نَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ إِلا خَلِيفَةُ.

 

وبإسنادين آخرين عند أبي داوود 907 و908 لكنهما ضعيفا الإسناد وكذلك رواه بإسناد ضعيف أحمد بن حنبل 16692، ومعنى يفتح عليه: يعني يذكره بالقراة.

 

بعض الآيات لم تجمعها لجنة عثمان، ربما نتاج سهو وغفلة، رغم أن أحكامها لا تزال سارية، ولا يزال يستشهد بها علماء الإسلام:

 

روى البخاري:

 

7191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبُو ثَابِتٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ لِمَقْتَلِ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ عُمَرَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَإِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ قَالَ زَيْدٌ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ بِأَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا كَلَّفَنِي مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ يَحُثُّ مُرَاجَعَتِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَيَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَالرِّقَاعِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ فَوَجَدْتُ فِي آخِرِ سُورَةِ التَّوْبَةِ { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } إِلَى آخِرِهَا مَعَ خُزَيْمَةَ أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا وَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَيَاتَهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ اللِّخَافُ يَعْنِي الْخَزَفَ

 

وفي فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام من الآيات التي لم تدوَّن:

 

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْكَلَاعِيِّ، أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: أَخْبِرُونِي بِآيَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ تُكْتَبَا فِي الْمُصْحَفِ، فَلَمْ يُخْبِرُوهُ، وَعِنْدَهُمْ أَبُو الْكَنُودِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ آوُوهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أُولَئِكَ مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

 

{لو أن لابن آدم واديين من مال لسأل ثالثًا} آيات محذوفة من سورة البَيِّنة

 

وروى أحمد بن حنبل عن آياتٍ حُذِفَت أو ضاعت ولم تجمعها لجنة عثمان من سورة البينة:

 

19280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، لَابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلَا يَمْلَأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ ".

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي، وحبيب بن يسار: هو الكندي الكوفي.

وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (كما في "إتحاف المهرة" 4/573) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5032) من طريق أبي نعيم، عن يوسف بن صهيب، به.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/243، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وزاد نسبته إلى البزار، وقال: ورجالهم ثقات.

وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3501) ، وانظر لزاماً التعليق عليه من أجل قول زيد: كنا نقرأ على عهد رسول الله...

وعن أنس سلف برقم (12228) .

وعن عائشة سيرد 6/55 (24276)، وانظر حديث ابن عباس عن أُبي 5/117.

 

(21202) 21521- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَحَجَّاجٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ قَالَ : فَقَرَأَ : {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} قَالَ : فَقَرَأَ فِيهَا : وَلَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ سَأَلَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ فَأُعْطِيَهُ ، لَسَأَلَ ثَانِيًا وَلَوْ سَأَلَ ثَانِيًا فَأُعْطِيَهُ ، لَسَأَلَ ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ، وَإِنَّ ذَلِكَ الدِّينَ الْقَيِّمَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ ، وَلاَ الْيَهُودِيَّةِ ، وَلاَ النَّصْرَانِيَّةِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا ، فَلَنْ يُكْفَرَهُ.

 

إسناده حسن من أجل عاصم بن بَهْدلةَ -وهو ابن أبي النَّجود الأسدي الكوفي-، فقد روى له البخاري ومسلم مقروناً، وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن جعفر: هو الهُذَلي البصري المعروف بغُنْدَر، وحجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي الواسطي. وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1163) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (539) ، والترمذي (3793) و (3898) ، والشاشي مفرقاً (1484) و (1485) و (1486) و (1487) ، والحاكم 2/224 و531، وأبو نعيم في "الحلية" 4/187، والضياء في "المختارة" (1162) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حسن صحيح.  وأخرجه الحاكم 2/256 من طريق معقل بن عبيد الله، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أُبيِّ بن كعب: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأُبيِّ: "إني أُقرئك سورة" فقال له أُبيٌّ: أُمرتَ بذاك بأبي أنت؟ قال: "نعم" فقرأ: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) . وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُبيِّ بن كعب: "إنَّ الله أمرني أن أَقرأَ عليك القرآنَ"، رواه أحمد من طريق عبد الرحمن بن أبزى، عن أُبيِّ برقم (21136) . ولقوله: فقرأ فيها: "ولو أن ابن آدم سأَل وادياً من مال" إلى قوله: "ويتوب الله على من تاب"، انظر برقم (21110) . وفي باب قراءة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة البينة على أُبيِّ بن كعب، عن أبي حَبَّة البدري، برقم (16000) ، وعن أنس بن مالك أيضاً برقم (12320) .

