4 التشريعات والتعاليم الشاذّة والباطلة المعيبة: التشريعات الباطلة والشاذة: ديانة تسمح وتحلِّل زواج الأطفال الإناث

 

التشريعات الباطلة والشاذة: ديانة تسمح وتحلِّل زواج الأطفال الإناث

 

 


 


{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)} الطلاق

 

قال ابن أبي حاتم في أسباب النزول:

 

قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ.

65/ 4 ( «829» - قَالَ مُقَاتِلٌ: لَمَّا نَزَلَتْ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ الْآيَةَ، قَالَ (خَلَّادُ ابن النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ) : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا عِدَّةُ الَّتِي لَا تَحِيضُ، وَعِدَّةُ الَّتِي لَمْ تَحِضْ، وَعِدَّةُ الْحُبْلَى؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.)

65/ 4 ( «830» - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَمْدُونَ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عِدَّةُ النِّسَاءِ- فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ- فِي الْمُطَلَّقَةِ وَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا- قَالَ (أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ:) يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ (نِسَاءً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) يَقُلْنَ: قَدْ بَقِيَ مِنَ النِّسَاءِ مَنْ لَمْ يُذْكَرْ فِيهَا شَيْءٌ؟ قَالَ: وما هُوَ؟ قَالَ: الصِّغَارُ، وَالْكِبَارُ، وَذَوَاتُ الْحَمْلِ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَاللَّائِي يَئِسْنَ إِلَى آخِرِهَا.)

 

وقال الطبري:

 

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن ارتبتم بحكمهنّ فلم تدروا ما الحكم في عدتهنّ، فإن عدتهنّ ثلاثة أشهر.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أَبو كُرَيب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا مطرف، عن عمرو بن سالم، قال: "قال أبيّ بن كعب: يا رسول الله إن عددًا من عدد النساء لم تذكر في الكتاب الصغار والكبار، وأولات الأحمال، فأنزل الله (وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) .

 

روى البخاري:

 

بَابُ إِنْكَاحِ الرَّجُلِ وَلَدَهُ الصِّغَارَ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} [الطلاق: 4] «فَجَعَلَ عِدَّتَهَا ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ قَبْلَ البُلُوغِ»

 

5133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا»

 

5134 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ» قَالَ هِشَامٌ: وَأُنْبِئْتُ «أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ»

 

6130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي

 

البنات: العرائس واللعب.


3894 - حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

 

 

3896 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ

 

روى مسلم:

 

باب تزويج الأب البكر الصغيرة

 

 [ 1422 ] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال وجدت في كتابي عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسعة سنين قالت فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري حميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه

 

 [ 1422 ] وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة ح وحدثنا بن نمير واللفظ له حدثنا عبدة هو بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسعة سنين

 

 [ 1422 ] وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة

 

 [ 1422 ] وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست وبنى بها وهى بنت تسع ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة

 

ورواه أحمد 24152 و26397 و24867 

 

روى عبد الرزاق في مصنفه:

 

10349 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة قال نكح النبي صلى الله عليه و سلم عائشة وهي بنت ست وأهديت إليه وهي بنت تسع ولعبها معها ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة

وروى أحمد:

 

24298 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ، وَيَجِيءُ صَوَاحِبِي فَيَلْعَبْنَ مَعِي، فَإِذَا رَأَيْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَمَّعْنَ مِنْهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْخِلُهُنَّ عَلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي "

 

قال السندي: تقمعن منه من التقميع، بمعنى التغيب، أي: تغيبن منه، والمشهور انقمعن كذا قيل.

إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه ابن سعد 8/66، وابن حبان (5866) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (279) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه ومختصراً الشافعي في "مسنده" 2/29 (ترتيب السندي) ، والحميدي (260) ، وابن سعد 8/58-59 و61 و65، وإسحاق بن راهويه (783) و (784) ، والبخاري في "صحيحه" (6130) ، وفي "الأدب المفرد" (368) و (1299) ، ومسلم (2440) ، وأبو داود (4931) ، والنسائي في "المجتبى" 6/131، وفي "الكبرى" (5569) و (8946) و (8947) و (8948) - وهو في "عشرة النساء" (60) و (61) و (62) - وابن ماجه (1982) ، وابن حبان (5865) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (276) و (277) و (278) ، والبيهقي في "السنن" 10/219، وفي "معرفة السنن والآثار" (13559) ، والبغوي في "شرح السنة" (2257) و (2337) من طريق عن هشام، به. وأخرجه مختصراً ومطولاً ابنُ سَعْد 8/62، والنسائي في "الكبرى" (8949) - وهو في "عشرة النساء" (63) - والطبراني في "الكبير" 23/280 من طريق يزيد بن رومان، وابن حبان (5864) من طريق أبي النضر، كلاهما عن عروة، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (4932) ، والنسائي في "الكبرى" (8950) - وهو في "عشرة النساء" (64) - والبيتي في "السنن" 10/219 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة. وسيرد بالأرقام (25334) و (25961) و (25968) .

 

26397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ، قَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ جَاءَتْنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ فِي أُرْجُوحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ ، فَذَهَبْنَ بِي، فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي ، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (1454) ، وابن سعد 8/59، وابو داود (4933) و (4935) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/268-269، وابو يعلى (4600) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (41) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/409 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد سلف نحوه برقم (24152) .

