20 أحاديث المعجزات: مزاعم وخرافات نفاها القرآن معترفًا بعجز محمد عنها

أحاديث المعجزات: مزاعم وخرافات نفاها القرآن معترفًا بعجز محمد عنها

 

 

خرافة قصة اقرأ ومقابلة جبريل الأولى

 

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)} العلق

 

لم يكن المقصود مما يُقال أنها أول آية أعلنها محمد من كلمة {اقرأ} إلا اتلُ عليهم، رتِّل لهم، يقول القرطبي مثلًا:

 

ومعنى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك ، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة. فمحل الباء من {بِاسْمِ رَبِّكَ} النصب على الحال. وقيل : الباء بمعنى على ، أي اقرأ على اسم ربك. يقال : فعل كذا باسم اللّه ، وعلى اسم اللّه. وعلى هذا فالمقروء محذوف ، أي اقرأ القرآن ، وافتتحه باسم اللّه. وقال قوم : اسم ربك هو القرآن ، فهو يقول : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اسم ربك ، والباء زائدة ؛ كقوله تعالى {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} ، وكما قال: سود المحاجر لا يقرأن بالسور، أراد : لا يقرأن السور. وقيل : معنى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه.

لكن المسلمين اللاحقين ألفوا قصصًا خرافية تأسيسية لنشأة الإسلام وتزعم أنها قصة عن أول لقاء بين محمد والملاك الخرافي جبريل، يروي البخاري:

 

6982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ اقْرَأْ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حَتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ مَا لِي وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ أَيْ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ وَرَقَةُ ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ} ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ

 

هذه القصة والتي رواها البخاري برقم 3 كذلك ورواها أحمد بن حنبل 25865 و25959 و14483 وغيرهما ملفقة، وتنطوي على تفسير خرافي مضحك كذلك لسورتي المزمّل والمدثّر، فمحمد في السور المكية المبكّرة كان يدعو لديانة زهد وتقشف وتشدد في العبادة، تحنّث وتحنّف بمصطلحات ما قبل الإسلام، ومقصوده منها التهجد والسهر ليلًا للتعبد للوهم الله، وليس ما ربطوا به السورتين من قصة خرافية.

 

خرافة المدثر

 

{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)} المدثر

 

جاء في السيرة لابن هشام:

 

قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم: أشدُّ ما لقى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من قريش أنه خرج يوما فلم يلقه أحد من الناس إلا كذَّبه وآذاه، لا حُر ولا عبد، فرجع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى منزله، فتدثر من شدةِ ما أصابه، فأنزل اللّه تعالى عليه: {يا أيها المدثِّر. قُم فأنذرْ} [المدثر: 1، 2]

 

كان مقصود محمد عمومًا مجرد الحث على التعبّد، لكن اللاحقين كما قلنا ألّفوا قصة عن لقائه الأول مع جبريل وربطوها على نحو مضحك بالآيات، روى البخاري:


4922 - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآنِ قَالَ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ يَقُولُونَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قُلْتَ فَقَالَ جَابِرٌ لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي هَبَطْتُ فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا وَنَظَرْتُ عَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا وَنَظَرْتُ أَمَامِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا قَالَ فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا قَالَ فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}

ونلاحظ تناقضًا بينهم واختلافًا حول تحديد أول السور نزولًا أو بالأحرى تأليفًا وإعلانًا، وهذه القصص كلها ملفّقة على نحو واضح.

 

انظر باب الأخطاء التأريخية وباب تناقضات القرآن ففيه فضيحة كبيرة لقصة الإسراء والمعراج من جهة عدم وجود الهيكل المسجد الأقصى بزمن محمد ولكثرة تناقضات روايات الأحاديث عن هذه الخرافة.

 

مزاعم خرافية عن تدخل ملموس لله الخرافي ضد الظلم الإنساني:

 

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)} العلق

 

ويروي البخاري:

 

بَاب {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}

4958 - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو جَهْلٍ لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَوْ فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ

 

ورواه أحمد3483 وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/52 و2/374.وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/191-192 من طريق أحمد بن حنبل، وأخرجه الترمذي (3348) ، والنسائي في "الكبرى" (11685) من طريق عبد الرزاق، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: لِمَ تَنْتَهِرُنِي يَا مُحَمَّدُ ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}[العلق: 17] ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ "

 

إسناده قوي، وأخرجه الترمذي (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) ، والطبري 30/255-256، والواحدي في "أسباب النزول" ص 303 من طريقين عن أبي خالد، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وأخرجه الطبري 30/255-256 و256، والبيهقي 2/192 من طرق عن داود، به. وأخرجه الطبراني (11950) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. أحمد بن حنبل برقم (3045) و(2225) .

 

2225 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ أَبُو يَزِيدَ، حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، لَآتِيَنَّهُ حَتَّى أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا، وَلَوْ أَنَّ الْيَهُودَ تَمَنَّوْا الْمَوْتَ، لَمَاتُوا، وَرَأَوْا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ مَالًا وَلا أَهْلًا "

 

صحيح، إسماعيل بن يزيد الرقي شيخ أحمد -وإن كان فيه جهالة- قد توبع، ومن فوقه ثقات. فرات: هو ابن سلمان الحضرمي الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال البخاري: يُعد في الجزريين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل ابن خلفون في "الثقات" توثيقه عن ابن معين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وسيأتي برقم (2226) و (3483) ، وانظر (2321) .

 

2226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه البزار (2189 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11061) ، وأبو يعلى (2604) من طرق عن عبيد الله، بهذا الإسناد.

 

وهذه مزاعم مكذوبة نظرًا لكثرة ما تعرض له محمد وأتباعه في مكة كما يحكي القرآن وكتب السيرة كابن هشام والبخاري ومسلم وأحمد وسائر كتب الحديث، ومن ذلك:

 

روى البخاري:

 

520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّورَمَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَجَمْعُ قُرَيْشٍ فِي مَجَالِسِهِمْ إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُورِ آلِ فُلَانٍ فَيَعْمِدُ إِلَى فَرْثِهَا وَدَمِهَا وَسَلَاهَا فَيَجِيءُ بِهِ ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَّى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا فَضَحِكُوا حَتَّى مَالَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ مِنْ الضَّحِكِ فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى وَثَبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا حَتَّى أَلْقَتْهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً

ورواه مسلم:

 

[ 1794 ] وحدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي حدثنا عبد الرحيم يعني بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن بن مسعود قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضل في كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع ولم أحفظه فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر قال أبو إسحاق الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث

 

ومن اضطهاد الوثنيين لهم ما حكاه ابن هشام عن منع بيع الطعام لهم ولبني هاشم:

 

حتى جُهِدوا لا يصل إليهم شىء، إلا سرّاً مستخفياً به من أراد صلتهم من قريش. وقد كان أبو جهل ابن هشام - فيما يذكرون - لقي حكيم بن حزام بن خُوَيْلد بن أسد، معه غلام يحمل قمحاً يريد به عمته خديجة بنت خوَيلد، وهي عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ومعه في الشِّعْب، فتعلق به وقال: أتذهب بالطعام إلى بني هاشم؟ واللّه لا تبرحْ أنت وطعامُك حتى أفضحك بمكة.

فجاءه أبو البَخْتري بن هشام بن الحارث بن أسد، فقال: ما لك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم؟ فقال أبو البَخْتري: طعام كان لعمته عنده بعثت إليه فيه أفتمنعه أن يأتيها بطعامها؟ خلِّ سبيلَ الرجل؛ فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه، فأخذ أبو البخْتري لَحْي بعير فضربه به فشجه، ووطئه وطأ شديدا وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك، وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيشمتوا بهم، ورسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلاً ونهاراً، سرّاً وجهاراً، منادياً بأمر اللّه لا يتقى فيه أحداً من الناس.

 

الذي يسعف المحتاج هو إنسان مثله ذو مروءة يعترض على الظلم ويقاومه، هذا ما يوقف الظلم والعسف وليس أي دعاء لإله خرافي، وكذلك أي أزمة كالمجاعات.

 

ولكن روى بعضهم كذلك هذه القصة في حادث إلقاء سلا الجزور السابقة على محمد، فعند الطبراني في المعجم الأوسط:

 

762 - حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا المثنى بن زرعة عن محمد بن إسحاق قال حدثني الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله في المسجد وأبو جهل بن هشام وشيبة وعقبة ابنا ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف فقال أبو جهل أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها فيلقيه على محمد فانطلق أشقاهم وأسفههم عقبة بن أبي معيط فأتى به فالقاه على كتفيه ورسول الله ساجد لم يهتم قال بن مسعود وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم بشيء ليس عندي عشيرة تمنعني إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله بذلك فأقبلت حتى ألقت ذلك عن أبيها ثم استقبلت قريشا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئا ورفع رسول الله رأسه كما كان يرفعه عند تمام سجوده فلما قضى رسول الله صلاته قال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بعقبة وعتبة وأمية بن خلف وأبي جهل بن هشام وشيبة وخرج رسول الله من المسجد فلقيه أبو البختري ومع أبي البختري سوط بخنصريه فلما رأى رسول الله أنكر وجهه فأخذه فقال تعال مالك فقال النبي خل عني فقال علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك ولقد أصابك سوء فلما علم رسول الله أنه غير مخل عنه أخبره فقال ان أبا جهل أمر فطرح علي فرث فقال أبو البختري هلم إلى المسجد فأبى النبي فأخذه أبو البختري فأدخله المسجد ثم أقبل إلى أبي جهل فقال يا أبا الحكم أنت أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث فقال نعم فرفع السوط فضرب به رأسه فتأخرت الرجال بعضها إلى بعض فقال أبو جهل ويحكم هي له إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجوا هو وأصحابه

لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلا محمد بن إسحاق تفرد به المثنى بن زرعة

 

ورواه البزار في مسنده ج5 حديث 1853

 

وهناك تناقض في المزاعم بخصوص ما رآه ذلك الرجل الظالم عمرو بن هشام (أبو جهل كما لقّبه محمد):

 

فيروي مسلم أنه رأى:

 

[ 2797 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قالا حدثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيده قال فقيل له مالك فقال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال فأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى}  يعني أبا جهل {ألم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه}  زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما أمره به وزاد بن عبد الأعلى {فليدع ناديه} يعنى قومه

 

وهذا رواه أحمد بن حنبل 8831 والنسائي في الملائكة من "الكبرى"، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 185، وابن حبان (6571) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (158) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/189، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/507-508 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الِإسناد.وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/256 وابن أبي حاتم

 

لكن يقول ابن إسحاق أنه رأى جملًا وحشيًّا ضخمًا، وأنه كان يريد قتل محمد (كأنه يريد جعل الزعم أكثر منطقية، لأن وطأ محمد ليس أكثر إهانة من إلقاء القمامة عليه بكثير):

 

فلما قام عنهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل: يا معشر قريش، إن محمداً قد أبى إلا ما تَرَوْنَ من عَيْب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامِنا، وشتم آلهتنا، وإنى أعاهد اللّه لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حملَه - أو كما قال - فإذا سجد في صلاته فضَخْتُ به رأسَه، فأسْلِموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم. قالوا: واللّه لا نسلمك لشىء أبداً، فامضِ لما تريد.

فلما أصبح أبو جهل، أخَذَ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو. وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته إلى الشام، فكان إذا صلى صلى بين الركن اليمانى والحجر الأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، فقام رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم يصلِّى وقد غدت قريشٌ فجلسوا فى أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجرَ، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزماً منتقعاً لونُه مرعوباً قد يَبِست يداه على حجره، حتى قذف الحجرَ من يده، وقامت إليه رجال قريش، فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأفعل به ما قلتُ لكم البارحةَ، فلما دنوتُ منه عَرض لي دونَه فحلٌ من الِإبل، لا واللّه ما رأيت مثل هامتِه، ولا مثل قَصَرَته ولا أنيابه لفحلٍ قطُّ، فَهَمَّ بى أن يأكلنى.

قال ابن إسحاق: فذُكر لي أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: ذلك جبريلُ عليه السلام لو دنا لأخذه.

 

لكن نلاحظ أن ابن إسحاق يكرر نفس الخرافة في قصة أخرى بين محمد وأبي جهل، كأن نفس الخرافة يتم توظيفها لقصة أخرى:

 

قال ابن إسحاق: وقد كان عدو الله أبو جهل بن هشام مع عداوته لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم وبغضه إياه، وشدته عليه، يُذلُّه اللّهُ له إذا رآه.

قال ابن إسحاق: حدثني عبدُ الملك بن عبد اللّه بن أبي سفيان الثقفى، وكان واعيةً، قال: قدم رجل من إِرَاش - قال ابن هشام: ويقال إراشة- بإبل له مكة، فابتاعها منه أبو جهل فمطله بأثمانها. فأقبل الإراشي حتى وقف على نادٍ من قريش، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ناحية المسجد جالس، فقال: يا معشر قريش، من رجل يؤدينى على أبي الحكم بن هشام فإنى رجل غريب، ابن سبيل، وقد غلبنى على حقى؟ قال: فقال له أهل ذلك المجلس: أترى ذلك الرجل الجالس - لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وهم يهزءون به لما يعلمون ما بينه وبين أبي جهل من العداوة - اذهب إليه فإنه يؤديك عليه. فأقبل الإراشي حتى وقف على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا عبد الله إن أبا الحكم بن هشام قد غلبنى على حق لي قِبَلَه، وأنا رجل غريب ابن سبيل، وقد سألت هؤلاء القوم عن رجل يؤدينى عليه، يأخذ لي حقى منه، فأشاروا لي إليك، فخذ لي حقى منه، يرحمك اللّه؛ قال: انطلقْ إليه، وقام معه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلما رأوه قام معه. قالوا لرجل ممن معهم: اتبَعْه، فانظر ماذا يصنع.

قال: وخرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى جاءه فضرب عليه بابه. فقال: من هذا؟ قال: محمد، فاخرج إلىَّ، فخرج إليه وما في وجهه من رائحة ، قد انتُقع لونُه، فقال: اعط هذا الرجل حقه؛ قال: نعم، لا تبرحْ حتى أعطيَه الذي له، قال: فدخل، فخرج إليه قال: ثم انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال للإراشى الحق بشأنك، فأقبل الإراشى حتى وقف على ذلك المجلس، فقال: جزاه اللّه خيراً، فقد واللّه أخذ لي حقي.

قال: وجاء الرجل الذي بعثوا معه فقالوا: ويحك! ماذا رأيت؟ قال عجباً من العجب واللّه ما هو إلا أن ضرب عليه بابَه، فخرج إليه وما معه روِحُه فقال له: أعط هذا حقه فقال: نعم، لا تبرح حتى أخرج إليه حقه. فدخل فخرج إليه بحقه، فأعطاه إياه. قال: ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا: ويلك! ما لك؟ واللّه ما رأينا مثل ما صنعت قطُّ! قال: ويحكم واللّه ما هو. إلا أن ضرب علىَّ بابي، وسمعت صوته، فملئت رعباً، ثم خرجت إليه، وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل، ما رأيت مثل هامته، ولا قَصَرته، ولا أنيابه لفحل قط، واللّه لو أبيت لأكلني.

 

لكن الخلاصة رغم كل تناقضات هذه المزاعم الخالية من الصحة، فالقرآن ذاته ونصوص السير تنبئ عن عدم وجود أي معجزة مزعومة تمنع الظلم البشري دون تدخل بشريّ مقاوٍم له.

 

روى البخاري:

 

3856 - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حِجْرِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} الْآيَةَ تَابَعَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ

 

وعند ابن هشام:

 

قال ابن إسحاق: فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عبداللّه بن عمرو بن العاص، قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابوا من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما كانوا يُظهرون من عداوته؟ قال: حضرتُهم وقد اجتمع أشرافُهم يوماً فى الحِجْر، فذكروا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما رأينا مثلَ ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط، سفَّه أحلامَنا، وشتم آباءَنا، وعاب دينَنا، وفرَّق جماعَتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا. فبينَا هُم فى ذلك إذْ طلعٍ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم، فأقبل يمشى حتى استلم الركنَ، ثم مَرَّ بهم طائفا بالبيت، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول. قال: فعرفت ذلك في وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. قال: ثم مضى، فلما مرَّ بهم الثانية غمزوه بمثلِها، فعرفتُ ذلك فى وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم مرَّ الثالثة فغمزوه بمثلها، فوقف ثم قال: أتسمعون يا معشرَ قُريش، أما والذي نفسى بيده، لقد جئتكم بالذَّبْح. قال: فأخذت القومَ كلمتُه حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائرٌ واقع، حتى إن أشدَّهم فيه وصاة قبل ذلك لَيرْفَؤُه بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول: انصرفْ يا أبا القاسم، فواللّه ما كنتَ جهولاً. قال: فانصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان الغدُ اجتمعوا في الحِجْر وأنا معهم، فقال بعضُهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم، وما بلغكم عنه، حتى إذا بادَاكم بما تكرهون تركتموه. فبينما هم فى ذلك طلع عليهم رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إليه وثبةَ رجلٍ واحد، وأحاطوا به، يقولون: أنت الذي تقول كذا وكذا؛ لما كان يقول من عَيْب آلهتهم ودينهم، فيقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: نعم: أنا الذي أقول ذلك. قال: فلقد رأيتُ رجلا منهم أخذ بمجْمَع ردائه. قال: فقام: أبو بكر رضى اللّه عنه دونه، وهو يبكي ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربىَ الله؟ ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشا نالوا منه قط.

قال ابن إسحاق: وحدثنى بعضُ آل أم كلثوم بنت أبي بكر، أنها قالت: رجع أبو بكر يومئذ وقد صدعوا فَرْقَ رأسِه؛ مما جبذوه بلحيته، وكان كثير الشعر.

 

ورواه أحمد بن حنبل بإسناده إلى ابن إسحاق برقم 7036

 

وهناك أشياء أسوأ حدثت لغير محمد ممن ليس لهم أقارب ذوو نفوذ وقوة كآل ياسر المساكين وغيرهم وأمهم سمية التي قُتِلت بطريقة وحشية بطعنها بحربة يقال في فرجها. وهذا برأيي ينقض أي معجزات مزعومة، فأي إله هذا لو أنه موجود كان سيشاهد تعذب الناس دون ذنب ولا يحرّك ساكنًا. وذكر ابن هشام إلقاء أطفال وسفهاء ثقيف بمدينة الطائف الحجارة على محمد حتى نزف لما ذهب إليهم ليدعوهم.

 

الكوثر

 

{إنا أعطيناك الكوثر} الكوثر:1

 

لم يكن مقصود محمد من هذه الكلمة سوى تلاعب لفظيّ قط للسجع_كما هو معتاد في القرآن_ للانسجام مع آخر حرف في الفواصل، لكن اللاحقين من المسلمين ذوي الذائقة الأدبية الأقل لكونهم من نسل نصف عربيّ ومختلط مع ذوي الأصول غير العربية من كارهي العربية والعروبة بطبيعتهم لم يفهموا هذا وألفوا قصصًا خرافية عن نهر أسموه الكوثر له صفات خرافية استمدوها من كتب الأبوكريفا كما أشرنا في دراستين أخريين عن هذا الموضوع.

 

روى البخاري:

4966 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: " فِي الكَوْثَرِ: هُوَ الخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ "، قَالَ أَبُو بِشْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الجَنَّةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهَرُ الَّذِي فِي الجَنَّةِ مِنَ الخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

5913- حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، قَالَ : قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ : مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي الْكَوْثَرِ ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ ، فَقَالَ مُحَارِبٌ : سُبْحَانَ اللهِ ، مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَمَّا أُنْزِلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ ، يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ قَالَ : صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا وَاللَّهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ.

 

والتفسير الذي قاله ابن عباس هو التفسير الأصليّ السليم المنطقيّ والطبيعيّ للكلمة، بدون هذه البلاهات والتفاهات والهراء، وأحاديث وصف نهر الكوثر وحوضه وآنيته منسوبة للكثير من الصحابة وما أسهل تلفيق ذلك، إنه على الأقل أسهل من تلفيق ديانة كاملة بمعتقداتها وإقناع السذّج بتلك الغيبيات والتقييدات عديمة الجدوى على التجارة والسلوكيات التي لا تضرّ أحدًا كما سنرى في أبواب أخرى.

 

6476- قَالَ : وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنْ عَطَاءٍ ، يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ وَقَالَ عَطَاءٌ : عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ.

 

ويقول ابن كثير في تفسيره:

 

رَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ. صحيح البخاري برقم (6578)

[وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ: الْخَيْرُ الْكَثِيرُ] . من تفسير الطبري (30/207) .

وَهَذَا التَّفْسِيرُ يَعُمُّ النَّهْرَ وَغَيْرَهُ؛ لِأَنَّ الْكَوْثَرَ مِنَ الْكَثْرَةِ، وَهُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، وَمِنْ ذَلِكَ النَّهْرُ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَار، وَالْحُسْنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ. حَتَّى قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ النُّبُوَّةُ وَالْقُرْآنُ، وَثَوَابُ الْآخِرَةِ.

 

ونلاحظ أن الطبري وغيره انتقل إليهم أحاديث ملفّقة عن ابن عبّاس، مع صراحة نفيه لهذا التفسير الأسطوريّ هاجاديّ الطابع إن جاز التعبير، أحاديث ملفّقة تزعم أنه روى كذلك عن نهر البلاهة هذا:

 

وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ فَسَّرَهُ بِالنَّهْرِ أَيْضًا، فَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيب، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، يَجْرِي عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ. وَرَوَى الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ ذَلِكَ.

تذكرنا نصوص الكوثر هذه بنص سفر حزقيال47 وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي21: 6 و22: 17 وبعض النصوص الأخرى التي أشرت لها خاصة في جدول المقارنة الموجز بآخر بحثي عن الهاجادة وأبوكريفا العهد القديم مثل رؤيا باروخ اليوناني10، وهي خرافات ومفاهيم لاهوتية بعضها مجازيّ تطوّرت عنها العقيدة في نهر يسمونه الكوثر.

 

ومن الأحاديث ظاهرة التلفيق إذا عرفنا أن سبب نزول السورة في مكة هو مضايقة القرشيين الوثنيين لمحمد بقولهم أنه أبتر لا نسل من الذكور له، ما رواه مسلم من تأليف السورة في يثرب المدينة:

 

[ 400 ] حدثنا على بن حجز السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا علي بن مسهر عن المختار عن أنس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر}  ثم قال أتدرون ما الكوثر فقلنا الله ورسوله أعلم قال إنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت بعدك زاد بن حجر في حديثه بين أظهرنا في المسجد وقال ما أحدث بعدك

 

أنس خادم محمد الأنصاريّ اليثربيّ كما نعلم، وهذا نموذج يثبت أن معظم هذه الأحاديث ملفقة.

 

خرافة الفيل وتفنيدها حسب المفكر إسماعيل أحمد أدهم المصري التركي:

 

أقتبس من الأعمال لكاملة لإسماعيل أدهم، ج3:

 

"يذكر لنا بروكوب [المؤرخ اليونانيّ Prokop في De Belio Persico, V 1, P420, 104, & 107] أنه في السنة الخامسة من حكم جُستنيان، أعني حوالي سنة 530 م، حمل الأحباش على اليمن واستولوا عليها، وهو يصور أسباب هذه الحملة اعتماداً على ما يقدره يوحنا المؤرخ اليوناني يوحنا فيقول أن يوسف ذا نواس (دومينوس الحميري عند يوحنا) قرض على بعض التجار من مسيحيي الروم وقتلهم، واستعبد نصارى نجران وأخذ يقطع السبيل على تجارة اليونان، فكان نتيجة ذلك أن كسدت التجارة وساءت الحالة الاقتصادية. وقد تضرر من هذه السياسة أقيال اليمن، فخرجوا تحت لواء أحدهم، وهو (أيدوج) الوثني، وجرت بينهم وبين ذي نواس معارك وحروب لم يثبت يها، وانتهى أمره بأن قُتل. وانتهز الأحباش فرصة تحارب اليمنيين فشنوا الغارة على بلاد اليمن تحت قيادة (أبرهة) الذي كان في الأصل عبدًا لأحد تجار الروم النازلين ثغر أدوليس، وفتكوا بأيدوج، وأخضعوا اليمن لسلطة نجاشيّ الحبشة.

 

غير أن المصادر العربية تجعل من أيدوج هذا قائدًا حبشيًّا، وتسميه أرياط وأنه باسم النجاشي حارب ذا نواس، وبعد أن تغلب عليه حكم اليمن، إلا أن أبرهة الأشرم أحد قواد الحملة الحبشية ثار عليه ونجح في إزاحته عن السلطة، وتمكن من قتله وبسط نفوذه على اليمن كلها وحكمها باسم النجاشي. ونقطة الاختلاف هذه من الممكن تحقيقها، لكنها لا تقع ضمن غرضنا في هذا البحث، وإنما الذي يهمنا تقديره أن المصادر العربية تماشي المصادر اليونانية في أن اليمن سقطت تحت حكم الأحباش بعد عهد ذي نواس، وبعد أن استولى الأحباش على اليمن واستقروا فيها مدة، حدث أن أرسل الامبراطور جُستنيان سفيرًا يدعى جوليان، عرض من قِبَله على النجاشي فكرة عقد محالفة مع الروم ضد الفرس، ويكون دور الأحباش فيها التعرض للفرس من جهة بلاد العرب المتاخمة لجنوب غربي الحدود الفارسية، وذلك لتخفيف الضغط على الروم في صراعهم مع الفرس على تخوم الحدود بين الامبراطوريتين. وهذه السفارة حدثت في حدود سنة 540م، كما تعين المصادر اليونانية ذلك التاريخ، في وقت كانت الصلات قوية ووثيقة بين النجاشي وامبراطور الروم. ومما لا شك فيه أن جُستنيان اعتمد على هذه الصلات أولًا ووحدة العقيدة الدينية التي تجمعه بنجاشي الحبشة ثانيًا، ليطلب مؤازرة النجاشي له في الحرب التي اشتدت بينه وبين كسرى أنوشروان سنة 540م.

 

ولم تكن فكرة إمكان مساعدة الأحباش للروم في صراعهم ضد الفرس إلا فكرة خيالية لا يمكن أن تتحقق في عالم الواقع. إذ لم يكن الأحباش أصحاب أسطول بحري ضخم يمكنهم من غزو فارس من جهة الخليج الفارسي، ولا كان في إمكانهم إرسال حملة من اليمن قاعدتها في بلاد العرب عبر صحرائها للتعرض للتخوم العربية الفارسية، لأن طبيعة تضاريس بلاد العرب لا تترك مجالًا لإمكان نجاح مثل هذه الحملة. وقد أمكن للنجاشي أن يدرك هذه الحقيقة لإلمامه بالموقف الذي غاب عن الروم وقيصرهم. ومن هنا كانت المماطلة دائمًا من جانب النجاشي والاعتذار عن إمكان تقديم مساعدة فعالة للروم في صراعهم ضد الفرس. فلما اشتد الصراع وبلغ أقصاه سنة 540م، وأرسل جُستنيان رسوله الخاص، اضطر النجاشي مجاملةً أن يأمر عامله على اليمن، أبرهة، أن يرسل قسمًا من قواته شمالًا على زعم التحرك للتعرض للتخوم الفارسية. والطريق الطبيعي الممتد من اليمن إلى حدود فارس يمر بمكة وينتهي عند وادي الرمة أحد روافد الفرات فيما مضى. ومما لا ريب في الأحباش اتخذوا هذا الطريق مسلكًا لهم نحو الشمال. غير أن القوات التي أرسلوها حين انتهت إلى الحجاز كان التعب قد نال منها والمرض قد أفنى معظم رجالها، والجدري فتك بجنودها، فاضطر الأحباش أن يسحبوا قواتهم ويعتذروا بخسائرهم إلى الروم ويقفوا عند هذا الحد. غير أن العرب من سكان الحجاز كان قد هالهم تقدم الأحباش في جيش عرمرم (بالنسبة لهم) ورأوا أنهم يبيِّتون لهم شرًّا، فلما أصيبوا بالوباء، اعتقد العرب أن ذلك نتيجة تدخل العناية الإلهية التي حفظتهم مما كان الأحباش يبيّتونه لهم. وهذا هو المصدر التاريخي الذي حيك من حوله كل روايات العرب عن حملة الفيل.

 

تروي المصادر العربية أن السبب في تعرض الأحباش لمكة يرجع إلى أن أبرهة الأشرم شيد هيكلا في صنعاء حاضرة اليمن، وذلك بغية صرف الناس عن الكعبة. غير أننا نعلم من المصادر المسيحية أنها لم تشر البتة إلى مسألة بناء هيكل جديد في صنعاء حاضرة اليمن (العربية السعيدة Arabia Felix) على عهد أبرهة. هذا فضلا عن أن المؤرخ أوزيت في بحثه عن (تاريخ الكنيسة) يتناول بالذكر المسيحيين من العرب وقساوستهم وأصحاب المآثر منهم على الكنيسة، وهو لا يذكر شيئًا عن أبرهة، ولا تشييد هيكل في صنعاء.

غير أننا نعلم أن المسيحية كانت منتشرة في نجران، وفي بعض المناطق من اليمن، وأنه كان باليمن قسس من النصارى على عهد حكم الأحباش لها. ولا شك أن هؤلاء القسس الذين يرعون شؤون طائفتهم الروحية كانوا يتخذون لأنفسهم في حاضرة اليمن هيكلا، يظهر أنه كان النواة التي حيكت من حولها روايات العرب. هذا، وربما كان الأحباش وهم مسيحيون اعتنوا بهذا الهيكل وزينوه بما يليق بمكانتهم كمسيحيين حاكمين للبلاد، وربما حمل بدو الصحراء وعرب الحجاز هذا العمل على أنه محاولة من الأحباش لأن يجعلوا من هيكلهم نظيرًا للكعبة. ولا شك أن هذا الوهم لم يكن ليمكن تصوره خصوصًا وأن الأحباش إذا فرض أنهم قاموا بمثل هذه المحاولة التي نسبها مؤرخو العرب لهم، فستكون هذه المحاولة وقفًا على المسيحيين من العرب وهؤلاء بحكم دينهم منصرفون عن الكعبة، فإذا جاز أن نحمل هذه المحاولة على الرغبة في التبشير بالمسيحية بين لعرب، فلا شك أن مثل هذا الحادث الخطير لم يكن ليمر بدون إشارة في كتب تاريخ الكنيسة الشرقية. ومن هنا لا نرى محلًّا لقبول ما يقول رواة العرب عن سبب تعرض الأحباش للحجاز."