 

(21203) 21522- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ قَالَ : فَقَرَأَ عَلَيَّ : {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ ، وَلاَ الْيَهُودِيَّةِ ، وَلاَ النَّصْرَانِيَّةِ ، وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ قَالَ شُعْبَةُ : ثُمَّ قَرَأَ آيَاتٍ بَعْدَهَا ، ثُمَّ قَرَأَ : لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ ، لَسَأَلَ وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ قَالَ : ثُمَّ خَتَمَهَا بِمَا بَقِيَ مِنْهَا.

 

إسناده حسن. سلم بن قتيبة: هو أبو قُتَيبةَ الشَّعيري الخُراساني.

 

 

21111 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَى رَأْسِهِ مَرَّةً، وَإِلَى رِجْلَيْهِ أُخْرَى، هَلْ يَرَى عَلَيْهِ مِنَ الْبُؤْسِ شَيْئًا؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَمْ مَالُكَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ مِنَ الْإِبِلِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: "لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبً لَابْتَغَى الثَّالِثَ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَاءَ إِلَى أُبَيٍّ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ أُبَيٌّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: أَفَأُثْبِتُهَا، قَالَ: نَعَمْ فَأَثْبَتَهَا.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصمِّ -واسم الأصم: عمرو بن عبيد البَكَّائي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1209) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه محمد بن حفص الدُّوري في زياداته على كتاب أبيه "قراءات النبي" (59) عن عبد الله بن محمد، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، به. وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/229-230 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن أبي إسحاق الشيباني، به.

 

معنى هذا أن عثمان لم يأخذ بشي من جمع عمر للقرآن، وبدأ العمل من جديد لسببٍ ما ارتآه، ولا توجد هذه النصوص في مصحف القرآن المعروف اليوم. في حين يقول الراوي هنا أن عمر أثبتها وأضافها لنسخة مصحفه وجمعه وتنقيحه للقرآن.

 

(21110) 21427- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَبِيبِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : أَكَلَتْنَا الضَّبُعُ ، قَالَ مِسْعَرٌ : يَعْنِي السَّنَةَ ، قَالَ : فَسَأَلَهُ عُمَرُ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَمَا زَالَ يَنْسُبُهُ حَتَّى عَرَفَهُ ، فَإِذَا هُوَ مُوسِرٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَوْ أَنَّ لاِمْرِئٍ وَادِيًا ، أَوْ وَادِيَيْنِ ، لاَبْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثًا . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ . فَقَالَ عُمَرُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : مِنْ أُبَيٍّ ، قَالَ : فَإِذَا كَانَ بِالْغَدَاةِ ، فَاغْدُ عَلَيَّ . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا ، فَقَالَتْ : وَمَا لَكَ وَلِلْكَلاَمِ عِنْدَ عُمَرَ وَخَشِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنْ يَكُونَ أُبَيٌّ نَسِيَ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : إِنَّ أُبَيًّا عَسَى أَنْ لاَ يَكُونَ نَسِيَ . فَغَدَا إِلَى عُمَرَ وَمَعَهُ الدِّرَّةُ ، فَانْطَلَقَا إِلَى أُبَيٍّ ، فَخَرَجَ أُبَيٌّ عَلَيْهِمَا وَقَدْ تَوَضَّأَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ أَصَابَنِي مَذْيٌ ، فَغَسَلْتُ ذَكَرِي ، أَوْ فَرْجِي ، مِسْعَرٌ شَكَّ، فَقَالَ عُمَرُ : أَوَ يُجْزِئُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَصَدَّقَهُ.