 

أحاديث تصف المسألة بصورة تستبشعها أي نفس كريمة سويّة، طفلة تعلب بأرجوحة لا تعرف شيئًا عن الزواج، تفاجَأ بنفسها متزوجة ومسلَّمة لرجل كبير يعتدي عليها وعلى براءتها الطفولية، مسببًا لها الأذى النفسي والجسماني، وتقول أن الأمر أراعها (فلم يرُعْني إلا) يعني روَّعَها وأفزعها. والأحاديث تصف أنها كانت زوجة طفلة تعلب بعرائسها الطفولية وتلعب معها صاحباتها الطفلات! أي مجتمع شاذ ورجال ذوي ميول شاذة اتجاه الأطفال؟!

 

 

 

أعظم وأجمل قصة حب في كل العصور، كما يتصور المسلمون

 

وكلما شرّعت القوانين ضدها بتحديد السن القانوني وتثقيف المجتمعات وتنميتها وتوفير الدخل الملائم والتعليم ستزول، محمد نفسه كما تقول الأحاديث تبعًا لتشريع القرآن وعادات البدو من قبله تزوج عائشة وهي ما زالت طفلة. سلوك محمد غير الأخلاقي في زواجه من طفلة وانتهاك براءتها، وتشريعه بناءً على اقتراح أتباعه لزواج الأطفال ووضع عدة لطلاقهن، وعدم وصوله لفكرة تحريم شيء بغيض قذر كهذا، يدل على عدم نبوته المزعومة وعدم إلهية القرآن، أنا لا أجمّل الكلام ولا أتخيّره هنا، بل أقول بوضوح: ما شعورنا عندما نرى شخصًا مقبوضًا عليه بتهمة اغتصاب طفلة، أو تزويج بنته تحت السن القانوني وبيعها لرجل، ونظرتنا للمتزوج بها ومن سجَّل عقد الزواج؟! شعور بأن مثل هذا الشخص إنسان منحطّ عديم الأخلاق بالتأكيد. في عصر محمد ومجتمعه لم يكونوا ينظرون للأمور بطريقتنا الأخلاقية، لكن هذا ليس مبررًا لهم ولا لمحمد، فبعض الأخلاق ثابتة في جوهرها، أمور كالقتل النهب والاغتصاب واغتصاب طفلة والاستعباد والخطف والسبي تظل دومًا غير أخلاقية ومنحطة في جوهرها. حاول مسلمون إنكار الأحاديث عن حقيقة زواجه من طفلة، بهذا اعترفوا أنه فعل غير أخلاقي، آخرون زعموا بطريقة خرافية غير علمية أن بنات الزمن القديم كن يبلغن مبكرًا، وهذه خرافة لا دليل عليها، الإنسان لن يتغير بيولوجيًّا بطريقة ثورية ويتغير خلال 1400 سنة فقط، لكنا سنصير نوعًا آخر غير البشر الحاليين، هذا شيء يحدث في ملايين السنين وليس 1400 سنة تقريبًا! كل محاولاتهم للتهرب نسوا خلالها أنه لا فائدة من ذلك لوضوح نص القرآن الذي لن يستطيعوا التهرب منه كذلك، القرآن نفسه نص غير أخلاقي وتشريعه تشريع بدائي همجي.


 

كان تزويج الطفلات أمرًا معتادًا لدى بدو شبه الجزيرة العربية بعاداتهم الهمجية الوحشية الغير متحضرة قديمًا، وقد كان أبو بكر اتفق مع المطعم بن عدي على تزويج ابنته عائشة لابن المطعم، لذلك تحرج من طلب محمد الزواج منها وحاول رده بدبلوماسية لأنه ارتبط باتفاق وكلمة حسب مفهوم العرب مع المطعم، إلى أن حدث ما أفسد مشروع الزيجة بسبب اختلاف الديني وشيء من التعصب الديني بين الرجلين أبي بكر والمطعم، مع أن المطعم كان معروفًا بعدم التعصب وأنه كان يسرب الطعام بجمال محملة بما عليها لشعب أبي طالب حينما حوصر بنو هاشم وبنو طالب ومنعت قريش عنهم بيع الطعام وتركتهم يعتمدون على أنفسهم كمقاطعة. يبدو أن عائشة المسكينة في مجتمعها البدائي البدوي هذا كانت ستتزوج طفلةً على كل حال، بسبب همجية وغباء الأب في هذا الجانب، روى أحمد:

 

