17: نقد وفضح شخصية محمد: إجبار محمد لزينب بنت جحش والشنباء على الزواج منه بالاغتصاب ومحاولته مع الجونية

إجبار محمد لزينب بنت جحش والشنباء على الزواج منه بالاغتصاب ومحاولته مع الجونية

 

قصة إكراه محمد لزينب بنت جحش قريبته ابنة عمته على الزواج بالإكراه من ابنه بالتبني، ثم بعد طلاقها منه على الزواج منه هو بالغصب والإكراه

 

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)} الأحزاب

 

روى الطبراني في المعجم الكبير ج24:

 

123 - حدثنا داود بن محمد بن صالح المروزي ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } قال : نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش وكانت بنت عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فرضيت وظنت أنه يخطبها على نفسه فلما علمت أنه يخطبها على زيد بن حارثة أبت وأنكرت فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة } الآية

 

124 - حدثنا أبو خليفة قال : ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال : خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهي بنت عمته وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } فرضيت وسلمت

 

قال الطبري في تفسيره:

 

يقول تعالى ذكره: لم يكن لمؤمن بالله ورسوله، ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله في أنفسهم قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم، ويخالفوا أمر الله وأمر رسوله وقضاءهما فيعصوهما، ومن يعص الله ورسوله فيما أمرا أو نهيا (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) يقول: فقد جار عن قصد السبيل، وسلك غير سبيل الهدي والرشاد.

وذكر أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش حين خطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على فتاه زيد بن حارثة، فامتنعت من إنكاحه نفسها.

* ذكر من قال ذلك:

 

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا....) إلى آخر الآية، وذلك أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم انطلق يخطب على فتاه زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها، فقالت: لست بناكحته، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: فانكحيه، فقالت: يا رسول الله أؤمر في نفسي، فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ....) إلى قوله (ضَلالا مُبِينًا) قالت: قد رضيته لي يا رسول الله مَنكحًا؟ قال: "نعم" قالت: إذن لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي.

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (أنْ تَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: زينب بنت جحش وكراهتها نكاح زيد بن حارثة حين أمرها به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

 

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: نزلت هذه الآية في زينب بنت جحش، وكانت بنت عمة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فخطبها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فرضيت ورأت أنه يخطبها على نفسه، فلما علمت أنه يخطبها على زيد بن حارثة أبت وأنكرت، فأنزل الله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ) قال: فتابعته بعد ذلك ورضيت.

 

حدثني أَبو عبيد الوصافي، قال: ثنا محمد بن حمير، قال: ثنا ابن لهيعة، عن ابن أَبي عمرة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه وقالت: أنا خير منه حسبا وكانت امرأة فيها حدة؛ فأنزل الله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا....) الآية كلها.

 

وقيل: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وذلك أنها وهبت نفسها لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فزوجها زيد بن حارثة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا....) إلى آخر الآية، قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت من أول من هاجر من النساء، فوهبت نفسها للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فزوجها زيد بن حارثة، فسخطت هي وأخوها، وقالا إنما أردنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فزوجنا عبده. قال: فنزل القرآن (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أمْرًا أنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيرَةُ مِنْ أمْرِهِمْ....) إلى آخر الآية. قال: وجاء أمر أجمع من هذا (النَّبِيُّ أوْلَى بالمُؤْمِنِينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ) قال: فذاك خاص، وهذا إجماع.

 

وقال السيوطي في الدر المنثور في تفسير الممتحنة:

 

وأخرج ابن دريد في أماليه : حدثنا أبو الفضل الرياشي عن ابن أبي رجاء عن الواقدي قال: فخرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بآيات نزلت فيها قالت: فكنت أول من هاجر إلى المدينة فلما قدمت قدم أخي الوليد علي فنسخ الله العقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين في شأني ونزلت فلا ترجعوهن إلى الكفار ثم أنكحني النبي صلى الله عليه و سلم زيد بن حارثة فقلت أتزوجني بمولاك ؟ فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} [سورة الأحزاب 36} ثم قُتِل زيد فأرسل إليَّ الزبيرُ: احبسي على نفسك قلت: نعم. فنزلت {ولا جناح عليكم فيماعرضتم من خطبة النساء} سورة البقرة الآية 235

 

وروى البيهقي في الكبرى:

6927 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر قال  لا يعلم قرشية خرجت من بيت أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله إلا أم كلثوم بنت عقبة خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في هدنة الحديبية فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمار فقدما وقت قدومها فقالا : يا محمد لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه وفيها نزلت : { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات } الآية ولم يكن لها بمكة زوج فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بن حارثة فقتل عنها فتزوجها اللزبير بن العوام فولدت له زينب فطلقها ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فماتت عنه

 

آية لتعيين محمد كدكتاتور مطلق يفعل ما يريد باستبداد في الناس ويتحكم في حيواتهم ويصادر حريتهم واختياراتهم فيها باسم الدين والله والنبوة الخرافيين، حقًّا إن وضع السلطة والقوة في يد شخص هو أكثر شيء يكشف حقيقته كصالح سليم النفسية أو فاسد مختل شرير، زوّج محمد بالإكراه امرأتين واحدة تلو الأخرى لحبيبه زيد بن حارثة ابنه بالتبني، كلاهما اضطرتا لتنفيذ أمر محمد، في مجتمع مهووس كمجتمع يثرب ممن يتبركون كما قالت الأحاديث ببصاق ومخاط محمد، وكانو مستعدين لقتل أي شخص بلا سؤال عند إشارة منه فقط، كيف كانتا يمكن أن تتمردا بسهولة وهما ممن استقروا في يثرب، لو اتهمهما بمعصيته أو عدم الإيمان به فقد يؤدي هذا إلى مقتلهما أو على أقل حد النبذ الاجتماعي ضدهما بطريقة رهيبة.

 

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)} الأحزاب

 

لما كان زواج زينب من زيد بالإكراه كان طبيعيًّا أن تنشأ المشاكل بينهما، الزواج لا يكون بالغصب، التآلف مهم، جاء زيد كما تقول كتب التفسير ليشتكي منها ويقول أنه يريد تطليقها، نهاه محمد، لكنه كان رآها كما يبدو وأُعجِب بها فدخلت في عاطفته الشهوانية، في الآية اعترف محمد كعادته أحيانًا في الاعتراف ببعض خطاياه التي عرضناها في عدة مواضع ولوم نفسه بأنه كان يخفي مشاعره الحقيقية.

 

روى أحمد بن حنبل:

 

12511 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ فَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ - لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ - فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ اللهَ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] ، إِلَى قَوْلِهِ {زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] يَعْنِي زَيْنَبَ

 

طبعًا سارع الفقهاء اللاحقون لتضعيف وتكذيب الحديث، دعنا منهم فهو من أصح الصحيح وأصدقه هنا. كثير مما رواه مؤمل الذي ضعّفوه كما رأيت صحيح وثابت عندهم، لكنهم كرهوا بعض ما احتفظ به في مروياته. مؤمل لم ينفرد بالقصة، فهناك أسانيد عديدة لها كما سنرى في تفسير الطبري والمعجم الكبير للطبراني.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج24:

 

121 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا محمد بن خالد بن عثمة حدثني موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن المنيب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء بيت زيد بن حارثة فاستأذن فأذنت له زينب ولا خمار عليها فألقت كم درعها على رأسها فسألها عن زيد فقالت ذهب قريبا يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وله همهمة قالت زينب فاتبعته فسمعته يقول: تبارك مصرف القلوب فما زال يقولها حتى تغيَّبَ.

 

سارعوا إلى تضعيفه تبعًا لمنهجهم لضعف بعض الرواة ووجود واحد مجهول الحال ولوجود انقطاع لأن أبا بكر بن سليمان لم يسمع من زينب فيما قالوه.

 

قال الطبري في تفسيره:

 

يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عتابا من الله له (و) اذكر يا محمد (إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) بالهداية (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقِي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم زيد، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها (وَاتَّقِ اللَّهَ) وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) أعتقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) قال: وكان يخفي في نفسه ودَّ أنه طلقها. قال الحسن: ما أنزلت عليه آية كانت أشد عليه منها؛ قوله (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) ولو كان نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كاتما شيئا من الوحي لكتمها (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ) قال: خشِي نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مقالة الناس.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ "قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها.

حدثني محمد بن موسى الجرشي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أَبي حمزة قال: نزلت هذه الآية (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) في زينب بنت جحش.

