35 البذاآت والشتائم في القرآن والأحاديث

البذاآت والشتائم في القرآن والأحاديث

 

من سور الفترة المكية الأولى

 

74 المدثر

 

{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}

 

نموذج للأسلوب المهذَّب جدًّا غير المتعصّب ولا المتشنّج ولا المتهوِّس لمحمد في حواره مع الرافضين لاتباع ما دعا له، حيث يصفهم بالحمير الوحشية الهاربة من أسد! هل يتّسق هذا الأسلوب الهمجيّ المتطاول في الحديث الغير متحضر والغير محترِم لأصحاب العقائد الأخرى مع قوله في آية أخرى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)} العنكبوت: 46 ، وهل يليق أسلوب نابٍ غير لائق كهذا بنسبته إلى إله خالق للكون بزعمهم؟

 

68 القلم

 

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)}

 

إنه لمن المضحك أن قبل هذه الآية بقليل آية تقول: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)}

 

ربما كان يقصد خلق عظيم السوء وغاية في القبح؟! هنا يتهجّم محمد على شخصية كانت تكثر السخرية من ادّعاآته وتفضحها وتطارده كالكابوس في مزاعمه، هي الأخنس بن شريق، وأصله من ثقيف، وكان حليفًا وأحد قادة بني زهرة من قريش كما نقرأ في غزوة بدر وغيرها عند السيرة لابن هشام، محمد يعيب الرجل بصفاته البدينة كـ(عتل) يعني غليظ شديد قويّ، ويشكّك في نسبه إلى أبيه متهمًّا أمه في عفتها وفقًا للمفاهيم الرجعية البدائية العربية التي لا يمكن أن يستعملها إله مزعوم ما كان ليعيب شخصًا بشكله أو نسبه الذي لا دخل له فيه، هذا أسلوب بشري منحطّ غير مترفِّع لإنسان غاضب فيستعمل كل الوسائل والتعابير اللاأخلاقية لينفِّس عن شعوره، ويذكر على لسان الله (ذات محمد المتضخمة منعكسة ي مزاعمه) أنه سيضع له وسمة كالبهائم على أنفه، والأنف طبعًا رمز الكبرياء عند العرب لغويًّا، وهذا كوصفه له بأنه مهين يعني مهان بلا كرامة. ومن تفسير الطبري:

 

وقوله: (عُتُلٍّ) يقول: وهو عُتُلّ، والعتلّ: الجافي الشديد في كفره، وكلّ شديد قويّ فالعرب تسميه عُتُلا؛ ومنه قول ذي الإصبع العَدْوانّي:

والدَّهْرُ يَغْدُو مِعْتَلا جَذَعا

 

البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 179) أنشده عند قوله تعالى: (عتل) قال: العتل: الفظ الكافر في هذا الموضع، وهو الشديد من كل شيء بعد ذلك؛ قال ذو الإصبع العدواني: " والدهر يغدو معتلا جذعا" أي شديدا اهـ. وفي (اللسان: عتل) العتل: هو الشديد الجافي، والفظ الغليظ

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (عُتُلٍّ) العتلّ: العاتل الشديد المنافق.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن أبي رزين، في قوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال: العتلّ: الشديد.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي رزين، في قوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال: العتلّ: الصحيح.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث، عن القاسم، مولى معاوية قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العُتُلّ الزنيم، قال: " الفَاحِشُ اللَّئيمُ ".

قال معاوية، وثني عياض بن عبد الله الفهريّ، عن موسى بن عقبة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال: فاحش الخُلق، لئيم الضريبة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال: الحسن وقتادة: هو الفاحش اللئيم الضريبة.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قوله: (عُتُلٍّ) قال: هو الفاحش اللئيم الضريبة.

قال ثنا ابن ثور، عن معمر، عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَبْكي السَّماءُ مِنْ عَبْدٍ أصَحَّ اللهُ جِسْمَهُ، وأرْحَبَ جَوْفَهُ، وأعْطاهُ مِنَ الدُّنْيا مِقْضَما فَكانَ للنَّاس، ظَلُوما، فَذلكَ العُتلُّ الزَّنِيمُ".

دثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن أبي رزين، قال: العتل: الصحيح الشديد.

حدثني جعفر بن محمد البزوري، قال: ثنا أبو زكريا، وهو يحيى بن مصعب، عن عمر بن نافع، قال: سُئل عكرمة، عن (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) فقال: ذلك الكافر اللئيم.

حدثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: ثنا يحيى، يعنى: ابن يمان، عن أبي الأشهب، عن الحسن في قوله: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال: الفاحش اللئيم الضريبة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، قال: العتلّ، الزنيم: الفاحش اللئيم الضريبة.

حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (عُتُلٍّ) قال: شديد الأشَر.

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: (عُتُلٍّ) قال: العتلّ: الشديد (بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) ومعنى "بعد" في هذا الموضع معنى مع، وتأويل الكلام: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) : أي مع العتلّ زنيم.

 

وقوله: (زَنِيمٍ) والزنيم في كلام العرب: الملصق بالقوم وليس منهم؛ ومنه قول حسان بن ثابت:

وأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ كمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِب القَدَحُ الفَرْدُ

 

وقال آخر:

زَنِيمٌ لَيْسَ يَعْرِفُ مَن أبُوهُ بَغِيُّ الأمّ ذُو حَسَبٍ لَئِيمِ

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (زَنِيمٍ) قال: والزنيم: الدَعيّ، ويقال: الزنيم: رجل كانت به زنمة يُعرف بها، ويقال: هو الأخنس بن شَرِيق الثَّقَفِيّ حلِيف بني زُهْرة. وزعم ناس من بني زُهره أن الزنيم هو: الأسود بن عبد يغوث الزُّهريّ، وليس به.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: ثنا هشام، عن عكرمة، قال: هو الدعيّ.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، أنه سمعه يقول في هذه الآية: (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال سعيد: هو الملصق بالقوم ليس منهم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن الحسن، عن سعيد بن جبير، قال: الزنيم الذي يعرف بالشرّ، كما تعرف الشاة بزنمتها؛ الملصق.

 

الكلمة معروفة جدًّا للعرب الأولين واستعمالها كان دارجًا عندهم، لكن المفسّرين شعروا بالحرج لمعضلة السؤال اللاهوتي: كيف يعيب الله العادل شخصًا بنسبه بتمييز عنصريّ وفيما لا ذنبَ له فيه ولا دخل؟ فحاولوا التلاعب بمعنى كلمة (زنيم) على أنها تعني زائدة في أنف الشخص، وهذا باطل، ولو صح فيكون إعابة لتكوين الشخص وهذا مما لا دخل له فيه، لكن تبريرهم لا يصحّ من الأساس. ويعتقد البعض كما كتبوا أو قالوا كحامد عبد الصمد مقدِّم برنامج (صندوق الإسلام) أن الأخنس أو الشخص  المشتوم هنا طعن في نسب محمد_ سواء بحق أو باطل، فهو مما لا يهمُّنا، لأن نسب الشخص لا يعيبه ولا نعتقد بالمفاهيم الدينية والشرقية البالية على أية حال_فردَّ عليه محمد هنا بنفس الأسلوب السوقيّ، بطريقة: "بل أنتَ" الطفولية.

 

روى أحمد:

 

17517 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: أَتَى نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمِكَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: إِنَّمَا مِثْلُ مُحَمَّدٍ مِثْلُ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كِبَا - قَالَ حُسَيْنٌ: الْكِبَا: الْكُنَاسَةُ - . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَنَا ؟ " . قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ . قَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - قَالَ: فَمَا سَمِعْنَاهُ قَطُّ يَنْتَمِي قَبْلَهَا - أَلَا إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا "

 

حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف راوييه: يزيد بن عطاء: هو اليشكري الواسطي، وشيخه يزيد: هو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، وقد اضطرب الأخير في إسناد هذا الحديث، فمرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة كما هو عند المصنف هنا، ومرة يرويه عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة عن العباس، ومرة أخرى يسقط منه العباس، ومرة يسقط المطلب بن أبي وداعة، انظر ما سلف في مسند العباس برقم (1788) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (675) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ومحمد بن أبان، كلاهما عن يزيد بن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/430-431، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (439) ، وفي "السنة" (1497) ، والطبراني 20/ (676) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/168-169 عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، به. لكن وقع اسم صحابي الحديث في رواية البيهقي: ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب، بإسقاط عبد المطلب. وفي الباب عن واثلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، وقد سلف برقم (16986) .

 

1788 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " مَنْ أَنَا ؟ " قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا "

 

حسن لغيره، يزيد بن أبي زياد- وإن كان فيه ضعف- حديثه حسن في المتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المطلب بن أبي وداعة، فمن رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري.

وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/169-170 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.

وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/499، ومن طريقه البيهقي 1/169-170، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن يزيد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبلغه بعض ما يقول الناس ... فذكره.

وأخرجه يعقوبُ بن سفيان 1/497، والترمذي (3607) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/167 - 168، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (16) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس- وقال الترمذي: حديث حسن.

وسيأتي في مسند عبد المطلب- ويقال: المطلب- بن ربيعة بن الحارث 4/166 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب، به.

وفي الباب عن وائلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، والترمذي (3605) .