25769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى، قَالَا: لَمَّا هَلَكَتْ خَدِيجَةُ، جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا تَزَوَّجُ ؟ قَالَ: " مَنْ ؟ " قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا ؟ قَالَ: " فَمَنِ الْبِكْرُ ؟ " قَالَتْ: ابْنَةُ أَحَبِّ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " وَمَنِ الثَّيِّبُ ؟ " قَالَتْ: سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، آَمَنَتْ بِكَ، وَاتَّبَعَتْكَ عَلَى مَا تَقُولُ "، قَالَ: " فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ "، فَدَخَلَتْ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ رُومَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ؟ قَالَتْ: وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ، قَالَتْ: انْتَظِرِي أَبَا بَكْرٍ حَتَّى يَأْتِيَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطُبُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ، قَالَ: وَهَلْ تَصْلُحُ لَهُ ؟ إِنَّمَا هِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ، فَرَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: " ارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ: " أَنَا أَخُوكَ، وَأَنْتَ أَخِي فِي الْإِسْلَامِ، وَابْنَتُكَ تَصْلُحُ لِي "، فَرَجَعَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: انْتَظِرِي وَخَرَجَ، قَالَتْ أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ مُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ، فَوَاللهِ مَا وَعَدَ وَعْدًا قَطُّ، فَأَخْلَفَهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعِنْدَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَتَى، فَقَالَتْ يَا ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ لَعَلَّكَ مُصْبِئُ صَاحِبَنَا مُدْخِلُهُ فِي دِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، إِنْ تَزَوَّجَ إِلَيْكَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَقَوْلُ هَذِهِ تَقُولُ، قَالَ: إِنَّهَا تَقُولُ ذَلِكَ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، وَقَدْ أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْ عِدَتِهِ الَّتِي وَعَدَهُ فَرَجَعَ، فَقَالَ لِخَوْلَةَ: ادْعِي لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَتْهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ خَرَجَتْ فَدَخَلَتْ عَلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: مَاذَا أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ؟ قَالَتْ: مَا ذَاكَ ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْطُبُكِ عَلَيْهِ، قَالَتْ: وَدِدْتُ ادْخُلِي إِلَى أَبِي فَاذْكُرِي ذَاكَ لَهُ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا، قَدْ أَدْرَكَتْهُ السِّنُّ، قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَحَيَّتْهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ ؟ فَقَالَتْ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، قَالَ: فَمَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ: أَرْسَلَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَخْطُبُ عَلَيْهِ سَوْدَةَ، قَالَ: كُفْءٌ كَرِيمٌ، مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ ؟ قَالَتْ: تُحِبُّ ذَاكَ، قَالَ: ادْعُهَا لِي فَدَعَتْهَا، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةُ إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ أَرْسَلَ يَخْطُبُكِ، وَهُوَ كُفْءٌ كَرِيمٌ، أَتُحِبِّينَ أَنْ أُزَوِّجَكِ بِهِ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: ادْعِيهِ لِي، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَهَا أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ مِنَ الْحَجِّ، فَجَعَلَ يَحْثِي عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: لَعَمْرُكَ إِنِّي لَسَفِيهٌ يَوْمَ أَحْثِي فِي رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ مِنَ الْخَزْرَجِ فِي السُّنْحِ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ بَيْتَنَا وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَنِسَاءٌ فَجَاءَتْ بِي أُمِّي وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ تَرْجَحُ بِي، فَأَنْزَلَتْنِي مِنَ الْأُرْجُوحَةِ، وَلِي جُمَيْمَةٌ فَفَرَقَتْهَا ، وَمَسَحَتْ وَجْهِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَقُودُنِي حَتَّى وَقَفَتْ بِي عِنْدَ الْبَابِ، وَإِنِّي لَأَنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ مِنْ نَفْسِي، ثُمَّ دَخَلَتْ بِي فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ فِي بَيْتِنَا، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَجْلَسَتْنِي فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُكِ فَبَارَكَ اللهُ لَكِ فِيهِمْ، وَبَارَكَ لَهُمْ فِيكِ، فَوَثَبَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، فَخَرَجُوا وَبَنَى بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا، مَا نُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ ، وَلَا ذُبِحَتْ عَلَيَّ شَاةٌ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْنَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِجَفْنَةٍ كَانَ يُرْسِلُ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا دَارَ إِلَى نِسَائِهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ "

 

إسناده حسن، من أجل محمد بن عمرو، وهو ابنُ عَلْقَمَة بن وقَّاص، وقد روى له البخاري مقروناً، ومسلمٌ متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى، وهو ابن عبد الرحمن بن حاطب، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. محمد بن بشر: هو العَبْدي، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف. وقد وهم الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" 9/225-226، فظن أن أكثر الحديث مرسل، وبعضه متصل، وإنما هو متصلٌ كله، وأشار أبو سلمة ويحيى إلى اتصاله قبل نهاية الحديث عند قولهما: قالت عائشة. فظهر أنهما إنما رويا هذا الحديث عنها، وأشار إلى اتصاله الحافظُ في "أطراف المسند" 9/274، وفي "الفتح" 7/225، وحسَّن إسناده، وصُرِّح باتصاله في مصادر التخريج، كما سيرد.// وأخرجه ابن راهويه (1164) عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3006) و (3061) ، والطبري في "التاريخ" 3/162-163، والطبراني في "الكبير" 23/ (57) و24/ (80) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (في ترجمة عائشة) من طريق سعيد ابن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، والبيهقيُّ في "دلائل النبوة"2/411-412 من طريق أحمد بن عبد الجبَّار، عن عبد الله بن إدريس الأوْدي، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة.// وأخرجه مختصراً ابنُ سعد 8/57 عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن عمرو، به، مرسلاً.// وأخرجه ابنُ راهويه (1135) عن عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: قالت -تعني سودة-: بَنَى بي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما ذبح علي شاةً وجَزُوراً حتى بعثَ إلينا سعد بنُ عبادة بجفنة، وكان يبعثُ بها إلينا. قلنا: وقولها هنا: قالت -تعني سودة- نخشى أن يكون مقحماً في نص الحديث؛ لأن رواية أحمد هذه فيها أن التي بنى بها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما ذبح عليها شاةً ولا جزوراً إنما هي عائشةُ رضي الله عنها.// وأخرجه مختصراً أبو داود (4937) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قالت عائشة: فقَدِمْنا المدينةَ، فنزلنا في بني الحارث، إلى آخر الحديث.// وأخرج أبو يعلى (4673) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوَّجها وهي بنتُ ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين، زوَّجَها إياه أبو بكر. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/225-226، وقال: في الصحيح طرف منه، رواه أحمد، بعضُه صرَّح فيه بالاتصال عن عائشة، وأكثرُه مرسل (قلنا: - وقد ذكرنا ما فيه) وفيه محمد بن عمرو بن علقمة، وثَّقَه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.// وأورد الهيثمي حديث الطبراني 9/225 كذلك، وقال: رجالُه رجالُ الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث.// وقد سلف من حديث عائشة برقم (24152) ، قالت: تزوَّجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي بنتُ تسع سنين، ومات عنها وهي بنتُ ثمان عشرة، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.// وبرقم (24867) قالت: تزوَّجني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابنةُ ستِّ سنين بمكة متوفَّى خديجة، ودخل بي وأنا ابنةُ تسع سنين بالمدينة.// وسيرد برقم (26397) وفيه: قالت: تزوَّجني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوفى خديجة قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث، وأنا بنت سبع سنين، فلما قدمنا المدينة، جاءتني نسوة وأنا ألعب في أُرْجُوحة وأنا مُجَمِّمة، فذهَبْنَ بي، فهيَّأْنني، وصنعنني، ثم أتَيْنَ بي رسولَ الله ، فبنى بي وأنا بنت تسع سنين، وإسناده صحيح على شرط مسلم.// وانظر "فتح الباري" 7/225.