 

 

روى مسلم:

 

[ 177 ] وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا داود بهذا الإسناد نحو حديث بن علية وزاد قالت ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } 

 

وروى أحمد:

 

26041 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ " لَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ، لَكَتَمَ هَذِهِ الْآَيَةَ عَلَى نَفْسِهِ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ، وَاتَّقِ اللهَ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ، وَتَخْشَى النَّاسَ، وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37] إِلَى قَوْلِهِ {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47] "

 

حديث صحيح. وهذا إسناد منقطع، غير أنه قد رُوي متصلاً أيضاً كما سيرد. وهذا الحديث زاده بعضُ الرواة على الحديث السالف برقم (24227) بإسناد متصل، وبعضهم رَوى هذه الزيادة وحدَها . وأخرجه ابن خُزيمة في "التوحيد" ص 224 عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: ميَّز ابنُ أبي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتْصل، فروى هذه الزيادةَ عن داودَ بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها، ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق. قلنا: الظاهر أنه اختُلف فيه على ابن أبي عدي: فقد أخرجه الترمذي (3208) عن محمد بن أبان (وهو ثقة) عن ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. متصلاً بذكر مسروق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. اختلف فيه على داود بن أبي هند كذلك: فقد أخرجه مسلم (177) (288) ، والنسائي في "الكبرى" (11408) - وهو في "التفسير" (428) - وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223-224 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وابنُ راهويه (1430) ، والطبري في "الكبير" 24/ (111) من طريق أبي معاوية، والترمذي بإثر الحديث (3207) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. متصلاً بذكر مسروق. ورواه أحمد (26041) 26569 و(26295) 26826 وأخرجه ابن خُزيمة في "التوحيد" ص 224 عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: ميَّز ابنُ أبي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتْصل، فروى هذه الزيادةَ عن داودَ بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها، ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق. قلنا: الظاهر أنه اختُلف فيه على ابن أبي عدي: فقد أخرجه الترمذي (3208) عن محمد بن أبان (وهو ثقة) عن ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. متصلاً بذكر مسروق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح واختلف فيه على داود بن أبي هند كذلك: فقد أخرجه مسلم (177) (288) ، والنسائي في "الكبرى" (11408) - وهو في "التفسير" (428) - وابن خُزيمة في "التوحيد" ص 223-224 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وابنُ راهويه (1430) ، والطبري في "الكبير" 24/ (111) من طريق أبي معاوية، والترمذي بإثر الحديث (3207) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، به. متصلاً بذكر مسروق.

 

وروى الطبراني في المعجم الكبير ج24:

 

113 - حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة:  في قوله { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه } قال : أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه و سلم بالعتق { أمسك عليك زوجك } قال قتادة : جاء زيد إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن زينب اشتد علي لسانها وإني أريد أن أطلقها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : اتق الله وأمسك عليك زوجك والنبي صلى الله عليه و سلم يحب أن يطلقها وخشي مقالة الناس أن أمره بطلاقها فأنزل { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا } قال : لما طلقها زيد { زوجناكها }

 

قال الهيثمي في المجمع7/ 91 رواه الطبراني من طرقٍ وبعضها رجال الصحيح. ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره.

 

116 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : نزلت في زينب بنت جحش { وتخفي في نفسك ما الله مبديه }

 

رواه البخاري4878 وابن جرير الطبري في تفسيره

 

117 - حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا محمد بن ثور عن ابن جريج في قوله { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } في نفس رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فيها من حبه طلاقه إياها ونكاحه إياها فأبى الله إلا أن يخبر بالذي أخفى النبي صلى الله عليه و سلم في نفسه

 

رجاله ثقات

 

وروى البخاري:

4787 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

 

حادثة اغتصاب محمد لزينب بنت جحش بالإكراه ودخوله عليها بيتها بهمجية وحيوانية بلا إذن

 

وروى مسلم:

 

[ 1428 ] حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قالا جميعا حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس وهذا حديث بهز قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد فاذكرها علي قال فانطق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي فقلت يا زينب أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن قال فقال ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك قال فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني قال فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب قال ووعظ القوم بما وعظوا به زاد بن رافع في حديثه { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه }  إلى قوله { والله لا يستحيي من الحق}

 

رواه أحمد (13025) 13056وأخرجه ابن سعد 8/105 عن عمرو بن عاصم، وأبو يعلى (3332) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن سليمان بن المغيرة به، ورواه أحمد في آخر الحديث (13575) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت. وانظر أحمد (12023) ورواه أحمد 13025 و13378 و13575

 

قولها حتى أؤامر ربي (بتسهيل الهمزة بلهجة قريش) واعتصامها في مسجدها، يدل على تظلمها وضيقها من إجبار وإكراه محمد لها ظلمًا لها كقريبة وتابعة له هاجرت إيمانًا به منخدعة به، كان محمد قد كبر سنه وهي شابة ولم تكن راغبة في الزواج منه، جعل محمد من قريبته هذه المرأة المسكينة لعبة في يده، مرة زوجها لابنه المتبنى (زيد بن حارثة)، ومرة أخرى تزوجها هو بالإكراه ودخل عليها بهمجية علنية مغتصبًا لها بدون إذن ولا طلب موافقتها ولا إعطائها مهرًا، برعاية أتباعه الأوائل المهووسين المقدسين لكل ما كان يفعله من شناعات باعتباره برعاية ومباركة الله!، ألغى محمد تشريع التبني من تقاليد العرب الوثنيين الذي كانوا يجعلونه كحرمة النسب، ليتمكن من الزواج منها.

 

احتفظ لنا الطبراني في المعجم الكبير ج24 برواية من المظلومة نفسها عن همجية محمد وتهجمه عليها بدخول بيتها بدون إذنها واغتصابه لها بدون رضاها بالزواج منه على أعين أتباعه:

 

109 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي قال حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت: خطبني عدة من قريش فأرسلتُ أختي حمنةَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها ؟ قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال زيد بن حارثة قال : فغضبت حمنة غضبا شديدا وقالت : يا رسول الله أتزوج بنت عمك مولاك ؟ قالت : جاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } قالت : فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقلت إني استغفر الله وأطيع الله ورسوله افعل ما رأيت فزوجني زيدا وكنت أرثى عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك زوجك واتق الله فقال : يا رسول الله أنا أطلقها قالت : فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي ببيتي وأنا مكشوفة الشعر فقلت إنه أمر من السماء فقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد ؟ فقال : الله المزوج وجبريل الشاهد

 

سارعوا بتضعيفه لأن فيه شهادات لا تعجبهم، قالوا حفص بن سليمان متروك، وفيه توثيق لين، وحسين بن أبي السري ضعيف، لكن دعك منهم فإنهم ضعفوا علامة كالواقدي العظيم نفسه على سعة علمه ودقة أخباره.

 

 

قال الطبري في تفسيره لسورة النساء {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}:

8509 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعت ابن زيد يقول في قوله:"وآتوا النساء صدقاتهن نحلة"، قال:"النحلة" في كلام العرب، الواجب= يقول: لا ينكحها إلا بشيء واجب لها، صدقة يسميها لها واجبة، وليس ينبغي لأحد أن ينكح امرأة، بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بصداقٍ واجب، ولا ينبغي أن يكون تسمية الصداق كذبًا بغير حق.

 

وروى البيهقي في سننه الكبرى/ جماع أبواب ما خص به رسول الله:

 

13137 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبأ بن الأصبهاني ثنا شريك عن أبي هارون عن أبي سعيد قال: لا نكاح إلا بولي وشهود ومهر إلا ما كان من النبي صلى الله عليه و سلم

 

13139 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي قالا ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب رضي الله عنها فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس فلو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كاتما شيئا لكتم هذه قال فكانت تفتخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله عز و جل من فوق سبع سماوات رواه البخاري في الصحيح عن أحمد عن محمد بن أبي بكر

 

وفي البخاري:

 

7420 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ قَالَ أَنَسٌ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَعَنْ ثَابِتٍ { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ } نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

 

وبوّب البيهقي في الكبرى:

(باب ما أبيح له من تزويج المرأة من غير استئمارها وإذا جاز ذلك جاز من غير استئمار وليها وجعله الله عز و جل أولى بالمؤمنين من أنفسهم )

 

ثم ذكر البيهقي هنا حديث البخاري:


5030 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ لِأَهَبَ لَكَ نَفْسِي فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَعَّدَ النَّظَرَ إِلَيْهَا وَصَوَّبَهُ ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ فِيهَا شَيْئًا جَلَسَتْ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ فَزَوِّجْنِيهَا فَقَالَ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ شَيْئًا قَالَ انْظُرْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ وَلَكِنْ هَذَا إِزَارِي قَالَ سَهْلٌ مَا لَهُ رِدَاءٌ فَلَهَا نِصْفُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَصْنَعُ بِإِزَارِكَ إِنْ لَبِسْتَهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهَا مِنْهُ شَيْءٌ وَإِنْ لَبِسَتْهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ شَيْءٌ فَجَلَسَ الرَّجُلُ حَتَّى طَالَ مَجْلِسُهُ ثُمَّ قَامَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَلِّيًا فَأَمَرَ بِهِ فَدُعِيَ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ قَالَ مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا عَدَّهَا قَالَ أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

5141- حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا فَقَالَ مَا لِي الْيَوْمَ فِي النِّسَاءِ مِنْ حَاجَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا قَالَ مَا عِنْدَكَ قَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ قَالَ أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ قَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ قَالَ فَمَا عِنْدَكَ مِنْ الْقُرْآنِ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

ورواه مسلم وأحمد

 

من ضمن مظاهر عدوان محمد وسيكوباتيته أنه لم يمنح زينب أي مهر، بل تزوجها اغتصابا وامتهانا. كل هذه انتهاكات محمد للشريعة التي وضعها بنفسه، ومنها ما روى البخاري:

5136 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا قَالَ أَنْ تَسْكُتَ

 

بَاب إِذَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهِيَ كَارِهَةٌ فَنِكَاحُهُ مَرْدُودٌ

5138 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ عَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهْيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ نِكَاحَهُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ حَدَّثَاهُ أَنَّ رَجُلًا يُدْعَى خِذَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ نَحْوَهُ

 

والحديث في غير البخاري كذلك، وأنا أختصر فقط.