 

الخبر الوارد هنا هو عن الفترة المدنية اليثربية يعني استمرار ذلك الكلام عن نسب محمد بعد الهجرة، والخبر عند الشيعة الاثناعشرية في كتبهم ومنها كتاب سليم بن قيس الهلالي في الحديث الرابع عشر، وهم يتحاملون بالتزييف على الأغلب على عمر بن الخطاب حيث نسبوا تلك المقولة عن الكناسة إليه.

 

ولا يبدو أن الأخنس بن شريق كان رجلًا بهذا السوء رغم كل شيء، لأن محمدًا لما زادت الاضطهادات ضده والمضايقات حاول بحركة متهوّرة يائسة اللجوء لدى قبيلة ثقيف أعداء قريش مواطني بلاد الطائف، مثلما يفعل اليوم مواطن معادٍ لأمِرِكا أو كاشف لخططها الأسوأ كصاحب ويكيليكس وغيره باللجوء إلى روسيا وما شابه، لكن ثقيفًا قابلوه أسوأ استقبال وانتهى الأمر بإلقاء الأطفال والسفهاء الحجارة عليه حتى أدموه باعتباره من جهة نظرهم البدائية عدوًا للآلهة أو ساحرًا مجدِّفًا خطِرًا، فأراد العودة إلى مكة بلده، هنا كان موقفه صعبًا جدًّا لأنه لو دخلها بدون حماية وفقًا لتقليد عربيّ قبل إسلاميّ يعرف بالإجارة والجِوار لتعرض للأذى الشديد، ولذلك حاول طلب الجوار من الأخنس بن شريق بالذات، بعد كل الإهانات التي وجّهها له بصورة جارحة غير مهذَّبة، الرجل لم يكن بهذا القدر من التسامح ورفض، ولو أنه كان لديه عذر مقبول وهو أنه حليف القوم ومنتسب لهم ولم يكن قرشيًّا أصيلًا. حتى أجار محمد كما هو معروف وثنيّ آخر من صالحيهم هو المطعم بن عدي وهو نفس الرجل الذي كان يشتري ويُسرِّب حمولات الطعام تبرّعًا منه للمسلمين ولبني هاشم آل محمد الذين ناصروه رغم كونهم وثنيين آنذاك، وجاء في السيرة لابن هشام:

.....فإن رسول اللّه صلي الله عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، من تصديقه ونصرته، صار إلى حراء، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فقال: أنا حليف، والحليف لا يجير. فبعث إلى سُهيل ابن عمرو، فقال: إن بنى عامر لا تجير على بني كعب. فبعث إلى المطْعِم بن عدي فأجابه إلى ذلك، ثم تسلح المطعم وأهلُ بيته، وخرجوا حتى أتوا المسجد، ثم بعث إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أدخل، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت وصلى عنده، ثم انصرف إلى منزله. فذلك الذي يعني حسان بن ثابت.

 

75 القيامة

 

{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)}

 

حسنًا، هنا لا يمكنني القول أنها بذاءة بالضبط، لكن المعضلة أن العادة أنهم يحفِّظون الأطفال أحيانًا سورًا من القرآن، أحيانًا يكون بائس من هؤلاء الصغار البؤساء حافظًا للكثير أو كل هذا الهراء، فكيف سيشرحون لطفل معنى كلمة مني؟! يبدو لي هذا شيئًا مستهجنًا وغيرَ مقبولٍ. يُفترَض أن يتعلَّم الطفل المعلومات الدقيقة عن هذه الأشياء لما يكبر فقط، لأن طفولة النوع الإنساني هي أطول طفولة زمنيًّا من بين كل أنواع الكائنات على حد علميّ، لأن تطور العقل والجسم ونموهما يستغرق وقتًا فيه.

 

52 الطور

 

{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)}

 

أيضًا لا أدري كيف يمكن أن يقرأ طفل نصًّا بهذه الصيغة، ليس فقط منيّ، بل يُمنونه! وكيف يمكن شرح الكلمة له دون كذب في تفسير كلام يرونه إلهيًّا.

 

 

 

من سور الفترة المكية الثانية

 

23 المؤمنون

 

{قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)}

 

نموذج لفشل أسلوب دعوته الغير مهذب طوال فترته في مكة، 300 شخص فقط في عشر سنوات، نتيجة تعصب كلا الفريقين هو والوثنيين، فسباب المخالفين وعدم اتساع الصدر والعقل لتعدد المعتقدات ووصف الآخرين بالكاذبين والمسحورين أي المفتونين أو المجانين المتعرضين لسحر خرافيّ أو المتخيلين لأشياء ليس أسلوبًا مهذَّبًا للتحاور مع الناس من المعتقدات المختلفة عنك.

 

25 الفرقان

 

{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

 

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}

 

لا تدل هذه النصوص على أي تهذيب أو رُقِيٍ في الحوار. أسلوب شتيمة وتهجم بحت.

 

الفترة المكية الثالثة

 

32 السجدة

 

{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)}

 

بعض أطفالهم البؤساء يعذبونهم بغسل الأدمغة بصورة بشعة وتحفيظهم بالعنف والضرب والتعذيب في كثير من الأحيان لهذه النصوص بخزعبلاتها وطولها الشديد، ولا يكون هؤلاء الأطفال عمومًا فاهمين لأغلب كلام القرآن العربي، لأنهم لم يتم تعليمهم قواعد وألفاظ العربية قبل التحفيظ، فهم لا يفهمون المعنى الجنسي لنص كهذا، وماذا لو سأل طفل ذكي عن معنى الكلام، هذا سيكون محرجًا ولا يناسب طفلًا.

 

11 هود

 

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79)}

 

وفقًا لهذا فلوط_ في محاولته لإثناء ومنع قومه من الاعتداء الجنسي على ما ظنه ضيوفًا بينما هم ملائكة حسب الأسطورة_عرض بناته للجنس المجاني دون اختيار منهن بل والجنس الجماعي لكل قومه أو من جاءه منهم لكي يتركوا الضيوف، تبدو هذه فكرة عجيبة وغير أخلاقية، فأنت لا تمنع الشر بفعل شر لا يقل عنه شرًّا في جوهره. هل تقتل رجلًا بريئًا لتأخذ أعضاءه وتنقذ بزرعها خمسة أشخاص آخرين؟! هذا فعل غير أخلاقي. كثيرون انتقدوا هذه القصة من الأوربيين والأمِرِكيين والعرب والفرس العقلانيين منهم، ويحتار المرء كيف أنهم يحفِّظون أطفالهم هذه النصوص بإشاراتها الجنسية غير المناسبة لأطفال الجنس البشري، فالمدة الزمنية للطفل البشري فيما يُقال أطول مدة في كل الكائنات الحية بسبب نمو مخه. ربما لحسن الحظ أن معظم هؤلاء الأطفال لا يفهمون كثيرًا من معاني ما يحفظونه إلا ما يشرحه لهم شيخهم. المشكلة أن القرآن بمحتواه ليس كتابًا يصلح لكل الأعمار، وهذا ينطبق كذلك على كتاب اليهود.

 

39 الزمر

 

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64)}

 

يصف هنا محمد مخالفيه بالجاهلين، باعتبار أنه اعتبر نفسه أكثر علمًا من الوثنيين والمسيحيين، بأسلوب الجدل الخاص بالمادية الجدلية والديالكتيك بين الفكرة ونقيضها، وتطور الأفكار والعلوم، سأقول كذلك أن محمدًا والمسلمين جاهلون بالنسبة للعلم والحقيقة في الإلحاد ونور العلوم الحديثة، فهم غارقون في ظلمات الجهل وخرافات الدين.

 

31 لقمان

 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}

 

أسلوب غير مهذّب من التطاول على شخص لمجرد عدم الاعتقاد بالدين الذي يدعو محمدٌ له، ولكون الشخص المذكور كما تقول كتب التفسير والسيرة لابن هشام قاوم دعوة محمد بشغل الناس بأساطير الفرس التي تعلمها منهم كمنافس لأساطير محمد، طالما هؤلاء القدماء من العرب كانوا مولعين بالخرافات لا المنطق أو البحث العلمي والتجريبي، بمجتمعهم البدوي، وكانت معظم الحضارات في القرون الوسطى منهارة من الناحية العلمية والفكرية والفلسفية عمومًا.

 

10 يونس

 

{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}

 

تطاول غير عادي وسباب وتشويه وتهجم على الآخرين لمجرد رفض اتباع دين معين ادعاه محمد. سلوك غير متزن نفسيًّا، هذا السلوك كمرض نفسيّ ورثه كثير من المسلمين بفعل الإسلام، عندما أعلنت إلحادي في بعض أوساطهم تعرضت لجنون واضطهاد وهوس منهم غير عاديّ، يريدون الجميع مثلهم وإلا....

 

7 الأعراف

 

{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177)}

 

وصف الغير متبعين للإسلام دين محمد بأنهم كالكلاب، وهو مثال للأسلوب القرآني غير المهذب الهمجيّ الذي لا يحترم الآخرين ولا آداب الحوار والكلام والدعوة الدينية، هذا النمط العدواني التهجمي في الكلام عند محمد كان يسهل على أي عالم نفس أو حتى خبير بطبائع نفوس البشر وأمراضها وتشوهاتها أن يتوقّع أن شخصًا مثله لو مُنِح القوة سيفعل ما قد فعله محمد من حروب ومذابح رهيبة وجرائم واستعباد ونهب.