قال السندي: قوله: قال انتظري وخرج، أي: أبو بكر، قال لخولة: انتظري، والحال أنه خرج إلى بيت المطعم بن عدي.//  قالت أم رومان: اعتذاراً عن خروجه، وأمرها له بالانتظار. // ذكرها، أي: عائشة.  // فوالله ما وعد، أي: أبو بكر.  // لأبي بكر، قالت ذلك في شأن أبي بكر، ومثل هذا الكلام في المعنى جواب لسائل، قال: لمن قالت هذا الكلام؟ فأجيب: قالت لأبي بكر.

 

 

 معظم دول عالم الإسلام نفسها في العصر الحالي رفضت تشريع الإسلام، ومن ضمنه أنها حددت سنًّا قانونيًّا لزواج النساء والرجال.

 

5125 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ لِي هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ

 

3895 - حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ

 

وانظر البخاري 7012

 

وروى أحمد:

 

24142 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، وَرَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُمْضِهِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن إدريس: هو عبد الله. وهو عند الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1638) . وأخرجه مسلم (2438) من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (703) ، وابن سعد 8/64، والبخاري (5125) و (7012) ، ومسلم (2438) ، وأبو يعلى (4498) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (41) و (42) و (43) ، والبيهقي في "السنن" 2/410 و7/85، والخطيب في "تاريخه" 5/428. من طرق عن هشام بن عروة، به، نحوه. ولفظه من طريق حماد بن زيد عن هشام: يجيء بك الملك. قال الحافظ في الجمع بين رواية "رجل" هذه ورواية "ملك" فكأن الملك تمثل له حينئذ رجلاً. = وطريق: يونس عن هشام في مطبوع البيهقي في الموضع الأول تحرف إلى يونس بن هشام.// وأخرجه إسحاق بن راهوية (1237) ، والترمذي (3880) ، وابن حبان (7094) ، والإسماعيلي في "معجمه" (344) من طريق ابن أبي مليكة -وهو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة المدني- عن عائشة قالت: جاء بي جبريل عليه السلام إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خِرْقة حرير، فقال: "هذه زوجتُك في الدنيا والاخرة". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.// ورواه أحمد برقمي (24971) و (25285) .

 

أحيانًا يبرر المسلمون من الأكثر سذاجةً وسخافة عقول من العوام بأن زواج محمد من طفلة بوحي وأمر من الله! الله المزعوم الكامل يأمر بالزواج من طفلة وانتهاكها! سأتناول هذا التبرير المقزز في التالي.

 

آخر حجة لهم حديث أن الله هو من أوحى لمحمد وأمره بأن يتزوج عائشة، الله في نظرهم يأمر بالأمور الغير أخلاقية، ويحوِّل الغير أخلاقي بطريقة سحرية إلى أخلاقية وصالحة، بحيث يفعل أمورًا غير منطقية كتحويل الفاسد والشرير السيء في جوهره إلى فعل صالح، نفس عقيدتهم في الإرهاب والجهاد العدواني، نفس ما رد عليه سقراطس قبل الميلاد في حوار مع يوثيريو كما رواه أفلاطون لنا، (معضلة يوثيريو)، هذا ملخص له من ترجمتي لكتاب القيم والأخلاق في كون بلا إله، وترجمة كامل الحوار موجودة في كتاب (حوارات أفلاطون) بالعربية متاح للتحميل على النت:

 