 

عن الأعمال الكاملة لإسماعيل أدهم ج3، ونلاحظ أن الكعبة تعرضت للهدم عدة مرات منها مرة في الحرب بين الدولة الأموية وممثلها الحجاج بن يوسف الثقفي كقائد للجيش وعبد الله بن الزبير كمنافس لها مبايَع له من أهل الحجاز كخليفة آخر، مما ينفي أي عناية إلهية أو سمة مميزة خاصة بالكعبة ومكانها، كما سنعرض في باب مستقل ملحق بعد هذا الباب.

 

أقتبس من جواد العلي في كتابه (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) ما ذكره عن نقش هامّ من آثار اليمن يعطينا معلومات حقيقية عما حدث من صراع في اليمن، وأن دخول الأحباش اليمن لم يكن لمساعدة المسيحيين بل الهدف الرئيسيّ كذلك كان احتلال اليمن:

 

"وزعم المؤرخ "ابن العبري" Barhebeaeus، أن "ذا نواس" واسمه "يوسف"، وكان من أهل الحيرة في الأصل، وكانت أمه يهودية من أهل "نصيبين" Nisibis، وقعت في الأسر، فتزوجها والد "يوسف" فأولده منها. ومعنى هذا أنه لم يكن يمانياً، بل يهودياً وفد على اليمن من الحيرة. وقد لاحظ بعض المستشرقين أن اسم "يوسف ذو نواس"، ليس على شكل وطراز اسماء وألقاب ملوك اليمن، وهذا ما دعاهم إلى التفكر قي احتمال وجود شيء من الصحة في رواية "ابن العبري"، لا سيما وأن يهود اليمن ويثرب وخيبر كانوا من المؤيدين للساسانيين ومن المناصرين لهم.

وقد اختلف الأخباريون في مدة حكمه، فقال بعضهم: انه ملك ثماني وثلاثين سنة. وذكر المسعودي وآخرون أنه حكم مئتي مشة وستين سنة. وذكر حمزة أنه ملك عشرين سنة. وهكذا هم فيه وفي غيره مختلفون.

واذا ما استثنينا الأخبار التي رويت عن تعذيب "ذي نواس" لنصارى نجران، فإننا لا نعرف شيئاً آخر مهماً عن اعمال هذا الملك، الذي كان متحاملاً جداً على النصارى والنصرانية حتى انه راسل ملك الحيرة لكي يؤثر عليه فيحمله على أن يفعل بنصارى مملكته ما يفعله هو بهم. ولعله كان يريد بذلك أن يكوّن حلفاً سياسياً مع ملوك الحيرة ومن ورائهم الفرس لمقاومة الحبش الذين كانوا قد وطئوا سواحل اليمن وأقاموا لهم قواعد فيها وعقدوا معاهدات مع الأمراء المنافسين ملوك حمير، وصاروا يحرضونهم على أولئك الملوك، ليتمكنوا بذلك من السيطرة على كل من اليمن والتوسع من ثم نحو الحجاز، للاتصال بحلفهائهم الروم. والسيطرة بذلك على أهم جزء من جزيرة العرب، والهيمنة على البحر الأحمر والمحيط الهندي، وانزال ضربة عنيفة بسياسة خصوم الروم، وهم الساسانيون.

وفي حوالي السنة "525 م" كانت نهاية حكم "ذي نواس"، إذ احتل الأحباش اليمن كما سنرى ذلك فيما بعد.

وفي موضع "سلع"، ويسمى "نخلة الحمراء" وهو خربة عادية، موضع زعم أنه قبر "ذي نواس"، المتوفى في حوالي "سنة 525 م". وقد فتح الموضع واستخرجت سنه آثار فنية ذات قيمة، من بينها تمثالان لزنجيين من البرنز.

ويظن بأن ما جاء بنص"حصن غراب" الموسوم بين المستشرقين ب REP. EPIG. 2633 من إن الأحباش فتحوا أرض حمير سنة "640" من التقويم الحمري الموافقة لسنة "525" للميلاد، وقتلوا ملكها وأقياله الحميريين والأرحبيين، يشير إلى الملك "ذي نواس"، وان لم يرد بالنص على اسمه.

وقد عثر على نصين مهمين هما: Rykcmans 507 والنص Rykcmans 508، وقد أشير فيهما إلى حروب وقعت بين الأحباش وبين ملك سمي فيهما ب "يسف اسار" "يوسف أسأر"، ولم يلقب النصان "يوسف" باللقب الطويل المألوف بل نعتاه ب "ملكن يسف أسأر"، أي "الملك يوسف أسأر" فقط. و "يسف اسار"، هذا هو الملك "ذو نواس". وقد كتب النصان في سنة واحدة هي سنة "633" من التقويم الحميري، الموافقة لسنة "518" للميلاد. إلا أنهما كتبا في شهرين مختلفين. فكتب أحدهما في شهر "ذ مذرن" "ذ مذران" "ذو مذران" وكتب الثاني في شهر "ذ قيضن" "ذو قيضن" "ذو القيض". ويستنتج من عدم تلقيب "يوسف" باللقب الملكي الطويل المألوف، إن ملكه لم يكن متسعاً وان سلطانه لم يكن عاماً شاملاً كل اليمن، بل كان قاصراً على مواضع منها. فقد كان الأحباش يحتلون جزءاً منها بما في ذلك عاصمة حمير مدينة "ظفار" وكان الأقيال ينازعونه السلطة وقد كوّنوا لهم إقطاعيات مستقلة، نازعت الملك على الحكم والسلطان. وكانت الفتن مستعرة وهذا مما مكّن الحبش من انتهاز الفرص، فأخذوا يتوسعون بالتدريج حتى قضوا على استقلال البلاد واستولوا عليها وتلقب حكام الحبش باللقب الملكي اليماني الطويل المألوف دلالة على سيطرتهم على اليمن.

وقد سقطت من النص Rykcmans 507 كلمات من صدره، فأثر سقوطها هذا بعض التأثير على فهم المعنى فهماً واضحاً. وقد وردت في الفقرة الأولى منه كلمات مثل: "أشعبه" أي "قبائله"، و "أقولهمو ومراسهمو"، أي "أقيالهم ورؤساوهم". وجاءت جملة: "وبنيهمو شرحب ال يكمل" أي "وبنيهم: شرحبيل يكمل"، أي "وابنهم: شرحبيل يكمل". ثم دوّنت بعد هذا الاسم أسماء: "هعن اسانن"، و "لحيعت يرخم" و "ومرثد ال يملد" "مرتد ايل يملد"، وقد سقطت كلمات بعد لفظة "بني" أي أبناء، وهم من مؤيدي "الملك يوسف أسأر" ومن مساعديه. وقد أشير بعد ذلك إلى قتال وقع بينها أي جماعة الملك الحبش "أحبشن" بموضع "ظمو" وفي مواضع أخرى.

وتناول النص الثاني خبر حروب وقعت بين الملك "يوسف اسأر" وبين الحبش ومن كان يؤيدهم من أقيال اليمن. وهو نص سجله القيل "قولن" "شرح ايل يقبل بن شرح ايل يكمل" من بني "يزأن" "يزن و "جدن" "جدنم" و "حبم" و "حب" و "نسان" "نان" و "جبا" و "جبأ". ويتبن من هذا النص إن الملك "يوسف أسأر" هاجم "ظفر" "ظفار" مقر الأحباش، واستولى على "قلسن"، أي كنيسة "ظفار". ثم سار بعد ذلك على "اشعرن"، أي "الأشعر" "الأشاعر". قبيلة من قبائل اليمن. ثم سار الجيش إلى "مخون" "مخا"، وحارب وقاتل، فقتل كل سكانها "حورهو"، واستولى على كنيستها، وحارب كل مصانع أي معاقل " شمر" ودكها دكاً، وحارب سهول "شمر" كذلك. ثم هاجم الملك هجوماً ماحقاً قبيلة "الأشعر" "اشعرن". ثم أحصى عدد من قتل في هذا الهجوم وعدد ما وقع في أيدي جيشه من غنائم، فكان عدد من قتل: ثلاثة عشر ألف قتيل، وعدد من أحذ أسيراً تسعة آلاف وخمسمائة اسير، واستولى على "280" ألف رأس من الابل والبقر والمعز "عنزم" "عنز". واحذت غنائم عديدة اخرى واتجه الملك مع جيوشه بعد ذلك إلى "نجرن" "نجران". وفي صعيد هذه المدينة كان قد تجمع "أقرام" "قرم" "بني "أزأن" وقبائل همدان وأهل مدنهم واعرابهم واعراب "كندت" "كندة" و "مردم" "مراد" و "مذحج"، فانزلت جيوش الملك خسائر بالأحباش الذين كانوا قد تحصنوا بالمصانع والحصون وبمن ساعدهم من القبائل. وبمن كان قد تجمع في "نجران" لمساعدتهم. وكان مع الملك وفي جيشه "أقولن" الأقيال: "احيعت يرخم" و "سميفع أشوع" و "شرحب ال اسعد" "شرحبيل أسعد". اقيال وسادات "يزان" يزأن" "يزن" ومعهم قبائلهم: قبل "ازانن" "أزأن".

وقد جاءت في هذأ النص جملة: "سسلت مدبن". وقد قصد بها "حصن المندب"، أي ما يسمى بموضع "باب المندب". في الوقت الحاضر.

نرى من خلال قراءتنا لهذين النصين إن الوضع في اليمن كان قلقاً جداً، وأن الأمور كانت مضطربة، وان الفتن كانت تعم البلاد، وان الأحباش كانوا يمتلكون قسماً كبيراً من ارض اليمن. وكان مقرهم مدينة "ظفار". وكان لهم أعوان وأحلاف من الأقيال والقبائل. وقد استعان بهم الحبش في نزاعهم مع "يوسف أسأر" حتى تمكنوا في الأخير من الاستيلاء على كل اليمن ومن انتزاع السلطة من أيدي حكام اليمن الشرعيين، ومن القضاء على الملك سنة "525" بعد الميلاد.

و "بنو يزان" "بنو يزأن"، هم "ذو يزن" عند أهل الأخبار، وكانوا من العشائر البارزة التي ورد اسمها في نصوص عديدة، واليهم ينسب "سيف بن ذي يزن". وذكر "ابن دريد" إن "يزن" موضع، ويقال "ذو أزن" و "ذو يزن"، وهو أول من اتخذ أسنة الحديد، فنسبت إليه، يقال للأسنة "يزني" و "أزني" و "يزأزني"، وإنما كانت أسنة العرب قرون البقر.

والأقيال المذكورون في النصين وهم: "شرحبيل يكمل" و "لحيعت يرخم" و "شرحئيل يقلل" "شرح ال يقيل" و "السميفع أشوع" و "شرحبيل أسعد ? كانوا من أقيال "يزان" "يزن". وقدّ لعبوا دوراً هاماً في الميدان السياسي والعسكري لهذا العهد.

وقد ورد ذكر القيل "شرحب ال يكمل" "شرحبيل يكمل". قي النص: Rykcmans 512. ومدوّنه رجل اسمه "حجي ايهر" "حجي أيهر". وذكر اسم قيل آخر اسمه: "شرح ال ذ يزان" "شرحئيل ذي يزأن" "شرحئيل ذي. يزن".

وورد اسم قيل آخر من أقيال "ذي يزن" عرف ب "شرحثيل ذي يزن" "شرح ال ذ يزان"، لعله القيل المتقدم. وقد جاء اسمه في نص عرف ب Rykcmans 515، دوّنه شخص اسمه "معويت بن ولعت" "معاوية بن والعة" و "نعمت بن ملكم" "نعمت بن مالك" "نعمة بن مالك". وقد ختم النص، بعبارة مهمة هي: "رب هود برحمنن"، أي: "بالرحمن: رب يهود". ويدل هذا النص على إن صاحبيه كانا من اليهود، أو من العرب المتهودة.

وأما "جدنم" فهم "جدن". وهم أيضاً من العشائر اليمانية المعروفة. وقد ورد اسمها في عدد من الكتابات. وقد ذكر "ابن دريد" إن من رجال "جدن" "ذو قيفان بن عَلَسْ جدن"، الذي ذكره "عمرو بن معدى كرب" في شعره: وسيف لابن ذي قيفان عندي=تخيره الفتى من قوم عاد، وقد أشير في النص Rykcmans 51  إلى قيل من اقيال هذه القبيلة دعي ب "لحيعت ذ جدنم" "لحيعت ذي جدن". وقد دوّنه رجل اسمه "تمم يزد" "تميم يزيد". وقد نعت نفسه ب "مقتوت لحيعت ذ جدنم"، أي ضابط وقائد "لحيعت ذي جدن". ومعنى هذا انه قد كان لهذا القيل جيش. وكان "تميم" من قادة ذلك الجيش.

وقد يكون "تميم" هذا هو "تميم" "تمم" مدوّن النص الموسوم Rykcmans 513 وقد جاء فيه: "تمم مقتو لحيعت يرخم ذ جدنم وترحم على ابني ملكم ذ جدنم. رحمن وامنن". ومعناه: "تميم ضابط لحيعت يرخم ذو جدن. وترحم على ابن مالك ذو جدن. الرحمن والأمن "الأمان آمين". واذا كان تميم هو "تميم" المتقدم ذكره، فيكون "لحيعت ذو جدن" المذكور هو "لحيعت يرخم" المذكور في هذا النص إذن."

 

القرآن والأحاديث تنفي وجود معجزات وآيات لمحمد

 

جاء في القرآن:

 

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)} الأنعام

 

تناقض ظاهر مع خرافة المعراج المزعومة لاحقًا.

 

{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)} الأنعام

 

{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (154) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)} النساء

 

{وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)} طه

 

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)} الأنعام

 

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)} الإسراء

 

ونرى من خلال هذه الآية تهرُّب محمد لعدم قدرته على عمل المعجزات الخرافية المزعومة، فادّعى كتبرير لعجزه أنها تكون للتخويف والتعذيب فقط!

 

{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)} الإسراء

 

وهذه الآية والآية الواردة هنا من سورة الأنعام: 35 بالذات تنفي وتدحض قصة الإسراء والمعراج التي لفقّها محمد لاحقًا في سورتي الإسراء والنجم والأحاديث وغيرها.

 

{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)} الكهف

 

{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} الشعراء

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)} غافر

 

{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)} القصص

 

تبرير ضعيف آخر لعجزه عن الإتيان بمعجزات طلبها منه الناس. ليس القرشيون وناس زمن محمد هم من رفضوا معجزات موسى حسب الخرافة.

 

{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)} العنكبوت

 

ها هو قد أعلن عجزه التام عن تحقيق أي من مزاعمه الخرافية الماورائية في أوج احتياجه لإحداها كدليل على نبوته.

 

{وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} الأعراف

 

قال الطبري في تفسيره:

 

15575 - حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي: (قالوا لولا اجتبيتها) ، يقول: لولا أحدثتها.

15576 - حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قوله: (لولا اجتبيتها) قال: لولا جئت بها من نفسك!

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك: هلا أخذتها من ربك وتقبَّلتها منه؟

* ذكر من قال ذلك:

15577 - حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (لولا اجتبيتها) ، يقول: لولا تقبَّلتها من الله!

15578 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (لولا اجتبيتها) ، يقول: لولا تلقَّيتَها من ربك!

15579 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: حدثنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (لولا اجتبيتها) ، يقول: لولا أخذتها أنت فجئت بها من السماء.

* * *

قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالصواب في ذلك، تأويلُ من قال تأويله: هلا أحدثتها من نفسك! لدلالة قول الله: (قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ) ، فبيَّن ذلك أن الله إنما أمر نبيه صلى الله عليه

 

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آَمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48)} الأنعام

 

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)} الأنعام

 

هنا يبرر تبريرًا ضعيفًا فما أدراك أنك لو أتيتهم بالمعجزة التي طلبوها منك لن يتبعوك، هل سبق وجربت ذلك، طبعًا لا لعدم وجود معجزات من الأصل. كيف تعرف شيئًا أو أمرًا ليس بالإمكان فعله أو تجربته؟!

 

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)} الرعد

 

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)} الحج

 

استدلالات لمحمد بالخرافات وكوسيلة للتهديد بالخزعبلات، مع تبرير لعجزه عن عمل أي معجزة مما طلب منه قومه.

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} الرعد

 

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)} الرعد

 

هذه آخر سورة مكية صاغها محمد في مكة، وحتى آخر نص مكي كما نرى ظل يماطل ويجادل عاجزًا عن عمل ولو معجزة واحدة مما طلب منه وتحداه قومه على عمله ليؤمنوا بادعاآته!

 

{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)} البقرة

 

هذه من السور المدنية، والنص كما ارتأيت مما بعده من بقايا نصوص تسامح لم يكن قد ألغاه محمد هو نص مدنيّ مبكّر هنا، وما يزال محمد هنا غير قادر على عمل معجزة واحدة كمعجزات موسى الخزعبلية في أساطير اليهود، ويكتفي بالجدل والمماطلة، واعتبار طلب المعجزات كفرًا وزندقة، مع عجزه عن عملها. لعدم وجود شيء اسمه معجزات، ربما المعجزة الحقيقية هي الإرادة الإنسانية للتنوير والعلم والتعلم والحرية والتحرير، وربما قدرة محمد الفولاذية على الاستمرار في أكاذيب دعوته كذلك.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

14160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِجْرِ، قَالَ: "لَا تَسْأَلُوا الْآيَاتِ، وَقَدْ سَأَلَهَا قَوْمُ صَالِحٍ، فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، وَتَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ، فَعَقَرُوهَا، وَكَانَتْ تَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمًا، وَيَشْرَبُونَ لَبَنَهَا يَوْمًا، فَعَقَرُوهَا، فَأَخَذَتْهُمْ صَيْحَةٌ أَهْمَدَ اللهُ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ مِنْهُمْ، إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا كَانَ فِي حَرَمِ اللهِ"، قِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: "هُوَ أَبُو رِغَالٍ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْحَرَمِ أَصَابَهُ مَا أَصَابَ قَوْمَهُ"

 

حديث قوي، وهذا إسناد على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، وأبي الزبير، فمن رجال مسلم، وأبو الزبير مدلس، وقد عنعن، وأخرجه الطبري 8/230 (14820)، والطحاوي في "المشكل" (3755)، والحاكم 2/320 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1844)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3756)، وابن حبان (6197) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9065) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير، به. وابن لهيعة ضعيف. وأخرجه مختصراً الطبري 14/50، والطحاوي في "شرح المشكل" (3757) من طريقين عن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد، عن داود بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عثمان، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، عن جابر. وسنده قوي.

 

2166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، وَنُؤْمِنُ بِكَ، قَالَ: " وَتَفْعَلُونَ ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: " إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ "، قَالَ: " بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ " (3)

 

(2) في "تعجيل المنفعة" ص 219 قال ابن حجر: عمران بن الحكم السلمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث أبو الحكم كما في "صحيح مسلم" وغيره. وسيأتي في "المسند" برقم (3223) على الصواب.

(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن الحكم: صوابه عمران بن الحارث السلمي أبو الحكم الكوفي، من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه عبد بن حميد (700) ، والطبراني (12736) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/272 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي 2/272 من طريق مالك بن مغول، عن سلمة بن كهيل، عن رجل من بني سليم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3223) ، وانظر (2333)

 

2333 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا (1) ، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، قَالَ: " لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59].

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (2225 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11290) ، والطبري 15/108، والحاكم 2/362، والبيهقي في "الدلائل" 2/271 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.

وانظر التعليق على الحديث الذي سيأتي برقم (3223) .

 

وروى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه:

 

37724- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : قالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا كَمَا تَزْعُمُ ، فَبَاعِدْ جَبَلَيْ مَكَّةَ ، أَخْشَبَيْهَا هَذَيْنِ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، أَوْ خَمْسَةٍ ، فَإِنَّهَا ضَيِّقَةٌ حَتَّى نَزْرَعَ فِيهَا وَنَرْعَى ، وَابْعَثْ لَنَا آبَاءَنَا مِنَ الْمَوْتَى حَتَّى يُكَلِّمُونَا ، وَيُخْبِرُونَا أَنَّك نَبِيٌّ ، وَاحْمِلْنَا إِلَى الشَّامِ ، أَوْ إِلَى الْيَمَنِ ، أَوْ إِلَى الْحِيرَةِ ، حَتَّى نَذْهَبَ وَنَجِيءَ فِي لَيْلَةٍ ، كَمَا زَعَمْتَ أَنَّك فَعَلْتَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ ، أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}.

 

وروى البخاري:

 

4981 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

 

ورواه مسلم 152 والبخاري 7274 وأحمد 8491 و9828

 

{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)} المائدة

 

لا توجد قصة المائدة العجيبة هذه النازلة من السماء لا في إنجيل المسيحيين ولا في الكتب الأبوكريفية، بل الخرافات المذكورة كخرافات الأحاديث المحمدية أن يسوع كان يشبع الآلاف بطعام قليل، وهي خرافة البركة والتواكل والآمال الكاذبة الوهمية، وعلى الأغلب قصد محمد نهي من كانوا يطلبون منه المعجزات التي لم يستطع عملها عن طلب ذلك منه، بزعمه أن المعجزات تكون للتخويف والإلزام وبثمن خطير، ولا يعطينا محمد نهاية لقصته هل أصر الحواريون حسب قصته العرجاء هذه أن تنزل المائدة أم لا، وماذا حدث بعد ذلك في قصة الأطفال هذه؟! ولذلك لم يستطع المفسرون المسلمون حسم نهاية القصة الركيكة عديمة البناء القصصي والروائي.

 

خرافة توفير محمد للمياه من العدم

 

نلاحظ هنا قصة من قصص المعجزات المزعومة تكشف زيفها:

 

وروى الواقدي في سياق غزوة تبوك:

 

وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: إنّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إنْ شَاءَ اللّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنّكُمْ لَنْ تَنَالُوهَا حَتّى يُضْحِىَ النّهَارُ فَمَنْ جَاءَهَا فَلا يَمَسّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتّى آتِىَ، قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَ إلَيْهَا رَجُلانِ وَالْعَيْنُ مِثْلَ الزّلالِ تَبُضّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَسَأَلَهُمَا: هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟ قَالا: نَعَمْ، فَسَبّهُمَا النّبِىّ ÷ وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ قَلِيلاً قَلِيلاً حَتّى اجْتَمَعَ فِى شَنّ، ثُمّ غَسَلَ النّبِىّ ÷ فِيهِ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمّ أَعَادَهُ فِيهَا، فَجَاءَتْ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاسْتَقَى النّاسُ، ثُمّ قَالَ النّبِىّ ÷: يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إنْ طَالَتْ بِك حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا .

 

ويقول كذلك:

 

وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَافِلاً حَتّى إذَا كَانَ بَيْنَ تَبُوكَ وَوَادٍ يُقَالُ لَهُ: وَادِى النّاقَةِ - وَكَانَ فِيهِ وَشَلٌ يَخْرُجُ مِنْهُ فِى أَسْفَلِهِ قَدْرَ مَا يَرْوِى الرّاكِبَيْنِ أَوْ الثّلاثَةَ - فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: مَنْ سَبَقَنَا إلَى ذَلِكَ الْوَشَلِ فَلا يَسْتَقِيَنّ مِنْهُ شَيْئًا حَتّى نَأْتِىَ، فَسَبَقَ إلَيْهِ أَرْبَعَةٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ مُعَتّبُ بْنُ قُشَيْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الطّائِىّ، حَلِيفٌ فِى بَنِى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَوَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَزَيْدُ بْنُ اللّصَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: أَلَمْ أَنْهَكُمْ؟ وَلَعَنَهُمْ وَدَعَا عَلَيْهِمْ، ثُمّ نَزَلَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِى الْوَشَلِ، ثُمّ مَسَحَهُ بِإِصْبَعِهِ حَتّى اجْتَمَعَ فِى كَفّهِ مِنْهُ مَاءٌ قَلِيلٌ، ثُمّ نَضَحَهُ ثُمّ مَسَحَهُ بِيَدِهِ، ثُمّ دَعَا بِمَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ فَانْخَرَقَ الْمَاءُ، قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: وَاَلّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْت لَهُ شِدّةً فِى انْحِرَافِهِ مِثْلَ الصّوَاعِقِ، فَشَرِبَ النّاسُ مَا شَاءُوا، وَسَقَوْا مَا شَاءُوا، ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: لَئِنْ بَقِيتُمْ - أَوْ بَقِىَ مِنْكُمْ - لَتَسْمَعُنّ بِهَذَا الْوَادِى وَهُوَ أَخْصَبُ مِمّا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِمّا خَلْفَهُ، قَالَ: وَاسْتَقَى النّاسُ وَشَرِبُوا.

 

وذكر ابن إسحاق:

 

فأقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بتبوك بضع عشرة ليلة، لم يُجاوزها، ثم انصرف قافلا إلى المدينة. وكان في الطريق ماء يخرج من وَشلٍ، ما يروي الراكب والراكبين والثلاثة، بوادٍ يقال له وادي المُشَقَّقِ؛ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من سبقنا إلى ذلك الوادي فلا يستقيَنَّ منه شيئاً حتى نأتيَه. قال: فسبقه إليه نفر من المنافقين، فاستقوا ما فيه؛ فلما أتاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقف عليه، فلم يرَ فيه شيئا. فقال: من سبقنا إلى هذا الماء؟ فقيل له يا رسول اللّه، فلان وفلان؛ فقال: أو لم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيه! ثم لعنهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ودعا عليهم.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

24179 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا وَسَبَّهُمَا . قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمَنْ أَصَابَ مِنْكَ خَيْرًا، مَا أَصَابَ هَذَانِ مِنْكَ خَيْرًا ؟ قَالَتْ: فَقَالَ: " أَوَمَا عَلِمْتِ مَا عَاهَدْتُ عَلَيْهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ؟ " قَالَ: قُلْتُ: " اللهُمَّ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ فَاجْعَلْهَا لَهُ مَغْفِرَةً، وَعَافِيَةً، وَكَذَا وَكَذَا "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

 

9802 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْم بْنِ عَبْدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " لَمْ يُضْبَطْ إِسْنَادُهُ إِنَّمَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ صَاحِبُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

إسناده صحيح

 

وأخرجه ابن أبي شيبة 10/340، ومسلم (2600) و(2601) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/206، والبيهقي في "السنن" 7/61، وأخرجه إسحاق بن راهوية (1461)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6003) من طريقين عن الأعمش، به. وأحمد بن حنبل 7311 و11290 ومواضع أخرى عديدة وأخرجه الحميدي (1041) ، وأبو يعلى (6313)  ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6010) وأخرجه ابن أبي شيبة 10/338- ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب" (998)، وأبو يعلى (1262)

 

وروى مسلم:

 

[ 2601 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعنى بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة

 

لماذا كان لا يريد أن يسبقه أحد إليها؟، لأن العين بها ماء من الأول وهو يريد أن يتظاهر مع أنصاره بأسلوب الإلهاء والتغفيل بأنها كانت جافة وهو أحدث معجزة. وعادة تكون قصص معجزات إطعام الآلاف أو توفير المياه تعكس وتدل على العكس، أي مجاعات ومسغبة وعطش وقلة مياه، وكما يقول المثل العامي (الجوعان يحلم بسوق العيش).

 

ومما يدل على وجود مجاعة ومسغبة وسوء حال بغزوة تبوك، وسوء استعداد وقلة موارد، وعدم وجود موارد، قول الواقدي في كتاب المغازي:

 

قَالُوا: وَقَدِمَ رَسُولُ اللّهِ ÷ الْمَدِينَةَ فِى رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ عَلَى مَا رَزَقَنَا فِى سَفَرِنَا هَذَا مِنْ أَجْرٍ وَحَسَنَةٍ، وَمِنْ بَعْدِنَا شُرَكَاؤُنَا فِيهِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللّهِ أَصَابَكُمْ السّفَرُ وَشِدّةُ السّفَرِ وَمِنْ بَعْدِكُمْ شُرَكَاؤُكُمْ فِيهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: إنّ بِالْمَدِينَةِ لأَقْوَامًا مَا سِرْنَا مِنْ مَسِيرٍ وَلا هَبَطْنَا وَادِيًا إلاّ كَانُوا مَعَنَا، حَبَسَهُمْ الْمَرَضُ أَوَلَيْسَ اللّهُ تَعَالَى يَقُولُ فِى كِتَابِهِ: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافّةً} فَنَحْنُ غُزَاتُهُمْ وَهُمْ قَعَدَتُنَا، وَاَلّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَدُعَاؤُهُمْ أَنْفَذُ فِى عَدُوّنَا مِنْ سِلاحِنَا،

 

وهذا له شاهد من صحيح مسلم

 

4967- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا ، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا ، إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ.

 

4968- وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ : إِلاَّ شَرِكُوكُمْ فِي الأَجْرِ.

 

وفي مسند أحمد:

 

14208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ خَلَّفْتُمْ بِالْمَدِينَةِ رِجَالًا، مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، إِلَّا شَرَكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ، حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ "

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع - فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم، وأبو عوانة 5/84-85 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1027)، وابن ماجه (2765) ، يعلى (2291) ، وأبو عوانة 5/85، وابن حبان (4714) ، والبيهقي 9/24 طرق عن الأعمش، به. ورواه أحمد (14675) من طريق أبي الزبير عن جابر. وفي الباب عن أنس سلف برقم (12009) .