 

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)}

 

هنا كذلك وصف غير المسلمين بأنهم أنعام يعني أغنام ومواشٍ، وبأنهم أغبياء لا يفهمون ولا يبصرون، هل يتصوَّر أي إنسان عقلانيّ أن أسلوبًا متدنِّيًا ومتطاولًا على الناس بالشتيمة كهذا يصح نسبته إلى إله مزعوم؟! إنه لواضح تمامًا عدم تحمل الإسلام لوجود أديان منافسة أخرى، أي إله هذا الذي كان سيضيق ذرعًا ولا تتسع نفسيته لوجود تنوع في الأفكار والعقائد والمذاهب البشرية.

 

6 الأنعام

 

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}

 

وصف لغير المسلمين بالصم والبكم، وهو كثير في القرآن وليس هنا فقط. أسلوب بشريّ بحت للبشر الكارهين المتنافسين الشاتمين لبعضهم والحاقدين المبغضين.

الفترة المدنية

 

2 البقرة

 

راجع باب تشويه الصورة حيث تطاول محمد وسبه لليهود ووصفهم بأن الله جعل من بعضهم قردة وخنازير.

 

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}

 

تطاول وتهجم على غير المسلمين ووصفهم بالسفهاء أي الجهلاء والحمقى وسيئي التصرف.

 

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}

 

الذين سألوا هذا السؤال ليسوا سفهاء، أسلوب محمد ضد المنطق والنقد العقلانيّ كان دومًا هو الشتيمة والتسفيه، بل هو سؤال منطقيّ، وردود محمد غير منطقية فهل يحتاج الله لعمل اختبار وتجربة بدونها لا يمكنه معرفة من يتبع رسوله المزعوم؟! يبدو أنه محدود العلم إذن!

 

62 الجمعة

{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)}

 

أسلوب شتيمة مباشرة فجّة، بلا دبلوماسية أو لباقة لإيصال معناها، لا على طريقة البريطانيين والغربيين المعاصرين بأسلوب البلاغة والأدب، بل بسبٍّ وضح مباشر، الناس أحرار فيما يعتقدون، ومحمد بصورة مهووسة وإرهابية وشمولية كان مصرًّا بطريقة مريضة نفسيًّا على إلزام يهود يثرب باتباع ما كان يدعو له من عقائد وممارسات وتشريعات، ولم يتسع صدره ولا عقله لمجرد وجود منافس حضاري وديني له في يثرب نواة مشروع دولته وديانته وأمته الجديدة، وهو هنا ادعى أن اليهود بعدما "تلقوا" التوراة حرّفوها، هو زعم لا تسانده الوثائق التاريخية والمخطوطات القديمة جدًّا التي اكتُشِفت، نعم هناك اختلافات بين النسخ كالتشكيل والقراءة والتنقيحات وغيرها، لكن هذا يكون في كل نصوص الأديان تقريبًا، حتى القرآن الإسلاميّ، لكنْ لا يوجد تحريف بالمعنى الذي ادعاه محمد على أن اسمه مذكور في كتب اليهود أو أن اليهودية كانت نوعًا من الإسلام وكان أنبياؤهم يحجون إلى كعبة مكة، فهذه خرافات لا صحة لها تاريخيًّا، واليهودية ليست إسلامًا تعرض لتحريف وتعديل، بل ديانة مختلفة في الكثير من أفكارها وعقائدها وتشريعاتها بصورة أصيلة قديمة. محمد شر قدوة لشر أتباع شر ديانة في التاريخ، شخصيًّا في أول إلحادي عندما جرّبتُ التعبيرَ عن أفكاري وعقادئي وآرائي تعرضت لاضطهاد عنيف وشتائم بذيئة من سفهاء ومتعصّبي المسلمين، محمد قدوتهم في الشتم والسب وعدم الأدب واحترام آداب الحوار واحترام الآخرين، لكنْ من قال أنهم يضرُّونا بتطاولهم أو أننا سنتوقف عن التفكير والكتابة والبحث والقراءة، أو نتوقف عن أن نكون وعن هوياتنا كعقلانيين طبيعيين.

 

8 الأنفال

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}

 

هنا وصف محمد غير المسلمين وخاصةً الوثنيين الذين قالوا له في مكة قد استمعنا إلى قولك، بمعنى عدم اقتناعهم بدعوته ومزاعمه بأنهم دواب يعني بهائم بل وشر البهائم والحيوانات! هذا التعصب والشمولية الفكرية وعدم احترام العقائد الأخرى كان بمثابة تمهيد للإرهاب التالي وتعاليمه التي أمرت بإجبار الوثنيين على الإسلام تحت تهديد القتل والإبادة وسبي النساء والأطفال. إلحاح محمد بهوس على اتباع الوثنيين له وعدم تحمله لفكرة رفض أفكاره من بعضهم أو معظمهم ورثها كثيرٌ من المسلمين كهوس ومرض نفسيّ موروث، فهم لا يطيقون مجرد فكرة أشخاص غير مسلمين يتنفسون معهم أوكسُجين نفس الكوكب بل وحتى يتواجدون في نفس الكون!

 

47 محمد

 

{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)}

 

بأسلوب شتيمة غير مهذّب يصف الوثنيين بأنهم كبهائم تعلف، لا عجب أن محاولته الدعوة بالكلام لم تنجح ولم يقنع الكثيرين، وإنما نجح بالسيف والإكراه.

          

4 النساء

 

{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)} النساء

 

وفقًا لهذا النص فلا مانع من التلفظ ببذيء الألفاظ لشتم من ظلم الشخص، شخصيًّا سأوافق على قاعدة كهذه كرجل أؤمن بالانطلاق اللغوي وحرية الألفاظ واللغة على الطريقة الأمركية والأسترالية وربما المصرية في بعض الأماكن الشعبية الأصيلة الظريفة، لكن هل يقبل المتدينون هذه القاعدة وهذا الفهم الواضح للنص؟!

وروى أحمد:

 

7205 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ "

إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (423) ، ومسلم (2587) ، وأبو داود (4894) ، والترمذي (1981) ، وأبو يعلى (6518) ، وابن حبان (5728) و (5729) ، والبيهقي 10/235، والخطيب البغدادي 3/222، والبغوي (3553) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10329) و (10703) . وفي الباب عن عياض بن حمار، عند أحمد 17486 و17488. وانظر الطبراني في "الكبير" 17/ (1004) و(1003) ، وفي "الأوسط" (2546)

 

وعلى النقيض توجد وصية مناقضة:

 

(17483) 17622- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ دُونِي ، عَلَيَّ بَأْسٌ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ ، يَتَهَاذَيَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ.

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابي الحديث، فلم يخرج له سوى مسلم. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي، ومطَرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. وأخرجه أبن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1194) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (32) ، وابن حبان (5726) و (5727) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (1001) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي (33) عن عمر بن شبّة، عن يحيى القطان، عن عوف، عن الحسن، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وأخرجه الطيالسي (1080) ، والبيهقي 10/235 من طريق عمران بن داور القطان، عن قتادة، به. وزاد: "فما قالا على البادئ، حتى يعتدي المظلوم". وأحمد بالإرقام (17487) و (17489) و(18337). وانظر (17486) . وانظر الطبراني في "الكبير" 17/ (1002) والبخاري في "الأدب المفرد" (427) ، وفي "التاريخ الكبير" 17/ (19) ، والبزار في "مسنده" (3493) ، والطبراني في "الأوسط" (2547) ، وفي "الكبير" 17/ (1003) و البيهقي في "السنن الكبرى" 10/ (235).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعض البذاآت في كتب الحديث

 

امصص بظر اللات

 

جاء في البخاري من حديث 2732 في سياق الحديبية:

 

....فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ أَيْ مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى وُجُوهًا وَإِنِّي لَأَرَى أَوْشَابًا مِنْ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ امْصُصْ بِبَظْرِ اللَّاتِ أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ....

 

رواه أحمد 18928  وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 5/215 (مختصر) و9/144 و218 من طريق الإمام أحمد.

وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9720) ، ومن طريقه أخرجه البخاري مختصراً (2731) و (2732) ، وابن حبان (4872) ، والطبراني في "الكبير" 2/ (13) ، والبيهقي 7/171 و10/109، وفي "الدلائل" 4/99-108، بهذا الإسناد.

وأخرجه مختصراً ومطولاً أبو داود (2765) و (4655) ، والنسائي في "المجتبى" 5/169، والطبري في "تفسيره" 26/97-101، وفي "تاريخه" 2/620-625 من طريق محمد بن ثور حدَثهم عن معمر، به.

وأخرجه مختصراً البخاري (2711) و (2712) - ومن طريقه البغوي في "شرح "السنة" (2748) ، وفي "التفسير" 7/77-78- من طريق عقيل، والبخاري (4180) و (4181) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (15) ، والبيهقي 7/170 من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع المسور بن مخرمة ومروان يخبران عن أصحاب رسول الله - وقال: ابن أخي الزهري: من خبر رسول الله- فذكر الحديث بنحوه.