يبدأ الحوار بسقراط[س] يقابل يوثيريو في ساحة الملك. سقراط[س] كان هناك للدفاع عن نفسه ضد اتهامات مِلِتُسْ Meletus، والتي أطلقت المحاكمة التي ستؤدّي آخر الأمر إلى إعدام سقراط[س]. كان يوثيريو هناك لأنه انتوى مقاضاة أبيه بقتل أحد عُمّال الأسرة. كان العامل قد قتل أحد عبيد الأسرة في غضبٍ مخمورٍ، وقد قيَّدَ والد يوثيريو العامل وألقاه في قناة بينما كان يحال تقرير ما عليه أن يفعله معه. نتيجةً لذلك مات العامل من البرد والجوع. علَّق يوثيريو بأن عائلته تعارض ما يفعله وتُعلِّق بالتالي: "إنهم يصرُّون.....أني لا يجب عليّ شغل نفسي بشأن شخص كهذا لأنه غير تقيٍّ بالنسبة لابنٍ أن يقاضيَ أباه لأجل القتل. هكذا قليلٌ_يا سقراط[س]_ ما يعرفون عن القانون الإلهيّ للتقوى والفسق". فيسأله سقراطس عما هو الصالح التقي والغير تقي؟، فيجيبه: "ما هو محبوب من قِبَل الآلهة هو التقيّ، وما ليس محبوبًا من قِبلِهم هو غير التقيّ".

 

كنتيجة لادعائه أنه يعلم شيئًا أو شيئين بصدد طبيعة التقوى، سرعان ما يجد يوثيريو نفسَه متورِّطًا في نقاش فلسفي معقَّد مع سقراط[س]. في وسط النقاش يطرح سقراط[س] ما قد أصبح أحد أكثر الأسئلة نقاشًا مما وضعه أفلاطون على لسان سقراط[س]: "هل الآلهة يحبون التقوى لأنها تقية، أم أنها تقيَّة لأنهم يحبونها؟" هذا السؤال هو أساس ما يُعرَف بـ "معضلة يوثيريو".    

 

كرتون دنماركيّ ساخر لاذع

 

إن الصالح صالح في جوهره يا سادة، لا قوة ولا حتى إلهية مزعومة يمكنها تغيير جوهره، لأن ذلك خارج المنطق الممكن، كما لا يمكن لله حسب التصور الديني خلق صخرة لا يستطيع هو نفسه تحريكها أو إلهًا أقوى منه، وحسب رد الفلاسفة والمناطقة المتدينين أن ذلك غير ممكن لأنه مخالف لقواعد المنطق، والله لا يفعل المستحيل والمخالف للمنطق، فهو لا يمكنه جعل عبارة 3+2=7 صحيحة أبدًا، ولا يمكنه لو كان له وجود جعل الزواج من طفلة وقتل الناس لأجل أنهم مخالفون في العقيدة أو أن نصوص الدين تأمر باحتلال بلدانهم وفرض جزية ونهب عليهم أمورًا أخلاقية، لأنها تظل غير أخلاقية في جوهرها. لكن عوام المسلمين بعقول أطفال لا يفقهون ولا يفكرون مهما واجهتهم بأمور، الدين عندهم نوع من الاستحواذ الفكري، ليس عندهم أي علوم حديثة أو تعليم محترم حصلوا عليه ليكون بديلًا لخرافات لا قيمة لها، بعلوم ومعلومات حقيقية عن كل شيء في الكون والحياة البيولوجية والأخلاق وعلم الأخلاق، فيخافون جدًّا نقد الدين أو تركه، مثلهم كمن عاش على أكل أوراق الشجر في مكان ليس به سواها، ويخاف جدًّا من ترك هذا الغثاء وتناول دجاجة مشوية تقدمها له في صحن.

 

 

زواج الأطفال والتحرش والاعتداء الجنسي عليهن في مجتمع صحابة محمد

 

روى عبد الرزّاق في مصنفه:

 

10354 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي جارية تلعب مع الجواري فجاء إلى أصحابه فدعوا له بالبركة فقال إني لم أتزوج من نشاط بي ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين نبي الله صلي الله عليه وسلم سبب ونسب قال عبد الرزاق وأم كلثوم من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل عليها عمر وأولد منها غلاما يقال له زيد فبلغني أن عبد الملك بن مروان سمهما فماتا وصلى عليهما عبد الله بن عمر وذلك أنه قيل لعبد الملك هذا بن علي وبن عمر فخاف على ملكه فسمهما

 

10352 - عبد الرزاق عن بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال خطب عمر إلى علي ابنته فقال إنها صغيرة فقيل لعمر إنما يريد بذلك منعها قال فكلمه فقال علي أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك قال فبعث بها إليه قال فذهب عمر فكشف عن ساقها فقالت أرسل فلولا أنك أمير المؤمنين لصككت عنقك

 

10353 - عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت الأعمش يقول خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته فقال ما بك إلا منعها قال سوف أرسلها فإن رضيت فهي امرأتك وقد أنكحتك فزينها وأرسل بها إليه فقال قد رضيت فأخذ بساقها فقالت والله لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينك

 

10351 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب وغيره عن عكرمة أن علي بن أبي طالب أنكح ابنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب

 

10355 - عبد الرزاق عن معمر عن الحسن والزهري وقتادة قالوا إذا أنكح الصغار آباؤهم جاز نكاحهم قال عبد الرزاق وبه نأخذ

 

10356 - عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن الشعبي قال لا يجبر على النكاح إلا الأب

 

10358 - عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عروة بن الزبير أنكح ابنه صغيرا ابنة لمصعب صغيرة

 

وروى البخاري:


2881 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ الْمَدِينَةِ فَبَقِيَ مِرْطٌ جَيِّدٌ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي عِنْدَكَ يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ فَقَالَ عُمَرُ أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

 

عمر كمتحرش بالأطفال! وعلي كمزوّج لطفلة من رجل. وتزويج طفلة يعني مصادرة حقها في اختيار زوجها المستقبليّ، بالإضافة إلى انتهاك براءتها والاعتداء الجنسي والاغتصاب لها.