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل مصعب بن شيبة العَبْدري المكي، فهو لَيِّنُ الحديث، وأبو حبيب بن يعلى بن مُنْية التميمي، مجهول لا يعرف، لكنهما قد توبعا، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1206) ، والمزيُّ في ترجمة أبي حبيب بن يعلى من "تهذيبه" 33/225-226 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/90-91، ومن طريقه ابن ماجه (507) ، وأخرجه الشاشي (1431) عن العباس بن محمد الدوري، والضياء المقدسي في "المختارة" (1207) من طريق أبي همام الوليد بن شجاع، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، وعباس الدوري، والوليد بن شجاع) عن محمد بن بشر العَبْدي، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة المذي.

 

وسيأتي الحديث دون قصة المذي من طريق يزيد بن الأصم، عن ابن عباس في الذي بعده. وإسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/229 من طريق حماد بن مسعدة، عن ابن عون، عن الذيال بن حرملة، عن أبيه، عن ابن عباس، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (542) ، وفي "الأوسط" (6951) من طريق الحسين بن واقد، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو كان للإنسان واديان من المال، لالتمس الثالث، ولا يملأ بطن الإنسان إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب". وأخرجه البخاري تعليقاً في "صحيحه" (6440) ، والطبري 30/284، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 1/229، والطحاوي في "شرح مشكل لآثار" إثرَ الحديث (2036) ، والإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 11/257 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس ابن مالك، عن أُبَيِّ بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب" حتى نزلت هذه السورة: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) إلى آخرها. لكن ذكره ابن حجر في ترجمة عبد الله بن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، فيفهم منه أن أبا عوانة رواه من طريق أنس بن مالك، عن ابن عباس، عن أُبَيِّ. وانظر الحديث الآتي برقم (21202) ، وإسناده حسن. ويشهد لقصة الوضوء من المذي حديث ابن مسعود السالف برقم (606) ، وحديث المقداد بن الأسود السالف برقم (16725) ، وحديث سهل بن حُنَيف السالف أيضاً برقم (15973) .

 

وروى البخاري:

 

6436 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ

6437 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَا أَدْرِي مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا قَالَ وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ

 

6438 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ

 

6439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ

 

رواه أحمد 13476 والترمذي 2337

 

وروى مسلم:

 

[ 1048 ] وحدثنا بن المثنى وابن بشار قال بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشيء أنزل أم شيء كان يقوله بمثل حديث أبي عوانة

 

رواه أحمد 12228

 

[ 1048 ] وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب

 

 [ 1049 ] وحدثني زهير بن حرب وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت بن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس بن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب قال بن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا وفي رواية زهير قال فلا أدري أمن القرآن لم يذكر بن عباس

 

 [ 1050 ] حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فأتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة

 

وانظر أحمد 3501 و14657

 

وبسبب خطورة الشهادة التي ذكرها مسلم في صحيحه برقم 1050 حاولوا تضعيف الرواية لدرجة تكفير أحد الرواة ونسبته لجواز قتله كمرتد! :

وهو حديث ضعيف لا يُناهِض الروايات الصحيحة، في سنده سويد بن سعيد. قال ابن المديني: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عَمِيَ، وقال البخاري: كان قد عمي فتلقنَ ما ليس من حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وأما ابن معين فكذبه وسَبه وقال: هو حلال الدم، وعلي بن مسهر؛ قال في "التقريب": ثقة له غرائب بعد أن أضَر، وداود- وهو ابن أبي هند، وإن كان ثقة- قال أبو داود: خولف في غير حديثٍ، وقال الحافظ: كان يهم بأخرة.

 

وروى أحمد ما قد يكون هو النص الصحيح المضبوط لهذا النص هكذا رغم ضعف الإسناد:

 

21906 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَيُحَدِّثُنَا فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ ".

 

إسناده ضعيف من أجل هشام بن سعد المدني، فقد اختلفوا فيه ما بين مجرح ومعدل، وخلاصة القول فيه: أنه يعتبر به في المتابعات والشواهد . أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي .

وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 322-323، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/59، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة"، والطبراني في "الكبير" (3300) و (3301) ، وفي "الأوسط" (2467) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10277) و (10278) من طرق عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد .

وقال البيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281) : وكذلك رواه عبد الله ابن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي . قلنا: وعبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ضعيف .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3302) ، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به . ومحمد بن عبد الرحمن بن مجبر العمري واهي الحديث . وخالفهم ربيعة بن عثمان التيمي، فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح، عن أبي واقد الليثي، أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/107، والطبراني في "الكبير" (3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10281) . وربيعة بن عثمان التيمي فيه كلام خفيف، لكن رجح الدارقطني في "العلل" 6/298-299، وأبو حاتم في "العلل" 1/168 و2/107، والبيهقي في "شعب الإيمان" إثر الحديث (10281) رواية

هشام بن سعد المدني على رواية ربيعة بن عثمان . ووقع في مطبوع "شعب الإيمان": "عن أبي واقد الليثي، عن أبي مراوح" فقال البيهقي عقبه: كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مراوح، عن أبي واقد الليثي . قلنا: ويغلب على ظننا أن ما وقع في مطبوع "الشعب" تحريف، وأن قوله في إسناده: "عن أبي واقد الليثي" زيادة مقحمة، ومراد البيهقي بقوله: كذا وجدته في كتابي ... إلخ:

هو أن الحديث إنما وقع في كتابه: عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح مرسلاً؛ بدليل أن ابن منده وأبا نعيم رواياه في "معرفة الصحابة" كما في "أسد الغابة" 6/281-282 مرسلاً من طريق أحمد بن الفرج، عن ابن أبي فديك، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبي مراوح الليثي: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله تعالى: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة" .

وانظر حديث عبد الله بن عباس السالف في مسنده برقم (3501) ، وتعليقنا عليه .

 

ونلاحظ مع ذلك وجود ركاكة في الصيغة وانعدام تجانس موسيقي، ولذلك حذفها محمد أو لجنة جامعي القرآن، وهو نموذج للتعديلات والتنقيحات البشرية الطبيعية مما يدل على عدم وجود مصدر إلهي خرافي.

 

آيات سقطت من سورة الأحزاب أو حُذِفَت لسببٍ ما

 

 

روى البخاري:

 

6830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ لَكَ فِي فُلَانٍ يَقُولُ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ فَغَضِبَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ وَأَنْ لَا يَعُوهَا وَأَنْ لَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الْفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا فَيَعِي أَهْلُ الْعِلْمِ مَقَالَتَكَ وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا فَقَالَ عُمَرُ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ) أَوْ (إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ) أَلَا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ أَلَا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ...إلخ

 

6768 - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ

 

رواه أحمد 10813 ومسلم 62

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

21207 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: "كَأَيِّنْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ أَوْ كَأَيِّنْ تَعُدُّهَا؟ " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ آيَةً، فَقَالَ: "قَطُّ، لَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَتُعَادِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَقَدْ قَرَأْنَا فِيهَا: الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

 

إسناده ضعيف، عاصم بن بهدلة -وإن كان صدوقاً- له أوهام بسبب سوء حفظه، فلا يحتمل تفرُّدُه بمثل هذا المتن. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير خلف بن هشام، فمن رجال مسلم. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1166) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/359 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، والبيهقي 8/211 من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن حماد بن زيد، به وأخرجه الطيالسي (540) ، وعبد الرزاق (5990) و (13363) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص320، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" 8/141، والنسائي في "الكبرى" (7150) ، وابن حبان (4428) و (4429) ، والحاكم 2/415 و4/359 والضياء المقدسي في "المختارة" (1164)و (1165) من طرق عن عاصم، به. وزاد عند ابن حبان (4429) قصة حك المعوذتين من مصحف ابن مسعود، وقد سلف في "المسند" برقم (21181) .