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

6136- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى آلِ حَاطِبٍ ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، وَتَرَكَ ابْنَةً لَهُ مِنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الأَوْقَصِ قَالَ : وَأَوْصَى إِلَى أَخِيهِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَهُمَا خَالاَيَ ، قَالَ : فَخَطَبْتُ إِلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ابْنَةَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَزَوَّجَنِيهَا ، وَدَخَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، يَعْنِي إِلَى أُمِّهَا ، فَأَرْغَبَهَا فِي الْمَالِ فَحَطَّتْ إِلَيْهِ ، وَحَطَّتْ الْجَارِيَةُ إِلَى هَوَى أُمِّهَا ، فَأَبَيَا حَتَّى ارْتَفَعَ أَمْرُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ابْنَةُ أَخِي أَوْصَى بِهَا إِلَيَّ ، فَزَوَّجْتُهَا ابْنَ عَمَّتِهَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، فَلَمْ أُقَصِّرْ بِهَا فِي الصَّلاَحِ ، وَلاَ فِي الْكَفَاءَةِ ، وَلَكِنَّهَا امْرَأَةٌ ، وَإِنَّمَا حَطَّتْ إِلَى هَوَى أُمِّهَا ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هِيَ يَتِيمَةٌ ، وَلاَ تُنْكَحُ إِلاَّ بِإِذْنِهَا قَالَ : فَانْتُزِعَتْ وَاللَّهِ مِنِّي بَعْدَ أَنْ مَلَكْتُهَا ، فَزَوَّجُوهَا الْمُغِيرَةَ بن شعبة.

 

إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الدارقطني 3/230، ومن طريقه البيهقي في الكبرى 7/120 من طريق يعقوب بن إبراهيم عم عبيد الله بن سعد الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 3/230 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر. فأسقط منه عمر بن حسين، والصواب إثباته. وأخرج المرفوع منه الدارقطني أيضاً 3/231 من طريق سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق، عن عمر بن حسين، به. وأخرجه جميعا بنحوه الدارقطني 3/229، والحاكم في المستدرك 2/167، والبيهقي 7/121 من طريق ابن أبي ذئب، عن عمر بن حسين، به. وفي إحدى روايتي البيهقي: عن نافع أن ابن عمر، مختصراً. وأخرجه الدارقطني 3/230-231 من طريق عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، عن نافع، قال: تزوج عبد الله بن عمر، فذكر نحوه. وهذا إسناد حسن.

 

وكما أقول بباب (محمد أول من خالف الشريعة التي وضعها) إنه كان يحكم كل ما شرعه بل وكل القيم الأخلاقية الغريزية.

 

لما تحدث المعارضون من منافقين متظاهرين بالإسلام وحتمًا بعض المسلمين أنفسهم عن هذه الفضيحة اللاأخلاقية الكبيرة، برر محمد لنفسه جزءً من اعتراضهم على همجيته ومخالفته لكل الأصول المرعية والأخلاق كالدخول على امرأة بدون رضاها ومعاشرتها بدون رضاها ولا مهر ولا عمل عُرس ووليمة لإعلان زواج، برده فقط على مسألة التبني، لكنه أعلن إلغاءه التبني بعد دخوله على المرأة وليس قبل فعلته النكراء الاغتصابية الهمجية:

 

{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)} الأحزاب

 

قال الطبري:

 

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، في قوله: (ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) قال: بلغنا أن ذلك كان في زيد بن حارثة، ضرب له مثلا يقول: ليس ابن رجل آخر ابنك.

 

روى البخاري:

 

4782 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }

ورواه مسلم 2425

 

قال الطبري:

 

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ) قال: نزلت هذه الآية في زيد بن حارثة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءَكُمْ) قال: كان زيد بن حارثة حين منّ الله ورسوله عليه، يقال له: زيد بن محمد، كان تبنَّاه، فقال الله: (ما كانَ مُحمَّدٌ أبا أحَدٍ من رِجالكُمْ) قال: وهو يذكر الأزواج والأخت، فأخبره أن الأزواج لم تكن بالأمهات أمهاتكم، ولا أدعياءكم أبناءكم.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءكُمْ) وما جعل دعيَّك ابنك، يقول: إذا ادّعى رجل رجلا وليس بابنه (ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بأفْوَاهِكُمْ ... ) الآية، وذُكر لنا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول: "من ادّعى إلى غَير أبِيهِ مُتَعَمِّدًا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ".

 

 

من تبريرات محمد العجيبة لانتهاكه كلَّ الأخلاق البشرية الإنسانية وجنوحه الإجرامي:

 

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)} الأحزاب

 

قال الطبري:

 

(زَوَّجْنَاكَهَا) يقول: زوجناك زينب بعد ما طلقها زيد وبانت منه؛ (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ) يعني: في نكاح نساء من تبنوا وليسوا ببنيهم ولا أولادهم على صحة إذا هم طلقوهن وبِنَّ منهم (إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) يقول: إذا قضوا منهن حاجاتهم وآرابهم، وفارقوهن وحللن لغيرهم، ولم يكن ذلك نزولا منهم لهم عنهن (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا) يقول: وكان ما قضى الله من قضاء مفعولا أي: كائنا كان لا محالة. وإنما يعني بذلك أن قضاء الله في زينب أن يتزوجها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان ماضيا مفعولا كائنا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) يقول: إذا طلقوهن، وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تبني زيد بن حارثة.

 

... القول في تأويل قوله تعالى: {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) }

يقول تعالى ذكره: ما كان على النبي من حرج: من إثم فيما أحل الله له من نكاح امرأة من تبناه بعد فراقه إياها.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ) : أي أحل الله له.

وقوله: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) يقول: لم يكن الله تعالى ليؤثم نبيه فيما أحل له مثال فعله بمن قبله من الرسل الذين مضوا قبله في أنه لم يؤثمهم بما أحل لهم، لم يكن لنبيه أن يخشى الناس فيما أمره به أو أحله له، ونصب قوله (سُنَّةَ اللَّهِ) على معنى: حقًّا من الله، كأنه قال: فعلنا ذلك سنة منا.

وقوله: (وَكَانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) يقول: وكان أمر الله قضاء مقضيًّا.

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَكَانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) : إن الله كان علمه معه قبل أن يخلق الأشياء كلها، فأتمه في علمه أن يخلق خلقا، ويأمرهم وينهاهم....

 

ألم يكن الله المزعوم أو بالأحرى محمد يمكنه اختيار امرأة تريد وتقبل الزواج منه لعمل مهمة عظيمة مزعومة كهذه! من قال أن هناك أي شيء يبرر الزواج من امرأة بالإكراه وبالاغتصاب بهذه الطريقة الوحشية الحيوانية؟! سنة التوراة وكتاب اليهود هي الاغتصاب والنهب والسبي والاستعباد ومحمد ضل طريقه واتبع اللاأخلاقية باتباع نهج كتاب اليهود، فبئس الديانتان اليهودية والإسلام.

 

العجيب أن الطبراني في المعجم الكبير ج24 روى رأيًا فيه نفس ما أقوله تقريبًا عن فضيحة محمد:

 

119 - حدثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك ثنا محمد بن ثور: عن ابن جريج في قوله { سنة الله في الذين خلوا من قبل } قال : داود والمرأة التي نكح وزوجها اسمها اليسيع ذلك سنة في محمد وزينب

 

120 - حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا محمد بن ثور: عن ابن جريج في قوله { وكان أمر الله قدرا مقدورا } كذلك من سنته في داود والمرأة و النبي صلى الله عليه وسلم وزينب

 

قال الهيثمي في المجمع 7/ 92 رجاله ثقات. قلت: وهو من باب التفاسير وليس أحاديث.

 

قصة داوود مع زوجة أوريا الحثيّ أوردتها من القرآن وكتاب اليهود في باب التناقضات القرآنية، موضوع عصمة الأنبياء ونفي القرآن لها، فراجعها وهي عن خيانة داوود مع امرأة متزوجة وإرساله أوريا في مقدمة الحروب ليموت ويتخلص منه، واسم المرأة حسب قصص اليهود هو بثشبع، وهي أم سليمان بن داوود بعد ذلك.

 

ولم يعمل محمد أي عرس، بل حسب روايات أهدته أم سلمة صبيحة العرس طعامًا فدعا إليه بعض الناس، ليس من التقاليد والأصول أن يكون العرس وإعلان الزواج بعد النوم مع المرأة بالإكراه!