 

والقصة رواها ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة بلا فارق، ورواها الواقدي في المغازي وعنده أن الجملة قالها أبو بكر مرتين بحضور محمد لشخصين، فقال:

 

وَتَكَلّمَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ نَرَى أَنْ نَصْمُدَ لِمَا خَرَجْنَا لَهُ فَمَنْ صَدّنَا قَاتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ÷: إنّا لَمْ نَخْرُجْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، إنّمَا خَرَجْنَا عُمّارًا. وَلَقِيَهُ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ فِى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمّدُ لَقَدْ اغْتَرَرْت بِقِتَالِ قَوْمِك جَلابِيبِ الْعَرَبِ، وَاَللّهِ مَا أَرَى مَعَك أَحَدًا لَهُ وَجْهٌ مَعَ أَنّى أَرَاكُمْ قَوْمًا لا سِلاحَ مَعَكُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ: عَضَضْتَ بَظْرَ اللاّتِ، قَالَ بُدَيْلٌ: أَمَا وَاَللّهِ لَوْلا يَدٌ لَك عِنْدِى لأَجَبْتُك، فَوَاَللّهِ مَا أُتّهَمُ أَنَا وَلا قَوْمِى أَلاّ أَكُونَ أُحِبّ أَنْ يَظْهَرَ مُحَمّدٌ إنّى رَأَيْت قُرَيْشًا مُقَاتِلَتَك عَنْ ذَرَارِيّهَا وَأَمْوَالِهَا، قَدْ خَرَجُوا إلَى بَلْدَحٍ فَضَرَبُوا الأَبْنِيَةَ مَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ وَرَادَفُوا عَلَى الطّعَامِ يُطْعِمُونَ الْجُزُرَ مَنْ جَاءَهُمْ يَتَقَوّوْنَ بِهِمْ عَلَى حَرْبِكُمْ فَرَ رَأْيَك.

وَأَقْبَلَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ حَتّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ ÷، ثُمّ أَقْبَلَ حَتّى جَاءَهُ، ثُمّ قَالَ: يَا مُحَمّدُ إنّى تَرَكْت قَوْمَك، كَعْبَ بْنَ لُؤَىّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَىّ عَلَى أَعْدَادِ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ قَدْ اسْتَنْفَرُوا لَك أَحَابِيشَهُمْ، وَمَنْ أَطَاعَهُمْ وَهُمْ يُقْسِمُونَ بِاَللّهِ لا يُخَلّونَ بَيْنَك وَبَيْنَ الْبَيْتِ حَتّى تَجْتَاحَهُمْ، وَإِنّمَا أَنْتَ مِنْ قِتَالِهِمْ بَيْنَ أَحَدِ أَمْرَيْنِ أَنْ تَجْتَاحَ قَوْمَك، وَلَمْ نَسْمَعْ بِرَجُلٍ اجْتَاحَ أَصْلَهُ قَبْلَك؛ أَوْ بَيْنَ أَنْ يَخْذُلَك مَنْ نَرَى مَعَك، فَإِنّى لا أَرَى مَعَك إلاّ أَوْبَاشًا مِنْ النّاسِ لا أَعْرِفُ وُجُوهَهُمْ وَلا أَنْسَابَهُمْ.

فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ، وَقَالَ: اُمْصُصْ بَظْرَ اللاّتِ أَنَحْنُ نَخْذُلُهُ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَا وَاَللّهِ لَوْلا يَدٌ لَك عِنْدِى لَمْ أَجْزِك بِهَا بَعْدُ لأَجَبْتُك وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ قَدْ اسْتَعَانَ فِى حَمْلِ دِيَةٍ فَأَعَانَهُ الرّجُلُ بِالْفَرِيضَتَيْنِ وَالثّلاثِ وَأَعَانَهُ أَبُو بَكْرٍ بِعَشْرِ فَرَائِضَ، فَكَانَتْ هَذِهِ يَدَ أَبِى بَكْرٍ عِنْدَ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ

 

ورواه أحمد بن حنبل 18910 لكنه إنما رواه عن ابن إسحاق

 

مثال لعدم احترام لمقدسات الآخرين والتطاول عليها والتلفظ بالكلام النابي القبيح بحق أديان أخرى ولم يعترض محمد رغم حضوره وهو ما يعكس رضاه وتوافق ذلك مع سياسته ورغبته.

 

اخرَ عليها

 

روى ابن أبي شيبة:

 

38057- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ....إلخ.....قالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالرَّحِيلِ، فَارْتَحَلُوا، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا مَرًّا، قَالَ: وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى نَزَلَ مَرًّا لَيْلاً، قَالَ: فَرَأَى الْعَسْكَرَ وَالنِّيرَانَ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ فَقِيلَ: هَذِهِ تَمِيمٌ، مَحَّلَتْ بِلاَدَهَا فَانْتَجَعَتْ بِلاَدَكُمْ، قَالَ: وَاللهِ، لَهَؤُلاَءِ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ مِنًى، أَوْ قَالَ: مِثُلُ أَهْلِ مِنًى، فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دُلُّونِي عَلَى الْعَبَّاسِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِاللاَتِ وَالْعُزَّى ؟.

قَالَ أَيُّوبُ: فَحَدَّثَنِي أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْقُبَّةِ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ: إِخْرَ عَلَيْهَا، أَمَّا وَاللهِ أَنْ لَوْ كُنْت خَارِجًا مِنَ الْقُبَّةِ مَا قُلْتهَا أَبَدًا.

قَالَ: قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَنْ هَذَا ؟ قَالَوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

ثُمَّ رَجَعَ إلَى حَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ.

فَأَسْلَمَ أَبُو سُفْيَانَ، وَذَهَبَ بِهِ الْعَبَّاسُ إلَى مَنْزِلِهِ....إلخ الحديث

 

إسناده مرسل فابن جبير لم يسمع من عمر.

 

لواء عند إسته

 

روى البخاري:

 

3186 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا يُنْصَبُ وَقَالَ الْآخَرُ يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ

 

3187 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَحَدُهُمَا يُنْصَبُ وَقَالَ الْآخَرُ يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ

هناك لفظ صعب في صحيح مسلم ومسند أحمد، واللفظ لأولهما:

 

[ 1738 ] حدثنا محمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد قالا حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن خليد عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة

 

ورواه بمثله أحمد:

 

5096- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : قُلْتُ : لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَقْرَأُ خَلْفَ الإِِمَامِ ؟ قَالَ : تُجْزِئُكَ قِرَاءَةُ الإِمَامِ . ...إلخ قُلْتُ : الرَّجُلُ يَأْخُذُ بِالدَّيْنِ أَكْثَرَ مِنْ مَالِهِ ، قَالَ : لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ عَلَى قَدْرِ غَدْرَتِهِ.

 

(11038) 11052- سَمِعْتُ سُفْيَانَ ، قَالَ : وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ.

 

(11303) 11323- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ عِنْدَ اسْتِهِ.

 

وإسته يعني عدم المؤاخذة فتحة الشرج! بذاءة ألفاظ شديدة، تُرى من أول من يستحق هذا المصير لنقضه العهود؟! وكانت عادة العرب أن يرفعوا في مواسمهم التجارية والشعرية ألوية لغدرات الغادرين وسفاكي الدماء بغدر، من الخلعاء الذين خلعهم قومهم وتبرؤوا منهم لسوء أفعالهم والمجرمين الفارّين ومن على شاكلتهم، ومن هنا جاء تصور محمد أو من صاغ الحديث.

 

نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة

 

وروى مسلم:

 

[ 1692 ] وحدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل قصير أعضل ليس عليه رداء فشهد على نفسه أربع مرات أنه زنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك قال لا والله إنه قد زنى الأخر قال فرجمه ثم خطب فقال ألا كلما نفرنا غازين في سبيل الله خلف أحدهم له نبيب كنبيب التيس يمنح أحدهم الكثبة أما والله إن يمكني من أحدهم لأنكلنه عنه

 

 [ 1692 ] وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قصير أشعث ذي عضلات عليه إزار وقد زنى فرده مرتين ثم أمر به فرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نفرنا غازين في سبيل الله تخلف أحدكم ينب نبيب التيس يمنح إحداهن الكثبة إن الله لا يمكنى من أحد منهم إلا جعلته نكالا أو نكلته قال فحدثته سعيد بن جبير فقال إنه رده أربع مرات

 

ورواه أحمد (20803) و(20854) و (20867) و (20901) و (20936) و (20979) و (20983) و (20984) و (21041) .

 

قال السندي: نبيب: بنون مفتوحة ثم بموحدة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، وهو صوت التيس عند السفاد. يمنح: بفتح الياء والنون، أي: يعطي. الكثبة: بضم الكاف، ثم مثلثة ساكنة ثم موحدة: القليل من اللبن.

 

ومن مرويات أحمد التي فيها اسم الشخص (ماعز) ومتى قال محمد كلامه:

 

10988 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَتَى فَاحِشَةً فَرَدَّدَهُ مِرَارًا، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَرَجَمْنَاهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ، ثُمَّ وَلَّيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ ، قَامَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ أَقْوَامٍ " " سَقَطَتْ عَلَى أَبِي كَلِمَةٌ "

 

حديث صحيح، هُشيم- وهو ابن بشير، وإن عنعن- متابع. وباقي رجاله ثقات من رجال مسلم. أبو نضْرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة العبدي. وأخرجه مطولاً مسلم (1694) (21) ، وابنُ حبان (4438) ، والحاكم 4/362 من طريق يزيد بن زُريع، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد، وعندهم الكلمة التي سقطت على الإمام أحمد، وهي: "ما بالُ أقوامٍ إذا غزونا يتخلفُ أحدُهم عنا، له نبيب كنبيب التيْس، على أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلْتُ به".