 

سبب حذف النص هو مخالفته لكون شريعة محمد قالت بالرجم بلا تفرقة بين شاب أو عجوز، لذلك ففيها عيب صياغة، وحذفتها لجنة عمر الأولى في عملية الجمع، روى أحمد:

 

21596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَكْتُبَانِ الْمَصَاحِفَ، فَمَرُّوا عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ "، فَقَالَ عُمَرُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَكْتِبْنِيهَا، قَالَ شُعْبَةُ:، فَكَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَرَى أَنَّ الشَّيْخَ إِذَا لَمْ يُحْصَنْ جُلِدَ، وَأَنَّ الشَّابَّ إِذَا زَنَى وَقَدْ أُحْصِنَ رُجِمَ.

 

رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن الصلت، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 24/130 في ترجمة كثير بن الصلت من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7145) ، والحاكم 4/360 من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الدارمي (2323) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/229، والحاكم 4/360، والبيهقي 8/211 من طرق عن شعبة، به. مختصراً دون قصة عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7148) من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي 8/211 من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، قال: نُبِّئت عن ابن أخي كثير بن الصلت قال: كنا عند مروان - يعني ابن الحكم - وفينا زيد بن ثابت. قال زيد: كنا نقرأ: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. فقال مروان: أفلا نجعله في المصحف؟ قال: لا، ألا ترى الشابين يرجمان. وقال المزي في "تحفة الأشراف" 3/225: رواه يزيد بن زريع، عن ابن عون، عن محمد، قال: نبئت عن كثير بن الصلت. وقول زيد: لا، ألا ترى أن الشابين الثيبين يرجمان، قال الشيخ الفاضل محمد الصادق إبراهيم عرجون رحمه الله في كتابه "محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" 4/119: وهذا يفيد أن زيد بن ثابت لم يتحقق عنده أن ما سمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول "الشيخ والشيخة" قرآن تجب كتابته في المصحف ولهذا جاء ردُّه على مروان بأن هذا الكلام الذي يزعم أنه قرآن لا يتفق معناه مع واقع التشريع المجمع عليه في حد الثيب، سواء أكان شاباً أم شيخاً، فتخصيص الرجم بالشيخ والشيخة لا وجه له، وهذا يخرجه عن كونه قرآناً تجب كتابته في المصحف. وقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر بعد أن قال له: أَكتبني آية الرجم: "لا أستطيع" يشبه أن يكون قاطعاً في أن ما يُزعم من قولهم: "الشيخ والشيخة" قرآن نزل ثم نسخ، كلام لا يعتمد فيه على شبه دليل، لأن قول عمر لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أكتبني أو اكتب لي، ومعناهما: ائذن لي أن أكتبها، وهذا بالقطع قبل أن تنسخ، لأنه لا يعقل من عمر ولا من غيره أن يطلب من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأذن له في كتابة ما نسخ، وإذا كان هذا الطلب من عمر قبل النسخ، فلماذا قال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا أستطيع"، وفي رواية: كأنه كره ذلك. ويستفاد من هذا الحديث: أن هذا الكلام "الشيخ والشيخة" ليس بقرآن منزَّل مِن عند الله، لأن إجماع الأمة على العمل بخلافه. وقال الإمام البخاري في "صحيحه" (6829) في الحدود، باب الاعتراف بالزنى، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر الفريابي عن علي بن عبد الله شيخ البخاري فيه، فقال بعد قوله: أو الاعتراف: وقد قرأناها "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" وقد رجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجمنا معه، فسقط من رواية البخاري من قوله: "وقرأ" إلى قوله: "البتة" ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمداً، فقد أخرجه النسائي(7156) عن محمد بن منصور، عن سفيان كرواية جعفر، ثم قال: لا أعلم أحداً ذكر في الحديث "الشيخ والشيخة" غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم في ذلك، قال الحافظ: وقد أخرج الأئمة هذا الحديث من رواية مالك ويونس.

 

القرآن كأي كتاب به عيوب صياغة بعضها كشفناه في بابي التشريعات الباطلة والنقد اللغوي وغيرهما، وبعضها تلافاه وعالجه منقِّحو وجامعو القرآن.