مثال للفساد الأخلاقي الناتج عن زواج الأطفال

 

هنا مثال من كتاب (إنباء الهصر بأنباء العصر) للمؤرخ الصيرفي، ص226 وبعدها، عن عصر قياتباي، وفيه فضيحة تزويج القاضي الصيرفي لطفلة، لا تصلح للزواج والجنس، وأن المتزوج بها المملوكي هو ومالكه أستاذه كانا يمارسان الجنس معها، على الأغلب جنس الشذوذ كما نفهم من سياق الكلام، ونجيا بفعلتهما بدون أي عقوبة! كذلك نكتشف أنه موقف القضاة والمشرعين الحنفاء في مصر كان موقفًا غائمًا رماديًّا من الناحية الأخلاقية فهم يسمحون بزواج طفلة لأنه فعل محمد ونص القرآن، ولا يجيزون جماعها ووطأها لعدم صحة ذلك من الناحية الأخلاقية والصحية البحتة، بالتناقض مع القرآن وسيرة محمد في فعله بعائشة الطفلة، ونلاحظ معارضة كبار القوم المتمدنين لزواج الطفلة باعتراضات دينية الطابع وهو ما يكشف ع وجود حس وغريزة أخلاقية عند كثير من الناس يصعب تشويها وإفسادها بالتعاليم الدينية الفاسدة، كنت سأكتب عن الموضوع، لكني وجدت أحمد صبحي منصور من زعماء المذهب القرآني درس الكتاب دراسة نقدية من ناحية كونه مثالًا لتطبيق التشريع الإسلامي وبشاعته، فالكتاب حافل بالتعذيب لدرجة سلخ جلد الناس أحياء لعدم دفعهم التزاماتهم كمسؤولين معينين من الدولة ثم حشو الجلد بالقش والطواف به في الشوارع! المهم يقول أحمد صبحي منصور في كتابه (المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة السّنية فى عصر السلطان قايتباي/ الباب الثاني):

 

ابن الصيرفى القاضى يزوّج طفلة من ( غلام بلطجى ) يملكه جندى مملوكى فاسد

1 ــ وأباحت شريعة المماليك السّنية أن يكون الجندى المملوكى فوق القانون وفوق المساءلة مهما إرتكب من جرائم مع كونه أقل المماليك رتبة. وقد سكن جندى مملوكي مع غلامه البلطجى بحارة بهاء الدين قراقوش بمنزل شيخ الإسلام ابن حجر، و (الغلام) فى مصطلح العصر هو العبد المملوك خصوصا إذا كان شابا. يقول ابن الصيرفي عن ذلك الجندي وما فعله مع غلامه بتلك الحارة حيث: ( أخربها هو وهذا الغلام من كثرة ما يؤذى السوقة والباعة ، وكان يأخذ أموالهم هو وأستاذه ) ومارسوا الخطف والابتزاز وحرق الأمتعة.وكانت لهذا الجندي المملوكي وغلامه قصة مع مؤرخنا القاضى ابن الصيرفي ، إذ زوّج القاضى ابن الصيرفى طفلة فى الثانية عشرة من عمرها لغلام هذا الجندى . 

2 ــ ففي يوم الخميس 28 جمادى الأولى 875 رفعت امرأة قضية لقاضى القضاة محب الدين بن الشحنة عن بنت أختها تقول فيها: (المملوكة آ ( تعنى نفسها ، وكان هذا وقتها هو اسلوب المكاتبات لتأكيد الخضوع والذلّة فيقول الذكر عن نفسه المملوك والأنثى المملوكة ، واحيانا يصف نفسه بالخادم أو الخادم الحقير الذى يقبّل الأرض ، أو أنه يقبّل الأرض . ونعود للرسالة نقرؤها : ) ( المملوكة قريبة فلانة البكر.. تقبّل الأرض ، وتنهى أنها فقيرة وتعبت من الشحاته وأبويها غائبين مدة تزيد على ثلاث سنوات عن القاهرة وأعمالها . وسؤالها إذن كريم لأحد السادة النواب ( أى القضاة ) بتزويجها ( أى الفتاة البكر ) ممن يرغب في تزويجها بمهر المثل والكفاءة ، صدقة ( أى تصدقا ) عليها.). وواضح أن بعض الشهود الجالسين فى حوانيت الشهادة قد كتب لها هذه الصيغة الرسمية، ورفعها إلى قاضى القضاة ابن الشحنة الحنفي، فكتب عليها القاضى نور الدين الخطيب : ( يُنظر في ذلك على الوجه الشرعى بعد اعتبار الكفاءة ، متحرياً ). أى أمر القاضى بالبحث عن زوج كفء لها على الطريقة الشرعية .

3 ــ وعهدوا الى القاضى مؤرخنا ابن الصيرفي بتزويجها، فاستوفي القاضى ابن الصيرفى الشروط الشرعية وتحرّى الأمر كما يقول ، فقامت عنده البينه أن والدها ووالدتها غائبان الغيبة الشرعية عن القاهرة وأعمالها، وزكّي لها ثلاثة نفر للزواج منها ، فتزوجت واحداً منهم، وعقد العقد ودخل بها الزوج ، وهى بنت اثنى عشرة سنة طبقا للمتعارف عليه فى الشريعة السّنية التى تجيز زواج الطفلة تنفيسا عن الكبت الجنسى أو الحمق الجنسى والمرضى للمصابين بالفقه السّنىآ  والذى زعموا من أجله أن السيدة عائشة تزوجها النبى وهى طفلة. لعنهم الله جل وعلا فى كل كتاب. ويريد أوباش السلفية وقت كتابة هذا الكتاب ( سبتمبر 2012 ) تقنين ذلك السّفه فى الدستور المصرى وليس فقط فى القانون العادى .!!.