 

روى أحمد بن حنبل:

 

(12023) 12046- حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : دَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ بَنَى بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِينَ خُبْزًا وَلَحْمًا قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فَأَتَى حُجَرَ نِسَائِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ فَدَعَوْنَ لَهُ . قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ وَأَنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ ، فَإِذَا رَجُلاَنِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيثُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ ، فَلَمَّا بَصَرَ بِهِمَا وَلَّى رَاجِعًا ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلاَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَلَّى عَنْ بَيْتِهِ قَامَا مُسْرِعَيْنِ ، فَلاَ أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ ، أَوْ أُخْبِرَ بِهِ فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/37-38 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن سعد 8/106، والبخاري (5154) ، والنسائي في "الكبرى" (6908) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (272) ، وابن حبان (4062) ، والبغوي (2313) من طرق عن حميد الطويل، به. ورواية البغوي مختصرة. ورواه أحمد  بنحوه عن يزيد بن هارون عن حميد برقم (13072) ، وعن عبد الله ابن بكر عن حميد برقم (13769) ، وانظر (11943) . وأخرجه بنحوه البخاري (4791) و (6239) و (6271) ، ومسلم (1428) (92) ، والنسائي في "الكبرى" (11420) ، والطحاوي 4/334، والبيهقي 7/87، والواحدي في "أسباب النزول" ص242 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز، عن أنس. وأخرجه أيضاً بنحوه الترمذي (3217) ، والطبري 22/38 من طريق عمرو ابن سعيد، عن أنس. وله طرق أخرى مطولة ومختصرة عن أنس في مسند أحمد  بالأرقام (12669) و (12716) و (12759) و (13025) و (13361) و (13502) و (13538) .

ويعني أنس بقوله: "آية الحجاب" الآية الثالثة والخمسين من سورة الأحزاب، والتي فيها (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) .

 

 

روى البخاري:

 

5166- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ أُمَّهَاتِي يُوَاظِبْنَنِي عَلَى خِدْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً فَكُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِشَأْنِ الْحِجَابِ حِينَ أُنْزِلَ وَكَانَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ فِي مُبْتَنَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا عَرُوسًا فَدَعَا الْقَوْمَ فَأَصَابُوا مِنْ الطَّعَامِ ثُمَّ خَرَجُوا وَبَقِيَ رَهْطٌ مِنْهُمْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَالُوا الْمُكْثَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ لِكَيْ يَخْرُجُوا فَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَيْتُ حَتَّى جَاءَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ ثُمَّ ظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ لَمْ يَقُومُوا فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا بَلَغَ عَتَبَةَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَظَنَّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعَ وَرَجَعْتُ مَعَهُ فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ بِالسِّتْرِ وَأُنْزِلَ الْحِجَابُ

ورواه أحمد (12716) 12746، وفي "الأدب المفرد" (1051) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/333، والبيهقي 7/87 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6238) ، والطبري في "تفسيره" 22/37، والطبراني في "الكبير" 24/ (130) من طريق يونس بن يزيد، والطبري 22/37 من طريق سفيان بن عيينه، كلاهما عن الزهري، به. وأحمد من طريق صالح بن كيسان عن الزهري برقم (13478)

 

وروى مسلم :

 

[ 1428 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر يعني بن سليمان عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثت بهذا إليك أمي وهي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله قال فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أمي تقرئك السلام وتقول إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ضعه ثم قال اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت وسمى رجالا قال فدعوت من سمى ومن لقيت...إلخ

 

ورواه الطبراني في الكبير ج24/ حديث125، والترمذي 3272 والنسائي في الصغرى6/ 136-137 والكبرى، ورواه البخاري 5163 تعيقًا

 

ورواه البخاري معلَّقًا:

 

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ واسْمُهُ الْجَعْدُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَرَّ بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرُوسًا بِزَيْنَبَ فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً فَقُلْتُ لَهَا افْعَلِي فَعَمَدَتْ إِلَى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لِي ضَعْهَا ثُمَّ أَمَرَنِي فَقَالَ ادْعُ لِي رِجَالًا سَمَّاهُمْ وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ...إلخ

 

 

ورواه الطبراني في الكبير ج24:

 

 125 - حدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي عثمان قال : ثنا أنس بن مالك قال: أعرس النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه يعني زينب فجعلت أم سليم حيسا ثم جعلته في تور وهم يومئذ في جهد شديد فقالت: إذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرأه مني السلام وأخبره أن هذا منا له قليل فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله : بعثت بهذا إليك أم سليم وهي تقرئك السلام وتقول لك : يا رسول الله هذا منا لك قليل فنظر إليه فقال : ضعه فوضعته في ناحية البيت ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : انطلق فادعوا فلانا وفلانا وفلانا فسمى رجالا كثيرا ..إلخ خرافات معجزات وهمية

130 - حدثنا عبد الله بن علي الجارودي النيسابوري ثنا محمد بن يحيى النيسابوري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب: أن أنس بن مالك قال : أنا أعلم الناس بالحجاب لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه قال أنس : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم عروسا بزينب بنت جحش كان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وجلس معه رجال بعدما قام القوم حتى قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشى ومشيت معه حتى بلغ باب حجرة عائشة ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم قد قاموا فضرب بيني وبينه بالستر ونزلت آية الحجاب

 

كلمة أعرس تعني في اللغة العربية النوم ليلًا والمبيت، والمعاشر الجنسية.

 

قصة اغتصاب محمد لزينب في بحار الأنوار من كتب الشيعة الاثناعشرية:

 

الاحتجاج، وعيون أخبار الرضا: في خبر ابن الجهم أنه سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل : " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق  الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه. قال الرضا عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده ، فرأى امرأته تغتسل فقال لها : " سبحان الذي خلقك " وإنما أراد بذلك تنزيه الله تبارك وتعالى عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله ، فقال الله عز وجل : " أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما  " فقال النبي صلى الله عليه وآله لما رآها تغتسل : سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال ، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله لها : " سبحان الذي خلقك " فلم يعلم زيد ما أراد بذلك ، و ظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء وإني اريد طلاقها..إلخ

 

تفسير القمي : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وذلك أن رسول الله صلى الله عليه آله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية من بني أسد بن خزيمة ، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله فقالت : يا رسول الله حتى اوامر نفسي فأنظر ، فأنزل الله : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية ، فقالت : يا رسول الله أمري بيدك ، فزوجها إياه ، فمكثت عند زيد ما شاء الله ، ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليها النبي صلى الله عليه وآله فأعجبته ، فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها ، فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتق الله وأمسك عليك زوجك وأحسن إليها ، ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها ، فأنزل الله نكاحها على رسول الله صلى الله عليه وآله : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " وفي قوله : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " فإن هذه نزلت في شأن زيد بن حارثة ، قالت قريش يعيرنا محمد يدعي بعضنا بعضا وقد ادعى هو زيدا ، فقال الله : " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " يعني يومئذ ، قال : إنه ليس بأبي زيد  " وخاتم النبيين " يعني لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله ( تفسير القمي، سورة الأحزاب) .

 

... قال الله عز وجل : " وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " يعني في نفسك وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حوا من آدم عليهما السلام وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله بقول : " فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها " الآية وفاطمة من علي عليهما السلام ( عيون الأخبار: 108)

 

.... فزوجه الله من فوق عرشه فقال المنافقون : يحرم علينا [نساء أبنائنا] ويتزوج امرأة ابنه زيد ، فأنزل الله في هذا : " وما جعل أدعياءكم أبناءكم " إلى قوله : " يهدي السبيل " ثم قال : " ادعوهم لآبائهم " إلى قوله : " ومواليكم ( تفسير القمي )

 

وفي ص172 نقلا عن تفسير مجمع البيان للطبرسي: ... فلما تزوج النبي صلى الله عليه وآله زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود والمنافقون : تزوج محمد امرأة ابنه ، وهو ينهى الناس عنها ، فقال الله سبحانه : ما جعل الله من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم " ذلكم قولكم بأفواهكم " أي ان قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى " والله يقول الحق " الذي يلزم اعتقاده " وهو يهدي السبيل " أي يرشد إلى طريق الحق

 

وفي ص187: وقد قيل : إن زيد بن حارثة لما خاصم زوجته ابنة جحش  وهي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وأشرف على طلاقها أضمر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه إن طلقها زيد تزوجها من حيث كانت ابنة عمته ، وكان يحب ضمها إلى نفسه ، كما يحب أحدنا ضم قراباته إليه حتى لا ينالهم بؤس فأخبر الله تعالى رسوله والناس بما كان يضمره من إيثار ضمها إلى نفسه ، ليكون ظاهر الانبياء وباطنهم سواء [السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء].