 

آية عدد الرضعات سقطت من لجنة جمع القرآن

 

روى مسلم:

 

[ 1452 ] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن

 

[ 1452 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى وهو بن سعيد عن عمرة أنها سمعت عائشة تقول وهى تذكر الذي يحرم من الرضاعة قالت عمرة فقالت عائشة نزل في القرآن عشر رضعات معلومات ثم نزل أيضا خمس معلومات

 

وهناك رواية انفرد بها عالم السيرة المحمدية والمحدث محمد بن إسحاق وشكك فيها علماء الحديث، تقول حسب رواية أحمد:

 

26316 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " لَقَدْ أُنْزِلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَعَاتُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، فَكَانَتْ فِي وَرَقَةٍ تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِي، فَلَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشَاغَلْنَا بِأَمْرِهِ، وَدَخَلَتْ دُوَيْبَةٌ لَنَا فَأَكَلَتْهَا "

 

إسناده ضعيف لتفرد ابن إسحاق - وهو محمد - وفي متنه نكارة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.

وقد أخرجه ابن ماجه (1944) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن محمد بن إسحاق، به.

وأخرجه بنحوه كذلك من طريق عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، به.

وأخرج مالك في "الموطأ" 2/608، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/21 (ترتيب السندي) ، ومسلم (1452) (24) ، وأبو داود (2062) ، والترمذي (1150) ، والنسائي في "المجتبى" 6/100، والدارمىِ (2253) ، وابن حبان (4221) و (4222) عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يُحرَمن، ثم نسِخن بخمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهنَّ فيما يقرأ من القرآن.

ووقع في مطبوع الترمذي: حدثنا مالك، عن معن، وهو قلبٌ ، والصواب: حدثنا معن، عن مالك.

وأخرج سعيد بن منصور في "سننه" (976) ، ومسلم (1452) (25) ، وابن الجارود في "المنتقى" (688) ، والدارقطني في "السنن" 4/181 من طريق يحيى بن سعيد - وهو الأنصاري - عن عمرة، عن عائشة، قالت: نزل في القرآن: عشر رضعات، ثم نزل أيضاً: خمس رضعات.

وانظر تعليقنا على ابن حبان (4221) .

وعن نزول آية الرجم ونسخها تلاوة، انظر حديث عمر بن الخطاب السالف برقم (249) ، وحديث زيد بن ثابت السالف 5/183.

وانظر ما قبله.

 

سننصف المسلمين والإسلام أكثر مما فعلوا لأنفسهم بتلفيق ووضع قصص كهذه، فالأرجح عندي أنها قصة غير صحيحة، وأن نص الرجم ونص الرضاعة حذفتهما لجنتا جمع القرآن بسبب ركاكة وعيوب في الصياغة، ووجود عوار في النص كتشريع بالنسبة لآية الرجم لأنها مخالفة لما كان عليه عملهم.

آيات يُعتقَد أنها مفقودة أو محذوفة من أواخر سورة البقرة في تحريم تجارة الخمر

 

روى البخاري:

 

2226 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا نَزَلَتْ آيَاتُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ عَنْ آخِرِهَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حُرِّمَتْ التِّجَارَةُ فِي الْخَمْرِ

 

2226 - حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لَمَّا نَزَلَتْ آيَاتُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ عَنْ آخِرِهَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حُرِّمَتْ التِّجَارَةُ فِي الْخَمْرِ

 

459 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا أُنْزِلَتْ الْآيَاتُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَرَأَهُنَّ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ حَرَّمَ تِجَارَةَ الْخَمْرِ

 

وروى مسلم:

 

[ 1580 ] حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال زهير حدثنا وقال إسحاق أخبرنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترأهن على الناس ثم نهى عن التجارة في الخمر

 

 [ 1580 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي كريب قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فحرم التجارة في الخمر

 

وروى أحمد:

 

24193 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَحَرَّمَ (1) التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ " (2)

 