 

روى البخاري:

 

2838 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا، حَدَّثَهُمْ قَالَ: «رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

2839 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلاَ وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ»، وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «الأَوَّلُ أَصَحُّ»

 

وروى أحمد:

 

12009 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: " إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ: " وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (2764) عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.وأخرجه عبد الرزاق (9547) ، وابن سعد 2/168، وابن أبي شيبة 14/546، وعبد بن حميد (1402) ، والبخاري (2838) و (2839) ، و (4423) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (264) ، وأبو يعلى (3839) ، وابن حبان (4731) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/362، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/267، والبغوي (2637) من طرق عن حميد، به. وصرح حميد = بسماعه من أنس عند البخاري وغيره.

ورواه أحمد من طريق حميد برقم (12874) ، ومن طريق حميد عن موسى بن أنس عن أنس برقم (12629) .

 

وفي الواقدي قصص أخرى:

قَالَ: حَدّثَنِى عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخُو عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِى صَعْصَعَةَ الْمَازِنِىّ، عَنْ خَلاّدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِى قَتَادَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ ÷ نَسِيرُ فِى الْجَيْشِ لَيْلاً، وَهُوَ قَافِلٌ وَأَنَا مَعَهُ إذْ خَفَقَ خَفْقَةً وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَمَالَ عَلَى شِقّهِ فَدَنَوْت مِنْهُ فَدَعَمْته فَانْتَبَهَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْت: أَبُو قَتَادَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ خِفْت أَنْ تَسْقُطَ فَدَعَمْتُك. فَقَالَ: حَفِظَك اللّهُ كَمَا حَفِظْت رَسُولَ اللّهِ، ثُمّ سَارَ غَيْرَ كَثِيرٍ، ثُمّ فَعَلَ مِثْلَهَا، فَدَعَمْته فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، هَلْ لَك فِى التّعْرِيسِ؟ فَقُلْت: مَا شِئْت يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ: اُنْظُرْ مَنْ خَلْفَك فَنَظَرْت، فَإِذَا رَجُلانِ أَوْ ثَلاثَةٌ، فَقَالَ: اُدْعُهُمْ، فَقُلْت: أَجِيبُوا رَسُولَ اللّهِ فَجَاءُوا فَعَرّسْنَا، وَنَحْنُ خَمْسَةٌ بِرَسُولِ اللّهِ ÷ وَمَعِى إدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ وَرَكْوَةٌ لِى أَشْرَبُ فِيهَا؛ فَنِمْنَا فَمَا انْتَبَهْنَا إلاّ بِحَرّ الشّمْسِ فَقُلْنَا: إنّا لِلّهِ فَاتَنَا الصّبْحُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: لَنَغِيظَنّ الشّيْطَانَ كَمَا أَغَاظَنَا، فَتَوَضّأَ مِنْ مَاءِ الإِدَاوَةِ فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، احْتَفِظْ بِمَا فِى الإِدَاوَةِ وَالرّكْوَةِ فَإِنّ لَهَا شَأْنًا، ثُمّ صَلّى بِنَا الْفَجْرَ بَعْدَ طُلُوعِ الشّمْسِ فَقَرَأَ بِالْمَائِدَةِ فَلَمّا انْصَرَفَ مِنْ الصّلاةِ قَالَ: أَمَا إنّهُمْ لَوْ أَطَاعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَرَشَدُوا، وَذَلِك أَنّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَرَادَا أَنْ يَنْزِلا بِالْجَيْشِ عَلَى الْمَاءِ، فَأَبَوْا ذَلِكَ عَلَيْهِمَا، فَنَزَلُوا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ بِفَلاةٍ مِنْ الأَرْضِ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فَلَحِقَ الْجَيْشَ عِنْدَ زَوَالِ الشّمْسِ وَنَحْنُ مَعَهُ وَقَدْ كَادَتْ تُقْطَعُ أَعْنَاقُ الرّجَالِ وَالْخَيْلِ عَطَشًا، فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ ÷ بِالرّكْوَةِ فَأَفْرَغَ مَا فِى الإِدَاوَةِ فِيهَا، فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَيْهَا فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ وَأَقْبَلَ النّاسُ فَاسْتَقَوْا، وَفَاضَ الْمَاءُ حَتّى تَرَوّوْا، وَأَرْوَوْا خَيْلَهُمْ وَرِكَابَهُمْ، فَإِنْ كَانَ فِى الْعَسْكَرِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَعِيرٍ - وَيُقَالُ: خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفِ بَعِيرٍ - وَالنّاسُ ثَلاثُونَ أَلْفًا، وَالْخَيْلُ عَشْرَةُ آلافٍ. وَذَلِكَ قَوْلُ النّبِىّ ÷ لأَبِى قَتَادَةَ: احْتَفِظْ بِالرّكْوَةِ وَالإِدَاوَةِ.

وَكَانَ فِى تَبُوكَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ فَبَيْنَا رَسُولُ اللّهِ ÷ يَسِيرُ مُنْحَدِرًا إلَى الْمَدِينَةِ - وَهُوَ فِى قَيْظٍ شَدِيدٍ - عَطِشَ الْعَسْكَرُ بَعْدَ الْمَرّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ عَطَشًا شَدِيدًا، حَتّى لا يُوجَدُ لِلشّفَةِ مَاءٌ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷، فَأَرْسَلَ أُسَيْدَ ابْنَ حُضَيْرٍ فِى يَوْمٍ صَائِفٍ وَهُوَ مُتَلَثّمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: عَسَى أَنْ تَجِدَ لَنَا مَاءً”، فَخَرَجَ - وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْحِجْرِ وَتَبُوكَ - فَجَعَلَ يَضْرِبُ فِى كُلّ وَجْهٍ فَيَجِدُ رَاوِيَةً مِنْ مَاءٍ مَعَ امْرَأَةٍ مِنْ بَلِىّ، وَكَلّمَهَا أُسَيْدٌ فَخَبّرَهَا بِخَبَرِ رَسُولِ اللّهِ ÷، فَقَالَتْ: هَذَا الْمَاءُ، فَانْطَلِقْ بِهِ إلَى رَسُولِ اللّهِ وَقَدْ وَضَعَتْ لَهُمْ الْمَاءَ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الطّرِيقِ هُنَيّةٌ، فَلَمّا جَاءَ أُسَيْدٌ بِالْمَاءِ دَعَا فِيهِ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِالْبَرَكَةِ، ثُمّ قَالَ: هَلُمّوا أَسْقِيَتَكُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ سِقَاءٌ إلاّ مَلَئُوهُ، ثُمّ دَعَا بِرِكَابِهِمْ وَخُيُولِهِمْ فَسَقَوْهَا حَتّى نَهِلَتْ، وَيُقَالُ: إنّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِمَا جَاءَ بِهِ أُسَيْدٌ وَصَبّهُ فِى قَعْبٍ عَظِيمٍ مِنْ عِسَاسِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فِيهِ يَدَهُ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ثُمّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ مَدّا، ثُمّ انْصَرَفَ وَإِنّ الْقَعْبَ لَيَفُورُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷ لِلنّاسِ: زَوّدُوا، فَاتّسَعَ الْمَاءُ وَانْبَسَطَ النّاسُ حَتّى يُصَفّ عَلَيْهِ الْمِائَةُ وَالْمِائَتَانِ فَأَرْوَوْا، وَإِنّ الْقَعْبَ لَيَجِيشُ بِالرّوَاءِ، ثُمّ رَاحَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مُبْرِدًا مُتَرَوّيًا مِنْ الْمَاءِ.

 

لكن لعل القصة الحقيقية والواقعية أنهم بحثوا عن الماء وأخذوا بالسعي، فمن يعتمد على أوهام المعجزات الوهمية لا يناله أي فائدة، يقول الواقدي:

 

قَالَ: وَحَدّثَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِى سَهْلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: خَرَجَتْ الْخَيْلُ فِى كُلّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَ الْمَاءَ، وَكَانَ أَوّلَ مَنْ طَلَعَ بِهِ وَبِخَبَرِهِ صَاحِبُ فَرَسٍ أَشْقَرَ، ثُمّ الثّانِى أَشْقَرُ، ثُمّ الثّالِثُ أَشْقَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: اللّهُمّ بَارِكْ فِى الشّقْرِ.

قَالَ: حَدّثَنِى عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِى عُبَيْدَةَ، وَسَعْدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِى مُرّةَ مَوْلَى عُقَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْت عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: خَيْرُ الْخَيْلِ الشّقْرُ.

 

 

نفس الأمر ينسحب على المعجزة الوهمية المزعومة لإطعامه آلاف الناس في تبوك بالقليل من التمر، روى مسلم:

 

48- حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، شَكَّ الأَعْمَشُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا ، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : افْعَلُوا ، قَالَ : فَجَاءَ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ ، وَلَكِنْ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَدَعَا بِنِطَعٍ ، فَبَسَطَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ ذُرَةٍ ، قَالَ : وَيَجِيءُ الآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ ، قَالَ : وَيَجِيءُ الآخَرُ بِكَسْرَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ ، قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ قَالَ : خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ ، قَالَ : فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ ، حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلاَّ مَلَؤُوهُ ، قَالَ : فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ ، فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ.

 

47- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ ، قَالَ : فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ ، قَالَ : حَتَّى هَمَّ بِنَحْرِ بَعْضِ حَمَائِلِهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ ، فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا ، قَالَ : فَفَعَلَ ، قَالَ : فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ ، قَالَ : وَقَالَ مُجَاهِدٌ : وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ ، قُلْتُ : وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى ؟ قَالَ : كَانُوا يَمُصُّونَهُ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، قَالَ : فَدَعَا عَلَيْهَا قَالَ حَتَّى مَلأَ الْقَوْمُ أَزْوِدَتَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

 

وعند الواقدي:

 

حَدّثَنِى ابْنُ أَبِى سَبْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدٍ، عَن عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: كُنْت أَلْزَمُ بَابَ رَسُولِ اللّهِ ÷ فِى الْحَضَرِ وَالسّفَرِ فَرَأَيْتنَا لَيْلَةً، وَنَحْنُ بِتَبُوكَ، وَذَهَبْنَا لِحَاجَةٍ فَرَجَعْنَا إلَى مَنْزِلِ رَسُولِ اللّهِ ÷ وَقَدْ تَعَشّى وَمَنْ عِنْدَهُ مِنْ أَضْيَافِهِ، وَرَسُولُ اللّهِ ÷ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ فِى قُبّتِهِ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ أُمّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِى أُمَيّةَ، فَلَمّا طَلَعْت عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ كُنْت مُنْذُ اللّيْلَةِ؟ فَأَخْبَرْته، فَطَلَعَ جِعَالُ بْنُ سُرَاقَةَ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ مُغَفّلٍ الْمُزَنِىّ - فَكُنّا ثَلاثَةً كُلّنَا جَائِعٌ إنّمَا نَعِيشُ بِبَابِ النّبِىّ ÷ - فَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ الْبَيْتَ فَطَلَبَ شَيْئًا نَأْكُلُهُ، فَلَمْ يَجِدْهُ فَخَرَجَ إلَيْنَا فَنَادَى بِلالاً: يَا بِلالُ هَلْ مِنْ عَشَاءٍ لِهَؤُلاءِ النّفَرِ؟ قَالَ: لا وَاَلّذِى بَعَثَك بِالْحَقّ لَقَدْ نَفَضْنَا جُرُبَنَا وَحُمُتَنَا، قَالَ: اُنْظُرْ عَسَى أَنْ تَجِدَ شَيْئًا، فَأَخَذَ الْجُرُبَ يَنْفُضُهَا جِرَابًا جِرَابًا، فَتَقَعُ التّمْرَةُ وَالتّمْرَتَانِ حَتّى رَأَيْت بَيْنَ يَدَيْهِ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، ثُمّ دَعَا بِصَحْفَةٍ فَوَضَعَ فِيهَا التّمْرَ، ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى التّمَرَاتِ وَسَمّى اللّهَ، وَقَالَ: كُلُوا بِسْمِ اللّهِ، فَأَكَلْنَا فَأَحْصَيْت أَرْبَعَةً وَخَمْسِينَ تَمْرَةً أَكَلْتهَا، أَعُدّهَا وَنَوَاهَا فِى يَدِى الأُخْرَى، وَصَاحِبَاىَ يَصْنَعَانِ مَا أَصْنَعُ وَشَبِعْنَا، وَأَكَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنّا خَمْسِينَ تَمْرَةً، وَرَفَعْنَا أَيْدِيَنَا، فَإِذَا التّمَرَاتُ السّبْعُ كَمَا هِىَ فَقَالَ: يَا بِلالُ ارْفَعْهَا فِى جِرَابِك، فَإِنّهُ لا يَأْكُلُ مِنْهَا أَحَدٌ إلاّ نَهِلَ شِبَعًا.

قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَ قُبّةِ رَسُولِ اللّهِ ÷ فَكَانَ يَتَهَجّدُ مِنْ اللّيْلِ فَقَامَ تِلْكَ اللّيْلَةَ يُصَلّى، فَلَمّا طَلَعَ الْفَجْرُ رَكَعَ رَكْعَتَىْ الْفَجْرِ، وَأَذّنَ بِلالٌ وَأَقَامَ، فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ ÷ بِالنّاسِ، ثُمّ انْصَرَفَ إلَى فِنَاءِ قُبّتِهِ فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَرَأَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ عَشْرًا، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ فِى الْغَدَاءِ”؟ قَالَ عِرْبَاضٌ: فَجَعَلْت أَقُولُ فِى نَفْسِى: أَىّ غَدَاءٍ؟ فَدَعَا بِلالٌ بِالتّمْرِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فِى الصّحْفَةِ، ثُمّ قَالَ: كُلُوا بِسْمِ اللّهِ، فَأَكَلْنَا - وَاَلّذِى بَعَثَهُ بِالْحَقّ - حَتّى شَبِعْنَا وَإِنّا لَعَشْرَةٌ، ثُمّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ مِنْهَا شِبَعًا، وَإِذَا التّمَرَاتُ كَمَا هِىَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: لَوْلا أَنّى أَسْتَحْيِىَ مِنْ رَبّى لأَكَلْنَا مِنْ هَذَا التّمْرِ حَتّى نَرِدَ الْمَدِينَةَ عَنْ آخِرِنَا.

وَطَلَعَ غُلَيْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ ÷ التّمَرَاتِ بِيَدِهِ فَدَفَعَهَا إلَيْهِ فَوَلّى الْغُلامُ يَلُوكُهُنّ، فَلَمّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللّهِ ÷ الْمَسِيرَ مِنْ تَبُوكَ أَرْمَلَ النّاسُ إرْمَالاً شَدِيدًا، فَشَخَصَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ حَتّى جَاءَ النّاسُ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ يَسْتَأْذِنُونَهُ أَنْ يَنْحَرُوا رِكَابَهُمْ فَيَأْكُلُوهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ وَهُمْ عَلَى نَحْرِهَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُمْسِكُوا عَنْ نَحْرِهَا، ثُمّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ فِى خَيْمَةٍ لَهُ، فَقَالَ: أَذِنْت لِلنّاسِ فِى نَحْرِ حَمُولَتِهِمْ يَأْكُلُونَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: شَكَوْا إلَىّ مَا بَلَغَ مِنْهُمْ الْجُوعُ، فَأَذِنْت لَهُمْ يَنْحَرُ الرّفْقَةُ الْبَعِيرَ وَالْبَعِيرَيْنِ وَيَتَعَاقَبُونَ فِيمَا فَضَلَ مِنْ ظَهْرِهِمْ وَهُمْ قَافِلُونَ إلَى أَهْلِيهِمْ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ لا تَفْعَلْ فَإِنْ يَكُنْ لِلنّاسِ فَضْلٌ مِنْ ظَهْرِهِمْ يَكُنْ خَيْرًا، فَالظّهْرُ الْيَوْمَ رِقَاقٌ وَلَكِنْ اُدْعُ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمّ اجْمَعْهَا فَادْعُ اللّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ كَمَا فَعَلْت فِى مُنْصَرَفِنَا مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ حَيْثُ أَرْمَلْنَا، فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ يَسْتَجِيبُ لَك فَنَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللّهِ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَأْتِ بِهِ، وَأَمَرَ بِالأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ فَجَعَلَ الرّجُلُ يَأْتِى بِالْمُدّ الدّقِيقِ وَالسّوِيقِ وَالتّمْرِ وَالْقَبْضَةِ مِنْ الدّقِيقِ وَالسّوِيقِ وَالتّمْرِ وَالْكِسَرِ، فَيُوضَعُ كُلّ صِنْفٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَى حِدَةٍ، وَكُلّ ذَلِكَ قَلِيلٌ، فَكَانَ جَمِيعُ مَا جَاءُوا بِهِ مِنْ الدّقِيقِ وَالسّوِيقِ وَالتّمْرِ ثَلاثَةَ أَفْرَاقٍ حَزْرًا، ثُمّ قَامَ فَتَوَضّأَ وَصَلّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمّ دَعَا اللّهَ عَزّ وَجَلّ أَنْ يُبَارِكَ فِيه.

فَكَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النّبِىّ ÷ يُحَدّثُونَ جَمِيعًا حَدِيثًا وَاحِدًا، حَضَرُوا ذَلِكَ وَعَايَنُوهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو حُمَيْدٍ السّاعِدِىّ، وَأَبُو زُرْعَةَ الْجُهَنِىّ مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السّاعِدِىّ، قَالُوا: ثُمّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللّهِ ÷ وَنَادَى مُنَادِيهِ: هَلُمّوا إلَى الطّعَامِ خُذُوا مِنْهُ حَاجَتَكُمْ، وَأَقْبَلَ النّاسُ فَجَعَلَ كُلّ مَنْ جَاءَ بِوِعَاءٍ مَلأَهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ طَرَحْت يَوْمَئِذٍ كِسْرَةً مِنْ خُبْزٍ وَقَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ، وَلَقَدْ رَأَيْت الأَنْطَاعَ تَفِيضُ وَجِئْت بِجِرَابَيْنِ فَمَلأْت إحْدَاهُمَا سَوِيقًا، وَالآخَرَ خُبْزًا، وَأَخَذْت فِى ثَوْبِى دَقِيقًا، مَا كَفَانَا إلَى الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ النّاسُ يَتَزَوّدُونَ الزّادَ حَتّى نَهِلُوا عَنْ آخِرِهِمْ حَتّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَنْ أُخِذَتْ الأَنْطَاعُ وَنُثِرَ مَا عَلَيْهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ ÷ يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاّ اللّهُ، وَأَنّى عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنّهُ لا يَقُولُهَا أَحَدٌ مِنْ حَقِيقَةِ قَلْبِهِ إلاّ وَقَاهُ اللّهُ حَرّ النّارِ.

 

لكن لعل كل هذه الخرافات حقيقتها هي ما قاله الواقدي في فقرة قبلها عن توفيرهم الطعام بالصيد:

 

قَالَ: وَكَانَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ يُحَدّثُ يَقُولُ: أَقَمْنَا بِتَبُوكَ الْمُقَامَ فَأَرْمَلْنَا مِنْ الزّادِ وَقَرَمْنَا إلَى اللّحْمِ، وَنَحْنُ لا نَجِدُهُ فَجِئْت رَسُولَ اللّهِ ÷ فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ اللّحْمَ هَاهُنَا، وَقَدْ سَأَلْت أَهْلَ الْبَلَدِ عَنْ الصّيْدِ فَذَكَرُوا لِى صَيْدًا قَرِيبًا - فَأَشَارُوا إلَى نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ - فَأَذْهَبُ فَأَصِيدُ فِى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: إنْ ذَهَبْت فَاذْهَبْ فِى عِدّةٍ مِنْ أَصْحَابِك، وَكُونُوا عَلَى خَيْلٍ، فَإِنّكُمْ تَتَفَرّقُونَ مِنْ الْعَسْكَرِ. قَالَ: فَانْطَلَقَتْ فِى عَشْرَةٍ مِنْ الأَنْصَارِ فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ - وَكَانَ صَاحِبَ طَرْدٍ بِالرّمْحِ وَكُنْت رَامِيًا - فَطَلَبْنَا الصّيْدَ فَأَدْرَكْنَا صَيْدًا، فَقَتَلَ أَبُو قَتَادَةَ خَمْسَةَ أَحْمِرَةٍ بِالرّمْحِ عَلَى فَرَسِهِ وَرَمَيْت قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ ظَبْيًا، وَأَخَذَ أَصْحَابُنَا الظّبْيَيْنِ وَالثّلاثَةَ وَالأَرْبَعَةَ، وَأَخَذْنَا نَعَامَةً طَرَدْنَاهَا عَلَى خَيْلِنَا، ثُمّ رَجَعْنَا إلَى الْعَسْكَرِ فَجِئْنَاهُمْ عِشَاءً وَرَسُولُ اللّهِ ÷ يَسْأَلُ عَنّا: مَا جَاءُوا بَعْدُ؟ فَجِئْنَا إلَيْهِ فَأَلْقَيْنَا ذَلِكَ الصّيْدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: فَرّقُوهُ فِى أَصْحَابِكُمْ، قُلْت: يَا رَسُولَ اللّهِ أَنْت مُرْ بِهِ رَجُلاً، قَالَ: فَأَمَرَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، قَالَ: فَجَعَلْت أُعْطِى الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا الْحِمَارَ وَالظّبْىَ وَأُفَرّقُ ذَلِكَ حَتّى كَانَ الّذِى صَارَ لِرَسُولِ اللّهِ ÷ ظَبْىٌ وَاحِدٌ مَذْبُوحٌ، فَأَمَرَ بِهِ فَطُبِخَ فَلَمّا نَضِجَ دَعَا بِهِ - وَعِنْدَهُ أَضْيَافٌ - فَأَكَلُوا، وَنَهَانَا بَعْدَ أَنْ نَعُودَ، وَقَالَ: لا آمَنُ، أَوْ قَالَ: أَخَافُ عَلَيْكُمْ.

 

 

خرافة أن الله هو من عرَّف محمد بمكان ناقته الضائعة في أثناء عودته من غزوة تبوك

 

جاء في السيرة لابن هشام عن ابن إسحاق:

 

قال ابن إسحاق: ثم إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها، وعند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه، يقال له عُمارة بن حزم، وكان عَقَبيا بدريًّا، وهو عم بني عَمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن اللُّصَيْت القَيْنُقاعى، وكان منافقا.

 

فحدثني عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل، قالوا: فقال زيد بن اللُّصَيْت، وهو في رحل عُمارة وعُمارة عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أليس مجمد يزعم أنه - نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعُمارة عنده: إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبى، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني واللّه ما أعلم إلا ما علَّمني اللّه وقد دلني اللهّ عليها، وهى في هذا الوادي، في شِعْب كذا وكذا، وقد حبستها شجرةٌ بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها، فذهبوا، فجاءوا بها. فرجع عُمارة بن حَزْم إلى رحله، فقال: واللّه لعَجَبٌ من شىء حَدَّثناه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انفا، عن مقالة قائل أخبره اللّه عنه بكذا وكذا، الذي قال زيد بن اللّصَيْت؛ فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: زيد واللّه قال هذه المقالة قبل أن تأتىَ.

فأقبل عُمارة على زيد يَجأ في عنقِه ويقول: إلىَّ عباد اللّه، إن في رحلي لداهيةً وما أشعر! اخْرُجْ أي عدوَّ اللّه من رَحْلي، فلا تصحبني.

 

قال صلاح أنور جاهين في تحقيقه للسيرة: إسناده صحيح، وأخرجه عنه البيهقي في دلائل النبوة وابن كثير في السيرة النبوية من كتابه البداية والنهاية.

 

هذه القصة يوجد خبر أصح وأكثر أمانة عنها وفيه معلومة إضافية يكشف زيفها كمعجزة مزعومة:

 

روى أحمد:

4421- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَلْقَمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ ، فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ نَزَلُوا دَهَاسًا مِنَ الأَرْضِ ، يَعْنِي الدَّهَاسَ : الرَّمْلَ ، فَقَالَ : مَنْ يَكْلَؤُنَا ؟ فَقَالَ بِلاَلٌ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَنْ تَنَمْ ، قَالَ : فَنَامُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، فَاسْتَيْقَظَ نَاسٌ ، مِنْهُمْ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ، فِيهِمْ عُمَرُ ، قَالَ : فَقُلْنَا : اهْضِبُوا ، يَعْنِي تَكَلَّمُوا ، قَالَ : فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : افْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ ، قَالَ : فَفَعَلْنَا ، قَالَ : وَقَالَ : كَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، لِمَنْ نَامَ ، أَوْ نَسِيَ ، قَالَ : وَضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَبْتُهَا ، فَوَجَدْتُ حَبْلَهَا قَدْ تَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَكِبَ مَسْرُورًا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، وَعَرَفْنَا ذَاِكَ فِيهِ ، قَالَ : فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا ، قَالَ : فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ ، وَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، فَأَتَانَا ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ : إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. (1/464)

 

إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة - وهو الثقفي - مختلف في  صحبته، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 3/253، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/64 و14/161، وأبو داود (447) ، وبتمامه النسائي في " الكبرى " (8802) ، والبزار (400) "زوائد"، والمزي فى "تهذيب الكمال " في ترجمة عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في تعليقه على البزار: عند أبي داود طرف منه، ولم أره بتمامه. قلنا: هو بتمامه عند النسائي في "الكبرى" كما رأيت. وقد أورده الهيثمي مختصراً أيضاً في "المجمع " 1/319، ونسبه إلى أحمد والبزار، وقال: ورجاله موثقون. وقد تقدم مختصراً برقم (3657) ، وذكرنا هناك شواهده.

 

3710- حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَقُلْتُ : أَنَا . فَقَالَ : إِنَّكَ تَنَامُ ، ثُمَّ أَعَادَ : مَنْ يَحْرُسُنَا الَّليْلَةَ ؟ فَقُلْتُ : أَنَا . حَتَّى عَادَ مِرَارًا ، قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَنْتَ إِذًا ، قَالَ : فَحَرَسْتُهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ ، أَدْرَكَنِي قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ تَنَامُ ، فَنِمْتُ ، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلاَّ حَرُّ الشَّمْسِ فِي ظُهُورِنَا ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ مِنَ الْوُضُوءِ ، وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، لَوْ أَرَادَ أَنْ لاَ تَنَامُوا عَنْهَا ، لَمْ تَنَامُوا ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَكُونُوا لِمَنْ بَعْدَكُمْ ، فَهَكَذَا لِمَنْ نَامَ ، أَوْ نَسِيَ ، قَالَ : ثُمَّ إِنَّ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِبِلَ الْقَوْمِ تَفَرَّقَتْ ، فَخَرَجَ النَّاسُ فِي طَلَبِهَا ، فَجَاؤُوا بِإِبِلِهِمْ ، إِلاَّ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذْ هَاهُنَا فَأَخَذْتُ حَيْثُ قَالَ لِي ، فَوَجَدْتُ زِمَامَهَا قَدِ الْتَوَى عَلَى شَجَرَةٍ ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلاَّ يَدٌ ، قَالَ : فَجِئْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا ، لَقَدْ وَجَدْتُ زِمَامَهَا مُلْتَوِيًا عَلَى شَجَرَةٍ ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلاَّ يَدٌ ، قَالَ : وَنَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْفَتْحِ : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}.(1/391)

 

إسناده ضعيف، يزيد -وهو ابن هارون- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الشاشي (840) و (841) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (377) ، والنسائي في "الكبرى" (8854) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/218 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (5285) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (10548) من طريق قرة بن حبيب القَنَوي، أربعتهم عن المسعودي، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/318-319، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، وأبو يعلى باختصار عنهم، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره. قلنا: في هذه الرواية أن الذي حرس المسلمين هو عبد الله بن مسعود، وتقدم في الرواية (3657) أن الذي حرسهم هو بلال، وهو الوارد عند البخاري (595) ، ومسلم (680) و (681) ، وهو الصواب. وسيأتي برقم (4421) ، وتقدم ذكر شواهده من الصحيح برقم (3657). وقصة الناقة أخرجها الطبري مختصرة بإسناد حسن في "جامع البيان" 26/69.

روى الطبري بإسناد حسن في تفسير أول سورة الفتح:

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَحْرٍ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ أَعْرَسْنَا فَنِمْنَا، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ، فَاسْتَيْقَظْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ، قَالَ: فَقُلْنَا أَيْقِظُوهُ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «افْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ، فَكَذَلِكَ مَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ» قَالَ: وَفَقَدْنَا نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَاهَا قَدْ تَعَلَّقَ خِطَامُهَا بِشَجَرَةٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَرَكِبَ فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ، إِذْ أَتَاهُ الْوَحْي، قَالَ: وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ؛ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]

 

إذن فهم وجدوا الناقة بالمصادفة وليس بمعجزة وهذا هو الأمر الواقعي المعقول. ويبدو أن محمدًا أشار إلى آخر جهة شاهد الناقة ترعى في نواحيها. أما اختلاف رواية المحدثين عن أهل السير في وقت ومكان حدوث الحدث فشيء معتاد جدًّا، واختلافات كهذه لو لاحظ القارئ كانت مرهقة جدًّا عند مقارنتها كما في كتابي (حروب محمد الإجرامية).

 

خرافة البيت المعمور الذي في السماء

 

قال محمد في سورة الطور:

 

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)}

 

لم يكن مقصود محمد بوضوح إلا القسَم للوثنيين بظاهرة دينية هي البيت المقدَّس لهم، الكعبة، فهو يقسم بشيء يرونه هنا، لكن اللاحقين ألَّفوا خرافة مأخوذة جزيئًا من خرافة يهودية هاجادية عن الهيكل السماويّ في السماء والتي احتاج لها اليهود كعزاء وتبرير بعد هدم هيكلهم، ويقولون أن رئيس ملائكة الله ميخائيل يقبل هناك فيه التسابيح كأنها قرابين ذبائح وبخور لله (طالعت هذه الأسطورة في كتاب أساطير اليهود للويس جينزبرج بالإنجليزية ويمكن مراجعة مصادرها من هناك من ذكره مراجعه في الجزئين5 و6 له والمكرسين للمصادر) وراجع بحثي مصادر الإسلام من الهاجادة ص106 فبه ترجمة من الموسوعة اليهودية ومصادرها. هناك بعض نصوص المزامير مهَّدت لهذه الفكرة عرضتُ بعضها في (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع) في نقدي لنص (بذبيحة لم تُسَرَّ) وغيرها.