 

(20979) 21289- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَى ، قَالَ : فَحَوَّلَ وَجْهَهُ ، قَالَ : فَجَاءَنَا فَاعْتَرَفَ مِرَارًا ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ ، فَرُجِمَ ، ثُمَّ أُتِيَ فَأُخْبِرَ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، قَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ كُلَّمَا نَفَرْنَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ عِنْدَهُنَّ لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ يَمْنَحُ إِحْدَاهُنَّ الْكُثْبَةَ ، لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ لأَجْعَلَنَّهُمْ نَكَالاً.

 

صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة الكوفي.

 

نعم الرجل ارتكب خطيئة وفعلا غير أخلاقي، لكن هذا لا يعطي مبررًا لرجمه حتى الموت، أو إهانته بوصفه بأنه تيس حيوان غير عاقل ووصمه بالحقارة والضعف الجنسي بأسلوب التعنيف والتحقير. الكثبة يعني القليل من الحليب.

 

إهانة محمد للمختلفين في العقيدة لمجرد اختلافهم وعدم اتباعهم لمنظومته الدينية

 

روى أحمد:

 

2739 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُدَهْدِهُ الْجُعَلُ بِمَنْخَرَيْهِ، خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو الطيالسي، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "مسند الطيالسي" (2682) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5775) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11862) ، وفى "الأوسط" (2599) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (11861) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/85 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح.

قوله: "مُوِّتوا"، قال السندي: بتشديد الواو على بناء المفعول، يقال: أماته الله وموته، وضبطه بعضهم على بناء الفاعل (ضبطت هكذا عندنا في س) ولا يظهر وجهه. وقوله: "لَما يدهده الجعلُ"، قال: بفتح اللام، و"ما" موصولة، ويُدَهدِه: أي: يُدير ويدحرج، وهو بضم ياء من دَهْدَه كدحرج، لفظاً ومعنى، والجُعَلُ: بضم جيم وفتح عين، دُوَيبَة سوداء معروفة (كالخنفساء) تدير الخراء بأنفها.

 

8736 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ "

 

إسناده حسن، هشام بن سعد -وإن كان من رجال مسلم- تنزل رتبته عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.

وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/60، والبيهقي في "الشعب" (5127) و (5128) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 10/232، وفي "الشعب" (5126) ، وفي "الآداب" (422) من طريق حسين بن حفص، كلاهما عن هشام بن سعد، بهذا الِإسناد.

وأخرجه أبو داود (5116) ، وعنه البيهقي في "الآداب" (423) من طريق المعافى بن عمران وابن وهب، والترمذي (3956) من طريق موسى بن أبي علقمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3458) من طريق ابن وهب، والخطيب في "تاريخه" 6/188 من طريق المعافى بن عمران، ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري. رواية الترمذي مختصرة، وقال: حسن غريب.

وسيأتي الحديث برقم (8792) مختصراً، و (10781) .

وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2739) ، وإسناده صحيح.

قوله: "عبِّيَّة الجاهلية"، قال السندي: بضم عين مهملة، وكسر موحدة مشددة، وفتح ياء مثناة من تحت مشددة: الكبر والنخوة.   "مؤمن تقي، وفاجر شقي"، أي: الناس رجلان: مؤمن تقي فهو الخير الفاضل، وإن لم يكن حسيباً في قومه. وفاجر شقي فهو الدنيء، وإن كان في أهله شريفاً رفيعاً.  "من عدتِهم" بتشديد الدال، أي: من عَدَدهم.  "الجِعْلان" بكسر جيم وسكون عين، جمع جُعَل، بضم ففتح: دويبة سوداء تدير الأوساخ بأنفها.

 

ما يدحرجه الخنفس أو الجعران (الجعل) كما نعرف ليس سوى روث الحيوانات وبراز البشر الذي يتغذى عليه ويكوره ككرة يدحرجها للتخزين في منزله، أو بعض المهملات. هكذا يشبه محمد بشرًا كان لبعضهم بالتأكيد قيمة إنسانية صالحة طيبة لمجرد أنهم أثناء حيواتهم مؤمنين بتعدد الآلهة الخرافية، وهكذا يهينهم وبالتالي يهين أبناءهم من أتباعه بالإساءة للآباء والأجداد. شخصية شريفة كالمطعم بن عدي وكملاعب الأسنة وكابن جدعان وكهاشم جد محمد وغيرهم كان لهم مكانتهم الإنسانية كناس صالحين فاعلي خيرات وإحسان ولم يكونوا يستحقون من محمد أوصافًا كهذه وشتائم.

 

محمد كان يأمر أتباعه بالتلفظ بلفظ بذيء

 

روى أحمد بن حنبل وعبد الله بن أحمد بن حنبل:

 

• 21218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُبَيٍّ،: أَنَّ رَجُلًا اعْتَزَى فَأَعَضَّهُ أُبَيٌّ بِهَنِ أَبِيهِ. فَقَالُوا: مَا كُنْتَ فَحَّاشًا قَالَ: "إِنَّا أُمِرْنَا بِذَلِكَ"

 

إسناده حسن، محمد بن عمرو بن العباس روى عنه جمع، وترجمه الخطيب في "تاريخه" 3/127، ونقل توثيقه عن ابن خراش، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/107، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وأخرجه الضياء في "المختارة" (1235) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق الحسن البصري، عن عتي بن ضمرة، عن أُبيِّ برقم (21233) وما بعده. وفي الباب عن عمر بن الخطاب موقوفاً عند ابن أبي شيبة 15/13.

قوله: "اعتزى" أي: انتسب، من: عزيت الشيء وعزوته، أعزيه وأَعزوه، إذا أسندته لأحد أو نسبته إليه. قال السندي: أي ذكر نسبه إلى آبائه بطريق الافتخار دون التعريف. قلنا: وفي الروايات الآتية جاء الحديث بلفظ: "من اعتزى بعزاء الجاهلية". "أعضَّه" أي: قال له: اعضض ذكر أبيك. والهن: كناية عن الذكر.

 

 

21233 - حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة، عن أبي بن كعب: أن رجلا اعتزى بعزاء الجاهلية، فأعضه، ولم يكنه، فنظر القوم إليه، فقال للقوم: إني قد أرى الذي في أنفسكم، إني لم أستطع إلا أن أقول هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا: "إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية، فأعضوه، ولا تكنوا"

 

حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتي بن ضمرة، فحديثه يصلح للمتابعات والشواهد، وقد تابعه أبو عثمان النهدي فيما سلف برقم (21218) . عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، والحسن: هو البصري. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/300-301، والبخاري في "الأدب المفرد" (963) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (976) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3204) و (3207) ، والشاشي (1499) ، والطبراني في "الكبير" (532) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (756) ، والبغوي (3541) ، والضياء في "المختارة" (1244) ، والمزي في ترجمة عتي من "تهذيب الكمال" 19/329-330 و330 من طرق عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (963) ، والشاشي (1500) من طريق مبارك بن فضالة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (975) ، وعنه الطحاوي (3205) من طريق السري بن يحيى، كلاهما عن الحسن، به. وسيأتي (21234) و (21235) و (21236) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/32-33 (38337) من طريق كهمس بن الحسن، والنسائي في "الكبرى" (8865) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (974) من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، كلاهما عن الحسن البصري، عن أبي. ليس فيه عتي، والحسن لم يسمع من أبي.

 

وروى ابن أبي شيبة من أوامر عمر بن الخطاب:

 

38339- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : مَن اعْتَزَى بِالْقَبَائِلِ فَأَعِضُّوهُ ، أَوْ فَأَمِصُّوهُ.

 

 

كلام علني غير لائق

 

[ 1403 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه

 

ورواه أحمد 14537 و14744 و14672 و15249

 

سلوك وكلام غير مهذب وغير لائق. يوضح علاقته بزوجته بطريقة افتضاحية.

 

وروى مسلم:

 

[ 350 ] حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي قالا حدثنا بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل هل عليهما الغسل وعائشة جالسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل

 

ألفاظ كأنها أفلام جنسية بورنو

 

روى البخاري:

 

302 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا قَالَتْ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ تَابَعَهُ خَالِدٌ وَجَرِيرٌ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ

 

303 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ أَمَرَهَا فَاتَّزَرَتْ وَهِيَ حَائِضٌ وَرَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ

 

299 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا جُنُبٌ 300 - وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ 301 - وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ

2030 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ

 

وروى مسلم:

 

[ 293 ] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كان إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتزر بإزار ثم يباشرها

 

 [ 293 ] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني ح وحدثني علي بن حجر السعدي واللفظ له أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت كان إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك أربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك أربه

 

 [ 294 ] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض

 

ورواه كذلك أحمد 26855 والبخاري 3030 عن ميمونة. ورواه أحمد 24046 عن عائشة بنفس هذا اللفظ،

 

وروى أحمد:

 

24280 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ وَأَنَا حَائِضٌ ، ثُمَّ يُبَاشِرُنِي ، وَكُنْتُ أَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ وَأَنَا حَائِضٌ "

 

إسناده صحيح على شرط الشيخين.