 

وفي ص178 نقلًا عن تفسير مجمع البيان للطبرسي: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " نزلت في زينب بنت جحش الاسدية ، وكانت بنت امية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وآله فخطبها رسول الله صلى الله عليه وآله على مولاه زيد ابن حارثة ، ورأت أنه يخطبها على نفسه ، فلما علمت أنه يخطبها على زيد أبت و أنكرت ، وقالت : أنا ابنة عمتك فلم أكن لافعل ، وكذلك قال أخوها عبدالله بن جحش ، فنزل " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية يعني عبدالله واخته زينب ، فلما نزلت الآية قالت : رضيت يا رسول الله ، وجعلت أمرها بيد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكذلك أخوها ، فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا فدخل بها ، وساق إليها رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة دنانير وستين درهما مهرا ، وخمارا ومحلفة ودرعا وإزارا وخمسين مدا من طعام ، وثلاثين صاعا من تمر ، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وقالت زينب : خطبني عدة من قريش فبعثت اختي حمنة بنت جحش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أستشيره فأشار بزيد فغضبت اختي وقالت : أتزوج بنت عمتك مولاك ؟ ثم أعلمتني فغضبت أشد من غضبها ، فنزلت الآية ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت : زوجني ممن شئت ، فزوجني من زيد ، وقيل : نزلت في ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وكانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وآله فقال : قد قبلت وزوجها زيد ابن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا : إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجنا عبده فنزلت الآية ، عن ابن زيد " إذا قضى الله ورسوله " أي أوجبا أمرا وألزماه وحكما به " أن يكون لهم الخيرة " أي الاختيار " من أمرهم " على اختيار الله تعالى " وإذ تقول " أي اذكر يا محمد حين تقول " للذي أنعم الله عليه " بالهداية " وأنعمت عليه " بالعتق ، وقيل : أنعم الله عليه بمحبة رسول الله ، وأنعم الرسول عليه بالتبني وهو زيد ابن حارثة " أمسك عليك زوجك " يعني زينب تقول : احبسها ولا تطلقها ، وهذا الكلام يقتضي مشاجرة جرت بينهما حتى وعظه الرسول الله صلى الله عليه وآله وقال : أمسكها " و اتق الله " في مفارقتها ومضارتها " وتخفي في نفسك من الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " والذي أخفاه في نفسه هو أنه إن طلقها زيد تزوجها ، و خشي صلى الله عليه وآله لائمة الناس أن يقولوا : أمره بطلاقها ثم تزوجها.....

 

وفي ص179 نقلًا عن تفسير مجمع البيان للطبرسي (وكأنه نقله من كتب الحديث السنية): ورى ثابت عن أنس بن مالك قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وآله لزيد : اذهب فاذكرها علي ، قال زيد : فانطلقت فقلت : يا زينب أبشري قد أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرك ، ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل عليها بغير إذن لقوله : " زوجناكها " .


وفي رواية اخرى : قال زيد : فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها ، فلما رأيتها عظمت في نفسي حتى ما أستطيع أن أنظر إليها حين علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرها فوليتها ظهري وقلت : يا زينب ابشري ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله يخطبك ، ففرحت بذلك وقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى اوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ونزل : " زوجناكها " فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل بها ، وما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها ، ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار . [كأن المجلسي هنا نقل عن كتب السنة]

 

وفي ج16: ص396 ورجعنا إلى كلام التذكرة : السابع : إنه كان يجوز للنبي صلى الله عليه واله تزويج المرأة ممن شاء بغير إذن وليها ، وتزويجها من نفسه ، وتولى الطرفين من غير إذن وليهما ، وهل  كان يجب عليه نفقة زوجاته ؟ وجهان لهم ، بناء على الخلاف في المهر ، وكانت المرأة تحل له بتزويج الله تعالى ، قال سبحانه في قصة زيد : "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها (" وقيل : إنه نكحها بمهر ، وحملوا "زوجناكها "على إحلال الله تعالى له نكاحها

 

قصة محمد مع المرأة الجونية أو بنت الجُوُن التي حاول اغتصابها وكيف دافعت عن نفسها وصدَّته بشجاعة

 

روى البخاري:

 

5255 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَسِيلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ الشَّوْطُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْلِسُوا هَا هُنَا وَدَخَلَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَأُنْزِلَتْ فِي بَيْتٍ فِي نَخْلٍ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَمَعَهَا دَايَتُهَا حَاضِنَةٌ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَبِي نَفْسَكِ لِي قَالَتْ وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ قَالَ فَأَهْوَى بِيَدِهِ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا لِتَسْكُنَ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ قَدْ عُذْتِ بِمَعَاذٍ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ يَا أَبَا أُسَيْدٍ اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي أُسَيْدٍ قَالَا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَيْمَةَ بِنْتَ شَرَاحِيلَ فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُجَهِّزَهَا وَيَكْسُوَهَا ثَوْبَيْنِ رَازِقِيَّيْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا

 

5254 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقَالَ لَهَا لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ الْحَقِي بِأَهْلِكِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ رَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ

 

وروى أحمد بن حنبل:

 

16061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَا: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى حَائِطٍ يُقَالُ لَهُ: الشَّوْطُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ مِنْهُمَا، فَجَلَسْنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْلِسُوا "، وَدَخَلَ هُوَ وَقَدْ أُتِيَ بِالْجَوْنِيَّةِ فَعُزِلَتْ فِي بَيْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ شَرَاحِيلَ، وَمَعَهَا دَايَةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَبِي لِي نَفْسَكِ " قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِلسُّوقَةِ ؟ قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، قَالَ: " لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ "، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: " يَا أَبَا أُسَيْدٍ، اكْسُهَا رَازِقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا " قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي أَحْمَدَ: امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْجَوْنِ يُقَالُ لَهَا: أَمِينَةُ.

 

إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه البخاري (5257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (642) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (583) من طرق عن عبد الرحمن بن الغسيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5255) ، وابن الجارود (758) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (641) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (583) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به. وأخرجه ابن سعد بغير هذه السياقة 8/145-146، عن هشام بن محمد، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، به. قلنا: وهشام بن محمد: هو الكلبي، متروك الحديث. وعلقه البخاري مختصراً بصيغة الجزم (5256) عن الحسين بن الوليد النيسابوري، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عباس بن سهل، عن أبيه وأبي أسيد، به. وكرره أحمد في مسند سهل بن سعد الساعدي 5/339 (22869) 23257 سنداً ومتناً. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (5254).

 

وقال الطبري في تاريخه:

 

ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم غزية بنت جابر من بني أبي بكر بن كلاب بلغ رسول الله عنها جمال وبسطة فبعث أبا أسيد الأنصاري ثم الساعدي فخطبها عليه فلما قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم وكانت حديثة عهد بالكفر فقالت إني لم أستأمر في نفسي إني أعوذ بالله منك فقال النبي صلى الله عليه و سلم امتنع عائذ الله وردها إلى أهلها يقال إنها من كندة

 

وجدت في مطالعتي لكتب تراجم أصحاب محمد اختلافًا وتضاربًا غير عادي في تحديد اسم هذه المرأة، وكذلك في أسماء كل النساء غير التسعة المعروفات الثابتات، من الأخريات اللاتي طلقهن محمد أو لم يدخل بهن، فكتب الإصابة في تمييز الصحابة والاستيعاب في معرفة الأصحاب وأسد الغابة تعطينا عدة أسماء محتملة متضاربة لها وفق هذه القائمة:

 

سبب خلطهم لهذه الأسماء إما أنها لم تُحفَظ جيدًا، لاهتمامهم أكثر بالزوجات التسع الدائمات المشهورات لمحمد، أو أنهم تعدموا ذلك لارتباط بعض زيجاته بالإكراه والاغتصاب كقصته مع الجونية أو بنت الجون الكندية، واحتمال قصته مع الشنباء  أو الكلابية كذلك، وربما كان بعض نسل قبيلتي هاتين وغيرهما من المعمّرين ومن عاصروهم لا يزالون يتوارثون معلومات عن فضائح محمد فيما بينهم، فقام الكتبة بخلط الأسماء لكي يتمكنوا من نفي الحقائق بالتذرع بعدم التأكد من الأسماء، وربما لتصعيب الأمر على أي أحد قد يفكر في محاولة تتبع سير هؤلاء النساء. والأسماء التي خلطوها ونسبوا نفس هذه القصة لكل وحدة منهن هن: أسماء بنت النعمان بن شراحيل الجونية، أميمة بنت النعمان بن شراحيل الكندية، أميمة بنت النعمان بن الحارث الجونية، أمامة بنت النعمان، سنا بنت النعمان بن أبي الجون، فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية (الأشهر أنها أعرابية فارقته حينما خيَّر زوجاته بين الطلاق والمعيشة معه فيما قيل)، عمرة بنت يزيد بن عبيد الكلابية (وهذه الأشهر أنه طلقها لأنه وجد أنها برصاء يوم الدخلة بها)، وقيل عمرة الغفارية (نفس البرصاء)، ومليكة بنت كعب، والعالية بنت ظبيان.

 

وقد حاولوا التبرير لسبب استعاذة المرأة منه وإهانتها له بهذه الطريقة، لأنها فضيحة تهدد مكانة رجال الدين وسلطة الدين الخرافية، فمما قالوه ما ذكره ابن سعد في الطبقات:

 

مُلَيْكَةُ بِنْتُ كَعْبٍ اللَّيْثِيُّ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ وَكَانَتْ تُذْكَرُ بِجَمَالٍ بَارِعٍ. فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ لَهَا: أَمَا تَسْتَحْيِينَ أَنْ تَنْكِحِي قَاتَلَ أَبِيكِ؟ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَطَلَّقَهَا. فَجَاءَ قَوْمُهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ وَإِنَّهَا لا رَأْيَ لَهَا وَإِنَّهَا خُدِعَتْ. فَارْتَجَعَهَا. فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ. فَاسْتَأْذَنُوهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا قَرِيبٌ لَهَا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ فَأَذِنَ لَهُمْ فَتَزَوَّجَهَا الْعُذْرِيُّ. وَكَانَ أَبُوهَا قُتِلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بالخندمة.