 

وروى البخاري من حديث 3207:

 

.... فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ....

 

ورواه مسلم 162 وأحمد (12505) 12533 و (12558) 12586 و (17833) 17987 و (17835) 17989

 

خرافة لقاء محمد مع الجن الذين اتّبعوا دينه

 

بسبب قلة أعداد أتباع محمد أيام كان في مكة، بحيث لم تكن تصل إلى ثلاثمئة تابع حتى، زعم أن بعض الجن (كائنات خرافية وهمية) استمعت لكلامه واتبعته! مسألة واضحة يلجأ إلى المزاعم الوهمية بسبب قلة أتباعه آنذاك.

 

وروى الترمذي:

 

3291 - بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم لسعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم صورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله { فبأي آلاء ربكما تكذبان } قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد

 

 قال أبو عيسى هذا حديث غريب إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد

 قال ابن حنبل كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يروى عنه بالعراق كأنه رجل آخر قلبوا اسمه يعني لما يروون عنه من المناكير

 وسمعت محمد بن إسمعيل البخاري يقول أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير و أهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة

 

حسنٌ، كما قال الألبانيّ في صحيح الجامع5138، ورواه البزّار في مسنده.

 

هههه. شيء مضحك ومناسب لخيال الأطفال، لماذا لم يحكِ لهم قصة عن حوريات الغابات كذلك وجنيّات الأسنان؟!

 

نبوءة باطلة عن عدم انهزام المسلمين وتسلط غيرهم عليهم

 

روى مسلم:

 

[ 2889 ] حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا

 

وروى أحمد:

 

21053 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، ح وَأَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِيهِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: رَاقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي لَيْلَةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ، سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثَ خِصَالٍ : فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا غَيْرَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا "

 

إسناده صحيح. وانظر أحمد  (21055) و(12486) و(23889) وأخرجه الطبراني (3621) و(3622)  و(3623) و(3624) و(3625) و(3626)، ومن طريقه المزي في ترجمة عبد الله بن خباب من "تهذيب الكمال" 14/447-448 وأخرجه النسائي 3/216-217 والترمذي (2175) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/115 وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (282) ، والنسائي في "الكبرى" (1333) ، وابن حبان (7236).

 

نبوءة مخفقة فشلت لأنهم قد احتلهم الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون والبرتغاليون لعشرات السنوات، وتسلطوا عليهم، ولا تزال أمِرِكا اليوم هي التي ترسم معظم طريقة ونظام حكم الدول الإسلامية وفق ما تخطط له. أبسط دليل: لا تستطيع الدول الإسلامية محاربة إسرائيل ودعم فلسطين، لأن أمِرِكا تعاقب من يفعل ذلك. ومن يفعله كإيران فإنما يفعله سرًّا لا في العلن. النبوءة كُتِبَت في زمن قوة الخلافة الإسلامية العباسية، ولم يتخيلوا زمن كتابتها أن تنهار قوتهم وأن يتسلط عليهم أحد غيرهم، ولم يدركوا أن الصراعات الداخلية بينهم وأطماع الحكام وقلة الاهتمام بالعلوم ستؤدي إلى ذلك بسبب تأخرهم في كل المجالات. لعل إحدى أكبر هزائمهم التاريخية استرداد الإسبانيين المكافحين بعد تضحيات وحروب لوطنهم كاملًا بعد قرون من الاحتلال العربي له.

 

عجز محمد عن عمل أي معجزة أو علاج وتملصه من ذلك

 

روى البخاري:

 

5652- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ

 

ورواه مسلم 2576 وأحمد 3240 و9689

 

وروى أحمد عن التبريرات المضحكة:

3223 - حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلمة، عن عمران أبي الحكم السلمي، عن ابن عباس، قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك يصبح لنا الصفا ذهبة، فإن أصبحت ذهبة اتبعناك، وعرفنا أن ما قلت كما قلت: فسأل ربه عز وجل، فأتاه جبريل، فقال: إن شئت أصبحت لهم هذه الصفا ذهبة، فمن كفر منهم بعد ذلك، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت، فتحنا لهم أبواب التوبة، قال: " يا رب، لا، بل افتح لهم أبواب التوبة "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران أبي الحكم- وهو عمران بن الحارث السلمي- فمن رجال مسلم. سلمة: هو ابن كهيل الحضرمي الكوفي. وأخرجه بنحوه البزار (2224- كشف الأستار) من طريق وكيع، به. وانظر (2166). وأخرجه عبد بن حميد (700) ، والطبراني (12736) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/272 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.

 

مزاعم خرافية بدون تحقيق

 

ادعاؤه إمساكه بجنيٍّ (كائن خرافي وهمي)

 

روى البخاري:


3423 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبُطَهُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا

 

1210 - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى صَلَاةً قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لِي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ فَذَعَتُّهُ وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوثِقَهُ إِلَى سَارِيَةٍ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَام رَبِّ {هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا ثُمَّ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ فَذَعَتُّهُ بِالذَّالِ أَيْ خَنَقْتُهُ وَفَدَعَّتُّهُ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ {يَوْمَ يُدَعُّونَ} أَيْ يُدْفَعُونَ وَالصَّوَابُ فَدَعَتُّهُ إِلَّا أَنَّهُ كَذَا قَالَ بِتَشْدِيدِ الْعَيْنِ وَالتَّاءِ

 

ورواه أحمد 7969 وعن أبي سعيد الخدري، 3/82-83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير" (459) . وعن أبي الدرداء عند مسلم (542) . وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (1925) ، ورواه أحمد 5/104

ومما روى مسلم:

 

[ 542 ] حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة

 

ومما روى أحمد:

 

(11780) 11802- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ ، حَاجِبُ سُلَيْمَانَ قَالَ رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ اللَّيْثِيَّ قَائِمًا يُصَلِّي ، مُعْتَمًّا بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ ، مُرْخٍ طَرَفَهَا مِنْ خَلْفِهِ ، مُصْفَرَّ اللِّحْيَةِ ، فَذَهَبْتُ أَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَرَدَّنِي : ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ ، وَهُوَ خَلْفَهُ ، فَقَرَأَ ، فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ قَالَ : لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي ، فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ ، الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ، وَلَوْلاَ دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ ، لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَتَلاَعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لاَ يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ. (3/82).

 

إسناده حسن، مسرة بن معبد: هو اللخْمي، رضي عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، ما به بأس، وقال الذهبي في "الكاشف" : وثق، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" ، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو زرعة الدمشقي: شيخ لنا قديم من أهل فلسطين.. حدث عنه من الأجلة -ضمرة وركيع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات" ، ثم أعاد ذكره في "المجروحين "، وقال: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحافظ في "التقريب" : صدوق، له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو عُبيد: هو المَذْحِجي، حاجب سليمان بن عبد الملك. وأخرجه مختصراً أبو داود (699) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (946) مختصراً من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، به، مرفوعاً. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/87 دون قوله: "فمن استطاع.." ، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وقد سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود في الرواية رقم (3926) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقوله: "فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" . سلف نحوه برقم (11299) .

 

(21000) 21312- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ ، يَقُولُ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَجَعَلَ يَهْوِي بِيَدِهِ ، قَالَ خَلَفٌ : يَهْوِي ، فِي الصَّلاَةِ قُدَّامَهُ ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ كَانَ يُلْقِي عَلَيَّ شَرَرَ النَّارِ لِيَفْتِنَنِي عَنْ صَلاَتِي ، فَتَنَاوَلْتُهُ ، فَلَوْ أَخَذْتُهُ ، مَا انْفَلَتَ مِنِّي حَتَّى يُنَاطَ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. (5/104)

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2338) . وأخرجه الطبراني (1925) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 7/97 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (626) ، والطبراني (2048) من طريق عمرو بن أبي قيس، والطبراني (2053) ، والدارقطني 1/365، والبيهقي في "السنن" 2/450 من طريق مفضل بن صالح، كلاهما عن سماك، به. ولفظ رواية المفضل: "إن الشيطان أراد أن يمر بين يدي، فخنقته حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، وايم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لارتبط إلى سارية من سواري المسجد... ". والمفضل بن صالح ضعيف، لكن الحديث جاء بنحو هذا اللفظ من غير حديث جابر بن سمرة كما سنبينه في الشواهد. وقد روي الحديث عن سماك على وجه آخر، أخرجه ابن أبي عاصم (627) ، والحاكم 3/258 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه. قلنا: وهذا الحديث وهم من عمرو بن أبي قيس، فإنه قد رواه على الوجهين، من حديث جابر بن سمرة، ومن حديث عبد الله بن عتبة عن أبيه وقد قال أبو داود: في حديثه أوهام. ولم يتابع على حديث عتبة بن سعود.

 

هنا زعم محمد أمورًا تهرب من إثباتها كعادته، قد نفهم هذا ككذب وحب للضحك على عقول السذج كتسلية، أو لو كان يتكلم بصدق فقد كان مرضًا عقليًّا ما.

 

وروى أحمد:

 

13735 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ أَسْوَدُ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "رَاصُّو صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ"، وَقَالَ عَفَّانُ: إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان - وهو ابن يزيد العطار- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وأخرجه أبو داود (667) ، وابن خزيمة (1545) ، وابن حبان (2166) ، والبيهقي 3/100، والبغوي (813) من طريق مسلم بن إبراهيم، والنسائي 2/92 من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وقرن ابن حبان بأبان شعبةَ. وسيتكرر عن عفان وحده برقم (14017). وانظر (12813). وانظر في قصة تخلُّل الشياطين للصفوف ما سلف برقم (12572).

الحَذَف، قال ابن الأثير في "النهاية": هي الغنم الصغار الحجازية، واحدتها حَذَفَة بالتحريك. وقيل: هي صِغارٌ جُرْد ليس لها آذان ولا أذناب، يُجاءُ بها من جُرَشِ اليمن.

 

5724 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى"

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كثير بن مرة- وهو أبو شجرة، ويقال: أبو القاسم الحضرمي الحمصي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. هارون بن معروف: هو المروزي، وعبد الله بن وهب: هو المصري، ومعاوية بن صالح : هو ابن حُدير الحضرمي ، وأبو الزاهرية: هو حُذيربن كُرَيب الحضرمي. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن ابن وهب، بهذا الِإسناد. وقال أبو داود لم يقل عيسى: بأيدي إخوانكم. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، مرسلا. وقوله:"من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله": أخرجه النسائي في"المجتبى"2/93، وابنُ خزيمة (1549) ، والحاكم 1/213 من طريقين عن ابن وهب، به. وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: كثير بن مرة لم يخرج له مسلم، وروى له البخاري في"القراءة خلف الِإمام".

 

قد أفهم مزاعم كهذه كأساليب ميثيولوجية لتنظيم الأتباع وجعلهم يطيعونه، وليس على أنها مرض نفسي. يظل التفسيران التعليمي والنفسي موجودين بجوار بعضهما. وهذا مما ينضاف إلى باب الخرافات السابق، فلنراعِ ذلك.

 

ليس بأذكى الناس ويغفل عن أمور بديهية

 

روى أحمد:

 

10706 - حدثنا الضحاك، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن شاة، طبخت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطني الذراع " فناولها إياه، فقال: " أعطني الذراع " فناولها إياه، ثم قال: " أعطني الذراع " فقال: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان قال: " أما إنك لو التمستها لوجدتها "

 

إسناده جيد. وأخرجه ابن حبان (6484) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6659) من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة. وفي الباب عن رجل غير مسمى، سلف برقم (5089) .

قوله: "التمستها" ، قال السندي: أي: طلبتها في القدر بلا كلام.

 

5089 - حدثنا إسماعيل، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، حدثني رجل، من بني غفار في مجلس سالم بن عبد الله، حدثني فلان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطعام من خبز ولحم فقال: " ناولني الذراع "، فنوول ذراعا، فأكلها، - قال يحيى: لا أعلمه إلا هكذا ثم - قال: " ناولني الذراع "، فنوول ذراعا، فأكلها، ثم قال: " ناولني الذراع " فقال: يا رسول الله، إنما هما ذراعان فقال: " وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به " فقال سالم: أما هذه فلا سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "

 

هذا الحديث حديثان. قصة الذراع، وإسنادها ضعيف لإبهام الرجل الغفاري، ولكن لها شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/5170 وإسناده حسن. وثان من حديث أبي عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، سيرد 3/484-4850 وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي رافع القبطي، سيرد 6/8 و3920وإسناده ضعيف. والحديث الثاني: النهي عن الحلف بالآباء. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري. وأخرجه النسائي 4/7 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4523) وانظر نحو (15967).

قوله:"ناولني الذراع"، قال السندي: أي: أعطني الذراع، وكان أحب اللحم إليه لحم الذراع. وقوله: "فنوول"على البناء للمفعول من المناولة، وفي بعض النسخ: فنول، بتشديد الواو من التنويل. وقوله:"إنما هما"، أي: الذي للشاة، والتثنية نظرا إلى كونها في الواقع اثنين، وإلا فمرجع الضمير هاهنا ما ذكرنا، ليفيد الإخبار، ولفظ حديث أبي رافع: إنما للشاة ذراعان. وقوله:"فقال: وأبيك" يحتمل أن يكون هذا من تغيير الرواة ، وإلا فلفظ "الشمائل": والذي نفسي بيده، ولو ثبت، يمكن أن يكون قبل النهي، أو يكون بلا قصد الحلف،. بل يكون على عادة العرب، والظاهر أن سالما رد هذا بمخالفته لحديث النهي. وقوله:"لو سكت"، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم، أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته. وقوله:"ما زلت أناول"على بناء المفعول للمتكلم. وقوله:"أما هذه"، أي: القصة أو الكلمة، وهي الحلف:"فلا"، أي: غير ثابتة.

 

محمد كأي إنسان كان يمكن أن يغفل عن أمور بديهية، لكنه لتكبره يدعي أمورًا خوارقية يزعمها كانت ستحدث، مما لا نراه في الواقع ولا يحدث ولم يقدر هو على فعله.

 

محمد يزعم أنه يفسح المجلس لملاك غير مرئيّ

 

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه:

 

37952- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَمْسَى ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ ، أَوَ قَالَ : مَلَكٌ ، فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ مَاتَ اللَّيْلَةَ ، اسْتَبْشَرَ بِمَوْتِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ : لاَ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَعْدٌ ، فَإِنَّهُ أَمْسَى دَنِفًا، مَا فَعَلَ سَعْدٌ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ قُبِضَ ، وَجَاءَ قَوْمُهُ فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى دَارِهِمْ ، قَالَ : فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، وَخَرَجَ النَّاسُ ، فَبَتَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ مَشْيًا ، حَتَّى إِنَّ شُسُوعَ نِعَالِهِمْ لَتُقْطَعُ مِنْ أَرْجُلِهِمْ ، وَإِنَّ أَرْدِيَتَهُمْ لَتَسْقُطُ عَنْ عَوَاتِقِهِمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بَتَتَّ النَّاسَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا إِلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ كَمَا سَبَقَتْنَا إِلَى حَنْظَلَةَ.

قَالَ مُحَمَّدٌ : فَأَخْبَرَنِي أَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَحَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُغَسَّلُ ، قَالَ : فَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : دَخَلَ مَلَكٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَجْلِسٌ، فَأَوْسَعْتُ لَهُ ، وَأُمُّهُ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ :

وَيْلَ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدًا ... بَرَاعَةً وَجَدًّا.

بَعْدَ أَيَادٍ يَا لَهُ وَمَجْدًا ... مُقَدَّمٌ سَدَّ بِهِ مَسَدًّا.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كُلُّ الْبَوَاكِي يَكْذِبْنَ إِلاَّ أُمَّ سَعْدٍ ، ...إلخ

نموذج لما يعتبره فلاسفتنا الملحدون أنه غموض وتناقض صفات الكائنات الخرافية الوهمية الدينية، في الإسلام والقرآن أن الملائكة كائنات نورانية، فما الذي سيجعل كائنًا نورانيًّا شفافًا لا يحتاج للطعام والشراب يحتاج مكانًا يسعه، قد نعتبر هذه المزاعم كالعادة إما أكاذيب واسعة من محمد أو أنها كانت حالة مرض عقلي متقدمة جدًّا.

 

خرافات بدون دليل

 

وروى أحمد:

 

8628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا، فَقَالَ لِي: " اجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، وَلَا تَنْثُرْهُ " قَالَ: "فَحَمَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَنَأْكُلُ، وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حَقْوِي ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، انْقَطَعَ عَنْ حَقْوِي، فَسَقَطَ "

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر -وهو ابن مخلد- فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه الترمذي (3839) ، وابن حبان (6532) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/109 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (341) من طريق أيوب السختياني، عن المهاجر بن مخلد ، به. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/109-110 من طريق محمد بن سيرين، وأبو نعيم (342) ، والبيهقي 6/110-111 من طريق أبي منصور، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8299) .

 

يعني كما يقول التعبير الإنجليزي (سُحُب معجزات)، فقاقيع بالون، لا توجد معجزة واحدة حقيقية قدموها، كلها مزاعم خرافية يتهربون من إثباتها. وما نحن بصدده في هذا الحديث هو خرافة البركة الوهمية، وبها يتواكلون ولا يفكرون في التخطيط لمستقبلهم على الإطلاق، المادة تحكمنا يا سادة والضرورات والاقتصاد والميزانيات والحاجات والموارد وما هو متوفر، أما تلك الخرافات فلا شيء منها سوى الضرر وعدم التخطيط.

 

وزعموا أن بعضهم رأى الملائكة تنزل أو تجلي السكينة الإلهية (الحضور الإلهي في شكل نور وقد تكلمت عنه في كتابي عن الهاجادة)، لكن طبعًا بدون أن يتمكن أحد من رؤية شيء كهذا، روى البخاري:

 

معلقًا قبل 5019-بَاب نُزُولِ السَّكِينَةِ وَالْمَلَائِكَةِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ جَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ فَقَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ وَسَكَتَتْ الْفَرَسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَانْصَرَفَ وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ قَالَ فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا قَالَ وَتَدْرِي مَا ذَاكَ قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ قَالَ ابْنُ الْهَادِ وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ

 

5011 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ

 

ورواه مسلم 795 و796 وأحمد 11766

 

زعمه أنه يمكنه شق نهر في صحراء

 

روى أحمد:

 

13226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْأَنْصَارَ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِمُ السَّوَانِي ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُمْ أَوْ يَحْفِرَ لَهُمْ نَهْرًا، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا يَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أُعْطُوهُ " . فَأُخْبِرَتِ الْأَنْصَارُ بِذَلِكَ، فَلَمَّا سَمِعُوا مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: ادْعُ اللهَ لَنَا بِالْمَغْفِرَةِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ، وَلِأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ "

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي يزيد -وهو المازني- فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه البزار (2809- كشف الأستار) ، والحاكم 4/80 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال البزار: قد روي عن أنس من غير وجه بألفاظ، ولا نعلمه يروى عن موسى بن أنس إلا من حديث ابن أبي يزيد. وأخرج الدعاء أيضاً الطبراني في "الأوسط" (1516) و (6042) ، وفي "الصغير" (354) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/375 من طريق عبد الله ابن المنيب المديني، عن أبيه، عن أنس. وزاد فيه: "ولأزواج الأنصار" وإسناده حسن في المتابعات. وأخرجه كذلك الترمذي (3909) من طريق إسحاق بن منصور، عن جعفر الأحمر، عن عطاء بن السائب، عن أنس. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلنا: وإسناده حسن في المتابعات أيضاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (735) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2230 من طريق محمد بن عمرو الأنصاري، عن محمد بن سيرين، عن أنس. قال ابن عدي: ومحمد بن عمرو أبو سهل هذا عزيز الحديث، وله غير ما ذكرت أحاديث أيضاً، وأحاديثه أفرادات، ويكتب حديثه في جملة الضعفاء. وسيأتي الحديث من طرق عن أنس بالأرقام (12651) و (12651م) و (13226) و (13268) و (13268م) ، وضمن حديث برقم (12594). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سلف برقم (11730) .

 

13268 - حدثنا أبو سعيد، حدثنا شداد أبو طلحة، حدثنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن جده، قال: أتت الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم بجماعتهم فقالوا: إلى متى ننزع من هذه الآبار ؟ فلو أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله لنا، ففجر لنا من هذه الجبال عيونا، فجاءوا بجماعتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم قال: " مرحبا وأهلا لقد جاء بكم إلينا حاجة "، قالوا: إي والله يا رسول الله، فقال: " فإنكم لن تسألوني اليوم شيئا إلا أوتيتموه، ولا أسأل الله شيئا إلا أعطانيه " . فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: الدنيا تريدون اطلبوا الآخرة، فقالوا بجماعتهم: يا رسول الله، ادع الله لنا أن يغفر لنا، فقال: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار " قالوا: يا رسول الله، وأولادنا من غيرنا قال: " وأولاد الأنصار " قالوا: يا رسول الله وموالينا قال: " وموالي الأنصار "

 

إسناده قوي، شداد -وهو ابن سعيد- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه المزي في ترجمة أم الحكم بنت النعمان من "تهذيبه" 35/349 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.

 

هذا على طريقة السينما الأمركية والغربية، وكما بتعبير د.أحمد خالد توفيق الروائي: دعني أخدعك، حسنًا سأنخدع.

 

خرافات الإطعام من العدم ومن القليل

 

روى البخاري:

 

5375- وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَصَابَنِي جَهْدٌ شَدِيدٌ فَلَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْتَقْرَأْتُهُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَدَخَلَ دَارَهُ وَفَتَحَهَا عَلَيَّ فَمَشَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَرَرْتُ لِوَجْهِي مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي وَعَرَفَ الَّذِي بِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ فَأَمَرَ لِي بِعُسٍّ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ عُدْ يَا أَبَا هِرٍّ فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ ثُمَّ قَالَ عُدْ فَعُدْتُ فَشَرِبْتُ حَتَّى اسْتَوَى بَطْنِي فَصَارَ كَالْقِدْحِ قَالَ فَلَقِيتُ عُمَرَ وَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِي وَقُلْتُ لَهُ فَوَلَّى اللَّهُ ذَلِكَ مَنْ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ يَا عُمَرُ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَقْرَأْتُكَ الْآيَةَ وَلَأَنَا أَقْرَأُ لَهَا مِنْكَ قَالَ عُمَرُ وَاللَّهِ لَأَنْ أَكُونَ أَدْخَلْتُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ حُمْرِ النَّعَمِ

 

6452 - حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ بِنَحْوٍ مِنْ نِصْفِ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ أَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ قَالُوا أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ قَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لِي قَالَ وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا عَلَى أَحَدٍ إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَأَصَابَ مِنْهَا وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا فَسَاءَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ قَالَ يَا أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خُذْ فَأَعْطِهِمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ أَبَا هِرٍّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ قُلْتُ صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ اشْرَبْ فَشَرِبْتُ فَمَا زَالَ يَقُولُ اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا قَالَ فَأَرِنِي فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ

 

ورواه أحمد 10658

 

قبل 5614 معلَّقًا- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ واسْمُهُ الْجَعْدُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَرَّ بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً فَقُلْتُ لَهَا افْعَلِي فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لِي ضَعْهَا ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ ادْعُ لِي رِجَالًا سَمَّاهُمْ وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ قَالَ فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي فَرَجَعْتُ فَإِذَا الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الْحَيْسَةِ وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَقُولُ لَهُمْ اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ قَالَ حَتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْهَا ...إلخ

 

وروى مسلم:

 

[ 1428 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أمي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت وسمى رجالا قال فدعوت من سمى ومن لقيت قال قلت لأنس عدد كم كانوا قال زهاء ثلاثمائة وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس هات التور قال فدخلوا حتي امتلأت الصفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه قال فأكلوا حتى شبعوا قال فخرجت طائفة حتى أكلوا كلهم فقال لي يا أنس ارفع قال فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ...إلخ

 

وروى أحمد:

 

10679 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ: وَاللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيَسْتَتْبِعَنِي، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَمَرَّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ مَا فِي وَجْهِي، وَمَا فِي نَفْسِي، فَقَالَ: " أَبَا هِرٍّ " فَقُلْتُ لَهُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَقَالَ: " الْحَقْ " وَاسْتَأْذَنْتُ فَأَذِنَ لِي، فَوَجَدْتُ لَبَنًا فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ ؟ " فَقَالُوا: أَهْدَاهُ لَنَا فُلَانٌ أَوْ آلُ فُلَانٍ . قَالَ: " أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ لِي " قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ لَمْ يَأْوُوا إِلَى أَهْلٍ، وَلَا مَالٍ، إِذَا جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ، أَصَابَ مِنْهَا وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مِنْهَا، وَإِذَا جَاءَتْهُ الصَّدَقَةُ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ وَلَمْ يُصِبْ مِنْهَا فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُصِيبَ مِنَ اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا بَقِيَّةَ يَوْمِي وَلَيْلَتِي . فَقُلْتُ: أَنَا الرَّسُولُ، فَإِذَا جَاءَ الْقَوْمُ كُنْتُ أَنَا الَّذِي أُعْطِيهِمْ، فَقُلْتُ: مَا يَبْقَى لِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ ؟ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ، فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ: " أَبَا هِرٍّ خُذْ فَأَعْطِهِمْ " . فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِمْ، فَيَأْخُذُ الرَّجُلُ الْقَدَحَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ الْقَدَحَ، وَأُعْطِيهِ الْآخَرَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ الْقَدَحَ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِمْ، وَدَفَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَوَضَعَهُ فِي يَدِهِ، وَبَقِيَ فِيهِ فَضْلَةٌ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَتَبَسَّمَ، فَقَالَ: " أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ " فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: " فَاقْعُدْ فَاشْرَبْ " قَالَ: فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ لِيَ: " اشْرَبْ " فَأَشْرَبُ، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهَا فِيَّ مَسْلَكًا . قَالَ: " نَاوِلْنِي الْقَدَحَ " فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ الْقَدَحَ، فَشَرِبَ مِنَ الْفَضْلَةِ

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه مطولاً ومختصراً هناد في "الزهد" (764) ، والبخاري (6246) و (6452) ، والترمذي (2477) ، والفريابي في "دلائل النبوة" (16) ، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/315، وابن حبان (6535)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص77 - 78، والحاكم 3/15-16، وأبو نعيم في "الحلية" 1/338 ص339 و377، والبيهقى في "دلائل النبوة" 6/101-102، والبغوي (3321) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/169-170 من طرق عن  عمر بن ذر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري (5375) ، وابن حبان (7151) من طريق محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم سلمان الأشجعي، عن أبي هريرة.

قوله: "لأعتمد بكبدي" ، قال السندي: أي: لألصق بطني بالأرض من الجوع.

 

هذه الخرافات تعطي آمالًا وهمية لا وجود لها، إذا لم يخطط البشر أمورهم جيدًّا ويساعدوا بعضهم البعض فلا أمل لهم في غير ذلك وخاصة في خرافات كهذه، وهي تعكس وتدل على وجود جوع وفقر شديدين في عصر محمد قبل خوضه لغزواته وغاراته اللصوصية، وهذه الخرافات مطابقة لما في أناجيل المسيحية القانونية الأربعة فنستنتج كذلك أن كلا الديانتين عانى أتباعها الأوائل مشكلة الجوع والفقر وعاشوا على الوهم.

 

دعوات ولعنات محمد بدون تأثير

 

لما حدثت حادثتا يوم بئر معونة ويوم بئر الرجيع التي قُتِل فيها الكثير من أتباع محمد من الأفراد (تحدثت عنهما وناقشتهما في ج1 حروب محمد)، ظل محمد لعدم اكتمال قوته يدعو على الأقوام المرتكبة لذلك، وانتظر أتباع محمد معجزة ما وغضبَا إلهيًّا لذلك على الفاعلين، ولم يحدث أي شيء طبعًا لأن كل ذلك كان ويظل التجاءً لأوهام لا وجود لها.

 

روى البخاري:

 

4560 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَرُبَّمَا قَالَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ يَجْهَرُ بِذَلِكَ وَكَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِأَحْيَاءٍ مِنْ الْعَرَبِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ } الْآيَةَ


2801 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرُ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ إِلَى بَنِي عَامِرٍ فِي سَبْعِينَ فَلَمَّا قَدِمُوا قَالَ لَهُمْ خَالِي أَتَقَدَّمُكُمْ فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا فَتَقَدَّمَ فَأَمَّنُوهُ فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ قَالَ هَمَّامٌ فَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ فَكُنَّا نَقْرَأُ أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ فَدَعَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

3064 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ فَأَمَدَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ الْقُرَّاءَ يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ قَالَ قَتَادَةُ وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا أَلَا بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِيَنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ

 

ورواه مسلم:

 

[ 675 ] حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل { ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } 

 

 

ورواه أحمد 5997 و5674 و5812 و6349 و6350

 

{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} آل عمران

 

في قول رواية أن النص القرآني مرتبط بحادثتي بئر معونة ويوم الرجيع فيه نظر، لأن روايات أخرى ربطتها بجرح قريش وإصابتهم لمحمد يوم معركة أحد.