4 ــ المهم..نعود للقاضى السّنى ابن الصيرفى الذى قام بتزويج هذه الطفلة طبقا للشريعة السّنية ، يقول عنها:( غير أنها دميمة من جهة الهيئة، ولم أأذن في الوطء ) يعنى إنّه عقد لهذا الغلام البلطجى على تلك الطفلة بعد ان تحرّى فى الأمر كما يقول . ولم يفسّر لنا كيف لم يصل به التحرّى الى معرفة فساد هذا الغلام؟ وكيف يأتمنه على زواجه بطفله ؟ وهل يكفى أن يعطيها له زوجة ثم لا يأذن له ( بالوطء ) أو ممارسة الجنس معها ؟ وهل يضمن طاعة ذلك البلطجى لأوامره ؟ ، يقول ابن الصيرفى : ( فاتفق أنه طلقها عن شهود غيرنا بعد الدخول والوطء.) أى بعد أن دخل بالطفلة طلقها . وبالطبع لها حقوق فى النفقة والمتعة وغيرها ، وكان ينبغى أن تطالب خالتها ذلك الغلام بحقوقها ، ولكن الذى حدث هو العكس فالزوج البلطجى عسف بالطفلة حتى كتبت له خالتها إيصالا بسبعة دنانير حتى يطلق المسكينة . يقول ابن الصيرفى باسلوبه الغامض : ( وسألته خالتها في جميع حقها، وكتبت له مسطوراً بسبعة دنانير حتى طلقها. ) ويعترف ابن الصيرفى أخيرا بحقيقة ذلك الزوج كأنه عرفه لأول مرة فيقول : ( وذلك الزوج كان غلاماً لجندى مملوكي اسمه فارس من المماليك السلطانية، وهما اللذان سكنا في حارة بهاء الدين قراقوش وتسلطا على الناس فيها.).

5 ــ ونعود إلى قصتهما مع تلك الفتاة المسكينة وكيف وقف الى جانبها ( رجال حىّ بولاق الشعبى ) لاصلاح ما أفسده القاضى ابن الصيرفى

فالخالة بعد أن اضطرها الزوج إلى كتابة إيصال بسبعة دنانير في نظير الطلاق توجهت مع البنت المسكينة إلى بولاق وأخبرت أهل بولاق بالقصة ، وكيف تزوج الغلام من الفتاة وأزال بكارتها وطلقها وكتب عليها إيصالاً وغرمها . واجتمع أهل بولاق وحملوا الصغيرة وتوجهوا بها إلى الداودار الكبير يشبك فأمر بإحضار الغلام وسيده الجندي المملوكي، فحضروا في أسرع وقت، فلما وقف الزوج بين يدى الأمير يشبك قال له: أنت فعلت كذا وكذا ؟؟. فتعلثم ،وأراد الأمير الداودار الكبير ضربه ، فنهض الجندي وصاح: بأى ذنب يضرب غلامي، وهو ما فعل شيء إلا بالقاضى والشهود ؟ . فاستدعى الداودار الكبير يشبك مؤرخنا القاضى ابن الصيرفي الذى عقد العقد.

6 ــ يقول إبن الصيرفى يصف ما حدث له : ( وكانت بلغتنى المسألة ، فركبت ، فعند موافاتى لباب الأمير الداودار الكبير لم أجد الطلب قد توجه لي ، فدخلت إليه ، ووقفت بين يديه ، فقال لى : يا قاضى أنت زوجت هذا بهذه؟ فقلت: نعم . قال كيف؟ قلت: أذن له مستنيبي ( أى قاضى القضاة) في ذلك بقصة ( أى بعريضة) مشمولة بخطة، فقال لى: هذا تزوج؟ ويومئ إلى أنها صغيرة فقلت له: مذهبي ذلك ، لأن النبي ( ص ) تزوج عائشة أم المؤمنين وهى بنت تسع سنين، فقال لى: تشبّه هذه بهذه ؟ أو مثل هذا بهذا؟ فقلت : لا يا مولانا وإنما النبي (ص) مشرّع ، ونحن أمته ومتبعين سنته. فسكت عنى . والتفت إلى من حضر في مجلسه من القضاة والأمراء وقال لهم: القاضى عبأ لى هذا الجواب، ليس لى عنده شغل، مالى شغل إلا عند المملوك والغلام.). ونجا إبن الصيرفى من مؤاخذة الأمير يشبك بأنه مأمور بأمر قاضى القضاة ، وبأنه وفقا لمذهبه السّنى يجيز زواج الطفلة . فلم تنفعآ  أمامه حجة الأمير المملوكى مع وجاهتها وعقليتها ، ولكن كيف يجدى العقل مع السّنة الشيطانية .