قال محمد بن عمر: مما يضع هَذَا الْحَدِيثَ ذِكْرُ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لَهَا أَلا تَسْتَحْيِينَ. وَعَائِشَةُ لَمْ تَكُنْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي ذَلِكَ السَّفَرِ.

 

كما نرى راوي القصة نفسها نقد من لفقوها وفنّدها بنفسه، ومحمد بن عمر هو الواقدي المؤرخ. وأصلًا بنت الجون لم تكن قرشية، بل من ناحية قرب يثرب. وهذه القصة ذكرها بعض كتب التراجم.

 

هناك بالتخبط والتناقض تبرير آخر، ذكره ابن سعد عن الكلبي:

أخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَشَبِّهِ. قَالَ: فَلَمَّا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَزَوَّجُ الْغَرَائِبَ قَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْغَرَائِبِ يُوشِكْنَ أَنْ يَصْرِفْنَ وَجْهَهُ عَنَّا. وَكَانَ خَطَبَهَا حِينَ وَفَدَتْ كِنْدَةَ عَلَيْهِ إِلَى أَبِيهَا. فَلَمَّا رَآهَا نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَسَدْنَهَا فَقُلْنَ لَهَا: إِنْ أَرَدْتِ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَهُ فَتَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْهُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ. فَلَمَّا دَخَلَ وَأَلْقَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ منك. [فقال: أمن عائذ بالله! الْحَقِي بِأَهْلِكِ] .

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ الْغَسِيلِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الْجُونِيَّةَ فَأَرْسَلَنِي فَجِئْتُ بِهَا فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ أَوْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: اخْضِبِيهَا أَنْتِ وَأَنَا أُمَشِّطُهَا. فَفَعَلْنَ ثُمَّ قَالَتْ لَهَا إِحْدَاهُمَا: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ مِنَ الْمَرْأَةِ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَنْ تَقُولَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَأَرْخَى السِّتْرَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَتَالَ بِكُمِّهِ عَلَى وَجْهِهِ فَاسْتَتَرَ بِهِ [وَقَالَ: عُذْتِ مُعَاذًا. ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَيْدٍ أَلْحِقْهَا بِأَهْلِهَا وَمَتِّعْهَا بِرَازِقِيَّتَيْنِ] . يَعْنِي كِرْبَاسَتَيْنِ. فَكَانَتْ تَقُولُ:

دَعُونِي الشَّقِيَّةَ.

 

أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ. أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ. حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةً مِنْ بَلْجُونٍ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَنْزَلْتُهَا بِالشَّوْطِ مِنْ وَرَاءِ ذُبَابٍ فِي أُطُمٍ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جِئْتُكَ بِأَهْلِكَ. فَخَرَجَ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ. فَلَمَّا أَتَاهَا أَقْعَى وَأَهْوَى لِيُقَبِّلَهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اجْتَلَى لِنِسَاءٍ أَقْعَى وَقَبَّلَ. فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. [فَقَالَ: لَقَدْ عُذْتِ مُعَاذًا] . فَأَمَرَنِي أَنْ أَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا فَفَعَلْتُ.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: لَمَّا طَلَعْتُ بِهَا عَلَى الصِّرْمِ تَصَايَحُوا وَقَالُوا: إِنَّكِ لَغَيْرُ مُبَارَكَةٍ. مَا دَهَاكِ؟ فَقَالَتْ: خُدِعْتُ. فَقِيلَ لِي كَيْتُ وَكَيْتُ. لِلَّذِي قِيلَ لَهَا. فَقَالَ أَهْلُهَا: لَقَدْ جَعَلْتَنَا فِي الْعَرَبِ شُهْرَةً. فَبَادَرَتْ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ مَا كَانَ فَالَّذِي أَصْنَعُ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: أَقِيمِي فِي بَيْتِكِ وَاحْتَجِبِي إِلا مِنْ ذِي مَحْرَمٍ وَلا يَطْمَعُ فِيكِ طَامِعٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّكِ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ. فَأَقَامَتْ لا يَطْمَعُ فِيهَا طَامِعٌ وَلا تُرَى إِلا لِذِي مَحْرَمٍ حَتَّى تُوُفِّيَتْ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عِنْدَ أَهْلِهَا بِنَجْدٍ.

أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ. حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ أَنَّهَا مَاتَتْ كَمَدًا.

 

...قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَوَجَّهْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَخْبَرْتُهُ. وَدَخَلَ عَلَيْهَا دَاخِلٌ مِنَ النِّسَاءِ فَدَأَيْنَ لَهَا لَمَّا بَلَغَهُنَّ مِنْ جَمَالِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ. فَقَالَتْ: إِنَّكِ مِنَ الْمُلُوكِ فَإِنْ كُنْتِ تُرِيدِينَ أَنْ تَحْظَيْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا جَاءَكِ فَاسْتَعِيذِي مِنْهُ فَإِنَّكِ تَحْظَيْنَ عِنْدَهُ وَيَرْغَبُ فِيكِ.

...أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر عن عَمْرِو بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: الْجُونِيَّةُ اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقِيلَ لَهَا هُوَ أَحْظَى لَكِ عِنْدَهُ. وَلَمْ تَسْتَعِذْ منه امرأة غيرها وإنما خدعت لما رؤي مِنْ جَمَالِهَا وَهَيْئَتِهَا. وَلَقَدْ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ مَنْ حَمَلَهَا عَلَى مَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ وَكَيْدُهُنَّ عَظِيمٌ].

 

تناقضهم وتخبطهم في محاولاتهم لتلفيق قصة ما لتخبئة فضيحة محمد، لكي لا ينهار دينهم الذي يتكسّبون منه كفقهاء وشيوخ خطباء ووعّاظ ومقيمي عقد قرانات زواج وجنازات وبائعين للوهم الديني، يكشف أن هناك بالتأكيد شيئًا ما غير أخلاقي وغلط في الحادثة، ألا وهو محاولته الزواج من المرأة بالإكراه، وجلبه لها من مكان بجوار يثرب بالقوة. وهذه القصة التبريرية الملفقة روتها كتب التراجم. وكل القصص متناقضة ملفقة فبعضها يقول أنها جُنَّت وكانت تلقط البعر وتقول أنا الشقية، وآخرون أنها ماتت كمدًا..إلخ. الرد القاسي الذي ردت به على محمد ينفي فكرة وزعم أنه كان أسلوب ما منها لإغراء محمد بخدعة من زوجاته.

 

هناك خبر رواه محمد بن سعد في الطبقات الكبير عن أستاذه الواقدي (محمد بن عمر):

 

أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ أبي الْجَوْنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْحَارِثِ بن شراحيل بن الجون بن آكل المرار الكندي.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ قَالَ: قَدِمَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ الْكِنْدِيُّ. وَكَانَ يَنْزِلُ وَبَنِي أَبِيهِ نَجْدًا مِمَّا يَلِي الشُّرَّبَةَ. فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْلِمًا فَقَالَ: يَا رسول الله ألا أزوجك أَجْمَلَ أَيِّمٍ فِي الْعَرَبِ كَانَتْ تَحْتَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَأَيَّمَتْ وَقَدْ رَغِبَتْ فِيكَ وَحَطَّتْ إِلَيْكَ. فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشٍّ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تُقَصِّرْ بِهَا فِي الْمَهْرِ. [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَا أَصْدَقْتُ أَحَدًا مِنْ نِسَائِي فَوْقَ هَذَا وَلا أُصْدِقُ أَحَدًا مِنْ بَنَاتِي فَوْقَ هَذَا] . فَقَالَ نعمان: فَفِيكَ الأَسَى. قَالَ: فَابْعَثْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى أَهْلِكَ مَنْ يَحْمِلُهُمْ إِلَيْكَ فَأَنَا خَارِجٌ مَعَ رَسُولِكَ فَمُرْسِلٌ أَهْلَكَ مَعَهُ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَهُ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهَا جَلَسَتْ فِي بَيْتِهَا وَأَذِنَتْ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ. فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: إِنَّ نِسَاءَ رَسُولِ اللَّهِ لا يَرَاهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ. فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ. فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَيَسِّرْنِي لأَمْرِي. قَالَ: حِجَابٌ بَيْنَكِ وَبَيْنَ مَنْ تُكَلَّمِينَ مِنَ الرِّجَالِ إِلا ذَا مَحْرَمٍ مِنْكِ. فَفَعَلَتْ. قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: فَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَحَمَّلْتُ مَعِي عَلَى جَمَلٍ ظَعِينَةً فِي مِحَفَّةٍ فَأَقْبَلْتُ بِهَا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَنْزَلْتُهَا فِي بَنِي سَاعِدَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا نِسَاءُ الْحَيِّ فَرَحَّبْنَ بِهَا وَسَهَّلْنَ وَخَرَجْنَ مِنْ عِنْدِهَا فَذَكَرْنَ مِنْ جَمَالِهَا. وَشَاعَ بِالْمَدِينَةِ قُدُومُهَا. ...إلخ

 

لو صح هذا الخبر وأنه كان خطبها من أبيها، فالظاهر أنها لما وجدت تعامل محمد مع النساء منطوٍ على الحبس والقهر والحجب بأسلوب الحريم منذ بداية رحلتها مع أبي أسيد، قررت مقاومة محمد وعدم الزواج منه، ونلاحظ أنها لم يتم أخذ رأيها إذن في الزيجة كلها. ولا يبدو أن ما ذكره الراوي أو أبوها أنها كانت راغبة في الزواج منه صحيحٌ، بل هي كانت نافرة منه تمامًا، وكما قلت فالمهر هو بقايا عادة شراء النساء من الآباء الذكور. وباقي الخبر فيه أنها خُدِعَت لتستعيذ من محمد وهو خبر ملفق، لأنها ما كانت على سبيل التمنع والإغراء ستقول له جملة (وهل تهب الملكة نفسها للسوقة) بإهانة شديدة له. والخبر يظل مشكوكًا فيه لأن آخره ملفق بوضوح لتضاربه مع تلفيقات وتبريرات أخرى.