 

روى مسلم:

 

[ 1791 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله عز وجل { ليس لك من الأمر شيء } 

 

وقال البخاري:

 

{ لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } قَالَ حُمَيْدٌ وَثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ شُجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ }

 

4069 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } وَعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَزَلَتْ { لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }

 

معجزات لم يرها أحد

 

كتب الأحاديث والسيرة والشمائل ودلائل النبوة وما أكثرها مليئة بمئات أو آلاف المعجزات الوهمية، سحب المعجزات وفقاعات الصابون التي لم يرها أحد قط، مجرد قصص وحكايات محكية مكذوبة، لو أن بعضها فقط رآه الناس تحت حكم ظروف علمية حاكمة لآمن كل البشر بخرافات الإسلام ومحمد. وروى أحمد مثلًا:

 

12112 - حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو جالس حزينا، قد خضب بالدماء ضربه بعض أهل مكة قال: فقال له: ما لك ؟ قال: فقال له: " فعل بي هؤلاء وفعلوا "، قال: فقال له جبريل عليه السلام: أتحب أن أريك آية ؟ قال: " نعم "، قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال: ادع بتلك الشجرة، فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسبي "

 

إسناده قوي على شرط مسلم، أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- من رجاله وروى له البخاري مقرونا، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه الضياء في "المختارة" (2226) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/478-479، والدارمي (23) ، وابن ماجه (4028) ، وأبو يعلى (3685) و (3686) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2437) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/154 من طريق أبي معاوية، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1954) . وعن عمر بن الخطاب عند البزار (2410- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (215) . وإسناده ضعيف. وانظر "دلائل النبوة" للبيهقي 6/13-27، و"مجمع الزوائد" للهيثمي 9/5-11 .

 

1954 - حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من بني عامر، فقال: يا رسول الله، أرني الخاتم الذي بين كتفيك، فإني من أطب الناس . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أريك آية ؟ " قال: بلى، قال: " فنظر إلى نخلة "، فقال: " ادع ذلك العذق "، قال: فدعاه، فجاء ينقز ، حتى قام بين يديه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ارجع "، فرجع إلى مكانه، فقال العامري: يا آل بني عامر، ما رأيت كاليوم رجلا أسحر

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي. وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/15-16 و16 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي 6/16 من طريقين عن الأعمش، به. وأخرجه ابن سعد 1/182، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/3، والترمذي (3628) ، والطبراني (12622) ، والحاكم 2/620، والبيهقي 6/15 من طريق شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، به. وأخرجه أبو يعلى (2350) ، وابن حبان (6523) ، والطبراني (12595) ، والبيهقي 6/17، وأبو نعيم في "الدلائل" (297) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس.

ينقز: يقفز ويثب.

 

بالاحتكام إلى المنطق، طلب أهل مكة معجزة واحدة من محمد ليؤمنوا به فعجز عن عمل أدنى أدنى شيء كما نص القرآن، هل بعد كل ذلك يعمل الله المعجزات والآيات بحيث لا يراها أحد؟! أما الخرافة عن شجر يمشي ويقفز، فماذا بوسعي القول؟! سبق مؤلفو الأحاديث بخيالهم صانعي الأفلام الأمِرِكية بقرون!

 

معجزة الماء المزعومة في صلح الحديبية

 

روى أحمد:

 

من حديث 18928-....وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته ، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: بركت بها راحلته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " حل حل "، فألحت ، فقالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل " . ثم قال: " والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " . ثم زجرها ، فوثبت به، قال: فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، إنما يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس أن نزحوه ، فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهما من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه. ...إلخ

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين إلا بعض فقرات منه ساقها بإسناد فيه انقطاع أو إرسال. كما سننبه عليها بعد التخريج. وطريق يحيى بن سعيد القطان، عن ابن المبارك الذي أشار إليه ضمن الحديث سيرد برقم (18929)./ وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/215 (مختصر) و9/144 و218 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.// وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9720) ، ومن طريقه أخرجه البخاري مختصرا (2731) و (2732) ، وابن حبان (4872) ، والطبراني في "الكبير" 2/ (13) ، والبيهقي 7/171 و10/109، وفي "الدلائل" 4/99-108، بهذا الإسناد.// وأخرجه مختصرا ومطولا أبو داود (2765) و (4655) ، والنسائي في "المجتبى" 5/169، والطبري في "تفسيره" 26/97-101، وفي "تاريخه" 2/620-625 من طريق محمد بن ثور حدثهم عن معمر، به.// وأخرجه مختصرا البخاري (2711) و (2712) - ومن طريقه البغوي في "شرح "السنة" (2748) ، وفي "التفسير" 7/77-78- من طريق عقيل، والبخاري (4180) و (4181) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (15) ، والبيهقي 7/170 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع المسور بن مخرمة ومروان يخبران عن أصحاب رسول الله - وقال: ابن أخي الزهري: من خبر رسول الله- فذكر الحديث بنحوه.// وقد سلف مختصرا برقم (18909) ، ومطولا من طريق ابن إسحاق برقم (18910).// وقوله: قال الزهري: وكان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ في "الفتح": مرسل، لأن الزهري لم يسمع من أبي هريرة.// وقوله: قال معمر: وأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سهل من أمركم" قال الحافظ في "الفتح" 5/342: هو موصول بالإسناد الأول إلى معمر، وهو مرسل، ولم أقف على من وصله بذكر ابن عباس فيه، لكن له شاهد موصول عند ابن أبي شيبة من حديث سلمة بن الأكوع، قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سهيلا، قال: "قد سهل لكم من أمركم" وللطبراني نحوه من حديث عبد الله بن السائب.

 

من حديث18910-.... ثم قال للناس: " انزلوا " فقالوا: يا رسول الله، ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس . فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما من كنانته ، فأعطاه رجلا من أصحابه، فنزل في قليب من تلك القلب ، فغرزه فيه، فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن...

 

إسناده حسن، محمد بن إسحاق، وإن كان مدلسا وقد عنعن إلا أنه قد صرح بالتحديث في بعض فقرات هذا الحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ثم إنه قد توبع كما سيأتي برقم (18928) (18929) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مختصرا ومطولا أبو داود (2766) ، والطبري في "تفسيره" 26/101، وفي "تاريخه" 2/620، وابن خزيمة (2906) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (14) و (16) ، والحاكم 2/459، والبيهقي في "السنن" 5/215، 9/221 - 222 و223 و227 و228، 233، وفي "الدلائل" 4/112 و145، وابن عبد البر في "الاستذكار" 13/105 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأورده ابن هشام في "سيرته" 2/308. وسيرد بالأرقام (18920) و (18928) و (18929) . وفي باب كتاب الصلح، سلف من حديث ابن عباس برقم (3187) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب.

في قليب، أي: بئر.  فجاش، أي: فار. "بالرواء" ضبط بالتشديد كعلام، أي: بالماء الكثير المروي بكثرة، وفي "القاموس": ماء رواء كسماء، أي: كثير، ومقتضاه التخفيف. "حتى ضرب الناس" بالرفع، أي: أقاموا. بعطن، بفتحتين: مبرك الإبل. أي: رويت إبلهم حتى بركت، فأقامت مكانها.

 

وروى البخاري:

 

من حديث 2731-.... وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ فَأَلَحَّتْ فَقَالُوا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَطَشُ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ....

 

توجد رواية أخرى مناقضة، روى البخاري:


3576 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ مَا لَكُمْ قَالُوا لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرِّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا قُلْتُ كَمْ كُنْتُمْ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً

 

4152 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا نَشْرَبُ إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ قَالَ فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ قَالَ فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا فَقُلْتُ لِجَابِرٍ كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ قَالَ لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً

 

3579 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنْ اللَّهِ فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ

 

وهناك رواية ثالثة مختلفة، روى البخاري:

 

3577 - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي الْبِئْرِ فَمَكَثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ أَوْ صَدَرَتْ رَكَائِبُنَا

 

اختلاف الروايات بهذه الصورة الكبيرة عن هذه المعجزة الوهمية الخرافية يطعن في مصداقية الرواة، ويشكك فيهم أكثر من كل الشكوك الطبيعية المنطقية المبدئية. مرة سهم أنزل للبئر ومرة بل بصق فيها ومرة بل فار الماء من بين أصابعه.

 

حديث سقوط السيف بمعجزة من يد محاول اغتيال محمد

 

روى أحمد:

 

14929 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِرَّةً ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالَ لَهُ: غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ: " اللهُ "، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ " قَالَ: كُنْ كَخَيْرِ آخِذٍ، قَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ أَوِ الْعَصْرُ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ طَائِفَةً بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَطَائِفَةً صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَكَانُوا مَكَانَ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَجَاءَ أُولَئِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَ لِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ، وَلِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ.

 

حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن قيس اليشكري، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو ثقة، وأبو بشر- وهو جعفر ابن أبي وحشية- لم يسمع منه، وروايته عنه من صحيفته عن جابر. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه عبد بن حميد (1096) ، وأبو يعلى (1778) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/315، وابن حبان (2883) ، والحاكم 3/29، والبيهقي في "الدلائل" 3/375-376 من طرق عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبري في "التفسير" 5/246، والطحاوي 1/317، وابن حبان (2882) من طريق قتادة، عن سليمان بن قيس اليشكري، به. وقال فيه: خرجنا نتلقى عيراً لقريش أتت من الشام حتى إذا كنا بنخل... فذكره. ورواية قتادة عن سليمان كرواية أبي بشر عنه. وسيأتي الحديث عن سريج بن النعمان، عن أبي عوانة برقم (15190). وأشار البخاري بإثر الحديث رقم (4136) إلى رواية أبي عوانة، عن أبي بشر. وانظر الحديث السابق.

قال الحافظ في "الفتح" 7/418: خَصَفَة، بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة ثم الفاء: هو ابن قيس بن عيلان بن إلياس بن مُضَر، ومحارب: هو ابن خَصَفة، والمحاربيون من قيس يُنسَبون إلى محارب بن خصفة هذا، وفي مضر محاربيون أيضاً غيرهم... فلهذه النكتة أُضيفت محارب إلى خَصَفة لقصد التمييز عن غيرهم من المحاربيين، كأنه قال: محارب الذين ينسبون إلى خَصَفة، لا الذين ينسبون إلى فهر ولا غيرهم.

 

على النقيض روى البخاري القصة الحقيقية كالتالي:


2913 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ ح و حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ قُلْتُ اللَّهُ فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ

 

ورواها بطريقة أخرى متناقضة قليلًا:

4135 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ قَالَ جَابِرٌ فَنِمْنَا نَوْمَةً ثُمَّ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا فَجِئْنَاهُ فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ لِي مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قُلْتُ اللَّهُ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَاتِ الرِّقَاعِ فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ فَاخْتَرَطَهُ فَقَالَ تَخَافُنِي قَالَ لَا قَالَ فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قَالَ اللَّهُ فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا وَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعٌ وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ وَقَالَ مُسَدَّدٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ اسْمُ الرَّجُلِ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ وَقَاتَلَ فِيهَا مُحَارِبَ خَصَفَةَ وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلٍ فَصَلَّى الْخَوْفَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ نَجْدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَإِنَّمَا جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ خَيْبَرَ

 

ورواه أحمد 14335 و14928 و14929 و15190 و4136 والبخاري 2910 و2913 و4134 و4139 ومسلم 843

 

جذع الخشب المقطوع يحن إلى محمد بصوت

 

روى البخاري:

 

3583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ وَاسْمُهُ عُمَرُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَحَنَّ الْجِذْعُ فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ نَافِعٍ بِهَذَا وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3584 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ نَخْلَةٍ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ أَوْ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا قَالَ إِنْ شِئْتُمْ فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَهَا

 

3585 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ كَانَ الْمَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ وَكَانَ عَلَيْهِ فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الْجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ الْعِشَارِ حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ

 

روى أحمد:

 

2236 - حدثنا عفان، أخبرنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه، حن عليه، فأتاه فاحتضنه فسكن، قال: "لو لم أحتضنه، لحن إلى يوم القيامة"

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الدارمي (39) و (1563) ، وابن ماجه (1415) ، والطبراني (12841) ، والبيهقي 2/558 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/188 من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2400) و (2401) و (3430) و (3432) ، وانظر ما بعده. وأخرجه عبد بن حميد (1336) ، والدارمي (39م) و (1564) ، وابن ماجه (1415) ، وأبو يعلى (3384) من طرق عن حماد بن سلمة، وما سيأتي في مسند أنس 3/226.

 

قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 6/131-138: باب حنين الجذع شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفقا من فراقه، وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة.

وقال السندي: قوله: "حن عليه": أي اشتاق إليه، وصاح على فراقه، والحنين: صوت يخرج من الصدر فيه رقة، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، وهذا الحديث مشهور جاء عن جماعة من الصحابة، وقال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف. وفيه دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله تعالى فيها إدراكات كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل قوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) على ظاهره. وعن الشافعي: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أعطي عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكثر من ذلك، انتهى. وذلك لأن هذا إحياء ما ليس من نوعه الحياة مع ما فيه من الاشتياق إليه والبكاء عليه بخلاف ما أعطي لعيسى، وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه، وأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.

 

(13363) 13396- حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى خَشَبَةٍ ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ : ابْنُوا لِي مِنْبَرًا أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَهُمْ ، فَبَنَوْا لَهُ عَتَبَتَيْنِ ، فَتَحَوَّلَ مِنَ الْخَشَبَةِ إِلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ : فَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِينَ الْوَالِهِ قَالَ : فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ ، فَمَشَى إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا ، فَسَكَنَتْ.(3/226).

 

حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، والمبارك- وهو ابن فضالة- قد صرح بالتحديث عند غير المصنف، وهو متابع. وأخرجه ابن خزيمة (1776) ، وأبو يعلى (2756) ، والبغوي في "الجعديات " (3341) ، وابن حبان (6507) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1473) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/559، والخطيب في "تاريخه " 12/486 من طرق عن مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد- وزادوا فيه: قال المبارك بن فضالة: وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه. وأخرجه الطبراني (1430) ، والضياء في "المختارة" (1861) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، عن الحسن، عن أنس. وإسناده قوي. وأخرجه بنحوه الدارمي (41) ، والترمذي (3627) ، وابن خزيمة (1777) ، واللالكائي (1472) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وقال الترمذي: حسن صحيح. وزادوا في آخره إلا الترمذي: "أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة" حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن. وأخرجه من حديث أبي سعيد الدارمي (37) . وسنده ضعيف. وأخرجه الدارمي أيضا بنحوه مرسلا برقم (38) من طريق الصعق بن حزن، عن الحسن. وسلف نحوه من طريق ثابت عن أنس في مسند ابن عباس برقم (2237) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5886) . وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2236) . وعن أنس بن مالك، سلف في مسند ابن عباس (2237) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/324. وعن أبي بن كعب، سيرد 5/139. وعن سهل بن سعد، سيرد 5/330. وعن أبي سعيد الخدري عند الدارمي 1/18، وابن أبي شيبة 11/486، وأبي نعيم في"الدلائل" (308) . وعن بريدة الأسلمي عند الدارمي 1/16. وعن عائشة عند أبي نعيم في"الدلائل" (310) . وعن أم سلمة عند البيهقي في"الدلائل"2/563.

والواله: من الوله: وهو شدة الحزن، والذكر والأنثى: واله، ويجوز في الأنثى: والهة .

 

(14468) 14522- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ ، فَاسْتَوَى عَلَيْهِ ، اضْطَرَبَتِ السَّارِيَةُ كَحَنِينِ النَّاقَةِ ، حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَالْتَزَمَهَا ، فَسَكَنَتْ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ : اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السَّارِيَةُ ، وَقَالَ رَوْحٌ : فَاعْتَنَقَهَا فَسَكَنَتْ ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : فَسَكَتَتْ.(3/324).

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فقد احتج به مسلم، وروى له البخاري مقرونا بغيره. محمد بن بكر: هو البرساني أبو عثمان البصري، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز الأموي مولاهم. وقد سلف عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني وروح بن عبادة، عن ابن جريج برقم (14142) . وسلف برقم (14119) من طريق سعيد بن أبي كرب، عن جابر.

 

21248 - حدثنا زكريا بن عدي، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرب إلى جذع إذ كان المسجد عريشا، وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، هل لك أن تجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة، حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك؟ قال: "نعم " فصنع له ثلاث درجات اللاتي على المنبر. فلما صنع المنبر، ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، " فلما أراد أن يأتي المنبر مر عليه، فلما جاوزه خار الجذع، حتى تصدع وانشق، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر، وكان إذا صلى، صلى إليه" فلما هدم المسجد وغير، أخذ ذاك الجذع أبي بن كعب، فكان عنده حتى بلي وأكلته الأرضة، وعاد رفاتا "

 

صحيح لغيره دون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، المذكورة في آخره، فلم ترد إلا في حديث أبي، ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ولم يتابع على هذه القصة، ولم يرد ما يشهد لها، فهي ضعيفة، وباقي رجال الإسناد ثقات. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي. وأخرجه الدارمي (36) عن زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/251-252، وابن ماجه (1414) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4176) من طرق عن عبيد الله بن عمرو، به. وأخرجه الشافعي 1/143، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/67 عن إبراهيم الأسلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. وسيأتي برقم (21252) و (21260) . ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (5886) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

قلنا: وقد جاء في بعض هذه الشواهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يدفن الجذع، روي ذلك في حديث أبي سعيد الخدري عند الدارمي (37) ، وابن أبي شيبة 11/486، وحديث أنس بن مالك عند الدارمي (41) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4179) ، وابن خزيمة (1777) ، وإسناده حسن، وحديث سهل بن سعد عند الطحاوي (4196) ، وحديث ابن عباس عند البيهقي في "الدلائل" 2/558. وهذه القصة أصح من قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، وجمع بينهما الطحاوي في "شرح المشكل" 10/390، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/603 بأن أبيا أخذه بعدما دفن. والأولى تضعيف حديث عبد الله بن محمد ابن عقيل لمخالفته.

 

(21260) 21580- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الشَّاشِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاَثِينَ وَمِئَتَيْنِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، يَعْنِي الرَّقِّيَّ أَبَا وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا ، وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى جَنْبِ ذَلِكَ الْجِذْعِ ، فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، حَتَّى تَرَى النَّاسَ ، أَوْ قَالَ : حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ ، وَحَتَّى يَسْمَعَ النَّاسُ خُطْبَتَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَصَنَعُوا لَهُ ثَلاَثَ دَرَجَاتٍ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يَقُومُ ، فَصَغَى الْجِذْعُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : اسْكُنْ ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : هَذَا الْجِذْعُ حَنَّ إِلَيَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْكُنْ ، إِنْ تَشَأْ غَرَسْتُكَ فِي الْجَنَّةِ ، فيَأْكُلُ مِنْكَ الصَّالِحُونَ ، وَإِنْ تَشَأْ أُعِيدُكَ كَمَا كُنْتَ رَطْبًا فَاخْتَارَ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُفِعَ إِلَى أُبَيٍّ ، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى أَكَلَتْهُ الأَرَضَةُ. (5/138)

 

إسناده ضعيف، فقد تفرد به عبد الله بن محمد بن عقيل بهذه السياقة، وحديثه ضعيف فيما يتفرد به. وعيسى بن سالم وثقه الخطيب، ونقل الحافظ في "التعجيل" توثيقه عن ابن أبي حاتم، ولم نره في ترجمته في "الجرح والتعديل" 3/278، ولم يعرفه ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" ص 345، وقال الحسيني كما في "التعجيل": فيه نظر. وابن أبي بن كعب هو الطفيل كما في روايات الحديث الأخرى، وهو وعبيد الله الرقي ثقتان. وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (306) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/67 من طريق عيسى بن سالم، به. ولقوله في آخر الحديث: "إن تشأ غرستك..." شاهد ضعيف من حديث بريدة عند الدارمي (32) ، وفي إسناده صالح بن حيان القرشي الكوفي، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه، فرواه على وجه آخر، فجعله من حديث عائشة، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2271) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (310) ، وفي آخره عندهما: فسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم" فغار الجذع فذهب. وأصل القصة صحيح دون هذه الزيادة، ودون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع، انظر (21248) .

 

وروى الدارمي في سننه:

 

41 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار ثنا إسحاق بن أبي طلحة حدثنا أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي فقال ألا اصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله صلى الله عليه و سلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه و سلم سكن ثم قال أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفن

 

إسناده صحيح

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

32408- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ إلَى جِذْعٍ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ ، فَقَالَ : أَصْنَعُ لَك مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ ، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ فَخَطَبَ حَنَّ الْجِذْعُ حُنَيْنَ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا ، فَنَزَلَ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُ إلَيْهِ ، فَسَكَنَ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُدْفَنَ ، وَيُحْفَرَ لَهُ.

 

نموذج لخرافة غير معقولة أبدًا ولا يصدقها عقل، لا يوجد لدى النبات من الأصل وعي ليقوم بشيء مماثل، ناهيك عن أن جذع الخشب المقطوع ميت كذلك لا حياة فيه. ولا يوجد للنبات أحبال صوتية لإحداث الصوت ولا وعي وإدراك بالأشخاص. وإذا سألتهم فأين هذا الجذع الخرافي لنرى هذه المعجزة العظيمة فيهدينا الله للإيمان والخرافة، قالوا لك إجابتين مختلفتين للتهرب: رواية تقول أنه دفنه محمد، والأخرى أنه أكلته الأرضة (حشرة النمل الأبيض) عند أبي بن كعب، هذا التناقض في مصير الجذع المزعوم يكشف لك الكذب والخرافة. ولم يكن المرء يحتاج تناقضًا نصيًّا ليعرف ذلك، والمهم أن يتهربوا بأي حجة من تقديم معجزة مما زعموه. للإنسان عقله فليستعمله ليميز الصدق من الدجل. ولو أنهم قدموا معجزة واحدة من آلاف المعجزات الخرافية التي تحكيها كتبهم للبشر لآمن الجميع بالإسلام، ولما كان الأمر متعلقًا بالإيمان بغيب وخرافة، فأي غيب سيكون بعد جذع يصدر صوتًا وسحلية وحمار يتكلمان وشجرة تمشي من هذه الخرافات التي في كتبهم؟!

 

الزعم بأن أي أحداث تحدث هي معجزة لمحمد

 

روى البخاري:


4821 - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنْ الْجَهْدِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } قَالَ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ قَالَ لِمُضَرَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ فَسُقُوا فَنَزَلَتْ { إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } فَلَمَّا أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } قَالَ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ

 

4774 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ فَفَزِعْنَا فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَالَ مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ لَا أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ } وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنْ الْإِسْلَامِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ فَقَرَأَ { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ إِلَى قَوْلِهِ عَائِدُونَ } أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى } يَوْمَ بَدْرٍ وَ { لِزَامًا } يَوْمَ بَدْرٍ { الم غُلِبَتْ الرُّومُ إِلَى سَيَغْلِبُونَ } وَالرُّومُ قَدْ مَضَى

 

ورواه مسلم 2798 وأحمد 4206 و3613 والبخاري 4824 و1007 و1020 و4774 و4693 و4774 و4809 و4823

 

وروى أحمد:

 

3613 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] إِلَى آخِرِهَا: يَغْشَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُخَانٌ يَأْخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ، حَتَّى يُصِيبَهُمْ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ عَلِمَ عِلْمًا، فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ، أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ "، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَنْظُرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 11] ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} [الدخان: 15] فَلَمَّا أَصَابَهُمُ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَادُوا، فَنَزَلَتْ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16] يَوْمَ بَدْرٍ

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبَيح أبو الضحى الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (4821) ، ومسلم (2798) (40) ، والنسائي في "الكبرى" (11481) -وهو في "التفسير" (501) -، والطبراني في "الكبير" (9047) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (293) ، والحميدي (116) ، والبخاري (1020) و (4693) و (4774) و (4809) و (4823) ، ومسلم (2798) (40) ، والطبري في "تفسيره" 25/111، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/419-420، وابن حبان (6585) ، والطبراني في "الكبير" (9046) و (9048) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (369) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/324-325، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4104) و (4206) .

قوله: "كهيئة الدخان": من ضعف بصره بسبب الجوع.

قال الحافظ في "الفتح" 8/572: وهذا الذي أنكره ابن مسعود قد جاء عن علي، فأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث، عن علي، قال: "آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد" . ويؤيد كون آية الدخان لم تمض ما أخرجه مسلم من حديث أبي شريحة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة . . ." الحديث .

 

تفسير الفساد والمجاعات والكساد التجاري كظواهر لها أسبابها الطبيعية والاقتصادية على أنها غضب إلهي أو معجزة وآية لمحمد بزعمهم أمر معتاد منذ القدم عندهم. وهكذا يفسرون اليوم حدوث الزلازل والبراكين والعواصف والفيضانات العنيفة، وهذه تفاسير غير علمية وخرافية. والتفسير هنا للنص خرافي لأن الحديث عن الدخان مقتبس من سفر رؤيا يوحنا في الإنجيل وهو كما نفهم من نص القرآن في سياقه يوم القيامة الخرافي أو قبله بقليل كعلامة كبرى حسب الميثيولوجيا. وهذا نموذج للتحريف بالتفسير المتلاعب، وروى عبد الرزاق في تفسيره:

 

نا عبد الرزاق قال أنا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال آية الدخان لم تمض بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وينتفخ الكافر حتى ينقد

 

 عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرني ابن أبي مليكة أو سمعته يقول دخلت على ابن عباس يوما فقال لي لم أنم البارحة حتى أصبحت فقلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت الدخان قد طرق فوالله ما نمت حتى أصبحت

 

وروى مسلم:

 

[ 2901 ] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحدهم في العاشرة نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم وقال الآخر وريح تلقى الناس في البحر

 

نبوءة فشلت

 

روى مسلم:

 

[ 2911 ] حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال سمعت عمر بن الحكم يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه قال مسلم هم أربعة إخوة شريك وعبيد الله وعمير وعبد الكبير بنو عبد المجيد

 

وروى أحمد:

 

8364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ: جَهْجَاهُ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري. وأخرجه مسلم (2911) (61) ، والترمذي (2228) ، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 233 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، به.

 

لم يعد هناك موالي ولا أي من هذه التصنيفات العربية الإسلامية العنصرية للبشر، حيث كانوا يسمون الغير عرب وحلفاء القبائل العديدين فيهم بالموالي، وكذلك يسمون العبيد المستعبَدين والمعتقين المحرَّرين بالموالي، ولم تتحقق هذه الأسطورة المضحكة العجيبة التي قال بها بعضهم، يبدو أن نصوص كهذه كانت نصوصًا للثورة ضد ظلم العرب وعنصريتهم وعنجهيتهم، لكن لا شك حكم العرب كثيرٌ من غير العرب كالمماليك والسلاجقة الأتراك والأتراك العثمانين وقبلهم الدولة العباسية في الفترة الثانية وبها كان نفوذ غير العرب.

 

وكذلك مثل هذه النبوءة أخرى عن رجل من قحطان يعني العرب اليمنيين سيحكم العرب، ولم تتحقق كما نعلم، وقد اندثرت هذه الأنساب ولم يعد لها كبير قيمة اليوم، فهي ككيانات قبلية لم يعد لها وجود ووحدة جامعة. روى البخاري:

 

7117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ

 

7139 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ فَغَضِبَ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا تُوثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ تَابَعَهُ نُعَيْمٌ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ

 

ورواه مسلم 2910 وأحمد 9405 م و16852

 

وهذه الأحاديث قيلت لدعم وتأييد أطراف معينة وبناء حلم لها، لذلك كان يرددها عبد الله بن عمرو بن العاص كمعارض للأمويين لفسادهم مع أنه رجل منهم من نفس الأسرة والبطن (الفرع) القرشي الأموي. كمثال الصراع بين القبائل القيسية واليمنية في الزمن القديم كان صراعًا طويلًا راسخًا امتد لمناطق كثيرة من امبراطورية الإسلام، والحكام كانوا يستبعدون اليمنيين كقوة حضارية لها اعتبارها ويتجاهلونهم. هذا الحديث شبيه إلى حد ما بأسطورة اليهود عن المسيح المنتظر من نسل داوود والمهدي المنتظر عند المسلمين، ويحتمل أن للأسطورة أصلًا قبل إسلامي، فينقل لنا ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري عن كتاب (التيجان في ملوك حمير وحضرموت) وهو كتاب موجود متوفر كذلك:

 

ثُمَّ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ التِّيجَانِ لِابْنِ هِشَامٍ مَا يُعْرَفُ مِنْهُ إِنْ ثَبَتَ اسْمُ الْقَحْطَانِيِّ وَسِيرَتُهُ وَزَمَانُهُ فَذَكَرَ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ عَامِرٍ كَانَ مَلِكًا مُتَوَّجًا وَكَانَ كَاهِنًا مُعَمِّرًا وَأَنَّهُ قَالَ لِأَخِيهِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الْمَعْرُوفِ بِمُزَيْقِيَا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ إِنَّ بِلَادَكُمْ سَتُخَرَّبُ وَإِنَّ لِلَّهِ فِي أَهْلِ الْيَمَنِ سَخْطَتَيْنِ وَرَحْمَتَيْنِ فَالسَّخْطَةُ الْأُولَى هَدْمُ سُدِّ مَأْرَبٍ وَتَخْرَبُ الْبِلَادُ بِسَبَبِهِ وَالثَّانِيَةُ غَلَبَةُ الْحَبَشَةِ عَلَى أَرْضِ الْيَمَنِ وَالرَّحْمَةُ الْأُولَى بَعْثَةُ نَبِيٍّ مِنْ تِهَامَةَ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ يُرْسَلُ بِالرَّحْمَةِ وَيَغْلِبُ أَهْلَ الشِّرْكِ وَالثَّانِيَةُ إِذَا خَرِبَ بَيْتُ اللَّهِ يَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ فَيُهْلِكُ مَنْ خَرَّبَهُ وَيُخْرِجُهُمْ حَتَّى لَا يَكُونَ بِالدُّنْيَا إِيمَانٌ إِلَّا بِأَرْضِ الْيَمَنِ انْتَهَى.

 

لو استثنينا خرافة ذكر محمد فلعل للخرافة أصلًا قديمًا ما محتملًا.