(1) في (م) : وحرَّم.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (قسم التفسير) (451) ، وابن أبي شيبة 6/445، وابن راهوية (1445) ، ومسلم (1580) (70) ، وأبو داود (3491) ، وابن مزاجه (3382) ، وابن حبان (4943) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.وأخرجه الدارمي (2569) ، والبخاري (459) و (4540) ، وابن الجارود في "المنتقى" (576) ، وأبو يعلى (4467) ، وتمَّام الرازي في "فوائده" (673) (الروض البسام) ، والبيهقي 6/11 من طرق عن الأعمش، به  ولفظه عند أبي يعلى: لما نزلت سورة البقرة نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخمر والربا، وفي إسناده إبراهيم بن الحجاج، وهو ثقة يهم قليلاً، وقد وهم في لفظ هذه الرواية كما هو ظاهر. وسيرد بالأرقام: (24194) و (24692) و (24960) و (25532) و (25576) و (26375) .

 

والمراد بالاَيات من سورة البقرة قوله تعالى: {الذينَ يأكلون الرِّبا لا يقومونَ إلاَ كما يقومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطانُ من المَس} ، إلى قوله: {فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوالِكُمْ لان تَظْلِمُونَ ولا تُظلَمُونَ} البقرة: 275-279] .

قال الحافظ في "الفتح" 1/554: قال القاضي عياض: كان تحريم الخمر قبل نزول آية الربا بمدة طويلة، فيحتمل أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخبرَ بتحريمها مرةً بعد أُخرى تأكيداً. ثم قال الحافظ: ويحتمل أن يكون تحريمُ التجارة فيها تأخَرَ عن وقت تحريم عينها. والله أعلم.

قال السندي: قولها: فحرم التجارة في الخمر، لمناسبة الرِّبا، وبين أن التجارة في الخمر كالربا في الحُرمة، وقيل : بل كانت مع آيات الربا آيةُ تحريم التجارة في الخمر أيضاً، فلذلك حُرِّم، إلا أنها نُسخت تلاوة وبقيت حكماً.

 

لا توجد آيات في تحريم شرب أو تجارة الخمر في سورة البقرة، بل الذي في الآية 229 منها هو حكم التكريه والتنفير فقط قبل تحريمها نهائيًّا في سورة المائدة، لذلك يستنتج البعض أنه ربما ضاعت آيات متأخرة كان قد أضافها محمد لهذه السورة لاحقًا على تأليفه للأجزاء الأساسية الأولى من جسم سورة البقرة.

 

{بلغوا قومنا عنا أنا قد لقينا ربنا}

 

روى البخاري:


3064 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ فَأَمَدَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ الْقُرَّاءَ يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ قَتَادَةُ وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِيَنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ

 

2814 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ أَنَسٌ أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ

 

4091 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالَهُ أَخٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا وَكَانَ رَئِيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ خَيَّرَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ فَقَالَ يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ فَطُعِنَ عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ فَقَالَ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ ائْتُونِي بِفَرَسِي فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ قَالَ كُونَا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ فَقَالَ أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ قَالَ هَمَّامٌ أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَلُحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الْأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا ثُمَّ كَانَ مِنْ الْمَنْسُوخِ إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

ورواه البخاري 4090 و4088 ومسلم 677 وأحمد 12064 و12087 و12088 و13027 و16570 و16571.

 

وروى أحمد:

 

14074 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ خَالَهُ حَرَامًا أَخَا أُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ إِلَى بَنِي عَامِرٍ، فَلَمَّا قَدِمُوا، قَالَ لَهُمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ، فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا كُنْتُمْ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ، فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ "، قَالَ أَنَسٌ: كَانُوا يَقْرَءُونَ: " أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ (1) لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "، قَالَ: " ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَبَنِي لِحْيَانَ، وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ، أَوْ عَصَوْا الرَّحْمَنَ " (2)

 

(1) في (ظ 4) : أن قد.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 3/515 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (13195) .