خبر آخر ذكره ابن سعد:

 

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْجُونِيَّةِ فحملتها. وكانوا يكونون بناحية نجد. حين نَزَلْتُ بِهَا فِي أُطُمِ بَنِي سَاعِدَةَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى جَاءَهَا فَأَقْعَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ أَهْوَى إِلَيْهَا لِيُقَبِّلَهَا. وَكَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْهَا [وَقَالَ لَهَا: لَقَدِ اسْتَعَذْتِ مُعَاذًا] . وَوَثَبَ عَنْهَا وَأَمَرَنِي فَرَدَّدْتُهَا إِلَى قَوْمِهَا.

 

أما مسلم في صحيحه فروى أنها لما جيء بها لم تكن تعلم أنها ذاهبة إلى محمد، لو صح هذا فكيف يقال في روايات الآخرين أن محمدًا كان قد خطبها من أبيها؟! وخبر صحيح مسلم يتوافق مع رواية تاريخ الطبري أنها لم يؤخذ رأيها في قرار تزويجها من محمد ولذلك قاومته مقاومة ناجحة. وكما نرى فالروايات حافلة بكذب وتناقض ومراوغات لا نهائية والخبر فضيحة كبيرة لا يمكن مداراتها بكل هذه الأكاذيب المتناقضة المتضاربة غير المتقنة:

 

[ 2007 ] حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق قال أبو بكر أخبرنا وقال بن سهل حدثنا بن أبي مريم أخبرنا محمد وهو بن مطرف أبو غسان أخبرني أبو حازم عن سهل بن سعد قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب فأمر أبا أسيد أن يرسل إليها فأرسل إليها فقدمت فنزلت في أجم بني ساعدة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءها فدخل عليها فإذا امرأة منكسة رأسها فلما كلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أعوذ بالله منك قال قد أعذتك مني فقالوا لها أتدرين من هذا فقالت لا فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءك ليخطبك قالت أنا كنت أشقى من ذلك قال سهل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حتى جلس في سقيفة بني ساعدة هو وأصحابه ثم قال اسقنا لسهل قال فأخرجت لهم هذا القدح فأسقيتهم فيه قال أبو حازم فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا فيه قال ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز فوهبه له وفي رواية أبي بكر بن إسحاق قال اسقنا يا سهل

 

المستعيذة من محمد في مرويات الشيعة الاثناعشرية:

 

في الفروع من كتاب الكافي للكليني ج5:


9824 - 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمربن اذينة قال: حدثني سعدبن أبي عروة، عن قتادة، عن الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها: سنى وكانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على رسول الله صلى الله عليه وآله بجمالها فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله صلى الله عليه وآله حرصا فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله صلى الله عليه آله عنها فطلقهاو ألحقها بأهلها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات أبراهيم بن رسول اله صلى الله عليه وآله ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وولى الناس أبوبكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر فقالا لهما: اختارا إن شئتما الحجاب وإن شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الرجلين وجن الاخر قال عمر ابن اذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي جعفر (ع) أنه قال: ما نهى الله عزوجل عن شئ إلا وقدعصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج النبي صلى الله عليه وآله من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية، ثم قال أبوجعفر (ع): لوسألتهم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لابنه؟ لقالوا: لا فرسول الله صلى الله عليه وآله أعظم حرمة من آبائهم.

 

9825 - 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (ع) نحوه، وقال في حديثه، ولاهم يستحلون أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين وإن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله في الحرمة مثل أمهاتهم.

 

ولا داعي لأخذ رواية الشيعة الإمامية التشويهية حسب المفاهيم الإسلامية بحق أبي بكر وعمر، لكن المهم هنا وجود الخبر عند الشيعة في مروياتهم، لأن الشيعة بنصوصهم جزء من تراث الإسلام التقليدي بفروعه المهمة وهي السنة والشيعة والإباضية والمعتزلة.

 

وفي بحار الأنوار ج16، 396-397:

 

وأما الفضل ( في المصدر: الفضائل ) والكرامات فقسمان : الاول في النكاح ، وهو امور : الاول : تحريم زوجاته على غيره، قال الشهيد الثاني قدس الله سره : من جملة خواصه صلى الله عليه واله تحريم أزواجه من بعده على غيره ، لقوله تعالى : "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا  "وهي متناولة بعمومها لمن مات عنها من أزواجه ، سواء كانت مدخولا بها أم لا ، لصدق الزوجية عليهما ولم يمت صلى الله عليه واله عن زوجة في عصمته إلا مدخولا بها ، ونقل المحقق الإجماع على تحريم المدخول بها ، والخلاف في غيرها ليس بجيد ، لعدم الخلاف أولا ، وعدم الفرض الثاني ثانيا ، وإنما الخلاف فيمن فارقها في حياته بفسخ ، أو طلاق ، كالتي وجد بكشحها بياضا ، والمستعيذة ، فإن فيه أوجها أصحها عندنا تحريمها مطلقا ، لصدق نسبة زوجيتها إليه صلى الله عليه واله بعد الفراق في الجملة ، فيدخل في عموم الآية، والثاني أنها لا تحرم مطلقا ، لأنه يصدق في حياته أن يقال : ليست زوجته الآن ، ولإعراضه صلى الله عليه واله عنها ، وانقطاع اعتنائه بها .

والثالث : إن كانت مدخولا بها حرمت وإلا فلا ، لما روي أن الاشعث بن قيس نكح المستعيذة في زمان عمر فهم برجمها فاخبر أن النبي صلى الله عليه واله فارقها قبل أن يمسها فخلاها ، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة .


وروى الكليني في الكافي عن الحسن عن عمر بن اذينة في حديث طويل أن النبي صلى الله عليه واله فارق المستعيذة ، وامرأة اخرى من كندة ، قالت لما مات ولده إبراهيم : لو كان نبيا ما مات ابنه فتزوجتا بعده بإذن الأولين ، وأن أبا جعفر عليه السلام قال ما نهى الله عز وجل عن شيء إلا وقد عصي فيه ، لقد نكحوا أزواج رسول الله صلى الله عليه واله من بعده ، وذكر هاتين العامرية والكندية ، فقال أبو جعفر عليه السلام : لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لابنه لقالوا : لا ، فرسول الله أعظم حرمة من آبائهم .

وفي رواية اخرى عن زرارة عنه عليه السلام نحوه ، وقال في حديثه : وهم يستحلون أن يتزوجوا  امهاتهم ؟ وإن أزواج النبي صلى الله عليه واله في الحرمة مثل امهاتهم إن كانوا مؤمنين.

 

وفي ج21 ص183: 21 - أقول : قال الكازروني في المنتقى بعد تلك الغزوات : وفي تلك السنة يعني الثامنة تزوج رسول الله مليكة الكندية ، وكان قتل أباها يوم الفتح ، فقالت لها بعض أزواج النبي صلى الله عليه واله : ألا تستحين ؟ تزوجين رجلا قتل أباك ؟ فاستعاذت منها ففارقها .