 

تلفيق النبوءة المزعومة عن دعوتي مسلمة الحنفي والأسود العنسي

 

وأكثر الأحاديث المسماة صحيحة الإسناد تزعم تنبؤ محمد بشخصين يتنبآن ويدعيان النبوة بعد موته، وإن كان الأمر كذلك فقد كان هناك كذلك غير مسلمة الحنفي والأسود العنسي، طلحة بن خويلد الأسدي وسجاح وغيرهما، بالتالي تكون نبوءة ناقصة وفاشلة، لكني وجدت أن الأصح أنهما خرجا وظهرا في عصر محمد،  أحدهما منذ ما قبل دعوة محمد وهو مسلمة الحنفي، والآخر العنسي وهو تافه الأقكار وذو شأن حقير تافه ظهر في آخر حياة محمد، والخبر الأصح كما حكاه أحمد بن حنبل يدل على أنها كانت خاطرة من العقل الباطن لمحمد وليست نبوءة بمستقبل:

 

8249 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (1) مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ " (2)

 

(1) هكذا في (م) و (ظ 3) ، وفي بقية النسخ: سوارين، وهي رواية مسلم، وعليه تضبط "فَوَضَعَ" على البناء للمعلوم.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4375) و (7037) ، ومسلم (2274) (22) ، والبيهقي في " السنن الكبرى" 8/175، وفي "دلائل النبوة" 5/335، والبغوي (3297) .

وقد سلف هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2373) وبيَّنَّا هناك أن الذي حدث به ابنَ عباس هو أَبو هريرة.

وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (8460) .

"صاحب صنعاء" أي: العنسي، واسمه الأسود، وكان يقال له: ذو الحمار؛ لأنه علم حماراً، إذا قال له: اسجد، يخفض رأسه، قتله فيروز باليمن.

"وصاحب اليمامة" مسيلمة.

واليمامة: هي اليوم واحة في المملكة العربية السعودية من بلاد نجد تدعى العارض من أهم مدنها: العيينة، والدرعية.

 

8460 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ، وَالْآخَرَ الْعَنْسِيُّ " (4)

 

(3) في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا، والمثبت من (ظ3) و (ل) .

(4) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب.

وأخرجه ابن أبي شيبة 11/58، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3922) ، وابن حبان (6653) عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد.

وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8530) . وانظر ما سلف برقم (8249) .

 

ورواه البخاري:

 

7036 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُوتِيتُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ

 

كان الاثنان يشكلان ما يشبه كماشة عسكرية خطيرة على امبراطوريته الناشئة وهذا كان مصدر خوفه إذن فهو (بينهما). وهذه الحكاية هكذا أصح وأكثر معقولية من خرافة تنبؤ محمد بالمستقبل بدون سابق معرفة ن قارن مع ما روى أحمد:

 

2373 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي ذَكَرَ ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ لِي أَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (3) مِنْ ذَهَبٍ، فَفَظِعْتُهُمَا، فَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُ كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: " أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ " (4)

 

(2) لفظة "أن" سقطت من (م) ، وهي ثابتة في أصولنا الخطية المعتمدة.

(3) في (ظ9) و (ظ14) : وضع في يدي سوارين.

(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي.

وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7043) ، والنسائي في "الكبرى" (7648) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري زاد في إسناده بين صالح بن كيسان وبين عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عبدَ الله بن عُبيدة بن نَشِيط، وهو من المزيد في متصل الأسانيد.

وأما قول ابن عباس فيه: "ذُكر لي" فقد جاء من غير هذا الطريق أن الذي حدثه بذلك هو أبو هريرة فقد أخرجه البخاري (3621) و (4374) ، ومسلم (2274) ، والترمذي (2292) ، والنسائي (7649) ، وابن حبان (6654) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/334 من طريق نافع بن جبير، عن ابن عباس قال: أخبرني أبو هريرة... فذكره. وسيأتي في "المسند" 9/312 من طريق همام بن منبه، و338 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.

قوله: "ففُظعتهما"، أي: استعظمتهما وخفتهما.

وقوله: "فأولته كذابين يخرجان"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه العراقي في "طرح التثريب" 8/217: إنما تأول ذلك -والله أعلم فيهما- لَما كان السواران في اليدين جميعاً من الجهتين، وكان حينئذٍ النبي بينهما، وتأول السوارين على الكذابين ومن ينازعه الأمرَ، لوضعهما غيرَ موضعهما، إذ هما من حلي النساء، وموضعهما أيديهن لا أيدي الرجال، وكذلك الكذب والباطل هو الإخبار بالشيء على غير ما هو عليه، ووضع الخبر على غير موضعه، مع كونهما من ذهب وهو حرام على الرجال، ولما في اسم السوارين من لفظ السور لقبضهما على يديه وليسا من حليته، ولأن كونهما من ذهب إشعار بذهاب أمرهما، وبطلان باطلهما.

 

وروى البخاري:

 

3621 - فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ

 

4373 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ أُرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا أَرَيْتُ فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنْ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِي أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ

 

وروى أحمد:

 

2373- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، قَالَ : قَالَ عُبَيْدُ اللهِ ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّتِي ذَكَرَ ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ذَكَرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَفَظِعْتُهُمَا ، فَكَرِهْتُهُمَا ، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا ، فَأَوَّلْتُهُ كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ قَالَ عُبَيْدُ اللهِ : أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ ، وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ.

 

وانظر مسلم 2273 و2274.

 

نبوآت مزعومة مكتوبة بعد الانتهاء من الأحداث بقرون لمباركة أعمال العنف

 

روى مسلم:

 

[ 2889 ] حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا

 

رواه أحمد 17115

 

[ 2900 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال ثم قلت لعله نجي معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه قال فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله قال فقال نافع يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم

 

روى أحمد:

 

1540 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه نافع بن عتبة، فمن رجال مسلم وحده. حسين: هو ابن علي الجُعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الصمد؟ هو ابن عبد الوارث. وهذا الحديث والذي بعده ليسا من مسند سعد، وإنما هما من مسند نافع بن عتبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/146-147، وعنه ابن ماجه (4091) ، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثاني" (642) عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وسيأتي تمام تخريجه في مسند نافع بن عتبة من "المسند" 4/337. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/81 - 82 عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة.

 

15988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ، أَنَّ طَلْحَةَ حَدَّثَهُ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَلَيْسَ لِي بِهَا مَعْرِفَةٌ، فَنَزَلْتُ فِي الصُّفَّةِ مَعَ رَجُلٍ فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ: " لَوْ وَجَدْتُ خُبْزًا، أَوْ لَحْمًا لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، أَمَا إِنَّكُمْ تُوشِكُونَ أَنْ تُدْرِكُوا، وَمَنْ أَدْرَكَ ذَاكَ مِنْكُمْ أَنْ يُرَاحَ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ ، وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَمَكَثْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْبَرِيرَ ، حَتَّى جِئْنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَاسَوْنَا وَكَانَ خَيْرَ مَا أَصَبْنَا هَذَا التَّمْرُ.

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، وأبي حرب- وهو ابن أبي الأسود- فمن رجال مسلم، وأبو حرب قيل: اسمه محجن، وقيل: عطاء. وصحابيه طلحة- وهو ابن عمرو البصري- لم تقع له رواية في شيء من الكتب الستة، وليس له غير هذا الحديث. وأخرجه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 3/90 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1434) و (1435) ، والبزار (3673) ، وابن حبان (6684) ، والطبراني في "الكبير" (8160) و (8161) ، والحاكم 3/15 و4/548، وأبو نعيم في "الحلية" 1/374 من طرق عن داود بن أبي هند، به. قال البزار: وطلحة هذا سكن البصرة، وهو طلحة بن عمرو، ولم يرو إلا هأءا الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وزاد الحاكم 4/549: قال داود: قال لي أبو حرب: يا داود هل تدري ما كان أستار الكعبة يومئذ؟ قلت: لا. قال: ثيابٌ بيضٌ كان يُؤتى بها من اليمن. وزاد البزار وأبو نعيم: الخُنُف: برودٌ شبه اليمانية. وفي الباب عن أبي جحيفة عند البزار (3671) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/323، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير عبد الجبار بن العباس وهو ثقة. وعن ابن مسعود عند البزار (3672) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/323، وقال: رواه البزار وإسناده جيد.

قال السندي: قوله: "وتخرَّقت عنا الخُنف" ضبط بضمتين في "النهاية" جمع خَنِيف، وهو نوعٌ غليظ من أردإ الكتان، أراد ثياباً تُعمل منه كانوا يلبسونها. "ومَنْ أدرك ذاك منكم" خبره مقْدر، أي: فقد كفاه أو نحو ذلك، والجملة معترضة. وقوله: "أن يُراح" على بناء المفعول، بدلٌ من قوله: "أَن تُدركوا" إن فَتَح همزة "أن" في "أَنْ تُدْرِكوا" وإن كسرها على أنها حرف شرط فقولُه: "أن يُراح" خبر "توشكون". "بالجفان"- بكسر الجيم-، جمع جَفْنَة- بفتح فسكون-: وهي القصعة الكبيرة. وذكر الحديث في "الإصابة" بلفظ: "أما أنكم تُوْشكون" لا يخلو عن بُعد.  "إلا البَرِير": هو ثمر الأراك إذا اسودَّ وبلغ، وقيل: هو اسم له في كل حال.

 

روى البخاري:

 

3596 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنِّي فَرَطُكُمْ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ إِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ خَزَائِنَ مَفَاتِيحِ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ بَعْدِي أَنْ تُشْرِكُوا وَلَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا

 

ورواه البخاري 344 و4085 و6426 و6590 ومسلم 2296 وأحمد 17344 و17397 و17402

 

2894 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا فِي بَيْتِهَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُضْحِكُكَ قَالَ عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ أَنْتِ مِنْهُمْ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَيَقُولُ أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ فَتَزَوَّجَ بِهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَخَرَجَ بِهَا إِلَى الْغَزْوِ فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرِّبَتْ دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَوَقَعَتْ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا

 

ورواه أحمد 27032 و27377 و27378

 

هذه غزوة على قبرس أو رودس كما يبدو من الجزر التابعة آنذاك لبيزنطة، وبعضها اليوم يتبع اليونان.

 

وذكروا عن فتح أقاليم فارس (إيران) كما روى البخاري:

 

3590 - حَدَّثَنِي يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكَرْمَانَ مِنْ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ فُطْسَ الْأُنُوفِ صِغَارَ الْأَعْيُنِ وُجُوهُهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ تَابَعَهُ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

 

ورواه أحمد 7263 و8240 و8241

 

قالوا في التفسير وكتب الجغرافيا: وخوز بلاد الأهواز وتستر وكرمان بين خراسان وبحر الهند. لاحقًا صاروا يدعون ويروجون للجاهلين غير المتفكرين والمدققين من جهال العامة ممن لا يحاولون قراءة الكتب ومعرفة المقصود بأسماء هذه الأماكن أنها نبوءة عن حرب المسلمين مع المنغوليين (المغول) التي حدثت لاحقًا بعد موت محمد بقرون وأنها نبوءة معجزة له. هؤلاء لا يخجلون من الكذب وتلفيق الأساطير وحتى الكذب على محمد نفسه.

 

تحريضات في شكل نبوآت

 

روى البخاري:


3618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

 

3176 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ

 

وروى أحمد:

 (18957) 19165- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، (قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ) ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا ، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ . قَالَ : فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي ، فَحَدَّثْتُهُ ، فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ. (4/335)

 

(22335) 22691- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي هَمَّامٍ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَوَقَفَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي اللَّيْلَةَ الْكَنْزَيْنِ : كَنْزَ فَارِسَ وَالرُّومِ ، وَأَمَدَّنِي بِالْمُلُوكِ مُلُوكِ حِمْيَرَ الأَحْمَرَيْنِ ، وَلاَ مَلِكَ إِلاَّ الِلَّهُ ، يَأْتُونَ يَأْخُذُونَ مِنْ مَالِ اللهِ ، وَيُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَالَهَا ثَلاَثًا.(5/272).

 

6645- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً : الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً : قُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً ، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ.

 

(15862) 15956- حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ ، قَالَ : أَصَبْتُ جَرَّةً حَمْرَاءَ فِيهَا دَنَانِيرُ ، فِي إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ فِي أَرْضِ الرُّومِ ، قَالَ : وَعَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، يُقَالُ لَهُ : مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ بِهَا يَقْسِمُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَعْطَانِي مِثْلَ مَا أَعْطَى رَجُلاً مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ نَفْلَ إِلاَّ بَعْدَ الْخُمُسِ إِذًا لأَعْطَيْتُكَ ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ فَعَرَضَ عَلَيَّ مِنْ نَصِيبِهِ فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ ، قُلْتُ : مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْكَ. (3/470)

 

(17734) 17886- حَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ تَعْجِزُ هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.(4/193).

 

144- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي أَرْضِ الرُّومِ ، فَوُجِدَ فِي مَتَاعِ رَجُلٍ غُلُولٌ ، فَسَأَلَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ ، عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ وَجَدْتُمْ فِي مَتَاعِهِ غُلُولاً فَأَحْرِقُوهُ ، قَالَ : وَأَحْسَبُهُ قَالَ : وَاضْرِبُوهُ قَالَ : فَأَخْرَجَ مَتَاعَهُ فِي السُّوقِ ، قَالَ : فَوَجَدَ فِيهِ مُصْحَفًا ، فَسَأَلَ سَالِمًا فَقَالَ : بِعْهُ وَتَصَدَّقْ بِثَمَنِهِ.

 

(15648) 15733- حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : نَزَلْنَا عَلَى حِصْنِ سِنَانٍ بِأَرْضِ الرُّومِ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا ، فَضَيَّقَ النَّاسُ الطَّرِيقَ ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى : مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلاً ، أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلاَ جِهَادَ لَهُ. (3/440)

 

4146- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، جَاءَتِ السَّاعَةُ قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ ، وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ، قَالَ : عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ ، وَنَحَّى بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ ، قُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ ، قَالَ : فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا ، فَيَفِيءَ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ ، نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً ، إِمَّا قَالَ : لاَ يُرَى مِثْلُهَا ، وَإِمَّا قَالَ : لَمْ نَرَ مِثْلَهَا ، حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا ، قَالَ : فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِئَةً ، فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ ؟ قَالَ : بَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ : أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَيُقْبِلُونَ ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ. (1/435)

(16826) 16951- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ هُوَ الْقُرْقُسَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا ، وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ ، فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ، ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَقُومُ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ ، وَيَقُولُ : أَلاَ غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلاَحِمُ ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ ، فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً ، مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ آلاَفٍ.(4/91).

 

(21992) 22342- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ ، حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : مَوْتِي ، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَمَوْتٌ يَأْخُذُ فِي النَّاسِ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ، وَفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُهَا بَيْتَ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَأَنْ يُعْطَى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطَهَا ، وَأَنْ تَغْدِرَ الرُّومُ فَيَسِيرُونَ فِي ثَمَانِينَ بَنْدًا ، تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. (5/228)

 

(23157) 23544- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا ، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا فَتُنْصَرُونَ ، وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا ، فَيَقُولُ : غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ ، وَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ.(5/371).

 

(23157) 23544- حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : سَتُصَالِحُكُمُ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا ، ثُمَّ تَغْزُونَ وَهُمْ عَدُوًّا فَتُنْصَرُونَ ، وَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ، ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ صَلِيبًا ، فَيَقُولُ : غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ ، وَيَجْمَعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ.(5/371).

(18023) 18186- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ قَالَ : بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ لَهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكُمُ الرُّومُ ، وَإِنَّمَا هَلَكَتُهُمْ مَعَ السَّاعَةِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَلَمْ أَزْجُرْكَ عَنْ مِثْلِ هَذَا.(4/230).

 

(22487) 22854- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، أَنَّ ابْنَ زُغْبٍ الإِيَادِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ : نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَوَالَةَ الأَزْدِيُّ فَقَالَ لِي : وَإِنَّهُ لَنَازِلٌ عَلَيَّ فِي بَيْتِي بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَقْدَامِنَا لِنَغْنَمَ ، فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا ، وَعَرَفَ الْجَهْدَ فِي وُجُوهِنَا فَقَامَ فِينَا فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفَ ، وَلاَ تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا ، وَلاَ تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ . ثُمَّ قَالَ : لَيُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ أَوِ الرُّومُ وَفَارِسُ حَتَّى يَكُونَ لأَحَدِكُمْ مِنَ الإِبِلِ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنَ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنَ الْغَنَمِ حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا . ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ، أَوْ هَامَتِي ، فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلاَفَةَ قَدْ نَزَلَتِ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلاَزِلُ وَالْبَلاَيَا وَالأُمُورُ الْعِظَامُ ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ.(5/288).

 

وروى مسلم:

 

[ 2889 ] حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن حماد بن زيد واللفظ لقتيبة حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا

 

الكنزين الأحمر والأبيض: فسروها بفارس والروم، أو الذهب والفضة. ورواه أحمد 17115

 

[ 2897 ] حدثنا زهير بن حرب حدثنا معلى بن منصور حدثنا سليمان بن بلال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته

 

[ 2899 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر كلاهما عن بن علية واللفظ لابن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن يسير بن جابر قال هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام فقال عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام قلت الروم تعني قال نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة إما قال لا يرى مثلها وإما قال لم ير مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ قال بن أبي شيبة في روايته عن أسير بن جابر

[ 2898 ] حدثني حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن عبد الكريم بن الحارث حدثه أن المستورد القرشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المستورد قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال عمرو لئن قلت ذلك إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأجبر الناس عند مصيبة وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم

 

[ 2543 ] حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب أخبرني حرملة ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب حدثني حرملة وهو بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها

 

المسلمون استماتوا في تحقيق هذه التحريضات، لأنهم اعتبروا أن عدم تحققها معناه إخفاق نبوة محمد، وقد أخذ احتلال بيزنطة القسطنطينية منهم وقتًا أطول، على يد محمد الفاتح العثماني التركي الذي ترَّكَ هو وخلفاؤه اللسان اليوناني البيزنطي وجعلوا اللغة هي التركية بدلًا منها. كان انتشار الإسلام كديانة مناسبة للبدو والهمج القائمين بالغارات في بلدان المشرق ومنهم السلاجقة والترك معناه أن بيزنطة أصبحت مهددة ومحاصرة من هؤلاء. ومنذ زمن معاوية الأموي كانت محاولات احتلال واقتحام بيزنطة، وكانوا أحيانًا يأخذون أجزاء من حدودها أو جزرًا تابعة لها كصقلية ورودس. مع ذلك وردت أحاديث احتياطية لأنهم خافوا من الفشل آنذاك قالت أنها سيفتحها المهدي المنتظر وأن المسلمين في آخر الزمان سيحاربون الروم! ولما وجدوا اليوم أنها نبوءة فاسدة لأن محمد الفاتح هو من اقتحمها وأسلمها، وأن قومها اليوم مسلمون، حاولوا التبرير بالعقلية الإرهابية أنها وإن كان أهلها مسلمين لكنها تحكم بالعلمانية اليوم لذلك سيفتحها المهدي من جديد! يعني يبررون محاربة المسلم المعتدل العلماني وقتله في القتال! وكذلك الحديث الصحيح ذكر رفع الرجل الرومي للصليب! يعني الحديث يتكلم عن روم شرقيين مسيحيين، الروم الشرقيون البيزنطيون الأرثوذكس قديمًا صاروا منذ زمن طويل أتراكًا مسلمين كما ترى وعثمانيوهم ومواطنوهم المتتركين بالتركية كلغة وهوية حكموا لفترة العالم العربي والإسلامي كله تقريبًا عدا الهند وفارس وأماكن أخرى، وكان منهم المعقول في حكمه كالسلطان سليم الأول ومن بعدهم ازدادوا فسادًا حتى انهار حكمهم وقامت جماعة تركيا الفتاة والاتحاد والترقي وخلعوا السلطان الأخير عبد الحميد الثاني. سنة التاريخ أن الامبراطورية التي لا تنهار لا تقوم من جديد، كما حدث مع مصر وبابل وآشور وميديا وعيلام وفارس واليونان والروم الغربيين (إيطاليا) والشرقيين (بيزنطة تركيا حاليًّا)، لذلك لا نتوقع حدوث نهضة للعرب والمسلمين تجعلهم يبنون امبراطورية إرهابية جديدة، لاختلاف ظروف التاريخ واعتماد حروب اليوم على العلوم الحديثة واتفاقهم على ألا يتفقوا ولو لتحقيق كرامتهم وحقوقهم ناهيك عن العدوان على آخرين! ومن المستحيل عليهم اليوم إستراتيجيًّا اقتحام دولة كفرانس أو إيتالي خاصة إيتالي (إيطاليا) لأجل الحدود البحرية الحامية لها، فلا اتصال أرضي لها مع بلدان العرب، وأمركا كذلك أكثر منعة وقوة هي وبريطانيا ويُعتقَد أن أستراليا ونيوزيلاند الأكثر أمانًا لعزلهما بالمحيط وغيرهن.

 

لقد حلم المسلمون بسبب انتشار الإسلام السريع في الشرق آنذاك أن فاتحي روما (إيطاليا) سيكونون هم أنفسهم من الروم أو الغربيين، لكن الواقع الحالي لارتفاع ثقافة العلمانية والعلوم الحديثة والوعي بنصوص وتاريخ الإسلام كديانة إرهابية ذات تشريعات معيبة ينفي احتمال حدوث انتشار كبير حقيقي في الغرب أو حكم الغرب به، فثقافتنا العلمانية الإلحادية كفيلة بسحق الأسلمة هناك لأنها تكون قوية جدًّا مع نور العلم والثقافة وجودة الحياة، وهو الحاصل المتوفر في الغرب، وتكون بلا قوة في دول الجهل والتخلف وعدم التعلم والتثقف والقراءة، وروى مسلم:

 

[ 2920 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن ثور وهو بن زيد الديلي عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر قالوا نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بنى إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها قال ثور لا أعلمه إلا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون

 

الحديث طبعًا مستوحى من الخرافة اليهودية في سفر يشوع 6 من التاناخ (الكتاب المقدس العبراني) عن احتلال اليهود لأريحا الفلسطينية.

 

وروى أحمد حديثًا آخر للتحريض على احتلال دولة الهند، لكن على حد علمي معظم ما نجح الهرب فيه هو احتلال باكستان السند التي كانت تابعة لها وليس الهند، أما الهند فحكمها لقرون الأفغان المسلمون ثم المغول المسلمون:

 

22396 - حدثنا أبو النضر، حدثنا بقية، حدثنا عبد الله بن سالم، وأبو بكر بن الوليد الزبيدي، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان بن عامر الوصابي، عن عبد الأعلى بن عدي البهراني، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم "

 

حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل بقية -وهو ابن الوليد- لكنه قد توبع، وباقي رجاله موثقون غير أبي بكر بن الوليد الزبيدي، فهو مجهول الحال، لكن تابعه عبد الله بن سالم -وهو الأشعري الحمصي، وهو ثقة- . أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي مولاهم . وأخرجه النسائي 6/42-43 من طريق أسد بن موسى، عن بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1851) من طريق حيوة بن شريح، عن بقية، عن عبد الله بن سالم وحده، به . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/72، والطبراني في "الأوسط" (6737) ، وفي الشاميين (1851) ، وابن عدي في "الكامل" 2/583، وابن عساكر 15/197 من طريق الجراح بن مليح البهراني، عن محمد بن الوليد الزبيدي، به .

 

التحريض على العنف في شكل معجزات أسطورية تُحكى:

 

قال ابن اسحاق: وحُدثت عن سلمان الفارسي، أنه قال: ضربت في ناحية من الخندق، فغلظت عليّ صخرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني، فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علىَّ، نزل فأخذ المِعْوَل من يدي، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة، قال: ثم ضرب به ضربة أخرى، فلمعت تحته برقة أخرى. قال: ثم ضرب به الثالثةَ، فلمعت تحتَه برقة أخرى. قال: قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما هذا الذي رأيت لمع تحت المِعْوَل وأنت تضرب؟ قال: أوَقَدْ رأيتَ ذلك يا سلمانُ؟ قال: قلت نعم، قال: أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن، وأما الثانية فإن الله فتح علىَّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق. " قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول - حين فُتحت هذه الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده -:افتتحوا ما بدا لكم، فوالذى نفس أبي هريرة بيده، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلاوقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحَها قبلَ ذلك.

 

وروى الواقدي كذلك:

 

وَحَدّثَنِى أُبَىّ بْنُ عَبّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّهِ، قَالَ: كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِ ÷ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَأَخَذَ الْكَرْزَنَ وَضَرَبَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ ÷ حَجَرًا فَصَلّ الْحَجَرَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ مِمّ تَضْحَكُ؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “أَضْحَكُ مِنْ قَوْمٍ يُؤْتَى بِهِمْ مِنْ الْمَشْرِقِ فِى الْكُبُولِ يُسَاقُونَ إلَى الْجَنّةِ وَهُمْ كَارِهُونَ”.

فَحَدّثَنِى عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْحُكْمِىّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ، رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ، يَضْرِبُ يَوْمَئِذٍ بِالْمِعْوَلِ فَصَادَفَ حَجَرًا صَلْدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِ ÷ مِنْهُ الْمِعْوَلَ وَهُوَ عِنْدَ جَبَلِ بَنِى عُبَيْدٍ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَذَهَبَتْ أَوّلُهَا بَرْقَةً إلَى الْيَمَنِ، ثُمّ ضَرَبَ أُخْرَى فَذَهَبَتْ بَرْقَةً إلَى الشّامِ، ثُمّ ضَرَبَ أُخْرَى فَذَهَبَتْ بَرْقَةً نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَكُسِرَ الْحَجَرُ عِنْدَ الثّالِثَةِ. فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ يَقُولُ وَاَلّذِى بَعَثَهُ بِالْحَقّ لَصَارَ كَأَنّهُ سَهْلَةٌ وَكَانَ كُلّمَا ضَرَبَ ضَرْبَةً يَتْبَعُهُ سَلْمَانُ بِبَصَرِهِ فَيُبْصِرُ عِنْدَ كُلّ ضَرْبَةٍ بَرْقَةً فَقَالَ سَلْمَانُ: يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَيْت الْمِعْوَلَ كُلّمَا ضَرَبْت بِهِ أَضَاءَ مَا تَحْتَهُ. فَقَالَ: “أَلَيْسَ قَدْ رَأَيْت ذَلِكَ”؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ النّبِىّ ÷: “إنّى رَأَيْت فِى الأُولَى قُصُورَ الشّامِ، ثُمّ رَأَيْت فِى الثّانِيَةِ قُصُورَ الْيَمَنِ، وَرَأَيْت فِى الثّالِثَةِ قَصْرَ كِسْرَى الأَبْيَضَ بِالْمَدَائِنِ”، وَجَعَلَ يَصِفُهُ لِسَلْمَانَ فَقَالَ: صَدَقْت وَاَلّذِى بَعَثَك بِالْحَقّ إنّ هَذِهِ لَصِفَتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنّك لَرَسُولُ اللّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: “هَذِهِ فُتُوحٌ يَفْتَحُهَا اللّهُ عَلَيْكُمْ بَعْدِى يَا سَلْمَانُ لَتُفْتَحَن الشّامُ، وَيَهْرُبُ هِرَقْلُ إلَى أَقْصَى مَمْلَكَتِهِ، وَتَظْهَرُونَ عَلَى الشّامِ فَلا يُنَازِعُكُمْ أَحَدٌ، وَلَتُفْتَحَن الْيَمَنُ، وَلَيُفْتَحَن هَذَا الْمَشْرِقُ وَيُقْتَلُ كِسْرَى بَعْدَهُ”. قَالَ سَلْمَانُ: فَكُلّ هَذَا قَدْ رَأَيْت.

 

وكما نرى هذه نبوآت مكتوبة بعد انتهاء الأحداث وحكم العرب لتلك الأقاليم، فكتب الحديث والسيرة مكتوبة في العصر العباسيّ متأخرًا كما نعلم.

 

نصيحة حكيم خبير بعدم التعرض لإثيوبيا

روى أحمد:

 

23155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اتْرُكُوا الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ، فَإِنَّهُ لَا يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ إِلَّا ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ ".

 

يحتمل أنهم حاولوا دخول واحتلال إثيوبيا أو احتكوا بها فوصل لبعضهم هذه الخبرة، هذه النبوءة مناقضة للنبوآت الخرافية الأخرى عن انتشار الإسلام في كل العالم، الحكيم القائل هذا قاله لعلمه بصعوبة تضاريس إثيوبيا وكثرة من انهزموا على يد مواطنيها محاولين احتلالها، وفي العصر الحديث هزم الإثيوبيون احتلالًا إيطاليًّا على نحو رهيب، وقبلها حاول الملك فاروق أو الخديوي إسماعيل أو غيره فيما أذكر حكمها ودخولها فمني بهزيمة ساحقة.