 

على الأغلب حذفها محمد لركاكتها وعدم تماشيها مع الموسيقى القرآنية التي كان يبتكرها، كسجع ناقص، ولأنها فيها كلام على لسان غير الله، لسان البشر، وهو ما كان يستحق وضعه في باب النقد اللغوي لو كان نصًّا "آية" لا يزال في القرآن الحالي.

 

نموذج لتعديلات محمد اللفظية والأدبية على النصوص

 

روى أحمد:

 

18673 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: نَزَلَتْ: " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ "، فَقَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ نَقْرَأَهَا، لَمْ يَنْسَخْهَا اللهُ، فَأَنْزَلَ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} (1) [البقرة: 238] فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ كَانَ مَعَ شَقِيقٍ يُقَالُ لَهُ زاهِرُ: (2) وَهِيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ . قَالَ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ كَيْفَ نَزَلَتْ، وَكَيْفَ نَسَخَهَا اللهُ، وَاللهُ أَعْلَمُ (3)

 

(1) وقع في النسخ: وصلاة الوسطى، وجاءت في مصادر الحديث على الصواب: (والصلاة الوسطى) .

(2) في (م) : أزهر.

(3) إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه مسلم (630) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/258- من طريق يحيى بن آدم بهذا الإسناد. بلفظ الرسم القرآني: والصلاة الوسطى.

وأخرجه الطبري في "التفسير" (5437) ، وأبو عوانة 1/353-354، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/173، وفي "شرح مشكل الآثار" (2071) ، والحاكم 2/281، والبيهقي 1/459، والمزي في "تهذيب الكمال" (في ترجمة شقيق بن عُقبة) من طرق عن فضيل بن مرزوق، به، بلفظ الرسم

القرآني كذلك: والصلاة الوسطى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف.

وأخرجه أبو عوانة 1/354، والبيهقي 1/459 من طريق الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن شقيق بن عقبة، به، نحوه. وأشار إلى طريق الأشجعي هذه مسلمٌ بإثر الرواية (630) .

وفي الباب عن علي سلف برقم (617). وعن عائشة سيرد 6/178.

 

وروى مسلم:

 

[ 630 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا الفضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها ما شاء الله ثم نسخها الله فنزلت { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }  فقال رجل كان جالسا عند شقيق له هي إذن صلاة العصر فقال البراء قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله والله أعلم قال مسلم ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال قرأناها مع النبي صلى الله عليه وسلم زمانا بمثل حديث فضيل بن مرزوق

 

وعن تعديلات محمد على النص ذكرنا أمثلة كثيرة في باب (نسخ الأحكام) وباب (صياغة القرآن باقتراحات أصحاب محمد)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ضصضص

استدراك

 

نموذج لضياع القرآن ضياع معظم سورة التوبة

 

روى الطبراني في المعجم الأوسط:

 

1330 - حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن يزيد الأسفاطي قال حدثنا إبراهيم بن أبي سويد قال حدثنا النعمان بن عبد السلام قال حدثنا إبراهيم بن طهمان عن عمر بن سعيد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة قال: التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما تقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها لم يرو هذا الحديث عن عمر بن سعيد إلا إبراهيم ولا عن إبراهيم إلا النعمان تفرد به بن أبي سويد

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

3274 - حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا محمد بن المغيرة اليشكري ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال  ما تقرؤون ربعها يعني براءة وأنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

3274 - حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا محمد بن المغيرة اليشكري ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال  ما تقرؤون ربعها يعني براءة وأنكم تسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب

 هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

وذهب إمام المالكية مالك بن أنس إلى أن سورة براءة –التوبة- سقط منها الكثير عندما سقطت البسملة، وهذا ما ذكره الزركشي في البرهان عن الإمام مالك بن أنس حين تعرضه لأسباب سقوط البسملة من أوّل براءة فقال الزركشي :" وعن مالك أنّ أوّلها لما سقط سقطت البسملة ".البرهان في علوم القران 1/263 .
وذكره السيوطي في الإتقان : " وعن مالك أن أوّلها لما سقط سقط معه البسملة فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها". الاتقان 1/65.

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.