وسيأتي (25021) ، و (25410) و (25563) و (25750) ، وقد سلف (24046) و (26248) .

قال السندي: قولها: فآتزر، بمد الهمزة وتخفيف التاء، هو الصحيح عند أهل الحديث وأما القصر وتشديد التاء فخطأ عندهم لأنه مهموز، والهمزة لا تقلب تاء في الافتعال، والله تعالى أعلم.

26846 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُبَاشِرُهَا (1) وَهِيَ حَائِضٌ فَوْقَ الْإِزَارِ " (2)

 

(1) في (ظ6) : يباشر.

(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان.

وأخرجه الدارمي (1046) ، ومسلم (294) ، والبيهقي في "السنن" 1/311 من طريق خالد بن عبد اللّه، عن الشيباني، بهذا الإسناد.

وعلقه البخاري عقب الرواية (303) فقال: ورواه سفيان عن الشيباني.

وسيأتي برقمي: (26854) و (26855) .

وانظر (26819) .

وفي الباب عن عائشة، سلف برقم (24046) .

 

وعند أحمد ألفاظ أكثر بذاءة ووصفًا:

 

24923 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَمَّتِي وَخَالَتِي إِلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُهَا (2) ، كَيْفَ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَصْنَعُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَرَكَتْ ؟ فَقَالَتْ: " كَانَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ إِحْدَانَا ائْتَزَرَتْ بِالْإِزَارِ الْوَاسِعِ، ثُمَّ الْتَزَمَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَدْيَيْهَا (3) وَنَحْرِهَا " (4)

 

(2) ضبب فوقها في (ظ8) ، وجاء في هامشها ، فسألناها ، وعليها علامة الصحة .

(3) في (هـ) و (م) وهامش (ظ 2) بيديها ، والمثبت من (ظ 8) و (ق) و (ظ2) وهامش (هـ) .

(4) إسناده ضعيف جداً شبه موضوع ، صدقة بن سعيد الحنفي ، قال البخاري : عنده عجائب ، وقال الساجي : ليس بشيء ، وقال ابن قانع : ضعيف ، وقال أبو الحسن ابن القطان : لم تثبت عدالته ولم يثبت فيه جرح مفسر ، وقال أبو حاتم : شيخ ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول . وجُميع بن عُمير التيمي ، قال البخاري : فيه نظر ، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد ، وقال ابن نمير : من أكذب الناس ، وتناقض فيه ابن حبان ، فذكره في "الثقات" ، وذكره في "المجروحين" ، وقال : كان رافضياً يضع الحديث. وانفرد أبو حاتم بقوله : محله الصدق ، صالح الحديث!

وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين .

وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1 / 189 ، وأبو يعلى (4865) من طريق أبي بكر بن عياش ، عن صدقة ، بهذا الإسناد.

وقد سلف بإسنادٍ صحيح برقم (24046) بلفظ : كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض .

قال السندي : قولها: إذا عركت ، أي : حاضت من باب نصر . وقولها التزمت ، أي : عانقت .

 

لا يمكن للمرء أن يفهم كيف اتصف رواة الأحاديث الكبار الحفظة كأحمد بالبلاهة الكافية ليرووا كلامًا مسيئًا لمحمد يحتمل التلفيق من أشخاص لهم أغراض ما كمثل الحديث الأخير رقم 24923، ربما لأن هؤلاء الرواة كانوا يحفظون ولا يفكرون، وهي سمة العقل الديني والمسلم، ولا يزال هذا هو أسلوبهم في التعليم، تلقين بدون تفكير أو غرس لملكة التفكير والنقد.

 

 

 

المنافق كالشاة التي يعاشرها غنمان مرة هذا ومرة ذاك، المعنى

 

روى مسلم:

 

[ 2784 ] حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيد الله ح وحدثنا محمد بن المثنى واللفظ له أخبرنا عبد الوهاب يعني الثقفي حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة

 

وروى أحمد:

 

° 5079 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَهَذِهِ تَتْبَعُ، أَمْ هَذِهِ (2) " (3)

 

(2) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) عقب هذا الحديث ما نصه: إلى هنا آخر الأحاديث التي فيها: قال وجدت في كتاب أبي.

(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وعُبيدالله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (46) ، وأبو الشيخ في "الأمثال، (320) من طريق إسحاق بن يوسف، به.

وأخرجه مسلم (2784) (17) ، والطبري في "التفسير" (10728) و (10730) من طرق، عن عبيد الله، به.

وأخرجه مسلم (2784) ، والنسائي 8/124، والرامهرمزي في "الأمثال " (44) و (45) ، وابن عدي في "الكَامل"1/310، والخطيب في "تاريخه"14/268 من طرق، عن نافع، به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير" (585) من طريق المغيرة بن حكيم، عن ابن عمر، به، مرفوعاً.

وانظر (4872) .

ورواه أحمد بأرقام (5790) و (6298) ، ومع قصة عبيد بن عمير، برقم (5359) و (5546) و (5610) .

قوله: العائرة، أي: المترددة. قاله ابن الأثير.

وقال السندي: قوله: مثلُ الشاةِ العائرة، أي: المترددة بين قطيعين، وهي التي تطلب الفحل للضراب، فتتردد بين القطيعين، فلا تستقر مع إحداهما، والمنافق بين المؤمنين والمشركين تبعا لهواه وغرضه الفاسد، وفيه سلب الرجولية عن المنافق.

 

6298 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَيَّهُمَا (2) تَتْبَعُ " (3)

 

(2) في (ظ 14) : أيها.

(3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.

وأخرجه مسلم (2784) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.

وقد سلف برقم (5079) ، وانظر (4872) .

 

يعني تعتبر إهانة جنسية الطباع، ومحمد لم يترفع عن شتائم تقليدية توجد في كل المجتمعات كهذه، لكن شتيمته لغيظه من فشل محاولته لإكراه كل وثنيي يثرب وغيرهم على الإسلام ديانته، لأن لا أحد يمكنه السيطرة على الأفكار التي في الرؤوس.

 

أنكتها؟

 

روى البخاري:

 

6824 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا أَتَى مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ غَمَزْتَ أَوْ نَظَرْتَ قَالَ لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنِكْتَهَا لَا يَكْنِي قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ

 

ورواه أحمد (2129) و(2310) و (2433) و (2617) و (2998) و(3028)

 

وصف كل التجار في تعميم غير منطقي بأنهم فجار

 

روى أحمد:

 

15530 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ، وَيَأْثَمُونَ ".

 

حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي راشد الحُبراني، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وروى عنه جمع، ووثقه العجلي، وابن حبان، والحافظ ابن حجر في "التقريب".

إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلَيَّة.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي برقم (98) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً (97) و (98) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2077) ، والحاكم 2/6-7، والبيهقي في "الشعب" (4846) من طرق، عن هشام، به، ولفظه عندهم إلا الطحاوي: ويحلفون فيأْثمون. ولفظ الطحاوي: وإنهم يقولون ويكذبون، ويحلفون ويأثمون. وقد صرح يحيى بن أبي كثير عند الطبري والحاكم بسماعه من أبي راشد، فقال: حدثني أبو راشد الحبراني.

قال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى ابن أبي كثير من أبي راشد. وهشام ثقةٌ مأمون، وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلاّم، ووافقه الذهبي.

قلنا: سترد رواية أبان برقم (15669) وزاد مع زيد بن سلاّم جدّه أبا سلاّم.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/73، وقال: رواه أحمد هكذا، ثم قال: ورواه الطبراني في "الكبير"، فساق الرواية مطولة، ثم قال: ورجال الجميع ثقات. وله طريق في الأدب أطول من هذه.

قلنا: قد أورد هذه الرواية المطولة في "المجمع" 8/36، وقال: رواه الطبراني- واللفظ له- وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح.

وسيأتي برقم (15669) ، ومطولاً برقم (15666) .

وفي الباب: عن رفاعة بن رافع الزرقي: عند الترمذي (1210) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (2146) ، والحاكم 2/6

 

15666/1 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا عَلِمْتُمُوهُ، فَلَا تَغْلُوا فِيه، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ " (1)

15666/2 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ " (1)

 

(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زيد بن سلاّم وجده- وهو أبو سلاّم ممطور الحبشي- فمن رجال مسلم.

عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد البصري.

والحديث جاء في أربع فقرات رواه بعضهم بتمامه، وروى آخرون بعض فقراته كما سيرد.

وهو بتمامه عند عبد الرزاق في "المصنف" (19444) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (314) .

وهذا القسم الأول أخرجه البيهقي في "السنن" 2/170 من طريق عبد الرزاق، به.

وأورده بتمامه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/36، وقال: رواه الطبراني، واللفظ له، وأحمد،ورجالهما رجال الصحيح.

قلنا: ورواية الطبراني في "الكبير" هي في الجزء المفقود من الكتاب، وليست في المطبوع منه.

وانظر (15529) ، وأشرنا إلى أحاديث الباب هناك.