 

[كتاب حسين بن سعيد و النوادر] محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال حدثني سعيد عن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن رسول الله (ص) تزوج امرأة من عامر بن صعصعة يقال لها سنا و كانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة و حفصة قالتا لتغلبنا على رسول الله فقالتا لها لا ترين رسول الله منك حرصا فلما دخلت على النبي فناولها يده فقالت أعوذ بالله منك فانقبضت يد رسول الله (ص) عنها فطلقها و ألحقها بأهلها و تزوج رسول الله (ص) امرأة من كندة ابنة أبي الجون فلما مات إبراهيم ابن رسول الله ابن مارية القبطية قالت لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله بأهلها قبل أن يدخل بها

 

قصة أخرى محتملة مع الشنباء أو الكلابية

 

وذكر ابن كثير الشنباء. فقال في السيرة من كتابه (البداية والنهاية):

 

...وَرَوَى سَيْفٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ. قَالَتْ فَالْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ لَمَّ يَدْخُلْ بِهِمَا فَهُمَا ; عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ الْغِفَارِيَّةُ وَالشَّنْبَاءُ، فَأَمَّا عَمْرَةُ فَإِنَّهُ خَلَا بِهَا وَجَرَّدَهَا فَرَأَى بِهَا وَضَحًا فَرَدَّهَا وَأَوْجَبَ لَهَا الصَّدَاقَ وَحُرِّمَتْ عَلَى غَيْرِهِ، وَأَمَّا الشَّنْبَاءُ فَلَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ لَمْ تَكُنْ يَسِيرَةً فَتَرَكَهَا يَنْتَظِرُ بِهَا الْيُسْرَ، فَلَمَّا مَاتَ ابْنه إِبْرَاهِيم على بَغْتَة ذَلِكَ قَالَتْ: لَوْ كَانَ نَبِيًّا لَمْ يَمُتِ ابْنُهُ. فَطَلَّقَهَا وَأَوْجَبَ لَهَا الصَّدَاقَ وَحُرِّمَتْ عَلَى غَيْرِهِ.

 

وقال البيهقي في دلائل النبوة:

 

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَهْدِيٍّ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ بْنُ قَتَادَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَدَخَلَ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ وَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ وَقُبِضَ عَنْ تِسْعٍ، فَأَمَّا اثْنَتَانِ مِنْهُنَّ فَأَفْسَدَهُمَا فَطَلَّقَهُمَا، وَذَاكَ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِإِحْدَاهُمَا: إِذَا دَنَا مِنْكِ، فَتَمَنَّعِي. فَتَمَنَّعَتْ فَطَلَّقَهَا، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَلَمَّا مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ قَالَتْ: لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا مَاتَ ابْنُهُ فَطَلَّقَهَا،

 

وقال الطبري في تاريخه:

 

ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم الشنباء بنت عمرو الغفارية وكانوا أيضا حلفاء لبني قريظة وبعضهم يزعم أنها قرظية وقد جهل نسبها لهلاك بني قريظة وقيل أيضا إنها كنانية فعركت حين دخلت عليه ومات إبراهيم قبل أن تطهر فقالت لو كان نبيا ما مات أحب الناس إليه فسرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

وقال المقريزي في إمتاع الأسماع/ فصل جامع لأزواج النبي:

 

[الكلابية]

وقال الحاكم: والكلابية قد اختلف في اسمها، فقال بعضهم: هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي، وقال بعضهم: هي عمرة بنت يزيد بن عبيد بن رواس بن كلاب بن عامر، وقال بعضهم: هي عالية بنت كيسان بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبيد بن كلاب، وقال بعضهم:هي سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبيد بن أبى بكر بن كلاب.

وقال بعضهم: لم يكن إلا كلابية واحدة، وإنما اختلف في اسمها، وقال بعضهم: بل كن جمعا [ولكن] لكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها. وذكر [سعيد] أن [أسماء بنت النعمان] لما أدخلت عليه لم تكن باليسيرة لما أدخلت، فانتظر بها اليسر، ومات إبراهيم بن رسول اللَّه على بقية ذلك، فقالت: لو كان نبيا ما مات أحب الناس إليه وأعز عليه، فطلقها وأوجب لها المهر، وحرمت على الأزواج.

 

وروى الحاكم في المستدرك:

 

6812 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر قال  والكلابية فقد اختلف في اسمها فقال بعضهم : هي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي وقال بعضهم : هي عمرة بنت زيد بن عبيد بن رواس بن كلاب بن عامر وقال بعضهم : هي سبا بنت سفيان بن عوف بن كعب بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب وقال بعضهم : هي العالية بنت ظبيان وقال بعضهم : ولم تكن إلا كلابية واحدة وإنما اختلف في اسمها وقال بعضهم : بل كن جميعا ولكن لكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها

 

سكت عنه الذهبي في التلخيص

 

يحتمل أن محمدًا تزوج هذه المرأة بالإكراه كذلك كما فعل مع زينب وكما حاول مع الجونية، لم تكن يسيرة، قد نفهمها على أنها لا تقبل مضاجعته لها! وفسرها الطبري بأنها كانت تعاني من حيض لم ينقطع كحالة عارضة، لكن ربما هي كانت تدعي ذلك فقط، وما قالته عن محمد بطريقة عاطفية كشماتة سيئة في موت ابنه يكشف كرهًا منها له.

 

لا عقوبة في الإسلام لاغتصاب الرجل لامرأة:

 

يقول محمد في سورة النور:

 

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} النور

 

كما انتقدت في باب الاستعباد والعبودية، من خلال كتب التفسير، فلم تكن هناك مشكلة عند محمد ومجتمعه إذا تعرضت مستعبَدة لتحرش أو اغتصاب.

 

{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)} النور

 

منذ الزمن القديم وهذا النص وُجِّه له نقد، إن أردن تحصنًا، فإذن هل لو كانت المستعبَدة تهوى وتحترف وتعشق الدعارة، يجوز للقوّادين أن يقوّدنهن بسلام وسرور؟! وإذا كن مكرهات فما مغفرة الله لهن على ذلك وهن لم يذنبن لأنه فعل دون إرادتهن وبالإكراه، ونلاحظ أن النص لا يذكر عقوبة للاغتصاب هنا، لأن الإسلام في أصوله لم توجد به عقوبة للاغتصاب ولا تعريف قانوني وتجريم له، هناك فقط عقوبة على الحرية الجنسية بإقامة علاقة دون زواج، وهي عقوبة على الحرية الشخصية، أما الاعتداء على الآخرين وهو موضع وسبب وجود القوانين والتشريعات فأغفله وأهمله قرآن محمد، لو اغتصب شخصٌ امرأة فحسب الإسلام ليس عليه سوى "حد الزنا".

 

وجاء في البخاري قبل حديث 6950:

 

بَاب إِذَا اسْتُكْرِهَتْ الْمَرْأَةُ عَلَى الزِّنَا فَلَا حَدَّ عَلَيْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ وَقَعَ عَلَى وَلِيدَةٍ مِنْ الْخُمُسِ فَاسْتَكْرَهَهَا حَتَّى اقْتَضَّهَا فَجَلَدَهُ عُمَرُ الْحَدَّ وَنَفَاهُ وَلَمْ يَجْلِدْ الْوَلِيدَةَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ اسْتَكْرَهَهَا قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي الْأَمَةِ الْبِكْرِ يَفْتَرِعُهَا الْحُرُّ يُقِيمُ ذَلِكَ الْحَكَمُ مِنْ الْأَمَةِ الْعَذْرَاءِ بِقَدْرِ قِيمَتِهَا وَيُجْلَدُ وَلَيْسَ فِي الْأَمَةِ الثَّيِّبِ فِي قَضَاءِ الْأَئِمَّةِ غُرْمٌ وَلَكِنْ عَلَيْهِ الْحَدُّ

 

ويبدو أن هذا ما كان عليه الحال كذلك قبل الإسلام، فقد ورد في الإصابة في تمييز الصحابة:

 

وقال موسى بن عقبة عن بن شهاب خوات بن جبير هو صاحب ذات النحيين بكسر النون وسكون المهملة تثنية نحى وهو ظرف السمن فقد ذكر بن أبي خيثمة القصة من طريق بن سيرين قال كانت امرأة تبيع سمنا في الجاهلية فدخل رجل فوجدها خالية فراودها فأبت فخرج فتنكر ورجع فقال هل عندك من سمن طيب قالت نعم فحلت زقا فذاقه فقال أريد أطيب منه فأمسكته وحلت آخر فقال أمسكيه فقد انفلت بعيري قالت اصبر حتى أوثق الأول قال لا وإلا تركته من يدي يهراق فإني أخاف ألا أجد بعيري فأمسكته بيدها الأخرى فانقض عليها فلما قضى حاجته قالت له لا هناك

 

وفي الاستيعاب في معرفة الأصحاب:

 

وله في الجاهلية قصة مشهورة مع ذات النحيين قد محاها الإسلام وهو القائل

فشدت على النحيين كفا شحيحة      فأعجلتها والفتك من فعلاتي

في أبيات تركت ذكرها لأن في الخبر المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عنها وتبسم فقال يا رسول الله قد رزق الله خيرا وأعوذ بالله من الحور بعد الكور وأهل الأخبار يقولون إنه شهد بدرا وقد ذكرنا الاختلاف في ذلك وذات النحيين أمرأة من بني تيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية وتضرب العرب المثل بذات النحيين فتقول أشغل من ذات النحيين

 

كيف يمكن لشخص هو نفسه كان يقوم بالاغتصابات بطرق عديدة، بالزواج من نساء بالإكراه والإجبار والتهديد، وبسبيه وخطفه النساء في الحروب، أن يفكر في وضع تعريف للاغتصاب وقانون لتجريمه؟! من يدري ربما أحب محمد قصة ذات النحيين ولم يكن ينكرها رغم تظاهره الزائف بالتقوى أمام جمهور أتباعه، لعلها بالنسبة له كانت كنوع من القصص والأدب الجنسي المثير أو Pornograph.

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.