7 ــ وتدخل أحد القضاة الحاضرين فقال لابن الصيرفي: ( أأنت ثبت عندك بيّنه بالغيبة ؟ ) أى غيبة أبويها عن القاهرة حتى احتاجت للقاضى كى يزوّجها، وكان ابن الصيرفي قد كتب أسماء الشهود الذين يشهدون بغيبة أبويها، في عقد صداقها، فأمر الداودار الكبير بإحضارهم، فحضروا وشهدوا . وبعد حضورهم أمر الأمير يشبك بضرب الغلام ثلاثمائة عصا، وأمر بإشهاره في البلد، جزاءا ( على من يفتح البنات ) أى يفضّ بكارتهن ( هو وأستاذه ويأخذ منهم مالا يستحق.).

8 ـ يقول مؤرخنا: ( وكانوا أنهوا إلى الأمير المذكور أنه ( أى الغلام )، تسلّط على البنت وأستاذه،( أى الجندى المملوكي)، وصاروا يفعلون فيها مالا يجوز، فهربت منهما ، فغضبت خالتها .وكتب عليها مسطوراً بغير حق، وأراد الداودار أن يعاقب الجندي المملوكي ولكن تشفع فيه الحاضرون. ). ويقول مؤرخنا : ( ثم أمر أن توضع البنت على ظهره وينادى عليه فشفعوا فيه، وأمر الداودار بأن يذهبوا جميعاً إلى قاضى القضاة الحنفي ليفرض حق البنت، واتفق على أن يدفع لها الغلام أربعة دنانير وأن يبرئها من ذمته.)

9 ـ يقول إبن الصيرفى عن قضية تلك المسكينة : ( وصار لها غوغاء) أى تحمس كثيرون لقضيتها وذلك بسبب كراهيتهم في ذلك الغلام وسيده الجندي المملوكي وفسادهما المشهور عنهما في حارة قراقوش.

والقاضى المؤرخ يصف الرجال الذين كانوا يدافعون عن البنت المظلومة بأنهم ( غوغاء )...!. الى هذا الحد تنقلب المعايير لدى قاض وظيفته الظلم وليس العدل . وقد التقى مؤرخنا بذلك الغلام بعد أن ضربه الداودار، يقول: ( وكنت أظن أن هذا الغلام يموت من الضرب ، فلما أصبح وجدته ماشياً كأحد الناس الأصحاء وليس يشكو من شيء ، فتعجبت من ذلك.).!!

ونحن لنا أيضا الحق أن نتعجب من نطاعة ابن الصيرفى ..القاضى المؤرخ .!!

 

تعليق لؤي: أي مجتمع مريض هذا الذي كان في عصر المماليك بحيث لا تجد طفلة من يرعاها ويوفر لها الطعام بحيث تضطر هي طفلة من شدة الجوع والمسغبة أن تبيع نفسها للجنس وانتهاك طفولتها باختيار منها مقابل طعامها فقط؟! بسبب سماح مجتمع كهذا بأمور كهذه. ويبدو أن الحلول الوسط الرمادية بالسماح بالزواج من طفلة فعليًّا والنهي الشكلي عن معاشرتها (بخلاف فعل محمد) لأنه فعل أخلاقي، ليس فقط أتباع أبي حنيفة من فعلوه، فأحد أعدى أعدائه وهو أبو بكر بن أبي شيبة الذي كرس بابًا كاملا من مصنفه لنقد أبي حنيفة والرد عليه، روى كذلك في كتاب الديات/ الرجل يستكره المرأة فيفضيها:

 

28476- حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ؛ أَنَّهُ رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ تَزَوَّجَ جَارِيَةً فَأَفْضَاهَا ، فَقَالَ فِيهَا هُوَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِنْ كَانَتْ مِمَّنْ يُجَامَعُ مِثْلُهَا فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَتْ مِمَّنْ لاَ يُجَامَعُ مِثْلُهَا ، فَعَلَيْهِ ثُلُثُ الدِّيَةِ.

 

راجعت قاموس العرب فوجدته يقول عن إفضاء المرأة (مادة ف ض ي) أنه هتْكُ الحتار بين مسلكيها، رجعت إلى مادة حتار فوجدت أنها حلقة الشرج أو الدبر بمعنى شيء يفصل بين العضو الجنسي ومخرج البراز، يعني شيوع ممارسات الشذوذ مع الأطفال عند قدماء العرب والمسلمين والاعتداء الجنسي العنيف المؤدي إلى ذلك. شي طبيعي من يوجد عنده شذوذ تجاه الأطفال، سيوجد عنده هذا الشذوذ وغيره كذلك.

 

ومَرَة مُفْضاة مجموعة المَسْلَكين وأَفضى المرأَةَ فهي مُفضاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَيْها مَسْلَكاً واحداً كأَفاضها وهي المُفْضاة من النساء

 

والإِفضاء أَن تَسقط ثناياه من فوق ومن تحت وكل أَضراسه حكاه شمر عنه قال أَبو منصور ومن هذا إِفْضاء المرأَة إِذا انقطع الحِتار الذي بين مسلكيها

 

وحَتارُ الاسْتِ أَطراف جلدتها وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأَطرَاف الخَوْرانِ وقيل هي حروف الدبر وأَراد أَعرابيّ امرأَته فقالت له إِني حائض قال فأَين الهَنَةُ الأُخرَى ؟ قالت له اتق الله فقال

كلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ ذِي الأَستارِ   لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ

قَدْ يُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ

 

وحَتَارُ الدبر حَلْقَتُه

 

وراجع موضوع: إباحة الجنس الشاذ العدواني ضد النساء، في باب (العنصرية ضد المرأة).

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.