 

 

النبوآت المزعومة

 

النبوآت المزعومة كُتِبت بعد انتهاء الأحداث بقرون طوال، وإن كان قالها حقًّا وادعاها بعض أصحاب محمد من أتباعه في الجيل الأول فهم قالوها تلفيقًا أثناء معاصرة أحداث لأهداف معينة، كالتشجيع على الفتوحات والاحتلال الإرهابي العدواني، وإضفاء شرعية دينية لم يكن لها لزوم لقتال الخوراج الأكثر تطرفًا منهم، ولدعم فريق من فرق المتقاتلين المسلمين المتنازعين على الحكم كعثمان وعلي أو معاوية...إلخ

 

إضفاء وإعطاء شرعية دينية لقتال الخوارج

 

روى البخاري:

 

3344 - قَالَ وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ قَالُوا يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا قَالَ إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمَنَعَهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ

 

3610 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ وَهُوَ قِدْحُهُ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ

 

4389 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِتْنَةُ هَا هُنَا هَا هُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ

 

5296 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْفِتْنَةُ مِنْ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ

7562 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»، قِيلَ مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: " سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ - أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ - "

 

ربط الشخص المعترض على طريقة قسمة محمد للغنائم بالخوارج هو بالطبع ربط أسطوري. وكذلك الزعم بتأييد محمد للحرب ضدهم وأنه تنبأ ضدهم وأنهم أو بعضهم سيخرجون من منطقة نجد العربية ناحية المشرق ، فكل ذلك قالوه في عصر ظهور الخوارج بعد موت محمد. وكان الخوارج يسمون أنفسهم الشراة من قوله {الذين يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله} و{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم}

 

وروى مسلم:

 

[ 1066 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبد الله بن سعيد الأشج جميعا عن وكيع قال الأشج حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة

 

[ 1066 ] وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا بن علية وحماد بن زيد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب واللفظ لهما قالا حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي قال ذكر الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال قلت آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة

 

 [ 1066 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن بن عون عن محمد عن عبيدة قال لا أحدثكم إلا ما سمعت منه فذكر عن علي نحو حديث أيوب مرفوعا

 

 [ 1066 ] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان حدثنا سلمة بن كهيل حدثني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضى الله تعالى عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضى الله تعالى عنه أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لا تكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا حتى قال مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال وقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضى الله تعالى عنه التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه فقام علي رضى الله تعالى عنه بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض قال أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال صدق الله وبلغ رسوله قال فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له

 

 [ 1066 ] حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى قالا أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قالوا لا حكم إلا لله قال علي كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم زاد يونس في روايته قال بكير وحدثني رجل عن بن حنين أنه قال رأيت ذلك الأسود

  

[ 1067 ] حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة فقال بن الصامت فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم الغفاري قلت ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا فذكرت له هذا الحديث فقال وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 [ 1068 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال سألت سهل بن حنيف هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج فقال سمعته وأشار بيده نحو المشرق قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

 

وروى أحمد وعبد الله بن أحمد:

 

• 1189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادًا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ - أَوْ ثَلاثٍ - مِنْ حَرُورَاءَ، شَذَّ مِنَّا نَاسٌ كَثِيرٌ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ، فَقَالَ: لَا يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ - قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي: " أَنَّ قَائِدَ هَؤُلاءِ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِهِ شَعَرَاتٌ، كَأَنَّهُنَّ ذَنَبُ الْيَرْبُوعِ فَالْتَمَسُوهُ " فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّا لَمْ نَجِدْهُ . فَقَالَ: الْتَمِسُوهُ، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ ثَلَاثًا، فَقُلْنَا: لَمْ نَجِدْهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: " اقْلِبُوا ذَا اقْلِبُوا ذَا " حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْكُوفَةِ فَقَالَ: هُوَ ذَا، قَالَ عَلِيٌّ: اللهُ أَكْبَرُ، لَا يَأْتِيكُمِ أَحَدٌ يُخْبِرُكُمْ مَنْ أَبُوهُ ؟، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ هَذَا مَالِكٌ، هَذَا مَالِكٌ، يَقُولُ عَلِيٌّ: ابْنُ مَنْ هُوَ

إسناده حسن، يزيد بن أبي صالح وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وقال أحمد بن حنبل: كان حسن الحديث، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص 450. وأخرجه بأطولَ مما هنا الحاكم 4/531-533 وصحح إسناده من طريق أبي قِلابة الرقاشي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه، عن يزيد بن صالح (كذا في المستدرك) ، بهذا الإسناد. وانظر (1179) .

 

626 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " ذُكِرَ الْخَوَارِجُ فَقَالَ: فِيهِمْ مُخْدَجُ الْيَدِ، - أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مُثَدَّنُ الْيَدِ -، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ . قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبى تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو السلماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/303-304، ومسلم (1066) (155) ، وابن ماجه (167) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (912) ، والبزار (539) ، وأبو يعلى (481) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18652) ، والبزار (538) من طريقين عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (166) ، والبزار (540) و (541) و (542) و (543) و (544) ، وأبو يعلى (475) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسياتي برقم (735) و (904) و (982) و (983) و (988) و (1224) و (1332) .

 

• 1179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، حَيْثُ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: " الْتَمِسُوا لِيَ الْمُخْدَجَ " فَطَلَبُوهُ فِي الْقَتْلَى، فَقَالُوا: لَيْسَ نَجِدُهُ، فَقَالَ: " ارْجِعُوا فَالْتَمِسُوا، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ " فَرَجَعُوا فَطَلَبُوهُ، فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ بِاللهِ: " مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ " فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ تَحْتَ الْقَتْلَى فِي طِينٍ، فَاسْتَخْرَجُوهُ فَجِيءَ بِهِ فَقَالَ أَبُو الْوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ ثَدْيٌ، قَدْ طَبَقَ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ

 

إسناده صحيح. أبو الوضيئ: هو عباد بن نسيب. وأخرجه أبو يعلى (480) عن عبيد الله بن القواريري ، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (169) ، وأبو داود (4769) ، وأبو يعلى (555) من طريق حماد بن زيد، به. وسيأتي برقم (1188) و (1189) و (1197) .

واليربوع: حيوان صغير على هيئة الجرذ الصغير ، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر، وهو قصير اليدين طويل الرجلين، لونه كلون الغزال.

 

912 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن. وانظر (616) .

 

7038 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت، معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين ؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم، يقال له: ذو الخويصرة، فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجل، فكيف رأيت ؟ " قال: لم أرك عدلت قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: " ويحك ، إن لم يكن العدل عندي، فعند من يكون ؟ "، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله ؟ قال: " لا، دعوه، فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين، حتى يخرجوا منه، كما يخرج السهم من الرمية ، ينظر في النصل ، فلا يوجد شيء، ثم في القدح، فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم "

 

صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: وثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد -كما ذكر هنا-، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: صحيح الحديث، وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه، ومقسم -وهو ابن بجرة، ويقال: ابن نجدة، ويقال له أيضا: مولى ابن عباس للزومه له-، قال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به، ووثقه أحمد بن صالح المصري والعجلي والفسوي والدارقطني، وضعفه ابن سعد، وذكره البخاري في "الضعفاء" ولم يذكر فيه قدحا،  وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/227، 228، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد ثقات. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3344) و (6933) ، ومسلم (1064) (143) ، سيرد 3/68 و73. وآخر من حديث جابر عند مسلم (1063) (142) ، سيرد 3/354، 355. وثالث من حديث أبي برزة، سيرد 4/421. ورابع من حديث أبي بكرة الثقفي، سيرد 5/42. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (672) .

الرمية: بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء التحتية: قال ابن الأثير: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمك. وقيل: هي كل دابة مرمية. قوله: "ينظر في النصل": يعني هل اتصل به شيء من الدم والفرث. والنصل: الحديدة التي في السهم وغيره. والفرث: ما يخرج من الكرش. والقدح، بكسر القاف وسكون الدال: عود السهم قبل أن يراش وينصل، والفوق، بضم الفاء: مدخل الوتر. قوله: "سبق الفرث": لسرعة السهم وشدة النزع. قاله السندي. وقال الحافظ في "الفتح" 6/618: شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه -لقوة الرامي- لا يعلق من جسد الصيد شيء.

 

وعلى النقيض رووا أن عليًّا نفسه نفى أن لديه أي نبوءات أو أسرار واشياء عهدها محمد له، وأن كل ما نسبه الآخرون له عن محمد أكاذيب! روى البخاري ومسلم وأحمد واللفظ لأحمد:

 

615 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ - فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ: وَفِيهَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا ، أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلا صَرْفًا ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ "

 

إسناده صحح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو إبراهيمُ بنُ يزيد بن شريك التيمي، وأخطأ الحافظُ في "التقريب" فنسبه إلى التدليس وهو بريء منه لم يصفه بذلك أحد فيما نعلم، حتى هو لم يذكره في "طبقات المدلسين". وأخرجه ابن أبي شيبة 14/198، ومسلم (1370) وص 1147) 20) ، والترمذي (2127) ، وأبو يعلى (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (184) ، والبخاري (3172) و (6755) و (7300) ، والنسائي في "الكبرى" (4278) ، وابن حبان (3716) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1037) ، وانظر (599) و (959) .

 

وروى البخاري:

 

1870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى كَذَا مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَقَالَ ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ

 

وروى أحمد:

 

656 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ، مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيٌّ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ تُحَدِّثُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ: وَمَا لِي لَا أَصْدُقُكِ ؟ قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ قَالَ: فَإِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ، وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ، خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءُ، مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ، وَإِنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ تَعَالَى، وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللهِ، فَلا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ تَعَالَى . فَلَمَّا أَنْ بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ، وَفَارَقُوهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ: أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ . فَلَمَّا أَنِ امْتَلاتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، دَعَا بِمُصْحَفٍ إِمَامٍ عَظِيمٍ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ، حَدِّثِ النَّاسَ، فَنَادَاهُ النَّاسُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رُوِينَا مِنْهُ، فَمَاذَا تُرِيدُ ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا، بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ دَمًا وَحُرْمَةً مِنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " . فَقَالَ: سُهَيْلٌ لَا تَكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . فَقَالَ: " كَيْفَ نَكْتُبُ؟ " فَقَالَ: اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاكْتُبْ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُخَالِفْكَ . فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا . يَقُولُ: اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ ، قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَأَنَا أُعَرِّفُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا يَعْرِفُهُ بِهِ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ: قَوْمٌ خَصِمُونَ فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ . فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللهِ، فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلِهِ . فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ الْكِتَابَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ، إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا، أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا ، أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمِ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ . فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ شَدَّادٍ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ فَقَالَ: وَاللهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدَّمَ، وَاسْتَحَلُّوا أَهْلَ الذِّمَّةِ . فَقَالَتْ: آَللَّهُ ؟ قَالَ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ . قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَهُ ؟ يَقُولُونَ: ذُو الثُّدَيِّ، وَذُو الثُّدَيِّ . قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ، وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلَى، فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِثَبَتٍ يُعْرَفُ إِلَّا ذَلِكَ . قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ قَالَتْ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قَالَ: اللهُمَّ لَا . قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ

 

إسناده حسن، يحمى بن سُليم- وهو الطائفي- مختلف فيه يتقاصر عن رتبة الصحيح له في البخاري حديث واحد، واحتجّ به مسلم والباقون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبيد الله بن عياض بن عمرو، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وقال ابنُ كثير في "تاريخه" 7/292 بعد أن ذكر من رواية أحمد: تَفَرد به أحمد وإسناده صحيح، واختاره الضياء (يعني في "المختارة"). وأخرجه أبو يعلى (474) عن إسحاق بنِ أبي إسرائيل، عن يحيى بنِ سُليم، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/235-237 ونسبه إلى أبي يعلى، ولم ينسبه إلى أحمد مع أنَّه من شرطه ! وقال: رجاله ثقات.

 

959 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ عَلِيًّا، كَانَ يَأْمُرُ بِالْأَمْرِ فَيُؤْتَى، فَيُقَالُ: قَدْ فَعَلْنَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْأَشْتَرُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ، أَفَشَيْءٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ عَلِيٌّ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ، إِلا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهُوَ فِي صَحِيفَةٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي، قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخْرَجَ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: فَإِذَا فِيهَا: " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا ، أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ، حَرَامٌ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا وَحِمَاهَا كُلُّهُ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا، إِلا لِمَنْ أَشَارَ بِهَا، وَلا تُقْطَعُ مِنْهَا شَجَرَةٌ إِلا أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ بَعِيرَهُ، وَلا يُحْمَلُ فِيهَا السِّلاحُ لِقِتَالٍ " قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ "

 

صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، ورِوايته عن علي مرسلة، ومع ذلك فقد حَسن سنده الحافظ في "الفتح" 12/261. وأخرجه مختصراً أبو داود (2035) ، والنسائي 8/24 من طريقين عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (991) ، وانظر (615) و (993) و (1297) .

وقوله: "تَفَشغ"، أي: فشا وانتشر.  وحَرَّتا المدينة، هما: حرة واقم (وهي الشرقية) وحرة وَبَرة (وهي الغربية) .

 

وروى ابن أبي شيبة:

 

33824- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ زَنَادِقَةً بِالسُّوقِ ، فَلَمَّا رَمَى عَلَيْهِمْ بِالنَّارِ ، قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَاتَّبَعْته , فَالْتَفَتَ إلَيَّ ، قَالَ سُوَيْد قُلْتُ : نَعَمْ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُك تَقُولُ شَيْئًا ، فَقَالَ : يَا سُوَيْد , إنِّي مع قَوْمٍ جُهَّالٍ , فَإِذَا سَمِعَتْنِي أَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ حَقٌّ.

 

يعني لم يزعم علي بأي نبوءة مما رروه عنه في البخاري ومسلم ومسند أحمد، الرجل كان يسبح ربه ويقول صدق الله ورسوله كعادة عنده فقط.

 

الدين الإسلامي نفسه متطرف جدًّا في نصوصه، لذلك يخرج نتيجة له فئات وجماعات أكثر تطرفًا من الجمهور المسلم على تعصبه وتطرفه الكافي! وهذا منذ عصر أصحاب محمد تحديدًا عصري عثمان وعلي. لم يدرك القدماء أن المشكلة في الدين نفسه وتعاليمه، فهي نبع الخارجية والإرهاب، ولأن المتطرفين الخوارج اسمهم في النهاية مسلمون رغم محاولاتهم الانقلابية وممارستهم للعنف، فقد لاحظت من قراءتي لكتب التاريخ إجلال كثيرين للخوارج وقادتهم كناس مصلين متعبدين متشددين، ربما مثلما يجل اليوم كثير من جاهلي وعوام المسلمين لجماعات الإرهاب على أنها جماعا مقدسة تريد إعادة حكم الدين. ولا يزال حكام اليوم من المسلمين لا يصلون إلى إدراك أن المشكلة ليست في تفسير أو أطروحة للدين، بل ببساطة في الدين نفسه.

 

وزعموا أن محمدًا تنبأ بحرب علي مع طلحة والزبير، ثم مع معاوية، وهذا ينفيه قول علي نفسه، كما روى أحمد وعبد الله ابنه:

 

• 1271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ مَسِيرَكَ هَذَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ: " مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا " قُلْتُ: دِينَنَا دِينَنَا، قَالَ: " مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا وَلَكِنْ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ "

 

إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل أبو معمر: هو ابن إبراهيم بن معمر الهذلي، وابن عُلية: هو إسماعيل، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو البصري. وأخرجه أبو داود (4666) ، والخطيب في "الموضح"1/393 من طريق إسماعيل أبي معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما تقدم برقم (1207) .

 

ويحتمل أن من أوائل من لفّقوا هذه القصص هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فرغم كونه أمويًّا له بعض ولاء لأهله، كان متعاطفًا مع علي ومن معه باعتبار كثير منهم من أصحاب وأتباع محمد الأوائل، روى أحمد:

 

6929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ - يَعْنِي - رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " كَذَا قَالَ أَبِي: يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو ؟ فَمَا بَالُكَ مَعَنَا ؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تَعْصِهِ " فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ.

 

إسناده صحيح، وهو مكرر (6538) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/291، والنسائي في "خصائص علي" (164) ، وابن سعد في "الطبقات" 3/253، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/39، والذهبي في "المعجم المختص" ص 96، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/437 (ترجمة حنظلة) ، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الذهبي: إسناده جيد، فإن الأسود لهذا وثقه ابن معين. وأخرجه ابن كثير في "البداية والنهاية" 7/269 من طريق هشيم، عن العوام بن حوشب، به. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/39، وأبو نعيم في "الحلية" 7/198، من طريق غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/244، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. ومتن الحديث متواتر، وقد سلف ضمن قصة برقم (6499) . والحديث الذي في "المستدرك" 3/527، والذي فيه أن عبد الله بن عمرو أمره أبوه بالقتال، فأطاعه، وقاتل، ثم أنشد شعراً، حديث ضعيف منكر.

 

وروى مسلم:

 

[ 2915 ] حدثنا محمد بن المثني وابن بشار واللفظ لابن المثني قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول بؤس بن سمية تقتلك فئة باغية

 

وروى البخاري:

 

2812 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ وَلِعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ائْتِيَا أَبَا سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِطٍ لَهُمَا يَسْقِيَانِهِ فَلَمَّا رَآنَا جَاءَ فَاحْتَبَى وَجَلَسَ فَقَالَ كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ الْمَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَقَالَ وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ

 

والرد الذي رد به معاوية (أو مؤيدو البيت الأموي  لاحقًا على من لفقوا حديث عمار) على هذا الحديث المزعوم من أذكى وأطرف الردود، روى أحمد:

 

6499 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " ؟ قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ.

 

إسناده صحيح، عبد الرحمن بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، روى له النسائي في "الخصائص"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل، له رؤية، وهو ابن هند أخت معاوية. وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 3/253، والنسائي في "خصائص علي" (167) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (168) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (759) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، به. وأخرجه البزار (3281) عن عمرو بن يحيى ومحمد بن خلف، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث -هو ابن أبي سُليم-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تقتل عماراً الفئة الباغية". وقد نقله ابن كثير في "تاريخه" 7/270 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: ثم رواه أحمد عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش نحوه. تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه. وهذا التأويل الذي سلكه معاوية بعيد، ثم لم ينفرد عبد الله بن عمرو بهذا الحديث، بل قد روي من وجوه أُخَر. قلنا: ومن طريق أبي نعيم سيورده أحمد برقم (6500) و (6926) ، وسيكرره برقم (6927) . وأورده الهيثمي مطولاً في "المجمع" 7/240-241، ثم قال: رواه الطبراني وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله: "تقتل عماراً الفئة الباغية" عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات. وأورده الهيثمي أيضاً 9/296، ونسبه إلى الطبراني وحده! وقال: ورجاله ثقات. وسيرد المرفوع منه ضمن قصة برقم (6538) و (6929) .

وذكر الحافظ في "الفتح" 1/543 أنه رواه جماعة من الصحابة، منهم قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع،وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم. قلنا: سيرد عند أحمد من هذه الأحاديث: حديث خزيمة بن ثابت 5/214، 215. وحديث أبي سعيد الخدري 3/5 و22 و28 و91 و5/306. وحديث عمرو بن العاص 4/197، 199. وحديث أم سلمة 6/289، 300، 311، 315. وأما حديث أبي هريرة، فهو عند الترمذي (3800) ، وأبي يعلى (6524) . وحديث معاوية هو عند الحميدي (606) ، وعبد الرزاق (1845) ، وأبي يعلى (7364) . وحديث أبي قتادة هو عند مسلم (2915). وحديث عمرو بن حزم عند أبي يعلى (7175) و (7346) ، والحاكم 2/155. وحديث حذيفة عند البزار (2689). وحديث أبي أيوب عند الطبراني في "الكبير" (4030) . وحديث أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (954) . وحديث أبي اليسر عند الطبراني في "الكبير" 19/ (382) و (383) . وحديث معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (758) و (759) و (932) . وحديث ابن مسعود عند الخطيب 8/275. وقول الحافظ: رواه قتادة بن النعمان؛ وهم منه، رده هو نفسه في شرحه لحديث البخاري (447) .

قال الحافظ: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه.  والهنة: كناية عن الأمر القبيح والفعل الذميم وما يستهجن ذكره.

 

لا يمكن إنكار أنه تأويل طريف لقوم يتخبطون في الخرافات. ولا شك أن الحديث والنبوءة ملفقة رغم ذلك. ربما لتأييد التعاطف مع العلويين والعباسيين وتيار المدينة والصحابة عمومًا كتيار الدولة الأولى التي انهارت وعجزت عن الاستمرار كما ترى في حكم وعصر عثمان وعلي. ولا يوجد سبب وجيه جدًّا لتأييد فريق منهما أخلاقيًّا أكثر من الآخر، لم يكن يوجد أسلوب انتخابات لدى هؤلاء، لم يعرفوا شيئًا كانتخاب الرومان واليونانيين الجريكيين، وإنما تنازعوا على الملك والحكم بالسيف طمع في السلطة والقوة بدون فكرة التداول السلمي للسلطة بالاقتراع، وكان لكل منهما_علي ومعاوية_ مؤيدون. الشيعة والسنة على السواء لديهم تأييد تاريخي نظري لعلي، لكن لعل أحق الآراء وأكثرها نزاهة وحيادًا هو رأي الإباضية، ففي كتب هؤلاء فيما قرأت إدانة وتخطئة وتأثيم لكل الأحزاب التي رفعت السيوف على بعضها البعض، في كل تلك المعارك. ومعظم الإباضية اليوم في عمان فهي المذهب السائد هناك. ولو أنصفنا القول فكثير من نصوص القرآن عن تحريم القتال بين المسلمين ونصوص أحاديث السنة الأكثر أصالة كالمرتبطة بآية

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)} النساء

سواء سرية أسامة إلى إضم أو سرية أبي قتادة وغيرهما مما ذكرته في ج1، ونص خطبة حجة الوداع لمحمد، كلها تؤيد مذهب الإباضية في هذه المسألة وبعض تيارات السنة في الأحاديث تؤيد نفس وجهة النظر، عكس الوجهة السائدة الآن عند السنة كالقول بأن عليًّا هو المصيب، أو المقولة الأبرد بأن كل المقاتلين مجتهد متأول مأجور عند الله على فعله! مأجور على قتل النفوس والطمع؟! وتقديس وتأييد عمار قد يكون مبالغًا فيه، فكما سنورد في باب (الأحداث بعد موت محمد) فهو من ضمن محرضي الثوار المصريين على عثمان لحزازات ومشاكل كانت بينهما، وقد نزل مصر ثم عاد منها مع الثوار مؤيدًا لهم. ومن الطبيعي أنه إذا كان أعداء وخصوم علي التفوا بزعمهم تحت راية الثأر لقتلة عثمان كما فعل طلحة والزبير ثم معاوية، فإن جيش علي كان يضم كثيرين في الواقع من قتلة عثمان والمحرضين على قتله كمحمد بن أبي بكر وقصته عند الطبري ففيه أنه دخل مع الثوار لحظة قتل عثمان وقالت روايات أنه شارك في قتله بيده فعلا وأخرى قالت أنه انسحب ولم يشارك بعد دخوله وعمار بن ياسر وغيرهما كانوا مع علي.

 

ومن العجيب أن بعض المرويات التي رفضها بعضهم قالت أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان مع أبيه يوم معركة صفين مع معاوية ضد علي، فروى ابن أبي شيبة:

 

39022- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَر بْنُ شُعَيْبٍ ، أَخُو عَمْرو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : لَمَّا رَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ عَنْ صِفِّينَ ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ :

شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْت لَهَا ... مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَلْوِيَّ الثَّبَجْ.

يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ فَإِذَا ... وَنَتِ الْخَيْلُ مِنَ الثَّجِّ مَعَجْ

جُرْشُعٌ أَعْظَمُهُ جُفْرَتُهُ ... فَإِذَا ابْتَلَّ مِنَ الْمَاءِ حدج.

 

قالَ : وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو شِعرًا:

لَوْ شَهِدَتْ جُمْلٌ مَقَامِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ.

عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ.

وَجِئْنَاهُمْ نُرْدِي كَأَنَّ صُفُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ.

فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ ... سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تُوَلَّى الْمَنَاكِبُ.

إذَا قُلْتَ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ فَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ.

فَقَالُوا لَنَا : إنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا ... عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نَرَى أَنْ تُضَارِبوا

 

إسناده ضعيف

 

وروى الحاكم في المستدرك:

6243 - أخبرني عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ عبد الملك بن قدامة الجمحي حدثني عمرو بن شعيب بالشام عن أبيه عن جده قال  كانت أم عبد الله بن عمرو بن ريطة بنت منبه بن الحجاج تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها ذات يوم فقال : كيف أنت يا أم عبد الله ؟ قالت : بخير وعبد الله رجل قد ترك الدنيا قال له أبوه يوم صفين : أخرج فقاتل قال : يا أبتاه أتأمرني أن أخرج فأقاتل وقد كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد سمعت ؟ قال : أنشدك بالله أتعلم أن ما كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك أنه أخذ بيدك فوضعها في يدي فقال : أطلع أباك عمرو بن العاص ؟ قال : نعم قال : فإني آمرك أن تقاتل قال : فخرج يقاتل فلما وضعت الحرب قال : عبد الله :

 ( لو شهدت جمل مقامي ومشهدي بصفين يوما شاب منها الذوائب )

 ( عشية جاء أهل العراق كأنهم سحاب ربيع زعزعته الجنائب )

 ( إذا قلت قد ولوا سراعا ثبتت لنا كتائب وأرجحنت كتائب )

 ( فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا عليا فقلنا بل نرى أن تضاربوا )

 

إسناده ضعيف

 

فلعله غيّر رأيه لاحقًا لما رأى من فساد واستئثار معاوية والأمويين.

 

ورووا حديثًا يبارك أشخاصًا على أنهم صديقون وقديسون وشهداء، ومن المعروف أن بعضهم المذكورين رفعوا السيوف والرماح على بعضهم البعض، وروى مسلم:

 

[ 2417 ] وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعنى بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد

 

[ 2417 ] حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي قالا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضى الله تعالى عنهم

 

ورواه أحمد 9430 والبخاري 3686  ورواية البخاري اكتفت بذكر أبي بكر وعمر وعثمان فقط وهذا ذكاء من البخاري وتفكير!

 

مبدئيا من معرفتي البسيطة بتاريخ الإسلام بعد عصر محمد، طلحة والزبير تحاربا ضد علي في معركة الجمل الرهيبة، علي بعدما لم يطعه عثمان وخالف وعده بالإقلاع عن الفساد لم يتدخل علي لصالحه في حصار الثوار له وأذيتهم له حتى قتلوه لكنه كان يرسل أقاربه للدفاع عن عثمان ويساعد بطريقة غير مباشرة، فموقفه ليس سيئا جدا، لكن بعد موت عثمان كان جيش علي يضم ناسا شاركوا في قتل عثمان أو التآمر على ذلك كمحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر كما نعلم من تاريخ الطبري، لا صحة لتقديس هؤلاء. ويوجد تناقض يكشف تلفيق القصة، فهناك روايات جعلته جبل أحد بدلا من جبل حراء ربما لتجعل القصة أكثر إقناعًا فمعظم حياة محمد كانت في يثرب، روى البخاري:

 

3686 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ح و قَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ وَكَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَا حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ قَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ

 

وروى أحمد:

 

12106 - حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سعيد، حدثنا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال: " اسكن نبي، وصديق، وشهيدان "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (246) . وأخرجه البغوي (3901) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3675) و (3699) ، وأبو داود (4651) ، والترمذي (3697) ، والنسائي في "الكبرى" (8134) و (8135) ، وأبو يعلى (2964) و (3171) ، وابن حبان (6908) من طريق يحيي بن سعيد القطان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري (3686) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1437) و (1438) ، والنسائي في "الكبرى" (8135) ، وأبو يعلى (2910) و (3196) ، وابن عدي 6/2356، وابن حبان (6865) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/350 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به. ووقع في رواية عند البيهقي: حراء، بدل "أحد". وأخرجه الطيالسي (1985) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1439) عن عمران القطان، عن قتادة، به- وفيه أن الحادثة كانت على حراء، وعند ابن أبي عاصم وحده: أن من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم هم عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وانظر التحقيق في اختلاف مكان هذه القصة في "فتح الباري" 7/38. وقد روي الحديث من طريق قتادة، عن أبي غلاب البصري، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه المصنف في "الفضائل" (255) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1440) من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، به. وعند ابن أبي عاصم أن الجبل هو حراء. وهذا الإسناد صحيح، فلا تضر جهالة الصحابي، ولعل قتادة رواه على الوجهين. وفي الباب عن أبي هريرة، سلف برقم (9430) ، وانظر تتمة شواهده هناك.

 

9430 - حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهدأ فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد "

 

إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2417) (50) ، والترمذي (3696) ، والنسائي في "الكبرى" (8207) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (248) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1441) ، والبغوي (3924) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وأخرجه مسلم (2417) (50) ، وابن حبان (6983) ، والخطيب في "تاريخه" 8/161 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سهيل، به. زاد مسلم في روايته: سعد بن أبي وقاص، واقتصر الخطيب على ذكر أبي بكر وعمر وعثمان. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1442) من طريق عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف ضمن حديث طويل برقم (420) . بذكر عثمان فقط. وعن سعيد بن زيد، سلف برقم (1630) . وفيه زيادة: سعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/346. بذكر أبي بكر وعمر وعثمان فقط. وعن ابن عباس في "فضائل الصحابة" (249) بنحو حديث سعيد بن زيد وعن أنس بن مالك عند البخاري (3675) ، وسيأتي 3/116 واسم الجبل أحد، بدل حراء. ومثله عن سهل بن سعد، سيأتي 5/321.