(2) إسناده هو إسناد سابقه.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) برقم (100) ، والبيهقي في "السنن" 5/266، وفي "الشعب" (4844) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري أيضاً (99) من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، به، إلا أنه لم يذكر أبا سلام جد زيد بن سلام.

وسيرد برقم (15669) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى، به.

وقد سلف برقم (15530) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل.

 

محمد يصف كل النساء بصورة تعميمية بأنهن فاسقات

 

روى أحمد:

 

15531 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالَ: رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا، وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنَّهُمْ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "

 

حديث صحيح، وإسناده هو إسناد الحديث رقم (15529) . وأخرجه الحاكم 4/604 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، بهذا الإسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: أبو راشد الحبراني، لم يخرج له مسلم، وخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

 

15666/2 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ قَدْ أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ، وَحَرَّمَ الرِّبَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ "

15666/3 - ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ: " النِّسَاءُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا، وَبَنَاتِنَا، وَأَخَوَاتِنَا ؟ قَالَ: " بَلَى وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ "

 

إسناده صحيح كإسناد (15666/1) . وأخرجه الحاكم 2/190- 191 من طريق عبد الرزاق، بالإسناد المشار إليه، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9803) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (15531) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل. وذكرنا هناك شرحه.

 

وروى عبد الزراق:

 

20602 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال جاءت امرأة بابن لها إلى النبي صلى الله عليه و سلم ليدعو له فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه أجل قد حضر قالت يا رسول الله إنه لآخر ثلاثة دفنتهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم حاملات والدات رحيمات بأولادهن لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخلت مصلياتهن الجنة

 

رجاله ثقات وهو مرسل، وانظر أحمد 22173 وهامش طبعة الرسالة.

 

كلام ذكوري على نحو واضح لشخص مكبوت مهووس، محمد أو صائغ الحديث. وبالنسبة لمحمد يتعلق الأمر على الأرجح ليس بكبت، بل بعقدة نفسية من الطفولة بسبب موت أمه، حيث تصور العقل الباطن لمحمد الطفل أن أمه تركته عمدًا، وناقشت ذلك بمواضع أخرى من الكتاب منها في باب (التناقضات) عند ذكر زعم محمد رفض الله السماحَ له بالاستغفار لأمه.

 

كأنما تفرقوا عن جيفة حمار

 

روى أحمد:

 

9052 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو داود (4855) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (408) ، وابن حبان (590) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (445) ، والحاكم 1/941-492 و492، وأبو نعيم في "الحلية" 7/207، وفي "أخبار أصبهان" 2/224 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد.

وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9965) و (10680) و (10825) .

وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3380) من طريق أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة. وقرن بأبي هريرة أبا سعيد الخدري.

وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9583) و (9764) و (10413) .

وفي الباب عن جابر عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (58) و (411) ، والطبراني في "الدعاء" (1928) ، والبيهقي في "الشعب" (1570) .

وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي بإثر الحديث (3380) ، والنسائي (409) ، والبيهقي (1571) مرفوعاً، ورواه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (55) ، والنسائي (410) موقوفاً.

وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7751) ، وفي "الدعاء" (1921) .

وعن عبد الله بن مغفل عند الطبراني في "الأوسط" (3756) 3744، وفي "الدعاء" (1920) .

 

10680 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرٍ، إِلَّا تَفَرَّقُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

 

إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- وسهيل، فمن رجال مسلم .

وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (445) ، وأبو نعيم في "الحلية"  7/207، وفى "أخبار أصبهان" 2/224 من طريق محمد بن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقرنوا بحماد شعبة. ووقع الإسناد في المطبوع من ابن السني هكذا: ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حماد، وهو خطأ، صوابه: عن شعبة وحماد.

وانظر (9052) .

 

وروى النسائي في عمل اليوم والليلة:

 

411 - أخبرنَا أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن سُوَيْد بن منجوف قَالَ حَدثنَا أَبُو دَاوُود عَن يزِيد بن ابراهيم عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا جلس قوم مَجْلِسا ثمَّ تفَرقُوا عَن غير صَلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا تفَرقُوا على أنتن من ريح الجيفة

 

وهو عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (58)، والطبراني في "الدعاء" (1928) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1570) .

 

408 - أخبرنَا زَكَرِيَّا بن يحي أخبرنَا أَبُو مُصعب بن أبي حَازِم حَدثهُ وَحدثنَا يَعْقُوب بن الدَّوْرَقِي حَدثنَا (ابْن) آح أبي حَازِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا اجْتمع قوم فَتَفَرَّقُوا عَن غير ذكر الله إِلَّا كأنَّما تفَرقُوا عَن جيفة حمَار وَكَانَ ذَلِك الْمجْلس عَلَيْهِم ترة

 

لا يفيدكم كأنه رأس حمار ميت متعفن، المعنى

 

روى أحمد:

 

17140 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: قَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: قَالَ ابْنُ غَنْمٍ: لَمَّا دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَابِيَةِ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ لَقِينَا عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، فَأَخَذَ يَمِينِي بِشِمَالِهِ وَشِمَالَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِيَمِينِهِ، فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَنَا وَنَحْنُ نَنْتَجِي وَاللهُ أَعْلَمُ بمَا نَتَنَاجَى وَذَاكَ قَوْلُهُ، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: لَئِنْ طَالَ بِكُمَا عُمْرُ أَحَدِكُمَا أَوْ كِلَاكُمَا لَتُوشِكَانِ أَنْ تَرَيَا الرَّجُلَ مِنْ ثَبَجِ الْمُسْلِمِينَ - يَعْنِي مِنْ وَسَطٍ - قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَأَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ، أَوْ قَرَأَهُ عَلَى لِسَانِ أَخِيهِ قِرَاءَةً عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعَادَهُ وَأَبْدَاهُ، وَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَنَزَلَ عِنْدَ مَنَازِلِهِ، لَا يَحُورُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَحُورُ رَأْسُ الْحِمَارِ الْمَيِّتِ. ...إلخ

 

إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، قال صالح بن محمد البغدادي: روى عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث طوالاً عجائب. قلنا: وباقي رجال الإسناد ثقات غير أن عبد الحميد بن بهرام- وهو الفزاري- وإن كان ثقة، عابوا عليه كثرة روايته عن شهر. ابن غَنْم: هو عبد الرحمن.

وأخرجه مطولاً ومختصراً الطبراني في "الكبير" (7139) ، والحاكم 4/329، وأبو نعيم في "الحلية" 1/268-269، والبيهقي في "الشعب" (6844) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي (1120) عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن شداد بن أوس، به، لم يذكر ابن غنم في الإسناد. قال أبو بشر عقيبه: وجدت هذا الحديث في كتاب لأبي داود عن عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن شداد، وهو الصحيح، والحديث مختصر.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/220- 221، وقال: رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وثقه أحمد وغير واحد، وبقية رجاله ثقات.

وسلف مختصراً بنحوه برقم (17120) .

وقوله: "أنا خير قسيم لمن أشرك بي" له شاهد من حديث أبي هريرة، سلف بإسناد صحيح برقم (7999) ، فيصحُّ به.

قال السندي: قوله: ننتجي، أي: نتكلم فيما بيننا سِراً.

فأعاده، أي: أعاد القرآن وكرره.

لا يَحُور: لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن.

غَفْراً، بالنصب، أي: اغفر غفراً.

 

من نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ حسب زعم الأحاديث

 

روى البخاري:


1144 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقِيلَ مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ

 

ورواه أحمد 3557 و7537 و9516 وغيرها  ومسلم 774

 

انفراج المرأة عن قبلها

 

روى الحاكم في المستدرك:

 

8417 - أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة ثنا الحسين بن حفص عن سفيان عن جبلة بن سحيم عن عامر بن مطر قال : سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول  كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم انفراج المرأة عن قبلها

 

قال الذهبي: صحيح

 

8418 - أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن حفص ثنا سفيان عن الصلت بن بهرام عن منذر بن هوذة عن خرشة بن الحر قال : قال حذيفة رضي الله عنه  كيف أنتم إذا انفرجتم عن دينكم انفراج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها قال : فقال رجل : قبح الله العاجز قال : بل قبحت أنت

 هذان الحديثان صحيحا الإسنادين ولم يخرجاه

 

قال الذهبي: صحيح

 

ورواه ابن أبي شيبة:

 

38292- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامُ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ ، عَنْ دِينِكُمْ كَمَا تَنْفَرِجُ الْمَرْأَةُ ، عَنْ قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ مَنْ يَأْتِيهَا ، قَالُوا : لاَ نَدْرِي ، قَالَ : لَكِنِّي وَاللهِ أَدْرِي ، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ عَاجِزٍ وَفَاجِرٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : قَبُحَ الْعَاجِزُ عَنْ ذَاكَ ، قَالَ : فَضَرَبَ ظَهْرَهُ حُذَيْفَةُ مِرَارًا ، ثُمَّ قَالَ : قُبِّحْت أَنْتَ ، قُبِّحْت أَنْتَ.

 

ينكس قلبه تعلوه إسته (يعني شرجه)

 

روى أحمد:

 

23348 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، قَالَ: بَعَثَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَرَدُّوهُ، قَالَ: فَكُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ يَرْجِعَ لَمْ يُهْرِقْ فِيهِ دَمًا، قَالَ: فَقَالَ حُذَيْفَةُ: " وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ لَتَرْجِعَنَّ عَلَى عُقْبَيْهَا لَمْ يُهْرِقْ فِيهَا مَحْجَمَةَ دَمٍ، وَمَا عَلِمْتُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا عَلِمْتُهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصْبِحُ مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُمْسِي مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ مَا مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، يُقَاتِلُ فِئَتَهُ الْيَوْمَ، وَيَقْتُلُهُ اللهُ غَدًا، يَنْكُسُ قَلْبُهُ تَعْلُوهُ اسْتُهُ "، قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْفَلُهُ ؟ قَالَ: " اسْتُهُ ".

 

إسناده محتمل للتحسين، أبو ثور -وهو الأزدي الحداني الكوفي- روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال أبو داود: كوفي جليل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين . عمرو بن مرة: هو ابن عبد الله الجملي المرادي، وأبو البختري: هو سعيد بن فيروز .

وأخرجه الطيالسي (432) ، وأخرجه الحاكم 4/546 من طريق عفان بن مسلم ومسلم ابن إبراهيم، ثلاثتهم (الطيالسي وعفان ومسلم) عن شعبة، بهذا الإسناد .

وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (703) و (704) ، والحاكم 4/437-438

من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به . وزاد في روايتي الطبراني: فقال أبو مسعود: هكذا حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفتنة، ووقع في رواية الحاكم قلب في المتن!

وأخرجه الطبراني 17/ (705) من طريق هارون بن سعد، عن عمرو بن مرة، عن أبي ثور، فذكره دون قوله: "إنَّ الرجل ليصبح مؤمناً .. إلخ" وقال عقبه: ولم يذكر هارون بن سعد في الإسناد: أبا البختري .

وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن جندب بن عبد الله البجلي، عن حذيفة برقم (23388) .

قال السندي: قوله: "بعث عثمان يوم الجرعة" بفتح جيم وراء، أو سكونها: موضع بالكوفة، كان به فتنة زمن عثمان رضي الله عنه، نزل فيه أهل الكوفة لقتال سعيد بن العاص لما بعثه عثمان أميراً عليها .

"فخرجوا" أي: أهل الكوفة. "فلترجعن" أي: الفتنة. "ما معه منه": أي: من الإيمان. "ينكس" ضبط بتشديد الكاف، أي: يجعله مقلوباً معكوساً .

 

وعند الشيعة الاثناعشرية ترد بذاآت وغرائب بكتبهم لم يتسع الوقت للاطلاع عليها لطول الكتب وضيق الوقت وتركيز هذه الدراسة على مصادر السنة، ومما في كتب الشيعة:

 

نوادر الراوندى : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه وآله قبل زب الحسين بن علي عليهما السلام كشف عن اربيته (1) وقام فصلى من غير أن يتوضأ.

 ___________________________________________________

(1) الاربية : أصل الفخذ ، وكان أربوة لكنهم استثقلوا التشديد على الواو ، وقالوا اربية .

... بيان : " الزُب " بالضم الذَكَر والاربية كاثفية أصل الفخذ ، أوما بين أعلاه وأسفل البطن ، ويدل الأول على أن مس الذكر لا يبطل الوضوء.

 

الاختصاص 303 و304، وفي بصائر الدرجات 104: أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن غير واحد منهم بكار بن كردم وعيسى بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعناه وهو يقول : جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها ، فقالت : هذا قاتل الاحبة فنظر إليها فقال لها : يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هنها شيء بين مدلى قال : فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله - وكان عثمانيا - فقال لها : أيتها المرأة ما يزال يسمعنا ابن أبي طالب العجائب فما ندري حقها من باطلها ، وهذه داري فادخلي فإن لي أمهات أولاد حتى ينظرن حقا أم باطلا ، وأهب لك شيئا ، قال : فدخلت ، فأمر أمهات أولاده فنظرن ، فإذا شيء على ركبها مدلى ، فقالت : يا ويلها اطلع منها علي بن أبي طالب عليه السلام على شيء لم يطلع عليه إلا أمي أو قابلتي ، قال : فوهب لها عمرو بن حريث لعنه الله شيئا.

 

الاختصاص 305 و306 وبصائر الدرجات 104 و105: الحسين بن علي الدينوري ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن غياث ، عن عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي حبيب ، عن الحارث الاعور قال : كنت ذات يوم مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها ، فتكلمت بحجتها ، فتلكم الزوج بحجته ، فوجه القضاء عليها ، فغضبت غضبا شديدا ثم قالت : والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور ، وما بهذا أمرك الله تعالى ! فقال لها : يا سلفع يا ميع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته ، فلما سمعت منه هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابا ، فأتبعها عمرو بن حريث فقال لها : والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا ، وسمعت أمير المؤمنين قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما ردت عليه حرفا  فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك حتى لم تقدري أن تردي عليه حرفا ؟ قالت : يا عبدالله لقد أخبرني بأمر ما يطلع عليه إلا الله تبارك وتعالى وأنا ، وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به ، فصبر على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعدها اخرى، فقال لها عمرو : فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك ؟ قالت : يا عبدالله إنه قال لي ما أكره، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب ، فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومي هذا ، فقال عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله لي : " يا سلفع " فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله : " يا مهيع " فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال ، وأما قوله : " يا قردع " فإني المخربة بيت زوجي وما ابقي عليه فقال لها : ويحك ما علمه بهذا ؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم كبير، فقالت له : بئس ما قلت له يا عبدالله ، ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ، ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله ووارثه ، وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا.

قال : وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : يا عمرو بما استحللت أن ترميني بمارميتني به ؟ قال: أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ، ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا ، فانظر كيف تخلص من الله ، فقال : يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان ، فاغفر لي غفر الله لك ، فقال : لا والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا

 

بصائر الدرجات 104: إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن الحارث بن حصيرة عن الاصبغ بن نباتة قال : كنا وقوفا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وهو يعطي العطاء في المسجد ، إذ جاءته امرأة فقالت : يا أميرالمؤمنين أعطيت العطاء جميع الاحياء إلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا ، فقال لها : اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلق يا من لا تحيض كما تحيض النساء ، قال : فولت ثم خرجت من المسجد ، فتبعها عمر وبن حريث فقال لها : أيتها المرأة قد قال علي عليه السلام ما قال ، فقالت : والله ما كذب وإن كان ما رماني به لفي ، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني وامي التي ولدتني ، فرجع عمرو بن حريث فقال : يا أميرالمؤمنين تبعت المرأة فسألتها عما رميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله ، فمن أين علمت ذلك ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام مما كان ومما كائن ( 3 ) إلى يوم القيامة، حتى علمت علمت المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب ، وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال ( 5 ) .

 

بيان : البذية من البذاء وهي الفحش ، وقال الفيروزآبادي : السلفع : الصخابة البذيئة السيئة الخلق كالسلفعة. وقال : السلقان : التي تحيض من دبرها ولم يذكر السلقلق.

 

الاختصاص 302 وفي بصائر الدرجات 102 و103: إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى لزوجها عليها فغضبت فقالت : والله ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فنظر إليها مليا ثم قال لها : كذبت يا جريئة يا بذية أيا سلسع - إي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء - قال ( 2 ) : فولت المرأة هاربة تولول وتقول : ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبى طالب سترا ( 3 ) كان مستورا ، قال : فلحقها عمرو بن حريث فقال لها : يا أمة الله لقد استقبلت عليا بكلام سررتني ( 4 ) ثم إنه نزغك بكلمة ( 5 ) فوليت عنه هاربة تولولين ، قالت : إن عليا عليه السلام والله أخبرني بالحق وبما أكتمه من زوجي مند ولي عصمتي ومن أبوي ، فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما قالت له المرأة ، وقال له فيما يقول : ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو : ويلك إنها ليست بالكهانة ( 6 ) ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فلما ركب الارواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر ، وماهم به مبتلون ، وماهم عليه من شر أعمالهم وحسنهم ( 7 ) في قدر اذن الفأرة ، ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين" الحجر: 75 وكان رسول الله هو المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون ، فلما تأملتها عرفت ماهي عليها بسيماها ( 2 ) .

_________________________________________________________
( 2 ) في الاختصاص : يا سلفع يا سلقلقية يا التى لا تحمل من حيث تحمل النساء . ( 3 ) في البصائر : سرا ( 4 ) : سررتينى . ( 5 ) نزغه بكلمة أى نخسه وطعن فيه . ( 6 ) في البصائر : بالكهانة شئ . وفي الاختصاص : بالكهانة منى . ( 7 ) : من سيئ اعمالهم وحسنه . وفي الاختصاص : من سيئ عملهم وحسنه .

 

وفي الخرائج والجرائح : 121 مثله.

 

وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد: رواه ابن أبي الحديد من كتاب الغارات عن محمد بن جبلة الخياط عن عكرمة عن يزيد الاحمسي ، وفيه:  يا سلقلق ويا جلعة " ثم قال ابن أبي الحديد : السلقلق : السليط ، وأصله من السلق ، وهو الذئب . والجلعة : البذية اللسان. والركب : منبت العانة

 

 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.