 

1630 - حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حصين، ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، وقال وكيع مرة: قال منصور: عن سعيد بن زيد، وقال مرة: حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " اسكن حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد "، قال: وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم

 

إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، فمن رجال مسلم، وقد جزم البخاري في "تاريخه" 8/202 بأنه أدرك عليا، وسمع أبا مسعود البدري الأنصاري، وأبو مسعود مات سنة 40هـ. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فأن يكون سمع سعيد بن زيد أولى، فإنه مات سنة 50هـ أو 51هـ، ولكنه اختلف عليه في هذا الحديث كما ترى، والظاهر أنه سمعه من ابن ظالم عن سعيد، وابن ظالم- واسمه عبد الله التميمي المازني- حديثه عند أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، ومنصورة هو ابن المعتمر. وأخرجه الشاشي (209) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/316-317 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1425) ، وعبد الله في "زوائد الفضائل" (84) و (254) ، والنسائي في "الكبرى" (8192) و (8206) ، والشاشي (214) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه عبد الله (83) ، والشاشي (213) ، والدارقطنى في "العلل" 4/412 من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن حيان بن غالب، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه الدارقطني 4/413 من طريق مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سعيد، به. وأخرجه الشاشي (199) من طريق أبي الأحوص، عن حصين ومنصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1426) من طريق أبي الأحوص، عن منصور ، عن هلال، عن عبد الله، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه الطيالسي (235) ، والحميدي (84) ، وابن أبي شيبة 12/14، وأبو داود (4648) ، والترمذي (3757) ، وابن أبي عاصم (1427) ، وعبد الله في "زوائد الفضائل" (81) ، والنسائي في "الكبرى" (8190) و (8191) و (8208) ، وأبو يعلى (969) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/268، والشاشي (197) و (212) ، وابن حبان (6996) ، والحاكم 3/450-451، والبغوي (3927) من طرق عن حصين، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الشاشي (193) و (198) و (199) و (200) و (211) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2241، وأبو نعيم في "الحلية" 5/25 من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن هلال، عن سعيد بن زيد قال: أتأمروني بسب إخواني وقد غفر الله لهم، ثم ذكر أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك... فذكر نحوه. وأخرجه الطبراني (356) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (337) من طريق عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل، وابن سعد 3/383 من طريق سالم بن أبي الجعد، وأبو يعلي (970) من طريق عاصم عن زر، وأخرجه أبونعيم في "الحلية" 4/341 من طريق أبي إسحاق، أربعتهم عن سعيد بن زيد، به، واقتصر أبو إسحاق في حديثه على الخلفاء الأربعة. وسيأتي برقم (1638) و (1644) و (1645) .

 

(22936) 23324- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اثْبُتْ حِرَاءُ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدٌ.(5/346).

 

إسناده قوي، الحسين -وهو ابن واقد المروزي- روى له أصحاب السنن، وروى له مسلم متابعة والبخاري تعليقا، وهو صدوق لا بأس به، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين . علي بن الحسن: هو ابن شقيق المروزي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1443) عن محمد بن علي بن حسن بن شقيق، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (867) ، وتمام في "فوائده" (1477) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، به . وزاد تمام في روايته عليا، وإسنادها ضعيف جدا،

لكن قد ثبت ذكر علي في حديث أبي هريرة السالف برقم (9430) ، وهو في "صحيح مسلم"، وقد ذكرنا أحاديث الباب هناك، وفي بعضها زيادة آخرين . ونزيد في شواهده هنا: عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1445) .

 

ومن ضمن التناقض عدم الاتفاق على من كانوا على الجبل بالضبط.

 

نبوءة مزعومة بتنازل الحسين عن أي مطالبة له بالسلطة لمعاوية كاستسلام لعدم قدرته على المواجهة الحربية، على أنها شيء باركه محمد وتنبأ به

 

روى أحمد:

 

20392 - حدثنا سفيان، عن أبي موسى ويقال له: إسرائيل، قال: سمعت الحسن، قال: سمعت أبا بكرة، وقال سفيان مرة: عن أبي بكرة، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وحسن معه، وهو يقبل على الناس مرة، وعليه مرة، ويقول: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"

 

إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو موسى- واسمه إسرائيل بن موسى- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، والحسن الراوي عن أبي بكرة: هو البصري. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1354). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2590) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (793) ، والبخاري في "الصحيح" (2704) و (3746) و (7109) ، وفي "التاريخ الأوسط" 1/122، والنسائي في "المجتبى" 3/107، وفي "الكبرى" (1718) و (8166) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (252) ، والبزار في "مسنده" (3655) ، والطبراني في "الكبير" (2590) ، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" لأحمد (1400) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 376-377، وفي "الدلائل" 6/442 من طريق سفيان بن عيينة، به. وذكر في أوله في بعض روايات البخاري قصة الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية، وقال البخاري عند الموضع الأول في "الصحيح" وفي "التاريخ الأوسط": قال لي علي بن عبد الله- وهو ابن المديني-: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. وأخرجه البخاري (3629) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن أبي موسى، به. وأخرجه أبو داود (4662) ، والترمذي (3773) ، والطبراني (2593) ، والحاكم 3/174-175، والبيهقي في "الدلائل" 6/443، وابن الأثير في "أسد الغابة" من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني ، والطبراني (2592) ، والخطيب في "تاريخه" 13/18 من طريق منصور بن زاذان ويونس بن عبيد، والطبراني (2594) من طريق إسماعيل بن مسلم، و (2595) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي، خمستهم عن الحسن البصري، به. وسيأتي من طريق الحسن بالأرقام (20392) و (20448) و (20473) و (20499) و (20516) . وقد روي عن الحسن من وجوه أخرى: فأخرجه النسائي في "الكبرى" (8165) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (253) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يعني أنس بن مالك. وأخرجه في "عمل اليوم والليلة" (254) من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... وأخرجه (255) من طريق داود بن أبي هند، و (256) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وروي عن الحسن البصري، عن أم سلمة، ذكره المزي في "التحفة" 9/39. وفي الباب عن جابر بن عبد الله، أخرجه يحيى بن معين في "فوائده" كما في "الإتحاف"  /171، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 6/443-444، والخطيب 8/27، وإسناده قوي. وفي باب قوله صلى الله عليه وسلم: "إنه لسيد" حديث أبي هريرة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (250) ، والطبراني (2596) ولفظه: عن المقبري قال: كنا مع أبي هريرة جلوسا، فجاء حسن بن علي بن أبي طالب، فسلم علينا، فرددنا عليه، وأبو هريرة لا يعلم، فمضى، فقيل له: يا أبا هريرة هذا حسن بن علي قد سلم علينا، فقام فلحقه، فقال: يا سيدي، فقلنا له: تقول: يا سيدي؟! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه لسيد".

 

بالطبع هذا كتبوه وألفوه بعد مئات السنوات من انتهاء الحدث.

 

نبوءة مطاطية

 

روى البخاري:

 

3608 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ

 

3609 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ فَيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ

 

ورواه مسلم 157 وأحمد 8136 و10864 و11906

 

كلام مطاطي ينطبق على مليون حدث، الحرب بين العراق وإيران مثلًا دعواهما واحدة هي أن منطقة الخليج المشتركة لأحدهما فقط! الحرب بين الكويت والعراق على أرض الكويت نفس الأمر! الحرب بين عثمان والثوار ضده كانت كذلك. الحرب بين علي وجماعة الجمل طلحة والزبير وعائشة مطالبة ونزاع على الحكم، الحرب بين علي ومعاوية نفس الشيء. النزاعات الأهلية في دول كسوريا والعراق اليوم نفس الأمر. التاريخ مليء بمليون حدث إسلامي وغير إسلامي يصلح لنفس النبوءة. هذه نبوءة بطريقة المتنبئة المخادعين المراوغين، مطاطية لها عدة تأويلات، تحكي قصة طريفة قرأتها في (المعتقدات الدينية لدى الشعوب) لآرثر جِفري أن قائدًا رومانيًّا أراد خوض حرب ضد خصم منافس له، فذهب لاستشارة عراف عن خوضه ومجاوززته لنهر، فقال له العراف أنه لو اجتاز النهرَ فسيُلحِق خسائر كبيرة بجيشٍ! في الحقيقة فرح السائل بالنبوءة واجتاز النهر فحاقت الخسائر بجيش السائل نفسه!

 

نبوءة مزعومة لصالح عبد الله بن الزبير ضد عبد الملك بن مروان

روى أحمد:

 

(24738) 25245- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يَقُولُ : حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ ، إِذْ ضَحِكَ فِي مَنَامِهِ ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مِمَّ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ هَذَا الْبَيْتَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَدْ اسْتَعَاذَ بِالْحَرَمِ ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْبَيْدَاءَ ، خُسِفَ بِهِمْ ، مَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ؟ قَالَ : جَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ ، مِنْهُمُ الْمُسْتَبْصِرُ ، وَابْنُ السَّبِيلِ ، وَالْمَجْبُورُ يَهْلِكُونَ مَهْلِكًا وَاحِدًا ، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى. (6/105)

 

تتبعت أصل هذه الخرافة فوجدت أن من قالاها هما عبد الله بن الزبير وخالته عائشة، وهي ملفقة بوضوح لدعم عبد الله بن الزبير في مكة، ولم تغنِ عنه شيئًا كحشد ودعم إعلامي، فقد هُزِم ومات قتيلًا في المعركة أمام جحافل وقوة الجيش الأموي.

 

نبوآت مزعومة عن الخلفاء والولاة الفاسدين الظالمين الباطشين

 

روى مسلم:

 

 

 [ 2128 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا

 

 [ 2857 ] حدثنا بن نمير حدثنا زيد يعنى بن حباب حدثنا أفلح بن سعيد حدثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله

 

 [ 2857 ] حدثنا عبيد الله بن سعيد وأبو بكر بن نافع وعبد بن حميد قالوا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا أفلح بن سعيد حدثني عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر

 

وروى أحمد:

 

8073 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكُمْ مُدَّةٌ أَوْشَكَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ "

 

إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه مسلم (2857) (54) ، والبزار (1628- كشف الأستار) ، وأَبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 195، والحاكم 4/435-436 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (2857) (53) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/532 من طريق زيذ بن الحباب، وأَبو عوانة من طريق زيد بن الحباب وعيسى بن يونس، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به. وسيأتي برقم (8293) ، وانظر ما سيأتي برقم (8665) و (9680) . وفي الباب عن أَبي أمامة، سيرد برقم 5/250.

 

بطبيعة الحال هذا تم كتابته بعد حدوث هذه الأحداث ووجود حكام ظالمين كهؤلاء كزياد بن أبيه والحجاج الثقفي وغيرهما.

 

الزعم بأن محمدًا تنبأ لهم عن كل ما سيحدث

 

روى البخاري:

 

6604 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ

وروى مسلم:

 

 [ 2891 ] حدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن أبا إدريس الخلواني كان يقول قال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا لم يحدثه غيري ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا ومنهن فتن كرياح الصيف ومنها صغار ومنها كبار قال حذيفة فذهب أولئك الرهط كلهم غيري

 

 [ 2891 ] وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال عثمان حدثنا وقال إسحاق أخبرنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وانه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه

 

 [ 2891 ] وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش بهذا الإسناد إلى قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده

 

 [ 2891 ] وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أنه قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة

   

 [ 2892 ] وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج حدثنا أبو عاصم أخبرنا عزرة بن ثابت أخبرنا علباء بن أحمر حدثني أبو زيد يعني عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا

 

ورواه أحمد 11143.

 

لو صح هذا فأين هذا العلم المزعوم؟! كيف وقعوا في كل ما وقعوا فيه من أخطاء رهيبة فادحة وقتال ضد بعضهم البعض، لو كان ذلك صحيحًا لما وقعوا في كل هزائمهم وكوارثهم ونكباتهم وخطاياهم القاتلة تاريخيًّا. زعم حذيفة بن اليمان أن عنده أسرار مشهور جدًّا وهو كان يزعم هذه الأمور كثيرًا ليثير من حوله ويجمعهم نحوه.

 

روى الحاكم في المستدرك عن مزاعم حذيفة:

 

8449 - حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن أبي الطفيل قال  انطلقت أنا وعمر وابن ضليع إلى حذيفة بن اليمان وعنده سماطان من الناس فقلنا : يا حذيفة أدركت ما لم ندرك وعلمت ما لم نعلم وسمعت ما لم نسمع فحدثنا بشيء لعل الله أن ينفعنا به فقال : لو حدثتكم بكل ما سمعت ما انتظرتم بي الليل القريب قال قلنا : ليس عن هذا نسألك ولكن حدثنا بأمر لعل الله أن ينفعنا به قال : لو حدثتكم أن أم أحدكم تغزو في كتيبة حتى تضرب بالسيف ما صدقتموني قلنا : ليس عن هذا نسألك ولكن حدثنا بشيء لعل الله أن ينفعنا به فقال حذيفة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن هذا الحي من مضر لا يزال بكل عبد صالح يقتله ويهلكه ويفنيه حتى يدركهم الله بجنود من عنده فتقتلهم حتى لا يمنع ذنب تلعة قال عمرو بن ضليع : واثكل أمه ألهوت الناس إلا عن مضر قال : ألست من محارب خصفة قال : بلى قال : فإذا رأيت قيسا قد توالت الشام فخذ حذرك

 هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم

 

 

نبوءة ضد الهجرة من يثرب المدينة

 

هذه النبوءة قيلت لكثرة الهجرات زمن الفتوحات الأولى من صحراء شبه الجزيرة إلى الأماكن الأكثر رخاء وخصوبة وأراضي زراعية في الشام ومصر وفارس وغيرها. بعضهم خشي أن يثرب ستصبح مقفرة لكثرة هجر السكان لها آنذاك، أو ربما وهو الأرجح في زمن حصار الجيش الأموي لمكة وعبد الله بن الزبير كدعم معنوي وحشد ديني لصالحه لحث الأتباع والأنصار على التماسك وعدم الانسحاب والخروج من يثرب.

 

روى مسلم:

 

[ 1363 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عثمان بن حكيم حدثني عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

 

[ 1381 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان يدعو الرجل بن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث لا تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها كما ينفى الكير خبث الحديد

 

وروى البخاري:

 

1875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَتُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

 

وروى أحمد:

 

6174 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، أَنَّ مَوْلَاةً لِابْنِ عُمَرَ أَتَتْهُ فَقَالَتْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَمَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى الرِّيفِ، فَقَالَ لَهَا: اقْعُدِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل بن عمر: هو أبو المنذر الواسطي، وقطن بن وهب: هو ابن عويمر الليثي، ويُحَنس: هو ابنُ أبي موسى مولى الزبير. وأخرجه أبو يعلى (5790) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5935) .

قوله: إلى الريف، قال السندي: بكسر الراء، هو الخصب والسعة في المأكل والمشرب، والريف ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها.

 

وتوجد نبوءة غامضة قالوها مرتبطة بذلك الخوف من أن تخلو من السكان، روى البخاري:


1874 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا

 

ورواه مسلم:

 

[ 1389 ] حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد ح وحدثني حرملة بن يحيى واللفظ له أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي يعني السباع والطير قال مسلم أبو صفوان هذا هو عبد الله بن عبد الملك يتيم بن جريج عشر سنين كان في حجره

 

 [ 1389 ] وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن بن شهاب أنه قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي يريد عوافي السباع والطير ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما

 

ورواه أحمد 1573 و1606 و1457 و 7193 و8067

 

وروى مسلم:

 

[ 2891 ] وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أنه قال أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة

 

وجاء تفسير لذلك: قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 3/47: قد عرف ذلك أبو هريرة، أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/277-278) قال: حدثنا أبو داود، حدثنا حرب (وهو ابن شداد، وتحرف في المطبوع من "النكت" إلى: حريث) ، وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو جعفر: أن أبا هريرة قال: ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت، نصفا زهوا، ونصفا رطبا. قيل: من يخرجهم منها يا أبا هريرة؟ قال: أمراء السوء. قلنا: وأبو جعفر هذا: هو الأنصاري المدني المؤذن، روى عن أبي هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير، فيه جهالة.

 

وقد تكون أفكار أهل المدينة مستوحاة ولو على الأقل جزئيا من تصوير كتاب اليهود المقدس المكدس لأورشليم المهجورة بعد السبي البابلي كما في إشعيا وإرميا ومراثي إرميا وغيرها. بعض هذه النصوص عرضتها في (تفنيد البشارات المزعومة بمحمد ويسوع). وهي معروفة لدارسي الكتاب المكدس.

 

وروى أحمد:

1606 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ، حَرَمَهُ لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا ، وَلا يُقْتَلُ صَيْدُهَا، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَلا يُرِيدُهُمِ أحَدٌ بِسُوءٍ إِلا أَذَابَهُ اللهُ ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ "

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه الدورقي (38) ، وإبراهيم الحربي 3/924، وأبو يعلى (699) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن الدورقي بعفان موسى بنَ إسماعيل . وقد تقدم الحديث برقم (1573)، وانظر (1558) .

 

(23976) 24476- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْعَصَا وَفِي الْمَسْجِدِ أَقْنَاءٌ مُعَلَّقَةٌ ، فِيهَا قِنْوٌ فِيهِ حَشَفٌ ، فَغَمَزَ الْقِنْوَ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِهِ قَالَ : لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ ، تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا ، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ لَيَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، لَتَدَعُنَّهَا أَرْبَعِينَ عَامًا لِلْعَوَافِي قَالَ : فَقُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ : يَعْنِي الطَّيْرَ وَالسِّبَاعَ قَالَ : وَكُنَّا نَقُولُ : إِنَّ هَذَا لَلَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ ، هِيَ الْكَرَاكِيُّ. (6/23).

 

(20347) 20614- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ ، (ح) وَيَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا كَهْمَسٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ مِحْجَنُ بْنُ الأَدْرَعِ : بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ ، ثُمَّ عَرَضَ لِي وَأَنَا خَارِجٌ مِنْ طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى صَعِدْنَا أُحُدًا ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : وَيْلُ أُمِّهَا قَرْيَةً يَوْمَ يَدَعُهَا أَهْلُهَا ، قَالَ يَزِيدُ : كَأَيْنَعِ مَا تَكُونُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَنْ يَأْكُلُ ثَمَرَتَهَا ، قَالَ : عَافِيَةُ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعُ ، قَالَ : وَلاَ يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ ، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا تَلَقَّاهُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُصْلِتًا ، قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَابِ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : إِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي ، قَالَ : أَتَقُولُهُ صَادِقًا ؟ قَالَ : قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ ، هَذَا فُلاَنٌ ، وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، أَوْ قَالَ : أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ صَلاَةً ، قَالَ : لاَ تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ ، مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، إِنَّكُمْ أُمَّةٌ أُرِيدَ بِكُمُ الْيُسْرُ. (5/32)

 

وعلى النقيض كان فريق آخر من رواة وملفقي الأحاديث يلفقون الأحاديث والأوامر المنسوبة إلى محمد بالهجرة إلى الشام، إما لاحتلالها وإحلال احتلال العرب بدلا من احتلال الروم البيزنطيين بها، أو لاحقا لدعم الأمويين. روى أحمد:

 

4536 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ بِحَضْرَمَوْتَ فَتَسُوقُ النَّاسَ " . قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَأْمُرُنَا ؟، قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ"

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد - وهو ابن مسلم الدمشقي -، ويحيى بن أبي كثير صرحا بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسهما. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/303، وأبو يعلى (5551) ، وابن حبان (7305) من طريق الوليد بن مسلم، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/302-303 من طريق يحيى بن حمزه، والبغوي في "شرح السنة" (4007) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما، عن الأوزاعي، به. وأخرجه ابن طهمان فى "مشيخته" (201) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن يحيي بن أبي كثير به. وأورده الهيثمي فى "المجمع" 10/61 وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. قلنا : فاته أن ينسبه لأحمد وقد رواه الترمذي أيضا كما سنذكر فى تخريج الرواية (5376) ومن ثم فليس من شرطه. وسيأتي بالأرقام (5146) و (5376) و (5738) و (6002). وأخرجه ابن أبي شيبة 15/78 عن أبي عامر العقدي، وفى الباب عن حذيفة ابن أسيد عند مسلم (2901) (40) ، سيرد 4/6، 7.

20011 - حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثني شبل بن عباد، وابن أبي بكير يعني يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا شبل بن عباد المعنى قال: سمعت أبا قزعة وقال ابن أبي بكير يحدث عمرو بن دينار، (2) يحدث عن حكيم بن معاوية البهزي، عن أبيه، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني حلفت هكذا ونشر أصابع يديه حتى تخبرني ما الذي بعثك الله به ؟ قال: " بعثني الله بالإسلام " . قال: وما الإسلام ؟ قال: " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، أخوان نصيران لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه " . قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوج أحدنا عليه ؟ قال: " تطعمها إذا أكلت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت " . ثم قال: " هاهنا تحشرون . هاهنا تحشرون . هاهنا تحشرون، ثلاثا، ركبانا ومشاة، وعلى وجوهكم توفون يوم القيامة سبعين أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله تأتون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام . أول ما يعرب عن أحدكم فخذه " قال ابن أبي بكير: فأشار بيده إلى الشام فقال: " إلى هاهنا تحشرون

 

إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حكيم- وهو ابن معاوية بن جدة القشيري- وهو صدوق حسن الحديث، وغير والده معاوية بن حيدة، فقد روى لهما أصحاب السنن وعلق لهما البخاري. عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي، وأبو قزعة: هو سويد بن حجير الباهلي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11431) ، وابن جرير الطبري 5/66 و24/107، والطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (1038) من طريق يحيى بن أبي بكير وحده، بهذا الإسناد. ورواية الطبري في الموضع الأول والطبراني مختصرة من قوله: ما حق زوج أحدنا... إلى آخر الحديث. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9180) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/71، والطبراني 19/ (1037) من طريق حجاج الباهلي، والطبراني 19/ (1036) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي قزعة سويد بن حجير، به. واقتصر النسائي على قصة حق الزوجة. وأخرج قصة حق الزوجة وحدها أبو داود (2144) ، والنسائي في "الكبرى" (9151) ، والبيهقي 7/295 من طريق سعيد بن حكيم، عن أبيه حكيم بن  معاوية، به. وسيأتي الحديث بطوله بالأرقام (20022) و (20037) و (20043) . وسيأتي مختصرا بالأرقام (20013) و (20015) و (20018) و (20025) و (20026) و (20027) و (20029) و (20030) و (20031) و (20045) و (20049) و (20050) و (20053) . وفي باب أن الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (184) . وعن أبي هريرة، سلف برقم (9501) . وهما في "الصحيح". وعن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (5202) . وقوله: "لا يقبل الله من أحد توبة أشرك بعد إسلامه" وقع في هذه الرواية وهم، وصوابه ما وقع في رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: "لا يقبل الله من مشرك يشرك بعدما أسلم عملا، أو يفارق المشركين إلى المسلمين" وستأتي برقم (20037) . وقد أجمع المسلمون على قبول توبة المرتد بعد إسلامه إذا تاب ورجع إلى الإسلام. وفي باب حق الزوجة عن جابر ضمن حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف". أخرجه مسلم (1218). وفي باب النهي عن ضرب الوجه وتقبيحه بوجه عام دون حصره بالنساء عن أبي هريرة، سلف برقم (7420) . وفي باب صفة حشر الناس عن أبي هريرة، سلف برقم (8647) . وعن أبي ذر، سيأتي برقم (21456).

 

نبوءة عن انهيار ديانة الإسلام وتراجع أعداد المؤمنين بها

 

طبيعة الديانات كخرافات أن تنهار مع الزمن، فكم من أديان استمرت لقرون طوال ثم اندثرت، كم شخصًا الآن يتعبد بدين المصريين القدماء أو السومريين والبابليين أو السلت والجرمان والأيسلنديين وقدماء النروج الفايكنج أو الجريكيين اليونان والرومان؟! لا أحد تقريبًا. طبيعة العقل البشري أنه سيتطور ويقضي على هذه الخرفات بين شعوبه ولو مع الوقت والزمن الطويل، أحد المتبصرين أحس بذلك فقال نبوءة خرافية كتحذير وحائط ردع أخير لسذج المؤمنين ليتمسكوا بالخرافة وينفِّعوا رجال الدين الإسلامي بأموالهم، روى مسلم:

 

[ 146 ] وحدثني محمد بن رافع والفضل بن سهل الأعرج قالا حدثنا شبابة بن سوار حدثنا عاصم وهو بن محمد العمري عن أبيه عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها

 

وروى أحمد:

1604 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ: أَنَّ أَبَا حَازِمٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنٍ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ الْإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا "

 

إسناده جيد، وجهالةُ ابن سعد لا تضر، فإن أبناءه الذين رووا عنه ثقات معروفون بحمل العلم، على أنه قد جاء مبيناً عند ابن منده في "الإيمان" وأنه عامر بن سعد، وهو ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجالهما غير أبي صخر- وهو حميدُ بن زياد الخراط- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. أبوحازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه أبو يعلى (756) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (92) ، والبزار (1119) ، وابن منده في "الإيمان" (424) من طرق عن عبد الله بن وهب، به. ولفظه عندهم "الإسلام" بدل "الإيمان"، ورواية البزار مختصرة. وفي الباب عن ابنِ مسعود عند أحمد في "المسند" 1/398، وعن أبي هريرة فيه 2/286 و389، وعن عبد الرحمن بن سنة فيه أيضاً 4/73 -74، وعن عبد الله بن عمر عند مسلم (146) ، وعن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة عند الترمذي (2630) .

يأرز: ينضم ويجتمع بعضُه إلى بعض.  والمسجدان: هما مسجد مكة ومسجد المدينة. وقوله: "ليأرزن الإيمان"، قال ابن حبان في "صحيحه" 9/47: يريد به أهلَ الإيمان.

 

* 3784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ: " النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ "

 

إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وإسناد ولده عبد الله صحيح، لأن عبد الله من رجال النسائي، وهو ثقة. وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 13/236، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (4975) ، والآجري في "الغرباء" (2). وأخرجه الترمذي (2629) ، وابن ماجه (3988) ، والدارمي 2/311-312، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/297-298، والطبراني في "الكبير" (10081) ، والشاشي (729) ، والآجري في "الغرباء" (1) ، والبيهقي في "الزهد" (206) من طرق عن حفص بن غياث، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص بنِ غياث، عن الأعمش... تفرد به حفص. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298، وابن عدي في "الكامل" 3/1130، والسهمي في "تاريخ جرجان" (339) ، من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، به. قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث إلا بحفص بنِ غِياث عن الأعمش، وبه يعرف، وحكم الناس بأنه حديثه عن الأعمش، ولا أعلم يرويه عن أبي خالد غير مخلد بن مالك. قلنا: رواه عن أبي خالد أيضاً محمد بن عبد العزيز الواسطي عند الطحاوي. وذكرت أحاديث الباب عند حديث سعد المتقدم برقم (1604). ونزيد هنا: حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6650) . وحديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (3987) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298.

قال السندي: النزاع: ضبط بضم فتشديد، قيل: هو جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي: الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين. وقد سبق تحقيق ما يتعلق ببقية الحديث.

 

(22160) 22513- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً ، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا ، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَةُ. (5/251)

 

إسناده جيد، عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي الدمشقي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات . سليمان بن حبيب: هو المحاربي الداراني. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (764) ، ومن طريقه الحاكم 4/92، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ورقة 348، عن أبيه، بهذا الإسناد . وقد وقع في إسناده عند الحاكم "عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله" وقال: عبد العزيز هذا هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل: هو ابن عبيد الله بن أبي المهاجر، والإسناد كله صحيح، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: عبد العزيز ضعيف . قلنا: وهذا وهم منهما رحمهما الله تعالى، نشأ عن تحرف "بن" في "عبد العزيز بن إسماعيل" في إسناده إلى: "عن"، فظنا أنهما اثنان، والصواب أنه: "عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله"، كذا قال كل من أخرج الحديث من طريق الإمام أحمد، وكذا من أخرجه من طريق الوليد بن مسلم، وهو مترجم كذلك في "تاريخ البخاري" 6/21، و"الجرح والتعديل" 5/377، و"الثقات" 7/110، و"تاريخ ابن عساكر" 10/ورقة 348، و"الإكمال" 1/532-533، و"ذيل الكاشف" ص 180، و"تعجيل المنفعة" 1/820. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7486) ، وفي "الشاميين" (1602) ، والبيهقي في "الشعب" (7524) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن أحمد بن حنبل، به. وأخرجه ابن حبان (6715) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، والبيهقي في "الشعب" (5277) من طريق أبي جعفر المسندي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به. ولبعضه شاهد من حديث فيروز الديلمي، سلف في مسنده برقم (18039) ، ولفظه: "لينقضن الإسلام عروة عروة، كما ينقض الحبل قوة قوة" .

 

(18039) 18202- حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيُنْقَضَنَّ الإِسْلاَمُ عُرْوَةً عُرْوَةً كَمَا يُنْقَضُ الْحَبْلُ قُوَّةً ، قُوَّةً.

 

حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن قال الساجي في ضمرة ابن ربيعة: صدوق يهم عنده مناكير، وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه هنا مرفوعا، ورواه بنحوه عن عبد الله بن فيروز الديلمي قوله، أخرجه ابن وضاح في "البدع" ص66. وقد تابعه الأوزاعي على الرواية الثانية الموقوفة على عبد الله بن فيروز، أخرجه الدارمي (97) ، ويعقوب بن سفيان في كتابه الملحق بآخر كتاب "المعرفة والتاريخ" 3/386، ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (127) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي قوله. ورواية الدارمي عن عبد الله بن الديلمي قال: بلغني أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة. ويشهد له مرفوعا حديث أبي أمامة الآتي 5/251، وإسناده لا بأس به، وصححه ابن حبان (6715) . وحديث حذيفة بن اليمان عند الآجري في "الشريعة" ص20، والحاكم 4/469، وأبي عمرو الداني في "الفتن" (225) موقوفا.

قوله: "عروة عروة"، أي: أن الناس ما يتركون الإسلام دفعة واحدة، ولكن يتركونه بالتدريج، بأن يتركوا بعض أعماله، ثم بعضا آخر إلى أن لا يبقى منه شيء، كما ينقض الحبل، و"القوة": الطاقة من طاقات الحبل.

 

ومن المحتمل أن قائل الأسطورة قالها في عصر إهمال يثرب من الخلفاء الأمويين أو اضطهاد سكانها لتأييدهم عبد الله بن الزبير وأخيه مصعب ضد بني أمية. وإنه لمؤكد أن الأمويين والعباسيين عطلوا بعض شرائع الإسلام وهذا يحتاج مبحثًا ضخمًا تاريخيًّا مستقلًا يستغرق عمرًا، لكن لنذكر ما أشرت إليه بباب التشريعات الشاذة عن سماح مروان بن الحكم ببيع الصكوك، وذكرت في نفس الباب وبباب مما تركوه أو ابتدعوه ترك عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وغيرهما  لكثير من تشريعات الإسلام وتعديلاتهم عليها لعيوبها.

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.